تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق
تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق
تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق
- TAGS
- dahsha.com
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> – المجلد 21- العدد (2+1) 2005<br />
عاطفة <strong>في</strong>صل<br />
تستمد مبادئها وقوانينها من داخلها، وهي لا تسير بقوة القوانين والعادات، وإنما تسير<br />
بقوة الإحساسات والعاطفة، وهي لا تلتفت إلى المصاعب التي تواجهها، وإنما تلتفت<br />
إلى قناعتها الخاصة، وهذا ما نتلمسه عند بطلة رواية "<strong>في</strong> الليل" لهيام نويلاتي، فهي<br />
تنقاد لقلبها، وتخرج إلى منزل الموسيقي الغريب مع أختها دون أن تحسب أي حساب<br />
لما سيجري من جراء ذلك، بل هي تتمرد على حياة المنزل وتعده سجنا ً، ثم هي تزور<br />
زميلاتها، وتذهب وحيدة إلى السينما<br />
25<br />
، ويصل الأمر بهذه البطلة إلى أن تسعى إلى<br />
الفضيحة لمواجهتها، وكأن التمرد صار غاية عندها، وكأن ّها تريد أن تنتقم من المجتمع<br />
الذكوري وعاداته وتقاليده، وهي تبحث عن الحرية المطلقة <strong>في</strong> مجتمع يقيد الأنثى<br />
بقيود ثقيلة، ولكن هذه الأنثى تتبع قناعاتها قائلة: "ولكن.. ألست راضية عن سلوكي..<br />
ألست مقتنعة به.. ألست ُ واثقة من نفسي.. يك<strong>في</strong>ني شعوري هذا الطبيعي، ولو كنت ُ<br />
على رأي غيري مخطئة"<br />
26<br />
.<br />
إن <strong>الخطاب</strong> الأنثوي <strong>في</strong> مرحلة الستينيات من القرن العشرين خطاب التمرد على<br />
الأوضاع الاجتماعية السائدة <strong>في</strong> المدن ال<strong>سورية</strong> الكبيرة فالأنثى <strong>في</strong>ه ما زالت <strong>في</strong> عيون<br />
المجتمع إنسانا ً ناقصا ً، وهو ينظر إليها على أنها مخلوق دون الذكر مكانة ومنزلة،<br />
وهو يراقب تصرفاتها ويقمع أي محاولة للخروج على أنظمته الذكورية، مع أن الأنثى<br />
غدت واعية لذاتها، وهي تعرف ما لها وما عليها، ولا سيما أن ّها خرجت من المنزل<br />
إلى ال<strong>جامعة</strong>، وقد عرفت بعض البطلات مدنا ً عربية أخرى كبيروت والقاهرة، أو<br />
عرفت مدنا ً أوروبية، وعرفت ما تتمت ّع <strong>في</strong>ها الأنثى من حرية <strong>في</strong> تصرفاتها، فبطلة<br />
رواية "ذهب بعيدا ً" لجورجيت حنوش تتمرد على واقع المجتمع التقليدي <strong>في</strong> مدينة<br />
حلب المحافظة، فتخرج مع حبيبها كما وحيدين، ولما حاول أن يقبلها دار هذا الحوار<br />
بينهما:<br />
نويلاتي، هيام: "<strong>في</strong> الليل"، مطبعة الصرخة، ط1،<br />
المصدر نفسه، ص<br />
،1959 ص 77 وص .110<br />
.110<br />
25<br />
26<br />
29