تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق
تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق
تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق
- TAGS
- dahsha.com
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
تحولات <strong>الخطاب</strong> الأنثوي <strong>في</strong> <strong>الرواية</strong> <strong>النسوية</strong> <strong>في</strong> <strong>سورية</strong><br />
بهذه المرارة: "لأنك لم تستطع <strong>في</strong> حياتك أن تنظر إلي كامرأة<br />
قطعة ضرورية متحركة من أثاث البيت"<br />
..<br />
36<br />
.<br />
كنت زوجتك أي<br />
رشا امرأة <strong>دمشق</strong>ية تزوجت سليما ً الرجل الثري منذ عشر سنوات، وهو رجل<br />
شرقي قصير بدين، ومع ذلك لم ينظر إليها على أن ّها إنسان يشاركه الحياة والمصير<br />
و<strong>الرواية</strong> <strong>في</strong> مجملها رسالة اعتراف تكتبها هذه الزوجة لزوجها من أحد فنادق باريس<br />
وإن كانت هذه الرسالة لم تصل، وهي تلخ ّص قصة حياة كاملة عاشتها رشا <strong>في</strong> ليلة<br />
واحدة، فقد زوجها أهلها، وهي ذات خمس عشرة سنة رجلا ً يكبرها بثماني عشرة<br />
سنة، وعاشت مع زوجها <strong>في</strong> فراغ قاتل، وهي تسافر إلى باريس للمعالجة كي تنجب<br />
له ذكرا ً، وتتعرف <strong>في</strong> القطار إلى شاب يدعي كمال، وهو من أصل سوري يسكن <strong>في</strong><br />
باريس، وتعيش معه على سرير واحد، وت ُصاب بمفاجأة حين يخبرها الطبيب أن ّها<br />
امرأة طبيعية، فتكتشف أن زوجها عقيم، ولذلك هو يرفض إجراء الفحوصات الطبية<br />
له وتصدمها سيارة <strong>في</strong> أثناء عودتها إلى مرسيليا لمواجهة زوجها بالحقيقة، فتنقل إلى<br />
المستشفى، وتكون سعيدة بهذه النهاية: "كانت حياتي.. كلّ حياتي.. ليلة واحدة"<br />
37<br />
.<br />
ورشا تفرق <strong>في</strong> رسالتها إلى زوجها بينه وبين كمال الذي التقته مصادفة، فهو قد<br />
أهملها وأهمل إحساساتها لأنه رجل ذو عقلية قديمة، ولا يدرك ما قيمة الإحساسات<br />
الأنثوية، فلما ارتدت ثوبها الزيتي الأنيق <strong>في</strong> <strong>دمشق</strong>، وأرادت أن تفاجئ زوجها به كان<br />
موقفه سلبيا ً، لأنه يكشف عن بعض مفاتنها، ولكن كمال حين رآها ترتدي ذلك الثوب<br />
قال لها بإعجاب: "ما أجملك.. إن عينيك زمردتان.. ينعكس بريقهما على الثوب..<br />
<strong>في</strong>غرقه.. أنت رائعة"<br />
.<br />
38<br />
وكانت رشا أنثى جريئة وصريحة، فلم تستطع أن تخون<br />
زوجها مع رجل غريب، وتصمت على ذلك، كما يجري عادة <strong>في</strong> المجتمعات التقليدية،<br />
بل واجهته بالأمر <strong>في</strong> رسالتها، وبينت له أن وجودها معه أمر غريب، لأن ّها كانت<br />
المصدر نفسه، ص<br />
المصدر نفسه، ص<br />
المصدر نفسه، ص<br />
.160<br />
.235<br />
.162<br />
36<br />
37<br />
38<br />
34