الفعل المبني للمجهول في اللغة العربية (أهميته- مصطلحاته ... - جامعة دمشق
الفعل المبني للمجهول في اللغة العربية (أهميته- مصطلحاته ... - جامعة دمشق
الفعل المبني للمجهول في اللغة العربية (أهميته- مصطلحاته ... - جامعة دمشق
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> – المجلد 22- العدد (2+1) 2006<br />
عبد الفت ّاح محمد<br />
ومن هذا أيضا ً قوله تعالى: "<br />
201<br />
فمن اضط ّر " الذي جاء مبينا ً <strong>للمجهول</strong> للتعميم،<br />
ولو جاء مبنيا ً للمعلوم لطال التركيب دون أن يتم حصر أحوال الاضطرار.<br />
مما تقدم يتبين أن <strong>الفعل</strong> <strong>المبني</strong> <strong>للمجهول</strong> قد ي<strong>في</strong>د الدلالة على تعدد القائلين، أو<br />
الآمرين، أو الناصحين، أو الواعظين...، وهذا أحد ما يستدل به على أن السياق<br />
القرآني أكسب <strong>الفعل</strong> <strong>المبني</strong> <strong>للمجهول</strong> ثراءً ونماءً <strong>في</strong> قيمته التعبيرية، وهذا أحد الوجوه<br />
التي يفترق بها <strong>المبني</strong> <strong>للمجهول</strong> عن <strong>المبني</strong> للمعلوم.<br />
ب دلالته على الاستقرار والثبات:ويأتي <strong>الفعل</strong> <strong>المبني</strong> <strong>للمجهول</strong> لي<strong>في</strong>د ثبوت<br />
الحكم مع عموميته، ومما أُول كذلك قوله تعالى: " ولا تقولوا لمن يقتل <strong>في</strong> سبيل االله<br />
202<br />
أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون "، ف<strong>الفعل</strong> المضارع (يق ْت َلُ) يدل على ثبوت الحكم<br />
وعموميته لكل من يقتل دون التقيد بزمن بعينه، ولو عبر بالماضي (ق ُتِلَ) لظ ُن َّ أنه<br />
خاص بما مضى من غير أن ينسحب على الحاضر، ولذلك فإن <strong>الفعل</strong> (يق ْت َلُ) يدل على<br />
من (ق ُتِلَ) ومن (يقتل) ومًن (سيقت ُل). وبني <strong>الفعل</strong> <strong>للمجهول</strong>، ولم يشر إلى القاتل، وهو<br />
203<br />
الفاعل، لأن هذا القتل مقدر على من يقتل .<br />
ومما يدلّ على ثبوت الحكم واستمراريته قوله تعالى: " ضرِبت ْ عليهم الذلة<br />
204<br />
والمسكنة "، فالتركيب يدل على استمرارية الذلة والمسكنة وثبوتها، وورد <strong>الفعل</strong><br />
على (ف ُعِلَ) يحتمل أن االله عز وجل كره أن يسند إليه الذلة والمسكنة صراحة، كما<br />
205<br />
يحتمل الإشارة إلى غموض المصير والمجهول اللذين ينتظران بني إسرائيل .<br />
وإذا كان أكثر ما جاء صلة للاسم الموصول (الذي الذين) أفعالا َ مضارعة،<br />
فقد جاء التعبير بالماضي <strong>في</strong> ثنايا ذلك للدلالة على الثبات والاستقرار، ومن ذلك<br />
.127<br />
.154<br />
201<br />
202<br />
203<br />
204<br />
205<br />
البقرة<br />
البقرة<br />
انظر: <strong>الفعل</strong> <strong>في</strong> سورة البقرة<br />
البقرة<br />
<strong>الفعل</strong> <strong>في</strong> سورة البقرة 65<br />
.140<br />
.66<br />
.61<br />
57