تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق

مجلة جامعة دمشق – المجلد 21- العدد (2+1) 2005
عاطفة فيصل
تحس بغربتها معه في تلك الغرفة،‏ وكأن ّها صنم أو تمثال جليدي،‏ على حين كانت مع
حبيبها عروقا ً تتفتح وامرأة تعطي وإذا كانت هي خائنة،‏ فإن خيانتها مشروعة،‏ لأن ّها
كانت تخون نفسها معه،‏ وهي الآن تخونه مع عشيقها
.
39
وهكذا انتقمت رشا مرة
واحدة من ماضيها الذي لم يكن لها من يد في اختياره،‏ وظل ّت صامتة إزاء مصيرها
إلى أن انفجرت دفعة واحدة أمام حقيقتين جاءتا في وقت متقارب:‏ لقائها بالإنسان
الجديد كمال،‏ واكتشافها أن ّها امرأة طبيعية صالحة للإنجاب وأن زوجها هو العقيم،‏
وهو يغش ّها ويخونها في جسدها الذي تحول إلى متعة خاصة به وخادمة لمنزله.‏
وإذا كانت هذه حالة رشا فإن صورة أخرى للمرأة الجديدة في رواية ‏"أيام
مغربية"‏ لقمر كيلاني،‏ فسمر الدمشقية المدرسة تقرر بنفسها السفر إلى المغرب
للمشاركة هناك في تدريس اللغة العربية،‏ وهي تشارك أبناء المغرب في البحث عن
خلاص من الاستعمار الفرنسي،‏ وهي شخصية وطنية تنتمي إلى جميع أقطاره،‏ وهي
أنثى تسهم كالرجال في المهرجانات الأدبية والندوات،‏ وتشترك في تحرير المجلات
. هناك
40
ويعج عالم رواية ‏"ليلة المليار"‏ لغادة السمان بالشخصيات والأحداث التي تبدأ في
بيروت زمن القصف الإسرائيلي في حزيران،‏ وتنتقل الأحداث ببعض أشخاصها إلى
أوروبة هربا ً من الجحيم المشتعل في لبنان،‏ وهناك كان المتاجرون العرب بالأسلحة
وعالم المخدرات والسهر والدسائس للوصول إلى المال والأنثى،‏ ويمكننا أن نتوقف هنا
عند شخصية صاحب المليار وعاشق الذهب الذي فقد كل صلة بالإنسانية،‏ وظن أن
العالم وزوجات الآخرين طوع يديه،‏ ولذلك كان يطمح دائما ً إلى أن يحق ّق الربح الكبير
للوصول إلى امتلاك المليار،‏ وهو يعوم وسط بركة ذهبية ليشفى مما في جسده من
عيوب:‏
.188-187
39
40
المصدر نفسه،‏ ص
كيلاني،‏ قمر:‏ ‏"أيام مغربية"،‏ دار الكاتب العربي،‏ بيروت،‏
1965، ص‎99‎‏.‏
35