07.06.2015 Views

السجل العلمي لمنتدى النزاهة العلمية

السجل العلمي لمنتدى النزاهة العلمية

السجل العلمي لمنتدى النزاهة العلمية

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

فتغير العامل التكنولوجي يؤدي إلى تغير النظام<br />

االجتماعي في كلياته أو جزئياته ‏)ومنه النظام التربوي(‏<br />

، نرى ذلك في العديد من االختراعات واالكتشافات<br />

وأبرزها في التكنولوجيا التربوية ، والكمبيوتر وقدرته على<br />

تشكيل نموذج للفكر البشري ، وتحول الكثير من المهام<br />

اليدوية أو الميكنة التقليدية إلى مهام ووظائف يلعب فيها<br />

الكمبيوتر دورًا أساسيً‏ كإمتداد للعقل البشري ‏)الهادى ،<br />

.) 30 ، 1989<br />

فقد أحدثت التكنولوجيا كثيرًا من التغيرات في حياتنا<br />

ولكن كان لزامً‏ أن يتوازى ويترافق مع التطور التكنولوجي<br />

هذا تقدم في النظام االجتماعي ككل والنظام التربوي<br />

خاصة وفي القيم <strong>العلمي</strong>ة واألخاقية التي تمثل موجهات<br />

للسلوك <strong>العلمي</strong> للعلماء وفي العمل التربوي في ظل هذا<br />

العالم السريع التغير.‏<br />

هذا ونجد أن التربية من خال مؤسساتها المتنوعة<br />

كالجامعة تتطلع بمسئولية تجاه القيم كمرجعية<br />

وموجهة للسلوك اإلنساني وضابطة وحاكمة له خاصة<br />

في إطار التطور التكنولوجي الراهن.‏ ‏»فهذا التدهور<br />

والتذبذب في القيم واالتجاهات وأنماط السلوك وما<br />

يترتب عليه من مشكات نفسية واجتماعية وأخاقية<br />

ينعكس آثارها على حياة األفراد اليومية ، وفي التأثير<br />

على العديد من القطاعات الحيوية كالبحث <strong>العلمي</strong> ، ومن<br />

ثم يؤثر على التطور المجتمعي ، ووضع التنمية فيه.‏ كما<br />

ينعكس أيضً‏ على التربية في التوجه نحو مراجعة هذه<br />

القيم واإلتجاهات ، والحد من سلبياتها ، ودعم إيجابياتها<br />

، وتأصيل القيم واالتجاهات المنبثقه من تراثها الروحي<br />

من ناحية واستخاص قيم جديدة متسقه مع روح<br />

العصر«‏ ‏)سيد ، 1991 ،9(. كذلك المفاهيم <strong>العلمي</strong>ة الجديدة<br />

والقضايا <strong>العلمي</strong>ة واألخاقية المترتبة على التطور <strong>العلمي</strong><br />

والتكنولوجي ، كقضية <strong>النزاهة</strong> وأخاقها وقيمها في كافة<br />

جوانب الحياة وال سيما البحث <strong>العلمي</strong>.‏<br />

إذن فالتطور <strong>العلمي</strong> والتكنولوجي قد فرض على التربية<br />

الوفاء بكثير من المتطلبات ، حيث نجد أن التربية التقنية<br />

أصبحت ضرورة ملحة وهى عملية منظومية منهجية<br />

مخططة تهدف إلى إكساب المتعلم أو المتدرب المفاهيم<br />

التقنية والقيم المصاحبة للتفاعل مع التكنولوجيا وسامة<br />

السلوك في استخدام التكنولوجيا وما تتيحه من<br />

امكانات معلوماتية وبحثية واتصاالتية.‏<br />

وال يمكن تجاهل أنه بالتربية والتعليم تمكنت أمريكا<br />

من إطاق ثانى قمر صناعى ردا على القمر الصناعي األول<br />

‏»الروسي«‏ سبوتنك )1(. وثمة مثاأل آخر عن اليابان ؛ حيث<br />

يلحظ العالم كله الفرق بين اليابان بعد الحرب العالمية<br />

الثانية مباشرة ً، ويابان اليوم ، فالتكنولوجيا تساعد كثيرا<br />

في تحقيق األهداف التربوية...‏ وتحقيق تلك األهداف<br />

ينعكس على التطور التكنولوجي والمجتمع بشكل عام<br />

، حيث العاقة الجدلية بين التكنولوجية والتربية.‏<br />

‏»إذن ال مفر في العصر الحديث أن نضع األسس التي<br />

نتعامل بها مع التكنولوجيا ، ألننا إن لم نسيطر على اآللة<br />

سيطرت علينا ، ومن هنا فالمسأله في التربية ليست كوننا<br />

نستفيد من التكنولوجيا أو ال نستفيد ، ولكن المسأله هي<br />

تحت أية ظروف نستفيد منها؟ ‏)سيد ، 1991 ) ،6 بحيث<br />

نتاشى أو نقلل األخطار واألثار السيئة المترتبه على سوء<br />

استخدام التطورات وإنجازات العلم والتكنولوجيا.‏ ما<br />

سبق يؤكد بعض النقاط األساسية:‏<br />

العلم والبحث <strong>العلمي</strong> في كافة المجاالت رافد من روافد<br />

التربية وكل منهما يؤثر ويتأثر باألخر فالتطور في العلوم<br />

المختلفة له انعكاساته على المجتمع والتربية.‏ والتربية<br />

البد أن يكون لها موقف تجاه ذلك بوصفها المسئول<br />

األول عن بناء اإلنسان.‏<br />

العلم ونتائج البحوث <strong>العلمي</strong>ة ليست شريرة وال خيرة<br />

ولكن طريقة الوصول لتلك النتائج واستخدامها وتوظيفها<br />

هو الذي يجعلها تتسم بالخير أو الشر وفق مرجعية قيم<br />

وأخاق <strong>النزاهة</strong> لتلك البحوث.‏<br />

يمثل التطور <strong>العلمي</strong> والتكنولوجي أحد ركائز المجتمع<br />

المتقدم إن لم يكن كل ركائزه في العصر الراهن ،<br />

ويمكن توجيهه إلى سعادة البشرية بتجسد قيم وأخاق<br />

<strong>النزاهة</strong> في كافة جوانبه.‏<br />

ما سبق يؤكد أنه ال مفر من البحث في النتائج األخاقية<br />

للبحوث <strong>العلمي</strong>ة ، فهناك مشكات خلقية عديدة<br />

ترتبت على البحث <strong>العلمي</strong> وترتبط بمراحل إنجازه إذا<br />

إفتقد إلى قيم <strong>النزاهة</strong> وقد أثارت هذه المشكات جدالً‏<br />

واسع النطاق من خال العديد من القضايا مثل قضايا<br />

متعلقة بعلم البيولوجيا كقضية التجريب على اإلنسان<br />

، واإلخصاب الصناعي ، واإلستنساخ الحيوي ... وغيرها<br />

في المجاالت األخرى.‏ مما يُزيد من مسؤولية العلماء عن<br />

نتائج أبحاثهم ومدى ارتباطها بقيم وأخاقيات البحث<br />

<strong>العلمي</strong> ومنها قيم <strong>النزاهة</strong> وكذا إرتباطها بتحقيق خدمة<br />

المجتمع.‏ كما تلقى بعض المسؤلية على المجتمع<br />

سجل ا<strong>لمنتدى</strong><br />

131<br />

5 - 6 May 2015<br />

- ١٦ ١٧ رجب ١٤٣٦ ه /

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!