تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق
تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق
تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق
- TAGS
- dahsha.com
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
تحولات <strong>الخطاب</strong> الأنثوي <strong>في</strong> <strong>الرواية</strong> <strong>النسوية</strong> <strong>في</strong> <strong>سورية</strong><br />
المحرم" لوداد سكاكيني، فهي تستجيب لطلباته كل ّها، ولا تضيق منها، <strong>في</strong>أكل فوق<br />
نصيبه، <strong>في</strong> حين تبقى أختاه آخر من يشبع من الطعام<br />
.<br />
7<br />
والحب الذي يجاهر به المراهقون الذكور ممنوع ومحظور على المراهقات<br />
الإناث، وذلك لا تستطيع الأنثى أن تبوح بهذا المحرم على لسانها، فالعادات والتقاليد<br />
لا تسمح لها بذلك، ولذا فإن نديدة تكشف عن حبها للمفك ّرة التي كتبتها <strong>في</strong> غياب سهيل<br />
للدراسة <strong>في</strong> أوربة، فتكتب: "ولولا أن للقلم تعبيرا ً يمكن أن أكشف به عن سري<br />
المرهف وشعوري المكبوت الذي يسمى حبا ً، لما تجاسرت على تصويره بالكتابة، إذ<br />
ليس من عادتنا أن نستبيح ذكر هذه الكلمة، لأن الحب <strong>في</strong> مصطلح عاداتنا وتقاليدنا<br />
عيب وذنب، فأنا أخط ّ هذا اللفظ بقلمي، ولا أحرك به فمي"<br />
8<br />
.<br />
والأنثى <strong>في</strong> المجتمع التقليدي ضعيفة، وهي بحاجة إلى من يحميها من الرجال<br />
<strong>في</strong> مجتمع أشبه بمجتمع الذئاب، وبخاصة إذا كانت هذه الأنثى جميلة، فهي محط ّ<br />
أنظار القريبين والبعيدين، وهي معرضة للغزو، وت ُنسج حولها الشباك والأقاويل، وهذا<br />
هو مصير أروى بنت الخطوب <strong>في</strong> رواية وداد سكاكيني، فقد كان جمال أروى سبب ًا<br />
لمصائبها المتتالية منذ أن غادرها زوجها التاجر، وتركها <strong>في</strong> رعاية أخيه الذي حاول<br />
الاعتداء عليها لجمالها، ولما لم يفلح بذلك لف ّق لها تهمة كاذبة، وهكذا تنتقل أروى من<br />
اعتداء إلى آخر، وتظلّ صامدة محافظة على شرفها، وتتعرض للاتهام بالخيانة<br />
والسرقة، وت ُباع كجارية، وهي تتخل ّص من مضايقة لتقع <strong>في</strong> أخرى بسبب جمالها،<br />
وتتمنى لو أنها لم تخلق على هذا القدر من الجمال الذي سبب بها كلّ هذه التعاسة،<br />
وهذا ما بينه لها صديقها ال<strong>في</strong>لسوف "أرخانوس" حين شرح لها أن الجمال كالذهب، وقد<br />
تعب الرجال <strong>في</strong> طلبه، وأعيى المرأة الحفاظ ُ عليه، وحامل الذهب كحامل الجمال،<br />
سكاكيني، وداد: "الحب المحرم"، دار الفكر العربي، مصر، د.ت، ص<br />
المصدر نفسه: ص<br />
.8-7<br />
.58<br />
7<br />
8<br />
20