تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق
تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق
تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق
- TAGS
- dahsha.com
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
تحولات <strong>الخطاب</strong> الأنثوي <strong>في</strong> <strong>الرواية</strong> <strong>النسوية</strong> <strong>في</strong> <strong>سورية</strong><br />
ولا ينتهي هذا <strong>الخطاب</strong> الأنثوي الروائي عن فترة محددة ليبدأ خطاب آخر<br />
مختلف بعده، ولكن ّه قد يستمر <strong>في</strong> المرحلة الثانية، وقد يصل إلى المرحلة الثالثة، من<br />
ذلك مثلا ً رواية "بنات حارتنا" للروائية ملاحة الخاني الصادرة <strong>في</strong> أواخر التسعينيات<br />
من القرن العشرين، فالكاتبة ما تزال تعالج مشكلات الأنثى <strong>في</strong> <strong>الخطاب</strong> التقليدي،<br />
وكأن العصر ما تقدم عما كان عليه <strong>في</strong> الخمسينيات من القرن العشرين، فسلمى بطلة<br />
<strong>الرواية</strong> تنشأ <strong>في</strong> أسرة يحكمها الذكر حكما ً مطلقا ً، فثمة سلطة الأب المقدسة، وثمة<br />
سيطرة الأخ الضعيف سامي، وليس عادل، وهو رمز المثق ّف المتفت ّح، أكثر انفتاحا ً<br />
على عالمه مع الأنثى، وهي "ترفض الانضواء منذ سنواتها الأولى تحت هيمنة العرف<br />
السائد وقيده الذهبي"<br />
13<br />
.<br />
والوظيفة الأولى والأخيرة للمرأة <strong>في</strong> هذا <strong>الخطاب</strong> هي الزواج فالإنجاب، وهم<br />
الأسرة الحصول على عروس ملائم، ولا يهم بعد ذلك إذا كان الفارق العمري كبيرا ً،<br />
لأن الفتاة مهددة بالعنوسة قبل سن العشرين، ولذلك ينبغي التخل ّص منها، حتى لو كان<br />
الزوج شبيها ً بزوج أخت سلمى الزوج الخائن الذي "لا يوف ّر كلبة <strong>في</strong> الشارع ولا<br />
يتورع عن قطة"<br />
14<br />
.<br />
ولا تجد سلمى بطلة <strong>الرواية</strong> متنف ّسا ً ضمن هذه البيئة القاسية، فتكتب <strong>في</strong> مراهقتها<br />
قصة بعنوان "حبيبين انتحرا" وذلك لأن المجتمع سد عليهما الأبواب والمنافذ جميعها،<br />
فآثرا الموت وحيدين ليعبرا برومانسية خالصة عن ظلم المجتمع وقساوته، وقد عبرت<br />
بطلة القصة عن احتجاجها بقولها:"الزواج ليس فراشا ً، وليست المشكلة أن ّها رفضت<br />
ابن عمها. بل إن ّها شقت عصا الطاعة<br />
على إرادة العشيرة"<br />
15<br />
،وكان الشرف هو<br />
الأهم <strong>في</strong> مثل هذه الأسرة، فقد طارت أم الفتاة المنتحرة من الفرح والسرور لأن<br />
الطبيب الشرعي أثبت براءتها.<br />
الخاني، ملاحة: "بنات حارتنا"، اتحاد الكتاب العرب، <strong>دمشق</strong>،<br />
المصدر نفسه: ص<br />
المصدر نفسه: ص<br />
،1998 ص .7<br />
.8<br />
.16<br />
13<br />
14<br />
15<br />
22