تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق
تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق
تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق
- TAGS
- dahsha.com
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
تحولات <strong>الخطاب</strong> الأنثوي <strong>في</strong> <strong>الرواية</strong> <strong>النسوية</strong> <strong>في</strong> <strong>سورية</strong><br />
1- مرحلة <strong>الخطاب</strong> الأنثوي التقليدي:<br />
هي مرحلة البدايات، وقد كان الصوت الأنثوي <strong>في</strong>ها ما يزال محبوسا ً إلا ّ من<br />
صرخة هنا وصرخة هناك، وهي صرخات إصلاحية، والاحتجاج <strong>في</strong>ها ضعيف، وأهم<br />
ما <strong>في</strong>ها أن ّها تحاول ضمن مجتمع ذكوري مهيمن هيمنة مطلقة أن تبين للآخر الذكر أن<br />
ر<strong>في</strong>قته الأنثى إنسان ودود مسالم و<strong>في</strong> يستحق الرحمة والشفقة، وأن عليه أن يكون<br />
وديعا ً <strong>في</strong> معاملته وسندا ً لها <strong>في</strong> هذه الحياة، وقد ارتفع <strong>في</strong> هذه المرحلة صوتا وداد<br />
سكاكيني <strong>في</strong> روايتيها<br />
"أروى بنت الخطوب" و"الحب المحرم" وسلمى الحفار الكزبري<br />
<strong>في</strong> روايتيها "يوميات هالة" و"عينان من إشبيلية".<br />
وبما أن العلاقة بين الذكر والأنثى لم تكن سليمة، وإن ّما كانت علاقة سيد بعبد أو<br />
مستعمِر بمستع مر،<br />
4<br />
"أي فتح وسيطرة من جانب، ورضوخ واستسلام من جانب آخر<br />
،فإن <strong>الخطاب</strong> الأنثوي <strong>في</strong> <strong>الرواية</strong> لم يكن قادرا ً <strong>في</strong> هذه المرحلة أن يشك ّل صوتا ً عاليا ً،<br />
لأن الأنوثة <strong>في</strong> الفكر التقليدي جنس أدنى من جنس الذكورة، فهي قد خ ُلقت لأغراض<br />
غير الأغراض التي خ ُلق من أجلها الذكر، وتقتصر وظيفتها <strong>في</strong> الحياة على الإنجاب<br />
وتربية الأطفال وخدمة الزوج، ويدلي محمد كرد علي بخلاصة رأيه <strong>في</strong> هذا المجال:<br />
"وبعد فقد كنت ُ، ولا أزال ظهيرا ً للمرأة، محبا ً لإنصافها، آسفا ً للاستعباد الذي حاق بها،<br />
محاولا ً تعليمها ، كلّ ما يرفع من شأنها، داعيا ً لإقناعها بحجابها الشرعي، ذاهبا ً إلى<br />
أن تخلف المرأة المسلمة عن الأخذ بحظ ّ من التهذيب قذف بالمسلمين من حالق المدنية<br />
إلى هاوية الانحطاط، وما طلبت إعطاء المرأة زيادة على حق ّها، وما جوزت لنفسي أن<br />
أخدعها، وأتمل ّقها، توق ّعا ً لرضاها، وكنت وما برحت على مثل اليقين أن من يعاون<br />
المرأة على مساواة الرجل يخدعها ويضحك منها"<br />
5<br />
.<br />
4<br />
5<br />
طرابيشي، جورج: "شرق وغرب، رجولة وأنوثة"، دار الطليعة، بيروت، ط<br />
كرد علي، محمد: "أقوالنا وأفعالنا"، دار إحياء الكتب العربية، مصر،<br />
،1982 ،3 ص .9<br />
،1946 ص .372<br />
18