تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق

تحولات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية
الخطاب
1
‏-لغة-‏ مراجعة الكلام . أما الخطاب الأدبي في النقد المعاصر فهو
مختلف باختلاف النصوص الإبداعية،‏ ولكن كلمة ‏"خطاب
(discourse)
تستقي
مشروعيتها من طبيعة تصور المادة التي تعالجها والسياق الذي تندرج فيه،‏ لأن
الخطاب البلاغي في ذاته يتجه إلى أن يكتب طبيعة كلية شاملة تتجاوز الصبغة
الجزئية التي غلبت عليه حين يقف عند حدود الكلمة والحالة المفردة،‏ ويحاول تحليلها
2
بشكل مباشر مبتسر لا ينطلق من منظور شامل…‏ والأدب خطاب نصب كلي .
وبما أن الأدب خطاب نصي كلي،‏ وبما أن الأنثى قد أسهمت في رسم صورتها
وعلاقاتها بالرجل في الرواية النسوية في سورية،‏ فإننا سنتوقف في هذا البحث عند
تحولات الخطاب الأنثوي في هذه الرواية.‏
مر الخطاب النسوي بمراحل مختلفة ومتداخلة حت ّى صار على ما نراه عليه
اليوم من جرأة في الطرح للمشكلات الأنثوية التي تعانيها الأنثى في المجتمع العربي
في سورية،‏ وبخاصة في صلتها بالرجل والمجتمع والعادات والتقاليد.‏ ولا شك في أن
نضال المرأة للوصول إلى أبسط حقوقها بعد أن وعت ذاتها والعالم الذي يحيط بها ذو
تاريخ طويل،‏ فقد كان هذا النضال في بداياته ينطلق من اللا ّمساواة بين الجنسين
للوصول إلى حاجات عادية ويسيرة،‏ كحق ّ التعليم والعمل،‏ وحق ّ اختيار الزوج إلى
غير ذلك،‏ ووصف حالات الظلم الواقع على الأنثى.‏ وقد ترافق ذلك بنبرة إصلاحية لا
تتعدى الاستعانة بالرجل نفسه لرفع هذا الظلم.‏ ثم انتقل الخطاب إلى حالة من
المواجهة والتمرد على العادات والتقاليد في المرحلة الرومانسية بعد أن اكتمل وعي
الأنثى بالعالم من حولها بوساطة التعليم والخروج من المنزل،‏ ولكن هذا الخطاب ظلّ‏
يت ّكئ في كثير من فقره على الرجل،‏ فالأنثى المتمردة بحاجة إلى حماية،‏ وهي لا
تتخل ّى عنها،‏ ولذلك فإن المساواة بين الجنسين ناقصة إلى أن تحول هذا الخطاب في
1 لسان العرب،مادة ‏"خطب".‏
2 فضل،‏ د.‏ صلاح،‏ ‏"بلاغة الخطاب وعلم النص"،‏ سلسلة عالم المعرفة (164)، المجلس الوطني
للثقافة والفنون والآداب،‏ الكويت،‏ آب
،1992 ص .9-8
16