السجل العلمي لمنتدى النزاهة العلمية
السجل العلمي لمنتدى النزاهة العلمية
السجل العلمي لمنتدى النزاهة العلمية
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
الجامعة وقيم <strong>النزاهة</strong> في البحث <strong>العلمي</strong> "رؤية تنموية"<br />
سجل ا<strong>لمنتدى</strong><br />
د.أميرة عبدالسالم زايد<br />
جامعة الطائف<br />
أصبحت التكنولوجيا سمة من سمات عالمنا المعاصر<br />
الذي شهد ظروفا ومتغيرات اجتماعية وثقافية متعددة<br />
األوجه أبرزها التطور <strong>العلمي</strong> والتكنولوجي الذي غير<br />
وجه الكون ، ففي كل مكان يمكن أن نلحظ آثار<br />
هذا التطور في صناعة الغذاء والزراعة والري وسبل<br />
اإلنتاج ، وصناعة الدواء ، والطاقة والوقود ، وفي الفضاء<br />
ووسائل االتصال ، وفي المجال العسكري. وكما قدمت<br />
التكنولوجيا من منافع وأدوات ووسائل كثيرة لرفعة<br />
اإلنسان وتحسين مستوى معيشته ، فقد كانت سببً<br />
أيضً للعديد من المشكات التي يكمن فيها فناء العالم<br />
وتدميره )عبدالسام ، 1991 194( ، فدخلت التكنولوجيا<br />
في كل جانب من جوانب حياتنا... بكل ما تبعث من<br />
آمال وتطلعات وأيضً من هواجس وتأثير هائل ومتعاظم<br />
، على مختلف أوجه الحياة االجتماعية. لكن في أية<br />
وجهة يمكن أن يكون ذلك ، وأية أخاقيات بحثية سوف<br />
تتحكم في توجيه هذا التأثير؟<br />
ويرى »التتميمي« أن قلق المفكرين والمثقفين حول نتائج<br />
هذه الثورة التكنولوجية خاصة المعاصرة يجعلنا نتساءل<br />
هل التكنولوجيا في صالح اإلنسان أم ستكون سببً في<br />
فنائه وتدمير حضارته؟ )التميمي ، 1990 9(. ، أن التكنولوجيا<br />
والتطور المعرفي ساح ذو حدين يعتمد على كيفية<br />
استخدامه فالعلم قد يستخدم في الضرر وليس في النفع<br />
فقط ، والتسلح العسكري أو ثورة التكنولوجيا العسكرية<br />
خير مثال على ذلك... كما أن تطور األسلحة النووية التي<br />
ترجع إلى تطور البحوث <strong>العلمي</strong>ة في عدة مجاالت يؤثر<br />
بالسلب على استقرار وأمن العالم )دراكر ، 1996 179( ،<br />
هذا العالم الذي يشهد تغيرات جوهرية وجذرية في كثير<br />
من األوضاع االجتماعية و<strong>العلمي</strong>ة والمعلوماتية... الخ. مما<br />
يجعل قضية أخاق وقيم <strong>النزاهة</strong> مطروحة في كل آن في<br />
ظل هذا التغيير المتسارع في مجال العلم والتكنولوجيا<br />
والبحث <strong>العلمي</strong>.<br />
»فالتطور التكنولوجي ليس مجرد عملية منعزلة عن<br />
أى سياق اجتماعي بل له تداعيات سياسية واقتصادية<br />
وثقافية وتربوية ، ومن هنا فإن االهتمام بدراسته ال يقتصر<br />
وال ينبغي أن يقتصر على علماء العلوم الطبعية المهتمين<br />
بطبيعة الحال بالجوانب الفنية للتطور التكنولوجي وإنما<br />
يمتد ليشمل الباحثين في العلوم االجتماعية الذين يولون<br />
عنايتهم إلى دراسة التداعيات األخاقية والسياسية<br />
واالقتصادية والثقافية للتطورات التكنولوجية...«)علوي ،<br />
.)195 ، 1996<br />
ويُعد العلم من حيث قضية الخير والشر محايدًا ال<br />
يحمل في ذاته خيرًا أو شرًا ، ولكن استخدام اإلنسان<br />
للعلم هو الذي يجعله يتسم بالخير أو بالشر. فالباحث<br />
في العلم هو الذي يشكل العامل األخاقي واألدبي في<br />
البحث <strong>العلمي</strong>. هذا وكل يوم يمر على اإلنسان يزيده<br />
اقتناعً بأن العالم ماض في طريق من التدهور المتزايد بل<br />
ربما كان هذا التدهور نفسه نتيجة لذلك التطور <strong>العلمي</strong><br />
والتكنولوجي )ثاراجوثا ، 1987 46( ، حيث يسير العلم<br />
في مسار خاطئ ناجم عن افتقار بعض الباحثين لألبعاد<br />
األخاقية واإلنسانية في عملهم البحثي. فالمسألة اليوم<br />
لم تعد مسألة إنجازات علمية أو تطورات تكنولوجية<br />
نستطيع أن نحققها في هذا الميدان أو ذاك من ميادين<br />
الحياة ، وإنما المسألة اليوم ترجع في األساس إلى النتائج<br />
، والعواقب الوخيمة التي يمكن أن تترتب على استخدام<br />
العلم وتطبيقاته التكنولوجية دون النظر لاعتبارات<br />
األخاقية واإلنسانية.<br />
وقد اعترفت الباد المتقدمة علميا بأنه ال مفر من البحث<br />
في النتائج األخاقية للعلم ، وزوال الحد الفاصل بين<br />
وظيفة العلم في إلقاء الضوء على ما هو كائن ، ووظيفة<br />
األخاق في إرشادنا إلى ما ينبغى أن يكون )زكريا ، 1996<br />
،19(. واليوم نحن نشهد ثورة علمية ، واكتشافات علمية<br />
متاحقة وتطورات في مجال البحث <strong>العلمي</strong> قادها علماء<br />
الغرب بعض هذه التطورات كان لخدمة اإلنسان وزيادة<br />
رفاهيتة وبعضها اآلخرتعدى اإلطار األخاقي فخلف وراءه<br />
عددا من القضايا والمشكات <strong>العلمي</strong>ة األخاقية المثيرة<br />
للجدل والتي إن لم يتم التصدي لها بحسم فإنها سوف<br />
125<br />
5 - 6 May 2015<br />
- ١٦ ١٧ رجب ١٤٣٦ ه /