الفعل المبني للمجهول في اللغة العربية (أهميته- مصطلحاته ... - جامعة دمشق

مجلة جامعة دمشق – المجلد 22- العدد (2+1) 2006
عبد الفت ّاح محمد
الآخر غرضا ً معنويا ً،‏ وقد ذكر ذلك الصبان ‏(ت‎1206‎ه)،‏ وذهب إلى أنه غرض
معنوي،‏ فقال:‏ ‏"جعل الشارح الجهل غرضا ً معنويا ً تبع فيه ابن الناظم،‏ وهو غير
ظاهر،‏ والظاهر ما في ‏(التوضيح)‏ من جعله مقابلا ً للغرض اللفظي والمعنوي،‏ وعندي
132
أن الظاهر ما مشى عليه ابن الناظم والشارح ".
وهذا الغرض يقتضي على ما يفهم من كلام النحاة أن يكون أصل الجملة
الفعل المبني للمعلوم ‏(ف َعلَ)‏ المسند إلى الفاعل،‏ ثم تحولت إلى جملة المبني للمجهول
‏(ف ُعِلَ)‏ المسند إلى اسمه المرفوع وهذا التحول ناتج من أن المرسل يجهل الفاعل
الحقيقي،‏ ولذلك كان حذف الفاعل أو ترك ذكره،‏ أو طيه،‏ أو عدم تسميته..‏ إلى غير
هذا من المصطلحات التي يشيرون فيها إلى غياب الفاعل.‏
وهذا الفهم إنما هو فهم أولي بسيط،‏ فقد دلّ‏ التدقيق على أن هذا الغرض ينطوي
على قدر كبير من الدقة والتعقيد،‏ وكشف هذا يحتاج إلى بسط القول في جوانب عديدة
كي نتبين إلى أي مدى يسهم هذا الغرض في تفسير ظاهرة البناء للمجهول،‏ وفي ما
يلي بيان ذلك:‏
- جاءت في اللغة العربية استعمالات ‏(ف ُعِلَ)،‏ أو ما سمي بالمجهول مسندا ً إلى
مرفوعه مفس َّرا ً بالفعل نفسه على بناء ‏(ف َعلَ)‏ مسندا ً إلى مرفوعه أيضا ً نحو قولهم:‏
133
أُسِر ذؤاب،‏ أسره مرة ".
"
ويأتي بناء ‏(ف ُعِلَ)‏ مسندا ً إلى مرفوعه مفس َّرا ً بفعل آخر في معنى الأول،‏ كقولهم:‏
ق ُتِلَ‏
134
الن ُعمان،‏ رماه رجلٌ‏ من أهل اليمن . ومثل هذين الاستعمالين لا يصح أن
يقال فيهما:‏ إن الإتيان ب ‏(ف ُعِلَ)‏ على البناء للمفعول كان للجهل بالفاعل،‏ فالمرسل
يدري من هو الفاعل،‏ ولذلك ذكره في الجملة الثانية المفسرة.‏
132
133
134
حاشية الصبان ‎2‎م‎87‎‎88‎‏.‏
الأغاني
نقائض جرير و الفرزدق
.151
.6/9
45