Ùسخة pdf - جا٠عة اÙÙدس اÙÙ ÙتÙØØ©
Ùسخة pdf - جا٠عة اÙÙدس اÙÙ ÙتÙØØ©
Ùسخة pdf - جا٠عة اÙÙدس اÙÙ ÙتÙØØ©
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
جامعة القدس المفتوحة<br />
مجلة<br />
لألبحاث والدراسات
توجه املراسالت واألحباث على العنوان اآلتي:<br />
رئيس هيئة حترير جملة جامعة القدس املفتوحة<br />
جامعة القدس املفتوحة<br />
ص.ب: 51800<br />
هاتف: 2409861<br />
فاكس: 2403159<br />
بريد الكرتوين: hsilwadi@qou.edu<br />
تصميم واخراج فني:<br />
مركز تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت<br />
قسم الوسائط المتعددة<br />
02-2964571.2.3.4
املشرف العام<br />
أ.د. يونس عمرو<br />
رئيس اجلامعة
قواعد النشر والتوثيق<br />
تنشر اجمللة البحوث والدراسات األصلية املرتبطة بالتخصصات العلمية ألعضاء اهليئة التدريسية<br />
والباحثني يف جامعة القدس املفتوحة وغريها من اجلامعات احمللية والعربية والدولية، مع اهتمام خاص<br />
بالبحوث املتعلقة بالتعليم املفتوح والتعليم عن بعد، وتقبل أيضا األحباث املقدمة إىل مؤمترات علمية<br />
حمكمة واملراجعات والتقارير العلمية وترمجات البحوث.<br />
يرجى من األخوة الباحثني الراغبني يف نشر حبوثهم االقتداء بقواعد النشر والتوثيق االتية:<br />
.1قبل 1 األحباث باللغتني العربية واإلجنليزية.<br />
.2أن 2 ال يزيد حجم البحث عن 35 صفحة " 8000 " كلمة تقريبا مبا يف ذلك اهلوامش<br />
واملراجع.<br />
.3أن 3 يتسم البحث باألصالة وميثل إضافة جديدة إىل املعرفة يف ميدانه.<br />
.4يقدم 4 الباحث حبثه منسوخا على " قرص مرن Disk/ “ A أو CD مع ثالث نسخ مطبوعة<br />
منه، غري مسرتجعة سواء نشر البحث أم مل ينشر.<br />
.5يرفق 5 مع البحث خالصة مركزة يف حدود “ 100 - 150 “ كلمة.ويكون هذا امللخص باللغة<br />
اإلجنليزية إذا كان البحث باللغة العربية ويكون باللغة العربية إذا كان البحث باللغة اإلجنليزية.<br />
.6ينشر 6 البحث بعد إجازته من حمكمني اثنني على األقل ختتارهم هيئة التحرير بسرية تامة من<br />
بني أساتذة خمتصني يف اجلامعات ومراكز البحوث داخل فلسطني وخارجها على أن ال تقل رتبة<br />
احملكم عن رتبة صاحب البحث.
جامعة القدس المفتوحة<br />
مجلة<br />
لألبحاث والدراسات<br />
.7أن 7 يتجنب الباحث أي إشارة قد تشري أو تدلل على شخصيته يف أي موقع من البحث.<br />
منه.<br />
.8يزود 8 الباحث الذي نشر حبثه خبمس نسخ من العدد الذي نشر فيه، باإلضافة إىل ثالث مستالت<br />
.9تدون 9 اإلحاالت املرجعية يف هناية البحث وفق النمط اآلتي: إذا كان املرجع أو املصدر كتابا<br />
فيثبت اسم املؤلف،عنوان الكتاب أو البحث، اسم املرتجم أو احملقق )مكان النشر،الناشر،<br />
الطبعة، سنة النشر( اجلزء أو اجمللد، رقم الصفحة، أما إذا كان املرجع جملة فيثبت املؤلف،<br />
عنوان البحث، اسم اجمللة، عدد اجمللة وتارخيها، رقم الصفحة.<br />
1ترتب 010 املراجع واملصادر يف هناية البحث »الفهرس« حسب احلروف األجبدية لكنية / عائلة<br />
املؤلف ثم يليها اسم املؤلف،عنوان الكتاب أو البحث، )مكان النشر،الناشر، الطبعة، سنة<br />
النشر( اجلزء أو اجمللد.<br />
1 111 بإمكان الباحث استخدام منط » APA» Style يف توثيق األحباث العلمية والتطبيقية،<br />
حيث يشار إىل املرجع يف املنت بعد فقرة االقتباس مباشرة وفق الرتتيب التايل: »اسم عائلة<br />
املؤلف،سنة النشر،رقم الصفحة«.
المحتويات<br />
األحباث<br />
دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند الالجئني<br />
الفلسطينيني: دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي في مخيم بالطة<br />
د. عماد إشتية ........................................................................9<br />
مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب الضفة الغربية من<br />
وجهة نظر القائمني عليها<br />
د. محمد عبد اإلله الطيطي،د. معني عبد الرحمن جبر...........................55<br />
العوامل املؤثرة في العمر املثالي للزواج وعدد األطفال املرغوب في إجنابهم<br />
من وجهة نظر طالبات جامعة النجاح الوطنية<br />
د. حسني أحمد.......................................................................95<br />
العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />
التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />
د. عبد الكرمي القاسم..............................................................129
جامعة القدس المفتوحة<br />
مجلة<br />
لألبحاث والدراسات<br />
دور املستشرقني الفرنسيني في نقل الثقافة العربية إلى الغرب<br />
د. عبد الرؤوف خريوش..............................................................181<br />
اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />
د. مشهور عبد الرحمن احلبازي....................................................215<br />
زرياب وأثره في احلياة االجتماعية والفنية في األندلس<br />
د. هاني أبو الرب...............................................................263<br />
الالجئون الفلسطينيون وحق العودة في السياسات األمريكية:<br />
من مبادرات احلرب الباردة إلى مقترحات كلينتون<br />
د.أمين طالل يوسف.................................................................295<br />
التراجع الرسمي في قرارات األمم املتحدة جتاه القضية<br />
الفلسطينية منذ نشأتها حتى حرب أكتوبر 1973<br />
د. نعمان عاطف عمرو....................................................................327<br />
مقاومة املوظفني للتغيير التنظيمي في الوزارات الفلسطينية في قطاع غزة<br />
د.خليل حجاج.............................................................................361
األبحاث
دور مؤسسات التنشئة االجتماعية يف<br />
تعزيز ثقافة حق العودة عند الالجئني<br />
الفلسطينيني: دراسة تطبيقية على مركز يافا<br />
الثقايف مبخيم بالطة<br />
د. عماد اشتية*
دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />
الالجئني الفلسطينيني: دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />
د. عماد إشتية<br />
ملخص:<br />
تتناول هذه الدراسة اإحدى القضايا املهمة يف حياة الالجئني الفلسطينيني، وهي»دور<br />
موؤسسات التنشئة االجتماعية يف تعزيز ثقافة حق العودة«، وذلك بالرتكيز على مركز يافا<br />
الثقايف اأمنوذجاً، من خالل حتليل اأهداف املركز وحمتوى اأنشطته ومضامينها وبراجمه<br />
التي يقدمها كوسائل لتحقيق هذه االأهداف.<br />
وهي تهدف اإىل معرفة هذا الدور من خالل جملة االأنشطة والربامج والفعاليات<br />
التي قدمها املركز منذ تاأسيسه حتى االآن، وما اإذا كان لها تاأثري على شخصية االأفراد<br />
املشاركني، وتعميق ما لديهم من اأمناط االهتمام على مستوى الشعور والتفكري والسلوك<br />
باالرتباط ببلدهم االأصلي. وبخاصة اإن االإرسائيليني قد بنوا توجهاتهم ملستقبل الالجئني<br />
على مقولة »اإن الكبار سيموتون واالأبناء سينسون« ،وبالتايل يتحقق الفصل بني الالجئ<br />
وبلده االأصلي.<br />
وعلى الرغم من تعدد االأنشطة والربامج املقدمة، فقد تناولت بعض هذه الفعاليات<br />
التي شكلت اأساسا الأنشطة املركز، وهي: الرحالت اجلماعية، برنامج اإعرف وطنك، معارض<br />
الصور والرتاث، االتصال عرب االإنرتنت بني اأطفال الجئني يف الوطن والشتات، العروض<br />
املرسحية والفنون الشعبية )فرقة عائدون(، الندوات واملحارضات وورش العمل، املسريات<br />
واملهرجانات اجلماهريية.<br />
كما دُرس تاأثري هذه االأنشطة والربامج باستخدام استبانة ضمت ثالثة حماور: االأول؛<br />
يشتمل على معلومات اأولية عن املبحوثني، والثاين؛ يقيس درجة املشاركة يف االأنشطة<br />
التي ينظمها املركز، والثالث؛ يقيس مدى تاأثري االأنشطة والفعاليات التي يقدمها املركز يف<br />
تكريس ثقافة حق العودة على مستوى: الشعور والتفكري والسلوك. وقد جُ معت بوساطة هذه<br />
االستمارة بيانات عن عينة الدراسة ملعرفة تاأثري هذه الربامج عليهم من خالل مستويني<br />
رئيسني: مستوى درجة املشاركة والتفاعل مع هذه اخلدمات. ومستوى نوع النشاط الذي<br />
مت التفاعل معه بشكل اأكرب.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
•<br />
•<br />
•<br />
وقد جاءت النتائج يف ملخصها على النحو االآتي:<br />
•هناك تاأثري كبري جدا الأنشطة مركز يافا الثقايف وفعالياته يف تكريس ثقافة حق<br />
العودة لدى الالجئني الفلسطينيني يف خميم بالطة على مستويات الشعور، والتفكري،<br />
والسلوك كافة، حيث بلغت النسبة املئوية الكلية ملتوسط استجابات املفحوصني<br />
على جميع الفقرات جلميع املجاالت )%93.67(. وجاء ترتيب املجاالت تبعا لدرجة<br />
التاأثري على النحو االآتي: املرتبة االأوىل: جمال الشعور، املرتبة الثانية: جمال<br />
التفكري، املرتبة الثالثة: جمال السلوك.<br />
كلما زاد مستوى املشاركة يف االأنشطة والفعاليات التي ينظمها املركز، كلّما زادت<br />
درجة متسك االأفراد بحق العودة، وعمَّقت لديهم اأمناطاً من االهتمام على مستوى<br />
الشعور والسلوك باالرتباط ببلدهم االأصلي.<br />
اإن االأنشطة كافة التي ينظمها املركز لها تاأثري كبري يف تعزيز ثقافة حق الالجئني<br />
يف العودة اإىل ديارهم بغض النظر عن نوع النشاط.<br />
دلت النتائج على وجود فروق دالة اإحصائيا يف درجة تعزيز ثقافة حق العودة لدى<br />
املنتسبني واملشاركني يف اأنشطة مركز يافا الثقايف تعزى ملتغري اجلنس. وجاءت<br />
هذه الفروق على مستوى التفكري والسلوك، وعلى الدرجة الكلية لصالح الذكور، اأما<br />
على جمال مستوى الشعور فلم يكن هناك فروق تعزى ملتغري اجلنس.
دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />
الالجئني الفلسطينيني: دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />
د. عماد إشتية<br />
Abstract:<br />
This study focuses on one of the essential questions in the life of the<br />
Palestinian refugees, it is the role of social institutions in enhancing the<br />
culture of the Right of Return. In this matter, the Jaffa Cultural Centre<br />
is an eloquent example. We will analyze its objectives, activities, and the<br />
programs it offers for the achievement of such objectives.<br />
The study’s aim was to obtain knowledge on the role of the Jaffa Cultural<br />
Centre through its activities and actions offered since its establishment, in<br />
order to know the impact they had on the participating individuals. Thus, this<br />
analysis enabled us to get an insight into the participants feelings, thoughts,<br />
and behavior with relevance to their attachment to their homeland. On the<br />
issue of the fate of the refugees, the Israelis have nourished their future on<br />
the consideration that “the Old will die and the Young will forget”, causing<br />
the breach between the refugee and his homeland.<br />
Among the numerous activities that the Centre proposes we have<br />
selected a few which constitute the backbone of its programs: the group<br />
tours, like the “Know your Land” program, the exhibitions of photos and<br />
cultural heritage, the internet communication between children refugees<br />
and those in the Diaspora, theatre plays, popular arts, such as the ‘A’edoun<br />
group’, the talks, the seminars and the workshops, the festivals and public<br />
manifestations.<br />
The Questionnaires used were built around three themes: 1) basic<br />
data about the participants; 2) their degree of participation in the Centre’s<br />
activities; 3) the effects of these activities and actions on enhancing the<br />
culture of the Right of Return as expressed in their feelings, thoughts and<br />
behavior. The questionnaire aimed at obtaining data about the degree of<br />
their participation in the activities, their interaction with them and the type<br />
of activity which appealed most to the participants.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
The results from this survey were the following:<br />
The activities of the JCC have a great effect on the culture of the Right<br />
of return of the Palestinian refugees in the Balata camp at the levels of<br />
their feelings, thoughts and behavior. Data obtained revealed a strong<br />
involvement on the part of the participants at all levels and in all activities<br />
(93.67%). Feelings held the first place in this rating, then the thoughts and<br />
then behavior.<br />
The greater their involvement in the activities the stronger was their<br />
attachment to the Right of Return accentuating their feelings and their<br />
behavior concerning their homeland<br />
The activities in general, of whatever kind, have a deep effect on<br />
strengthening the attachment to the Right ofReturn<br />
Discrepancies were found at the level of the thoughts and behavior<br />
between the two genders. The male participants reached higher scores in<br />
thoughts and behavior, however, at the level of feelings the scores revealed<br />
no significant differences.
دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />
الالجئني الفلسطينيني: دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />
د. عماد إشتية<br />
مقدمة:<br />
على اأثر حرب فلسطني عام 1948م ترشد ما يزيد عن 700 األف فلسطيني، اأي ما<br />
يعادل نصف العدد االإجمايل للسكان الفلسطينيني حينذاك الذي بلغ 1,38 مليون نسمة،<br />
واأصبحوا الجئني )شلومو غازيت،1995(، وقد توزع غالبية هوؤالء الالجئني يف لبنان<br />
وسوريا واالأردن والضفة الغربية وقطاع غزه، وكان نصيب الضفة الغربية وقطاع غزة<br />
منها ما يقارب نصف مليون الجئ )وزارة االإعالم الفلسطينية، 1995(.<br />
والالجئون هم السكان العرب الذين فقدوا منازلهم ووطنهم نتيجة حلرب العام 1948<br />
)يوسف الفرا واآخرون، 1999(. حيث قامت القوات اليهودية بطردهم باالإكراه، اأو هم<br />
من تركوا بيوتهم وديارهم خوفا من القتل، وتعرضوا للمجازر على يد القوات اليهودية<br />
الإجبارهم على الهرب، ويصل العدد االإجمايل لالجئني حسب املصادر الفلسطينية اإىل<br />
حوايل 6 ماليني الجئ االآن، ويرص الفلسطينيون على حق جميع الالجئني يف العودة اإىل<br />
منازلهم وممتلكاتهم وتقدمي التعويض لهم كما جاء يف قرار اجلمعية العامة لالأمم املتحدة<br />
رقم 194.<br />
يرى الالجئون اأن مشكلتهم تشكل جوهر الرصاع العربي االإرسائيلي، وقد يبدو من<br />
الطبيعي اأن يقوّم الضحايا الذين ترضروا بصورة مبارشة قضية الالجئني بوصفها االأكرث<br />
اأهمية واإحلاحا )كرمة النابلسي،2006(، ويرى الفلسطينيون يف مسالة الالجئني اأنها - يف<br />
االأساس- قضية سياسية وقومية وليست اإنسانية فقط، ولهذا فال بد الأي حل لها اأن يتعامل<br />
مع قضية ترشدهم وفقدانهم للوطن، واأن يكون هذا احلل عادال ونزيها ومرتكزا اإىل قرارات<br />
االأمم املتحدة. وتتحقق العدالة بتطبيق قرار اجلمعية العامة رقم 194، وهو القرار الذي<br />
يعرتف بحق الالجئني الفلسطينيني يف العودة اإىل منازلهم.<br />
وقد اأدرك االأبناء اأن نزوح اآبائهم واأجدادهم جاء بشكل رئيس نتيجة لعدوان يهودي<br />
صهيوين على القرى واملدن وجتمعات السكان العرب يف فلسطني، واأن االأساليب املستعملة<br />
كثريا ما اتسمت باالإرهاب والفظاعة وارتكاب املجازر ونرش الذعر واخلوف واأساليب احلرب<br />
النفسية بقصد دفع السكان العرب اإىل الفرار )رشيف كناعنه، 2000(.<br />
وبالرغم من جتربة اللجوء هذه، وما حتمله من خربات قاسية على نفوس الالجئني<br />
الذين اقتلعوا من اأرضهم، فاإنها مل تثبط من عزائمهم، ومل متنعهم من مواصلة دورهم الوطني
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
واالإنساين، فما زالوا يتمسكون بهويتهم وانتمائهم لالأرض )املتوكل طه، 1997(، واستمروا<br />
يف احلياة، ووظفوا هذه املاأساة الوطنية الإعادة تشكيل الشخصية الوطنية وبنائها. لذا ما<br />
اإن استقرت بهم االأوضاع نسبيا يف خميمات اللجوء حتى بداأوا يفكرون، وبشكل جدي، كيف<br />
يعيدون بناء موؤسساتهم املختلفة لتقوم بدورها يف تنشئة اأبنائهم وتعليمهم. فلم يُرتك<br />
الشباب لوحدهم داخل املخيم، ومل ترتك اأرسهم باعتبارها موؤسسات تنشئة اجتماعية<br />
ترسم مالمح شخصيتهم لوحدها، بل مارست املوؤسسة التنظيمية واحلزبية وغريها من<br />
املوؤسسات كاللجان الشعبية واملراكز الثقافية دورا بارزا يف تشكيل شخصية الشباب. ففي<br />
الوقت التي اأرادها االحتالل شخصية حمطمة ضعيفة يائسة، عملت هذه املوؤسسات على<br />
تشكيل هذه الشخصية اأو اإعادة منتسبيها على اأسس وطنية، وبخاصة اأن العودة اإىل الديار<br />
قد شكلت لدى الالجئني الفلسطينيني هاجسا كبريا انغرس يف اأعماقهم وترجموه سلوكا<br />
وممارسة، واأصبح معيارا يحدد مدى عمق االرتباط باالأرض والوطن، وموؤرشا على تقبل<br />
املجتمع لكل من يتمثل هذه القيم واملفاهيم، فقد كرست كثري من املوؤسسات العاملة يف<br />
املخيمات, وبخاصة املوؤسسات االأهلية ذات البعد الوطني، جل اهتمامها, واأعطت حيزا<br />
كبريا لرباجمها واأنشطتها للرتكيز على غرس قيم العودة ومفاهيمها يف اأذهان الالجئني<br />
وعقولهم »ومل تستطع كل مشاريع التوطني واإغراءاتها اأن تغري من التشبث الفلسطيني<br />
بالعودة وحق العودة«)صخر حبش، 1997(. مستفيدة من تقومي املجتمع االإيجابي لكل<br />
االأفعال الوطنية وامللتزمة، التي تُشعر من ميارسونها بالفخر واالعتزاز، وتدفعهم لبذل<br />
املزيد من االأفعال السلوكية املتسمة بالتمسك بحقهم بالعودة، فلم يكن غريبا اأن تكون<br />
اأعلى نسبة من الشهداء واجلرحى واالأرسى املخيمات مقارنة بعدد سكانها، حيث شكل ذلك<br />
موؤرشا واضحا على دور هذه املوؤسسات يف تنشئة منتسبيها تنشئة وطنية.<br />
ومن هذه املوؤسسات مركز يافا الثقايف الذي تاأسس سنة 1996م على اأيدي جمموعة<br />
متميزة من املنساأ نفسه بهدف تنمية الوعي الذاتي بواقع الالجئني وحقوقهم وتطويره، وكذلك<br />
اإرساء مفاهيم املجتمع املدين على اأساس احرتام حرية الراأي والفكر والتعبري، واأيضا تنمية<br />
الطفل الفلسطيني فكريا وثقافيا واجتماعيا وتوعيته بحقوقه، وتاأكيد متسكه بحق الالجئني<br />
الثابت بالعودة، للوصول اإىل جيل قادر على املساهمة يف رسم مالمح الكيان الفلسطيني<br />
املستقبلي، والنهوض باملجتمع املحلي وموؤسساته نحو جمتمع فلسطيني ميتلك مقومات<br />
البقاء والنهوض والتحرر واالستقالل واستعادة حقوقه املرشوعة. كما يهدف املركز فيما<br />
يهدف اإىل تعزيز االرتباط باالأرض والرتاث الوطني الفلسطيني وتطويره، وزيادة الوعي<br />
باحلقوق الوطنية الفلسطينية، والعمل على اإبرازها )نرشة تعريفية مبركز يافا الثقايف(.
دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />
الالجئني الفلسطينيني: دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />
د. عماد إشتية<br />
مشكلة الدراسة:<br />
تتحدد مشكلة الدراسة يف معرفة الدور الذي ميارسه مركز يافا الثقايف يف حياة<br />
الالجئني الفلسطينيني يف خميم بالطة لتعزيز قيم حق العودة ومفاهيمها، واالرتباط<br />
بالقرى واملدن االأصلية التي هاجروا منها من خالل جملة االأنشطة والربامج والفعاليات<br />
التي قدمها املركز منذ تاأسيسه حتى االآن، وما اإذا كانت هذه االأنشطة والربامج قد عمقت<br />
لدى االأجيال التي ولدت يف املخيم، وبخاصة الشباب منهم، روح االنتماء، وخلقت لديهم<br />
اأمناطاً من االهتمام على مستوى السلوك والتفكري والشعور باالرتباط ببلدانهم االأصلية.<br />
وذلك من خالل حتليل مضامني هذه االأنشطة والربامج والفعاليات ومعرفة تاأثريها على<br />
شخصية االأفراد املنتسبني لهذا املركز، اأو هوؤالء الذين شاركوا وتفاعلوا معها اأو استفادوا<br />
منها، وبخاصة اأن االإرسائيليني قد بنوا توجهاتهم حيال مستقبل الالجئني على مقولة »اإن<br />
الكبار سيموتون واالأبناء سينسون«، وبالتايل يتحقق الفصل بني الالجئ وبلده االأصلي.<br />
أهمية الدراسة:<br />
تاأتي اأهمية هذه الدراسة من كونها تبحث يف واحد من املوضوعات املهمة يف حياة<br />
الشعب الفلسطيني ومستقبله، وهو حقهم يف عودتهم اإىل الديار والبيوت واملمتلكات التي<br />
هجروا منها عام 1948، الأن قضية الالجئني تتعرض يف هذه املرحلة اإىل خطر كبري بفعل<br />
الضغوط الدولية التي تستهدف النيل من حقهم يف العودة.<br />
اإضافة اإىل اأنها تبحث يف واحدة من اأهم العمليات االجتماعية، وهي عملية التنشئة<br />
االجتماعية، ودورها يف تكريس اأمناط من الشعور والتفكري والسلوك يف حياة الالجئني<br />
الفلسطينيني لتعميق ثقافة حق العودة وتعزيزها لدى اأبناء الالجئني، وبخاصة دور<br />
املوؤسسات الوسيطة التي تقع بني املوؤسسات االأولية )غري الرسمية(، وبني املوؤسسات<br />
الثانوية )الرسمية( التي ينظر اإليها اأحيانا على اأنها تشكل موؤسسات مرجعية يف حياة<br />
الالجئني.<br />
اإن اأهمية قضية الالجئني واأهمية عملية التنشئة االجتماعية على اختالف املوؤسسات<br />
التي تقوم بها هي التي اأعطت هذه الدراسة اأهمية استثنائية.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
أهداف الدراسة:<br />
تسعى هذه الدراسة اإىل حتقيق الهدفني االآتيني:<br />
1 مضمون اأهداف مركز يافا الثقايف، واالأنشطة والربامج التي ينظمها، والتي<br />
يسعى بوساطتها اإىل تعزيز مفاهيم واأمناط سلوك مرتبطة بحق عودة الالجئني<br />
اإىل ديارهم.<br />
2معرفة . 2 مدى تاأثري هذه الربامج من حيث: درجة املشاركة، ونوعية النشاط التي<br />
متت املشاركة فيه على توجهات الالجئني نحو قضايا تتعلق بحقهم يف عودتهم<br />
اإىل ديارهم ومنازلهم التي هُ جّ روا منها.<br />
. 1حتليل<br />
اإلطار النظري:<br />
االإنسان كائن اجتماعي يعيش يف جمتمع وينتمي اإىل جماعة واحدة على االأقل،<br />
وهو- فقط من دون باقي الكائنات - يتمتع بامتالك الثقافة، ولوالها لكان االإنسان<br />
جمرد حيوان من احليوانات، فالثقافة هي رشط الوجود االإنساين الرئيس، وهي تالزم<br />
هذا الوجود وتعطيه جوهره املتميز، وهي توجد يف عقول االأفراد ونفوسهم وسلوكهم،<br />
فهم يعيشون ضمنها ويتواصلون عن طريق رموزها ومناذجها وياأخذونها )يكتسبونها(<br />
من خالل التجارب احلياتية، وعن طريق التنشئة االجتماعية من امليالد اإىل املوت، ومن<br />
خالل جمموعة من املوؤسسات التي تقوم بهذا الدور، سواء اأكانت موؤسسات اأولية: كاالأرسة<br />
وجماعة اللعب والرفاق، اأم ثانوية: كاملدرسة واجلامعة والعمل، اأم موؤسسات مرجعية:<br />
كالنادي، اأو املسجد، اأو احلزب السياسي وغريها.<br />
وهي ثابتة نسبيا وال تتغري بسهولة بعد اأن يتعلمها اأفراد املجتمع، واإن االأفراد يف<br />
املجتمع واحلاملني لثقافة واحدة يختلفون يف ردود اأفعالهم اإزاء املواقف بحسب نوع<br />
الثقافة التي ينتمون اإليها، وحسب املوقع االجتماعي الذي يشغلونه يف البناء االجتماعي،<br />
وبحسب حالتهم االنفعالية )عاطف وصفي، 1981(.<br />
فالثقافة هي اأسلوب احلياة اإجماالً، اأي هي النظام االجتماعي، وما له من معتقدات<br />
وعادات توجه السلوك والتفاعل بني االأفراد واجلماعات وتضبطه وتنمط هذا السلوك بحيث<br />
يصبح منطاً اأو اأسلوب حياة.<br />
اأما التنشئة االجتماعية فهناك تعريفات متعددة لها حيث يعرفها )النكتون( باأنها<br />
حماولة االأفراد على تكييف ترصفاتهم الشخصية طبقا ملا يناسب اجلماعات واملجتمعات<br />
التي يكونون جزءاً منها ,Langton( 1969(. اأما )هريي جونسون( فيعدها عملية تعلم
دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />
الالجئني الفلسطينيني: دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />
د. عماد إشتية<br />
اجتماعي تساعد املتعلم على اأداء اأدواره يف املجتمع والتفاعل مع االآخرين بطريقة يقرها<br />
املجتمع ويعرتف بها ويريد بلورتها وترسيخها .)1961,Johnson(<br />
ويعرف )دوسن( التنشئة االجتماعية بالعملية التي يتعلم الفرد عن طريقها كيفية<br />
التكيف مع اجلماعة التي ينتمي اإليها، واكتسابه للسلوك االجتماعي الذي ترغب فيه تلك<br />
اجلماعة ,Dawwson( 1969(. اأما )بارسونز وبلري( فيعتقدان باأن التنشئة االجتماعية<br />
ليست جمرد مواقف، واإمنا هي عمليات معقدة تعتمد باالأساس على التفاعل Parsons(<br />
.)1956 ,and Bales<br />
وهي عملية التشكل والتغري واالكتساب التي يتعرض لها الطفل يف تفاعله مع<br />
االأفراد واجلماعات وصوال به اإىل مكانة بني الناضجني يف املجتمع بقيمهم واجتاهاتهم<br />
ومعايريهم وعاداتهم وتقاليدهم، وهي عملية التفاعل االجتماعي التي يكتسب فيها الفرد<br />
شخصيته االجتماعية التي تعكس ثقافة املجتمع )عاطف ابو جادو، 2006(.<br />
وهي تتضمن عملية اكتساب الفرد لثقافة جمتمعه ولغته، واملعاين والرموز والقيم<br />
التي حتكم سلوكه، وتوقعات االآخرين وسلوكهم، والتنبوؤ باستجاباتهم واإيجابية التفاعل<br />
معهم)دبابنه وحمفوظ،1984(.<br />
ويعرف بارسونز التنشئة االجتماعية باأنها عملية تعليم تعتمد على التلقني واملحاكاة<br />
والتوحد مع االأمناط العقلية والعاطفية واالأخالقية عند الطفل الراشد، وهي عملية تهدف اىل<br />
اإدماج عنارص الثقافة يف نسق الشخصية، وهي عملية مستمرة وال نهاية لها )فرح،1980(،<br />
وهي باختصار حتول الكائن البيولوجي اإىل شخص اجتماعي عرب جماعات متنوعة يف<br />
نوعها لكنها مرتابطة يف وظائفها )العمر، 2004(.<br />
فالتنشئة االجتماعية اإذاً هي تلك التي يُدمج الفرد بوساطتها يف املجتمع, وتدمج<br />
ثقافة املجتمع يف الفرد، وهي عملية تعلم يستطيع الفرد من خاللها اأن يتكيف مع معايري<br />
اجلماعة وتصوراتهم وعاداتهم وقيمهم التي يعيشون فيها، وتتم التنشئة من خالل تفاعل<br />
الفرد مع البيئة املحيطة تفاعالً مبارشاً ليكتسب هويته الشخصية، ويسهم يف جتديد ثقافة<br />
جمتمعه، وتصبح الشخصية قادرة على االإبداع والتاأثري يف املجتمع )اإحسان احلسن،<br />
.)1992<br />
فهي، بهذا املفهوم، عملية تعلم واكتساب اجتماعي يتعلم فيها الفرد عن طريق التفاعل<br />
من خالل اأدواره االجتماعية, ويحقق بعده االجتماعي, وهي دائمة ومستمرة ودينامية،<br />
وتشتمل على جدل التفاعل بني الفرد واملجتمع, وتتم من خالل موؤسسات عدة تبعا لنوع<br />
املجتمع الذي نعيش فيه سواء اأكان جمتمعا تقليديا اأم كان جمتمعاً حديثا، وهذه العملية<br />
ميكن حتديدها يف مستويات ثالثة هي: املوؤسسات االأولية، كاالأرسة وجماعات الرفاق
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
واللعب واجلرية. واملوؤسسات الثانوية اأو الرسمية، كاملوؤسسات التعليمية وموؤسسات وسائل<br />
االإعالم وموؤسسات العمل وغريها. اأو املوؤسسات املرجعية ومتثلها بعض اجلماعات االأولية<br />
كالقبيلة، اأو جماعات ثانوية كاالأحزاب السياسية واملراكز الثقافية مبا حتمله من معان<br />
وقيم ياأخذ بها الفرد املشارك يف عضويتها.<br />
يالحظ من التعريفات السابقة اأن التنشئة االجتماعية عملية مهمة للفرد واملجتمع،<br />
حيث تتولد منها سمات الشخصية االجتماعية، اإذ اإن الفرد، بدون اأهداف عليا وبدون وسائل<br />
التعليم والتدريب التي تساعد يف اكتساب اخلربات والتجارب واملعلومات التي تتطلبها<br />
حياته اخلاصة والعامة، ال ميكنه تطوير نفسه وتنمية قدراته وقابلياته التي يحتاجها<br />
املجتمع، ويكتسب الفرد تربيته وتنشئته من االفراد املحيطني به فيتعلم منهم االأدوار<br />
االجتماعية والعادات والتقاليد والقيم واالأخالق التي تعد من رضورات احلياة االإنسانية.<br />
وعلى الرغم من دور االأرسة املهم واالأويل يف تنشئة الفرد، فاإن املوؤسسات الثانوية<br />
واملرجعية تسهم اإسهاما كبريا يف بناء الشخصية، وتستطيع اأن تعدّل وتقوّم كثرياً من<br />
العادات واالأمناط السلوكية التي اكتسبوها من اأرسهم، واإكسابها عادات سليمة واجتاهات<br />
اإيجابية، كما تستطيع اأن توؤثر يف جممل حياة الفرد اإذا قامت بوظيفتها على الوجه االأمثل،<br />
فهي جمتمع صغري تتجلى فيه القيم واالجتاهات التي يحرص املجتمع على غرسها يف<br />
اأبنائه، واملعارف واملهارات التي البد اأن يتزود بها االأبناء للتفاعل االإيجابي البنّاء مع<br />
بيئتهم، ومع العرص الذي يعيشون فيه مواكبة وفهماً ومتثالً.<br />
فالهدف- اإذاً- من عملية التنشئة االجتماعية التي تقوم بها موؤسسات التنشئة<br />
االجتماعية املختلفة، هو حتويل الفرد من كائن بيولوجي فقط اإىل كائن اجتماعي قادر<br />
على التفاعل السوي مع االآخرين، والقيام باالأدوار املتوقعة منه، و االندماج يف خمتلف<br />
جوانب احلياة ضمانا الستقراره واستمراره وحفظا لقيمه وتقاليده، وذلك بتحويل االأفراد<br />
داخل املجتمع اإىل اأعضاء ملتزمني بقيمه ومعايريه واأمناط احلياة السائدة فيه بحيث<br />
يكتسب طبيعته االإنسانية. ولذلك فقد شكلت التنشئة االجتماعية اإحدى العمليات التي ميكن<br />
– مبوجبها - اأن يغريّ الفرد من اأساليب حياته لتتوافق مع اأساليب احلياة االجتماعية<br />
اجلديدة، وبذلك فهي تقوم بثالثة اأدوار رئيسة هي: نقل الثقافة عرب االأجيال، واإيجاد<br />
الثقافة، وتغيري الثقافة مبا ميكن اإدخاله من قيم جديدة لعقول االأفراد.<br />
لقد اعتمدنا على النظرية التفاعلية الرمزية اإطاراً موجهاً لهذه الدراسة، حيث تعد<br />
النظرية التفاعلية الرمزية من اأكرث املدارس االجتماعية اهتماما بالتفاعل االجتماعي يف<br />
عملية التنشئة االجتماعية، فهي بنظرها عملية تفاعلية مستمرة بني الفرد واالآخرين، اإذ<br />
يتعلم الفرد من خاللها كيف يستجيب لسلوكيات االآخرين. وكيف يعدل من هذه السلوكيات
دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />
الالجئني الفلسطينيني: دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />
د. عماد إشتية<br />
بناء على ردود اأفعالهم جتاهه وتفاعلهم معه، وتتم عملية االستجابة هذه تتم من خالل<br />
تفسري دالالت املعاين واالأفعال والسلوكيات والرموز الصادرة من االآخرين وتاأويلها.<br />
)اإحسان حممد احلسن، 2005(.<br />
ويرى »تشارلز كويل«اأن الذات يف جوهرها هي ذات اجتماعية وهي نتاج اجتماعي،<br />
اأي اأنها ال تنمو وال تتطور اإال من خالل عملية التنشئة والتفاعل االجتماعي مع االآخرين<br />
املحيطني به يف املجتمع، حيث يعتقد كويل اأن الفرد ينمو ويتطور اإىل ذات اجتماعية عرب<br />
عمليات تفاعلية متنوعة تسمح للفرد باأن يغري ويعدل من سلوكه بناء على ردود اأفعال<br />
االآخرين اأو تقوميهم له، ويسمي كويل هذه العملية املراآة العاكسة للذات، اأي اأن شعور الفرد<br />
بذاته واإدراكه لها ووعيه بها ليس سوى انعكاس لردود اأفعال االآخرين نحوه ونحو سلوكه<br />
.)1984 ,Cooley(<br />
اإن عملية تكوين الذات، التي هي اأصال عملية دائمة ومتواصلة، متر بثالث مراحل هي<br />
:)1984,Mead(<br />
•<br />
•<br />
•<br />
مرحلة تخيل الفرد لذاته كما تبدو اأمام االآخرين، اأي كيف يرونه عندما يتفاعل معهم؟.<br />
مرحلة تخيل الفرد حلكم االآخرين اأو تقوميهم له.<br />
اإحساس الفرد مبشاعر معينة نتيجة حكم االآخرين وتقوميهم له، والتي يطور الفرد<br />
بوساطتها مشاعر معينة نحو نفسه كالفخر اأو الكربياء اأو الذكاء اأو النزاهة اأو الصدق.<br />
وهكذا فاإننا باعتبارنا اأفراداً داخل املجتمع، وبحسب التفاعلية الرمزية نرى اأنفسنا<br />
ونقومها من وجهة نظر االآخرين عنَّا وتقييمهم الأفعالنا، فما ذاتنا سوى انعكاس لوجهات<br />
نظر االآخرين، فمثال اإذا عامل الناس شخصا ما على اأنه مناضل، وشعر اأنهم يترصفون معه<br />
على هذا االأساس، فاإن هذا الشخص سيطور مفهوما عن ذاته باأنه مناضل حقا، وسيبذل<br />
قصارى جهده، ليقوم باأمناط سلوكية توؤكد هذه القيمة، وسيشعر عندها بالفخر واالعتزاز<br />
لهذا التقومي، مما يدفعه لبذل املزيد من االأفعال السلوكية املتسمة بالنضال.<br />
والأن مركز يافا الثقايف اأعطى تقومياً اإيجابيا كبريا ملنتسبيه، ولكل االأشخاص الذين<br />
متثلوا القيم النضالية والوطنية التي ظهرت من خالل سلوكهم الوطني، ومتثلت يف التاأكيد<br />
على احلقوق الوطنية الفلسطينية، وبخاصة حق الالجئني يف العودة اإىل وطنهم ومنازلهم<br />
التي رشدوا منها، فظهر هوؤالء االأشخاص باأنهم اأكرث تقبال داخل اجلماعة التي ينتمون<br />
اإليها، وداخل املجتمع، فانعكس ذلك على سلوكهم للحفاظ على استمرار هذا التقبل من
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
خالل تطوير مفاهيم وطنية عن ذاتهم، وبذل اجلهد لتاأكيد هذه القيمة وترجمتها اأمناط<br />
سلوك يف ترصفاتهم، وبذل مزيد من االأفعال ذات التقومي املجتمعي االإيجابي حتى يتعزز<br />
الشعور لدى الفرد بالفخر واالعتزاز، وحتقيق الذات، التي تعد واحدة من احلاجات املهمة<br />
عند الفرد باأن يكون مقبوالً وحمبوبا داخل املجتمع حتى يحقق ذاته االجتماعية.<br />
أسئلة الدراسة:<br />
السؤال الأول: ما درجة املشاركة يف االأنشطة املختلفة مع مركز يافا الثقايف؟<br />
السؤال الثاين: ما ترتيب االأنشطة التي شارك فيها املنتسبون حسب درجة مشاركتهم،<br />
وحسب اأهميتها من وجهة نظرهم؟<br />
السؤال الثالث: ما دور االأنشطة التي ينظمها املركز يف تعزيز ثقافة حق العودة لدى<br />
الالجئني الفلسطينيني على مستوى الشعور والتفكري والسلوك؟<br />
فرضيات الدراسة:<br />
الفرضية الأوىل: ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة االإحصائية<br />
)α≤0.05( يف تعزيز ثقافة حق العودة لدى الالجئني الفلسطينيني، تعزى اإىل متغري<br />
مستوى املشاركة يف االأنشطة ودرجتها والفعاليات التي ينظمها مركز يافا الثقايف.<br />
الفرضية الثانية: ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة االإحصائية<br />
)α≤0.05( يف تعزيز ثقافة حق العودة لدى الالجئني الفلسطينيني، تعزى ملتغري نوع<br />
املشاركة يف االأنشطة والفعاليات التي ينظمها مركز يافا الثقايف.<br />
الفرضية الثالثة: ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة االإحصائية<br />
)α≤0.05( يف تعزيز ثقافة حق العودة لدى الالجئني الفلسطينيني، تعزى ملتغري جنس<br />
املشاركني يف االأنشطة والفعاليات التي ينظمها مركز يافا الثقايف.<br />
املنهج واإلجراءات:<br />
وقد تضمن االآتي:<br />
املنهج املستخدم:<br />
استخدم الباحث املنهج الوصفي التحليلي، اإضافة اىل حتليل املضمون، الأنهما<br />
االأنسب للتعرف اإىل دور املركز، وما يقوم به من اأنشطة وفعاليات تعمل على تعزيز ثقافة<br />
حق العودة لدى الالجئني الفلسطينيني.
دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />
الالجئني الفلسطينيني: دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />
د. عماد إشتية<br />
جمتمع الدراسة:<br />
تكون جمتمع الدراسة من جميع االأفراد املشاركني يف اأنشطة مركز يافا الثقايف<br />
واملنتسبني اإليه عند اإجراء هذه الدراسة، والبالغ عددهم حسب مصادر املركز 370 فرداً.<br />
عينة الدراسة:<br />
اختريت عينة الدراسة بطريقة عشوائية منتظمة حتى تكون ممثلة ملجتمع الدراسة<br />
حيث اأجريت الدراسة على عينة قوامها )51( فرداً شكلت ما نسبته %14 تقريبا من جمتمع<br />
الدراسة.<br />
أداة الدراسة:<br />
طور الباحث استبانة خاصة من اأجل التعرف اإىل دور موؤسسات التنشئة االجتماعية<br />
يف تعزيز ثقافة حق العودة لدى الالجئني الفلسطينيني، وقد تكونت االأداة يف صورتها<br />
النهائية من ثالثة اأجزاء: االأول: تضمن بيانات اأولية عن املفحوصني مثل: يف، العمر،<br />
و اجلنس، واملستوى التعليمي، وسنوات املشاركة، وعدد الساعات التي يقضيها املنتسب<br />
اأسبوعيا يف املركز، ومستوى املشاركة باالأنشطة التي ينظمها مركز يافا الثقايف، اإضافة<br />
اإىل الفقرات التي تقيس اأنواع االأنشطة املختلفة التي ميارسها مركز يافا. واملطلوب من<br />
املفحوص اأن يقوم برتتيبها حسب االأولوية من حيث درجة مشاركته يف هذه االأنشطة. وقد<br />
بلغ عدد هذه االأنشطة ستة اأنشطة عرضت على املفحوصني يف جدول بشكل عشوائي، اأما<br />
اجلزء الثاين: فقد احتوى سلماً تدرجياً حسب طريقة ليكرت من اأجل قياس درجة املشاركة<br />
يف االأنشطة مع مركز يافا الثقايف، حيث بلغ عدد فقرات هذا املقياس )11( فقرة، صممت<br />
على اأساس مقياس ليكرت خماسي االأبعاد. وقد بنيت الفقرات باالجتاه االإيجابي واأعطيت<br />
االأوزان كما هو اآت:<br />
بدرجة كبرية جدا: خمس درجات<br />
بدرجة كبرية: اأربع درجات<br />
حمايد: ثالث درجات<br />
بدرجة قليلة: درجتان<br />
بدرجة قليلة جدا: درجة واحدة<br />
وبذلك تكون اأعلى درجة يف املقياس =5× 11= 55، واأقل درجة = 1× 11= 11،<br />
اأما اجلزء الثالث من االستبانة فقد تضمن مقياساً مرتبطاً بتكريس ثقافة حق العودة
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
على مستوى الشعور والتفكري والسلوك، حيث بلغ عدد فقرات املقياس عرشين فقرة، وزعت<br />
على ثالثة جماالت رئيسة على النحو االأتي:<br />
اجلدول )1(:<br />
توزيع الفقرات املرتبطة بتكريس ثقافة حق العودة<br />
على مستوى الشعور والتفكري والسلوك<br />
المحاور<br />
أرقام الفقرات<br />
عدد الفقرات<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
, , , , , ,<br />
, , , , ,<br />
, , , , , ,<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
كما صمم املقياس على اأساس مقياس ليكرت خماسي االأبعاد، وقد بنيت الفقرات<br />
باالجتاه االإيجابي واأعطيت االأوزان كما هو اآت:<br />
موافق بشدة: خمس درجات<br />
موافق: اأربع درجات<br />
حمايد: ثالث درجات<br />
معارض: درجتان<br />
معارض بشدة: درجة واحدة<br />
وبذلك تكون اأعلى درجة يف املقياس =5× 20= 100<br />
و اأقل درجة = ×1 =20 20<br />
صدق األداة:<br />
قام الباحث بالتاأكد من صدق االأداة بعرضها على جلنة من املحكمني )11 حمكما(<br />
من ذوي اخلربة والكفاءة واالختصاص، حيث اعتمدت الفقرات التي اأجمع عليها )%80( من<br />
املحكمني فاأكرث، وذلك بعد االأخذ بتوصيات املحكمني ومالحظاتهم.
دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />
الالجئني الفلسطينيني: دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />
د. عماد إشتية<br />
ثبات األداة:<br />
استخدم ثبات التجانس الداخلي )Consistency( من اأجل فحص ثبات اأدوات الدراسة،<br />
وهذا النوع من الثبات يشري اإىل قوة االرتباط بني الفقرات يف اأداة الدراسة، ومن اأجل تقدير<br />
معامل التجانس استخدمت طريقة )كرونباخ األفا(، حيث بلغ معامل الثبات الكلي )األفا(<br />
ملقياس مستوى الشعور والتفكري والسلوك واملرتبطة بتكريس ثقافة حق العودة )0.77(،<br />
وهذا يعد معامل ثبات مرتفعاً ومناسباً الأغراض الدراسة احلالية.<br />
املعاجلات اإلحصائية املستخدمة يف الدراسة:<br />
من اأجل معاجلة البيانات استخدم الباحث برنامج الرزم االإحصائية للعلوم االجتماعية<br />
،)SPSS( وذلك باستخدام املعاجلات االإحصائية االآتية:<br />
املتوسطات احلسابية والنسب املئوية.<br />
1 اختبار »ت«للعينات املستقلة.<br />
2 حتليل التباين االأحادي.<br />
3 معادلة كرونباخ األفا لقياس الثبات.<br />
4 البياين للمتغريات املستقلة.<br />
5 للمقارنات البعدية.<br />
6 1 .<br />
2 .<br />
. 3اختبار<br />
4 .<br />
. 5التمثيل<br />
. 6اختبار LSD<br />
التعريف مبركز يافا الثقايف:<br />
مركز يافا الثقايف هو موؤسسة ثقافية غري ربحية وغري حكومية، اأنشئ مببادرة من<br />
جلنة الدفاع عن حقوق الالجئني الفلسطينيني، يعمل على رفع املستوى احلضاري لالإنسان<br />
الفلسطيني وتنمية قدراته ومهاراته ووعيه بقضيته من خالل التثقيف املدين واملجتمعي،<br />
وتعريفه باأسس الدميقراطية وحقوق االإنسان عرب جمموعة متكاملة من االأنشطة والربامج<br />
التي يرشف على تصميمها وتنفيذها جمموعة من اخلرباء املتطوعني، بهدف الوصول<br />
باالإنسان الفلسطيني اإىل درجة يستطيع بوساطتها حتديد مالمح شخصيته املستقبلية<br />
املستقلة، وتطوير اأدائه واإجنازاته اإيجابيا، واخلروج من االآثار السلبية الناجتة عن ممارسات<br />
االحتالل االإرسائيلي .)www.yafacult.org(<br />
مل يغفل املركز عن تقدمي النشاطات الثقافية والتعليمية كتوفري مصدر دائم للمعلومات<br />
الثقافية والعلمية والتعليمية، وتطوير قدرات االأطفال الدراسية، وتعزيز كفاءتهم واأدائهم الدراسي<br />
باإنشاء مكتبة متخصصة للطفل وتنظيم دورات تعليمية متخصصة، فقد استثمر اأيضا اأوقات
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
الفراغ لدى االأطفال وذلك بتوفري مكان لقضاء وقت الفراغ ودجمهم يف برامج وفعاليات فنية<br />
هادفة، وبخاصة يف اأثناء العطل املدرسية، مما يبعدهم عن الشارع، ويسهم يف تعزيز مستواهم<br />
االأكادميي، ويشكل عوناً ملا تقدمه املدرسة، ويسهم يف تغيري اأمناط السلوك اخلاطئة وغري املقبولة<br />
يف املجتمع.<br />
ونظرا لصغر مساحة خميم بالطة مما يتيح للراغبني من االأطفال الوصول اإىل املركز دون<br />
عناء كبري، والأن عدد الطالب يف املخيم يصل اإىل نحو خمسة اآالف طالب وطالبة يف املراحل<br />
التعليمية االأساسية والثانوية، فقد عمد مركز يافا الثقايف اإىل تقدمي نشاطات متنوعة تستهدف<br />
- بشكل اأساس - فئة االأطفال واليافعني من كال اجلنسني، وكذلك املجتمع املحلي بعامة. حيث<br />
يوجد حالياً يف )فرتة اإجراء هذه الدراسة( حوايل 370 شخصاً ينتسبون اإىل املركز، ويستفيدون<br />
بشكل مبارش من االأنشطة التي يقيمها، اإضافة اإىل عدد اآخر من خمتلف الفئات استفاد من املركز<br />
ولو ملرة واحدة على االأقل.<br />
وبذلك ميكن النظر اإىل مركز يافا الثقايف باعتباره موؤسسة من املوؤسسات الثقافية التي<br />
مارست دورا مهماً يف حياة الالجئني الفلسطينيني يف خميم بالطة، وشكلت موؤسسة مرجعية<br />
ساعدت االأفراد املنتسبني اإليها واملنتفعني من خدماتها وبراجمها يف حتديد هويتهم وبلورة<br />
شخصيتهم الوطنية من خالل اإكسابهم املعاين والرموز واملعتقدات التي تنمي وتعزز من انتمائهم<br />
اإىل قراهم ومدنهم وبلداتهم االأصلية التي هُ جّ روا منها قرسا يف العام 1948، وحتدد هويتهم<br />
وتعمل مقياساً يرجع اإليه االأفراد يف تقومي اأفعالهم وسلوكهم.<br />
وحني صيغت اأهداف املركز وحددت روؤيته وبراجمه، فقد صيغت بحيث يكون لهذا املركز<br />
دورٌ يف نقل الرتاث احلضاري لالجئني الفلسطينيني، وخربات اأجدادهم وقيمهم اإىل االأحفاد ومنها<br />
اإىل االأجيال القادمة، وبحيث ينظر اإىل براجمه وفعالياته واالأنشطة التي يقوم بها على اأنها وسيلة<br />
االتصال بني املاضي واحلارض واملستقبل باعتبارها وظيفة مهمة يف اإطار عملية التنشئة<br />
االجتماعية. فقد شُ كّل هذا املركز باعتباره موؤسسة منظومة من اجلماعة التي توجه رسالة ذات<br />
حمتوى اإىل جمموعة من االأفراد عرب اأداة من االأدوات اأو وسيلة من الوسائل، وهذه الوسائل ميكن<br />
حتديدها من الربامج التي اعتمد عليها املركز يف نقل رسالته وهي:<br />
أوالً:- الرحالت اجلماعية )برنامج إعرف وطنك(<br />
عاش املكان داخل كل فلسطيني هجّ ر عن اأرضه، وتوارث االأبناء عن اآبائهم هاجس<br />
املكان يف داخلهم للبيت الذي كانوا سيولدون بدفئه، ويلهون يف ساحاته لوال هذا املحتل،<br />
فبقي جزءا من الذاكرة يتوقون اإليه شوقا وحنينا كلما عاشوا برد األواح الصفيح وضيق<br />
اأزقة املخيم.
دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />
الالجئني الفلسطينيني: دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />
د. عماد إشتية<br />
لقد اأدرك املركز غريزة الشوق للمكان ولو بالوقوف على االأطالل، فنظم الرحالت للقرى<br />
واملدن املهدمة لينمي يف نفوس اأطفال املخيم حبّ الوطن وحقهم بالعودة اإليه، وبخاصة<br />
اأنه كان يسبق هذه الرحالت تنظيم لقاءات مع مهجّ رين من كبار السن الذين عايشوا ظروف<br />
النكبة عام 1948م ليستمعوا منهم اإىل جتاربهم وذكرياتهم يف مدنهم وقراهم واإىل قصص<br />
حية عن اللجوء، والظروف الصعبة والقاسية التي عاشوها، وحنينهم للعودة اإىل ديارهم<br />
التي هجروا منها، حيث عمل بعض االأطفال على توثيق هذه املعلومات ليتكئوا اإليها حني<br />
تتاح لهم الفرص للوقوف على اأطالل مسقط راأس االآباء واالأجداد.<br />
داأب مركز يافا الثقايف على تنظيم مثل هذه الرحالت الهادفة اإىل مدن فلسطني<br />
املحتلة وقراها عام 1948م، واشتملت تلك الرحالت على عددٍ من الفئات العمرية، ولكن<br />
االأغلب فيها كان من االأطفال والشباب. وذلك بهدف ربط االأطفال وجدانياً باأرضهم واإحداث<br />
موازنة بني الظروف الصعبة التي يعيشونها يف اأزقة املخيم، وتلك التي كان يعيشها اآباوؤهم<br />
واأجدادهم، والتذكري باأن هوؤالء االآباء واالأجداد كانوا ميلكون االأراضي والبيوت والبيارات،<br />
واأن سبب تردي معيشتهم وصعوبة اأوضاعهم هو هذا املخيم الذي طردوا اإليه من اأرضهم<br />
حيث كانوا يعيشون اآمنني مطمئنني، فهجروا قرسا خارج بلدانهم وقراهم.<br />
اإضافة اإىل الرتفيه عن النفس، فقد هدف املركز من هذه الرحالت اجلماعية اإىل غرس<br />
مبادئ اأساسية يف عقول الناشئة من خالل تنظيم هذه الزيارات اإىل موطن الطفل االأصلي،<br />
ومن هذه املبادئ اأن اأساس الرصاع الفلسطيني االإرسائيلي هو اإقدام اإرسائيل على طرد<br />
الفلسطينيني من اأرضهم واالستيالء عليها بقوة السالح، واأن سبب معاناة الفلسطينيني هو<br />
االحتالل االإرسائيلي، وقلع السكان من وطنهم وتهجريهم، واأن العمل على اإعادة احلقوق<br />
الأصحابها ال يتحقق اإالّ بالنضال اجلاد والدوؤوب بالسبل والوسائل كافة. واأن مفتاح احلل<br />
للمشكالت االجتماعية واالقتصادية واالستقرار النفسي هو بالعودة اإىل بيوتهم ومنازلهم<br />
التي هُ جّ ر منها اآباوؤهم.<br />
ثانياً: معارض الصور والرتاث<br />
حني اأصبح الوصول اإىل املكان غاية يف الصعوبة، بل ممنوعا على الفلسطينيني<br />
وبخاصة الشباب منهم، وحني اأصبح التفكري بتنظيم رحالت اإىل القرى واملدن الفلسطينية<br />
التي هجّ ر منها الفلسطينيون رضبا من اخليال بسبب االإجراءات االإرسائيلية وجدار الفصل<br />
العنرصي الذي حال بني املهجرين ووطنهم، عمل مركز يافا الثقايف على ابتكار الوسائل<br />
واالأساليب التي يستمر بوساطتها يف تعميق ارتباط االأطفال والشباب يف خميمات اللجوء<br />
بوطنهم الذي هجّ روا منه قرسا، فكانت معارض الصور الرتاثية التي تعرض فيها صور
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
ملدن وقرى فلسطينية هدّمت يف اأثناء االحتالل وبعده، وبيوت دمرت الآبائهم واأجدادهم<br />
الذين عاشوا فيها حياة رغدة تختلف متاما عن تلك اخليام التي يعيشون فيها اليوم،<br />
وصور لرجال وشخصيات مهمة، ملناضلني قاتلوا دفاعا عن وطنهم، واأخرى ملناظر عامة<br />
اأو لوحات تصور اآالم الهجرة واللجوء. فعمد املركز بني الفرتة واالأخرى اإىل تنظيم مثل<br />
هذه املعارض يف قاعاته بالتعاون مع موؤسسات صديقة، وعرض مقتنيات فلسطينية<br />
قدمية اأحرضها الالجئون الفلسطينيون معهم عام النكبة: من كواشني اأراضٍ وطابو، اإىل<br />
مفاتيح للبيوت واأدوات منزلية وغريها من االأشياء، وكذلك عرض صور تربز تاريخ الشعب<br />
الفلسطيني يف اأرضه قبل النكبة واأثنائها وبعدها، اأي تظهر حياة الفلسطيني االآمن املطمئن<br />
يف بيته واأرضه وما تعرض له من طرد وتهجري بالقوة يف حرب عام 1948، وما رافقها<br />
من حياة اخليام واملنايف واللجوء والعذاب.<br />
وهدف هذا النشاط اإىل توجيه الشباب واالأطفال للربط بني املاضي واحلارض وبني<br />
الزمان واملكان، والتاأريخ لفرتات سابقة من اللجوء واملعاناة والترشد التي عاشها االإنسان<br />
الفلسطيني الالجئ، واإحياء الذاكرة الوطنية لديهم، والسعي اإىل تعزيز العالقة وتطويرها<br />
بني االأجيال الفلسطينية املتعاقبة، وحفز هممهم وتعبئتهم التعبئة الوطنية التي توؤكد على<br />
حقهم املطلق بالعودة، اإضافة اىل اإبراز صور املعاناة التي عايشها االإنسان الفلسطيني عرب<br />
مراحل الرصاع الطويلة.<br />
وقد نظمت هذه املعارض حتت عناوين خمتلفة وذات رمزية عالية مثل: »لكي ال<br />
ننسى« اأو »لن نغفر« اأو »صور من الذاكرة«، فكان اختيار اسم املعرض يدلل على مضمونه<br />
لتعميق املعاين الرمزية لهذه املعارض يف نفوس الناشئة وعقولهم من خالل عناوينها<br />
ليتمثلوها فكرا وعمال وممارسة.<br />
ثالثاً: االتصال عرب اإلنرتنت<br />
من ضمن االأنشطة والفعاليات التي عمل مركز يافا الثقايف على تقدميها للمنتسبني<br />
للمركز، وبخاصة االأطفال منهم، قيامه بتنظيم برامج لالتصال عرب الربيد االإلكرتوين بني<br />
االأطفال الالجئني يف خميمات الضفة الغربية واالأطفال الالجئني يف خميمات لبنان، وذلك<br />
بالتعاون بني موؤسسات يف اجلانب اللبناين ذات عالقة باملوضوع.<br />
وقد هدفت هذه االأشطة اىل نسج عالقة بينهم من خالل الرسائل االإلكرتونية، وتبادل<br />
هذه الرسائل واخلربات واملعلومات عن فلسطني وقراها ومدنها التي هدّمت يف اأثناء<br />
حرب1948 وبعدها، واالتفاق على توحيد الهدف من هذه املراسالت برتسيخ حق العودة<br />
واستخدام اأحداث النكبة وتداعياتها باعتبارها مادة تبادل يف هذه الرسائل.
دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />
الالجئني الفلسطينيني: دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />
د. عماد إشتية<br />
كما عمل املركز على تنظيم رحالت ولقاءات رمزية بني االأطفال على مقربة من بوابة<br />
فاطمة على احلدود الفلسطينية اللبنانية، حيث جتمع االأطفال القادمون من خميمات الضفة<br />
الغربية على اجلانب الفلسطيني من البوابة، يف حني جتمع االأطفال القادمون من خميمات<br />
لبنان على اجلانب اللبناين منها، وحمل اأطفال الضفة معهم اأغصان زيتون وحبات من<br />
الرتاب وصوراً وحجارة لتسليمها الأطفال خميمات لبنان، كما حملوا معهم اأسماء قراهم<br />
ومدنهم التي هُ جّ ر منها اآباوؤهم ليتعرفوا اإىل بعضهم بوساطتها. لقد كان الهدف من هذا<br />
النشاط االإسهام يف املحافظة على ذاكرة املكان لدى االأطفال الفلسطينيني وجعلهم اأكرث<br />
التصاقا به على املستوى الوجداين. لقد كان اللقاء عاطفياً وموؤثرا للغاية، فالأول مرة متكن<br />
االأطفال من روؤية بعضهم بعضاً واالقرتاب من بعضهم بعضاً، وتشبيك اأصابعهم من خالل<br />
فتحات االأسالك الشائكة املوجودة على البوابة، قبل اأن مينعهم اجلنود االإرسائيليون بالقوة<br />
من اأن يكملوا لقاءهم، وذلك باستخدام الغاز املسيل للدموع. لقد رسخّ هذا النشاط يف ذاكرة<br />
االأطفال ذكريات ال تنسى، وستكرب معهم.<br />
رابعا: العروض املسرحية والفنون الشعبية )فرقة عائدون(<br />
تاأسست فرقة عائدون للفنون املرسحية والشعبية سنة 1998 يف مركز يافا الثقايف،<br />
وذلك من خالل صقل مواهب جمموعة من االأشخاص من اأعضاء املركز الفاعلني يف جمال<br />
املرسح والفنون الشعبية ممن عملوا هواة يف جمال الدراما واملرسح منذ العام 1995،<br />
حيث اكتسبوا خربة مميزة من االأعمال املرسحية التي شاركوا فيها، وكذلك من الورش<br />
والدورات التدريبية املتخصصة يف تدريب املمثل املرسحي واإعداده التي عقدت يف املركز<br />
منذ التاأسيس.<br />
لقد اأريد لفرقة “عائدون” اأن تكون فرقة الإحياء الرتاث من خالل الفن املرسحي<br />
والرتاثي الهادف واإنتاج عدد من االأعمال املرسحية، ومن اأهم املرسحيات التي قدمتها<br />
الفرقة مرسحية اأحمد العربي التي تروي معاناة الشعب الفلسطيني مبراحلها كافة،<br />
حيث تتعرض لواقع حياة االإنسان الفلسطيني البسيط ما قبل النكبة، وحياة الترشد<br />
واللجوء التي تعرض لها الشعب الفلسطيني يف اأثناء النكبة الفلسطينية بكل ما احتوته<br />
من اأحداث تراجيدية واإنسانية، ومن ثم االنتقال اإىل حياة املخيم التي تُعرض من خالل<br />
عدد من املشاهد يف نوع من التوثيق للسنوات االأوىل من حياة الشعب الفلسطيني، وهدفت<br />
املرسحية اإىل احلفاظ على الرتاث الوطني الفلسطيني وتوريثه لالأجيال القادمة، وحتويل<br />
الذاكرة الشفوية اإىل عمل فني تتجسّ د فيه حياة املخيم يف الشتات، وهي رسالة اإنسانية<br />
وسياسية تهدف اإىل اإبراز قضية الالجئني الفلسطينيني بوساطة عمل مرسحي تراجيدي،
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
يوؤكد على حق الالجئني بالعودة اإىل وطنهم ومنازلهم التي رشدوا منها سواء اأكان ذلك من<br />
خالل اسم الفرقة، اأم من العروض واملشاهد التي تقدمها. وقد عرضت هذه املرسحية يف<br />
عدد من املدن الفلسطينية والعربية والعاملية.<br />
خامسا: الندوات واحملاضرات وورش العمل<br />
عمل مركز يافا الثقايف، ومنذ تاأسيسه، على تنظيم عدد من الندوات واملحارضات<br />
وورش العمل التي حتكي قصة اللجوء الفلسطيني وحق الالجئني يف العودة اإىل ديارهم،<br />
وشارك يف هذه االأنشطة عدد كبري من سكان املخيم بفئاته العمرية كافة، ورشائحهم<br />
االجتماعية، وبالرغم من صعوبة تعداد هذه االأنشطة، فمن املالحظ من االطالع عليها<br />
اأن الغالبية العظمى منها تهدف اإىل تعريف املواطنني بتجربة اللجوء وقضية الالجئني<br />
وتداعياتها، والقرارات االأممية املتعلقة بها، واالأوضاع االجتماعية واالقتصادية التي<br />
يعيشها السكان يف املخيمات الفلسطينية يف خمتلف اأماكن جلوئهم، مما يسهم بتوعية<br />
املواطنني من سكان املخيم بقضية الالجئني الفلسطينيني باعتبارها واحدة من العناوين<br />
الرئيسة للقضية الفلسطينية، وللرصاع العربي االإرسائيلي الذي ال ميكن اإنهاوؤه دون حل<br />
شامل وعادل لقضية الالجئني يضمن لهم حقوقهم كاملة، وبخاصة حقهم يف العودة اإىل<br />
ديارهم ومنازلهم وممتلكاتهم.<br />
سادسا: املسريات واملهرجانات اجلماهريية<br />
اأدركت املوؤسسات االجتماعية والتنظيمية يف املجتمع الفلسطيني اأهمية املسريات<br />
الشعبية واملهرجانات اجلماهريية باعتبارها وسيلة لتعبئة الراأي العام الفلسطيني نحو<br />
قضية معينة، وبخاصة يف املناسبات الوطنية، كيوم النكبة، وجمزرة صربا وشاتيال،<br />
وجمزرة كفر قاسم، ووعد بلفور وغريها من املناسبات التي شكلت جرحا غائرا يف نفوس<br />
الفلسطينيني وعقولهم، لذا عمد مركز يافا الثقايف اإىل تنظيم املهرجانات اجلماهريية<br />
واملسريات الشعبية يف حميط املخيم وداخله، ومبشاركة فئات خمتلفة من الالجئني يف<br />
االأيام املرتبطة بتواريخ مهمة يف حياتهم، كذكرى تقسيم فلسطني، وذكرى النكبة، وذكرى<br />
املجازر التي ارتكبتها العصابات اليهودية يف القرى واملدن الفلسطينية مثل: جمزرة كفر<br />
قاسم وجمزرة دير ياسني. وقد عمل املركز على االإعداد لهذه املسريات واملهرجانات بشكل<br />
جيد، واستخدم الرموز واملجسمات والصور الدالة على اأحداث مهمة يف تاريخ اللجوء،<br />
كمجسمات خلارطة فلسطني، اأو خارطة القرى واملدن املهدمة التي عاش فيها االآباء<br />
واالأجداد، اأو مفاتيح واأدوات اأحرضها الالجئون معهم من بيوتهم كداللة رمزية توازن بني<br />
املاضي واحلارض.
دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />
الالجئني الفلسطينيني: دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />
د. عماد إشتية<br />
اإن واحداً من اأهم االأهداف التي سعى مركز يافا الثقايف اإىل حتقيقها برباجمه واأنشطته<br />
املوجهة اإىل هذا اجليل من الشباب واالأطفال، هو توفري البيئة املناسبة التي حتافظ<br />
على الثقافة الوطنية الفلسطينية باأبعادها املختلفة التي تشمل القيم واالنتماء والهوية<br />
والشخصية الوطنية الفلسطينية، وتوظيف هذه االأنشطة والربامج التي يقوم بها املركز<br />
كوسائل للتنشئة االجتماعية لتحقيق هذه االأهداف. وبخاصة اأن دولة االحتالل االإرسائيلي<br />
عملت طوال العقود املاضية على طمس الرتاث الثقايف لالجئني الفلسطينيني وقطع الطريق<br />
على حلم العودة، لذلك كان ال بد من توظيف الربامج لتنشئة االأجيال تنشئة وطنية توؤسس<br />
خلربات يكتسبها املواطن تشكل سلوكه الوطني وحتدده، وتساعده على اأن يتكيف سلوكيا<br />
وذلك من خالل تعليم هذه االأجيال الرموز والطقوس واالأساطري والقيم لالإبقاء على احلنني<br />
الدائم للوطن والقرية واملدينة والبيت، واجرتار الذكريات املسموعة عن املاضي للحفاظ<br />
على املوروث الثقايف الذي كان سائدا قبل النكبة، وخلق اأمناط ثقافية تدعم االلتزام بهذا<br />
املوروث لالإبقاء على التواصل بني االأجيال وصوال اإىل االرتباط الوجداين بهذا املوروث<br />
للتعبري عنه بسلوك يحفظ هذه الذاكرة ويراكمها لتحقيق االأمل الكبري بالعودة، ورفض اأية<br />
فكرة تتحدث عن توطني الفلسطينيني، وقطع صلة املهجرين باأرضهم ووطنهم االأصلي.<br />
يتضح من حتليل الدوافع وراء هذه االأنشطة واملوضوعات وحمتواها التي رُكّ ز عليها<br />
والفئات التي استهدفتها، اأنها تسعى اإىل تكريس اأمناط من املشاعر والتفكري والسلوك يف<br />
حياة الالجئني الفلسطينيني لتعزيز املفاهيم ومتثّل القيم واأمناط السلوك التي تبقي على<br />
ارتباطهم باأرضهم ووطنهم الذي هجروا منه، ولتعزيز قناعاتهم باأن سبب كل املشكالت<br />
التي يعانون منها هو هذا االحتالل الذي قلعهم من بيوتهم وهجّ رهم من ديارهم، واأن العودة<br />
اإىل وطنهم االأصلي ومدنهم وقراهم هو مفتاح احلل لكل املشكالت االجتماعية واالقتصادية<br />
التي يعانون منها، فال بد من االستمرار يف التمسك بحقهم يف العودة، وبخاصة اأن هذا احلق<br />
مكفول من الرشعية الدولية ومنظومة حقوق االإنسان.<br />
نتائج الدراسة:<br />
اوال: النتائج املتعلقة بأسئلة الدراسة:<br />
السؤال األول: ما درجة املشاركة يف األنشطة املختلفة مع مركز يافا الثقايف؟<br />
من اأجل االإجابة عن هذا السوؤال استخدمت املتوسطات احلسابية والنسب املئوية<br />
لدرجة املشاركة، واجلدول )2( يبني ذلك، ومن اأجل تفسري النتائج اعتمد الباحث املعيار
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
التقوميي االآتي:<br />
درجة املشاركة<br />
املعيار<br />
درجة منخفضة جدا<br />
اأقل من %50 درجة منخفضة<br />
من 59.9-50 % درجة متوسطة<br />
من 69.9-60 % درجة كبرية<br />
من%79.9-70 درجة كبرية جدا<br />
%80 فاأكرث اجلدول )2(:<br />
املتوسطات احلسابية والنسب املئوية لدرجة املشاركة يف األنشطة املختلفة مع مركز يافا الثقايف<br />
مرتبة تنازليا حسب درجة املشاركة
دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />
الالجئني الفلسطينيني: دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />
د. عماد إشتية<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
يتضح من اجلدول )2( اأن درجة املشاركة يف االأنشطة املختلفة مع مركز يافا<br />
الثقايف كانت كبرية جدا على الفقرات )10، 8(، 5، 6، 7، 11، 9، حيث بلغت النسبة املئوية<br />
الستجابات املفحوصني على هذه الفقرات على التوايل )%94.9، %92.9، %91.3، %84.7،<br />
%84.7، %83.1، %81،9(، بينما كانت املشاركة يف االأنشطة املختلفة مع مركز يافا<br />
الثقايف كبرية على الفقرات )4، 2(، حيث بلغت النسبة املئوية الستجابات املفحوصني<br />
على هذه الفقرات على التوايل )%71.3، %70.5(، وكانت درجة املشاركة يف االأنشطة<br />
املختلفة مع مركز يافا الثقايف متوسطة على الفقرات)1، 3(، حيث بلغت النسبة املئوية<br />
الستجابات املفحوصني على هذه الفقرات على التوايل )%65.8، %61.1(، وميكن تفسري<br />
ذلك نتيجة جلدار الفصل العنرصي الذي اأقامه االحتالل بعد انتفاضة االأقصى، والذي حال<br />
دون اإمكانية الوصول اإىل فلسطني املحتلة عام 1948. اأما الدرجة الكلية للمشاركة يف<br />
االأنشطة املختلفة مع مركز يافا الثقايف، فقد كانت كبرية جدا حيث بلغت النسبة املئوية<br />
الكلية الستجابات املفحوصني )%80.2(.<br />
السؤال الثاني: ما ترتيب األنشطة اليت شارك فيها املنتسبون حسب درجة مشاركتهم وحسب أهميتها<br />
من وجهة نظرهم؟<br />
من اأجل االإجابة عن هذا السوؤال استخدمت املتوسطات احلسابية وترتيب درجة املشاركة<br />
بناء على قيمة املتوسط احلسابي الستجابات املفحوصني واجلدول )3( يبني ذلك:
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
اجلدول)3(:<br />
ترتيب األنشطة اليت شارك فيها املنتسبون حسب درجة مشاركتهم<br />
وحسب أهميتها من وجهة نظرهم<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
يتضح من اجلدول )3( اأن اأعلى نسبة للمشاركة قد جاءت يف الفعاليات املرتبطة<br />
باالتصال عرب االإنرتنت بني اأطفال الجئني من خميمات الضفة الغربية وبني اأطفال الجئني<br />
من خميمات لبنان، يف حني جاء يف املرتبة الثانية والثالثة العروض املرسحية والرحالت<br />
اجلماعية، وميكن تفسري ذلك نتيجة لوجود مركز يافا الثقايف داخل املخيم حيث يستطيع<br />
االأطفال الوصول اإليه بسهولة ويرس، وهو يتيح للمشاركني استخدام االنرتنت عرب قاعة االإنرتنت<br />
املوجود يف املركز الذي يضم اأكرث من 15 جهاز كمبيوتر متوافرة لالستخدام جمانا.<br />
السؤال الثالث: ما درجة تعزيز ثقافة حق العودة لدى الالجئني الفلسطينيني على مستوى الشعور<br />
والتفكري والسلوك؟<br />
من اأجل االإجابة عن هذا السوؤال استخدمت املتوسطات احلسابية والنسب املئوية<br />
ملعرفة درجة التاأثري يف تكريس ثقافة حق العودة على املجاالت الثالث )الشعور، والتفكري،<br />
والسلوك(، واجلداول )4، 6( 5، تبني ذلك، بينما اجلدول )7( يبني ترتيب املجاالت تبعا<br />
لدرجة التاأثري:<br />
ومن اأجل تفسري النتائج اعتمد الباحث املعيار التقوميي االآتي:
دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />
الالجئني الفلسطينيني: دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />
د. عماد إشتية<br />
درجة التاأثري<br />
املعيار<br />
درجة منخفضة جدا<br />
اأقل من %50 درجة منخفضة<br />
من 59.9-50 % درجة متوسطة<br />
من 69.9-60 % درجة كبرية<br />
من%79.9-70 درجة كبرية جدا<br />
%80 فاأكرث 1جمال 1. مستوى الشعور:<br />
اجلدول )4(:<br />
املتوسطات احلسابية والنسب املئوية ودرجة تأثري أنشطة مركز يافا الثقايف وفعالياته يف تكريس<br />
ثقافة حق العودة على مستوى الشعور مرتبة تنازليا حسب درجة التأثري
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
يتضح من خالل اجلدول )4( اأن درجة تاأثري االأنشطة والفعاليات التي ينظمها<br />
مركز يافا الثقايف على املشاركني يف براجمه كانت كبرية جدا، وبخاصة يف الفقرات<br />
املتعلقة مبستوى الشعور واملرتبطة بتكريس ثقافة حق العودة، حيث بلغت النسبة املئوية<br />
الستجابات املفحوصني على جميع هذه الفقرات اأكرث من )%90(، اأما الدرجة الكلية<br />
ملجال مستوى الشعور فقد كانت اأيضا كبرية جدا حيث بلغت الدرجة الكلية الستجابات<br />
املفحوصني على هذا املجال )%96.3(. وهذا يعني اأن هناك ارتباطاً وجدانياً كبرياً بني<br />
الالجئني، وبني بلدانهم التي هجروا منها، واأن هناك مشاعر عالية جتاه الوطن عُ زِّزت من<br />
خالل هذه املشاركات، وبخاصة اأن الربامج التي ينظمها املركز يف جمملها تركز على<br />
اجلوانب الوجدانية، وتسهم يف تطوير مشاعر عالية لدى الالجئني جتاه مدنهم وقراهم التي<br />
هجروا منها، لذلك من الطبيعي اأن يتاأثر اجلانب الوجداين يف الشخصية اأكرث من غريه من<br />
اجلوانب، واأن تكون درجة استجابته اأعلى من التاأثري على مستوى التفكري وعلى مستوى<br />
السلوك، والتي جاءت حسب اجلدول )5( واجلدول )6( اأقل، حيث كانت على مستوى التفكري<br />
)94.12(، وعلى مستوى السلوك )90.53(. مع االأخذ بعني االعتبار اأن الدرجة الكلية بشكل<br />
عام كانت كبرية جدا.<br />
2. جمال مستوى التفكري:<br />
اجلدول )5(:<br />
املتوسطات احلسابية والنسب املئوية ودرجة تأثري أنشطة مركز يافا الثقايف وفعالياته يف تكريس<br />
ثقافة حق العودة على مستوى التفكري مرتبة تنازليا حسب درجة التأثري
دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />
الالجئني الفلسطينيني: دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />
د. عماد إشتية<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(<br />
<br />
يتضح من خالل اجلدول )5( اأن درجة تاأثري االأنشطة والفعاليات التي ينظمها مركز<br />
يافا الثقايف على املشاركني يف براجمه كانت كبرية جدا يف الفقرات املتعلقة مبستوى<br />
التفكري واملرتبطة بتكريس ثقافة حق العودة، حيث بلغت النسبة املئوية الستجابات<br />
املفحوصني على جميع الفقرات اأكرث من )%89(، اأما الدرجة الكلية ملجال مستوى التفكري<br />
فقد كانت اأيضا كبرية جدا، حيث بلغت النسبة املئوية الكلية الستجابات املفحوصني على<br />
هذا املجال )%94.12(.<br />
اإن النتائج السابقة تشري بشكل واضح اإىل اأن حق العودة يشكل جزءاأً مهماً من تفكري<br />
الالجئني، وبخاصة اأن كثرياً منهم يعدون قضية الالجئني جوهر القضية الفلسطينية،<br />
وهم دائمو التفكري بحقهم يف العودة اإىل قراهم ومدنهم التي هجروا منها، واأنهم كثريا ما<br />
يوازنون بني اأوضاعهم البائسة االآن، وبني التي عاشها اآباوؤهم واأجدادهم قبل تهجريهم.<br />
وهم يعرفون اأسماء املدن والبلدات التي هجروا منها، ودائما ما يذكرونها عندما يساألون<br />
من اأين هم؟ مما يشري اإىل اأنها جزء اأصيل ال ينسى من ذاكرتهم وتفكريهم.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
3جمال 3. مستوى السلوك:<br />
اجلدول )6(:<br />
املتوسطات احلسابية والنسب املئوية ودرجة تأثري أنشطة مركز يافا الثقايف وفعالياته يف تكريس<br />
ثقافة حق العودة على مستوى السلوك مرتبة تنازليا حسب درجة التأثري<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
يتضح من اجلدول )6(، وبالرغم من االنخفاض النسبي للدرجة الكلية للفقرات<br />
املتعلقة بتكريس ثقافة حق العودة على مستوى السلوك باملوازنة مع مستوى الشعور،<br />
ومستوى التفكري، اأن هذه الدرجة، تعد مرتفعة جدا، حيث بلغت النسبة املئوية الستجابات<br />
املفحوصني على جميع الفقرات اأكرث من )%80(، وكذلك كانت الدرجة الكلية ملجال مستوى<br />
السلوك كبرية جدا، حيث بلغت النسبة املئوية الكلية الستجابات املفحوصني على هذا<br />
املجال )%90.5(.
دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />
الالجئني الفلسطينيني: دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />
د. عماد إشتية<br />
ترتيب اجملاالت حبسب درجة تأثري أنشطة املركز يف تكريس ثقافة حق العودة:<br />
اجلدول )7(:<br />
ترتيب اجملاالت والدرجة الكلية حسب درجة تأثري أنشطة مركز يافا الثقايف وفعالياته علي<br />
تكريس ثقافة حق العودة<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
•<br />
•<br />
يتضح من اجلدول )7( ما ياأتي:<br />
اأن الدرجة الكلية لتاأثري اأنشطة مركز يافا الثقايف وفعالياته يف تكريس ثقافة حق<br />
العودة على املستويات واملجاالت )الشعور والتفكري والسلوك( كافة كانت كبرية جدا، حيث<br />
بلغت النسبة املئوية الكلية ملتوسط استجابات املفحوصني على جميع الفقرات جلميع<br />
املجاالت )%93.67(.<br />
اأن ترتيب املجاالت تبعا لدرجة التاأثري جاء على النحو االآتي:<br />
املرتبة االأوىل : جمال مستوى الشعور<br />
•املرتبة الثانية: جمال مستوى التفكري<br />
املرتبة الثالثة : جمال مستوى السلوك<br />
ثانيا: النتائج املتعلقة بفرضيات الدراسة<br />
النتائج املتعلقة بالفرضية األوىل:<br />
ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى الداللة )α≤0.05( يف درجة تعزيز<br />
ثقافة حق العودة لدى املنتسبني واملشاركني يف اأنشطة مركز يافا الثقايف وفعالياته تعزى<br />
ملتغري مستوى املشاركة.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
من اأجل فحص الفرضية استخرجت املتوسطات احلسابية تبعا ملتغري مستوى<br />
املشاركة، ومن ثم استخدم حتليل التباين االأحادي Anova( )One-way للتعرف على<br />
داللة الفروق يف درجة تعزيز ثقافة حق العودة ملتغري مستوى املشاركة، واجلدوالن )8(<br />
و)9( يبينان ذلك:<br />
اجلدول )8(:<br />
املتوسطات احلسابية لدرجة تعزيز ثقافة حق العودة لدى املنتسبني واملشاركني يف أنشطة مركز<br />
يافا الثقايف تبعا ملتغري مستوى املشاركة.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
يتضح من اجلدول )8( وجود فروق بني املتوسطات احلسابية، ومن اأجل معرفة<br />
اإن كانت هذه الفروق قد وصلت ملستوى الداللة االإحصائية، فقد استخدام اختبار حتليل<br />
التباين االأحادي Anova( )One-way واجلدول )9( يوضح ذلك:<br />
اجلدول )9(:<br />
نتائج حتليل التباين األحادي لدرجة تعزيز ثقافة حق العودة لدى املنتسبني واملشاركني يف أنشطة<br />
مركز يافا الثقايف تبعا ملتغري مستوى املشاركة
دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />
الالجئني الفلسطينيني: دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />
د. عماد إشتية<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
*<br />
<br />
.<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
*<br />
<br />
.<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
*<br />
<br />
.<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(≥α<br />
يتضح من اجلدول )9( اأن قيمة مستوى الداللة املحسوب بلغت يف املجاالت املتعلقة<br />
مبستوى الشعور، ومستوى السلوك، والدرجة الكلية لتعزيز ثقافة حق العودة لدى املنتسبني<br />
واملشاركني يف اأنشطة مركز يافا الثقايف تبعا ملتغري مستوى املشاركة )0.02(، وهي<br />
اأقل من قيمة مستوى الداللة املحدد للدراسة )α≤0.05(، وعليه فاإننا نرفض الفرضية<br />
الصفرية القائلة ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى الداللة )α≤0.05( يف<br />
درجة تعزيز ثقافة حق العودة لدى املنتسبني واملشاركني يف اأنشطة مركز يافا الثقايف<br />
تبعا ملتغري مستوى املشاركة على هذه املجاالت. اأما بالنسبة ملجال مستوى التفكري، فقد<br />
بلغت قيمة مستوى الداللة املحسوب على هذا املجال )0.63(، وهذه القيمة اأكرب من قيمة
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
مستوى الداللة املحدد للدراسة )0.05=α(، اأي اأننا نقبل الفرضية الصفرية بانعدام الفروق<br />
على هذا املجال.<br />
ومن اأجل حتديد من كانت الفروق لصاحله على جماالت مستوى الشعور والسلوك<br />
والدرجة الكلية، اتبع حتليل التباين االأحادي باختبار )LSD( للمقارنات البعدية، ونتائج<br />
اجلدول )10( تبني ذلك:<br />
اجلدول )10(:<br />
نتائج اختبار)LSD( للمقارنات البعدية لداللة الفروق درجة تعزيز ثقافة حق العودة لدى<br />
املنتسبني واملشاركني يف أنشطة مركز يافا الثقايف على جماالت مستوى الشعور والسلوك والدرجة<br />
الكلية تبعا ملتغري مستوى املشاركة<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
*<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
*-<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
*-<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
•<br />
يتضح من اجلدول )10( ما ياأتي:<br />
وجود فروق يف درجة تعزيز ثقافة حق العودة لدى املنتسبني واملشاركني يف<br />
اأنشطة مركز يافا الثقايف على مستوى الشعور بني فئة من كانت درجة مشاركتهم<br />
كبرية جدا، وبني من كانت درجة مشاركتهم كبرية لصالح الفئة االأوىل.
دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />
الالجئني الفلسطينيني: دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />
د. عماد إشتية<br />
•<br />
•<br />
•وجود فروق يف درجة تعزيز ثقافة حق العودة لدى املنتسبني واملشاركني يف<br />
اأنشطة مركز يافا الثقايف على مستوى السلوك بني فئة من كانت درجة مشاركتهم<br />
كبرية جدا، وبني من كانت درجة مشاركتهم كبرية لصالح الفئة االأوىل.<br />
وجود فروق يف درجة تعزيز ثقافة حق العودة لدى املنتسبني واملشاركني يف<br />
اأنشطة مركز يافا الثقايف على مستوى الدرجة الكلية بني فئة من كانت درجة<br />
مستوى مشاركتهم كبرية جدا، وبني من كانت درجة مشاركتهم كبرية لصالح<br />
الفئة االأوىل.<br />
نستخلص من نتائج الفرضية االأوىل اأن املشاركة يف االأنشطة والفعاليات<br />
والربامج التي ينظمها مركز يافا الثقايف لها تاأثري كبري جدا على مستوييْ<br />
الشعور والسلوك وجماليهما لدى االأفراد، وتسهم هذه املشاركة يف تكريس اأمناط<br />
من الشعور والسلوك املرتبطة بتعزيز ثقافة حق الالجئني يف العودة اإىل بيوتهم<br />
وممتلكاتهم، واأنه كلما زاد مستوى املشاركة يف هذه االأنشطة والفعاليات، كلما<br />
زادت درجة التمسك بحق العودة.<br />
النتائج املتعلقة بالفرضية الثانية:<br />
ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى الداللة )α≤0.05( يف درجة تعزيز<br />
ثقافة حق العودة لدى املنتسبني واملشاركني يف اأنشطة مركز يافا الثقايف تعزى ملتغري<br />
نوع النشاط.<br />
ومن اأجل فحص الفرضية استخرجت املتوسطات احلسابية تبعا ملتغري نوع النشاط،<br />
ومن ثم استخدم حتليل التباين االأحادي Anova( )One-way للتعرف على داللة<br />
الفروق يف درجة تعزيز ثقافة حق العودة تبعا ملتغري نوع النشاط واجلدوالن )11(و)12(<br />
يبينان ذلك:
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
اجلدول )11(:<br />
املتوسطات احلسابية لدرجة تعزيز ثقافة حق العودة لدى املنتسبني واملشاركني يف أنشطة مركز<br />
يافا الثقايف تبعا ملتغري نوع النشاط.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
يتضح من اجلدول )11( وجود فروق بني املتوسطات احلسابية، ومن اأجل معرفة اإن<br />
كانت هذه الفروق قد وصلت اإىل مستوى الداللة االإحصائية، فقد استخدم اختبار حتليل<br />
التباين االأحادي Anova( )One-way واجلدول )12( يوضح ذلك:
دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />
الالجئني الفلسطينيني: دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />
د. عماد إشتية<br />
اجلدول )12(:<br />
نتائج حتليل التباين األحادي لداللة يف درجة تعزيز ثقافة حق العودة لدى املنتسبني واملشاركني<br />
يف أنشطة مركز يافا الثقايف تبعا ملتغري نوع النشاط<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
*<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(≥α<br />
يتضح من اجلدول )12( اأن قيمة مستوى الداللة املحسوب قد بلغت على جماالت<br />
مستوى التفكري، ومستوى السلوك، والدرجة الكلية لتعزيز ثقافة حق العودة لدى املنتسبني<br />
واملشاركني يف اأنشطة مركز يافا الثقايف تبعا ملتغري نوع النشاط على التوايل )0.25،<br />
0.19(، 0.19، وجميع هذه القيم اأكرب من قيمة مستوى الداللة املحدد للدراسة )α≤0.05(.<br />
اأي اأننا نقبل الفرضية الصفرية القائلة باأنه ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
الداللة )α≤0.05( يف درجة تعزيز ثقافة حق العودة لدى املنتسبني واملشاركني يف اأنشطة<br />
مركز يافا الثقايف تبعا ملتغري نوع النشاط على هذه املجاالت، اأما بالنسبة ملجال مستوى<br />
الشعور فقد بلغت قيمة مستوى الداللة املحسوب على هذا املجال )0.02(، وهذه القيمة اأقل<br />
من قيمة مستوى الداللة املحدد للدراسة )α≤0.05(، اأي اأننا نرفض الفرضية الصفرية<br />
بانعدام الفروق على هذا املجال.<br />
ومن اأجل حتديد من كانت الفروق لصاحله على جمال مستوى الشعور اتبع حتليل<br />
التباين االأحادي باختبار )LSD( للمقارنات البعدية ونتائج اجلدول )13( تبني ذلك:<br />
اجلدول )13(:<br />
نتائج اختبار)LSD( للمقارنات البعدية لداللة الفروق يف درجة تعزيز ثقافة حق العودة لدى<br />
املنتسبني واملشاركني يف أنشطة مركز يافا الثقايف على جماالت مستوى الشعور والسلوك والدرجة<br />
الكلية تبعا ملتغري نوع املشاركة<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
*- <br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
*- <br />
<br />
<br />
<br />
<br />
*- <br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
*-<br />
<br />
<br />
(α≥0.05
دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />
الالجئني الفلسطينيني: دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />
د. عماد إشتية<br />
يتضح من اجلدول )13( ما ياأتي:<br />
وجود فروق يف درجة تعزيز ثقافة حق العودة لدى املنتسبني واملشاركني يف اأنشطة<br />
مركز يافا الثقايف على مستوى الشعور بني االأنشطة كافة وبني نشاط الرحالت اجلماعية<br />
لصالح االأنشطة كافة.<br />
النتائج املتعلقة بالفرضية الثالثة:<br />
ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى الداللة )α≤0.05( يف درجة تعزيز ثقافة<br />
حق العودة لدى املنتسبني واملشاركني يف اأنشطة مركز يافا الثقايف تعزى ملتغري اجلنس.<br />
ومن اأجل فحص الفرضية استخدم اختبار)ت( ملجموعتني مستقلتني Independent(<br />
)t-test ونتائج اجلدول )14( تبني ذلك:<br />
اجلدول )14(:<br />
نتائج اختبار )ت( لداللة الفروق يف درجة تعزيز ثقافة حق العودة لدى املنتسبني واملشاركني يف<br />
أنشطة مركز يافا الثقايف تبعا ملتغري اجلنس.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(11<br />
<br />
(40<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
*<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
*<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
*<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(α≥0.05<br />
)49
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
يتضح من اجلدول )14( اأن قيمة مستوى الداللة املحسوب قد بلغت على جماالت مستوى<br />
التفكري، والسلوك، والدرجة الكلية لتعزيز ثقافة حق العودة لدى املنتسبني واملشاركني يف<br />
اأنشطة مركز يافا الثقايف تبعا ملتغري اجلنس على التوايل )0.02، 0.00( 0.00، وجميع<br />
هذه القيم اأقل من قيمة مستوى الداللة املحدد للدراسة )0.05≥α(؛ اأي اأننا نرفض الفرضية<br />
الصفرية على هذه املجاالت، اأما بالنسبة ملجال مستوى الشعور فقد بلغت قيمة مستوى<br />
الداللة املحسوب على هذا املجال )0.14( وهذه القيمة اأكرب من قيمة مستوى الداللة املحدد<br />
للدراسة )α≤0.05( اأي اأننا نقبل الفرضية بانعدام الفروق على هذا املجال.<br />
اأما بالنسبة للمجاالت التي كانت عليها الفروق دالة اإحصائيا، فقد كانت هذه الفروق<br />
لصالح الذكور، مما يعني اأن االأنشطة والفعاليات التي ينظمها مركز يافا الثقايف لها تاأثري<br />
اأكرب على مستوى التفكري والسلوك من االإناث، يف حني اأنه ال توجد فروق تبعا ملتغري اجلنس<br />
على مستوى الشعور.
دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />
الالجئني الفلسطينيني: دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />
د. عماد إشتية<br />
التوصيات:<br />
1 .<br />
بناء على النتائج التي توصل اإليها البحث يوصي الباحث مبا ياأتي:<br />
1 تفعيل املوؤسسات االجتماعية واملراكز الثقافية التي تعنى باالأطفال والشباب<br />
داخل املخيمات، واإغناوؤها ودعمها ومتويل براجمها، وبخاصة تلك التي تعنى<br />
بالقضايا املتعلقة بحق العودة.<br />
2تعميم . 2 جتربة مركز يافا الثقايف على خميمات الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات،<br />
وتطوير االأنشطة والفعاليات حسب خصوصية اأماكن اللجوء، واستخدام وسائل<br />
االتصال احلديثة، وبخاصة الشبكة العاملية للمعلومات لالإبقاء على التواصل<br />
بني الالجئني اأنفسهم يف خمتلف اأماكن تواجدهم، وبني قضيتهم املركزية، وهي<br />
حقهم يف العودة اإىل وطنهم وديارهم.<br />
3تشكيل . 3 هيئة وطنية من اخلرباء واملهنيني واملتخصصني يف جمال اإعداد الربامج<br />
واالأنشطة ذات الطابع التنشوي لبناء برامج متخصصة وهادفة، وتعميمها على<br />
املراكز واملوؤسسات الثقافية واالجتماعية داخل املخيمات، ومتابعة تنفيذها<br />
باالعتماد على خربات طاقم هذه الهيئة واستشاراتهم.<br />
4اإنشاء . 4 صندوق قومي خاص بتمويل االأنشطة املتعلقة بتكريس اأمناط من الشعور<br />
والتفكري والسلوك التي تعزز ثقافة متسك الالجئني بحقهم يف العودة اإىل وطنهم<br />
وديارهم.<br />
5 داخل املخيمات لتوجيه الطلبة اإىل مثل هذه املراكز<br />
. 5التنسيق مع مدارس الوكالة<br />
بعد اأوقات الدوام املدرسي حتى يستفيدوا من هذه الربامج، ملا لذلك من تاأثري يف<br />
بناء الشخصية الوطنية املوؤمنة وامللتزمة بقضايا الوطن وقضية الالجئني.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
املراجع:<br />
1وصفي، . 1 عاطف )1981( الثقافة والشخصية،، دار النهضة العربية، بريوت.<br />
2احلسن، . 2 اإحسان حممد)2005( النظريات االجتماعية املتقدمة، دار وائل للنرش، عمان.<br />
. 3من الشبكة العاملية لالنرتنت موقع مركز يافا الثقايف www.yafacult.org<br />
. 4نرشة تعريفية مبركز يافا<br />
. 5الفرا، يوسف واآخرون )1999( مشكلة الالجئني الفلسطينيني وحق العودة<br />
السياسة الفلسطينية، السنة السادسة، العدد الثاين والعرشون.<br />
) 6 سجالت فلسطينية: نحو وضع االأسس وحتديد االجتاهات،<br />
تقرير مرشوع سيفيتاس.<br />
7طه، . 7 املتوكل )1997( التلفاز واملذياع والالجئ الفلسطيني، جملة الهجرة القرسية،<br />
جامعة النجاح الوطنية، السنة االأوىل، العدد الثاين.<br />
. 8حبش، صخر )1997( النكبة ومشكلة الالجئني: قضية الالجئني من منظور<br />
جملة الهجرة القرسية، جامعة النجاح الوطنية، السنة االأوىل، العدد الثاين.<br />
9كناعنة، . 9 رشيف )2000( الشتات الفلسطيني هجرة اأم تهجري، مركز الالجئني والشتات<br />
الفلسطيني)شمل(، مطبعة اأبو غوش، البرية.<br />
1010احلسن، اإحسان )1992 ) التنشئة االجتماعية والسلوك االجرامي، منشورات جامعة<br />
بغداد.<br />
11غازيت، شلومو )1995( قضية الالجئني الفلسطينيني: احلل الدائم من منظور اإرسائيلي<br />
جملة دراسات فلسطينية، عدد22، ص113-78.<br />
1212وزارة االإعالم الفلسطينية)1995( الالجئون الفلسطينيون وحق العودة، املكتب<br />
الصحفي، فلسطني.<br />
1313اأبو جاود، صالح حممد علي )2006 ) سيكولوجية التنشئة االجتماعية، دار املسري<br />
للنرش والتوزيع والطباعة، عمان.<br />
1414دبابنة، ميشيل، وحمفوظ، نبيل )1984( سيكولوجية الطفولة ، دار املستقبل للنرش<br />
والتوزيع، عما<br />
1515فرح، حممد )1980( البناء االجتماعي والشخصية، الهيئة العامة للكتاب،<br />
االإسكندرية.<br />
1616العمر، معن خليل )2004( التنشئة االجتماعية، دار الرشوق للنرش والتوزيع، عمان.<br />
. 3<br />
4 الثقايف.<br />
، 5 جملة<br />
. 6النابلسي، كرمة )2006<br />
8 فتحاوي،<br />
، 11
دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />
الالجئني الفلسطينيني: دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />
د. عماد إشتية<br />
املراجع االجنليزية:<br />
1. Cooley, C.H).1984 (Human Nature and the Social Order, New<br />
York, Schocken.<br />
2. Mead, G.H. (1980) Mind, Self and Society, Chicago, University of<br />
Chicago press.<br />
3. Langton, K,(1969) Political Socialization, Oxford University press,<br />
London.<br />
4. Johnson, H, (1961) Sociology. A Systematic Introduction, London,<br />
Routledge and Kegan Paul.<br />
5. Dawson, Richard (1969) Political Socialization, Boston,.<br />
6. Parsons, T. and Bales R. (1956) Family Socialization and Interaction<br />
Process, New York.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
بسم اهلل الرحمن الرحيم<br />
حرضة االأخ/ت املحرتم/ة،،،<br />
بعد التحية،،،<br />
فاإنه والإغراض جمع البيانات الالزمة للدراسة التي يجريها الباحثان حول:<br />
دور موؤسسات التنشئة االجتماعية يف تعزيز ثقافة حق العودة لدى الالجئني الفلسطينيني<br />
منوذج مركز يافا الثقايف/خميم بالطة.<br />
اأرجو التفضل بتعبئة هذه االستبانة مع حتري املوضوعية الكاملة يف االإجابة، مع التاأكيد<br />
على اأن البيانات الواردة فيها ستستخدم برسية تامة ولغايات البحث العلمي فقط.<br />
مع فائق االحرتام والتقدير<br />
اأول:معلومات اأولية:<br />
يرجى وضع اإشارة )×( يف املكان املناسب وفق ما تراه مناسبا وما ينطبق عليك:<br />
-1 العمر: _______________<br />
2- اجلنس:<br />
1( ذكر 2( اأنثى<br />
3- املستوى التعليمي:<br />
1( اإعدادي فاأقل 2( ثانوي 3( دبلوم 4( بكالوريوس 5( ماجستري فاأعلى<br />
4- سنوات املشاركة اأو النتساب اإىل املركز:<br />
1( ثالث سنوات فاقل 2( من 6-4 سنوات 3( 7سنوات فاأكرث<br />
5- عدد الساعات التي تقضيها اأسبوعيا يف املركز اأو يف متابعة اأنشطتة وبراجمه تقريبا:<br />
1( اقل من 5 ساعات 2( من 10-5 3( من 15-11 ساعة 4( 16 ساعة فاأكرث<br />
6- اأشارك بكافة الأنشطة التي ينظمها مركز يافا الثقايف بشكل:<br />
1( مستمر 2(جزئي 3( ال اأشارك اإطالقا<br />
7- بني يديك ستة اأنشطة من املتوقع اأن تكون قد شاركت فيها مع مركز يافا الثقايف، رتب<br />
هذه الأنشطة من )1 -6( تبعا لدرجة مشاركتك فيها)ميكنك استثناء النشاط الذي مل<br />
تشارك فيه(:
دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />
الالجئني الفلسطينيني: دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />
د. عماد إشتية<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
ثانيا: مقياس درجة املشاركة يف األنشطة مع مركز يافا الثقايف<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
ثالثا: الفقرات املتعلقة مبستوى الشعور والتفكري والسلوك واملرتبطة بتكريس ثقافة حق العودة<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
الفقرات املتعلقة مبستوى الشعور<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.
دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />
الالجئني الفلسطينيني: دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />
د. عماد إشتية<br />
الفقرات املتعلقة مبستوى التفكري<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
لفقرات املتعلقة مبستوى السلوك<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.
مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني<br />
يف خميمات جنوب الضفة الغربية من وجهة<br />
نظر القائمني عليها<br />
د. حممد عبد اإلله الطيطي*<br />
د. معني عبد الرمحن جرب**
مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />
الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />
د. محمد عبد اإلله الطيطي<br />
د. معني عبد الرحمن جبر<br />
ملخص:<br />
تهدف هذه الدراسة اإىل معرفة مدى رعاية موؤسسات املجتمع املحلي للمسنني يف<br />
خميمات جنوب الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها، وتكوَّن جمتمع الدراسة من<br />
جميع العاملني يف املوؤسسات االجتماعية والصحية يف خميمات حمافظتي اخلليل وبيت<br />
حلم، والبالغ عددهم )240( اإداري وفني وخدماتي يعملون يف )5( خميمات.<br />
وبالتحديد سعت الدراسة لالإجابة عن السوؤال الرئيس االآتي: ما مدى رعاية موؤسسات<br />
املجتمع املحلي يف خميمات جنوب الضفة الغربية للمسنني يف جماالت اخلدمات املقدمة<br />
لهم من وجهة نظر القائمني عليها؟.<br />
وتفرع عن هذا السوؤال ثالثة اأسئلة فرعية تدور حول اأهم مظاهر رعاية موؤسسات<br />
املجتمع املحلي للمسنني يف خميمات جنوب الضفة الغربية، ومدى اختالف مستوى رعاية<br />
املجتمع املحلي للمسنني يف املخيمات يف ضوء متغريات: )اخلربة، وجنس العاملني،<br />
واملركز الوظيفي، واملنطقة، واملخيم(، يف جماالت اخلدمات املقدمة لهم: )االجتماعية<br />
والصحية والنفسية(، ومدى رعاية موؤسسات املجتمع املحلي للمسنني يف خميمات جنوب<br />
الضفة الغربية.<br />
واستخدم الباحثان املنهج الوصفي، حيث قاما ببناء وتطوير اأداة لقياس مدى<br />
رعاية موؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات جنوب الضفة الغربية للمسنني يف جماالت<br />
اخلدمات )االجتماعية والنفسية والصحية( املقدمة لهم من وجهة نظر القائمني عليها،<br />
باالعتماد على االأدب الرتبوي والدراسات ذات الصلة، وتكونت االستبانة من )38( فقرة<br />
توزعت على ثالثة جماالت هي: )املجال االجتماعي، واملجال الصحي، واملجال النفسي(،<br />
واأخضعت االأداة للتحكيم واملعاجلة االإحصائية، ومتّ التاأكد من صدقها وثباتها ومدى<br />
مالءمة فقراتها الأغراض الدراسة.<br />
واأظهرت النتائج اأن مدى رعاية موؤسسات املجتمع املحلي للمسنني يف خميمات<br />
جنوب الضفة الغربية يف جمال اخلدمات االجتماعية والصحية املقدمة للمسنني كانت<br />
كبرية بشكل عام لكليهما، حيث بلغت هذه الدرجة)3.54( يف حني كانت درجة رعاية<br />
موؤسسات املجتمع املحلي للمسنني يف خميمات جنوب الضفة الغربية يف جماالت اخلدمات
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
النفسية املقدمة للمسنني متوسطة بدرجة )3.37(.<br />
كما اأظهرت النتائج فروقاً ذات داللة اإحصائية عند مستوى )α ≥0.05( بني جمال<br />
الرعاية االجتماعية والنفسية لصالح جمال الرعاية االجتماعية، وبني جمال الرعاية<br />
النفسية والصحية لصالح جمال الرعاية الصحية.<br />
واأظهرت النتائج وجود فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى )α ≥0.05( بني<br />
متوسطات استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية املسنني يف جمال الرعاية االجتماعية<br />
تعزى ملتغري املنطقة اجلغرافية ومتغري املخيم، وجمال اخلدمات االجتماعية والنفسية<br />
تعزى ملتغري املركز الوظيفي.
مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />
الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />
د. محمد عبد اإلله الطيطي<br />
د. معني عبد الرحمن جبر<br />
Abstract:<br />
This study aimed at exploring how efficiently the local community<br />
institutions care for the elderly in the south of the West Bank camps from<br />
the viewpoint of those working in them. The population and sample of the<br />
study consisted of all the administrators, professionals, and workers (n =<br />
240) in the five camps found in the provinces of Hebron and Bethlehem.<br />
The main question of the study was: To what extent do the local<br />
community institutions in the southern West Bank camps meet the needs<br />
of the elderly in the service areas provided to them from the viewpoints of<br />
those working in them? The sub- questions derived from this main one<br />
focus on the main aspects of elderly care by those institutions and the<br />
differences in the care level in light of the experience, gender, post, province<br />
and camp variables, and the social, health and psychological dimensions.<br />
The descriptive method was used in this study. A 38-item questionnaire<br />
measuring the performance of the local community institutions of the<br />
elderly care in the social, health and psychological areas was developed<br />
based on reviewing the previous literature. The validity and reliability of the<br />
questionnaire were verified.<br />
The results revealed that a good level of meeting the social and heath<br />
needs of the elderly by the local community institutions (3.54) and an<br />
average level of meeting their psychological needs (3.37).<br />
The res ults also showed statistical differnces between the social and<br />
psychological care in javor of social care and between psychological care<br />
and health care in favor of healthe care.<br />
The study also showed the statistical differences in social care are due<br />
to geographical variables and the differences in social and psychological<br />
aspect are due to the variable of job position.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
مقدمة:<br />
يحتاج االإنسان دائما، ومنذ قدمي االأزل، اإىل جمموعة من اخلدمات التي يقدمها له<br />
االآخرون ممن يعيش معهم، فالفقر واحلرمان واملرض ظواهر قائمة على مدى تاريخ<br />
البرشية، لذلك تقوم االأرسة والعائلة والقبيلة واملجتمع املحلي باأداء اأدوارها يف اإشباع<br />
احتياجات اأعضائها وبذل العون لهم، ولعل الدافع لذلك يكمن يف احلفاظ على النوع<br />
واستمرار كيان هذه التجمعات البرشية.<br />
لقد كانت االأرسة ترعى اأفرادها، وتوفر لهم التعليم والتدريب واالأمن، يف حني كانت<br />
العائلة والقبيلة تسارع لنجدة االأفراد اأو اجلماعات الذين تصيبهم الكوارث، والذين ال<br />
متكنهم قدراتهم ومواردهم من اإشباع احتياجاتهم االأساسية.<br />
وتزدهر االأمم وترتقي يف سلم احلضارة بقدر ما توفره من رعاية الأفرادها، هذه<br />
الرعاية التي متتد لتشمل اجلوانب الصحية والنفسية واالجتماعية والبيئية، والأن الرثوة<br />
البرشية هي العمود الفقري واملورد احليوي للتقدم واالزدهار، كان االهتمام باجلانب<br />
البرشي يستلزم االهتمام باالإنسان عرب مراحل النمو املختلفة )القرين، 2005(.<br />
لقد مضت سنة اهلل يف االإنسان، اأن جعله مير مبراحل متعددة يف رحلته الدنيوية،فيبداأ<br />
وليداً ضعيفاً، ثم شابًا قويًا، واأخرياً شيخاً ضعيفاً، قال تعاىل:"اهللُ الذي خلقكم من ضعفٍ<br />
ثمَّ جعل من بعد ضعفٍ قوةً ثمَّ جعل من بعد قوةٍ ضعفًا وشيبةً يخلُقُ ما يشاءُ وهو العليمُ<br />
القدير" )االآية54، الروم(.<br />
فالرعاية متتد طوال حياة االإنسان، وما يهمنا منها هنا املرحلة االأخرية، وهي مرحلة<br />
الشيخوخة، فلقد حرص االإسالم على هذه املرحلة وجعلها حمطة تكرمي وعناية خاصة،<br />
واأوصى باأهلها مزيد رعاية واحرتام وتقدير، ذلك اأن صاحبها يتصف بالضعف وحاجته<br />
اإىل االآخرين خلدمته والقيام بسوؤونه الدنيوية، فهي مرحلة عصيبة جتعلها كذلك جمموعة<br />
من التغريات، سواء على املستوى االجتماعي اأو اجلسمي اأو االنفعايل اأو العقلي اأو املعريف
مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />
الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />
د. محمد عبد اإلله الطيطي<br />
د. معني عبد الرحمن جبر<br />
اأو النفسي، وهذه التغريات جتعل االأفراد فيها يتصفون مبجموعة من اخلصائص والسمات،<br />
ويواجهون سلسلة من املشكالت واملتطلبات التي يتوجب عليهم اأن يتكيفوا معها.<br />
اإن هذا االهتمام مل ياأت من فراغ، واإمنا يرجع االهتمام بهذه الفئة اإىل اأنها اأصبحت<br />
ذات تاأثري واضح على الرتكيب السكاين للمجتمعات وخصوصا املتقدمة مما استوجب<br />
اإعادة النظر يف اخلدمات املقدمة لها، وتطويرها مبا يتناسب مع تسميتها يف املجتمع<br />
حيث اأصبحت يف بعض املجتمعات متثل ما نسبته %20 اأو اأكرث يف جمتمعات اأملانيا،<br />
واليابان وغريهما من الدول املتقدمة، ووفقا الآخر االإحصاءات التي نرشتها الصحف<br />
عن االأمم املتحدة اأنه يف عام 1998م، كان يعيش على االأرض 580 مليون اإنسان فوق<br />
سن الستني عاما، يف حني بلغ عدد املسنِّني عام2004م يف العامل 461 مليون اأي ما<br />
نسبته %7.0 من جمموع سكان العامل، ويزداد هذا العدد مبقدار 10.3 مليون سنويا،<br />
ويتوقع يف عام 2050م اأن يصل عدد هوؤالء املسنني اإىل ملياري اإنسان من اأصل تسعة<br />
مليارات،وستكون نسبة من هم فوق الستني يف الدول الغنية اأكرث منها يف الدول النامية<br />
33%مقابل 21%)النعيم،2001م(.<br />
ومل يكن احلال باأحسن يف االأراضي الفلسطينية، بل هو كحال بقية الدول، اإذ تشري<br />
االإحصائيات اإىل وجود 115األف مسن يف االأراضي الفلسطينية يف العام2005م، ويتوقع<br />
اأن يصل عددهم اإىل 126األفا يف العام 2010م بزيادة مقدارها %9.3، كما يتوقع اأن يصل<br />
العدد اإىل 172األفا يف العام 2020م، بزيادة مقدارها 49.4%مقارنة بعام 2005م )اجلهاز<br />
املركزي لالإحصاء الفلسطيني، 2006م(.<br />
املسنون:<br />
املسن هو من كرب سنه وطال عمره،واستعمل العرب كلمة املسن للداللة على الرجل<br />
الكبري، كما استخدموا األفاظً ا اأخرى لوصف املراحل التي مير بها كبري السن فقالوا: )شيخ(<br />
وهو من ظهر عليه الشيب )معلوف، 1975(، وبعضهم يطلقها على من جاوز اخلمسني<br />
)مصطفى، 1989(، وقالت العرب: )هرم( وهو اأقصى الكرب وتقول كذلك كهل،وجميع هذه<br />
االألفاظ تدل على كبري السن، ونُقل عن بعض احلكماء قوله:"االأسنان اأربعة: سن الطفولة، ثم<br />
الشباب، ثم الكهولة، ثم الشيخوخة".)ابن منظور، 1955(.<br />
اإن هناك شبه اإجماع على اعتبار سن الستني بداية مرحلة الشيخوخة وتستمر اإىل<br />
نهاية العمر، لكن هناك بعض العلماء يتخذ اأكرث من مقياس لتحديد هذه املرحلة،فيتخذ<br />
العمر الزمني مقياسا يتعامل به مع عدد السنني،والعمر البيولوجي، )وهو مقياس وصفي
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
يتناول اجلوانب العضوية لالإنسان، والعمر االجتماعي،ويتناول فيه االأدوار االجتماعية<br />
التي ميارسها الفرد، وعالقته باالآخرين، واأخريا العمر النفسي )الغريب، 1995(.<br />
وعرفت االأمم املتحدة وجامعة الدول العربية املسن تعريفًا اإجرائيًا للتعامل مع هذا<br />
املصطلح، وذلك باأن حدَّدتاه مبن جتاوز عمره الستني سنة )احمد،1992(.<br />
واأيًا كان االختالف فمن املوؤكد اأنه ليس هناك حد فاصل واحد تستطيع القول عنده:<br />
اإن االإنسان قد اأصبح مسنا، وبخاصة اإذا تعاملنا وفق املقاييس السابقة جمتمعة وهي:<br />
العمر الزمني، والعمر البيولوجي، والعمر االجتماعي، والعمر النفسي، ولكننا نستطيع القول:<br />
اإن املسن هو: كل فرد اأصبح عاجزًا عن رعاية نفسه وخدمتها، اثر تقدمه يف العمر، وليس<br />
بسبب اإعاقة اأو شبهها.<br />
وبني ليفنسون ودارو وكالين وكيكي Darrow;Klien;( Levinson;<br />
)Ckee من خالل تقسيمهم لدورة احلياة اإىل مراحل متتالية، اأن املرحلة االأخرية<br />
هي مرحلة الشيخوخة Adulthood( ،)Late وتبداأ حسب راأيهم يف سن 60 وما<br />
فوق 1978( .)Levinson; Darrow;Klien; Ckee<br />
كما بني هافيجهريست )Havighurst( يف تقسيمه لدورة احلياة اإىل ست فرتات<br />
عمرية،اأن اآخرها مرحلة النضج املتاأخر Maturity( ،)Late وحدد بدءها بسن 60 وما<br />
فوق، مبينا اأن مطالب النمو لهذه املرحلة تشمل حتقيق التوافق مع حقيقة تناقص القوى<br />
اجلسمية والصحية وحتقيق متطلبات العيش املادية R.J( .)1973,Havighurst,<br />
رعاية املسن:<br />
لقد كان االهتمام العاملي كبريًا بقضية رعاية املسنني وصحتهم، وقد متثل<br />
هذا االهتمام يف اأن االأمم املتحدة اعتربت عام1999م عامً ا دوليًا لكبار السن، كما اأن<br />
منظمة الصحة العاملية جعلت هذه القضية موضوعها ليوم الصحة العاملي، مما يعني اأنه<br />
املوضوع الذي يركز عليه طوال العام، وقد قام العامل كله مبا يف ذلك العامل العربي بنشاط<br />
مركز حول موضوع املسنني ورعايتهم، حيث عقدت الندوات واملوؤمترات املحلية واالإقليمية<br />
والدولية لتسليط الضوء على قضية املسنني ورعايتهم، بهدف التبادل واالستفادة من<br />
اخلربات والتجارب واالأساليب يف جمال قضايا املسنني، وتوفري الرعاية الكرمية الطيبة<br />
واالجتماعية لهم )النعيم، 2001(.<br />
كما اأكَّ د تقرير االأمم املتحدة على رضورة توفري احلماية للمسنني باأوسع من مساألة<br />
االجتاه نحو عالجهم، ورضورة االجتاه نحو توفري اأبعاد رفاهيتهم من خالل مالحظة
مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />
الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />
د. محمد عبد اإلله الطيطي<br />
د. معني عبد الرحمن جبر<br />
العالقة بني السالمة اجلسمية والنفسية واالجتماعية والبيئية، وهذا االأمر يتطلب تعاوناً<br />
واسعاً بني الدولة واملجتمع، واأرس املسنني، واملسنني اأنفسهم.<br />
لقد اأصبحت قضية االهتمام باملسنني من القضايا املهمة التي نالت قسطً ا من<br />
اهتمام العلماء واملتخصصني يف شتى التخصصات، وذلك ملا يجب اأن تناله هذه الفئة من<br />
رعاية واهتمام يف فرتة هم اأحوج ما يكونون اإليها بعدما بذلوا قصارى جهدهم يف خدمة<br />
املجتمع، هذا باالإضافة اإىل ارتفاع معدالتهم يف املجتمعات العربية والغربية.<br />
اإن االإسالم مينح املسنني حقوقا شاملة مبقتضى حاجتهم للرعاية االأخالقية<br />
واالجتماعية، ويوؤكد على عنرص الرعاية العائلية لهم، كما اأن االإسالم وضع قيما ومبادئ<br />
ومعايري ال بد من االلتزام بها نحو املسنني.<br />
اإن رعاية املسنني يف االإسالم تقوم يف اأساسها على احلب اخلالص،والرب<br />
والوفاء،والرعاية والرحمة،وهذا ما وضحه الرسول )صلى اهلل عليه وسلم( يف حديثه<br />
الرشيف حيث قال )صلى اهلل عليه وسلم(: »ليس منا من مل يوقر الكبري، ويرحم الصغري،<br />
وياأمر باملعروف، وينه عن املنكر«)الرازي،1990(.<br />
لقد اأبدى االإسالم حرصه على تاأكيد مركز االآباء واالأمهات، وحث االأبناء على الرب بهم،<br />
والدعاء لهم. واأصبحت قيمة املسن تنبع من ذاته، وليس من فائدته اأو العائد املادي منه.<br />
وال شك يف اأن املجتمع الفلسطيني ما زال يحتفظ باملكانة االجتماعية للمسن باعتباره<br />
مصدرًا للحكمة، والأهميتهم يف رعاية االأحفاد، وجمع شمل االأرسة يف كل االأوقات.<br />
دور األسرة يف رعاية املسن:<br />
ال شك يف اأن االإنسان راع ومرعي يف كل االأوقات، مهما كانت مكانته االجتماعية،<br />
فكل مرحلة من مراحل العمر، وكل فئة من فئات الناس بحاجة اإىل نوع اأو اآخر من اأنواع<br />
الرعاية، ومهما كانت املرحلة العمرية التي بلغها االإنسان، ومهما كانت حالته الصحية<br />
اأو املالية، فاإنه بحاجة دائمة للرعاية، فاجلميع يتبادلون الرعاية مع بعضهم بعضً ا يف<br />
الوقت نفسه.<br />
وعلى الرغم من رابطة الدم بني االآباء واالأبناء واالأحفاد، فال يكفي ذلك لكي يكون<br />
حافزًا للرعاية يف الشيخوخة، واإمنا يحتاج االأمر اإىل التدريب على كيفية الرعاية الصاحلة<br />
بعد اإحراز تفهم وبصرية بطبيعة الشيخوخة، والوقوف على خصائصها العارضة وسماتها<br />
الثابتة )صادق واأبو حطب،1995(.<br />
ومن املالحظ اأن اأغلب املسنني يفضلون العيش مستقلني، مع املشاركة يف حياة<br />
االأرسة، وهو ما اأكدته اأغلب الدراسات يف هذا الساأن، ونتيجة لذلك يزداد اأثر االأجداد يف
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
اأعضاء االأرسة الصغرية، و تزداد هذه العالقة وثوقًا يف املجتمعات الريفية اأكرث، حيث<br />
يقترص منط احلياة القائم على نظام االأرس املمتدة، فتزداد الصلة بني االأجيال والتفاعل<br />
الشديد بينهم معظم الوقت، وهو ما ال يتوافر يف املجتمعات احلرضية والصناعية)صادق<br />
و اأبو حطب،املرجع السابق(.<br />
وتوؤكد بعض الدراسات احلديثة اأن الطفل الذي يقضي بعض الوقت يف تعامل مبارش<br />
مع املسنني، تتحول اجتاهاته من السلبية اإىل االيجابية نحوهم، وحديثا يزداد اعتماد<br />
االأرسة على اجلد واجلدة يف تربية االأحفاد يف فرتة ما قبل املدرسة؛ نتيجة الرتفاع يف<br />
تكلفة دور احلضانة، وازدياد وظاهرة خروج املراأة للعمل.<br />
وميكن اعتبار رعاية املسنني استثماراً وخدمة يف وقت واحد ملا ياأتي:<br />
يخفف على االأرسة تكلفة رعايته يف دور املسنني، ويصبح عضوًا مفيدًا يف االأرسة<br />
برعاية االأحفاد، كما يتحول دور املسن من االستهالك اإىل االإنتاج، اإذا اأتيحت له الفرصة<br />
لالإسهام يف االأنشطة التطوعية، وبذلك يوفر على الدولة -على االأقل-تكاليف رعاية شخص<br />
مريض )حجازي، 1998(.<br />
أهمية الرعاية للمسنني:<br />
اأكدت نتائج العديد من الدراسات اأن لالأرسة اأهمية بالغة باعتبارها نظاماً اجتماعياً،<br />
لتوفري خدمات الرعاية الطويلة املدى وتقدميها، كما اأن معيشة املسنني مع اأبنائهم توفر<br />
لهم مقومات عدة منها: االحتفاظ باملكانة االجتماعية بني االأبناء، وبقاء عالقات املودة<br />
مع االأبناء، كما توفر الرعاية االأرسية للمسنني ما ياأتي:<br />
1 الدفء العائلي والروحي واالإحساس باالأمن.<br />
2 التفاعل الطبيعي مع االأبناء، واالأزواج، واالأقارب، واملعارف واالأصدقاء.<br />
3حتقيق . 3 االنطالق والتعبري احلر عن الذات لدى املسنني.<br />
4تكوين . 4 عالقات متعددة وقوية داخل االأرسة وخارجها.<br />
5 حتقيق املكانة االجتماعية واحرتام الذات.<br />
6 االرتباط باملجتمع واالأرس االأخرى من خالل الزيارات، واستقبال الضيوف.<br />
. 7ينتقي املسن مالبسه بنفسه، ويحدّد بنفسه مكان زيارته وموعدها، وهذا<br />
يتحقق داخل املوؤسسة.<br />
ومل تضع املجتمعات احلديثة عبء رعاية املسنني كله على االأبناء، فخدمات التاأمني<br />
االجتماعي توفر دخالً ثابتًا يف الوقت احلارض، وكذلك انتشار خدمات التاأمني الصحي،<br />
كما اأن وجود دور املسنني خفف من االأعباء التي تلقى على عاتق االأبناء، وال يعني ذلك اأن<br />
<br />
1 .<br />
. 2فرص<br />
5 .<br />
6 .<br />
7 ال
مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />
الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />
د. محمد عبد اإلله الطيطي<br />
د. معني عبد الرحمن جبر<br />
يتحرر االأبناء من رعاية املسنني، واإمنا عليهم اأن يقدموا الرعاية والدعم للوالدين املسنني،<br />
ليمارسوا دوراً مهماً يف حياتهم، وبذلك تنعكس اأدوار الوالدية والبنوة. وبالرغم من ذلك<br />
فهناك اأدلة على اأن الصلة بني االأبناء واالآباء املسنني لها اأهميتها وفائدتها للصحة<br />
النفسية للمسنني )عبد اللطيف، 1999(.<br />
واقع املسنني يف فلسطني:<br />
ميتاز املجتمع الفلسطيني يف االأراضي الفلسطينية، باأنه جمتمع فتي، حيث تشكل فئة<br />
صغار السن حوايل نصف املجتمع، يف حني ال تشكل فئة كبار السن اأو املسنني سوى نسبة<br />
ضئيلة من حجم السكان.<br />
ففي منتصف العام 2005 م، بلغ عدد كبار السن )االأفراد الذين اأعمارهم65 فاأكرث(<br />
)114.809( اأفراد )بواقع 49.288 من الذكور، 65.521 من االإناث(، اأي ما نسبته %3.1<br />
من جممل السكان، مع العلم اأن نسبة كبار السن يف الدول املتقدمة جمتمعة قد بلغت %15.0<br />
من اإجمايل سكان تلك الدول، اأعالها يف اليابان اإذ تبلغ %19.0 من اإجمايل سكانها، و<br />
%16.0 من اإجمايل سكان اململكة املتحدة، يف حني تبلغ نسبة كبار السن يف الدول النامية<br />
جمتمعة حوايل %5.0 فقط من اإجمايل تلك الدول.<br />
على الرغم من الزيادة املطلقة واملتوقعة الأعداد كبار السن يف االأراضي الفلسطينية<br />
يف السنوات القادمة، فمن املتوقع اأن تبقى هذه النسبة منخفضة، اإذ يتوقع اأن يبلغ عدد<br />
كبار السن يف االأراضي الفلسطينية، عام )2010م( حوايل )125.532( فردًا، بزيادة<br />
9.3%عن العام )2005م(، وبنسبة %2.8 فقط من اإجمايل سكان االأراضي الفلسطينية، يف<br />
حني يتوقع اأن يبلغ عددهم 171.485 فردًا يف العام )2020م(، بزيادة مقدارها % 49.4<br />
من اإجمايل املسنني عام )2005م(، وبنسبة 2.9 %من اإجمايل سكان االأراضي الفلسطينية<br />
عام )2020م(.<br />
وقد يعزى ثبات نسبة املسنني من اإجمايل السكان خالل السنوات القادمة اإىل استمرار<br />
تاأثري معدالت اخلصوبة املرتفعة يف االأراضي الفلسطينية –خاصة يف قطاع غزة – على<br />
الرتكيب العمري للسكان، مع مالحظة وجود فروق واضحة ما بني نسب كبار السن يف كل<br />
من الضفة الغربية وقطاع غزة، اإذ بلغت حوايل %3.3 و % 2.6 لعام 2005م يف الضفة<br />
الغربية وقطاع غزة على التوايل.<br />
لقد مارست االأرس الفلسطينية دوراً مهماً يف رعاية املسنني، وهذا كان الأكرث من<br />
اأربعني سنة مضت، فاالأرسة الفلسطينية يف املاضي، اأرسه ممتدة وهذا النمط السائد للعائلة<br />
الفلسطينية، وتعود سيادة هذا النمط من االأرس اإىل طبيعة املجتمع الفلسطيني الزراعي، حيث
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
تعتمد العائلة الفلسطينية على الزراعة مصدراً للدخل، االأمر الذي يتطلب عمل اأفراد االأرسة<br />
كافة بالزراعة، اأما السبب االأخر لوجود العائلة املمتدة فهو احلاجة اإىل االأمن واحلماية،<br />
اأما مع بداية السبعينيات من القرن املاضي، فقد بداأ هذا النمط من العائلة باالنخفاض<br />
ليسود مكانه منط العائلة النووية، ولكن على الرغم من ذلك فما زال لكبار السن املكانة<br />
واالحرتام، وما زالت العائلة يف االأراضي الفلسطينية حتافظ على ترابطها االأرسي، وعلى<br />
حمبة املسن واحرتامه ورعايته، بالرغم من التحوالت الكبرية التي طراأت على منط حياة<br />
العائلة الفلسطينية خالل السنوات املاضية، اإذ اأظهرت النتائج اأن نسبة االأسر املمتدة يف<br />
االأراضي الفلسطينية قد انخفضت لتصل %12.6 يف عام 2004، بواقع12.2%يف الضفة<br />
الغربية و%13.4 يف قطاع غزة.<br />
اإن %18.3 من االأرس الفلسطينية يتواجد فيها مسن واحد على االأقل، بينما بلغت نسبة<br />
االأرس التي يراأسها رب اأرسة مسن %12.2 من االأسر الفلسطينية، كما تشري البيانات اإىل اأن<br />
متوسط حجم االأرس التي يراأسها مسن يكون يف العادة صغرياً نسبياً اإذ بلغ متوسط حجم<br />
االأرسة التي يراأسها مسن يف االأراضي الفلسطينية 4.2 فرداًمقابل 6.4 فرداً لالأرسة التي<br />
يراأسها غري مسن، مع العلم اأن متوسط حجم االأسرة لعام 2004 قد بلغ 5.7 فردا )اجلهاز<br />
املركزي لالإحصاء الفلسطيني،2005(.<br />
مشكلة الدراسة وأسئلتها:<br />
تتمحور مشكلة الدراسة حول مدى رعاية موؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات<br />
جنوب الضفة الغربية للمسنني يف جماالت اخلدمات املقدمة لهم من وجهة نظر القائمني<br />
عليها، وذلك ملا للمسنني من خصائص ومشكالت تختلف عن طبيعة االآخرين، اإذ يتعرض<br />
املسن يف هذه املرحلة اإىل جمموعة من املشكالت، قد جتعله يحتاج اإىل االآخرين، ولرعاية<br />
دائمة سواء على الصعيد الصحي اأم النفسي.<br />
كما اأن لفلسطني خصوصية، تتمثل بوجود االحتالل، وتعرض الناس اإىل ماآسيه<br />
ونكباته وويالته، مما اأضاف اإىل مسنيها واأرسهم هموماً ومشكالت اأخرى، جعلتهم<br />
يحتاجون اإىل رعاية من نوع اآخر، وبشكل عام فاإن املسنني يف فلسطني قد تعرضوا اإىل<br />
اأصناف جديدة غري تلك املوجودة يف بلدان اأخرى.<br />
ولهذا خرجت هذه القضية يف صورة هذه املشكلة، وعليه ميكن صياغة السوؤال الرئيس<br />
االآتي:<br />
1»ما . 1 مدى رعاية مؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات جنوب الضفة الغربية
مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />
الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />
د. محمد عبد اإلله الطيطي<br />
د. معني عبد الرحمن جبر<br />
للمسنني يف جمالت اخلدمات املقدمة لهم من وجهة نظر القائمني عليها«؟<br />
ويتفرع عن هذا السوؤال االأسئلة الفرعية االآتية:<br />
. أما مدى رعاية موؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات جنوب الضفة الغربية<br />
للمسنني يف جمال اخلدمات االجتماعية املقدمة لهم من وجهة نظر القائمني<br />
عليها؟.<br />
. ب ما مدى رعاية موؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات جنوب الضفة الغربية<br />
للمسنني يف جمال اخلدمات النفسية املقدمة لهم من وجهة نظر القائمني<br />
عليها؟.<br />
. ت ما مدى رعاية موؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات جنوب الضفة الغربية<br />
للمسنني يف جمال اخلدمات الصحية املقدمة لهم من وجهة نظر القائمني<br />
عليها؟.<br />
. 2هل توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )α ≤ 0.05<br />
متوسطات استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية موؤسسات املجتمع املحلي يف<br />
خميمات جنوب الضفة الغربية للمسنني يف جماالت اخلدمات املقدمة لهم«<br />
. 3 هل توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )α ≤ 0.05<br />
متوسطات استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية موؤسسات املجتمع املحلي يف<br />
خميمات جنوب الضفة الغربية للمسنني يف جماالت اخلدمات املقدمة لهم«<br />
تبعا ملتغريات الدراسة )اجلنس، املنطقة اجلغرافية، املخيم، املركز الوظيفي،<br />
اخلربة(؟.<br />
ولالإجابة عن السوؤالني الثاين والثالث صيغت الفرضيات الصفرية االآتية:<br />
) 2 بني<br />
) 3 بني<br />
فرضيات الدراسة:<br />
) 1 بني<br />
<br />
. 1ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )α ≤ 0.05<br />
متوسطات استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية موؤسسات املجتمع املحلي يف<br />
خميمات جنوب الضفة الغربية للمسنني يف جماالت اخلدمات املقدمة لهم.<br />
. 2ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )α ≤ 0.05<br />
متوسطات استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية موؤسسات املجتمع املحلي يف<br />
خميمات جنوب الضفة الغربية للمسنني يف جماالت اخلدمات املقدمة لهم تُعزى<br />
ملتغري اجلنس.<br />
. 3ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )α ≤ 0.05<br />
متوسطات استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية موؤسسات املجتمع املحلي يف<br />
) 2 بني<br />
) 3 بني
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
خميمات جنوب الضفة الغربية للمسنني يف جماالت اخلدمات املقدمة تُعزى<br />
ملتغري املنطقة اجلغرافية.<br />
. 4ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )α ≤ 0.05<br />
متوسطات استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية موؤسسات املجتمع املحلي يف<br />
خميمات جنوب الضفة الغربية للمسنني يف جماالت اخلدمات املقدمة لهم تُعزى<br />
ملتغري املخيم.<br />
. 5ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )α ≤ 0.05<br />
متوسطات استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية موؤسسات املجتمع املحلي يف<br />
خميمات جنوب الضفة الغربية للمسنني يف جماالت اخلدمات املقدمة لهم تُعزى<br />
ملتغري اخلربة.<br />
. 6ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )α ≤ 0.05<br />
متوسطات استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية موؤسسات املجتمع املحلي يف<br />
خميمات جنوب الضفة الغربية للمسنني يف جماالت اخلدمات املقدمة تُعزى<br />
ملتغري املركز الوظيفي.<br />
) 4 بني<br />
) 5 بني<br />
) 6 بني<br />
أهمية الدراسة:<br />
تنبع اأهمية الدراسة من اأنها تبحث يف قضية اإنسانية وجمتمعية مهمة جداً بالنسبة<br />
للمسنني واملجتمع املحلي، كما تنبع اأهميتها من مدى رعاية املجتمع املحلي للمسنني<br />
سواء على الصعيد االجتماعي اأم على الصعيد الصحي، وما يحققه ذلك التعاون من نتائج<br />
اإيجابية تعود بالفائدة على املسنني واملجتمع املحلي.<br />
أهداف الدراسة:<br />
تهدف الدراسة اإىل حتقيق االأهداف االآتية:<br />
1التعرف . 1 اإىل مدى رعاية موؤسسات املجتمع املحلي للمسنني يف خميمات جنوب<br />
الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها.<br />
. 2التعرف اإىل اأوجه التعاون والدعم املقدمة للمسنني يف خميمات جنوب<br />
الغربية من وجهة نظر القائمني عليها.<br />
3وضع . 3 املقرتحات والتوصيات التي تساعد على زيادة التعاون والدعم لرعاية<br />
املجتمع املحلي للمسنني يف خميمات جنوب الضفة الغربية.<br />
4رفد . 4 املكتبة العربية بهذا النوع من الدراسات مبا يساعد على رعاية املسنني.<br />
2 الضفة
مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />
الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />
د. محمد عبد اإلله الطيطي<br />
د. معني عبد الرحمن جبر<br />
حدود الدراسة:<br />
تتحدد الدراسة باملحددات االآتية:<br />
تقترص الدراسة على االأفراد العاملني يف املوؤسسات االجتماعية والصحية يف خميمات<br />
جنوب الضفة الغربية للعام 2008م )يف منطقتي بيت حلم واخلليل(، كما تتحدد نتائج<br />
الدراسة باالأداة املستخدمة جلمع البيانات واملعلومات، ومدى جدية جمتمع الدراسة يف<br />
تعبئة االستبانة، ومدى صدق اأداة الدراسة وثباتها.<br />
الدراسات السابقة:<br />
1دراسة . 1 شوي و راك rak( ,Choi and 2002م(:<br />
هدفت الدراسة اإىل اإيجاد وسيلة فعالة للرعاية املسيحية للمسنني يف مدينة جانغ هانغ<br />
يف كوريا، كما هدفت اإىل تعرّف مشكالت املسنني واالأساليب الفاعلة لرعاية املسنني.<br />
وتكونت عينة الدراسة من )142( مسن اختريوا بطريقة املسح االجتماعي، وقُ وّموا<br />
على اأساس سلم احلاجات االإنسانية ملاسلو، وتدور الدراسة حول ثالث نقاط رئيسة هي: ما<br />
واقع املسنني يف الديانة املسيحية ويف التوراة؟ وكيف تقدم الكنيسة خدماتها للمسنني؟<br />
وما اأهم هذه اخلدمات؟ وما االحتياجات التي ميكن تقدميها لهوؤالء املسنني؟ وما الربامج<br />
التي استهدفت حتسني اأوضاعهم الصحية واالجتماعية واالقتصادية؟.<br />
وتوصلت الدراسة اإىل جمموعة من التوصيات اأهمها: انه يجب على املجتمع الكوري<br />
احرتام املسنني ومعاملتهم باحرتام، وعلى الكنيسة اأن تساهم يف توعية املواطنني لالهتمام<br />
باملسنني، كما يجب على الكنيسة اأن تساعد املسنني على احرتام اأنفسهم، حتى يتمكنوا من<br />
كسب احرتام االآخرين لهم، اإضافة اإىل استمرار رعاية املسنني من قبل املوؤسسات الدينية<br />
)الكنيسة( واالجتماعية.<br />
2دراسة 2. الدسوقي 1999م.<br />
هدفت الدراسة اإىل بيان خصائص املسنني واإعدادهم حاليا ومستقبال،ومدى رعاية<br />
الدستور والترشيعات االجتماعية للمسنني يف مرص،ومن ثم وضع روؤية مستقبلية يف<br />
جمال رعاية املسنني وخدماتهم. وكانت اأهم التوصيات: االستفادة من املسنني يف جمال<br />
حتفيظ القراآن ودور االأيتام، واأن تكون االستفادة من املسن يف جمال عمله وخربته اأفضل<br />
من اللجوء للتدريب التحويلي، واستحداث شعبة يف معاهد التمريض خاصة بجلسات
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
املسنني،واإعداد اأطباء يف جمال طب املسنني،واإعداد برامج ومواد اإعالمية مرئية تربز دور<br />
االأرسة يف رعاية املسنني.<br />
3دراسة 3. اجلندي 1999م.<br />
هدفت الدراسة اإىل بيان منزلة املسنني يف االإسالم، ومدى رعاية الدستور والترشيعات<br />
االجتماعية للمسنني يف مرص، ثم وضع روؤية مستقبلية الأوضاع املسنني،وكانت اأهم<br />
التوصيات: الرتكيز على الدور الديني الأجهزة االإعالم الإضفاء القداسة على حقوق املسنني<br />
بني االأهل واالأقارب، ووضع اإطار منهجي لتوعية املجتمع بحسن رعاية املسنني، من خالل:<br />
املساجد، والكنائس، واملجالت، والنرشات، واأن تضمن الترشيعات االجتماعية حق املسنني<br />
يف الرعاية الصحية والرتفيهية عند بلوغ سن التقاعد، وزيادة املعاشات بصورة تتناسب<br />
مع الزيادة يف اأعباء تكاليف املعيشة.<br />
4 م.<br />
. 4دراسة البطش وملحس1998<br />
هدفت هذه الدراسة اإىل قياس اجتاهات االأفراد يف املجتمع االأردين نحو كبار السن،<br />
ومعرفة اإن كانت هذه االجتاهات تختلف تبعا لعدد من املتغريات: كاملوؤهل العلمي<br />
للفرد، وعمره، وجنسه، ووجود فرد كبري يف السن يف اأرسته. ومن اأجل ذلك بُنيَ مقياس<br />
لالجتاهات نحو كبار السن، واستخرجت له دالالت صدق وثبات وفاعلية فقرات، وجرى<br />
تطبيقه على عينة الدراسة املكونة من 180 فردا، جرى اختيارهم عشوائيا من بني اأفراد<br />
املجتمع االأردين.<br />
اأشارت نتائج هذه الدراسة اإىل اأن اأفراد املجتمع االأردين يحملون عموما اجتاهات<br />
نحو كبار السن، حيث بلغ متوسط درجاتهم على مقياس االجتاهات نحو كبار السن<br />
188.5 )الدرجة القصوى على املقياس 252(، كما اأشارت النتائج اإىل وجود اأثر ذي داللة<br />
اإحصائية لكل من متغري املوؤهل العلمي للفرد )حيث اإن الزيادة يف املوؤهل يرافقها نقصان<br />
يف االجتاهات االإيجابية نحو كبار السن(، ومتغري العمر )الزيادة يف العمر يرافقها زيادة<br />
يف االجتاهات االإيجابية نحو كبار السن(، ومتغري اجلنس )حيث اأبدى الذكور اجتاهات<br />
اإيجابية اأكرث من االإناث نحو كبار السن(، ومتغري وجود فرد كبري السن يف اأرسة الفرد )حيث<br />
اأبدى اأفراد االأرس التي يوجد فيها اأشخاص كبار السن اجتاهات اأكرث اإيجابية من اأفراد<br />
االأرس التي ال يوجد فيها كبار السن(. هذا وقد نوقشت النتائج وقُ دّمت عدد من االقرتاحات<br />
البحثية والتطبيقية.
مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />
الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />
د. محمد عبد اإلله الطيطي<br />
د. معني عبد الرحمن جبر<br />
5دراسة 5. مورجان )1998,Morgan(<br />
يرى مورجان يف دراسته عن اختالفات السن يف املشاركة يف شبكة االأعمال<br />
االجتماعية، اأن حجم مشاركة املسنني يف االأعمال االجتماعية حتكمها متغريات عدة، مثل:<br />
املستوى االقتصادي، ومستوى التعليم، والصحة اأو القدرة العقلية واجلسمية باعتبارها<br />
مصادر لهذه املشاركة، فهوؤالء الذين ليس لديهم هذه املصادر يعانون من الضياع والوحدة،<br />
ويشعرون باأنهم بعيدون كل البعد عن املجتمع، لعدم اإرشاكهم يف االأعمال املجتمعية، اأما<br />
هوؤالء الذين لديهم هذه املصادر، فيكون دورهم بارزا وواضحا يف هذه االأعمال حتى بعد<br />
جتاوزهم سن التقاعد.<br />
6 6. دراسة فرحات 1998م.<br />
هدفت الدراسة اإىل معرفة طبيعة التغريات التي تطراأ على طبيعة املسنني العقلية<br />
والبدنية لتنمية قدرتهم على التكيف االجتماعي، كما تفيد اأيضا الذين يقرتبون من التقاعد<br />
بالكيفية التي ميكن من خاللها زيادة فرص العمل لهم بعد التقاعد،عن طريق االحتفاظ<br />
بصحة جيدة،وتاأمني املورد املايل،وتوفري حياة اأرسية، وصالت اجتماعية جيدة،والبحث<br />
عن بدائل ملواجهة املشكالت اخلاصة بفئات املسنني، ويف النهاية توصل الباحث لوضع<br />
تصور جديد لرعاية املسنني.<br />
) 7<br />
. 7دراسة رابينوفتش و مانسفيلد )1992م، Rabinovich and Mansfield<br />
هدفت هذه الدراسة اإىل معرفة تاأثري املشاركة يف االأنشطة الرتويحية على نزالء بيوت<br />
املسنني)Home )Nursing من الذين لديهم سلوك عدواين اأو هائج، وكانت عينة الدراسة<br />
تتكون من 13 شخصا، متوسط اأعمارهم 81 سنة، وذلك ملعرفة ما اإذا كانت املشاركة اأو<br />
جمرد حضورهم لثالثة اأنواع من االأنشطة الرتويحية ميكن اأن يوؤثر يف مستوى هيجان<br />
السلوك لديهم، فقام الباحثان بعملية التصوير السينمائي لعينة الدراسة )قبل، خالل، بعد(<br />
وقت االأنشطة الرتويحية، فتوصال يف النهاية، اإىل اأن مستوى هيجان السلوك كان سائدا<br />
بني سبعة مسنني، كانوا مشاركني يف االأنشطة، وبني املشاركني الستة الذين حرضوا فقط<br />
ومل يشاركوا، وبسبب صغر حجم العينة مل تكن هناك اأي داللة اإحصائية تبني ما اإذا كانت<br />
املشاركة يف االأنشطة، اأو جمرد احلضور فقط لهذه االأنشطة، ميكن اأن يزيد اأو يقلل هذا النوع<br />
من السلوك.<br />
واأوصى الباحثان يف دراستهما هذه اإىل زيادة حجم العينة، وزيادة نوعية االأنشطة<br />
التي يزاولها املسنون، مع اختبار اأثر زيادة االأنشطة يف اأوقات حمددة يف معرفة ما اإذا<br />
كانت املشاركة اأو جمرد التواجد يف هذه االأنشطة، ميكن اأن يكون له تاأثري على السلوك<br />
العدواين.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
جمتمع الدراسة:<br />
تكون جمتمع الدراسة من جميع االأفراد العاملني يف موؤسسات املجتمع املحلي يف<br />
خميمات جنوب الضفة الغربية، والبالغ عددهم )240( ما بني موظف اإداري، وموظف فني،<br />
وموظف خدماتي، واجلدول )1( يبني توزيع اأفراد الدراسة تبعا ملتغريات اخلربة، وجنس<br />
العاملني، واملركز الوظيفي، واملنطقة اجلغرافية، واخلربة.<br />
اجلدول )1(<br />
توزيع أفراد الدراسة تبعا ملتغريات الدراسة<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
-
مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />
الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />
د. محمد عبد اإلله الطيطي<br />
د. معني عبد الرحمن جبر<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
أداة الدراسة:<br />
<br />
<br />
<br />
صُ مٍّممت اأداة الدراسة من طرف الباحثنيْ ، وتتمثل يف استبانة لقياس مدى رعاية<br />
موؤسسات املجتمع املحلي للمسنني يف خميمات جنوب الضفة الغربية من وجهة نظر<br />
القائمني عليها.<br />
وتكونت االستبانة يف صورتها االأولية من )44( فقرة متثل مدى رعاية موؤسسات<br />
املجتمع املحلي للمسنني يف خميمات جنوب الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها،<br />
موزعة على جماالت الدراسة وهي: مدى رعاية موؤسسات املجتمع املحلي للمسنني يف<br />
خميمات جنوب الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها يف املجال االجتماعي، ومدى<br />
رعاية موؤسسات املجتمع املحلي للمسنني يف خميمات جنوب الضفة الغربية من وجهة<br />
نظر القائمني عليها يف املجال الصحي، ومدى رعاية موؤسسات املجتمع املحلي للمسنني<br />
يف خميمات جنوب الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها يف املجال النفسي،<br />
وصيغت الفقرات االإيجابية، بحيث اأعطي لكل عبارة من عباراتها وزناً مدرجاً وفق سلم<br />
ليكرت اخلماسي لتقدير اأهمية الفقرة كاالآتي: تعطى القيمة الرقمية )5( لالستجابة بدرجة<br />
كبرية جدا، والقيمة )4( لالستجابة بدرجة كبرية، والقيمة )3( لالستجابة بدرجة متوسطة،<br />
والقيمة )2( لالستجابة بدرجة قليلة، والقيمة )1( لالستجابة بدرجة قليلة جدا، وتعكس يف<br />
حال صياغة الفقرات السلبية، وبناءً على تقسيم سلم االستجابة اعتمدت خمسة مستويات<br />
للنسب املئوية لالستجابات على حتقيق املجال وفقاً للرتتيب االآتي:<br />
اجلدول)2(<br />
مقياس التصحيح الستجابات عينة الدراسة على جماالتها
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
صدق أداة الدراسة وثباتها:<br />
للتاأكد من صدق اأداة الدراسة، عُ رضت على ستة من املحكمني من ذوي اخلربة<br />
واالختصاص من اأجل اإبداء الراأي حول مالءمة الفقرات الأغراض الدراسة من حيث الصياغة<br />
واملضمون وقد اأخذ الباحثان مبالحظات املحكمني التي اأجمع عليها اأكرث من )%80(، حيث<br />
اأصبح عدد فقرات االستبانة )38( فقرة مقسمة على جماالت الدراسة عل النحو االآتي:<br />
1املجال . 1 االجتماعي ملدى رعاية موؤسسات املجتمع املحلي للمسنني يف خميمات جنوب<br />
الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها، وفقراته من )15-1(.<br />
2املجال . 2 الصحي ملدى رعاية موؤسسات املجتمع املحلي للمسنني يف خميمات جنوب<br />
الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها،وفقراته من )25-16(.<br />
3املجال . 3 النفسي ملدى رعاية موؤسسات املجتمع املحلي للمسنني يف خميمات جنوب<br />
الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها، وفقراته من )38-26(.<br />
ثبات أداة الدراسة:<br />
للتحقق من ثبات االستبانة حُ سب معامل الثبات بطريقة االتساق الداخلي )كرونباخ<br />
األفا( حيث بلغت قيمة الثبات )0.87(، وهي قيمة تفي باأغراض الدراسة.<br />
املعاجلة اإلحصائية:<br />
من اأجل االإجابة عن اأسئلة الدراسة، والتحقق من فرضياتها، حُ سبت املتوسطات
مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />
الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />
د. محمد عبد اإلله الطيطي<br />
د. معني عبد الرحمن جبر<br />
احلسابية والنسب املئوية واالنحرافات املعيارية، و استخدم الباحثان اختبار ت )t-test(<br />
وحتليل التباين االأحادي ANOVA( ،)One-Way واختبار شيفيه )Scheffe( للمقارنات<br />
البعدية، وحتليل التباين متعدد القياسات املتكررة Design( ،)Repeated Measured<br />
واالإحصائي هوتلينج تريس )Hotelling`s-trace( واختبار سيداك )Sidak( للمقارنات<br />
البعدية الثنائية، وذلك باستخدام برنامج الرزم االإحصائية .)SPSS(<br />
نتائج الدراسة ومناقشتها:<br />
أوال: النتائج املتعلقة باإلجابة عن السؤال الرئيس األول الذي نص على:<br />
»ما مدى رعاية مؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات جنوب الضفة الغربية<br />
للمسنني يف جمالت اخلدمات املقدمة لهم من وجهة نظر القائمني عليها«؟.<br />
وانبثق منه ثالثة اأسئلة فرعية هي:<br />
اأ- ما مدى رعاية مؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات جنوب الضفة الغربية للمسنني<br />
يف جمال اخلدمات الجتماعية املقدمة لهم من وجهة نظر القائمني عليها؟<br />
ولالإجابة عن السوؤال الفرعي االأول، حُ سبت املتوسطات والنسب املئوية الستجابات<br />
اأفراد عينة الدراسة على جمال الرعاية االجتماعية املقدمة للمسنني، ورُتّبت هذه<br />
الفقرات ترتيباً تنازلياً حسب قيمة املتوسط احلسابي للفقرة، ويبني اجلدول )3( نتائج<br />
االإجابة عن السوؤال االأول فرع )اأ(.<br />
اجلدول )3(<br />
املتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية والنسب املئوية لفقرات جمال الرعاية االجتماعية<br />
املقدمة للمسنني، مرتبة تنازليًا وفق املتوسط احلسابي للفقرة
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
يتضح من اجلدول )3( اأن املتوسط احلسابي ملدى رعاية موؤسسات املجتمع املحلي<br />
للمسنني يف جمال الرعاية االجتماعية املقدمة لهم جاء بدرجة كبرية، حيث بلغ )3.54(،
مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />
الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />
د. محمد عبد اإلله الطيطي<br />
د. معني عبد الرحمن جبر<br />
بنسبة مئوية بلغت )70.8%(، يف حني تراوحت النسب املئوية لفقرات هذا املجال ما بني<br />
)63.4%( و)78.8%(.<br />
ويعزو الباحثان هذه النتيجة اإىل اأهمية اخلدمات االجتماعية التي تقدمها وكالة الغوث<br />
الدولية للمخيمات بشكل عام وللمسنني بشكل خاص، منذ احتالل فلسطني عام 1948م،<br />
وانطالقا من حرصها على االلتزام بتنفيذ براجمها املقدمة للمسنني، بالشكل الذي يتناسب<br />
مع طبيعة عملها باعتبارها موؤسسة دولية اإنسانية، قامت على تقدمي خدمات االإغاثة<br />
االجتماعية والصحية ضمن براجمها املطروحة، فهي تدعم برامج اخلدمات االجتماعية،<br />
وبخاصة اخلدمات التي تخص املسنني وذوي االحتياجات اخلاصة، اإضافة اإىل جهودها<br />
الوقائية والعالجية، وخاصة ما يتعلق منها باملسنني، لذلك داأبت وكالة الغوث ومن حلظة<br />
نساأتها على تقدمي املساعدات املالية واالإنسانية للالجئني بجميع فئاتهم وحاالتهم، وركزت<br />
على القضايا اخلاصة ومنها املسنون، اإال اأن هذه املساعدات بداأت يف االآونة االأخرية ترتاجع<br />
كما اأن حجمها بداأ يتقلص، مما اأدى اإىل جتاهل حقوقهم، وهذا واضح ضمن اإحصائياتها<br />
وتذمر كثري من احلاالت من سوء خدماتها، وهذا مل يوضحه اأفراد جمتمع الدراسة بحكم<br />
واقعهم الوظيفي، واملسوؤولية املوجهة لهم.<br />
النتائج املتعلقة بالسؤال الفرعي الثاني للسؤال األول:<br />
ب. ما مدى رعاية مؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات جنوب الضفة الغربية للمسنني<br />
يف جمال اخلدمات النفسية املقدمة لهم من وجهة نظر القائمني عليها؟<br />
ولالإجابة عن هذا السوؤال، حُ سبت املتوسطات والنسب املئوية الستجابات اأفراد عينة<br />
الدراسة على جمال الرعاية النفسية املقدمة للمسنني، ورُتّبت هذه الفقرات ترتيبًا<br />
تنازلياَ حسب قيمة املتوسط احلسابي للفقرة، ويبني اجلدول )4( نتائج االإجابة عن<br />
السوؤال االأول فرع )ب(.<br />
اجلدول )4(<br />
املتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية والنسب املئوية لفقرات جمال الرعاية النفسية املقدمة<br />
للمسنني، مرتبة تنازليًا وفق املتوسط احلسابي للفقرة
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
يتضح من اجلدول )4( اأن املتوسط احلسابي ملدى رعاية موؤسسات املجتمع املحلي<br />
للمسنني يف جمال اخلدمات النفسية املقدمة لهم جاء بدرجة متوسطة، حيث بلغ )3.37(،<br />
بنسبة مئوية بلغت )67.4(، يف حني تراوحت النسب املئوية لفقرات هذا املجال ما بني<br />
)64( و .)71.2(<br />
ويعتقد الباحثان اأن درجة اخلدمات النفسية املقدمة للمسنني جاءت متوسطة، ذلك اأن<br />
هذا اجلانب من اخلدمات غري موجود من االأهل يف برامج املوؤسسات العاملة يف فلسطني،
مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />
الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />
د. محمد عبد اإلله الطيطي<br />
د. معني عبد الرحمن جبر<br />
وهو حديث النشوء يف وكالة الغوث الدولية، ويختص بفئة الطالب فقط، وليس له عالقة<br />
باملسنني، كما اأن هناك اأسباباً كثرية اأثرت على هذه الفئة من املجتمع، مل تستطع اأي من<br />
املوؤسسات املوجودة السيطرة عليها، منها وجود االحتالل الصهيوين، وممارساته اليومية<br />
ضد اأبناء الشعب وضد اأبنائهم، وسياسة التجويع والترشيد والقتل، وعدم وجود برامج<br />
للدعم النفسي ضمن فعاليات املوؤسسات العاملة يف فلسطني، والفقر املدقع، اإضافة اإىل<br />
االأعباء االجتماعية واالقتصادية امللقاة على عاتق هوؤالء املسنني كاأرباب اأرس، والكثري<br />
الكثري من هذه االأعباء، فاإذا كان احلال كذلك، فكيف نفرسّ واقع اخلدمات النفسية املقدمة<br />
لهذه الرشيحة؟.<br />
النتائج املتعلقة بالسؤال الفرعي الثالث للسؤال األول:<br />
ج- ما مدى رعاية مؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات جنوب الضفة الغربية للمسنني<br />
يف جمال اخلدمات الصحية املقدمة لهم من وجهة نظر القائمني عليها؟<br />
ولالإجابة عن السوؤال الفرعي الثالث، حُ سبت املتوسطات والنسب املئوية الستجابات<br />
اأفراد عينة الدراسة على جمال الرعاية الصحية املقدمة للمسنني، ورُتّبت هذه الفقرات<br />
ترتيباً تنازلياً حسب قيمة املتوسط احلسابي للفقرة، ويبني اجلدول )5( نتائج االإجابة<br />
عن السوؤال االأول فرع )ج(.<br />
اجلدول )5(<br />
املتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية والنسب املئوية لفقرات جمال الرعاية الصحية املقدمة<br />
للمسنني، مرتبة تنازليًا وفق املتوسط احلسابي للفقرة
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
يتضح من اجلدول )5( اأن املتوسط احلسابي ملدى رعاية موؤسسات املجتمع املحلي<br />
للمسنني يف جمال اخلدمات الصحية املقدمة لهم جاء بدرجة كبرية، حيث بلغ )3.54(،<br />
بنسبة مئوية بلغت )70.8(، يف حني تراوحت النسب املئوية لفقرات هذا املجال ما بني<br />
)61.2( و .)80(
مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />
الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />
د. محمد عبد اإلله الطيطي<br />
د. معني عبد الرحمن جبر<br />
1 .<br />
ويرى الباحثان اأن السبب يف ارتفاع درجة رعاية املسنني يف جمال اخلدمات الصحية،<br />
رمبا يعود اإىل اأهمية الربامج الصحية التي تقدمها موؤسسات وكالة الغوث للالجئني بشكل<br />
عام وللمسنني بشكل خاص، كما اأن الربامج الصحية هي برامج رئيسة عملت على رعايتها<br />
وكالة الغوث منذ نشوئها وحتى اليوم، مما ولد الرضا لدى سكان املخيمات الفلسطينية عن<br />
هذه اخلدمات املقدمة لهم من جهة، وارتياح القائمني على هذه املوؤسسات من جهة اأخرى،<br />
على الرغم من التقليص الكبري لهذه اخلدمات يف االآونة االأخرية موازنة مع السابق.<br />
ثانيًا: النتائج املتعلقة بفحص فرضيات الدراسة:<br />
1 النتائج املتعلقة بالفرضية األوىل ومناقشتها:<br />
"ل توجد فروق ذات دللة اإحصائية عند مستوى الدللة )α ≤ 0.05( بني متوسطات<br />
استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية مؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات جنوب الضفة<br />
الغربية للمسنني يف جمالت اخلدمات املقدمة لهم".<br />
ولفحص هذه الفرضية، استخدم حتليل التباين متعدد القياسات املتكررة Repeated(<br />
)Measured Design واالإحصائي هوتيلينج تريس Trace( ،)Hotelling's ويبني اجلدول<br />
)6( نتائج فحص الفرضية االأوىل.<br />
اجلدول )6(:<br />
نتائج اختبار حتليل التباين متعدد القياسات املتكررة Design( )Repeated Measured للفروق<br />
يف استجابات القائمني على مؤسسات اجملتمع احمللي حنو رعاية املسنني يف اخلدمات املقدمة هلم<br />
<br />
*<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(≤ α<br />
تشري نتائج اجلدول )6( اإىل وجود فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة<br />
)α≥ 0.05( بني متوسطات استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية موؤسسات املجتمع املحلي<br />
يف خميمات جنوب الضفة الغربية للمسنني يف جماالت اخلدمات املقدمة لهم، وملعرفة<br />
لصالح اأي املجاالت تعود هذه الفروق، اأُستخدم اختبار سيداك )Sidak( للمقارنات البعدية<br />
بني متوسطات املجاالت، واجلدول )7( يبني نتائج ذلك:
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
اجلدول )7(:<br />
نتائج اختبار سيداك )Sidak( للمقارنات البعدية بني املتوسطات احلسابية للمجاالت يف<br />
استجابات القائمني على مؤسسات اجملتمع احمللي حنو رعاية املسنني يف اخلدمات املقدمة هلم تبعًا<br />
ملتغري املخيم<br />
<br />
-<br />
* -<br />
<br />
* <br />
<br />
<br />
<br />
<br />
( ≤ α<br />
تشري نتائج اجلدول )7( اإىل وجود فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى )α ≤ 0.05(<br />
بني متوسطات استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية موؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات<br />
جنوب الضفة الغربية للمسنني بني جمال الرعاية االجتماعية، وجمال الرعاية النفسية،<br />
لصالح جمال الرعاية االجتماعية. كما تشري نتائج اجلدول )7( اإىل وجود فروق ذات داللة<br />
اإحصائية على مستوى )α≥0.05( بني متوسطات استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية<br />
موؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات جنوب الضفة الغربية للمسنني بني جمال الرعاية<br />
النفسية، وجمال الرعاية الصحية، لصالح جمال الرعاية الصحية.<br />
ومل تظهر نتائج الدراسة وجود فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى )α ≤ 0.05(<br />
بني متوسطات استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية موؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات<br />
جنوب الضفة الغربية للمسنني بني جمال الرعاية االجتماعية وجمال الرعاية الصحية.<br />
ويفرس الباحثان هذه النتائج على اأن العاملني يف املوؤسسات االجتماعية والصحية<br />
لهم باع طويل يف تقدمي اخلدمات االجتماعية والصحية يف حني ليس لديهم اأي فكرة عن<br />
الرعاية النفسية، مما اأدى اإىل قصور واضح يف فهم هذا اجلانب وكيفية التعامل معه، اإضافة<br />
اإىل اأن الرعاية النفسية خدمة غري موجودة اأصال ضمن برامج هذه املوؤسسات، اإضافة اإىل<br />
اأن العاملني يف هذه املوؤسسات غري موؤهلني للتعامل مع هذه الفئة من املجتمع، ومع هذا<br />
النوع من اخلدمة، حيث تشري االإحصائيات، اإىل اأنه ال يوجد اأي موظف للرعاية النفسية<br />
يعمل ضمن هذه املوؤسسات، ويتعامل مع فئة املسنني.<br />
2. النتائج املتعلقة بالفرضية الثانية ومناقشتها:<br />
"ل توجد فروق ذات دللة اإحصائية عند مستوى الدللة )α ≤ 0.05( بني متوسطات<br />
استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية مؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات جنوب الضفة<br />
الغربية للمسنني يف جمالت اخلدمات املقدمة لهم تُعزى ملتغري اجلنس".
مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />
الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />
د. محمد عبد اإلله الطيطي<br />
د. معني عبد الرحمن جبر<br />
ولفحص هذه الفرضية، استخدم اختبار ت )t-test( لعينتني مستقلتني، واجلدول )8(<br />
يوضح نتائج فحص الفرضية الثانية.<br />
اجلدول )8(:<br />
نتائج اختبار ت )t-test( لعينتني مستقلتني، لفحص داللة الفروق يف جماالت رعاية املسنني تبعاً<br />
ملتغري اجلنس<br />
<br />
t<br />
<br />
<br />
(<br />
<br />
<br />
(<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
-<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
-<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
-<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(238α ≤ 0.05<br />
تشري نتائج اجلدول )7( اإىل عدم وجود فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة<br />
)α ≤ 0.05( بني متوسطات استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية موؤسسات املجتمع املحلي<br />
يف خميمات جنوب الضفة الغربية للمسنني يف جماالت اخلدمات املقدمة لهم تُعزى ملتغري<br />
اجلنس.<br />
ويعتقد الباحثان اأن هذه النتيجة صحيحة، فليس هناك فرق يف هذه املوؤسسات<br />
بني اجلنسني، وذلك الأن كليهما يخضعان ملعايري املوؤسسة نفسها ورشوطها، ناهيك عن<br />
االلتزام فيها بقواعد العمل ورشوطه، اإضافة اإىل اأن جميع العاملني فيها يعملون بعقود<br />
سنوية، وبالتايل فاإن االستغناء عن اأي موظف هو اأمر وارد، وليس هناك اأي ضمان لبقائه<br />
يف عمله، اأي اأن العاملني مكلفون بالقيام باأي عمل، وتقدمي اخلدمات لعمالء املوؤسسات من<br />
كال اجلنسني، وهذا ما اأدى اإىل عدم وجود فروق بينهم.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
3النتائج . 3 املتعلقة بالفرضية الثالثة ومناقشتها:<br />
"ل توجد فروق ذات دللة اإحصائية عند مستوى الدللة )α ≥0.05( بني متوسطات<br />
استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية مؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات جنوب الضفة<br />
الغربية للمسنني يف جمالت اخلدمات املقدمة تُعزى ملتغري املنطقة اجلغرافية".<br />
ولفحص هذه الفرضية، استخدم اختبار ت )t-test( لعينتني مستقلتني، واجلدول<br />
)9( يوضح نتائج فحص الفرضية الثانية.<br />
اجلدول )9(<br />
نتائج اختبار ت )t-test( لعينتني مستقلتني، لفحص داللة الفروق يف جماالت رعاية املسنني تبعاً<br />
ملتغري املنطقة اجلغرافية<br />
(<br />
(<br />
<br />
t<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
*<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
-<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(238α ≤ 0.05<br />
تشري نتائج اجلدول )9( اإىل وجود فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة<br />
)α≥ 0.05( بني متوسطات استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية موؤسسات املجتمع املحلي<br />
يف خميمات جنوب الضفة الغربية للمسنني يف جماالت اخلدمات املقدمة لهم، بني جمال<br />
اخلدمات االجتماعية يف منطقة بيت حلم، وبني جمال اخلدمات االجتماعية يف منطقة<br />
اخلليل، ولصالح اخلدمات االجتماعية يف منطقة بيت حلم.<br />
ومل تكشف نتائج اجلدول )9( عن وجود فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى<br />
الداللة )α ≤ 0.05( بني متوسطات استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية موؤسسات<br />
املجتمع املحلي يف خميمات جنوب الضفة الغربية للمسنني يف جماالت اخلدمات املقدمة<br />
لهم بني جمال اخلدمات النفسية والصحية يف منطقة بيت حلم، وبني جمال اخلدمات<br />
النفسية والصحية يف منطقة اخلليل.<br />
ويعزو الباحثان هذه النتائج اإىل اأن عدد املخيمات يف حمافظة بيت حلم اأكرث من
مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />
الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />
د. محمد عبد اإلله الطيطي<br />
د. معني عبد الرحمن جبر<br />
<br />
<br />
حمافظة اخلليل، فيبلغ عددها اأربعة خميمات تابعة لنطاق عمل املوؤسسات يف حمافظة بيت<br />
حلم، يف حني يبلغ عدد املخيمات يف منطقة اخلليل خميماً واحداً، كما يعزو الباحثان وجود<br />
هذه الفروق لسبب اأن الربنامج النفسي مل يكن موجوداً اأصالً يف برامج هذه املوؤسسات،<br />
يف حني كانت الربامج االجتماعية والصحية موجودة منذ زمن طويل، كما اأن الربنامج<br />
النفسي حديث النشوء ويقدم لفئة معينة من املجتمع وهم طالب املدارس، يف حني اإن<br />
الربنامج الصحي مقدم للجميع، اأما فيما يتعلق باخلدمات االجتماعية فهي متعلقة اأصال<br />
بالوضع السياسي دوما، كما اأنها تتزايد نتيجة الظروف التي يفرضها االحتالل، فكلما زاد<br />
االحتالل سطوته على الشعب الفلسطيني، كلما زاد حجم هذه املساعدات والعكس صحيح،<br />
كما اأن املعايري التي تفرضها هذه املوؤسسات على متلقي هذه اخلدمة متارس دوراً كبرياً<br />
يف نوعية املساعدات وملن تقدم، وقد اأشارت االإحصائيات اأن عرشة مسنني من بني مائتي<br />
مسن حمتاج يتلقون هذه اخلدمات.<br />
4النتائج . 4 املتعلقة بالفرضية الرابعة ومناقشتها:<br />
"ل توجد فروق ذات دللة اإحصائية عند مستوى الدللة )α ≤ 0.05( بني متوسطات<br />
استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية مؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات جنوب الضفة<br />
الغربية للمسنني يف جمالت اخلدمات املقدمة لهم تُعزى ملتغري املخيم".<br />
ولفحص هذه الفرضية، استخدم اختبار حتليل التباين االأحادي Way( One<br />
،)ANOVA واجلدول )10( يبني املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية يف<br />
استجابات القائمني على موؤسسات املجتمع املحلي نحو رعاية املسنني يف اخلدمات<br />
املقدمة لهم وفق متغري املخيم.<br />
اجلدول )10(:<br />
املتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية الستجابات القائمني على مؤسسات اجملتمع احمللي<br />
حنو رعاية املسنني يف اخلدمات املقدمة هلم تبعاً ملتغري املخيم.<br />
<br />
(<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
يتضح من اجلدول )10( اأن املتوسط احلسابي الكلي الستجابات القائمني على موؤسسات<br />
املجتمع املحلي نحو رعاية املسنني يف اخلدمات املقدمة لهم تبعاً ملتغري املخيم بلغ يف<br />
خميم عايدة )3.48( بنسبة )%69.6(، يف حني بلغ يف خميم العزة )3.53( بنسبة)%70.6(،<br />
كما بلغ يف خميم الدهيشة )3.55( بنسبة )%71(، وبلغ يف خميمي العروب والفوار )3.47(<br />
بنسبة )%69.4( لكل منهما، ولفحص ما اإذا كانت هناك فروق دالة اإحصائياً يف استجابات<br />
القائمني على موؤسسات املجتمع املحلي نحو رعاية املسنني يف اخلدمات املقدمة لهم تبعاً<br />
ملتغري املخيم، استخدم حتليل التباين االأحادي، واجلدول )11( يوضح ذلك.<br />
اجلدول )11(:<br />
نتائج اختبار حتليل التباين األحادي لفحص الفروق يف استجابات القائمني على مؤسسات اجملتمع<br />
احمللي حنو رعاية املسنني يف اخلدمات املقدمة هلم تبعاً ملتغري املخيم<br />
<br />
<br />
F<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
*<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(α ≤ 0.05
مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />
الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />
د. محمد عبد اإلله الطيطي<br />
د. معني عبد الرحمن جبر<br />
تشري نتائج اجلدول )11( اإىل وجود فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى الداللة<br />
)α ≤ 0.05( يف استجابات القائمني على موؤسسات املجتمع املحلي نحو رعاية املسنني<br />
يف جمال خدمات الرعاية االجتماعية املقدمة لهم تبعاً ملتغري املخيم.<br />
ولتحديد بني اأي من املخيمات كانت الفروق يف استجابات اأفراد الدراسة يف جمال<br />
الرعاية االجتماعية للمسنني، استخدم اختبار شيفيه Test( )Scheffe للمقارنات البعدية<br />
بني املتوسطات احلسابية، واجلدول )12( يوضح ذلك.<br />
اجلدول )12(:<br />
نتائج اختبار شيفيه Test( )Scheffe للمقارنات البعدية بني املتوسطات احلسابية يف استجابات<br />
القائمني على مؤسسات اجملتمع احمللي حنو رعاية املسنني يف اخلدمات املقدمة هلم تبعاً ملتغري املخيم<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
* -<br />
-<br />
<br />
*<br />
*<br />
-<br />
<br />
*<br />
*<br />
<br />
<br />
<br />
(α ≤ 0.05<br />
يتضح من اجلدول )12( وجود فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى )α ≤ 0.05(<br />
يف متوسطات استجابات اأفراد الدراسة على جمال الرعاية االجتماعية املقدمة للمسنني بني<br />
خميم عايدة وبني خميم الدهيشة لصالح خميم الدهيشة.<br />
ويشري اجلدول )12( اأيضً ا اإىل وجود فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى)α ≥0.05(<br />
يف متوسطات استجابات اأفراد الدراسة على جمال الرعاية االجتماعية املقدمة للمسنني بني<br />
خميم العزة وبني خميم العروب لصالح خميم العزة.<br />
كما اأشار اجلدول )12( اإىل وجود فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى )α ≥0.05(<br />
يف متوسطات استجابات اأفراد الدراسة على جمال الرعاية االجتماعية املقدمة للمسنني بني<br />
خميم العزة وبني خميم الفوّار لصالح خميم العزة.<br />
ويكشف اجلدول )12( اأيضً ا عن وجود فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى )α<br />
≥0.05( يف متوسطات استجابات اأفراد الدراسة على جمال الرعاية االجتماعية املقدمة<br />
للمسنني بني خميم الدهيشة وبني خميم العروب لصالح خميم الدهيشة.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
كما يتضح من اجلدول )12( وجود فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى )α ≥0.05(<br />
يف متوسطات استجابات اأفراد الدراسة على جمال الرعاية االجتماعية املقدمة للمسنني بني<br />
خميم الدهيشة وبني خميم الفوّار لصالح خميم الدهيشة. يف حني مل تكن املقارنات االأخرى<br />
بني املخيمات دالة اإحصائيًا.<br />
وقد تعزى هذه النتائج اإىل اأسباب عدة منها: اأن عدد السكان يف خميم العزة اأقل عدداً<br />
يف كل املخيمات، كما اأن اخلدمات االجتماعية توزع حسب احلاالت االجتماعية، فقد تكون<br />
نسبة احلاالت االجتماعية يف خميم العزة وخميم الدهيشة اأكرث من بقية املخيمات، اإضافة<br />
اإىل اأن اأعداد السكان يف خميم الدهيشة اأكرب من غريها من املخيمات، اإضافة اإىل اأن اخلدمات<br />
االجتماعية تُوزع وفق معايري ونسب بني هذه املخيمات، وهذا ما جعل الفروق واضحة بني<br />
هذه املخيمات يف الرعاية االجتماعية، اأما بالنسبة لعدم وجود فروق يف املجال الصحي<br />
بني املخيمات، فيعزى اإىل اأن جميع املخيمات حتظى مبراكز صحية فيها، اإضافة اإىل تغطية<br />
املستشفيات من قبل املوؤسسات الصحية كوكالة الغوث الدولية ووزارة الصحة الفلسطينية.<br />
5النتائج . 5 املتعلقة بالفرضية اخلامسة ومناقشتها:<br />
"ل توجد فروق ذات دللة اإحصائية عند مستوى الدللة )α ≤ 0.05( بني متوسطات<br />
استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية مؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات جنوب الضفة<br />
الغربية للمسنني يف جمالت اخلدمات املقدمة لهم تُعزى ملتغري اخلربة".<br />
ولفحص هذه الفرضية، استخدم اختبار حتليل التباين االأحادي Way( One<br />
،)ANOVA واجلدول )13( يبني املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية يف استجابات<br />
القائمني على موؤسسات املجتمع املحلي نحو رعاية املسنني يف اخلدمات املقدمة لهم وفق<br />
متغري اخلربة، ويبني اجلدول )13( نتائج فحص الفرضية الثالثة.<br />
اجلدول )13(<br />
املتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية الستجابات القائمني على مؤسسات اجملتمع احمللي حنو<br />
رعاية املسنني يف اخلدمات املقدمة هلم تبعاً ملتغري اخلربة<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(
مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />
الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />
د. محمد عبد اإلله الطيطي<br />
د. معني عبد الرحمن جبر<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
يتضح من اجلدول )13( اأن املتوسط احلسابي ملدى رعاية موؤسسات املجتمع املحلي<br />
للمسنني يف جمال اخلدمات املقدمة لهم تبعاً ملتغري اخلربة، جاء بدرجة مرتفعة لدى من<br />
لديهم اخلربة اأقل من )5( سنوات ومن لديهم اخلربة اأكرث من )10( سنوات، حيث بلغت )3.54(،<br />
يف حني جاءت لدى من لديه اخلربة من )5( اإىل اأقل من )10( سنوات بدرجة متوسطة.<br />
اجلدول )14(:<br />
نتائج اختبار حتليل التباين األحادي لفحص الفروق يف استجابات القائمني على مؤسسات اجملتمع<br />
احمللي حنو رعاية املسنني يف اخلدمات املقدمة هلم تبعاً ملتغري اخلربة<br />
<br />
<br />
F<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(α ≤ 0.05
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
تشري نتائج اجلدول )14( اإىل عدم وجود فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى<br />
الداللة )α ≤ 0.05( يف استجابات القائمني على موؤسسات املجتمع املحلي نحو رعاية<br />
املسنني يف جمال خدمات الرعاية املقدمة لهم تبعاً ملتغري اخلربة.<br />
ويرى الباحثان اأن السبب يف ذلك يرجع اإىل اأن جميع العاملني يخضعون اإىل معايري<br />
املوؤسسة وقوانينها، فهم يعملون ضمن موؤسسة واحدة وبرامج واحدة، كما اأن هذه الربامج ال<br />
حتتاج اإىل خربة كبرية، فاخلربة تتولد من خالل انخراط العاملني يف وظائفهم والرشوع يف<br />
اأعمالهم، كما اأن من يُوظفون يف هذه املوؤسسات، يُوظفون ضمن رشوط معينة، ويخضعون<br />
ملجموعة من رشوط التعيني، ناهيك عن قلة الربامج املوجودة يف هذه املوؤسسات، فهذه<br />
املوؤسسات تتضمن يف اإطار اأعمالها برامج صحية واجتماعية وتعليمية فقط، ولذلك فاإن<br />
نوعية العاملني يف هذه املوؤسسات هم من نوعيات خاصة، ولديهم الروؤية نفسها.<br />
6النتائج 6. املتعلقة بالفرضية السادسة ومناقشتها:<br />
"ل توجد فروق ذات دللة اإحصائية عند مستوى الدللة )α ≥0.05( بني متوسطات<br />
استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية مؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات جنوب الضفة<br />
الغربية للمسنني يف جمالت اخلدمات املقدمة تُعزى ملتغري املركز الوظيفي".<br />
ولفحص هذه الفرضية، استخدم اختبار حتليل التباين االأحادي ANOVA( ،)One Way<br />
واجلدول )15( يبني املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية يف استجابات القائمني على<br />
موؤسسات املجتمع املحلي نحو رعاية املسنني يف اخلدمات املقدمة لهم وفق متغري املركز<br />
الوظيفي.<br />
جلدول )15(:<br />
املتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية الستجابات القائمني على مؤسسات اجملتمع احمللي حنو<br />
رعاية املسنني يف اخلدمات املقدمة هلم تبعاً ملتغري املركز الوظيفي.<br />
<br />
<br />
<br />
(<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(
مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />
الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />
د. محمد عبد اإلله الطيطي<br />
د. معني عبد الرحمن جبر<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
يتضح من اجلدول )15( اأن املتوسط احلسابي ملدى رعاية موؤسسات املجتمع املحلي<br />
للمسنني يف جمال اخلدمات املقدمة لهم تبعاً ملتغري املركز الوظيفي، جاء بدرجة متوسطة<br />
لدى االإداريني والفنيني مبتوسط حسابي )3.48(، يف حني جاءت لدى اخلدماتيني بدرجة<br />
مرتفعة بلغت )3.53(.<br />
اجلدول )16(:<br />
نتائج اختبار حتليل التباين األحادي لفحص الفروق يف استجابات القائمني على مؤسسات اجملتمع<br />
احمللي حنو رعاية املسنني يف اخلدمات املقدمة هلم تبعاً ملتغري املركز الوظيفي<br />
<br />
F<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
*<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
*<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(α ≤ 0.05
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
تشري نتائج اجلدول )16( اإىل وجود فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى الداللة<br />
)α≥ 0.05( يف استجابات القائمني على موؤسسات املجتمع املحلي نحو رعاية املسنني<br />
يف جمايل خدمات الرعاية االجتماعية والنفسية املقدمة لهم تبعاً ملتغري املركز الوظيفي.<br />
ولتحديد بني اأي من املراكز الوظيفية كانت الفروق يف استجابات اأفراد الدراسة يف<br />
جمايل اخلدمات االجتماعية والنفسية املقدمة لرعاية املسنني، استخدم اختبار شيفيه<br />
Test( )Scheffe للمقارنات البعدية بني املتوسطات احلسابية، واجلدول )17( يوضح ذلك.<br />
اجلدول )17(:<br />
نتائج اختبار شيفيه Test( )Scheffe للمقارنات البعدية بني املتوسطات احلسابية يف استجابات<br />
القائمني على مؤسسات اجملتمع احمللي حنو رعاية املسنني يف اخلدمات املقدمة هلم تبعاً ملتغري<br />
املركز الوظيفي<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
-<br />
<br />
<br />
*<br />
<br />
<br />
* -<br />
-<br />
-<br />
<br />
<br />
<br />
(α ≤ 0.05<br />
تشير نتائج اجلدول )17( اإىل وجود فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى )α ≤ 0.05(<br />
بني متوسطات استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية موؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات<br />
جنوب الضفة الغربية يف اخلدمات االجتماعية املقدمة للمسنني بني الفنيني واخلدماتيني،<br />
ولصالح الفنيني.<br />
كما تشري نتائج اجلدول )17( اإىل وجود فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى<br />
)α≥0.05( بني متوسطات استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية موؤسسات املجتمع املحلي يف<br />
خميمات جنوب الضفة الغربية يف اخلدمات النفسية املقدمة للمسنني بني االإداريني واخلدماتيني،<br />
ولصالح اخلدماتيني، يف حني مل تكن املقارنات االأخرى بني املراكز الوظيفية دالة اإحصائياً.
مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />
الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />
د. محمد عبد اإلله الطيطي<br />
د. معني عبد الرحمن جبر<br />
ويرى الباحثان اأن سبب وجود هذه الفروق يعود اإىل اأن الفنيني واخلدماتيني لديهم<br />
عالقة مبارشة مع املجتمع واملسنني اأكرث من غريهم من العاملني، فهم الذين يتابعون<br />
تفعيل هذه الربامج اأكرث من غريهم، اإضافة اإىل اأنهم يعرفون ماهية احتياجات املسنني،<br />
بحكم واقع عملهم وقربهم من الناس، اإضافة اإىل اأن معظم العاملني يف هذه املوؤسسات<br />
لديهم مسنون يف بيوتهم ويعانون ما يعانيه هوؤالء املسنون.<br />
التوصيات:<br />
•<br />
يف ضوء النتائج توصي الدراسة بالآتي:<br />
1العمل . 1 على توعية موؤسسات املجتمع املحلي بدورها جتاه املسنني وذلك من خالل:<br />
االهتمام باإصدار نرشات توعية دورية ملوؤسسات املجتمع املحلي، ولالأرس حول<br />
كيفية التعامل مع املسنني ورعايتهم.<br />
•اإرشاك موؤسسات<br />
املسنني.<br />
•استغالل<br />
املجتمع املحلي يف االأنشطة والفعاليات املختلفة لرعاية<br />
وسائل االإعالم يف نرش ثقافة التعامل مع املسنني ورعايتهم.<br />
•العمل على تطوير ثقافة املفاهيم عند املجتمع، وبخاصة ما يتعلق منها<br />
باحتياجات املسنني.<br />
•يجب على املوؤسسات االجتماعية والصحية وضع خطط<br />
لتفعيل دورها يف رعاية املسنني.<br />
اإسرتاتيجية ومربجمة<br />
•على املوؤسسات العاملة يف فلسطني كافة، حتقيق رشوط الكفاية املعيشية<br />
للمسنني، وذلك طبقاً مليزان العدالة واالإنصاف، فاالإسالم يوجب على اأفراد<br />
املجتمع اأن يوؤمنوا لبعضهم بعضاً احلد االأدنى من الكفاف املعيشي.<br />
2 يف الوزارات سن قوانني حلماية املسنني ورعايتهم، وخاصة يف جمتمع<br />
. 2على املسوؤولني<br />
فقري مثل املجتمع الفلسطيني.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
املصادر واملراجع:<br />
.) 1<br />
. 1القراآن الكرمي، سورة الروم، االآية )54<br />
2اأحمد، . 2 علي فوؤاد )1992(. "االأبعاد االجتماعية لرعاية املسنني" يف )رعاية املسنني<br />
يف املجتمعات املعارصة(، املكتب التنفيذي ملجلس وزراء العمل والسوؤون االجتماعية<br />
بدول جملس التعاون لدول اخلليج العربية،البحرين.<br />
3ابن . 3 منظور )1955(. لسان العرب،جزء 13، دار صادر، بريوت.<br />
4البطش، . 4 حممد وملحس، دالل )1998(. "قياس اجتاه االأفراد يف املجتمع االأردين نحو<br />
كبار السن"، بحث منشور، جملة دراسات العلوم الرتبوية، املجلد25، العدد2، اجلامعة<br />
االأردنية، عمان.<br />
. 5اجلندي، حممد الشحات )1999(. "قراءة يف ترشيعات املسنني، روؤية مستقبلية"<br />
ضمن وقائع الندوة العلمية.<br />
6اجلهاز . 6 املركزي لالإحصاء الفلسطيني)2006(."كبار السن يف االأراضي الفلسطينية:<br />
حقائق واأرقام". رام اهلل – فلسطني.<br />
7اجلهاز . 7 املركزي لالإحصاء الفلسطيني)2005(."كبار السن يف االأراضي<br />
الفلسطينية:حقائق واأرقام". رام اهلل – فلسطني.<br />
8حجازي، . 8 عزت )1998(."املسنون يف مرص" ورقة مقدمة للندوة العلمية،"املسنون يف<br />
مرص الواقع واملستقبل"، اأكتوبر، القاهرة.<br />
9الدسوقي، . 9 عارف )1999(."اأساليب الرعاية االجتماعية لكبار السن والروؤية<br />
املستقبلية"، ورقة عمل مقدمة للندوة العلمية )حول كبار السن وروؤية مستقبلية(<br />
يف الفرتة من 6-5 /1999/6، وزارة السوؤون االجتماعية، االإدارة العامة لالأرسة<br />
والطفولة، اإدارة رعاية املسنني، املركز القومي للبحوث االجتماعية واجلنائية، وحدة<br />
طب املسنني، جامعة عني شمس، القاهرة، يونيو.<br />
10الرازي، فخر الدين )1990(."التفسري الكبري )مفاتيح الغيب("، دار الكتب العلمية،ط1<br />
بريوت - لبنان.<br />
11صادق، اآمال و اأبو حطب، فوؤاد )1995(."النمو االإنساين من مرحلة اجلنني اإىل<br />
املسنني"، االجنلو املرصية، الطبعة الثالثة، القاهرة.<br />
12عبد اللطيف، رشاد اأحمد )1999(."مداخل حديثة يف رعاية املسنني"، "روؤية مستقبلية"<br />
الندوة العلمية "املسنون يف مرص،الواقع واخليال"، القاهرة.<br />
، 5<br />
، 10<br />
11 مرحلة<br />
، 12
مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />
الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />
د. محمد عبد اإلله الطيطي<br />
د. معني عبد الرحمن جبر<br />
1313الغريب، عبد العزيز )1995(. "املتقاعدون: بعض مشكالتهم االجتماعية ودور اخلدمة<br />
االجتماعية يف مواجهتها"، رشكة مطابع جند التجارية، الرياض.<br />
1414فرحات، حممود حممد السيد )1998(. "التخطيط للجهود الرتبوية اخلاصة بتلبية<br />
احتياجات املسنني املتقاعدين يف ج.م.ع"، رسالة دكتوراه غري منشورة، قسم اأصول<br />
الرتبية، كلية الرتبية باالإسماعيلية، جامعة قناة السويس.<br />
15القرين، حممد مسفر )2005(."رعاية املسنني ودور اخلدمة االجتماعية يف<br />
السعودي"، مقال منشور، جملة العلوم االجتماعية، .)www.swmsa.com(<br />
1616مصطفى، اإبراهيم واآخرون)1989(."املعجم الوسيط"، دار الدعوة، تركيا.<br />
17معلوف، لويس )1975(."املنجد"<br />
1818النعيم،عبد اهلل العلي )2001(. "رعاية املسنني: بني مسوؤوليات املجتمع ودور االأرسة<br />
واملوؤسسات االأهلية والرسمية"، ورقة مقدمة اإىل ندوة )املدينة واملسنون: دور املدن<br />
والبلديات يف رعاية املسنني( القاهرة،22-20 فرباير.<br />
15 املجتمع<br />
، 17 دار الرشق،بريوت.<br />
<br />
املراجع األجنبية:<br />
11.<br />
Choi, Kyung-Rak, D. Min.,) 2002(,”The Church`s Caring Ministry for The<br />
Elderly in the Jang-Hang Area:A Case Study of Jang-Hang Evangelical<br />
Holiness Church”, Doctoral Dissertation Drew University), Dissertation<br />
Abstracts International, No.AAt3055353.<br />
22.<br />
Havighurst, R.J,(1973). «History of Developmental Psychology<br />
Socialization and Personality Development through the life Span”. In:<br />
Baltes, P.B. and Schaie K.W.(Eds),Life-Span Development Psychology:<br />
Personality and Socialization Academic Press, New York,.<br />
33.<br />
Levinson, D., Darrow, C., Klein, E., Levenson, M. and M Ckee, (1978).”The<br />
Season`s of Aman`s Life, Alfred A. Knopf, New York.<br />
44.<br />
Morgan, David,(1998).”Age Differences in Social Network Participation”,<br />
Journal of Gerontology Social Sciences,vol.43,No4.<br />
55.<br />
Rabinovich, Beth A. and Mansfield, Jiska.(1992).“The Impact Participation<br />
Structured Recreational Activities on the Agitated Behavior Nursing<br />
Home Residents: An Observational Study”. Activities, Adaptation and<br />
Aging, Vol,16 (4).
العوامل املؤثرة يف العمر املثالي للزواج وعدد<br />
األطفال املرغوب يف إجنابهم من وجهة نظر<br />
طالبات جامعة النجاح الوطنية<br />
د. حسني أمحد*
العوامل املؤثرة في العمر املثالي للزواج وعدد األطفال املرغوب في إجنابهم<br />
من وجهة نظر طالبات جامعة النجاح الوطنية<br />
د. حسني أحمد<br />
ملخص:<br />
تهدف هذه الدراسة اإىل معرفة العمر الذي يعد مثاليا للزواج من وجهة نظر الطالبات<br />
يف جامعة النجاح الوطنية، وكذلك السلوك االإجنابي املستقبلي لهن، على اعتبار اأن تلك<br />
الطالبات قد وفدن من خلفيات اقتصادية واجتماعية خمتلفة، كذلك فاإن هذه الفئة هي<br />
التي ستكون االأكرث تعليما بني اأمهات املستقبل.<br />
بلغ متوسط العمر املثايل للزواج من وجهة نظر الطالبات نحو 22.1 سنة، وقد<br />
اختلف هذا العمر باختالف املتغريات الدميوغرافية واالقتصادية واالجتماعية للطالبة<br />
ووالديها. لكن مل توجد هناك اأية اختالفات جتاه النظرة نحو بعض قضايا الزواج من طرف<br />
الطالبات.<br />
بلغ متوسط عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم من طرف الطالبات نحو 4.3 طفال،<br />
وقد اختلف هذا العدد باختالف املتغريات الدميوغرافية واالقتصادية واالجتماعية للطالبة<br />
ووالديها. وكان لعدد االأطفال الذين اأجنبتهم االأم االأثر االأكرب يف اختيار العدد املرغوب فيه<br />
من االأطفال من طرف الطالبات مستقبال، ووجد اأن غالبية الطالبات فضلن احلصول على<br />
اأطفال ذكور اأكرث من االإناث.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
Abstract:<br />
This study aims at investigating An-Najah National University female<br />
students’ point of view about the ideal age of marriage as well as their future<br />
children bearing behavior. Based on the fact that these female students<br />
came from diverse economic and social backgrounds, their category will be<br />
the most educated among future mothers.<br />
The average ideal age considered by the female students is 22.1<br />
year. This number varied according to demographic, economic and social<br />
variables of the female student and her parents. However, regarding their<br />
stand about some other issues related to marriage, no real differences were<br />
detected.<br />
The average desired number of children students want to have is 4.3<br />
children. This number varied according to demographic, economic and<br />
social variables of the student and her parents. The number of children<br />
a student had in her family had a direct effect on the number of choice of<br />
the students’ future children. It was also found that most female students<br />
would rather have male not female children.
العوامل املؤثرة في العمر املثالي للزواج وعدد األطفال املرغوب في إجنابهم<br />
من وجهة نظر طالبات جامعة النجاح الوطنية<br />
د. حسني أحمد<br />
مقدمة:<br />
بلغ معدل الزواج اخلام عام 2001م يف االأراضي الفلسطينية نحو سبع حاالت وخمس<br />
من عرشة )7.5( لكل 1000 من السكان، ويالحظ اختالف املعدل يف الضفة الغربية وقطاع<br />
غزة يف العام 2001م، فقد ظهر هناك تباين واضح، حيث انخفض يف الضفة الغربية موازنة<br />
مع قطاع غزة، فقد بلغ معدل الزواج اخلام يف الضفة الغربية 6.9،ويف قطاع غزة بلغ ثماين<br />
حاالت وخمس من عرشة )8.5( لكل 1000 من السكان )1(.<br />
ارتفع متوسط العمر عند الزواج االأول يف االأراضي الفلسطينية للذكور خالل السنوات<br />
)1997م-2005م( من 23.0 سنة يف العام 1997م اإىل 24.2 سنة يف العام 2001م واإىل<br />
24.7 سنة عام 2005م، وارتفع لالإناث خالل الفرتة نفسها من 18.0 سنة عام 1997م<br />
اإىل 19.0 عام 2001م واإىل 19.4 سنة عام 2005م. وعند موازنة البيانات بني الضفة<br />
الغربية، وبني قطاع غزة كل على حدة خالل الفرتة )1997م-2005م( نالحظ اأن متوسط<br />
العمر عند الزواج االأول للذكور يف الضفة الغربية ارتفع من 23.0 سنة يف العام 1997م<br />
اإىل 24.6 يف العام 2001م واإىل 25.2 يف العام 2005م، يف حني ارتفع متوسط العمر<br />
عند الزواج االأول للذكور يف قطاع غزة من 23.0 سنة يف العام 1997م اإىل 23.6 يف عام<br />
2001م واإلى 24.1 عام 2005م. من جانب اآخر، ارتفع متوسط العمر عند الزواج االأول<br />
لالإناث يف الضفة الغربية من 18.0 سنة عام 1997م اإىل 19.1 سنة يف عام 2001م<br />
واإىل 19.6 يف عام 2005م، وارتفع املتوسط يف قطاع غزة من 18.0 سنة عام 1997 اإىل<br />
18.8 سنة عام 2001م و19.1 عام 2005م )2(.<br />
اإن هذا التوجه نحو تاأخري الزواج ميكن اأن يوؤدي اإىل خفض مستويات اخلصوبة<br />
السائدة. ومن املالحظ اأن متوسط العمر عند الزواج االأول للذكور اأعلى منه عند االإناث،<br />
وذلك بسبب املسوؤوليات امللقاة على عاتق الرجل موازنة باالأنثى، وبخاصة املسوؤوليات<br />
املادية واالإنفاق على االأرسة. كما يتاأثر العمر عند الزواج بكثري من العوامل االقتصادية<br />
واالجتماعية والدميوغرافية السائدة يف املجتمع.<br />
تعد معدالت اخلصوبة يف االأراضي الفلسطينية من اأعلى املعدالت املوجودة يف العامل،<br />
وهذا يعود اإىل عوامل خمتلفة اجتماعية، واقتصادية، وسياسية، ودينية، اإضافة اإىل القيمة<br />
التي تعطى لالأطفال، ومنط العائلة املمتدة، التي تعد نوعا من العوامل التي تشجع على<br />
اإجناب املزيد من االأطفال.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
قدر معدل املواليد اخلام يف الضفة الغربية حسب بيانات تعداد عام 1961م بحوايل<br />
51 باالألف )3(، وبعد االحتالل االإرسائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة، قدر معدل املواليد<br />
اخلام عام 1968م بحوايل 43.9 باالألف، ويف قطاع غزة بحوايل 49.8 باالألف )4(. اأما يف<br />
عام 1997م، فقد بلغ معدل املواليد اخلام يف االأراضي الفلسطينية 42.7 باالألف، وانخفض<br />
هذا املعدل اإىل 39.9 باالألف عام 2002م. اأما على مستوى املنطقة، فقد انخفض معدل<br />
املواليد يف الضفة الغربية من 41.2 باالألف عام 1997م اإىل 37.4 باالألف عام 2002م.<br />
اأما يف قطاع غزة فقد كان انخفاض معدل املواليد اخلام طفيفا حيث بلغ يف عام 1997 م<br />
حوايل 45.4 باالألف، وانخفض اإىل 44.1 باالألف يف العام 2002م )5(. ويف عام 2006م<br />
قدر اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني معدل املواليد اخلام يف االأراضي الفلسطينية<br />
بحوايل 36.7 باالألف، ولكن هذا املعدل تفاوت من 33.7 باالألف يف الضفة الغربية اإىل<br />
41.7 باالألف يف قطاع غزة )6(.<br />
اأما معدل اخلصوبة الكلي فقد قدر يف الضفة الغربية، حسب بيانات تعداد عام<br />
1961م ، بحوايل سبعة مواليد وسبعة واأربعني من مائة )7.47( )7(، ويف عام 1968<br />
قدر بحوايل سبعة مواليد واأربعة وستني من مائة )7.64( )8(. اأما حسب بيانات املسح<br />
الدميوغرايف الذي اأجرته دائرة االإحصاء املركزية الفلسطينية، فقد قدر معدل اخلصوبة<br />
الكلي يف االأراضي الفلسطينية بحوايل ستة مواليد وستة من مائة )6.06(، وقد تفاوت<br />
هذا املعدل بني خمسة مواليد واأربعة واأربعني من مائة )5.44( يف الضفة الغربية اإىل<br />
سبعة مواليد واأربعة من عرشة )7.4( يف قطاع غزة )9(. اأما حسب بيانات التعداد العام<br />
للسكان واملساكن واملنساآت عام 1997م فقد بلغ معدل اخلصوبة الكلية يف االأراضي<br />
الفلسطينية نحو ستة مواليد واأربعة من مائة )6.04( بواقع خمسة مواليد وستة من عرشة<br />
)5.6( يف الضفة الغربية، و ستة مواليد وتسعة من عرشة )6.9( يف قطاع غزة. يف املقابل<br />
طراأ انخفاض على معدل اخلصوبة الكلية لعام 1999م يف االأراضي الفلسطينية حيث<br />
بلغ خمسة مواليد وتسعة من عرشة )5.9(، حيث بلغت يف الضفة الغربية خمسة مواليد<br />
وخمسة من عرشة )5.5( و ستة مواليد وثمانية من عرشة )6.8( )10(. ويف عام 2003م<br />
قدر اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني معدل اخلصوبة الكلي يف االأراضي الفلسطينية<br />
بحوايل اأربعة مواليد وستة من عرشة )4.6(، وتفاوت هذا املعدل من اأربعة مواليد وواحد<br />
من عرشة )4.1( يف الضفة الغربية اإىل اأربعة مواليد وثمانية من عرشة )4.8( يف قطاع<br />
غزة )11(.<br />
تعد الزيادة الطبيعية العامل املهم يف النمو السكاين يف الضفة الغربية وقطاع غزة،<br />
حيث عانت االأراضي الفلسطينية من موجات هجرة كبرية كانت توؤثر سلبا على معدل النمو<br />
السكاين فيها.
العوامل املؤثرة في العمر املثالي للزواج وعدد األطفال املرغوب في إجنابهم<br />
من وجهة نظر طالبات جامعة النجاح الوطنية<br />
د. حسني أحمد<br />
قدر معدل الزيادة الطبيعية يف الضفة الغربية عام 1968م بحوايل 22.3 باالألف<br />
)12(. وقدر اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني معدل الزيادة الطبيعية لسكان االأراضي<br />
الفلسطينية بحوايل 37 باالألف سنويا خالل السنوات )1997م-2002م(. ومن جانب اآخر<br />
فقد بلغ معدل الزيادة الطبيعية خالل الفرتة الزمنية نفسها بحوايل 34 باالألف سنويا يف<br />
الضفة الغربية، وحوايل 40 باالألف سنويا يف قطاع غزة )13(. اأما يف العام 2006 م ، فقد<br />
قدر اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني معدل الزيادة الطبيعية بحوايل 32.8 باالألف،<br />
وقد تفاوت هذا املعدل من 29.7 باالألف يف الضفة الغربية اإىل 37.9 باالألف يف قطاع<br />
غزة )14(.<br />
ميتاز املجتمع الفلسطيني باأنه جمتمع فتي، فحوايل نصف سكان االأراضي الفلسطينية<br />
هم من صغار السن )اأقل من 15 سنة(، وهوؤالء االأشخاص، يف غالبيتهم، ملتحقون يف<br />
املدارس، واإضافة اإىل ذلك، فاإنهم خارج سن العمل، وغري قادرين عليه، مما يوؤدي اإىل<br />
ارتفاع معدالت االإعالة يف املجتمع الفلسطيني.<br />
مشكلة الدراسة:<br />
اإن اختيار العمر املثايل للزواج يرتبط بعوامل اجتماعية واقتصادية ودميوغرافية<br />
خمتلفة، ترتبط بالظروف التي يعيشها الشخص الذي سيبدي راأيه يف هذا املجال، فمن<br />
خالل جتربته يف املجتمع الذي يعيش فيه، ومعرفته لظروفه الشخصية، ميكن اأن يقرر ما<br />
العمر املناسب للزواج فيه. ويف املجتمعات الرشقية، فاإن الزوج هو الذي يختار الزوجة<br />
وفق الصفات واخلصائص التي يراها مناسبة له.<br />
تعدُّ الرغبة يف اإجناب االأطفال من العوامل الرئيسة املوؤثرة على اخلصوبة املستقبلية<br />
للمراأة، كما يوؤثر على سلوكها االإجنابي من ناحية استخدام وسائل تنظيم االأرسة والقرارات<br />
املتعلقة باالإجناب.<br />
اإن الطالبات اجلامعيات جزء من اأمهات املستقبل، وبالتايل فاإن معرفة اآرائهن حول<br />
العدد الذي يرغنب يف اإجنابه من االأطفال موؤرش مهم على منط اخلصوبة واجتاهها يف<br />
املجتمع، وبالتايل رسم السياسة السكانية املستقبلية للمجتمع، حيث اإن تلك الفتيات<br />
سيشكلن الفئة التي حتمل اأعلى موؤهل علمي بني االإناث يف املجتمع يف املستقبل، ومن<br />
املعروف يف معظم املجتمعات اأن هناك عالقة عكسية بني عدد السنوات التي قضتها املراأة<br />
على مقاعد الدراسة وبني عدد االأطفال الذين اأجنبتهم.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
أسئلة الدراسة:<br />
تسعى هذه الدراسة لالإجابة على التساوؤالت االآتية:<br />
1ما . 1 العمر املثايل للزواج من وجهة نظر الطالبات اجلامعيات؟ وما العوامل املوؤثرة يف<br />
اختيار ذلك العمر؟.<br />
2ما . 2 عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم من طرف الطالبات يف املستقبل »اأمهات<br />
املستقبل«؟ وما العوامل املوؤثرة يف هذا العدد؟.<br />
3هل . 3 هناك فرق بني العمر الذي راأته الطالبة مناسبا لزواجها، ووبني العمر الذي تزوجت<br />
به والدتها؟<br />
4هل . 4 هناك فروق بني عدد االأطفال الذين ترغب الطالبة يف اإجنابهم مستقبال وبني عدد<br />
االأطفال الذين اأجنبتهم والدتها؟<br />
5هل . 5 هناك متييز يف نوع املولود املرغوب فيه من قبل الطالبات؟<br />
فرضيات الدراسة:<br />
1تقوم . 1 هذه الدراسة على اختبار الفرضيات االأتيةال توجد فروق ذات داللة اإحصائية<br />
على مستوى املعنوية 0.05 بني العمر الذي تراه الطالبة مناسبا للزواج و جمموعة<br />
املتغريات املستقلة )عمرها احلايل، وعمر االأم، وعمر االأب، واملستوى التعليمي لالأب،<br />
واملستوى التعليمي لالأم، ومكان السكن االأصلي للطالبة، والكلية، واملستوى الدراسي،<br />
واحلالة الزواجية، ومتوسط الدخل الشهري لالأرسة(.<br />
2ال . 2 توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني نظرة الطالبة<br />
جتاه بعض قضايا الزواج )الفرق بني عمر الزوج والزوجة، وفحص دم اخلاطبني،<br />
وزواج االأقارب، ووضع ترشيع يحدد العمر االأدنى للزواج، وواختيار الزوج( وجمموعة<br />
من املتغريات املستقلة )عمرها احلايل، ومكان السكن االأصلي، والكلية، واملستوى<br />
الدراسي(.<br />
3توجد . 3 فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني عدد االأطفال الذين<br />
ترغب الطالبة يف اإجنابهم وبني جمموعة املتغريات املستقلة )عمرها احلايل، وعمر<br />
االأم، وعمر االأب، واملستوى التعليمي لالأب، واملستوى التعليمي لالأم، ومكان السكن<br />
االأصلي للطالبة، والكلية، واملستوى الدراسي، واحلالة الزواجية، ومتوسط الدخل<br />
الشهري لالأرسة، وعدد االأطفال املنجبني لالأم(.
العوامل املؤثرة في العمر املثالي للزواج وعدد األطفال املرغوب في إجنابهم<br />
من وجهة نظر طالبات جامعة النجاح الوطنية<br />
د. حسني أحمد<br />
4ال . 4 توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني نظرة الطالبة جتاه<br />
اتخاذ قرارات االإجناب وبني عدد االأطفال املنجبني لالأرسة، وجمموعة من املتغريات<br />
املستقلة )عمرها احلايل، ومكان السكن االأصلي، والكلية، واملستوى الدراسي(.<br />
أهداف الدراسة:<br />
تهدف هذه الدراسة اإىل ما ياأتي:<br />
. 1التعرف اإىل العمر املثايل للزواج من وجهة نظر الطالبات<br />
2 2. التعرف اإىل اجتاهات السلوك االإجنابي للطالبات اجلامعيات باعتبارهن اأحد مصادر<br />
االإجناب يف املستقبل، وهن اأكرث فئة من االإناث تعليماً.<br />
1 اجلامعيات.<br />
أهمية الدراسة:<br />
يعود االهتمام بدراسة السلوك االإجنابي للفتيات اإىل الرغبة يف معرفة التحول يف<br />
قيمة االإجناب عند اأمهات املستقبل، وهذا االأمر سيفيد توجيه السياسة السكانية املستقبلية.<br />
ومبا اأن طالبات اجلامعة قدمن من مناطق ومستويات اقتصادية واجتماعية خمتلفة، لذلك<br />
ميكن اعتبار اجلامعة مكاناً مناسباً لهذه الدراسة.<br />
منهجية الدراسة<br />
اعتمدت الدراسة على منهج املسح االجتماعي، واستخدام االستبانة جلمع البيانات،<br />
واستخدمت كذلك النرشات االإحصائية الصادرة عن اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني.<br />
وقد استخُ دم برنامج التحليل االإحصائي للعلوم االجتماعية SPSS يف حتليل البيانات. و<br />
لغرض البحث فقد استخدمت بعض االأساليب االإحصائية الوصفية والتحليلية.<br />
الدراسات السابقة:<br />
هناك بعض الدراسات التي تناولت موضوع مستويات اخلصوبة يف االأراضي<br />
الفلسطينية واجتاهاتها والعوامل املوؤثرة فيها:<br />
بينت دراسة متاري وسكوت عام 1990م بعنوان خصوبة املراأة الفلسطينية بني الروؤية<br />
القومية والواقع االجتماعي، وجود انخفاض بسيط يف اخلصوبة لدى النساء اللواتي اأكملن اأكرث<br />
من تسع سنوات من الدراسة ستة مواليد واثنني من عرشة )6.2( لكل امراأة مقابل سبعة اأطفال<br />
)7.0 (عند غري املتعلمات )15(.وقدر Khawaja( ,Adlakha, Kinsella and 1995م(
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
معدل اخلصوبة الكلية عام 1992م بحوايل ثمانية اأطفال واأربعة من عرشة )8.4( يف<br />
قطاع غزة و خمسة اأطفال وتسعة من عرشة )5.9( يف الضفة الغربية. واأشارت الدراسة اإىل<br />
اأن اأهم العوامل املوؤثرة على اخلصوبة يف االأراضي الفلسطينية هو العمر عند الزواج االأول<br />
اإضافة اإىل العوامل الثقافية والسياسية )16(.<br />
واأظهرت دراسة منصور حول اجتاهات السلوك االإجنابي عند االأمهات والبنات يف جمتمع<br />
االإمارات العربية املتحدة عام 1997م، اأن هناك اختالفاً ُ جوهرياً يف متوسط اإجناب االأطفال<br />
بني االأمهات والبنات، حيث بلغت قيمة الفروق يف املتوسط 2.17، واأثبتت الدراسة اأن ملتغري<br />
التعليم اجلامعي وخاصة املستويات العليا اآثاراً عكسية على السلوك االإجنابي للبنات )17(.<br />
وقدرت دراسة عودة عام 1998م ملستويات اخلصوبة واجتاهاتها يف حمافظة<br />
قلقيلية، معدل املواليد اخلام يف حمافظة قلقيلية عام 1997م بحوايل 40.5 باالألف،<br />
ومعدل اخلصوبة الكلي بحوايل 7.3، وبينت اأن اأهم العوامل املوؤثرة على عدد االأطفال<br />
املنجبني للمراأة هي مدة احلياة الزوجية واملستوى التعليمي لها )18(.<br />
ويف دراسة مالول عام 2000م ملستويات اخلصوبة يف حمافظة جنني من واقع<br />
التسجيل احليوي لعام 1997م، تبني اأن معدل اخلصوبة الكلية حوايل 5.01 طفال، واأن اأهم<br />
العوامل املوؤثرة يف عدد االأطفال املنجبني للمراأة هو عمرها عند الزواج االأول، ومدة حياتها<br />
الزواجية واملستوى التعليمي لها اإضافة اإىل حالتها العملية )19(.<br />
اأما دراسة يعقوب عام 2004م وعنوانها العوامل االجتماعية واالقتصادية املوؤثرة<br />
على خصوبة املراأة يف مدينة رام اهلل، فقد اأوضحت اأن اأهم العوامل املوؤثرة على خصوبة<br />
املراأة هي: عمرها احلايل، وعمرها عند الزواج االأول، ومدة حياتها الزواجية، ومستواها<br />
التعليمي، وحالتها العملية، اإضافة اإىل مهنتها )20(.<br />
اإن ما مييز هذه الدراسة عن غريها من الدراسات هو تناولها لرشيحة الطالبات<br />
اللواتي سيصبحْ ن اأمهات املستقبل، وهن من اأكرث النساء تعلما يف املجتمع، لذلك ستحاول<br />
هذه الدراسة حتليل السلوك االإجنابي لهن.<br />
حدود الدراسة:<br />
جمعت البيانات اخلاصة بالدراسة خالل االأسبوع اخلامس من الفصل الثاين للعام<br />
اجلامعي 2006م/2007م، وقد شملت الدراسة الطالبات املسجالت فعال يف جامعة<br />
النجاح الوطنية خالل ذلك الفصل.
العوامل املؤثرة في العمر املثالي للزواج وعدد األطفال املرغوب في إجنابهم<br />
من وجهة نظر طالبات جامعة النجاح الوطنية<br />
د. حسني أحمد<br />
جمتمع الدراسة والعينة:<br />
بلغ عدد الطالب املسجلني يف جامعة النجاح الوطنية، نابلس، يف الفصل الثاين من<br />
العام اجلامعي 2006م/2007م نحو 14250 طالبا وطالبة، تشكل االإناث حوايل %50<br />
من جملة طالب اجلامعة.<br />
وقد اختريت عينة مكونة من حوايل %10 من طالبات اجلامعة، حيث وُزِّعت 720<br />
استمارة، ولكن كان عدد االستمارات املكتملة التعبئة والصاحلة التي اعتمدت يف الدراسة<br />
628 استمارة، اأي بنسبة %87، وكان هامش خطاأ العينة نحو ± %3.9. وعند اختيار العينة فقد<br />
روعي توزيع الطالبات حسب الكلية والسنة الدراسية، ومنط السكن الذي تنتمي اإليه الطالبة.<br />
خصائص العينة:<br />
بلغ متوسط عمر الطالبات اللواتي شملهن املسح 20.6 سنة، وقد تراوحت اأعمارهن<br />
من26-18 سنة. وحسب مكان السكن االأصلي، فقد كان %40.3 منهن من املدن، و %55.1<br />
من القرى، و %4.6 من املخيمات. وقد شكلت نسبة الطالبات من الكليات العلمية نحو<br />
%44.6 من حجم العينة، يف حني شكلت الطالبات من الكليات االإنسانية نحو %55.4.<br />
وقد كان %21.8 من الطالبات اللواتي شملهن املسح من مستوى السنة االأوىل، و %22 من<br />
مستوى السنة الثانية، و %22.5 من مستوى السنة الثالثة، و %33.7 من مستوى السنة<br />
الرابعة فما فوق. وحسب احلالة الزواجية فقد اأفادت %86.6 من الطالبات باأنهن عزباوات، و<br />
%8.8 اأفدن باأنهن خمطوبات، و %4.6 باأنهن متزوجات. بلغ متوسط حجم االأرسة للطالبات<br />
اللواتي شملهن املسح نحو 7.8 اأفراد. اأما متوسط عدد االأفراد العاملني يف االأرسة، فقد بلغ<br />
1.4 اأفراد. وفد بلغ متوسط دخل االأرسة الشهري نحو 2278.8 شاقال. بلغ متوسط عمر اآباء<br />
الطالبات يف العينة نحو 52.5 سنة، يف حني بلغ متوسط عمر االأمهات نحو 46.3 سنة. اأما<br />
بالنسبة للمستوى التعليمي لالآباء فتبني اأن %20.4 منهم حاصلون على موؤهل جامعي، و<br />
%7.5 على موؤهل معهد، و %72.1 حاصلون على شهادة الثانوية فاأقل. اأما االأمهات فوجد<br />
اأن %9.4 منهن حاصالت على موؤهل جامعي، و %16.2 على موؤهل معهد، و %74.4 منهن<br />
حاصالت على شهادة الثانوية فاأقل. من جهة اأخرى، فقد اأفادت %78.7 من الطالبات يف<br />
العينة اأن اآباءهن يعملون، مقابل %11.9 من الطالبات اأفدن باأن اأمهاتهن يعملن )جدول<br />
رقم 1(.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
اجلدول )1( بعض خصائص العينة<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
-<br />
<br />
<br />
<br />
-<br />
<br />
<br />
<br />
-<br />
<br />
<br />
<br />
-<br />
<br />
<br />
<br />
-<br />
<br />
<br />
<br />
-<br />
<br />
<br />
<br />
-<br />
<br />
<br />
<br />
-<br />
<br />
<br />
<br />
-<br />
<br />
<br />
<br />
-<br />
<br />
<br />
<br />
-<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
-<br />
<br />
<br />
<br />
-<br />
<br />
<br />
<br />
-<br />
<br />
<br />
<br />
-<br />
<br />
<br />
<br />
.2007<br />
0.7
العوامل املؤثرة في العمر املثالي للزواج وعدد األطفال املرغوب في إجنابهم<br />
من وجهة نظر طالبات جامعة النجاح الوطنية<br />
د. حسني أحمد<br />
العمر األمثل للزواج من وجهة نظر الطالبات:<br />
بلغ متوسط العمر عند الزواج االأول حسب بيانات اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني<br />
عام 2005 م يف االأراضي الفلسطينية نحو 24.7 سنة للذكور، و 19.4 سنة لالإناث. ولكن<br />
هذا املتوسط تفاوت ما بني 25.2 سنة للذكور، و 19.6 سنة لالإناث يف الضفة الغربية اإىل<br />
24.1 سنة للذكور و 19.1 سنة لالإناث يف قطاع غزة )21(.<br />
بلغ متوسط العمر االأمثل لزواج البنت من وجهة نظر طالبات اجلامعة نحو 22.1 سنة،<br />
وقد تراوح العمر ما بني 30-18 سنة، وهذا املتوسط اأعلى من متوسط العمر عند الزواج<br />
لالإناث يف الضفة الغربية الذي بلغ عام 2001م نحو 19.1 سنة، ولكنه اأقل من متوسط<br />
العمر لالإناث احلاصالت على موؤهل بكالوريوس فاأعلى نحو 23.9 سنة )22(. يتضح من<br />
ذلك اأن الطالبات يرغنب يف الزواج مع انتهاء دراستهن اجلامعية، فمن املعروف اأن غالبية<br />
الطالبات يكملن دراستهن اجلامعية عند بلوغهن 22 سنة، حيث اإن معظم الطالبات يكملن<br />
املرحلة الثانوية عند بلوغهن 18 سنة، ومرحلة البكالوريوس تنهيها الطالبة يف اأربع<br />
سنوات تقريبا. وهذا يدل على ما للزواج من اأثر على حياة الفتاة ومستقبلها، فعلى الرغم<br />
من حتصيلها اجلامعي، فاإنها تنظر اإىل الزواج باعتباره عامالً لالستقرار وتكوين االأرسة،<br />
وتتخلص من العادات والتقاليد، وخاصة نظرة املجتمع لها باأنها عانس وكربت يف العمر،<br />
على الرغم من اأنها قضت هذه السنوات على مقاعد الدراسة. ومن هذا يتضح اأيضا اأن الفتاة<br />
تفكر يف الزواج قبل تفكريها بالعمل، وذلك على اعتبار اأن الزوج هو املسئول عن االأرسة<br />
وتكاليف الزواج واالإنفاق على االأرسة مستقبال.<br />
وقد تفاوتت نظرة الطالبات نحو العمر عند الزواج حسب خصائصها الدميوغرافية<br />
وخلفيتها االجتماعية.<br />
عمر الطالبة:<br />
اإن للعمر احلايل تاأثرياً على النظرة للعمر املثايل عند الزواج، فالفتاة الصغرية تنظر<br />
اإىل اأن العمر ما زال اأمامها، واأن لديها الوقت لتكون قادرة على اختيار الزوج املناسب،<br />
يف حني اأنه كلما تقدم بها العمر ، كلما راأت اأن فرص اختيارها للشخص املناسب تقل.<br />
فعند اختبار الفرضية الصفرية التي تقول: ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى<br />
املعنوية 0.05 بني العمر الذي تراه الطالبة مناسبا للزواج وبني عمرها احلايل. فقد رفضت<br />
الفرضية الصفرية، وقبلت الفرضية البديلة التي تقول: توجد فروق ذات داللة اإحصائية على<br />
مستوى املعنوية 0.05 بني العمر الذي تراه الطالبة مناسبا للزواج وبني عمرها احلايل، حيث
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
كانت قيمة مربع كاي املحسوبة اأكرب من قيمة مربع كاي املجدولة )اجلدول 2(، فقد ارتفع<br />
العمر الذي اعترب مثاليا للزواج من 22.1 للطالبات اللواتي اأعمارهن اأقل من 20 سنة، اإىل<br />
22.7 سنة للطالبات اللواتي اأعمارهن 23 سنة فاأكرث، وهذا يدل على اأن الفتاة كلما كربت<br />
يف العمر، كلما حاولت اأن ترتفع بالعمر املثايل للزواج، وذلك حتى ترضي نفسها، ولكننا<br />
جند هنا اأن الطالبات اللواتي اأعمارهن 23 سنة فاأكرث ،اأعطني اأعمارا مثالية للزواج اأقل من<br />
اأعمارهن، مما يدل على اأن اأولئك الطالبات اعتربن اأن قطار الزواج قد فاتهن، اإال اأن الفجوة مل<br />
تكن كبرية، وذلك على اعتبار اأنهن ما زلن على مقاعد الدراسة، من جهة اأخرى، جند اأن اأولئك<br />
الطالبات -وحسب ما اأفدن به حول العمر املثايل للزواج- قد يقدمن على الزواج قبل اإنهاء<br />
دراستهن اجلامعية.<br />
عمر األب:<br />
بلغ متوسط عمر اآباء الطالبات اللواتي شملهن املسح 52.5 سنة، وقد تفاوتت اأعمار<br />
االآباء ما بني 90-38 سنة )اجلدول 1(، وقد تفاوت متوسط العمر عند الزواج االأول لالآباء<br />
حسب العمر احلايل لهم، حسب املسح امليداين 2007، حيث ارتفع متوسط العمر عند الزواج<br />
االأول لالآباء من 23.6 سنة لالآباء الذين اأعمارهم احلالية اأقل من 50 سنة، اإىل 25.8 سنة<br />
لالآباء الذين اأعمارهم احلالية 50 سنة فاأكرث.<br />
وعند اختبار الفرضية الصفرية التي تقول: ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على<br />
مستوى املعنوية 0.05 بني العمر الذي تراه الطالبة مناسبا للزواج وبني عمر والدها.<br />
فقد رفضت الفرضية الصفرية، وقبلت الفرضية البديلة التي تقول: توجد فروق ذات داللة<br />
اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني العمر الذي تراه الطالبة مناسبا للزواج وبني<br />
عمر والدها، حيث كانت قيمة مربع كاي املحسوبة اأكرب من قيمة مربع كاي املجدولة<br />
)جدول رقم 2(، حيث تفاوت متوسط العمر الذي تراه الطالبة مثاليا للزواج من 23.4 سنة<br />
للطالبات اللواتي اأعمار اآبائهن اأقل من 40 سنة، اإىل 21.8 للطالبات اللواتي اأعمار اآبائهن<br />
49-40 سنة، و 22.4 سنة للطالبات اللواتي اأعمار اآبائهن 59-50 سنة، و 21.9 سنة<br />
للطالبات اللواتي اأعمار اآبائهن 60 سنة فاأكرث. من جهة اأخرى، بلغ معامل ارتباط بريسون<br />
-0.03 وعلى الرغم من اأن العالقة سلبية، فاإن قيمة معامل االرتباط صغرية جدا، وغري<br />
دالة اإحصائيا على مستوى املعنوية 0.05. مما سبق جند اأنه ال يوجد منط حمدد لتقرير<br />
العمر االأمثل للزواج حسب عمر االأب، واإنْ كان هناك اختالف يف تقرير هذا العمر حسب<br />
الفئة العمرية لالأب.
العوامل املؤثرة في العمر املثالي للزواج وعدد األطفال املرغوب في إجنابهم<br />
من وجهة نظر طالبات جامعة النجاح الوطنية<br />
د. حسني أحمد<br />
عمر األم:<br />
بلغ متوسط عمر اأمهات الطالبات اللواتي شملهن املسح 46.3 سنة، وقد تفاوتت اأعمار<br />
االأمهات ما بني 67-37 سنة )اجلدول : 1(، وقد تركزت معظم اأعمار اأمهات الطالبات )%84.6(<br />
ما بني 49-40 سنة، وقد تفاوت متوسط العمر عند الزواج االأول لالأمهات حسب العمر احلايل لهن<br />
حسب املسح امليداين 2007، حيث ارتفع متوسط العمر عند الزواج االأول لالأمهات من 17.6 سنة<br />
لالأمهات اللواتي اأعمارهن احلالية اأقل من 40 سنة، اإىل 19.8 سنة لالأمهات اللواتي اأعمارهم<br />
احلالية 59-40 سنة، و 19.1 لالأمهات اللواتي اأعمارهن احلالية 60 سنة فاأكرث.<br />
اجلدول )2(<br />
العالقة بني العمر الذي اعترب مثاليا للزواج من قبل الطالبات<br />
وبعض اخلصائص ألفراد العينة<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
*<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
*<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
*<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
*<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
*<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
*<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
*<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
*<br />
<br />
<br />
.2007<br />
0.05
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
وعند اختبار الفرضية الصفرية التي تقول: ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على<br />
مستوى املعنوية 0.05 بني العمر الذي تراه الطالبة مناسبا للزواج وبني عمر والدتها.<br />
فقد رفضت الفرضية الصفرية، وقبلت الفرضية البديلة التي تقول توجد فروق ذات داللة<br />
اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني العمر الذي تراه الطالبة مناسبا للزواج وبني<br />
عمر والدتها، حيث كانت قيمة مربع كاي املحسوبة اأكرب من قيمة مربع كاي املجدولة<br />
)اجلدول : 2(، حيث تفاوت متوسط العمر الذي تراه الطالبة مثاليا للزواج من 22.1 سنة<br />
للطالبات اللواتي اأعمار اأمهاتهن اأقل من 40 سنة، اإىل 22.2 للطالبات اللواتي اأعمار<br />
اأمهاتهن 49-40 سنة، و 21.9 سنة للطالبات اللواتي اأعمار اأمهاتهن 59-50 سنة،<br />
و22.3 سنة للطالبات اللواتي اأعمار اأمهاتهن 60 سنة فاأكرث. من جهة اأخرى، بلغ معامل<br />
ارتباط بريسون –0.02 وعلى الرغم من اأن العالقة سلبية، فاإن قيمة معامل االرتباط<br />
صغرية جدا، وغري دالة اإحصائيا على مستوى املعنوية 0.05، مما سبق جند اأنه ال يوجد<br />
منط حمدد لتقرير العمر االأمثل للزواج حسب عمر االأم، واإن كان هناك اختالف يف تقرير هذا<br />
العمر حسب الفئة العمرية لالأم.<br />
املستوى التعليمي لألب:<br />
للتعليم اأثر كبري يف خمتلف املجاالت االجتماعية واالقتصادية حلياة االإنسان، فهو<br />
يشكل لديه الوعي، ورمبا تختلف نظرته جتاه بعض القضايا باختالف درجة حتصيله<br />
العلمي، وهذا ينطبق اأيضا على تاأثري التعليم على العمر عند الزواج، فقد اأشارت بيانات<br />
اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني، اأنه كلما ارتفع مستوى تعليم الزوج، كلما ارتفع<br />
العمر عند الزواج االأول له، فقد بلغ متوسط العمر عند الزواج االأول يف العام 2001م يف<br />
االأراضي الفلسطينية بني الذكور احلاصلني على موؤهل علمي ابتدائي فما دون 22.2 سنة،<br />
و 24.0 سنة للحاصلني على موؤهل ثانوي، و 26.9 سنة للحاصلني على موؤهل بكالوريوس<br />
فاأعلى )23(. اأما حسب بيانات مسح 2007م فقد تفاوت متوسط العمر عند الزواج الآباء<br />
الطالبات اللواتي شملهن املسح من 23.9 سنة للحاصلني على موؤهل ابتدائي، و 25.7 سنة<br />
للحاصلني على موؤهل ثانوي، و 24.9 سنة للحاصلني على موؤهل جامعي.<br />
وعند اختبار الفرضية الصفرية التي تقول: ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على<br />
مستوى املعنوية 0.05 بني العمر الذي تراه الطالبة مناسبا للزواج وبني املستوى التعليمي<br />
لوالدها. فقد رفضت الفرضية الصفرية، وقبلت الفرضية البديلة التي تقول: توجد فروق ذات
العوامل املؤثرة في العمر املثالي للزواج وعدد األطفال املرغوب في إجنابهم<br />
من وجهة نظر طالبات جامعة النجاح الوطنية<br />
د. حسني أحمد<br />
داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني العمر الذي تراه الطالبة مناسبا للزواج<br />
وبني املستوى التعليمي لوالدها، حيث كانت قيمة مربع كاي املحسوبة اأكرب من قيمة مربع<br />
كاي املجدولة )جدول رقم 2(، حيث تفاوت متوسط العمر الذي تراه الطالبة مثاليا للزواج<br />
من 22.0 سنة للطالبات اللواتي مستوى تعليم اآبائهن ابتدائي فاأقل، و 22.2 للطالبات<br />
اللواتي مستوى تعليم اآبائهن ثانوي، و 22.2 سنة للطالبات اللواتي مستوى تعليم اآبائهن<br />
جامعي.<br />
املستوى التعليمي لألم:<br />
اأشارت بيانات اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني، اإىل اأن متوسط العمر عند الزواج<br />
االأول ارتفع بني االإناث، كلما ارتفع املستوى التعليم لهن، كما هو احلال عند الذكور، فقد<br />
بلغ متوسط العمر عند الزواج االأول يف العام 2001 يف االأراضي الفلسطينية بني االإناث<br />
احلاصالت على موؤهل علمي ابتدائي فما دون 16.9 سنة، و 19.8 سنة للحاصالت على<br />
موؤهل ثانوي، و 23.9 سنة للحاصالت على موؤهل بكالوريوس فاأعلى )24(. اأما حسب<br />
بيانات مسح 2007 فقد تفاوت متوسط العمر عند الزواج االأول الأمهات الطالبات اللواتي<br />
شملهن املسح من 18.7 سنة لالأمهات احلاصالت على موؤهل ابتدائي، اإىل 19.5 سنة<br />
للحاصالت على موؤهل ثانوي، و 22.0 سنة للحاصالت على موؤهل جامعي.<br />
وعند اختبار الفرضية الصفرية التي تقول: ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على<br />
مستوى املعنوية 0.05 بني العمر الذي تراه الطالبة مناسبا للزواج وبني املستوى التعليمي<br />
لوالدتها. فقد رفضت الفرضية الصفرية، وقبلت الفرضية البديلة التي تقول: توجد فروق ذات<br />
داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني العمر الذي تراه الطالبة مناسبا للزواج<br />
وبني املستوى التعليمي لوالدتها، حيث كانت قيمة مربع كاي املحسوبة اأكرب من قيمة<br />
مربع كاي املجدولة )جدول رقم 2(، حيث تفاوت متوسط العمر الذي تراه الطالبة مثاليا<br />
للزواج من 22.2 سنة للطالبات اللواتي مستوى تعليم اأمهاتهن ابتدائي فاأقل، و 22.1<br />
للطالبات اللواتي مستوى تعليم اأمهاتهن ثانوي، و 22.5 سنة للطالبات اللواتي مستوى<br />
تعليم اأمهاتهن جامعي.<br />
مكان السكن األصلي للطالبة:<br />
يكاد ال يوجد فرق يذكر بني العمر الذي اعترب مثاليا للزواج حسب املنطقة التي وفدت<br />
منها الطالبة، فقد بلغ هذا املتوسط 22.0 سنة لالإناث اللواتي اأفدن باأنهن من قرى اأو مدن،
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
مقابل 22.5 سنة لالإناث اللواتي اأفدن باأنهن من خميمات، حيث اإن نسبة االإناث اللواتي اأفدن<br />
باأنهن من خميمات بلغت نحو %4.6 من حجم العينة، وهي تقريبا النسبة نفسها للطالبات<br />
اللواتي من املخيمات يف اجلامعة. ولذلك مل يكن لعينتهن اأثر يذكر يف النمط العام الذي اأفادت<br />
به بقية الطالبات اللواتي وفدن من القرى اأو املدن. ولذلك فعند اختبار الفرضية الصفرية التي<br />
تقول: ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني العمر الذي تراه<br />
الطالبة مناسبا للزواج وبني مكان السكن االأصلي للطالبة. فقد قبلت الفرضية الصفرية، حيث<br />
كانت قيمة مربع كاي املجدولة اأكرب من قيمة مربع كاي املحسوبة )اجلدول 2(.<br />
الكلية:<br />
تضم جامعة النجاح الوطنية 18 كلية، ولغرض الدراسة قسمت كليات اجلامعة قسمني<br />
رئيسني هما: الكليات العلمية والكليات االإنسانية.<br />
تفاوتت النظرة حول العمر املثايل للزواج بني طالبات الكليات العلمية والكليات<br />
االإنسانية، فبينما كان العمر املثايل للزواج لطالبات الكليات العلمية 22.5 سنة، كان<br />
21.9سنة لطالبات الكليات االإنسانية. ورمبا يكون السبب يف ارتفاع العمر املثايل لطالبات<br />
الكليات العلمية هو عدد السنوات الالزمة للتخرج منها، فغالبية هذه الكليات بحاجة على<br />
االأقل اإىل 5 سنوات، وبذلك يكون عمر الطالبة عند التخرج حوايل 23 سنة، ولذلك جاءت<br />
وجهات نظر الطالبات متطابقة - تقريباً- مع اأعمارهن عند التخرج، مبعنى اأنهن يرغنب<br />
يف الزواج فور تخرجهن، وهذا يعود للعادات والتقاليد السائدة يف املجتمع.<br />
ولذلك، فعند اختبار الفرضية الصفرية التي تقول: ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية<br />
على مستوى املعنوية 0.05 بني العمر الذي تراه الطالبة مناسبا للزواج وبني الكلية التي<br />
تدرس فيها. فقد رفضت الفرضية الصفرية، وقبلت الفرضية البديلة التي تقول: توجد فروق<br />
ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني العمر الذي تراه الطالبة مناسبا<br />
للزواج، وبني الكلية التي تدرس فيها، حيث كانت قيمة مربع كاي املحسوبة اأكرب من قيمة<br />
مربع كاي املجدولة )اجلدول 2(.<br />
املستوى الدراسي:<br />
كان للمستوى الدراسي للطالبة تاأثري على تفضيلها للعمر املثايل للزواج، حيث اإن<br />
املستوى الدراسي عادة ما يرتبط طرديا بعمر الطالبة، فمثال ارتفع العمر املثايل للزواج من<br />
21.9 للطالبات يف مستوى السنة االأوىل، اإىل 23.7 للطالبات يف مستوى السنة اخلامسة فاأعلى.<br />
حيث اإن الفتاة –عادة- ترغب يف اأن يكون العمر املثايل للزواج مقاربا لعمرها عند التخرج.
العوامل املؤثرة في العمر املثالي للزواج وعدد األطفال املرغوب في إجنابهم<br />
من وجهة نظر طالبات جامعة النجاح الوطنية<br />
د. حسني أحمد<br />
ولذلك، فعند اختبار الفرضية الصفرية التي تقول: ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية<br />
على مستوى املعنوية 0.05 بني العمر الذي تراه الطالبة مناسبا للزواج، وبني املستوى<br />
الدراسي للطالبة. فقد رفضت الفرضية الصفرية، وقبول الفرضية البديلة التي تقول توجد<br />
فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني العمر الذي تراه الطالبة مناسبا<br />
للزواج واملستوى الدراسي للطالبة، حيث كانت قيمة مربع كاي املحسوبة اأكرب من قيمة<br />
مربع كاي املجدولة )جدول رقم 2(.<br />
احلالة الزواجية:<br />
مل تكن هناك فروق تذكر يف العمر الذي اعترب مثاليا للزواج حسب احلالة االجتماعية<br />
للطالبة، فقد كان متوسط هذا العمر 22.2 سنة للطالبات العزباوات، و 21.9 للطالبات<br />
املخطوبات، و 21.0 سنة للطالبات املتزوجات. ومن املالحظ هنا، اأن الطالبات املتزوجات<br />
فضلن عمرا اأقل من غريهن، وذلك يدل على اأنهن راضيات بزواجهن باالأعمار التي تزوجن<br />
بها، على الرغم من وجودهن على مقاعد الدراسة.<br />
وعند اختبار الفرضية الصفرية التي تقول: ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على<br />
مستوى املعنوية 0.05 بني العمر الذي تراه الطالبة مناسبا للزواج وبني احلالة الزواجية<br />
للطالبة. فقد قبلت الفرضية الصفرية، حيث كانت قيمة مربع كاي املجدولة اأكرب من قيمة<br />
مربع كاي املحسوبة )اجلدول: 2(. وذلك الأن نسبة الطالبات املتزوجات واملخطوبات اأقل<br />
من نسبة املتزوجات بكثري، وعليه فلم تظهر فروق واضحة يف هذا املجال.<br />
متوسط الدخل الشهري لألسرة:<br />
لدخل االأرسة تاأثري كبري على مستواها االقتصادي واالجتماعي يف املجتمع، فهو<br />
اأهم املوؤرشات لقدرة االأرسة على رشاء حاجياتها ومتطلباتها وتعليم اأبنائها، وغريها من<br />
االأمور احلياتية، ولذلك فاإن لتفاوت الدخل بني االأرس دوراً مهماً يف نظرة اأفراد تلك االأرس<br />
جتاه بعض القضايا االجتماعية واالقتصادية. فعند اختبار الفرضية الصفرية التي تقول:<br />
ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني العمر الذي تراه الطالبة<br />
مناسبا للزواج، وبني متوسط الدخل الشهري الأرسة الطالبة. فقد رفضت الفرضية الصفرية،<br />
وقبلت الفرضية البديلة التي تقول: توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية<br />
0.05 بني العمر الذي تراه الطالبة مناسبا للزواج، وبني ومتوسط الدخل الشهري الأرسة<br />
الطالبة، حيث كانت قيمة مربع كاي املحسوبة اأكرب من قيمة مربع كاي املجدولة )اجلدول:
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
2(. وحيث تفاوت متوسط العمر الذي تراه الطالبة مثاليا للزواج من 22.0 سنة للطالبات<br />
اللواتي متوسط دخل اأرسهن اأقل من 3000 شاقل ، اإىل 23.4 سنة للطالبات اللواتي<br />
متوسط دخل اأرسهن 3000 شاقل فاأكرث. وهذا يشري اإىل اأنه كلما ارتفع دخل االأرسة، كلما<br />
ارتفع العمر الذي تراه الفتاة مناسبا لزواجها، وذلك ناجت عن تباين الظروف االقتصادية<br />
واالجتماعية التي تعيشها تلك االأرس.<br />
نظرة الطالبات جتاه بعض قضايا الزواج:<br />
اشتملت استمارة املسح على بعض االأسئلة املتعلقة بقضايا الزواج من اأجل اأخذ راأي<br />
الطالبات فيها، الأنها تقيس مقدار وعيها وقرارها يف اختيار رشيك حياتها، وبعض االأمور<br />
الصحية واالجتماعية املتعلقة بالزواج.<br />
الفرق بني عمر الزوج والزوجة:<br />
اأفادت %72.6 من الطالبات اللواتي شملهن املسح باأنهن يفضلن اأن يكون عمر<br />
اأزواجهن اأكرب من اأعمارهن، وهذا هو النمط الشائع يف معظم املجتمعات الرشقية، فالزوج<br />
هو املسئول عن تكوين االأرسة واالإنفاق عليها، ولذلك عليه قضاء فرتة اأطول يف العزوبية<br />
من اأجل اأن بصبح قادرا على تكوين هذه االأرسة، وهذا يتضح اأيضا من خالل مقارنتنا<br />
ملتوسط عمر الزواج االأول بني الذكور واالإناث يف الضفة الغربية حيث تفاوت من 19.6<br />
سنة لالإناث اإىل 25.2 سنة للذكور)25(. وباملقابل جند اأن %24.2 من الطالبات رغنب يف<br />
اأن يكون عُ مرا الزوج والزوجة متساويني، يف حني اأن %3.2 منهن فقط اأفدن باأنهن يرغنب<br />
يف اأن يكون عمر الزوجة اأكرب من عمر الزوج.<br />
فحص دم اخلاطبني:<br />
اأفادت %86 من الطالبات اللواتي شملهن املسح باأن فحص الدم للخاطبني قبل الزواج<br />
رضوري، وذلك الكتشاف االأمراض الوراثية، وهذا يدل على مقدار الوعي لدى الطالبات يف<br />
هذا املجال. علما باأنه يطلب يف الضفة الغربية رضورة اإجراء فحص الدم لدى االأشخاص<br />
املقبلني على الزواج قبل عقد القران، ملعرفة ما اإذا كانوا حاملني ملرض التالسيميا فقط.<br />
زواج األقارب:<br />
قالت %75.6 من الطالبات باأنهن يفضلن زواج االأقارب، وهذا دليل على مدى تفضيل<br />
هذا النمط من الزواج داخل املجتمع الفلسطيني على الرغم من االأمراض الوراثية التي<br />
ميكن اأن تتنقل من جراء هذا الزواج، ومع اأن غالبية الطالبات اللواتي شملهن املسح طالنب
العوامل املؤثرة في العمر املثالي للزواج وعدد األطفال املرغوب في إجنابهم<br />
من وجهة نظر طالبات جامعة النجاح الوطنية<br />
د. حسني أحمد<br />
برضورة اإجراء الفحص الطبي قبل الزواج، فاإن العادات والتقاليد ودور العائلة ما زال<br />
موجودا يف املجتمع الفلسطيني.<br />
وضع تشريع حيدد العمر األدنى للزواج:<br />
وافقت %82.5 من الطالبات اللواتي شملهن املسح على رضورة وضع ترشيع واضح<br />
يحدد عمرا اأدنى للزواج عند الفتيات. هذه النسبة املرتفعة جاءت بسبب وعي الطالبات<br />
ملخاطر الزواج املبكر.<br />
اختيار الزوج:<br />
اأفادت %24.8 فقط من الطالبات اللواتي شملهن املسح باأنهن يستطعن اأن يرفضن<br />
الزواج، اإذا مل يقتنعن بالشاب املتقدم لزواجهن، على الرغم من موافقة اأهلهن عليه، يف حني<br />
جند اأن %68.6 اأفدن اأنهن ال يستطعن ذلك. من هذا يتضح دور العادات والتقاليد يف جمال<br />
الزواج، ودور االأهل يف اختيار زوج مناسب البنتهم، على اعتبار اأنهم اأكرث خربة ودراية يف<br />
مثل هذه االأمور.<br />
أثر بعض املتغريات يف نظرة الطالبات جتاه بعض قضايا الزواج:<br />
عند اختبار الفرضية الصفرية التي تقول: ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على<br />
مستوى املعنوية 0.05 بني نظرة الطالبة جتاه بعض قضايا الزواج )الفرق بني عمر الزوج<br />
والزوجة، وفحص دم اخلاطبني، وزواج االأقارب، ووضع ترشيع يحدد العمر االأدنى للزواج،<br />
واختيار الزوج(، وبني جمموعة من املتغريات املستقلة للطالبة )العمر، ومكان السكن<br />
االأصلي، والكلية، واملستوى الدراسي(. فقد قُ بلت الفرضية الصفرية، حيث كانت قيمة مربع<br />
كاي املجدولة اأكرب من قيمة مربع كاي املحسوبة يف جميع هذه الفرضيات )جدول:3(.<br />
<br />
<br />
<br />
اجلدول )3(<br />
أثر بعض املتغريات يف نظرة الطالبات جتاه بعض قضايا الزواج
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.2007<br />
0.05<br />
اإن عدم وجود فروق يف نظرة الطالبات نحو هذه القضايا يعود اإىل التشابه الكبري<br />
للطالبات يف العمر، حيث اإنهن من الفئة العمرية نفسها، وكذلك نظرتهن اإىل مثل هذه االأمور<br />
ال تختلف كثريا بسبب كونهن يدرسن يف اجلامعة، ولهن املستوى الثقايف نفسها تقريبا،<br />
لذلك مل تظهر اأية فروق واضحة يف نظرتهن جتاه القضايا التي سبق طرحها.
