تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق
تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق
تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق
- TAGS
- dahsha.com
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
لا"<br />
مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> – المجلد 21- العدد (2+1) 2005<br />
عاطفة <strong>في</strong>صل<br />
العريس قابعة <strong>في</strong> منزلها، وهي المرأة التي خرجت إلى ال<strong>جامعة</strong> والحياة، أما تقاليد<br />
المجتمع التقليدي وعاداته فما عادت تنظر إليها، وكأن ّها أوامر ليست موجهة لها، ولا<br />
هي تعنيها من قريب أو بعيد، وإن ّما هي أوامر موجهة إلى الأنثى القابعة <strong>في</strong> المنزل أو<br />
الأنثى التي لم تخرج إلى الحياة، والحقيقة أن عدد هؤلاء الإناث كان ضئيلا ً جدا ً<br />
بالقياس إلى ما <strong>في</strong> المجتمع، ولكن هذه الأنثى قد رجت بسلوكها العادات والتقاليد رجة<br />
قوية، فكانت الأنثى ال<strong>سورية</strong> المتشبهة بالأنثى الأوروبية، ولذلك سميت بالأنثى<br />
المخملية المتمردة على سلطة الأسرة والمجتمع <strong>في</strong> آن معا ً، وهي الأنثى التي جاهرت<br />
بأن ّها حرة <strong>في</strong> أقوالها وتصرفاتها وهي تعيش كما تشاء، وهي التي تختار العريس،<br />
وترفض أن تكون سلعة أو دمية أو غرضا ً غزليا ً، وقد أصبح لهذه الأنثى قلب يحب<br />
جهارا ً، <strong>في</strong> حين كان الحب من المحظورات على الأنثى التقليدية، بل هو شيء معيب<br />
لها ولأسرتها ومجتمعها.<br />
تتمثل صورة هذه الأنثى <strong>في</strong> شخصية "ريم غالي" بطلة رواية "أيام معه" لكوليت<br />
خوري، فهي أنثى من الطبقة البورجوازية ال<strong>دمشق</strong>ية، وقد نالت قسطا ً لا بأس به من<br />
التعليم، وهي أنثى جميلة ومدل ّلة، على نقيض الفتيات <strong>في</strong> الأسر ذات التربية التقليدية،<br />
وليس ذلك فحسب، وإنما هي تكتب الشعر، وتتحدث اللغتين الفرنسية والإنكليزية،<br />
وهي <strong>في</strong> ذلك تختلف أيضا ً عن الفتاة السابقة التي لا يجوز لها أن تكتب الشعر<br />
وتتحدث عن إحساساتها، وبالرغم من أن والدها انصاع للعادات والتقاليد <strong>في</strong> <strong>سورية</strong><br />
<strong>في</strong> تلك الفترة، وحال دون أن تذهب ابنته إلى ال<strong>جامعة</strong>، فإن ريم رفضت أن تكون<br />
كالأخريات ممن ينتظرن العريس بين أربعة جدران<br />
18<br />
!<br />
.وقررت أن تواجه مصيرها<br />
بالتمرد والإصرار إلى أن حققت المطلب الأول، وهو الدراسة بالمراسلة:<br />
أنا لم أوجد فقط لأتعل ّم الطهي ثم أتزوج فأنجب أطفالا ً ثم أموت! إذا كانت<br />
هذه هي القاعدة <strong>في</strong> بلدي فسأشذ ّ أنا عنها… أنا لا أريد أن أتزوج! أنا أريد أن أعيش<br />
"أيام معه"، المكتب التجاري للطباعة والنشر، بيروت، ط4،<br />
،1967 ص .22-21<br />
18<br />
25