تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق
تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق
تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق
- TAGS
- dahsha.com
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
تحولات <strong>الخطاب</strong> الأنثوي <strong>في</strong> <strong>الرواية</strong> <strong>النسوية</strong> <strong>في</strong> <strong>سورية</strong><br />
هذا <strong>الخطاب</strong> جملة وتفصيلا ً، فلم يقبل به، على نقيض ما جاء <strong>في</strong> <strong>الخطاب</strong> الأنثوي <strong>في</strong><br />
<strong>الرواية</strong> التقليدية، وبخاصة أن بطلات هذه الروايات قد رك ّزن على الخلاص الفردي<br />
أكثر مما رك ّزن على الخلاص الجمعي، ومع ذلك يظلّ هذا <strong>الخطاب</strong> التمردي ضرورة<br />
ملحة ومرحلة لا بد منها لولادة <strong>الخطاب</strong> الأنثوي الجديد.<br />
-3<br />
مرحلة <strong>الخطاب</strong> الأنثوي الجديد:<br />
بدأت الحياة تتغير تغيرا ً سريعا ً لانفتاح العالم بعضه على بعض بوساطة تطور<br />
وسائل الاتصالات <strong>في</strong> النصف الثاني من القرن العشرين، وبدأت العلاقات الأسرية<br />
والقبلية تتحل ّل شيئا ً فشيئ ًا من القيم والعادات المتوارثة نتيجة للاستقلال الفردي وتعق ّد<br />
وسائل الحياة واعتماد الفرد على ذاته، وهذا ما خف ّف من السلطة الذكورية، وبخاصة<br />
أن العصر استبدل القوة العقلية بالقوة العضلية، ناهيك عن أن الحركات النسائية <strong>في</strong><br />
العالم والوطن العربي و<strong>سورية</strong> قد أخذت تظهر على الساحة بقوة وبدعم من الحكومات<br />
نفسها، وهذا ما أثر <strong>في</strong> <strong>الخطاب</strong> الأنثوي الجديد الذي تجل ّى بقوة مطالبا ً بالمساواة التامة<br />
بين الأنثى والذكر <strong>في</strong> الحقوق والواجبات <strong>في</strong> المجالات السياسية والاجتماعية والثقا<strong>في</strong>ة،<br />
فأخذ <strong>الخطاب</strong> الأنثوي يتزايد حدة وجرأة شيئا ً فشيئا ً منذ الستينات إلى اليوم، وبخاصة<br />
<strong>في</strong> النصوص الروائية، ووصل الحد أحيانا ً إلى الانتقال من مجابهة القيم التقليدية<br />
الذكورية إلى مجابهة الفحولة الزائفة، والمجاهرة بالحاجات الجسدية الأنثوية <strong>في</strong> بعض<br />
الروايات ال<strong>سورية</strong> المعاصرة.<br />
بدأت الأنثى <strong>في</strong> هذا الشرق، وبخاصة الأنثى المتعل ّمة العاملة، تعي أنها إنسان<br />
كامل، وهذا ما تبنته الدولة نفسها، فأخذت تسير <strong>في</strong> طريق التحرر الاجتماعي<br />
والاقتصادي، وقد استيقظت على واقع مرير وماضٍ أسود، ولذلك ذهبت الباحثة ناديا<br />
حجاب إلى القول: "إذا كانت المرأة واعية حقوقها، فلن تتمك ّن أي حكومة جديدة، أو<br />
سلطة مطلقة، أن تنتزعها منها"<br />
31<br />
، ولذلك غدت العلاقة بين الحياة <strong>الخطاب</strong> الروائي<br />
31<br />
حجاب، ناديا: "المرأة العربية" - دعوة إلى التغيير، رياض الريس للنشر، لندن، د.ت، ص<br />
.249<br />
32