العوامل املؤثرة في العمر املثالي للزواج وعدد األطفال املرغوب في إجنابهم<br />
من وجهة نظر طالبات جامعة النجاح الوطنية<br />
د. حسني أحمد<br />
عدد األطفال املرغوب يف إجنابهم من قبل الطالبات:<br />
بلغ متوسط عدد االأطفال الذين سبق اإجنابهم لكل امراأة يف االأراضي الفلسطينية حسب<br />
بيانات اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني نحو اأربعة اأطفال وخمسة من عرشة )4.5(<br />
خالل الفرتة 2004-2000، وقد تفاوتت مستويات اخلصوبة يف االأراضي الفلسطينية<br />
حسب مستوى التحصيل العلمي للمراأة ، حيث بلغت معدالت اخلصوبة الكلية بني النساء<br />
اللواتي موؤهلهن اأقل من الثانوية العامة، حسب بيانات املسح الصحي الدميوغرايف 2004م<br />
الذي اأجراه اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني، حوايل اأربعة مواليد وثمانية من عرشة<br />
)4.8(، يف حني بلغ نحو اأربعة مواليد وستة من عرشة )4.6( بني النساء اللواتي موؤهلهن<br />
اأعلى من التعليم الثانوي )26(.<br />
وتشري بيانات املسح الصحي الدميوغرايف 2004م الذي اأجراه اجلهاز املركزي<br />
لالإحصاء الفلسطيني اأيضا اإىل اأن %1.8 من النساء املبحوثات اأرشن اإىل اأنهن يعتقدن باأن<br />
احلجم املثايل لالأرسة يقل عن طفلني، واأن %8.0 اأرشن اإىل اأن حجم االأرسة املثايل هو<br />
طفالن )مستوى االإحالل(، فيما اأشارت %4.8 منهن اإىل اأن حجم االأرسة املثايل هو ثالثة<br />
اأطفال، واأن %38.7 اأرشن اإىل اأن حجم االأرسة املثايل هو 4 اأطفال، بينما اأشارت %30.8<br />
منهن اإىل اأن احلجم املثايل لالأرسة هو خمسة اأطفال فاأكرث. اأما حسب املوؤهل العلمي فقد<br />
انخفض عدد االأطفال الباقني على قيد احلياة من خمسة اأطفال واثنني وتسعني من مائة<br />
)5.92( للنساء االأميات، و اأربعة اأطفال وثمانية وتسعني من مائة )4.98( للنساء اللواتي<br />
حتصيلهن االبتدائي اإىل طفلني وثمانية وثالثني من مائة )2.38( للنساء اللواتي حصلن<br />
على بكالوريوس فاأعلى. اأما العدد املثايل لالأطفال التي ترغب املراأة يف اإجنابهم، فقد<br />
انخفض من اأربعة اأطفال وثالثة وخمسني من مائة )4.53( للنساء االأميات، و اأربعة اأطفال<br />
وثالثة واأربعني من مائة )4.43( للنساء اللواتي حتصيلهن االبتدائي اإىل ثالثة اأطفال وثالثة<br />
وتسعني من املائة )3.93( للنساء اللواتي حصلن على بكالوريوس فاأعلى)27(. اإن متوسط<br />
عدد االأطفال املثايل للجامعيات هنا اأعلى من املتوسط للنساء ذوات املستوى التعليمي<br />
املتدين، ويعود ذلك لوجود عدد كاف من االأبناء الباقني على قيد احلياة لدى النساء ذوات<br />
املستوى التعليمي املتدين.<br />
اأما حسب نتائج املسح امليداين عام 2007م، فقد بلغ متوسط عدد االأطفال املنجبني<br />
الأمهات الطالبات اللواتي شملهن املسح نحو خمسة اأطفال وثالثة من عرشة )5.3(. يف حني<br />
كان عدد االأطفال املثايل واملرغوب يف اإجنابهم لدى الطالبات اأنفسهن نحو اأربعة اأطفال<br />
وثالثة من عرشة )4.3(. وهذا يشري اإىل اأن هناك انخفاضاً يف متوسط عدد االأطفال الذين
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
ستنجبهم املراأة يف الضفة الغربية، ولكن لو علمنا اأن اأولئك الطالبات هن من مستويات<br />
تعليمية عالية عند اإنهائهن لدراستهن اجلامعية، واأن مستواهن التعليمي سريتفع يف االأغلب<br />
عن املستوى التعليمي الأمهاتهن، لوجدنا اأنه سيحصل العكس مبعنى اأنه سيحصل هناك<br />
ارتفاع يف مستويات اخلصوبة، هذا اإذا علمنا باأن متوسط عدد االأطفال املثايل للنساء<br />
احلاصالت على بكالوريوس فاأعلى هو 3.93 حسب بيانات املسح الصحي الدميوغرايف<br />
عام 2004م ، الذي اأجراه اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني.<br />
اإن متوسط عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم قد تفاوت عند الطالبات اللواتي شملهن<br />
املسح تبعا خلصائصهن وخلفياتهن الدميوغرافية واالقتصادية واالجتماعية.<br />
عمر الطالبة:<br />
تفاوت عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم لدى الطالبات اللواتي شملهن املسح، حيث<br />
كان متوسط عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم اأربعة اأطفال وثالثة من عرشة )4.3 )<br />
للطالبات اللواتي اأعمارهن اأقل من 20 سنة، و 4.2 للطالبات اللواتي اأعمارهن ما بني<br />
22-20 سنة، واإىل اأربعة اأطفال وستة من عرشة ( 4.6( للطالبات اللواتي اأعمارهن 23<br />
سنة فاأكرث. وعند اختبار الفرضية الصفرية التي تقول: ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية<br />
على مستوى املعنوية 0.05 بني عدد االأطفال الذين ترغب الطالبة يف اإجنابهم وبني عمرها<br />
احلايل. فقد رفضت الفرضية الصفرية، وقُ بلت الفرضية البديلة التي تقول: توجد فروق<br />
ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني عدد االأطفال الذين ترغب الطالبة<br />
يف اإجنابهم وبني عمرها احلايل، حيث كانت قيمة مربع كاي املحسوبة اأكرب من قيمة مربع<br />
كاي املجدولة )اجلدول: 4(.<br />
عمر األم:<br />
ارتفع عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم لدى الطالبات مع تقدم عمر االأم، حيث بلغ<br />
متوسط عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم للطالبات اللواتي اأعمار اأمهاتهن اأقل من 50 سنة<br />
نحو اأربعة اأطفال وواحد من عرشة )4.1 (، واأربعة اأطفال وسبعة من عرشة) 4.7 (للطالبات<br />
اللواتي اأعمار اأمهاتهن 59-50 سنة، واإىل اأربعة اأطفال وثمانية من عرشة)4.8( للطالبات<br />
اللواتي اأعمار اأمهاتهن 60 سنة فاأكرث. وعند اختبار الفرضية الصفرية التي تقول: ال توجد<br />
فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني عدد االأطفال الذين ترغب<br />
الطالبة يف اإجنابهم وبني والدتها. فقد رفُ ضت الفرضية الصفرية، وقُ بلت الفرضية البديلة<br />
التي تقول: توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني عدد االأطفال
العوامل املؤثرة في العمر املثالي للزواج وعدد األطفال املرغوب في إجنابهم<br />
من وجهة نظر طالبات جامعة النجاح الوطنية<br />
د. حسني أحمد<br />
<br />
الذين ترغب الطالبة يف اإجنابهم وعمر والدتها، حيث كانت قيمة مربع كاي املحسوبة اأكرب<br />
من قيمة مربع كاي املجدولة )اجلدول: 4(. وقد يكون سبب التفاوت هنا تاأثر البنت بوالدتها<br />
وبسلوكها االإجنابي، وقد يكون للعادات والتقاليد اأيضا دور كبري يف هذا املجال، وطبيعة<br />
العالقة بني الفتاة ووالدتها داخل االأرسة، ومقدار تاأثري االأم على ابنتها. فمن املعروف اأنه<br />
كلما زاد عمر االأم، كلما ارتفع عدد االأطفال املنجبني لها، فحسب بيانات املسح الصحي<br />
الدميوغرايف عام 2004م ارتفع متوسط عدد االأطفال املنجبني للنساء اللواتي سبق لهن<br />
الزواج يف الضفة الغربية من 0.8 طفالً للنساء اللواتي اأعمارهن 19-15 سنة، وطفل واحد<br />
وثمانية من عرشة )1.8( للنساء اللواتي اأعمارهن 24-20 سنة، ثم اإىل 7.1 للنساء اللواتي<br />
اأعمارهن 54-50 سنة )28(.<br />
اجلدول )4(<br />
العالقة بني عدد األطفال املرغوب يف إجنابهم من قبل الطالبات<br />
وبعض اخلصائص ألفراد العينة<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
*<br />
*<br />
*<br />
*<br />
*<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
*<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
*<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
*<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.2007<br />
0.05
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
عمر األب:<br />
كما هو احلال بالنسبة لعمر االأم، فقد ارتفع متوسط عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم<br />
للطالبة مع تقدم والديْها يف العمر. من اأربعة اأطفال وواحد من عرشة )4.1( للطالبات<br />
اللواتي اأعمار اآبائهن اأقل من 50 سنة، اإىل اأربعة اأطفال وثالثة من عرشة )4.3(للطالبات<br />
اللواتي اأعمار اآبائهن يرتاوح ما بني 69-50 سنة، واإىل خمسة اأطفال وخمسة من عرشة<br />
للطالبات )5.5( اللواتي اأعمار اآبائهن 70 سنة فاأكرث. وعند اختبار الفرضية الصفرية التي<br />
تقول: ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني عدد االأطفال<br />
الذين ترغب الطالبة يف اإجنابهم وبني عمر والدها. فقد رفضت الفرضية الصفرية، وقبلت<br />
الفرضية البديلة التي تقول: توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05<br />
بني عدد االأطفال الذين ترغب الطالبة يف اإجنابهم وبني عمر والدها، حيث كانت قيمة مربع<br />
كاي املحسوبة اأكرب من قيمة مربع كاي املجدولة )اجلدول: 4(.<br />
املستوى التعليمي لألب:<br />
لتعليم الوالدين تاأثري واضح على اأبنائهم، وخاصة يف طريقة تربيتهم، ورمبا يكون له<br />
تاأثري يف اختيار مستقبلهم واالأمور املتصلة به من حيث اختيار املهنة والزواج واالإجناب<br />
وغريها. فعند اختبار الفرضية الصفرية التي تقول: ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على<br />
مستوى املعنوية 0.05 بني عدد االأطفال الذين ترغب الطالبة يف اإجنابهم، وبني املستوى<br />
التعليمي لوالدها. فقد رفضت الفرضية الصفرية، وقبلت الفرضية البديلة التي تقول توجد<br />
فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني عدد االأطفال الذين ترغب الطالبة<br />
يف اإجنابهم، وبني املستوى التعليمي لوالدها، حيث كانت قيمة مربع كاي املحسوبة اأكرب<br />
من قيمة مربع كاي املجدولة )اجلدول:4(. حيث تباين عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم<br />
من اأربعة اأطفال واأربعة من عرشة )4.4( للطالبات اللواتي اآباوؤهن اأميون، اإىل اأربعة اأطفال<br />
وواحد من عرشة) ) 4.1 للطالبات اللواتي يحمل اآباوؤهن موؤهالً جامعي.<br />
املستوى التعليمي لألم:<br />
من املعروف اأن للمستوى التعليمي للمراأة عالقة عكسية مع عدد االأطفال الذين<br />
تنجبهم، وذلك لتاأخرها يف الزواج نتيجة انشغالها يف التعليم، وكذلك تختلف النظرة اإىل<br />
عدد االأطفال املنجبني ما بني املراأة املتعلمة وغري املتعلمة، وهذا ما اتضح سابقا.<br />
عند اختبار الفرضية الصفرية التي تقول: ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على
العوامل املؤثرة في العمر املثالي للزواج وعدد األطفال املرغوب في إجنابهم<br />
من وجهة نظر طالبات جامعة النجاح الوطنية<br />
د. حسني أحمد<br />
مستوى املعنوية 0.05 بني عدد االأطفال الذين ترغب الطالبة يف اإجنابهم، وبني املستوى<br />
التعليمي لوالدتها. فقد رفضت الفرضية الصفرية، وقبلت الفرضية البديلة التي تقول: توجد<br />
فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني عدد االأطفال الذين ترغب<br />
الطالبة يف اإجنابهم واملستوى التعليمي لوالدتها، حيث كانت قيمة مربع كاي املحسوبة<br />
اأكرب من قيمة مربع كاي املجدولة )اجلدول: 4(. فنجد اأن عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم<br />
قد تفاوت حسب املستوى التعليمي لالأم من اأربعة، واأربعة من عرشة )4.4 ) للطالبات<br />
اللواتي مستوى اأمهاتهن التعليمي اإعدادي فاأقل، اإىل اأربعة اأطفال واثنان من عرشة) ) 4.2<br />
للطالبات اللواتي اأمهاتهن يحملن موؤهالً جامعياً.<br />
مكان السكن األصلي:<br />
مل يكن ملكان السكن االأصلي للطالبة اأثر يف تباين عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم<br />
لدى الطالبات، ففي الوقت احلارض ال توجد فروق اقتصادية واجتماعية تذكر بني التجمعات<br />
السكانية يف الضفة الغربية، وذلك النتشار التعليم وطرق املواصالت واالتصاالت ووسائل<br />
االإعالم والتثقيف وغريها مما قلل من وجود اأي تباينات يف جماالت احلياة املختلفة.<br />
وعليه فعند اختبار الفرضية الصفرية التي تقول: ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على<br />
مستوى املعنوية 0.05 بني عدد االأطفال الذين ترغب الطالبة يف اإجنابهم ومكان سكنها<br />
االأصلي. فقد قبلت الفرضية الصفرية، حيث كانت قيمة مربع كاي املجدولة اأكرب من قيمة<br />
مربع كاي املحسوبة )اجلدول: 4(.<br />
الكلية:<br />
وعند اختبار الفرضية الصفرية التي تقول: ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على<br />
مستوى املعنوية 0.05 بني عدد االأطفال الذين ترغب الطالبة يف اإجنابهم، وبني الكلية<br />
التي تدرس فيها الطالبة. فقد رفضت الفرضية الصفرية، وقبلت الفرضية البديلة التي<br />
تقول: توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني عدد االأطفال<br />
الذين ترغب الطالبة يف اإجنابهم، وبني الكلية التي تدرس فيها الطالبة، حيث كانت قيمة<br />
مربع كاي املحسوبة اأكرب من قيمة مربع كاي املجدولة )اجلدول:4(. فقد كان متوسط عدد<br />
االأطفال الذين رغبت الطالبات يف الكليات العلمية يف اإجنابهم نحو اأربعة اأطفال واأربعة<br />
من عرشة)4.4( ، مقابل اأربعة اأطفال وواحد من عرشة ( 4.1( للطالبات اللواتي يدرسن يف<br />
الكليات االإنسانية.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
املستوى الدراسي:<br />
كان للمستوى الدراسي للطالبة اأثر يف تباين عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم بني الطالبات<br />
اللواتي شملهن املسح، فقد انخفض متوسط عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم من اأربعة اأطفال<br />
واأربعة من عرشة )4.4( للطالبات من مستوى السنة االأوىل اإىل ثالثة اأطفال وتسعة من عرشة<br />
)3.9( للطلبات من مستوى السنة اخلامسة فاأعلى. وعند اختبار الفرضية الصفرية التي تقول:<br />
ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني عدد االأطفال الذين ترغب<br />
الطالبة يف اإجنابهم، وبني املستوى الدراسي للطالبة. فقد رفضت الفرضية الصفرية، وقبلت<br />
الفرضية البديلة التي تقول توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني<br />
عدد االأطفال الذين ترغب الطالبة يف اإجنابهم، وبني املستوى الدراسي للطالبة، حيث كانت<br />
قيمة مربع كاي املحسوبة اأكرب من قيمة مربع كاي املجدولة )اجلدول: 4(.<br />
احلالة الزوجية:<br />
مل يكن للحالة الزوجية للطالبة اأثر يذكر يف تباين عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم<br />
من طرف الطالبات، وذلك بسبب قلة نسبة الطالبات املتزوجات واخلاطبات يف اجلامعة<br />
موازنة بالطالبات العزباوات. فعند اختبار الفرضية الصفرية التي تقول ال توجد فروق<br />
ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني عدد االأطفال الذين ترغب الطالبة يف<br />
اإجنابهم، وبني احلالة الزوجية للطالبة. فقد قبلت الفرضية الصفرية، حيث كانت قيمة مربع<br />
كاي املجدولة اأكرب من قيمة مربع كاي املحسوبة )اجلدول: 4(.<br />
متوسط الدخل الشهري لألسرة:<br />
انخفض متوسط عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم عند الطالبات اللواتي شملهن<br />
املسح، واأفدن باأن متوسط الدخل الشهري الأرسهن اأقل من 1000 شاقل من اأربعة اأطفال<br />
وثمانية من عرشة )4.8 ) اإىل اأربعة اأطفال وواحد من عرشة) 4.1( للطالبات اللواتي<br />
اأفدن باأن متوسط دخل اأرسهن الشهري 4000 شاقل فاأكرث. وعليه فعند اختبار الفرضية<br />
الصفرية التي تقول: ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني<br />
عدد االأطفال الذين ترغب الطالبة يف اإجنابهم، وبني متوسط الدخل الشهري الأرسة الطالبة.<br />
فقد رفضت الفرضية الصفرية، وقبلت الفرضية البديلة التي تقول توجد فروق ذات داللة<br />
اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني عدد االأطفال الذين ترغب الطالبة يف اإجنابهم،<br />
وبني متوسط الدخل الشهري الأرسة الطالبة، حيث كانت قيمة مربع كاي املحسوبة اأكرب من<br />
قيمة مربع كاي املجدولة )اجلدول: 4(.
العوامل املؤثرة في العمر املثالي للزواج وعدد األطفال املرغوب في إجنابهم<br />
من وجهة نظر طالبات جامعة النجاح الوطنية<br />
د. حسني أحمد<br />
عدد األطفال املنجبني لألم:<br />
مل تظهر هناك اأية فروقات بني العدد املرغوب اإجنابه من االأطفال للطالبات، وبني<br />
عدد االأطفال املنجبني الأمهاتهن، فقد تبني اأنه كلما زاد عدد االأطفال املنجبني لالأم، كلما<br />
زاد عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم من طرف البنت، حيث بلغ معامل ارتباط بريسون<br />
نحو 0.141، وهو دال على مستوى املعنوية 0.05، وهذا اأمر طبيعي باأن تتاأثر الفتاة<br />
وتقتدي بوالدتها يف املجاالت املختلفة، ومنها االإجناب. فعند اختبار الفرضية الصفرية<br />
التي تقول: ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني عدد<br />
االأطفال الذين ترغب الطالبة يف اإجنابهم، وبني عدد االأطفال الذين اأجنبتهم والدتها. فقد<br />
قبلت الفرضية الصفرية، حيث كانت قيمة مربع كاي املجدولة اأكرب من قيمة مربع كاي<br />
املحسوبة )اجلدول:4(.<br />
اختاذ قرارات اإلجناب وعدد األطفال املنجبني لألسرة:<br />
اأفادت %67.4 من الطالبات اللواتي شملهن املسح باأن من حق الزوجني وبالتساوي<br />
اتخاذ قرارات االإجناب، وعدد االأطفال املنجبني لالأرسة، بينما راأت %22.0 منهن اأن هذا<br />
من حق الزوجة فقط، و %10.7 منهن اأفدن اأنه من حق الزوج فقط. ومبوازنة ذلك بنتائج<br />
املسح الصحي الدميوغرايف عام 2004م، التي اأظهرت اأن الزوج والزوجة معاً يتخذان القرار<br />
بساأن عدد االأطفال يف االأرسة بنسبة %78.6، بينما تقرر الزوجة وحدها بساأن ذلك %5.8<br />
من احلاالت، بينما يقرر الزوج مبفرده %12.2 من احلاالت، اأما النسبة املتبقية وهي %3.4<br />
فيتخذ القرار فيها من طرف االآخرين )29(.<br />
مل تظهر هناك اأية فروق واضحة حسب خصائص الطالبات املختلفة جتاه النظرة<br />
نحو اتخاذ قرارات االإجناب، وبني عدد االأطفال املنجبني لالأرسة، فعند اختبار الفرضية<br />
الصفرية التي تقول: ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني<br />
نظرة الطالبة جتاه اتخاذ قرارات االإجناب وعدد االأطفال املنجبني لالأرسة، وبني جمموعة<br />
من املتغريات املستقلة للطالبة )العمر، مكان السكن االأصلي، الكلية، واملستوى الدراسي(.<br />
فقد قبلت الفرضية الصفرية، حيث كانت قيمة مربع كاي املجدولة اأكرب من قيمة مربع كاي<br />
املحسوبة يف جميع هذه الفرضيات )اجلدول: 5(
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
اجلدول )5(<br />
العالقة بني اختاذ قرارات اإلجناب وعدد األطفال املنجبني لألسرة<br />
وبعض اخلصائص ألفراد العينة<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.2007<br />
0.05<br />
تفضيالت اإلجناب:<br />
بلغ متوسط عدد االأطفال الذكور الذي ترغب الطالبة يف اإجنابه نحو طفلني واأربعة<br />
من عرشة )2.4( ، مقابل طفل واحد وتسعة من عرشة )1.9( من االإناث. من هذا يتضح مدى<br />
تفضيل اإجناب الذكور يف املجتمع على الرغم من اأن عينة الدراسة من الطالبات اجلامعيات<br />
اللواتي يفرتض اأن يكنَّ على مستوى من الوعي واالإدراك يف هذا املجال. اإال اأن العادات<br />
والتقاليد وطبيعة املجتمع الرشقي الذكوري تظل هي احلكم يف هذا املجال، وتعطي<br />
االأفضلية دائما الإجناب الذكور، وذلك العتبار اأن الذكر هو الذي سيحمل اسم العائلة، وهو<br />
املعيل املستقبلي لالأرسة، اإضافة اإىل االعتبارات االجتماعية االأخرى. وحسب نتائج املسح<br />
الصحي الدميوغرايف عام 2004م، فقد لوحظ اأنه كلما زاد عدد الذكور واالإناث الباقني على<br />
قيد احلياة، كلَّما قل عدد الذكور واالإناث االإضافيني املرغوبني، ويف معظم احلاالت يكون<br />
عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم من الذكور اأكرث من االإناث )30(.
العوامل املؤثرة في العمر املثالي للزواج وعدد األطفال املرغوب في إجنابهم<br />
من وجهة نظر طالبات جامعة النجاح الوطنية<br />
د. حسني أحمد<br />
النتائج والتوصيات:<br />
بلغ متوسط العمر املثايل للزواج من طرف الطالبات يف جامعة النجاح الوطنية نحو<br />
22.1 سنة، وهو تقريبا مساو للعمر الذي تتخرج فيه الفتاة من اجلامعة. وقد تاأثر اختيار هذا<br />
العمر بعدد من املتغريات الدميوغرافية واالقتصادية واالجتماعية املتعلقة بالفتاة ووالديها.<br />
والعمر الذي اعتربته الطالبات مثاليا للزواج اأقل من متوسط العمر املوجود يف االأراضي<br />
الفلسطينية للنساء احلاصالت على موؤهل بكالوريوس فاأعلى. مل توجد هناك اختالفات<br />
يف نظرة الطالبات جتاه عمر الزوجني، ورضورة فحص الدم للمقدمني على الزواج، وزواج<br />
االأقارب، ووضع ترشيع يحدد العمر االأدنى لزواج االإناث، واختيار رشيك احلياة.<br />
بلغ متوسط عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم من قبل الطالبات نحو اأربعة اطفال<br />
وثالثة من عرشة )4.3( ، وهو اأعلى من متوسط اإجناب النساء اجلامعيات يف املجتمع<br />
الفلسطيني. وقد تاأثر العدد املرغوب فيه من االأطفال بالنسبة للطالبات بجملة من املتغريات<br />
الدميوغرافية واالجتماعية واالقتصادية. كان لعدد االأطفال الذين اأجنبتهم االأم عالقة<br />
طردية مع عدد االأطفال الذين ترغب الطالبة يف اإجنابهم. راأت غالبية الطالبات اأن من حق<br />
الزوجني معا اختيار عدد االأطفال يف االأرسة. كان عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم من<br />
الذكور اأكرب من عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم من االإناث.<br />
بناء على ما تقدم، فاإن هذه الدراسة توصي برضورة تثقيف الطالبات يف جمال<br />
الصحة االإجنابية، على اعتبار اأنهن اأمهات املستقبل، واأن السلوك االإجنابي لهن هو الذي<br />
سيحدد اجتاهات اخلصوبة يف املجتمع الفلسطيني مستقبال.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
اهلوامش:<br />
1اجلهاز . 1 املركزي لالإحصاء الفلسطيني، 2002، الفلسطينيون يف نهاية عام . 2002<br />
رام اهلل، فلسطني.<br />
2اجلهاز . 2 املركزي لالإحصاء الفلسطيني، ، 2003 الزواج والطالق يف االأراضي الفلسطينية<br />
)2001-1996( دراسة مقارنة. رام اهلل، فلسطيناجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني،<br />
متوز 2006، نرشة املوؤرشات الربعية، الربع الثاين 2006. رام اهلل، فلسطني.<br />
33.<br />
Hill, A., 1982, Levels and trends in fertility and mortality of Palestinian<br />
in the Middle East, Population Bulletin of ECWA. No. 22/23, pp 31-70.<br />
44.<br />
Israeli Central Bureau of Statistics, 1969, Statistical Abstract of Israel.<br />
No. 20, Jerusalem.<br />
5اجلهاز . 5 املركزي لالإحصاء الفلسطيني، ، 2002 مصدر سابق.<br />
6اجلهاز . 6 املركزي لالإحصاء الفلسطيني، متوز ، 2006 مصدر سابق.<br />
77.<br />
Hill, A., 1982, opcit.<br />
88.<br />
Israeli Central Bureau of Statistics, 1982, Judaea, Samaria, and Gaza<br />
Area, Statistics Quarterly. Vol. XII, Jerusalem.<br />
9دائرة . 9 االإحصاء املركزية الفلسطينية، ، 1996 املسح الدميوغرايف للضفة الغربية<br />
وقطاع، النتائج االأساسية. رام اهلل، فلسطني.<br />
1010اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني، ، 2002 مصدر سابق.<br />
1111اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني، شباط ، 2006 املسح الصحي الدميوغرايف<br />
2004، التقرير النهائي. رام اهلل، فلسطني.<br />
12 12Israeli Central Bureau of Statistics, 1969, opcit.<br />
1313اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني، ، 2002 مصدر سابق.<br />
1414اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني، متوز ، 2006 مصدر سابق.<br />
15 املراأة الفلسطينية بني الروؤيا القومية والواقع<br />
15متاري، سليم وسكوت، اآن “خصوبة<br />
االجتماعي”، النرشة السكانية. اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي اآسيا، العدد<br />
37، كانون اأول 1990، ص ص 35-5.
العوامل املؤثرة في العمر املثالي للزواج وعدد األطفال املرغوب في إجنابهم<br />
من وجهة نظر طالبات جامعة النجاح الوطنية<br />
د. حسني أحمد<br />
16 16Adlakha, A., Kinsella, K., and Khawaja, M., «Demography of the<br />
Palestinian population with special emphasis on the Occupied<br />
Territories», Population Bulletin of ESCWA. No. 43, 1995.<br />
1717منصور، حممد اإبراهيم، “اجتاهات السلوك االإجنابي عند االأمهات والبنات يف جمتمع<br />
االإمارات العربية املتحدة”، جملة العلوم االإنسانية واالجتماعية. جامعة االإمارات العربية<br />
املتحدة، العدد 2، املجلد 13، اأكتوبر 1997، ص ص 106-82.<br />
1818عودة، خرض، مستويات واجتاهات اخلصوبة يف حمافظة قلقيلية. رسالة ماجستري غري<br />
منشورة، جامعة النجاح الوطنية، نابلس، 1998.<br />
1919مالول، عدنان، مستويات اخلصوبة يف حمافظة جنني من واقع التسجيل احليوي لعام<br />
1997م. رسالة ماجستري غري منشورة، جامعة النجاح الوطنية، نابلس، 1998.<br />
2020يعقوب، حممد، العوامل االجتماعية واالقتصادية املوؤثرة على خصوبة املراأة يف مدينة رام<br />
اهلل. رسالة ماجستري غري منشورة، جامعة النجاح الوطنية، نابلس، 2004.<br />
2121اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني، متوز ، 2006 مصدر سابق.<br />
2222اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني، ، 2003 مصدر سابق.<br />
2323اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني، ، 2003 مصدر سابق.<br />
2424اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني، ، 2003 مصدر سابق.<br />
2525اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني، متوز ، 2006 مصدر سابق.<br />
2626اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني، شباط ، 2006 مصدر سابق.<br />
2727اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني، شباط ، 2006 مصدر سابق.<br />
2828اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني، شباط 2006، مصدر سابق.<br />
2929اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني، شباط ، 2006 مصدر سابق.<br />
3030اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني، شباط ، 2006 مصدر سابق.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
املراجع العربية:<br />
. 1 رام<br />
6 .<br />
7 .<br />
8 .<br />
9 .<br />
10<br />
. 1 اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني، 2002، الفلسطينيون يف نهاية عام 2002<br />
اهلل، فلسطني.<br />
2 . 2 اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني، ، 2003 الزواج والطالق يف االأراضي الفلسطينية<br />
)2001-1996( دراسة مقارنة. رام اهلل، فلسطني.<br />
3 . 3 اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني، شباط ، 2006 املسح الصحي الدميوغرايف<br />
2004، التقرير النهائي. رام اهلل، فلسطني.<br />
4 . 4 اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني، متوز ، 2006 نرشة املوؤرشات الربعية، الربع<br />
الثاين 2006. رام اهلل، فلسطني.<br />
5 . 5 دائرة االإحصاء املركزية الفلسطينية، ، 1996 املسح الدميوغرايف للضفة الغربية<br />
وقطاع، النتائج االأساسية. رام اهلل، فلسطني.<br />
6 متاري، سليم وسكوت، اآن »خصوبة املراأة الفلسطينية بني الروؤيا القومية والواقع<br />
االجتماعي«، النرشة السكانية. اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي اآسيا، العدد<br />
37، كانون اأول 1990، ص ص 35-5.<br />
7 عودة، خرض، مستويات واجتاهات اخلصوبة يف حمافظة قلقيلية. رسالة ماجستري<br />
غري منشورة، جامعة النجاح الوطنية، نابلس، 1998.<br />
8 مالول، عدنان، مستويات اخلصوبة يف حمافظة جنني من واقع التسجيل احليوي لعام<br />
1997م. رسالة ماجستري غري منشورة، جامعة النجاح الوطنية، نابلس، 1998.<br />
9 منصور، حممد اإبراهيم، »اجتاهات السلوك االإجنابي عند االأمهات والبنات يف جمتمع<br />
االإمارات العربية املتحدة«، جملة العلوم االإنسانية واالجتماعية. جامعة االإمارات<br />
العربية املتحدة، العدد 2، املجلد 13، اأكتوبر 1997، ص ص 106-82.<br />
10 يعقوب، حممد، العوامل االجتماعية واالقتصادية املوؤثرة على خصوبة املراأة يف مدينة<br />
رام اهلل. رسالة ماجستري غري منشورة، جامعة النجاح الوطنية، نابلس، 2004.<br />
املراجع األجنبية:<br />
11. Adlakha, A., Kinsella, K., and Khawaja, M., «Demography of the Palestinian<br />
population with special emphasis on the Occupied Territories»,<br />
Population Bulletin of ESCWA. No. 43, 1995.<br />
12. 12- Hill, A., 1982, Levels and trends in fertility and mortality of Palestinian<br />
in the Middle East, Population Bulletin of ECWA. No. 22/23, pp 31-70.<br />
13. Israeli Central Bureau of Statistics, 1969, Statistical Abstract of Israel.<br />
No. 20, Jerusalem.<br />
14. Israeli Central Bureau of Statistics, 1982, Judaea, Samaria, and Gaza<br />
Area, Statistics Quarterly. Vol. XII, Jerusalem.
العوامل املؤثرة في العمر املثالي للزواج وعدد األطفال املرغوب في إجنابهم<br />
من وجهة نظر طالبات جامعة النجاح الوطنية<br />
د. حسني أحمد
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
العالقة بني درجة أهمية األساليب<br />
اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة<br />
نظرالرتبويني يف مديريات الرتبية<br />
والتعليم يف حمافظات مشال فلسطني<br />
د. عبد الكريم القاسم*
العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />
التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />
د. عبد الكرمي القاسم<br />
ملخص:<br />
هدفت الدراسة اإىل معرفة العالقة بني درجة اأهمية االأساليب االإرشافية ودرجة<br />
ممارستهم لها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني، وتكونت عينة الدراسة من )132(<br />
مرشفاً ومرشفة موزعني على ست مديريات للرتبية والتعليم يف حمافظات شمال فلسطني،<br />
واستخدم الباحث املنهج الوصفي املسحي نظراً ملالءمته لهذا النوع من الدراسات. كما<br />
استخدم االستبانة اأداة للدراسة، اشتملت على سبعة اأساليب اإرشافية، تعترب من اأهم االأساليب<br />
االإرشافية، وقد اأجريت لها معامالت الصدق والثبات، وتراوح معامل ثبات االستبانة على<br />
جماالت درجة االأهمية ما بني )0.91-0.80(، وبلغ معامل الثبات الكلي لدرجة االأهمية<br />
)0.96(، وتراوح معامل الثبات على درجة املمارسة ما بني )0.93-0.85(، وبلغ معامل<br />
الثبات الكلي لدرجة املمارسة )0.97( وهو معامل ثبات عالٍ يفي باأغراض الدراسة،<br />
واستخدمت املعاجلات االإحصائية التالية: التكرارات، والنسب املئوية، واملتوسطات<br />
احلسابية، واالنحرافات املعيارية، ومعامل ارتباط بريسون .(Pearson)<br />
ومن اأهم النتائج التي توصلت اإليها الدراسة:<br />
1اإن . 1 هناك عالقة ارتباطية متوسطة بني درجة اأهمية االأساليب االإرشافية وبني درجة<br />
ممارسة املرشفني الرتبويني لها، اإذ تراوح معامل االرتباط بني درجة اأهمية االأساليب<br />
االإرشافية ودرجة ممارستها )0.465( و)0.601(.<br />
2اإن . 2 الزيارة الصفية كان ترتيبها االأوىل من حيث درجة اأهمية االأساليب االإرشافية<br />
ودرجة ممارستها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يليها املشاغل الرتبوية، ثم<br />
تاأتي ثالثاً زيارة املدرسة، اأما اأسلوب البحث االإجرائي فكان ترتيبه السادس من حيث<br />
االأهمية والسابع من حيث درجة املمارسة.<br />
3اإن . 3 هناك عالقة ارتباطية عالية بني درجة اأهمية االأساليب االإرشافية ودرجة ممارستها<br />
تعزى جلنس املرشف ولوظيفته وملوؤهله العلمي وخلربته.<br />
ويوصي الباحث مبا ياأتي:<br />
1رضورة . 1 تقومي اأداء املرشفني وتطوير االأدوات العلمية الالزمة بهذا اخلصوص،<br />
واالنطالق من هذا العمل يف حتديد حاجاتهم التدريبية، ومن ثم تخطيط الربامج<br />
التدريبية الالزمة لتطوير اأدائهم وتنفيذها.<br />
2رضورة . 2 تاأهيل املرشفني الرتبويني الذين مل يعدّو للعمل يف جمال االإرشاف الرتبوي.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
Abstract:<br />
This study aimed at identifying the relationship between the importance<br />
degree of the supervision approaches and supervisors, practice degree as<br />
perceived by educational supervisors. The population of the study consisted<br />
of (132) male and female supervisors distributed on six educational<br />
directorates in the northern districts of Palestine. The researcher used<br />
the survey descriptive methods as it is the most suitable for such studies.<br />
The researcher also used a questionnaire, which included seven important<br />
methods of supervision, as an instrument for the study. Processes of validity<br />
and reliability were conducted: the questionnaire reliability of the aspects<br />
of the importance degree ranged (0.80-0.91), the overall reliability of the<br />
importance degree was (0.96), the reliability of the importance degree<br />
ranged (0.85-0.93), the overall reliability of the practice degree was(0.97) - a<br />
high figure which meets and fulfils the purposes of the study. Recurrences,<br />
percentages, means averages, deviations, and Pearson Correlation<br />
Coefficient were used as statistical analytical methods.<br />
This study showed the following main results:-<br />
1. There is a medium correlative relationship between the importance degree<br />
of the supervision methods and the degree of the educational supervisors’<br />
practice of these methods, as the correlation variable of importance degree<br />
and the practice degree ranged from (0.465) to (0.601).<br />
2. Classroom visits got the first rank in term of the importance degree<br />
and the practice degree as perceived by the supervisors. Educational<br />
workshops got the second rank and school visits came third, whereas the<br />
operation(action) research got the sixth rank in term of the importance<br />
and the seventh rank in term of the practice degree.<br />
3. There was high correlative degree between the importance degree<br />
of the supervision methods and their practice degree in favor of the<br />
supervisor’s gender, profession, experience and qualifications.
العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />
التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />
د. عبد الكرمي القاسم<br />
The researcher recommends the following:-<br />
1. The necessity for evaluating the supervisors’ performance<br />
and developing the scientific instruments and methods which<br />
are dedicated for such purposes. This is where to start off for<br />
identifying their training needs and then planning and carrying<br />
out the training programs which are necessary for developing<br />
and upgrading their performance.<br />
2. The necessity for qualifying the newly appointed educational<br />
supervisors.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
مقدمة:<br />
تويل نظم التعليم يف البلدان املتقدمة اهتماماً متنامياً لالإرشاف الرتبوي، وتسعى<br />
باستمرار<br />
اإىل تطويره, وحترص على تقدمي كل ما من ساأنه مساعدة هذا القطاع التعليمي<br />
املهم على اأداء دوره بكفاية وفاعلية، االأمر الذي ترتب عليه تغيري مفهومه وتطور اأهدافه<br />
ووظائفه، ومن ثم اأساليبه, كما تطورت بالتبعية النظرة للمرشف الرتبوي يف تلك النظم<br />
)عبد العزيز، 2004، ص10(.<br />
وتنظر الرتبية اليوم اإىل دور املرشف الرتبوي على اأنه ركن اأساس من اأركان العملية<br />
الرتبوية التعليمية يف اأي نظام تعليمي، ذلك اأن عمل املرشف يرتبط مبارشة بعمل املعلم<br />
املسوؤول عن تربية النشء وتعليمهم، ويسهم املرشف الرتبوي بدوره يف االإرشاف على<br />
املعلم وتدريبه مبا يتناسب مع متغريات العرص ومتطلباته ومساعدته يف خلق بيئة<br />
تعليمية مناسبة، وحتقيق ظروف تعلم اأفضل )اخلوالدة، 2002، ص364(.<br />
وقد اأشار البابطني اإىل اأن عملية حتسني اأداء املعلم الصفي عن طريق اأساليب منظمة،<br />
وخمطط لها تهدف اإىل تعديل سلوك املعلم داخل غرفة الصف، وحتسني عملية التدريس<br />
بالتعاون مع املرشف الرتبوي )البابطني، 1994(.<br />
واأصبح املرشف يكتسب اأهمية خاصة يف النظام التعليمي بحكم مسوؤولياته عن<br />
تقومي العمل الرتبوي، والعمل على تنفيذ السياسة التعليمية واإجناحها حيث اإن املرشف<br />
الرتبوي يهتم بتطوير التدريس ونوعيته داخل الفصول الدراسية، ويحاول اأن يجعل الغد<br />
اأفضل من اليوم )الشيخ، 2000(.<br />
وقد حدد هارت ,Hart( 1994( مسؤولية املرشفني الرتبويني فيما ياأتي:<br />
1بناء . 1 العنارص الفاعلة داخل التنظيم املدرسي واكتشاف االمكانات والطاقات<br />
البرشية العاملة وحفزها للعمل.<br />
2توحيد . 2 اأهداف التنظيم مع احتياجات العاملني يف سياق عمل منظم حمفز على<br />
االإجناز االإنساين.<br />
3حتقيق . 3 رشوط املدرسة الفعالة املتمثلة يف وجود عالقات اإنسانية وتوفري<br />
معلومات دقيقة عن العمل.<br />
4توفري . 4 اخلربة الداعمة للفرد التي حتقق احتياجاته وتنمي امكاناته.
العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />
التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />
د. عبد الكرمي القاسم<br />
ويعرف اأوفاندو ,Ovando( 1995( االإرشاف الرتبوي باأنه عملية تعاونية يقوم بها<br />
اأشخاص خرباتهم متنوعة، يعملون كفريق، ويشاركون يف االلتزام بتحقيق اأهداف التعليم.<br />
ويستخلص منصور )1997( اأن االإرشاف الرتبوي عملية ال تخرج عن كونها عملية<br />
فنية متخصصة، تهدف بشكل اأساسي اإىل مساعدة املعلم لتحسني سلوكه التدريسي بشكل<br />
ينعكس على حتصيل الطالب، واأن حتسني هذا السلوك هو دور املرشف الرتبوي.<br />
اإن جمال اهتمام املرشف الرتبوي حسب النظرة احلديثة لالإرشاف ليس املعلم فحسب،<br />
واإمنا يهمه الطلبة وجميع الظروف املحيطة واملوؤثرة بعمليتي التعلم والتعليم، حيث اإن<br />
االإرشاف الرتبوي عملية جتريبية حتليلية نقدية للمواقف الرتبوية، ومدى ارتباطها بواقع<br />
العملية الرتبوية يف املدرسة، ومدى مناسبة الوسائل واالأدوات، والتجهيزات يف املدرسة<br />
وصالحية املباين املدرسية لتحقيق االأهداف املحددة. وهذا يتطلب قدراً كبرياً من التخطيط<br />
والتنظيم، فلم تعد الزيارات الصفية املفاجئة لتصيد اأخطاء املعلم تفي بالغرض، فهي ال<br />
توؤدي اإىل حتسني حقيقي يف العملية التعليمية بقدر ما توؤدي اإىل فشل فيها، وخلق مدرسني<br />
خمادعني وخمدوعني، وغالباً ال يطلع املرشف على نواحي القصور احلقيقية لديه، نظراً<br />
النعدام الثقة املتبادلة بينهما، وال تتاح الفرصة للمرشف ليطلع على املستوى احلقيقي<br />
لالأداء، فتكون تقديراته وبياناته غري دقيقة، وال تعكس الواقع باأي حال من االأحوال )دقاق<br />
واآخرون، 1988، ص 10، والعلي، 2006(.<br />
وقد تطورت اأساليب االإرشاف الرتبوي بحيث اأصبحت اأقدر على النهوض بالعملية<br />
الرتبوية وحتسني عمليتي التعلم والتعليم، حيث ظهر االهتمام باجلانب االإنساين للمعلم،<br />
واأصبح التوجيه واالإرشاف عملية تعاونية، يشارك فيها املعلم بصورة اإيجابية فعالة يف<br />
وضع االأهداف والتخطيط لها والتنفيذ والتقومي )العلي، 2006، والعريف، 1993، ص 122(.<br />
وتشتمل الوظيفة القيادية االإرشافية للمرشف الرتبوي على عدد من املهمات الرئيسة<br />
كتنمية العاملني مهنياً، واإثراء املنهاج الرتبوي، واإجراء البحوث والدراسات، واملشاريع<br />
املوجهة نحو حتسني العملية الرتبوية، وحتى يتمكن املرشف من اأداء هذه الوظائف<br />
واملسوؤوليات املوجهة نحو ترجمة االأهداف التي ينشدها اإىل نتاجات واقعية تتطابق<br />
مع معايري االأداء املقبول، فال بد له من السعي والبحث الدائم عن اأفضل االسرتاتيجيات<br />
واملصادر واالأساليب االإدارية واالإرشافية التي تساعده على اأداء وظائفه بشكل فعال، وذلك<br />
حتى يظهر اأثر هذا االأداء على شكل نتاجات تعليمية منشودة لدى الطلبة )بلقيس وعبد<br />
اللطيف، 1991، ص9(.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
واملرشف الرتبوي كاأي فرد من اأفراد التنظيم الرتبوي، يواجه مشكالت ورصاعات<br />
خمتلفة، وذلك بسبب التفاعل املستمر مع اأعضاء التنظيم، ولطبيعة تعدد مهمَّات املرشف<br />
الرتبوي من مهمَّات تدريب واإرشاف وتقومي واإدارة، وهو يواجه هذه الرصاعات مستعيناً<br />
بكل االأساليب والتسهيالت واملصادر لتحقيق اأهداف العملية الرتبوية وتنفيذ سياستها<br />
)الطعان والضمور، 2007، ص 258(.<br />
وقد اأظهرت الدراسات اأن هناك اختالفاً بني وجهات نظر املعلمني واملرشفني حول<br />
الدور املنوط باملرشفني، واالأساليب االإرشافية، والكفايات واملهارات التي يجب اأن ميتلكها<br />
املرشف الرتبوي ليكون قادراً على اإحداث التغيري يف قناعات املعلمني بقدرته على تقدمي<br />
خدمات اإرشافية مميزة لهم )العوض، 1996، واأحمد، 1998(.<br />
ولكي ينجح املرشف الرتبوي يف مهمته، فعليه التعرف اإىل قدرات املعلمني الذين<br />
يتعامل معهم وطاقاتهم، والعمل على اإبرازها وتنميتها وتوظيفها يف حتسني العمليات<br />
التعليمية، ووضع اأهداف قابلة للتحقيق، وعدم جتاهل حاجات املعلمني ومشكالتهم<br />
)صبح، 2005، ص7(.<br />
ورضا املعلمني عن االإرشاف الرتبوي يرتبط بدرجة كبرية باملمارسات الفعلية<br />
لكفايات املرشف الرتبوي ,Fraser( 1980(.<br />
ويف ضوء النتائج التي توصل اإليها الشاعر )2006( يف دراسته، اأوصى برضورة<br />
تنويع املرشفني الرتبويني يف االأساليب االإرشافية، وعدم االعتماد على اأسلوب واحد يف<br />
االإرشاف.<br />
وقد اأكدت الدراسات السابقة يف جمال االإرشاف الرتبوي بفلسطني اأن االإرشاف<br />
الرتبوي ما زال قارصاً عن حتقيق اأهدافه بالشكل املاأمول سواء من وجهة نظر املرشفني اأم<br />
املعلمني، والزيارة الصفية املفاجئة هي قوامه، وامتالك املرشف لكفايات االإرشاف ميكنه<br />
من اإحداث التغيري املرغوب، وعدم اإجناز املرشفني الرتبويني مهمَّاتهم بصورة مرضية<br />
يعود اإىل مشكالت تتعلق بالكفايات، ونقص الكفايات يعود اإىل نقص املعارف واملهارات<br />
)اأبو هويدي، 2000، ص8(.<br />
من هنا ينبغي على املرشف الرتبوي املتمكّن واملتجدد اأن ميتلك خمزوناً جيداً من<br />
اأساليب االإرشاف الرتبوي وطرائقه واأنواعه، االأمر الذي يفتح جماالً اأمامه لينوع يف اأساليبه<br />
االإرشافية، وعدم االقتصار على الزيارة الصفية التي ال ميكن االستغناء عنها، فعليه اأن يختار<br />
من بني هذه االأساليب واالأمناط ما يناسب املعلمني الذين يوجههم ويرشف عليهم على<br />
اختالفهم، ويلبي الفروق الفردية يف التلقي واالستجابة بينهم )صبح، 2005، ص42(.
العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />
التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />
د. عبد الكرمي القاسم<br />
مشكلة الدراسة:<br />
على الرغم من كرثة البحوث والدراسات التي تناولت االإرشاف الرتبوي يف كثري<br />
من جوانبه، سواء يف الدول االأجنبية اأم يف الدول العربية، فاإن االأساليب االإرشافية، مل<br />
حتظ باالهتمام نفسه، والدراسات التي تناولت االأساليب االإرشافية، على الرغم من قلتها<br />
ركزت على اأسلوب الزيارة الصفية، ومل تتناول معظم االأساليب االإرشافية االأخرى على<br />
الرغم من اأهميتها يف تطوير التعليم وحتسينه، اأما بالنسبة الأهمية االأساليب االإرشافية<br />
ودرجة ممارستها، فلم حتظ باالهتمام الكايف على الرغم من اأهميتها وفائدتها يف حتديد<br />
االحتياجات التدريبية، ويف اإعداد املرشفني الرتبويني وتاأهيلهم، ويف تطوير اأداء املرشفني<br />
وحتسينه، وهذا بدوره سوف ينعكس اإيجاباً على اأداء املعلم والطالب.<br />
ومن خالل عمل الباحث عضواً يف هيئة التدريس يف جامعة القدس املفتوحة،<br />
وتدريسه ملساق الرتبية العملية واالإرشاف عليه، وتعامله مع العديد من املرشفني الرتبويني<br />
ومديري املدارس ومديراتها ومعلميها ومعلماتها، الحظ اأن املرشفني الرتبويني يركزون<br />
على ممارسة اأسلوب الزيارة الصفية، مع وجود عدد من االأساليب االأخرى التي تعمل على<br />
التطور املهني والرتبوي للمعلمني وللعملية التعليمية.<br />
هذا من ناحية ومن ناحية اأخرى، فقد اأظهرت نتائج العديد من الدراسات، ومنها دراسة:<br />
السويدي )1992( اأن االإرشاف الرتبوي بوضعه احلايل ما زال يتحرك يف اآفاق ضيقة وحمدودة،<br />
وذلك لنقص االإمكانات املادية املساعدة، اأو نقص االإعداد املهني، اأو التشبث بفلسفة الرتبية<br />
التقليدية، واأوصت الدراسة باأن يتم اإعداد املرشفني الرتبويني اإعداداً مهنياً مناسباً، واعتماد<br />
ضوابط واأسس علمية الختيارهم، مع رضورة اإشعارهم بخطورة مسوؤولياتهم.<br />
وقد اأظهرت نتائج صديقي ,Siddiqi( 1978( اأن اأقل املمارسات االإرشافية حسب<br />
الرتتيب هي: اللقاءات اجلماعية املربجمة، والزيارات الصفية املربجمة، وتبادل الزيارات<br />
بني املعلمني، ودراسة املناهج، والنرشات الرتبوية املهنية، واملوؤمترات يف اأثناء اخلدمة.<br />
وقد ذكر املعلمون الفلسطينيون اأن املرشف الرتبوي ال يرشك املعلمني يف اإبداء<br />
اآرائهم، وال يعمل بهذه االآراء )الوادي، 1998(.<br />
وكان ذلك كله حافزاً دفع الباحث لدراسة العالقة بني درجة اأهمية االأساليب االإرشافية<br />
ودرجة ممارستها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريات الرتبية والتعليم يف<br />
حمافظات شمال فلسطني. وميكن حتديد مشكلة الدراسة بالسوؤال االآتي: ما العالقة بني درجة<br />
اأهمية الأساليب الإرشافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني تبعاً ملتغريات<br />
)اجلنس، ووظيفة املرشف، واملؤهل العلمي، واخلربة، ومكان العمل، والتخصص( يف مديريات<br />
الرتبية والتعليم يف حمافظات شمال فلسطني؟. وينبثق عن السوؤال السابق الفرضيات االآتية:
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
فرضيات الدراسة:<br />
1ال . 1 توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية االأساليب االإرشافية، وبني درجة ممارستها<br />
من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريات الرتبية والتعليم يف حمافظات شمال<br />
فلسطني.<br />
. 2ال توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية االأساليب االإرشافية، وبني درجة<br />
من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريات الرتبية والتعليم يف حمافظات شمال<br />
فلسطني تعزى جلنس املرشف.<br />
3ال . 3 توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية االأساليب االإرشافية، وبني درجة ممارستها<br />
من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريات الرتبية والتعليم يف حمافظات شمال<br />
فلسطني تعزى لوظيفة املرشف )مرشف مبحث، اأو مرشف مرحلة(.<br />
. 4ال توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية االأساليب االإرشافية، وبني درجة<br />
من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريات الرتبية والتعليم يف حمافظات شمال<br />
فلسطني تعزى للموؤهل العلمي للمرشف الرتبوي.<br />
5ال 5. توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية االأساليب االإرشافية، وبني درجة ممارستها<br />
من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريات الرتبية والتعليم يف حمافظات شمال<br />
فلسطني تعزى لسنوات اخلربة للمرشف الرتبوي.<br />
6 توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية االأساليب االإرشافية، وبني درجة ممارستها<br />
من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريات الرتبية والتعليم يف حمافظات شمال<br />
فلسطني تعزى ملديرية الرتبية والتعليم )مكان العمل(.<br />
7ال 7. توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية االأساليب االإرشافية، وبني درجة ممارستها<br />
من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريات الرتبية والتعليم يف حمافظات شمال<br />
فلسطني تعزى لتخصص املرشف الرتبوي )علمي، اأو اأدبي(.<br />
2 ممارستها<br />
4 ممارستها<br />
. 6ال<br />
أهمية الدراسة:<br />
ترجع اأهمية هذه الدراسة اإىل ما ياأتي:<br />
1 اأهمية االأساليب االإرشافية باعتبارها اأهم مكونات عمل املرشف الرتبوي.<br />
2 هذه الدراسة تقومياً لعمل املرشف الرتبوي.<br />
3تقدم . 3 هذه الدراسة ً تقوميا ذاتياً للمرشفني الرتبويني قائماً على اأسس علمية مما يسهم<br />
يف حتديد احتياجاتهم التدريبية، وتطوير كفاءاتهم االإرشافية.<br />
1 .<br />
. 2تعدُّ
العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />
التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />
د. عبد الكرمي القاسم<br />
4ميكن . 4 اأن تسهم هذه الدراسة يف تطوير برامج اإعداد املرشفني الرتبويني وتاأهيلهم<br />
مبا تقدمه من نتائج وتوصيات حول مدى امتالك املرشفني الرتبويني لالأساليب<br />
االإرشافية التي هي عصب عمل املرشف الرتبوي.<br />
. 5ميكن اأن تتوصل الدراسة اإىل نتائج يستفيد منها املسوؤولون يف وزارة الرتبية والتعليم<br />
ورمبا تساعدهم يف اختيار اأفضل الكفاءات عند تعيني املرشفني الرتبويني، كما ميكن<br />
اأن يستفيد منها املسوؤولون يف وزارة الرتبية والتعليم عند حتديد برامج التدريب.<br />
، 5<br />
أهداف الدراسة:<br />
تهدف الدراسة احلالية اإىل حتقيق ما ياأتي:<br />
1معرفة . 1 العالقة بني درجة اأهمية االأساليب االإرشافية، ودرجة ممارستهم لها من وجهة<br />
نظر املرشفني الرتبويني.<br />
2معرفة 2. اأثر بعض املتغريات )اجلنس، وظيفة املرشف، اخلربة، املوؤهل العلمي، مكان<br />
العمل، التخصص( على العالقة بني درجة اأهمية االأساليب االإرشافية، ودرجة<br />
ممارستهم لها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني.<br />
3تقدمي . 3 توصيات للمسوؤولني واأصحاب القرار يف وزارة الرتبية والتعليم العايل<br />
الفلسطينية يف ضوء النتائج التي تتوصل اإليها الدراسة بهدف تطوير مهنة<br />
االإرشاف الرتبوي مما ينعكس اإيجاباً على حتسني العملية التعليمية التعلمية.<br />
حدود الدراسة:<br />
اأجريت هذه الدراسة يف اإطار احلدود االآتية:<br />
. 1العامل الزماين: اأجريت الدراسة يف العام الدراسي 2006/2005<br />
2العامل . 2 املكاين: اأجريت هذه الدراسة يف مديريات الرتبية والتعليم يف حمافظات<br />
شمال فلسطني، والبالغ عددها ست مديريات تابعة لوزارة الرتبية والتعليم العايل<br />
الفلسطينية.<br />
. 3العامل البرشي: اأجريت هذه الدراسة على عينة من مرشيف مديريات الرتبية<br />
العايل الفلسطينية ومرشفاتها يف حمافظات شمال فلسطني، علماً باأن عينة الدراسة<br />
هي نفسها كامل جمتمع الدراسة، وذلك يف العام الدراسي 2006/2005.<br />
4اقترصت 4. هذه الدراسة على االأداة املستخدمة فيها.<br />
. 1<br />
3 والتعليم
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
تعريف مصطلحات الدراسة إجرائياً:<br />
1االأساليب . 1 االإرشافية: هي خمتلف الطرائق التقنية التي يعتمدها املرشف الرتبوي<br />
ملواجهة املواقف الرتبوية ضمن برناجمه االإرشايف، وقد اعتمدت الدراسة سبعة<br />
اأساليب اإرشافية هي: الزيارة الصفية، وتبادل الزيارات، واملشاغل الرتبوية، والدروس<br />
النموذجية، والنرشات الرتبوية، والبحث االإجرائي، وزيارة املدرسة.<br />
2املرشف . 2 الرتبوي: “هو الفرد الذي يشغل وظيفة مرشف، وله القدرة على اإحداث تغيري<br />
يف العملية التعليمية يف املدرسة عن طريق ممارسته للسلطة املخولة له” )اإبراهيم،<br />
1987، ص68(.<br />
3ويعرفه 3. ذوقان عبيدات باأنه “رجل العالقات الذي ينظم خمتلف عمليات التفاعل<br />
واالتصال” )عبيدات، 1981، ص127(.<br />
4اأمّ . 4 ا اإجرائياً فيعرف املرشف الرتبوي باأنه الشخص احلاصل على درجة علمية يف اأحد<br />
التخصصات، توؤهله ملمارسة التعليم واالإرشاف الرتبوي كمهنة، ومسوؤوليته الرئيسة<br />
حتسني املنهاج، والتدريس، والتسهيالت الرتبوية، وتطوير التعليم، وقد عُ نيِّ بوظيفة<br />
مرشف تربوي يف وزارة الرتبية والتعليم العايل الفلسطينية.<br />
5املمارسات . 5 االإرشافية: هي جمموعة االأعمال االإجرائية التي يقوم بها املرشف لتحسني<br />
عمليتي التعليم والتعلم من خالل مساعدة املعلمني على النمو املهني، وحتسني مستوى<br />
اأدائهم وتدريسهم )الشاعر، 2006، ص62(.<br />
6اأمّ . 6 ا اإجرائياً فتعرف املمارسة باأنها مدى تصور املرشفني الرتبويني ملمارسة كل<br />
فقرة من فقرات اأداة الدراسة التي اأعدها الباحث.<br />
7درجة . 7 املمارسة: هي الدرجة التي يقدرها املرشفون الرتبويون ملمارسة كل اأسلوب<br />
من اأساليب االإرشاف السبعة التي تناولتها اأداة الدراسة التي اأعدّها الباحث.<br />
8االأهمية: . 8 هي مدى تصور املرشفني الرتبويني الأثر كل فقرة من فقرات اأداة الدراسة<br />
التي اأعدها الباحث لتطوير اأداء املعلمني وحتسني التعليم.<br />
9 الأهمية كل اأسلوب من<br />
. 9درجة االأهمية: هي الدرجة التي يقدرها املرشفون الرتبويون<br />
اأساليب االإرشاف السبعة التي تناولتها اأداة الدراسة التي اأعدّها الباحث.
العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />
التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />
د. عبد الكرمي القاسم<br />
اإلطار النظري والدراسات السابقة:<br />
يرى الباحثون اأن مسلمات االإرشاف الرتبوي تتلخص فيما ياأتي:<br />
1 الرتبوي عملية قيادية مهنية اأخالقية، دميقراطية تعاونية منظمة، تقوم<br />
على التخطيط والدراسة واالستقصاء والتحليل املشرتك، وتتسم بالطابع التجريبي<br />
واالأسلوب العلمي.<br />
2 يشمل االإرشاف الرتبوي جميع عنارص العملية التعليمية: املدرسة، وبيئة التعلم،<br />
واملعلم، واملتعلم، واملناهج، واأساليب التعلم والتعليم، وتكنولوجيا التعليم، ومصادر<br />
التعلم املختلفة، واملجتمع املحلي، واأولياء االأمور.<br />
3يستعني . 3 االإرشاف الرتبوي بالعديد من االسرتاتيجيات التي تتسم باملرونة: كاالإرشاف<br />
الوقائي، واالإرشاف البنائي، واالإرشاف القيادي، واالإرشاف العالجي، واالإرشاف<br />
االإرشادي.<br />
4يعتمد . 4 االإرشاف الرتبوي على وسائل واأساليب ونشاطات فردية وجماعية متنوعة<br />
مثل: الزيارة املدرسية، والصفية، وتبادل الزيارات واخلربات، والندوات، واالجتماعات<br />
الفردية واجلماعية، وورش العمل، والدروس التوضيحية والتطبيقية، والنرشات<br />
والقراءات، والبحوث الرتبوية.<br />
5يبنى . 5 االإرشاف الرتبوي على احرتام سائر املمارسني الرتبويني، وتقبل الفروق الفردية<br />
بينهم، وتشجيع اآرائهم ومبادراتهم، وحثهم على التجريب واالبتكار القائم على اأسس<br />
علمية، وحفزهم للعمل اجلماعي التعاوين.<br />
6يوؤكد . 6 االإرشاف الرتبوي اأهمية مساعدة املعلمني واملمارسني الرتبويني، على النمو<br />
املهني املستمر، واحلرص الدائم على حتسني مستويات االأداء.<br />
7يستمد . 7 املرشف الرتبوي سلطته ومكانته وتاأثريه يف املدارس واملعلمني من قوة اأفكاره<br />
وموضوعيتها، ومن حداثة معلوماته ووظيفتها، ومن مهارته الفنية املهنية، ومن<br />
خرباته النامية املتطورة، ومن قدرته على االإبداع يف قيادة عمليات التغيري الرتبوي،<br />
ومن قناعته مبهنة التعليم وحرصه على االلتزام باأخالقياتها يف ممارساته كافة<br />
)حسني وسليمان، 1990 وعبد العزيز 2004، ص ص 45-43، والعريف، 1993، ص<br />
<br />
. 1االإرشاف<br />
،120-118 وبلقيس، ،1996 ص ،90 والشعالن، .)2006<br />
2 .<br />
8تشجيع . 8 املعلمني على التجريب والتفكري وحفزهم للتجديد والتطوير.<br />
9تشجيع . 9 املعلمني على متابعة املستجدات يف جماالت التخصص االأكادميية واملهنية.<br />
10 10 التقومي املوضوعي الأداء املعلمني واالنطالق من نتائجه يف تخطيط برامج التنمية<br />
املهنية املستدامة الالزمة لهم وتقوميها وتنفيذها ,Hargreaves( 2003(.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
أنواع أساليب اإلشراف الرتبوي:<br />
اأساليب فردية: مثل الزيارة الصفية، واملقابلة الفردية للمعلم.<br />
اأساليب جماعية مبارشة: كالدراسة املنتظمة، واللقاءات اجلماعية، وتقنيات العرض واالإصغاء.<br />
اأساليب جماعية غري مبارشة: كالبحوث والدراسات واملسوحات واملالحظة واملراقبة.<br />
اأساليب وسيطة: من خالل املديرين واملعلمني اأو االأنشطة املدرسية اأو خدمة املجتمع.<br />
)نبهان، 2007، ص 22-19(<br />
ويضيف بلقيس وعبد اللطيف )1991( االأساليب االإرشافية املساندة التي تناسب<br />
اأمناطاً خاصة من املعلمني الذين ال يستجيبون لالأمناط املاألوفةمثل: توجيه االأقران،<br />
واأسلوب توضيح القيم للمعلمني وتعيني القراءات املهنية املختارة. وسوف نتناول سبعة<br />
اأساليب اإرشافية كاأمثلة على هذه االأنواع:<br />
1الزيارة 1. الصفية:<br />
تعد زيارة املرشف الرتبوي للمعلم يف صفه من االأساليب الفردية املبارشة يف<br />
االإرشاف، ولعل هذه الوسيلة من اأقدم اأساليب املتابعة والتقومي التي جلاأت اإليها اإدارات<br />
التعليم، والزيارة الصفية بصورتها املبارشة تساعد املرشف على االطالع على عملية<br />
التعلم والتعليم بصورتها الفعلية، وقد ال تتوافر لدى املرشف وسائل اأخرى ناجحة تغنيه<br />
عن مشاهدة ما يدور داخل الصف، ومتكنه من وضع خطة يف ضوء احلاجات الواقعية التي<br />
شاهدها ومعرفته بالذين يحتاجون اإىل مساعدته، ويف اأي النواحي تكون املساعدة؟ وكيفية<br />
تقدميها، ولذلك جند اأنظمة تعليمية كثرية تعتمد الزيارة الصفية وسيلة اأوىل لالإرشاف،<br />
وهناك اأنواع عدة للزيارة الصفية منها:<br />
1الزيارة . 1 املفاجئة للمعلم: تنساأ احلاجة اإليها عندما يكرث التذمر من اأحد املعلمني من<br />
اإدارة املدرسة اأو الطلبة واأولياء االأمور، وهي ال تخدم املعلم كما ال تخدم عملية التعليم<br />
بصورة مبارشة.<br />
2 . 2 الزيارة املربجمة: وتخدم غرضني اأولهما حق املعلم يف احلصول على خدمة االإرشاف،<br />
وثانيهما تقومي عمل املعلم.<br />
3زيارة . 3 بناء على طلب املعلم اأو مدير املدرسة بسبب حاجة املعلم للمساعدة يف موقف<br />
تعذر على املعلم اإيجاد حل له.<br />
4 . 4 زيارة بناء على طلب املرشف بسبب حاجة املرشف لالطالع على اأسلوب مميز يتبعه<br />
املعلم بغرض نقل التجربة اإىل مدارس اأخرى. )نبهان، 2007، ص 40-39(.
العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />
التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />
د. عبد الكرمي القاسم<br />
5.5تبادل الزيارات:<br />
هو اأسلوب اإرشايف يتمثل بقيام معلم بزيارة زميل له يدرس املبحث نفسه يف املدرسة<br />
اأو املدارس االأخرى املجاورة لتحقيق اأهداف تعليمية معينة، وضمن خطة حمددة يتعاون من<br />
خاللها املرشف الرتبوي ومديرو املدارس واملعلمون، وهو اأسلوب اإرشايف فعَّال ومرغوب<br />
فيه، ويزيد من ثقة املعلم بنفسه ويطلق اإبداعه، وكذلك فاإن هذا االأسلوب ميكِّن املعلم من<br />
االإطالع على املشكالت والصعوبات التي يعيشها زمالوؤه املعلمون، وعلى احللول التي<br />
يواجهون بها هذه الصعوبات، ويتمكن املعلم اأيضاً عن طريق هذا االأسلوب من االطالع على<br />
اأساليب التدريس يف خمتلف املدارس اأو املراحل التعليمية مما يعطيه اأبعاداً جديدة يف العمل<br />
والتخطيط، وحتى يحقق هذا االأسلوب الهدف املرجو منه فال بد من مراعاة االأمور االآتية:<br />
1اإقناع . 1 املعلمني بقبول هذا االأسلوب حتى تكون اجتاهاتهم ايجابية.<br />
2توضيح . 2 االأهداف واحلاجات واملشكالت التي تصلح لتكون حمور اتصاالت بني<br />
املعلمني.<br />
3قيام . 3 املرشف الرتبوي بالتنسيق بني املدارس املعنية يف برنامج تبادل الزيارات حتى<br />
يكون مديرو املدارس على اطالع على الربنامج. )عطوي، 2004، ص 288-287(.<br />
3.3املشاغل الرتبوية:<br />
املشغل الرتبوي اأسلوب اإرشايف مكثف متارسه جمموعة من املعلمني لدراسة مشكلة<br />
تربوية، واملشغل الرتبوي ينفذ باأساليب عدة )كاملحارضة، واحلوار، والتطبيق( حسب ما<br />
يتطلبه املوقف.<br />
وحتى يحقق املشغل الرتبوي اأهدافه يجب اأن يراعي املرشف الرتبوي الأمور الآتية:<br />
. 1االإفادة من خربات املعلمني اأنفسهم، وخاصة املبدعني منهم، ملا يف ذلك من<br />
لالآخرين وحفز للمبدعني منهم.<br />
2االستعانة . 2 بنخبة من ذوي الكفاءات العالية واخلربة الكافية يف املواضيع املطروحة<br />
للبحث.<br />
3توفري . 3 كل ما يحتاج اإليه املشاركون يف املشغل من املراجع والكتب والنرشات<br />
واملجالت واالأدوات.<br />
4اإعداد . 4 وسيلة تقومي للمشغل عند االنتهاء منه ليكون مبثابة التغذية الراجعة ملشاغل<br />
الحقة. )عطوي، 2004، ص 292-291(.<br />
1 فائدة
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
4الدروس 4. النموذجية:<br />
هو نشاط عملي يهدف لتوضيح فكرة اأو طريقة اأو وسيلة، اأو اأسلوب تعليمي يرغب<br />
املرشف الرتبوي يف اإقناع املعلمني بنجاعته واأهمية استخدامه، نظراً لتخوف بعض<br />
املعلمني من جتربة االأفكار التي يطرحها املرشف الرتبوي ميدانياً يف غرفة الصف،<br />
وقد يتشكك بعضهم يف اإمكانية تطبيق االأفكار اأصالً ويعتربها جمرد طروحات نظرية،<br />
فيقوم املرشف بتطبيق الفكرة اأمام عدد من املعلمني، اأو قد يكلف اأحد املعلمني بتطبيق<br />
هذه الفكرة اأمام زمالئه. فياأتي الدرس النموذجي على جمموعة من الطلبة اأمام املعلمني<br />
دليالً عملياً على اإمكانية ترجمة الفكر اإىل واقع ملموس، وتتلو الدرس النموذجي -بطبيعة<br />
احلال- مناقشات تعزز القناعة يف استخدام املتبع فيه، واالسرتاتيجيات التي اعتمد عليها.<br />
)نبهان، 2007، ص42(.<br />
5.5النشرات الرتبوية:<br />
النرشة االإرشافية هي وسيلة اتصال مكتوبة بني املرشف واملعلمني، يستطيع املرشف<br />
بوساطتها اأن ينقل اإىل املعلمني خالصة قراءاته ومقرتحاته ومشاهداته بقدر معقول من<br />
اجلهد والوقت، ومن اأهم اأهدافها اأنها: تساعد على توثيق الصلة بني املرشف واملعلمني،<br />
وتخدم اأعداداً كبرية من املعلمني يف اأماكن متباعدة، وتوفر للمعلمني مصدراً مكتوباً<br />
ومنوذجاً ميكن الرجوع اإليه عند احلاجة، وتعرف املعلمني ببعض االأفكار واملمارسات<br />
واالجتاهات الرتبوية احلديثة على املستوى املحلي والعاملي، وتثري بعض املشكالت<br />
التعليمية حلفز املعلمني على التفكري واقرتاح احللول املالئمة لها، وتساعد يف تعميم<br />
اخلربات املتميزة التي يشاهدها املرشف. )عطوي، 2004، ص92(.<br />
6.6البحث اإلجرائي:<br />
يعد البحث االإجرائي نوعاً من االأبحاث التطبيقية التي يقوم بها شخص يواجه<br />
مشكالت معينة يف ميدان عمله اأو حياته العملية، ويضع خطة حلل هذه املشكالت، فهو<br />
اأسلوب بحث يعتمد على مشكالت مبارشة تواجه الباحث الإيجاد حلول لهذه املشكالت<br />
التي تتعلق مبارشة بغرفة الصف يف املدارس اأو االأوضاع الفعلية احلقيقية، ويتميز البحث<br />
االإجرائي باأنه عملي ويتعلق مبارشة بوضع حقيقي يف احلياة، ويتكون جمتمع الدراسة<br />
من طالب صف معني اأو هيئة تدريسية، اأو اأشخاص يرتبط بهم الباحث مبارشة. )عبيدات<br />
واآخرون، 1984، ص 282-281 وسليمان وحمفوظ، 2001، ص54(.
العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />
التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />
د. عبد الكرمي القاسم<br />
وعلى الرغم من اأن البحث االإجرائي يحاول اأن يكون منظماً، فاإنه ينقصه الدقة العلمية<br />
بسبب ضعف صدقه الداخلي واخلارجي، كما اأن هدفه حملي، وعينته حمدودة وليست متثيلية<br />
باالإضافة اإىل ضعف الضبط للمتغريات املستقلة، ولهذا فاإن نتائجه- على الرغم من اأنها<br />
مفيدة داخل نطاق االأبعاد العملية للحالة- تبقى حمدودة ويصعب تعميمها على حاالت<br />
اأخرى؛ الأنها تعالج مشكلة معينة اأو موقفاً معيناً. )سليمان وحمفوظ، 2001، ص 54(.<br />
والبحث االإجرائي يجد طريقه بشكل كبري داخل موؤسسات التطوير املهني، ويف برامج<br />
تاأهيل املعلمني، فهو يشجع املهنيني على السيطرة على عملهم اخلاص، ويقدم فهماً اأفضل<br />
من خالل التاأمل الذاتي، الذي ميكن بوساطته تطوير العمل وتقدمي خدمة اأفضل الأولئك<br />
االأفراد الذين يعملون داخل املوؤسسة املهنية. )جني مكنيف، 2001، ص1(.<br />
زيارة املدرسة:<br />
هي اإحدى االأساليب املستخدمة لالإرشاف على املدارس، وتعرف مشكالتها<br />
واحتياجاتها واأنشطتها وواقعها الرتبوي واالجتماعي، ومن ثم تقدمي املشورة الفنية اإن<br />
وجدت لهيئة املدرسة، ويكون هدف املرشف االطالع على شتى النواحي الرتبوية يف<br />
املدرسة ومرافقها وجتهيزاتها، واأداء العاملني فيها من معلمني ومرشدين وطالب وغريهم،<br />
ومن ثم تقدمي املشورة الفنية اإن وجدت لهيئة املدرسة، وكتابة تقرير عما يلزم للجهات<br />
املسوؤولة ليوؤدي اإىل حتسني العمل الرتبوي فيها. )العلي، 2006(.<br />
خطوات اإجرائها:<br />
1 اأن جتري وفق خطة مرنة ومنتظمة.<br />
. 2اأن يحدد الهدف اأو االأهداف من الزيارة يف ضوء ظروف كل مدرسة<br />
3اأن . 3 يتفق مع االإدارة التعليمية واإدارة املدرسة على موعد الزيارة وهدفها.<br />
4اأن . 4 يحصل على معلومات كافية عن معلمي املدرسة بهدف توجيه االهتمام نحو من<br />
هو اأحوج اإليه من املعلمني. )مدخلي، 2007(<br />
يتضح من العرض السابق لالأمناط واالأساليب االإرشافية املعارصة، وجود العديد<br />
منها، وقد اأثبتت كثري من الدراسات فائدتها يف حتسني اجتاهات املعلمني نحو االإرشاف<br />
الرتبوي يف حتسني اأدائهم الصفي والتعليمي.<br />
من هنا ينبغي على املرشف الرتبوي املتمكن واملتجدد اأن ميتلك خمزوناً من اأساليب<br />
االإرشاف الرتبوي وطرائقه واأنواعه، االأمر الذي يفتح اأمامه فرص التنويع يف اأساليبه<br />
االإرشافية، وعدم االقتصار على الزيارة الصفية التي ال ميكن االستغناء عنها، فعليه اأن<br />
يختار من بني هذه االأساليب ما يناسب املعلمني الذين يوجههم، ويرشف عليهم على<br />
اختالفهم، ويلبي الفروق الفردية يف التلقي واالستجابة.<br />
1 .<br />
. 2
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
الدرسات السابقة:<br />
- الدراسات العربية:<br />
1دراسة . 1 دعباس )1992(: هدفت اإىل التعرف على فاعلية املرشف الرتبوي يف حتسني<br />
املمارسات االإدارية ملديري املدارس احلكومية يف االأردن، وتكونت عينة الدراسة من<br />
)569( مديراً، وقد استخدم الباحث االستبانة، وقد اأظهرت نتائج الدراسة اأن درجة<br />
ممارسة املهمات االإدارية من املرشفني الرتبويني كانت متوسطة يف التخطيط والتنظيم<br />
والقيادة والتوجيه والتنسيق والتعاون، وكانت متدنية يف جمايل املتابعة والتقومي.<br />
2دراسة . 2 اإبراهيم )1994(: هدفت اإىل معرفة درجة فاعلية الزيارات االإرشافية يف<br />
حتسني املمارسات التعليمية ملعلمي املدارس احلكومية يف مديرية عمان الكربى<br />
االأوىل، وتكونت عينة الدراسة من )475( معلماً ومعلمة، وقد استخدم الباحث استبانة<br />
اشتملت على ستني فقرة تغطي عرشة جماالت. وقد اأظهرت الدراسة اأن متوسط درجة<br />
الفاعلية يف كل من جمايل التخطيط للتدريس وحتسني التدريس كانت )2.94 و 2.7(<br />
على التوايل، وهي درجة عدها الباحث متوسطة.<br />
3دراسة . 3 حسن )1995(: هدفت الدراسة اإىل معرفة دور املرشف الرتبوي يف حتسني النمو<br />
املهني للمعلمني من وجهة نظر املعلمني، والتعرف اإىل درجة ممارسة املرشف الرتبوي<br />
لدوره تبعاً ملتغري اجلنس واخلربة واملوؤهل العلمي للمعلم، ولتحقيق اأهداف الدراسة استخدم<br />
الباحث استبانة اشتملت على )50( فقرة موزعة على سبعة جماالت. وقد اأظهرت نتائج<br />
الدراسة اأن مستوى ممارسة املرشف الرتبوي لدوره يف حتسني النمو املهني للمعلمني على<br />
جماالت االستبانة السبعة يقل عن املتوقع منه، كما اأظهرت الدراسة عدم وجود فروق ذات<br />
داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )α=0.05( تعزى جلنس املعلم اأو خربته اأو موؤهله،<br />
وعزا الباحث ذلك اإىل اأن املرشفني ميارسون املمارسات نفسها مع جميع املعلمني<br />
واملعلمات. وقد اأوصى الباحث برضورة قيام املرشفني الرتبويني بتنويع اأساليبهم<br />
االإرشافية، وتزويد املعلمني مبا يستجد من معلومات حول موضوعات تخصصهم.<br />
4دراسة . 4 برقعان )1996(: هدفت الدراسة اإىل تقومي برنامج التوجيه الرتبوي من وجهة<br />
نظر معلمي املرحلة الثانوية باأمانة العاصمة صنعاء، عن طريق حتديد درجة<br />
ممارسة املوجهني الرتبويني ملعايري برنامج التوجيه، ولتحقيق اأهداف الدراسة<br />
استخدم الباحث عينة تكونت من )198( معلماً ومعلمة، وكانت االأداة املستخدمة يف<br />
الدراسة االستبانة، واأظهرت نتائج الدراسة: اأن درجة ممارسة املوجهني كانت دون<br />
املستوى املقبول على جممل االأداة، وجماالتها االأربعة، كما اأظهرت عدم وجود فروق<br />
دالة اإحصائياً تعزى ملتغري جنس املعلم وخلربته.
العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />
التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />
د. عبد الكرمي القاسم<br />
5دراسة . 5 منصور )1997(: هدفت اإىل حتديد تصورات املرشفني الرتبويني الأهمية املهم َّات<br />
االإرشافية وعلى درجة ممارستهم لها، وبيان اأثر السلطة املرشفة على التعليم وجنس<br />
املرشف وخربته وموؤهله على تقدير اأهمية املهمَّات وممارستها، ولتحقيق اأهداف<br />
الدراسة استخدم الباحث عينة تكونت من )100( مرشف تربوي، موزعة على )7(<br />
جماالت هي: املناهج، والعالقات االجتماعية، والتقومي، والتعليم، والنمو املهني،<br />
والتخطيط واالإدارة. واأظهرت نتائج الدراسة وجود فروق دالة اإحصائياً بني تصورات<br />
املرشفني الأهمية مهماتهم، ودرجة ممارستهم لها لصالح االأهمية، كما اأظهرت<br />
عدم وجود فروق دالة اإحصائياً بني تصورات املرشفني لدرجة ممارستهم للمهمَّات<br />
االإرشافية تعزى ملتغري اخلربة واملوؤهل العلمي.<br />
6دراسة . 6 القواسمة )1998(: هدفت الدراسة اإىل التعرف على تصورات املرشفني الرتبويني<br />
واملديرين واملعلمني الأبعاد البناء النظري لنموذج وطني لالإرشاف الرتبوي يف االأردن.<br />
وقد استخدم الباحث االستبانة، وقد اأظهرت نتائج الدراسة ضعف واقع املمارسات<br />
االإرشافية الفعلية يف امليدان، موازنة بدرجة اأهمية هذه املمارسات، وقد بلغ متوسط<br />
الدرجة التي قدر بها املعلمون عمل املرشف يف رفع كفاياتهم املهنية )2.7( يف<br />
ضوء ممارسات املرشفني احلالية، وهي درجة اعتربها الباحث منخفضة.<br />
7دراسة . 7 اأبو هويدي )2000(: هدفت اإىل حتديد درجة ممارسة املرشفني الرتبويني<br />
لكفاياتهم االإرشافية من وجهة نظر املعلمني، وبيان اأثر متغري اجلنس واخلربة واملوؤهل<br />
العلمي، واملنطقة التعليمية يف تقدير املعلمني لدرجة ممارسة املرشفني الرتبويني<br />
لكفاياتهم االإرشافية. وتكونت عينة الدراسة من )192( معلماً، وقد استخدم الباحث<br />
االستبانة اأداةً للدراسة، واشتملت على )70( كفاية موزعة على )9( جماالت اإرشافية.<br />
وقد اأظهرت النتائج اأن درجة ممارسة املرشفني الرتبويني لكفاياتهم االإرشافية على<br />
جممل االأداة كانت بدرجة قليلة، فمنهم من ميارس )8( كفايات بدرجة متوسطة فقط،<br />
ومنهم من ميارس )62( كفاية بدرجة قليلة، وبالنسبة للمجاالت فمنهم من ميارس<br />
جماالً واحداً بدرجة متوسطة، ومنهم من ميارس املجاالت الباقية بدرجة قليلة،<br />
وكذلك كانت الدرجة الكلية ملمارسة جممل املجاالت قليلة. كما اأظهرت الدراسة اأنه ال<br />
توجد فروق دالة اإحصائياً يف ممارسة املرشفني لكفاياتهم تعزى ملتغري جنس املعلم<br />
اأو خربته التعليمية على جماالت الدراسة مستقلة اأو على جممل االأداة.<br />
8دراسة . 8 الغنيمني )2004(: هدفت الدراسة اإىل التعرف اإىل دور املرشف يف حتسني االأداء<br />
التعليمي ملعلمي املدارس الثانوية احلكومية يف منطقة جنوب االأردن كما يدركها<br />
املعلمون، وتكونت عينة الدراسة من )384( معلماً ومعلمة، وكانت االأداة املستخدمة
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
يف الدراسة االستبانة التي اشتملت على سبعني فقرة موزعة على ثمانية جماالت.<br />
واأظهرت نتائج الدراسة: اأن فاعلية املرشف الرتبوي يف حتسني االأداء التعليمي<br />
للمعلمني، كما يراها املعلمون منخفضة وغري مرضية، وبلغ متوسط درجة رضاهم<br />
)2.9( من اأصل )5(.<br />
9دراسة 9. صبح )2005(: هدفت الدراسة اإىل معرفة درجة تقومي التخطيط لالإرشاف<br />
الرتبوي لدى املرشفني الرتبويني كما يراها مديرو املدارس الثانوية يف حمافظات<br />
شمال فلسطني ومعلموها. وتكونت عينة الدراسة من )127( مديراً ومديرة، ومن<br />
)481( معلماً، وقد استخدم الباحث االستبانة. واأظهرت نتائج الدراسة ما ياأتي:<br />
1عدم . 1 وجود فروق دالة اإحصائياً يف جماالت تقومي التخطيط لالإرشاف الرتبوي<br />
يعزى ملتغري اجلنس.<br />
2عدم 2. وجود فروق دالة اإحصائياً يف جماالت تقومي التخطيط لالإرشاف الرتبوي<br />
يعزى ملتغري اخلربة.<br />
3عدم . 3 وجود فروق دالة اإحصائياً يف جماالت تقومي التخطيط لالإرشاف الرتبوي<br />
يعزى ملتغري مكان االإقامة.<br />
- الدراسات الأجنبية:<br />
1دراسة . 1 القارتني ,Elgarten( 1991( يف اأمريكا: هدفت اإىل املوازنة بني عمليات<br />
االإرشاف التقليدية املتضمنة للزيارات الصفية وموؤمتر ما بعد الزيارة، وعمليات<br />
اإرشافية جتريبية تقوم على اإدخال عنرص جتريبي يتمثل يف قيام املرشف بتدريس<br />
احلصة نفسها التي شاهدها املعلم، يف حني يقوم املعلم مبشاهدة املرشف وتدوين<br />
املالحظات، وقد استخدم الباحث بطاقة املالحظة. وتكونت عينة الدراسة من )48(<br />
معلماً ومعلمة ملادة الرياضيات يف نيويورك.<br />
واأظهرت نتائج الدراسة اأن املعلمني يف النموذج التجريبي )النمذجة( اأظهروا تغرياً<br />
اأكرث عندما شاهدوا الدرس النموذجي من املرشف الرتبوي، مما يشري اإىل فعالية النمذجة<br />
يف تغيري سلوك املعلمني الصفي وحتسني اأدائهم.<br />
. 2دراسة ساندل ,Sandel( 1992(: هدفت اإىل بيان اأثر عمل املرشف الرتبوي يف<br />
املهني ملعلمي املرحلة االأساسية، وقد استخدم الباحث االستبانة. واأظهرت نتائج<br />
الدراسة اأنه كان هناك اأثر مهم لدور املرشف الرتبوي يف حتسني النمو املهني<br />
للمعلمني الذين اأجريت عليهم الدراسة.<br />
2 النمو
العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />
التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />
د. عبد الكرمي القاسم<br />
3دراسة . 3 اأورمستون ورفاقه etal( ,.Ormston, M. and :)1995 هدفت هذه الدراسة<br />
ملعرفة ما اإذا كانت عملية االإرشاف تساعد يف تطوير املعلم، اأو اأنها كانت عائقاً<br />
ومانعاً الأدائه الصفي، وتكونت عينة الدراسة من )800( معلم ومعلمة يعملون يف<br />
)35( مدرسة ثانوية ومتوسطة، وقد اأظهرت نتائج الدراسة ما ياأتي:<br />
. 1اإن معظم املعلمني ال يتلقون تغذية راجعة عن الزيارات الصفية التي يقوم<br />
املرشفون الرتبويون، واإن حصل اأن قدمت لهم التغذية الراجعة، فاإنها -عند<br />
كثري من املعلمني- ضعيفة وال يستفاد منها.<br />
1 بها<br />
2وجود . 2 اختالفات جوهرية بني توقعات املرشفني الرتبويني اأنفسهم لدورهم،<br />
وبني املعلمني ومسوؤويل املدارس ومديريها، فبينما يتوقع املعلمون قيام<br />
املرشف الرتبوي بعقد دروس توضيحية للمعلمني الطالعهم على طرائق<br />
التدريس احلديثة، فاإن رغبة املرشفني الرتبويني قليلة جتاه هذه املهمة، يف<br />
حني اأظهروا ميالً واضحاً ملساعدة املعلمني يف حتضري اخلطة اليومية ومناقشة<br />
الدروس واخلطط الفصلية معهم.<br />
3دراسة . 3 رينجروز ,Ringrose( 1996(: هدفت الدراسة اإىل معرفة اأهمية االإرشاف<br />
التعاوين يف تطوير مهنة التعليم، وتكونت عينة الدراسة من ثمانية معلمني من<br />
املرحلة االأساسية خضعوا لالإرشاف التعاوين. وقد استخدم الباحث املقابلة اأداة<br />
للدراسة، واأشارت نتائج الدراسة اإىل اأن املعلمني شعروا بدعم االإداريني لهم<br />
فتحسن اأداوؤهم وتقلص شعورهم بالعزلة.<br />
تعقيب على الدراسات السابقة:<br />
نظراً ملا لالإرشاف الرتبوي من اأهمية يف حتسني التعليم وتطويره، واختصاصه<br />
باجلانب الفني كامالً، واإىل درجة ما باجلانب االإداري يف عمل املعلم لتحقيق اأهداف<br />
النظام الرتبوي، ورفع كفايته عن طريق بناء عالقة تعاونية دميقراطية مستمرة بني<br />
املرشف واملعلم، سعياً للرقي مبستوى املعلم مهنياً واأكادميياً، فقد بداأ االهتمام يتزايد<br />
-وبشكل مستمر- باالإرشاف الرتبوي لرفع مستوى التعليم ونوعيته، فقد اهتمت دراسات<br />
وبحوث واأدبيات يف املستويني االإقليمي والعاملي، وتناولت مواضيع عدة منها: مهمَّات<br />
االإرشاف الرتبوي، وتقومي االإرشاف الرتبوي، وواقع االإرشاف الرتبوي وتطوره، ودراسات<br />
عامة يف االإرشاف الرتبوي، ودراسات تناولت ممارسات املرشفني ملهماتهم وكفاياتهم،
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
ولكن الدراسات التي تناولت االأساليب االإرشافية وحسب اطالع الباحث قليلة، ومل متس<br />
املوضوع بشكل مبارش، فقد عرث على عدد من الدراسات التي متس موضوع الدراسة احلالية<br />
جزئياً، وهي التي عُ رضت حتت عنوان الدراسات السابقة، وقد استفاد الباحث من خالل<br />
االطالع على الدراسات السابقة يف حتديد موضوع الدراسة احلالية، كما استفاد اأيضاً من<br />
نتائجها وتوصياتها يف بناء اأداة الدراسة احلالية وتصميم الدراسة، وحتديد متغرياته.<br />
طريقة الدراسة وإجراءاتها:<br />
منهج الدراسة: استخدم الباحث املنهج الوصفي املسحي نظراً ملالءمته الأغراض الدراسة.<br />
جمتمع الدراسة: تكوّن جمتمع الدراسة من املرشفني واملرشفات الرتبويني يف مديريات<br />
الرتبية والتعليم يف حمافظات شمال فلسطني، وبلغ عدد هذه املديريات ستاً، وعدد<br />
املرشفني )167( مرشفاً ومرشفة )اأقسام االإرشاف الرتبوي، 2006(.<br />
عينة الدراسة: اأجريت الدراسة على كامل جمتمع الدراسة البالغ عدده )167( مرشفاً، اإال<br />
اأن هناك ست استبانات استبعدت لعدم تعبئتها بالكامل، وهناك )29( استبانة مل تسرتجع<br />
من اأفراد جمتمع الدراسة، وبذلك تكون عينة الدراسة )132( مرشفاً ومرشفة، واجلدول )1(<br />
يبني وصف عينة الدراسة تبعاً ملتغرياتها املستقلة.<br />
اجلدول )1(<br />
وصف عينة الدراسة تبعاً ملتغرياتها املستقلة. اجلنس، واملؤهل العلمي، والوظيفة، واخلربة،<br />
والتخصص)علمي، أدبي(، ومديرية الرتبية)مكان العمل(
العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />
التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />
د. عبد الكرمي القاسم<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
- <br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
أداة الدراسة:<br />
قام الباحث ببناء اأداة الدراسة وتطويرها، وذلك لقياس العالقة بني درجة االأهمية<br />
ودرجة املمارسة من وجهة نظر املرشفني الرتبويني لسبعة اأساليب اإرشافية تعدّ من اأهم<br />
االأساليب االإرشافية، وذلك من خالل االستفادة من االأدب الرتبوي، ومن نتائج الدراسات السابقة<br />
والتوصيات واملقرتحات التي خرجت بها هذه الدراسات التي تناولت االإرشاف الرتبوي، وقد<br />
اأعدَّت استبانة مكونة من )70( فقرة موزعة على سبعة جماالت، لكل جمال عرش فقرات، وهذه<br />
املجاالت هي: الزيارة الصفية، وتبادل الزيارات، واملشاغل الرتبوية، والدروس النموذجية،<br />
والنرشات الرتبوية، والبحث االإجرائي، وزيارة املدرسة، كما هو مبني يف امللحق )1(.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
صدق األداة:<br />
للتعرف اإىل قدرة االأداة لقياس ما وضعت لقياسه، عرضت على )14( خبرياً ومتخصصاً،<br />
منهم )5( حمكمني من حملة الدكتوراه يف جامعة القدس املفتوحة، و )5( حمكمني من<br />
حملة الدكتوراه يف جامعة النجاح الوطنية، و)4( حمكمني من حملة الدكتوراه من العاملني<br />
يف وزارة الرتبية والتعليم العايل الفلسطينية، وقد حُ ذفت بعض الفقرات واأضيفت فقرات<br />
اأخرى، واأعيدت صياغة بعض الفقرات بناءً على اقرتاحات املحكمني.<br />
ثبات األداة:<br />
للتحقق من ثبات االأداة استخدمت معادلة )كرونباخ األفا( حيث وصل ثبات االأداة<br />
الكلي )0.9562(. واجلدول )2( يبني معامل الثبات لكل جمال من املجاالت.<br />
اجلدول )2(<br />
يبني معامل الثبات لكل جمال من اجملاالت اليت تناولتها أداة الدراسة<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
يتضح من اجلدول )2( اأن معامالت الثبات على درجة االأهمية ودرجة املمارسة كانت<br />
اأعلى من )0.80( على جميع املجاالت وهي معامالت ثبات عالية تفي باأغراض الدراسة.
العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />
التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />
د. عبد الكرمي القاسم<br />
تصميم الدراسة:<br />
اشتملت الدراسة على اأربعة متغريات مستقلة هي: اجلنس وله مستويان، واملوؤهل<br />
العلمي وله ثالثة مستويات، والوظيفة ولها مستويان، واخلربة ولها ثالثة مستويات، بينما<br />
املتغري التابع متثل مبعرفة العالقة بني درجة االأهمية واملمارسة لسبعة اأساليب اإرشافية<br />
تعدُّ من اأهم االأساليب االإرشافية من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريات الرتبية<br />
والتعليم يف حمافظات شمال فلسطني التي تتمثل يف استجابات املرشفني واملرشفات<br />
الرتبويني على جماالت االستبانة وفقراتها.<br />
املعاجلات اإلحصائية:<br />
من اأجل معاجلة البيانات استخدم الباحث برنامج الرزمة االإحصائية للعلوم<br />
االجتماعية ،)SPSS( وذلك باستخدام املعاجلات االآتية: التكرارات، والنسب املئوية،<br />
واملتوسطات احلسابية، واالنحرافات املعيارية، ومعامل ارتباط بريسون .)Person(<br />
نتائج الدراسة:<br />
عُ وجلت البيانات بعد ترميزها واإدخالها اإىل احلاسوب باستخدام الرزمة االإحصائية<br />
للعلوم االجتماعية ،)SPSS( وفيما ياأتي نتائج الدراسة تبعاً لتسلسل فرضياتها.<br />
النتائج املتعلقة بالفرضية األوىل ونصها:<br />
ل توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية الأساليب الإرشافية ودرجة ممارستها<br />
من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريات الرتبية والتعليم يف حمافظات شمال<br />
فلسطني.<br />
ولفحص الفرضية استخدمت املتوسطات احلسابية، واالنحرافات املعيارية، والرتبة<br />
لكل من درجة االأهمية واملمارسة ومعامل ارتباط بريسون بني درجة االأهمية ودرجة<br />
املمارسة لكل اأسلوب اإرشايف وجلميع االأساليب كما يظهر يف اجلدول )3(.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
<br />
اجلدول)3(:<br />
يبني املتوسطات احلسابية، واالحنرافات املعيارية، والرتبة لكل من درجة أهمية األسلوب اإلشرايف<br />
ودرجة ممارسته، ومعامل االرتباط بني درجة األهمية ودرجة املمارسة لكل أسلوب إشرايف وجلميع األساليب<br />
<br />
<br />
**<br />
**<br />
**<br />
**<br />
**<br />
**<br />
**<br />
**<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
يتضح من اجلدول )3( اأن هناك عالقة ارتباطية متوسطة بني درجة اأهمية االأساليب<br />
االإرشافية وبني درجة ممارستها، اإذ تراوح معامل االرتباط ما بني )0.465( و )0.601(،<br />
كما يظهر من اجلدول اأن الزيارة الصفية كان ترتيبها االأول من حيث درجة االأهمية<br />
ودرجة املمارسة، يليها املشاغل الرتبوية، ثم ياأتي ثالثاً زيارة املدرسة، اأما اأسلوب البحث<br />
االإجرائي فكان ترتيبه السادس من حيث درجة االأهمية والسابع من حيث درجة املمارسة.<br />
ولتوضيح العالقة بشكل اأفضل، مثِّلت املتوسطات احلسابية بني درجة اأهمية االأساليب<br />
االإرشافية ودرجة ممارستها بالرسم البياين كما يوضح الشكل )1(.<br />
يباسحلا طسوتملا ةيمهألا ةجرد<br />
يباسحلا طسوتملا ةسرامملا ةجرد<br />
بيلاسألاعيمج<br />
ةسردملا ةرايز<br />
يئارجإلا ثحبلا<br />
ةيوبرتلا تارشنلا<br />
ةي جذومنلاسوردلا<br />
ةيوبرتلا لغاشملا<br />
تارايزلا لدابت<br />
5<br />
4<br />
3<br />
2<br />
1<br />
0<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
ة ي فصلا ةرايزلا<br />
الشكل )1( يبني العالقة بني درجة اأهمية االأساليب االإرشافية وبني درجة ممارستها.
العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />
التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />
د. عبد الكرمي القاسم<br />
النتائج املتعلقة بالفرضية الثانية:<br />
ل توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية الأساليب الإرشافية وبني درجة ممارستها<br />
من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف حمافظات شمال فلسطني تعزى ملتغري جنس<br />
املرشف الرتبوي.<br />
ولفحص الفرضية استخدم معامل ارتباط بريسون حيث يبني اجلدول )4( املتوسطات<br />
احلسابية واالنحرافات املعيارية لكل من درجة االأهمية ودرجة املمارسة لكل اأسلوب<br />
اإرشايف ومعامل االرتباط جلميع االأساليب االإرشافية ومستوى داللته.<br />
اجلدول )4(:<br />
يبني املتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية لكل من درجة األهمية ودرجة املمارسة لكل أسلوب<br />
إشرايف، ومعامل االرتباط جلميع األساليب اإلشرافية ومستوى داللته بالنسبة جلنس املشرف الرتبوي<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
**<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
ذكر )ن = 86(<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
<br />
(0.01
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
يتضح من اجلدول )4( اأن هناك عالقة ارتباطية عالية بني درجة اأهمية االأساليب<br />
االإرشافية وبني درجة ممارستها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني، اإذ بلغ معامل االرتباط<br />
)0.892( ومستوى داللته )0.012( وهو دال اإحصائياً عند مستوى الداللة )0.01(.<br />
كما يتضح من اجلدول اأيضاً اأن هناك عالقة ارتباطية متوسطة بني درجة اأهمية<br />
االأساليب االإرشافية وبني درجة ممارستها من وجهة نظر املرشفات الرتبويات، اإذ بلغ<br />
معامل االرتباط )0.747( وهو غري دال اإحصائيا؛ً اإذ بلغ مستوى داللته االإحصائية<br />
)0.054( وهو قريب من الداللة االإحصائية، ولصالح درجة االأهمية.<br />
النتائج املتعلقة بالفرضية الثالثة ونصها:<br />
ل توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية الأساليب الإرشافية وبني درجة ممارستها<br />
من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف حمافظات شمال فلسطني تعزى ملتغري وظيفة<br />
املرشف )مرشف مبحث ومرشف مرحلة(.<br />
ولفحص الفرضية استخدم معامل ارتباط بريسون حيث يبني اجلدول )5( املتوسطات<br />
احلسابية واالنحرافات املعيارية لكل من درجة االأهمية ودرجة املمارسة لكل اأسلوب<br />
اإرشايف، ومعامل االرتباط جلميع االأساليب االإرشافية ومستوى داللته االإحصائية.<br />
اجلدول )5(:<br />
يبني املتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية لكل من درجة األهمية ودرجة املمارسة لكل أسلوب<br />
إشرايف، ومعامل االرتباط جلميع األساليب اإلشرافية ومستوى داللته بالنسبة لوظيفة املشرف<br />
)مشرف مبحث، مشرف مرحلة(<br />
مشرف مبحث )ن= 98(<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
**<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.
العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />
التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />
د. عبد الكرمي القاسم<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
<br />
.(0.01<br />
يتضح من اجلدول )5( اأن هناك عالقة ارتباطية عالية بني درجة اأهمية االأساليب<br />
االإرشافية وبني درجة ممارستها من وجهة نظر مرشيف املبحث، اإذ بلغ معامل االرتباط<br />
)0.917( ومستوى داللته )0.004( وهو دال اإحصائياً عند مستوى الداللة )0.01(.<br />
كما يتضح من اجلدول اأن هناك عالقة ارتباطية متوسطة بني درجة اأهمية االأساليب<br />
االإرشافية، وبني درجة ممارستها من وجهة نظر مرشيف املرحلة، اإذ بلغ معامل االرتباط<br />
)0.509( ومستوى داللته االإحصائية )0.243( وهو غري دال اإحصائياً.<br />
النتائج املتعلقة بالفرضية الرابعة ونصها:<br />
ل توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية الأساليب الإرشافية وبني درجة ممارستها<br />
من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف حمافظات شمال فلسطني تعزى ملتغري املؤهل<br />
العلمي للمرشف الرتبوي.<br />
ولفحص الفرضية استخدم معامل ارتباط بريسون حيث يبني اجلدول )6( املتوسطات<br />
احلسابية واالنحرافات املعيارية لكل من درجة االأهمية ودرجة املمارسة لكل اأسلوب<br />
اإرشايف، ومعامل االرتباط جلميع االأساليب االإرشافية ومستوى داللته االإحصائية.<br />
اجلدول )6(<br />
يبني املتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية لكل من درجة األهمية ودرجة املمارسة لكل أسلوب<br />
إشرايف، ومعامل االرتباط جلميع األساليب اإلشرافية ومستوى داللته بالنسبة للمؤهل العلمي<br />
للمشرف الرتبوي.
2009 طابش - رشع سمالخا ددعلا - تاساردلاو ثاحبلأل ةحوتفلما سدقلا ةعماج ةلجم<br />
<br />
)84=ن( سويرولاكب<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
*<br />
<br />
(<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
**<br />
<br />
(<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(0.05<br />
(0.01
العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />
التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />
د. عبد الكرمي القاسم<br />
يتضح من اجلدول )6( اأن هناك عالقة ارتباطية عالية بني درجة اأهمية االأساليب<br />
االإرشافية، وبني درجة ممارستها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني حملة درجة<br />
البكالوريوس، اإذ بلغ معامل االرتباط )0.873( ومستوى داللته )0.010( وهو دال<br />
اإحصائياً عند مستوى الداللة )0.05(.<br />
كما يتضح من اجلدول اأن هناك عالقة ارتباطية عالية بني درجة اأهمية االأساليب<br />
االإرشافية وبني درجة ممارستها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني حملة درجة<br />
البكالوريوس+دبلوم تربية، اإذ بلغ معامل االرتباط )0.908( ومستوى داللته )0.005(<br />
وهو دال اإحصائياً عند مستوى الداللة )0.01( ولصالح درجة االأهمية.<br />
كما يتضح من اجلدول اأن هناك عالقة ارتباطية متوسطة بني درجة اأهمية االأساليب<br />
االإرشافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني حملة درجة املاجستري<br />
فاأعلى، اإذ بلغ معامل االرتباط )0.682( ومستوى داللته )0.092( وهو غري دال<br />
اإحصائياً.<br />
النتائج املتعلقة بالفرضية اخلامسة ونصها:<br />
ل توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية الأساليب الإرشافية ودرجة ممارستها من<br />
وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف حمافظات شمال فلسطني تعزى خلربة املرشف الرتبوي.<br />
ولفحص الفرضية استخدم معامل ارتباط بريسون حيث يبني اجلدول )7( املتوسطات<br />
احلسابية واالنحرافات املعيارية لكل من درجة االأهمية ودرجة املمارسة لكل اأسلوب<br />
اإرشايف، ومعامل االرتباط جلميع االأساليب االإرشافية ومستوى داللته االإحصائية.<br />
اجلدول )7(:<br />
يبني املتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية لكل من درجة األهمية ودرجة املمارسة لكل أسلوب<br />
إشرايف، ومعامل االرتباط جلميع األساليب اإلشرافية ومستوى داللته بالنسبة خلربة املشرف الرتبوي<br />
أقل من 5 سنوات )ن=50(<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
معامل<br />
االرتباط<br />
مستوى<br />
الداللة
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
<br />
<br />
<br />
*<br />
*<br />
**<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
( - <br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
(<br />
<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
<br />
(0.05<br />
(0.01<br />
يتضح من اجلدول )7( اأن هناك عالقة ارتباطية عالية بني درجة اأهمية االأساليب<br />
االإرشافية، وبني درجة ممارستها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني اأصحاب اخلربة اأقل<br />
من )5( سنوات، اإذ بلغ معامل االرتباط )0.848( ومستوى داللته )0.016( وهو دال<br />
اإحصائياً عند مستوى الداللة )0.05( ولصالح درجة االأهمية.<br />
كما يتضح من اجلدول اأن هناك عالقة ارتباطية عالية بني درجة اأهمية االأساليب<br />
االإرشافية، ودرجة ممارستها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني اأصحاب اخلربة من<br />
)10-5( سنوات، اإذ بلغ معامل االرتباط )0.829( ومستوى داللته )0.021( وهو دال<br />
اإحصائياً عند مستوى الداللة )0.05(، ولصالح درجة االأهمية.<br />
ويتضح اأيضاً اأن هناك عالقة ارتباطية عالية بني درجة اأهمية االأساليب االإرشافية<br />
ودرجة ممارستها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني اأصحاب اخلربة اأكرث من )10( سنوات؛<br />
اإذ بلغ معامل االرتباط )0.878( ومستوى داللته )0.009( وهو دال اإحصائياً عند مستوى<br />
)0.01(، ولصالح درجة االأهمية.
العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />
التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />
د. عبد الكرمي القاسم<br />
النتائج املتعلقة بالفرضية السادسة واليت نصها:<br />
ل توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية الأساليب الإرشافية وبني درجة ممارستها<br />
من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف حمافظات شمال فلسطني تعزى ملديرية الرتبية<br />
والتعليم )مكان العمل(.<br />
ولفحص الفرضية استخدم معامل ارتباط »بريسون«حيث يبني اجلدول )8(<br />
املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية لكل من درجة االأهمية ودرجة املمارسة لكل<br />
اأسلوب اإرشايف، ومعامل االرتباط جلميع االأساليب االإرشافية ومستوى داللته االإحصائية.<br />
اجلدول )8(:<br />
يبني املتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية لكل من درجة األهمية ودرجة املمارسة لكل أسلوب<br />
إشرايف، ومعامل االرتباط جلميع األساليب اإلشرافية ومستوى داللته بالنسبة ملديرية الرتبية<br />
والتعليم )مكان العمل(<br />
<br />
<br />
نابلس )ن=29(<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
معامل االرتباط<br />
<br />
مستوى<br />
الداللة<br />
<br />
<br />
**<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.
2009 طابش - رشع سمالخا ددعلا - تاساردلاو ثاحبلأل ةحوتفلما سدقلا ةعماج ةلجم<br />
<br />
(<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
*<br />
<br />
(<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
**<br />
<br />
(<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
*<br />
<br />
(0.05<br />
(0.01
العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />
التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />
د. عبد الكرمي القاسم<br />
يتضح من اجلدول )8( اأن هناك عالقة ارتباطية متوسطة بني درجة اأهمية االأساليب<br />
االإرشافية، وبني درجة ممارستها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريتي الرتبية<br />
والتعليم يف نابلس وسلفيت؛ اإذ بلغ معامل االرتباط )0.658( ومستوى داللته )0.108(<br />
يف نابلس وهو غري دال احصائيا، يف حني بلغ معامل االرتباط ملرشيف مديرية سلفيت<br />
)0.747( ومستوى داللته )0.054( وهو غري دال اإحصائياً.<br />
كما يتضح من اجلدول اأيضاً اأن هناك عالقة ارتباطية عالية بني درجة اأهمية االأساليب<br />
االإرشافية، وبني درجة ممارستها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني التابعني ملديريات<br />
الرتبية والتعليم يف جنني وقلقيلية وطولكرم وقباطية، اإذ بلغت معامالت االرتباط على<br />
الرتتيب كما ياأتي: )0.916( و )0.917( و )0.813( و )0.861( وبلغ مستوى داللتها على<br />
الرتتيب: )0.004( و )0.004( و )0.026( و )0.013( وهي دالة اإحصائياً على الرتتيب<br />
عند مستوى الداللة )0.01( و )0.01( و )0.05( و )0.05( ولصالح درجة االأهمية.<br />
النتائج املتعلقة بالفرضية السابعة ونصها:<br />
ل توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية الأساليب الإرشافية وبني درجة ممارستها<br />
من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف حمافظات شمال فلسطني تعزى لتخصص املرشف<br />
الرتبوي )علمي، اأدبي(.<br />
ولفحص الفرضية استخدم معامل ارتباط بريسون حيث يبني اجلدول )9( املتوسطات<br />
احلسابية واالنحرافات املعيارية لكل من درجة االأهمية ودرجة املمارسة لكل اأسلوب<br />
اإرشايف، ومعامل االرتباط جلميع االأساليب االإرشافية ومستوى داللته االإحصائية.<br />
اجلدول )9(:<br />
يبني املتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية لكل من درجة األهمية ودرجة املمارسة لكل أسلوب<br />
إشرايف، ومعامل االرتباط جلميع األساليب اإلشرافية ومستوى داللته بالنسبة<br />
لتخصص املشرف الرتبوي )علمي، أدبي(
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
(<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
0.024<br />
*<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
**<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(0.05<br />
(0.01<br />
يتضح من اجلدول )9( اأن هناك عالقة ارتباطية عالية بني درجة اأهمية االأساليب<br />
االإرشافية، وبني درجة ممارستها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يعزى لتخصص<br />
املرشف الرتبوي )علمي، اأو اأدبي(، اإذ بلغ معامل االرتباط الأصحاب التخصص العلمي<br />
)0.819( ومستوى داللته )0.024( وهو دال اإحصائياً عند مستوى الداللة )0.05(. يف<br />
حني بلغ معامل االرتباط الأصحاب التخصص االأدبي )0.882( ومستوى داللته )0.009(،<br />
وهو دال اإحصائياً عند مستوى الداللة )0.01( ولصالح درجة االأهمية.
العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />
التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />
د. عبد الكرمي القاسم<br />
مناقشة النتائج والتوصيات:<br />
مناقشة النتائج املتعلقة بالفرضية الأوىل:<br />
ل توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية الأساليب الإرشافية وبني درجة ممارستها<br />
من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريات الرتبية والتعليم يف حمافظات شمال<br />
فلسطني.<br />
اأظهرت نتائج اجلدول )3( اأن هناك عالقة ارتباطية متوسطة بني درجة اأهمية<br />
االأساليب االإرشافية، وبني درجة ممارستها، اإذ تراوح معامل االرتباط ما بني )0.465(<br />
و )0.601(، كما يظهر من اجلدول اأن الزيارة الصفية كان ترتيبها االأول من حيث درجة<br />
االأهمية ودرجة املمارسة، تليها املشاغل الرتبوية، ثم تاأتي ثالثاً زيارة املدرسة، اأما اأسلوب<br />
البحث االإجرائي فكان ترتيبه السادس من حيث االأهمية والسابع من حيث درجة املمارسة،<br />
وميكن تفسري هذه النتيجة باأن الزيارة الصفية هي اأكرث االأساليب سهولة واأكرثها استخداماً<br />
من وجهة نظر املرشفني الرتبويني، وذلك الأنهم -على ما يبدو- ال يستخدمون سوى نوع<br />
واحد من اأنواع الزيارة الصفية، وهي الزيارة املفاجئة، وهذا النوع ال يحتاج اإىل كثري من<br />
اجلهد والتدريب، وعلى ما يبدو اأنهم تعلموا هذا االأسلوب عن طريق املمارسة، وعن طريق<br />
املحاولة واخلطاأ، وهذا التفسري ينطبق كذلك على املشاغل الرتبوية، وزيارة املدرسة، اأما<br />
اأسلوب البحث االإجرائي فكان ترتيبه قبل االأخري من حيث االأهمية، واالأخري من حيث درجة<br />
املمارسة، وميكن تفسري ذلك باأن البحث االإجرائي يتطلب معرفة نظرية، ويحتاج اإىل وقت<br />
وجهد، وهذه املعرفة النظرية قد ال تتوافر لدى كثري من املرشفني الرتبويني؛ الأنهم مل, يُعدوا<br />
االإعداد الالزم، ومل يوؤهلوا التاأهيل الكايف ملمارسة العمل االإرشايف. واتفقت نتائج الدراسة<br />
احلالية جزئياً مع نتائج كل من دراسة )دعباس، 1992، واإبراهيم، 1994(.<br />
مناقشة النتائج املتعلقة بالفرضية الثانية ونصها:<br />
ل توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية الأساليب الإرشافية وبني درجة ممارستها<br />
من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريات الرتبية والتعليم يف حمافظات شمال<br />
فلسطني تعزى جلنس املرشف.<br />
اأظهرت نتائج اجلدول )4( اأن هناك عالقة ارتباطية عالية بني درجة اأهمية االأساليب<br />
االإرشافية، وبني ودرجة ممارستها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني، اإذ بلغ معامل<br />
االرتباط )0.892( ومستوى داللته )0.012(. كما يتضح من اجلدول اأيضاً اأن هناك عالقة
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
ارتباطية متوسطة بني درجة اأهمية االأساليب االإرشافية، وبني درجة ممارستها من وجهة<br />
نظر املرشفات الرتبويات؛ اإذ بلغ معامل االرتباط )0.747(، وهو غري دال اإحصائياً، اإذ<br />
بلغ مستوى داللته االإحصائية )0.054(، وهو قريب من الداللة االإحصائية. ويعزو الباحث<br />
هذه النتيجة اإىل اأن معظم املرشفني خربتهم العملية اأكرث من املرشفات، ومن املمكن اأنهم<br />
حرضوا دورات تدريبية اأكرث من املرشفات، ورمبا اكتسبوا خربات نتيجة املمارسة اأكرث<br />
من املرشفات. واتفقت نتائج الدراسة احلالية جزئياً مع نتائج دراستيْ )برقعان، 1996،<br />
واأبو هويدي، 2000(، واختلفت مع نتائج دراسة حسن )1996(. حيث اأظهرت عدم وجود<br />
فروق ذات داللة اإحصائية تعزى جلنس املعلم، وهذا االختالف قد يعزى اإىل اأن املرشفني<br />
ميارسون املمارسات نفسها مع جميع املعلمني واملعلمات، وتتفق مع حسن يف التوصية<br />
برضورة تنويع املرشفني الأساليبهم االإرشافية.<br />
مناقشة النتائج املتعلقة بالفرضية الثالثة ونصها:<br />
ل توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية الأساليب الإرشافية وبني درجة ممارستها<br />
من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريات الرتبية والتعليم يف حمافظات شمال<br />
فلسطني تعزى لوظيفة املرشف )مرشف مبحث، اأو مرشف مرحلة(.<br />
اأظهرت نتائج اجلدول )5( اأن هناك عالقة ارتباطية عالية بني درجة اأهمية االأساليب<br />
االإرشافية وبني درجة ممارستها من وجهة نظر مرشيف املبحث؛ اإذ بلغ معامل االرتباط<br />
)0.917( ومستوى داللته )0.004(، وهو دال اإحصائياً عند مستوى الداللة )0.01(<br />
ولصالح درجة االأهمية.<br />
كما يتضح من اجلدول )5( اأيضاً اأن هناك عالقة ارتباطية متوسطة بني درجة اأهمية<br />
االأساليب االإرشافية وبني درجة ممارستها من وجهة نظر مرشيف املرحلة، اإذ بلغ معامل<br />
االرتباط )0.509( ومستوى داللته االإحصائية )0.243( وهو غري دال اإحصائياً. ويعزو<br />
الباحث هذه النتيجة اإىل اأن خربة مرشيف املرحلة اأقل من مرشيف املبحث، واأن مرشيف<br />
املبحث -نتيجة خلربتهم االأطول- من املمكن اأنهم تعرضوا لدورات تدريبية اأكرث، واستفادوا<br />
من ممارساتهم العملية يف امليدان، وبذلك يكونون قد طوروا من ممارستهم باستخدام معظم<br />
االأساليب االإرشافية، وميكن اأن يُعزى السبب باأن عدداً كبرياً من مرشيف املبحث من حملة<br />
درجة البكالوريوس + دبلوم الرتبية اأو من حملة املاجستري، وبالتايل كان اإعدادهم اأفضل<br />
من اإعداد مرشيف املرحلة الأن عدداً كبرياً منهم من حملة البكالوريوس.
العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />
التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />
د. عبد الكرمي القاسم<br />
مناقشة النتائج املتعلقة بالفرضية الرابعة ونصها:<br />
ل توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية الأساليب الإرشافية ودرجة ممارستها من<br />
وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريات الرتبية والتعليم يف حمافظات شمال فلسطني<br />
تعزى للمؤهل العلمي للمرشف الرتبوي.<br />
اأظهرت نتائج اجلدول )6( اأن هناك عالقة ارتباطية عالية بني درجة اأهمية االأساليب<br />
االإرشافية، وبني درجة ممارستها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني من حملة درجة<br />
البكالوريوس ودرجة البكالوريوس + دبلوم الرتبية، ولصالح درجة االأهمية، كما يتضح من<br />
اجلدول )6( اأيضاً اأن هناك عالقة ارتباطية متوسطة بني درجة اأهمية االأساليب االإرشافية،<br />
وبني درجة ممارستها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني من حملة درجة املاجستري<br />
فاأعلى ولصالح درجة االأهمية. وميكن تفسري هذه النتيجة باأن خربة املرشفني الرتبويني<br />
العملية من حملة درجة املاجستري فاأعلى يف جمال االإرشاف حديثة، واأن معظمهم يحمل<br />
الدرجة العلمية يف املجال االأكادميي، ورمبا مل يوؤهلوا بعد التاأهيل الكايف ملمارسة العمل<br />
يف جمال االإرشاف. واتفقت نتائج الدراسة احلالية جزئياً مع نتائج دراسة كل من )حسن،<br />
،1995 وبرقعان، ،1996 وصبح، .)2005<br />
مناقشة النتائج املتعلقة بالفرضية اخلامسة ونصها:<br />
ل توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية الأساليب الإرشافية وبني درجة ممارستها<br />
من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريات الرتبية والتعليم يف حمافظات شمال<br />
فلسطني تعزى خلربة املرشف الرتبوي.<br />
اأظهرت نتائج اجلدول )7( اأن هناك عالقة ارتباطية عالية بني درجة اأهمية االأساليب<br />
االإرشافية، وبني درجة ممارستها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني بغض النظر عن<br />
سنوات اخلربة ولصالح درجة االأهمية، ويعزو الباحث هذه النتيجة اإىل اأن اأصحاب اخلربات<br />
املختلفة قد يكونون متساوين يف التخصص واملوؤهل العلمي واجلنس والوظيفة ومكان<br />
العمل هذا من ناحية، كما ال يغيب عن الذهن ما يتوافر لالأفراد االأقل خربة من معارف<br />
ومهارات حديثة، وقد يظهر ذلك بوضوح من خالل استعراض اآرائهم حول ادراكاتهم لذلك<br />
الدور، حيث جاءت هذه االدراكات اأكرث قرباً من التصورات النظرية، وذلك مقارنة باآراء<br />
االأفراد االأكرث خربة. واتفقت نتائج الدراسة احلالية مع نتائج دراستيْ )اأبو هويدي، 2000،<br />
وصبح، 2005(، حيث اأظهرت الدراستان اأنه ال توجد فروق دالة اإحصائياً يف ممارسة<br />
املرشفني لكفاياتهم تعزى ملتغري جنس املعلم اأو خربته.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
مناقشة النتائج املتعلقة بالفرضية السادسة ونصها:<br />
ل توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية الأساليب الإرشافية وبني درجة ممارستها<br />
من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريات الرتبية والتعليم يف حمافظات شمال<br />
فلسطني تعزى ملديرية الرتبية والتعليم )مكان العمل(.<br />
اأظهرت نتائج اجلدول )8( اأن هناك عالقة ارتباطية متوسطة بني درجة اأهمية االأساليب<br />
االإرشافية، وبني درجة ممارستها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريتي الرتبية<br />
والتعليم يف نابلس وسلفيت، ولصالح درجة االأهمية. كما يتضح من اجلدول اأيضاً اأن هناك<br />
عالقة ارتباطية عالية بني درجة اأهمية االأساليب االإرشافية وبني درجة ممارستها من<br />
وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريات الرتبية والتعليم يف جنني، وقلقيلية، وطولكرم،<br />
وقباطية ولصالح درجة االأهمية، وميكن تفسري هذه النتيجة باأن ظروف االإغالق واحلصار<br />
املشدد على مدينتي نابلس وسلفيت اللتني تتواجد فيهما مكاتب للرتبية والتعليم اأكرث من<br />
بقية مديريات الرتبية االأخرى، مما اضطر املرشفني الرتبويني الستخدام بعض االأساليب<br />
االإرشافية، وعدم استخدامهم لبعضها االآخر بدرجة كافية، لعدم متكنهم من الوصول اإىل<br />
املدارس، اأو عدم متكن عدد من املعلمني من الوصول اإىل مدينتي نابلس وسلفيت يف حال<br />
استخدام اأسلوب اإرشايف يحتاج اإىل جتميع املعلمني، كما هو احلال يف استخدام اأسلوب<br />
الدروس النموذجية، واملشاغل الرتبوية، واأحياناً يف حال استخدام اأسلوب تبادل الزيارات،<br />
مما حدا باملرشفني اإىل اإعطاء تقديرات عالية الأهمية االأسلوب االإرشايف وتقديرات اأقل<br />
ملمارسة تلك االأساليب. واتفقت نتائج الدراسة احلالية جزئياً مع نتائج دراسة )صبح،<br />
.)2005<br />
مناقشة النتائج املتعلقة بالفرضية السابعة ونصها:<br />
ل توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية الأساليب الإرشافية وبني درجة ممارستها<br />
من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريات الرتبية والتعليم يف حمافظات شمال<br />
فلسطني تعزى لتخصص املرشف الرتبوي )علمي، اأو اأدبي(.<br />
اأظهرت نتائج اجلدول )9( اأن هناك عالقة ارتباطية عالية بني درجة اأهمية االأساليب<br />
االإرشافية، وبني درجة ممارستها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني تعزى لتخصص<br />
املرشف الرتبوي )علمي، اأو اأدبي(. وميكن تفسري هذه النتيجة بان جميع املتغريات االأخرى<br />
متشابهة )اخلربة، والوظيفة، ومكان العمل، واجلنس( كما اأن ظروف العمل وطبيعة التدريب<br />
تقريباً متشابهة.
العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />
التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />
د. عبد الكرمي القاسم<br />
التوصيات واملقرتحات:<br />
1تطوير . 1 معايري اختيار املرشفني الرتبويني، بحيث تكون حداثة خربة الفرد، وجدة<br />
معلوماته الرتبوية، ووظيفة مهاراته القيادية اأحد اأهم الرشوط، ومما ال شك فيه فاإن<br />
العمل بهذا املبداأ من ساأنه اأن يفتح الباب اأمام عنارص شابة لديها القدرة والرغبة<br />
يف العمل بهذا القطاع الرتبوي احليوي، وهو اأمر سوف تعود نتائجه باالإيجاب على<br />
تطوير املنظومة التعليمية، وبخاصة بعدما اأكدت التجربة املعارصة اأن عدد السنوات<br />
التي يقضيها الفرد يف اأداء عمل ما ليس هو املعيار الدقيق لقياس كفايته املهنية<br />
والوظيفية، بل قد تكون حداثة املعارف واملعلومات واملهارات ووظيفتها، هي املعيار<br />
االأكرث نفعاً يف هذا الساأن، وبخاصة يف ظل ما يشهده جمتمع املعرفة الذي نعيش يف<br />
ظالله من تطورات معرفية وتكنولوجية.<br />
2اإعداد . 2 دليل للمرشف الرتبوي يتضمن مهمَّات الدور اجلديد للمرشف، واخلطوات االإجرائية<br />
لتنفيذ كل مهمة اإرشافية، ومعايري االأداء املقبول لكل منها، ليهتدي املرشف بهذا الدليل<br />
يف ممارساته االإرشافية، وميكن تضمني هذا الدليل بعض املراجع واملصادر العلمية<br />
التي ميكن للمرشف اأن يعتمد عليها يف اإثراء ذاته املهنية حيثما يجد حاجة لذلك.<br />
3تطوير . 3 رسالة كليات الرتبية، وتوسيع جماالتها؛ لتستوعب يف اإطار دورها اجلديد<br />
تطوير قطاع االإرشاف الرتبوي من خالل توجيه جزء من البحوث التي يجريها اأعضاء<br />
هيئات التدريس لهذا الغرض.<br />
4املشاركة . 4 الفاعلة يف تقومي اأداء املرشفني ، وتطوير االأدوات العلمية الالزمة لهذا<br />
اخلصوص، واالنطالق من هذا العمل اإىل حتديد حاجاتهم التدريبية، ومن ثم تخطيط<br />
الربامج التدريبية الالزمة وتنفيذها؛ لتطوير اأدائهم جتاه املهمات املرتبطة بدورهم<br />
اجلديد الذي يفرضه عليهم جمتمع املعرفة.<br />
5رضورة . 5 تاأهيل املرشفني الرتبويني الذين مل يُعدوا للعمل يف جمال االإرشاف الرتبوي<br />
للحصول على درجات علمية كاملاجستري والدكتوراه يف االإرشاف الرتبوي.<br />
6 االإرشاف املرشفني الرتبويني برضورة التنويع يف اأساليبهم<br />
. 6اأن يحثّ روؤساء اأقسام<br />
االإرشافية ومتابعة ذلك.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
7تنويع . 7 املرشفني الرتبويني يف االأساليب االإرشافية، وعدم االعتماد على اأسلوب واحد<br />
يف االإرشاف.<br />
8عقد . 8 دورات تدريبية للمرشفني وتدريبهم على استخدام االأساليب االإرشافية احلديثة<br />
كالدروس النموذجية، والنرشات الرتبوية، والبحوث االإجرائية، واملشاغل الرتبوية،<br />
وزيارة املدرسة.<br />
مقرتحات الدراسة:<br />
يقرتح الباحث اإجراء دراسات حول:<br />
1تقومي . 1 املمارسات االإرشافية من وجهة نظر املعلمني واملعلمات.<br />
2دور . 2 املرشف الرتبوي يف حتسني اأداء املعلم حديث التعيني.<br />
3قيام 3. روؤساء اأقسام االإرشاف الرتبوي يف مديريات الرتبية والتعليم بتحديد االحتياجات<br />
التدريبية للمرشفني الرتبويني يف ضوء هذه املالحظات.<br />
4تطوير . 4 معايري لتقومي اأداء املرشفني الرتبويني.
العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />
التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />
د. عبد الكرمي القاسم<br />
املراجع:<br />
1اإبراهيم، . 1 سليم حممد )1994( درجة فاعلية الزيارات االإرشافية يف حتسني املمارسات<br />
التعليمية ملعلمي املدارس احلكومية يف مديرية عمان الكربى االأوىل، رسالة ماجستري<br />
غري منشورة، اجلامعة االأردنية، عمان: االأردن.<br />
2اأحمد، . 2 اإبراهيم )1998( حتديث االإدارة التعليمية، االسكندرية، مكتب املعارف احلديثة .<br />
3اأحمد، . 3 اإبراهيم )1987( االإرشاف يف املدارس من وجهة نظر العاملني يف احلقل<br />
التعليمي، القاهرة: دار الفكر العربي.<br />
4اأقسام . 4 االإرشاف الرتبوي )2006( مديريات الرتبية والتعليم يف حمافظات شمال<br />
فلسطني _نابلس، جنني، طولكرم، قلقيلية، سلفيت، قباطية(.<br />
5برقعان، . 5 اأحمد حممد )1996( تقومي برنامج التوجيه الرتبوي من وجهة نظر املعلمني<br />
يف اجلمهورية اليمنية، رسالة ماجستري غري منشورة، جامعة الريموك، اربد: االأردن.<br />
6بلقيس، . 6 اأحمد وعبد اللطيف، خريي )1991( اأساليب اإرشافية مساندة ودور القائد<br />
الرتبوي يف توظيفها، االأونروا، معهد الرتبية، عمان: االأردن.<br />
7بلقيس، . 7 اأحمد وعبد اللطيف، خريي )1999( الزيارات الصفية والدروس التوضيحية يف<br />
اإطار االسرتاتيجيات االإرشافية، معهد الرتبية، االأونروا، عمان: االأردن.<br />
8جني . 8 مكنيف، ترجمة نادر وهبة )2001( البحث االإجرائي من اأجل التطور املهني،<br />
الطبعة االأوىل، رام اهلل: مركز القطان للبحث والتطوير الرتبوي.<br />
9حسن، . 9 ماهر حممد صالح )1995( دور املرشف الرتبوي يف حتسني النمو املهني<br />
للمعلمني يف مدارس وكالة الغوث يف االأردن، رسالة ماجستري غري منشورة، جامعة<br />
الريموك، اربد: االأردن.<br />
1010حسني، فتحية حممد وسليمان، سعيد اأحمد )1990( االإرشاف الفني يف احللقة االأوىل من<br />
التعليم االأساسي بني التصور النظري والواقع العملي، االإسكندرية، دار املعرفة اجلامعية.<br />
1111اخلطيب، اأحمد، واآخرون )1985( دليل البحث والتقومي الرتبوي، عمان: دار املستقبل<br />
للنرش والتوزيع.<br />
) 12 دور مرشف الرتبية االإسالمية يف حتسني اأداء معلمي مادة<br />
12اخلوالدة، نارص )2002<br />
الرتبية االإسالمية يف املدارس االأساسية من وجهة نظر املعلمني اأنفسهم، جملة<br />
دراسات، املجلد )29(، العدد )2(، ص.ص 380-364.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
1313دعباس، عمر )1992 ) فاعلية املرشف الرتبوي يف حتسني املمارسات االإدارية ملديري<br />
املدارس احلكومية يف االأردن، رسالة ماجستري غري منشورة، كلية الرتبية، اجلامعة<br />
االأردنية، عمان: االأردن.<br />
14دقاق، فهد وخليل، حممد احلاج، وعبد اللطيف، خريي )1988<br />
ماهيته، وبعض اأساليبه، االأونروا، معهد الرتبية، عمان: االأردن.<br />
1515سليمان، اأديب، وحمفوظ، نبيل )2001( االأدوار املهنية والتطوير املهني، رام اهلل، معهد<br />
تدريب املدربني.<br />
1616السويدي، وضحى علي )1992 ) دور مرشف الرتبية، دراسة مقارنة ملدركات املرشفني<br />
والطالب املعلمني حول هذا الدور، املجلة الرتبوية، العدد 24، ص.ص 64-15.<br />
1717الشاعر، جمال حممود )2006( واقع املمارسات االإرشافية التي ميارسها املرشفون<br />
الرتبويون يف مدارس وزارة الرتبية والتعليم يف حمافظة االإحساء من وجهة نظر<br />
املعلمني، جملة دراسات يف املناهج وطرق التدريس، ص.ص 82-55.<br />
1818الشعالن، راشد بن حممد )2006( اأساليب اإرشافية ومصطلحات تربوية، االنرتنت،<br />
.http: www.eshraf.com/articles.php<br />
1919الشيخ، نوال عبد اهلل )2000( تدريب املرشفني الرتبويني يف دولة قطر، واقعه<br />
ومشكالته، جملة الرتبية، جملد 29، العدد 33، ص 55-36.<br />
2020صبح، باسم ممدوح درويش )2005( تقومي التخطيط لالإرشاف الرتبوي لدى املرشفني<br />
الرتبويني كما يراها مديرو ومعلمو املدارس الثانوية يف حمافظات شمال فلسطني،<br />
رسالة ماجستري غري منشورة، جامعة النجاح الوطنية، نابلس: فلسطني.<br />
2121الطعان، حسن اأحمد، والضمور، سامي اأحمد )2007( اأساليب تعامل املرشفني الرتبويني يف<br />
االأردن مع الرصاع التنظيمي، جملة العلوم الرتبوية، العدد )11(، ص.ص 296-257.<br />
2222عبد العزيز، صفاء حممود )2004 ) التوجيه الرتبوي يف جمتمع املعرفة وادراكات املوجه<br />
الفكرية لدوره اجلديد، مستقبل الرتبية، املجلد )10(، العدد )34(، ص.ص 100-9.<br />
2323عبيدات، ذوقان )1981( تطوير برنامج لالإرشاف الرتبوي يف االأردن، رسالة دكتوراه<br />
غري منشورة، جامعة عني شمس، القاهرة:مرص.<br />
2424عبيدات، ذوقان، واآخرون )1984 ) البحث العلمي، عمان، دار املستقبل للنرش والتوزيع.<br />
25العريف، عبد اهلل بالقاسم )1993( االإدارة املدرسية اأصولها وتطبيقاتها، الطبعة<br />
بنغازي، منشورات جامعة قاريونس.<br />
2626عطوي، جودت عزت )2004( االإدارة التعليمية واالإرشاف الرتبوي اأصولها وتطبيقاتها،<br />
ط1، عمان، دار الثقافة للنرش والتوزيع.<br />
) 14 االإرشاف الرتبوي<br />
25 االأوىل،
العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />
التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />
د. عبد الكرمي القاسم<br />
2727العلي، اإبراهيم بن عنرب )2006( االإرشاف الرتبوي، االنرتنت، www.riyadhedu. http:<br />
gov.sa/alan/fntok.<br />
2828عودة، اأحمد، ومكاوي، فتحي )1992 ) اأساسيات البحث العلمي يف الرتبية والعلوم<br />
االإنسانية، الطبعة الثانية، اربد، مكتبة الكتاين.<br />
2929العوض، سلطي حممد )1996( الكفايات الالزمة للمرشف الرتبوي ومدى ممارستها<br />
من وجهة نظر املعلمني، رسالة ماجستري غري منشورة، جامعة الريموك، اربد: االأردن.<br />
3030الغنيمني، زياد حممد )2004( درجة فاعلية املرشف الرتبوي يف حتسني االأداء<br />
التعليمي ملعلمي املدارس الثانوية احلكومية يف حمافظات اجلنوب يف االأردن<br />
كما يدركها املعلمون اأنفسهم، رسالة ماجستري غري منشورة، جامعة عمان العربية<br />
للدراسات العليا، عمان: االأردن.<br />
3131القواسمة، اإبراهيم حممد مسلم )1998 ) تصورات املرشفني الرتبويني واملديرين<br />
واملعلمني الأبعاد البناء النظري لنموذج وطني لالإرشاف الرتبوي يف االأردن، رسالة<br />
ماجستري غري منشورة، اجلامعة االأردنية، عمان: االأردن.<br />
3232مدخلي، علي حممد )2007( اأساليب االإرشاف، االنرتنت،www.almualem.net .<br />
3333مرعي، توفيق )1986 ) االجتاه التكاملي يف االإرشاف، جملة الطالب املعلم، معهد<br />
الرتبية، االأونروا/اليونسكو، العدد االأول.<br />
3434منصور، نبيل )1997( اأهمية املهام االإرشافية كما يتصورها املرشفون الرتبويون يف الضفة<br />
الغربية ودرجة ممارستهم لها، رسالة ماجستري غري منشورة، جامعة بريزيت: فلسطني.<br />
3535نبهان، يحيى حممد )2007( االإدارة الرتبوية بني الواقع والنظرية، ط1 ، عمان، دار<br />
صفاء للنرش والتوزيع.<br />
3636اأبو هويدي، فائق سليمان حسن )2000( درجة ممارسة املرشفني الرتبويني لكفاياتهم<br />
االإرشافية من وجهة نظر معلمي وكالة الغوث الدولية يف الضفة الغربية، رسالة<br />
ماجستري غري منشورة، جامعة النجاح الوطنية، نابلس، فلسطني.<br />
3737الوادي، عبد احلكيم اأحمد حممود )1998( املعايري املقرتحة الختيار املرشف الرتبوي<br />
يف فلسطني، رسالة ماجستري غري منشورة، جامعة النجاح الوطنية، نابلس: فلسطني.<br />
38 املرشف الرتبوي، مديرية املناهج، قسم املناهج<br />
38وزارة الرتبية والتعليم )1983( دليل<br />
واالإرشاف الرتبوي، عمان: االأردن.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
املراجع األجنبية:<br />
1- Elgarten, G.H.(1991) Testing anew supervisory process for in proving<br />
instruction, Journal of Curriculum and Supervision, Vol 6(2)No (2)<br />
P.P.118 – 129.<br />
2- Fraser, K. ( 1980) Supervisory behaviour and teacher’s satisfaction,<br />
Dissertation Abstract International, Vol.40, No(8), p.4326.<br />
3- Hargreaves, D.H. (2003) School Management and Effectiveness<br />
Developing Countries, London: Cassell.<br />
4- Hart, Gordon, M. (1994), strategies and Methods of Effective supervision,<br />
ERIC Diigest, ED.372341.<br />
5- Ormston, M. & etal. (1995) Inspection and change: helpor hindrance<br />
for the classroom teacher, British Journal of inservice Education, Vol<br />
(21) No(3) P.P.311-318.<br />
6- Ovando, M. (1995) Enhancing teaching and Learning through<br />
collaborative supervision, people and Education: the Human Side of<br />
School, vol(3), No(2), p.p 155.<br />
7- Ringrose, Lorraince. (1996) Collaborative supervision as vehicles for<br />
teacher professional Development. University of Alberta (Canda).<br />
ERIC, DA, AAc, MM. 10792.<br />
8- Sandell, M. (1992) Teacher Disillusionment and supervision as part of<br />
professional Development, Albeta Journal of Educational Research,<br />
38(2), p.p133-140.<br />
Siddigi, Hassan Ahmad (1978) A comparison of attitudes<br />
9- of secondary<br />
school’s teacher’s and supervisors in region.Texas and Karachi,<br />
Pakistan Toward selected Supervisory practices”, Dissertation Abstracts<br />
International. Vol.39, No.7.
العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />
التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />
د. عبد الكرمي القاسم<br />
ملحق )1(<br />
بسم اهلل الرحمن الرحيم<br />
اأخي املرشف الرتبوي املحرتم<br />
حتية طيبة وبعد،،،<br />
يقوم الباحث باإجراء دراسة تهدف اإىل التعرف اإىل درجة اأهمية االأساليب االإرشافية<br />
كما يتصورها املرشفون الرتبويون يف فلسطني ودرجة ممارستهم لها.<br />
راجياً قراءة االستبانة واالإجابة عن فقراتها حسب االإرشادات التالية:<br />
تتكون هذه االستبانة من سبعني فقرة مدرجة حتت سبعة اأساليب اإرشافية. واملطلوب منك<br />
االإجابة عن مقياس درجة االأهمية ومقياس درجة املمارسة اأمام كل فقرة بدقة وموضوعية،<br />
علماً باأن كل مقياس يتضمن خمسة مستويات على النحو التايل:<br />
اإذا كانت درجة االأهمية للفقرة عالية جداً تعطى الرمز )اأ(<br />
اإذا كانت درجة االأهمية للفقرة عالية تعطى الرمز )ب(<br />
اإذا كانت درجة االأهمية للفقرة متوسطة تعطى الرمز )ج(<br />
اإذا كانت درجة االأهمية للفقرة قليلة تعطى الرمز )د(<br />
اإذا كانت درجة االأهمية للفقرة قليلة جداً تعطى الرمز )ه(<br />
كما يعطى مقياس املمارسة التدريج السابق نفسه.<br />
وما عليك اإالّ اأن تختار رمز املستوى )اأ( اأو )ب( اأو )ج( اأو )د( اأو )ه( الذي يتناسب ووجهة<br />
نظرك وتضعه اأمام كل فقرة حتت كل مقياس على النحو التايل.<br />
مثال:<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
هذا يعني اأن املرشف يرى اأن هذه الفقرة مهمة جداً وال ميارسها.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
وال شك باأن جهودك املشكورة تساعد الباحث يف التوصل اإىل نتائج ستسهم باإذن اهلل<br />
يف تطوير عملية االإرشاف الرتبوي يف فلسطني، علماً باأن ما يدون من معلومات سيعامل<br />
برسية مطلقة وال يستخدم اإال لغايات البحث العلمي.<br />
معلومات عامة:<br />
اأ- اجلنس:<br />
1- ذكر 2- اأنثى<br />
ب- مديرية الرتبية:<br />
1- نابلس 2- جنني 3- طولكرم 4- قلقيلية 5- سلفيت 6- قباطية<br />
ج- املؤهل العلمي:<br />
3- ماجستري فاأعلى<br />
2- بكالوريوس+ دبلوم تربية 1- بكالوريوس د- سنوات اخلربة يف اإلشراف فقط:<br />
- 1 اقل من 5 سنوات – 2 من – 5 10 سنوات -3 اأكرث من 10 سنوات<br />
ه- جمال اإلشراف:<br />
1- مرشف مبحث 2- مرشف عام )مرحلة(<br />
و- التخصص:<br />
1- علمي 2- اأدبي
العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />
التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />
د. عبد الكرمي القاسم<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
اإلستبانة<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.
العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />
التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />
د. عبد الكرمي القاسم<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
.
العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />
التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />
د. عبد الكرمي القاسم
دور املستشرقني الفرنسيني يف<br />
نقل الثقافة العربية إىل الغرب<br />
د. عبد الرؤوف خريوش*
دور املستشرقني الفرنسيني في نقل الثقافة العربية إلى الغرب<br />
د. عبد الرؤوف خريوش<br />
ملخص:<br />
كان للمسترشقني دور بارز يف اإذكاء روح الرتجمة، واإقامة العالقات بني الرشق<br />
والغرب،نتيجة للحروب الصليبية، والتبادل التجاري عرب صقلية، والفتح االإسالمي<br />
لالأندلس، وامتداد الدولة العثمانية، ففي زمن احلروب الصليبية عرفت اأكرب حركة ترجمة<br />
يف التاريخ على امتداد قرنني من الزمان، نقل فيها معظم الرتاث العربي واأمهات الكتب اإىل<br />
الغرب مما اأتاح للثقافة العربية اأن تدخل من باب واسع حضارة الغرب، وترتك اأثرا بارزا<br />
مهما ساهم يف رفع املكانة الثقافية والعلمية واحلضارية للغرب.<br />
وقد امتد اهتمام املسترشقني بثقافة الرشق العربي منذ ذلك الوقت حتى العرص<br />
احلديث، وهذه الدراسة تلقي الضوء على دور املسترشقني الفرنسيني يف نقل الثقافة العربية<br />
اإىل الغرب، دون الوقوف على حتليل اجلوانب السلبية،اأو التطرق اإىل نظرة املسترشقني<br />
للرشق بطرفيها السلبي واالإيجابي، فهي دراسة مسحية تلقي الضوء على املساحة التي<br />
اأفردها املسترشقون الفرنسيون للثقافة العربية يف ثالثة حماور: االأول ترجمة املصادر<br />
والكتب العربية، والثاين: دراسات عن االأدب العربي، والثالث: ترجمة اأعمال اأدبية.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
Abstract:<br />
The orientalists had a noticeable role in developing the soul of<br />
translation and establishing relationships between the East and the West<br />
through the Crusader wars. The orientalists reinforced the trade exchange<br />
through Sicily and they helped in the Islamic conquest of Al- Andalus and<br />
the extension of the Ottoman State.<br />
During the Crusades the greatest translation movement in history<br />
was known and lasted for two hundred years. Through this translation<br />
movement, most of the Arab heritage was transmitted to the west. This gave<br />
the chance to the Arabic culture to enter through a wide door to the western<br />
civilization. As a result, there was an important effect which contributed to<br />
highlight the western culture and civilization.<br />
The interest of the orientalists in the East Arab culture extended<br />
to the present time. This study sheds some light on the role of the French<br />
orientalists in the transmission of the Arabic culture to the West. The study<br />
doesn’t analyze the negative sides or handle the orientalists’ view of the<br />
East in the negative and positive sides.<br />
This gave study sheds some light on the scope which the French<br />
orientalists considered for the Arabic culture through three cores:<br />
1- The translation of references and Arabic books,<br />
2- Studies about the Arabic literature,<br />
3- Translation of literature works.
دور املستشرقني الفرنسيني في نقل الثقافة العربية إلى الغرب<br />
د. عبد الرؤوف خريوش<br />
مقدمة:<br />
الرتجمة، و االأدب املقارن، واأدب الرحالت، مصطلحات ارتبطت فيما بينها، اإذ من<br />
الصعب وضع حد فاصل بينها، وقد اأدت هذه املصطلحات دورا بارزا يف الكشف عن تراث<br />
االأمم السابقة وما زالت، كما يعود لها الفضل يف ظهور كثري من املصطلحات االأدبية<br />
املرتبطة بها، كالتوازي والتقاطع والفرانكفونية والتاأثري والتاأثر واملثقافة وغريها، التي<br />
اأسهمت يف تالقح الثقافات وتالقيها، مما فتح املجال اأمام الدارسني والباحثني الذين<br />
كشفوا عن عالقات مهمة ووثيقة بني ثقافات االأمم السابقة واحلالية.<br />
وعند احلديث عن الرتجمة ال بد اأن نتحدث عن االسترشاق واالأدب املقارن ودور<br />
املسترشقني والرحالة وغريهم، يف تالقي الثقافات واالأمم واالأديان والعلوم كافة،<br />
فالرتجمة حقل معريف مشرتك، يوؤدي دور الوسيط بني النص االأصلي )لغة املصدر(،<br />
وبني اللغة التي ينتقل اإليها النص )لغة الهدف( )1( ، وهي اأيضا فعل اإبداعي، ونشاط لغوي،<br />
ورضورة حضارية، وموقف اأيديولوجي، توؤطرها كلها طبيعة العالقات املتبادلة بني<br />
جمتمعي النص: املرتجم منه واملرتجم اإليه يف حلظة تاريخية معينة )2( .<br />
واملرتجمون على اختالفهم، حتكمهم الثقافة والتوجهات الفكرية والقدرة اللغوية،<br />
فاملرتجم ال بد له من اأن تتوافر فيه هذه القدرات املختلفة حتى يستطيع اأن يتفهم النص<br />
وينقله باأمانة، كما ال بد له اأن يتقن لغة النص االأصلي حتى يستطيع اأن يتفهم اأبعاده<br />
وموتيفاته الصغرية، لكي ينقل اأفكاره العميقة بدقة "وال بد للرتجمان من اأن يكون بيانه<br />
يف الرتجمة نفسها، يف وزن عمله يف املعرفة نفسها، وينبغي اأن يكون اأعلم الناس باللغة<br />
املنقولة واملنقول اإليها" )3( .<br />
واحلديث عن الرتجمة حديث قدمي جديد، فكل عرص يضفي على املرتجم التطورات<br />
التي تصيب االأمم،فيطال جماالتها املعرفية املختلفة، وهذا يعني اأن تواكب الرتجمة هذه<br />
التطورات دون اأن تغفل عنها. وقد عرف العرب الرتجمة على امتداد عصورهم املختلفة،ففي<br />
العهد االأموي اعتنى االأمري )خالد بن يزيد بن معاوية ت 85ه( بالرتجمة والعلوم، فهو<br />
باالإضافة لكونه خليفة كان عامل كيمياء، وحاول حتويل بعض املعادن اإىل ذهب، كما<br />
وضع رسائل عدة يف الكيمياء، ويف عهده ترجم كثري من كتب الطب والنجوم والكيمياء عن<br />
اليونانية )4( .
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
ويف العرص العباسي تبواأت الرتجمة منزلة رفيعة، بحيث ميكن اأن منيزها بثالث<br />
مراحل:<br />
االأوىل: من عهد املنصور )اأبو جعفر عبد اهلل بن حممد ت 158ه( اإىل عهد الرشيد<br />
)هارون بن حممد بن عبد اهلل ت 193ه( وقد ركزت على الطب وعلم الفلك.<br />
الثانية: خالل خالفة املاأمون )عبد اهلل بن هارون الرشيد ت 218ه( من بداية 198ه<br />
حتى بداية القرن الرابع الهجري.<br />
الثالثة: يف القرنني الرابع واخلامس الهجريني، وقد صنف املرتجمون اإىل طبقات،<br />
وانفتح العرب على الكتب اليونانية بشكل خاص، وترجمت معظم الكتب اليونانية يف<br />
خمتلف العلوم املعرفية)5(.<br />
وقد كان للمسترشقني دور بارز يف اإذكاء روح الرتجمة، واإقامة العالقات بني الرشق<br />
والغرب، من خالل احلروب الصليبية )1096 – 1184م(، والطرق التجارية عرب صقلية،<br />
والفتح االإسالمي لالأندلس )92ه - 897ه(، وامتداد الدولة العثمانية )1922-1280 م(،<br />
ففي زمن احلروب الصليبية عرفت اأكرب حركة ترجمة يف التاريخ على امتداد قرنني من<br />
الزمان، نقل بوساطتها معظم الرتاث العربي واأمهات الكتب، مما اأتاح للثقافة العربية اأن<br />
تدخل من باب واسع حضارة الغرب، وترتك اأثرا بارزا، مما اأسهم يف رفع املكانة الثقافية<br />
والعلمية واحلضارية للغرب )6( ، كما ركزت االإرساليات على دور التعليم بنرش الكتب وعمل<br />
املطبعات، ونرش املجالت يف النارصة ولبنان )7( .<br />
ومن ثم اأصبحت الرتجمة توؤدي دورا مهما يف احلياة الثقافية العاملية، فهي من<br />
رضوريات العمل االأدبي، بل من رضوريات احلياة املعارصة التي ال ميكن االستغناء<br />
عنها بعد االنفتاح الكبري بني الشعوب، اإذ اأصبح العامل قرية صغرية، اأمام وسائل االتصال<br />
املختلفة، والرتجمة تعد الرابط االأساس بني اأمم هذه املعمورة التي تصل كل بيت واأرسة من<br />
خالل الفضائيات املختلفة؛ التي تنقل لنا القيم واملعارف املختلفة لالأمم والشعوب االأخرى،<br />
من خالل الرتجمة املبارشة، اأو غري املبارشة التي تقوم بها تلك الفضائيات لتسهل على<br />
املشاهدين معرفة ما يجري من حولهم يف العامل. وتقوم الرتجمة بوظائف عدة، منها نقل<br />
املعارف والعلوم والنظريات املختلفة، عرب القرون، فهي ليست وليدة الساعة اأو اللحظة،<br />
اإنها عملية قدمية عرفتها االأمم املختلفة على مر العصور؛ ملا لها من اأهمية ودور بارز يف<br />
تالقح الثقافات )8( .<br />
ومع بداية عرص النهضة ازداد االهتمام بالرشق عامة، واأسهمت جمموعة من العوامل<br />
السياسية واالقتصادية يف دفع الدراسات االسترشاقية يف الدول االأوروبية، كي تنمو<br />
لتشكل منظومة معرفية تسعى خلدمة الغرب يف سعيه الدءوب الإخضاع الشعوب املستَعمرة،
دور املستشرقني الفرنسيني في نقل الثقافة العربية إلى الغرب<br />
د. عبد الرؤوف خريوش<br />
لذا فاإن هذه املنظومة ال تعكس حقائق اأو وقائع، بل تصور صورة الغرب وهو يتعامل مع<br />
احلضارات االأخرى من منظور املركزية االأوروبية )9( وهذا ما عكسته حملة نابليون على<br />
مرص )1798- 1801م(، فقدوم املسترشقني معه، هو حماولة ملعرفة ما يكتنزه الرشق<br />
من قيم ومفاهيم وثقافات.<br />
ومع تطور مفهوم االسترشاق يف القرن الثامن عرش، اأصبح املسترشقون يتعاملون<br />
مع الرشق من زاويتني: سلبية، وهي النظرة القدمية التي كونتها العقلية الغربية البعيدة عن<br />
الرشق، من خالل بعض الرحالت التي كان يقوم بها بعض املسترشقني من اأمثال اإدوارد لني<br />
)ت1876م(، وريتشارد بريتن )ت1890م(، وساسي )ت1838م(، ورينان )ت1892م )10( .<br />
واإيجابية كما صورها الدارسون الذين درسوا واأقاموا بالرشق، وعايشوه،كما فعل بالشري<br />
)ت 1973م(،وفيرش )ت 1949م(، واميكيل وغريهم. اأو من اأقام بالغرب من العرب، من<br />
اأمثال رفاعة الطهطاوي )رفاعة ت1873م(، واملراش احللبي )فرنسيس فتح اهلل احللبي<br />
ت1874م(، فقد كانت باريس بالنسبة لهم مدينة العلم، واملعرفة، والفن، والتطور، فكتبوا<br />
الكثري عنها بعد اأن اأقاموا فيها، وكانوا ممن كتبوا عنها )11( .<br />
وقد اتسعت جماالت االسترشاق، واأخذت تشهد انعقاد املوؤمترات الدولية، وقد احتضنت<br />
فرنسا اأولها عام 1873 م. وصارت بذلك باريس عاصمة االسترشاق، واأخضع االسترشاق<br />
لالإمربيالية والعرقية واملاركسية وغريها، غري اأنه اأصبح ميلك منطلقات للبحث، وجمعيات<br />
علمية وموؤسسات خاصة، منّت عدد كراسي االأستاذية يف الدراسات الرشقية عرب عدد من<br />
دول الغرب، ممَّا اأتاح جماالً واسعًا لنرش الدراسات االأكادميية )12( . وهذا امليدان من اأبرز<br />
امليادين التي يعتمد عليها املسترشقون يف الوصول اإىل اأغراضهم، الأنه امليدان الذي<br />
يستطيعون منه توجيه الباحثني واإخضاعهم للمنهج االسترشاقي، سواء اأكانوا غربيني اأم<br />
كانوا رشقيني من طالبي الشهادات العليا من العرب واملسلمني... ويف هذا املجال استطاع<br />
املسترشقون بدءا من القرن التاسع عرش، يف وضع الفكر العربي االإسالمي حتت املجهر<br />
لقولبته من جديد، وتكييفه وفقًا لالأهداف االسترشاقية املسبقة. كما امتد نشاطهم ليشمل<br />
جمال املحارضات يف اجلامعات واجلمعيات العلمية سواء يف داخل اأوروبا اأم يف داخل<br />
الوطن العربي واالإسالمي نفسه، وعمدوا اإىل تاأليف الكتب، واإصدار املوسوعات العلمية كما<br />
اعتمدوا على اإصدار املجالت العلمية اعتمادا كبريا، ومن اأبرز املجالت التي اأصدروها،<br />
"املجلة االآسيوية"، وجملة "الدراسات الرشقية"، وجملة "سوؤون الرشق االأوسط"، وجملة<br />
"العامل االإسالمي" )13( .<br />
واأمَّ ا املوضوعات التي تناولتها هذه الدراسات، فقد بداأت بدراسة اللغة العربية<br />
واالإسالم، ثم توسعت اإىل دراسة جميع ديانات الرشق وعاداته وجغرافيته وتقاليده واأشهر
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
لغاته، ولكن اأهم ما اعتنوا به هو الدراسات اخلاصة باالإسالم، واالآداب العربية واحلضارة<br />
العربية واالإسالمية. وبذلك نساأ من عقيدتهم اجتاه فكري يُعنَى بدراسة احلياة احلضارية<br />
لالأمم الرشقية عامة، ودراسة حضارة االإسالم والعرب خاصة )14( . وقد بنى كثري من الدارسني<br />
العرب فكرتهم على هذا االجتاه لصياغة تعريف واضح لالسترشاق، فعمر فروخ يذهبُ اإىل اأنَّ<br />
االسترشاق هو اهتمام علماء الغرب بعلوم املسلمني وتاريخهم ولغاتهم واآدابهم وعاداتهم<br />
ومعتقداتهم واأساطريهم )15( ، كما حاول كل من: اإدوارد سعيد )16( ، ومالك بن نبي )17( ؛ واأحمد<br />
سمايلوڤتش )18( ؛ وحممد حسني الصغري )19( ؛ وحممد عبد النبي حسن )20( ، وضع تعريف يقرتب<br />
من التعريف الذي وضعه القاموس الفرنسي الذي حدد مفهومه باأنه جمموعة املعارف التي<br />
تتعلق بالشعوب الرشقية ولغاتهم وتاريخهم وحضارتهم، ويف املجاز يعني عندهم تذوّق<br />
اأشياء الرشق )21( .<br />
والأن املدرسة الفرنسية هي رائدة املدارس االسترشاقية يف اأوروبا، فاإننا يف هذه<br />
الدراسة سنتعرف اإىل ما قام به املسترشقون الفرنسيون من نقل للثقافة العربية اإىل الغرب<br />
من خالل ثالثة حماور: االأول ترجمة اأمهات الكتب العربية القدمية اإىل اللغات الغربية،<br />
والثاين: الوقوف على اأهم ما اأجنزه املسترشقون من دراسات عن االأدب العربي، والثالث:<br />
التعرف اإىل ترجمتهم القصص والروايات العربية احلديثة.<br />
أوال: ترمجة املصادر والكتب العربية.<br />
العالقة بني فرنسا والرشق بداأت منذ عهد قدمي، منذ اأن بدا العرب بغزو مقاطعات منها<br />
)22( ، وازداد وتوسع يف زمن احلروب الصليبية، واإنشاء طرق التجارة، والرحالت، واحتالل<br />
شمال اإفريقيا، وحملة نابليون على مرص، وفتح قناة السويس )1869م(، واالنتداب<br />
الفرنسي على سوريا ولبنان )1920 – 1949(، واإقامة معاهد واأقسام للدراسات االإسالمية<br />
والعربية يف جامعاتها )23( . وقد ساهمت مدرسة االسترشاق الفرنسية منذ اإنشاء مدرسة<br />
اللغات الرشقية احلية سنة 1795م والتي راأسها املسترشق املشهور سلفسرت دي ساسي،<br />
يف نقل الكثري من الثقافة العربية اإىل اأوروبا.<br />
وكانت روابط هذه الصالت والعالقة، هم املسترشقني الذين سعوا منذ القرون<br />
الوسطى اإىل نقل الثقافة العربية واالإسالمية اإىل اأوروبا، ويف هذا املحور سنتعرف اإىل اأبرز<br />
املسترشقني الذين اأسهموا يف ترجمة كثري من املصادر واملراجع العربية اإىل الغرب.<br />
1 من اأهم اأعماله:<br />
ترجمة القراآن اإىل الالتينية يف العام 1141، وهي اأول ترجمة اإىل الالتينية للقراآن كله<br />
. 1بطرس املحرتم 1092( – 1156م(: PETRUS VENERABILIS
دور املستشرقني الفرنسيني في نقل الثقافة العربية إلى الغرب<br />
د. عبد الرؤوف خريوش<br />
من اللغة العربية، واستمرت معتمدة يف اأوروبا حتى نهاية القرن السابع عرش )24( .<br />
2ليون . 2 برشيه: )1889- Leon Bercher 1955(. ترجم الرسالة الأبي زيد القريواين<br />
)عبد اهلل ت 386ه(؛ وطوق احلمامة البن حزم )اأبو حممد علي بن اأحمد ت456ه(، اإىل<br />
اللغة الفرنسية )25( .<br />
3فاتيه: . 3 Fattier )1667-1613م(. طبيب دوق، تعلم العربية وبرع فيها، ونقل كثريا<br />
منها اإىل اللغة الفرنسية، ومن اأهم الكتب التي ترجمها للفرنسية: تاريخ ابن مكني )ت<br />
1292م(، وقد ذيله بتاريخ العرب باإسبانيا؛ وكتابا علم املنطق و االأمراض العقلية البن<br />
سينا )اأبو علي احلسني بن عبد اهلل بن احلسن بن علي ت 650ه(؛ والرثاء للطغرائي<br />
)احلسني بن علي بن حممد بن عبد الصمد ت 515 ه( )26( .<br />
4جالن: . 4 )1715-1646(، Antione Gallan مسترشق فرنسي مشهور، اأول من ترجم<br />
األف ليلة وليلة اإىل الفرنسية، وقد ترصف فيها ترصفا شديدا؛ لكن بلغة جميلة، وتكييف<br />
للنص االأصلي، بحيث يتالءم مع الذوق االأوروبي.ثم ترجمها اإىل االإجنليزية واالأملانية،<br />
والدمنركية؛ كما ترجم اأمثال لقمان بن ياعور )27( .<br />
5جان . 5 جانييه: )1670 jean Gagnier – 1740م(، ترجم اإىل الالتينية كتاب تقومي<br />
البلدان، الأبي الفداء )ت732ه( )28( .<br />
6لجنلس: . 6 )17763 Langlès – 1824م( اأستاذ اللغات الرشقية يف مدرسة اللغات<br />
الرشقية بباريس )تاأسست عام 1802م(، ترجم عام 1787، تاريخ تيمور لنك )ت 807ه(،<br />
وقسم من األف ليلة وليلة سنة 1813؛ ونشق االأزهار يف عجائب االأمصار البن<br />
اإياس)حممد بن اأحمد ت 930 ه( سنة )29( 1807 .<br />
7 التي<br />
. 7جان جاك دي برسفال: )1759 Caussin de Perceval – 1835م( من اأهم الكتب<br />
ترجمها، تاريخ صقلية للنويري )شهاب الدين اأحمد بن عبد الوهاب بن حممد ت 733ه(<br />
سنة 1802م؛ والزيج الكبري احلاكمي البن يونس )اأبو احلسن علي بن اأبي سعيد عبد<br />
الرحمن بن اأحمد بن يونس بن عبد االأعلى الصديف املرصي ت 399ه( عام 1806م؛<br />
وحواشي واأسانيد عن علماء الهيئة عند العرب واأدواتهم وطرقهم، والصور السماوية<br />
للصويف؛ وجزء من األف ليلة وليلة 1806م؛ واأمثال لقمان 1818؛ ومقامات احلريري<br />
)اأبو حممد، القاسم بن علي ت516ه( سنة 1819م؛ ورشح معلقة امرئ القيس )ت<br />
544م( للزوزين )اأبو عبد اهلل حسني بن اأحمد بن حسني )ت 486ه( يف العام 1819؛
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
وسورة الفاحتة 1820م )30( .<br />
8البارون . 8 دي ساسي: )1758 De Sacy – 1838 ) اأستاذ اللغة العربية يف مدرسة<br />
اللغات الرشقية. ترجم كثريا من اأعمال املقريزي )اأحمد بن علي، ت 845ه( منها:<br />
نبذة عن العقود يف اأمور النقود )1796م(، و تلخيص كتاب اخلطط سنة 1797، وجزءٌ<br />
من كشف املمالك واالأوزان واملكاييل الرسمية يف االإسالم. كما ترجم احلمام الزاجل<br />
مليخائيل الصباغ )ت1816م( يف العام 1805م؛ ومقامات بديع الزمان الهمذاين ت<br />
398ه(؛ والربدة للبوصريي )ت 696ه(، و اأصل االأدب اجلاهلي عند العرب؛ وكليلة<br />
ودمنة يف ستة عرش بابا ومقدمة يف اأصل الكتاب ومرتجميه؛ و معلقة لبيد )ت 661 م(<br />
يف العام 1816م؛ ومقامات احلريري سنة 1812م، مذيلة برشح بالعربية؛ ويف التاريخ<br />
ترجم وحقق االإفادة واالعتبار مبا يف مرص من االآثار ملوفق الدين عبد اللطيف البغدادي<br />
)ت 629ه( سنة 1810م. ويف الشعر ترجم كثريا من القصائد العربية مثل قصيدة لبيد،<br />
وقصيدة االأعشى )ميمون بن قيس ت 628م( التي مطلعها: ودع هريرة، وخمتارات<br />
من شعر ابن الفارض؛ ويف النحو ترجم ورشح األفية ابن مالك )ت672ه( يف العام<br />
1833م. واألف كتابا يف النحو العربي يف جملدين ليدرس يف مدرسة اللغات الرشقية<br />
سنة 1819م )31( .<br />
9كاترمري: . 9 )1782 Quatremere –1852( عضو املجمع اللغوي الفرنسي، ترجم مصنفات<br />
امليداين )اأبو الفضل اأحمد بن حممد النيسابوري ت 518ه( يف العام 1828م؛ و السلوك<br />
ملعرفة دول امللوك للمقريزي يف اأربعة اأجزاء )1845م(؛ وتقومي البلدان الأبي الفداء يف<br />
العام 1840م؛ ومقدمة ابن خلدون )عبد الرحمن بن حممد ت 808ه(. كما صنف كتابا<br />
بعنوان اللغة العربية واآدابها وجغرافيتها )32( .<br />
1010مارسيل: Marcel )1854-1776م( اأول من ترجم خطاب نابليون، كما طبع اأبجدية<br />
باللغات الرشقية منها العربية؛ ومن اأهم ما قام برتجمته: الطبيعيات عند العرب للبريوين<br />
)حممد بن اأحمد اأبو الريحان ت 440ه(؛ وكتاب الفالحة البن العوام )اأبو زكريا يحيى<br />
حممد بن حممد تويف يف القرن السادس الهجري(؛ وكتاب الفراسة للقزويني )اأبو عبد اهلل<br />
بن زكريا بن حممد بن حممود ت 682ه(؛ كما نرش اأبحاثا يف املجلة اأالأسيوية )اأسست<br />
عام 1922م( عن فلسطني وطبيعتها، والبحر امليت، وطربيا، وقناة السويس )33( .<br />
1111فرينل: Fresnel )1855-1795م( تخرج يف مدرسة اللغات الرشقية، وساعده على فهم<br />
العربية وجوده بجدة، ومات وهو ينقب عن اآثار بابل، عني بعرب اجلاهلية ولهجاتهم،<br />
وكتب عنهم مقاالت يف املجلة االآسيوية، ومن اأشهر ما قام به ترجمة المية العرب،
دور املستشرقني الفرنسيني في نقل الثقافة العربية إلى الغرب<br />
د. عبد الرؤوف خريوش<br />
وتاريخ اجلاهلية؛ والكتابات احلمريية يف العراق؛ وساهم بفك النقوش السبئية )34( .<br />
1212جوزيف توسن رينو: )1867-1795 Reinaud ) اأستاذ اللغة العربية مبدرسة اللغات<br />
الرشقية، ثم اأصبح رئيسا لها. ومن اأهم اأعماله: ترجم ديوان امرئ القيس ونرشه يف<br />
العام )1837م( مع اآخرين؛ واالأمثال يف مقامات احلريري )35( .<br />
1313جواجنريه دي الجراجن: 1790( Grangeret De La Garnge – 1858م( قام<br />
برتجمة منتخبات من شعر ابن الفارض )اأبو حفص عمر بن اأبي احلسني، ت632 ه(<br />
يف العام 1822م؛ وتاريخ العرب يف االأندلس سنة 1824م؛ ومقامات الهمذاين يف<br />
العام 1828م )36( .<br />
1414برينيه: )1869-1814( Bresnier تلميذ دي ساسي، برع يف اللغة العربية، ترجم<br />
االأجرومية ملحمد بن داود الصنهاجي )ت 723ه(، مع رشح لكلماتها باللغة العربية<br />
عام )37( 1846 .<br />
1515لويس سيدو: )1875-1808 Louis Sedillot ) ومن اأهم اأعماله: ترجمة كتاب رسالة<br />
يف الفلك الأبي احلسن الصويف )ت 376ه( يف العام )38( 1835 .<br />
1616پرون: Perron )1876-1805م( من اأهم اأعماله املرتجمة: اأشعار طرفة بن العبد )ت60<br />
ق. ه( واملتلمس )ت 43 ق. ه( يف العام 1841م؛ وقصة يوسف )1847م( وقصة<br />
املعراج 1854م؛ واملخترص يف الفقه خلليل بن اسحق )ضياء الدين اأبو املودة ت776.<br />
ه( يف العام 1854م؛ وكتاب الطب النبوي جلالل الدين اأبي سليمان داود )ت 731 ه( يف<br />
العام 1860م؛ وكتاب ميزان الرشع االإسالمي للشعراين )املجلة االإفريقية عدد 1870م(؛<br />
وكتاب كامل الصناعتني يف تربية اخليل الأبي بكر البيطار يف العام 1861م )39( .<br />
1717دي تاسي: )1794 De Tassy – 1878م( نرش كشف االأرسار عن حكم الطيور واالأزهار<br />
)عبد السالم بن اأحمد ابن غامن املقدسي ت678ه( متنا وترجمة يف العام 1821م؛<br />
وترجم له اأيضا االأمثال االأدبية، وهي بعنوان الصوادح واالأزهار يف العام 1821؛<br />
وجمع من اآداب العرب منتخبات ترجمها اإىل الفرنسية ونرشها حتت عنوان جمموع<br />
الكنوز الرشقية )40( .<br />
1818رشبونو: Cherbonneau )1882-1813م( ترجم ونرش باملجلة االآسيوية )اأنشئت<br />
عام 1822م( عن شعراء العرب واأدبائهم عام 1845م؛ وترجم املقامة الثالثية<br />
للحريري وخمتارات للعمري 1846م؛ واألف ليلة وليلة 1852م )41( .<br />
1919تشارلز دفرمري: Charles Dèfremè )1883-1822م( ترجم والدكتور سنجنتي رحلة
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
ابن بطوطة يف اأسيا الصغرى والوسطى يف اأربعة جملدات يف العام يف العام 1858م )42( .<br />
2020سنجنتي: Sanguinetti )1883-1811م( ترجم: فصوال من عيون االأنباء يف طبقات<br />
االأطباء البن اأبي اأصيبعة )ت 650ه( يف العام )1854م(؛ كما ترجم الوفيات للصفدي )علي<br />
بن عيسى ت 764ه( يف العام )1854م(؛ بعض فصول كتاب يف الطب والعالج العربيني<br />
لشهاب الدين القليوبي )ت 745ه( 1866م( وذيله مبعجم للمصطلحات الطبية )43( .<br />
2121جويار: )1884-1824( Guyard ترجم : فتوى ابن تيمية )اأحمد بن عبد احلليم بن عبد<br />
السالم بن عبد اهلل،ت728ه( يف العام 1872؛ و رسالة يف القضاء والقدر للسمرقندي<br />
)ت 255ه( يف العام 1873؛ وجغرافية االإدريسي سنة 1877، ونرش ديوان بهاء الدين<br />
زهري املرصي يف العام )44( 1883 .<br />
22 22 بوشه: Boucher )1886-1843م( نرش ديوان عروة بن الورد )ت 30ق. ه( يف<br />
العام 1867م، وثالثة اآالف بيت من شعر الفرزدق )همام بن غالب ت 114 ه( يف<br />
العام 1875م )45( .<br />
2323بنتو: Pinto )تويف بعد 1905م( ترجم كتاب ملحة االإعراب للحريري )1889م(،<br />
واألفية ابن مالك يف العام 1904م )46( .<br />
2424الدكتور ليكلر: Leclerc )1893-1846م( ترجم العديد من كتب الطب، من اأهمها كتاب<br />
الترصيف للزهاوي يف العام 1861م؛ وكتاب تاريخ الطب العربي يف العام 1878م،<br />
واجلدري واحلصبة للرازي )اأبو بكر حممد بن زكريا ت311ه( يف العام 1866م )47( .<br />
2525ديجا: )1894-1824( Dugat تخرج من مدرسة اللغات الرشقية )اأسست 1795م(، ثم<br />
عني اأستاذا فيها. ترجم مع زمالئه اجلزاأين االأول والثاين من كتاب نفح الطيب للمقري<br />
)اأبو العباس اأحمد بن حممد ت 1041ه( يف العام 1861م؛ كما ترجم ونرش تنبيه<br />
الغافل وذكرى العاقل لالأمري عبد القادر اجلزائري )ت 1883 م( يف العام 1850م )48( .<br />
2626سوفري: Sauvaire )1896-1849م(، قام برتجمة اأجزاء من كتب: صبح االأعشى<br />
للقلقشندى )اأبو العباس شهاب الدين اأحمد بن علي بن اأحمد ت 821ه(، وعيون<br />
التواريخ ملحمد بن شاكر الكتبي ت764ه(، واالأنس اجلليل يف تاريخ القدس واخلليل<br />
.)49(<br />
للعليمي<br />
2727ساملون:Salmon )ت 1907م( ترجم الكثري من الكتب واالأعمال، و منها: مقدمة تاريخ
دور املستشرقني الفرنسيني في نقل الثقافة العربية إلى الغرب<br />
د. عبد الرؤوف خريوش<br />
بغداد للخطيب البغدادي )اأحمد بن علي بن ثابت ت 462ه( يف العام 1904م؛ اأجزاء<br />
من رسائل املعري )ت449ه( واأشعاره يف العام 1904م)50(.<br />
2828دي مينار: De Meynard )1908-1827م( ترجم مروج الذهب للمسعودي )على بن<br />
احلسني ابن علي ت 346ه(يف العام 1872م؛ والفهرست البن الندمي )حممد بن اإسحاق<br />
بن يعقوب ت 385ه( يف العام 1865م؛ وللزخمرشي )538ه( اأطواق الذهب يف العام<br />
1867م، ونوابغ الكلم يف العام1871م؛ وجزءا من كتاب الروضتني البن شامة )665 ه(<br />
يف العام 1888م؛ وديوان رصيع الغواين )مسلم بن الوليد االأنصاري ت 208ه( )51( .<br />
2929هرتويج دير نبورج: Derenbourg )1908-1844م( ترجم الكثري من االأعمال،<br />
ومنها: ديوان النابغة الذبياين )زياد بن معاوية بن ضباب ت 18 ق.ه( مع رشح<br />
الشنتمري )ت476ه( يف العام 1868م؛ والتكملة )تكملة كتاب ما تغلط به العامة(<br />
للجواليقي )539 ه( يف العام 1875م،نرش وترجم ورشح كتاب سيبويه )ت 180ه(<br />
مع احلواشي واملقدمة يف األف صفحة ما بني 1889-1881م؛ وكتاب االعتبار<br />
الأسامة بن منقذ )584ه( يف العام 1892م، ومنها ترجمه جورج شومان اإىل االأملانية<br />
)ت1913م(؛ والفخري يف االآداب السلطانية يف العام 1895م )52( .<br />
3030هوداس: Houdas )1916-1840م( من اأهم اأعماله: ترجمة االأجزاء االأربعة االأخرية<br />
من القراآن الكرمي؛ وخمتارات من األف ليلة وليلة يف العام 1864م؛ واأرجوزة يف الفقه<br />
املالكي تقع يف األف وستمائة وثمانية وتسعني بيتا تتحدث عن العقود البن عاصم<br />
االأندلسي )ت287ه( يف العام 1893م؛ ويف التاريخ ترجم نزهة الهادي باأخبار<br />
القرن احلادي للمراكشي )ت 1155ه( يف العام 1889م؛ وتاريخ افتتاح االأندلس البن<br />
القوطية )حممد بن عمر بن ت 367ه(؛ وتاريخ السودان لعبد الرحمن التومبكي يف<br />
العام 1901م؛ وساهم مع وليم مارسه برتجمة جزء من صحيح البخاري )ت256ه(<br />
)53(<br />
يف العام 1902م<br />
3131رينه باسه: 1924-1855(Renéم( Basset تخرج يف مدرسة اللغات الرشقية، ومن اأهم<br />
االأعمال التي ترجمها: قصيدة نهج الربدة للبوصريي )1894م(؛ وقصيدة بانت سعاد<br />
لكعب بن زهري يف العام1915م، وديوان اأوس بن حجر؛ وديوان عروة بن الورد )54( .<br />
32 اللغات الرشقية، ومن اأهم ما قام<br />
32هيار: Huart )1927-1854م( تخرج يف مدرسة<br />
برتجمته، ترجمة كتاب البدء بالتاريخ الأبي زيد البلخي )322ه(، وهو ستة اأجزاء ترجمها
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
يف العام 1919م؛ و تاريخ بغداد يف العرص احلديث يف العام1901م، وتاريخ االآداب<br />
العربية وضعه بالفرنسية وترجمته لالإجنليزية الاليدي لويد يف العام 1903م، وتاريخ<br />
العرب، ترجم اإىل االأملانية عام يف العام 1913م والكثري من الكتب التاريخية االأخرى )55( .<br />
3333اأدموند فابيان: Edmond Fagnan )1931-1846م( تخرج يف مدرسة اللغات<br />
الرشقية، فرتجم الكثري من االأعمال منها: رسالة ابن زيدون القريواين يف الفقه املالكي<br />
يف العام 1912م؛ واالأحكام السلطانية للمارودي )ت 525ه( يف العام 1915م؛وتاريخ<br />
املغرب البن عذارى املراكشي يف العام 1904م؛ وتلخيص اأخبار املغرب لعبد الواحد<br />
املراكشي يف العام 1893م؛ وتاريخ املوحدين وبني حفص للزركشي يف العام<br />
1895م؛ وكتاب اخلراج الأبي يوسف يعقوب صاحب اأبي حنيفة يف العام 1921م )56( .<br />
3434فران: Ferrand )1935-1864م( درس مبدرسة اللغات الرشقية، ومن اأهم اأعماله:<br />
ترجم موؤلفات ابن ماجد امللقب باأسد البحر )شهاب الدين اأحمد ت1517م( يف العام<br />
1913م؛ منها الفوائد من معرفة علم البحر؛ كما ترجم حتفة االألباب الأبي حامد<br />
االأندلسي الغرناطي؛ اإضافة اإىل دراسات عن شمال اإفريقيا يف اجلغرافيا نرشها<br />
باملجلة االآسيوية مابني )1911 – 1935م( )57( .<br />
3535بلوشه: Blochet )1937-1870م( اأمني املخطوطات الرشقية يف املكتبة الوطنية<br />
بباريس، ترجم كثريا من االأعمال، ومنها: تاريخ حلب البن العدمي )ت 660ه( يف العام<br />
1900م؛ وتاريخ مرص للمقريزي يف العام 1908م )58( .<br />
3636البارون كارادي فو: 1941-1867(Carraم( de Vaux Bon درس العربية باملعهد<br />
الكاثوليكي بباريس،وقد ترجم كثريا من االأعمال، ومنها: كتاب خمترص العجائب<br />
للمسعودي بني عامي )1897، 1898م(؛ واحلكمة البن سينا؛ وبعض القصائد العربية،<br />
مثل قصيدة ابن سينا، التي مطلعها: هبطت اإليك من السماء االأرفع .......................؛<br />
وتائية ابن الفارض وهي سبعمائة وستة واأربعون بيتا يف العام 1907م )59( .<br />
3737الفرد بل: Bel )1945-1873م( اأقام يف شمال اإفريقيا وهناك تعلم العربية، وصنف<br />
كثريا من الكتب وترجم كثريا، ومنها: بغية الرواد يف ذكر امللوك من بني عبد الواد الأبي<br />
زكريا يحيى ابن خلدون يف العام 1904م؛ ومقدمة ابن االأبّار يف العام 1918م )60( .<br />
3838سوڤاجه: Sauvaget )ت1950م( ترجم لكثري من الكتّاب العرب القدماء وجزءا من
دور املستشرقني الفرنسيني في نقل الثقافة العربية إلى الغرب<br />
د. عبد الرؤوف خريوش<br />
كتبهم، ومنهم: اجلاحظ، وابن قتيبة، والبالذري، وابن خلدون، والطربي، والصويل،<br />
واملسعودي، وقدامه بن جعفر، واأبو الفرج االأصفهاين، واأسامة بن منقذ، والقلقشندى،<br />
واملقريزي، وغريهم )61( .<br />
3939ليون جوتييه: leon)ت Gauther بعد عام 1950م( نال درجة دكتوراه يف الفلسفة<br />
االإسالمية من كلية االآداب بجامعة باريس عام 1909م، وعني اأستاذا للفلسفة االإسالمية<br />
بجامعة اجلزائر، وبذلك يكون قد اطلع على معظم االأعمال الفلسفية العربية، وترجم كثريا<br />
منها، فرتجم قصة )حي بن يقظان( البن طفيل؛ وترجم البن رشد: فصل املقال فيما<br />
بني الكلمة والرشيعة من االتصال، والكشف يف مناهج االأدلة، والتهافت؛ وترجم للغزايل<br />
الدرة الفاخرة يف العام 1925م )62( .<br />
4040ليون برشيه: Leon Bercher )1955-1889م(، ترجم الرسالة البن زيد القريواين يف<br />
العام 1945؛ وطوق احلمامة البن حزم يف العام 1947م؛ واملقامة اخلامسة والثالثني<br />
للحريري يف العام 1922م؛ وجزءا من كتاب اإحياء علوم الدين للغزايل يف العام<br />
1953م؛ وجزءا من كتابه االأمر باملعروف والنهي عن املنكر يف العام 1955م )63( .<br />
4141وليم مارسه: Marçais )1056-1874م ) ترجم ونرش كتاب التقريب والتيسري للنووي؛<br />
وجامع االأحاديث للبخاري يف العام 1902م )64( .<br />
4242جان كانتينو:Cantineau )1956-1899م(، من اأشهر دارسي اللغة العربية<br />
ولهجاتها، وله كثريا من الدراسات والرتجمات، ومن اأهمها: لهجة حوران العربية<br />
1933م؛ ولهجة عرب تدمر 1934م؛ واللهجات العربية يف سوريا وفلسطني 1937م<br />
وغريها )65( .<br />
4343دميومبني: )1957-1862( Demombynes ومن اأهم ما ترجمه: تاريخ بني االأحمر<br />
)636ه اإىل سنة 897ه(. كما ورد يف تاريخ ابن خلدون؛ ورحلة ابن جبري )ت 614ه(؛<br />
ومقدمة كتاب الشعر والشعراء البن قتيبة )ت276ه(، ومسالك االأبصار للعمري )ت 749ه(<br />
يف العام 1927م؛ وكتاب مائة األف ليلة وليلة يف العام 1911م )66( .<br />
4444لويس ماسنيون: Louis Massignon )1962-1883م( مسترشق فرنسي كبري<br />
له اأعمال كثرية تتجاوز ستمائة وخمسني عمال بني موؤلف وحمقق ومرتجم ومقال<br />
وحمارضة وسرية، منها كثريا عن الثقافة العربية، ومن االآثار التي ترجمها: ديوان<br />
احلالج )ت 309ه( يف العام 1931م؛ ورسائل الصفا؛ واالأمثال البغدادية للطالقاين<br />
)اإسماعيل بن عبّاد ت 385ه(؛ واأربعة نصوص متعلقة باحلالج. كما األف كثريا عن
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
الثقافة العربية خاصة عن التصوف يف االإسالم )67( .<br />
4545برييس: Pérès)تويف بعد 1970م(، نرش الكثري من الكتب العربية خاصة يف جماالت<br />
البالغة واالأندلسيات، من بينها ديوان كثري عزة )كثري بن عبد الرحمن ت 105ه(؛<br />
وحقق البديع يف وصف الربيع الأبي الوليد االأشبيلي يف العام 1940؛ وترجم مصنفات<br />
ابن خلدون؛ عدا األفه وصنفه من كتب قيمة يف االأدب العربي واحلضارة العربية )68( .<br />
4646جاستون فييت: Gaston Weit )1971-1887م( من اأهم اأعماله، ترجم كتاب<br />
املواعظ واالعتبار يف ذكر اخلطط واالآثار للمقريزي يف العام 1927م؛ وتاريخ ابن<br />
اإياس احلنفي املرصي، وصورة االأرض البن حوقل، وقد ترجم مع )جان لوسوف(<br />
كتاب االأيام لطه حسن )ت1973م( يف العام 1947م، ونرشته دار غليماز )69( .<br />
4747جواشون: Goishon )توفيت بعد عام 1971م (، حصلت على دكتوراه الدولة يف<br />
الدراسات العربية من جامعة باريس 1933م، ومن اأهم اأعمالها ترجمة كتب ابن سينا<br />
وتصنفيها، مثل املدخل،وكتاب االإشارات والتشبيهات، ومن اأهم ما كتبته فلسفة ابن<br />
سينا واأثرها يف الغرب )70( .<br />
4848بالشري: Blachère )1973-1900م( حاز على الدكتوراه يف االأدب العربي عام<br />
1936م،وعني اأستاذا يف جامعة السوربون منذ العام 1938م، وله الكثري من االأعمال<br />
االأدبية حول الثقافة العربية، كما ترجم العديد من الكتب، ومنها كتاب االأمم لصاعد<br />
االأندلسي؛وابن القارح ورسالة الغفران للمعري؛ والقراآن الكرمي 1952م؛ وكثري من<br />
النصوص العربية )71( .<br />
4949هرني كومان: )1978-1903 Henry Corbin ) ترجم: الينابيع الأبي يعقوب<br />
السجستاين )ت971 م(؛ ورسالة املبداأ واملعاد للحسني بن علي؛ و املشاعر لصدر الدين<br />
حممد الشريازي يف العام )72( 1964 .<br />
5050شارل بيال: Ch.Bellat )تويف بعد 1990م( من اأساتذة مدرسة اللغات الرشقية،<br />
وبعدها عمل اأستاذا للغة واحلضارة العربيتني يف جامعة باريس، ثم اأصبح اأستاذا<br />
للعربية يف السوربون. ترجم واألف كثريا من الكتب، ومن اأهم الكتب التي ترجمها، كتاب<br />
رسالة الفلك البن قتيبة؛ وكتب للجاحظ منها: التباصري بالتجارة، والرتبيع والتدوير، و<br />
االأمصار وعجائب البلدان، كما نرش وحقق كثريا من الكتب باللغة العربية، منها مروج<br />
الذهب للمسعودي؛ واالأمصار وعجائب البلدان للجاحظ؛ واملعجم املفهرس الألفاظ<br />
احلديث الرشيف )73( .
دور املستشرقني الفرنسيني في نقل الثقافة العربية إلى الغرب<br />
د. عبد الرؤوف خريوش<br />
5151اأندريه مايكل، من اأهم مسترشقي القرن املاضي، ولد عام 1928م، وقد ترجم كثريا من<br />
الكتب العربية، ومنها قصة ليلى واملجنون؛ وديوان املعبد الغريق لبدر شاكر السياب<br />
)ت 1964م(، وسبع حكايات من األف ليلة وليلة )74( .<br />
ثانيا: دراسات يف األدب العربي<br />
ميكن القول اإن املسترشقني الفرنسيني عامة يتقنون اللغة العربية، فاأهلهم هذا الأن<br />
يكتبوا ويوؤلفوا دراسات عن لغات العرب واآدابهم، منهم شار بيال، و يوهان فيك، و بالشري،<br />
و دي ساسيه، ومورسيال، وغريهم.<br />
ويعود اهتمام الفرنسيني باالأدب العربي اإىل القرون الوسطى، زمن احلروب الصليبية<br />
حني بداأت حركة الرتجمة على يد جريار الكرموين )ت1187م( الذي ترجم كثريا من اأمهات<br />
الكتب العربية اإىل اللغات االأوروبية. وميكن القول اإن الكتب التي ظهرت يف فرنسا تتحدث<br />
عن الرشق قبل القرن التاسع عرش قليلة اإذا ما قيست بغريها من الدول االأوروبية كاإسبانيا<br />
مثال، ففي القرن السابع عرش صدر سبعة وعرشون كتابا، ويف بداية القرن الثامن عرش<br />
اأربعة وثمانون كتابا، وبعد ذلك زاد اهتمام الفرنسيني بالرشق بعد ترجمة )جاالن( عن<br />
األف ليلة وليلة، بحيث زادت الكتب عن ستمائة كتاب )75( .<br />
وقد عني الفرنسيون باالأدب العربي منذ مطلع القرن الثامن عرش، فبداأوا بجمع<br />
املخطوطات، وتاأليف الكتب االأدبية وتصنيفها، ومع االتصال املبارش من خالل حملة<br />
نابليون على مرص، واحتالل فرنسا للجزائر 1832م، ولتونس 1881م، زادت روافد<br />
املخطوطات والدراسات، وعمل معظم املسترشقني يف اجلامعات العربية خصوصا باجلزائر<br />
وتونس واملغرب، وفتحوا مراكز ومعاهد فرنسية، متكنوا من خاللها من االطالع عن كثب<br />
على اآداب العرب ولغاتهم؛ فاألفوا كتبا كثرية حول الشعر واللغة والنرث والبالغة، وغري ذلك؛<br />
ففي جمال الشعر، اأقاموا دراسات حول دواوين امرئ القيس )ت 80 ق.ه( وعنرتة )ت 22<br />
ق.ه( واملتنبي )354 ه( واأبي العالء، واحلالج )ت 309 ه( وابن الفارض )76( كما كتب<br />
املسترشق )الجراجن ت 1859م( بحوثا ومقاالت يدافع بها عن حماسن الشعر العربي<br />
ودواوين الشعراء )77( . ونرش )بونو ت 1882م( بحثا عن شعراء العرب واأدبائهم، وقصة<br />
عنرتة العبسي، نرشه باملجلة االأسيوية، عدد 1846م؛ كما رشح )باسه( قصيدة نهج الربدة<br />
للبوصريي )ت 694 ه(، وديوان اأوس بن حجر، وديوان عروة بن الورد )ت 596م( )78( .<br />
وقد تنوعت دراسات املسترشقني حول الشعر، فدرس البارون دي ساسي معلقة<br />
لبيد،وجمع اأفضل ما للعرب من اأشعار )79( وجمع منتخبات شعر ابن الفارض؛ واألف )كور<br />
ت 1945م( كتابا عن شاعرية ابن زيدون )80( . ودرس وكتب )بريشه( بحثا حول املعري<br />
)81( ؛ اأما )بروفنسال( فقد تنوعت دراسته، فاألف يف معظم جماالت االأدب العربي، وحظي
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
الشعر االأندلسي باهتمامه، فكتب حول شعراء مالقه يف القرن العارش )82( . وهناك دراسات<br />
حول المية العجم للطغرائي )موؤيد الدين اأبو اإسماعيل احلسني بن على بن حممد االأصبهانى<br />
ت513ه(، والمية ابن الوردي )القاضي زين الدين، اأبو حفص، عمر بن مظفر بن عمر بن<br />
حممد بن اأبي الفوارس ت 749ه( ورشح قصيدة كعب بن زهري )ت 26ه(،قام بها شارل<br />
رو )ت يف القرن التاسع عرش(، وعن اأبي فراس احلمداين وشعره، واملتنبي فقد قام بدراسة<br />
شعرهما )كانار(.يف حني نرش )برييس( ديوان كثري عزة، ونرش كتبا حول الشعر الفصيح<br />
يف اسبانيا، وكتابا عن الشعر يف فاس يف عهد املرابطني واملوحدين.<br />
)83(<br />
اأما بالشري فقد كتب عن املتنبي: املتنبي الشاعر العربي االإسالمي، وعلق على ديوانه<br />
كما كتب عن معظم شعرا ء عرص النهضة الذين عارصهم اأمثال اإبراهيم اليازجي )ت 1906م(،<br />
واأحمد شوقي )ت 1932م(، وحافظ اإبراهيم )ت 1932م(، وله دراسة "جممل شاعرية العرب،"<br />
كما قام هُ وارْ تْ )1270 1345 ه = 1854 1927 م( برشح ديوان سالمة بن جندل )84( .<br />
اأما يف املجاالت املختلفة، فقد األف املسترشقون كثريا من الكتب التي حتدثت عن االأدب<br />
العربي،واللغة العربية، منها دراسة )البارون دي ساسي( حول كليلة ودمنة ومرتجميها، كما<br />
رشح مقامات احلريري، ودراسة حول األفية بن مالك )85( ؛ اأما )ديسامرب( فقد عني بالشعر<br />
يف اجلزائر، وخاصة مبدينة بليدا )86( .ووضع )مارسه( كتابا حول اأصول النرث العربي الفني<br />
يف العام 1927م؛ ويف العام 1942م وضع معجما كبريا جمع فيه اللهجات املغربية<br />
ونصوصها واأصواتها )87( . ومن الذين اهتموا باالأدب العربي يف املغرب )بروفنسال( الذي<br />
نرش كتاب االآداب واالآثار املراكشية، نرشه معهد الدراسات املغربية العليا )اأسس 1931م(<br />
يف العام 1920م، وكتاب اآخر االأعمال االأدبية يف املغرب عام1921م، وله معجم تطبيقي<br />
لعربية القرن العرشين باللغتني العربية والفرنسية نرش بالرباط 1942م.<br />
اأما جان كانتنو فقد ترك كثريا من الدراسات عن اللهجات واللغات يف البالد العربية،<br />
وخصوصا بالد الشام، ومن اأهمها، كتابه املشهور "دروس يف علم اأصوات العربية" ترجمه<br />
اإىل العربية القرمادي عام 1966م، وكتاب "لغة حوران" وقد ذيله بخرائط تبني جغرافية<br />
املناطق يف العام 1946م )88( ، وعن االأدب املرصي كتب )ليفيفر ت 1957م( كتابا حول<br />
االآداب الشعبية عند املرصيني القدماء، وكتابا عن قواعد العربية الفصحى يف مرص<br />
1940م، وله االأصل املرصي الإحدى روايات األف ليلة وليلة 1942م، وعن كتب تدريس<br />
العربية وضع )دميومبني( كتبا حول تعليم العربية يف فرنسا 1922م، وقواعد كتب النحو<br />
العربية 1937م، وهو اأفضل كتب النحو يف اأوروبا.<br />
و ملاسينيون حظ وافر يف نرش الثقافة العربية يف اأوروبا، فقد وضع كثريا من الكتب<br />
والدراسات حول الثقافة العربية وخصوصا االأدبية منها، كما اختص بالصوفية عند احلالج،
دور املستشرقني الفرنسيني في نقل الثقافة العربية إلى الغرب<br />
د. عبد الرؤوف خريوش<br />
فكتب عن اآالم احلالج كتاب شهيد التصوف االإسالمي، وهو يف اأصله رسالة الدكتوراه التي<br />
تقدم بها يف السوربون بباريس عام 1922م، وتقع يف األف صفحة، كما كتب بحثا عن<br />
اإخوان الصفا، نرشه يف جملة االإسالم التي تصدر من برلني 1913م، كما كتب عن القرامطة<br />
1936م، وعن البريوين رائد العلم العربي 1951م، وتاريخ العلم عند العرب 1957م، وعن<br />
الزهد، وعن الكندي، وكتب بحثا عن الزمن والتفكري االإسالمي، ترجمه اإىل العربية االأستاذ<br />
بركات نرش مبجلة االأديب التي تصدر بريوت 1953م.<br />
ول )فييت( نصيب وافر يف نرش الثقافة العربية، فقد ارشف على ترجمة اأكرث من<br />
خمسة وثالثني كتابا وحتقيقها ونرشها، كما األف اأكرث من مائتني ما بني مقال وبحث<br />
وكتاب، ويغلب عليها كلها طابع مرص االإسالمي قدميها وحديثها، ومن بني ما نرش وكتب:<br />
الكتابات العربية يف سوريا والعراق ومرص وفلسطني ولبنان ومرص، و مرسد تاريخي<br />
للكتابة العربية يف جملدين نرش بالقاهرة عام 1929م، كما األف كتابا بعنوان »مرص<br />
العربية من الفتح العربي اإىل الفتح العثماين »نرشه بباريس 1938م، كما ترجم كتاب<br />
البلدان لليعقوبي، 1937م.<br />
اأما كانار، فقد عني بدراسة احلمدانيني خصوصا عهد سيف الدولة احلمداين )ت 356ه(<br />
فقضى عرشين عاما يبحث ويكتب عن حياتهم السياسية واالأدبية واالقتصادية، وتوجها<br />
اأخريا برسالة دكتوراه موسومة ب "تاريخ الساللة احلمدانية يف سوريا واجلزيرة" شملت<br />
جميع االأحداث السياسية واالقتصادية واالأدبية التي حصلت يف عهدهم، نرشتها كلية اآداب<br />
اجلزائر عام 1951، كما كتب بحثا عن صيغة فعاىل يف العربية )89( .<br />
وعن القصة واالأقصوصة يف االأدب العربي كتب )برييس( بحثا نرشه قي جملة<br />
حوليات معهد الدراسات الرشقية يف العام 1937م، كما كتب عن اأحمد شوقي. وعن موؤلفي<br />
القصص العربية، نرشه يف املجلة نفسها، عدد عام 1939م، كما كتب عن العربية العامية<br />
يف اإسبانيا. وعن رواد عرص النهضة العرب فكتب عن الشدياق )ت 1345ه( و اليازجي.<br />
وكتب بالشري كثريا من الدراسات واالأبحاث التي اهتمت بالثقافة العربية يف املرشق<br />
واملغرب، ومن اأهم كتبه تاريخ االأدب العربي 1952م، نقله اإىل العربية الدكتور اإبراهيم<br />
الكيالين، كما كتب خمتارات من العربية الفصحى 1952م، وله دراسة نقلها اأحمد درويش<br />
تتحدث عن التاأليف املعجمي عند العرب، ومن اأبحاثه "دراسة اأدب االأمثال عند العرب"،<br />
رشت باربيما عدد1 لسنة 1956م. ومن اأهم اأعماله دراسته املوسومة ب "اللحظات الفاصلة<br />
يف االأدب العربي، تصور جدي للعصور االأدبية" نقله اإىل العربية اأحمد درويش.<br />
اأما اأندريه ميكيل فقد قام بدراسات عدة عن االأدب العربي منها: نظرة شاملة لالأدب<br />
العربي، نقلها اإىل العربية اأحمد درويش، وفيها يتحدث عن املشكالت االأربع التي يطرحها االأدب<br />
العربي، وهي: مهمات الكتابة، واالأدوار واالأهداف املتعلقة بكل من الشعر والنرث، والعالقات
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
التي تربط الشعر والنرث باللغة وباالأدب وباملجتمع، واأخريا مكانة اللغة ذاتها مرورا من<br />
اجلماعة اإىل االأمة، ومن االأمة اإىل الدور العاملي. وحول الرواية العربية كتب بحثني يتحدثان<br />
عن الرواية العربية، هما: الرواية العربية املعارصة، والفن الروائي عند جنيب حمفوظ.<br />
ويف هذا القرن صدرت كتابات تتحدث عن تاريخ العرب العام، منها، كتاب )سيديو(<br />
"تاريخ العرب العام من العرص اجلاهلي حتى سقوط غرناطة"، يتناول فيه تاريخ العرب،<br />
وتاريخ دولتهم من العرص اجلاهلي اإىل نهاية سقوط دولة العرب يف االأندلس، وجغرافية<br />
دولتهم وحضارتهم ومدارسهم الفلسفية والعلمية واالأدبية يف الرشق والغرب، واأوضح<br />
»سيديو«يف كتابه فضل العرب واالإسالم على اأمم العامل يف ميادين العلوم والثقافة والفلسفة<br />
والعمران واالأدب، ونوه بساأنهم وقدّر اآثارهم تقديراً حسناً، واأثنى عليهم على خالف كثري<br />
من املسترشقني الذين تناولوا العرب واملسلمني وتاريخهم، فاأداروا ظهورهم للدور الكبري<br />
الذي لعبه العرب يف احلضارة االإنسانية جمعاء، بقصد نسيان العرب واإنكار ما كان لهم من<br />
تاأثري يف احلضارة احلديثة دام طوال القرون الوسطى.<br />
ثالثا: دراسات حول القصص العربية احلديثة وترمجتها:<br />
يعد عرص النهضة اأهم عصور االنفتاح على الغرب، مما كان له االأثر البالغ يف حتول<br />
الثقافة العربية وعالقتها بالغرب، فتعدد الروؤى واملقاربات املتعلقة به، خلق تنوعا ثقافيا<br />
بعد االنفتاح على الغرب، فالنهضة تعني الطاقة والقوة والوثبة يف سبيل التقدم االجتماعي<br />
اأو غريه )90( ، يف حني اتسم عرص النهضة يف اأوروبا يف القرنني اخلامس عرش والسادس عرش<br />
باأنه عرص تقدم فكري واجتماعي واأدبي )91( . وقد بسط سالمة موسى البحث حول النهضة<br />
ومفهومها بشكل مفصل يف كتابه »ما هي النهضة« )92( . لذا سعى العرب اإىل اللحاق بالفكر<br />
النهضوي الغربي، وكان هذا سببا يف نشوء حركة الرتجمة من اللغات الغربية اإىل العربية،<br />
فدعا طه الهاشمي اإىل تشكيل جلنة ترجمة ممن لهم اطالع واسع يف اللغات االأوروبية ويف<br />
العربية، تكون مهمتها ترجمة االآثار االأجنبية )93( ، يف حني راأى طه حسني اأن الرتجمة كفيلة<br />
باأن تخلص االأمة من التخلف واجلهل )94( .<br />
وقد شكل عرص النهضة احللقة االأقوى لالتصال بني الرشق والغرب، فنشطت الصحف،<br />
وانترشت الطباعة، والرتجمة، واأرسل املبعوثون اإىل الغرب، وزاد اهتمام املسترشقني<br />
بالرشق، كل ذلك اأسهم يف تفعيل الرصاع احلضاري، الذي انعكس يف االأدب والسياسة<br />
والثقافة والفكر، وقد شكل املسترشقون العالمة الفارقة يف هذا االتصال؛ الأنهم سبقوا<br />
العرب يف نقل الثقافة العربية اإىل الغرب برتجمة القصص وتاأليف الكتب، واإقامة الدراسات<br />
املختلفة حول الثقافة العربية، فالرتجمة من العربية بداأت يف وقت مبكر يف القرن احلادي
دور املستشرقني الفرنسيني في نقل الثقافة العربية إلى الغرب<br />
د. عبد الرؤوف خريوش<br />
عرش، وخالل ثالثة قرون ترجم اأكرث من ثالثمائة كتاب من خمتلف العلوم العربية )95( ،<br />
وقد كان القراآن الكرمي، وقصص حي بن يقظان، واألف ليلة وليلة، واملقامات باكورة<br />
االأعمال التي اهتم بها املسترشقون؛ الأنها تعكس احلياة العربية، فرتجموها واأضافوا<br />
عليها مفاهيمهم عن الرشق واحلياة العربية مما يرضي خميلة االإنسان االأوروبي. فجاالن،<br />
وضع مقدمة لرتجمة األف ليلة وليلة، فنقل اإىل القارئ الغربي فيها الرشق بعاداته وتقاليده<br />
واأديانه وشعوبه )96( فكانت نظرته للرشق اأكرث واقعية من غريه الذين كانوا ينظرون اإليه<br />
على اأنه ارض العجائب والفخامة والقصور، واأرض احلكايات الغريبة، فجاءت نظرتهم<br />
سلبية، حتمل يف طياتها تصورات واأوهاما كثرية ملوؤها الزيف، لتوافق خميلتهم وترضي<br />
اأهواءهم، وتصوراتهم.<br />
وقد اأثرت هذه القصص املرتجمة يف املوؤلفات االأدبية االأوروبية،منها كتاب )األف<br />
قصة وحكاية واأسطورة( للمسترشق الفرنسي باسيه )97( واحلب املحمود، ل)جوان رويس(،<br />
والكوميديا االإلهية لدانتي، كما كتب رهبان قصص دينية متاأثرة بالدين االإسالمي، منها:<br />
رهبان الرشق، اجلنة، قصة رهبان جيجون، قصة االأمري )98( .<br />
ويف احلكاية كتب اأيسوب حكايات: الدب واحلمل، والديك والثعلب، والذئب واللقلق<br />
وغريها )99( .<br />
اإن عملية النقل والرتجمة من االأدب العربي اإىل الفكر االأوروبي مل تتوقف على قلتها،<br />
بل ظلت متواصلة اإىل يومنا هذا، وازدادت بعد اأن حصل جنيب حمفوظ على جائزة نوبل<br />
لالآداب عام 1988م. وذلك الفوز اأثار قضية الرتجمة من العربية اإىل اللغات االأوروبية،<br />
وميكن القول اإن ترجمة اأعمال جنيب حمفوظ اإىل اللغات االأوروبية، السيما الفرنسية منها،<br />
قد اأسهمت يف فوزه باجلائزة. وتدريجيا تغريت نظرة املسترشقني للرشق، وقد اأسهمت<br />
الروايات العربية التي ترجمتها دور النرش االأوروبية، وترجمة الكثري من الشعر العربي<br />
وغريهم يف تغيري كثري من املفاهيم السابقة عن الرشق، واإن ظلت مقترصة على اأعمال<br />
يحيى حقي، ويوسف اإدريس، والطيب صالح، وتوفيق عياد، ويوسف السباعي، وعبد الرحمن<br />
منيف؛ والبياتي واأدونيس، وحممود درويش، ونزار قباين وغريهم، وهنا سنتناول اأعمال<br />
جنيب حمفوظ املرتجمة، واآراء املسترشقني الفرنسيني ودراساتهم الأدبه.<br />
ترمجة رواياته:<br />
اإن ترجمة روايات جنيب حمفوظ قد عكست واقع الرواية العربية، فكانت املثال الذي<br />
اتخذته دور النرش الفرنسية عن االأدب العربي احلديث يف جمال القصة والرواية، الأن جنيب
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
حمفوظ كما يراه اندريه ميكيل قد فجر االإطار احلديث للغة النرث العربية، وقد اأضفى من<br />
خالل لغة النص صفة العمومية مما اأكسبه صفة جتريدية جعلت نسيج وصفه خمتلفا<br />
اختالفا كبريا عن غريه من العرب واالأوروبيني )100( .<br />
اإن جائزة نوبل لالآداب التي نالها حمفوظ قد دفعت دور نرش كثرية مثل سندباد، و<br />
التيس، اإىل ترجمة روايات خمتلفة له، للتعرف عن كثب اإىل العوامل الروائية الفريدة التي<br />
صنعها، اإضافة اإىل اإعادة ترجمة ما ترجم سابقا، وهي الروايات التي عنيت بها االأكادميية<br />
السويدية، واعتمدتها للتقدم للجائزة، وهذه الروايات هي: ثرثرة فوق النيل، باعتبارها<br />
منوذجا للقصة القصرية املعربة، وزقاق املدق، و اللص والكالب، و اأوالد حارتنا، وهي<br />
رواية اتخذت االإنسان اخلالد موضوعا لها )101( .<br />
وكانت )دار سندباد للنرش( ممثلة برئيسها )بيري برنار( املعروف بعالقته احلميمة<br />
مع الكثري من الشخصيات العربية، هي املبادرة لنرش اأعمال الروائي الكبري جنيب حمفوظ،<br />
فكانت روايته »زقاق املدق« اأول روايات جنيب حمفوظ املرتجمة اإىل اللغة الفرنسية يف<br />
1970، وقد ترجمها )اأنطوان كوينت(، واأطلق عليها عنوانا جديدا هو، »زقاق املعجزات« اأما<br />
رواية »اللص والكالب« فرتجمت يف العام 1985م. يف حني ترجمة روايته »اأوالد حارتنا«<br />
يف العام 1988م.<br />
وتعد دار سندباد للنرش اأكرث دور النرش اهتماما بنرش الثقافة العربية، فقد اأصدرت ما<br />
بني – 1970 1980، ما يقرب من مائتي كتاب يف خمتلف علوم اللغة العربية واالإسالمية.<br />
وقد فتح هذا املجال اأمام دور نرش كثرية لكي ترتجم املزيد عن االأدب العربي عامة،<br />
وجنيب حمفوظ خاصة، فقد ترجمت دار )جان كلود التيس( ثالثية جنيب حمفوظ،يف العام<br />
1987م، وقد طبعت منها تسعة اآالف نسخة، اأي ما يزيد عن ستة اآالف نسخة عن املعدل<br />
العام الذي تطبع للكتاب الواحد، وهذا يدلل على مدى اهتمام القارئ الفرنسي لالأعمال<br />
االأدبية املتميزة. وهي دار ترشف عليها )اأوديل كاي(، عنيت بنرش الثقافة العربية على<br />
نطاق واسع )102( .<br />
آراء املستشرقني يف أعماله:<br />
ميكن مالحظة اأراء الفرنسيني عامة واملسترشقني خاصة حول اأعمال جنيب حمفوظ<br />
من كتابات الصحف اليومية، واملجالت االأسبوعية، فمجلة )النوفيل ابرسفاتور( وصفت<br />
رواية السكرية )اإحدى روايات الثالثية( وصفتها باأنها نص ثري على مستويات العمل<br />
االأدبي اللغوية واالجتماعية كافة، فهي حتمل جزئيات كثرية تتحدث عن واقع اجتماعي<br />
ميثل حقبة سياسية مهمة. اأما جملة )ماري كلري( فقالت عن الرواية: اإنها عمل اأدبي رائع،
دور املستشرقني الفرنسيني في نقل الثقافة العربية إلى الغرب<br />
د. عبد الرؤوف خريوش<br />
ميثل نسيجا كالسيكيا حارا، ووصف جنيب حمفوظ باأنه )فلوبري( الرشق االأوسط. )103( .<br />
اأما صحيفة )لوموند(، فرتى عقب فوز جنيب حمفوظ باجلائزة اإنه ال يقل اأهمية<br />
عن كبار الكتاب العامليني، بل هو ميثلهم كلهم: اإننا اأمام اأعمال جنيب حمفوظ ال نتذكر<br />
)مارتني دوغار( بقدر ما نتذكر )تولستوي(، و)بلزاك( وكل هذا مندمج يف عجينة مرصية<br />
صنعت نفسها من احلكايات الفرعونية القدمية، ومن األف ليلة وليلة.<br />
ومل يختلف راأي صحيفة )بلجيكا احلرة( عن لوموند، فهي راأت اأن جنيب حمفوظ<br />
غاص بالبعد السيكولوجي اأكرث من تولستوي،و بلزاك، فهو يذكرنا مباركيز )حائز على<br />
جائزة نوبل لالآداب يف العام 1982م، عن روايته الرائعة مائة عام من العزلة( كما لواأنه<br />
قراأ )مارسيل بروست( )104( .<br />
وعلى اجلانب الثاين جند نقدا مغايرا لنجيب حمفوظ، فالكاتب الفرنسي الشهري<br />
)اإيتامبل( يقارن بني اأعمال جنيب واأميل زوال، يف جماالت اقتصادية واجتماعية وسياسية،؛<br />
الأن كال منهما كتب ثالثية، فزوال كتب ثالثية اأيام االمربطور نابليون، ويقول الكاتب اإنهما<br />
ينتميان اإىل الطبقة الربجوازية التي توؤمن بالتغيري والتطور الهادئ للمجتمع، وهذا االإميان<br />
جعلهما بعيدين عن اأن يفكرا حقيقة بالثورة لتغري االأوضاع القائمة تغريا جذريا )105( .<br />
يف حني يرى جمال الدين بن الشيخ )كاتب فرنسي من اأصل جزائري( اأنه من العبث<br />
مقارنة كاتبنا العربي جنيب حمفوظ بالكاتب الفرنسي اإميل زوال؛ الأن حمفوظا يف راأي<br />
ابن الشيخ مل يقدم اإال صورة جمتزاأة ومعزولة عن املجتمع املرصي، هي كل ما يستطيعه<br />
برجوازي صغري كمحفوظ اعتاد العيش يف ظل حياة مستقرة ومريحة )106( .<br />
اأما الدراسات التي دارت حول اأعمال جنيب حمفوظ، فسنتناول دراسة لالأديب اأندريه<br />
ميكيل، حتدث فيها عن االأعمال الروائية لنجيب حمفوظ roman, "lLa Technigue Du<br />
"Chez Neguib Mahfouz ترجمة اأحمد درويش.<br />
حتدث اأندريه ميكيل عن جنيب حمفوظ روائيا واأديبا، يف دراسته لروايات حمفوظ<br />
الثماين، وهي: خان اخلليلي، وزقاق املدق، وبداية ونهاية، وقرص الشوق، وبني القرصين،<br />
والسكرية، واللص والكالب، والسمان واخلريف. فمن منظور الكاتب يرى اأن حمفوظا قد بداأ<br />
باملقاالت والقصص، والروايات التاريخية قبل اأن يتوسع ليكتب عن اأدب حديث، يرفعه اإىل<br />
مصاف الروائيني العاملني )107( . فكانت البداية مع خان اخلليلي؛ ليتوسع بعد ذلك بروايات<br />
كثرية اأسهمت يف الرفع من مكانة االأدب العربي احلديث.<br />
وعنارص الرواية عند حمفوظ حسب دراسة ميكيل شكلت وحدة عضوية رسمت مالمح<br />
الكالسيكية احلديثة يف عمل الرواية )108( ، فاملكان عند حمفوظ تنوع بتنوع بيئات اأبطال<br />
رواياته،وهو ميثل فضاء واسعا مثل البيت واملنزل واحلجرات واملدن واالأحياء، فحي سيدنا
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
احلسني ميثل ملحفوظ يف خان اخلليلي وزقاق املدق االأصالة العريقة والتاريخية، فاالسم<br />
شكل متسعا رحبا للرتاث، ولذوبان كثري من ضجيج مدينة القاهرة الكبرية املقسمة حسب<br />
حمفوظ اإىل اأقسام ياأخذ كل قسم منها طابعه حمليا دقيقا يتميز مبذاق خاص، حسب<br />
شخصيات الرواية واأوضاعها االجتماعية، فحي شربا يف »بداية ونهاية«غري حي احلسني،<br />
يختلف عن حي الدقي يف »السمان واخلريف »، اإنها بالنسبة مليكيل مدائن )109( .<br />
اأما املنزل، فاإنه بالنسبة ملحفوظ جنة العائلة، فهو رمز االستقرار على خالف االأماكن<br />
العامة االأخرى، فحجرة الطعام يف الثالثية، هي احلجرة التي تلتقي فيها العائلة، وتوؤخذ<br />
فيها القرارات احلاسمة، ومن ثم نقطة االنتشار يف امتداد جغرايف متسع يرتبط باملنزل<br />
باأحداث تتعدد بتعدد شخصيات الرواية، يف حني جند املباين )السلم( يف »خان اخلليلي<br />
»هي مركز االنطالق واتخاذ القرارات )110( .<br />
اأما الشخصيات ورسم معاملها فتختلف باختالف االأحداث واالأمكنة واالأزمنة،<br />
فاأبطال حمفوظ كما يراهم ميكيل الذين توزعهم اأعمالهم اأو وظائفهم اأو مدارسهم يف<br />
اأرجاء القاهرة، يعودون اإىل قلب الوسط الذي يعيشون فيه، ومن هذه الزاوية تكتسب رواياته<br />
املختلفة روعتها.كما يرى اأن شخصيات جنيب حمفوظ تهدم وسطها لتهرب اإىل وسط اأكرث<br />
نظافة،يحملون اأحالمهم نحو املدينة الكبرية،اأو مدينة اأخرى يف عمق مرص، كما فعل حسني<br />
يف "بداية ونهاية"، وعباس يف "زقاق املدق" )111( .<br />
اإن الشخصيات الروائية حتددها عالقتها بالوسط الروائي البعيد عن النمطية، فهي<br />
شخصيات تتحدد مواقفها وفقا لبيئة الرواية، فتاأثري الوسط البائس الذي يحد من الرغبة<br />
يف الهيمنة لدى اصغر االأخوة الثالثة يف »بداية ونهابة« يجئ التعبري عنه دائما يف لغة<br />
املونولوج، حيث تتعادل »مع« و »ضد«، وهذا يجعل من احلوار الذهني جزءا من العرض<br />
الروائي دون اأن يخل ذلك على االإطالق باإيقاع احلركة داخل العمل الروائي، وفضال عن ذلك<br />
فاأبطال روايات جنيب حمفوظ ليسوا تابعني لشخصية املوؤلف، فاأسلوب الرتجمة الذاتية<br />
عند توفيق احلكيم ويحيى حقي، غري موجود يف روايات جنيب حمفوظ )112( .<br />
وقد اعترب ميكيل شخصيات جنيب حمفوظ يف رواياته التي درسها شخصيات<br />
ملحمية، فاأبطال الثالثية يحملون بعدين: حقيقي شعبي، وملحمي، مما يجعلها يف راأي<br />
ميكيل شخصيات ملحمية ال روائية، فهي شخصيات قابلة الستيعاب االأحداث ومناقشتها<br />
دائما وفعلها اأحيانا اأخرى، وهذه احلركة والسلوك جتعلهم يرتبطون بالعائلة الكبرية<br />
باعتبارهم شخصيات ملحمية اأكرث من كونهم يرتبطون بعائلة باعتبارهم اأبطاال قلقني<br />
يف الرواية. ولكي يتجنب حمفوظ نفي الطابع الروائي عن اأعماله يلجاأ اإىل حتقيق الوحدة<br />
بني املظاهر املختلفة للشخصيات ليعطي شيئا واحدا اسمه الشعب املرصي، واأبطاله يف
دور املستشرقني الفرنسيني في نقل الثقافة العربية إلى الغرب<br />
د. عبد الرؤوف خريوش<br />
الروايات يصبحون جزءا من هذا النسيج )113( . فهم تاجر، وموظف، ولص، وهارب، ومومس،<br />
وسي السيد، واأم، واأب، وطالب، وقد وضع حمفوظ كل شخصية يف سياقها، عند تقسيم<br />
االأدوار يف جمال احلبكة الروائية، فاالأم متثل القوة املدعومة من التقاليد كما يف »بداية<br />
ونهاية«، واملوظف بطل قصة »السمان واخلريف »، وضعه يف حمور الظروف السياسية<br />
التي حتكم عمله.<br />
اأما يف اللص والكالب وزقاق املدق، فقد وضع املومس يف قالب مشبع باالإنسانية،<br />
بعد اأن سجل حالة ضعف لها دفعتها ملمارسة البغاء كما فعلت حميدة يف الزقاق، ورغم<br />
ذلك فقد صوره حمفوظ يف معظم االأحايني باأنه صورة حادة وموؤملة، واإن اختلفت نفيسة<br />
يف »بداية ونهاية »عن صورة املومس بصالبتها وقوتها وتصميمها على ممارسة البغاء<br />
لتوفر الأخيها رغباته وتفي مبتطلباته التي ال تنتهي، اإال اأنها تظل مومسا يف نظر املجتمع<br />
كله،الذي مثله اأخوها، واملوت هو الوحيد الذي سيحقق لها االنتصار.<br />
اأما شخصية الطالب فهي اأكرث النماذج املفضلة عند حمفوظ، وميثلها فهمي يف<br />
بني القرصين، فهي بالنسبة اإليه متثل الشباب واحليوية، والتمرد، واحلزن،تعكسها فئات<br />
املجتمع املرصي، وهي عنارص حترك احلدث الروائي، يعكسها البطل حسني يف »بداية<br />
ونهاية »، وانحرافات ياسني يف الثالثية.<br />
لقد رسم حمفوظ صورا متناقضة لشخصياته، فنجد الفتاة اجلميلة والقبيحة ضدين<br />
يف نسق واحد، والشاب والكهل، والغني والفقري، وتركيز حمفوظ على الطالب باعتباره<br />
الشخصية املفضلة، الأنه ميثل حمفوظ الطامح باأن يبقى يف الطبقة، والشاب بالنسبة اإليه<br />
ميثل البناء والعطاء والثورة والطموح.<br />
اأما الزمان بالنسبة ملحفوظ، فيبقى مفتوحا مستمرا باستمرارية احلياة بالنسبة<br />
للعائلة كما يف الثالثية، فهي متثل ثالثة اأجيال )قرنا من الزمن( تلتقي مع مائة عام من<br />
العزلة ملاركيز، فاالأحداث والشخصيات تتواىل بتوايل االأزمنة التي متتد لعرشات السنني،<br />
لكنه يختزلها ويركز فيها زمنا اتخذ فيه البطل قرارات مصريية يف ساعات، ورمبا يف<br />
سنوات كما فعل بطل اللص والكالب، فالذكريات لدى بطل الرواية توالت ورسمها حمفوظ<br />
متثل عرشات السنني، لكن كثافة الزمن الروائي حرصه حمفوظ يف حلظات اتخذ من خاللها<br />
البطل قرارات مصريية،<br />
اإن تطور اأحداث الرواية يرتبط بالظروف، وليس باالختيار الواعي اأو الالواعي<br />
للشخصية،وهي يف نظر ميكيل تشكل مالمح اإنتاج حمفوظ الروائية، فهي ترتبط مبفهوم<br />
تطوري للزمن،فال تعود بالبطل اإىل نقطة البدء، فتطور الزمن يف »السمان واخلريف«يجري<br />
باأقل قدر ممكن من االأحداث على املستوى اخلارجي، وال يصبح التساوؤل هل سيبقى املوظف<br />
اأو يعزل؟، ولكن يصبح التساوؤل هل سيستطيع يف هذا املوقف مواجهة االإنسان اجلديد الذي
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
ولد داخله على املستوى االجتماعي؟ )114( .<br />
اأما اأقصى اأنواع التطور الزمني عند حمفوظ، كما يراها ميكيل، فتكمن يف معاناة<br />
البطل، وهي يف معظم احلاالت املوت املعنوي، اأو اجلسدي حيث ميوت الشخص، اأو متوت<br />
شخصيته. من هنا ياأخذ اإنتاج حمفوظ طابعا واضحا وعميقا، ميثل نوعا من النجاح الذي<br />
يسجله اأبطاله بصالبة يف مواجهة احلياة اليومية. وهو يف الوقت نفسه يضعهم اأمام<br />
خيارين اإما املوافقة اأو الرفض لتطور زمني يقودهم نحو مستقبل يبدو الرصاع والسقوط<br />
واملوت اأكرث معطياته ثباتا )115( .<br />
ويرى ميكيل اأن الرسد عند حمفوظ رسد مبارش، فهو يعمل على الربط بني الشخصيات<br />
املختلفة وردود االأفعال الناجمة عنه، وهذا يساهم يف تطور الرواية،فهو يربط بني اأجزاء<br />
احلوار الذي يساهم يف البناء الروائي باستخدام الديالوج الشديد احليوية، حيث يستطيع<br />
االأبطال اأن يعرضوا بدقة ما ميكن اأن تقدمه مواقعهم اخلاصة بانتماءاتها اإىل رشيحة<br />
.)116(<br />
اجتماعية ما<br />
واخلالصة التي يصل اإليها ميكيل عن اأعمال حمفوظ، هي ربط حمفوظ باملدرسة<br />
الكالسيكية بكل اأبعادها، واأن االأصالة عند حمفوظ مربوطة بطريقة تقدمي الشخصيات،<br />
وهو رس جناح حمفوظ يف احلفاظ على االعتدال املتزن بني الوفاء باملالمح الفردية<br />
الرضورية للرواية، ومنوذجية االأبطال املنتمني اإىل حقبة تاريخية وطنية يراد تقدميها،<br />
وهذه الدراسة لشعب باأكمله ممثلة يف بعض الشخصيات التي تقف يف منتصف الطريق<br />
بني االأصالة الروائية والتمتمة امللحمية، حتقق دون اأدنى قدر من الشك معنى كون االإنسان<br />
يعيش عرصه )117( . ومهما يكن من اأمر فاإن حمفوظا يف راأي ميكيل قد اأعطى الإنتاجه اأصالة<br />
رئيسة يف اإطار االأدب العربي، وحتى يف اإطار الرواية العاملية.<br />
وبعد، فاإنَّ دراسة قضية الدوافع واالأهداف املبتغاة، من وراء اأبحاث املسترشقني ال<br />
تتم كاملة مبعزل عن التبرص بالبنية الفكرية والرتكيبة النفسية، التي صمّمتْ هذه االأهداف<br />
باألوانها املتعددة بتعدد مشارب املسترشقني.<br />
فلالسترشاق دوافع واأهداف دينية، وسياسية واستعمارية واقتصادية وجتارية،<br />
وتاريخية، ولعل الدوافع واالأهداف السامية الوحيدة هي االأسباب العلمية النزيهة التي مل<br />
يخل االسترشاق منها باأيّ حال، بل اإنَّ هذا الدافع يزداد مع ضمور الدوافع االأخرى. ثم تاأتي<br />
بعد ذلك البواعث النفسية والشخصية اخلاصة.وقد حاولنا هنا الوقوف عند اأعمال كثري<br />
من املسترشقني دون النظر اإىل اأهدافهم ودوافعهم، فمعظم من تناولتهم هذه الدراسة هم<br />
مسترشقون اختلفت دوافعهم واأهدافهم ونظرتهم للرشق باختالف املواقع العلمية والعملية<br />
التي كانوا يشغلونها يف فرنسا.
دور املستشرقني الفرنسيني في نقل الثقافة العربية إلى الغرب<br />
د. عبد الرؤوف خريوش<br />
هوامش البحث<br />
. 1<br />
. 1االأدب املقارن، منشورات جامعة القدس املفتوحة، عمان 2000، ص 203<br />
2عبد . 2 اللطيف عبيد، الرتجمة يف الفكر النهضوي العربي، جملة كلية االألسن للرتجمة<br />
عدد5، جامعة عني شمس 2004 ص 74.<br />
3اجلاحظ . 3 )اأبو عثمان عمرو بن بحر، 255ه( احليوان، حتقيق عبد السالم هارون، بريوت:<br />
دار اإحياء الرتاث العربي 1969، ج1 ص 76.<br />
. 4ابن الندمي )حممد بن اسحق ت 385ه(، الفهرست، بريوت: دار املعرفة، 1978<br />
ص479.<br />
5انظر . 5 قسطندي الشوملي، مدخل اإىل علم الرتجمة، القدس: جمعية الدراسات العربية،<br />
،1996 ص .5<br />
ومصطفى جنيب فواز، بدايات اهتمام الغرب باملرشق العربي، جملة الفكر العربي،<br />
العدد الثامن والثمانون، 1997، بريوت: معهد االإمناء العربي، ص 164.<br />
6انظر . 6 اأحمد خمتار العبادي، يف التاريخ العباسي واالأندلسي، بريوت: دار النهضة العربية<br />
1972، ص 294-293؛ وانظر ميشال جحا الدراسات العربية واالإسالمية يف اأوروبا،<br />
بريوت: معهد االإمناء العربي 1982، ص 5.<br />
. 7انظر جرجي زيدان، تاريخ اآداب اللغة العربية، اجلزء الرابع، مرص: 1937، ص 37<br />
وانظر هرني غيز، بريوت ولبنان منذ قرن ونصف القرن، ترجمة مارون عبود ج2، بريوت<br />
، 4<br />
، 7<br />
،1950 ص .146<br />
. 8<br />
. 9<br />
. 8ينظر قسطندي الشوملي، مدخل اإىل علم الرتجمة، ص – 6 17<br />
. 9االأدب املقارن، جامعة القدس املفتوحة، ص 215<br />
1010ادوارد سعيد، االسترشاق، ترجمة كمال اأبو ديب، بريوت: موؤسسة االأبحاث العربية،<br />
،1995 ص .57 ،56<br />
، 11<br />
. 12<br />
11االأدب املقارن، منشورات جامعة القدس املفتوحة، ص 213<br />
12 اإدوارد سعيد: االسترشاق، ص 74<br />
1313عبد احلليم عويس: مواجهة التحدي االسترشاقي من اآفاق الدعوة االإسالمية يف القرن<br />
اخلامس عرش الهجري، اأعمال امللتقى الرابع عرش للفكر االإسالمي، اجلزائر: منشورات<br />
وزارة السوؤون الدينية، 1980 ص 233-232.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
1414عدنان حممد وزان: االسترشاق واملسترشقون: وجهة نظر )سلسلة دعوة احلق )24 (،<br />
مكة املكرمة: رابطة العامل االإسالمي، 1984، ص 15.<br />
1515انظر، عمر فَرّوخ، االسترشاق يف نطاق العلم ويف نطاق السياسة، يف كتاب االإسالم<br />
واملسترشقون، تاأليف نخبة من العلماء املسلمني، جدة: دار املعرفة، 1985؛ وعبد<br />
الرحمن حسن حبنكة امليداين، اأجنحة املكر الثالثة وخوافيها، ص 5. اقتبسه حممد<br />
البشري مغلي يف كتابه، مناهج البحث يف االإسالميات لدى املسترشقني وعلماء الغرب،،<br />
الرياض: مركز امللك فيصل للبحوث والدراسات، 2002.، ص 41.<br />
1616اإدوارد سعيد: االسترشاق ص101 .<br />
1717مالك بن نبي، اإنتاج املسترشقني واأثره يف الفكر االإسالمي احلديث، بريوت: دار االإرشاد ،<br />
،1969 ص .50<br />
1818اأحمد سما يلوفتش: فلسفة االسترشاق واأثرها يف االأدب العربي املعارص، القاهرة: دار<br />
املعارف، 1980، ص: 38-21.<br />
1919حممد حسني الصغري: املسترشقون والدراسات القراآنية، بريوت: املوؤسسة اجلامعية<br />
للدراسات والنرش والتوزيع، 1986، ص 13-11.<br />
2020حممد عبد الغني حسن: عبد اهلل فكري )سلسلة اأعالم العرب(، القاهرة: الدار املرصية<br />
للطباعة والنرش، )د.ت( ص 89.<br />
2121اأحمد سمايلوڤتش، فلسفة االسترشاق واأثرها يف االأدب العربي املعارص، ص ، 22 نقال<br />
عن معجم الروس الفرنسي، ج7، ص 1003، وانظر، الشيخ اأحمد رضا، معجم منت<br />
اللغة، ج3، بريوت: دار مكتبة احلياة، 1958، ص 311.<br />
2222جنيب العقيقي، املسترشقون، ج 1، القاهرة: دار املعارف 1964، ص . 151<br />
2323مصطفى جنيب فواز، بدايات اهتمام الغرب باملرشق العربي، ص170 .<br />
2424عبد الرحمن بدوي، موسوعة املسترشقني، بريوت: دار العلم للماليني، 1984، ص . 68<br />
2525حممد عوين عبد الروؤوف، ببليوجرافيا املصادر العربية التي حققها املسترشقون اأو<br />
قاموا برتجمتها، جملة.<br />
كلية اللسن، العدد اخلامس، القاهرة: جامعة عني شمس، 2004، ص 161.<br />
2626جنيب العقيقي،املسترشقون، ج1، ص . 173 172،
دور املستشرقني الفرنسيني في نقل الثقافة العربية إلى الغرب<br />
د. عبد الرؤوف خريوش<br />
2727عبد الرحمن بدوي، موسوعة املسترشقني ص 101؛ والعقيقي، املسترشقون ج1 ، ص<br />
174؛ وحممد عوين، جملة اأالألسن، ص 164.<br />
2828حممد عوين، جملة االألسن ص . 164<br />
2929العقيقي، املسترشقون، ج1، ص . 176<br />
3030العقيقي، املسترشقون،ج1، ص 178؛ وحممد عوين، واالألسن، ص . 169<br />
3131العقيقي، املسترشقون،ج1، – 179 182؛ والبدوي، املوسوعة ص – 226 232 ،<br />
وحممد عوين، االألسن ص 171(.<br />
3232العقيقي، املسترشقون،ج1، 185، وحممد عوين، االألسن 169؛ البدوي، املوسوعة . 222<br />
3333العقيقي، املسترشقون،ج1، 186، البدوي،املوسوعة . 363<br />
3434العقيقي، املسترشقون،ج1، . 187<br />
3535املرجع نفسه، ص . 189<br />
3636املرجع نفسه،ص . 187<br />
3737العقيقي، املسترشقون، ج1، 192؛ والبدوي، املوسوعة، . 56<br />
3838حممد عوين، االألسن 172،والبدوي، املوسوعة، ج1، . 238<br />
3939العقيقي، املسترشقون، ج1،ص . 195<br />
4040املرجع نفسه، ص196 .<br />
4141املرجع نفسه، ص198 .<br />
4242حممد عوين، االألسن، ص . 162<br />
4343حممد عوين، االألسن 171، والعقيقي، املسترشقون، ج1، . 199<br />
4444العقيقي، املسترشقون، ج1، ص 200، والبدوي، املوسوعة، ص . 132<br />
4545العقيقي، املسترشقون، ج1، ص201 .<br />
4646املرجع نفسه، ص . 202<br />
4747املرجع نفسه، ص . 203<br />
4848املرجع نفسه، ص . 204
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
<br />
4949املرجع نفسه، ص . 207<br />
5050املرجع نفسه، ص . 211<br />
5151العقيقي، املسترشقون، ج 1، ص 215، واملجلة االآسيوية عدد . 1907 1،<br />
5252املجلة االأسيوية عدد 1868 2، والعقيقي، املسترشقون ن ج1، ص ، 213 وحممد عوين،<br />
جملة االألسن، ص . 162<br />
5353العقيقي، املسترشقون ج1، ص 218، والبدوي،املوسوعة، ص429 ، واملجلة االأسيوية<br />
عدد، 1964.<br />
5454العقيقي، املسترشقون، ج1ن ص 225، واملجلة االأفريقية عدد 1921 ؛ واملجلة االآشورية<br />
عدد 1912؛ وجملة الدراسات الرشقية عدد 1914(، واملجلة االآسيوية عدد 1907.<br />
5555املجلة االآسيوية اأعداد: ، 1926 ،1922 ،1910،1914،1917 ،1881،1909 وجملة<br />
العامل االإسالمي، وجملة تاريخ االأديان )اأسست 1880م( عدد 1915، وجملة الدراسات<br />
االإسالمية ( اأسست 1953م( والعقيقي، املسترشقون، ج1،ص 231.<br />
5656العقيقي، املسترشقون، ج1، ص237، وحممد عوين، جملة االألسن،ص 163<br />
5757املجلة االآسيوية، والعقيقي، املسترشقون، ج1، ص . 241<br />
5858العقيقي، املسترشقون، ج1، ص . 246<br />
5959املجلة االأسيوية، العدد التاسع، 1899، جملة الدراسات االإفريقية )اأسست 1881( عدد<br />
1908؛ والعقيقي، مرجع سبق ذكره، ص264.<br />
6060املجلة االأفريقية عدد 1918، واملجلة االأسيوية ، 1903 والعقيقي، مرجع سبق ذكره،<br />
ص256.<br />
6161البدوي، املوسوعة، 250<br />
62 62 البدوي، املوسوعة ص 118، والعقيقي، املسترشقون، ج1، ص240، وجملة تاريخ<br />
الفلسفة عدد1928؛ وجملة تاريخ االأديان عدد 1929.<br />
63 63 البدوي، املوسوعة 56، والعقيقي، املسترشقون،جج1، ص ، 273 وحممد عوين، جملة<br />
االألسن، ص161، واملجلة اجلزائرية يف عددي 1927 و 1930، واملجلة التونسية<br />
)اأسست )1894 اأعداد: .1923 ،1930 ،1922<br />
، 64 واملجلة<br />
64البدوي، املوسوعة، ص 380، والعقيقي، املسترشقون، ج1، ص 274<br />
االآسيوية، عدد 1900
دور املستشرقني الفرنسيني في نقل الثقافة العربية إلى الغرب<br />
د. عبد الرؤوف خريوش<br />
6565املجلة االآسيوية عدد 1937، وحوليات معهد الدراسات الرشقية باجلزائر )اأسس ) 1932<br />
عدد 1935؛ واملجلة االإفريقية عدد 1938، والعقيقي، املسترشقون، ج1، ص 283.<br />
6666البدوي،املوسوعة ص 182، والعقيقي، املسترشقون، ج1، ص ، 285 واملجلة التاريخية<br />
عدد، 1933.<br />
6767البدوي،املوسوعة 363، ص، والعقيقي،املسترشقون، ج1، ص ، 287 وحممد عوين،<br />
جملة االألسن، ص 168؛ واملجلة االآسيوية اأعداد: 1943؛ 1931، وجملة الدراسات<br />
االإسالمية عدد 1932.<br />
6868العقيقي، املسترشقون، ج1، ص 306، واملجلة التونسية عدد ، 1934 وحوليات معهد<br />
الدراسات الرشقية اأعداد ،39 ،36 ،35 ،1934 واملجلة االأفريقية العدد ،1950 / 94<br />
و .1955/ 99<br />
6969حممد عوين،جملة االألسن ص 172، وجملة االسترشاق، عدد . 1990 4<br />
7070العقيقي، املسترشقون، ج1، ص 309، واملجلة االآسيوية،عدد . 1952<br />
7171العقيقي، املسترشقون،ج1،ص 318-316، والبدوي ن املوسوعة، ص ، 82 وحممد<br />
عوين، جملة االألسن، ص 161، واأحمد درويش، االسترشاق الفرنسي يف االأدب العربي،<br />
القاهرة: الهيئة املرصية للكتاب، 1997، ص 16.<br />
7272حممد عوين، جملة االألسن، ص 162، والبدوي، املوسوعة، ص . 335<br />
7373العقيقي، املسترشقون، ج1، ص 327-326، واربيكا )اأسست (، 1954 العددان: االأول لسنة<br />
1954، والثاين لسنة 1955، وحوليات معهد الدراسات الرشقية العدد 10 لسنة 1952.<br />
7474اأحمد درويش، االسترشاق الفرنسي واالأدب العربي القاهرة: الهيئة املرصية العامة<br />
للكتاب، 1997، ص18.<br />
7575ضياء خرض، مقدمة يف دراسة جهود من العربية اإىل الفرنسية، جملة االسترشاق، العدد<br />
الرابع، بغداد: دار الشئون الثقافية، 1990، ص 136.<br />
7676العقيقي، املسترشقون، ج1، – 187 189 .<br />
7777املرجع نفسه، ص . 188<br />
7878املجلة االأفريقية عدد . 1921<br />
7979املجلة االآسيوية عدد 1927.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
<br />
8080العقيقي، املسترشقون،ج1، ص . 257<br />
8181جملة الدراسات العربية، عدد، 1947.<br />
8282العقيقي، املسترشقون،ج1، ص . 282<br />
8383حوليات معهد الدراسات االإسالمية عدد 4 لسنة ، 1934 جملة الدراسات االإسالمية<br />
عدد3 سنة 1929.<br />
8484املجلة االأسيوية عدد 1910، وعبد الغفار حميدة، طبقات املسترشقني، رقم ، 91 املدينة<br />
املنورة: مركز املدينة املنورة لدراسات وبحوث االسترشاق،2005.<br />
8585العقيقي، املسترشقون، ج1، ص . 182<br />
8686املرجع نفسه، ص . 253<br />
8787املرجع نفسه، ص . 274<br />
8888املرجع نفسه،ص . 282<br />
8989حوليات معهد الدراسات الرشقية، عدد . 1934<br />
9090املعجم الوسيط، مادة )نهض(.<br />
9191املنجد، مادة )عرص(.<br />
9292سالمة موسى، ما هي النهضة، بريوت: مكتبة املعارف، 1962، ص . 144<br />
9393طه الهاشمي، مذكرات طه الهاشمي، حتقيق وتقدمي خلدون ساطع احلرصي، بريوت:<br />
دار الطليعة 1967.<br />
9494طه حسني، مستقبل الثقافة يف مرص، بريوت: دار الكتاب اللبناين 1982، ص . 507<br />
9595داود سلوم، ترجمات الرتاث القصصي العربي اإىل اللغات االأوروبية، جملة االسترشاق،<br />
ع4، بغداد: دار الشئون الثقافية العامة،1990، ص 106.<br />
9696ضياء خرض،مرجع سبق ذكره، ص . 136<br />
9797حممد غنيمي هالل، النماذج االإنسانية يف الدراسات االأدبية املقارنة،القاهرة: دار<br />
نهضة مرص )د.ت(، ص 48. 46،<br />
98 االإلهية،ترجمة جالل مظهر، القاهرة:<br />
98انظر، ميجيل اآسني، اأثر االإسالم يف الكوميديا<br />
مكتبة اخلاجني،1980، ص 172؛ وحسني فوزي، حديث السندباد القدمي، بريوت:
دور املستشرقني الفرنسيني في نقل الثقافة العربية إلى الغرب<br />
د. عبد الرؤوف خريوش<br />
1977، ص 266، عبد الرحمن بدوي، دور العرب يف تكوين الفكر االأوروبي، بريوت:<br />
دار االآداب 1965، ص63- 84.<br />
99 99 االأب لويس شيخو، جماين االأدب يف حدائق العرب، بريوت: 1954، ص 145 ؛ وانظر<br />
داود سلوم، قصص احليوان يف االأدب العربي القدمي، بغداد: 1979، ص 93.<br />
1اأندريه 0100 ميكيل، تقنية الراوية عند جنيب حمفوظ، ترجمة فهد عكام، جملة املعرفة،<br />
عدد111، ص – 12 88 .<br />
1ضياء 0101 خرض، مرجع سبق ذكره، ص . 140<br />
1املرجع 0102 نفسه، ص 141- 140 .<br />
1املرجع 0103 نفسه، ص، . 141<br />
1املرجع 0104 نفسه، ص . 141<br />
1املرجع 0105 نفسه، 139.<br />
1املرجع 0106 نفس، ص . 140<br />
1اأحمد 0107 درويش، االسترشاق الفرنسي واالأدب العربي القاهرة: الهيئة املرصية العامة<br />
للكتاب، 1997، ص 147.<br />
1املرجع 0108 نفسه، ص . 158<br />
1املرجع 0109 نفسه، ص . 148<br />
1املرجع 1110 نفسه، ص 149.<br />
1املرجع نفسه، ص . 152<br />
1111 1املرجع نفسه، . 152<br />
1112 1املرجع نفسه، 153.<br />
1113 1املرجع نفسه، ص . 157<br />
1114 1املرجع نفسه ص . 158<br />
1115 1املرجع نفسه، ص158 .<br />
1116 1املرجع نفسه، ص . 159<br />
1117
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
مراجع البحث:<br />
. 1<br />
. 1االأب لويس شيخو، جماين االأدب يف حدائق العرب، بريوت: 1954<br />
2واأحمد . 2 درويش ، االسترشاق الفرنسي يف االأدب العربي، القاهرة: الهيئة املرصية للكتاب،<br />
.1997<br />
3اأحمد 3. خمتار العبادي، يف التاريخ العباسي واالأندلسي، بريوت: دار النهضة العربية 1972<br />
4االأدب 4. املقارن،منشورات جامعة القدس املفتوحة، عمان 2000.<br />
5ادوارد 5. سعيد، االسترشاق، ترجمة كمال اأبو ديب، بريوت: موؤسسة االأبحاث العربية، 1995<br />
6اأندريه . 6 ميكيل، تقنية الراوية عند جنيب حمفوظ، ترجمة فهد عكام، جملة املعرفة،<br />
عدد111.<br />
7اجلاحظ . 7 )اأبو عثمان عمرو بن بحر، 255ه( احليوان، حتقيق عبد السالم هارون، بريوت:<br />
دار اإحياء الرتاث العربي 1969.<br />
. 8جرجي زيدان، تاريخ اآداب اللغة العربية، اجلزء الرابع، مرص: 1937<br />
. 9حسني فوزي، حديث السندباد القدمي، بريوت: 1977<br />
1010داود سلوم، ترجمات الرتاث القصصي العربي اإىل اللغات االأوروبية، جملة االسترشاق،<br />
ع4، بغداد: دار الشئون الثقافية العامة،1990.<br />
داود سلوم، قصص احليوان يف االأدب العربي القدمي، بغداد: 1979.<br />
11سالمة موسى، ما هي النهضة، بريوت: مكتبة املعارف، 1962<br />
12الشيخ اأحمد رضا، معجم منت اللغة، ج3، بريوت: دار مكتبة احلياة، 1958<br />
1313ضياء خرض، مقدمة يف دراسة جهود من العربية اإىل الفرنسية، جملة االسترشاق، العدد<br />
الرابع، بغداد: دار الشئون الثقافية، 1990.<br />
14طه حسني، مستقبل الثقافة يف مرص، بريوت: دار الكتاب اللبناين 1982<br />
1515طه الهاشمي، مذكرات طه الهاشمي، حتقيق وتقدمي خلدون ساطع احلرصي، بريوت:<br />
دار الطليعة 1967.<br />
1616عبد احلليم عويس: مواجهة التحدي االسترشاقي من اآفاق الدعوة االإسالمية يف القرن<br />
اخلامس عرش الهجري، اأعمال امللتقى الرابع عرش للفكر االإسالمي، اجلزائر: منشورات<br />
وزارة السوؤون الدينية، 1980.<br />
17عبد الرحمن بدوي، موسوعة املسترشقني، بريوت: دار العلم للماليني، 1984<br />
عبد الرحمن بدوي، دور العرب يف تكوين الفكر االأوروبي، بريوت: دار االآداب 1965.<br />
1818عبد الغفار حميدة، طبقات املسترشقني، رقم ، 91 املدينة املنورة: مركز املدينة املنورة<br />
لدراسات وبحوث االسترشاق،2005.<br />
. 8<br />
. 9<br />
. 11<br />
. 12<br />
. 14<br />
. 17
دور املستشرقني الفرنسيني في نقل الثقافة العربية إلى الغرب<br />
د. عبد الرؤوف خريوش<br />
1919عبد اللطيف عبيد، الرتجمة يف الفكر النهضوي العربي، جملة كلية االألسن للرتجمة<br />
عدد5، جامعة عني شمس 2004.<br />
20عدنان حممد وزان: االسترشاق واملسترشقون: وجهة نظر )سلسلة دعوة احلق )24((<br />
مكة املكرمة: رابطة العامل االإسالمي، 1984، ص 15.<br />
2121عمر فَرّوخ، االسترشاق يف نطاق العلم ويف نطاق السياسة، يف كتاب االإسالم<br />
واملسترشقون، تاأليف نخبة من العلماء املسلمني، جدة: دار املعرفة، 1985.<br />
22قسطندي الشوملي، مدخل اإىل علم الرتجمة، القدس: جمعية الدراسات العربية، 1996<br />
2323مالك بن نبي، اإنتاج املسترشقني واأثره يف الفكر االإسالمي احلديث، بريوت: دار االإرشاد،<br />
، 20<br />
. 22<br />
.1969<br />
2424حممد البشري مغلي يف كتابه، مناهج البحث يف االإسالميات لدى املسترشقني وعلماء<br />
الغرب،، الرياض: مركز امللك فيصل للبحوث والدراسات، 2002.<br />
2525حممد حسني الصغري: املسترشقون والدراسات القراآنية، بريوت: املوؤسسة اجلامعية<br />
للدراسات والنرش والتوزيع، 1986.<br />
2626حممد عبد الغني حسن: عبد اهلل فكري )سلسلة اأعالم العرب(، القاهرة: الدار املرصية<br />
للطباعة والنرش، )د.ت(.<br />
2727حممد عوين عبد الروؤوف، ببليوجرافيا املصادر العربية التي حققها املسترشقون اأو<br />
قاموا برتجمتها، جملة كلية اللسن، العدد اخلامس، القاهرة: جامعة عني شمس، 2004<br />
28حممد غنيمي هالل، النماذج االإنسانية يف الدراسات االأدبية املقارنة<br />
نهضة مرص )د.ت(.<br />
2929ومصطفى جنيب فواز، بدايات اهتمام الغرب باملرشق العربي، جملة الفكر العربي،<br />
العدد الثامن والثمانون، بريوت: معهد االإمناء العربي، 1997.<br />
3030ميجيل اآسني، اأثر االإسالم يف الكوميديا االإلهية،ترجمة جالل مظهر، القاهرة: مكتبة<br />
اخلاجني،1980.<br />
31ميشال جحا الدراسات العربية واالإسالمية يف اأوروبا، بريوت: معهد االإمناء العربي 1982<br />
3232جنيب العقيقي، املسترشقون، ج 1، القاهرة: دار املعارف 1964.<br />
33ابن الندمي )حممد بن اسحق ت 385ه(، الفهرست، بريوت: دار املعرفة، 1978<br />
34هرني غيز، بريوت ولبنان منذ قرن ونصف القرن، ترجمة مارون عبود ج2، بريوت 1950<br />
، 28 القاهرة: دار<br />
. 31<br />
. 33<br />
. 34
اجتاهات شعر الطفل يف<br />
الشعر الفلسطيين املعاصر<br />
د. مشهور عبد الرمحن احلبازي*
دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />
د. مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />
ملخص:<br />
تعترب مرحلة الطفولة من اأهم مراحل حياة االإنسان؛ لذلك فاإن عدداً غري قليل من<br />
الدارسني املحدثني اأولوها عناية كبرية يف دراساتهم، واأبحاثهم بهدف متكني الطفل من<br />
املضي قُ دماً نحو احلياة. ومع االأهمية التي يوليها الدارسون لالأطفال اإالّ اأن الدراسات التي<br />
تناولت لغتهم واأدبهم يف الوطن العربي بعامة، وفلسطني بخاصة ظلّت دون الهدف املراد<br />
واملنشود.<br />
ومن هنا درستُ يف بحثي هذا اجتاهات شعر الطفل يف الشعر الفلسطيني املعارص، يف<br />
حماولة لتصنيف الشعر الذي اأبدعه عدد من الشعراء الفلسطينيني لالأطفال، ومعرفة القيم<br />
التي ضمّنها املبدعون الشعراء يف كل اجتاه من اجتاهات الشعر، والتي حرصتها يف اأربعة<br />
اجتاهات هي: الوطني، واالجتماعي، والتعليمي، والرتفيهي.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
Abstract:<br />
Aspects of child’s poetry in modern Palestinian poetry<br />
The Infancy Stage is the most critical stage in the humans’ life.<br />
Therefore a significant number of researchers show interest in studying it<br />
in order to help the child live a good life. However, the studies that focused<br />
on the language, behavior and literature of children in the Arab World, and<br />
in Palestine in particular, are still below expectation.<br />
In this study, I examined the children’s modern poetry in Palestine<br />
so as to classify the creative poetry of Palestinian poets and attempted to<br />
uncover the values conveyed by them. The aspects included are national,<br />
social, educational and entertainment ones.
دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />
د. مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />
مقدّمة:<br />
االأطفال فئة مهمّة من فئات اأي جمتمع يف هذا الكون؛ الأنّهم يشكّلون حاالت عديدة<br />
تختلف بحسب املراحل العمرية التي ميرّون بها. وتعدّ مرحلة الطفولة من اأهم مراحل حياة<br />
االإنسان؛ لذلك فهي بحاجة اإىل عناية من نوع خاص ليستطيع الطفل التقدّم يف حياته<br />
بشكل سليم، وفق ما يريده املجتمع الذي يعيش فيه.<br />
وقد عُ ني كثري من الدارسني – قدمياً وحديثاً – بدراسة هذه الفئة من فئات املجتمع<br />
صحيّاً، وتربويّاً، واجتماعيّاً، ونفسيّاً، وتوصلوا يف دراساتهم اإىل نتائج مهمّة جعلت مرحلة<br />
الطفولة مرحلة مهمّة جداً يف حياة االإنسان، وبخاصة تشكيل مستقبله الأنّ اآثارها تظلُّ<br />
مرافقة للطفل مدى عمره.<br />
يف الوطن العربي بعامة، وفلسطني بخاصة مل تكن الدراسات، واالأبحاث املوجهة<br />
الأدب االإطفال ولغتهم يف املستوى املطلوب، بحيث تقوم بدراسة اأدب االأطفال الذي يبدعه<br />
االأدباء الفلسطينيون شعراً ونرثاً، وتبنيّ القيم التي يسعى االأدباء اإىل نقلها لالأطفال عرب<br />
اإبداعهم االأدبي.<br />
وقد اعرتف اثنان من الشعراء الفلسطينيني الذين كتبوا لالأطفال باحلاجة للكتابة<br />
لهذه الفئة العمرية، فقال الشاعر عبد الكرمي الكرمي )اأبو سلمى( يف اأوائل القرن املاضي:<br />
»اإن املكتبة العربية لفي حاجة قصوى اإىل اأغاين االأطفال، وهذا هو السبب الذي حدا بنا اإىل<br />
اإصدار هذه املجموعة من االأغاين لهم... النفوس الربيئة التي اأهملها اأدبنا العربي طويالً،<br />
ونكون بذلك قد قمنا بقسط ضئيل من واجبنا جتاه اأبنائنا االأعزاء« )1( . فيما قال الشاعر<br />
الدكتور وجيه سامل يف اإهداء ديوانه »اأغاين االأطفال« )2( ؛ قال:
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
ويف حماولة لسدّ بعض النقص يف هذا املجال فلسطينيّاً، عمدتُ اإىل دراسة اجتاهات<br />
شعر الطفل يف الشعر الفلسطيني املعارص، مبيّناً القيم التي تضمَّنها كل اجتاه من تلك<br />
االجتاهات االأربعة التي حرصت فيها دراستي، وهي: الوطني، واالجتماعي، والتعليمي،<br />
والرتفيهي، واستخدمت يف دراستي املنهج االستقصائي التحليلي، بحيث استخرجت مناذج<br />
من اأشعار عدد من الشعراء الفلسطينيني الذين نظموا بعض شعرهم لالأطفال، ثمَّ حَ لَّلتُها<br />
مبيّناً القيم واملعاين فيها، ثم اأنهيتُ الدراسة بخامتة اأجملتُ فيها اأهم نتائج الدراسة، ثم<br />
وضعتُ هوامش الدراسة، واأتبعتها بقائمة للمصادر واملراجع التي اأُخِ ذت منها.<br />
أوالً - االجتاه الوطين:<br />
اهتم الشعراء الفلسطينيون الذين كتبوا شعراً لالأطفال باالجتاه الوطني، فاأكرثوا من<br />
نظم القصائد واالأناشيد يف هذا االجتاه، كما اأنّ هذا االجتاه ورد منثوراً بشكل اأو باآخر يف<br />
االجتاهات االأخرى التي نظموا فيها لالأطفال، اإذ يلحظ القاريء ملا نظم يف تلك االجتاهات<br />
كثرياً من املعاين واملصطلحات ال بل والشعارات التي يتناقلها عامة الناس يف مناسبات<br />
كثرية مبثوثة يف ثنايا ما نظموه.<br />
وقد دفع الشعراء لالإكثار من النظم يف هذا االجتاه عوامل عديدة اأهمها: تعرض الهوية<br />
الوطنية الفسطينية ملحاوالت عديدة ومستمّرة من قِ بل االحتالل الصهيوين للوطن الفلسطيني<br />
– تعرضها ملحاوالت الطمس والتذويب، فظهر يف فلسطني املحتلة عام 1948 حماولة<br />
من قِ بل احلكومات الصهيونية ملا سمي باأرسلة العرب فيما يسمى باإرسائيل عرب وسائل<br />
كثرية. ويف فلسطني املحتلة عام 1967 اأي ما يُسمى بالضفة الغربية وقطاع غزة ظهرت<br />
حماوالت لسلخ املواطن الفلسطيني عن تاريخه الوطني، وفصمه عن اأشقائه الفلسطينيني<br />
يف الشتات، وبخاصة ممثله الرشعي منظمة التحرير الفلسطينية بفصائلها املتعدّدة، وفيما<br />
بعد عن الفصائل التي ظهرت متاأخراً على الساحة الفلسطينية مثل حركة املقاومة االإسالمية<br />
)حماس( وحركة اجلهاد االإسالمي. فضالً عن حماوالت سلخ املواطنني الفلسطينيني عن<br />
اأمتهم العربية واالإسالمية وفك ارتباطهم بهما يف كل املجاالت.
دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />
د. مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />
وكان هدف هوؤالء الشعراء واضحاً وبارزاً فيما يكتبونه لالأطفال وهو توعية الطفل<br />
الفلسطيني بوطنه، وتعزيز انتمائه اإليه، وحثه على الصمود فيه، وعدم الذوبان واالنصهار<br />
فيما يُعْرض عليه من بدائل، فضالً عن توعيته بوطنه الكبري عربياً واإسالمياً، وتعزيز<br />
انتمائه اإىل ذلك الوطن على الرغم من كل االآالم والعذاب التي ميكن اأن يلقاها الفلسطيني<br />
بشكل اأو باآخر يف بعض املواقع العربية واالإسالمية.<br />
من خالل استعراضي لدواوين عدد من الشعراء الفلسطينيني وقراءة كثري مما كتبوه<br />
يف االجتاه الوطني لالأطفال؛ متكنت من حرص عدد من املفاهيم واملعاين والقيم الوطنية<br />
التي سعى الشعراء اإىل توعية الطفل الفلسطيني بها، وتنمية مفهوم الوطن واالنتماء اإليه،<br />
والفخر بذلك، واالستعداد للدفاع عنه فيما بعد، وقد درست هذا االجتاه وفق االآتي:<br />
1. الوطن:<br />
مفهوم الوطن واسع ومتعدد اجلوانب، وهو يتسع ويضيق وفقاً للقيم واملعاين التي يُنشّ اأ<br />
عليها الناشئة ويحملها من ينتسبون اإليه فيحملون صفة املواطن الصالح. وقد انعكست<br />
سعة هذا املفهوم يف شعر الشعراء الفلسطينيني، لكنّني وقفت يف حتديد هذا املفهوم عند<br />
نصوص عامة حدّدت الوطن )االأرض(، وتاريخها، وقدسيتها، واأهلها، وامتدادها العربي<br />
واالإسالمي، واأهم تلك النصوص هي:<br />
أ. نص »الوطن«للشاعر إسكندر اخلوري )3( ، يقول فيه )4( :<br />
الوطن<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
***<br />
<br />
<br />
فالشاعر هنا يحدّد بوضوح اسم الوطن، ودميومته، واأهميته للطفل الفلسطيني فهو<br />
اأحلى سكن يجد فيه كل اأمانيه وكل ما يسعده، ويعمِّمه ليكون لكل العرب، وهو يعزِّز فيه<br />
اأيضاً امتداده القومي.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
ب. نص »حنن نسل األقوياء«للشاعر إسكندر اخلوري، يقول فيه )5( :<br />
حنن نسل األقوياء<br />
ين<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
***<br />
***<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
لا<br />
يف هذه االأنشودة يحرص الشاعر على بيان التاريخ العظيم الذي ينتمي اإليه الطفل<br />
الفلسطيني يف حماولة منه لدفعه اإىل جتاوز حالة الضعف والهوان التي يعيشها حارضاً،<br />
ويبنيِّ له الوسيلة لتجاوز هذه احلالة، ووصل حارضه مباضيه العريق، اأال وهي الوحدة<br />
واالجتهاد يف العمل والبناء.<br />
وبالعودة اإىل نص »الوطن«للشاعر اخلوري جند التاريخ شاخماً، فيقول )6( :<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
***<br />
لا <br />
<br />
<br />
<br />
فالشاعر هنا يوجد روابط تاريخيّة متينة بني الطفل الفلسطيني ووطنه فلسطني.<br />
ففلسطني اأجنبت العلماء واحلكماء، وهي اأرض مقدّسة تضم يف جنباتها رفات االأنبياء.<br />
واستذكار هذا التاريخ املجيد يبعث يف نفس الطفل التحدّي، والصمود، والقدرة على العطاء<br />
والفداء، وصدّ اأطماع الطامعني، فيقول: اإنّ كل من يحاول االعتداء على فلسطني سيكون<br />
مصريه الهالك الأن املواطن الفلسطيني مستعد دوماً الفتداء وطنه فلسطني بروحه.
دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />
د. مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />
ج. أُنشودة »وطين« للشاعر مازن دويكات )7( ، يقول فيها )8( :<br />
وطني<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
ني<br />
حب الوطن عند الشاعر مازن دويكات مقدّس فهو واجب اأوصى اهلل سبحانه وتعاىل<br />
به، ومن ينكر ذلك يخرج من حالة االإميان اإىل الكفر، اإن الوطن مقدّس قدسيّة املصحف<br />
الرشيف، وعلى الفلسطيني اأن يحرص عليه ويحفظه يف عقله وقلبه، وما زاد يف قدسيّته<br />
هو وجود املسجد االأقصى املبارك، فهذا الوجود نعمة اأنعمها اهلل على الطفل الفلسطيني<br />
من بني نعم كثرية. وكاأينّ بالشاعر يتحسّ س حماوالت جهات حتاول جعل املقدّسات يف<br />
فلسطني نقمة على الشعب فريفضها ويوؤكد على اأنها نعمة على طفلنا اأن ينساأ على حبّها،<br />
وحمد اهلل عليها.<br />
د. قصيدة »فلسطني تتحدث عن نفسها« للشاعر »أبو النصر التميمي« )9( ، يقول فيها )10( :<br />
فلسطني تتحدث عن نفسها<br />
<br />
<br />
ير <br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
ني
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
هنا يعزّز الشاعر التميمي روابط الطفل الفلسطيني بوطنه من خالل اإظهار قدسيته<br />
االإسالميّة واملسيحيّة موؤكداً يف ذلك على وحدة الشعب الفلسطيني التي تتعرّض دوماً<br />
ملحاوالت الشقِّ والتمزيق من قِ بل االحتالل. ففلسطني عامرة باملقدّسات االإسالمية<br />
كاملسجد االأقصى املبارك، ومسجد قبة الصخرة املرشّفة، ومسجد احلرم االإبراهيمي<br />
الرشيف، واملقدسيات املسيحيّة ككنيسة القيامة، وكنيسة املهد. فضالً عن ذلك فاإن<br />
فلسطني بلد املجد التليد والكرامة السنية، والبذل والفداء املتواصل، وهي اأيضاً بلد االإميان<br />
والعلم والشهادة.<br />
ه. قصيدة »الوطن« للشاعر حممد الظاهر )11( ، يقول فيها )12( :<br />
الوطن<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
يف هذا املقطع من قصيدته يوضح الشاعر حممد الظاهر بعداً اآخر للوطن يحرص على<br />
اأن يرسّ خه يف ذهن الطفل الفلسطيني وقلبه، وهو بُعد مهم يجب املحافظة عليه، اإنه بعد<br />
االإنسان الفلسطيني.<br />
يتصور الشاعر الظاهر االأطفال الفلسطينيني يساألونه عن معنى كلمة الوطن، فيجيبهم<br />
اإجابة سهلة واضحة، فيرشح لهم اأن للوطن عنارص ومكوّنات هي: االأهل، واالأصدقاء<br />
الطيبون، واجلريان االأمناء، والطبيعة اجلميلة؛ علوية وسفلية، ساكنة ومتحركة، ومقاتلون<br />
اأقوياء يحمونه، ومعان وقيم سامية.<br />
وملّ ا اطماأن الشاعر حممد الظاهر اإىل اأنه اأجاب سوؤال االأطفال، كرّر لهم عبارة »هذا هو<br />
الوطن«، وكاأنه يسهِّل عليهم مفهوم الوطن، ويريدهم اأن يحفظوه يف عقولهم وقلوبهم.<br />
و. نشيد »موطني«للشاعر اإبراهيم طوقان )13( ، يقول فيه )14( :
دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />
د. مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />
موطني ... موطني<br />
<br />
لا <br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
بعد كل ما سبق من بيان ملعنى الوطن تاريخاً وديناً، يتبنيّ لنا يف هذا النشيد الذي<br />
نظمه الشاعر اإبراهيم طوقان؛ اأنه يحقّ لالأطفال الفلسطينيني اأن يفاخروا بوطنهم، واأن<br />
يعتزّوا بالعيش فيه ويدعو له بالسالمة من االأعداء، ويرفضوا عيش العبيد حتت االحتالل،<br />
ثم يدعوهم لطرد املحتلني اليهود عن وطنهم ليبقى خالداً لهم وحدهم.<br />
وهذا النشيد الأهميته جعلته السلطة الوطنية الفلسطينية عندما اأقيمت على اأثر اتفاق<br />
اأوسلو عام 1993، النشيد الوطني الفلسطيني الذي ينشده اأطفال مدارس فلسطني صباح كل<br />
يوم دراسي، وينشده الكبار يف كل مناسبة وطنية.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
ز. قصيدة »هنا باقون« للشاعر توفيق زيّاد )15( ، يقول فيها )16( :<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
تاأتي قصيدة الشاعر الفلسطيني توفيق زياد »هنا باقون«وبعد كل ما سبق من توعية<br />
للطفل الفلسطيني بوطنه، وبحيث فاخر به يف نشيد اإبراهيم طوقان؛ تاأتي القصيدة لتجعله<br />
يتحدى االحتالل ووسائله اخلبيثة الهادفة اإىل اقتالعه من اأرض الوطن، فيقول اإننا لن<br />
نرحل وسنبقى منغرسني يف اأرضنا نقاوم االحتالل ونزعجه اإىل اأن جنربه على الرحيل.<br />
2. القدس:<br />
يكاد يكون لكل مدينة وقرية وخربة وخميم يف فلسطني موطن يف بيت شعر، اأو جملة<br />
نرث، اأو موّال قاله مبدع فلسطيني باكياً، ومستذكراً، ومتوعِّ داً، واآمالً بالعودة منترصاً حمرّراً<br />
مبتهجاً ليعيد الذكريات.<br />
والقدس التي هي درّة فلسطني، وعروس عروبة االأمة العربية، ومهوى اأفئدة قلوب<br />
املسلمني ارتبط مفهومها مبفهوم الوطن، فلسطني عند الشاعر الفلسطيني، والطفل<br />
الفلسطيني، وعموم الشعب الفلسطيني، وساعدها على اأن تكون يف ذلك املفهوم واملكانة<br />
العالية عوامل عديدة، منها: قدسيّة املدينة وارتباطها بالعقيدة االإسالمية، فقد باركها<br />
اهلل يف كتابه العزيز فقال: »سُ بْحَ انَ الَّذِي اأَرسْ َى بِعَبْدِهِ لَيْالً مِّ نَ املْ َسْ جِ دِ احلَرَامِ اإِىلَ املْ َسْ جِ دِ<br />
االأَقْصَ ى الَّذِي بَارَكْ نَا حَ وْلَهُ لِرنُ ِيَهُ مِ نْ اآيَاتِنَا اإِنَّهُ هُ وَ السَّ مِ يعُ البَصِ ريُ« )17( ، فضالً عن مكانتها<br />
الكبرية يف التاريخ العربي االإسالمي، وكونها العاصمة السياسية املعلنة للشعب الفلسطيني<br />
يف العرص احلديث.<br />
بناءً على تلك املكانة فقد حازت القدس مكان الصدارة يف شعر الطفل الفلسطيني<br />
الذي اأبدعه كثري من الشعراء الفلسطينيني، وقد اخرتت عدة نصوص لتمثيل مكانة القدس،<br />
وحماولة الشعر الفلسطيني توعية الطفل الفلسطيني بها باعتباراتها املختلفة:
دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />
د. مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />
أ. أنشودة »القدس« للشاعر الدكتور وجيه سامل )18( ، يقول فيها )19( :<br />
القدس<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
فالشاعر حرص يف هذه االأنشودة على ترسيخ اسمَ القدس يف ذهن الطفل من خالل<br />
تكرارها اإحدى عرشة مرّة، كما بني حارضها حيث هي عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة،<br />
وبني قدسيتها من اهلل باأنها اأول قِ بلة، وجعل فيها االأقصى والصخرة، واأرسى بالرسول<br />
صلى اهلل عليه وسلم اإليها، وبني مكانتها التاريخية فهي قدّسها اهلل منذ فجر التاريخ،<br />
وفتحها عمر الفاروق ثاين خليفة راشدي، وحرّرها صالح الدين االأيوبي من الفرجنة، لذلك<br />
فاإنه يحرص على حثّ الطفل على التشبّث باملدينة املقدسة اإىل يوم القيامة، واأن يعيش<br />
فيها عزيز النفس حامياً لالأقصى من التهويد ويحفظها يف عقله وبدنه وال ينساها على<br />
الرغم من كل املغريات التي تُعرض عليه، الأنها القدس التي تُفْتدى بالنفسِ .
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
ب. أنشودة »محمَ امُ القدس« للشاعر حممد ضمرة )20( ، يقول فيها )21( :<br />
محام القدس<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
اً <br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
يف هذه االأنشودة السهلة، يجعل الشاعر القدس اأماً روؤوماً تنادي اأبناءها الذين حتبّهم<br />
فيعودوا اإليها من بالد املهجر، موؤكداً اأن اأبناءها – ومنهم االأطفال املوجهة لهم هذه<br />
االأنشودة – مل يكونوا عاقني يوماً، بل هم يغنون لها، ويتغنون بذكرياتهم فيها. ويوؤكد اأن<br />
القدس االأم الروؤوم ال تهوى الغرباء الغزاة، بل تهوى اأبناءها العرب الذين نبتوا يف ترابها،<br />
وبنوها منذ االأزل اإىل اأن اأصبحت اأُماً للدنيا كلّها، موؤكداً قدسية القدس والنور الذي حباها<br />
اهلل اإياه من دون غريها من املدن.<br />
ج. أنشودة »نشيد الرباق« للشاعر إبراهيم طوقان، يقول فيها )22( :<br />
نشيد الرباق<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
بر
دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />
د. مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
***<br />
***<br />
***<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
لقد قال الشاعر اإبراهيم طوقان هذه االأنشودة يوم 23 اآب 1929 اأيام ثورة الرباق يف<br />
زمن االحتالل الربيطاين لفلسطني، وهو هنا يحثُّ شباب فلسطني، ويف الوقت نفسه يربي<br />
اأطفال فلسطني على قيمة افتداء املقدّسات باالأموال واالأرواح، مستنهضاً يف ذلك نخوة<br />
الشباب املسلم واأدباء الشباب العربي، حمرّضاً اإياهم على الدفاع عن املقدسات بحق النبي<br />
صلى اهلل عليه وسلم، ومستسهالً يف سبيل ذلك املوت.<br />
3. املخيم:<br />
للمخيم يف ذاكرة الشعب الفلسطيني دالالت كثرية، اإنّه تضاد القضية الفلسطينية منذ<br />
النكبة عام 1948، وحتى يومنا هذا، اإّنه تضاد االأغلبية العظمى من اأبناء الشعب الفلسطيني،<br />
فتحت صفيحه الالهب القارس عانى حياة الترشّد واللجوء، وحتته كان يف صدره وعقله<br />
بركاناً، وحتته كان الصمود والنضال، واالأمل بالتحرّر، واالستقالل، واملستقبل الواعد االآمن.<br />
يقول الشاعر حممد اأحمد جاموس )23( يف قصيدته »اإينّ كربت فيا كباراً خذوا احلذر« )24( :<br />
إنّي كربت فيا كبارا خذوا احلذر
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
الشاعر هنا ميكّن الطفل من البوح مبا يف نفسه، اإنّه الطفل الذي كرب رسيعاً واأراد اأن<br />
ينتقل اإىل مرحلة اأخرى، مرحلة النضال، وهو ما زال عُ مْرِيّاً مل يبلغ االثني عرش ربيعاً، لكنّه<br />
ولوعيه املبكر مبفهوم الوطن وواجباته، يضع حدّاً لسنوات الطفولة، ملرحلتها حدّاً مبكّراً،<br />
وله على ما يقول دالئل تثبت وتربهن صحة انتقاله من حال اإىل حال، فهو خالل اأعوامه<br />
القليلة تدرّب على سالح االأربجي، ورشق احلجارة، وقد اأثبت حُ سْ نَ تدرّبه يف خميمات<br />
شاتيال بلبنان، والربيج بقطاع غزة، والدهيشة بالضفة الغربية، فما فعله يف هذه املخيمات<br />
وغريها من خميمات اللجوء يثبت اأنه ابن بار لها وللوطن، وباأن النرص سيتحقق ال حمالة<br />
على يديّ اأبناء جيله.<br />
4. االنتفاضة:<br />
عربّ الشعب الفلسطيني عن رفضه االحتالل منذ بداية القرن املاضي، وحتى اليوم،<br />
وقد اأخذ تعبريه صوراً عدة، منها: الثورة، واملقاومة، والعصيان املدين، واالإرضاب اجلزئي<br />
والعام، واأخرياً االنتفاضة االأوىل عام 1987، وانتفاضة النفق عام 1996، وانتفاضة<br />
االأقصى عام 2000.<br />
وقد واجه جيش االحتالل الربيطاين، والصهيوين مقاومة الشعب الفلسطيني باأبشع صور<br />
القمع واالإرهاب، فقتل، ودمّ ر، ونهب، وجرّف، واقتلع، لكن الشعب استمرّ صامداً مقاوماً.<br />
يف اثناء مقاومة الشعب الفلشطيني لالحتالل التي ما تزال مستمرة، سجّ ل الشاعر<br />
الفلسطيني اأحداث هذه املقاومة، وعاجلها من كل جوانبها، ومل ينسَ عدد من الشعراء اأن<br />
يكتبوا لالأطفال الفلسطينيني عن مراحل املقاومة املختلفة، فعرّفوه بها، ودعوه لالنخراط<br />
فيها، واملقاومة، وقد اخرتت اأنشودة »نشيد االنتفاضة«للشاعر عبد احلكيم جاموس )25( ،<br />
للتعبري عمّا يريد الشاعر تعريف الطفل الفلسطيني به عن االنتفاضة، يقول )26( :<br />
نشيد االنتفاضة<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
***
دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />
د. مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />
بر <br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
ير <br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
***<br />
***<br />
***<br />
***<br />
***<br />
<br />
<br />
بر<br />
<br />
<br />
بر<br />
<br />
<br />
بر<br />
<br />
<br />
بر <br />
<br />
<br />
بر <br />
يف هذه االأنشودة، البسيطة والسهلة، والواضحة، ذات املعاين الرائعة حول الصمود<br />
والتحدّي والفداء والتضحية اأمام جربوت االحتالل واأسلحته الرهيبة. يظهر الشاعر حتدّي<br />
اجلماهري الفلسطينية ملدافع االحتالل. وبعد هذا املطلع الذي يثبت فيه الزمة االأنشودة،<br />
التي حتثُّ االأم الفلسطيني على الصرب اأمام كل التضحيات الأن هدف التضحيات هو سالمة<br />
القدس، ملَ َ ال وهذه االنتفاضة تفجّ رت دفاعاً عن القدس، واأقصاها املبارك، وحملت اسم<br />
االأقصى، فسميت انتفاضة االأقصى.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
ويجعل الشاعر عبد احلكيم جاموس الطفل الفلسطيني يف هذه االنتفاضة شبالً<br />
مستعرياً له هذا املصطلح من الثورة الفلسطينية التي تُربي اأطفال فلسطني ما بني العارشة<br />
اإىل اخلامسة عرشة من اأعمارهم يف معسكرات تدريبيّة يف اأوقات حمدّدة من السنة، تربية<br />
وطنية نضالية حتت مسمى االأشبال للذكور، والزهرات لالإناث. وهو هنا كاأمنّ ا يقف اأمام<br />
االأشبال فينشدهم املهام امللقاة على عاتقهم الأنهم جيل الصمود والتحدّي، ثم يطمئن<br />
الوطن واالأم والقدس اإىل النتيجة املرجوّة من الثورة )االنتفاضة(.<br />
ويعدّ الشاعر ما يتعرض له اأشبال االنتفاضة من قهر وتعذيب على يد االحتالل<br />
سارداً بيرس وبساطة بعضاً من ممارسات االحتالل الوحشية واالإرهابية ضد فئات الشعب<br />
الفلسطيني بهدف كرس صمودهم وهدّ اإرادة التحدي عندهم. ويف اخلتام يبعث الشاعر االأمل<br />
يف النفوس باأنَّ النرص سيكون حليف االأشبال وسيصلون قريباً يف االأقصى احلزين اليوم<br />
الباسم املرسور غداً، يوم التحرير واللقاء. وهذا النرص موؤكد الأنه هو ذاته طريق سلكه من<br />
قبل الفاحتون.<br />
5. الشهيد:<br />
يف كل مقاومة؛ ثورة، اأو اإرضاب، اأوعصيان مدين، اأو انتفاضة، لالحتالل يكون<br />
الشهداء هم الوقود، وهم النور الذي ينري الطريق اأمام املقاومني االأحياء ليواصلوا املشوار<br />
نحو احلريّة. وقد قدّم الشعب الفلسطيني شهداء كرث يف كل مرحلة مقاومة، وبذلك فقد اهتم<br />
الشعراء الفلسطينيون يف اأن يعرّفوا اأطفال فلسطني، واأشبالها على مفهوم الشهيد، ولكن بلغة<br />
قريبة من عقول االأطفال وقلوبهم، ومبا يجعلهم يقدّرون الشهيد، ويجلّون قيمة الشهادة.<br />
وقد اخرتت اأنشودة »الشهيد«للشاعر الدكتور وجيه سامل مثاالً ملا كتبه الشعراء يف<br />
شعر االأطفال حول هذا املوضوع، يقول فيها )27( :<br />
الشهيد<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
***
دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />
د. مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />
<br />
***<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
يف هذه االأنشودة يقدّم الشاعر الدكتور وجيه الشهيد للطفل الفلسطيني بكلمات سهلة،<br />
واضحة املعاين، وتناسب مرحلته العمرية، ومبا يعزّز معنى الشهادة ومكانة الشهيد يف<br />
عقل الطفل وقلبه.<br />
وقد اأحسن الشاعر يف اأن جعل الشهداء يحدّثون الطفل عن اأنفسهم فتكلموا بكلمات ومعان<br />
اعتاد االأطفال اأن يسمعوها من الكبار يف مناسبات تلقِّي التهنئة باستشهاد الشهداء، التي اعتاد<br />
الشعب الفلسطيني؛ فصائل، واأحزاب، وعائالت اإقامتها يف اأماكن عامة. فالشهداء رشفاء الشعب،<br />
يعيشون مرسورين يف السماء العليا، ودمهم الذي يسفك هو الذي سيجلب احلرية واالستقالل،<br />
وهم يطلبون من االأم الفلسطينية اأن حتتفل بيوم استشهاد ابنها، الأنه يوم عيد، ذلك اليوم الذي<br />
ينال فيه شهادة العزِّ والكرامة، اإنّ واجبها اأن تصرب، فتلبس اأحسن ثيابها، وتزغرد، وكاأنّه يوم<br />
زفافه، الأنّ روحه انتقلت اإىل السماء العليا لتحيا بني االأولياء والصاحلني.<br />
وهنا يتضح اأن الشاعر حرص على ملء اأنشودته باملعاين الدينية التي تقوّي روح<br />
الشهادة، وتنميها يف الطفل الفلسطيني، ال بل ويف كل اأبناء الشعب وفئاته.<br />
6. احلرية:<br />
قيمة احلرية غالية عند من يفتقدها، والطفل الفلسطيني، ولد، ونساأ، وترعرع حتت نري<br />
االحتالل الصهيوين، وكثرياً ما جترع ويالت االحتالل، اأو شاهد اأحد اأفراد اأرسته يتجَّ رعها.<br />
وال شك يف اأنه سمع هذه الكلمة اجلميلة ترتدد يف بيته، وروضته، ومدرسته، وحارته،<br />
وردّدها كثرياً.<br />
وقد اهتم الشعراء الفلسطينيون يف توعيّة الطفل الفلسطيني مبعنى كلمة احلرية،<br />
وقيمتها، واأهميتها له كطفل، ولشعبه، والأرضه. ومن بني الشعر الذي كُ تِبَ لالأطفال حول<br />
هذا املعنى اخرتت قصيدة »حرية الشعب«للشاعرة فدوى طوقان )28( ، تقول فيها )29( :
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
حرية الشعب<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
توؤكد الشاعرة يف هذا اجلزء من قصيدتها، اأن حرية الشعب هي جمموع حرية اأفراده،<br />
واأنّ هذه احلرية ال بد اأن يسعى الطفل والشعب اإىل حتقيقها، واأن ال يتنازل عنها على الرغم<br />
من كل املعوّقات التي تعيق الوصول اإليها، وهي هنا جتعل الطفل الفلسطيني يردّد استعداده<br />
للنضال من اأجل حريته واملقاومة يف سبيل حتصيلها مهما كان قمع االحتالل وبطشه،<br />
ويف كل الظروف؛ حتت اأزيز الرصاص، ويف اأتون املواجهة مع االحتالل، ويف املعتقالت<br />
حيث يشتدُّ الشوق اإىل اأن يحققها ممارسة سليمة، وال يتنازل عنها. ثم تاأخذ برسد كل مَ نْ<br />
يحتاج للحرية املسلوبة موؤكدة اإرصار اجلميع على نيل احلرية لتعم كل باب من اأبواب<br />
بيوت فلسطني.<br />
ويقول الشاعر الدكتور وجيه سامل يف اأنشودة له بعنوان »احلرية« )30( :
دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />
د. مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />
تي<br />
احلرية<br />
تي<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
تي <br />
<br />
<br />
<br />
تي<br />
<br />
<br />
<br />
ويف هذه االأنشودة يوؤكد الشاعر على رضورة التمسك باحلرية الشخصية، والوطنية،<br />
واستعداده لفدائها بروحه، وقلبه؛ الأنها تعطيه االأمل يف احلياة، وترفعه اإىل العُ ال، ومن<br />
دونها يعيش ذليالً مهانا.<br />
ويوؤكد للطفل الفلسطيني حقّه االإلهي يف احلرية، فهي نعمة من اهلل كنعمة البرص،<br />
وهي جميلة كالقمر ال يحلو السمر من دونها، وهنا اإشارة اإىل قول الفاروق عمر بن اخلطاب:<br />
»متى استعبدمت الناس وقد ولدتهم اأُمهاتهم اأحراراً«.<br />
ثم يوؤكد للطفل الفلسطيني اأن احلرية غالية ثمينة يجب اأن يعيشها بعقله وقلبه ويحافظ<br />
عليها الأنها راأس ماله يف هذه احلياة، ويدعها تنمو وتكرب ولو اضطر اأن يسقيها بدمه.<br />
يتضح مما سبق اأن شعر الطفل الذي كتبه الشعراء الفلسطينيون عالج مفهوم الوطن<br />
معاجلة متكاملة، فعرّف الطفل الفلسطيني مبفهوم الوطن فلسطني، ومفهوم الوطن الشعب<br />
الفلسطيني، ومفهوم الوطن التاريخ، واملقدّسات، والثقافة. ثم جعل الطفل يتغنّى بوطنه<br />
وحريته، ويرصخ يف وجه املحتل اأنه لن يرحل وسيبقى منغرساً يف وطنه. واهتم بتوضيح<br />
بعض مظاهر الوطن كالقدس التي هي درّة الوطن، واملخيم الذي هواملثال الصارخ على
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
احتالل الصهاينة الأرض فلسطني، واالنتفاضة التي هي منوذج من مناذج املقاومة<br />
الفلسطينية لالحتالل الصهيوين، والشهيد الذي هو وقود املقاومة، واحلريّة التي هي هدف<br />
املقاومة املنشود.<br />
وقد اتضح يل من خالل استعراض دواوين عدد من الشعراء اأن االجتاه الوطني<br />
–على االأرجح- طغى على بقية االجتاهات، سواء اأكان ما اأبدعوه فيه منفصالً اأو جاء<br />
منثوراً يف االجتاهات االأخرى. كما اأن بعض ما جاء يف هذا االجتاه من قصائد واأناشيد<br />
يصلح لالأطفال والكبار على حدّ سواء، اإذ كان الفدائيون الفلسطينيون وما يزالون يردّدون<br />
بعضه يف معسكراتهم التدريبية كاأنَّهم يجدونها تشحذ هممهم »وتبعث احلماسة، والنشوة،<br />
واالعتزاز يف النفوس، وتنعش االأمل« )31( .<br />
ثانياً - االجتاه االجتماعي:<br />
اأدرك الشعراء الفلسطينيون الذين نظموا شعراً لالأطفال يف االجتاه االجتماعي اأهميّة<br />
هذا االجتاه يف تنشئة الطفل، وتوجيه سلوكه، وتنميته، وبلورة شخصيّته، وبذلك فقد اهتموا<br />
مبعاجلة همومه، وهموم عائلته، وجمتمعه من خالل ما كتبوا له من اأشعار سواءً اأكانت<br />
هذه االأشعار يتعلّمها الطفل يف املدرسة، اأو يقراأها منفرداً، اأو تقراأها له االأرسة )الوالدان،<br />
اأو االأخوة(.<br />
ويف هذه الدراسة حاولت معرفة طبيعة التنشئة االجتماعية التي سعى الشعراء<br />
الفلسطينيون اإىل اأن يُنشّ اأ عليها اأطفال فلسطني، وذلك من خالل استعراض جمموعة من<br />
القصائد واالأناشيد لعدد من الشعراء الفلسطينيني املحدثني، فرسمت من خالل استعراض<br />
تلك االأشعار صورة الطفل الفلسطيني عند كل شاعر من هوؤالء الشعراء سواءً اأكانت صورة<br />
جزئية اأم شبه كاملة، ثم اأجملتُ يف نهاية هذا االجتاه الصورة العامة التي اأمكنني<br />
استخالصها من جمموعة الصور.<br />
اأما الشعراء الذين متكنتُ من العثور على قصائد لهم يف هذا االجتاه وراأيتُ اأن الصور<br />
التي حتدّثوا عنها مناسبة لهذه الدراسة، فقد استعرضت اأشعارهم، كما ياأتي:<br />
1. الطفل يف شعر الشاعر فاضل علي )32( :<br />
رسم الشاعر فاضل علي صورة طفله االجتماعية من خالل قصيدتني واأنشودة وردت<br />
يف ديوانني، وذلك على وفق االآتي:
دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />
د. مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />
أ. صورة الطفل يف قصيدة »خدي كالورد« )33( :<br />
جعل فاضل علي طفله يف هذه القصيدة يبداأها بتاأكيد طفولته، وينهيها بتاأكيد اأهميّة<br />
ما يبوح به ملجتمعه، قال:<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
يخاطب طفل الشاعر فاضل علي يف هذه القصيدة جمتمعه الذي يعيش فيه )االأرسة،<br />
الشعب( ويفصح عمّا يودُّ اأن يدركه املجتمع عنه كفئة من فئات املجتمع –لها كامل احلقوق<br />
والواجبات-، فيقول للمجتمع بعد تاأكيد طفولته والفئة االجتماعية التي ينتمي اإليها، وال<br />
يريد اأن يُقفزَ عنها:<br />
<br />
يقول هذا الطفل: اإنّه طفل يعيش حياته، وله احلقُّ يف اأن يعيشها كما شاء اهلل له اأن<br />
يعيشها خطوة خطوة، ومرحلة عمرية تلو اأخرى، اأي هو يعيشها اأو يريد بتدرّج فيصعد فيها<br />
كما السلّم درجة درجة.<br />
<br />
وهو يعيشها كما تعيش بقية فئات املجتمع حيواتها؛ اإنّه يعيشها بقلبه وعقله، اأي بكل<br />
ما يضمن سالمة العيش.<br />
<br />
وهو بعد ذلك يرجو جمتمعه بل يتوسّ له )االأرسة، والشعب، اأو الصغري والكبري، اأواخلاص<br />
والعام( اأن يتفهّم حياته وحقّه يف اأن يعيشها كما يشاء، وذلك لكي يتمكن من الوصول اإىل<br />
اأهدافه )اأهداف مرحلة الطفولة(.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
<br />
<br />
ويوؤكد هذا الطفل على رضورة اأن ال يستخف املجتمع بحقّه يف احلياة؛ فيسمعه،<br />
ويفهمه بشكل كامل؛ الأن كل ما يقوله مهم وال يجوز جتزئته:<br />
ب. صورة الطفل يف أنشودة »أطفال حنن« )34( :<br />
<br />
<br />
<br />
لا <br />
<br />
<br />
ني <br />
<br />
<br />
<br />
<br />
***<br />
***<br />
***<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
يف هذه االأنشودة يبني طفل الشاعر فاضل علي الهدف الذي يسعى اإليه، وذلك بعد<br />
التاأكيد على طفولته. فالطفل يف هذه االأنشودة يريد اأن يعيش حياة احلرية التامة التي ال<br />
يتدخل اأحد فيها، متاماً كما تعيش الزهرة الربية يف برّيتها فال تتاأثر مبوؤثرات خارجية.<br />
لا
دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />
د. مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />
ثم يف مرحلة تالية يريدون اأن يتعلّموا ما يتمكّنوا به من بناء مستقبلهم بناءً سليماً<br />
قائماً على اجلدّ والعلم واحلبّ .<br />
<br />
<br />
<br />
ني<br />
ويف مرحلة التعلّم يوؤكّ د طفل الشاعر فاضل علي على رضورة اأن يراعي املجتمع<br />
خصوصيته، ويراعي تفكريه وعواطفه، والشاعر هنا يبدو مرصّاً على رضورة هذه املراعاة،<br />
الأنَّ ذلك اإذا ما متّ فاإنه يوصله اإىل القمة اأي اإىل الهدف الذي يسعى اإليه كامالً غري منقوص.<br />
ويف ختام القصيدة يُلقي طفل فاضل علي ضوءاً على مستقبله الذي سيختاره،<br />
وهدفه الذي يسعى اإليه، فهو هدف خري يتمُّ حتقيقه باتباع احلق، موؤكداً اأنّه اإن كان املسعى<br />
مسعى حقّ فاإنّه يصل اإىل هدف اخلري، مع االإشارة اإىل رضورة رعاية الكبار للصغار ملا يف<br />
ذلك من خري ينتظر الراعي )الوالدان واملجتمع( مع التاأكيد على املجتمع يف قوله:<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
ج. صورة الطفل يف قصيدة »لديّ القرار« )35( :
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
يرصّ طفل الشاعر فاضل علي يف هذه القصيدة على بيان مستقبله، وحقّه يف اختياره<br />
بعيداً عن رغبة املجتمع )وهنا يخصص االأرسة ممثّلة بالوالدين(.<br />
وهو يف هذه القصيدة يبني على ما اأسّ سه يف القصيدة االأوىل، حيث اأكد حقّه يف اأن<br />
يعيش حياته كما يريدها، وبناءً على ذلك، فاإنَّ من حقّه اأن يختار مستقبله بنفسه اختياراً<br />
حرّاً. موؤكداً قدرته على املحافظة على هذا احلق من خالل استخدامه الدبلوماسية واملجاملة<br />
يف التعامل مع ما ميكن اأن نسميه جتاوزاً امالءات اأو حدود املستقبل الذي يريده منه<br />
املجتمع اأو يرسمه له ليسري اإليه.<br />
اإن طفل الشاعر فاضل علي مستعد ملجاملة جمتمعه لكنه ال يضحي مبستقبله، فيقول<br />
ملجتمعه اأنّ ما يقوله – ترديداً كالببغاء – لهم يف صغره من مستقبلهم ليس اإال جماملة<br />
واإرضاءً لهم، وحتقيقاً وهمياً وموؤقتاً ملا يخطّ طونه له، ويتوهّ مون اأنه قبله.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
لكن طفل الشاعر فاضل علي، يعلم ما يف نفوس جمتمعه، ويعلم ما يريدُ هو، اإنّه يردّد<br />
ما يدخل الرسور اإىل نفوسهم، ويحتفظ يف قرارة نفسه بخياره الذي يحدّد فيه مستقبله،<br />
ويضمن فيه حقّه يف اأن يعيش حياته كاملة؛ بعقله وقلبه.<br />
2. الطفل يف شعر الشاعر وجيه سامل:<br />
رسم الشاعر الدكتور وجيه سامل صورة واضحة ومتواضعة للطفل الذي يريده يف قصيدة<br />
له بعنوان »الطفل«وهو فيها يوؤكد بعض مالمح صورة طفل الشاعر فاضل علي، قال )36( :<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
***<br />
***<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
لا
دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />
د. مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />
<br />
<br />
ي <br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
اإن طفل الشاعر الدكتور وجيه يوؤكد مرّة اأخرى على حقّه يف اأن يعيش طفولته وباخلصوصية<br />
التي يريدها، ومن دون تدخّ ل من اأحد اإال مبا يرشده ويهديه عاطفياً، وعقلياً. فهو بحاجة حلنان<br />
اأمه، ونصائح اأبيه، وذلك كلّه اإذا ما حصل عليه فاإنه يسري يف حياته نحو االأمام.<br />
ويف القطعة الثانية من القصيدة يجعل الشاعر طفله يبوح باالأخالق التي يريد اأن يُنشّ اأ<br />
عليها ال بل اإنّه يبوح هو نفسه باالأخالق التي يصبو اإىل اأن يُنشّ اأ عليها اأطفال فلسطني، فهو<br />
يحب الصدق، ويكره الكذب، ويهوى العلم واالأدب، وهو موؤمن ملتزم يطيع اهلل، والوالدين،<br />
واأويل االأمر، وعليه فاإنه بذلك يستحق حبّ والديه )جمتمعه الصغري(، وهو ال يكتفي بذلك<br />
بل يحثّهم على االستمرار يف تنشئته التنشئة التي باح بها.<br />
ويف القطعة الثالثة يجعل الشاعر طفله يبوح بالطريقة الرتبوية السليمة التي يجب<br />
اأن تُتّبع يف تربيته، اإنّها تقوم على: االأخذ باللطف، وعدم القهر، واالأمانة، والرضب، الأن<br />
الرضب يورِّث االكتئاب املزمن عنده، اأما اإن مت تعديل سلوكه االجتماعي بلطف فاإنه يعيش<br />
حياة سعيدة، وينمو فيصبح ذو ساأن، ويبدو مستقبله باسماً.<br />
3. الطفل يف شعر الشاعر إسكندر اخلوري:<br />
كان الشاعر اإسكندر اخلوري من اأوائل الشعراء الفلسطينيني الذين كتبوا شعراً للطفل<br />
الفلسطيني، وقد اخرتت له اأنشودة بعنوان »بالدي ما اأُحيالها« )37( :<br />
<br />
<br />
لا
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
هنا نرى الشاعر اإسكندر اخلوري يرسم فضاءً اجتماعياً جديداً غري ماألوف للطفل<br />
الفلسطيني، اإنّه فضاء يجمع بني املكان والتاريخ واالإنسان واملستقبل والدين. وميزجها<br />
كلها فيجعلها فلسطني التي يردّدها لكي ال ينساها الطفل الفلسطيني الذي يرسم صورته<br />
الشاعر البيتجايل، موؤكداً اأنه تذكّ ر فلسطني ال بل اإن حبّها هو جزء من الدين، وحب الوطن<br />
واالأهل واملاضي واملستقبل، ويفصّ ل االأهل الأنهم البيئة االجتماعية االأقرب للطفل، فيذكر<br />
االأبناء واالآباء والزوجات واالأجداد.<br />
4. طفل الشاعر إبراهيم طوقان:<br />
وجه الشاعر اإبراهيم طوقان الطفل الفلسطيني اإىل ما يجب عليه خلدمة جمتمعه<br />
الفلسطيني، ففي اأنشودة له بعنوان »العمل« يقول )38( :<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
ير
دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />
د. مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />
يف هذه االأنشودة يوؤسس الشاعر اإبراهيم طوقان يف ثالثينيات القرن امليالدي املاضي<br />
دعائم البناء االجتماعي، ويحدّد ركائزه االأساسية، وذلك من خالل جعل الطفل يف مرحلة<br />
متقدّمة من طفولته )مرحلة الشباب( هو جمد فلسطني وعزّها، لكنَّ هذا املجد عليه اأن ينساأ<br />
حمبّاً للعمل واالجتهاد رافضاً للكسل واخلمول، وهو اإنْ اتصف بهاتني الصفتني ورفض<br />
الصفتني الضّ دين يضمن لفلسطني – املجتمع، والوطن - االأمل يف املستقبل، والسوؤود<br />
والرفعة بني اأمم العامل.<br />
5. طفل الشاعر راشد حسني )39( :<br />
حاول الشاعر راشد حسني يف قصيدته التي اخرتتها اأن يجمع الطفل الفلسطيني مع<br />
االإنسان الفلسطيني من املراحل العمرية املختلفة، وذلك يف حماولة الإيجاد جو اجتماعي<br />
خاص للطفل املراد، قال يف قصيدته بعنوان: »اإىل اأمي« )40( :<br />
بر<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
لا <br />
<br />
<br />
<br />
يدمج الشاعر راشد حسني طفله يف هذه القصيدة مع فئات املجتمع العمرية االأخرى،<br />
بجامع الشغف باالأم، وكاأمنّ ا هو يتمثل بقول شاعر فلسطني املعارص حممود درويش )41( :<br />
<br />
<br />
<br />
ولكن الشاعر راشد ال يجعل االأم يف قصيدته هي االأم البرشية بل االأم الشعب واالأرض<br />
الفلسطينية يف عطائها الأبنائها صغاراً وكباراً من اأجل اأن يعيشوا احلياة املاأمولة.<br />
االأم عند الشاعر تتسامى على جراحها، فيتحول الدم النازف منها اإىل نبع عطاء يخلّف<br />
حياة خرضاء، ال بل زيتونة فلسطينية غضّ ة نرضة، يكرب يف ظلها اأطفال الشاعر راشد حسني،<br />
اأطفال فلسطني، رافعي الروؤوس، شديدي االنتماء والوفاء لالأم اخلاصة والعامة )اأمه والشعب(،<br />
وبذلك يتعزّز صمود الشعب الفلسطيني وحبه لوطنه واأرضه، ويقوّي كل طرف منهما االآخر.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
6. طفل الشاعر يوسف احلروب )42( :<br />
رسم الشاعر يوسف احلروب الطفل الفلسطيني بارّاً باأمه مضحّ ياً به، قال يف قصيدته<br />
التي عنوانها »اأحقُّ الناسِ بالربِ ِّ« )43( :<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
ير<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
فالشاعر احلروب هنا يركز على قيمة اجتماعية مهمّة يف املجتمع الفلسطيني املسلم،<br />
ويحثّ الطفل على اأن يربّ اأمه، ومينحها حبه الغامر، ويفديها بكل ما ميلك الأنّ يف ذلك الرب<br />
طاعة هلل وفالح عظيم له.<br />
يتضح من خالل الصور الستة التي رسمتها قصائد واأناشيد ستة من الشعراء<br />
الفلسطينيني الذين كتبوا شعراً للطفل الفلسطيني، اأن الصورة االجتماعية التي يريدها هوؤالء<br />
الشعراء للطفل الفلسطيني تتمثل يف احرتام طفولة الطفل الفلسطيني بكل ما تعني هذه<br />
الطفولة من معانٍ كمرحلة عمرية كاملة، واأن يُنَشّ اأ الطفل تنشئة دينيّة، واأخالقية ووطنية،<br />
تقدّس القيم االجتماعية للمجتمع الفلسطيني الصغري )االأرسة( والكبري )الشعب(، وحترتم<br />
هذه القيم وتتمثلها يف حياتها، وتعمل من اأجل رفعة املجتمع الفلسطيني، وازدهاره،<br />
وحتقيقه اأرقى درجات الرقي والتطور، وذلك من خالل اجلدّ والعلم.<br />
ثالثاً - االجتاه التعليمي<br />
اهتم كثري من الشعراء الفلسطينيني الذين نظموا شعراً للطفل بالتعليم عن طريق الشعر،<br />
فضمّنوا شعرهم اأنواعاً عديدة من القيم التي يحرص املجتمع على تنشئة اأطفاله عليها،<br />
وصنوف املعرفة النظرية والعملية.<br />
ومن خالل القصائد واالأناشيد التعليمية التي نظموها تعلّم االأطفال القراءة والكتابة،<br />
وتعاليم الدين االإسالمي احلنيف، ومظاهر الطبيعة املختلفة، واالأخالق احلميدة، والسلوك<br />
السّ ويّ ، وحبّ الوطن.
دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />
د. مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />
وقد الحظتُ خالل قراءتي لكثري مما نظمه عدد من الشعراء الفلسطينيني من شعر<br />
تعليمي لالأطفال اأن نظم الشعر التعليمي يحتاج اإىل دُربة ومران طويلني لكل شاعر يريد<br />
اأن يخوض جتربة نظم الشعر التعليمي لالأطفال، وذلك لكي يتمكن من انتقاء مفردات<br />
قصيدته اأو اأنشودته مبا يناسب املرحلة العمرية التي يكتب لها، ولكي تكون تراكيبه سهلة<br />
وواضحة وبعيدة عن التعقيد اللغوي، واللفظي، واملعنوي، فضالً عن رضورة اأن يحسن<br />
اختيار موسيقاه التي ينظم عليها بهدف جذب االأطفال اإىل ما يُكتب لهم، وترغيبهم يف<br />
حفظه، ما يجعل القصيدة اأو االأنشودة حمفوظة يف ذاكرة االأطفال الذين يكتب لهم الشاعر<br />
متاماً كالنّقش يف الذاكرة.<br />
ومن خالل استعراضي ما قراأت، وحماولتي االختيار منه لهذه الدراسة، وجدتُ اأن<br />
الشعراء الذين نظموا يف الشعر التعليمي انقسموا قسمني هما:<br />
. أاأن الشعر التعليمي لعدد من الشعراء جاء غري مناسب ملستوى الطلبة الذين نُظم<br />
لهم، وبخاصة يف املرحلة التعليمية االأوىل )االإبتدائي(، اإذ ضمّنوا اأشعارهم<br />
مفردات صعبة، وحمَّلوها معانٍ اأصعب، فيما جعلوا موسيقاهم ركيكة اأو ال تنجذب<br />
اإليها اأُذن الطفل )44( .<br />
. باأن الشعر التعليمي لعدد اآخر من الشعراء جاء مناسباً ملستوى الطلبة االأطفال<br />
الذين نُظِ مَ لهم، اإذ برع هوؤالء الشعراء فيما نظموه من اأشعار، فاأحسنوا اختيار<br />
املفردات البسيطة والسهلة املناسبة للمرحلة العمرية لالأطفال، واملعاين الواضحة<br />
التي يسهل معرفتها من االأطفال، فيما كانت موسيقى شعرهم يلتذّ لها القاريء،<br />
وتتشنّف بها اأُذن السامع )الطفل( ما اأسهم يف رسوخ القصيدة اأو االأنشودة يف<br />
ذاكرة الطفل الفلسطيني.<br />
وقد اخرتت من القسم الثاين جمموعة من القصائد واالأناشيد هدفت اإىل تعليم<br />
االأطفال موضوعات عديدة، ودرستها على النحو االآتي:<br />
1. تعليم احلروف اهلجائية<br />
وقع اختياري على قصيدتني يف تعليم احلروف الهجائية لالأطفال هما:<br />
اأ. قصيدة الشاعر وجيه سامل بعنوان »حروف الهجاء )ب(«، يقول فيها )45( :<br />
<br />
ن
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
ين<br />
ين <br />
ين ين <br />
<br />
<br />
فالشاعر الدكتور وجيه سامل يبداأ قصيدته التعليمية هذه الأطفال فلسطني باأن يعلّمهم<br />
اأهمية اللغة العربية وقدّسيتها، وما ميكن للطفل الفلسطيني اأن يعمله من حروف العربية،<br />
فمنها يبني اأو يركّ ب اأحلى الكلمات، وينشد اأحلى النغمات، ثم يعلّمه حروف العربية يف<br />
تقسيم جميل وموسيقي.<br />
ب. قصيدة الشاعر حممد الظاهر بعنوان »اأبجديّة الطفل العربي«، يقول فيها )46( :<br />
(
دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />
د. مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />
وهذه القصيدة ميكن من خاللها ترسيخ كل حرف من حروف العربية يف ذهن الطالب،<br />
بعدما حفظ احلروف يف قصيدة الدكتور وجيه سامل برتكيب اأبتثي بحيث يسهل عليه تذكّ رها.<br />
اأما يف قصيدة حممد الظاهر فاإنّه يعطي كل حرف معنى خاصاً يسهم يف ربط احلرف بهذا<br />
املعنى اخلاص. وقد اختار الشاعر لقصيدته موسيقى البحر املتدارك التي تناسب تنغيم<br />
كلمات القصيدة مبا يناسب تسهيل حفظ القصيدة على الطفل.<br />
2. تعليم بعض األصوات<br />
وقد اخرتتُ قصيدة للشاعر يوسف احلروب بعنوان »بعض االأصوات يف لغة العرب«،<br />
ويقول فيها )47( :<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
ويف هذه القصيدة املكونة من 24 بيتاً يعلِّم الشاعر يوسف احلروف الطفل الفلسطيني يف<br />
كل شطر من اأشطر القصيدة اسم صوت من االأصوات الكثرية يف اللغة العربية، وذلك يف لغة<br />
سهلة وواضحة، وقد صاغ تلك الكلمات يف موسيقى البحر املجتث وهي موسيقى غنائية<br />
تناسب املستوى التعليمي.<br />
3. التعريف باهلل جلّ جالله<br />
ووقع اختياري على قصيدة الشاعر الدكتور وجيه سامل بعنوان »اهلل اخلالق«، يقول فيها )48( :<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
ني
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
فالشاعر الدكتور وجيه سامل يقدّم للطفل الفلسطيني تعريفاً مبسطاً وسهالً هلل سبحانه<br />
وتعاىل، وذلك من خالل تعريفه مبا نتوجه به اإىل اهلل من عبادة، ودعاء، وحمد، ورفض<br />
املنكرين لوجوده، وكل عمل سيئ، وطلب الرحمة، والرزق، والربكة، والغفران منه سبحانه،<br />
وهذه معانٍ سهلة، يسمعها الطفل من اأبويه ويف املسجد عندما يذهب مع اأحدهما اإليه وهو<br />
صغري، ويف املدرسة يصبح يدرك من خالل هذه القصيدة وغريها ما يقوم به املحيطون به<br />
)اأرسته الصغرية( والناس يف املسجد من اأعمال وصلوات.<br />
4. تعليم النظافة<br />
النظافة قيمة مهمة يف حياة االإنسان بعامة، واملسلم بخاصة، ولذلك فاإن املوؤسسة<br />
التعليمية الفلسطينية تُعنى بتعليمها للطفل الفلسطيني حتقيقاً ملتطلبات املجتمع<br />
الفلسطيني املسلم الذي يوؤمن بالقول املاأثور »النظافة من االإميان«. وقد حثّ اأكرث من شاعر<br />
فلسطيني يف قصائد لهم الطفل الفلسطيني على تعلم معنى هذه القيمة، وما يجب عليه عمله<br />
لكي يكون نظيفاً، ويف ديوان »اأغاين الطفولة«للشاعر الدكتور وجيه سامل اأنشودة بعنوان<br />
»النظافة«نظمها على لسان طفل يحادث زمالءه يف الصف، فيشجعهم على االقتداء به لكي<br />
يكونوا نظيفني، يقول )49( :<br />
<br />
<br />
ني ***<br />
<br />
<br />
***<br />
<br />
<br />
***<br />
<br />
<br />
وهنا نرى طفل الشاعر يخرب زمالءه يف املدرسة اأو الروضة مبا يقوم به من النظافة<br />
حلفظ جسمه من االأمراض، فهو ينظف جسمه باستمرار، وعينيه، واأسنانه ويبني فائدة كل<br />
عمل يقوم به، ثم يحثّ زمالءه مبرح على اإعطاء النظافة القيمة التعليمية الرتبوية الدينية<br />
التي تستحق وهي: النظافة من االإميان.
دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />
د. مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />
5. تعليم الطفل السلوك السليم<br />
ال شك يف اأنَّ لكل جمتمع جمموعة من القيم السلوكية الرتبوية التي يحرص على<br />
نقلها بطرق سليمة اإىل ناشئته، واملجتمع الفلسطيني ليس شاذاً عن غريه من املجتمعات،<br />
فلديه قيم سلوكية تربوية توافق عليها اأفراده وفئاته املختلفة، وهو حريص على اأن<br />
يعلّمها الأطفاله، ويغرسها يف نفوسهم، وقد نظم تلك القيم عدد من الشعراء يف قصائد<br />
كثرية، واخرتتُ لتمثيل جانب من هذه القيم، قصيدة للشاعر مازن دويكات بعنوان »حسن<br />
الشاطر«، يقول فيها )50( :<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
ير <br />
لقد اختار الشاعر دويكات لهذه القصيدة عنواناً شعبياً حمبّباً للطفل الفلسطيني، الأنه<br />
وبال اأدنى شك سيكون سمع شيئاً جميالً عن الشاطر حسن وحُ سن سلوكه يف قصة، اأو حكاية<br />
من اأمه، اأو اأبيه، اأو اأحد اأجداده، فكان بذلك موفقاً يف اختيار الطفل النموذج الذي يتوجه<br />
اإىل زمالئه باأن يقتدوا به يف سلوكهم اليومي، فهو طفل حسن اخللق، ذكي وشاطر، ووجهه<br />
جميل ونظيف، ورائحته عطرةٌ كالوردة، يستيقظ مبكراً، ويلقي على اأهل بيته ومن يقابله<br />
حتية الصباح، ويبداأ يومه بالبسملة وذكر اهلل وتوحيده، ثم يتناول طعام االإفطار ليحافظ<br />
على صحته، وبعدها يحمل حقيبته املدرسية، ويف الطريق اإىل املدرسة يلتقي زمالءه<br />
االأطفال مبتسماً مرسوراً، وعندما يدخل الصف الدراسيّ تكون رغبته جاحمة يف تلقي العلم<br />
الأنه يوؤمن باأن العلم نور يضيء له مستقبله.<br />
وما يجعل هذه االأنشودة حمبَّبة لالأطفال هو حسن اختيار األفاظها، وسهولتها، وقربها<br />
مما هو شائع بني الغالبية العظمى من االأطفال، وقرص مقاطع بحرها املوسيقي، وتناسب<br />
نغماته مع حركات الصغار، وقفزاتهم الفرحة يف التهيوؤ للذهاب اإىل املدرسة، ويف اأثناء<br />
الذهاب، وانبساطهم، وعلوّ همّتهم يف تلقّي العلوم.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
6. تعليم فصول السنة<br />
يهتم املجتمع باإعطاء االأطفال معلومات مفيدة عن البيئة التي يعيشون فيها، وبخاصة<br />
مظاهر البيئة التي توؤثر فيهم ويف جماالت متعدّدة، ومما يهتم املجتمع الفلسطيني بتعليمه<br />
الأطفاله وناشئته؛ فصول السنة االأربعة: الربيع والصيف، واخلريف والشتاء.<br />
وقد اخرتت اأنشودة وقصيدة يف تعليم فصول السنة، هما:<br />
أ. أنشودة »الفصول األربعة« للشاعر مازن دويكات، يقول فيها )51( :<br />
الفصول األربعة
دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />
د. مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />
يف هذه االأنشودة السهلة البسيطة، التي بداأها بتجسيم الفصول، وتوحدها ثم ترك<br />
الفرصة لكل فصل اأن يتحدّث عن نفسه، فذكر ما يحصل فيه، وفائدته، وما يصاحبه من<br />
تغيري يف الطقس واملُناخ. ثم ختم االأنشودة باأن جعل املعلّم يظهر فيجمل ما حتدّث به<br />
كل فصل عن حاله، مُ بيِّناً صفات اأخرى للفصول مل تذكرها يف بداية االأنشودة عندما ترك<br />
لها املجال لتتحدّث عن ذاتها. وقد وفق الشاعر دويكات يف انتقاء األفاظ اأنشودته سهلة،<br />
وحمّلها معانٍ واضحة قريبة من بيئة الطفل الفلسطيني، وصبغها مبوسيقى البحر الكامل<br />
التام وجمزوئه املسرتسلة العذبة التي هي اأقرب اإىل التلحني السهل.<br />
يتضح مما مت استعراضه من اأناشيد وقصائد يف االجتاه االجتماعي اأن الشعراء الذين<br />
نظموا يف هذا االجتاه راعوا االأبعاد االجتماعية يف اأشعارهم، فاهتموا باأن يراعي املجتمع<br />
مرحلة طفولة الطفل، واحتياجاته يف هذه املرحلة العمرية املهمة، واأن يعزّز فيه جمموعة<br />
من القيم الدينيّة، واالأخالقية التي توؤدي اإىل اأن يكونَ حمبّاً للعمل واالجتهاد لكي يحقّق اأمل<br />
الشعب يف التحرّر واالستقالل واالزدهار.<br />
رابعاً - االجتاه الرتفيهي:<br />
اهتم الشعراء الفلسطينيون الذين كتبوا شعراً للطفل الفلسطيني يف االجتاه الرتفيهي،<br />
فنظموا قصائد واأناشيد بهدف تسلية االأطفال، واإمتاعهم والرتفيه عنهم، وقد جلاأ كثريون<br />
منهم اإىل نظم قصائدهم، واأناشيدهم باأسلوب قصصي ليزيدوا اإقبال االأطفال على ما كتبوا،<br />
ويُسهِّلوا عليهم فهم املعاين املراد تعلّمها، كما جلاأ بعضهم االآخر اإىل حبك هذه القصص<br />
على األسنة الطيور، اأو احليوانات املاألوفة لالأطفال الفلسطينيني، ويف كثري من االأحيان<br />
املوجودة يف بيئتهم. وقد ظهرت الطفولة يف القصائد واالأناشيد املنظومة باأسلوب قصصي<br />
بشكل واضح.<br />
ومن خالل دراستي لعدد من القصائد واالأناشيد يف دواوين الشعراء الفلسطينيني<br />
اخرتتُ جمموعة منها صنفتها يف االجتاه الرتفيهي، واحتوت على عدة مواضيع ومعانٍ<br />
ترفيهية، درستها على النحو االآتي:<br />
:)52(<br />
1. قصيدة »الثعلب والطّبلُ » للشاعر يوسف احلروب، يقول فيها
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
الثعلب والطّبلُ<br />
لا <br />
ير ير<br />
ير<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
ير<br />
<br />
<br />
تي <br />
<br />
ير<br />
فالشاعر احلروب نقل يف هذه القصيدة القصصيّة التي كان بطلها الثعلب فكرة جيدة<br />
للطفل وهي العقل ال يكون بحجم الرجل، كما اأن الصوت العظيم املزعج قد ال يكون خطرياً.<br />
2. أنشودة »الببغاء« للشاعر عبد الكريم الكرمي )53( ، يقول فيها )54( :<br />
الببغاء<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
***
دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />
د. مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />
<br />
<br />
<br />
***<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
ني<br />
<br />
يف هذه االأنشودة يرسد الشاعر اأبو سلمى صفات الببغا واأعمالها باألفاظ سهلة،<br />
واأسلوب واضح، فيوصل للطفل فكرة واضحة وهي التفكري يف كل ما نسمعه قبل احلكم<br />
عليه، وعدم نقله وتكراره اأمام الناس من دون التفكري فيه، ومعرفة خريه من رشه، اإنه يحثّ<br />
الطفل على التجديد واالإبداع.<br />
3. أنشودة »األنهار الثالثة« للشاعر عبد الكريم الكرمي، يقول فيها )55( :<br />
األنهار الثالثة<br />
النيل يخاطب بردى:<br />
<br />
لا <br />
<br />
لا <br />
<br />
<br />
ين<br />
ني
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
هنا ويف هذه االأنشودة، جعل اأبو سلمى الطبيعة املائية تتحدّث باأسلوب مرسحيّ ،<br />
وهو اأسلوب قليل ال بل نادر – الأنني مل اأجد مثله فيما عدتُ اإليه من دواوين – وهو ينقل<br />
للطفل بهذا االأسلوب املرسحي التمثيلي السهل فكرة الوحدة والشعور مع االآخر.<br />
4. أنشودة »الديك« للشاعر وجيه سامل، يقول فيها )56( :<br />
الديك<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
يف هذه االأنشودة، يصف الشاعر الديك وصفاً كامالً بكلمات بسيطة، وموسيقى راقصة<br />
تساعد الطفل على حفظها، والتمثّل بها. وهدف هذه االأنشودة هو االإمتاع والتعليم يف اآن واحد.<br />
5. قصيدة »الظبية والذئب« للشاعر خالد نصرة )57( ، يقول فيها:<br />
الظبية والذئب<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
يف هذه االأبيات يروي الشاعر قصة بساطة الظبية وعدم تفكريها يف غدر الذئب، لكنه<br />
يف ذلك يدعو الطفل الفلسطيني اإىل عدم االغرتار مبا يُظهر العدو من ابتسام يف بعض<br />
االأحيان.
دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />
د. مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />
6. أنشودة »أنا سوسو اليت تكرب« للشاعر فيصل قمَرقطي )58( ، يقول فيها )59( :<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
يف هذه االأنشودة يرتك الشاعر فيصل قَرقطي لطفلته الصغرية التي سمّاها باسمها<br />
الذي يدلّعها اأهلها به، وكاأنّها تريد اأن تستدرّ عواطفهم فياأذنوا لها بعمل ما تريد، اإنها تريد<br />
اأن تلعب وتلهو مع صديقتها مستغلّة فرتة طفولتها قبل اأن تكرب فتُحرم من ذلك.<br />
من القصائد واالأناشيد الرتفيهية السابقة اتضح يل اأن الشعراء الذين نظموا يف هذا<br />
االجتاه استخدموا االأسلوب القصصي استخداماً سليماً، ومتكنوا بسهولة من اإيصال املعاين<br />
واالأفكار التي يريدون للطفل الفلسطيني، ويف الوقت نفسه حقّقوا له املتعة والتسلية التي<br />
ترفّه عنه يف يومه الدراسي. وقد ساعد الشعراء يف حتقيق اأهدافهم اإضافة الستخدامهم<br />
االأسلوب القصصي، اختيارهم االألفاظ السهلة، واملعاين القريبة من فهم االأطفال، واستخدام<br />
صور جميلة تُناسب ثقافة االأطفال وال تخرج عن البيئة التي يعيشون فيها.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
اخلامتة<br />
بعد االنتهاء من دراسة االجتاهات االأربعة التي صنفتُ فيها شعر الطفل الذي اأبدعه<br />
الشعراء الفلسطينيون املعارصون؛ ميكنني ذكر عدد من النتائج التي خلصت بها من هذه<br />
الدراسة، وهي:<br />
1ذكر . 1 من ترجموا للشعراء الفلسطينيني املعارصين كماً كبرياً من النتاج الشعري لالأطفال،<br />
لكن العثور على هذا النتاج – يف االأغلب – اأمر يف غاية الصعوبة فهو غري موجود يف<br />
املكتبات الفلسطينية وال حتى يف املوؤسسات الفلسطينية، وكثري منه مفقود. وبذلك<br />
فاإن من املهم االهتمام بجمع هذا النتاج، وتصنيفه، ودراسته، واإعادة طبعه، وتعميمه<br />
يف املجتمع الفلسطيني وفق روؤى حمدّدة وواضحة، ليسهل على االأطفال االإفادة منه،<br />
والباحثني دراسته وتقييمه وتقوميه.<br />
2طغت . 2 النصوص الشعرية )قصائد واأناشيد( التي ميكن تصنيفها يف االجتاه الوطني<br />
على بقية النصوص، وقد حوى كثري منها مفردات، ومصطلحات، ومعانٍ ، وقيم وطنية<br />
متنوعة بحيث يصعب اإيجاد نص يناسب الطفل يف مراحل الطفولة املختلفة، فقد تكون<br />
بداية النص تناسب الطفل يف سنّ السادسة، ووسطه تناسب ابن العارشة، واآخره ابن<br />
الرابعة عرشة، اأو غري ذلك. وهذا يوؤكد رضورة توجيه املبدعني للكتابة وفق املراحل<br />
العمرية، وتصنيف النتاج املوجود بحيث يسهل توجيه فئات االأطفال اإىل ما يناسبها،<br />
وهذا ينطبق على االجتاهات الثالثة االأخرى.<br />
3يف . 3 االجتاه االجتماعي كان الدين والقيم االأخالقية االإسالمية، والعربية احلميدة هي<br />
السائدة، وهذه النصوص تسهم يف صياغة الناشئة وفق تربية سليمة تستمر – غالباً<br />
– معه يف مراحل حياته االأخرى، وتبقى قادرة على القيام بدور املرشد الدائم له.<br />
4 اإىل خصائص ما يجب اأن يكتبوه يف االأسلوب<br />
. 4تنبَّه الشعراء الذين كتبوا للطفل<br />
واملوسيقى، ومن هوؤالء الشاعر اأبو سلمى اإذ قال: “وقد توخينا اأن تكون األفاظها سهلة،<br />
واأوزانها خفيفة، وموضوعاتها مشوّقة، واأن حتمل اأفكاراً بسيطة ونبيلة، واأن حتبب<br />
اأطفالنا بالطبيعة، والوطن، وعمل اخلري، وكذلك جاءت االأحلان منسجمة ومتّسقة” )60( .
دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />
د. مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />
اهلوامش:<br />
( )1 )عبد الكرمي الكرمي، الديوان، ص128 .<br />
( )2 )وجيه سامل، اأغاين الطفولة، ص6-4 .<br />
( )3 )هو: اإسكندر اخلوري جرجس البيتجايل، شاعر فلسطيني، عاش يف الفرتة ما بني )1890 -<br />
1973(، ولد يف مدينة بيت جاال جنوبي القدس، عمل يف التعليم ثم يف القضاء، وكان<br />
يجيد خمس لغات، له عدّة موؤلفات منها: مشاهد احلياة، صدر عام 1927، ترجمته يف:<br />
اأحمد شاهني، موسوعة كتّاب فلسطني،100/1؛ سميح القاسم، مطالع من اأنتولوجيا<br />
الشعر، ص84؛ خليل سامل، اإسكندر اخلوري البيتجايل، ص100-5.<br />
( )4 )اسكندر البيتجايل، العنقود، ص226 .<br />
)م.ن.، ص227 .<br />
( 5( )م.ن.، ص226 .<br />
( 6( ( )7 )هو: مازن اإسماعيل دويكات، شاعر فلسطيني، من مواليد بالطة قرب نابلس سنة<br />
1958، حاصل على دبلوم مساحة وحساب كميات، عضو احتاد الكتّاب الفلسطينيني،<br />
عمل يف عدة جمالت ثقافية، له عدة اأعمال شعرية منها: املرسّات، صدر عام 1994،<br />
ترجمته يف: حممد الريشة، شعراء فلسطني، ص428.<br />
( )8 )مازن دويكات، اأناشيد الشاطر حسن، ص38-37 .<br />
( )9 )هو: خليل داود الزرو التميمي، اأبو النرص، شاعر فلسطيني معارص، ولد يف القدس<br />
سنة 1941، وحصل على ماجستري يف اللغة العربية واآدابها سنة 1971 يف اجلامعة<br />
االأمريكية ببريوت، وعمل حمارضاً يف عدة جامعات فلسطينية، وهو االآن متقاعد،<br />
من موؤلفاته: همسات بلوريّة، صدر عام 1996، ترجمته يف: خليل الزرو، همسات<br />
بلوريّة، ص100.<br />
)1(1)خليل الزرو، بسمات الزوردية، ص9-7 .<br />
)1(1)هو: حممد الظاهر، شاعر فلسطيني معارص، ولد يف خميم عقبة جرب قرب اأريحا سنة<br />
1951، حصل على دبلوم اللغة االإجنليزية، وهو كاتب ومرتجم، من موؤلفاته: قصائد<br />
الأطفال االأربي جي، صدر يف عمان 1982، ترجمته يف:اأحمد شاهني، م.س.، 660/2.<br />
)1(1)حممد الظاهر، اأغنيات للوطن، ص12 .
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
)1(1)هو: اإبراهيم عبد الفتاح طوقان، شاعر فلسطيني، عاش يف الفرتة ما بني )1905 -<br />
1941م(، ولد يف نابلس، اأنهى دراسته يف اجلامعة االأمريكية ببريوت، وعمل يف<br />
التعليم، واإذاعة القدس، جمع شعره يف ديوان باسم االأعمال الشعرية الكاملة، ترجمته<br />
يف:اأحمد شاهني، م.س.، 20/1؛ راضي صدوق، شعراء فلسطني, ص365؛ سميح<br />
القاسم، م.س.، ص107.<br />
)1(1)ابراهيم طوقان، االأعمال الشعرية الكاملة، ص265-264 .<br />
)1)1 )هو: توفيق اأمني زيّاد، شاعر وكاتب فلسطيني، عاش يف الفرتة ما بني )1994-1929 م(،<br />
ولد يف النارصة، واأكمل تعليمه اجلامعي يف موسكو، كان عضواً يف احلزب الشيوعي<br />
االإرسائيلي، انتخب رئيساً لبلدية النارصة منذ العام 1975 وحتى وفاته يف حادث سري<br />
على طريق اأريحا، من موؤلفاته: ديوان اأشدّ على اأياديكم، صدر يف حيفا وبريوت عام<br />
1996، ترجمته يف:اأحمد شاهني، م.س.، 160/1؛ راضي صدوق، م.س.، ص135.<br />
)1(1)توفيق زياد، اأشد على اأياديكم، ص130-127 .<br />
)1(1)سورة االإرساء، اآية )1 (.<br />
)1(1)هو: وجيه عبد الرحيم سامل، شاعر واأكادميي فلسطيني معارص، ولد يف قرية بديا<br />
قضاء نابلس سنة 1938م، حصل على درجة الدكتوراه يف اللغة العربية واآدابها،<br />
وهو اليوم مرشف اأكادميي متفرغ يف جامعة القدس املفتوحة، وعضو احتد الكتّاب<br />
الفلسطينيني، من موؤلفاته: ماأساة شعب )ديوان شعر( صدر عام 1989م، ترجمته يف:<br />
وجيه سامل، اأغاين الطفولة، ص100؛ اأحمد شاهني، م.س.، 837/2.<br />
)1(1)وجيه سامل، م.س.، ص63 .<br />
)2(2)هو: حممد عبد املعطي ضمرة، شاعر فلسطيني معارص، ولد يف قرية جمدل الصادق<br />
قضاء يافا سنة 1947م، وحصل على بكالوريوس يف اللغة العربية، من موؤلفاته:<br />
ديوان عروس الروح صدر عام 2000، ترجمته يف: حممد ضمرة، القدس اأرض<br />
السماء، ص43؛ راضي صدوق، م.س.، ص551.<br />
)2(2)حممد ضمرة، م.س.، ص6-5 .<br />
)2(2)اإبراهيم طوقان، م.س.، ص258 .<br />
)2(2)هو: حممد اأحمد جاموس، شاعر فلسطيني، عاش يف الفرتة ما بني )1994-1924 م(،<br />
ولد يف مدينة عمان باالأردن، وتعلّم يف مدرسة النجاح بنابلس، ثم عمل يف التجارة
دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />
د. مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />
باأريحا، وتوفى فيها، من موؤلفاته: ماأساة الجئة )مرسحية شعرية( صدرت يف القدس<br />
عام 1953م، ترجمته يف: اأحمد شاهني، م.س.، 630/2؛ صدوق، راضي، شعراء<br />
فلسطني يف القرن العرشين، ص36؛ مهند الشعبي، مدخل اإىل اأدب الطفل، ص98؛<br />
خالد عمار، الشاعر حممد جاموس، ص3.<br />
)2(2)اأنظر، عادل اأبو عمشة، شعر االنتفاضة، ص333 .<br />
)2(2)هو: عبد احلكيم حممد سامل اأبو جاموس، شاعر وصحفي فلسطيني معارص، ولد يف<br />
قرية جوريش قضاء نابلس عام 1966م، وحصل على بكالوريوس يف اللغة العربية<br />
يف جامعة اخلليل، من موؤلفاته: زناد اخلرص، صدر يف رام اهلل، سنة 2005م، ترجمته<br />
يف: عبد احلكيم اأبو جاموس، فراشة... يف سماء راعفة، صفحة الغالف االأخرية؛ زناد<br />
اخلرص، ص111.<br />
)2(2)عبد احلكيم ابو جاموس، فراشة يف سماء راعفة، ص26 .<br />
)2(2)وجيه سامل، م.س.، ص81-80 .<br />
)2(2)هي: فدوى عبد الفتاح طوقان، شاعرة فلسطينية، عاشت يف الفرتة ما بني )1917 -<br />
2003م(، ولدت وعاشت وتوفيت يف نابلس، من موؤلفاتها: رحلة جبلية، رحلة صعبة<br />
)سرية ذاتية( صدرت يف عمان سنة 1985م، ترجمتها يف: اأحمد شاهني، م.س.،<br />
563/2؛راضي صدوق، م.س.، ص467؛ سميح القاسم، م.س.، ص241.<br />
)2(2)فدوى طوقان، ديوان، ص554 .<br />
)3(3)وجيه سامل، م.س.، ص69 .<br />
)3(3)حممد عطوات، االجتاهات، الوطنية يف الشعر الفلسطيني، ص349 .<br />
)3(3)هو: فاضل جمال علي، شاعر فلسطيني معارص، ولد يف قرية البقيعة قضاء النارصة<br />
سنة 1953م، وتعلم فيها ويف النارصة، ودرس الفيزياء والرياضيات يف حيفا، من<br />
موؤلفاته: عاشت االأرض واملطر، صدر يف عكا سنة 1977م، ترجمته يف: اأحمد شاهني،<br />
م.س.، 551/2.<br />
)3(3)فاضل علي، خدّي كالورد، ص2-1 .<br />
)3(3)فاضل علي، يف الدنيا، ص2 .<br />
)3(3)فاضل علي، م.ن.، ص7 .
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
)3(3)وجيه سامل، م.س.، ص7 .<br />
)3(3)اسكندر البيتجايل، مشاهد احلياة، 188-187/1 .<br />
)3(3)اإبراهيم طوقان، م.س.، ص267-266 .<br />
)3(3)هو: راشد حسني اإغبارية، شاعر فلسطيني، عاش يف الفرتة ما بني )1977-1936 م(،<br />
ولد يف قرية مصمص قرب اأم الفحم، عمل يف التعليم والصحافة، غادر وطنه فتنقل يف<br />
عدة بلدان اإىل اأن توفى يف ظروف غامضة بنيويورك، من موؤلفاته: مع الفجر، صدر عام<br />
1957، ترجمته يف:اأحمد شاهني، م.س.، 283/1؛ سميح القاسم، م.س.، ص244.<br />
)4(4)راشد حسني، قصائد مل تنرش، ص22 .<br />
)4(4)حممود درويش، ديوان، . 93/1<br />
)4(4)هو: يوسف حممد احلروب، ولد يف نوبا خاراس قرب اخلليل، وتعلّم فيها، وهو يعمل يف<br />
التعليم يف حمافظة اخلليل، ترجمته يف: يوسف احلروب، ديوان احلربيات، ص8-4<br />
وغريها.<br />
)4(4)يوسف احلروب، م.ن.، ص250 .<br />
)4(4)اأنظر: يوسف احلروب، م.ن.، ص151، 188؛ وجيه سامل، م.س.، ص25، . 28<br />
)4(4)وجيه سامل، م.س.، ص26 .<br />
)4(4)حممد الظاهر، اأبجدية الطفل العربي، ص3 .<br />
)4(4)يوسف احلروب، م.س.، ص190-189 .<br />
)4(4)وجيه سامل، م.س.، ص46 .<br />
)4(4)وجيه سامل، م.س.، ص13 .<br />
)5(5)مازن دويكات، م.س.، ص20 .<br />
)5(5)مازن دويكات، م.س.، ص44 .<br />
)5(5)مازن دويكات، م.س.، ص149 .<br />
( سلمى(، شاعر فلسطيني، عاش يف الفرتة ما بني<br />
5(5)هو: عبد الكرمي سعيد الكرمي )اأبو<br />
)1980-1910م(، ولد يف طولكرم، وتعلّم فيها ويف دمشق، عمل يف التدريس<br />
واملحاماة، من موؤلفاته: املرشّد، صدر عام 1953م، وجمع شعره يف ديوان واحد،
دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />
د. مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />
ترجمته يف: اأحمد شاهني، م.س.، 456/2؛ راضي صدوق، م.س.، ص51؛ مهند<br />
الشعبي، م.س.، ص106.<br />
)5(5)عبد الكرمي الكرمي، م.س.، ص131 .<br />
)5(5)عبد الكرمي الكرمي، م.س.، ص385-384 .<br />
)5(5)وجيه سامل، م.س.، ص11 .<br />
)5(5)هو: خالد نرصة، شاعر فلسطيني معارص، ولد يف جنني سنة 1927م ، وتعلّم فيها،<br />
عمل يف اأول حياته حالّقاً، ثم يف الوظائف احلكومية، وهو االآن متقاعد وميارس<br />
الكتابة شعراً ونرثاً، من موؤلفاته: اأغاين الفجر، صدر يف عمان سنة 1956م، ترجمته<br />
يف: اأحمد شاهني، م.س.، 252/1؛ راضي صدوق، م.س.، ص217.<br />
)5(5)هو: فيصل قرقطي، شاعر فلسطيني معارص، ولد يف مدينة درعا السورية سنة 1954 م،<br />
وتعلّم فيها، وحصل على ماجستري يف الصحافة واالإعالم عام 1982م، عمل يف هيئة<br />
حترير جملة فلسطني الثورة، وعاد اإىل اأرض فلسطني اإثر توقيع اتفاقية اأوسلو عام<br />
1993م، من موؤلفاته: سجدة احلناء، صدر يف القدس سنة 1997م، ترجمته يف: حممد<br />
الريشة وزميله، م.س.، ص408؛ اأحمد شاهني، م.س.، 585/2.<br />
)5)5) فيصل قرقطي، اأناشيد اأطفال فلسطني، ص8-7 .<br />
)6)6) عبد الكرمي الكرمي، م.س.، ص128 .
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
املصادر واملراجع:<br />
اأ. املصادر:<br />
1 .<br />
2 .<br />
•<br />
والرتجمة، 2001.<br />
. •<br />
3البيتجايل، . 3 )اسكندر اخلوري(،<br />
القراآن الكرمي.<br />
1 اأبو جاموس، )عبد احلكيم(،<br />
2 فراشة... يف سماء راعفة، ط1، رام اهلل: مركز اأوغاريت الثقايف للنرش<br />
زناد اخلرص, ط1, رام اهلل: دار املاجد,2005<br />
. •<br />
. •<br />
4 .<br />
. •<br />
. •<br />
. 5<br />
العنقود, القدس: مكتبة فلسطني العلمية,1946<br />
مشاهد احلياة, القدس: مطبعة بيت املقدس,1927<br />
4 التميمي )اأبو النرص خليل الزرو(،<br />
بسمات الزوردية، مطبعة الرابطة، 2000/1420<br />
همسات بلورية, ط1, د.م., 1996/1416<br />
. 5احلروب )يوسف(، ديوان احلربيات، خاراس )اخلليل(، 2006<br />
6حسني . 6 )راشد(، قصائد مل تنرش...اأنا االأرض ال حترميني املطر، عكا: مطبعة واأوفست<br />
دار القبس العربية، 1987.<br />
. 7درويش )حممود(، ديوان، ط14 ]جديدة منقحة[، بريوت، دار العودة، 1996، م1<br />
8دويكات . 8 )مازن(، اأناشيد الشاطر حسن: قصائد لالأطفال والفتيان، حيفا: جملة<br />
احلياة لالأطفال، د.ت.<br />
9زياد . 9 )توفيق(، اأشد على اأياديكم، د.م.، د.ت.<br />
1سامل 010 )وجيه(، اأغاين الطفوله: ديوان شعر لالأطفال، ط1 ، القدس، مركز اأوغاريت للنرش<br />
. 7<br />
والرتجمة، 1999.<br />
1ضمرة 111 )حممد(، القدس اأرض السماء؛ اأناشيد شعرية للفتيان، رام اهلل: دار الزاهرة،<br />
بيت الشعر، موؤسسة العنقاء للتجديد واالإبداع، د.ت.<br />
1طوقان 2 )اإبراهيم(، االأعمال الشعرية الكاملة، ط2، بريوت: املوؤسسة العربية<br />
12 للدراسات<br />
والنرش، 1993.
دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />
د. مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />
1طوقان )فدوى(، ديوان، بريوت: دار العودة، 1997<br />
3 1الظاهر )حممد(، اأبجدية الطفل العربي: قصيدة طويلة للفتيان، عمان: مطبعة<br />
4 . 13<br />
14 االأمان،<br />
.1984<br />
1 5<br />
. •<br />
. •<br />
15 علي )فاضل(،<br />
خدّي كالورد، دالية الكرمل: ناطور ونرص الدين، 1995<br />
يل الدنيا، ط1، حيفا: مركز اأدب االطفال العربي يف اإرسائيل، 1996<br />
1616الكرمي )عبد الكرمي(، الديوان، بريوت: دار العودة، االحتاد العام للكتاب والصحفيني<br />
الفلسطينيني، 1989/1409.<br />
1717نرصة )خالد(، شواطيء الضباب: يف الوطن واحلب والتاأمل، د.م، . 1987<br />
ب. املراجع<br />
1اأبو . 1 عمشة )عادل(، شعر االنتفاضة، ط1، القدس ، احتاد الكتاب الفلسطينيني، يف<br />
الضفة والقطاع، 1991.<br />
. 2سامل )خليل حممد(، اسكندر اخلوري البيتجايل، حياته واأدبه، ط1<br />
الدفاع، 1981، )من اأعالم الفكر واالأدب يف فلسطني(.<br />
. 3شاهني )اأحمد عمر(، موسوعة كتاب فلسطني يف القرن العرشين، ط2<br />
القومي للدراسات والتوثيق، 2000، جزءان.<br />
4الشعبي . 4 )مهند(، مدخل اإىل اأدب الطفل الفلسطيني : دراسة وتراجم لكتاب اأدب<br />
الطفل الفلسطينيني، ط1، دمشق: دار الينابيع، 2002.<br />
. 5صدوق )راضي(، شعراء فلسطني يف القرن العرشين: توثيق اأنطولوجي، ط1<br />
بريوت: املوؤسسة العربية للدراسات والنرش، 2000.<br />
6عطوات . 6 )حممد عبد اهلل(، االجتاهات الوطنية يف الشعر الفلسطيني املعارص من<br />
1968-1918، ط1، بريوت: دار االآفاق اجلديدة، 1998.<br />
7عمار . 7 )خالد(، الشاعر حممد اأحمد جاموس 1994-1924 ، اأريحا: مكتب املستقبل<br />
للخدمات الصحفية، 2000.<br />
. 8القاسم )سميح(، مطالع من اأنتولوجيا الشعر الفلسطيني يف األف عام، من 908<br />
)295ه( حتى 1936م )1355ه(، ط1، حيفا: دار عربسك، م.ض.، 1990.<br />
، 2 القدس، مطابع<br />
، 3 غزة: املركز<br />
، 5<br />
8 م
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
زرياب وأثره يف احلياة االجتماعية<br />
والفنية يف األندلس<br />
د.هاني أبو الرب*
زرياب وأثره في احلياة االجتماعية والفنية في األندلس<br />
د. هاني أبو الرب<br />
ملخص:<br />
تناول هذا البحث حياة املغني واملوسيقي زرياب، واأثره على احلياة االجتماعية<br />
والفنية يف االأندلس، ويشتمل على سريته يف بغداد، وتاريخ رحيله اإىل االأندلس واأسبابه،<br />
وتاأثريه يف حياتها االجتماعية يف املاأكل وامللبس والسلوك، ويف حياتها الفنية مبا اأدخله<br />
من حتسينات على العود، وتالميذه يف الغناء واملوسيقى، وقد تويف زرياب عام 243ه عن<br />
عمر يناهز سبعني عاماً.<br />
يُعد زرياب من موايل اخلليفة العباسي املهدي، وقد ولد ببغداد يف حدود سنة 173ه،<br />
ثم تلقى تعليمه يف مدرسة اسحق املوصلي الفنية ليصبح اأشهر تالميذها، وقد مكنه ذلك<br />
من االتصال باخلليفة الرشيد يف اآخر اأيامه، اإال اأن تردي االأوضاع االقتصادية يف بغداد<br />
بسبب الفتنة التي اأعقبت وفاة الرشيد، وخالفه مع اأستاذه املوصلي، وخوفه على نفسه من<br />
املاأمون الأنه كان من اأنصار االأمني، ورغبته يف حتقيق املجد والشهرة، دفعته اإىل الهجرة<br />
اإىل االأندلس، حيث حظي برعاية االإمارة االأموية فيها حتى وفاته، و نال خالل حياته<br />
فيها الشهرة والرثاء االأمر الذي اأثار عليه حقد حساده ومبغضيه، وترك زرياب اأثاراً جمة<br />
يف حياة اأهلها االجتماعية يف املاأكل وامللبس، واستخدام مواد التجميل، هذا فضالً عن<br />
التحسينات العديدة التي اأدخلها على اآلة العود، ويف مقدمتها اإضافة الوتر اخلامس فيه،<br />
ومدرسته التي خرّجت العديد من مغنيي وملحني االأندلس واملغرب واأوروبا.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
Abstract<br />
This research deals with the musician singer Zeryab, and his influence<br />
on the social and artistery life in Al-andalus. He was considered one of the<br />
followers of the Abbasi Caliph Almahdi. He was born in Baghdad and got<br />
educated at Ishaq Almosily School of Arts to become one of its prominent<br />
students. After his dispute with his teacher and his fear of al-Ma’moon as<br />
weuas the stagnation of the singing craft in Baghdad, he immigrated to Alandalus,<br />
where he got the support of the Omayyad principality till his death.<br />
During his life there, he achieved a lot of fame and reputation. He left<br />
great influence on the social and artistry life of the people of Al-andalus, in<br />
addition to the modifications he added to the Lute, like the addition of the<br />
fifth chord. His school has graduated a lot of musicians and composers.
زرياب وأثره في احلياة االجتماعية والفنية في األندلس<br />
د. هاني أبو الرب<br />
مقدمة:<br />
ساهمت العديد من الشخصيات العربية االإسالمية يف اإثراء احلضارة العربية والعاملية<br />
مبا قدمته يف جمال عملها وتخصصها من جهود اإبداعية متميزة تستحق التقدير والعرفان،<br />
وكان املغني البغدادي علي بن نافع امللقب بزرياب واحداً من تلك الشخصيات التي متيزت<br />
بعطائها يف املجالني الفني واالجتماعي، لذلك فقد اختري موضوعاً للبحث من اأجل تقصي<br />
اأخباره، والكشف عن جماالت اإبداعه وتفوقه، ودراسة اأسباب رحيله عن بغداد اإىل االأندلس،<br />
وما واكب ذلك من مصاعب وخماطر.<br />
وكانت اأبرز املشكالت التي واجهت الباحث اإغفال املصادر االأولية لتاريخ مولده،<br />
فاعتمدت يف حتديد ذلك على الدراسات احلديثة، ومنها اأيضاً قلة املعلومات عن حياته<br />
االأوىل يف طفولته وصباه.<br />
وقد اشتمل البحث على مقدمة واأربعة مباحث وخامتة وقائمة للمصادر واملراجع،<br />
تناول املبحث االأول منها سرية زرياب قبل رحيله عن بغداد من حيث اسمه ونسبه ومولده<br />
وثقافته. وتناول املبحث الثاين رحيل زرياب عن بغداد اإىل االأندلس، تاريخه واأسبابه،<br />
وجمرياته. ودرس املبحث الثالث اأثره يف احلياة االجتماعية يف االأندلس من حيث املاأكل<br />
وامللبس والعادات والسلوك. وتناول املبحث الرابع اأثره يف احلياة الفنية بدءاً بتحسيناته<br />
على اآلة العود، ومروراً مبدرسته يف املوسيقى والغناء، وتالميذه، وانتهاءً بوفاته، وتضمنت<br />
اخلامتة خالصة البحث والنتائج التي توصل اإليها الباحث، وبعضها جديدة وغري مسبوقة.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
سريته قبل رحيله إىل بغداد:<br />
هو اأبو احلسن علي بن نافع امللقب بزرياب )1( ، وقد غلب اللقب على االسم حتى شهر<br />
به. وتعزو املصادر التاريخية، التي ترجمت حلياته، سبب اللقب اإىل اأن زرياب لقب به يف<br />
بلده »لسواد لونه، مع فصاحة لسانه، وحالوة شمائله، شبه بطري اأسود غً رِدٍ عندهم«. )2( لعله<br />
البلبل املشهور بعذوبة تغريده وسواد لونه.<br />
يف حني تذكر املعاجم اللغوية اأن الكلمة فارسية معربة، وتعني الذهب اأو االأصفر<br />
من كل شيء )3( ؛ اأي اأنه لقب بزرياب؛ الأنه صاحب صوت ذهبي. وقد وردت الكلمة يف<br />
الشعر مبعنى الذهب، على لسان اأحد شعراء العرص العباسي االأول ميدح جملس اأنس حرضه<br />
فيقول:<br />
. (4) <br />
<br />
وحملت مغنية عاشت يف العرص العباسي االأول اسم زرياب )5( . وليس هناك ما يشري<br />
اإىل اأنها كانت سوداء اللون، وهذا يشعر باأن اللقب ال يتعلق بسواد اللون املقرون بجمال<br />
الصوت، فقد كان اإبراهيم بن املهدي العباسي املعارص لزرياب، مغنياً مشهوراً، عذب<br />
الصوت، اأسود اللون )6( . ومل يلقب بزرياب.<br />
يفهم مما تقدم اأن كلمة زرياب تعني الذهب، واأنها اأطلقت على صاحب الصوت اجلميل<br />
على سبيل املجاز تشبيهاً له بالذهب. وما زال هذا الوصف شائعاً حتى وقتنا احلارض؛ اإذ<br />
يقال لصاحب الصوت اجلميل، اإنه صاحب صوت ذهبي. على اأن تفسري اللغويني واملوؤرخني<br />
متقارب. اإذ اأن كليهما يدل على صاحب الصوت اجلميل.<br />
ومل حتدد املصادر االأولية التي اعتمد عليها البحث مكان والدة زرياب وتاريخها،<br />
وينفرد بروفنسال من بني املراجع احلديثة التي ترجمت له بالقول: اإن زرياب ولد يف العراق<br />
سنة )173ه/ 789م( )7( دون اأن يشري اإىل املصادر التي استقى منها معلوماته، وال تذكر<br />
املصادر شيئاً عن طفولته سوى اأنه من موايل املهدي العباسي )169-158ه/ 774-<br />
785م( )8( . ورمبا جاءه هذا الوالء عن طريق والده، الأن زرياب ولد بعد وفاة املهدي بسنوات<br />
عدة، وقدّمه اإسحق املوصلي للرشيد على اأنه عبد له )9( . ورمبا يعود الغموض يف سريته<br />
االأوىل اإىل كونه مغموراً يف صباه، فلم يهتم به اأحد من املوؤرخني.<br />
تَلقّى زرياب تعليمه يف مدرسة اإسحق املوصلي* الفنية، التي متيزت باهتمامها برفع<br />
املستوى الثقايف لتالميذها، فضالً عن تعليمهم املوسيقى والغناء، فكانوا يتلقون دروساً<br />
يف خمتلف علوم عرصهم كالقراآن، واالآداب، والتاريخ، يستشف ذلك من وصف اسحق
زرياب وأثره في احلياة االجتماعية والفنية في األندلس<br />
د. هاني أبو الرب<br />
املوصلي لربنامج تعليمه اليومي، فيذكر باأنه كان يبداأ يومه بدراسة القراآن عند الفراء )ت:<br />
207ه( والكسائي )ت: 183 ه(، ثم يذهب فيتعلم عزف العود من خاله زلزل**، ويعقب ذلك<br />
برواية االأخبار واالأشعار على االأصمعي )ت: 213 ه( واأبي عبيدة )ت: 211 ه(، ويختم<br />
برناجمه بدرس يف الغناء عند عاتكة بنت شهدة )10( وقد انعكس ذلك على زرياب فتخرج<br />
من هذه املدرسة موسيقاراً بارعاً، ومغنياً المعاً فضالً عن معرفته بعلوم الفلك واجلغرافية<br />
حسبما اأورده املقري: »كان زرياب عاملاً بالنجوم، وقسمة االأقاليم السبعة واختالف<br />
طبائعها واأهويتها، وتشعب بحارها، وتصنيف بالدها وسكانها، مع حفظه لعرشة اآالف<br />
مقطوعة من االأغاين باأحلانها« )11( . ويضيف املقري اإىل ذلك »معرفته الواسعة بالتاريخ<br />
واأخبار امللوك، فلما رحل اإىل االأندلس، وخال به االأمري عبد الرحمن بن احلكم ذاكره يف<br />
اأحوال امللوك وسري اخللفاء، ونوادر العلماء، فحرك منه بحراً زخر عليه مده، فاأعجب االأمري<br />
به، وراقه ما اأورده« )12( . وباالإضافة اإىل ذلك فقد كان زرياب شاعراً جميداً )13( ومن شعره<br />
هذه االأبيات:<br />
<br />
<br />
<br />
(14)<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
وقد ساعدت هذه الثقافة الشاملة على تفجري طاقاته االإبداعية يف النواحي االجتماعية<br />
والفنية فيما بعد.<br />
رحيله عن بغداد إىل األندلس:<br />
تعزو بعض املصادر سبب رحيله عن بغداد اإىل حسد اأستاذه املوصلي له، وخوفه من<br />
اأن يحتل زرياب مكانه عند الرشيد بعد اأن نال غناوؤه وعزفه اإعجاب اخلليفة )15( . ورددت<br />
ذلك الدراسات احلديثة التي تناولت املوضوع دون نقد اأو متحيص 16( . ويورد املقري القصة<br />
بتفاصيلها فيذكر اأن اخلليفة هارون الرشيد طلب من اإسحق املوصلي اأن يسمعه صوت<br />
مغنّ جميد الصنعة مل يسبق للخليفة اأن سمعه من قبل. فاقرتح عليه اإسحق اأن ياأتيه بغالمه<br />
زرياب الذي يعود الفضل اإليه يف اكتشاف موهبته وتعليمه، »وهو من اخرتاعي واستنباط<br />
فكري، واأحدس اأن يكون له ساأن« )17( . وتوقع اأن تزيده جنابة تلميذه حظوة عند اخلليفة،<br />
لكن االأمور جاءت بخالف ما متناه، فلما دخل زرياب على الرشيد بدا واضحاً اأنه واثق
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
من نفسه معتد بفنه، فقد رفض اأن يستخدم عود اأستاذه، وطلب من اخلليفة اأن ياأذن له<br />
باستخدام عوده الشخصي الذي اأحرضه معه، ومل ير الرشيد يف عود زرياب ما يختلف عن<br />
عود اأستاذه، فقال لزرياب: "ما اأراهما اإال واحداً ". لكن زرياب بنيَّ للخليفة اأن التشابه يف<br />
الشكل اخلارجي فقط، واأن هناك فروقاً جوهرية غري ظاهرة منها، اأن عوده اأخف وزناً من<br />
عود اأستاذه، كما اأن اأوتاره اأمنت واأفضل اأداء للنغم، فاأعجب الرشيد بوصفه وسمح له يف<br />
الغناء بعوده، فلما اأمت غناءه طار الرشيد طرباً، وقال الإسحق:"خذه اإليك واأعنت بساأنه حتى<br />
اأفرغ له، فاإن يل فيه نظراً" )18( .<br />
هاج باإسحق احلسد، فخال بزرياب، ووبخه على اإخفائه قدراته عنه، وعرب له عن<br />
خماوفه من اإعجاب الرشيد به قائالً: »قد مكرت بي فيما انطويت عليه من اإجادتك وعلو<br />
طبقتك، وقصدت منفعتك، فاإذا اأنا قد اأتيت على نفسي من ماأمنها باإدنائك، وعن قليل تسقط<br />
منزلتي وترقى اأنت فوقي، وهذا ماال اأصاحبك عليه ولو اأنك ولدي«. )19( وخيره بين اأمرين:<br />
الرحيل عن بغداد اإىل جهة ال يسمع فيها خربه، اأو البقاء فيها رغماً عنه، وعندها فاإنه،<br />
اأي اإسحق، لن يدخر وسعا يف القضاء عليه. فاختار زرياب الرحيل، واأعانه اسحق باملال<br />
والظهر، ورحل زرياب عن بغداد، واتصل باالأمويني يف االأندلس، وانتقل اإليها يف مطلع<br />
اإمارة عبد الرحمن بن احلكم سنة )206ه/ 821م( )20( .<br />
ويفهم من رواية املقري اأن رحيل زرياب من بغداد اإىل االأندلس مت مبارشة بعد انتهاء<br />
احلفلة التي قدمها اأمام الرشيد، وهذا بعيد عن االحتمال كما سرنى، فالرشيد تويف خارج<br />
بغداد، وبالتحديد يف مدينة طوس، وهو خارج لقمع ثورة رافع بن الليث سنة )193ه/808م(<br />
)21( بينما دخل زرياب االأندلس يف االأيام االأوىل من حكم االأمري عبد الرحمن بن احلكم سنة<br />
)206ه/821م( )22( . واإذا افرتضنا اأن زرياب التقى الرشيد يف مطلع السنة التي تويف<br />
فيها، فاإن هناك ما يقارب ثالثة عرش عاماً بني رحيله عن بغداد ووصوله اإىل االأندلس،<br />
ال يورد املقري شيئاً عنها. وهذا يدعو اإىل الشك يف رحيله عن بغداد زمن الرشيد، وهو ما<br />
توؤكده رواية ابن القوطية التي تذكر اأن رحيله عن بغداد مت يف مطلع خالفة املاأمون، بسبب<br />
خوفه على نفسه؛ الأنه كان من املقربني لالأمني، وهذا نص الرواية: »قدم زرياب على االأمري<br />
عبد الرحمن بن احلكم رحمه اهلل، وكان باملحل القريب من االأمري حممد بن هارون، االأمني،<br />
وكان املاأمون الوايل بعد االأمني فعدد عليه اأشياء. فلما قتل االأمني فر اإىل االأندلس، فحل من<br />
عبد الرحمن بن احلكم بكل حمل« )23( . وكان مقتل االأمني سنة )198ه/813م(.<br />
واأول اإشارة عن وصول زرياب اإىل افريقية تقول اإنه دخلها يف عهد االأمري االأغلبي<br />
زيادة اهلل االأول )223-201 ه / 816 – 837م( )24( . اإذ يذكر ابن عبد ربه اأن زرياباً:<br />
»انتقل اإىل القريوان اإىل بني االأغلب، فدخل على زيادة اهلل بن اإبراهيم« )25( يف سنة )206
زرياب وأثره في احلياة االجتماعية والفنية في األندلس<br />
د. هاني أبو الرب<br />
ه/ 821م(، واأنه مل ميكث طويالً هناك، الأنه عرض باأمريها يف غنائه فغضب عليه وجلده،<br />
واأمره باخلروج من القريوان يف مدة اأقصاها ثالثة اأيام، وقال له: »اإن وجدتك يف بلدي<br />
بعد ثالثة اأيام رضبت عنقك »فجاز البحر اإىل االأندلس« )26( . وهذا يشعر اأنّ زرياباً مل يرحل<br />
عن بغداد بسبب حسد اأستاذه له، وخوفه على نفسه من املاأمون فقط، واأن هناك اأسباباً<br />
اأخرى ال تقل اأهمية عن هذه االأسباب، منها: كساد سوق الغناء يف بغداد خاصة والعراق<br />
عامة يف اأثناء الفتنة بني االأمني واملاأمون، وتردي اأوضاع املغنني االقتصادية االأمر الذي<br />
جعل معارصيه من مغنيي بغداد يغبطونه على املكانة التي حصل عليها عند االأمويني يف<br />
االأندلس، يتضح ذلك بصورة جلية من قول علوية، موىل بني اأمية*** ، ومغني املاأمون،<br />
وقد المه االأخري على ذكر بني اأمية بحرضته: »يا اأمري املوؤمنني، اأتلومني اأن اأذكر موايل<br />
بني اأمية، وهذا زرياب موالك عندهم باالأندلس، يركب يف اأكرث من مائة مملوك، ويف ملكه<br />
ثالثمائة األف دينار دون الضياع، واإين عندكم اأموت جوعا« )27( . ويوؤكد ذلك اأيضاً ما قاله<br />
اإسحاق املوصلي اإنه: »ملا اأفضت اخلالفة اإىل املاأمون اأقام عرشين شهرا مل يسمع حرفا<br />
من الغناء« )28( . بل يبدو اأن تلك االأوضاع االقتصادية السيئة كانت موجودة منذ اأواخر عهد<br />
الرشيد، يستدل على ذلك من عدم رصف الرشيد جائزة لزرياب بعد استحسانه لغنائه )29( .<br />
ومن اأسباب رحيله اأيضاً، طموح زرياب الكبري يف احلصول على املجد والشهرة<br />
واملال، فهو- على حد وصف اأستاذه اسحق:"ال يرى يف الدنيا من يعدله" )30( - كان وراء<br />
رحيله الدائم حتى وقع على بغيته يف االأندلس، فاستقر بها الأنه حقق فيها طموحه واأمانيه،<br />
ولعله عرّض باأمري اإفريقية االأغلبي؛الأنه مل يجد عنده الرعاية واملكانة التي توقعها،متاماً<br />
كما فعل املتنبي بكافور االأخشيدي.<br />
يبدو اأن اتصاالته باالأمويني بداأت وهو يف بالط االأغالبة، فعقب طرده مبارشة من<br />
هناك، كاتب زرياب احلكم بن هشام االأموي اأمري االأندلس يخربه باأنه راأس الصناعة التي<br />
ينتحلها، ويساأله االإذن يف الوصول اإليه« )31( . فجاءه رد احلكم بالرتحيب به، وبدعوته<br />
للقدوم اإىل االأندلس، فعرب زرياب بعياله وولده مضيق جبل طارق اإىل اجلزيرة اخلرضاء،<br />
وملا وصلها بلغه خرب وفاة احلكم، وتوىل ابنه عبد الرحمن االإمارة مكان اأبيه، وخاف<br />
زرياب اأن ال يكون عبد الرحمن حمباً للغناء كاأبيه، ففكر يف العودة لكن رسول احلكم اإليه،<br />
املغني منصور اليهودي، ثناه عن ذلك ونصحه مبكاتبة االأمري عبد الرحمن، فلما كتب اإليه<br />
رحب به عبد الرحمن »وكتب اإىل عماله على البالد اأن يحسنوا اإليه ويوصلوه قرطبة« )32( .<br />
دخل زرياب قرطبة فخصص له االأمري داراً الإقامته، وبعد اأن استضافه ثالثة اأيام استدعاه<br />
ملقابلته، فاستمع اإىل وصلة من غنائه، ثم طارحه احلديث يف اأحوال امللوك وسري اخللفاء، فوجده<br />
عاملاً بها، فاأعجب االأمري به، وراقه ما اأورده »وقدّمه على جميع املغنني« )33( .
