26.04.2015 Views

تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق

تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق

تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> – المجلد 21- العدد (2+1) 2005<br />

عاطفة <strong>في</strong>صل<br />

متبادلة،‏ وقد أثر المجتمع الجديد تأثيرا ً بالغا ً <strong>في</strong> الرؤى الثورية التي نجدها <strong>في</strong> روايات<br />

هذه المرحلة،‏ ولا سيما <strong>الرواية</strong> <strong>النسوية</strong> وقد عبر عن هذه العلاقة الدكتور طه وادي<br />

بقوله:‏ ‏"<strong>الرواية</strong> الواقعية <strong>في</strong> الغالب الأعم تقدم صورة المرأة إيجابية متفاعلة..‏ تتصل<br />

حركتها الذاتية بحركة المجتمع ككلّ"‏<br />

32<br />

.<br />

وانتقلت البطولة الإيجابية انتقالا ً يكاد يكون كاملا ً <strong>في</strong> الروايات الأنثوية من الذكر<br />

إلى الأنثى،‏ فأصبحت البطلة الأنثى تستبدل قيما ً بقيم،‏ وهي تسوق الأحداث للتعبير عن<br />

أفكارها ورؤاها وتجاربها،‏ وليس ذلك فحسب،‏ بل غدت تجاهر بما كان محظورا ً عليها<br />

الاقتراب منه،‏ وغدت <strong>الرواية</strong> الأنثوية تقترب من السيرة الذاتية،‏ فبطلات الروايات<br />

صور عن الكاتبات،‏ وهذه إحدى الروائيات المعاصرات <strong>في</strong> <strong>سورية</strong> تقول <strong>في</strong> شهادتها:‏<br />

‏"المرأة هي البطلة الرئيسية الأولى <strong>في</strong> رواياتي خاصة.‏ هي المحرك وهي الأصل.‏<br />

خلا ّقة فاعلة حتى وهي <strong>في</strong> أضعف مواقفها.‏ تقف إلى جانب بطلها دائما ً وتدفعه إلى<br />

المشاركة التي تأخذ وتعطي.‏ لكن ّها المتفوقة <strong>في</strong> العطاء.‏ حتى ليبدو <strong>في</strong> النهاية أن ّها هي<br />

التي كانت تتقدم على البطل منذ البداية"‏<br />

33<br />

.<br />

ولنبدأ أولا ً من <strong>الخطاب</strong> الأنثوي <strong>في</strong> رواية ‏"ليلة واحدة"‏ لكوليت خوري،‏ فالأحداث<br />

تدور حول شخصية رشا بطلة هذه <strong>الرواية</strong>،‏ فهي تواجه أولا ً سلطة الذكر <strong>في</strong> شخصية<br />

الأب التقليدي القاسي الذي تصفه البطلة بقولها:"كن ّا نخشاه،‏ كان قاسيا ً"‏<br />

34<br />

، وكانت<br />

التقاليد هي التي توجه هذا الأب،‏ ومنها يستمد سلطته،‏ فهو لا يفهم أن من الممكن أن<br />

يكون للأنثى طموح غير الزواج،‏ فهي ولدت لتتزوج لا لتدرس مهنة اختص بها<br />

الرجال<br />

35<br />

‏،ثم هي تنتقل بزواجها التقليدي من سلطة الأب إلى سلطة الزوج،‏ ولذلك<br />

هي لا تساوي <strong>في</strong> نظره أكثر من قطعة أثاث ثمينة <strong>في</strong> منزله،‏ وهي تخاطب زوجها<br />

1980، ص‎234‎‏.‏<br />

32<br />

33<br />

وادي،‏ د ‏.طه:‏ ‏"صورة المرأة <strong>في</strong> <strong>الرواية</strong> المعاصرة"،‏ دار المعارف بمصر،‏ ط‎2‎‏،‏<br />

الخش،‏ أميمة:‏ ‏"شهادة <strong>في</strong> التجربة الروائية"،‏ دراسات اشتراكية وعدد خاص ب<strong>الرواية</strong> ال<strong>سورية</strong><br />

المعاصرة،‏ ع 183-182، آذار-‏ حزيران<br />

خوري،‏ كوليت:‏ ‏"ليلة واحدة"،‏ منشورات زهير البعلبكي،‏ بيروت،‏<br />

المصدر نفسه،‏ ص<br />

،1970 ص .23<br />

2000 ص .410<br />

.25<br />

34<br />

35<br />

33

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!