تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق
تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق
تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق
- TAGS
- dahsha.com
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> – المجلد 21- العدد (2+1) 2005<br />
عاطفة <strong>في</strong>صل<br />
وبصوت خافت بريء قالت:<br />
-<br />
-<br />
وأي عار جلبته يا أبي؟<br />
العار أن تفك ّري <strong>في</strong> حب شاب، والعار أن تحبيه فعلا ً، والعار أن تلتقي به على<br />
انفراد. فمن الذي يضمن ما حصل بينكما أيتها الفاجرة؟<br />
43<br />
ويدبر لها الأب رشاد بعد عدد من السنوات زواجا ً بالإكراه من كمال بك الرجل<br />
الذي لا يعرف سوى مصالحه وشهواته، ولما عجزت سلمى زوجته عن إشباع رغباته<br />
اتصل بحضورها بدلال لتنوب عنها بهذه المهمة<br />
44<br />
، ولكن أحمد الإنسان الجديد<br />
يستطيع أن يعيدها إلى الحياة مرة أخرى، وهو الذي يدعوها زهرة اللوتس التي<br />
احتفظت بنقائها، لأن ّها رغبت <strong>في</strong> الانعتاق<br />
.<br />
45<br />
وتتجرأ نازك بطلة رواية "امرأة من طابقين" لهيفاء بيطار على سلطة المثق ّف<br />
الذكوري، وثقافته هش ّة لأنها لا تستند إلى قيم عليا، وهو يستخدمها <strong>في</strong> سبيل مصالحه<br />
كبقية الذكور، فالقيم التي يطرحها الروائيون الذكور مثالية، ولكن ّها حين تقترب من<br />
هؤلاء، وهي الشابة الجميلة المثقفة الكاتبة تجد أن القول شيء والسلوك شيء آخر،<br />
فالرجل الشرقي مازال هو هو، سواء أكان جاهلا ً أم متعل ّما ً أم مثق ّفا ً، إنه مسكون بالقيم<br />
التقليدية والخداع، وإذا تخلصت الأنثى من سلطة الرجل الجاهل <strong>في</strong> المنزل بالطلاق أو<br />
ما شابه ذلك فإن المجتمع الذكوري يواجهها بكل صلابة، والمثقفون <strong>في</strong> رواية "امرأة<br />
من طابقين" ذئاب جائعة لجسد نازك، وهي امرأة جميلة مطل ّقة <strong>في</strong> العقد الرابع من<br />
عمرها تبحث عن مكان للحب والقيم <strong>في</strong> عالمنا الموبوء، وتنصرف إلى الكتابة<br />
الروائية، وتنخرط <strong>في</strong> عالمها، فتكتشف أن عالم المثق<strong>في</strong>ن صورة مكثفة عن القذارة<br />
والمقايضات، وعليها<br />
- إذا هي رغبت بالشهرة - أن تقايض بجسدها، فالشهرة<br />
يصنعها الكت ّاب القدامى الذين وصلوا إلى الشهرة والنجومية، ولكنها ترفض أن تكون<br />
الخش، أميمة: "زهرة اللوتس"، دار المستقبل، <strong>دمشق</strong>، ط1،<br />
المصدر نفسه، ص<br />
المصدر نفسه، ص<br />
1993، ص73.<br />
.164<br />
.279<br />
43<br />
44<br />
45<br />
37