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
واأجرى االأمري عبد الرحمن على زرياب واأوالده االأربعة الذين دخلوا معه اإىل االأندلس<br />
رواتب شهرية، فجعل لزرياب مائتي دينار شهرياً، ولكل واحد من اأبنائه عرشين ديناراً يف<br />
الشهر، اإضافة اإىل ثالثة اآالف دينار سنوياً ملرصوفات االأعياد واملناسبات "لكل عيد األف<br />
دينار، ولكل مهرجان ونوروز خمسمائة دينار« )34( واأقطعه من احلنطة والشعري ثالثمائة مد<br />
لغذاء اأرسته وعلف دوابه، ثلثها حنطة والباقي شعري." واأقطعه من الدور والضياع والبساتني<br />
ما يقوم باأربعني األف دينار« )35( . هذا سوى ما كان ياأخذه عن احلفالت الغنائية التي يقيمها،<br />
والتي وصل ريع بعضها اإىل األف دينار، وهو ما مل يكن متيرساً لكبار العلماء والفقهاء يف<br />
عرصه، وعلى راأسهم الفقيه عبد امللك بن حبيب السلمي )36( . حتى جمع ثروة طائلة فكان:<br />
»يركب يف اأكرث من مائة مملوك، ويف ملكه ثالثمائة األف دينار دون الضياع« )37( , وحظي<br />
)38(<br />
باحرتام كبري ونال شهرة واسعة فمدحه الشعراء، ومنهم منجم االأمري عبد الرحمن وندميه<br />
والفقيه ابن عبد ربه )39( ،واألفت كتب عن حياته وفنه، فقد ذكر ابن حزم اأن اأسلم بن اأحمد<br />
االأندلسي »صاحب تاأليف يف طرائف غناء زرياب واأخباره، وهو ديوان عجيب« )40( .<br />
أثره يف احلياة االجتماعية:<br />
ساعدت ثقافة زرياب املوسوعية الشاملة، وتنقله من بغداد اإىل املغرب فاالأندلس،<br />
وما حظي به يف البالط االأندلسي من احرتام ورعاية وتقدير، على تفجري طاقاته االإبداعية<br />
التي جتاوزت حدود املجال الفني اإىل املجال االجتماعي، فقد وضع للطبقات الراقية يف<br />
االأندلس قواعد للسلوك واآداب اجللوس واملحادثة والطعام "حتى اتخذه ملوك اأهل االأندلس<br />
وخواصهم قدوة فيما سنّه لهم من اآدابه« )41( وسمّوه »معلم الناس املروءة« )42( .<br />
ففي جمال الطعام واآدابه درّبهم على اإعداد مائدة راقية واأنيقة، تقدم فيها االأطباق<br />
حسب نظام وترتيب خاص، فًتُقدمُ اأوال اأطباق الشوربة والسواخن، تليها اأطباق اللحم<br />
والطيور املتبلة بالبهارات اجليدة، ويف النهاية تقدم اأطباق احللوى من الفطائر املصنوعة<br />
من اللوز واجلوز والعسل، والعجائن املعقودة بالفواكه املعطرة واملحشوة بالفتسق<br />
والبندق )43( . واأخذوا عنه استخدام اآنية الزجاج الرفيع يف موائدهم بدالً من االأواين الذهبية<br />
والفضية )44( . الأن الزجاج اأسهل تنظيفاً، واأجمل منظراً، واأقل كلفة. كما اأخذوا عنه اختيار<br />
غطاء املوائد اخلشبية من االأدمي، اأو اجللد االأملس الناعم بدالً من غطاء الكتان، الأن اجللد<br />
اأسهل للتنظيف »اإذ الورض )الوسخ( يزول عن االأدمي باأقل مسحة« )45( . وابتكر لهم األواناً من<br />
الطعام مل يعرفوها من قبل، واأشهرها لون النقابا ولون التقلية )46( ، هذا اإضافة اإىل ما نقله<br />
لهم من األوان الطعام البغدادي وطرق اإعداده )47( .<br />
وعلمهم فن التجميل والعناية بالبرشة واإزالة رائحة العرق، »ومما سنّه لهم استعمال
زرياب وأثره في احلياة االجتماعية والفنية في األندلس<br />
د. هاني أبو الرب<br />
املرتك املتخذ من املرد اسنج لطرد ريح الصنان من جوانبهم. وال شيء يقوم مقامه« )48( .<br />
كما علمهم طرق اخلضاب واإزالة الشعر، واستعمال ما يشبه معجون االأسنان يف اأيامنا )49( ،<br />
واأدخل اإليهم طرقاً لقص شعر الراأس وترسيحه مل يعرفوها من قبل، ذكر املقري اأن زرياب<br />
دخل االأندلس واأهلها، نساءً ورجاالً يرسلون جممهم مفروقة اإىل وسط اجلبني، عامة<br />
للصدغني واحلاجبني، »فلما راأى اأهلها حتذيفه هو وولده ونساوؤه لشعورهم، وتقصريها<br />
دون جباههم، وتسويتها مع حواجبهم وتدويرها اإىل اأذانهم، واإسدالها اإىل اأصداغهم، هوت<br />
اإليه اأفئدتهم واستحسنوه« )50( .<br />
ووضع لهم نظاماً الرتداء االأزياء تبعاً لفصول السنة وتقلبات اجلو، فراأى اأن يلبس<br />
الناس املالبس القطنية البيضاء يف فصل الصيف الذي ميتد يف االأندلس من اأواخر حزيران<br />
اإىل اأوائل ترشين االأول، واأن يلبسوا يف فصل اخلريف الثياب امللونة ذات احلشو والبطائن<br />
الكثيفة، وينتقلوا يف فصل الشتاء عندما يقوى الربد اىل اأثخن منها من امللونات، ويستظهروا<br />
حتتها اإذا احتاجوا بصنوف الفراء، ثم ينتقلوا يف فصل الربيع اإىل لبس جباب اخلز واحلرير<br />
والدراريع امللونة التي ال بطائن لها )51( ، وعلّمهم تنظيف املالبس البيضاء مما يعلق بها من<br />
ورض )وسخ( بسبب استخدام بعض اأنواع الطيب اأو غريه، بوساطة تصعيدها بامللح حتى<br />
يبيض لونها )52( .<br />
أثره يف احلياة الفنية:<br />
اأثر زرياب يف جوانب عديدة من احلياة الفنية يف االأندلس، وياأتي يف مقدمتها<br />
حتسيناته التي اأدخلها على اآلة العود، وطريقته يف انتقاء تالميذه، وتعليمهم العزف والغناء<br />
يف مدرسته التي افتتحها يف قرطبة، فخرّجت العديد من فناين االأندلس.<br />
اأما التحسينات التي اأدخلها على اآلة العود فكثرية، وبعضها يعود اإىل فرتة وجوده<br />
يف بغداد، اإذ صنع فيها عوداً خفيف الوزن، واستخدم مواد جديدة يف صناعة اأوتاره بحيث<br />
جعلتها اأمنت واأفضل اأداء لالأحلان، وقد عدد زرياب مزايا عوده للرشيد عندما غنّى اأمامه<br />
فقال: »يل عود نحتّه بيدي، واأرهفته باأحكامي، وال اأرتضي غريه« وهو يختلف عن عود<br />
اأستاذه املوصلي باأنه »واإن كان يف قدر جسم عوده، ومن جنس خشبه، فهو يقع من وزنه<br />
يف الثلث اأو نحوه، واأوتاري من حرير مل يغزل مباء ساخن يكسبها اإناثة ورخاوة، ومبها<br />
ومثلثهما اتخذتهما من مرصان شبل اأسد، فلها يف الرتمن والصفاء واجلهارة واحلدة،<br />
اأضعاف ما لغريها من مرصان احليوان، ولها قوة صرب على تاأثري وقع املضارب املتعاورة<br />
بها ما ليس لغريها« )53( .<br />
وبعد رحيله اإىل االأندلس تابع حتسيناته على اآلة العود، فقام بالتخلص من املرضاب
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
اخلشبي اخلشن الذي يوؤذي االأوتار ويتلفها، واستبدله مبرضاب من قوادم النرس االأكرث خفّة<br />
ومالسة وليونة، »للطف قرش الريش ونقائه وخفتّه على االأصابع ، وطول سالمة الوتر على<br />
كرثة مالزمته اإيّاه« )54( ، واأضاف اإىل العود وتراً خامساً، اإذ كان العود قبل اخرتاع زرياب<br />
الوتر اخلامس يتاألف من اأربعة اأوتار هي: البمّ، واملَثْلَث، واملَثْنى والزير )55( ، وصنع االأوتار<br />
من احلرير ، اأو من االأمعاء الدقيقة للحيوان، ولوّن كل منها بلون خاص حسب طبائع اجلسد،<br />
وذلك على النحو االآتي: الوتر االأول: البمَّ وهو اأغلظ اأوتار العود، وقد صنعه زرياب من اخليوط<br />
احلريرية الرفيعة، وصبغه باللون االأسود، والوتر الثاين: املَثْلَث، صنعه من اخليوط احلريرية<br />
الرفيعة، وصبغ باللون االأبيض، والوتر الثالث املَثْنَى، صنعه من اخليوط احلريرية الرفيعة،<br />
وصبغ باللون االأحمر. والوتر الرابع هو الذي اأطلق عليه بعد اخرتاع الوتر اخلامس اسم<br />
الزير االأول، وهو مصنوع من اخليوط احلريرية الرفيعة. وصبغ باللون االأصفر )56( ، والوتر<br />
اخلامس الزير الثاين، وهو الذي اأضافه زرياب اإىل العود، وصبغه باللون االأحمر الدموي.<br />
وهو مصنوع من االأمعاء الدقيقة لتاأدية النغمة احلادة. وكانت اأوتار االأصوات احلادة تصنع<br />
من االأمعاء الدقيقة، واأوتار االأصوات الغليظة تصنع من احلرير، وجعل لكل وتر طاقة، فطاقة<br />
البم 64، واملثلث 48، واملثنى 36، والزير االأول 27، والزير الثاين20.25 )57( .<br />
واستمر استخدام االأسماء العربية املذكورة الأوتار العود اخلمسة حتى نهاية العرص<br />
العباسي )656ه/ 1258م( اإىل اأن استبدلت باأسماء فارسية هي: )اليكاه- العشريان-<br />
الدوكاه- النوى- الكردان(، وظلت مستخدمة حتى حلت حملها االأسماء الغربية يف العرص<br />
احلديث: )صل- ال- ري- صل- دو( )58( .<br />
والغرض من اإضافة الوتر اخلامس هو اأداء النغمة احلادة التي ال يوؤديها العود ذو<br />
االأربعة اأوتار، وهذه املساألة شغلت بال املشتغلني بالفن واملوسيقى قبل زرياب، فقد<br />
ذكر االأصفهاين اأن االأمري اإسحق بن اإبراهيم بن مصعب ناقش اإسحق املوصلي يف مساألة<br />
صناعة وتر خامس للعود، وحثه على االهتمام بها قائالً »اأراأيت لو اأن الناس جعلوا للعود<br />
وتراً خامساً للنغمة احلادة، التي هي العارشة على مذهبك، اأين كنت تخرج منه؟« )59( وقد<br />
اغتم اإسحق املوصلي من هذا النقاش؛ الأنه خاف اأن يسبقه اإىل هذا العمل موسيقي غريه.<br />
وافتتح زرياب يف قرطبة مدرسة لتعليم املوسيقى والغناء، وكان ال يقبل فيها اإال<br />
الطلبة املوهوبني الذين تتوافر فيهم القابليات لهذا الفن، بعد امتحان يجريه ملن يريد<br />
االلتحاق بها، ذكر املقري اأن زرياباً كان يعرف صاحب الصوت املطبوع من غريه باأن<br />
ياأمر التلميذ »اأن يصيح باأعلى صوته: يا حجّ ام، اأو يصيح: اآه وميدّ بها صوته، فاإن سمع<br />
صوته صافياً ندياً قوياً موؤدباً ال يعرتيه غنّه وال حبسة وال ضيق نفس عرف اأنه سينجب
زرياب وأثره في احلياة االجتماعية والفنية في األندلس<br />
د. هاني أبو الرب<br />
واأشار بتعليمه، واإن وجده خالف ذلك اأبعده« )60( .<br />
ويقوم بعد ذلك مبتابعة تالميذه، واعتمدت طريقته يف التعليم على مبادئ فلسفية<br />
يسهل على التالميذ اقتباسها وتساعدهم يف تليني اأصواتهم وضبط حركات اأفواههم، فكان<br />
يساعدهم على التغلب على العيوب اخللقية اإن وجدت فيهم، باأن ياأمر التلميذ اأن يقعد على<br />
وساد مدور تسمى املسورة، « واأن يشد صوته اإذا كان قوي الصوت، فاإن كان لينا اأمره اأن<br />
يشد على بطنه عمامة، فاإن ذلك يقوي الصوت، واإن كان األصّ االأرضاس ال يقدر اأن يفتح<br />
فاه، اأو كانت عادته زم اأسنانه عند النطق اأدخل يف فيه قطعة خشب عرضها ثالثة اأصابع<br />
يبيتها يف فمه ليال حتى ينفرج فكّاه« )61( ثم يعلمه بعد ذلك طريقته يف الغناء، وهي اأن<br />
يفتتحه بالنشيد يف اأول شدوه، وياأتي اأثره بالبسيط ويختتمه باملحركات واالأهزاج )62( .<br />
وقد قبل فيها اإضافة اإىل الطالب العرب املسلمني طالباً من دول اأوروبية عديدة مثل:<br />
فرنسا واأملانيا، وفدوا اإىل قرطبة للتعلّم منه، وعادوا اإىل بالدهم وقد حملوا معهم من علوم<br />
املوسيقى العربية وفنونها ما اأسهم يف قيام النهضة الفنية يف اأوروبا فيما بعد، اإذ يعد زرياب<br />
اأول من اأدخل املوسيقى الدنيوية اإىل الغرب االأوروبي، حيث اقترصت املوسيقى قبله على<br />
املوسيقى الدينية اخلاصة بطقوس الكنيسة الكاثوليكية )63( . وتتلمذ على يد زرياب اإضافة<br />
اإىل اأوالده وجواريه عدد من جواري زعماء االأندلس وبعض االأوروبيني، ومن اأشهر تالميذه:<br />
ابنه عبد الرحمن بن زرياب الذي اأدار مدرسة املوسيقى بعد والده، وخلف عبد الرحمن والده<br />
يف صناعته وحظوته،وتلقى من اأمري االأندلس راتباً شهرياً مقداره عرشون ديناراً، لكنه<br />
كان شديد التيه والزهو والعُجب بغنائه، وجراءته على امللوك واستخفافه بالعظماء. وقل<br />
ما يسلم جملسٌ يحرضه من كدر يحدثه، وقد حرض يوما جملس اأحد العظماء، وكان صاحب<br />
قنص كلفاً ببازي له، فطلب عبد الرحمن منه اأن يهبه اإياه، فوهبه له استحياءً، فاأرسله عبد<br />
الرحمن مع خادمه اإىل بيته، فطهاه وعاد به اإليه، فغضب صاحب املنزل من فعلته، واأمر<br />
بتاأديبه، ورضبه على هامته مائة سوط، فاستحسن الناس فعلته، وابدوا شماتتهم بعبد<br />
الرحمن بن زرياب )64( ، وكان ابنه اأحمد بن زرياب شاعراً )65( ، ويُعد ابنه عبد اهلل بن زرياب<br />
اأفضل اإخوته صوتاً ، واأعالهم مهارة يف الغناء )66( .<br />
وابنته حمدونة التي كانت مغنية، وقد تزوجت من الوزير هشام بن عبد العزيز )ت: 273<br />
ه/887م( الذي جمع اأخوه اأسلم بن عبد العزيز اأغاين زرياب يف جملد واحد عنوانه )كتاب<br />
معروف يف اأغاين زرياب( لعلّ ذلك متّ مبعاونة زوجة اأخيه حمدونة بنت زرياب، التي كانت<br />
متقدمة على اأختها علية يف صنعة الغناء، وابنته عُ لية كانت مغنية، ولكنها تقل عن اأختها<br />
حمدونة اتقاناً له، لكن عمرها طال بعد اإخوتها، ومل يبق من اأهل بيتها غريها، وافتقر<br />
الناس اإليها، واأخذوا عنها صناعة الغناء )67( .<br />
وقد علم زرياب عدداً من جواريه العزف والغناء منهن غزالن وهنيدة، اللتني كان
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
يطارحهما العزف والغناء كلما خطر له صوت، حتى لو كان ذلك ليالً والناس نيام )68( .<br />
وجاريته متعة التي اأدبها وعلمها اأحسن اأغانيه، وغنّت بني يدي االأمري عبد الرحمن بن<br />
احلكم، فاأعجب بها وبغنائها، وكانت رائعة اجلمال، فلما علم زرياب باأمرها اأهداها اإىل<br />
االأمري، فحظيت عنده )69( .<br />
وكانت مصابيح جارية الكاتب اأبي حفص عمر بن قلهيل من تالميذ زرياب، وكانت<br />
غاية يف احلسن والنبل وطيب الصوت، وقد جذب جمال غنائها االأديب الكبري اأحمد بن عبد<br />
ربه صاحب العقد الفريد، الذي مرّ بدار سيدها عشية، فاستوقفه طيب غنائها، واأراد الدنو<br />
من الباب فمنعه البوّاب. فمال اإىل مسجد قرب الدار، وكتب اإىل سيدها عمر بن قلهيل رقعة<br />
يساأله فيها اأن يسمح له باالستماع اإىل غنائها ضمّنها اأبياتا من الشعر يذكر فيها اأنه يفضل<br />
مصابيح على اأستاذها زرياب، وسلمها اإىل البوّاب، وطلب منه اأن يسلمها اإىل سيده. فلما قراأها<br />
عمر بن قلهيل اأدخله اإىل بيته، واستضافه عنده اأياماً، استمع خاللها لغناء مصابيح )70( .<br />
وقد غلبت اأحلانه واأغانيه على االأندلس وتراجعت مكانة من سبقه من املغنّني، مثل<br />
علّون وزرقون، وهما اأول من دخل االأندلس من املغنّني، لكن غناءهما ذهب لغلبة زرياب<br />
عليه )71( وحدث مثل ذلك ملنصور اليهودي الذي كان مبعوث احلكم بن هشام الستدعائه<br />
اإىل قرطبة )72( .ويعود ذلك اإىل تفوق زرياب الفني،وتشجيع االأمري عبد الرحمن له الذي طَ رَحَ<br />
كل غناء سواه، وقدّمه على جميع املغنّني )73( .<br />
ويبدو اأن مكانة زرياب عند اأمري االأندلس عبد الرحمن بن احلكم قد جلبت عليه حسد حاشية<br />
االأمري ورجال بالطه، وعلى راأسهم الشاعر يحيى بن احلكم الغزال )ت 250ه/865م(**** فقد<br />
ذكر ابن دحية الكلبي اأن الغزال هجا زرياباً هجاءً مقذعاً حترّج من اإيراده يف كتاب املطرب،<br />
فشكاه زرياب اإىل االأمري، وعرض عليه ما هجاه وقذفه به من فحش، فاأمر االأمري بنفي الغزال<br />
عن االأندلس، فخرج الغزال اإىل العراق واملرشق، ثم حنّ اإىل وطنه، فعاد اإىل االأندلس )74( ،<br />
وقد ورد يف ديوان الغزال قصيدتني يعرّض فيهما بزرياب، ويهجوه، حيث اتهمه يف االأوىل<br />
بالرياء واخلداع، وتكلّف اأحوال اأهل الصالح باصطناع اخلري والسكون والوقار دون اأن<br />
يذكر اسمه رصاحةً قال فيها:<br />
<br />
<br />
<br />
ين <br />
()
زرياب وأثره في احلياة االجتماعية والفنية في األندلس<br />
د. هاني أبو الرب<br />
وهجا الغزال زرياباً رصاحة يف قصيدته الثانية عندما اأنزل االأمري عبد الرحمن<br />
زرياباً دار نرص اخلصي، وكانت قرصاً حتيط به البساتني يسمى منية، وقد قتل صاحبها<br />
نرص بالسّ م الذي حاول به قتل االأمري احلكم بن هشام والد عبد الرحمن، ومفادها اأن زرياباً<br />
الذي اأنزله االأمري عبد الرحمن يف تلك الدار مل يعترب مبا جرى لصاحبها، بل اسرتسل يف<br />
احلياة اليومية الالهية، مغرتاً مبا يصله من االأمري وغريه من ذهب وفضة، فيقول:<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
لا<br />
<br />
<br />
<br />
()<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
تى<br />
وحسده الفقهاء والعلماء على االأموال التي ياأخذها من االأمري، والتي تفوق ما ياأخذونه<br />
بكثري على الرغم من مكانتهم العلمية الرفيعة، ومن اأن الفقه اأعلى مكانة من الغناء، ويف<br />
مقدمتهم عامل االأندلس وفقيهها يف عرصه عبد امللك بن حبيب السّ لمي )ت: 238ه/<br />
853م( الذي قال يف ذلك شعراً:<br />
<br />
<br />
()<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
ورفض خازن بيت املال رصف ثالثني األف دينار اأمر بها االأمري عبد الرحمن بن<br />
احلكم لزرياب من بيت املال مكافاأة له على اإحدى اأغانيه، وقالوا: »ال واهلل ما ينفُذُ هذا، و<br />
ال منا من يرضى اأن يرى هذا يف صحيفته غداً، اأن ناأخذ ثالثني األفاً من اأموال املسلمني
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
وندفعها اإىل مغن يف صوت غناء فليدفع اإليه االأمري اأبقاه اهلل ذلك مما عنده«فاحتج زرياب<br />
على ذلك قائالً »ما هذه طاعة، فقال عبد الرحمن بن احلكم بل هذه الطاعة، صدقوا فيما<br />
قالوا، ودفعها من ماله اخلاص« )78( .<br />
ويف املقابل مدحه بعض الشعراء والكّتاب واأثنوا على علمه وخلقه واإتقانه حلرفة<br />
الغناء منهم عبد الرحمن بن الشمر، منجم االأمري عبد الرحمن:<br />
<br />
()<br />
<br />
<br />
<br />
كما اأثنى عليه ابن القوطية فذكر اأن زرياباً يحظى مبكانة مرموقة عند االأمري، واأنه<br />
اأهل لها، »الأدبه وروايته وتقدمه يف الصناعة التي كانت بيده« )80( .<br />
ومل يتوقف تاأثريه على احلياة الفنية يف املغرب واالأندلس بوفاته، بل استمر بعد ذلك<br />
بزمن طويل، قال ابن خلدون يف مقدمته: »فاأورث يف االأندلس من صناعة الغناء ما تناقلوه<br />
اإىل زمان الطوائف، وطما منها باأشبيلية بحر زاخر، وتناقل منها بعد ذهاب غضارتها اإىل<br />
بالد العدوة باإفريقية واملغرب« )81(. وقد اأسهمت املوسيقى االأندلسية يف ظهور فني الزجل<br />
واملوشح، اللذين يعدان من مكوناتها، وفقا ملا ذكره االأستاذ عباس اجلراري باأن للموسيقى<br />
االأندلسية مكونني:- االأول شعري ميثله املوشح والزجل، والثاين نغمي متثله النوتة اأو الدور،<br />
وذلك الأن اأكرث املوشحات االأندلسية ال يستقيم لها وزن اإال باملوسيقى، وهذا بدوره جعل<br />
التداول واالرجتال من اأهم ميزات املوسيقى االأندلسية التي انتقلت اإىل املغرب واأوروبا من<br />
خالل املوسيقى الشعبية التي رافقت املغنيني اجلوالني )82( .<br />
وبعد سقوط االأندلس انتقل بعض تراث املوسيقى االأندلسية اإىل املغرب العربي الذي<br />
حافظ عليه اإىل يومنا هذا يف اإطار ما يسمى باملوسيقى االأندلسية، التي ما زالت بعض مدن<br />
املغرب تشتهر بها، مثل تطوان والرباط وفاس والنوبة يف الطرب املغربي يف االأصل اإبداع<br />
اأندلسي، وورث املجتمع االإسباين بعد سقوط االأندلس قسما من تراث املوسيقى االأندلسية،<br />
اإذ حافظ عليه املورسكيون املدجّ نون واملستعربون، وتناقلوه اأبا عن جد ّ اإىل يومنا هذا.<br />
فهناك تشابه ملحوظ بني الغناء االأندلسي يف اأواخر اأيام الوجود العربي االإسالمي يف<br />
االأندلس الذي تطغى عليه مسحة حزينة، ونوع من الغناء الفالمنكو الذي يسمّى بالغناء<br />
العميق، والذي يرى الشاعر االإسباين غرسية لوركا )1984-1898م( اأنه امتداد للغناء<br />
واملوسيقى العربية االأندلسية )83( ، واأكد ذلك اأحمد كمّون الذي ذكر اأن اأوتار القيثارة التي
زرياب وأثره في احلياة االجتماعية والفنية في األندلس<br />
د. هاني أبو الرب<br />
ترافق غناء الفالمنكو بعزفها احلزين الباكي اأحيانا، وعزفها الرسيع الغاضب يف اأحيان<br />
اأخرى، صهرت الفن العربي والعربي والغجري القدمي، واأعطته طابعا غربيا بجمالية ال<br />
مثيل لها )84( ، ويوؤكد ذلك الدكتور اأحمد بدوي الذي يذكر باأن من يسمع املوسيقى االإسبانية<br />
االأصلية والغناء املعروف باسم الفالمنكو يشعر بوجود عالقة وثيقة بينها وبني املوسيقى<br />
والغناء العربية، ويالحظ تاأثري املوسيقى العربية يف املوسيقى االأوروبية اأيام حكم العرب<br />
يف االأندلس )85( .<br />
وقد اأثرت املوسيقى االإسبانية بدورها يف نساأة املوسيقى االأوروبية احلديثة، اإذ<br />
كان كثري من النبالء واملغنّني ياأتون اإىل اإسبانيا من البالد االأوروبية كلها، وبخاصة<br />
فرنسا واأملانيا،فيستمعون اإىل املوسيقى واالأغاين العربية االأندلسية، وينقلونها عن<br />
طريق السماع اإىل بالدهم، وكان ذلك سبباً يف دخول املوسيقى العربية اإىل اأوروبا )86( .<br />
وقد بنيّ املسترشق االإسباين )خليان ربريا( يف اإحدى دراساته اأثر املوسيقى العربية يف<br />
نساأة املوسيقى االأوروبية، واستدلّ على ذلك بدالئل عدة منها: ظهور مذهب فن امليزان<br />
يف اأوروبا يف القرن الثالث عرش، واأن موؤلفات االأوروبيني فيه تشبه ما كتبه العرب يف<br />
القرن التاسع يف املوسيقى. واستعمال االآالت املوسيقية العربية يف اأوروبا، ويف مقدمتها<br />
الربابة والعود والناي والقيثارة، ورافق دخول هذه االآالت استعمال املوسيقى العربية التي<br />
كانت تعزف عليها. وظهور املوسيقى االأوروبية الشعبية التي األفت وفقاً لفن امليزان، مثل<br />
)Rondo( و)Balades(، ولها تراكيب الزجل العربي االأندلسي نفسه الذي ظهر يف القرنني<br />
الثامن والتاسع امليالديني. وقد انترش استعمال موسيقى الزجل يف كل من: ايطاليا وفرنسا<br />
واجنلرتا، سواءً يف اأناشيد الكرنفاالت اأم يف االأناشيد الدينية، اأم يف االأغاين الشعبية لشعراء<br />
)الرتوفري( يف جنوب فرنسا، ومن االأدلة القاطعة على انتشار املوسيقى العربية يف اأوروبا<br />
يف الفرتة ما بني القرنني السادس عرش والثالث عرش امليالديني بقاء بعض الكلمات العربية<br />
املتعلقة باملوسيقى يف اللغات االأوروبية احلديثة مثل “تروبا دور” املاأخوذة من كلمة<br />
)طرب ودور( االأندلسية، وكلمة )تراستي( املاأخوذة من كلمة دستان العربية )87( . وقد درس<br />
املوسيقى يف معهد زرياب العديد من الطالب االأوروبيني منهم جماعات )الرتوبادور(،<br />
الذين اشتق اسمهم من كلمتي )طرب ودور( العربيتني )88( . وقد نقل هوؤالء الطالب اأسماء<br />
بعض االآالت املوسيقية باألفاظها العربية، التي بقيت يف اللغات االأوروبية حتى اليوم مثل<br />
العود والربابة، واأزياء الفنانني التي ورثتها اأوروبا عن االأندلس كذلك )89( .<br />
واأسهم الزواج املختلط والسبي بني املسلمني واالإسبان يف نقل فن الغناء واملوسيقى<br />
العربية اإىل اأوروبا )90( ، كما اأسهمت البعثات التي اأرسلتها بعض الدول االأوروبية للدراسة
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
يف قرطبة يف نقل علم املوسيقى العربية اإليها. كما حدث مع جورج الثاين ملك اجنلرتا<br />
الذي بعث رسالة اإىل اخلليفة االأموي هشام احلكم يطلب فيها منه استقبال عدد من الطالب<br />
االإجنليز للدراسة يف معاهد االأندلس »لقد سمعنا عن الرقيّ العظيم الذي متتعت بفيضه<br />
الصايف معاهد العلم والصناعات يف بالدكم العامرة، فاأردنا اقتباس اأثركم؛ لنرش نور العلم<br />
يف بالدنا التي يحيط بها اجلهل من اأركانها االأربعة« )91( .<br />
انتقل العود من االأندلس اإىل اأوروبا، وشاع استعماله فيها منذ القرن الثالث عرش<br />
امليالدي حتى القرن الثامن عرش حيث اأخذت اآلة البيانو مكان الصدارة منه، ملناسبتها<br />
املوسيقى االأوروبية. وقد اأدخل االأوروبيون حتسينات عديدة على اآلة العود منها: زيادة<br />
اأوتاره حتى صارت اأحد عرش وترا، واألف للعود عدد مهم من املوسيقيني االأوروبيني من<br />
بينهم برتوتشي االإيطايل يف البندقية، واأتينيان الفرنسي الذي نرش كتابني عن العود يف<br />
النصف الثاين من القرن السادس عرش. ومتيزت املدرسة الفرنسية حينذاك مع فرانسيسك<br />
وبيزار وبالروفايل وغولتي. وجون دوالند الربيطاين، واستمرت العناية باآلة العود يف<br />
اأملانيا على يد: فايس وباخ وهايدن )92( .<br />
لكن الغريب حقاً اأن املصادر التي اأشارت اإىل ذيوع شهرته، وانتشار اأحلانه واأغانيه،<br />
اأغفلت ذكر تاريخ وفاته. ومل يذكرها اإال ابن دحية الكلبي الذي ذكر باأن زرياب تويف يف<br />
قرطبة سنة )243ه/857م(، وقد اأكد ذلك بروفنسال وقال: اإن عمره عند الوفاة سبعون<br />
عاماً، دون اأن يشري اإىل املصادر التي استقى منها معلوماته، ويبدو اأنه نقل ذلك عن ابن<br />
دحية الكلبي )93( .
زرياب وأثره في احلياة االجتماعية والفنية في األندلس<br />
د. هاني أبو الرب<br />
اخلامتة:<br />
ولد زرياب يف بغداد وتتلمذ يف مدرسة اإسحق املوصلي الفنية حتى بزّ اأستاذه، ومل ياأت<br />
تفوقه واإبداعه عن طريق الصدفة، بل كان ثمرة موهبته واإعداده املتميز وثقافته الواسعة<br />
التي تلقاها يف مدرسة املوصلي، وحرصه الدائم على تطوير فنّه واأدائه ورفع مستواه، فضالً<br />
عن ثقته العالية بنفسه ومقدرته، وطموحه الشخصي يف حتقيق االأفضل واالأجمل دائماً،<br />
وحتمله املكاره يف سبيل ذلك، فتنقل - باحثاً عن املجد والشهرة - بني العراق واملغرب<br />
واالأندلس حيث استقر به املقام اإىل اأن تويف فيها.<br />
وقد اأسهمت االإدارة االأموية يف االأندلس يف تفجري طاقاته االإبداعية مبا وفرته من<br />
رعاية واحرتام وتقدير له والأرسته، فاخرتع فيها الوتر اخلامس للعود )الزير الثاين(، واأسس<br />
مدرسة لتعليم املوسيقى والغناء يف قرطبة، تتلمذ على يديه فيها اأبناوؤه وجواريه، وبعض<br />
االأندلسيني واالأوروبيني. وبذلك اأسهم يف نرش املوسيقى االأندلسية يف املغرب واأوروبا. كما<br />
اأسهم اأيضاً يف تطوير احلياة االجتماعية يف االأندلس يف امللبس واملاأكل واملرشب، ومبا<br />
استخدمه من اأساليب جديدة يف التجميل وتصفيف الشعر. وقد اأثار جناحه وحظوته عند اأمراء<br />
االأندلس حسد اأقرانه ومنافسيه من شعراء وفقهاء واأدباء االأندلس لدرجة دفعت بعضهم اإىل<br />
هجائه. وقد استمر تاأثريه يف املوسيقى والغناء االأندلسي واملغربي واالأوروبي بعد وفاته،<br />
وبعد سقوط االأندلس من خالل تالميذه، واأحلانه واأغانيه التي تناقلتها االأجيال.<br />
وتوصل الباحث اإىل نتائج جديدة، قد تكون غري مسبوقة، اأبرزها اأن رحيل زرياب عن<br />
بغداد كان يف مطلع خالفة املاأمون، خالفاً ملا ذهب اإليه الباحثون من قبل، باأن رحيله كان<br />
يف خالفة الرشيد بسبب حسد اأستاذه املوصلي له، وبني الباحث اأن رحيله عن بغداد مل يكن<br />
بسبب حسد اأستاذه له فقط، بل اإن هناك اأسباباً اأخرى منها، تردي حالة املغنٍّني االقتصادية<br />
يف بغداد يف اأثناء الفتنة بني االأمني واملاأمون، وخوف زرياب على نفسه من املاأمون؛ الأنه<br />
كان من املقربني لالأمني، هذا فضالً عن طموحه يف حتقيق املجد والشهرة واملال.<br />
كما توصل الباحث اإىل نتائج جديدة فيما يخص اخرتاعات زرياب الفنية، اإذ بنيّ اأنه<br />
اأدخل حتسينات على اآلة العود شملت الشكل والوزن، واأدخل مواد جديدة يف صناعة االأوتار<br />
اأقوى واأمنت واأفضل اأداء للنغم من تلك التي كانت مستعملة من قبل. واأن فكرة اإضافة وتر<br />
خامس للعود كانت مطروحة قبل اخرتاع زرياب له، لتاأدية النغمة احلادة التي ال يوؤديها<br />
العود ذو االأوتار االأربعة، اإال اأن اأحداً مل يتمكن من اخرتاع ذلك الوتر، وحتديد مكانه بني اأوتار<br />
العود غري زرياب.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
اهلوامش:<br />
، 1 حتقيق:<br />
. 1املقري: اأحمد بن حممد )1967م(، نفح الطيب من غصن االأندلس الرطيب<br />
حممد حميي الدين عبد احلميد، دار الكتاب العربي، )بريوت: لبنان( ج4، ص: 117،<br />
الزركلي، خري الدين)1979م(، االأعالم، ط 4، دار العلم للماليني )بريوت: لبنان( ج5،<br />
ص: 28، فارمر هرني)1956م(، تاريخ املوسيقى العربية، ترجمة: د. حسني نصار،<br />
مكتبة مرص )القاهرة: مرص( ص: 151 بروفنسال،<br />
ليفي )1979م(، احلضارة العربية يف اسبانيا، ترجمة: د. طاهر مكي، ط1، دار املعارف<br />
)القاهرة: مرص( ص: 66، احلجي، عبد الرحمن )1969م(، تاريخ املوسيقى االأندلسية،<br />
ط1، دار االرشادى )بريوت: لبنان( ص: 27.<br />
. 2 املقري، نفح الطيب، ج4، ص: 118<br />
3الزبيدي، . 3 حممد مرتضى احلسيني )1967م(، تاج العروس يف جواهر القاموس، حتقيق:<br />
عبد الكرمي العزباوي، مطبعة حكومة الكويت )الكويت: الكويت( ج3، ص 114، ابن منظور،<br />
حممد بن مكرم )1955م(، لسان العرب، دار صادر، )بريوت: لبنان( ج1، ص: 447.<br />
4ابن . 4 خرداذبة، عبيد اهلل بن اأحمد )1961م(، خمتارات من كتاب اللهو واملالهي، املطبعة<br />
الكاثوليكية )بريوت: لبنان( ص: 53.<br />
. 5 اأبو حيان التوحيدي، علي بن حممد )1964م(، البصائر والذخائر، حتيق: د<br />
الكيالين )دمشق: سوريا( ص: 388.<br />
. 2<br />
. 5 اإبراهيم<br />
زرياب الواثقية: مغنية مشهورة غنّت لعبد اهلل بن املعتز )ت: 296 ه/909م( مرات<br />
عدة منها مرة يف يوم شعانني، ومرة اأخرى مبناسبة شفاء غالمه نشوان من مرض<br />
اجلدري، وقد علّمت زرياب جواريها الغناء ويف مقدمتهن جاريتها صلفة التي باعتها<br />
للخليفة املقتدر وكانت مغنية بارعة.<br />
ينظر: االأصفهاين، علي بن احلسني )1995(، االأغاين، دار الفكر للطباعة والنرش والتوزيع،<br />
)بريوت: لبنان(، ج5، ص: 32، ج10، ص: 329-328. 87،<br />
6الثعالبي: . 6 اأبو منصور عبد امللك بن حممد )1908م(، ثمار القلوب يف املضاف<br />
واملنسوب، مطبعة.<br />
الظاهر )القاهرة: مرص( ص: 121، عابدين، سامي، الغناء يف قرص اخلليفة املاأمون،<br />
دار احلرف ، العربي، )بريوت: لبنان(، ص: 116.
زرياب وأثره في احلياة االجتماعية والفنية في األندلس<br />
د. هاني أبو الرب<br />
7بروفنسال، . 7 احلضارة العربية يف اإسبانيا، ص: . 173<br />
8ابن 8. خلدون، عبد الرحمن بن حممد)1977م(، مقدمة ابن خلدون، ط3، مكتبة املدرسة<br />
ودار الكتاب اللبناين للطباعة والنرش، )بريوت: لبنان( ص: 766.<br />
9املقري، . 9 نفح الطيب، ج4 ص: . 118<br />
* اسحق بن اإبراهيم املوصلي )235-150 ه( هو ابن املغني العباسي املشهور اإبراهيم<br />
املوصلي، وكان اسحق عاملا باللغة والشعر واأيام الناس والفقه واحلديث وعلم الكالم<br />
وبرع يف علم الغناء فغلب عليه ونسب اإليه وله كتب عدة يف الغناء واملغنني والندماء،<br />
وكان مقربا من اخللفاء العباسيني، وقد عارص عددا منهم وغنى لهم، مثل الرشيد واالأمني<br />
واملاأمون واملعتصم والواثق وكان املاأمون يفضله على كثري من الفقهاء والقضاة لتقواه<br />
وورعه وعلمه وقال فيه يوما )لوال اأن اسحق اشتهر بالغناء لوليته القضاء(، وقال فيه<br />
املعتصم )ما غنى يل اسحق قط اإال خيل اإيل انه زيد يف ملكي(<br />
ينظر:- ابن الندمي الفهرست، ص: 158-157، االأصفهاين، االأغاين، ج5، ص: 278-<br />
282، ابن خلكان، دار صادر )بريوت: لبنان(، وفيات االأعيان، ج1، ص: 204-202،<br />
ياقوت احلموي، ياقوت بن عبد اهلل )ب ت(، معجم االأدباء، مكتبة عيسى البابي احللبي<br />
ورشكاه، )القاهرة: مرص(، ج6، ص: 7-6.<br />
** زلزل هو منصور املعروف بزلزل اأشهر عازيف العود يف العرص العباسي االأول،<br />
اأضاف الدستان الثالث اإىل العود فنسب اإليه وسمي دستان وسطى زلزل، كان صهرا<br />
للمغني املشهور اإبراهيم املوصلي وخاال البنه اسحق املوصلي، وقد عزف اأمام اخللفاء<br />
العباسيني ضمن فرقة اإبراهيم، املوصلي ابتداءً من الرشيد وانتهاءً بالواثق الذي تويف<br />
يف زمانه، وقد تتلمذ على يديه عدد من مغني وعازيف العرص العباسي االأول يف<br />
مقدمتهم ابن اأخته اسحق املوصلي. وعرف بجوده واإحسانه ومن ذلك انه حفر بركة<br />
ببغداد ووقفها على املسلمني، نسبت اإليه فكانت تعرف بربكة زلزل، ثم نسبت املحلة<br />
التي تقع فيها الربكة اإليه، غضب عليه اخلليفة الرشيد مرة فحبسه ملدة سنتني، وقد<br />
خلد صهره اإبراهيم املوصلي هذه احلادثة شعراً، ينظر:- االأصفهاين، االأغاين، ج5، ص:<br />
283-282، اخلوارزمي، )ب ت(، مفاتيح العلوم، دار الكتب العلمية )بريوت: لبنان(،ص:<br />
137، ابن عبد ربه، اأحمد بن حممد )1940م(، العقد الفريد، حتقيق حممد سعيد العريان،<br />
دار الفكر، )بريوت: لبنان(، ج7، ص: 33، ابن خلكان، وفيات االأعيان، ج1، ص: 42،<br />
ياقوت احلموي، ياقوت بن عبد اهلل )ب ت(، معجم البلدان، دار صادر، )بريوت:لبنان(،<br />
ج1، ص: 402.<br />
10 10 االأصفهاين، االأغاين، ج5، ص: . 282
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
هي عاتكة بنت شهدة مغنية مدنية واأمها املغنية شهدة من جواري الوليد بن يزيد. انتقلت<br />
عاتكة اإىل بغداد وعاشت فيها يف العرص العباسي االأول، وكانت من امهر الناس يف عزف<br />
العود والغناء، وقد تتلمذ على يديها مملوكها خمارق بن يحيى وعدد من اجلواري، واأبناء<br />
اإبراهيم املوصلي اسحق وحماد،، وقد غنت للخليفة الرشيد، وتوفيت بالبرصة.<br />
ينظر: االأصفهاين، االأغاين، ج6، ص: 280-276.<br />
11املقري، نفح الطيب، ج4، ص: 123<br />
12املصدر نفسه، ج4، ص: 121<br />
13املقري، نفح الطيب، ج4، ص: 118<br />
14املصدر نفسه، ج4، ص: 127<br />
15ابن خلدون، املقدمة، ص: 766، املقري، نفح الطيب، ج4، ص:118<br />
1616بروفنسال، احلضارة العربية يف اسبانيا، ص: 67-66 ، فارمر، تاريخ املوسيقى،<br />
ص:152-151، احلجي، تاريخ املوسيقى االأندلسية، ص: 26-25.<br />
17املقري، نفح الطيب، ج4، ص: – 118 119<br />
18املصدر نفسه، ج4، ص: 119<br />
19املصدر نفسه، ج4، ص:119<br />
2020املقري، نفح الطيب، ج4، ص: 120-119، وينظر: زمباور )1980م(، معجم االأنساب<br />
واالأرسات احلاكمة يف التاريخ االإسالمي، ترجمة: د. زكي حممد واآخرين، دار الرائد<br />
العربي، )بريوت: لبنان(، ص: 2.<br />
21زمباور، معجم االأنساب واالأرسات احلاكمة، ص: 3<br />
22املقري، نفح الطيب، ج4، ص: 119<br />
2323ابن القوطية، حممد بن عمر)1994م(، تاريخ افتتاح االأندلس، حتقيق عبد اهلل اأنيس<br />
النفاع، موؤسسة املعرفة للطباعة والنرش، )بريوت: لبنان(، ص: 89.<br />
24زمباور، معجم االأنساب واالأرسات احلاكمة، ص: 524 106،<br />
25ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج7، ص: 30<br />
زيادة اهلل بن االأغلب )223-201 ه(: هو زيادة اهلل بن اإبراهيم بن االأغلب، رابع اأمراء االأغالبة<br />
على افريقية حيث توىل اأمارتها يف خالفة املاأمون العباسي، تغلب على الثورات التي قامت<br />
ضده، وفتح جزيرة صقلية سنة 212ه، وكان اأديبا فصيحاً، تويف يف القريوان.<br />
ينظر:- الزركلي، االأعالم، ج3، ص: 56.<br />
. 11<br />
. 12<br />
. 13<br />
. 14<br />
. 15<br />
. 17<br />
. 18<br />
. 19<br />
. 21<br />
. 22<br />
. 24<br />
. 25
زرياب وأثره في احلياة االجتماعية والفنية في األندلس<br />
د. هاني أبو الرب<br />
2626 ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج7، ص: 31، ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، ج4، ص: 153.<br />
*** علوية هو علي بن عبد اهلل السغدي )ت: 236 ه( من موايل بني اأمية كان مغنيا حاذقا<br />
وموؤدباً حسنا وعازفا متقدماً للعود، وهو من تالميذ مدرسة اإبراهيم املوصلي، وقد<br />
غنى للخلفاء العباسيني ابتداءً من االأمني وانتهاءً بالواثق، وقد عاتب اخلليفة املاأمون<br />
على عدم اإكرامه له كما يكرم بني اأمية يف االأندلس املغني زرياب موىل العباسيني.<br />
ينظر:- االأصفهاين، االأغاين، ج11، ص: 358، 334، عابدين، سامي، الغناء يف قرص<br />
اخلليفة املاأمون، ص: 205، شيخاين، سمري )1992م(، اأشهر املغنيني عند العرب<br />
ونوادرهم، دار اجليل )بريوت: لبنان( ص: 153، كحالة، عمر رضا)1977م(، اأعالم<br />
النساء، موؤسسة الرسالة )بريوت:لبنان( ج3، ص: 344.<br />
27االأصفهاين، االأغاين، ج11، ص: 359-358، املقري، نفح الطيب، ج4، ص: 128<br />
28ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج7، ص: 29<br />
29املقري، نفح الطيب، ج4، ص: 120<br />
30املصدر نفسه، ج4، ص: 120<br />
31املصدر نفسه، ج4، ص: 120<br />
32املصدر نفسه، ج4، ص: 120<br />
33املصدر نفسه، ج4، ص: 121<br />
34املصدر نفسه، ج4، ص: 121<br />
35املصدر نفسه، ج4، ص: 121<br />
36القفطي، علي بن يوسف)1952م(، اأنباه الرواة على اأنباه النحاة، حتقيق: حممد<br />
الفضل اإبراهيم.<br />
37دار الكتب املرصية)القاهرة: مرص(، ج2، ص: 206<br />
3838املقري، نفح الطيب، ج4، ص: 128<br />
املصدر نفسه، ج4، ص: 126<br />
39ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج7، ص: 68<br />
4040ابن حزم، علي بن اأحمد )1980م(، رسائل ابن حزم االأندلسي ، حتقيق: اإحسان عباس،<br />
املوؤسسة العربية للدراسات والنرش، )بريوت: لبنان( ص: 258.<br />
41املقري: نفح الطيب، ج4، ص:23، بروفنسال، احلضارة العربية يف اسبانيا، ص: 71<br />
احلجي، تاريخ املوسيقى االأندلسية، ص: 35<br />
. 27<br />
. 28<br />
. 29<br />
. 30<br />
. 31<br />
. 32<br />
. 33<br />
. 34<br />
. 35<br />
36 اأبو<br />
. 37<br />
<br />
. 39<br />
، 41
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
. 42<br />
. 43<br />
. 44<br />
. 45<br />
. 46<br />
. 47<br />
42املقري، نفح الطيب، ج4، ص: 126<br />
43بروفنسال، احلضارة العربية يف اسبانيا، ص: 71<br />
44املقري، نفح الطيب،ج4، ص: 124، بروفنسال،احلضارة العربية يف اسبانيا، ص: 71<br />
45املصدر نفسه، ج4، ص: 124<br />
46املصدر نفسه، ج4، ص: 124<br />
47املصدر نفسه، ج4، ص: 124، بروفنسال، احلضارة العربية يف اسبانيا، ص:71<br />
4848املقري، نفح الطيب، ج4، ص: 123<br />
4949بروفنسال، احلضارة العربية يف اسبانيا، ص: 71<br />
50املقري، نفح الطيب، ج4، ص: 123، بروفنسال، احلضارة العربية يف اسبانيا، ص:71<br />
احلجي، تاريخ املوسيقى االأندلسية، ص: 35.<br />
51املقري، نفح الطيب، ج4، ص: 124، بروفنسال، احلضارة العربية يف اسبانيا، ص:71<br />
احلجي، تاريخ املوسيقى االأندلسية، ص: 35.<br />
52املصدر نفسه، ج4، ص: 123<br />
5353املقري، نفح الطيب، ج4، ص: 119-118 ، واأنظر بروفنسال، احلضارة العربية يف<br />
اسبانيا، ص: 67، احلجي، تاريخ املوسيقى االأندلسية، ص: 26-25، فارمر، تاريخ<br />
املوسيقى، ص: 152.<br />
54املقري، نفح الطيب، ج4، ص: 122<br />
55اخلوارزمي، مفاتيح العلوم، ص 137، املقري، نفح الطيب، ج4، ص: 122،<br />
تاريخ املوسيقى، ص: 130.<br />
56املقرّي، نفح الطيب، ج4، ص: 122<br />
5757دبيان، حممد عبد الهادي )1999م(، عامل اآلة العود ،دار الفكر العربي )القاهرة: مرص(<br />
ص: 95، 77، حمدي،صيانات حممود )1978م(، تاريخ العود وصناعته ودوره يف<br />
احلضارات الرشقية والغربية، دار الفكر العربي )القاهرة: مرص( ص: 39،24، شيخاين،<br />
سمري، اأشهر املغنيني عند العرب، ص: 146، السعدي، قصي، تاريخ العود، منتدى<br />
سماعي الطرب االأصيل، www.sama3y.net<br />
5858السعدي، قصي، تاريخ العود، منتدى سماعي الطرب االأصيل www.sama3y.net<br />
59االأصفهاين، االأغاين، ج5، ص: 244<br />
، 50<br />
، 51<br />
<br />
. 52<br />
. 54<br />
55 فارمر،<br />
. 56<br />
. 59<br />
. 60<br />
60املقري، نفح الطيب، ج4، ص: 125
زرياب وأثره في احلياة االجتماعية والفنية في األندلس<br />
د. هاني أبو الرب<br />
. 61<br />
61املقري، نفح الطيب، ج4، ص:125<br />
6262املصدر نفسه، ج4، ص: 124، البستاين، بطرس)1304ه/1886م(، دائرة معارف<br />
البستاين، )بريوت: لبنان(، ج9، ص: 223.<br />
6363زيتون، عادل، االأندلس تغني على اأنغام زرياب ،<br />
www.alarabimag.com/arbarbi/common<br />
. 64<br />
64 املقري، نفح الطيب، ج1، ص: 322، ج4، ص: 127-126<br />
6565املصدر نفسه، ج4، ص: ، 118 مقال زرياب، دائرة املعارف االإسالمية، ترجمة احمد<br />
الشنتناوي واإبراهيم خورشيد، )بريوت: لبنان( م10، ص: 248.<br />
6666زيتون، عادل، االأندلس تغني على اأنغام زرياب،<br />
www.alarabimag.com/arbarbi/common<br />
6767املقري، نفح الطيب، ج4، ص: 127، مقال زرياب، دائرة املعارف االإسالمية، م10 ،<br />
ص: 248.<br />
6868شبانة، جانان عز الدين )2005م(، اجلواري واأثرهن يف الشعر العربي يف االأندلس،<br />
رسالة ماجستري غري منشورة، جامعة اخلليل )اخلليل: فلسطني( ص: 211، كحالة، عمر<br />
رضا، اعالم النساء، ج4، ص: 9.<br />
69املقري، نفح الطيب، ج4، ص 127<br />
7070ابن دحية الكلبي، املطرب من اأشعار اأهل املغرب، موقع الوراق ،www.alwarq.net<br />
املقري، نفح الطيب، ج4، ص: 127.<br />
71املصدر نفسه، ج4، ص: 126<br />
72فارمر، تاريخ املوسيقى، ص: 117، احلجي، تاريخ املوسيقى االأندلسية، ص:33<br />
73املقري، نفح الطيب، ج4، ص: 121<br />
**** يحيى بن احلكم الغزال )256-156 ه( هو يحيى بن احلكم البكري املعروف بالغزال<br />
شاعر اندلسي مطبوع امتاز شعره بالفكاهة املستملحة وكان مقربا من اأمراء االأندلس<br />
وقد عارص خمسة منهم، ابتداء من عبد الرحمن بن معاوية وانتهاء مبحمد بن عبد<br />
الرحمن بن احلكم، وقد اأرسلوه يف سفارات اإىل الروم والنورمان، وله ديوان شعر مطبوع،<br />
ينظر:- الضبي، احمد بن يحيى)1989م(، بغية امللتمس يف تاريخ رجال االأندلس، حتقيق<br />
اإبراهيم االبياري، دار الكتاب اللبناين )بريوت: لبنان(، ج2، ص: 299-298، الزركلي،<br />
االأعالم، ج8، ص: 143، الغزال، يحيى بن احلكم )1993م(، ديوان يحيى بن احلكم الغزال،<br />
. 69<br />
. 71<br />
. 72<br />
. 73
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
حتقيق حممد رضوان الدايه،دار الفكر املعارص، )بريوت: لبنان(، مقدمة الديوان.<br />
74ابن دحية الكلي، املطرب من اأشعار اأهل املغرب، ج1، ص: 41<br />
75يحيى بن احلكم الغزال، ديوان يحيى بن احلكم الغزال، ص: 35<br />
76املصدر نفسه، ص: 37-36<br />
7777الضبي، بغية امللتمس يف تاريخ رجال االأندلس، ج2، ص: 117 ،عيد، يوسف،<br />
فرحات، يوسف.<br />
)2000م(، معجم احلضارة االأندلسية،دار الفكر العربي )بريوت:لبنان(، ص: عبد امللك بن<br />
حبيب بن سليمان السلمي )238-174 ه( عامل وفقيه اأندلسي، ولد يف البرية ورحل يف<br />
طلب العلم اإىل احلجاز والشام ومرص ثم عاد اإىل االأندلس بعد اأن جمع علما عظيما وسكن<br />
يف قرطبة وتويف فيها، وله موؤلفات عدة يف الفقه والتفسري واللغة واالأدب.ينظر:- ابن<br />
الفرضي،عبد اهلل بن حممد )1983م(، تاريخ علماء االأندلس،حتقيق ابراهيم االبياري،<br />
ط1، دار الكتاب اللبناين )بريوت:لبنان(، ج1، ص: 460-459، الزركلي، االأعالم، ج4،<br />
. 74<br />
. 75<br />
. 76<br />
ص: 157.<br />
7878ابن القوطية، حممد بن عمر، تاريخ افتتاح االأندلس، حتقيق عبد اهلل اأنيس النفاع،<br />
موؤسسة املعرفة للطباعة والنرش، بريوت، لبنان، ص: 113-112.<br />
79املقري، نفح الطيب، ج4، ص126<br />
80ابن القوطية، تاريخ افتتاح االأندلس، ص112<br />
81ابن خلدون، املقدمة، ص: 766<br />
8282اجلراري، عباس، املكونات البنائية للموسيقى االأندلسية،<br />
. 79<br />
. 80<br />
. 81<br />
http://www.abbesjirari.com//moukawwinat.htm<br />
84<br />
8383عيد، يوسف )1993م(، رحلة الطرب يف اأقطار العرب، دار الفكر اللبناين)بريوت:لبنان(،<br />
ص:65، الدودي، عيسى، عبور الغنائية العربية اإىل االأندلس واأوروبا، الكاتب العراقي<br />
www.iraqiwriter@yahoo.com<br />
84 الدودي،عيسى، املرجع نفسه.<br />
8بدوي، 585 عبد الرحمن )1965م(، دور العرب يف تكوين الفكر االأوروبي، منشورات دار<br />
االآداب)بريوت:لبنان( ص: 56-55.<br />
86املرجع نفسه، ص: 56<br />
87املرجع نفسة، ص: 57-56<br />
. 86<br />
. 87
زرياب وأثره في احلياة االجتماعية والفنية في األندلس<br />
د. هاني أبو الرب<br />
8888امللط، خريي اإبراهيم )1999م(، تاريخ تذوق املوسيقى العربية، مطبعة لبيب )القاهرة:<br />
مرص( ص: 30.<br />
8989العقاد، عباس حممود، )1946م (، اثر العرب يف احلضارة االأوروبية، دار املعارف<br />
للطباعة والنرش، )القاهرة:مرص(، ص: 81.<br />
90حمداوي، جميل قراءة يف كتاب “فضاءات االأدب املقارن للدكتور عيسى الدودي”<br />
، 90<br />
www.jamilhamdaoui.net<br />
9191االأحمد، علي، قراءة تاريخية يف التاأثري املوسيقي العربي “اأوروبا- العصور الوسطى ”<br />
صحيفة الوطن،2007/12/2.<br />
9292املهدي، صالح)1993م(، املوسيقى العربية مقامات ودراسات،دار الغرب االسالمي<br />
)بريوت: لبنان( ص: 82، مصطفى، احمد)1999م(، العود دراسة حديثة للتعليم، تقدمي<br />
سهيل عبد العظيم،مكتبة مدبويل، )القاهرة:مرص( ص: 31.<br />
93ابن دحية الكلبي، املطرب من اأشعار اأهل املغرب، ج1، ص41<br />
،www.alwaraq.net )مرقم اآلياً بشكل غري موافق للمطبوع منه(، بروفنسال،<br />
احلضارة العربية يف اإسبانيا، ص: 69.<br />
، 93 موقع الوراق،
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
املصادر واملراجع:<br />
أ_املصادر:<br />
. 1االأصفهاين،اأبو الفرج علي بن احلسني)تويف: 356ه/966م(. )1995 االأغاين،27ج<br />
دار الفكر للطباعة والنرش والتوزيع، )بريوت: لبنان(.<br />
، 1<br />
2الثعالبي، . 2 اأبو منصور عبد امللك بن حممد )تويف: 429ه/1037م( )1908م(<br />
3 . 3 ثمار القلوب يف املضاف واملنسوب، مطبعة الطاهر، )القاهرة:مرص(.<br />
4ابن . 4 حزم، علي بن اأحمد )تويف: 456ه/1063م(.)1980م( رسائل ابن حزم االأندلسي،<br />
حتقيق: اإحسان عباس، املوؤسسة العربية للدراسات والنرش، )بريوت: لبنان(.احلميدي،<br />
اأبو عبد اهلل حممد بن فتوح )تويف: 488ه/1095م(. )1966م(، جذوة املقتبس يف<br />
ذكر والة االأندلس، الدار املرصية للتاأليف والرتجمة، مطابع سجل العرب، )القاهرة:<br />
مرص(.<br />
5اأبو . 5 حيان التوحيدي، علي بن حممد )تويف: 414 ه/1023م(، )1964م( البصائر<br />
والذخائر، ج1، حتقيق: د.اإبراهيم الكيالين، )دمشق:سوريا(.<br />
6ابن . 6 خرداذبة، اأبو القاسم عبيد اهلل بن اأحمد )تويف: 300ه/912م(، )1961م خمتارات<br />
من كتاب اللهو واملالهي، نرش، االأب اغناطيوس، اليسوعي، املطبعة الكاثوليكية،<br />
)بريوت:لبنان(.<br />
7اخلطيب . 7 البغدادي، اأبو بكر اأحمد بن علي، )تويف: 463ه/1070م( ( ب ت(، تاريخ<br />
بغداد اأو مدينة السالم، دار الكتب العلمية )بريوت: لبنان(.<br />
8ابن . 8 خلدون، عبد الرحمن بن حممد اخلرضمي )تويف: 818 ه/1415م( )1977 )<br />
)1992(، مقدمة ابن خلدون، ط3، مكتبة املدرسة ودار الكتاب اللبناين للطباعة والنرش.<br />
)بريوت: لبنان( تاريخ ابن خلدون،ج4، دار الكتب العلمية، )بريوت:لبنان(.<br />
9ابن . 9 خلكان، اأحمد بن حممد )تويف: 681ه/ 1282م( )1968م( وفيات االأعيان، 8ج،<br />
دار صادر )بريوت: لبنان(.<br />
1010اخلوارزمي، حممد بن اأحمد بن يوسف )تويف: 387ه/997م( )ب ت(، مفاتيح العلوم،<br />
دار الكتب العلمية )بريوت: لبنان( .<br />
11 املطرب من<br />
11ابن دحية الكلبي، عمر بن حسن االأندلسي )تويف: 633ه/1235م( ( ب ت<br />
اأشعار اأهل املغرب، موقع الوراق www.alwaraq.net
زرياب وأثره في احلياة االجتماعية والفنية في األندلس<br />
د. هاني أبو الرب<br />
1212الزبيدي، حممد مرتضى احلسيني )تويف: 1205 ه/1790م( )1967م(، تاج<br />
العروس من جواهر القاموس، ج3، حتقيق: عبد الكرمي العزباوي، مطبعة حكومة<br />
الكويت،)الكويت:الكويت(.<br />
1313الضبي، اأحمد بن يحيى )تويف: 599ه/1203م( )1989م( بغية امللتمس يف<br />
تاريخ رجال اأهل االأندلس، 2ج، حتقيق: اإبراهيم االأبياري، دار الكتاب اللبناين،<br />
)بريوت:لبنان(.<br />
1414ابن عبد ربه، اأحمد بن حممد )تويف: 328ه/ 939م(، )1940م( العقد الفريد، ج7حتقيق<br />
حممد سعيد العريان، دار الفكر، )بريوت: لبنان(<br />
1515الغزال، يحيى بن احلكم، )تويف: 250ه/864م( )1993م( ديوان يحيى بن احلكم<br />
الغزال، جمعه وحققه حممد رضوان الداية، دار الفكر املعارص، )بريوت:لبنان(<br />
1616ابن الفرضي، عبداهلل بن حممد يوسف االأزدي )تويف: 403ه/1013م( )1983م<br />
تاريخ علماء االأندلس، 3ج، حتقيق اإبراهيم االأبياري، ط1، دار الكتاب اللبناين،<br />
)بريوت:لبنان(.<br />
1717القفطي، علي بن يوسف )تويف: 624 ه/1126م( )1952م (اأنباه الرواة على اأنباه<br />
النحاة، حتقيق: حممد اأبو الفضل اإبراهيم، دار الكتب املرصية، )القاهرة: مرص(.<br />
1818ابن القوطية، حممد بن عمر )تويف: 624ه/1126م( )1994م( تاريخ افتتاح االأندلس،<br />
حتقيق: عبد اهلل اأنيس الطباع، راجعه ووضع فهرسته عمر فاروق الطباع، موؤسسة<br />
املعارف للطباعة والنرش، )بريوت: لبنان(<br />
1919املقري، اأحمد بن حممد )تويف: 1041 ه/1631م( )1967م(نفح الطيب من غضن<br />
االأندلس الرطيب، 10ج، حتقيق:حممد حميي الدين عبد احلميد، دار الكتاب العربي<br />
)بريوت:لبنان(<br />
2020ابن منظور، حممد بن مكرم االأنصاري )تويف: 711 ه/1311م( )1955م( لسان<br />
العرب، دار صادر ودار بريوت للطباعة والنرش، )بريوت: لبنان(.<br />
2121ابن الندمي، حممد بن اإسحاق )تويف: 385 ه/995 م( )1971م( الفهرست، حتقيق<br />
رضا جتدد، )طهران: اإيران(<br />
، 22<br />
22ياقوت احلموي، ياقوت بن عبد اهلل )تويف: 626ه/1229م( )ب ت( معجم البلدان، ج1<br />
دار صادر، )بريوت:لبنان( معجم االأدباء، ج6، مكتبة عيسىالبابي احللبي ورشكاه،<br />
)القاهرة: مرص(
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
ب_ املراجع:<br />
1- االختيار، نسيب، )1955م(. الفن الغنائي عند العرب، دار بريوت للطباعة<br />
والنرش،)بريوت:لبنان(.<br />
2. بدوي، عبد الرحمن )1965م(.<br />
دور العرب يف تكوين الفكر االأوروبي، منشورات دار االآداب، )بريوت:لبنان(<br />
3. البنداق، حممد صالح )1979(. يحيى بن احلكم الغزال، تقدمي اإحسان عباس، منشورات<br />
دار االآفاق اجلديدة، )بريوت: لبنان(.<br />
4. بروفنسال، ليفي، )1977م(. احلضارة العربية يف اإسبانيا، ترجمة: د. طاهر مكي،ط1،<br />
دار املعارف، )القاهرة: مرص(.<br />
5. تيمور، اأحمد )1963م(، املوسيقى والغناء عند العرب، دار االحتاد للطباعة والنرش،<br />
)القاهرة: مرص(.<br />
6. جرينفل، فريدمان )1986م(، التقوميان الهجري وامليالدي، ترجمة: د. حسام االألوسي،<br />
دار السوؤون الثقافية، )بغداد: العراق(.<br />
7. احلجي، عبد الرحمن علي، )1969م(، تاريخ املوسيقى االأندلسية، ط1، دار االإرشاد،<br />
)بريوت:لبنان(.<br />
8. احلفني، حممود اأحمد، )ب ت(، زرياب اأبو احلسن علي بن نافع موسيقار االأندلس، الدار<br />
املرصي للتاأليف والرتجمة، )القاهرة: مرص(.<br />
9. حمدي، صيانات حممود )1978م(، تاريخ اآلة العود وصناعته ودوره يف احلضارات<br />
الرشقية والغربية، دار الفكر العربي، )القاهرة: مرص(.<br />
10. دبيان، حممد عبد الهادي)1999م(، عامل اآلة العود، دار الفكر العربي، )القاهرة: مرص(.<br />
11. الزركلي، خري الدين، )1979م(، االأعالم، 8ج،ط4، دار العلم للماليني، )بريوت: لبنان(.<br />
12. زمباور، )1980م(، معجم االأنساب واالأرسات احلاكمة يف التاريخ االإسالمي، ترجمة:<br />
د.زكي حممد حسن واآخرين، دار الرائد العربي،)بريوت:لبنان(.<br />
13. شبانة، جانان عز الدين )2005م(، اجلواري واأثرهن يف الشعر العربي يف االأندلس،<br />
رسالة ماجستري )غري منشورة(، جامعة اخلليل، )اخلليل: فلسطني(.
زرياب وأثره في احلياة االجتماعية والفنية في األندلس<br />
د. هاني أبو الرب<br />
14. شيخاين، سمري )1992م(، اأشهر املغنيني عند العرب ونوادرهم، ط1، دار اجليل )بريوت:<br />
لبنان(.<br />
15. عابدين، سامي )2004م(،الغناء يف قرص اخلليفة املاأمون، واأثره على العرص العباسي،<br />
دار احلرف العربي، )بريوت: لبنان(.<br />
16. العقاد، عباس حممود )1946م(، اأثر العرب يف احلضارة االأوروبية، دار املعارف<br />
للطباعة والنرش، )القاهرة: مرص(<br />
17. عيد، يوسف وفرحات يوسف )2000م(، معجم احلضارة االأندلسية، دار الفكر العربي،<br />
)بريوت: لبنان(.<br />
18. عيد، يوسف )1993م(، رحلة الطرب يف اأقطار العرب، دار الفكر اللبناين، )بريوت:<br />
لبنان(.<br />
19. فارمر، هرني جورج، )1956م(، تاريخ املوسيقى العربية، ترجمة: د. حسني نصار،<br />
مكتبة مرص،)القاهرة:مرص(.<br />
20. الكبيسي، خليل )1980م(، دور الفقهاء يف احلياة السياسية واالجتماعية يف االأندلس<br />
يف عرصي، االإمارة واخلالفة، رسالة دكتوراه غري منشورة. كلية االآداب، جامعة، بغداد.<br />
)بغداد: العراق(.<br />
21. كحالة، عمر رضا )1977م(، اأعالم النساء،5 ج، موؤسسة الرسالة، )بريوت: لبنان(<br />
22. مصطفى، اأحمد )1999م(، العود، دراسة حديثة للتعليم، تقدمي اأ.د سهري عبد العظيم، مكتبة<br />
مدبويل، )القاهرة: مرص(.<br />
23. امللط، خريي اإبراهيم اأحمد )1999م(، تاريخ وتذوق املوسيقى العربية، مطبعة لبيب،<br />
)القاهرة:مرص(.<br />
24. املهدي، صالح )1993م(، املوسيقى العربية مقامات ودراسات، دار الغرب االإسالمي،<br />
)بريوت:لبنان(.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
املقاالت:<br />
1االأحمد، . 1 علي:<br />
قراءة تاريخية يف التاأثري املوسيقي الغربي، اأوروبا العصور الوسطى، صحيفة الوطن،<br />
2007/12/2م.<br />
. 2البستاين، بطرس )1304ه/1886<br />
زرياب، دائرة املعارف البستاين، ج9، )بريوت:لبنان(<br />
3 اجلراري، عباس:<br />
املكونات البنائية للموسيقى العربية، www.abbsesjirari.com<br />
4 . 4 احلريري،<br />
حسن اإسبانيا املوسيقى والرقص، املوسوعة العربية،<br />
www.arab-ency.cim/index.php?module=pnencyclopedia<br />
5 . 5 حمداوي، جميل:<br />
قراءة يف كتاب فضاءات االأدب املقارن، للدكتور عيسى الدوري الندوة<br />
العربية، www.jamilhamdoui.net<br />
6الدودي، . 6 عيسى:<br />
عبور الغنائية العربية اإىل االأندلس واأوروبا. موقع الكاتب العراقي.<br />
aqiwriter@yahoo.com 2007/1/26<br />
7زرياب، . 7 دائرة املعارف االإسالمية، م ، 10 ترجمة اأحمد الشنتناوي واإبراهيم خورشيد.<br />
دار املعرفة، )بريوت:لبنان( )ب ت(<br />
8 زيتون، عادل:<br />
االأندلس تغني على اأنغام زرياب<br />
showhilight.aspwww.alarabimag.com/arabi/common<br />
9العامري، . 9 سهر:<br />
الغزال، االحتاد العام لالأدباء والكتاب يف العراق،<br />
29/11/2007م www.iraqiwitersunion.com/modules.php<br />
10 10 السعدي، قصي، تاريخ العود<br />
www.sama3y.net/forum/archive/index.php<br />
<br />
2 م(<br />
3 .<br />
8 .
زرياب وأثره في احلياة االجتماعية والفنية في األندلس<br />
د. هاني أبو الرب
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
الرتاجع الرمسي يف قرارات األمم املتحدة<br />
جتاه القضية الفلسطينية منذ نشأتها<br />
وحتى حرب أكتوبر 1973<br />
د. نعمان عمرو*
التراجع الرسمي في قرارات األمم املتحدة جتاه القضية<br />
الفلسطينية منذ نشأتها حتى حرب أكتوبر 1973<br />
د. نعمان عاطف عمرو<br />
ملخص:<br />
تسلط هذه الورقة الضوء على دور االأمم املتحدة جتاه القضية الفلسطينية منذ تاأسيسها<br />
حتى نهاية حرب 1973م. وتتدرج االأمم املتحدة يف هذا االإطار اإىل مراحل خمتلفة، فهناك<br />
مرحلة التاأسيس، ومرحلة تناول القضية الفلسطينية منذ بدايات املوؤسسة الدولية، وبال<br />
خربة تذكر، ملعاجلة قضية معقدة، تبنت وجهة نظر التقسيم، وبداأت تعاجلها اجلمعية<br />
العامة لالأمم املتحدة من خالل:<br />
1قرار . 1 التقسيم . 181<br />
. 2قرار 194، الذي<br />
3 .<br />
. 4حماوالت<br />
2 عالج وضع الالجئني.<br />
3 تشكيل وكالة غوث الالجئني وتشغيلهم.<br />
4 االأمم املتحدة اإلغاء فلسطني كقضية سياسية، وحتويلها اإىل قضية اإنسانية<br />
1952م.<br />
. 5دور جملس االأمن من خالل قرار 242، وقرار 338<br />
وتناولت الورقة موؤرشات الرتاجع يف دور املوؤسسة الدولية، وتخليها عن ميثاقها<br />
وعكسها ملوازين القوى على االأرض، وبذلك تكون قد تخلت عن دورها باعتبارها موؤسسة<br />
دولية حمايدة، وحتولت اإىل اأداة يف اأيدي الدول املستعمرة الكربى, وتعرب عن مصاحلها،<br />
وليس عن مصالح الشعوب املقهورة من االستعمار.<br />
. 5
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
Abstract:<br />
This paper sheds light on the role of the United Nations towards the<br />
Palestinian cause since its establishment until the end of the 1973 war.<br />
In this framework, the United Nations ranges to different stages: the<br />
foundation stage and a stage addressing the Palestinian issue. Since the<br />
beginnings of the International Foundation and without experience of<br />
dealing with such a complex issue, it adopted the viewpoint of division. The<br />
United Nations General Assembly began dealing with this issue through:<br />
1. The Partition Resolution181.<br />
2. The Resolution 194, which addressed the status of refugees.<br />
3. the formation of The United Nations for theRelief and Work Agency<br />
for Refugees.<br />
4. the attempts of the United Nations to abolish Palestine as a political<br />
issue and turning it into a humanitarian issue in 1952.<br />
5. the role of The Security Council through “Resolution 242” and<br />
“Resolution 338”.<br />
The paper also tackles the decline indicators in the role of the International<br />
Foundation, its renouncing of its charter and its reflecting the balance<br />
of powers on the ground. Thus, it has abandoned its role as a neutral<br />
international foundation and turned into a tool in the hands of the colonial<br />
powers reflecting of their major interests and not the interests of the<br />
oppressed peoples from colonialism.
التراجع الرسمي في قرارات األمم املتحدة جتاه القضية<br />
الفلسطينية منذ نشأتها حتى حرب أكتوبر 1973<br />
د. نعمان عاطف عمرو<br />
مقدمة:<br />
انبثقت احلاجة الإنشاء هيئة االأمم املتحدة كمنظمة دولية تهدف للحفاظ على االأمن والسلم<br />
العامليني، اأثر اندالع احلرب العاملية الثانية عام 1939م، االأمر الذي اعترب موؤرشاً على فشل<br />
عصبة االأمم املتحدة يف حتقيق اأهدافها.وقد تداعت الدول التي كانت تواجه دول املحور اإىل<br />
اجتماعات عدة بلورت خاللها اتفاق مبادئ، شكل حجر االأساس مليثاق هيئة االأمم املتحدة.<br />
بداأ االستخدام االأول ملصطلح هيئة االأمم املتحدة يف شهر اآب 1941م، واعترب 24<br />
ترشين اأول 1945م اليوم االأول النطالق الهيئة، ويحتفل به كل عام كعام املنظمة الدولية،<br />
كونه اليوم الذي صادف نهاية اعتماد برملانات الدول االأعضاء على ميثاق املنظمة.<br />
لقد دخلت منظمة االأمم املتحدة مبكراً على القضية الفلسطينية دون اأن يكون لها<br />
خربة تراكمية طويلة يف النزاعات الدولية، وذلك بسبب قرار بريطانيا الدولة املنتدبة على<br />
فلسطني االنسحاب املبكر منها، متنكرة للوعود السابقة كافة التي اأعطتها للعرب بعد اأن<br />
ضمنت قوة العصابات الصهيونية وقدرتها على حسم املعركة على االأرض والسيطرة على<br />
فلسطني.وكان قرار بريطانيا حتويل القضية لالأمم املتحدة مبثابة اإعطاء فرصة للعصابات<br />
الصهيونية من اأجل كسب الرشعية الدولية من هذه املوؤسسة الدولية الفتية.<br />
أهداف الدراسة:<br />
1 الفلسطينية.<br />
. 1اإبراز دور االأمم املتحدة جتاه القضية<br />
2انحياز . 2 االأمم املتحدة عن دورها احليادي والنزيه من خالل قرار التقسيم الذي يعدُّ<br />
سابقة ال مثيل لها يف تاريخ املنظمة الدولية، والذي يعترب شهادة ميالد الدولة العربية<br />
باإقرار من الرشعية الدولية.<br />
. 3عجز االأمم املتحدة عن اإلزام اإرسائيل بااللتزام بقرار<br />
. 4عجزها عن اإقامة الدولة العربية يف اجلزء املخصص<br />
. 5فشل االأمم املتحدة يف التعامل مع اآثار االحتالل االإرسائيلي يف تطبيق قرار 194<br />
منظمة الالجئني الدولية بوكالة غوث وتشغيل الالجئني يف املساألة الفلسطينية.<br />
6انحياز . 6 االأمم املتحدة لصالح دولة اإرسائيل والدول االستعمارية بشكل كامل، من خالل<br />
التقسيم.<br />
3 لها.<br />
4 ، واستبدال<br />
5
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
القرارين )242( و)338( االأمر الذي جعلها تفقد حيادها، وتصبح رشيكة يف التاآمر<br />
على الشعب الفلسطيني، ومتارس دور االستعمار واالإمربيالية.<br />
أوالً: نشوء األمم املتحدة:<br />
يعد تاريخ 24 ترشين اأول من عام 1945م هو اليوم الذي دخل حيز التنفيذ باعتباره يوم<br />
اإنشاء منظمة االأمم املتحدة، حيث اعتمد ميثاق هذه املنظمة من طرف الدول املوقعة عليه, اإال<br />
اأن االإرهاصات االأوىل لنشوء املنظمة الدولية سبقت ذلك بكثري، حيث بداأ التفكري باإطار دويل<br />
بديل لعصبة االأمم اإثر فشلها يف حتقيق اأهدافها، وعجزها عن منع نشوب احلرب العاملية<br />
الثانية، ومت تداول مصطلح االأمم املتحدة الأول مرة يف 14 اآب عام 1941.)عرفة 1993:<br />
23(؛ p.1) )United Nation. Organization, ؛)p.6 )United Nation, Organization,<br />
للداللة على الدول التي استجابت لوثيقة االأطلنطي، التي صدرت عن اجتماع الرئيس االأمريكي<br />
روزفلت مع رئيس وزراء بريطانيا ترششل، وصدر عنها وثيقة للمبادئ العامة واأهمها:<br />
1 مبداأ االأمن اجلماعي.<br />
2 اللجوء اإىل القوة<br />
3 مبداأ املساواة يف احلصول على املوارد الدولية.<br />
4 مبداأ التقدم والتعاون االقتصادي.<br />
. 5 مبداأ تاأكيد الدولتني على عدم السعي اإىل التوسع االإقليمي واحرتام حقوق الشعوب<br />
اختيار حكوماتها.<br />
6مبداأ 6. سيادة كل دولة، وحرمة اأراضيها، ونزع سالح االأمم مصدر التهديد (United<br />
Nation. Organization, p.7)<br />
7اإن . 7 اجتماع الرئيس االأمريكي ورئيس وزراء بريطانيا نقل فكرة املبادئ العامة اإىل دول<br />
1 .<br />
. 2 مبداأ عدم<br />
3 .<br />
4 .<br />
5 يف<br />
احللفاء، التي اشرتكت يف احلرب على دول املحور، حيث عقدت هذه الدول اجتماعاً لها عام<br />
1942م يف مدينة واشنطن، وقد وقعت على االإعالن ست وعرشون دولة، ومن اأهم الدول<br />
املوقعة اإضافة اإىل اأمريكا: بريطانيا، واالحتاد السوفيتي، والصني )عرفة 123(. 1993:<br />
ومن اأهم ما تضمنه هذا االجتماع الترصيح الذي يعد بحق حجر االأساس يف الطريق<br />
الإقامة املنظمة الدولية، وهو الدعوة النضمام الدول االأخرى لهذا الترصيح، واإىل قيام<br />
منظمة دولية جديدة، تهدف اإىل استتباب االأمن والسلم الدوليني )عرفة 124(. 1993:<br />
وبعد اأن اأصبح هناك اتفاق مبدئي بني الدول التي قادت احلرب على دول املحور،<br />
وتصوّرٌ لالأهداف العامة للموؤسسة الدولية، التي يجري احلديث عنها، عقد اجتماع يالطا<br />
بني الرئيس االأمريكي روزفلت وبني رئيس الوزراء الربيطاين ترششل، والرئيس السوفيتي
التراجع الرسمي في قرارات األمم املتحدة جتاه القضية<br />
الفلسطينية منذ نشأتها حتى حرب أكتوبر 1973<br />
د. نعمان عاطف عمرو<br />
ستالني يف احلادي عرش من شباط 1945م، واتفق زعماء الدول الثالثة على عقد موؤمتر<br />
للدول التي اأعلنت احلرب على دول املحور قبل اأول اآذار 1945م، والتي التزمت بالتوقيع<br />
على ترصيح االأمم املتحدة لعام 1942م، وحددت فيه موعد املوؤمتر ب 25 نيسان 1945م،<br />
ومكان عقده، حيث عقد يف فرانسيسكو بالواليات املتحدة االأمريكية. وقد بلغ عدد الدول<br />
التي حرضت املوؤمتر خمسني دولة، حيث ناقشت املبادئ االأساسية التي وضعتها الدول<br />
الكربى. وانتهى املوؤمتر يف 26 حزيران 1945م باإقرار املرشوع النهائي مليثاق االأمم<br />
املتحدة .1+2( encyclopedia.p .)Wikipedia,the free<br />
وبذلك تكون الدول العظمى هي التي حددت ميثاق املوؤسسة الدولية بناء على<br />
مصاحلها، وهي التي حددت من سيحرض املوؤمتر، وقادت عملية صياغة القرارات بشكل ال<br />
يتعارض مع توجّ هاتها كدول اأحرزت النرص على املحور، ومن البديهي اأن جتعل لنفسها<br />
اآلية للسيطرة على هذه املوؤسسة، متثلت بامتالك الدول اخلمس العظمى حقَّ النقض )الفيتو(<br />
يف جملس االأمن، االأمر الذي صبغ هذه املوؤسسة باآليات عمل انتقائية، تعرب عن مصالح<br />
هذه الدول، ال عن ميثاقها حيث يسبق كل قرار جوالت طويلة من املفاوضات الإقراره، قبل<br />
عرضه على هيئة االأمم املتحدة.<br />
يتكون ميثاق االأمم املتحدة من ديباجة، تتضمن اإعالن االأمم املتحدة، ومائة واإحدى<br />
عرشة مادة )عرفة 125(. 1993: وقد عقد اجتماع الدورة االأوىل للجمعية العامة مبدينة<br />
لندن يف بريطانيا، علماً اأن امليثاق مل يتضمن نصاً خاصاً بتحديد املكان، ويف شهر كانون<br />
ثاين 1946م اتخذ قرار يقضي باتخاذ مدينة نيويورك مقراً موؤقتاً يف الواليات املتحدة،<br />
واعتمد مقراً دائماً بعد عرشة اأشهر، اإضافة اإىل مقره االأوروبي يف مدينة جنيف بسويرسا<br />
)عرفة .)125 :1993<br />
حُ ددت اللغات الرسمية املعتمدة يف االأمم املتحدة بخمس لغات هي: اللغة االجنليزية،<br />
واللغة الفرنسية، واللغة االسبانية، واللغة الصينية، والروسية، ويالحظ اأن اللغة العربية<br />
اأضيفت بعد سنوات عدة لتصبح معتمدة يف املداوالت الرسمية.)االأمم املتحدة، املوسوعة<br />
احلرة: )3 ،1 و p.8( )United Nation. Organization,<br />
حددت جلنة االشرتاكات يف هيئة االأمم املتحدة نظاماً لتسديد ميزانية الهيئة الدولية<br />
بتحديد نسبة كل دولة، اآخذة بعني االعتبار اإجمايل الدخل القومي بالنسبة للدول االأخرى،<br />
وجعلت احلد االأقصى للمساهمة يف امليزانية ما نسبته %25 من امليزانية العامة، واحلد<br />
االأدنى هو %1 من امليزانية العامة )عرفة 126( 1993:
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
احملددات اليت حتكم دور األمم املتحدة:<br />
تعد االأمم املتحدة اأداة من اأدوات تنظيم العالقات الدولية، بل اأهم هذه االأدوات،<br />
وتنعكس داخلها العالقات الدولية، وموازين القوى على االأرض اأكرث من اعتمادها على<br />
ميثاقها، ومبداأ احلق والعدل.<br />
ومن اأجل ذلك، منحت االأمم املتحدة الدول العظمى حق احلفاظ على االأمن والسالم<br />
الدوليني، من خالل مركز مسيطر يف جملس االأمن، ضمن لها حق نقض القرارات )الفيتو(،<br />
على كل قرار ال يتماشى مع مصلحة اأي دولة من الدول الكربى. لذلك فاإن لقرارات جملس<br />
االأمن انعكاساً حقيقياً ملوازين القوى، وما يرافقها من مساومات وثيقة باملصالح، ومتاأثرة<br />
بهذه املوازين، وال تعمل على تطبيق النظام من خالل املوازنة بني احلق والعدل )عبد احلي:<br />
.)77 :1999<br />
ويالحظ مما سبق اأن الدول العظمى شكلت موؤسسة دولية، هي هيئة االأمم املتحدة من<br />
اأجل اأن تكون جهازاً دولياً يساعدها يف مترير مصاحلها ومشاريعها، ويحدد اآليات ضبط<br />
تساعد هذه الدول يف قيادة العامل، ودوله بجدارة ودون منافس، لذلك بداأت هذه الدول بتمرير<br />
ما يحلو لها من مشاريع استعمارية وانتقائية يف تطبيق السياسات من خالل هذه املوؤسسة،<br />
مما جعل منها موؤسسة غري حيادية، بل اإنها متثل وجهة نظر الدول القوية اأوالً.<br />
ومبا اأن املساألة الفلسطينية هي اإفراز للمشكلة االأوروبية، وما تبنته الدول العظمى<br />
يف هذا املجال، فمن الطبيعي اأن تكون مالذاً لدعم دولة اإرسائيل على حساب عدالة القضية<br />
الفلسطينية، وال سيما اأن بعض هذه الدول تنكرت لوعودها السابقة للعرب، كما اأن جزءاً<br />
منها تبنى املصالح اليهودية، بينما مل يكن اجلزء االآخر جاداً يف دعم املصالح العربية، يف<br />
حني عجزت الدول العربية جمتمعة عن صياغة معادلة تقوم على املصالح املشرتكة بينها<br />
وبني الدول العظمى، جتعلها توؤيد- بحق- القضية العربية االأوىل، وهي قضية فلسطني،<br />
مما شكل تراجعاً يف االأداء السياسي والعسكري واالقتصادي العربي، االأمر الذي جرد العرب<br />
من اإمكانية هذه املوارد الحقاً.<br />
ثانياً: القضية الفلسطينية:<br />
تعد القضية الفلسطينية من القضايا االأكرث تعقيداً يف القضايا املعارصة، وذلك الأنها<br />
ذات خصوصية استثنائية متيزها عن غريها من القضايا املعارصة، فهي ليست جمرد<br />
رصاع حملي اأو اإقليمي اأو دويل، وال هي رصاع اأقلية ضد اأكرثية، وال قضية رصاع بني
التراجع الرسمي في قرارات األمم املتحدة جتاه القضية<br />
الفلسطينية منذ نشأتها حتى حرب أكتوبر 1973<br />
د. نعمان عاطف عمرو<br />
قوى استعمارية خمتلفة على موارد اأو نفوذ. وال هي من منط قضايا التحرر التقليدية، بل<br />
رمبا تختلف عن جميع هذه االأمناط اأو جتمعها معاً.<br />
اإنها قضية تقوم على رصاع تقوده جمموعة عنرصية استيطانية ذات طابع ديني<br />
اإحاليل، ولها جذور دولية مرتبطة بالدول االأكرث نفوذاً يف العامل، وليست بدولة حمددة.<br />
)شفيق 11(، 1994: وظهر ذلك بشكل جلي عندما قامت احلركة الصهيونية بالتحول اإىل<br />
الواليات املتحدة االأمريكية بعد تراجع الدور الدويل لربيطانيا خاصة بعد موؤمتر بلتيمور<br />
عام 1942م الذي عقد يف نيويورك، ومن ناحية اأخرى فاإنها تستمد نفوذاً اإضافياً من قبل<br />
اجلماعات اليهودية واحلركة الصهيونية ذات االنتشار والنفوذ الواسع يف الدول الكربى،<br />
والتاأثري على قراراتها وسياساتها من خالل تغلغلها السياسي واالقتصادي واالإعالمي يف<br />
هذه الدول، مما يسهل عليها مهمة التاأثري يف السياسات الداخلية لتلك الدول.علماً اأن هذه<br />
احلركات سواء اأكانت يهودية اأم صهيونية متفقة على دعم دولة اإرسائيل، وتقف من خلفها<br />
رغم اخلالفات الواسعة بني هذه اجلماعات. )شفيق: 11( 1994:<br />
اإن العوامل الدولية هي التي قررت مصري فلسطني، وشعب فلسطني، من خالل جمموعة<br />
مسببات، اأدت اإىل زرع كيان استيطاين اإحاليل فيها، يقوم بوظيفة لصالح الدول االستعمارية<br />
الكربى، ومن هذه االأسباب املوقع اجلغرايف االسرتاتيجي املهم لفلسطني على مر العصور<br />
الذي جعل الظروف السياسية يف حوض البحر االأبيض املتوسط من اأكرث املسطحات املائية<br />
التي لعبت دوراً سياسياً وعسكرياً وجتارياً من اأي مسطح مائي اآخر، مما كان عامالً مسبباً<br />
لالأمم املتعاقبة للسيطرة عليه، ومبا اأن فلسطني تقع على ساحله الرشقي، فقد كان لها<br />
نصيب من هذه السيطرة، وكان حمل اهتمام الدول العظمى لالعتبارات االإسرتاتيجية ملوقع<br />
فلسطني ودورها يف الدفاع عن الرشق االأدنى، علماً اأن هذه االأهمية ما زالت ماثلة يف موقع<br />
فلسطني اجلغرايف ودورها السياسي. )شكري 3( 1990،<br />
وهناك عامل اآخر جعل من فلسطني مكان اهتمام الدول العظمى، اأال وهو موقعها يف<br />
قلب الوطن العربي، عند ملتقى قارة اآسيا واإفريقيا، ويحدها من الشمال سوريا ولبنان، ومن<br />
الرشق سوريا ورشق االأردن ومن اجلنوب الغربي سيناء، ومن اجلنوب خليج العقبة ومن<br />
الغرب البحر االأبيض املتوسط. )جبارة 15(، 1998: فهذا املوقع اأهَّ لها للعب دور اقتصادي<br />
بارز، كونها تسيطر على طرق التجارة، وهناك ميزات اأخرى لها عالقة بالتضاريس<br />
اجلغرافية، واملناخ، وخصوبة الرتبة، مما جعلها عرضة لغزوات املستعمرين على مر<br />
العصور، رغم صغر مساحتها نسبياً، والتي تبلغ )27.500 كم (. 2 )جبارة 15(. 1998:<br />
اأما من الناحية الدينية, فقد كانت فلسطني مهد الديانات السماوية الثالث، فهي من<br />
الناحية القدسية لها اأهمية خاصة, اإذ اإنها ترتبط مبرور سيدنا اإبراهيم -عليه السالم-
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
فيها، وقد ولد اإبراهيم -عليه السالم- باأرض بابل العراقية يف بلدة اأور, التي كان فيها<br />
اأبوه وعشريته, ومنها ارحتل اإىل حران, قاصداً بيت املقدس، ويف حران تعرف بسارة بنت<br />
ملك حران فتزوج منها، وكانت عقيماً ال تلد، ونزل بها اأرض اخلليل يف فلسطني, واأقام<br />
زمناً هناك, ثم ارحتل اإىل مرص وهناك وهبت له هاجر, فاأجنبت له اإسماعيل عليه السالم.<br />
فكانت رحلته عليه السالم من العراق اإىل الشام, اإىل فلسطني, اإىل مرص, ثم العودة اإىل<br />
اخلليل واسمها يومئذ )حربون(. )التميمي: 115( 1997:<br />
وجاءت هذه الزيارة املباركة التي رشَّف بها سيدنا اإبراهيم -عليه السالم- فلسطني<br />
ومدينة اخلليل حتديداً, لتضيف لها اهتماماً دينياً يرى اليهود اأن جزءاً منه مقدس بالنسبة لهم<br />
كذلك، اأما موقفنا نحن يف العامل االإسالمي فهو نابع من تراثنا االإسالمي الذي يعترب سيدنا<br />
اإبراهيم حنيفاً مسلماً كما جاء يف - قوله تعاىل -:»ما كان اإبراهيم يهودياً وال نرصانياً<br />
ولكن كان حنيفاً مسلماً، وما كان من املرشكني«. صدق اهلل العظيم )سورة اآل عمران، اآية<br />
67(، ففي هذه االآية القول الفصل عن ملة اإبراهيم عليه السالم، وبذلك يكون الرد املبني على<br />
ادعاءات بني صهيون, الأن عقيدة التوحيد واحدة والقدسية الدينية تتبع التوحيد.<br />
كما ارتبطت فلسطني مبيالد سيدنا عيسى عليه السالم، الذي ولد يف بيت حلم اآخر سنة<br />
من حكم هريدوس، الذي اأمر بقتل كل طفل يولد يف بيت حلم، فهربت السيدة مرمي بوليدها,<br />
وهرب معها يوسف النجار اإىل مرص، خشية اأن يبطش به ذلك امللك اجلبار. )العارف 2007:<br />
97( علماً اأن السيد املسيح -عليه السالم- هبط القدس، وكانت على عهده تدعى اأورشليم،<br />
وهبطها مرة يف نعومة اأظفاره، وثالث مرات بعد نرش رسالته، حيث كانت االأوىل يف الثاين<br />
عرش من شهر ترشين اأول سنة 28م، والثانية بعد ذلك بشهرين, اأي يف كانون اأول من العام<br />
نفسه، ويف الثالثة اعتقل وسيق اإىل املحاكمة, وحكم عليه باملوت. )العارف 104(. 2007،<br />
وكان السيد املسيح يكره اأورشليم, ويذيع رسالته يف ريفها خشية اأن يغدر به اليهود، ومن<br />
اأقواله املاأثورة يف هذا الباب »ال كرامة لنبي يف وطنه«. )العارف 107(. 2007:<br />
ومل يكن هذا فحسب، بل زاد اهلل فلسطني تكرمياً وقدسية عندما ارتبطت بحادثة<br />
االإرساء واملعراج عام 620 ميالدي، فكانت هذه احلادثة مبثابة لفتة قوية ومقدسة يف<br />
تاريخنا االإسالمي, نبهتنا اإىل اأهمية القدس ومكانتها لدى املسلمني. فقد كان باالإمكان<br />
اأن يكون املعراج مبارشة من مكة اإىل السماء، لكن اهلل -سبحانه وتعاىل- اأراد اأن يكون<br />
املعراج من بيت املقدس, ونزلت االآية الكرمية:»سبحان الذي اأرسى بعبده ليالً من املسجد<br />
احلرام اإىل املسجد االأقصى الذي باركنا حوله لرنيه من اآياتنا اإنه هو السميع البصري«<br />
صدق اهلل العظيم )سورة االإرساء، اآية 1(<br />
لقد اأرسي بالنبي–صلى اهلل عليه وسلم- اإىل هذا املكان املقدس، ومنه عرج اإىل
التراجع الرسمي في قرارات األمم املتحدة جتاه القضية<br />
الفلسطينية منذ نشأتها حتى حرب أكتوبر 1973<br />
د. نعمان عاطف عمرو<br />
السماوات العال، بعدما اأحيا اهلل – تعاىل- االأنبياء واملرسلني للنبي يف املسجد االأقصى,<br />
ليصلي بهم –صلى اهلل عليه وسلم- اإماماً, وليجتمعوا الأول مرة يف ذلك املكان املقدس<br />
الطاهر، وقد اختار لهم اهلل هذا املكان لرشفه وعظيم منزلته، فهو مهبط الوحي، واأرض<br />
الرساالت، ومل جتتمع االأنبياء قط على االأرض يف غري هذا املكان، فرشفه بهم, وصلى<br />
االأنبياء والرسل باإمامة النبي الكرمي عليه اأفضل الصالة والسالم، فكانت تلك اأعظم صالة<br />
يف التاريخ. )سويدان 72(. 2005،<br />
وتعد هذه االأحداث من اأقوى املوؤرشات واأبلغها على اأهمية فلسطني الدينية، ونظراً<br />
الرتباط االأهمية الدينية باملوقع االسرتاتيجي باالأهمية االقتصادية، فاإنه من املنطق اأن<br />
يكون لها تاأثريٌ ايجابيٌ على اأوضاعها السياسية، كما ذكرت سابقاً, وهو ما يفرس اهتمام<br />
االأمم املختلفة بالسيطرة عليها يف خمتلف العصور، ومبا اأن اأهميتها متجددة عرب العصور,<br />
فقد كانت سبباً مبارشاً لتدخل الدول االستعمارية يف التاريخ احلديث واملعارص، وتسابقها<br />
على السيطرة عليها, حفاظاً على مصاحلها يف املنطقة, ومتخض عن هذا االهتمام شبه<br />
اإجماع من الدول العظمى يف التاريخ احلديث بقيادة بريطانيا وفرنسا واأمريكا اإىل تسوية<br />
مشكالت اليهود يف اأوروبا, لتحل على حساب الشعب الفلسطيني واأرضه املقدسة, التي<br />
كانت عربية قبل اأن تكون اإسالمية، فاأصدرت العديد من القرارات الباطلة والظاملة، التي<br />
هياأت لليهود السيطرة على فلسطني بدعم دويل، لتقوم هذه الدولة املفتعلة على اأرض<br />
فلسطني، وتقرر هذه الدول مصري فلسطني بعيداً عن اأهلها، من خالل العديد من القرارات<br />
الرسية والعلنية, التي كان لها االأثر االأبرز يف تقرير مصري البالد، ومن اأهمها اتفاقية<br />
سايكس بيكو، ووعد بلفور، واحتالل فلسطني من قبل بريطانيا، وقيام سلطة االنتداب فيها<br />
التي عملت على متهيد الطريق الإقامة دولة اإرسائيل على اأرض فلسطني املقدسة، حتقيقاً<br />
لوعد بلفور املسوؤوم. وكان الهدف االأبرز لزرع هذه الدولة, اأن تقوم بوظيفة تخدم مصالح<br />
الدول االستعمارية يف املنطقة العربية االإسالمية, وخاصة بعد ظهور املوارد الطبيعية يف<br />
املنطقة, وتعاظم اأهميتها السياسية.<br />
ومن أهم نقاط وظيفة إسرائيل:<br />
1وضع . 1 املنطقة حتت التهديد املستمر.<br />
2االبقاء . 2 على حالة التجزئة العربية عموماً, مبا يحقق مصلحة الدول االستعمارية<br />
العظمى، ومينع من تطور التاريخ الطبيعي لتقدم االأمة العربية االإسالمية.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
3اإبقاء . 3 الدول العربية يف حالة من التبعية املستمرة للدول الكربى كونها مهددة.<br />
4املحافظة . 4 على مصالح الدول االستعمارية السياسية واالقتصادية، وضمان حصولها<br />
على الرثوات الطبيعية وخاصة البرتول. )شفيق 12(. 1999:<br />
ثالثاً: دور األمم املتحدة يف املسألة الفلسطينية:<br />
لقد اضطرت االأمم املتحدة اإىل التدخل املبكر يف املساألة الفلسطينية، وكان تدخلها<br />
بشكل مبارش من خالل قرار التقسيم رقم 181، والقرار 194، وذلك بناء على اأجندة الدول<br />
العظمى، وخاصة بريطانيا التي قررت رفع القضية اإىل االأمم املتحدة، بحجة نيتها اإنهاء<br />
االنتداب، ومل يتجاوز عمر الهيئة الدولية العامني فقط، حيث دعت بريطانيا يف 2 نيسان<br />
1947م االأمم املتحدة لعقد دورة استثنائية، وبعد مناقشات مسهبة قررت اجلمعية العامة<br />
يف 15 اأيار 1947م تاأليف اللجنة اخلاصة لالأمم املتحدة بساأن فلسطني )انسكوب(. )صالح<br />
)437 :2003 و)عبد احلي: .)79 :1999<br />
تاألفت اللجنة من ممثلني عن اإحدى عرشة دولة هي اسرتاليا، كندا، تشيكوسلوفاكيا،<br />
جواتيماال، الهند، اإيران، بريو، السويد، االأرجواي، يوغسالفيا، هولندا، ويالحظ اأن غالبية<br />
هذه الدول تدور يف فلك الدول االستعمارية، مما اأعطاها فرصة اأكرب الإجناح التصويت،<br />
وكان من اأبرز مهمات اللجنة جمع معلومات، والتحقيق يف قضية فلسطني، واالستماع اإىل<br />
جميع االأطراف، ورفع تقرير للجمعية العامة يشمل االقرتاحات التي تراها اللجنة مناسبةً<br />
للحل.)صالح:2003: )437 و)الكيالين: .)40 :1991<br />
عقدت اللجنة اأكرث من ستة عرش اجتماعاً، استمعت فيها اإىل شهادات سلطة االنتداب،<br />
وشهادات العرب واليهود، ويف هذا االإطار تباينت ردود الفعل جتاه اللجنة، مما انعكس على<br />
طريقة التعامل معها، فمن الناحية الرسمية العربية استعدت جامعة الدول العربية حديثة<br />
االإنشاء للتعاون مع اللجنة، بينما رفضت اللجنة العربية العليا التعامل معها، وكان حصيلة ما<br />
قدمته الدول العربية للجنة ورقتني موجزتني عن القضية الفلسطينية. )الكيالين: 40(. 1991:<br />
اإن ما قدمته الدول العربية اإىل اللجنة من اإثباتات -كما ذكر سابقاً-كفيل بالتعبري<br />
عن حالة االإرباك وعدم االنسجام يف املوقف العربي، بل اأقل ما ميكن اأن يقال عنه اإنه<br />
ليس جدياً، ومل يتعامل مع هذه القضية باملستوى املطلوب، الذي يعرب عن احلق والتاريخ<br />
والنضال، الذي قدمه اأبناء االأمة العربية واالإسالمية والشعب الفلسطيني بساأن فلسطني،<br />
خاصة اإذا ما قورن ذلك بالوثائق التي قدمتها احلركة الصهيونية، والتي قدرت مبا يزيد<br />
عن املائة وثيقة، بعضها مطول واالآخر تفصيلي، بل مبالغ فيه، بهدف خلق راأي عام داعم<br />
ملطالبهم، من خالل استغالل االأوضاع الدولية لتتعاطف معهم وتوؤيدهم يف مطالبهم.<br />
)الكيالين .)40 :1991<br />
بعد استماع اللجنة اإىل االأطراف املختلفة، اأعدت اللجنة تقريراً اإىل اجلمعية العامة،
التراجع الرسمي في قرارات األمم املتحدة جتاه القضية<br />
الفلسطينية منذ نشأتها حتى حرب أكتوبر 1973<br />
د. نعمان عاطف عمرو<br />
رسدت فيه مواقف العرب واليهود، وبينت فيه حجم كل فئة منهم، وذكرت اللجنة اأن العرب<br />
اأكرث من ثلثي السكان، واأنهم ميلكون ما يزيد على %86 من اأراضي فلسطني، علماً اأن النسبة<br />
احلقيقية تزيد على %95.5 من اأرض فلسطني، ومبوجب حقهم الطبيعي والقانوين فاإنهم<br />
تواقون اإىل االستقالل. )صالح 437( 2003:<br />
وتخلل عمل اللجنة اخلالف يف وجهات النظر يف شكل القرتاح املقدم، حيث قدم<br />
اقرتاحان اإىل اجلمعية العامة:<br />
. 1مرشوع الأغلبية، الذي ينص على اإنشاء دولتني يف فلسطني، تربطهما وحدة<br />
وتتمتع مدينة القدس بنظام خاص حتت اإرشاف االأمم املتحدة.<br />
2مرشوع . 2 الأقلية، ويهدف اإىل اإنشاء دولة احتادية فيدرالية، مكونة من دولتني عربية،<br />
واأخرى يهودية يف فلسطني.<br />
رفضت اجلمعية العامة مرشوع االأقلية الذي اأيدته الدول العربية واالإسالمية، وانصب<br />
النقاش على مرشوع االأغلبية، وعندما تبني بعد املناقشات الشاملة التي جرت بتاريخ 26<br />
ترشين ثاين 1947م اأن املرشوع اإذا ما مت االقرتاع عليه سيفشل، مت تاأجيل التصويت،<br />
مما اأتاح الفرصة للحركة الصهيونية والواليات املتحدة االأمريكية حليفتها الرئيسية<br />
ملمارسة الضغط على الدول الصغرية، مهددة هذه الدول بعدم التعامل معها اقتصادياً<br />
اإذا عارضت القرار، االأمر الذي اأدى بهذه الدول اإىل الرضوخ للضغوطات خاصة: تايالند،<br />
والفلبني، وهايتي،....اإلخ مما اأدى اإىل زيادة عدد الدول املوؤيدة للمرشوع، واستخدم يف هذه<br />
املرة وسائل من الضغوط التي ال تتناسب مع اأهمية املوضوع، وال مع اآليات عمل املنظمة<br />
املعتمدة يف ميثاقها، االأمر الذي اأجنح عملية التصويت الثانية، والتي جرت بتاريخ 29<br />
ترشين ثاين 1947م، حيث اأيدته 33 دولة وامتنعت عرش دول عن التصويت، وعارض<br />
املرشوع 13 دولة، وحصل املرشوع على اأغلبية الثلثني حسب املادة 18 مليثاق املنظمة<br />
الدولية. )عبد احلي 78(. 1999:<br />
اإن مرشوع التقسيم لعام 1947م يظهر موازين القوى وانعكاساتها على االأرض ومدى<br />
سيطرة الدول العظمى على املوؤسسة، والتاأثري على قراراتها، وحتديد سياستها، لذلك فاإننا<br />
نرى بشكل واضح استغالل اليهود لالأوضاع السياسية واالإنسانية التي نتجت عن احلرب<br />
العاملية الثانية، حيث عملوا على تضخيم حجم املجازر النازية ضدهم، من اأجل التاأكيد<br />
على اأن البديل عن هذه املجازر هو اإقامة الوطن القومي اليهودي يف فلسطني، ليكون كفيالً<br />
بعدم تعرضهم اإىل جمزرة اأخرى، وبذلك يكون الشعب الفلسطيني دفع ثمن اإشكالية اليهود<br />
يف اأوروبا، ومل يدفعها االأوربيون الذين ارتكبوا احلرب ضدهم.<br />
ويظهر كذلك املهارة السياسية لدى قادة احلركة الصهيونية، ومدى تعاطف الدول<br />
1 اقتصادية،
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
العظمى معها، وذلك من خالل عملهم على نقل مركز الثقل السياسي اإىل الواليات املتحدة<br />
االأمريكية، وبخاصة اأنهم حصلوا على دعم كل من احلزبني الدميقراطي واجلمهوري )صالح<br />
436( 2003: من اأجل اإلغاء الكتاب االأبيض لعام 1939م.<br />
كان من اأسباب هذا التحول يف التوجهات الصهيونية هو رغبة اليهود يف اإنهاء<br />
مرشوع اإقامة الدولة اأمام االأمم املتحدة، علماً منهم اأن بريطانيا مل تعد دولة عظمى، واأن<br />
الصدارة بني الواليات املتحدة واالحتاد السوفيتي، وبذلك ستكون املوؤسسة الدولية هي<br />
الراعي اجلديد لقضيتهم التي يوجد فيها نفوذ قوي للواليات املتحدة االأمريكية. كما يعترب<br />
رفع االأمر اإىل االأمم املتحدة اإضفاء طابع االعرتاف الدويل على املكاسب التي تنوي احلركة<br />
الصهيونية حتقيقها. )حسني 181(. 2006:<br />
اإن الذي شجع اليهود على هذا التحول، هو موقف الرئيس االأمريكي ترومان، الذي<br />
انربى لتحقيق اآمال اليهود يف اإقامة دولتهم، وعمل على اإيجاد ضغط دويل يف ظل ضعف<br />
عربي واضح. )صالح + 436 :2003 حسني .)181 :2006<br />
اإن تشكيل جلنة اأجنلو اأمريكية حسب توصية بيفن وزير خارجية بريطانيا قد مهد<br />
الطريق الإدخال اأمريكا مبارشة على القضية الفلسطينية لتحل حمل بريطانيا، وكان من<br />
اأهم توصيات اللجنة االأجنلو اأمريكية السماح بهجرة مائة األف مهاجر يهودي لتغيري<br />
موازين القوى الدميغرافية داخل فلسطني، وحرية انتقال االأراضي وبيعها لليهود. )صالح<br />
.)437 :2003<br />
ظهر هذا التسارع يف املوقف االأمريكي بظهور البرتول يف املنطقة العربية، حيث<br />
رغبت اأمريكا من دعمها اإقامة دولة يهودية لتكون حامية ملصاحلها يف املنطقة. وللداللة<br />
على شدة الضغوطات االأمريكية، نستعني بشهادة وزير الدفاع االأمريكي يف ذلك الوقت<br />
جيمي فورستال حينما قال: »اإن الوسائل التي استعملت الإكراه الدول االأعضاء وتهديدها يف<br />
االأمم املتحدة لكي توؤيد قرار التقسيم وصلت اإىل درجة الفضيحة واخلزي«. )النمورة 2006:<br />
283(. هذه شهادة يف االإطار الرسمي، اأما اإذا ما قورن االأمر مبستوى املنطق وبشكل جديل<br />
للداللة فقط، فاإن قرار التقسيم مل يراعِ مبداأ العدالة ال من حيث عدد السكان، وال من حيث<br />
نسبة ملكية االأراضي من قبل كل طرف، فحني اأصدرت بريطانيا ترصيح بلفور كان عدد<br />
اليهود اأقل من %2 من جمموع السكان يف فلسطني، وملكيتهم %2.5 من االأرض، يف حني<br />
بلغ حجم ملكية العرب لالأرض %97.5.<br />
اأما عند صدور قرار التقسيم عام 1947م، فكان اليهود ميلكون %5.66 فقط من<br />
االأرض، بينما منحهم قرار التقسيم %56.4 من مساحتها، ومنح العرب %43.6 من مساحتها<br />
)النمورة 283(. 2006: وبهذه النتيجة تكون الناحية الواقعية واملنطقية قد غريت الواقع
التراجع الرسمي في قرارات األمم املتحدة جتاه القضية<br />
الفلسطينية منذ نشأتها حتى حرب أكتوبر 1973<br />
د. نعمان عاطف عمرو<br />
واملنطق، وانحازت اإىل الصهيونية.<br />
اإن التاآمر الدويل على القضية الفلسطينية ظهر منذ مبارشة هيئة االأمم املتحدة النظر<br />
يف هذه القضية، فبالرغم من تفنيد مندوبي الهيئة العربية العليا مزاعم الصهيونية، ورفض<br />
العرب تقرير اللجنتني، الأن تقرير االأقلية يدور كذلك يف نطاق التقسيم وينتهي اإليه، واإن<br />
كان اأقل ظلماً من اقرتاح االأكرثية، حيث فضل العرب فكرة الدولة الدميقراطية التي تشمل<br />
اجلميع، رغم معرفتهم اأن فيها اإجحافاً لكرثة املهاجرين الذين ال تربطهم اأي صلة بفلسطني،<br />
اإال بهدف قلب املوازين الدميوغرافية من اأجل حتقيق الفكرة الصهيونية، يف حني قبل اليهود<br />
توصية التقسيم من خالل مندوب الوكالة اليهودية واأبدوا اعرتاضاً على ترك اجلليل الغربي<br />
والقدس خارج السيادة اليهودية.)زعيرت 200(، 1955: ويعد قبول اليهود لقرار التقسيم<br />
معرباً عن رغبتهم الشديدة يف احلصول على الرشعية الدولية، ومن اأجل التحايل عليها<br />
لضمان اأن تكون دولتهم ضمن املنظومة الدولية اجلديدة ومبباركتها.<br />
لقد كان التطور االأهم الذي عرب عن التدخالت الدولية هو اإعالن مندوب الواليات<br />
املتحدة تاأييد حكومته لتوصية اأكرثية جلنة التحقيق بالتقسيم مع اإجراء تعديالت مثل<br />
اإحلاق يافا العربية بالدولة اليهودية، كما اأعلن املندوب الروسي موافقته على التقسيم،<br />
يف حني اأعلن املندوب الربيطاين عزم حكومته على اجلالء عن فلسطني، وعدم استعدادها<br />
للتصويت على القرار.)زعيرت 200(. 1955:<br />
يعد قرار التقسيم رقم 181 اأول قرار لالأمم املتحدة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية،<br />
واإن صك االنتداب على فلسطني عام 1922م هو اأول قرار دويل بخصوص فلسطني، وجاء<br />
القرار 181 متنكراً حلقوق الشعب الفلسطيني الوطنية يف تقرير مصريه وتكوين دولته، فاإنه<br />
يعترب وبحق شهادة ميالد دولة اإرسائيل. )عبد احلي + 79 1999: النمورة 97(. 2003:<br />
وبالرغم من ذلك فاإن هناك العديد من املالحظات التي رافقت عملية استصدار<br />
القرار ومن اأهمها ممارسة الدول العظمى الضغط على الدول الصغرى، من اأجل تاأييد القرار<br />
بكافة الوسائل مبا فيها االبتزاز، وبخاصة تلك الضغوط التي مارستها الواليات املتحدة<br />
االأمريكية على الدول الضعيفة والصغرية يف االأمم املتحدة، حلملها على تاأييد قرار التقسيم<br />
لعام 1947م، ومن هذه الدول: هايتي، وليبرييا، وسيام، والفلبني، وبورما، حيث هددت<br />
اأمريكا هذه الدول بعدم التعامل معها اقتصادياً اإن مل تستجب للضغط االأمريكي، ولن<br />
تشرتي الواليات املتحدة املطاط من ليبرييا على سبيل املثال ال احلرص، وعدم استعداد<br />
بريطانيا لتحمل مسوؤولياتها جتاه التزاماتها نحو العرب، واإعالنها املفاجئ االنسحاب من<br />
فلسطني دون االشرتاك يف تقرير مصريها. )عبد احلي 78(. 1999:<br />
على اأن القرار فرض على اإرسائيل العديد من االلتزامات، ورغم التحفظات على القرار
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
بكل اأبعاده، فاإنه سُ جل كوثيقة حددت حدود دولة اإرسائيل بالتفصيل واأرفقتها بخرائط<br />
تبني احلدود، كما نصت املادة الثانية من الفصل الثاين من القرار رقم 181 على مبداأ<br />
حماية االأرض من املصادرة اإال لالأغراض العامة. )النمورة 97(. 2003: اإال اأننا نرى<br />
اإرسائيل من اأول الدول التي حتايلت على املنظمة الدولية، ورضبت بهذه النصوص عرض<br />
احلائط، خاصة فيما يتعلق مبصادرة االأراضي الأغراض االستيطان، والتي تستويل عليها<br />
صباح مساء.<br />
اأما من الناحية الدولية، فاإننا نرى الدول التي كانت حريصة على استصدار القرار<br />
تتحول برسعة كبرية يف تضييق الشق اخلاص باجلانب العربي، خاصة الواليات املتحدة،<br />
بعد اأن ضمنت مصادقة االأمم املتحدة على اإقامة الدولة اليهودية، فبداأت يف اتخاذ<br />
االإجراءات التي حتول دون قيام االأمم املتحدة بتنفيذ الشق الثاين من القرار، وهو اإقامة<br />
الدولة الفلسطينية يف املساحة املخصصة لها مبوجب القرار نفسه واأخذت تطالب مبرشوع<br />
وصاية على فلسطني بهدف املماطلة والتسويف. )النمورة 98( 2003،<br />
اأياً كانت سلوكيات الدول العظمى، فاإن قرار التقسيم يعد قراراً ظاملاً بالنسبة للشعب<br />
الفلسطيني يف الشكل واملضمون، وكذلك من الناحية القانونية، اإال اأننا لو جتاوزنا الناحية<br />
القانونية، فاإنه يخلو من العدالة يف الكم والكيف، اأي يف كمية االأرض التي اأعطاها للدولة<br />
اليهودية وهي 56.4 مقارنةً مبا ميلكه اليهود.<br />
وكذلك االأمر بالنسبة اإىل جودة االأرض، حيث اشتمل اجلزء اليهودي على السهل<br />
الساحلي والسهول اخلصبة االأخرى، واالأراضي املروية يف طربيا واحلولة، بينما اشتملت<br />
املنطقة العربية على مناطق جبلية قاحلة واأراضٍ غري مروية. )النمورة 96(. 2003:<br />
احنياز األمم املتحدة:<br />
لقد ظهر من خالل تتبع دور االأمم املتحدة بساأن قرار التقسيم انحيازٌ واضحٌ ضد<br />
القضايا العربية، وذلك من خالل تنصيب االأمم املتحدة من نفسها جلنة خاصة لبحث<br />
املرشوع يف 3 كانون اأول 1947م، حيث عقدت 34 اجتماعاً بني 25 اأيلول – 25 ترشين<br />
ثاين عام 1947م، ورفضت اجلمعية العامة اقرتاحاً بدعوة حمكمة العدل الدولية لتقرير<br />
صالحية االأمم املتحدة يف النظر يف تقسيم فلسطني باأغلبية 25 ضد 18، وامتناع 11<br />
عضواً عن التصويت، وقيام 21 دولة بالتصويت مقابل 20 دولة، على اأن يكون لالأمم<br />
املتحدة صالحية التوصية بتطبيق قرار التقسيم دون حاجة ملوافقة اأكرثية شعب فلسطني.<br />
)صالح .)438 :2003
التراجع الرسمي في قرارات األمم املتحدة جتاه القضية<br />
الفلسطينية منذ نشأتها حتى حرب أكتوبر 1973<br />
د. نعمان عاطف عمرو<br />
تعد حالة التصويت هذه خمالفة ملبادئ االأمم املتحدة، والأبرز املواثيق التي قامت<br />
عليها، وهي حق تقرير املصري، االأمر الذي يعكس املصالح على االأرض، ونفوذ الدول<br />
الكربى، وليس مصالح الشعوب يف حتقيق العدل واملساواة وتقرير املصري، وال حيادية<br />
املنظمة الدولية.<br />
اأما بعد قيام دولة اإرسائيل واحتاللها اأراضي تزيد عما هو خمصص لها يف قرار<br />
التقسيم، فقد ظهر انحياز اآخر، الأن االأمم املتحدة والدول العظمى مل تعمل على اإلزام دولة<br />
اإرسائيل بالعودة اإىل احلدود املقرتحة يف قرار التقسيم وفق اتفاقية الهدنة. وعجزت الدول<br />
العظمى واالأمم املتحدة عن املساعدة يف اإقامة الدولة العربية يف احلدود املخصصة لها،<br />
بل اإنها كانت معوقة الإقامة هذه الدولة. )صالح 440(. 2003،<br />
تدخلت االأمم املتحدة يف منتصف عام 1949م للتعامل مع النتائج املرة التي جنمت<br />
عن خطة السالم التي اأقرتها عام 1947م، فاتخذت قراراً مركزياً يف تهميش البعد السياسي<br />
للقضية الفلسطينية وحتويلها اإىل قضية اإنسانية عندما استبعدت منظمة الالجئني الدولية<br />
من التعامل مع مشكلة الالجئني الفلسطينيني، وقامت بتشكيل وكالة خاصة بالالجئني<br />
الفلسطينيني )بابيه 2007.263(، وكانت اإرسائيل و املنظمات اليهودية وراء اتخاذ هذا<br />
القرار من اأجل عدم اإيجاد مقارنة بني جلوء اليهود يف اأوروبا وحالة اللجوء الفلسطيني،<br />
وبخاصة اأن منظمة الالجئني الدوليني هي التي ساعدت الالجئني اليهود بعد خروجهم من<br />
اأوروبا.<br />
ومن ناحية اأخرى، فاإن وكالة اإغاثة وتشغيل الالجئني الفلسطينيني مل يكن يف اأولويات<br />
برناجمها اإعادة هوؤالء الالجئني، بل اكتفت بتسهيل عملية تقدمي اخلدمات االإنسانية لهم،<br />
وحاولت دجمهم يف املخيمات املضيفة بعد تاأهيلهم. وبذلك تكون االأمم املتحدة قد ساهمت<br />
يف حتويل القضية الفلسطينية بعد قيام اإرسائيل التي قبلت االأمم املتحدة عضويتها بعد<br />
عام تقريباً من اإعالن ميثاقها يف 11 اأيار 1949م اإىل جمرد قضية فرعية تنحرص مبشكلة<br />
الالجئني، ترعاهم وكالة اإغاثة، وكان ذلك بسبب ضغط الدول الكربى يف االأمم املتحدة منذ<br />
دورتها الثانية )عبد احلي 80:1999(.<br />
اأما يف بداية اخلمسينيات من القرن املاضي، فقد انشغلت االأمم املتحدة بتفصيالت<br />
الهدنة، وفك االشتباك، وتاأهيل الالجئني، واحلصول على ميزانيات الإغاثتهم، مما جعلها<br />
تساهم بشكل فعال يف تثبيت الوضع القائم، واملساهمة يف تعطيل اإقامة الدولة الفلسطينية،<br />
اأو حل القضية الفلسطينية. لذلك فاإن هناك العديد من الدالالت القوية على تراجع دور االأمم<br />
املتحدة من اأهمها:<br />
.1خمالفة 1 القرار الأهم اأهداف املنظمة وهو حق الشعوب يف تقرير مصريها.<br />
.2اجلمعية 2 العامة ال متلك احلق القانوين بالترصف باأي اإقليم نحو الوصاية اأو االنتداب، بل
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
اإن نظام الوصاية هو متهيد حلصول البلد على االستقالل.<br />
.3ال 3 يحق لهيئة االأمم املتحدة، اأو الأي هيئة اأخرى تقسيم اإقليم دون رغبة سكانه االأصليني.<br />
.4يعترب 4 قرار اجلمعية العامة توصية غري ملزمة، واأن موازين القوى على االأرض قد حولته<br />
اإىل قرار ملزم يفتقر اإىل العدالة ولو بشكل جديل. )صالح 446:2003(. كما عجزت االأمم<br />
املتحدة والدول العظمى عن فرض النظام اخلاص بالقدس وتبعيتها لالأمم املتحدة<br />
بحجج وذرائع خمتلفة، من ضمنها عدم تعاون الدول ذات العالقة يف السيادة على<br />
االأرض املخصصة، يف اإشارة اإىل االأردن واإرسائيل، االأمر الذي يشري اإىل اأن االأمم املتحدة<br />
استجابت لسياسة الدول العظمى ومصاحلها، يف تبنيها لوجهة نظرها بقبول قيام دولة<br />
الكيان االإرسائيلي، واإعطائها رشعية دولية، وتوفري االأجواء املناسبة لها، لتمكينها من<br />
االستمرار، من خالل عدم مناقشتها لالأمور اجلوهرية، وانرصاف تلك الدول يف االإعداد<br />
لتقوية هذه الدولة واحلفاظ على اأمنها بالتوايل، وبرز هذا من خالل سلوك فرنسا واأمريكا<br />
بعد بريطانيا، بل اإن جزءاً من دول الكتلة الرشقية ساهم يف ذلك اأيضاً.<br />
ويظهر توافق الدول العظمى يف اخلطوط العريضة للسياسة العامة مبا يتعلق بدولة<br />
اإرسائيل، وعدم جدية اأي طرف يف تبني القضية العربية، سواء اأكان ذلك من خالل عدم<br />
الرغبة، اأم عجز الدول العربية عن تسويق وجهة نظرها وربطها مبصالح الدول العظمى.<br />
كانت القضية الثانية التي تطرقت اإليها اجلمعية العامة لالأمم املتحدة يف السنوات<br />
االأوىل لنساأتها هو القرار 194 الذي اتخذ يف الدورة الثالثة بتاريخ 11 كانون اأول 1948م،<br />
والذي نص على اإنشاء جلنة حتقيق تابعة لالأمم املتحدة، وتقرير وضع القدس يف نظام دويل<br />
دائم، وتقرير حق الالجئني يف العودة اإىل ديارهم، يف سبيل تعديل االأوضاع، بحيث تودي<br />
اإىل حتقيق السالم يف فلسطني يف املستقبل. )موؤسسة الدراسات الفلسطينية 13(. 1993<br />
ويتضح من القرار اأنه جاء بعد دراسة اجلمعية العامة لالأمم املتحدة للحالة يف فلسطني من<br />
جديد، واأثنت على اجلهود اخلاصة التي بذلها الوسيط الدويل الراحل الكونت برنادوت* قبل<br />
قتله من قبل العصابات اليهودية، واعتربت االأمم املتحدة اأنه ضحى من اأجلها، وتقدمت<br />
بالشكر اإىل الوسيط بالوكالة وموظفي االأمم املتحدة.<br />
وهدف القرار اإىل اإنشاء جلنة حتقيق تابعة لالأمم املتحدة لتكوين جلنة وساطة من<br />
الواليات املتحدة وفرنسا وتركيا، وحددت من قبل االأعضاء الدائمني يف جملس االأمن.<br />
)العقاد 435(، 1983: ومن االأهداف التي حددت اإىل اللجنة املصاحلة والتطبيع، واإعادة<br />
الالجئني، وقامت اللجنة بالفعل بدعوة دولة اإرسائيل يف اأواخر عام 1949م لقبول عودة<br />
* 1 )1( الكونت برنادوت دبلوماسي سويدي اختارته األمم المتحدة بعد قرار التقسيم واندالع المواجهات بين العرب<br />
واليهود ليكون وسيطاً دولياً بين العرب واليهود، عام 1948، قدم عدة مقترحات للسالم في الشرق األوسط، تم اغتياله في<br />
القدس على يد عصابة اشتيرن اليهودية في 7 أيلول عام 1948.
