تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق
تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق
تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق
- TAGS
- dahsha.com
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> – المجلد 21- العدد (2+1) 2005<br />
عاطفة <strong>في</strong>صل<br />
يواجه <strong>الخطاب</strong> الأنثوي <strong>في</strong> هذه المرحلة عالما ً من الضغوط الرافض لفكرة<br />
المساواة بقوة، فالزوج زعيم الأسرة مهما يكن وضعه المادي أو العقلي، وذكوريته<br />
تؤهله لهذه الزعامة، فلا تستطيع الزوجة الخروج إلا ّ بإذن منه، وثمة عادات معروفة،<br />
فالأم التي تلد الذكور مكرمة يقتدى بها <strong>في</strong> المجتمع الأبوي، وتظلّ أم البنات محتقرة<br />
ولو ضمنيا ً، وعلى المرأة الطاعة مقابل نفقة الزوج، بل إن الزواج صفقة اقتصادية<br />
بين الزوج والولي، كما تذهب إلى ذلك فاطمة المرنيسي<br />
16<br />
، ولذلك كانت الأنثى تبحث<br />
عن رجل لحمايتها، فإذا فقدته (وفاة- سفر- طلاق) أصبحت بلا حماية، وأخذت تنوح<br />
عليه، لأن ّها فقدت الحامي والمعيل.<br />
هكذا نجد أن <strong>الخطاب</strong> الأنثوي <strong>في</strong> <strong>الرواية</strong> التقليدية تقليدي، فهي أولا ً رواية<br />
أحداث، والأحداث مترابطة منطقيا ً، وهي متسلسلة تسلسلا ً تصاعديا ً، وإن استعانت هذه<br />
الكاتبة أو تلك بالمصادفات <strong>في</strong> الوصل بين هذا الحدث أو ذاك، وهي رواية أفكار<br />
ثانيا ً، فالفكرة التي تنطلق منها هذه الكاتبة أو تلك تقوم على ترسيخ لقيم الذكورة<br />
ومبادئها وقوانينها، حتى إن هذه القيم والمبادئ تشمل اللغة الروائية نفسها، لتجعلها<br />
واحدة <strong>في</strong> الألفاظ والعبارات والخيال والحوار والأسلوب والبناء الفن ّي، وهي لغة<br />
ذكورية خالصة تستند إلى المتانة والفصاحة الذكوريتين، وكأن الأنثى تتكل ّم بلغة<br />
المذكر أو تستعيرها.<br />
ويعترف <strong>الخطاب</strong> الأنثوي <strong>في</strong> هذه المرحلة - ولو ضمني ًا - باللا ّمساواة ولذلك<br />
يسعى هذا <strong>الخطاب</strong> إلى السلم وإلى أن ينال أبسط الحقوق لأنثى مهذ ّبة مطيعة من<br />
أصل ر<strong>في</strong>ع تتعرض للمضايقات <strong>في</strong> مجتمع قاسٍ لا يرحم، كما هي الحال <strong>في</strong> التراجيديا<br />
الإغريقية التي تتعرض شخوصها لحكم الأقدار، ولذلك فإن الأنثى لا تقيم حربا ً ضد<br />
القوانين والعادات والتقاليد والرجل، وإن ّما هي ترفع راية الاستسلام، وتتبن ّى القيم التي<br />
يتبن ّاها الطرف الآخر، ولكن ّها تطلب العدالة، ولذلك حظي هذا <strong>الخطاب</strong> بمباركة<br />
"صور نسائية": ص<br />
.130<br />
16<br />
23