السجل العلمي لمنتدى النزاهة العلمية
السجل العلمي لمنتدى النزاهة العلمية
السجل العلمي لمنتدى النزاهة العلمية
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
به ولنأخذ على سبيل المثال قضية االستنساخ البشري<br />
هل ينبغي للباحثين في علم وراثة األجنة أن تتاح لهم<br />
حرية االستنساخ البشرى؟ هنا تأتي حدود معينة تمثل<br />
في مجملها مسئولية يجب أن تقترن مع الحرية والوعي<br />
بالنتائج التي لها مردود اجتماعي سلبي وإنعكاس أخاقي<br />
غاية في الخطورة ، مما يتطلب ضرورة التوازن بين الحرية<br />
البحثية وحرية العلم والتطور <strong>العلمي</strong> والمعرفي ، وبين<br />
البنى االجتماعية وقدسية وكرامة اإلنسان. وهنا يثار<br />
سؤال آخر للمفاضلة بين طرفي العاقة المنافع/األضرار<br />
وهو إذا كان مبدأ الحرية هنا على محك العلم/اإلنسان<br />
والبد أن يمارس بحيث سينتهك حق وحرية أحدهما<br />
فبأيهما نضحي بالعلم أم باإلنسان؟ واإلجابة عن هذا<br />
السؤال يحدده نظرة كل مجتمع للعاقة بين العلم<br />
واإلنسان بمعنى أيهما يمثل الوسيلة بالنسبة لآلخر.<br />
تلك النظرة التي تعكس مكانة اإلنسان ونزاهة البحوث<br />
<strong>العلمي</strong>ة في كل مجتمع.<br />
المساءلة:<br />
تعني االعتراف بالمسئولية عن األفعال والمنتجات<br />
والقوانين والقرارات والسياسات وتحملها وتتضمن اإلدارة<br />
والحوكمة والتنفيذ في نطاق الدور أو المركز الوظيفي<br />
وتشمل االلتزام بقديم التقارير والتفسير وتحمل<br />
مسئولية عن العواقب. وأنه يمكن أن توجد المساءلة إال<br />
مع الممارسات المحاسبية المناسبة بمعنى آخر غياب<br />
المحاسبة يعني غياب المساءلة )الدويك ، 1435ه ، 6(.<br />
وهي قيمة تعكس الضوابط الازمة لتحقيق <strong>النزاهة</strong>.<br />
تقدير المجتمع للعلم والبحث <strong>العلمي</strong> والعلماء:<br />
في الواقع هذا المبدأ ذو شقين ، الشق األول يختص<br />
بتقدير العلم واالعتراف بالجميل للعلماء في تطور الحياة<br />
ودورهم العظيم في التقدم. والشق الثاني يختص بتقدير<br />
العلم والعلماء للسياق االجتماعي واألخاقيات العامة<br />
وغايات المجتمع والغاية من البحوث <strong>العلمي</strong>ة ذاتها. وهذا<br />
يزكي الثقة والتعاون وأخاق <strong>النزاهة</strong> بين العلم والعلماء<br />
والمجتمع ويفتح قنوات تواصل مهمة وضرورية الستمرار<br />
البحث وضمان الحرية المسئولة وضمان المحاسبية فيما<br />
بعد لمواجهة األخطاء <strong>العلمي</strong>ة وغيرها.<br />
ويلعب اإليمان بقيمة العلم ومجهود العلماء دورًا كبيرًا<br />
في تمكين اإلنسان والمجتمع من مواجهة تحديات<br />
الحياة والسعي من أجل التقدم. فالعلم شكل من<br />
أشكال الفاعليات االجتماعية وقوى اإلنتاج ، وعنصر<br />
مهم في كيان المجتمع ومقوم من أهم مقومات الثورة<br />
التكنولوجية الحالية. هذا ويؤكد اإلسام قيمة العلم<br />
ويحض عليه في كثير من اآليات القرآنية وفي السنة<br />
النبوية المشرفة. قال تعالى »يرفع اهلل الذين آمنوا منكم<br />
والذين أوتوا العلم درجات..« )المجادلة :11(. وأن وراء<br />
هذا العلم علماء بذلوا كثيرا من التضحيات من أجل<br />
تحقيق كشوفهم وال يمكننا أن نتصور العناء والجهد<br />
والمكابدة التي يعانيها العالم إال إذا كانت هناك روح<br />
أخاقية تدفعه إلى أن يتحمل ذلك كله ، ويتنازل عن<br />
النمط السهل المريح الذي تسير عليه حياة الناس ، كي<br />
يحيا حياة مكرسة للعلم... هذا العالم يقف في صف<br />
األنبياء والمصلحين الذين لم تكن حياتهم مكرسة في<br />
الواقع إال ألهداف مماثلة )زكريا ، 1988، 230(. هذا وترجع<br />
أهمية العلم ليس فقط لما يقدمه من منجزات لكن أيضا<br />
في كونه مصيريً ويعتمد عليه بقاء البشرية وازدهارها أو<br />
تدهور أوضاع اإلنسان وفنائه. هذا ويمكن أن توجه قيم<br />
تقدير العلم والعلماء إلى:<br />
تقديرالدور العظيم الذي يقوم به العلماء.<br />
االهتمام باإلنجازات الضخمة التي حققها العلم وأن يربط<br />
ذلك بمشاكل اإلنسان وآماله المستقبلية ، وتحقيق<br />
التواصل بينه وبين المجتمع بالعمل على تحقيق منفعته.<br />
محاولة رأب الفجوة بين صغار الباحثين والعلماء من<br />
ناحية ، وبين المواطن العادي من ناحية أخرى بنشر<br />
الثقافة <strong>العلمي</strong>ة وقيم وأخاقيات <strong>النزاهة</strong> لتحقيق التواصل<br />
المنشود.<br />
نبذ المحاباة:<br />
وهذا المبدأ يثير العديد من القضايا على رأسها من<br />
يستحق التقدير من الباحثين؟ وما معايير هذا التقدير؟<br />
ومدى اهتمام وتقدير المجتمع في األساس للعلم والبحث<br />
<strong>العلمي</strong>؟ ومدى جدية المجتمع في تطبيق مبدأ االستحقاق<br />
وبعده أو قربه من المحسوبية والوصولية والمجامات؟<br />
فالموضوع يثير أيضا جانبا أخاقيا ومهنيا. فعدم وضع هذه<br />
القضايا في اإلعتبار يهدم قيم وأخاقيات كثيرة يكون<br />
مردودها النهائي على تكوين اإلنسان وبنائه كشخصية<br />
وعلى تطور المجتمع ومدى مصداقيته.<br />
فيرى »رزنيك« وغيره ممن يتفقون معه في الرأى: »أن<br />
المجاملة في التأليف ال أخاقية ، ألنها تضع التقدير في<br />
غير موضعه« )رزنيك ، 2005 97(. ، كما أن المحاباة في<br />
المجاالت األخرى بالمجتمع يتنافى مع خُ لق وقيم <strong>النزاهة</strong><br />
سجل ا<strong>لمنتدى</strong><br />
135<br />
5 - 6 May 2015<br />
- ١٦ ١٧ رجب ١٤٣٦ ه /