التراجع الرسمي في قرارات األمم املتحدة جتاه القضية<br />
الفلسطينية منذ نشأتها حتى حرب أكتوبر 1973<br />
د. نعمان عاطف عمرو<br />
100.000 الجئ مقابل احلصول على صلح مع العرب، اإال اأن اإرسائيل رفضت هذا العرض،<br />
وهذا يوؤكد اأن القرار 194 اعترب العودة حقاً واجب التنفيذ، ويتوقف على االختيار احلر<br />
لالجئ، وهو ليس منة من اأحد، بل هو حق فردي، ال ميكن الترصف به اأو منعه اأو حجبه، كما<br />
يعني العودة اإىل الوطن عودة بكامل احلقوق املدنية والسياسية. )صالح 442(. 2003:<br />
ومعً اأن الدول العربية تعاملت باإيجابية مع اللجنة، فاإن التطورات املتسارعة يف<br />
املوقف الدويل كانت توؤكد حتيز هذه الدول ومنظمة االأمم املتحدة، خاصة عندما اأعلنت<br />
الواليات املتحدة االأمريكية وبريطانيا وفرنسا يف 25 اأيار عام 1950م عن استعدادها<br />
حلماية حدود اإرسائيل، االأمر الذي كشف عن النوايا احلقيقية لهذه الدول جتاه املساألة،<br />
رغم اأن اإرسائيل معتدية وتستويل على %23 من االأراضي املخصصة للدولة العربية حسب<br />
قرار التقسيم.ولالطالع على نص القرار كامالً باالإمكان الرجوع اإىل: )موؤسسة الدراسات<br />
الفلسطينية 1993، املجلد االأول 74-47، 19+18(.<br />
وعقدت اللجنة موؤمتراً يف لوزان يف 26 نيسان 1949م، حيث وافق الكيان الصهيوين حتت<br />
الضغط على بروتوكول لوزان، الذي حتدث عن سبب فض النزاع من خالل التقسيم وحدوده مع<br />
بعض التعديالت التي تقتضيها اعتبارات فنية، وتدويل القدس، وعودة الالجئني، وحقهم يف<br />
الترصف باأموالهم واأمالكهم، وحق التعويض ملن ال يرغب. )املجدوب 146: 1990: ج6(<br />
وتعد قرارات موؤمتر لوزان منسجمة بشكل كبري مع اأهم البنود التي اشتمل عليها القرار<br />
194، خاصة ما ورد يف املادة احلادية عرشة بخصوص الالجئني، وهي مساألة مل تكن<br />
مطروحة عند صدور قرار التقسيم عام 1947م، فقد نصت املادة على حق الالجئني يف العودة<br />
اإىل ديارهم اإذا رغبوا يف ذلك، ومن مل يرغب منهم يف العودة، وكانت له اأموال وممتلكات يف<br />
املناطق التي اآلت اإىل اإرسائيل فله حق التعويض عنها. )العقاد 435(. 1983، ومن اجلدير<br />
بالذكر اأن املجموعة االأوروبية اأيدت قرار التقسيم باستثناء بريطانيا التي امتنعت عن<br />
التصويت كما ذكرت سابقاً، بينما اأيدت جميع املجموعة االأوروبية قرار 194 لعام 1948م<br />
اخلاص بحق العودة. )االأزعر 118(. 1986: ومن املالحظ اأن دولة اإرسائيل قبلت برتوكول<br />
لوزان لعام 1949م، من اأجل ضمان قبولها عضواً يف هيئة االأمم املتحدة. وبعد قبولها<br />
تنكرت له، ورفضت عودة الالجئني، وربطت عملية حل مشكلة الالجئني بعقد صلح مع العرب،<br />
من خالل املفاوضات مع كل دولة عربية على انفراد. )املجدوب 146( 1990:<br />
ومن الالفت للنظر توجه الدبلوماسية العربية نحو طرح قضية الالجئني من خالل<br />
بعدها االإنساين، كي تستعطف الراأي العام العاملي واإحراج اإرسائيل، االأمر الذي اأظهرها<br />
على اأنها قضية خارسة، حيث جرى التاأكيد على القرار يف اجلمعية العامة وبشكل سنوي،<br />
والتاأكيد عليه كان يعني استمرار اإرسائيل يف حتديها للقرارات الدولية، ومن جهة اأخرى<br />
كان يعني التمسك بالفرع وترك االأصل، خاصة واأن قضية فلسطني ليست قضية الجئني،
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
•<br />
•<br />
بل اإن اللجوء هو نتاج عملية االحتالل واالضطهاد والترشيد، ويف حالة التمسك باالأصل<br />
وحل املشكلة االأساسية ذات الطابع السياسي والتخلص من االستعمار واالضطهاد باإزالة<br />
اأثاره، فاإن ذلك يعني تلقائياً انتهاء مشكلة الالجئني.<br />
أوالً: قرار جملس األمن رقم 242 الصادر بتاريخ 22 تشرين الثاني نوفمرب 1967م لذي ينص على<br />
إقرار مبادئ سالم عادل ودائم يف الشرق األوسط:<br />
»اإن جملس االأمن اإذ يعرب عن قلقه املستمر بساأن الوضع اخلطر يف الرشق االأوسط،<br />
واإذ يوؤكد عدم جواز االستيالء على االأراضي باحلرب، واحلاجة اإىل العمل من اأجل سالم دائم<br />
وعادل، تستطيع كل دولة يف املنطقة اأن تعيش فيه باأمان، واإذ يوؤكد اأيضاً اأن جميع الدول<br />
االأعضاء بقبولها ميثاق االأمم املتحدة قد التزمت بالعمل وفقاً للمادة )2( من امليثاق:<br />
1يوؤكد . 1 اأن تطبيق مبادئ امليثاق يتطلب اإقامة سالم عادل ودائم يف الرشق االأوسط،<br />
ويستوجب تطبيق كلٍّ من املبداأين التاليني:<br />
انسحاب القوات املسلحة االإرسائيلية من اأراضٍ احتلتها يف النزاع االأخري.<br />
اإنهاء جميع اإدعاءات اأو حاالت احلرب، واحرتام واعرتاف بسيادة ووحدة اأراضي<br />
كل دولة يف املنطقة واستقاللها السياسي، وحقها يف العيش بسالم ضمن حدود<br />
اآمنة ومعرتف بها، حرة من التهديد بالقوة اأو استعمالها.<br />
. 2يوؤكد اأيضاً احلاجة<br />
ضمان حرية املالحة يف املمرات املائية الدولية يف املنطقة<br />
•حتقيق تسوية عادلة ملشكلة الالجئني.<br />
ضمان حرية االأراضي واالستقالل السياسي لكل دولة يف املنطقة، عن طريق<br />
اإجراءات من بينها اإقامة مناطق جمردة من السالح.<br />
يطلب من االأمني العام تعيني ممثل خاص ليتوجه اإىل الرشق االأوسط، كما يجري<br />
اتصاالت بالدول املعنية، ويستمر فيها بغية اإيجاد اتفاق ومساعدة يف اجلهود<br />
لتحقيق تسوية سلمية ومقبولة، وفقاً الأحكام هذا القرار ومبادئه.<br />
2 اإىل:<br />
. •<br />
•<br />
•<br />
•<br />
يطلب من االأمني العام اأن يرفع تقريراً اإىل جملس االأمن بساأن تقدم جهود املمثل<br />
اخلاص يف اأقرب وقت ممكن. )نص القرار منقول عن موؤسسة الدراسات الفلسطينية،<br />
1974م، 198(.<br />
تبنى جملس االأمن هذا القرار يف جلسته رقم 1382، باإجماع االأصوات.<br />
لقد عقد جملس االأمن بعد حرب حزيران 1967م، بناءً على طلب مرص الذي تقدمت به<br />
يف 7 ترشين االأول 1967م، من اأجل النظر يف االأوضاع املتفجرة يف الرشق االأوسط، بعد<br />
االعتداءات االإرسائيلية وحرب حزيران. )عبد الهادي 265(. 1975: وعقد املجلس بعد يومني<br />
من الطلب املرصي، اأي يف 9 ترشين االأول، وحرض ممثلون عن االأردن وسوريا واإرسائيل
التراجع الرسمي في قرارات األمم املتحدة جتاه القضية<br />
الفلسطينية منذ نشأتها حتى حرب أكتوبر 1973<br />
د. نعمان عاطف عمرو<br />
1 .<br />
مناقشات املجلس، دون اأن يكون لهذه الدول حق التصويت، حيث تقدمت جمموعة من الدول<br />
مبشاريع قرارات كان اأهمها املرشوع املقدم من كل من اأمريكا وبريطانيا، واعتمد املرشوع<br />
الربيطاين ليصبح القرار 242.)عبد الهادي 265(، 1965: وكان هذا القرار من صياغة اللورد<br />
كرادون، الذي اأقره جملس االأمن باالإجماع، وعرف بقرار 242. )جبارة 351(. 1998:<br />
يعد هذا القرار منذ صياغته االأوىل اإىل ترجمته على االأرض قراراً استعمارياً، اأتى يف<br />
سياق اإرادة الدول االستعمارية املوؤيدة لدولة اإرسائيل، وذلك من اأجل تثبيت االأمر الواقع<br />
بعد االنتصار الساحق الذي حققته دولة اإرسائيل يف فرتة وجيزة جداً على الدول العربية<br />
جمتمعة، وهذا يعني اأن هذه الدول اأرادت الضغط على الدول العربية، من اأجل اإنهاء حالة<br />
احلرب، وقبول هذه الدول باإرسائيل ضمن حدود اآمنة، ومن اأهم ما ورد يف القرار اأنه كان<br />
اأسواأ من ترصيح بلفور، ومن قرار التقسيم، اللذين اعرتفا بالشعب الفلسطيني، يف حني اأن<br />
قرار 242 اأهمل الشعب الفلسطيني بشكل كامل. )عبد الهادي: 276(. 1975: وجاء ليكرس<br />
املكاسب االإرسائيلية ويوؤكد حقها يف املرور باملمرات املائية عندما اعتربها ممرات دولية،<br />
كما اشتمل على غموض عميق بالنسبة اإىل االنسحاب، واقترصت القضية الفلسطينية على<br />
اأنها قضية الجئني. )شكري 26(. 1990: حيث مازالت القضية تعاين من هذا الغموض،<br />
خاصة ما جاء يف النص االإجنليزي للقرار باإزالة األ التعريف، والرتكيز على االنسحاب من<br />
اأراضٍ ، بعكس النص الفرنسي الذي يوؤكد على االأراضي )جبارة 351(. 1998:<br />
ومن مظاهر الرتاجع االأخرى اأن قرار 242 اأعفى اإرسائيل من املسوؤولية التي األزمتها<br />
بها قرارات سابقة، بالرغم من اإجحافها مثل قرار التقسيم، وحتى ترصيح بلفور، حيث كان<br />
هذا القرار هو االأسواأ بني هذه القرارات،وخاصة فيما يتعلق بحقوق العرب الذين يخضعون<br />
حتت سيطرة دولة اإرسائيل. كما اأعطى هذا القرار الإرسائيل صك غفران عن جميع اجلرائم<br />
التي ارتكبتها، واأصبحت تعامل على قدم املساواة مع الدول العربية، اأي اأن هذا القرار<br />
ساوى بني اجلالد والضحية، بل اأعطى اجلالد مزيداً من احلق واحلرية، وهو يعترب سابقة<br />
خطرية يف النظام الدويل، ومبثابة تراجع واضح عن جميع القرارات السابقة التي اتخذتها<br />
هيئة االأمم املتحدة، ووقوف الدول العظمى لتربير اأعمال املعتدي، وتسهل له االإجراءات،<br />
من خالل موازين القوى التي جتاهلت وجود شعب مضطهد واأراضيه حمتلة. )عبد الهادي<br />
.)275:1975<br />
ومل يقترص قرار جملس االأمن على جتاهل حقوق الشعب الفلسطيني بل جتاوزها، وذلك<br />
من خالل تعاطيه مع الدولة املعتدية، واإن املتمعن يف نصوص القرار يرى اأنها متماشية<br />
اإىل حد كبري مع اأهداف اإرسائيل من احلرب ومن اأهمها:<br />
1 فك العزلة االقتصادية.<br />
2استنفار . 2 طاقات اليهود يف العامل ملقاومة انخفاض الهجرة.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
3فرض . 3 صلح على العرب مستغلة قدراتها العسكرية التي بنيت من قبل الدول<br />
االستعمارية، وجر الدول العربية اإىل حرب قبل متكنها من بناء قدراتها العسكرية<br />
)موؤسسة الدراسات الفلسطينية 235:1983(.<br />
حتليل نقاط قرار 242 مبقارنته بأهداف إسرائيل من احلرب:<br />
اأوالً: من اجلانب السياسي هدفت اإرسائيل اإىل االنتهاء من حالة احلرب الدائمة، وما<br />
تفرضه عليها من تبعات اقتصادية وسياسية.<br />
وقد نص القرار على اإقامة سالم عادل ودائم يف الرشق االأوسط، وهذا يستوجب تطبيق مبداأين:<br />
- أانسحاب القوات املسلحة االإرسائيلية من اأراضٍ احتلتها يف النزاع االأخري، ومل حتُ دد<br />
هذه االأراضي، بل تركت للمناورة يف املفاوضات السياسية، كون مساحة العمل<br />
السياسي ستتاأثر اإيجابياً مبجريات العمليات العسكرية على االأرض، خاصة واأنها<br />
بيئة يهودية متعاطفة وداعمة لدولة اإرسائيل، وبيئة دولية منبهرة مبا حققته هذه<br />
الدولة من انتصارات على جميع الدول العربية، االأمر الذي هياأها الأن تكون لها وظيفة<br />
احلفاظ على مصالح الدول االستعمارية يف املنطقة يف االإطار العملي، وليس فقط<br />
يف اإطارها النظري.اإن حرب حزيران 67 نقلت دولة اإرسائيل يف املجال الدويل من<br />
دولة ضعيفة وحمارصة وتشكل عبئاً على حلفائها اإىل دولة قادرة على الدفاع عن<br />
نفسها، وتستطيع املحافظة على مصالح حلفائها يف منطقة الرشق االأوسط، وبداأ<br />
التحول الدويل لتبني وجهة النظر االإرسائيلية، وحماوالت العامل اإقناع الدول العربية<br />
بالرضوخ لالأمر الواقع.<br />
- باأما املبداأ الثاين فينص على اإنهاء جميع اإدعاءات اأو حاالت احلرب، واحرتام واعرتاف<br />
بسيادة ووحدة اأراضي كل دولة يف املنظمة واستقاللها السياسي، وحقها يف العيش<br />
بسالم ضمن حدود اآمنة حرة من التهديد بالقوة واستعمالها. ففي هذه النقطة تاأكيد<br />
للمطلب االإرسائيلي، الذي حدد بهدف اإنهاء حالة احلرب وفرض رشوط السالم على<br />
الدول العربية، بل جتاوز ذلك باإعطاء رشعية وجود دولة اإرسائيل على االأراضي<br />
العربية، وحقها يف العيش بسالم، وبحدود اآمنة ودائمة ومعرتف بها ؛ اأي اأن هناك<br />
فرض اأمر واقع على الدول العربية، التي حاولت-حسب ادعاءات املوؤسسة الدولية<br />
وموازين القوى االستعمارية التي تاأثرت بالدعاية الصهيونية املغرضة - اإبادة<br />
اإرسائيل ورميها يف البحر، وجتاهلت بدورها االستفزازات االإرسائيلية قبل احلرب، من<br />
اأجل جر الدول العربية اإىل مواجهة غري معد لها، من اأجل حتقيق نرص اإضايف يساهم<br />
يف تعزيز وجودها وحتقيق اأهدافها.<br />
واإننا نالحظ اأن قرار جملس االأمن 242 يراعي جميع االأهداف االإرسائيلية من احلرب،<br />
وهذا يفرس موازين القوى على االأرض، ومدى تراجع دور االأمم املتحدة عن حتقيق اأهدافها،
التراجع الرسمي في قرارات األمم املتحدة جتاه القضية<br />
الفلسطينية منذ نشأتها حتى حرب أكتوبر 1973<br />
د. نعمان عاطف عمرو<br />
بل حتقق مصالح الدول العظمى، التي اأيدت وبشكل كلي اجلانب االإرسائيلي، متخليةً بذلك<br />
عن اأهدافها وميثاقها وحياديتها.<br />
اأما من الناحية االقتصادية، فاإن مساحات االأراضي التي احتلت يف الضفة الغربية<br />
والقدس العربية واجلوالن السوري وسيناء املرصية، فتحت جماالت اقتصادية مل يسبق<br />
لدولة اإرسائيل اأن حلمت بها، كما فتحت املجاالت اأمام الروح املعنوية اليهودية، سواء اأكان<br />
ذلك على املستوى الداخلي، مما اأوجد شهية لبناء مستوطنات جديدة، بهدف التوسع، منها<br />
ما هو اقتصادي، ومنها ما هو سياسي اأيدلوجي، وكذلك االأمر بالنسبة للنقاط العسكرية، اأم<br />
من الناحية اخلارجية حيث اأثرت اأيدلوجياً على كثري من احلركات واالأحزاب اليهودية، مما<br />
اأدى اإىل مزيد من الدعم لدولة اإرسائيل، وتزايد الهجرة اليهودية اإليها.<br />
اإن من اأخطار القرار 242 املبارشة اأنه قبل اإرسائيل كدولة ذات سيادة يف املنطقة<br />
بال حتفظ، وربط بني التزام الدول العربية وعضويتها يف املنظمة الدولية بصورة مساعدة<br />
الإرسائيل، كما ضمن الإرسائيل حقها يف السيادة واالأمن واالستقالل. )عبد الهادي 275(. 1975:<br />
ونظراً النحياز جملس االأمن والقوى االستعمارية العظمى جتاه دولة اإرسائيل املعتدية،<br />
وتاأثرها مبوازين القوى على االأرض، فقد كان عمق الرتاجع يعرب عن عمق الهزمية العربية<br />
وعجزها، وقناعة الدول االستعمارية الكربى اأن دولة اإرسائيل اأصبحت من القوة مما ميكنها<br />
من حتقيق الوظيفة التي اأنشئت من اأجلها، وتسابقت هذه الدول يف التقرب من هذه الدولة،<br />
واالنبهار مبا حققته خالل فرتة وجيزة من اإقامتها.<br />
لذلك جاء املوقف الفلسطيني الرافض واملوقف العربي املنقسم، ففي بيان للهيئة<br />
العربية العليا رفضت الهيئة القرار، واعتربته تصفيةً للقضية الفلسطينية، واإضفاءً للصفة<br />
الرشعية على الدولة املحتلة، كما استنكرت الهيئة العربية العليا اعرتاف القرار بدولة<br />
اإرسائيل واستقاللها وسيادتها ووحدة اأراضيها، ومييل اإىل اإجبار العرب على التنازل<br />
عن حقهم يف فلسطني، واالعرتاف برشعية سيطرة اإرسائيل على %80 من اأرض فلسطني.<br />
)عبد الهادي 269(.ومن 1975: ناحية اأخرى اأصدرت م.ت.ف بياناً يف 23 ترشين الثاين<br />
1967م يرفض قرار جملس االأمن بشدة )عبد الهادي 266( 1975: وذلك لالأسباب ذاتها،<br />
ولكن بلغة اأكرث جدية وتفصيالً.<br />
وتعد مرحلة ما بعد صدور قرار 242 من املراحل الأصعب التي مرت بها القضية<br />
الفلسطينية والقضايا العربية، وذلك لأسباب عدة من اأهمها:<br />
.1االنحياز 1 االأمريكي املطلق الإرسائيل.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
.2التخلي 2 عن البيان الثالثي لعام 1950م وبشكل علني وجريء.<br />
.3تغاضي 3 اأمريكا والدول االستعمارية عن االحتالل.<br />
.4انتهاج 4 اأمريكا والدول االستعمارية العظمى سياسة جديدة تقوم -بدالً من الطلب من<br />
اإرسائيل االنسحاب بال رشوط -على مقايضة االأراضي التي احتلت باالعرتاف بارسائيل.<br />
)شكري 25(. 1990: كما حتولت السياسة االأمريكية من احلديث عن ضمان اأمن الفريقني<br />
املتنازعني، والسالم االإقليمي بصفتها الدولة ذات النفوذ االأكرب يف هيئة االأمم املتحدة<br />
وجملس االأمن اإىل احلفاظ على اأمن اإرسائيل وسالمتها وحدودها، وكاأن مصاحلها<br />
مرتبطة مع دولة اإرسائيل فقط، وقد يكون ذلك بسبب العجز العربي عن تقرير مصريه<br />
ومصاحله ضمن املصالح املتبادلة مع الدول االستعمارية العظمى. وكانت املوؤرشات<br />
لذلك، الدعم الالحمدود لدولة اإرسائيل، سواء اأكان ذلك من خالل الدعم السياسي يف<br />
املحافل الدولية واالإقليمية، اأم العسكري من خالل تزويد جيش اإرسائيل باأحدث االأسلحة<br />
الهجومية، اأم الدعم االقتصادي الذي مكنها من اإقامة اقتصاد قوي، وبناء مستعمرات<br />
يف االأراضي التي احتلت هي اأقرب اإىل املدن من املستعمرات الصغرية، ومستوى الرفاه<br />
الذي مر به شعب دولة اإرسائيل من خالل الدعم االقتصادي الالحمدود.<br />
وبداأت السياسة اخلارجية االأمريكية مبادئ جديدة للسالم يف الرشق االأوسط، مستندة<br />
اإىل نتائج حرب حزيران، وظهرت كذلك مصطلحات مماثلة اأهمها مصطلح احلدود االآمنة اأو<br />
احلدود التي يسهل الدفاع عنها، والذي استخدم الأول مرة بعد حرب حزيران. )شكري 1990:<br />
26(. ومن املوؤرشات التي جعلت اإرسائيل تتمادى يف العدوان، القرار الذي اتخذته الكنيست<br />
االإرسائيلية بضم القدس الرشقية اإىل القدس الغربية، واإعالن القدس املوحدة عاصمة لدولة<br />
اإرسائيل االأبدية. )جبارة 350(. 1998: ولوال الدعم االأمريكي واالستعماري ملا اأقدمت<br />
اإرسائيل على هذه اخلطوة، واإن سكوت جملس االأمن على هذا القرار، هو موؤرش اآخر على<br />
تراجع موقفه من القضية الفلسطينية.<br />
ولسنا بحاجة اإىل الكثري من اجلهد لتبيان حتيز املوؤسسة الدولية، اإذ اإنها اتخذت القرار<br />
بعد ستة اأشهر من عدوان اإرسائيل، بهدف السماح لها بتعزيز انتصارها، وحماولة للضغط<br />
على الدول العربية للتوجه للمفاوضات املبارشة، من اأجل اإنهاء الرصاع، وفرض صلح<br />
على العرب، متاأثراً مبا حتققه تلك احلرب من نتائج على االأرض، اأي صلح يفرضه املنترص<br />
على املهزوم وهو يف غمرة الهزمية.
التراجع الرسمي في قرارات األمم املتحدة جتاه القضية<br />
الفلسطينية منذ نشأتها حتى حرب أكتوبر 1973<br />
د. نعمان عاطف عمرو<br />
ثانياً: قرار جملس األمن رقم 338 لعام 1973م:<br />
صدر يف اجللسة املنعقدة بتاريخ 22 ترشين االأول 1973م، وكان القرار على شكل<br />
طلب لوقف اإطالق النار، والدعوة اإىل تنفيذ قرار 242 بجميع اأجزائه.<br />
نص قرار جملس األمن:<br />
1)يدعو . 1 جميع االأطراف املشرتكة يف القتال الدائر حالياً اإىل وقف اإطالق النار بصورة<br />
كاملة، واإنهاء جميع االأعمال العسكرية فوراً يف مدة ال تتجاوز 12 ساعة من حلظة<br />
اتخاذ هذا القرار، ويف املواقع التي حتتلها االآن(.<br />
2يدعو 2. جميع االأطراف املعنية اإىل البدء فوراً بعد وقف اإطالق النار بتنفيذ قرار جملس<br />
االأمن 242 لعام 1967م بجميع اأجزائه.<br />
3يقرر . 3 اأن تبداأ فور وقف اإطالق النار وتتخلله مفاوضات بني االأطراف املعنية حتت<br />
االإرشاف املالئم بهدف اإقامة سالم عادل ودائم يف الرشق االأوسط. )موؤسسة الدراسات<br />
الفلسطينية )69 :1993<br />
لقد تبنى جملس االأمن هذا القرار يف جلسته رقم 1747 ب 14 صوتاً مقابل ال شيء،<br />
والدول التي اأيدت القرار هي اأسرتاليا، النمسا، فرنسا، غينيا، الهند اندونيسيا، كينيا، بنما،<br />
بريو، السودان، االحتاد السوفيتي، الواليات املتحدة االأمريكية، يوغوسالفيا. )موؤسسة<br />
الدراسات الفلسطينية 67(. 1993: ويالحظ من الدول التي اأيدت القرار اأنه ال يوجد من<br />
بينها ما هو على اطالع مبارش بالقضية الفلسطينية اأو الواقع العربي، باستثناء السودان،<br />
التي ال يوجد لها تاأثري قوي على السوؤون الدولية. ويظهر من خالل استعراض اأسماء الدول<br />
ذات الساأن والوزن يف جملس االأمن، اأنها من الدول الداعمة لدولة اإرسائيل.<br />
وعلى غري العادة انعقد جملس االأمن على عجل واتخذ قراره بوقف اإطالق النار يف الوقت<br />
الذي كانت احلرب فيه ما زالت دائرة، وبهذا يكون املجلس قد نفذ رغبة الدول االستعمارية<br />
الكربى التي فتحت جرساً جوياً الإمداد دولة اإرسائيل باالأسلحة، بل ذهب بعضهم اإىل اأن<br />
الدبابات التي قاتلت على اجلبهة السورية كانت من مستودعات اجليش االأمريكي، وها<br />
هي هنا تستكمل هذا اجلهد بجهد سياسي عظيم من خالل اإعطاء فسحة لدولة اإرسائيل<br />
للمناورات السياسية مرة اأخرى حينما ساعدت على وقف فوري الإطالق النار.<br />
ومل يتخلَّ القرار اجلديد عن تاأكيده ملا جاء يف قرار 242، بل اأسواأ منه يف بعض<br />
االأحيان، االأمر الذي يشكل تراجعاً اآخر، واإخراجاً للقضية الفلسطينية من مضمونها
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
السياسي. ونالحظ اأن قراري جملس االأمن 338 242، يشكالن رافعة واحدة من اأجل تثبيت<br />
اأمن اإرسائيل، وفرض السالم على الدول العربية، وتصفية القضية الفلسطينية، وحتويلها<br />
اإىل قضية اإنسانية فقط.<br />
ان الظروف الدولية التي رافقت صدور قرار جملس االأمن 242، كانت موؤيدة بشكل<br />
قوي وداعمة للموقف االإرسائيلي، خاصة بعد االنتصار الذي حققته يف حربها اخلاطفة عام<br />
1967، واأدى انهيار اجلبهة العربية من الناحية العسكرية اإىل تبلور موقف دويل ساهم يف<br />
فرض اإرادة القوي على الضعيف يف جميع املجاالت السياسية والعسكرية واالقتصادية<br />
واالجتماعية.<br />
وليس من الصدفة اأن تدعم هذه الدول عن طريق هيئة االأمم املتحدة حق اإرسائيل يف<br />
املرور بقناة السويس، بل اعترب اأن من اأسباب احلرب هو الدعاية االإرسائيلية باأن الدول<br />
العربية مقدمة على خنق اإرسائيل اقتصادياً، كونها اأغلقت مضيق تريان، ومنعت مرور<br />
البواخر االإرسائيلية.<br />
اإن املتتبع لالأحداث يجد اأن هناك تناغماً يف موقف االأمم املتحدة مع مواقف الدول<br />
الكربى ومصاحلها التي تتخذ هذه القرارات بعد جوالت من املفاوضات البينية لضمان<br />
مصاحلها، وليس بناء على ميثاق االأمم املتحدة، االأمر الذي يعكس مصالح تلك الدول،<br />
وليس مبادئ موؤسسة االأمم املتحدة واأهدافها.<br />
اإن النظرة املتفحصة يف قرار 338 تفيد اأن القرار جاء ليدعو اإىل وقف اإطالق النار<br />
وبشكل فوري، مما يعني رغبة هيئة االأمم املتحدة والدول العظمى يف اإجهاض العمليات<br />
العسكرية، التي بداأ الكيان الصهيوين ضعيفاً فيها، من خالل االأداء العسكري على اجلبهة، رغم<br />
كل حماوالت الدعم العسكري االأمريكي املبارش، واأن املوقف املعنوي العربي حتول بفعل<br />
االنتصارات االأوىل يف احلرب ليصبح لديه شهية اأكرث ملزيد من االنتصارات، وعندما شعرت<br />
الدول العظمى اأن هذا ليس باالأمر السهل على اجلبهة دون اأن تكون طرفاً مبارشاً يف احلرب،<br />
ارتاأت اأن حتول مسار القتال اإىل السياسة، الإيجاد حالة اإحباط وخالف داخل املوقف العربي<br />
من منطلق الرتكيز على اإجهاض العمل العربي املشرتك، لذلك كانت مصلحة هذه الدول<br />
وهيئة االأمم املتحدة يف االستمرار يف االشتباك على الساحة السياسية، التي تشعر اأن لديها<br />
عنارص قوة اأكرب، لتحقق بالسياسة ما عجزت عن حسمه اجلهات العسكرية، وهذا خالف ملا<br />
حدث يف حرب حزيران عام 1967م، فنجد اأن قرار 338 صدر اأثناء احلرب، ودعا اإىل وقف<br />
اإطالق النار، بينما صدر قرار 242 بعد ستة اأشهر من انتهائها، ليعزز املوقف االإرسائيلي بعد<br />
االنتصار الذي حتقق، بينما كان قرار 338 بهدف التاأثري على جمريات احلرب.
التراجع الرسمي في قرارات األمم املتحدة جتاه القضية<br />
الفلسطينية منذ نشأتها حتى حرب أكتوبر 1973<br />
د. نعمان عاطف عمرو<br />
مؤشرات تراجع األمم املتحدة:<br />
عند احلديث عن تراجع دور االأمم املتحدة يقصد بذلك تراجع املوؤسسات الرئيسة<br />
التي تعمل يف هذا املجال، وهي اجلمعية العامة لالأمم املتحدة، وجملس االأمن، من حيث<br />
القرارات التي اأخذتها، ومن جهة اأخرى هو الرتاجع يف السلوكيات السياسية التي متارسها<br />
هذه املوؤسسة، والتي تشكل تراجعاً عن ميثاقها، يف سبيل تنفيذ رغبات الدول االستعمارية<br />
العظمى ومصاحلها، ومن هنا فاإن هناك موؤرشات قوية على تراجع هذه الدول، بل باالإمكان<br />
وصفها اأنها املوؤسسة الدولية التي تاآمرت على القضية الفلسطينية مع احلركة الصهيونية،<br />
ومل تكن حمايدة كما يراد لها اأن تكون، اأو كما عُ رِّفت يف ميثاقها.<br />
اإن تعامل االأمم املتحدة منذ تاأسيسها مع واقع املصالح على االأرض شكل انحيازاً<br />
للصهيونية، وساعد بشكل جدي وملموس على اإيجاد البيئة املناسبة واملتعاطفة مع قوى<br />
االستعمار واحلركة الصهيونية يف اأوروبا على حساب قضية الشعب الفلسطيني واأرضه،<br />
وتاأثر هذا املوقف منذ البداية برتاكمات سياسية ورثتها عن عصبة االأمم املتحدة، واتفاقيات<br />
سايكس بيكو، وترصيح بلفور، وصك االنتداب الربيطاين على فلسطني، الذي ساعد اليهود<br />
يف االستيالء على االأرض العربية، واإقامة موؤسسات لهم من خالل الدعم الربيطاين الرسمي.<br />
وسكوت عصبة االأمم اأو هيئة االأمم -فيما بعد- على هذه املمارسات مل يربئها من املشاركة<br />
يف اجلرمية، وعليها حتمل مسوؤولياتها جتاه الشعب الفلسطيني وقضيته.<br />
من ناحية ثانية، ولدى تاأسيس هيئة االأمم املتحدة عام 1945م، وبعد فرتة وجيزة<br />
تبنت قرار التقسيم 181 من خالل اجلمعية العامة، والذي يعترب الرتاجع املمنهج وغري<br />
العادل جتاه قضية فلسطني، اإن تبني هذا القرار بدون مسوغات سياسية اأو قانونية اأو<br />
اأخالقية يشكل سابقة خطرية يف تاريخ هيئة االأمم املتحدة وعليها الرتاجع عنه، واإال<br />
سيبقى شاهداً على ممارسة الهيئة الدولية لدور االستعمار، حيث اأعطى هذا القرار )%56.4(<br />
من مساحة فلسطني التي ال متلكها ورغماً عن اإرادة اأهلها االأصليني اإىل من ال يستحق وغري<br />
موجود، بل حلل اإشكاليته التي هي باالأساس مشكلة اأوروبية وال عالقة لفلسطني بها.<br />
ويف هذا اجلانب جند اأن هيئة الأمم املتحدة:<br />
1تغاضت . 1 عن املمارسات اليهودية الدموية ضد االإنسان الفلسطيني واأرضه،<br />
2خيانة . 2 القوى العظمى املوؤثرة يف الهيئة الدولية للقضايا العربية وخاصة القضية<br />
الفلسطينية وتراجعها عن جميع تعهداتها جتاههم.<br />
3 قبل احلرب واأثناءها، بل حتى<br />
. 3سكوت الهيئة الدولية على التعديات والتجاوزات االإرسائيلية<br />
هذه الساعة، بدءاً من املذابح ومروراً الحتاللها ملساحات اأكرث، مما خصص لها يف التقسيم.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
4لقد . 4 عجزت االأمم املتحدة عن تطبيق النظام اخلاص بالقدس الذي اأقره جملس الوصاية.<br />
5مماطلة . 5 هيئة االأمم املتحدة يف تطبيق اجلزء اخلاص باإقامة الدولة العربية يف فلسطني،<br />
بعد اأن اطماأنت املوؤسسة بدعم الدول العظمى اأن الدولة اليهودية اأقيمت بالفعل.<br />
6يف . 6 8 كانون ثاين 1949م صدر القرار 302 الذي نص على تاأسيس وكالة االأنروا لغوث<br />
وتشغيل الالجئني، والذي حول الشعب الفلسطيني من ملفات االأمم املتحدة اإىل جمموعة<br />
الجئني حتتاج سنوياً اإىل عون اأو اإغاثة. )املجدوب 155(. 1990:<br />
7حاول . 7 االأمني العام لالأمم املتحدة تريغني يل عام 1952م شطب القضية الفلسطينية<br />
عن اأجندة اجلمعية العامة لالأمم املتحدة، من خالل اعتماد تقرير مدير االأنروا عن<br />
الجئني فلسطينيني بدالً من البند التقليدي، وهو قضية فلسطني التي كانت تناقش<br />
مساألة القدس وحماية االأماكن املقدسة ومساعدة الالجئني، والعمل على اإعادتهم اإىل<br />
موطنهم ودفع التعويضات املستحقة لهم.<br />
8تعد . 8 هذه املحاولة تغرياً اأكرب وتراجعاً يف دور االأمم املتحدة، التي حتاول حل مشكلة<br />
اإنسانية بالدرجة االأوىل، دون التطرق اإىل القضية الفلسطينية كقضية سياسية، بل اإن<br />
تورط االأمني العام لالأمم املتحدة يف القضية الرئيسية، يعترب اأكرث من تراجع، وقد يصل<br />
اإىل درجة التاآمر على القضية الفلسطينية، والتحول اإىل مناقشة امليزانيات املخصصة<br />
ملساعدة الالجئني وكيفية احلصول عليها.<br />
9لقد . 9 انشغل جملس االأمن واجلمعية العامة لالأمم املتحدة مبعاجلة اآثار احلرب السياسية<br />
والعسكرية واالإنسانية خاصة فيما يتعلق بتثبيت دولة اإرسائيل، ومعاجلة التجاوزات<br />
العسكرية االإرسائيلية على حدود الهدنة العربية، ودعم بناء القوة العسكرية اأكرث مما<br />
هو اإيجاد حل للقضية الفلسطينية، االأمر الذي ساهم يف زيادة املعاناة، حيث حتولت<br />
االأمم املتحدة اإىل طرف وخصم، بدالً من اأن تتحمل مسوؤولياتها يف احلل العادل للقضية<br />
املركزية.<br />
10 الفلسطيني،<br />
10اإن قرار 242 جتاهل جميع القرارات السابقة، رغم اأنها غري منصفة للشعب<br />
اإال اأن جملس االأمن جتاهل يف قراره وجود الشعب الفلسطيني باملطلق، مما شكل سابقة<br />
خطرية يف تاريخ جملس االأمن، واعترب دليالً واضحاً على مصالح الدول العظمى وانعكاساً<br />
ملراكز القوى على االأرض، وبالنظر اإىل الظروف التي اتخذ فيها هذا القرار لالأسف-فقد<br />
حتول اإىل قرار مركزي يف تاريخ املفاوضات الفلسطينية، والذي اعترب االأكرث تنكراً حلقوق<br />
القضية الفلسطينية.
التراجع الرسمي في قرارات األمم املتحدة جتاه القضية<br />
الفلسطينية منذ نشأتها حتى حرب أكتوبر 1973<br />
د. نعمان عاطف عمرو<br />
1111عجزت الدول العربية واالإسالمية عن اإيجاد الضغط املناسب على الدول العظمى من اأجل<br />
ثنيها عن االنحياز الكامل لدولة اإرسائيل، وذلك بسبب موازين القوى داخل املوؤسسة،<br />
اأو حداثة استقالل بعض تلك الدول، اأو عدم وجود عضوية لها يف الهيئة الدولية، االأمر<br />
الذي انعكس على القضية الفلسطينية بعدم حصول اأهلها على حقوقهم الوطنية، وعندما<br />
جنحت الدول العربية يف اإيجاد الوعي السياسي الدويل للقضية الفلسطينية، كان ذلك<br />
يف اجلمعية العامة التي تراجع دورها مقارنة بدور جملس االأمن، واأصبحت قرارات<br />
اجلمعية العامة مدرجة على رفوف املوؤسسة الدولية دون تطبيق.<br />
1212بداأت املرحلة الثانية يف ستينيات القرن املاضي، وقد انسحبت باإظهار القوة<br />
االإرسائيلية والضعف العربي، وزاد استخدام املوؤسسة الدولية من قبل الدول العظمى<br />
يف تكريس وجود اإرسائيل كدولة احتالل، خاصة يف ظل توافق دويل جتاه القضية<br />
الفلسطينية، من خالل تبني اأمريكا لليهود ومطالبهم، ودعمهم سياسياً واقتصادياً بعد<br />
تراجع الدور الربيطاين، يف حني تكفلت فرنسا باحلفاظ على اأمن هذا الكيان ودعمه<br />
عسكرياً، واإيجاد قوة ردع اسرتاتيجية متثلت يف بناء قدرات غري تقليدية، مما سهل<br />
على اإرسائيل يف االإمعان باعتداءاتها على الدول العربية املجاورة، وعلى الفلسطينيني<br />
وما اأحداث غزة والعدوان الثالثي 1956م وحرب حزيران 1967م اإال دليل واضح على<br />
ذلك، االأمر الذي سهل لهذا الكيان املهمة يف احتالل مزيد من االأرض العربية، وفرض<br />
واقع جديد يف املنطقة، مفاده جتاوز اخلطوة االأوىل التي متكن خاللها من قضم %80<br />
من االأرض الفلسطينية 1948م.<br />
1313وعقب حرب حزيران اأوجد قرار 242 حالة خالف عربي بني موؤيد للقرار، وبني رافض<br />
له،حيث استغل القرار من قبل اإرسائيل وبدعم دويل، من اأجل الوصول اإىل فرض سالم<br />
دائم عن طريق املفاوضات البارزة واإنهاء حالة احلرب.<br />
14 التسلح، واأدت<br />
14اإن االآثار التي تركها القرار 242 اأدخلت املنطقة يف دوامة جديدة من سباق<br />
اإىل توجه بعض فصائل العمل الوطني الفلسطيني اإىل الساحة االأوروبية بعد رفضها<br />
املطلق للقرار، من اأجل زيادة الوعي الدويل بالظلم الذي حلق بالقضية الفلسطينية من<br />
خالل مواقف الدول االأوروبية االستعمارية والدول العظمى، فقد اأصبحت اأوروبا جزءًا<br />
رئيسً ا يف الرصاع الدموي بني الفلسطينيني ودولة اإرسائيل، ومما الشك فيه اأن الوعي<br />
االأوروبي اأخذ يتبلور من جديد، رغم شجب م.ت.ف الرسمي لهذه الطريقة من العمل، اإال<br />
اأن املوقف االأوروبي ومنذ تلك اللحظات بداأ باالقرتاب من املوقف الفلسطيني، خاصة
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
قي القضايا االإنسانية والسياسية، اإال اأنه مازال بعيداً عن تبني املوقف الفلسطيني<br />
اأو املوقف املتوازن على االأقل، فاإن اأوروبا حتاول املحافظة على مصاحلها مع<br />
اجلهات العربية والفلسطينية واليهودية ، ولكنها تعترب مسوؤولة بالدرجة االأوىل عن<br />
الظلم واالأذى الذي حلق بالفلسطينيني، وعليها اأن تتحمل مسوؤولياتها يف هذا االجتاه<br />
بتعويض الشعب الفلسطيني عن االأذى التي تسببت به له، وعلى املسوؤوليات كافة بدءا<br />
باعرتافها بخطاياها، ومن ثم اعتذارها للشعب الفلسطيني عن االأذى واملعاناة التي<br />
حلَّت به، عندما ساعدت دولة اإرسائيل على اغتصاب اأرضه وترشيد اأبنائه، وترجمة<br />
ذلك بدعم سياسي قادر على اإقامة الدولة الفلسطينية املستقلة، وبناء موؤسساتها<br />
السياسية، ومساعدتها يف بناء قاعدة اقتصادية قوية، كتعويض عما تسببت به له<br />
من اأذى. وال يكون هذا بديالً عن التعويضات املفروض اأن تدفعها دولة اإرسائيل حسب<br />
االأعراف واملواثيق الدولية عن االأذى التي تسببت به كدولة احتالل.
التراجع الرسمي في قرارات األمم املتحدة جتاه القضية<br />
الفلسطينية منذ نشأتها حتى حرب أكتوبر 1973<br />
د. نعمان عاطف عمرو<br />
املصادر واملراجع:<br />
.) 1<br />
. 2<br />
. 1القران الكرمي، سورة االإرساء، اآية )1<br />
. 2القران الكرمي، سورة اآل عمران، اآية 66<br />
3اإيالن 3. بابية، التطهري العرقي يف فلسطني، بريوت، موؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2007<br />
. 4اأكرم زعيرت، القضية الفلسطينية، مرص, دار املعارف، 1955<br />
. 5تيسري جبارة، تاريخ فلسطني، الرشوق 1998<br />
6حماد . 6 حسنني، دراسات واأبحاث يف القضية الفلسطينية، اجلامعة العربية االأمريكية،<br />
جنني، 2006م.<br />
. 7صالح العقاد، املرشق العربي املعارص، مكتبة االأجنلو املرصية، 1983<br />
8طارق . 8 سويدان، فلسطني التاريخ املصور دراسة تاريخية متسلسلة منذ بداية التاريخ<br />
حتى اأحداث الساعة بالصور، نابلس، مكتبة االأرقم، الطبعة اخلامسة، 2005م، ص75.<br />
. 9عارف العارف، املفصل يف تاريخ القدس، بريوت، املوؤسسة العربية للدراسات<br />
الطبعة الرابعة، 2007م، ص97.<br />
1010عبد السالم صالح عرفه )1993( املنظمات الدولية واالإقليمية، الدار اجلماهريية للنرش<br />
والتوزيع و االإعالن اجلماهريية العربية الليبية الشعبية االشرتاكية العظمى 1993م.<br />
1111موؤسسة الدراسات، قرارات االأمم املتحدة بساأن فلسطني والرصاع العربي االإرسائيلي<br />
1993م املجلد االأول ص74-47.<br />
12 موؤسسة الدراسات الفلسطينية، فلسطني تاريخها وقضيتها.<br />
1313حممد املجدوب، القضية الفلسطينية يف االأمم املتحدة، املوسوعة الفلسطينية، املجلد<br />
السادس.<br />
1414حممد تيسري التميمي، حقيقة القدس التي يدعون، االأردن – اإربد، املركز القومي للنرش،<br />
1997م.<br />
15حممد خالد االأزعر، املجموعة االأوروبية والقضية الفلسطينية 85-64، رسالة<br />
مقدمة اإىل مركز البحوث و الدراسات العربية، القاهرة، 1986م.<br />
16حممود طلب النمورة، اجلرمية غربية اأمريكية وفلسطني الضحية، فلسطني –<br />
مطبعة بابل، 2002م.<br />
17 17 حممود طلب خليل النمورة، الغرب واالإسالم وفلسطني ، فلسطني- حلحول، مطبعة<br />
بابل، 2006م.<br />
4 م.<br />
5 م.<br />
7 م.<br />
9 والنرش،<br />
15 ماجستري<br />
16 حلحول<br />
12
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
1818مهدي عبد الهادي، املسالة الفلسطينية ومشاريع احللول السياسية 1974-1934<br />
منشورات املكتبة العرصية،بريوت لبنان، 1975م، الطبعة 4.<br />
1919نخبة من الكتاب والباحثني، القضية الفلسطينية يف نصف قرن، منشورات فلسطني<br />
املسلمة، لندن، الطبعة االأوىل 1999م.<br />
2020هيثم الكيالين، االسرتاتيجيات العسكرية للحروب العربية االإرسائيلية، بريوت، مركز<br />
دراسات الوحدة العربية، 1991م.<br />
املراجع األجنبية:<br />
11.<br />
United Nation Organization, www.stsephens-name.com.<br />
22. United Nations, from wikipedia. The free encyclopedia,<br />
http//en.wikipedia-org/wiki/united nation organization.<br />
33.<br />
http//www.un.org/Arabic/ abatun/history.htm.
التراجع الرسمي في قرارات األمم املتحدة جتاه القضية<br />
الفلسطينية منذ نشأتها حتى حرب أكتوبر 1973<br />
د. نعمان عاطف عمرو
الالجئون الفلسطينيون وحق العودة يف<br />
السياسات األمريكية: من مبادرات احلرب<br />
الباردة إىل مقرتحات كلينتون<br />
د.أمين طالل يوسف*
االالجئون الفلسطينيون وحق العودة في السياسات األمريكية:<br />
من مبادرات احلرب الباردة إلى مقترحات كلينتون<br />
د.أمين طالل يوسف<br />
ملخص:<br />
يرمي هذا البحث اإىل تعريف خمتلف املواقف االأمريكية جتاه القضية الفلسطينية<br />
عموماً, وقضية الالجئني الفلسطينيني على وجهة اخلصوص وحتليلها. يبداأ البحث مبقدمة<br />
عامة تتناول املحددات واملنطلقات للسياسة اخلارجية االأمريكية جتاه الفلسطينيني,<br />
كما جسدتها املصادر االأولية والثانوية املستخدمة كمراجع للبحث, اإضافة اإىل حتديد<br />
اأهم اأهداف البحث واأهميته واإشكاليته الرئيسة واملنهجية املتبعة فيه, واستعراض عام<br />
لالأدبيات التي تدور حول هذا املوضوع, ويشمل البحث ملحة تاريخية تعالج اأسباب الوجود<br />
االأمريكي يف منطقة الرشق االأوسط, واأهداف اأمريكا ومصاحلها, واإسرتاتيجيتها يف التوفيق<br />
بني هذه االأهداف املتعارضة واملتناقضة, ويغوص البحث متعمقاً يف حتليل مبادرات<br />
السالم االأمريكية, والوقوف مطوالً عند مكانة الالجئني الفلسطينيني يف هذه املبادرات<br />
ابتداء من اإدارة هاري ترومان بعد احلرب العاملية الثانية, وانتهاء مبقرتحات كلينتون<br />
يف سنة 2000. ما مييز هذا البحث هو االإستعراض التاريخي والنقدي للمواقف االأمريكية<br />
التي جسدتها االإدارة االأمريكية بشقيها البيت االأبيض والكونغرس, اإضافة اإىل االأطروحات<br />
البحثية واالأكادميية التي صدرت عن مراكز االأبحاث والدراسات املقربة من صانع القرار<br />
االأمريكي. من النتائج املتوقعة اأن املوقف االأمريكي من قضية الالجئني الفلسطينيني بقي<br />
يرتاوح بني ثالث اإمكانيات: التوطني والتعويض واإعادة التاأهيل.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
Abstract:<br />
This research aims at introducing and then analyzing American<br />
policies vis-à-vis the Palestinion Question in general and the<br />
Palestinian refugees in particular. The research begins with a brief and<br />
general introduction that deals with the determinants of the U.S policy<br />
towards the Palestinians as embodied in the primary and secondary<br />
literatures and resources. Along with that, the introduction covers<br />
the research problem,its objectives, importance, methodology and<br />
literature review. The research includes a short historical background<br />
which tackles the actual causes and reasons behind the American<br />
presence in the Middle East and the American strategy of balancing<br />
these conflicting and contradicting objectives. The research goes into<br />
depthin analyzeing various American peace initiatives and examines<br />
the place of the Palestinian refugees in these initiatives starting from<br />
Harry Truman Administration in the post Second World War till<br />
Clinton Proposals in 2000.What is distinguished about this research<br />
is the historical and critical reading of different American positions<br />
and stands embodied in the statements issued by the White House<br />
and the Congress, along with diverse scholarly and academic themes<br />
that came from research centers close the American decision-makers.<br />
One of the results expected is that the American position on the issue<br />
of the Palestinian refugees has taken three possibilities: settlement,<br />
compensation and rehabilitation.
االالجئون الفلسطينيون وحق العودة في السياسات األمريكية:<br />
من مبادرات احلرب الباردة إلى مقترحات كلينتون<br />
د.أمين طالل يوسف<br />
مقدمة:<br />
نساأت ماأساة الالجئني الفلسطينيني, وتعمقت معاناتهم منذ ما يزيد عن نصف قرن<br />
من الزمان, وحتديداً منذ نشوء الدولة اليهودية على اأنقاض فلسطني, وبعد تشتت اأهلها يف<br />
خميمات اللجوء والشتات. وجتمع اأكرث املصادر التاريخية واالأدبيات املختلفة, العربية<br />
وغريها, اأن نكبة عام 1948, اأرغمت ما يقارب 900 األف فلسطيني على الهجرة القرسية<br />
خارج مدنهم وقراهم، بعد اأن قام اليهود وعصاباتهم العسكرية بتدمري القرى واملدن<br />
الفلسطينية, خاصة تلك الواقعة على الساحل الفلسطيني, املمتد من الناقورة اإىل غزة. وخالل<br />
»الهولوكست الفلسطيني«دمرت اإرسائيل اأكرث من 540 قرية فلسطينية حيث حولتها اإما اإىل<br />
اأطالل يُبكى عليها، اأو مستوطنات ومستعمرات يهودية بنيت على اأنقاضها )1( . وكان من نتائج<br />
احلرب العربية- االإرسائيلية االأوىل عام 1948م اأن رشد عرشات االآالف من الفلسطينيني اإيل<br />
البلدان العربية املجاورة, ففي اآخر االإحصائيات التي اأجريت بلغ عدد الالجئني الفلسطينيني<br />
يف الفرتة الواقعة بني 1948 اإىل 2000 ما يزيد عن خمسة ماليني الجئ )2( .<br />
ومما زاد من معاناة الفلسطينيني, وعمَّق جراحهم, ووسَّ ع دائرة ترشدهم, الهزمية<br />
العربية الساحقة التي تعرضت لها اجليوش العربية يف مواجهتها مع اإرسائيل, اإذ استطاعت<br />
اإرسائيل السيطرة على ما يقارب %78 من مساحة فلسطني االنتدابية )3( . ومع انتهاء<br />
املواجهة االأوىل بني العرب واالإرسائيليني عام 1948, فرض اجليش املرصي اإدارته<br />
الفعلية املدنية والعسكرية على قطاع غزة, بينما سيطرت االأردن على مفاصل احلياة<br />
السياسية واالقتصادية واالإدارية يف الضفة الغربية مبا فيها القدس الرشقية )4( .<br />
على صعيد اآخر, ارتاأت االإدارة االأمريكية كذلك اأن تنظر اإىل الرشق االأوسط بعد احلرب<br />
العاملية الثانية من منظور اسرتاتيجي وجيو سياسي, فمصاحلها واأهدافها وارتباطاتها<br />
مع هذه املنطقة احلساسة, تداخلت مع متطلب وجود دولة ارتكاز قوية كاإرسائيل قادرة<br />
على حماية املصالح االأمريكية السياسية واالقتصادية واالإسرتاتيجية. فقد تعهد الرئيس<br />
االأمريكي هاري ترومان عام 1948 باإقامة ارتباط فريد وقوي بني اإرسائيل والواليات<br />
املتحدة, واالستمرار بدعمها حتى تستطيع اأن تقف على رجليها و"توؤمن حياة شعبها" )5( .
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
وقامت املنظمات الصهيونية واليهودية يف الواليات املتحدة بدور ضاغط على الرئيس<br />
ترومان لدعم مطامح اليهود ومطامعهم ومساندتها يف فلسطني. لقد كان كالرك كليفورد<br />
وديفيد نايلز من اأشد اليهود حماسة وتاأثرياً على اإدارة ترومان, حيث استغلوا الورقة<br />
االنتخابية لليهود االأمريكيني, وتالعبوا بها لتقدمي الدعم االأمريكي الالحمدود لقيام<br />
اإرسائيل, والدليل على ذلك اأنه بعد اإحدى عرشة دقيقة من االإعالن عن قيام دولة اإرسائيل,<br />
اأعلن البيت االأبيض رسمياً عن االعرتاف االأمريكي بها, مع التزام ترومان شخصياً بضمان<br />
بقاء دولة اإرسائيل قوية ومزدهرة واآمنة )6( .<br />
هدفت الواليات املتحدة من خالل تبنيها ودعمها لقرار التقسيم عام 1947 اإىل اإضفاء<br />
الرشعية الدولية الكاملة للدولة اليهودية على اأرض فلسطني, وتثبيت الكيان االإرسائيلي<br />
يف منطقة الرشق االأوسط وقلب املحيط العربي. وكان قرار التقسيم املدخل الرشعي يف<br />
اإطار القانون الدويل لقيام دولة اإرسائيل, وقبولها عضواً فاعالً يف االأمم املتحدة مبساعدة<br />
الواليات املتحدة نفسها, كما اأن قرار الدعم االأمريكي هدف اإىل اإرضاء اللوبي اليهودي<br />
واجلماعات الصهيونية املسيحية خاصة الربوتستانتية يف دعمها لقيام دولة اإرسائيل )7( .<br />
لذلك استند املجلس القومي اليهودي اإيل قرار االأمم املتحدة رقم 181 يف اإعالنه عن قيام<br />
دولة اإرسائيل عام 1948, كما اأن االأمم املتحدة استندت اإىل القرار نفسه عندما قبلت<br />
اإرسائيل عضوا فيها عام )8( 1949 .<br />
اعتمدت السياسة االأمريكية نظرة تقليدية اإىل القضية الفلسطينية باعتبار اأنها صفيت<br />
بقيام دولة اإرسائيل عام 1948, وكان االأثر الوحيد املتبقي لهذه املشكلة على الصعيد<br />
الدويل هو ظهورها سنوياً على جدول اأعمال اللجنة السياسية للجمعية العامة لالأمم<br />
املتحدة كمشكلة الجئني ناجمة عن الرصاع العربي- االإرسائيلي, فيما انصبت اجلهود<br />
الدولية على التخفيف من معاناة الالجئني الفلسطينيني من خالل املساهمة يف تقدمي<br />
املساعدات العينية واملادية ملخيمات الالجئني يف اإطار وكالة غوث وتشغيل الالجئني<br />
»االأونروا« )9( . ويف هذا السياق, واصلت الواليات املتحدة سياسة تقدمي املساعدات املادية<br />
واالإنسانية لتخفيف معاناة الفلسطينيني يف خميمات اللجوء والشتات, وقد بلغ حجم<br />
املساعدات املالية االأمريكية واملساهمات االإنسانية املقدمة لالأونروا يف الفرتة الواقعة<br />
بني 1948- 1967 ما يقارب 411 مليون دوالر, اأي ما يقارب %65 من ميزانية الوكالة<br />
الدولية )10( .
االالجئون الفلسطينيون وحق العودة في السياسات األمريكية:<br />
من مبادرات احلرب الباردة إلى مقترحات كلينتون<br />
د.أمين طالل يوسف<br />
مشكلة البحث:<br />
تتمحور مشكلة البحث يف استعراض الرابط العقالين بني ثالث مراحل صبغت السياسات<br />
والقرارات االأمريكية جتاه القضية الفلسطينية الناجتة عن هذه السياسات, فضالً عن التصورات<br />
االأمريكية بالنسبة لقضية الالجئني الفلسطينيني الذين هجروا قرساً من اأراضيهم وديارهم<br />
عام 1948 بعد قيام الكيان االإرسائيلي.املرحلة االأوىل من هذا التصور االأمريكي امتدت منذ<br />
النكبة التي حصلت يف عهد الرئيس هاري ترومان حتى نهاية حرب عام 1967. وامتازت<br />
الروؤى االأمريكية يف هذه املرحلة بقدر من التوازن فيما يخص الرصاع العربي-االإرسائيلي,<br />
اإذ خرجت بعض املبادرات االأمريكية اإىل النور جلرس الهوة بني العرب واالإرسائيليني, وذلك<br />
طمعاً من الواليات املتحدة الستمالة العرب وتكوين حتالف دويل ضد النفوذ السوفييتي<br />
املتزايد يف املنطقة, ال سيما بعد تكثيف الروابط بني السوفيت واملرصيني يف ظل قيادة<br />
الرئيس جمال عبد النارص, وما املواقف االأمريكية من العدوان الثالثي على مرص اإال خري<br />
دليل على ذلك.<br />
املرحلة الثانية امتدت منذ نهاية حرب حزيران عام 1967، وحتى حرب اخلليج<br />
الثانية عام 1991, اإذ تعززت العالقات االأمريكية- االإرسائيلية بفعل االنتصار الذي حققته<br />
اإرسائيل على اجليوش العربية, مستخدمة اأسلحة اأمريكية. وقد جاء هذا التعزيز الثنائي يف<br />
العالقات االأمريكية- االإرسائيلية على حساب العرب؛ الأن املبادرات االأمريكية اأخذت تنظر<br />
اإىل الالجئني الفلسطينيني على اأساس اأنها قضية اإنسانية بحاجة اإىل حلول واقعية ترتكز<br />
حول التعويضات والتوطني يف البلدان العربية املجاورة.<br />
اأما املرحلة الثالثة فامتدت من حرب اخلليج الثانية حتى نهاية فرتة الرئيس كلينتون<br />
يف عام 2000, وما اشتملت عليه هذه الفرتة من اأحداث وتطورات مهمة على الصعيد<br />
الفلسطيني, مثل التوقيع على اتفاق اوسلو واإنشاء السلطة الوطنية, وعقم عملية التفاوض مع<br />
االإرسائيليني, وانطالق انتفاضة االأقصى, وظهور حماس على املرسح السياسي الفلسطيني.<br />
اأخذت كثري من املبادرات االأمريكية يف هذه املرحلة طابع املشاريع البحثية واالأكادميية,<br />
اإذ بقيت املشاريع االأمريكية تعكس املقاربات مع املواقف االإرسائيلية. وبقيت املقرتحات<br />
االأمريكية ترتاوح بني اخليارات االأمريكية املعهودة, وهي التعويض والتوطني واعادة<br />
التاأهيل والعودة املحدودة جداً اإىل فلسطني عام 1948.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
اأهداف البحث:<br />
يسعى البحث لتحقيق الأهداف الآتية:<br />
<br />
1التدقيق . 1 يف املواقف االأمريكية املتتالية من القضية الفلسطينية, ومنساأ هذه<br />
املواقف، وبخاصة اأن صورة الفلسطيني يف االأدبيات االأمريكية واالإعالم<br />
االأمريكي بقيت قامتة وسلبية ومنطية.<br />
2البحث . 2 يف العوامل واملتغريات الداخلية واخلارجية التي توؤثر على صناعة<br />
املواقف والسياسات االأمريكية من القضية الفلسطينية, والتاأثريات املتبادلة بني<br />
السلطتني التنفيذية والترشيعية,فضالً عن دور جماعات الضغط واللوبي.<br />
3معرفة . 3 دهاليز احلرب الباردة التي سادت يف العالقات الدولية منذ احلرب العاملية<br />
الثانية، وحتى بداية التسعينيات من القرن العرشين, اإذ اإن املعادالت الدولية بني<br />
االأمريكان والسوفيت كانت عامالً مهماً طغى على كل الرصاعات االإقليمية يف<br />
العامل مبا فيها الرصاع العربي-االإرسائيلي والقضية الفلسطينية.<br />
4النظر . 4 يف املحددات القانونية واالإنسانية واالأخالقية التي حتكم املواقف<br />
والسياسات واملبادرات االأمريكية من قضية الالجئني بفعل العوامل اخلارجية<br />
القرسية, ومدى توافق مثل هذه املشاريع االأمريكية مع اأطروحات القانون<br />
الدويل ومعطياته.<br />
5حتليل . 5 املواقف االأمريكية الرسمية من قضية الالجئني يف سياق السياسة<br />
االإقليمية يف املنطقة العربية, ورصاع النفوذ بني القوى العاملية واخلارجية<br />
للحصول على صداقات وحتالفات جديدة بني العرب, وبروز املحاور االإقليمية<br />
التي عكست موازين القوى الدولية.<br />
6دراسة . 6 االأرضيات والظروف املجتمعية العامة التي توؤثر يف اآراء الشخصيات<br />
السياسية الفاعلة يف اأمريكا ووجهات نظرها ومواقفها, الأن كثرياً من املبادرات<br />
االأمريكية اأخذت اأسماء من اأطلقوها مثل جونسون وروجرز وريغان وكيسنجر,<br />
اإضافة اإىل التيقن من عالقة هوؤالء مع اجلماعات اليهودية الفاعلة على الساحة<br />
االأمريكية.<br />
7استعراض . 7 وحتليل العالقة الرتابطية التي جتمع مراكز االأبحاث والدراسات<br />
والنخب االأكادميية واجلامعات االأمريكية مع صناع القرار يف االإدارات<br />
االأمريكية املتتالية.
االالجئون الفلسطينيون وحق العودة في السياسات األمريكية:<br />
من مبادرات احلرب الباردة إلى مقترحات كلينتون<br />
د.أمين طالل يوسف<br />
أهمية البحث واملنهجية:<br />
تنبع اأهمية هذا البحث من خالل استعراض النقاط الآتية:<br />
1الوقوف . 1 وقفة نقدية وحتليلية عند املواقف االأمريكية املختلفة فيما يتعلق بقضية<br />
الالجئني الفلسطينيني, ومعرفة االختالفات التي حصلت على هذه املبادرات يف اآخر<br />
خمسني سنة.<br />
2 . 2 تنبع اأهمية البحث من كون االإدارة االأمريكية اليوم متثل القوة االأوىل يف العامل<br />
مبقاييس السياسة واالقتصاد واملعلومات واالإعالم واملال, ولكون الواليات املتحدة<br />
هي الالعب الرئيس يف اإدارة معركة املفاوضات بني الفلسطينيني واالإرسائيليني.<br />
3وعلى . 3 الرغم من اأن اأمريكا هي الالعب االأساس على صعيد الرشق االأوسط, وعلى<br />
صعيد التدخل يف املفاوضات العربية-االإرسائيلية, فاإنها يف الوقت نفسه متثل اإحدى<br />
معوقات التفاوض االيجابي بني الفلسطينيني واالإرسائيليني, الأنها ال متارس دور<br />
الرشيك املحايد والنزيه, واإمنا تظهر حتيزاً واضحاً لصالح اإرسائيل.<br />
4استخالص . 4 العرب والدروس من اأجل متريرها اإىل صانع القرار الفلسطيني، حتى يقوم<br />
بتبني السياسات الصحيحة يف تعاطيه مع قضية الالجئني خاصة على طاولة<br />
املفاوضات مع اجلانب االإرسائيلي.<br />
5معرفة . 5 التاأثريات التي من املمكن اأن ترتكها املنافسة والتناحر السياسي الفلسطيني,<br />
خاصة بني فتح وحماس على جممل قضايا الوضع النهائي, وعلى راأسها قضية<br />
الالجئني, يضاف اإىل ذلك غياب الروؤى الصحيحة واالسرتاتيجيات احلكيمة لدى<br />
اجلانب الفلسطيني يف تعاطيه مع هذا امللف احلساس.<br />
6االإشارة . 6 اإىل الدور الذي ميكن اأن يقوم به االأكادمييون واملثقفون الفلسطينيون, فضالً<br />
عن اأدوار اجلامعات الفلسطينية ومراكز البحث العلمي يف خدمة هذه القضية الوطنية,<br />
التي ميكن اأن يشكل استغاللها بالشكل الصحيح خياراً فلسطينياً مهماً على صعيد اإدارة<br />
معركة احلرب والسلم مع اجلانب االإرسائيلي.<br />
7اأما . 7 بالنسبة للمنهجية, فهي وصفية حتليلية, استفادت من التسلسل التاريخي<br />
لالأحداث, ال سيما تواريخ انتقاء املبادرات االأمريكية املختلفة التي تعرضت لقضية<br />
الالجئني, فقد عمد الباحث اإىل اختيار مبادرة واحدة من كل عقد منذ اخلمسينيات حتى<br />
نهاية التسعينيات من القرن املاضي. تعددت مصادر البحث بني الكتب واملجالت<br />
والدوريات العربية واالجنليزية, وعلى الرغم من صعوبة احلصول على معلومات دقيقة
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
وموسعة حول املوضوع املبحوث بسبب عمومية املبادرات وضبابيتها, الأن املوقف<br />
االأمريكي بقي مرتكزاً على قاعدة اأن كل القضايا االإشكالية, مبا فيها مساألة الالجئني<br />
يجب اأن حتسم على طاولة املفاوضات الثنائية. كما اأن الدراسة عمدت اإىل استخدام<br />
االأسلوب املقارن بني مبادرات احلرب الباردة، واالستقطاب الثنائي يف النظام الدويل,<br />
ومقرتحات كلينتون فيما بعد احلرب الباردة حيث االأحادية والتفرد االأمريكي بالنظام<br />
الدويل.<br />
فلسطني يف احلسابات األمريكية:<br />
يعتقد الدكتور اإبراهيم اأبو لغد اأن هناك ثالثة عوامل حاسمة توؤثر يف القرارات االأمريكية<br />
املهمة جتاه القضية الفلسطينية, العامل االأول: املواقف االأمريكية املتكررة واملعادية<br />
عموماً للعرب واملنطقة العربية، فاأمريكا تبنت مواقف واتخذت قرارات معادية, بالتحديد<br />
ضد بعض القيادات والزعامات العربية الثورية والقومية والعروبية, فجمال عبد النارص<br />
وصدام حسني وحافظ االأسد ويارس عرفات, كانوا يصورون يف السياسات االأمريكية، ويف<br />
دوائر صنع القرار ومراكز الدراسات واالأبحاث، على اأنهم خطر على املصالح االأمريكية يف<br />
املنطقة العربية، من هنا فاإن ارتباط الفلسطينيني مع العرب يضعهم يف خانة الصورة<br />
النمطية السلبية يف العقل االأمريكي.<br />
اأما العامل الثاين فيدور حول حقيقة كون الفلسطينيني جزءاً من العامل الثالث، بينما<br />
يعترب اليهود واالإرسائيليون يف مصاف الدول والشعوب التقدمية الدميقراطية والقابلة للتطور<br />
والتغيري، اأما الفلسطينيون فهم اأقرب اإىل منظومة العامل الثالث اأو عامل اجلنوب املتخلف املنغلق<br />
على الذات الذي ال ميتلك اأدوات التطور والتقدم. يف هذا السياق، قامت اأمريكا بسياسيات وسنت<br />
قرارات معادية للعامل الثالث، مبا فيها التدخل العسكري يف كثري من مناطق العامل, كما هو<br />
احلال يف اأمريكا الالتينية والوسطى وفيتنام واملنطقة العربية، اإضافة اإىل سياسة احلصار<br />
االقتصادي والعقوبات االقتصادية التي مارستها ضد شعوب اأمريكا الوسطى والفلبني وكوبا<br />
واإثيوبيا وكوريا الشمالية واإيران وسوريا والعراق والسودان وليبيا.<br />
اأما االعتبار الثالث فمتعلق بوجهة النظر االأمريكية جتاه حركات التحرير العاملية<br />
وموقفها من الشعوب التي تسعى للتحرر واالستقالل, خاصة يف اجلزائر وجنوب اأفريقيا<br />
وفلسطني، فاأمريكا تبنت وجهة نظر سوداوية من تلك احلركات الثورية التي سعت جاهدة<br />
لتحقيق اأهدافها السياسية من خالل الوسائل العسكرية والثورية، مبا فيها العنف والكفاح<br />
املسلح. من هنا دعمت اأمريكا الفرنسيني يف حربهم ضد ثوار اجلزائر، واأيدت الربتغال يف<br />
حروبها ضد حركات التحرير الوطني يف زائري واأنغوال وموزنبيق، ويف السياق نفسه عززت
االالجئون الفلسطينيون وحق العودة في السياسات األمريكية:<br />
من مبادرات احلرب الباردة إلى مقترحات كلينتون<br />
د.أمين طالل يوسف<br />
اإمكانيات اإرسائيل يف حربها ضد احلركة الوطنية الفلسطينية )11( .<br />
اأما على صعيد السياسة الداخلية االأمريكية، فاحتلت القضية الفلسطينية وارتباطاتها<br />
مع اإرسائيل، مكاناً خاصاً يف احلسابات الداخلية االأمريكية بحسب احلضور القوي للوبي<br />
اليهودي واجلماعات املوؤيدة الإرسائيل، التي متارس دوراً قوياً يف صنع القرار يف اأمريكا،<br />
وتوؤثر على صناع القرار يف خمتلف االأجهزة والوزارات واملوؤسسات )12( .<br />
يوؤدي االنطباع وسوء االنطباع Perception and Misperception دوراً مهماً<br />
يف حسم اخلطوط والقواطع حول املحتوى الثقايف للسياسة اخلارجية االأمريكية. يسوق<br />
االإرسائيليون بسهولة يف االإعالم االأمريكي, ويف االأفالم واالأدب، ويف اأوساط الراأي العام<br />
االأمريكي، حيث ينظر لهم على اأنهم خالقون، مبدعون وقادرون على حتويل الصحراء اإىل<br />
جنان خرضاء، كما اأنهم يعتنقون العقيدة الدميقراطية. تذهب اأغلب املنظمات اليهودية<br />
املدافعة عن اإرسائيل اإىل حد اعتبارها الدولة الوحيدة الدميقراطية يف الرشق االأوسط،<br />
تعيش وسط حميط من الديكتاتوريات واالأنظمة السلطوية والتسلطية العربية التي ال حترتم<br />
احلد االأدنى من حقوق االإنسان )13( .<br />
باملقابل ينظر اإىل العرب، الذين ينتمي لهم الفلسطينيون، بصورة منطية سلبية، فالكتب<br />
واملقاالت الصحفية والدراسات واالأبحاث املختلفة التي تغطي مسائل العروبة والقضايا<br />
العربية واحلياة اليومية للشعوب العربية، تظهر العرب على اأنهم متخلفون ومتشددون،وشلة<br />
من اجلهال وجتمعات برشية مغلقة غري قابلة للتطور. وقد اأشار اإدوارد سعيد اإىل وجهة النظر<br />
هذه حيث قال: "هناك خوف من العرب وكراهية لهم اإىل درجة اأن هذا اخلوف والكراهية<br />
يعتربان من املكونات الدائمة للسياسة االأمريكية جتاه العرب وقضاياهم املختلفة منذ<br />
احلرب العاملية الثانية, واأن اأي شيء مرتبط مع العرب واملنطقة العربية واالإسالمية ينظر<br />
له يف اأمريكا على اأنه تهديد الإرسائيل" )14( .<br />
تقريبا كل الروؤساء االأمريكان الذين وصلوا اإىل البيت االأبيض، دشنوا حمالتهم<br />
االنتخابية على منصة التاأييد الشامل والكامل الإرسائيل ولسياساتها يف الرشق االأوسط،<br />
واأظهروا رصاحة كل اأشكال الدعم الكامل لها ولرفاهة سكانها. فعلى سبيل املثال، دشن<br />
الرئيس االأمريكي جون كيندي يف بداية الستينيات، املرتكزات القوية لصداقة حميمة<br />
متينة بني اإرسائيل واأمريكا, وقد كرر كيندي يف اأكرث من مناسبة اأن هناك ارتباطاً عاطفياً<br />
ووجدانياً اأمريكياً مع الدولة االإرسائيلية. يف العام 1960، حصل كيندي على ما يقارب<br />
%80 من اأصوات اليهود يف اأمريكا الذين دعموا برناجمه الدميقراطي الليربايل, بعد اأن رفع
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
شعار “الصداقة مع اإرسائيل” )15( .<br />
مارست الواليات املتحدة االأمريكية, مبارشة بعد احلرب العاملية الثانية ضغوطاً<br />
على بريطانيا بصفتها القوة االنتدابية يف فلسطني، لعرض مرشوع تقسيم فلسطني اأمام<br />
اجلمعية العامة لالأمم املتحدة وليس اأمام اأعضاء جملس االأمن, لقد كان هناك تخوف<br />
اأمريكي حقيقي من اأن بعض الدول االأعضاء داخل جملس االأمن، ستستخدم حق النقد الفيتو<br />
ضد قرار تقسيم فلسطني. يف السياق نفسه، قامت الواليات املتحدة االأمريكية بتقدمي كل<br />
الدعم والتاأييد واملساندة لهذا القرار الذي عرض على االأمم املتحدة خالل املناقشات احلادة<br />
يف اأروقة االأمم املتحدة, التي دارت حول طبيعة هذا القرار وجوانبه السياسية والقانونية<br />
واالإنسانية، اأظهر االأمريكان حماساً منقطع النظري اإىل درجة اأنهم مارسوا ضغوطات, وكل<br />
اأشكال التاأثري االأخرى على بعض الدول االأعضاء للتصويت لصالح هذا القرار )16( .<br />
مشروع داالس يف اخلمسينيات:<br />
انشغلت االإدارات االأمريكية املختلفة منذ زمن ليس بقريب بفلسطني وقضيتها, فها<br />
هو الرئيس االأمريكي االأسبق ترومان يطرح يف نيسان من عام 1949 فكرة رضورة<br />
التزام اإرسائيل باإعادة ما بني 100,000 اإىل 200,000 الجئ فلسطيني اإىل الديار التي<br />
هجروا منها, وحسب العديد من املختصني واخلرباء يف سياسات اأمريكا يعترب ذلك من<br />
اأكرث السياسات االأمريكية تقدماً واإيجابية من قضية الالجئني الفلسطينيني )17( . ولكن يف<br />
السنة نفسها ويف شهر اآب, واأثناء مفاوضات الهدنة يف لوزان, قدمت الواليات املتحدة<br />
االأمريكية مذكرة اإىل الدول العربية حلل املشكلة الفلسطينية جاء فيها: 1- حل مشكلة<br />
الالجئني من خالل العودة اإىل اإرسائيل واالإقامة يف البلدان العربية التي يتواجدون<br />
فيها, 2- تلتزم االأطراف بتسهيل مهمة بعثة االأمم املتحدة خاصة يف االأمور االإنسانية<br />
واخلدماتية, 3- تقوم حكومات املنطقة بتقدمي تقديرات دقيقة حول اأعداد الالجئني التي<br />
ميكن استيعابها يف بلدانهم )18( .<br />
قبل التطرق اإىل مرشوع وزير اخلارجية االأمريكي جون فوسرت داالس, ال بد يف<br />
البداية من االإشارة اإىل مرشوع اأريك جونستون يف عام 1955-1953, واملوسوم مبرشوع<br />
االإمناء املوحد للمصادر املائية يف وادي االأردن. فقد اأرسل الرئيس االأمريكي ايزنهاور<br />
ممثله اخلاص السفري جونستون اإىل الرشق االأوسط يف اأكتوبر من عام 1953, ليستكشف<br />
اإمكانيات االستخدام املشرتك ملياه وادي االأردن, من قبل االأردن واإرسائيل ولبنان وسوريا,<br />
الأغراض الري وتوليد الطاقة الكهربائية. كان الهدف احلقيقي لهذه اخلطة خلق اأراض<br />
جديدة يف منطقة وادي االأردن واستصالحها زراعياً حتى تكون جاهزة العادة توطني اآالف
االالجئون الفلسطينيون وحق العودة في السياسات األمريكية:<br />
من مبادرات احلرب الباردة إلى مقترحات كلينتون<br />
د.أمين طالل يوسف<br />
الالجئني الفلسطينيني من دون اأن يشكلوا عبئاً مالياً واقتصادياً وبرشياً على الدول العربية<br />
املضيفة )19( . قام السفري جونستون باأربع رحالت اإىل املنطقة خالل عامني من اأجل الرتويج<br />
خلطة وادي االأردن التي اأطلق عليها يف تلك الفرتة اخلطة املوحدة, لكنه مل يكن قادراً على<br />
ضمان قبولها لدى االأطراف املعنية، خاصة الدول العربية التي اشتمت من ورائها رائحة<br />
تاأهيل الالجئني الفلسطينيني وتوطينهم يف بلدان الطوق العربي, دون اأن يكون هناك فرص<br />
حقيقية تفتح اأمامهم للعودة اإىل اأراضيهم وقراهم يف فلسطني )20( . بينت مصادر اأخرى اأن<br />
فشل مرشوع جونستون جاء نتيجة لرفض بن غوريون لهذا املرشوع، الإنه يحول اإرسائيل<br />
اإىل دولة رشق اأوسطية تقليدية على حساب هويتها اليهودية )21( .<br />
طرح داالس يف 1955-8-29 مرشوعه الذي يحمل اسمه اأمام الكونغرس االأمريكي,<br />
اإذ حدد يف خطابة املحددات العامة واخلطوط العريضة للسياسة االأمريكية جتاه القضية<br />
الفلسطينية, وانصب جوهر خطته على اإنهاء ماأساة ما يقارب 900,000 الجئ فلسطيني يف<br />
املناطق التي اأقيمت عليها اإرسائيل, بحيث اشتملت خطة داالس على ثالث نقاط رئيسة:<br />
وضع حد لبوؤس مليون الجئ فلسطيني, مما يستدعي تاأمني حياة كرمية لهم عن طريق<br />
العودة اإىل فلسطني ضمن حدود املمكن الذي تسمح به اإرسائيل, وتوطني بعضهم االآخر يف<br />
البلدان العربية. اقرتح داالس استصالح اأراض زراعية جديدة من خالل تكثيف مشاريع الري<br />
بحيث يتمكن الالجئون من العمل واالستقرار, وقد حدد اآلية مساعدة الالجئني من خالل دفع<br />
تعويضات لهم بوساطة قرض دويل تشارك الواليات املتحدة فيه بشكل رئيس.<br />
حل »مشكلة حجاب اخلوف واأزمة الثقة«املتبادلة بني العرب واالإرسائيليني, حيث<br />
شدد داالس على رضورة التغلب على هذا الشعور باخلوف املتبادل من خالل دور فاعل<br />
للواليات املتحدة االأمريكية, للتقريب بني وجهات النظر العربية واالإرسائيلية بخصوص<br />
قضية الالجئني الفلسطينيني, والقضية الفلسطينية بشكل عام, فقد عرب داالس عن استعداد<br />
اأمريكا للدخول يف معاهدات واتفاقيات ثنائية وجماعية من اأجل تصفية االأجواء, ومنع اأي<br />
طرف من السعي لتغيري احلدود بالقوة واالإخالل بالوضع الراهن.<br />
سعي الواليات املتحدة احلثيث لعقد اتفاقيات جديدة بني العرب واالإرسائيليني لضمان<br />
استقرار احلدود, وعدم نشوب مواجهات جديدة, ورضورة اإشعار اإرسائيل اأن عليها اأن تتخلى عن<br />
بعض املناطق مستقبالً من اأجل توطني اأعداد من الالجئني عليها خاصة منطقة النقب )22( .<br />
رفضت اإرسائيل التعامل مع خطة داالس حتت ذرائع واعتبارات كثرية, كان اأهمها عدم<br />
موافقة اإرسائيل للتخلي عن منطقة النقب, الأنها مهمة اسرتاتيجياً وجغرافياً حيث الرثوات<br />
الطبيعية واملعدنية, وبسبب تواصلها مع ميناء ايالت الذي يعترب املنفذ الوحيد الإرسائيل<br />
على البحر االأحمر, بعد فشل مرشوع داالس حلل قضية الالجئني, وبعد تاأزم الوضع
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
السياسي يف منطقة الرشق االأوسط على خلفية العدوان الثالثي على مرص, تقدمت الواليات<br />
املتحدة االأمريكية مبرشوع اسرتاتيجي جديد يضمن احلفاظ على مصاحلها يف املنطقة.<br />
حمل املرشوع اسم الرئيس االأمريكي ايزنهاور الذي ربط بني مقاومة الشيوعية وبني التنمية<br />
االقتصادية لدول املنطقة. عمد مرشوع ايزنهاور اإىل تقدمي املساعدات املالية واالقتصادية<br />
للدول العربية من اأجل التنمية االقتصادية, وملعاجلة قضية الالجئني الفلسطينيني من<br />
خالل اإنشاء موؤسسة تنموية عربية على اأساس اإقليمي تستمد جزءاً من مساعداتها من االأمم<br />
املتحدة, ويكون اأحد اأهدافها مساعدة الدول املضيفة لالجئني لتوطينهم حيث هم )23( .<br />
مبادرة جوزيف جونسون يف بداية الستينات:<br />
على اأثر فشل املبادرات االأمريكية والدولية املختلفة ملعاجلة قضية الالجئني<br />
الفلسطينيني, وبعد تصاعد وترية احلرب الباردة بني الواليات املتحدة واالحتاد السوفيتي<br />
السابق, ويف اأعقاب تاأزم الظروف الدولية واالإقليمية يف منطقة الرشق االأوسط, كلفت اإدارة<br />
جون كيندي رئيس موؤسسة كارنيجي للسالم العاملي, جوزيف جونسون للقيام بدراسة<br />
جديدة عن مشكلة الالجئني. اأساس اجلهد االأمريكي الذي قام به جونسون هو الفقرة 11 من<br />
القرار 194, وحافظ جونسون خالل مهمته هذه على عالقة وثيقة مع املسوؤولني يف االإدارة<br />
االأمريكية قناعة منه اأن اأي حل مستقبلي لقضية الالجئني سيتطلب املساعدة االأمريكية<br />
على صعيدين: على صعيد الضغط السياسي على اإرسائيل لتقبل احللول املقرتحة لقضية<br />
الالجئني, وعلى صعيد املساعدات املالية لتمويل اأي تسوية مستقبالً)24( .<br />
زار جونسون منطقة الرشق االأوسط حيث قابل مسوؤولني من مرص وسوريا واالأردن<br />
واإرسائيل, وقد حافظ جونسون يف مهمته على االأسلوب الهادئ, بعيداً عن وسائل االأعالم<br />
ومركزاً اأكرث على تقصي احلقائق من كل االأطراف املعنية, ويف نهاية جولته املكوكية,<br />
اقرتح جونسون مرشوعاً سياسياً كامالً حلل قضية الالجئني متضمناً النقاط االآتية:<br />
1يعطى . 1 كل رب اأرسة من الالجئني فرصة االختيار احلر بني العودة اإىل فلسطني اأو<br />
التعويض مبعزل عن اأي نوع من الضغوط التي ميكن اأن متارس عليه اأو على اأرسته.<br />
2على . 2 كل الجئ اأن يكون على علم تام , واإملام كامل بطبيعة الفرص املتاحة له لالندماج<br />
يف املجتمع االإرسائيلي, من حيث فرص العمل واالستقرار والتواصل االإنساين والسياسي<br />
داخل هذا املجتمع, كما يجب اأن يكون ملماً بقيمة التعويضات التي سيتلقاها اإذا اختار<br />
البقاء حيث هو والفرص التي ستمنح له يف مكان تواجده يف البلدان العربية.<br />
3حتسب 3. التعويضات على اأساس قيمة املمتلكات كما كانت عليه عام 1948-1947<br />
مضافاً اإليها الفوائد املستحقة.<br />
4متتلك . 4 اإرسائيل احلق يف املحافظة على مصاحلها االأمنية واحليوية من خالل رفضها
االالجئون الفلسطينيون وحق العودة في السياسات األمريكية:<br />
من مبادرات احلرب الباردة إلى مقترحات كلينتون<br />
د.أمين طالل يوسف<br />
عودة اأي الجئ اإذا راأت فيه خطراً عليها.<br />
5تقوم . 5 الواليات املتحدة وغريها من الدول االأعضاء يف االأمم املتحدة, خاصة الغنية منها<br />
مبا فيها اإرسائيل باالإسهام يف توفري املصادر املالية املطلوبة لدفع التعويضات.<br />
. 6يستفيد الالجئ الذي مل يكن له اأمالك يف فلسطني وقت النكبة من تعويض مايل<br />
ملساعدتهم للتكيف واالندماج يف املجتمعات التي يعيشون فيها.<br />
7يحق . 7 الأي حكومة االنسحاب من هذا املرشوع اإذا اعتربته تهديدا ملصاحلها احليوية.<br />
)25(<br />
. 8يطبق املرشوع بصورة تدريجية, وعلى مراحل حتت االإرشاف املبارش لالأمم املتحدة<br />
6 مقطوع<br />
. 8<br />
رفضت دول املنطقة خطة جونسون, وراأت اإرسائيل املرشوع خطراً داهماً يهدد اأمنها<br />
القومي, ملا يحمله املرشوع من مضامني سياسية ودميوغرافية. اأما الدول العربية )دول<br />
الطوق( فرفضت اخلطة بناء على تربيرات خمتلفة, اأولها اأن اإرسائيل رفضت اخلطة فكيف<br />
بالدول العربية اأن توافق عليها, كما اأن الدول العربية, تخوفت من اأن يلجاأ اأعداد كبرية من<br />
الالجئني للبقاء حيث هم فوق االأراضي العربية, مما يشكل عائقاً كبرياً اأمام التنمية يف<br />
هذه البلدان. اأحد العوامل التي يجب وضعها بعني االعتبار هو حمدودية املوارد املالية<br />
والطبيعية التي متتلكها دول الطوق العربية, خاصة مرص واالأردن مما يجعلها عاجزة عن<br />
استيعاب اآالف الالجئني الفلسطينيني.<br />
حاولت اإدارة كيندي تصويب االأمور بعد فشل خطة جونسون من خالل اإدخال بعض<br />
التعديالت على اخلطة حتى تكون مقبولة الأطراف الرصاع, خاصة اإرسائيل التي من املمكن<br />
اأن يكون وجودها مهدداً بعد عودة عرشات االآالف من الالجئني اإىل ديارهم التي اأصبحت<br />
حتت سيطرتها املبارشة.حاول كيندي تصويب االأمور لصالح اإرسائيل من اأجل تخفيف<br />
الضغط الدويل املمارس عليها, بالتحديد فيما يخص قضية الالجئني الفلسطينيني, واأوجه<br />
هذه القضية االإنسانية ذات االأبعاد احلقوقية والسياسية. ومن اجل هذا الغرض اأرسل كيندي<br />
مبعوثه الشخصي ماير فيلدمان اإىل اإرسائيل حيث اجتمع مع وزيرة اخلارجية االإرسائيلية,<br />
غولدا مائري, لعرض وجهة النظر االأمريكية التي تقول اإن اأمريكا لن تدعم, ولن تسمح اأي<br />
عودة مفتوحة لالجئني الفلسطينيني اإىل االأراضي التي تسيطر عليها اإرسائيل, يف الوقت<br />
نفسه الذي انهالت فيه صادرات السالح االأمريكي على اإرسائيل لتمتني اأوارص العالقة<br />
السياسية والرشاكة االإسرتاتيجية بني البلدين.<br />
وضعت االأمم املتحدة اآلية جديدة لضمان عدم تاأثر الالجئني يف خياراتهم بالضغوط<br />
التي من املمكن اأن متارس عليهم من قبل الدول العربية, ومن االقرتاحات التي قدمت يف<br />
هذا اخلصوص تشكيل جلنة خاصة دولية تابعة لالأمم املتحدة من اأجل اأن تضمن رسية
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
االختيارات واإعطاء الالجئني مساحة حرية واسعة عند حتديد خياراتهم. مل يكن هناك<br />
معارضة اأمريكية لدور اأممي تقوم به االأمم املتحدة للتاأكد من عدم تعرض الالجئني<br />
الفلسطينيني, املقيمني يف البلدان العربية اإىل اأي شكل من اأشكال الضغط يف حال اأجري<br />
االستفتاء للعودة اإىل فلسطني اأم ال.<br />
رؤية كيسنجر يف السبعينيات:<br />
ال يوجد يف التاريخ االأمريكي املعارص شخصية سياسية وفكرية اأكرث تاأثرياً على<br />
جممل السياسية اخلارجية االأمريكية من هرني كيسنجر, فالرجل صاحب االأرضية اليهودية<br />
شغل مناصب عديدة, منها: مستشار الرئيس لسوؤون االأمن القومي, ثم وزير خارجية يف زمن<br />
اإدارة نيكسون يف بداية السبعينيات من القرن املاضي. اتصف تفكري كيسنجر االسرتاتيجي<br />
مبيزة ربط كل النزاعات والرصاعات االإقليمية يف اأغلب مناطق العامل, مبا فيها الرشق<br />
االأوسط بعجلة احلرب الباردة التي كانت مستعرة بني الواليات املتحدة االأمريكية واالحتاد<br />
السوفيتي )26( . استفاد كيسنجر بشكل كبري من زعامة نيكسون يف البيت االأبيض، الأنه دعم<br />
فكرة دور اأمريكي فاعل ونشط يف منطقة الرشق االأوسط. يقول نيكسون بهذا اخلصوص:<br />
"منطقة الرشق االأوسط برميل بارود, متفجر للغاية, وهو بحاجة اإىل نزع فتيله, اإين منفتح<br />
الأي اقرتاح من ساأنه التهدئة والتقليل من اإمكانية وقوع االنفجار, الأن االنفجار اجلديد يف<br />
الرشق االأوسط ميكن اأن يتحول بسهولة اإىل مواجهة بني دول نووية" )27( .<br />
اختار نيكسون ملنصب وزير اخلارجية ويليام روجرز الذي كان صديقاً مقرباً منه,<br />
وميتاز باالأخالق املهنية العالية والنظرة الثاقبة لالأمور, كان روجرز مطلعاً على طبيعة<br />
الرصاع والتوازنات االإقليمية يف الرشق االأوسط, وكان يدرك متاماً اأن القضية الفلسطينية<br />
هي جوهر الرصاع, واأنها تستغل من االحتاد السوفيتي من اأجل زيادة وتعميق نفوذه يف<br />
املنطقة التي تزود العامل باأكرث من نصف احتياجاته من البرتول )28( . اإن االنكسار االأمريكي<br />
يف فيتنام, وحاجة اأمريكا للمحافظة على مصاحلها يف املنطقة, قد هيئا االأجواء اأمام<br />
روجرز لطرح روؤيته للرصاع العربي-االإرسائيلي من جوانبه املختلفة. طرح روجرز روؤيته<br />
يف وقت شهدت فيه العالقات املرصية- السوفيتية تقارباً شديداً, حيث تدفقت االأسلحة<br />
السوفيتية املتطورة على مرص من اأجل اإصالح اخللل يف ميزان القوى االإقليمي يف املنطقة<br />
يف اأعقاب هزمية عام 1967, وتضمنت اخلطة ترتيبات اأمنية بني املرصيني واالإرسائيليني,<br />
ونصت يف بنودها على رضورة انسحاب اإرسائيل من اجلزء االأكرب من اأراضى عام 1967<br />
مقابل ضمانات عربية ومرصية للوصول اإىل التزام لصنع السالم )29( . اأما بالنسبة لالجئني<br />
الفلسطينيني, فقد تطرق البند السابع من اخلطة اإىل االتفاق املبدئي بني االأردن واإرسائيل
االالجئون الفلسطينيون وحق العودة في السياسات األمريكية:<br />
من مبادرات احلرب الباردة إلى مقترحات كلينتون<br />
د.أمين طالل يوسف<br />
الذي من املمكن اأن يكون هو مفتاح احلل العادل لقضية الالجئني )30( .<br />
ركزت خطة روجرز بشكل اأساسي على وقف كل االأعمال القتالية وحرب االستنزاف,<br />
خاصة بني مرص واإرسائيل على جبهة سيناء, يف الوقت نفسه الذي نصت فيه على مبداأ<br />
االأرض مقابل السالم, مبا يتضمن االنسحاب االإرسائيلي من االأراضي العربية املحتلة,<br />
االأمر الذي رفضته اإرسائيل. اأما بالنسبة لالجئني الفلسطينيني, فقد اأعادت املبادرة<br />
االإشارة اإىل عبارة »حل عادل لقضية الالجئني«, لكن من منظور اإنساين وليس سياسياً.<br />
هذه العموميات والضبابية يف الطرح امتازت بها اأغلب املبادرات االأمريكية التي تناولت<br />
القضية الفلسطينية ومشكلة الالجئني الفلسطينيني, لكن املالحظ اأن خطة روجرز يف<br />
تناولها لقضية الالجئني الفلسطينيني مل تخرج عن الروؤية املعروفة اأمريكياً يف تلك الفرتة,<br />
والتي اندفعت باجتاه اإعادة توطني الالجئني حيث هم مع اإمكانية العودة املحدودة اإىل<br />
االأراضي التي تسيطر عليها اإرسائيل وضمن اآليات معروفة ومدروسة.<br />
اأفشلت خطة روجرز حلل الرصاع يف الرشق االأوسط, بصيغتها االأرض مقابل السالم<br />
وتطبيق القرار 242 الصادر يف عام 1967, من قبل بعض مصادر التاأثري والنفوذ داخل<br />
اإدارة نيكسون, فقد عارض كيسنجر اخلطة علناً الأنها تتضمن انسحاباً اإرسائيلياً من<br />
اأراضى عام 1967, وعودة بعض الالجئني الفلسطينيني اإىل ديارهم. معارضة كيسنجر<br />
خلطة روجرز شجعت اإرسائيل باملقابل لرفضها, فحكومة غولدا مائري هلعت من اإمكانية<br />
عودة بعض الالجئني ضمن ترتيبات اأردنية- اإرسائيلية مشرتكة كما نصت عليه خطة<br />
روجرز. ساهم ظهور كيسنجر على املرسح السياسي االأمريكي وتاأثريه الشخصي على<br />
الرئيس نيكسون, ورفض اإرسائيل خلطة روجرز اإىل استقالة هذا االأخري, ورحيله عن مرسح<br />
السياسة االأمريكية يف الرشق االأوسط )31( .<br />
بعد رحيل روجرز عن وزارة اخلارجية االأمريكية, وجناح كيسنجر يف التقريب بني<br />
وجهتي النظر, املرصية واالإرسائيلية, يف اأعقاب حرب ترشين عام 1973 والتوقيع على<br />
اتفاق الفصل بني القوات املرصية واالإرسائيلية عام 1974, خرجت الواليات املتحدة<br />
بوثيقة اأخرى اأطلق عليها وثيقة ساوندروز حللحلة اإشكاليات الرصاع العربي- االإرسائيلي<br />
بحيث جاء فيها:<br />
1التشديد . 1 على الدور االأمريكي املهم الإحراز التسوية الشاملة بني العرب واالإرسائيليني<br />
2وضع . 2 املصالح الفلسطينية بعني االعتبار عند احلديث عن اأي مفاوضات سلمية مستقبالً.<br />
3البعد . 3 الفلسطيني يف الرصاع هو جوهر املشكلة العربية-االإرسائيلية.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
)32(<br />
4يكون . 4 قرارا جملس االأمن 242 و 338 هما املرجعية االأساسية يف املفاوضات .<br />
عارض كيسنجر كل املشاريع السلمية والتسووية التي تنص على عودة, ولو جزء<br />
بسيط من الالجئني الفلسطينيني اإىل ديارهم, ومعارضة اأي انسحاب اإرسائيلي اإىل حدود<br />
ما قبل عام 1967. باملقابل كان تفكري كيسنجر االسرتاتيجي ال يخرج عن فكرة توطني<br />
اأكرث من ثلثي الالجئني يف االأردن, والثلث االآخر يف سوريا, ودفع تعويضات اإىل اأصحاب<br />
االأمالك واالأراضي التي استولت عليها اإرسائيل )33( .<br />
مبادرة ريغان يف بداية الثمانينيات<br />
استغلت الواليات املتحدة االأمريكية جمموعة من االأحداث الدولية واالإقليمية من<br />
اأجل اإطالق مبادرة الرئيس االأمريكي رونالد ريغان يف 1982-9-1, وجنحت قبل ذلك<br />
مبادرة السالم االأمريكية التي اأطلقها الرئيس جيمي كارتر يف التمهيد ملعاهدة السالم<br />
املرصية- االإرسائيلية عام 1979, مما ساهم يف اإخراج مرص من معادلة الرصاع العربي-<br />
االإرسائيلي, واإحداث خلل يف ميزان القوى بني العرب واالإرسائيليني لصالح اإرسائيل, الأن<br />
مرص كانت متثل القوة العربية القومية واالقتصادية والبرشية االأوىل. اقرتن خروج مرص<br />
من املواجهة مع اإرسائيل مع حدث اآخر مهم, وهو غزو اإرسائيل للبنان عام 1982, حيث<br />
استفردت القوات االإرسائيلية باملقاتلني الفلسطينيني واللبنانيني الوطنيني يف اأرض<br />
املعركة, وكان من نتائج احلرب خروج قوات منظمة التحرير من لبنان وتشتتها يف دول<br />
عربية خمتلقة, ممهداً الطريق اأمام حتوالت سياسية جذرية على الفكر السياسي ملنظمة<br />
التحرير يف منتصف الثمانينات, حيث بداأت القناعات الفلسطينية تتجذر شيئا فشيئا يف<br />
اأوساط القيادة الفلسطينية, ومفادها اأن العمل الفدائي املقاوم ال يكفي لوحده لتحرير<br />
االأرض الفلسطينية, واأن هذا اجلهد العسكري بحاجة اإىل رافعة سياسية تستثمر فيه لتحقيق<br />
.)34(<br />
االأهداف املنشودة<br />
يف هذه االأجواء اأعلن الرئيس ريغان مبادرته للسالم يف الرشق الوسط استناداً<br />
على قرارات جملس االأمن الدويل 242 و 338 واتفاقيات كامب ديفيد املوقعة بني مرص<br />
واإرسائيل عام )35( 1979 . اعتمدت املبادرة يف خطوطها العريضة على عدم االعرتاف<br />
بحق تقرير املصري للشعب الفلسطيني اأو االإشارة اإىل متثيل منظمة التحرير الفلسطينية<br />
يف املفاوضات املقرتحة, لكنها, والأول مرة ذكرت احلقوق املرشوعة للفلسطينيني, معرفة
االالجئون الفلسطينيون وحق العودة في السياسات األمريكية:<br />
من مبادرات احلرب الباردة إلى مقترحات كلينتون<br />
د.أمين طالل يوسف<br />
هذه احلقوق على اأنها حقوق مدنية للسكان الفلسطينيني يف الضفة والقطاع )36( .<br />
يف الوقت الذي رفضت فيه مبادرة ريغان اإمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة, فقد<br />
رفضت اأيضا ضم الضفة الغربية وقطاع غزة اإىل السيادة االإرسائيلية اأو السيطرة عليها<br />
بصورة دائمة. فقد ذكر ريغان يف مبادرته اأن السالم ال ميكن اأن يتحقق من خالل اإقامة<br />
دولة فلسطينية مستقلة يف الضفة والقطاع, وال ميكن حتقيقه اأيضا يف اإطار السيادة<br />
والسيطرة االإرسائيلية الدائمة عليهما )37( .<br />
من الواضح اإن املبادرة تركت الباب مفتوحاً على خيارات عديدة يف املفاوضات<br />
املقرتحة التي ستجري بني االأطراف املعنية حول مستقبل االأراضي الفلسطينية بعد الفرتة<br />
االنتقالية التي حتدثت عنها املبادرة, ورمبا كانت تشري اإىل الدور االأردين املستقبلي كرشيك<br />
للفلسطينيني يف عملية التسوية )38( .<br />
بالنسبة لقضية الالجئني مل يكن هناك عبارات واضحة عن هذه املشكلة العويصة<br />
ذات االأبعاد االإنسانية والسياسية, وكل ما قاله ريغان حول هذه النقطة بالتحديد اإن<br />
املبادرة تنص على وجود موازنة وتوافق بني حقوق الفلسطينيني املرشوعة واالحتياجات<br />
االأمنية االإرسائيلية )39( . ومبا اأن عودة الالجئني اإىل اأراضيهم يخل بالتوازنات الدميوغرافية<br />
والسكانية داخل الكيان االإرسائيلي لصالح الفلسطينيني, ويرض بيهودية الدولة العربية,<br />
فان العودة اجلماعية للفلسطينيني وباأعداد كبرية يصبح نوعاً من اجلنون وفق هذا املنطلق<br />
االأمريكي. باختصار استغلت االحتياجات االأمنية االإرسائيلية بشكل فظيع ومتعمد لرشعنة<br />
الشتات واالغرتاب الفلسطيني, ورشعنة سياسة اإرسائيل يف اقتالع الشعوب االأخرى. كانت<br />
فكرة ريغان حول قضية الالجئني تتمثل يف اأن احلل االأمثل لها يكمن يف توطني الالجئني<br />
يف البلدان العربية املضيفة, خاصة سوريا واالأردن مع اإنشاء صندوق للتعويضات ترشف<br />
عليه جلنة خاصة تابعة لالأمم املتحدة لتقدير خسائر الالجئني وملعرفة احتياجاتهم يف<br />
البلدان التي يتواجدون فيها )40( .<br />
مل يكن هدف الواليات املتحدة من خالل طرح هذه املبادرة اإحداث حلحلة حقيقية<br />
للقضية الفلسطينية, ولقضية الالجئني الفلسطينيني, بقدر ما كانت حماولة اأمريكية,<br />
لتحويل االأنظار عن االجتياح االإرسائيلي للبنان يف 1982, وتدمري البنية التحتية وقتل<br />
اآالف من الفلسطينيني واللبنانيني, واإظهار نفسها اأمام االأنظمة العربية الرسمية, وخاصة<br />
حلفاءها يف املنطقة العربية اأنها جادة يف حل القضية الفلسطينية. كما كانت تريد<br />
املحافظة على املعاهدة املرصية-االإرسائيلية, وعدم املساس بالعالقات الدبلوماسية<br />
بني مرص واإرسائيل التي تعرضت لالهتزاز على اأثر احلصار االإرسائيلي لبريوت )41( .
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
أطروحات أكادميية أمريكية ما بعد أوسلو:<br />
شهدت بدايات التسعينيات من القرن املاضي اأحداثاً دولية واإقليمية مهمة وحمورية,<br />
ساهمت بشكل مبارش يف تعميق السيطرة االأمريكية االأحادية على النظام العاملي اجلديد.<br />
فهزمية العراق يف موقعة الكويت وانهيار االحتاد السوفيتي شكال فرصة ثمينة لزيادة التفرد<br />
واالأحادية االأمريكية, مما ترك انعكاسات وتداعيات على االأزمات االإقليمية, ونقاط التوتر<br />
يف العامل مبا فيها مرسح الرصاع العربي- االإرسائيلي. استغلت الواليات املتحدة هذا اخللل<br />
يف موازين القوى الدولية واالإقليمية الإحداث تغيريات هيكلية على مسار االأحداث يف الرشق<br />
االأوسط, حيث انعقد موؤمتر مدريد للسالم بني العرب واالإرسائيليني عام 1991, ثم التوقيع<br />
على اتفاقية اأوسلو عام )42( 1993 . يذكر ويليام كوانت اأن االإدارة االأمريكية مارست دوراً<br />
قوياً وضاغطاً على اجلانب الفلسطيني خالل جوالت التفاوض التي جرت بني اجلانبني<br />
الفلسطيني واالإرسائيلي قبيل التوقيع على اتفاق اأوسلو من اأجل ضمان ترحيل القضايا<br />
املهمة كالقدس والالجئني واملستوطنات واملياه واحلدود والشكل النهائي للدولة الفلسطينية<br />
اإىل املرحلة النهائية, الإعطاء متسع من الوقت لالإرسائيليني من اأجل فرض اأمر واقع على<br />
االأرض لدرجة يصبح فيه التفاوض حول هذه القضايا مييل لصالح اإرسائيل )43( . جتلى<br />
االنحياز االأمريكي بوضوح خالل فرتة اإدارة كلينتون التي اأرشفت على عملية التفاوض<br />
بني الطرفني االإرسائيلي والفلسطيني، حتى وصل االأمر باالإدارة االأمريكية اإىل التصويت ضد<br />
القرارات اخلاصة بالقضية الفلسطينية مبا فيها القرار 194 اخلاص بالالجئني )44( .<br />
ظهرت العديد من املشاريع البحثية واالأكادميية يف فرتة ما بعد اأوسلو التي حاولت<br />
جاهدة سرب اأغوار قضية الالجئني, وتقدمي توصيات لصانع القرار االأمريكي, ما ميز هذه<br />
القراءات واالأبحاث اأنها كانت جمرد مقاربات مع املواقف الرسمية االأمريكية, واملواقف<br />
االإرسائيلية واالأوروبية. يف عام 1995 وزعت كندا التي كانت ترتاأس جمموعة العمل اخلاصة<br />
بالالجئني ورقة عمل حتت عنوان »روؤية بريون« وذلك بالتنسيق مع الوفد االأمريكي. بداأت<br />
الروؤية الكندية بتعريف نفسها من خالل التشديد على رشق اأوسط جديد خال من الالجئني,<br />
ومنح الهوية ملن ليس له هوية, واإفساح املجال اأمام التنمية مكان الفقر والترشد )45( . متيزت<br />
الورقة باستنادها اإىل مواقف القوى االإقليمية والدولية مبا فيها الواليات املتحدة وروسيا<br />
حيث اأبدت اهتماماً خاصاً بقضية التمويل املرتبطة بتنفيذ التوصيات. قامت الورقة<br />
بتحديد حجم الالجئني, واأعدادهم ومشكالتهم, وعملت على حشد املوارد املالية لتحسني<br />
املستوى املعيشي واالقتصادي لالجئني, وتفعيل اخلطط االإنسانية لتحسني اإجراءات مل<br />
شمل العائالت )46( . اإضافة اإىل بحث الطاقة االستيعابية للضفة الغربية وقطاع غزة بالنسبة<br />
للعائدين الفلسطينيني, ومستقبل نشاطات االونروا واإعداد ملفات مل شمل العائالت وملفات
االالجئون الفلسطينيون وحق العودة في السياسات األمريكية:<br />
من مبادرات احلرب الباردة إلى مقترحات كلينتون<br />
د.أمين طالل يوسف<br />
التعويض )47( تعكس حمتويات هذه الورقة الروؤية الغربية عموماً )اأمريكا واأوروبا وكندا(<br />
التي نصت على اإعادة تاأهيل الالجئني يف اأراضي الضفة الغربية والدول العربية املجاورة,<br />
واستخدام اآلية مل شمل العائالت لعودة حمدودة العدد اإىل داخل اإرسائيل.<br />
يف عام 1995, خرج دون بريتس باإصدارين جديدين حول قضية الالجئني<br />
الفلسطينيني بتمويل من موؤسسة السالم االأمريكية املرتبطة بالكونغرس االأمريكي, ودراسة<br />
اأخرى حول تعويضات الالجئني اأعدها لصالح مركز التحليالت السياسية اخلاصة بفلسطني.<br />
انطلق بريتس من فرضية اأن القانون الدويل, واالأعراف الدولية توؤكد على رضورة توطني<br />
الالجئني حيث هم, وال توؤهلهم للعودة. يدعي بريتس خاطئاً اأن عودة الالجئني اإىل اأي مكان<br />
يجب اأن يكون مقروناً مبدى توافر اإمكانيات العمل واحلياة, ومبا اأنهم غادروا اأراضيهم منذ<br />
فرتة طويلة, فسيجدون صعوبة يف االإقامة والتاأقلم مع هذه االأجواء اجلديدة, وهذا ميس<br />
بدوره بحقوقهم االأساسية يف التنمية واحلياة ومصدر الدخل املقبول. اقرتح بريتس تسوية<br />
لهذه القضية على اأساس اإقليمي حيث من املفروض اأن ترتبط املساعدات املقدمة لالجئني,<br />
كتعويضات لهم, مع اقتصاديات بلدان املنطقة. يف هذا السياق, دعا بريتس اإىل اإنشاء<br />
مرصف خاص مهمته توزيع اأموال التعويضات, ومنح الالجئني قروضاً, لتشجيعهم على<br />
كسب اأرزاقهم اأينما يتواجدون. خلص بريتس اإىل اأن اأساس التعويض لالجئني يجب اأن ينفذ<br />
بطريقة جماعية, وليس على اأساس فردي, واأن اأي ميزان مدفوعات تتقدم به االأرسة الدولية<br />
لتوفري اأموال التعويضات يجب اأن يشتمل على قيمة االأمالك اليهودية يف الدول العربية,<br />
وقيمة االأمالك اليهودية التي دمرت يف احلروب العربية- االإرسائيلية, اإضافة اإىل نفقات<br />
املستعمرات االإرسائيلية املفرغة واملخالة عند قيام الدولة الفلسطينية )48( .<br />
اأما دونا اآرزت, فانطلقت يف معاجلتها لقضية الالجئني الفلسطينيني من مدخل<br />
عدم حتميل اإرسائيل مسوؤولية مشكلة الالجئني الفلسطينيني ال اأخالقياً وال اإنسانياً, ومبا<br />
اأن الطرف التي تقع عليه هذه املسوؤولية غري معروف, لذلك ال بد لكل االأطراف الدولية<br />
واالإقليمية اأن تتحمل مسوؤولية حلها. الرتكيز يف الدراسة واضح على استيعاب الالجئني<br />
يف الدولة الفلسطينية العتيدة, مع اإمكانية استيعاب ما يقارب خمسة وسبعني األف الجئ<br />
فلسطيني يف اإرسائيل, على اأن يكونوا من كبار العمر, وغري قادرين على االإجناب حتى<br />
ال يتاأثر مستقبل اإرسائيل االأمني وتتاأثر تركيبتها السكانية. وتكون عودة الالجئني<br />
الفلسطينيني اإىل ديارهم الواقعة حتت السيطرة االإرسائيلية بشكل جماعي, ومن خالل مل<br />
شمل العائالت, وتعويضهم بالشكل املالئم, فيما تقوم الدول العربية بتعويض اليهود الذين<br />
اضطروا ملغادرتها, وارحتلوا اإىل اإرسائيل تاركني وراءهم اأمالكهم, طرحت اآرزت تصورا<br />
لتوطني خمسة ماليني الجئ فلسطيني على النحو االآتي:
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
-186 األف الجئ يُوطنون يف االأردن.<br />
-75 األف الجئ جديد يُوطنون يف سوريا.<br />
-75 األف الجئ يُوطنون يف لبنان.<br />
-519 األف الجئ جديد يحولون اإىل السعودية والكويت والعراق ومرص.<br />
-90 األف الجئ يُوطنون ويستوعبون يف الدول االأوروبية والواليات املتحدة وكندا.<br />
-75 األف الجئ يوؤهلون للعودة اإىل االأراضي املحتلة عام 1948.<br />
-250األف الجئ من غزة ينقلون اإىل الضفة الغربية حلل مشكلة االكتظاظ<br />
السكاين )49( .<br />
جهود كلينتون ورؤيته حلل الصراع:<br />
واكب كلينتون املفاوضات الفلسطينية-االإرسائيلية تارة بصورة شخصية, وتارة من<br />
خالل اإرسال مبعوثني ومندوبني ملتابعة العملية التفاوضية. لقد مارس الرئيس كلينتون<br />
دوراً قوياً يف التوصل اإىل مذكرة واي ريفر عام 1998, لتطبيق االتفاقيات االنتقالية<br />
السابقة. بقي كلينتون منشغالً مع مستشاريه, وفريق عمله لسوؤون الرصاع العربي-<br />
االإرسائيلي حتى اآخر حلظة من واليته الثانية, لعله يتمكن من اإجناز ما عجز غريه من<br />
اإجنازه )50( . واجهت مذكرة واي ريفر انتقادات شديدة من الفلسطينيني اأنفسهم, ومن داخل<br />
موؤسسات م.ت.ف, ومن القوى الوطنية واالإسالمية, الأنها جتاهلت االإشارة اإىل القضايا<br />
املحورية احلساسة كالقدس والالجئني. وبدالً من ذلك بقيت اجلهود االأمريكية منصبة على<br />
االأمن واالإجراءات االأمنية, وحماربة ما كانت تطلق عليه االإرهاب, والتشديد على رضورة<br />
اشرتاك مسوؤولني اأمنيني اأمريكيني يف االإرشاف, والتحكم يف جماالت العالقات االأمنية<br />
بني الطرفني, وتدريب االأمن الفلسطيني, كما طالبت املذكرة رصاحة اإلغاء كل البنود التي<br />
اعرتضت عليها اإرسائيل يف امليثاق الوطني الفلسطيني )51( .<br />
زار كلينتون اإرسائيل ومناطق احلكم الذاتي الفلسطيني, وحرض اجتماع املجلس<br />
الوطني الفلسطيني الذي انعقد يف تاريخ 1998-12-22 حيث اأرشف بنفسه على اإلغاء<br />
البند الذي يطالب بتدمري اإرسائيل يف امليثاق الوطني الفلسطيني كما نصت على ذلك وثيقة<br />
واي ريفر )52( . وعلى الرغم من الدور االأمريكي النشط يف متابعة االأمور على االأرض, لكن<br />
يف الوقت نفسه ابتعدت االإدارة االأمريكية عن الوضوح والرصاحة الكالمية يف تفسري معظم<br />
املسائل اجلوهرية املختلف عليها. استخدم جيمس بيكر, وزير اخلارجية االأمريكي االأسبق,<br />
ما اأسماه بالغموض البناء واخلالق يف حتركه الدبلوماسي لقناعته الشخصية اأن مثل<br />
هذا االأسلوب مفيد جداً يف ممارسة الدبلوماسية, اإذا كنت تواجه اأسئلة وقضايا حساسة
االالجئون الفلسطينيون وحق العودة في السياسات األمريكية:<br />
من مبادرات احلرب الباردة إلى مقترحات كلينتون<br />
د.أمين طالل يوسف<br />
وشائكة, ولها تفسريات خمتلفة لدى اأطراف النزاع )53( . لكن دبلوماسية الغموض البناء<br />
فشلت, الأنها اأجلت البحث يف القضايا اجلوهرية واحلساسة، واتسمت بعدم الوضوح يف<br />
تفسريها لهذه القضايا ذات الطابع االإشكايل, وقادت يف النهاية اإىل التصادم بني الطرفني<br />
املعنيني, والعودة مرة اأخرى اإىل دائرة العنف الدموي املتجدد )54( . على سبيل املثال كانت<br />
نقطة اخلالف الرئيسية بني الفلسطينيني واالإرسائيليني يف مفاوضات كامب ديفيد منصبة<br />
حول تفسري القرار 242. فقد كان الفلسطينيون يتطلعون اإىل قيام دولة فلسطينية مستقلة<br />
على اأراضى عام 1967 بعد االنسحاب االإرسائيلي الكامل منها واإخالئها من كل الكتل<br />
االستيطانية, بينما كان االإرسائيليون ينظرون للمسالة على اأنها جمرد انسحاب جزئي من<br />
بعض االأراضي يف الضفة الغربية وغزة مع االحتفاظ بالكتل االستيطانية الكبرية حتت<br />
السيطرة االإرسائيلية املبارشة )55( .<br />
بالنسبة حلضور قضية الالجئني على طاولة مفاوضات كامب ديفيد عام 2000, فقد<br />
ظهر حتالف غري مقدس بني املوقفني االإرسائيلي واالأمريكي, لقد تبنى االأمريكيون املواقف<br />
والترصيحات واملقاربات االإرسائيلية يف هذا الساأن, وبخاصة عدم مسوؤولية اإرسائيل<br />
املعنوية واالأخالقية عن النكبة الفلسطينية عام 1948, واأما املسوؤولية فتقع -حسب وجهة<br />
النظر االإرسائيلية- على عاتق اجليوش العربية والزعامات العربية التي اأقنعت الفلسطينيني<br />
برتك منازلهم انتظاراً للتحرير.اعرتفت االإدارة االأمريكية بحق العودة لالجئني الفلسطينيني<br />
اإىل فلسطني االنتدابية, يف الوقت نفسه التي اأرصت فيه على اأن اإرسائيل ال متتلك القدرات<br />
الكافية الستيعاب اأعداد كبرية من الالجئني. حل مشكلة الالجئني بناء على هذا املوقف<br />
االأمريكي يجب اأن يتم بالعودة اإىل اأراضى الدولة الفلسطينية, واالستقرار يف البلدان التي<br />
يقيمون فيها, اأما العودة اإىل اإرسائيل فيجب اأن يكون رمزياً ال يتجاوز عرشات االآالف من<br />
خالل اآلية مل شمل العائالت )56( .<br />
يف هذا السياق, يذكر دنيس روس اأن الواليات املتحدة كانت تسعى للتوفيق بني<br />
االحتياجات الفلسطينية الرمزية واالحتياجات االإرسائيلية العملية, وبني اأن الصيغة التي<br />
كانت الواليات املتحدة تسعى لتعميمها ينبغي اأن تلبي االحتياجات الرمزية الفلسطينية, فيما<br />
تستجيب للمخاوف االإرسائيلية احلقيقية واملرشوعة بساأن االأمن واملصالح الوطنية العليا )57( .<br />
بعد فشل مفاوضات كامب ديفيد, حاولت اإدارة كلينتون كرس اجلمود الذي وصلت<br />
اإليه العملية التفاوضية, حيث تقدم كلينتون شخصياً مبقرتحات جديدة, باأمل اأن تتمكن<br />
اإدارته من حتقيق روؤيته للسالم يف الرشق االأوسط. هدفت املقرتحات اإىل اإنهاء اعتماد<br />
الفلسطينيني على الرشعية الدولية لتسهيل مهمة التحالف االأمريكي- االإرسائيلي من
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
مترير خمططاته التفاوضية التي تتحكم بها موازين القوى. فيما يتعلق بالالجئني, وحقهم<br />
بالعودة وفقا لقرار 194, فقد نسفت مقرتحات كلينتون هذا القرار, اإذ اأن البند الثاين من<br />
املقرتحات نصت على اأنه ال ميكن الإرسائيل اأن تتخذ قراراً يهدد اأساس الدولة االإرسائيلية<br />
ويعرض منطق السالم للخطر )58( .<br />
مل تعط مقرتحات كلينتون اأي فرصه لالجئني ملمارسة اأي شكل من اأشكال حق العودة<br />
اإىل الديار وفقا لقرار 194. فقد اعتمدت هذه املقرتحات على الشق الثاين من القرار الذي نص<br />
على دفع التعويضات لقاء اخلسائر التي تكبدوها جراء طردهم من ديارهم واأراضيهم, يف<br />
حني اأسقطت الشق االأول من القرار والقاضي بوجوب عودة الالجئني اإىل اأراضيهم واأمالكهم<br />
التي اقتلعوا منها )59( . جوهر مقرتحات كلينتون بالنسبة لقضية الالجئني هو السماح ملن<br />
يرغب من الالجئني بالعودة اإىل اأراضى الدولة الفلسطينية العتيدة, وليس اإىل ديارهم التي<br />
جردوا منها زمن النكبة, كما دعت املقرتحات املجتمع الدويل لتحمل مسوؤولياته, لدفع<br />
تعويضات للالجئني اأو توطينهم يف البلدان التي يقيمون بها, اأو اإفساح املجال اأمامهم<br />
لالإقامة يف بلدان اأخري خارج دولة اإرسائيل وذلك متشياً مع القرارات السيادية لتلك الدول,<br />
وحسب احتياجاتها واعتباراتها االأمنية )60( .<br />
يبدو واضحاً اأن االإسرتاتيجية التفاوضية االأمريكية ارتكزت على اأسلوب مقايضة<br />
الفلسطينيني حلق العودة مقابل انسحاب اإرسائيل من غزة والضفة الغربية, وتقليص<br />
املستوطنات االإرسائيلية اإىل احلد االأدنى )61( . ورغم تاأييد مقرتحات كلينتون العلنية لقيام دولة<br />
فلسطينية, اإال اأنها اأغفلت طبيعة السيادة التي تتمتع بها هذه الدولة, وصلتها مع املستوطنات<br />
االإرسائيلية املقامة على االأراضي الفلسطينية. لقد نصت املقرتحات على اأن الدولة الفلسطينية<br />
تستطيع ممارسة سيادة شبة كاملة على قطاع غزة, وعلى معظم اأراضى الضفة الغربية, لكن<br />
مع احتفاظ اإرسائيل بسيادة على مستوطناتها الكبرية بعد ضمها اإليها )62( .<br />
وحقيقة االأمر اأن كلينتون يتحمل جزءاً كبرياً من مسوؤولية ما حدث, من تصاعد العنف<br />
املتبادل بني الفلسطينيني واالإرسائيليني يف اأعقاب فشل مفاوضات كامب ديفيد, حتى اأن<br />
الكاتب الربيطاين باتريك سيل ذهب اإىل حد القول اإنه كان باستطاعة الواليات املتحدة<br />
اأن تقوم بدور الوسيط النزيه واملحايد للتوصل اإىل تسوية دائمة وعادلة بني الفلسطينيني<br />
واالإرسائيليني. ولو فعلت اأمريكا ذلك لتجنبت اأحداث اأيلول عام 2001, ولرمبا دخلت<br />
املنطقة يف حقبة من السالم واالزدهار, واأصبح للفلسطينيني دولة مستقلة تلبي طموحاتهم<br />
الوطنية )63( .افتقرت خطوات السالم االأمريكية اإىل االلتزام بالرشعية الدولية, وحاولت وضع<br />
مرجعية خاصة لعملية السالم بدالً من قرارات االأمم املتحدة, كما اأنها تنصلت من املواقف<br />
التقليدية املعلنة حول القدس واملستوطنات والالجئني )64( .
