الفعل المبني للمجهول في اللغة العربية (أهميته- مصطلحاته ... - جامعة دمشق

مجلة جامعة دمشق – المجلد 22- العدد (2+1) 2006
عبد الفت ّاح محمد
تنتمي إلى أصل أنكلوسكسوني في اللغة الإنكليزية قبل أن تثرى هذه اللغة بالأفعال
4
التي استعارتها من اللغتين اللاتينية واليونانية .
كذلك فإن ثراء أية لغة بالأفعال المبنية للمجهول دليل على رقيها وحيويتها لما
تؤديه هذه الأفعال من أغراض تعبيرية دقيقة يحتاج إليها الإنسان في تطور حياته،‏
وبالمقابل فإن قلة هذه الأفعال،‏ أو انعدامها،‏ أو انحسارها دليل فقر وتراجع.‏ واللغة
العربية غنية بمفردات الأفعال،‏ وقد شهد بذلك بعض أهل العلم باللغات السامية من
المستشرقين،‏ وذكر أن هذا الغنى ينوع معاني الفعل أكثر بكثير مما يوجد في أية
لغة كانت من سائر اللغات السامية على ما سوف نبين.‏
أما من حيث تعريف الفعل المبني للمجهول فما جاء عن النحاة يكاد يقتصر على
ما ذكره الزمخشري ‏(ت ‎538‎ه)‏ وهو قوله:‏ ‏"هو ما استغنى عن فاعله،‏ فأقيم
المفعول مقامه،‏ وأسند إليه معدولا ً عن صيغة ‏(ف َعلَ)‏ إلى ‏(ف ُعِلَ)،‏ ويسمى فعل ما لم
5
يسم فاعله "، وهذا التعريف ليس جامعا ً ولا مانعا ً من وجوه:‏
الأول:‏ أن الظرف والجار والمجرور قد ينوبان مناب الفاعل،‏ ولا تقتصر النيابة على
المفعول وحده.‏
الثاني:‏ ثمة أفعال ملازمة للبناء للمجهول نحو ن ُخِي زيد،‏ ولا يقال:‏ نخاه كذا,‏ ولا
يصح فيها أن يقال:‏ إنها معدولة عن ‏(ف َعلَ).‏
الثالث:‏ أن لهذا الفعل مصطلحات كثيرة تدل عليه كما سوف نبين ولا يقتصر
تسميته على ‏"مالم يسم فاعله".‏
ويلاحظ أن وزن
) ُفعِلَ)‏
الثلاثي الذي خ ُص به المبني للمجهول وزن ثقيل،‏ وقد
علل الرضي ‏(ت‎686‎ ه)‏ استعمال هذا الوزن الثقيل فقال:‏ ‏"وإنما اختير هذا الوزن
الثقيل دون المبني للفاعل لكونه أقل َّ استعما ًلا",‏ كما يرى أن هذا الوزن الثقيل خ ُص
.3/ 1
4
5
انظر:‏ الأفعال للسرقسطي
وشرح المفصل
المفصل
.69/ 7
258 , 259
21