26.04.2015 Views

تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق

تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق

تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> – المجلد 21- العدد (2+1) 2005<br />

عاطفة <strong>في</strong>صل<br />

وريم ذات طموحات كبيرة،‏ فهي تطمح إلى أن تكون الأنثى مساوية للذكر <strong>في</strong><br />

مجتمع يخنق طموحاتها من المهد إلى اللحد،‏ ولذلك كان تمردها على قوانين هذا<br />

المجتمع وعاداته عاصفا ً،‏ فريم تنتقي أصدقاءها من الرجال،‏ ولا تتوقف عند هذا الحد‏،‏<br />

وإن ّما تحاول أن تخترق المألوف،‏ وتتجاوز العادات،‏ فلا تكت<strong>في</strong> بمرافقة زياد <strong>في</strong><br />

شوارع مدينة <strong>دمشق</strong>،‏ وإن ّما تتوقف أمام مقهى من مقاهيها الخاصة بالذكور،‏ وتحاول<br />

أن تدخل مع هذا الرجل الغريب إلى هذا المقهى<br />

20<br />

، ولكن عيون الرجال تخترق<br />

جسدها،‏ وهي تصيح جائعة،‏ <strong>في</strong>ضطر زياد إلى أن يدعوها إلى أن يشربا فنجان القهوة<br />

<strong>في</strong> منزله أو منزلها،‏ و<strong>في</strong> حين تصب ريم جام غضبها على البلد الذي لا يؤمن حرية<br />

مطلقة لإناثه،‏ فتقول:‏ ‏"أنا حرة،‏ أستطيع الذهاب مع زياد إلى أي مقهى أشاء،‏ ولكن<br />

المقهى الذي أتوق إليه،‏ والذي يذهب إلى من يشاء،‏ من الرجال والنساء،‏ ليأخذوا بكلّ‏<br />

بساطة،‏ فنجانا ً من القهوة،‏ أو كأسا ً من ‏"البوظة"‏ دون أن تلتهمهم العيون وتلوكهم<br />

الألسن،‏ هذا المقهى ‏"الطبيعي"،‏ للأسف،‏ تفتقده بلدتي"‏<br />

.<br />

21<br />

وتصل الجرأة بريم إلى أن تجمع بين خطيبها ألفريد وحبيبها زياد <strong>في</strong> حفلة تقام<br />

<strong>في</strong> منزلها تضم الأهل والأصدقاء،‏ وهكذا لا تقيم ريم الأنثى البورجوازية المتمردة أي<br />

وزن للعادات والتقاليد،‏ بل تضرب تلك القيم البورجوازية،‏ وهي التستر على الفضائح<br />

بعرض الحائط،‏ ثم هي تجلس بينهما:‏ ‏"أنا..‏ بينهما..‏ بين فورة الشباب واندفاعه<br />

..<br />

وحياة أثقلتها سنون التجارب بين جبين شمخ بالطموح والآمال..‏ وصدغ خطت عليه<br />

الذكريات أسطرا ً بيضا ً..‏ بين قلب يخفق بصمت خلف أسوار كبريائه..‏ وقلب أنهكه<br />

الاستهتار،‏ ليدميه أخيرا ً الندم … بينهما،‏ بين عاطفة عميقة،‏ لكن أنانية،‏ تحجب عن ّي<br />

الهواء،‏ وتنكر علي حق ّ الحرية والفردية..‏ وعاطفة عابرة،‏ تنكر علي معنى الكرامة،‏<br />

المصدر نفسه،‏ ص<br />

المصدر نفسه،‏ ص<br />

.133-132<br />

.133<br />

20<br />

21<br />

27

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!