االالجئون الفلسطينيون وحق العودة في السياسات األمريكية:<br />
من مبادرات احلرب الباردة إلى مقترحات كلينتون<br />
د.أمين طالل يوسف<br />
خامتة وتوصيات:<br />
تعد قضية الالجئني الفلسطينيني من اأكرث القضايا اإشكالية وتعقيداً, الأنها االأكرث<br />
حساسية واالأكرث انفعالية يف السياق الفلسطيني فهي مرتبطة بتهجري ما يقارب مليون<br />
فلسطيني عام 1948 يف اأعقاب النكبة. قامت اإرسائيل منذ وجودها على اأساس فلسفة<br />
اقتالعية واإحاللية, الأنها رشدت مئات االآالف من الفلسطينيني من ديارهم وقراهم, حارمة<br />
اإياهم من ممتلكاتهم واأراضيهم التي هي حاضنتهم الطبيعية واملعنوية والنفسية,استفادت<br />
اإرسائيل من عالقات اليهود خالل فرتة احلرب العاملية الثانية مع القوى الكربى يف تلك<br />
الفرتة خاصة بريطانيا وفرنسا, فربيطانيا هي املسئولة عن تقسيم املرشق العربي، وجعله<br />
مناطق نفوذ لها ولفرنسا من خالل اتفاقية سايكس - بيكو عام 1916, كما اأنها اأصدرت<br />
وعد بلفور عام 1917 اخلاص برضورة اإنشاء وطن قومي لليهود يف فلسطني.<br />
بعد احلرب العاملية الثانية, وظهور اأمريكا كقوة رئيسة اأوىل يف السياسة الدولية, عملت<br />
اإرسائيل ومن ورائها اجلالية اليهودية يف اأمريكا على التاأثري يف السياسات االأمريكية املختلفة<br />
املتصلة بالفلسطينيني خصوصاً والعرب عموماً, ساهم اللوبي اليهودي يف اأمريكا يف نرش<br />
صورة منطية وسلبية عن الفلسطينيني بني اأوساط الراأي العام االأمريكي, والنخبة السياسية<br />
االأمريكية. منذ ظهور القضية الفلسطينية كقضية سياسية واإنسانية من الدرجة االأوىل, تبنت<br />
اأمريكا مواقف واعتمدت سياسات مناوئة للفلسطينيني وموؤيدة الإرسائيل الأسباب دينية<br />
وعاطفية وجيوسياسية وجيواقتصادية. لذلك كانت السياسات االأمريكية مبجملها دائماً تنظر<br />
للقضية الفلسطينية على اأنها قضية مرشدين ومشتتني خرجوا من ديارهم, وهم بحاجة اإىل<br />
دعم معنوي ومادي حتى يُعاد تاأهيلهم وتوطينهم يف البلدان التي استقروا فيها. ويف تعاطيها<br />
مع قضية الالجئني, تبنت االإدارة االأمريكية املختلفة منذ اأيام هاري ترومان حتى االآن ثالث<br />
اإمكانيات الإيجاد حلول لهذه القضية، وهي: التوطني يف البلدان العربية، والتعويض لالجئني<br />
عما خرسوه اأثناء احلرب, واإعادة تاأهيلهم حتى يكون مبقدورهم اأن يتكيفوا ويتاأقلموا مع<br />
الواقع االجتماعي والسياسي يف البلدان التي يعيشون فيها.<br />
قسمت املبادرات الأمريكية املرتبطة بقضية الالجئني الفلسطينيني اإىل قسمني:<br />
القسم االأول ظهر يف فرتة احلرب الباردة, اأي يف الفرتة الواقعة ما بني 1990-1950,<br />
وكانت اأغلب املبادرات االأمريكية تنظر اإىل قضية الالجئني باعتبارها قضية اإنسانية من<br />
الدرجة االأوىل، بحيث يتوجب على املجتمع الدويل اأن يساعدهم مادياً من اأجل تسهيل<br />
اندماجهم يف املجتمعات العربية, والتخفيف من معاناتهم. يف هذا السياق دعمت اأمريكا
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
وبقوة اإنشاء وكالة غوث وتشغيل الالجئني الفلسطينيني- االأونروا- وقامت بتاأمني اأكرث من<br />
نصف موازنة الوكالة حتى تستطيع اأن تنفذ مشاريعها االقتصادية واالجتماعية والتنموية<br />
داخل املخيمات. اإن اأغلب املبادرات االأمريكية كانت شكلية تخديرية تهدف اإىل اإعطاء<br />
انطباع حللفائها العرب اأن اأمريكا متمسكة باإيجاد حلول لقضية الالجئني الفلسطينيني,<br />
خوفاً من اأن جتنح بعض الدول العربية املعتدلة نحو االحتاد السوفييتي يف لعبة تقسيم<br />
النفوذ بني االأقوياء يف العامل.<br />
اأما القسم الثاين من املبادرات فتبنته االإدارات االأمريكية املتتالية يف فرتة ما بعد احلرب<br />
الباردة, اأي بعد انهيار االحتاد السوفييتي عام 1991, وقد اتسمت هذه املبادرات باأنها نتاج<br />
ملراكز اأبحاث ودراسات اأمريكية مقربة من صانع القرار االأمريكي, امتازت هذه الدراسات<br />
واالأبحاث التي اأجريت حول الالجئني الفلسطينيني من منظور اأمريكي باأنها كانت متطابقة<br />
اإىل حد بعيد مع املواقف االإرسائيلية لدرجة اأنها شككت بالرواية الفلسطينية حول التهجري,<br />
واعتمدت بدالً من ذلك الرواية االإرسائيلية التي تدعي اأن خروج الفلسطينيني من ديارهم كان<br />
اختيارياً من قبل الفلسطينيني,والنهم ضللوا يف تلك الفرتة من قبل الزعامات العربية.<br />
كانت مقرتحات كلينتون يف صيف عام 2000 من اأهم املبادرات التي خرجت اإىل<br />
النور يف تلك الفرتة التي حاولت اإخراج الرصاع الفلسطيني-االإرسائيلي من ماأزق االنسداد<br />
السياسي الذي وصلت اإليه املفاوضات بني الفلسطينيني واالإرسائيليني. ميزة اأفكار<br />
كلينتون بخصوص قضية الالجئني اأنها كانت شكلية وعادية, ومل تخرج عن التصورات<br />
االأمريكية العامة, وحاولت الرتكيز على رضورة توطني الالجئني يف البلدان التي يعيشون<br />
فيها مع اإمكانية عودة اآالف من الالجئني اإىل قراهم واأراضيهم التي هجروا منها من خالل<br />
تفعيل اآلية مل شمل العائالت، على اأن يكون هوؤالء العائدون من كبار العمر, ولهم اأقارب<br />
داخل اإرسائيل. باختصار ميكن القول اإن العودة التي تضمنتها اأفكار كلينتون لالجئني<br />
الفلسطينيني كانت رمزية وشكلية,ال اأكرث وال اأقل.<br />
بناء على ما تقدم, ميكن للباحث أن يورد التوصيات اآلتية:<br />
. 1رضورة 1 جتميع كل االأدبيات واملصادر االأولية والثانوية كالوثائق، الكتب واملجالت<br />
والدوريات ومواقع االإنرتنت التي تناولت وغطت قضايا متصلة بالالجئني الفلسطينيني,<br />
ووضع هذه االأدبيات يف مكتبة وطنية عامة حتى تكون مالذاً للباحثني واخلرباء وطلبة<br />
اجلامعات, ومصدراً ملعلومات بحوثهم.
االالجئون الفلسطينيون وحق العودة في السياسات األمريكية:<br />
من مبادرات احلرب الباردة إلى مقترحات كلينتون<br />
د.أمين طالل يوسف<br />
2اإجراء . 2 البحوث والدراسات العلمية واملوضوعية اجلادة التي تبني عالقة اإرسائيل مع<br />
الدول الكربى، وكيف استفاد اليهود من عالقاتهم الدولية املتشعبة مما ساهم يف<br />
النهاية يف ضياع فلسطني, لكي يستفاد من ذلك يف نسج نظرية عالقات دولية واقعية<br />
تبني للعرب وللفلسطينيني دهاليز السياسة الدولية.<br />
3كشف . 3 العالقات الوثيقة بني اللوبي اليهودي واالإدارات االأمريكية املختلفة خاصة اأن<br />
النظام السياسي االأمريكي التعددي يعطي مساحات واسعة للوبيات وجماعات الضغط<br />
التي توؤثر يف عملية صنع القرار يف اأمريكا, هذا مهم الأن اللوبي اليهودي له دور واضح<br />
يف تسيري السياسات االأمريكية حسب العديد من الدراسات احلديثة.<br />
4عمل . 4 رشاكات علمية وفكرية وبحثية بني املفكرين العرب والفلسطينيني من جهة,<br />
ونظرائهم االأمريكيني من جهة اأخرى حتى يتم اإنتاج اأعمال فكرية وبحثية تخص<br />
الالجئني الفلسطينيني. ميكن استخدام هذه الرشاكات لتوضيح الصورة الصحيحة حول<br />
اللجوء والشتات, والعطاء معلومات للمفكرين واملهتمني االأمريكيني حول هذه القضية<br />
احلساسة حتى يساعدهم ذلك يف عمل اأبحاث ودراسات بحثية علمية غري متحيزة.<br />
5تدريس . 5 مساقات كاملة حول اللجوء والشتات ومعاناة الالجئني الفلسطينيني واأماكن<br />
تواجدهم, وتشجيع طلبة اجلامعات والدراسات العليا لكتابة اطروحاتهم يف هذا<br />
املوضوع.<br />
6اإعادة . 6 ترتيب مواضيع وقضايا الالجئني بشكل علمي، على اأن تكون جزءاً من املنهاج<br />
الوطني الفلسطيني، وبخاصة العلوم االإنسانية واالجتماعية من اأجل تعليم اجليل<br />
احلايل ظروف هذه املاأساة االإنسانية.<br />
7التمسك . 7 بحق العودة من خالل التمسك بقرار 194 مهما كانت الضغوط واالبتزاز<br />
املمارسة على اجلانب الفلسطيني على طاولة املفاوضات.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
اهلوامش:<br />
1سلمان . 1 اأبو ستة, حق العودة مقدس وقانوين وممكن )بريوت: املوؤسسة العربية للنرش<br />
العربية, 2001( ص. 16<br />
, 2 العدد<br />
10 ,2564 شباط ,2002 ص. 24<br />
. 2سلمان اأبو ستة, الالجئون الفلسطينيون بني التوطني والعودة, القدس العربي<br />
3حممد . 3 عبد العزيز ربيع, احلوار الفلسطيني- االأمريكي الدبلوماسية الرسية واالتصاالت<br />
الفلسطينية- االإرسائيلية, )عمان: دار اجلليل للنرش والدراسات, 1995( ص. 12<br />
4اسعد . 4 عبد الرحمن , منظمة التحرير الفلسطينية جذورها تاأسيسها ومساراتها )قربص:<br />
مركز اأبحاث م.ت.ف, 1987( ص. 30<br />
5ميخائيل . 5 سليمان)حمرر( فلسطني والسياسة االأمريكية من ويلسون اإيل كلينتون<br />
)بريوت: مركز دراسات الوحدة العربية, 1996( ص. 96<br />
6حممد . 6 شديد, الواليات املتحدة والفلسطينيون بني االستيعاب والتصفية, ترجمة كوكب<br />
الريس )القدس: جمعية الدراسات العربية, 1985( ص. 71-70<br />
Ayman Yousef, U.S Arab Policy 1945-1990: Jewish Lobby as Determining7 .7<br />
Factor, Third Concept, Vol. 12, No. 144, Feb. 1999 p.7-11<br />
8اإسماعيل . 8 خرض, الثابت واملتغري يف السياسة اخلارجية االأمريكية جتاه القضية<br />
الفلسطينية واملفاوضات الفلسطينية-االإرسائيلية, معهد اإبراهيم اأبو لغد للدراسات<br />
الدولية, 2005, ص. 35 رسالة ماجستري غري منشورة.<br />
9اسعد 9. عبد الرحمن, منظمة التحرير الفلسطينية, وصدر سابق, ص. 118<br />
10حممد شديد, الواليات املتحدة والفلسطينيون بني االستيعاب والتصفية, مصدر<br />
ص. 119<br />
1111ميخائيل سليمان)حمرر(, مصدر سابق, ص. 337-325<br />
تعترب (AIPAC(( )American-Israeli Public Affairs Committee من اأكرث<br />
املنظمات اليهودية االأمريكية دعما الإرسائيل وتاأثريا على صناع القرار واملرشعني يف<br />
الواليات املتحدة، لدرجة اأن كثريا من الشخصيات القيادية االأمريكية تستشري اأعضاء<br />
اأيباك قبل اتخاذ القرارات احلاسمة.<br />
انظر موقع االآيباك: www.aipac.org<br />
10 سابق,
االالجئون الفلسطينيون وحق العودة في السياسات األمريكية:<br />
من مبادرات احلرب الباردة إلى مقترحات كلينتون<br />
د.أمين طالل يوسف<br />
Edward Said, the End of the Peace Process (New York: Vintage1212<br />
)Books, 2001<br />
Steven Spiegel, the Other Arab- Israeli Conflict, (Chicago: Chicago1313<br />
University Press 1985) p.95-97<br />
1414حممد شديد, مصدر سابق, ص. 70-71<br />
1515حمد موعد )حمرر(, الالجئون الفلسطينيون جوهر الرصاع وعقدة التسوية من مدريد<br />
اإىل خارطة الطريق )دمشق: مركز دراسات الغد العربي, 2003( ص. 468<br />
16<br />
Ayman Yousef, Palestine Question and the Superpowers: Study of1717<br />
Dynamics of Cold War Politics (M.S University of Baroda: India, 1995)<br />
16 نفس املصدر السابق<br />
P.79 Ibid,p.791818<br />
1919حمد موعد, مصدر سابق, ص. 469<br />
2020منري الهور وطارق املوسى, مشاريع التسوية للقضية الفلسطينية 1985-1947<br />
)عمان: دار اجلليل, 1986( ص. 56<br />
2121املصدر السابق, ص.60<br />
Ayman Yousef, Palestine Question and the Superpowers: A Study of2222<br />
Dynamics of Cold War Politics, P. 82<br />
2323نواف الزرو, الالجئون الفلسطينيون قضية وطن وشعب )عمان: املوؤسسة العربية<br />
الدولية للنرش, 2000( ص. 119-118<br />
William Quandt, Decade of Decision American Policy Towards2424<br />
Arab-Israeli Conflict 1967-1976, (Berkeley: University of California<br />
Press, 1977)P.82-88<br />
Ibid, p.822525<br />
2626ميخائيل سليمان )حمرر(, مصدر سابق,ص. 194<br />
2727منري الهور وطارق املوسى, مصدر سابق,ص. 121-120<br />
2828حمد موعد, )حمرر(, مصدر سابق. ص. 471<br />
Seymour Hersh, the Price of Power (New York: Summit Books,1983)2929<br />
PP.214-220<br />
3030نواف الزرو, مصدر سابق, ص. 121
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
3131عدنان الهياجنة, مستقبل فلسطينيي الشتات: اأسس التعامل مع االأطروحات الدولية<br />
وقواعده, جملة العلوم االجتماعية, جملد 31, عدد 2002, 4, ص. 844<br />
Julian Peck, Reagan Administration and the Palestine Question of3232<br />
Palestine(Washington: Institute for Palestine Studies 1984) P.15-16<br />
3333عمر مصاحلة, السالم املوعود, الفلسطينيون بني النزاع والتسوية )ترجمة( وديع<br />
اسطفان )بريوت: دار الساقي, 1994( ص. 203<br />
34 نفس املصدر السابق<br />
35ماهر الرشيف, البحث عن كيان, )قربص: مركز االأبحاث والدراسات االشرتاكية<br />
العامل العربي, 1995( ص. 257<br />
34<br />
35 يف<br />
39<br />
3636هارولد ساوندروز, اجلدران االأخرى, سياسة عملية السالم )ترجمة( حسني عبد الفتاح<br />
)واشنطن: معهد املشاريع االأمريكي للدراسات العملية السياسية واالجتماعية, 1985(<br />
ص. 257<br />
3737حمد موعد )حمرر(, مصدر سابق, ص.472<br />
3838عدنان الهياجنه, مصدر سابق, ص.844<br />
39 برهان الدجاين, مفاوضات السالم, املسار واخليارات واالحتماالت, )بريوت: موؤسسة<br />
الدراسات الفلسطينية, 1998( ص. 29<br />
4040جواد احلمد, مستقبل السالم يف الرشق االأوسط, )عمان: املوؤسسة املتحدة للدراسات<br />
والبحوث, 1994( ص. 7<br />
4141اإسماعيل خرض, مصدر سابق, ص. 12<br />
4242نعوم تشومسكي, الواليات املتحدة ومساألة الالجئني, نصري عاروري )حترير(,<br />
الالجئون الفلسطينيون حق العودة )بريوت: مركز دراسات الوحدة العربية, 2000(<br />
ص. 149-135<br />
4343سليم متاري, مستقبل الالجئني الفلسطينيني, اأعمال جلنة الالجئني يف املفاوضات املتعددة<br />
االأطراف واللجنة الرباعية, )بريوت: موؤسسة الدراسات الفلسطينية, 1996( ص. 41<br />
4444املصدر السابق, ص. 42<br />
4545املصدر السابق, ص. 47<br />
4646اإيليا زريق, الالجئون الفلسطينيون والعملية السلمية, )بريوت: موؤسسة الدراسات<br />
الفلسطينية, 1997( ص. 162-160
االالجئون الفلسطينيون وحق العودة في السياسات األمريكية:<br />
من مبادرات احلرب الباردة إلى مقترحات كلينتون<br />
د.أمين طالل يوسف<br />
60<br />
4747عدنان الهياجنة, مصدر سابق, ص. 846<br />
4848حمد موعد, مصدر سابق, ص, 476-475<br />
4949جملة اآفاق, اأكادميية املستقبل للتفكري االإبداعي, العدد الثالث, ربيع 1999, ص.233<br />
5050حمد موعد)حمرر(, مصدر سابق, ص. 478<br />
5151طاهر شاش, مفاوضات التسوية النهائية والدولة الفلسطينية االآمال والتحديات,<br />
)القاهرة: دار الرشوق, 1999( ص, 68<br />
5252جيمس بيكر, مذكرات جيمس بيكر سياسة الدبلوماسية )ترجمة( جمدي رشرش )القاهرة:<br />
مكتبة مدبويل, 1999( ص. 428<br />
5353طاهر شاش, مصدر سابق, ص. 68<br />
5454دنيس روس, السالم املفقود, جريدة االأيام, العدد 3133, السنة التاسعة, 2004-10-11<br />
5555حمد موعد )حمرر(, مصدر سابق, ص. 482<br />
5656دنيس روس, السالم املفقود, جريدة االأيام, العدد, 2004-10-13 136,<br />
5757انظر مقرتحات كلينتون على:<br />
http://www.aljazeera.net/news/arabic/2001/1/8-8html.<br />
5858انظر حممد شديد, الواليات املتحدة والفلسطينيون, مصدر سابق, ص. 283-280<br />
5959انظر مقرتحات كلينتون على موقع اجلزيرة, مصدر سابق<br />
60 نفس املصدر السابق<br />
6161نفس املصدر السابق<br />
6262جريدة االأيام, العدد 3030, السنة التاسعة 2004-6-20<br />
6363مروان بشارة, فلسطني/اإرسائيل سالم اأم نظام عنرصي )ترجمة( وسيم وجدي<br />
)القاهرة: مركز القاهرة لدراسات حقوق االإنسان, 2001( ص.9
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
املصادر واملراجع:<br />
1اأبو . 1 ستة, سلمان )2002( الالجئون الفلسطينيون بني التوطني والعودة, القدس العربي,<br />
العدد 10 2564, شباط.<br />
2اأبو . 2 ستة, سلمان )2002( حق العودة مقدس وقانوين وممكن بريوت: املوؤسسة العربية<br />
للنرش العربية.<br />
3بشارة, . 3 مروان )2001( فلسطني/اإرسائيل سالم اأم نظام عنرصي )ترجمة( وسيم<br />
وجدي القاهرة: مركز القاهرة لدراسات حقوق االإنسان.<br />
4بيكر, . 4 جيمس )1999( مذكرات جيمس بيكر سياسة الدبلوماسية )ترجمة( جمدي<br />
رشرش القاهرة: مكتبة مدبويل.<br />
5تشومسكي, . 5 نعوم )2000( الواليات املتحدة ومساألة الالجئني, نصري عاروري )حترير(,<br />
الالجئون الفلسطينيون حق العودة, بريوت: مركز دراسات الوحدة العربية, 0<br />
6متاري, . 6 سليم )1996 ) مستقبل الالجئني الفلسطينيني, اأعمال جلنة الالجئني يف املفاوضات<br />
املتعددة االأطراف واللجنة الرباعية, بريوت: موؤسسة الدراسات الفلسطينية.<br />
7احلمد, . 7 جواد )1994( مستقبل السالم يف الرشق االأوسط, عمان: املوؤسسة املتحدة<br />
للدراسات والبحوث.<br />
8جريدة . 8 االأيام )2004(, العدد , 3030 السنة التاسعة.<br />
9خرض, . 9 اإسماعيل )2005 ) الثابت واملتغري يف السياسة اخلارجية االأمريكية جتاه<br />
القضية الفلسطينية واملفاوضات الفلسطينية-االإرسائيلية, معهد اإبراهيم اأبو لغد<br />
للدراسات الدولية, رسالة ماجستري غري منشورة.<br />
1010الدجاين, برهان )1998( مفاوضات السالم, املسار واخليارات واالحتماالت, بريوت:<br />
موؤسسة الدراسات الفلسطينية.<br />
1111روس, دينس السالم املفقود, )2004( جريدة االأيام, العدد,.136 , السنة التاسعة<br />
1212روس, دينس السالم املفقود, )2004( جريدة االأيام, العدد , 3133 السنة التاسعة.<br />
1313الزرو, نواف )2000 ) الالجئون الفلسطينيون قضية وطن وشعب عمان: املوؤسسة<br />
العربية الدولية للنرش.<br />
1414زريق, اإيليا )1997( الالجئون الفلسطينيون والعملية السلمية, بريوت: موؤسسة
االالجئون الفلسطينيون وحق العودة في السياسات األمريكية:<br />
من مبادرات احلرب الباردة إلى مقترحات كلينتون<br />
د.أمين طالل يوسف<br />
الدراسات الفلسطينية.<br />
1515ساوندروز, هارولد )1985( اجلدران االأخرى, سياسة عملية السالم )ترجمة( حسني عبد<br />
الفتاح, واشنطن: معهد املشاريع االأمريكي للدراسات العملية السياسية واالجتماعية.<br />
1616سليمان, ميخائيل )1996( فلسطني والسياسة االأمريكية من ويلسون اإيل كلينتون<br />
بريوت: مركز دراسات الوحدة العربية )حترير(.<br />
1717شاش, طاهر)1999( مفاوضات التسوية النهائية والدولة الفلسطينية االآمال<br />
والتحديات, القاهرة: دار الرشوق الدولية.<br />
18 18 شديد, حممد )1985 ) الواليات املتحدة والفلسطينيون بني االستيعاب والتصفية,<br />
ترجمة كوكب الريس, القدس: جمعية الدراسات العربية.<br />
1919الرشيف, ماهر )1995( البحث عن كيان, قربص: مركز االأبحاث والدراسات االشرتاكية<br />
يف العامل العربي.<br />
2020عبد الرحمن, اسعد )1987 ) منظمة التحرير الفلسطينية جذورها تاأسيسها ومساراتها<br />
قربص: مركز اأبحاث م.ت.ف.<br />
2121عبد العزيز ربيع, حممد )1995( احلوار الفلسطيني- االأمريكي الدبلوماسية الرسية<br />
واالتصاالت الفلسطينية- االإرسائيلية عمان: دار اجلليل للنرش والدراسات.<br />
2222جملة اآفاق )1999(, اأكادميية املستقبل للتفكري االإبداعي , العدد الثالث.<br />
2323مصاحلة, عمر )1994( السالم املوعود, الفلسطينيون بني النزاع والتسوية )ترجمة(<br />
وديع اسطفان, بريوت: دار الساقي.<br />
2424موعد, حمد )2003 ) الالجئون الفلسطينيون جوهر الرصاع وعقدة التسوية من مدريد<br />
اإىل خارطة الطريق دمشق: مركز دراسات الغد العربي.<br />
2525الهور, منري وطارق املوسى )1986( مشاريع التسوية للقضية الفلسطينية 1947-<br />
1985 عمان: دار اجلليل.<br />
26 االأطروحات<br />
26الهياجنة, عدنان )2002( مستقبل فلسطينيي الشتات: اأسس التعامل مع<br />
الدولية وقواعده, جملة العلوم االجتماعية, جملد 31, عدد 4.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
املصادر االجنبية:<br />
1. Hersh, Seymour (1983), the Price of Power, New York: Summit Books.<br />
2. Quandt, William, (1977) Decade of Decisions American Policy Towards<br />
Arab- Israeli Conflict 1967-1976, Berkeley: University of California<br />
press.<br />
3. Peck, Julian (1984) Reagan Administration and the Palestine Question,<br />
Washington: Institute for Palestine Studies.<br />
4. Said, Edward (2001) the End of the Peace Process, New York: Vintage<br />
Books.<br />
5. Spiegel, Steven (1985) the Other Arab- Israeli Conflict, Chicago: Chicago<br />
University Press.<br />
6. Yousef, Ayman (1999) U.S Arab policy 1945-1990: Jewish Lobby as<br />
Determining Factor, Third Concept, Vol.12, No.144.<br />
7. Yousef, Ayman (1995) Palestine Question and the Superpowers: A<br />
Study of the Dynamics of the Cold war Politics, Baroda: M.S. University<br />
of Baroda.<br />
8. Internet websites<br />
9. www.aipac.org<br />
10. http://www.aljazeera.net/news/arabic/2001/1/8-8html
االالجئون الفلسطينيون وحق العودة في السياسات األمريكية:<br />
من مبادرات احلرب الباردة إلى مقترحات كلينتون<br />
د.أمين طالل يوسف
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
مقاومة املوظفني للتغيري التنظيمي يف<br />
الوزارات الفلسطينية يف قطاع غزة<br />
د.خليل حجاج*
مقاومة املوظفني للتغيير التنظيمي في الوزارات الفلسطينية في قطاع غزة<br />
د.خليل حجاج<br />
امللخص:<br />
هدفت هذه الدراسة اإىل معرفة اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري يف الوزارات<br />
الفلسطينية، كما هدفت اإىل التعرف اإىل االأساليب االإدارية املختلفة التي تتبعها االإدارة يف<br />
التغلب على مقاومة التغيري، و معرفة اأثر اختالف الوزارة على اأسباب مقاومة املوظفني<br />
للتغيري، و حتديد تاأثري العوامل الدميغرافية على اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري.<br />
وقد تكون جمتمع الدراسة من جميع مديري ومديرات الوزارات الفلسطينية بقطاع<br />
غزة، وتشكلت عينة الدراسة من400 مدير ومديرة، واستخدمت االستبانة للحصول على<br />
بيانات الدراسة.<br />
ويف حتليل هذه الدراسة استخدمت التكرارات والنسب املئوية واملتوسطات احلسابية<br />
وحتليل التباين االأحادي، كما استخدم اختبار T ومعامل ارتباط بريسون ولوحة االنتشار<br />
و اختبار .LSD<br />
النتائج والتوصيات:<br />
1حيث . 1 اأظهرت النتائج اأن اأهم اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري التنظيمي يف كل من<br />
وزارة املالية والداخلية والشئون االجتماعية هو فرض التغيري بالقوة؛ لذا يوصي<br />
الباحث مبشاركة العاملني يف عملية تخطيط وتنفيذ برامج التغيري، واالبتعاد عن<br />
االأساليب الدكتاتورية يف تطبيق التغيري.<br />
2اأظهرت . 2 النتائج اأن اأهم اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري التنظيمي يف كل من وزارة<br />
الشباب والرياضة واالتصاالت هو اخلوف من فقدان املكافئات؛ لذي يوصي الباحث<br />
مبكافاأة املطبقني خلطط التغيري واالهتمام مبوضوع االأجر واملكافئات بشكل عام.<br />
3اأظهرت . 3 النتائج اأن اأهم اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري التنظيمي يف وزارة الزراعة هو<br />
جتاهل اجلوانب االإنسانية؛ لذا يوصي الباحث باالهتمام بالعنرص االإنساين داخل هذه<br />
الوزارة ومراعاة شعور العاملني عند تطبيق التغيري.<br />
4اأظهرت . 4 النتائج اأن اأهم اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري التنظيمي يف وزارة االإسكان<br />
هو الوقت غري املالئم.<br />
5للتغيري؛ . 5 لذا يوصي الباحث برشح خطة التغيري، وحتديد موعد البدء واالنتهاء، مبشاركة<br />
املنفذين للتغيري.<br />
6يوصي . 6 الباحث اإجراء دراسات مماثلة للتاأكد من اأن االأسباب التي توصل اإليها هي التي<br />
تقف خلف مقاومة املوظفني للتغيري التنظيم.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
Abstract<br />
This study aims at identifying the reasons for the employees’ resistance<br />
against the organizational changes in the Palestinian ministries. The study<br />
has also focused on the different administrative steps the administration followed<br />
in order to overcome this resistance to change; In addition, the study<br />
has attempted to identify the demographic factors that have lead to this resistance.<br />
The population of the study consisted of 400 people; all of them are<br />
directors in the Palestinians Ministries in the Gaza strip. A questionnaire<br />
has been used to collect data. In the study analysis, frequency, percentage,<br />
means and one way ANOVA T. test, person correlation scatter plot and<br />
LSD test were all used.<br />
Results and Recommendations:<br />
1. Results have shown that the reason for the employees’ resistance<br />
against organizational change at Ministry of Finance and Ministry of<br />
Interior and Social Affairs is imposing the change by force.There fore,<br />
the researcher recommends that employees participate in planning and<br />
executing the change program process and that administrations should<br />
avoid using the dictatorial system in applying the change.<br />
2. Results have shown that the reason for employees resistance against<br />
organizational change at Ministry of Youth and Sport and Ministry of<br />
Communication is the fear of losing reward, Hence, the researcher recommends<br />
that the employees on whom the change plans will be applied<br />
should be rewarded, and their salaries and rewards should be modilied.<br />
3. Results have shown that the reason for employee’ resistance aginst organizational<br />
change at Ministry of Agriculture is ignoring the human<br />
aspects Thus, researcher recommends that human aspect inside the<br />
Ministry should be regarded and the employees’ feeling when applying<br />
the change should also be taken care of.
مقاومة املوظفني للتغيير التنظيمي في الوزارات الفلسطينية في قطاع غزة<br />
د.خليل حجاج<br />
4. Results have shown that the reason for employees’ resistance against organizational<br />
change at Ministry of Housing is the inconvenient time for<br />
change. So THE researcher recommends that the change plan should<br />
be explained AT the beginning and ending time should be confirmed in<br />
participation with the change executers.<br />
5. The researcher recommends FARTHER studies to verify the reasons<br />
the researcher got which stand behind employees’ resistance AGAINST<br />
organizational change.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
مقدمة:<br />
تعيش املنظمات على الدوام يف ظل بيئة: اقتصادية، وسياسية، واجتماعية، وتقنية<br />
متغرية، وهي تشهد تغريات ملموسة بسبب البيئة الداخلية التي تعيشها، وتتفاوت درجة<br />
التغيري من منظمة الأخرى، ويتفاوت مدى التغيري يف بيئتها، ومقدرتها علي االستجابة لهذا<br />
التغيري، وقد يكون هذا التغيري صدفة، وقد يكون نتيجة جهد منظم خمطط له.<br />
وتنبع اأهمية التغيري من اأن كثريا من االأساليب االإدارية واالأهداف واالإجراءات<br />
والسياسات والربامج حتتاج اإيل تعديل، حتى تتما شى مع متطلبات التجديد، والتوجه نحو<br />
وضع اإداري اأفضل يحسن استغالل املوارد البرشية، واملادية، املتاحة.فما ميكن مالحظته<br />
اليوم التنافس الكبري بني املنظمات، لتحقيق االأهداف املطلوبة مما اأدى اإيل حركة مستمرة<br />
للتغيري والتطوير، وعلى الرغم من ذلك يواجه التغيري مقاومة كبرية يف تنفيذه، واإذا كان<br />
رفضه يستند اإىل اأساس منطقي، فاإنه يف اأحيان اأخرى يقاوم على اأسس غري منطقية، وال<br />
شك يف اأن هذه الظاهرة حتتاج اإىل بحث؛للوقوف على اأسبابها، وطرق عالجها، وهو ما<br />
ميثل حمور االهتمام لهذه الدراسة.<br />
اإن الوزارات الفلسطينية كسائر املوؤسسات االأخرى يف املجتمع الفلسطيني، تعيش يف<br />
بيئة سياسية واقتصادية واجتماعية غري مستقرة تضعها اأمام حتديات كبرية ومتنوعة،<br />
والبد من وجود اإدارة تتسم بالقدرة والكفاءة تستطيع العمل يف ظلها، وميكنها من استيعاب<br />
هذه التحديات.<br />
وينقسم هذا البحث اإىل اأقسام عدة:يشتمل القسم االأول على هيكلية البحث،اأما القسم<br />
الثاين فيستعرض اأهم الدراسات السابقة، اأما القسم الثالث فيتناول الدراسة امليدانية، بينما<br />
يتضمن القسم الرابع حتليل النتائج واستخالص التوصيات.<br />
مشكلة البحث:<br />
تتمثل مشكلة البحث يف مقاومة املوظفني للتغيري التنظيمي يف الوزارات الفلسطينية،<br />
وقد تتخذ عمليات مقاومة التغيري اأشكاالً خمتلفة مثل: تخفيض مستوى االإنتاجية والبطء<br />
يف العمل والرصاعات داخل العمل، وميكن اأن تاأخذ مقاومة التغيري شكل املعارضة احلادة
مقاومة املوظفني للتغيير التنظيمي في الوزارات الفلسطينية في قطاع غزة<br />
د.خليل حجاج<br />
لفكرة معينة، وعدم التعاون اأو عدم حضور االجتماعات والصمت، وعدم التفاعل وحجب<br />
املعلومات، وتاأخري وصولها، واستخدام الصوت املرتفع واإشارات اليد واالنتقادات واجلدال<br />
والتهديد، وكل ذلك يكلف الوزارات احلكومية وغريها كثرياً من اجلهد والوقت واملال، وبالتايل<br />
يستوجب معرفة اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري للوصول اإىل اأنسب احللول للحد من هذه<br />
الظاهرة.<br />
وميكن تلخيص مشكلة البحث بالأسئلة الآتية:<br />
1هل . 1 هناك عالقة ذات داللة اإحصائية بني االأساليب االإدارية يف التغلب على مقاومة<br />
التغيري، وبني اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري ؟<br />
2هل . 2 تختلف اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري باختالف الوزارة التي يطبق فيها التغيري؟<br />
3هل . 3 توجد فروق ذات داللة اإحصائية يف اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري تعزى للمتغريات<br />
الدميوغرافية؟<br />
4هل 4. تختلف االأهمية النسبية الأسباب ظاهرة مقاومة التغيري يف الوزارات الفلسطينية.<br />
فرضيات البحث:<br />
1 . 1 هناك عالقة عكسية ذات داللة اإحصائية عند مستوي 0.05 بني االأساليب االإدارية يف<br />
التغلب على مقاومة التغيري، وبني اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري.<br />
2تختلف . 2 اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري باختالف الوزارة التي يطبق فيها التغيري.<br />
3توجد 3. فروق ذات داللة اإحصائية يف اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري تعزى للمتغريات<br />
الدميغرافية.<br />
4تختلف . 4 االأهمية النسبية الأسباب ظاهرة مقاومة التغيري يف الوزارات الفلسطينية.<br />
أهداف الدراسة:<br />
1التعرف . 1 اإىل اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري يف الوزارات الفلسطينية.<br />
2التعرف . 2 اإىل االأساليب االإدارية املختلفة التي تتبعها االإدارة يف التغلب على مقاومة<br />
التغيري.<br />
3معرفة . 3 اأثر اختالف الوزارة على اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري.<br />
4حتديد . 4 تاأثري العوامل الدميغرافية على اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري.<br />
5التوصل . 5 اإىل جمموعة من التوصيات التي تسهم يف التغلب على مقاومة املوظفني للتغيري<br />
اأو احلد منها.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
أهمية البحث:<br />
1يعد . 1 موضوع التغيري من اأهم املوضوعات يف العرص احلايل.<br />
. 2يخدم موضوع البحث نطاق عمل<br />
3ميثل . 3 هذا البحث اإضافة للمكتبة العربية، اإذ اإن هناك حمدودية يف االأبحاث التي تناولت<br />
هذا املوضوع.<br />
4يساعد . 4 هذا البحث يف معرفة اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري وطرق عالجها.<br />
. 5التعرف اإىل اأهم الطرق التي توؤدي اإىل التغلب على مقاومة املوظفني<br />
6التوصل . 6 اإىل جمموعة من التوصيات تعود بالفائدة على املسئولني يف الوزارات<br />
الفلسطينية.<br />
2 الباحث.<br />
5 للتغيري.<br />
منهج الدراسة:<br />
استخدم الباحث املنهج الوصفي التحليلي لوصف الظاهرة )موضوع البحث(،<br />
من خالل جمع البيانات واملعلومات من عينة الدراسة واملراجع والدوريات واالأبحاث<br />
والدراسات، وحتليل هذه املعلومات والبيانات للوصول اإىل النتائج املرغوبة.<br />
حدود الدراسة:<br />
اقترصت هذه الدراسة علي ثماين وزارات فلسطينية يف قطاع غزة دون االنتقال اإىل<br />
الضفة الغربية،وذلك بسب صعوبة التنقل التي تفرضها سلطات االحتالل االإرسائيلي.<br />
اقترصت هذه الدراسة على عينة مكونة من املديرين الذين يعملون يف الوزارات<br />
الفلسطينية بلغ حجمها 400مدير.<br />
اأجريت الدراسة امليدانية يف العام 2007.<br />
مصادر احلصول على املعلومات:<br />
اأولً املصادر الثانوية:<br />
ومتثلت يف الكتب واملراجع العربية واالأجنبية واملقاالت والدوريات واالإنرتنت<br />
وغريها من مصادر املعلومات التي تناولت موضوع البحث.<br />
ثانياً املصادر الأولية:<br />
استخدم الباحث جلمع املعلومات االأولية استبانة، وزعت على عينة من املديرين يف<br />
الوزارات الفلسطينية يف قطاع غزة.
مقاومة املوظفني للتغيير التنظيمي في الوزارات الفلسطينية في قطاع غزة<br />
د.خليل حجاج<br />
•<br />
•<br />
•<br />
•<br />
عينة الدراسة:<br />
بالنسبة لعينة الدراسة فقد اختريت سبع وزارات من الوزارات الفلسطينية بطريقة<br />
عشوائية هي: وزارة املالية، والصحة، واالتصاالت، والداخلية، والشئون االجتماعية،<br />
واالإسكان، والزراعة.واختري من كل وزارة بشكل عشوائي نسبى عدد من املديرين، وكان<br />
العدد النهائي الأفراد العينة 400مدير وزعت عليهم االستبانات يدوياً، وبلغ عدد املستجيبني<br />
341، فاأصبح عدد االستبانات الصاحلة للتحليل 341 استبانة.<br />
أداة الدراسة:<br />
قام الباحث باإعداد استبانة مقاومة املوظفني للتغيري التنظيمي يف الوزارات<br />
الفلسطينية واتبع الباحث اخلطوات االآتية لبناء االستبانة:<br />
االطالع على عدد من الدراسات السابقة التي لها صلة مبوضوع الدراسة.<br />
االستعانة براأي عدد من اأساتذة اجلامعات واملتخصصني يف حتديد فقرات االستبانة.<br />
اإجراء عدد من املقابالت مع بعض املديرين يف الوزارات الفلسطينية لتحديد فقرات<br />
االستبانة.<br />
عرض فقرات االستبانة على جمموعة من املحكمني من اأعضاء هيئة التدريس<br />
باجلامعات الفلسطينية، حيث عُ دلت بعض الفقرات، وحُ ذف بعضها االآخر حتى اأصبحت<br />
يف صورتها النهائية.<br />
استخدم الباحث مقياس ليكرت اخلماسي، حيث تنحرص االإجابة املستخدمة يف<br />
االأسئلة املصممة على هيئة مصفوفة على النحو االآتي:<br />
وتاأخذ 5 درجات.<br />
موافق بشدة وتاأخذ 4 درجات.<br />
موافق وتاأخذ3 درجات.<br />
موافق بدرجة متوسطة وتاأخذ درجتني.<br />
غري موافق وتاأخذ درجة واحدة.<br />
غري موافق بشدة وبذلك فاإن درجة كل عبارة ترتاوح بني 5-1، وبذلك جرى التعامل مع االإجابات رقمياً.<br />
اشتملت استبانة الدراسة على ثالث جمموعات، تناولت املجموعة االأوىل معلومات<br />
دميغرافية اأولية عن اأفراد العينة مثل املستوى التعليمي واجلنس وسنوات اخلدمة والعمر
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
واحلالة االجتماعية. واشتملت املجموعة الثانية من االستبانة علي جمموعة من االأسئلة<br />
متعلقة باأسباب مقاومة املوظفني للتغيري. اأما املجموعة الثالثة من االستبانة فتتضمن اأسئلة<br />
عن االأساليب االإدارية يف التغلب على مقاومة املوظفني للتغيري.<br />
وقد فُ حص صدق االستبانة عن طريق اإعادة االختبار، كما فُ حص الثبات لبنود<br />
االستبانة من خالل استخدام معامل ارتباط بريسون، وسوف يُعرض هذا التحليل الحقاً.<br />
تعريف التغيري التنظيمي<br />
هو اإجراء اأي تعديالت يف عنارص العمل التنظيمي كاأهداف االإدارة وسياستها<br />
واأساليبها،يف حماوله حلل مشاكالت التنظيم اأو الإيجاد اأوضاع تنظيمية اأفضل واأقوى<br />
واأكرث كفاءة،اأو الإيجاد توافق اأكرب بني وضع التنظيم، واأي ظروف بيئية جديدة من حوله.<br />
)حلواين، 1995،ص ص70-45(.<br />
وعرف التغيري التنظيمي باأنه: تخطيط اجلهود لزيادة الكفاءة التنظيمية من خالل<br />
دراسة سلوك االأفراد يف التنظيم. )392.p )Megginson, ,1989<br />
وتعرف اأميمة الدهان التغيري التنظيمي باأنه: تغيري يف وسائل االإنتاج والهيكل<br />
التنظيمي ونظام االتصال واأساليب الرقابة وغريها )الدهان، 1992، ص161(.<br />
تعريف مقاومة التغيري:<br />
تعرف مقاومة التغيري باأنها: عبارة عن عدم القدرة على قبول التغيري الذي يهدد<br />
مصالح االأفراد. p.599,2001( .)David and Andrzej<br />
وتعرف كذلك باأنها: اأي اجتاه اأو سلوك يعوق حتقيق االأهداف التنظيمية )1999 .)Chawla,<br />
أسباب مقاومة التغيري:<br />
هناك اأسباب عدة ملقاومة التغيري نذكر منها علي سبيل املثال:<br />
•عدم الشعور باالأمان و الشعور باخلطر واخلوف من التغيري مع تغيري الروتني القائم.<br />
•اخلوف من عدم القدرة على تنفيذ التغيري.<br />
•عدم الشعور بفوائد التغيري وزيادة عبء العمل نتيجة للتغيري.<br />
اخلوف على العالقات االجتماعية.<br />
اخلوف من فقدان السلطة.<br />
عدم فهم التغيري وعدم القدرة على تنفيذه.<br />
•<br />
•<br />
•<br />
• •<br />
• •<br />
• •
مقاومة املوظفني للتغيير التنظيمي في الوزارات الفلسطينية في قطاع غزة<br />
د.خليل حجاج<br />
•<br />
• •<br />
•<br />
•عدم الثقة بربامج التغيري واالعتقاد بعدم جدوى التغيري.<br />
عدم واقعية برامج التغيري.<br />
•اخلوف من فقدان املكافاآت.<br />
أساليب التعامل مع ظاهرة مقاومة التغيري:<br />
•اإجراء اتصاالت مع املوظفني لرشح عملية التغيري.<br />
•العمل من خالل القادة غري الرسميني لتطبيق التغيري.<br />
دعم االإدارة العليا لربامج التغيري.<br />
•مشاركة املوظفني يف عملية التغيري.<br />
•توزيع املكافاآت على كل من يطبق خطط التغيري.<br />
توفري املوارد املادية والبرشية لعملية التغيري.<br />
•<br />
•<br />
• •<br />
•<br />
•<br />
• •<br />
األسباب الدافعة للتغيري:<br />
ونذكر منها على سبيل املثال:<br />
•زيادة حدة املنافسة يف السوق.<br />
التغيري يف اأساليب العمل.<br />
•تطور االآالت وتقادم السلع واخلدمات.<br />
التغيري يف القوانني والظروف السياسية واالجتماعية واالقتصادية.<br />
•<br />
• •<br />
•<br />
• •<br />
ويصنف الباحث أسباب التغيري إىل جمموعتني هما:<br />
اأولً القوى واملسببات الداخلية:<br />
ونذكر منها على سبيل املثال:<br />
• رشاء اأجهزة حديثة.<br />
انخفاض الروح املعنوية للعاملني.<br />
• زيادة الدوران الوظيفي.<br />
•تدين االأرباح.<br />
دمج املنظمة مع منظمات اأخرى.<br />
•تغيري خطط املنظمة.<br />
•<br />
•
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
•<br />
•كرثة املشاكالت بني االإدارة والعمال.<br />
• زيادة حاجات العاملني ومتطلباتهم.<br />
ثانياً: القوى واملسببات اخلارجية:<br />
ونذكر منها على سبيل املثال:<br />
التغيري يف السياسات والقوانني، وبخاصة قوانني العمل والعمال.<br />
• املنافسة بني املنظمات.<br />
•الضغوط الناشئة عن النقابات.<br />
تطور املعرفة االإنسانية يف جميع املجاالت.<br />
•التغيري يف اأسعار املواد اخلام.<br />
تقادم بعض املنتجات.<br />
•املسئولية االجتماعية للمنظمات.<br />
•<br />
• •<br />
•<br />
• •<br />
أنواع التغيري التنظيمي:<br />
يرى الباحث اأن هناك اأنواعاً عدة للتغيري التنظيمي وفقاً للمعاير الآتية:<br />
1تغيري . 1 كلي وتغيري جزئي:والتغيري الكلي هو الذي يشمل جميع الوحدات وجميع املجاالت<br />
يف املنظمة، اأما التغيري اجلزئي، فهو يشمل جانباً واحداً اأو قسماً واحداً داخل املنظمة.<br />
. 2تغيري فجائي وتغيري تدريجي:والتغيري الفجائي لتفادي مصادمة بني االإدارة والعمال<br />
اأما التدريجي فهو الذي ال يفاجىء العمال حتى ال تكون له اآثار جانبية.<br />
، 2<br />
3تغيري . 3 مادي وتغيري معنوي:التغيري املادي مثل التغيري يف االآالت، اأما املعنوي فهو<br />
تغيري يف طرق املعاملة بني االإدارة والعمال، وتغيري طرق احلوافز املعنوية.<br />
شروط إدارة التغيري:<br />
الستهدافية: اأي اأن التغيري حركة تتجه اإىل حتقيق اأهداف معينة.<br />
الواقعية: يجب اأن ترتبط اإدارة التغيري بالواقع العملي.<br />
التوافقية: اأي التوافق بني القوى املختلفة للتغيري.<br />
الرشعية: يجب اأن يتم التغيري يف اإطار رشعي وقانوين.<br />
القدرة على التطوير: فالتغيري يجب اأن يعمل على اإيجاد وضع اأفضل مما هو قائم.<br />
الرشد: يجب اأن يخضع كل قرار للتغيري العتبارات التكلفة والعائد.
مقاومة املوظفني للتغيير التنظيمي في الوزارات الفلسطينية في قطاع غزة<br />
د.خليل حجاج<br />
فوائد مقاومة التغيري:<br />
من اجلدير بالقول اإن مقاومة التغيري لها فوائد منها على سبيل املثال:اأنها توؤدي اإىل<br />
مراجعة عملية التغيري قبل اإبالغ املنفذين مما يزيد من فاعلية التغيري.<br />
كما اأن مقاومة التغيري تكشف عن املشكالت واالأخطاء يف عملية التغيري نفسها.<br />
أشكال مقاومة التغيري:<br />
يرى الدكتور حممد القريوتي اأن هناك اأشكاالً عدة ملقاومة التغيري نذكر منها على<br />
سبيل املثال: تخفيض مستوى االإنتاجية، والبطء يف العمل، والرصاعات داخل العمل<br />
)القريوتي،1989،ص173(.<br />
وميكن اأن تاأخذ مقاومة التغيري شكل املعارضة احلادة لفكرة معينة، وعدم التعاون<br />
اأو عدم حضور االجتماعات، والصمت وعدم التفاعل، وحجب املعلومات وتاأخري وصولها،<br />
واستخدام الصوت املرتفع واإشارات اليد، واالنتقادات واجلدال والتهديد.<br />
ويلخص Angelo و Robert اأشكال مقاومة التغيري يف النقاط الآتية:<br />
مهاجمة االأفكار واالقرتاحات اجلديدة، والصمت، وعدم الرد، واإثارة املشكالت،<br />
واالإرصار على اأن التغيري غري عادل،و نرش االإشاعات عن النتائج السلبية للتغيري،والتقليل<br />
من اأهمية احلاجة اإىل التغيري،و االإكثار من االنتقادات عن التغيري. (Kreitner and<br />
.Kinicki,, 1989, p.734)<br />
مراحل عملية التغيري:<br />
يرى الدكتور حسني حرمي اأن التغيري يتضمن ثالث مراحل هي:-<br />
1اإذابة 1. اجلليد اأو اإسالته: Unfreezing<br />
ميكن اأن ترشح االإدارة للعاملني يف هذه املرحلة سبب انخفاض الرواتب واالأرباح،<br />
ومدى احلاجة اإىل عملية تغيري يف املمارسات والسلوكيات والقيم.<br />
2التغيري: .2 Changing<br />
ويف هذه املرحلة يتعلم الفرد اأفكاراً واأساليب ومهارات ومعارف جديدة.<br />
3اإعادة 3. التجميد: Refreezing<br />
وتهدف هذه املرحلة اإىل تثبيت التغيري، وذلك عن طريق احلوافز االإيجابية.<br />
)حرمي،2003،ص ص464-494(.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
الدراسات السابقة<br />
اأولً: الدراسات العربية:<br />
<br />
•<br />
•<br />
•<br />
•<br />
•<br />
•<br />
•<br />
•<br />
دراسة نوال اأحمد العوضي )2006(:<br />
هدفت هذه الدراسة اإىل ما ياأتي:<br />
•التعرف اإىل اجلوانب التنظيمية لالإدارة املفتوحة متمثلة يف القيادة واالتصال ومشاركة<br />
العاملني واجلوانب السلوكية متمثلة يف االجتاهات والتعلم، واأثر ذلك على التغيري الفعال.<br />
•التعرف اىل تاأثري كل من االجتاهات واالستعداد الذاتي والتعلم على التغيري الفعال.<br />
وقد توصلت الباحثة اإىل النتائج الآتية:<br />
•توجد عالقة طردية قوية بني احلوافز االإيجابية والتغيري الفعال.<br />
•توجد عالقة طردية قوية بني اأسلوب القيادة والتغيري الفعال.<br />
•توجد عالقة طردية قوية بني مشاركة العاملني والتغيري الفعال.<br />
•توجد عالقة طردية قوية بني االتصال املفتوح والتغيري الفعال.<br />
دراسة ابتسام اإبراهيم مرزوق )2006(:<br />
هدفت هذه الدراسة اإىل حتديد طبيعة العالقة بني اخلصائص الشخصية والتنظيمية،<br />
ومدى وضوح مفهوم اإدارة التغيري لدى املوؤسسات الفلسطينية غري احلكومية يف قطاع غزة،<br />
كما هدفت اإىل تبني توجهات خاصة تساعد يف اإحداث التغيري يف املوؤسسات الفلسطينية<br />
غري احلكومية يف قطاع غزة.<br />
واأظهرت النتائج اأن:<br />
•هناك عالقة ارتباطية قوية بني وضوح مفهوم اإدارة التغيري لدى املوظفني، وبني قدرة<br />
املوؤسسات على اإدارة التغيري.<br />
•وجود عالقة طردية اإيجابية بني اتباع اأسلوب التخطيط االسرتاتيجي، وبني قدرة<br />
املوؤسسة على عملية اإدارة التغيري.<br />
• •هناك عالقة طردية بني تنمية مهارات العاملني، وبني قدرة املوؤسسة على اإحداث التغيري .<br />
دراسة سهام حممد رمضان حممد )2002(:<br />
•<br />
•<br />
• •<br />
هدفت هذه الدراسة اإىل ما ياأتي:<br />
•التعرف اإىل دور التغيري واأثره على فعالية املنظمات.<br />
•التعرف اإىل اأثر البعد التكنولوجي على فعالية املنظمات.<br />
اقرتاح منوذج للتغيري التنظيمي.
مقاومة املوظفني للتغيير التنظيمي في الوزارات الفلسطينية في قطاع غزة<br />
د.خليل حجاج<br />
•<br />
•<br />
•<br />
•<br />
•<br />
وتوصلت الباحثة إىل النتائج اآلتية:<br />
•هناك عالقة عكسية بني البعد التكنولوجي للتغيري ، وبني فعالية املنظمات.<br />
•هناك عالقة طردية بني البعد السلوكي للتغيري، وبني فعالية املنظمات.<br />
•هناك عالقة بني البعد التنظيمي للتغيري ، وبني فعالية املنظمات.<br />
دراسة اأحمد سامل العامري ونارص حممد الفوزان )1997(:<br />
تسعى هذه الدراسة اإىل حتقيق جمموعة من الأهداف تتلخص فيما ياأتي:<br />
•التعرف اإىل اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري يف االأجهزة احلكومية.<br />
•الكشف عن مدى تاأثري العوامل الدميغرافية على روؤية املوظفني الأسباب مقاومتهم<br />
للتغيري.<br />
وتوصلت الدراسة اإىل اأن هناك مصادر ملقاومة املوظفني للتغيري تتمثل يف اأمور<br />
تتعلق باأسباب شخصية واجتماعية وثقافية وفكرية وتنظيمية واإجرائية وسياسية، ومل<br />
تكشف هذه الدراسة اأن ثمة تاأثرياً يذكر للعوامل الدميغرافية على روؤية املوظفني الأسباب<br />
مقاومتهم للتغيري، وكان االستثناء الوحيد بني املوؤهل العلمي واملرتبة الوظيفية مع عدد<br />
قليل من العوامل.<br />
دراسة حممد جالل عزب )1994(:<br />
اأجريت الدراسة حول جتربة رشكة حميفس لالأدوية والصناعات الكيمياوية يف جمال<br />
التطوير والتغيري، وهي تدور حول اأسباب التغيري ودوافعه يف رشكة حميفس، وقد حددت<br />
الدراسة مسارات التغيري التي سلكتها الرشكة، ومن اأبرزها:<br />
•امتالك اأحدث تكنولوجيا يف جمال صناعة الدواء املرصي.<br />
•التدريب النظري والتطبيقي يف جمال صناعة الدواء املرصي.<br />
تنفيذ العديد من الربامج التدريبية لالإدارة الوسطى والتنفيذية.<br />
•اعتماد اأسلوب فرق العمل الإجناز بعض املهمَّات.<br />
•اإنشاء اإدارة نظم معلومات.<br />
اإعادة بحث الهيكل الوظيفي للرشكة.<br />
•<br />
•<br />
• •<br />
•<br />
•<br />
• •<br />
دراسة فريد حممد شوشة )1995(:<br />
وهي دراسة تطبيقية عن العالقة بني مدى التغري املطلوب يف املنظمة وبني قدرة
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
•<br />
•<br />
•<br />
•<br />
•<br />
•<br />
املديرين على اإحداثه، وقد اأسفرت هذه الدراسة عن النتائج االآتية:<br />
•كلما زادت قدرة املديرين على التعامل مع املوارد البرشية، كلما زادت الرغبة يف<br />
اإحداث تغيري شامل يف املنظمة.<br />
•كلما ارتفعت درجة تقبل املدير للتغيري، كلما زادت الرغبة يف اإحداث التغيري الشامل<br />
يف املنظمة )35(.<br />
دراسة حممد اأمين عشوش )2000(:<br />
هدفت هذه الدراسة اإىل ما ياأتي:<br />
الوقوف على اأسباب مقاومة التغيري التنظيمي من طرف املوظفني العاملني يف بنوك<br />
التنمية واالئتمان الزراعي يف جمهورية مرص العربية، وبيان االأساليب املختلفة<br />
للتغلب عليها.<br />
حتديد اأثر اختالف املناطق التي توجد فيها البنوك حمل الدراسة على اأسباب<br />
ظاهرة مقاومة التغيري التنظيمي، وعلى اأساليب التغلب عليها.<br />
حتديد تاأثري اخلصائص الدميوغرافية ملديري بنوك التنمية واالئتمان على<br />
اجتاهاتهم نحو اأسباب مقاومة التغيري،ونحو اأساليب التغلب عليها.<br />
واأظهرت النتائج:<br />
•اأن برامج التغيري التي جتريها خمتلف املنظمات تتعرض لشكل اأو اأكرث من اأشكال<br />
مقاومة التغيري.<br />
هناك عالقة عكسية ذات داللة اإحصائية بني االأساليب االإدارية يف التغلب على<br />
مقاومة التغيري، وبني اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري.<br />
تختلف اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري باختالف البنك الذي يطبق فيه<br />
التغيري.<br />
ال يوجد اأي تاأثري معنوي للخصائص الدميوغرافية ملفردات العينة يف البنك على<br />
روؤيتهم الأسباب ظاهرة مقاومة التغيري.<br />
ثانياً: الدراسات الأجنبية:<br />
دراسة (2006( Bourne :Dobosz<br />
وهي بعنوان: اإعادة تشكيل مقاومة التغيري. وقد اأجريت الدراسة يف رشكة جرنال<br />
موتورز يف بولندا، وملخص هذه الدراسة يصف جناح رشكة موتورز، يف تغيري القيم عند<br />
املوظفني بالرغم من حضور القيم القدمية التي كان من املمكن اأن متنع عملية التغيري
مقاومة املوظفني للتغيير التنظيمي في الوزارات الفلسطينية في قطاع غزة<br />
د.خليل حجاج<br />
وتوصلت نتائج هذه الدراسة اإىل اأنه ميكن استبدال كلمة مقاومة التغيري بكلمات اأخرى<br />
مثل: االإرصار على الوظيفة والتمسك بها،و احلالة الدراسية السابقة بينت كيف اأن االأوضاع<br />
اجلديدة طورت عمل اجتاهات جديدة بدل القدمية.<br />
دراسة (2006( B :Cunningham, Gorge<br />
تركز هذه الدراسة وهي بعنوان العالقة بني االلتزام بالتغيري واإعادة البناء التنظيمي.<br />
على السلوك الفردي للعاملني، كما تركز اأيضاً على حجم ا ملعرفة واالإدراك عند العاملني،<br />
والهدف من هذه الدراسة فحص العالقة بني االلتزام بالتغيري واإعادة البناء التنظيمي.<br />
جمعت املعلومات من 299 موظفاً يعملون يف مؤسسات متر مبرحلة التغيري، وتوصلت<br />
الدراسة اإىل النتائج الآتية:<br />
•هناك عالقة غري مبارشة بني االلتزام الفعال بالتغيري، وبني اإعادة البناء التنظيمي.<br />
•هناك عالقة غري مبارشة بني االستمرار يف االلتزام التنظيمي، وبني اإعادة البناء التنظيمي.<br />
•هناك عالقة مبارشة بني االلتزام املعياري للتغيري، وبني اإعادة البناء التنظيمي.<br />
دراسة (2006) A. :Podlesnik, Christopher<br />
اأجريت هذه الدراسة وهي بعنوان تاأثري التعليم على مقاومة التغيري على جمموعتني،<br />
حيث كانت تُعطى تعليمات واإرشادات خالل جلسات عدة ملجموعة اأكرث من االأخرى، وبينت<br />
نتائج الدراسة اأن املجموعة التي اأخذت اإرشادات وتعليمات اأكرث ، كانت اأكرث مقاومة للتغيري<br />
من املجموعة التي اأخذت تعليمات واإرشادات اأقل يف خالل 15-14 جلسة تعليمية.<br />
دراسة (2006( N. :Msweli – Mbanga, P. Potwana,<br />
دراسة بعنوان: املشاركة يف التغيري التنظيمي واأثره على السلوك التنظيمي.<br />
هدفت هذه الدراسة اإىل تزويد املوظفني باملعلومات والفرص للمشاركة يف جهود<br />
التغيري املوجودة يف موؤسساتهم، كما هدفت اإىل فحص العالقة بني التغيري التنظيمي، وبني<br />
اأثره على السلوك التنظيمي.<br />
واأظهرت نتائج هذه الدراسة اأن املشاركة بجهود التغيري التنظيمي له االأثر الكبري يف<br />
تقليل مقاومة التغيري.<br />
دراسة (2006) O. :Messer, Carol<br />
وهي بعنوان: تاأثري كل من املشاركة واالتصال املفتوح واالإدراك التنظيمي والدعم
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
وااللتزام التنظيمي على مقاومة التغيري يف الكليات االأهلية.<br />
اأجريت هذه الدراسة لفحص العالقة بني املتغريات االأربعة: )االتصال الفعال،<br />
واملشاركة يف التنظيم، واالإدراك والدعم التنظيمي، وااللتزام التنظيمي(، وبني مستويات<br />
مقاومة التغيري عند املوظفني يف الكليات االأهلية احلرضية.<br />
واأظهرت نتائج هذه الدراسة اأن هناك عالقة ذات داللة اإحصائية بني املتغريات<br />
السابقة، وبني معارضة املوظفني للتغيري، ومن املتوقع اأن تزود هذه الدراسة القادة<br />
مبعلومات جديدة، وبخاصة قادة الكليات االأهلية.<br />
دراسة (2004) W. :Kan, Melanie M. Parry, Ken<br />
دراسة بعنوان: استخدام نظرية القيادة يف التغلب على مقاومة التغيري.<br />
طبقت هذه الدراسة على قيادة هيئة التمريض يف املستشفيات النيوزيلندية، وجمعت<br />
بياناتها على مدار سنتني، واستخدمت طرق عدة جلمع البيانات منها: املالحظة، واملقابلة،<br />
واالستبانة، واأظهرت نتائج الدراسة اأنه اإذا التقى التغيري مع مصالح املوظفني، وكان تغيرياً<br />
واقعياً، فاإنه يكون مقبوالً والعكس صحيح، واإذا مل يكن التغيري واقعياً، ومل يلتق مع مصالح<br />
املوظفني فاإنه يكون غري مقبول.<br />
دراسة (2001) Jr :Gaylor, Thomas Kent,<br />
وكانت بعنوان: العوامل املوؤثرة على مقاومة التغيري: حالة دراسية على اأقسام الرشطة<br />
شمال والية تكساس.<br />
ركَّ زت الدراسة على اأربعة عوامل رئيسة توؤثر على مقاومة التغيري يف املوؤسسات العامة<br />
واخلاصة. وبالتايل قامت هذه الدراسة بفحص العالقة بني )التعليم، والثقة، واملشاركة،<br />
واالتصال( واأثرها على مقاومة التغيري.<br />
طبقت الدراسة على 286 رشطياً يف شمال والية تكساس، واستخدمت االستبانة جلمع<br />
املعلومات عن هذه احلالة. واأظهرت النتائج اأن املشاركة واالتصال املفتوح حتسن الثقة<br />
مع االآخرين.<br />
دراسة (1999) Burns :Brinson, Bonnie<br />
وكانت بعنوان: تقليل مقاومة التغيري من خالل مبداأ املشاركة اجلماعية. دراسة<br />
ميدانية على رشكات نظم املعلومات.
مقاومة املوظفني للتغيير التنظيمي في الوزارات الفلسطينية في قطاع غزة<br />
د.خليل حجاج<br />
افرتض يف هذه الدراسة اأن مشاركة املوظفني يف اتخاذ القرارات تقلل من مقاومة<br />
التغيري، وتزيد من قبول نظم املعلومات، ولفحص هذا املفهوم اأجريت دراسة ميدانية<br />
لتطوير نظم املعلومات يف رشكة احلاسوب على جمموعتني، واستخدم اأسلوب املشاركة يف<br />
اتخاذ القرار مع اإحدى املجموعات، بينما ظلت الثانية كما هي، وتوصلت نتائج الدراسة<br />
اإىل: اأن املشاركة يف اتخاذ القرار يف املجموعة االأوىل نتج عنه مقاومة للتغيري اأقل موازنة<br />
باملجموعة التي مل تشارك يف اتخاذ القرار، كما تبني اأن املشاركة يف اتخاذ القرار يف<br />
املجموعة االأوىل لها تاأثري على االلتزام بجهود التطوير.<br />
دراسة Riccardo(2005) :Giangreco, Antonio, Peccei,<br />
وكانت بعنوان: مقاومة التغيري عند مديري االإدارة الوسطى يف رشكة الكهرباء الوطنية<br />
االإيطالية، وبالرغم من النجاح الواسع الإدارة التغيري يف كثري من املنظمات ولكن اأهملت<br />
االإدارة الوسطى من اأدب اإدارة التغيري.<br />
وبالرتكيز على مديري الإدارة الوسطى فحصت الدراسة تاأثري عاملني اثنني على اإدارة<br />
التغيري هما:<br />
- أفهم العاملني واإدراكهم لفوائد التغيري.<br />
- باملشاركة يف عملية التغيري.<br />
وعندما فُ حصت الفرضيات السابقة من عينة مكونة من 300 مدير يعملون يف االإدارة<br />
الوسطى يف رشكة الكهرباء الوطنية االإيطالية، وجد اأن الفرضيات السابقة توؤثر على<br />
مقاومة املديرين لعملية التغيري.<br />
التعليق علي الدراسات السابقة:<br />
اإن جميع الدراسات السابقة كانت قد طبقت يف بيئات اأجنبية وعربية، ومن هنا<br />
تربز اأهمية هذه الدراسة، وبخاصة اأن الدراسات حول هذا املوضوع قليلة، ولعل هذه<br />
الدراسة االأويل يف قطاع غزة التي تتحدث عن مقاومة املوظفني للتغيري التنظيمي<br />
يف الوزارات الفلسطينية يف قطاع غزة، ونظراً ملا تشهده الوزارات الفلسطينية من<br />
مقاومة للتغيري، فان هذه الدراسة ميكن اأن توؤدي اإيل نتائج وتوصيات تتطلبها<br />
الوزارات الفلسطينية.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
األساليب اإلحصائية املستخدمة:<br />
استخدم يف حتليل بيانات هذا البحث برنامج التحليل االإحصائي ,SPSS حيث جرى<br />
استخدام االأساليب االآتية يف حتليل البيانات و الوصول للنتائج:<br />
1معامل . 1 ارتباط بريسون, و ذلك لقياس االرتباط بني املتغريات.<br />
2اختبار . 2 )ت( الختبار الفرق بني متوسطني اثنني.<br />
3حتليل . 3 التباين االأحادي و ذلك الختبار وجود فروق ذات داللة اإحصائية بني املتوسطات<br />
يف احلاالت التي كان فيها عدد مستويات املتغري اأكرث من 2.<br />
4اختبار . 4 LSD وذلك للتعرف اإىل مصدر االختالفات التي كشف عنها جدول حتليل<br />
التباين االأحادي.<br />
5لوحة . 5 االنتشار: وذلك للتدليل برسم بياين على طبيعة العالقة بني متغريين.<br />
6املتوسطات . 6 و النسب املئوية.<br />
7توزيع . 7 العينة حسب الوزارة:<br />
8يبني . 8 اجلدول )1 ) توزيع اأفراد العينة حسب الوزارة.<br />
جدول )1(<br />
توزيع العينة حسب الوزارة
مقاومة املوظفني للتغيير التنظيمي في الوزارات الفلسطينية في قطاع غزة<br />
د.خليل حجاج<br />
توزيع العينة حسب املستوى التعليمي:<br />
اجلدول )2(<br />
التوزيع النوعي ألفراد العينة حسب املستوي التعليمي<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
توزيع العينة حسب اجلنس:<br />
وقد لوحظ اأن %66.9 من اأفراد العينة هم من الذكور, و %33.1 من االإناث.<br />
توزيع العينة حسب سنوات اخلدمة:<br />
ويبني اجلدول رقم )3(توزيع اأفراد العينة حسب سنوات اخلدمة.<br />
اجلدول )3(<br />
توزيع العينة حسب سنوات اخلدمة<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
-<br />
-<br />
-
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
توزيع العينة حسب العمر:<br />
ويبني اجلدول رقم)4(توزيع اأفراد العينة حسب العمر.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
اجلدول )4(<br />
توزيع العينة حسب العمر<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
-<br />
-<br />
-<br />
-<br />
<br />
<br />
توزيع العينة حسب احلالة االجتماعية:<br />
لقد تبني اأن الغالبية الساحقة من اأفراد العينة %83.3 متزوجون, و %15 غري<br />
متزوجني, و %1.8 غري ذلك.<br />
ثبات االختبار:<br />
حُ سب ثبات املقياس عن طريق اإعادة االختبار, حيث جرى توزيع عينة مكونة من 30<br />
مفردة, و بعد مرور اأسبوعني وزعت االستبانة مرة اأخرى على اأفراد العينة اأنفسهم, وحُ سب<br />
معامل ارتباط بريسون بني درجة اأفراد العينة يف املرتني, حيث بلغ معامل االرتباط<br />
0.679 و هو معامل ارتباط قوي دال عند مستوى معنوية 0.01, مما يدلل على متتع<br />
املقياس بالثبات، وذلك اأن اأفراد العينة اأعطوا اإجابات ثابتة على االأسئلة نفسها.<br />
صدق االختبار:<br />
1صدق 1. املحكمني:<br />
عُ رضت االستبانة على جمموعة من املحكمني املتخصصني يف جمال االإدارة, و اأبدوا<br />
اآراءهم على ما احتواه املقياس من بنود, حيث جرى بعد ذلك اإجراء التعديالت الالزمة على<br />
االستمارة بناء على املالحظات التي قدِّمت من قبل املحكمني.
مقاومة املوظفني للتغيير التنظيمي في الوزارات الفلسطينية في قطاع غزة<br />
د.خليل حجاج<br />
2صدق 2. التساق الداخلي:<br />
حُ سب صدق االتساق الداخلي للمقياس عن طريق حساب معامل االرتباط بني درجة كل<br />
عبارة، وبني درجة البعد الذي تنتمي اإليه, حيث يبني اجلدوالن رقم )5و6( اأن جميع عبارات<br />
املقياس متتعت مبعامل ارتباط معنوي, مما يدل على متتع املقياس بصدق االتساق الداخلي.<br />
اجلدول )5(<br />
معامالت االرتباط بني عبارات بعد أسباب مقاومة التغيري وبني الدرجة الكلية للبعد<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
,
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
اجلدول )6(<br />
معامالت االرتباط بني عبارات بعد أساليب اإلدارة يف التغلب على مقاومة التغيري<br />
وبني الدرجة الكلية للبعد<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.3 3 صدق التكوين:<br />
حُ سب صدق التكوين للمقياس عن طريق حساب معامل االرتباط بني درجة كل بعد<br />
مع الدرجة الكلية للمقياس, حيث يظهر اجلدول رقم )7( اأن معامالت االرتباط لبعدي<br />
املقياس كانت اأكرب من 0.701, و هذا يشري اإىل متتع املقياس بصدق التكوين.
مقاومة املوظفني للتغيير التنظيمي في الوزارات الفلسطينية في قطاع غزة<br />
د.خليل حجاج<br />
اجلدول )7(<br />
معامالت االرتباط بني درجة كل بعد وبني الدرجة الكلية للمقياس<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
فرضيات الدراسة:<br />
الفرضية الأول:<br />
هناك عالقة عكسية ذات دللة اإحصائية بني الأساليب الإدارية يف التغلب على<br />
مقاومة التغيري، و بني اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري.<br />
للتحقق من صحة هذه الفرضية فقد حُ سب جمموع درجات اأفراد العينة علي العبارات<br />
املتعلقة باأسباب مقاومة املوظفني للتغيري، وكذلك حُ سب جمموع الدرجات املتعلقة<br />
باأساليب االإدارة يف التغلب على مقاومة املوظفني للتغيري، ثم حُ سب معامل ارتباط بريسون<br />
بني الدرجتني. حيث بلغ معامل االرتباط - 0.213 و هو معامل ارتباط دال عند مستوى<br />
0.01, مما يشري اإىل وجود عالقة عكسية بني االأساليب االإدارية يف التغلب على مقاومة<br />
التغيري، و بني اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري, و الشكل )1( يوضح ذلك.<br />
الشكل )1(<br />
رسم توضيحي للعالقة بني األساليب اإلدارية يف التغلب على مقاومة التغيري، و بني أسباب مقاومة<br />
املوظفني للتغيري<br />
100<br />
اأساليب مقاومة التغيري<br />
80<br />
60<br />
40<br />
20<br />
20<br />
االأساليب االإدارية يف التغلب على مقاومة التغيري<br />
30<br />
40<br />
50<br />
60<br />
70<br />
80<br />
90
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
الفرضية الثانية:<br />
تختلف اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري باختالف الوزارة التي يطبق فيها التغيري.<br />
للتحقق من صحة هذه الفرضية، فقد استخدم حتليل التباين االأحادي, حيث بلغت قيمة F<br />
6.174 مما يشري اإىل وجود اختالفات جوهرية يف اأسباب مقاومة املوظفني تبعاً للوزارة،<br />
و ذلك عند مستوى داللة 0.001.<br />
اجلدول )8(<br />
جدول حتليل التباين للفروق بني املتوسطات<br />
<br />
F<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
وللتحقق من مصدر االختالف بني الوزارات، فقد استخدم اختبار LSD للتعرف اإىل الفروق<br />
ذات الداللة االإحصائية, حيث يظهر اجلدول )9( املتوسطات لكل وزارة باالإضافة للفروقات بني<br />
الوزارات, وقد وُ ضعت اإشارة )*( للتعبري عن وجود فرق معنوي عند مستوى 0.05.<br />
<br />
<br />
اجلدول )9(<br />
نتائج اختبار LSD للفرق بني متوسطات أساليب مقاومة التغيري يف الوزارات<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
*-<br />
*-<br />
*-<br />
-<br />
<br />
-<br />
<br />
<br />
*-<br />
-<br />
-<br />
-<br />
<br />
-<br />
<br />
<br />
*-<br />
-<br />
-<br />
*<br />
-<br />
-<br />
<br />
<br />
*-<br />
*-<br />
*-<br />
-<br />
-<br />
-<br />
<br />
<br />
<br />
*-<br />
-<br />
-<br />
-<br />
-<br />
<br />
<br />
*<br />
-<br />
-<br />
-<br />
-<br />
-
مقاومة املوظفني للتغيير التنظيمي في الوزارات الفلسطينية في قطاع غزة<br />
د.خليل حجاج<br />
يتضح من اجلدول)9( اأن اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري يف وزارة الشئون االجتماعية<br />
كانت اأكرث من غريها من الوزارات, حيث بلغ متوسط اأسباب مقاومة التغيري فيها 58.06<br />
تلتها وزارة االإسكان مبتوسط 53.02, ثم املالية مبتوسط 52.22, اأما وزارة االتصاالت<br />
فبلغ متوسط اأسباب مقاومة التغيري فيها 51.81, ووزارة الزراعة مبتوسط 49.75, و اأخريا<br />
جاءت وزارة الشباب والرياضة مبتوسط 46.45.<br />
ويبني اجلدول )10( ترتيب اأسباب مقاومة التغيري لدى املوظفني وذلك يف كل وزارة,<br />
حيث يشري الرقم)1( اإىل السبب الذي احتل املرتبة االأوىل, و ترتفع الدرجة كلما قلت اأهمية<br />
هذا السبب.<br />
اجلدول )10(<br />
ترتيب أسباب مقاومة التغيري لدى املوظفني و ذلك يف كل وزارة,
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
الفرضية الثالثة:<br />
توجد فروق ذات دللة اإحصائية يف اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري تعزى للمتغريات<br />
الدميوغرافية.<br />
و يتفرع عن هذه الفرضية الرئيسة خمس فرضيات فرعية هي:<br />
1توجد . 1 فروق ذات داللة اإحصائية يف اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري تعزى للمستوى<br />
التعليمي.<br />
2و . 2 للتحقق من صحة هذه الفرضية فقد استخدم حتليل التباين االأحادي, حيث تظهر النتائج<br />
املبينة يف اجلدول )11( اأن اختبار F قد بلغت قيمته 1.808 مما يشري اإىل عدم وجود فروق<br />
ذات داللة اإحصائية يف اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري وفقا للمستوى التعليمي.<br />
اجلدول )11(<br />
جدول حتليل التباين للفروق بني املتوسطات<br />
<br />
F
مقاومة املوظفني للتغيير التنظيمي في الوزارات الفلسطينية في قطاع غزة<br />
د.خليل حجاج<br />
2توجد . 2 فروق ذات داللة اإحصائية يف اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري تعزى ملتغري<br />
النوع.<br />
و للتحقق من صحة هذه الفرضية فقد استخدم اختبار )ت( للفرق بني متوسطني,<br />
حيث يظهر من بيانات اجلدول )12( اأن قيمة )ت( قد بلغت 0.230 وهي غري دالة اإحصائياً,<br />
مما يشري اإىل عدم وجود فروق ذات داللة اإحصائية بني املتغريين, حيث بلغ املتوسط لدى<br />
الذكور 50.68 و لدى االإناث 51.02.<br />
اجلدول )12(<br />
املتوسطات و االحنرافات املعيارية و قيمة)ت( للفرق بني الذكور و اإلناث من حيث أسباب مقاومة<br />
التغيري<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
3توجد . 3 فروق ذات داللة اإحصائية يف اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري تعزى ملتغري<br />
سنوات اخلدمة.<br />
و للتحقق من صحة هذا الفرض فقد استخدم حتليل التباين االأحادي, حيث تظهر<br />
النتائج املبينة يف اجلدول )13( اأن اختبار F قد بلغت قيمته 1.003 مما يشري اإىل عدم<br />
وجود فروق ذات داللة اإحصائية يف اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري وفقا ملتغري سنوات<br />
اخلدمة.<br />
اجلدول )13(<br />
جدول حتليل التباين للفروق بني املتوسطات<br />
<br />
<br />
F<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
4توجد . 4 فروق ذات داللة اإحصائية يف اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري تعزى ملتغري العمر.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
و للتحقق من صحة هذه الفرضية فقد استخدم حتليل التباين االأحادي, حيث تظهر<br />
النتائج املبينة يف اجلدول )14( اأن اختبار F قد بلغت قيمته 1.753 مما يشري اإىل عدم<br />
وجود فروق ذات داللة اإحصائية يف اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري وفقاً ملتغري العمر.<br />
اجلدول )14(<br />
جدول حتليل التباين للفروق بني املتوسطات<br />
<br />
F<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
5توجد . 5 فروق ذات داللة اإحصائية يف اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري تعزى ملتغري<br />
احلالة االجتماعية.<br />
و للتحقق من صحة هذه الفرضية فقد استخدم حتليل التباين االأحادي, حيث تظهر<br />
النتائج املبينة يف اجلدول )15( اأن اختبار F قد بلغت قيمته 1.429 مما يشري اإىل عدم<br />
وجود فروق ذات داللة اإحصائية يف اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري وفقاً ملتغري احلالة<br />
االجتماعية.<br />
اجلدول )15(<br />
جدول حتليل التباين للفروق بني املتوسطات<br />
<br />
<br />
F
مقاومة املوظفني للتغيير التنظيمي في الوزارات الفلسطينية في قطاع غزة<br />
د.خليل حجاج<br />
<br />
الفرضية الرابعة:<br />
تتباين الأهمية النسبية لأسباب ظاهرة مقاومة التغيري يف الوزارات الفلسطينية.<br />
لتوضيح ذلك فاإن اجلدول )16( يبني متوسط استجابة اأفراد العينة على اأسباب مقاومة<br />
التغيري، و كذلك النسب املئوية و ترتيب هذه االأسباب من حيث شيوعها, حيث يالحظ اأن<br />
اخلوف من انخفاض االأجر جاء يف املرتبة االأوىل بنسبة %58.6, و تاله اخلوف من فقدان<br />
املكافاآت، و ذلك بنسبة %57.2, و تدرجت هذه االأسباب وصوالً الأدنى مستوى عند نسبة<br />
%40.6، وذلك بالنسبة لعدم مشاركة املوظفني يف عملية التغيري.<br />
<br />
اجلدول )16(<br />
استجابة أفراد العينة على عبارات بعد )أسباب مقاومة املوظفني للتغيري(
2009 طابش - رشع سمالخا ددعلا - تاساردلاو ثاحبلأل ةحوتفلما سدقلا ةعماج ةلجم
مقاومة املوظفني للتغيير التنظيمي في الوزارات الفلسطينية في قطاع غزة<br />
د.خليل حجاج<br />
مناقشة النتائج وتفسريها:<br />
مناقشة الفرضية األوىل وتفسريها:<br />
وهي تنص على وجود عالقة عكسية ذات داللة اإحصائية بني االأساليب االإدارية يف<br />
التغلب على مقاومة التغيري، و بني اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري، وهو ما اأثبت صحة<br />
الفرضية االأوىل من فرضيات الدراسة، وميكن تفسري ذلك باأنه كلما زادت االأساليب االإدارية<br />
يف التغلب علي مقاومة املوظفني للتغيري مثل: حتسني العالقة بني الروؤساء واملروؤوسني،<br />
واإرشاكهم يف عملية التغيري، وحتفيزهم، وتدريبهم، وزيادة اأجورهم وصالحياتهم،<br />
واالستماع اإىل اآراءهم، كلما قلت اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري.<br />
اتفقت نتائج هذه الفرضية مع نتائج دراسة حممد اأمين عشوش ودراسة – Msweli<br />
Brinson, Bonnie Burns ودراسة ,Meser, Carolo ودراسة Mbanga, p. Potwana,<br />
ودراسة S. .,Chawla, Anuradha<br />
مناقشة الفرضية الثانيةوتفسريها:<br />
وهي تنص علي اختالف اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري باختالف الوزارة التي<br />
يطبق فيها التغيري وهو ما اأثبت صحة الفرضية االأوىل من فرضيات الدراسة. و يتضح<br />
من اجلدول )9( اأن اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري يف وزارة الشئون االجتماعية كانت<br />
اأكرث من غريها من الوزارات، وميكن اأن يُعزى ذلك اإىل عدم اإرشاك املوظفني يف عملية<br />
التغيري، وعدم شعورهم بفوائد التغيري، واخلوف من فقدان الوظيفة واالأجر والصالحيات،<br />
والعالقة السيئة بني الروؤساء واملروؤوسني داخل وزارة الشئون االجتماعية.واتفقت نتائج<br />
هذه الدراسة مع نتائج دراسة حممد اأمين عشوش التي تقول اإن اأسباب مقاومة املوظفني<br />
للتغيري تختلف باختالف املكان الذي يطبق فيه التغيري.<br />
مناقشة الفرضية الثالثةوتفسريها:<br />
وهي تنص على وجود فروق ذات داللة اإحصائية يف اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري<br />
تعزى للمتغريات الدميوغرافية وبالتايل مل تثبت صحة الفرضية الثالثة من فرضيات<br />
الدراسة، وميكن تفسري ذلك باأنه اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري موجودة مبستوى واحد<br />
عند جميع اأفراد العينة بغض النظر عن مستواهم العلمي وجنسهم وخربتهم وسنهم وحالتهم<br />
االجتماعية، واتفقت نتائج هذه الفرضية جزئياً مع نتائج دراسة اأحمد سامل العامري<br />
ونارص حممد الفوزان، ومع نتائج دراسة حممد اأمين عشوش.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
مناقشة الفرضية الرابعة وتفسريها:<br />
وهي تنص على اختالف االأهمية النسبية الأسباب ظاهرة مقاومة التغيري يف الوزارات<br />
الفلسطينية، وهو ما اأثبت صحة الفرضية الرابعة من فرضيات الدراسة، حيث يالحظ اأن<br />
اخلوف من انخفاض االأجر جاء يف املرتبة االأوىل، تاله اخلوف من فقدان املكافاآت بالنسبة<br />
الأسباب مقاومة املوظفني للتغيري، وهذا يعد منطقياً حيث اإن االأجر واملكافاآت من االأمور<br />
املهمة جداً يف حياة االإنسان، فبوساطة االأجر يشرتي االإنسان حاجته االأساسية الرضورية<br />
مثل املاأكل، واملرشب، و املسكن،و غري ذلك.<br />
التوصيات:<br />
1اأظهرت . 1 الدراسة اأن اأهم سبب ملقاومة املوظفني للتغيري التنظيمي يف كل من وزارة<br />
املالية والداخلية والشئون االجتماعية هو فرض التغيري بالقوة، لذا يوصي الباحث<br />
مبشاركة العاملني يف عملية تخطيط برامج التغيري وتنفيذها، واالبتعاد عن االأساليب<br />
الدكتاتورية يف تطبيق التغيري.<br />
2اأظهرت . 2 الدراسة اأن اأهم اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري التنظيمي يف كل من وزارة<br />
الشباب والرياضة واالتصاالت هو اخلوف من فقدان املكافاآت، لذا يوصي الباحث<br />
مبكافاأة املطبقني خلطط التغيري، واالهتمام مبوضوع املكافاآت بشكل عام.<br />
3اأظهرت 3. الدراسة اأن اأهم اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري التنظيمي يف وزارة الزراعة<br />
هو جتاهل اجلوانب االإنسانية، لذا يوصي الباحث باالهتمام بالعنرص االإنساين داخل<br />
هذه الوزارة، ومراعاة شعور العاملني عند تطبيق التغيري.<br />
4اأظهرت . 4 النتائج اأن اأهم اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري التنظيمي يف وزارة االإسكان<br />
هو الوقت غري املالئم للتغيري لذا يوصي الباحث برشح خطة التغيري، وحتديد موعد<br />
البدء واالنتهاء مبشاركة املنفذين للتغيري.<br />
5 الباحث هي التي تقف<br />
. 5اإجراء دراسات مماثلة للتاأكد من اأن االأسباب التي توصل اإليها<br />
خلف مقاومة املوظفني للتغيري التنظيمي.
مقاومة املوظفني للتغيير التنظيمي في الوزارات الفلسطينية في قطاع غزة<br />
د.خليل حجاج<br />
املراجع العربية:<br />
1اأميمة . 1 الدهان، نظريات منظمة االأعمال )عمان: مل يذكر النارش، (. 1992<br />
2القريوتي،حممد . 2 قاسم، السلوك التنظيمي دراسة للسلوك االإنساين الفردي واجلماعي يف<br />
املنظمات االإدارية )عمان: مطبعة بنك البرتاء، 1989(.<br />
3حرمي، . 3 حسني، السلوك التنظيمي سلوك االأفراد واجلماعات يف منظمات االأعمال )عمان:<br />
دار احلامد، 2003(، ص ص496-494.<br />
4حلواين، . 4 ابتسام عبد الرحمن، »التغيري ودوره يف التطوير االإداري«، جملة االإدارة العامة ،<br />
)العدد 67، يوليه 1995(.<br />
5العامري، . 5 اأحمد سامل و الفوزان ، تامر حممد، »مقاومة املوظفني للتغيري يف االأجهزة<br />
احلكومية باململكة العربية السعودية: اأسبابها وسبل عالجها« جملة االإدارة العامة،<br />
املجلد السابع والثالثون )العدد الثالث، نوفمرب 1997( ص ص389-353.<br />
6عشوش، . 6 حممد اأمين،»مقاومة التغيري التنظيمي دراسة ميدانية مقارنة بالتطبيق على<br />
بنوك التنمية واالإمتان الزراعي« جملة الدراسات املالية والتجارية، كلية جتارة بني<br />
سويف )العدد الثاين، يوليو2000(<br />
7غراب، . 7 حممد جالل، "رشكة حمفيس لالأدوية والصناعات الكيماوية، جتربة رائد يف<br />
جمال التطوير والتغيري الفعال"، بحث مقدم للموؤمتر السنوي الرابع السرتاتيجيات<br />
التغيري والتطوير يف املنظمات )القاهرة: 1994(.<br />
8العوضي، . 8 نوال اأحمد، منوذج مقرتح ملنهج االإدارة املفتوحة لتحقيق التغيري الفعال<br />
بالتطبيق على وزارة الصحة بدولة االإمارات العربية املتحدة )رسالة دكتوراه غري<br />
منشورة، جامعة عني شمس، 2006(.<br />
9حممد، . 9 سهام حممد رمضان، "منوذج مقرتح للتغيري لزيادة فعالية املنظمات دراسة<br />
ميدانية على رشكات االأدوية واملستحرضات الطبية بقطاع االأعمال املرصية" )رسالة<br />
دكتوراه غري منشورة، مكتبة كلية التجارة، جامعة عني شمس، 2002(.<br />
10 فعالية متطلبات التطوير التنظيمي واإدارة التغيري لدى<br />
10مرزوق، ابتسام اإبراهيم، "<br />
املوؤسسات غري احلكومية الفلسطينية"، )رسالة ماجستري غري منشورة، اجلامعة<br />
االإسالمية بغزة، 2006(.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />
<br />
املراجع األجنبية:<br />
1. Megginson, Leon C. et al, Management concepts and applications (New<br />
York: Harper & Row publishers, 1989).<br />
2. Huczynski, Andrzej and Buchanan, David Organizational behavior<br />
(Harlow: Prentice Hall, 2001).<br />
3. Bourne, Dobosz and Jankowics,A.D., Dorota;., «Reframing resistance to<br />
change experience from general motors Poland», International journal of<br />
human resource management, vol.17, (Issue 12, Dec. 2006), p.2021-2034.<br />
4. George B., Cunningham, "The relationships among commitment<br />
to change, coping with change", Journal of work organizational<br />
psychology, vol.15, (Issue l, Mar. 2006), p.29-45.<br />
5. -Antonio, Giangreco, Riccardo, Peccei, " The nature and antecedents of<br />
middle manager resistance to change: evidence from an Italian context",<br />
International journal of human resource management, vol.16, (Issue<br />
10, Oct., 2005), p.1812-1829.<br />
6. Kan, Melanie M. Parry, Ken W., "A rounded theory of leadership in<br />
overcoming resistance to change", Leadership quarterly, vol.15 (Issue<br />
4, Aug. 2004), p.467-491.<br />
7. Christopher A., Podlesnik, "Effects of instructions on resistance to<br />
change", Psychological record, vol.56 (issue 2, spring 2006), p.303-320.<br />
8. Msweli – Mbanga, p. Potwana, N., " Modeling participation, resistance<br />
to change and organization citizenship behavior" Journal of business<br />
management, vol.37 (Issue 1, Mar. 2006), p.21-29.<br />
9. Carol O., Meser, "Resistance to change in the community college: The<br />
influence of participation, open communication perceived organization<br />
support, and organization commitment" dissertation abstract, the<br />
university of Oklahoma, 2006.<br />
10. Kent, Jr, Gaylor, Thomas "Factors effecting resistance to change: A<br />
case study of two north Texas police department" Dissertation abstract,<br />
university of north Texas, 2001.<br />
11. -Burns, Brinson, Bonnie "A field experiment to investigate a decrease in<br />
resistance to change through practice of covey principles in development<br />
of an enterprise information system" dissertation abstract, university of<br />
south Alabama, 1999.<br />
12. -Anuradha S., Chawla, "Organizational change initiatives as predictors<br />
of resistance to change" Dissertation abstract, University of Guelph<br />
Canada, 1999.<br />
13. -Anuradha S, Chawla. " Organizational change initiatives as predictor of<br />
resistance to change dissertation abstract, University of Guelph, 1999.
مقاومة املوظفني للتغيير التنظيمي في الوزارات الفلسطينية في قطاع غزة<br />
د.خليل حجاج
األبحاث<br />
باللغة اإلجنليزية
Al-Quds Open Uni ver sity<br />
Journal of<br />
for Research & Studies<br />
1
Journal of Al-Quds Open Uni ver sity<br />
for Research & Studies<br />
P.O.Box 51800<br />
Tel: 2409861<br />
Fax: 2403159<br />
Email: hsilwadi@qou.edu
General Supervisor Proffessor<br />
Younis Amro<br />
President of the University<br />
Journal Editorial Board<br />
Editor - in - Chief<br />
Hasan A. Silwadi<br />
Director of Scientific Research & Graduate Studies Program<br />
Editorial Board<br />
Taysir Jbara<br />
Ali Odeh<br />
Yaser Al. Mallah<br />
Insaf Abbas<br />
Rushdi Al - Qawasmah<br />
Awatif Siam<br />
Majid Sbeih<br />
3
Guidelines for Authors<br />
The Journal of Al-Quds Open Uni ver sity For Research & Studies Publishes<br />
Original research documents and sci en tific studies for faculty members and<br />
re searchers in Alquds Open University and other local, Arab, and International<br />
universities with special focus on topics that deal with open education and distance<br />
learning. The Journal accepts pa pers offered to sci en tific conferences.<br />
Researchers who wish to publish their papers are required to abide by the<br />
following rules:<br />
1. Papers are accepted int both English and Arabic.<br />
2. each paper should not exceed 35 pages or 8000 words including foot notes<br />
and references.<br />
3. Each paper has to add new findings or extra knowledge in its field.<br />
4. Papers have to be on a floppy diskette“Disk A“ or on a CD accom pa nied by<br />
three hard copies. Nothing is returnable in ei ther case: published or not.<br />
5. An abstract of 100 to 150 words has to be included. The lan guage of the<br />
abstract has to be English if the paper is in Arabic and has to be Arabic if<br />
the paper is in English.<br />
6. The paper will be published if it is accepted by at least two re visers. The<br />
Journal will appoint the revisers who has the same degree or higher than<br />
the researcher himself.<br />
7. The researcher should not include anything personal in his pa per.<br />
8. The owner of the published paper will receive five copies of the Journal in<br />
which his paper is published.<br />
4
Al-Quds Open Uni ver sity<br />
Journal of<br />
for Research & Studies<br />
9. References should follow rules as follows:<br />
(a) If the reference is a book, then it has to include the author name,<br />
book title, translator if any, publisher, place of publication, edition,<br />
pub li cation year, page number.<br />
(b) If the reference is a magazine, then it has to include the author,<br />
paper title, magazine name, issue number order by last name of<br />
the au thor.<br />
10. References have to be arranged in alphabetical order by last name of the<br />
author.<br />
11. The researcher can use the APA style in documenting scientific and applied<br />
topics where he points to the author foot notes.<br />
Opinions expressed in this journal are solely those of their authors<br />
5
Al-Quds Open Uni ver sity<br />
Journal of<br />
for Research & Studies<br />
Contents<br />
S. T. Coleridge’s “Christabel” Is Complete and Ends with Christabel’s Defeat<br />
Mustasem Tawfeek Al-khadr............................................................................ 9<br />
7
S. T. Coleridge's “Christabel”<br />
Is Complete and Ends with<br />
Christabel’s Defeat<br />
Dr. Mustasem Tawfeek Al-khadr*<br />
*tulkarem Educational Region, Al-Quds Open University, Palestine.<br />
99
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.15 - Febreuary 2009<br />
ملخص<br />
اعرتف س. ت. كولرييج باأنه حاول مراراً وتكراراً اأن ينهي قصيدته »كريستابل«الشهرية،<br />
ولكن جميع حماولته باءت بالفشل. هذه الورقة البحثية هي حماولة لإثبات اأن س. ت.<br />
كولرييج مل يستطع اإنهاء »كريستابل«لأن القصيدة يف املقام الأول هي قصيدة كاملة<br />
وحكاية رمزية تشري اإىل هزمية الشاعر داخل كولرييج. واأما الأمر الثاين وهو اأن كولرييج<br />
خطط لإنهاء هذه القصيدة، والتي تبدو له باأنها غري كاملة، بنهاية سعيدة بانتصار<br />
كريستابل، وهذا ما يتناقض مع ما متثله وترمز اإليه الشخصيات يف هذه القصيدة.<br />
اإن دراسة وحتليل الصور الشعرية املوجودة يف القصيدة وما متثله وترمز اإليه، كاحللم<br />
الذي راآه براسي وما يحتويه من صورة شعرية اأساسية لفهم القصيدة، األ وهي صورة<br />
احلمامة التي تلتف حولها الأفعى فتحبسها ومتنعها من الطريان، تبني بوضوح اأن هذه<br />
القصيدة كاملة، وتنتهي بطريقة منطقية وهي هزمية وانعزال وكاآبة كريستابل، بالرغم من<br />
اأن صاحب القصيدة يعتقد جازماً باأنها قصيدة مل تكتمل بعد.<br />
10
S. T. Coleridge’s “Christabel” Is Complete<br />
and Ends with Christabel’s Defeat<br />
Mustasem Tawfeek Al-khadr<br />
Abstract<br />
S. T. Coleridge admitted that he tried repeatedly to finish “Christabel” but his<br />
attempts were in vain. This paper is an attempt to prove that Coleridge could<br />
not finish “Christabel” because, first, it is a complete poem and a symbolic<br />
tale that alludes to the defeat of the poet in him, and second, Coleridge<br />
apparently planned to end the seemingly unfinished “Christabel,” happily<br />
by making Christabel victorious, which contradicts with what the characters<br />
in the poem represent. However, studying the images used in “Christabel,”<br />
their connotations and what they represent and allude to -- such as Bracy’s<br />
dream with its main image of a dove imprisoned by a snake coiled around it<br />
-- show that the poem is not, as it seems to be, unfinished. To the contrary,<br />
despite Coleridge’s firm belief that “Christabel” is a fragment, it is complete<br />
and ends logically with Christabel’s isolation, desolation and defeat.<br />
11
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.15 - Febreuary 2009<br />
Introduction:<br />
It is puzzling to think about the reasons behind Coleridge's inabil -<br />
ty to complete «Christabel,» although he had been trying unsuccessfully<br />
to do so for more than 30 years. When Coleridge started his attempts to<br />
complete it and could not, he resorted, as it was his habit, to finding e -<br />
cuses for his failure. Thus, he speculated (Griggs 1956: Vol. 1, 407) that<br />
a quarrel with his friends might have been the cause. Then, after some<br />
time, he referred to another reason that prevented him from finishing<br />
«Christabel» (Griggs 1956: Vol. 1, 643):<br />
I tried to perform my promise [to finish “Christabel”] but the deep<br />
unutterable Disgust, which I had suffered in the translation of that a -<br />
cursed Wallenstein, seemed to have stricken me with barrenness- for I<br />
tried and tried, and nothing would come of it.<br />
After that Coleridge became increasingly disturbed because he<br />
could add nothing, and so he repented the publishing of “Christabel”<br />
(Nethercot 1962: 23): “Meantime, the Christabel, which I should never<br />
have consented to publish, a mere fragment as it was.” Then, at one point<br />
he felt so desperate to complete “Christabel” that he had to say (Griggs<br />
1956: Vol. 1, 623): “I abandon Poetry all together.” In fact Coleridge was<br />
somewhat puzzled by his unexpected failure to bring “Christabel” to a<br />
closure, which is evident from the following admission(Project Gute -<br />
berg 2005: 223):<br />
The reason of my not finishing Christabel is not, that I don’t know<br />
how to do it-- for I have, as I always had, the whole plan entire from the<br />
beginning to end in my mind; but I fear I could not carry on with equal<br />
success the execution of the idea, an extremely subtle and different one.<br />
This admission is unusual for Coleridge because it abandons his<br />
habit of finding excuses for his failure to carry on with his unfinished<br />
poem. Thus, “Christabel” clearly, was a different case for him.<br />
12
S. T. Coleridge’s “Christabel” Is Complete<br />
and Ends with Christabel’s Defeat<br />
Mustasem Tawfeek Al-khadr<br />
Not only did Coleridge speculate on the reasons why he could not<br />
finish “Christabel,” several critics also did. But none of them tried to<br />
prove his claim. Some, for example Watson (1970: 105), even denied the<br />
necessity of having a reason or reasons for Coleridge’s failure to finish<br />
“Christabel” because it may have happened “from no reason at all.”<br />
On the other hand, many believe in the existence of one reason<br />
or another for the poet’s failure. May (1997) suggests that a number of<br />
“instabilities,” “the disruptions in the text” and the lack of the “mastery<br />
of the construct” are behind Coleridge’s failure. Walsh (1973: 110) b -<br />
lieves that the “lack of organisation” and “the arbitrariness” are behind<br />
Coleridge’s failure to finish. Hough (1963: 65) says that Coleridge did<br />
not conceive “Christabel” “as a whole,” and so there is a defect in the<br />
structure that puzzled even Coleridge.<br />
In Beer’s opinion (1977: 237), Coleridge failed because “Christabel”<br />
is a mixture of “both angelic and evil natures” and other diverse el -<br />
ments. Charpentier (1929: 143) refers to Coleridge’s inability to “return<br />
to the same state of spiritual grace in which it had first come to him” as<br />
the cause behind his failure. Harding (1974: 73) thinks that Coleridge<br />
was unable to finish his poem “because of the difficulty of keeping<br />
Christabel innocent, while enabling her to overcome the power exerted<br />
by Geraldine.” In Yarlott’s opinion (1967: 191), Coleridge “discovered<br />
unexpected analogies between the story in the poem and his real-life<br />
situation, causing him to load it with a weight of personal significance<br />
from which he was unable afterwards to rescue it.”<br />
To solve this Coleridgean failure to finish “Christabel,” I start with<br />
the following assumption, which this paper tries to prove in order to<br />
substantiate the claim that “Christabel” is a complete poem: Christabel<br />
represents the poet’s creativity, and Geraldine represents what blocks<br />
up his imagination. Although there is nothing explicit in the poem to<br />
support this line of interpretation, a study of the images used convinces<br />
us that this is the way to do justice to the poem’s main theme.<br />
13
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.15 - Febreuary 2009<br />
Arguments in support of the claim that Christabel represents the<br />
poet’s creative imagination<br />
I shall now enumerate the reasons for my claim that Christabel<br />
represents the poet’s creative imagination, and Geraldine represents<br />
what blocks it:<br />
First, Bracy’s dream is a cornerstone to the understanding of the<br />
poem. Its core image portrays Christabel as a dove, while Geraldine is<br />
represented as a serpent that coils around that dove:<br />
I stooped, methought, the dove to take,<br />
I stooped, methought, the dove to take,<br />
I stooped, methought, the dove to take,<br />
When lo! I saw a bright green snake<br />
When lo! I saw a bright green snake<br />
When lo! I saw a bright green snake<br />
Coiled around its wings and neck.<br />
Green as the herbs on which it couched,<br />
Close by the dove’s its head it crouched;<br />
And with the dove it heaves and stirs,<br />
Swelling its neck as she swelled hers! (Coleridge, Ernest 232: 548-<br />
54) [All subsequent references to Coleridge’s poetry are taken from<br />
Coleridge: Poetical Works. Ed. E. H. Coleridge. (1967). London: Oxford<br />
University Press. They are cited parenthetically within the text by me -<br />
tioning the page number followed by the line number]<br />
This image is an epitome of the whole theme of the poem. The dove,<br />
as a bird, is related archetypally with imagination, spontaneity and the<br />
freedom of creativity. This image, in this sense, is used by Coleridge in<br />
a number of his poems. For example, in The Ancient Mariner, when the<br />
Mariner becomes free from his state of his enslavement -- Life-in-Death<br />
-- and appreciates the beauty of the water-snakes, many singing birds a -<br />
pear in the sky, and their appearance signals his freedom (200: 359-62):<br />
14
S. T. Coleridge’s “Christabel” Is Complete<br />
and Ends with Christabel’s Defeat<br />
Mustasem Tawfeek Al-khadr<br />
I heard the sky-lark sing;<br />
Sometimes all little birds that are,<br />
How they seemed to fill the sea and air<br />
With their sweet jargoning!<br />
Thus, this image in “Christabel” portrays Christabel, the dove,<br />
entangled and imprisoned by the serpent, Geraldine, who represents<br />
what suffocates freedom and imagination. On the other hand, serpents,<br />
which often hide themselves in dark places, in the Christian traditions<br />
symbolize the forces of death and darkness because the devil took the<br />
form of a snake when he tempted Eve and Adam to eat from the forbi -<br />
den tree. (Frye 1990: 157) “The serpent, because of its role in the Garden<br />
of Eden story, usually belongs on the sinister side of our catalogue in<br />
Western literature.” Therefore, the image of the serpent (Schulz 1964:37)<br />
cannot but be that of “self-destruction.” It is also worthwhile to note<br />
that because the image of the dove and the snake is seen in a dream, it<br />
indicates that the forces that threaten Christabel are mysterious and not<br />
easy to detect.<br />
Second, it is clear from the poem that Christabel feels more comfor -<br />
able in contact with nature where she can freely pray for her “betrothéd<br />
knight” in a natural environment congenial to romantic, creative i -<br />
agination where there is the wood, the moonlight, and the quietness of<br />
night. Coleridge believed that the communion between nature and the<br />
poet is an essential step to poetic creativity. This is clear in “Dejection:<br />
An Ode” when he states (366: 68) that poetic “Joy” arises from a feeling<br />
of “wedding” with “Nature.” Thus, Christabel, similar to the romantic<br />
poets, prays for her betrothéd knight within the sanctuary of nature to<br />
be elevated spiritually as a result of her communion with nature.<br />
Third, Christabel first meets Geraldine in Part I at night under the<br />
dim light of the moon, while Geraldine’s reality is exposed through the<br />
various events in Part II under the light of the sun. In Coleridge’s poetry<br />
the moon is associated with imagination while the sun is associated with<br />
everyday blunt reality and familiarity. For example, in The Ancient Ma -<br />
iner, the Mariner is exposed to hardship under the light of the sun, while<br />
15
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.15 - Febreuary 2009<br />
his spiritual revival, purification and appreciation of the water snakes<br />
happens under the auspices of the moon. However, Christabel’s case is<br />
different from the Mariner’s because she moves from being under the<br />
light of moon in her nocturnal journey to having painful relations with<br />
Geraldine under the light of the sun. Thus, Christabel is associated at the<br />
beginning with imagination and creativity as she is surrounded by the<br />
romantic scenes in the wood under the moon. Then she has undesirable<br />
links with Geraldine under the light of the sun.<br />
Fourth, Christabel’s purity and childlike simplicity are stressed<br />
in the poem. Christabel is depicted as having the innocence and purity<br />
of a child (226: 317- 18): “she seems to smile / As infants at a sudden<br />
light!” Coleridge places much emphasis on childlike characteristics and<br />
considers these as a sort of prerequisite to enter into the world of p -<br />
etic creativity when he says (Harper 1970: 144): “he who would enter<br />
the Kingdom of Poetry must become as a little child.” Thus, Christ -<br />
bel enters this kingdom and represents the pure world of imagination.<br />
Moreover, Coleridge emphasized this concept by depicting a child and<br />
his relations with his surroundings in the conclusion to “Christabel”<br />
depicting the child’s need, as Christabel, of (236: 272, 676) “love and pity”<br />
and not feelings of “rage and pain.”<br />
Fifth, The interior decoration of Christabel’s room exhibits her<br />
artistic sense, and by extension, her creative imagination: (222: 182-84)<br />
“The lamp with twofold silver chain / Is fastened to an angel’s feet /<br />
The Silver lamp burns dead and dim.” However, this description of the<br />
chain fastened to an angel’s feet mirrors Geraldine’s spell and grip over<br />
Christabel’s imagination and angelic aspiration.<br />
Sixth, Christabel is described as (226: 320) “a youthful hermitess”<br />
who is traditionally believed to possess certain creative powers like<br />
those of a poet because both depend on intuitions and epiphanic visions.<br />
However, though Christabel has one essential quality of a poet, creative<br />
intuition, she cannot transcend this threshold because of impediments<br />
represented by Geraldine.<br />
Seventh, Christabel is depicted as a noble soul related to the sky<br />
(223: 227-29):<br />
16
S. T. Coleridge’s “Christabel” Is Complete<br />
and Ends with Christabel’s Defeat<br />
Mustasem Tawfeek Al-khadr<br />
‘All they who live in the upper sky,<br />
Do love you, holy Christabel!<br />
And you love them, and for their sake.<br />
Because Christabel is holy, there is a bond of love between herself<br />
and the sky, which is associated in Coleridge’s poetry with creativity.<br />
However, Christabel cannot transform this love into joy like the person<br />
at the end of “Kubla Khan” who (298: 52-53) “on honeydew hath fed /<br />
And drunk the milk of Paradise.” The sky remains a haven to Christabel<br />
in all circumstances. Therefore, Christabel (223: 215) “raised to heaven her<br />
eyes” asking for help because (226: 330-331) “saints will aid if men will<br />
call: / For the blue sky bends over all!” This shows that the path to the<br />
sky leads to spirituality and purity and is always open. Even in case of<br />
complete lifelessness, the sky is seen as the place to which life clings and<br />
from where it starts. This is represented in the image of (365: 49-52)<br />
The one red leaf, the last of its clan,<br />
That dances as often as dance it can,<br />
Hanging so light, and hanging so high,<br />
On the topmost twig that looks up at the sky.<br />
Thus, this association between the sky and Christabel points to her<br />
deep spirituality, which is associated with creativity.<br />
Eighth, The words "vision" and "trance" are repeated in the poem,<br />
and these words are related to poetic imagination. There is a contrast b -<br />
tween Geraldine's touch and Christabel's visions (230: 463-65):<br />
The touch, the sight, had passed away,<br />
And in its stead that vision blest,<br />
Which comforted her after-rest.<br />
Christabel's main problem is that (226: 326) "she hath a vision<br />
sweet," but she is unable to transform that vision into intuitively cre -<br />
tive enterprises because of Geraldine's touch, which contaminates and<br />
infects Christabel's spirituality. In this respect, she is unlike the creative<br />
person at the end of "Kubla Khan" whose experience of a trance may<br />
17
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.15 - Febreuary 2009<br />
provide material for great poetry or music because she simply recounts<br />
the experience in shudders. However, "that vision blest" is not enough<br />
for reviving Christabel's spirituality and getting rid of Geraldine. The<br />
word "comforted" after the words "vision blest" show that this vision is<br />
an outlet for psychological turmoil.<br />
In addition to the above argument about what Christabel and Ge -<br />
aldine represent, I submit that Coleridge's attempt to execute a plan to<br />
finish "Christabel" in which Christabel will be victorious at the end is<br />
contrary to what both Christabel and Geraldine represent, and to the<br />
fact that Geraldine's spell on Christabel has completely crippled her<br />
will and spontaneity. My argument begins with the following quotation<br />
from Coleridge's early biographer, James Gillman, in which he gives an<br />
account (1838: 283) of how Coleridge, at one point in his life, envisaged<br />
how the poem should have been ended if it had to be completed:<br />
The story of Christabel is partly founded on the notion, that the virt -<br />
ous of this world save the wicked. The pious and good Christabel suffers<br />
and prays for “The weal of her lover that is far away,” exposed to various<br />
temptations in a foreign land; and she thus defeats the power of evil re -<br />
resented in the person of Geraldine. This is one main object of the tale.<br />
In the above quotation, Coleridge, who was a devoted Christian, is<br />
bringing in a reference to the Christian theology in which the redem -<br />
tion of humanity is based on Christ’s sufferings and good is always<br />
victorious over evil. Because of this line of thinking of how to finish<br />
“Christabel,” Coleridge could not pursue his pre-designed plan to make<br />
Christabel victorious over Geraldine, and he could not add any line of<br />
poetry to his poem. Therefore, studying “Christabel” thoroughly shows<br />
us that the logical flow of events lead to Geraldine’s victory, which is<br />
the opposite of what Coleridge planned to make of Christabel. This is<br />
evident from a number of signs in the poem that foreshadow how it will<br />
be ended, that is, with Christabel’s defeat.<br />
Arguments in support of the claim that Christabel represents Geraldine’s<br />
victory.<br />
First, from the very beginning of the poem the drowsy cock and the<br />
18
S. T. Coleridge’s “Christabel” Is Complete<br />
and Ends with Christabel’s Defeat<br />
Mustasem Tawfeek Al-khadr<br />
toothless mastiff bitch face Christabel before she started her journey,<br />
and when she set out on her nocturnal adventure to the wood near the<br />
castle, the only sound heard is the hooting of the owl. Such hooting is<br />
mostly found in deserted places, and thus considered by people as a<br />
symbol of superstitiousness, destruction and (May 1997) “a harbinger<br />
of death.” Besides the hooting of the owl, there is the coldness and the<br />
darkness of the night, which greet her as she steps out of the castle to the<br />
wood. These images bring immediately to the readers’ minds a sense of<br />
foreboding, a feeling that the destructive forces are many and strong.<br />
Second, during the night of her journey, Christabel is under the<br />
light of the moon, which “looks both small and dull” (216: 19) implying<br />
its waning strength, and thus reflects Christabel’s spirituality.<br />
Third, during Christabel’s nocturnal journey, there was not wind<br />
enough to move even (217: 46-47) “the ringlet curl / From the lovely l -<br />
dy’s cheek” or (217: 48-49) “to twirl / The one red leaf, the last of its clan”<br />
on a barren tree. To understand this image, let’s refer to The Ancient<br />
Mariner. On the one hand, the start of the Mariner’s plight is the cess -<br />
tion of the wind (190: 107-108): “Down dropt the breeze, the sails dropt<br />
down, / ‘Twas sad as sad could be,” and on the other hand, one main sign<br />
of the end of that plight and the start of the Mariner’s spiritual revival<br />
from Life-in-Death is the blowing of the wind (204: 457-460):<br />
It raised my hair, it fanned my cheek<br />
Like a meadow-gale of spring<br />
It mingled strangely with my fears<br />
Yet it felt like a welcoming.<br />
However, in reference to the context and atmosphere of “Christ -<br />
bel,” and its images of barrenness in nature, that are used, the image<br />
of the wind indicates that there is no chance for Christabel of a revival<br />
comparable to the Mariner.<br />
Fourth, the image of the (217: 49, 52) "red leaf, the last of its clan,"<br />
"On the topmost twig that looks up at the sky" is an image of barrenness<br />
in nature that reflects Christabel's spiritual void. Both Christabel and<br />
the barren twig look toward the sky for renewal, but since it is autumn,<br />
19
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.15 - Febreuary 2009<br />
the dryness of winter is very near. Instead of being rejuvenated and i -<br />
spired as a result of her adventure, Christabel meets Geraldine, with the<br />
disastrous consequences that ensue from the meeting.<br />
Fifth, Christabel's (216: 28) "own betrothéd knight," who is first me -<br />
tioned in the background of the dim light of the moon and the coldness<br />
of the surroundings, is another sign of Christabel's misery and isolation.<br />
From an atmosphere of hopelessness in "Christabel," we may say that the<br />
knight Christabel is waiting for is like the "tomorrow" in Macbeth, which<br />
will never come or like the persons in Waiting for Godot waiting en -<br />
lessly for Godot to come. This claim becomes more acceptable if we take<br />
into consideration the forces that triumph in Part II, and the fact that<br />
the “betrothéd knight” is not mentioned thereafter.<br />
Sixth, Geraldine’s ability to defeat Christabel mother’s soul and bid<br />
her to flee is another sign of the defeat of Christabel’s spiritual prote -<br />
tors, and thus accelerates her defeat (223: 211-13): “Off, woman, off! This<br />
hour is mine--/ Though thou her guardian spirit be, / Off, woman, off<br />
‘tis given to me.” This shows that there can be no reconciliation between<br />
Geraldine and Christabel mother’s soul because they represent two o -<br />
posite forces. This is clear from Geraldine’s second successful attempt<br />
to defeat the mother’s soul and bid her flee. Christabel is exposed to<br />
two powerful but opposite forces: the inspirational force represented by<br />
her mother’s soul and the forces of dryness represented by Geraldine.<br />
Thus, Christabel falls under the sway of a-life denying, diminishing force<br />
that drains her creative energies away, as represented by the rupture<br />
between her and her mother’s soul, in addition to Christabel’s giving<br />
the (222: 192) “cordial wine” to Geraldine.<br />
Seventh, Christabel’s echolalia of Geraldine’s unseen presence,<br />
of her snake-like hissing sound, and her inability to free herself from<br />
Geraldine’s clutches is understood symbolically when Geraldine takes<br />
Christabel in her arms (224: 263-64). It suggests that this is more an i -<br />
age of imprisonment, isolation and alienation than of love and frien -<br />
ship.<br />
20
S. T. Coleridge’s “Christabel” Is Complete<br />
and Ends with Christabel’s Defeat<br />
Mustasem Tawfeek Al-khadr<br />
Conclusion:<br />
From the above argument, readers of “Christabel” feel Christabel’s<br />
inability to defeat Geraldine. Thus, one can conclude from the poem’s<br />
images that Christabel is won for good by Life-in-Death. “Christabel”<br />
ends with Christabel’s ultimate defeat within the circle of the fearful<br />
isolation. She is unlike the Mariner who is freed when the Albatross is<br />
dropped from his neck. Geraldine remains as a coiling snake around<br />
Christabel’s neck, and silences her after becoming lord over Christabel’s<br />
every utterance. The “betrothéd knight” is away and his whereabouts are<br />
unknown. Christabel’s mother’s soul flees because Geraldine is stron -<br />
er. Leoline’s heart is overwhelmed by the soft feelings he has for Gera -<br />
dine and discards his daughter, which May (1997) considers as a logical<br />
end of the narrative in the poem. Bracy is already out of the castle and,<br />
like the betrothéd knight, will never return. All these make the castle a<br />
symbol of spiritual void. Thus, Christabel’s winter starts, and her end<br />
is sealed. Here we may apply Coleridge’s description of a slave’s situ -<br />
tion to describe Christabel’s complete defeat (Coburn 1951: 35): Like the<br />
slave, she seems to reach “a state out of which [she] cannot hope to rise.”<br />
What strengthens this idea is Coleridge saying (Yarlott 1967: 184) that<br />
if he had to write Part III of “Christabel,” it would have been “the song<br />
of her [Christabel’s] desolation.” “Christabel” echoes symbolically what<br />
Coleridge wrote about himself (Griggs 1956: 2, 714):<br />
The Poet is dead in me--my imaginative (or rather the Somewhat<br />
that had been imaginative) lies, like a Cold Snuff on the circular Rim of<br />
a Brass Candle-stick, without even a stink of Tallow to remind you that<br />
it was once cloathed and mitred with Flame.<br />
One can conclude that the poem must, as it is, end with Christabel’s<br />
defeat. Thus, the poem is well-rounded and tells a coherent story: It<br />
has a beginning, which is Christabel’s adventure to the wood. This is<br />
followed by events leading to a climax when Geraldine casts a spell on<br />
Christabel and she comes under it. Christabel’s eventual defeat and her<br />
complete spiritual isolation and barrenness effect a successful end to the<br />
plot of “Christabel.”<br />
21
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.15 - Febreuary 2009<br />
References:<br />
1. Bateson, F.W. (1966). English Poetry: A critical Study. London: Longman.<br />
2. Beer, John. (1977). Coleridge’s Poetic Intelligence. London: Macmillan.<br />
3. Charpentier, John. (1929). Coleridge: The Sublime Somnambulist.<br />
Trans. M.U. Mugent. London: Constable.<br />
4. Coburn, Kathleen, ed. (1951). Inquiring Spirit: A New Presentation of<br />
Coleridge from His Published and Unpublished Prose Writings.London:<br />
Routledge and Kegan Paul.<br />
5. Coleridge, Ernest Hartley, ed. ( 1912). Coleridge: Poetical Work. Reprinted<br />
in London: Oxford UP, 1967.<br />
6. Coleridge, S. T. (1936). Lectures on Shakespeare, Etc. Comp. J.M. Dent<br />
and Sons. Every Man’s Library 162. London: J.M. Dent and Sons. It<br />
includes three Books: Literary Remains, A Course of Lectures, and<br />
Lectures on Shakespeare and Milton.<br />
7. Project Gutenberg, ed. (2005). Specimens of the Table Talk of S.T. Coleridge,<br />
1833. Reprinted in Project Gutenberg E-Book, 2005.<br />
8.<br />
http://www.gutenberg.org/dirs/etext05/8tabc10.txt<br />
Frye, Northrop. Anatomy of Criticism: Four Essays. Princeton: Princeton<br />
UP. 1957. London: Penguin Books, 1990.<br />
9. Gillman, James. (1838). The Life of Samuel Taylor Coleridge. London.<br />
Reprinted in Project Gutenberg E-Book, 2005,<br />
http://www.gutenberg.org/dirs/etext05/8smtg10.txt<br />
10. Griggs, Earl Leslie, ed. (1956). Collected Letters of Samuel Taylor Coleridge.6<br />
Vols. London: Oxford UP.<br />
11. Harding, Anthony John. (1974). Coleridge and the Idea of Love: Aspects<br />
of Relationship in Coleridge’s thought and writing. London:<br />
Cambridge UP.<br />
12. Harper, George Mclean. (1970). “Gems of purest ray.” 131-47. Reprinted<br />
in Coleridge: Studies by Several Hands on the Hundredth Anniversary<br />
of His Death, 1934. Eds. Blunden, and Griggs. (1970). New York:<br />
22
S. T. Coleridge’s “Christabel” Is Complete<br />
and Ends with Christabel’s Defeat<br />
Mustasem Tawfeek Al-khadr<br />
Russel and Russel.<br />
13. Holmes, Richard. (1989). Coleridge: Early Visions. London: Penguin.<br />
14. Hough, Graham. (1963). “Wordsworth and Coleridge.” The Romantic<br />
Poets. London: Hutchinson U Library, 25-96.<br />
15. House, Humphry. ( 1953). Coleridge: The Clark Lectures 1951-52. London:<br />
Rupert Hart Davis.<br />
16. Knight, G. Wilson. (1968). The Starlit Dome: Studies in the Poetry of<br />
Vision.London: Methues.<br />
17. May, Claire B. (1997). ‘”Christabel” and Abjection: Coleridge’s Narrative<br />
in Process / on Trial’. Studies in English Literature, 1500-1900,<br />
37(4), 699+. Houston, Texas: Rice University<br />
18. Nethercot, Arthur H. (1962). The Road to Tryermaine: A study of the<br />
History, Background, and Purpose of Coleridge’s “Christabel”. New<br />
York: Russet and Russet.<br />
19. Schulz, Max F. (1964). The Poetic Voices o f Coleridge: A Study of His<br />
Desire for Spontaneity and Passion for Order. Detroit: Wayne State UP.<br />
20. Walsh, William. (1973). Coleridge: The Work and the Relevance. London:<br />
Chatto and Williams.<br />
21. Watson, George. (1970). Coleridge the Poet. London: Routledge and<br />
Kegan Paul.<br />
22. Yarlott, Geoffrey. (1967). Coleridge and the Abyssinian Maid. London:<br />
Methuen.<br />
23
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.15 - Febreuary 2009<br />
24