تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق

More documents

Recommendations

Info

تحولات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية حياتي،‏ لا أن ت ُرسم حياتي!‏ أريد أن أحصل على شهادات عالية..‏ أريد أن أدرس الموسيقى..‏ أن أتعلم الغناء..‏ أن أكتب الشعر..‏ أن أرسم..‏ أن أعمل..‏ أن أشتغل..‏ أن .. أريد .. أسافر..‏ أريد أريد..‏ وكم وكم يريد طموح السابعة عشرة!‏ (…) حاولت بجميع الطرق أن أقنع والدي كي يتنازل عن رأيه،‏ غضبت..‏ ثرت..‏ حزنت..‏ مرضت..‏ وأخيرا ً،‏ رضخ للأمر مستاء‏،‏ وقبل أن أدرس ولكن..‏ بالمراسلة.‏ ومع أنني لا أؤمن بطريقة الدراسة هذه،‏ فقد وجدت فيها عزاء بسيطا ً،‏ ومنفذا ً ولو ضيقا ً،‏ أنفث فيه بعض طموحي.‏ وبقيت في البيت،‏ أهرب من جفاف أوراق الحقوق،‏ لأرتمي في نداوة الشعر"‏ 19 . المصدر نفسه،‏ ص .23-22 19 26
مجلة جامعة دمشق – المجلد 21- العدد (2+1) 2005 عاطفة فيصل وريم ذات طموحات كبيرة،‏ فهي تطمح إلى أن تكون الأنثى مساوية للذكر في مجتمع يخنق طموحاتها من المهد إلى اللحد،‏ ولذلك كان تمردها على قوانين هذا المجتمع وعاداته عاصفا ً،‏ فريم تنتقي أصدقاءها من الرجال،‏ ولا تتوقف عند هذا الحد‏،‏ وإن ّما تحاول أن تخترق المألوف،‏ وتتجاوز العادات،‏ فلا تكتفي بمرافقة زياد في شوارع مدينة دمشق،‏ وإن ّما تتوقف أمام مقهى من مقاهيها الخاصة بالذكور،‏ وتحاول أن تدخل مع هذا الرجل الغريب إلى هذا المقهى 20 ، ولكن عيون الرجال تخترق جسدها،‏ وهي تصيح جائعة،‏ فيضطر زياد إلى أن يدعوها إلى أن يشربا فنجان القهوة في منزله أو منزلها،‏ وفي حين تصب ريم جام غضبها على البلد الذي لا يؤمن حرية مطلقة لإناثه،‏ فتقول:‏ ‏"أنا حرة،‏ أستطيع الذهاب مع زياد إلى أي مقهى أشاء،‏ ولكن المقهى الذي أتوق إليه،‏ والذي يذهب إلى من يشاء،‏ من الرجال والنساء،‏ ليأخذوا بكلّ‏ بساطة،‏ فنجانا ً من القهوة،‏ أو كأسا ً من ‏"البوظة"‏ دون أن تلتهمهم العيون وتلوكهم الألسن،‏ هذا المقهى ‏"الطبيعي"،‏ للأسف،‏ تفتقده بلدتي"‏ . 21 وتصل الجرأة بريم إلى أن تجمع بين خطيبها ألفريد وحبيبها زياد في حفلة تقام في منزلها تضم الأهل والأصدقاء،‏ وهكذا لا تقيم ريم الأنثى البورجوازية المتمردة أي وزن للعادات والتقاليد،‏ بل تضرب تلك القيم البورجوازية،‏ وهي التستر على الفضائح بعرض الحائط،‏ ثم هي تجلس بينهما:‏ ‏"أنا..‏ بينهما..‏ بين فورة الشباب واندفاعه .. وحياة أثقلتها سنون التجارب بين جبين شمخ بالطموح والآمال..‏ وصدغ خطت عليه الذكريات أسطرا ً بيضا ً..‏ بين قلب يخفق بصمت خلف أسوار كبريائه..‏ وقلب أنهكه الاستهتار،‏ ليدميه أخيرا ً الندم … بينهما،‏ بين عاطفة عميقة،‏ لكن أنانية،‏ تحجب عن ّي الهواء،‏ وتنكر علي حق ّ الحرية والفردية..‏ وعاطفة عابرة،‏ تنكر علي معنى الكرامة،‏ المصدر نفسه،‏ ص المصدر نفسه،‏ ص .133-132 .133 20 21 27
Page 1 and 2: مجلة جامعة دمشق - ال
Page 11: لا"‏ مجلة جامعة دمش
Page 27: مجلة جامعة دمشق - ال

تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

Delete template?

Save as template?