26.04.2015 Views

تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق

تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق

تحوّلات الخطاب الأنثوي في الرواية النسوية في سورية - جامعة دمشق

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

تحولات <strong>الخطاب</strong> الأنثوي <strong>في</strong> <strong>الرواية</strong> <strong>النسوية</strong> <strong>في</strong> <strong>سورية</strong><br />

ذكورية،‏ لأنه لا يخرج عما يريده المجتمع التقليدي من الأنثى،‏ فتعاطف مع هذا<br />

<strong>الخطاب</strong> وشجعه دون أن يدري ما يحمله هذا <strong>الخطاب</strong> من محاولات خ<strong>في</strong>ة لاختراق قيم<br />

الذكورة وحصونها،‏ ومن هذه المحاولات الاعتراف بأن عقل الأنثى غير قاصر،‏ وهي<br />

قادرة على الكتابة والإبداع،‏ وهذا مجال الذكورة،‏ كما كان معروفا ً <strong>في</strong> تلك المرحلة،‏<br />

وأن الشائع <strong>في</strong> تلك المرحلة أن وظائف الأنثى تقتصر على الحمل والإنجاب وخدمة<br />

الزوج،‏ وأن الكتابة أمر لا يخرج إلا ّ عن الرجل،‏ ولذلك ذهب محمد كرد علي إلى أن<br />

عقل المرأة لا يتناسب والإبداع،‏ و"أن معظم ما عزي إلى المرأة من التآليف هو من<br />

صنع الرجال.‏ وما عدا ذلك فكتابات متوسطة وشعر غث ّ"‏<br />

17<br />

-2<br />

‏،وعلينا ألا ّ ننسى أيضا ً<br />

ما <strong>في</strong> هذا <strong>الخطاب</strong> من خروقات أخرى لقيم الذكورة حين جعلت هذه الروائية أو تلك<br />

البطولة للأنثى،‏ وأقامت الأحداث من حولها،‏ وليس ذلك فحسب،‏ وإن ّما كانت هذه<br />

الأنثى البطلة إيجابية،‏ هي التي تحافظ على قيم الذكورة،‏ <strong>في</strong> حين كان المجتمع أو<br />

الذكر بطلا ً سلبيا ً يحاول خرق هذه القيم بأساليبه الشريرة،‏ فظهرت الأنثى حامية لكلّ‏<br />

ما هو نبيل وسامٍ.‏<br />

مرحلة <strong>الخطاب</strong> الأنثوي الرومانسي ‏(التمردي):‏<br />

عرفت <strong>سورية</strong> تحولات سياسية واجتماعية وثقا<strong>في</strong>ة متلاحقة <strong>في</strong> الخمسينيات من<br />

القرن العشرين نتيجة للتأثر بنكبة فلسطين من جهة،‏ وللانقلابات العسكرية المتتالية من<br />

جهة ثانية،‏ ثم إن انتشار الأحزاب السياسية التي حاولت استقطاب أكبر عدد من<br />

المواطنين،‏ ومنهم المرأة،‏ قد أدى إلى تغيرات سريعة <strong>في</strong> بنية المجتمع،‏ وكان لصعود<br />

الطبقة البورجوازية دور <strong>في</strong> ذلك أيضا ً،‏ فبدأت الأسر <strong>في</strong> أواخر عقد الخمسينيات<br />

تتساهل <strong>في</strong> قضية تعليم الأنثى،‏ واستطاعت المرأة المتعل ّمة أن تشارك مشاركة بسيطة<br />

<strong>في</strong> الحياة السياسية،‏ وأن تعي ذاتها والعالم من حولها،‏ وأن تعرف ما لها وما عليها،‏<br />

فتمردت أولا ً على أوامر الأسرة،‏ ورفضت أن تكون شبيهة بجدتها أو أمها تنتظر<br />

‏"أقوالنا وأفعالنا":‏ ص<br />

.361-360<br />

17<br />

24

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!