05.06.2014 Views

نسخة pdf - جامعة القدس المفتوحة

نسخة pdf - جامعة القدس المفتوحة

نسخة pdf - جامعة القدس المفتوحة

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

جامعة القدس المفتوحة<br />

مجلة<br />

لألبحاث والدراسات


توجه املراسالت واألحباث على العنوان اآلتي:‏<br />

رئيس هيئة حترير جملة جامعة القدس املفتوحة<br />

جامعة القدس املفتوحة<br />

‏ص.ب:‏ 51800<br />

هاتف:‏ 2409861<br />

فاكس:‏ 2403159<br />

بريد الكرتوين:‏ hsilwadi@qou.edu<br />

تصميم واخراج فني:‏<br />

مركز تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت<br />

قسم الوسائط المتعددة<br />

02-2964571.2.3.4


املشرف العام<br />

أ.د.‏ يونس عمرو<br />

رئيس اجلامعة


قواعد النشر والتوثيق<br />

تنشر اجمللة البحوث والدراسات األصلية املرتبطة بالتخصصات العلمية ألعضاء اهليئة التدريسية<br />

والباحثني يف جامعة القدس املفتوحة وغريها من اجلامعات احمللية والعربية والدولية،‏ مع اهتمام خاص<br />

بالبحوث املتعلقة بالتعليم املفتوح والتعليم عن بعد،‏ وتقبل أيضا األحباث املقدمة إىل مؤمترات علمية<br />

حمكمة واملراجعات والتقارير العلمية وترمجات البحوث.‏<br />

يرجى من األخوة الباحثني الراغبني يف نشر حبوثهم االقتداء بقواعد النشر والتوثيق االتية:‏<br />

‏.‏‎1‎قبل 1 األحباث باللغتني العربية واإلجنليزية.‏<br />

‏.‏‎2‎أن 2 ال يزيد حجم البحث عن 35 صفحة " 8000 " كلمة تقريبا مبا يف ذلك اهلوامش<br />

واملراجع.‏<br />

‏.‏‎3‎أن 3 يتسم البحث باألصالة وميثل إضافة جديدة إىل املعرفة يف ميدانه.‏<br />

‏.‏‎4‎يقدم 4 الباحث حبثه منسوخا على " قرص مرن Disk/ “ A أو CD مع ثالث نسخ مطبوعة<br />

منه،‏ غري مسرتجعة سواء نشر البحث أم مل ينشر.‏<br />

‏.‏‎5‎يرفق 5 مع البحث خالصة مركزة يف حدود “ 100 - 150 “ كلمة.ويكون هذا امللخص باللغة<br />

اإلجنليزية إذا كان البحث باللغة العربية ويكون باللغة العربية إذا كان البحث باللغة اإلجنليزية.‏<br />

‏.‏‎6‎ينشر 6 البحث بعد إجازته من حمكمني اثنني على األقل ختتارهم هيئة التحرير بسرية تامة من<br />

بني أساتذة خمتصني يف اجلامعات ومراكز البحوث داخل فلسطني وخارجها على أن ال تقل رتبة<br />

احملكم عن رتبة صاحب البحث.‏


جامعة القدس المفتوحة<br />

مجلة<br />

لألبحاث والدراسات<br />

‏.‏‎7‎أن 7 يتجنب الباحث أي إشارة قد تشري أو تدلل على شخصيته يف أي موقع من البحث.‏<br />

منه.‏<br />

‏.‏‎8‎يزود 8 الباحث الذي نشر حبثه خبمس نسخ من العدد الذي نشر فيه،‏ باإلضافة إىل ثالث مستالت<br />

‏.‏‎9‎تدون 9 اإلحاالت املرجعية يف هناية البحث وفق النمط اآلتي:‏ إذا كان املرجع أو املصدر كتابا<br />

فيثبت اسم املؤلف،عنوان الكتاب أو البحث،‏ اسم املرتجم أو احملقق ‏)مكان النشر،الناشر،‏<br />

الطبعة،‏ سنة النشر(‏ اجلزء أو اجمللد،‏ رقم الصفحة،‏ أما إذا كان املرجع جملة فيثبت املؤلف،‏<br />

عنوان البحث،‏ اسم اجمللة،‏ عدد اجمللة وتارخيها،‏ رقم الصفحة.‏<br />

‎1‎ترتب 010 املراجع واملصادر يف هناية البحث ‏»الفهرس«‏ حسب احلروف األجبدية لكنية / عائلة<br />

املؤلف ثم يليها اسم املؤلف،عنوان الكتاب أو البحث،‏ ‏)مكان النشر،الناشر،‏ الطبعة،‏ سنة<br />

النشر(‏ اجلزء أو اجمللد.‏<br />

1 111 بإمكان الباحث استخدام منط » APA» Style يف توثيق األحباث العلمية والتطبيقية،‏<br />

حيث يشار إىل املرجع يف املنت بعد فقرة االقتباس مباشرة وفق الرتتيب التايل:‏ ‏»اسم عائلة<br />

املؤلف،سنة النشر،رقم الصفحة«.‏


المحتويات<br />

األحباث<br />

دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند الالجئني<br />

الفلسطينيني:‏ دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي في مخيم بالطة<br />

د.‏ عماد إشتية ........................................................................9<br />

مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب الضفة الغربية من<br />

وجهة نظر القائمني عليها<br />

د.‏ محمد عبد اإلله الطيطي،د.‏ معني عبد الرحمن جبر...........................‏‎55‎<br />

العوامل املؤثرة في العمر املثالي للزواج وعدد األطفال املرغوب في إجنابهم<br />

من وجهة نظر طالبات جامعة النجاح الوطنية<br />

د.‏ حسني أحمد.......................................................................‏‎95‎<br />

العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />

التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />

د.‏ عبد الكرمي القاسم..............................................................‏‎129‎


جامعة القدس المفتوحة<br />

مجلة<br />

لألبحاث والدراسات<br />

دور املستشرقني الفرنسيني في نقل الثقافة العربية إلى الغرب<br />

د.‏ عبد الرؤوف خريوش..............................................................‏‎181‎<br />

اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />

د.‏ مشهور عبد الرحمن احلبازي....................................................‏‎215‎<br />

زرياب وأثره في احلياة االجتماعية والفنية في األندلس<br />

د.‏ هاني أبو الرب...............................................................‏‎263‎<br />

الالجئون الفلسطينيون وحق العودة في السياسات األمريكية:‏<br />

من مبادرات احلرب الباردة إلى مقترحات كلينتون<br />

د.أمين طالل يوسف.................................................................‏‎295‎<br />

التراجع الرسمي في قرارات األمم املتحدة جتاه القضية<br />

الفلسطينية منذ نشأتها حتى حرب أكتوبر 1973<br />

د.‏ نعمان عاطف عمرو....................................................................‏‎327‎<br />

مقاومة املوظفني للتغيير التنظيمي في الوزارات الفلسطينية في قطاع غزة<br />

د.خليل حجاج.............................................................................‏‎361‎


األبحاث


دور مؤسسات التنشئة االجتماعية يف<br />

تعزيز ثقافة حق العودة عند الالجئني<br />

الفلسطينيني:‏ دراسة تطبيقية على مركز يافا<br />

الثقايف مبخيم بالطة<br />

د.‏ عماد اشتية*‏


دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />

الالجئني الفلسطينيني:‏ دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />

د.‏ عماد إشتية<br />

ملخص:‏<br />

تتناول هذه الدراسة اإحدى القضايا املهمة يف حياة الالجئني الفلسطينيني،‏ وهي»دور<br />

موؤسسات التنشئة االجتماعية يف تعزيز ثقافة حق العودة«،‏ وذلك بالرتكيز على مركز يافا<br />

الثقايف اأمنوذجاً،‏ من خالل حتليل اأهداف املركز وحمتوى اأنشطته ومضامينها وبراجمه<br />

التي يقدمها كوسائل لتحقيق هذه االأهداف.‏<br />

وهي تهدف اإىل معرفة هذا الدور من خالل جملة االأنشطة والربامج والفعاليات<br />

التي قدمها املركز منذ تاأسيسه حتى االآن،‏ وما اإذا كان لها تاأثري على ‏شخصية االأفراد<br />

املشاركني،‏ وتعميق ما لديهم من اأمناط االهتمام على مستوى الشعور والتفكري والسلوك<br />

باالرتباط ببلدهم االأصلي.‏ وبخاصة اإن االإرسائيليني قد بنوا توجهاتهم ملستقبل الالجئني<br />

على مقولة ‏»اإن الكبار ‏سيموتون واالأبناء ‏سينسون«‏ ‏،وبالتايل يتحقق الفصل بني الالجئ<br />

وبلده االأصلي.‏<br />

وعلى الرغم من تعدد االأنشطة والربامج املقدمة،‏ فقد تناولت بعض هذه الفعاليات<br />

التي ‏شكلت اأساسا الأنشطة املركز،‏ وهي:‏ الرحالت اجلماعية،‏ برنامج اإعرف وطنك،‏ معارض<br />

الصور والرتاث،‏ االتصال عرب االإنرتنت بني اأطفال الجئني يف الوطن والشتات،‏ العروض<br />

املرسحية والفنون الشعبية ‏)فرقة عائدون(،‏ الندوات واملحارضات وورش العمل،‏ املسريات<br />

واملهرجانات اجلماهريية.‏<br />

كما دُرس تاأثري هذه االأنشطة والربامج باستخدام استبانة ‏ضمت ثالثة حماور:‏ االأول؛<br />

يشتمل على معلومات اأولية عن املبحوثني،‏ والثاين؛ يقيس درجة املشاركة يف االأنشطة<br />

التي ينظمها املركز،‏ والثالث؛ يقيس مدى تاأثري االأنشطة والفعاليات التي يقدمها املركز يف<br />

تكريس ثقافة حق العودة على مستوى:‏ الشعور والتفكري والسلوك.‏ وقد جُ‏ معت بوساطة هذه<br />

االستمارة بيانات عن عينة الدراسة ملعرفة تاأثري هذه الربامج عليهم من خالل مستويني<br />

رئيسني:‏ مستوى درجة املشاركة والتفاعل مع هذه اخلدمات.‏ ومستوى نوع النشاط الذي<br />

مت التفاعل معه بشكل اأكرب.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

•<br />

•<br />

•<br />

وقد جاءت النتائج يف ملخصها على النحو االآتي:‏<br />

‏•هناك تاأثري كبري جدا الأنشطة مركز يافا الثقايف وفعالياته يف تكريس ثقافة حق<br />

العودة لدى الالجئني الفلسطينيني يف خميم بالطة على مستويات الشعور،‏ والتفكري،‏<br />

والسلوك كافة،‏ حيث بلغت النسبة املئوية الكلية ملتوسط استجابات املفحوصني<br />

على جميع الفقرات جلميع املجاالت )%93.67(. وجاء ترتيب املجاالت تبعا لدرجة<br />

التاأثري على النحو االآتي:‏ املرتبة االأوىل:‏ جمال الشعور،‏ املرتبة الثانية:‏ جمال<br />

التفكري،‏ املرتبة الثالثة:‏ جمال السلوك.‏<br />

كلما زاد مستوى املشاركة يف االأنشطة والفعاليات التي ينظمها املركز،‏ كلّما زادت<br />

درجة متسك االأفراد بحق العودة،‏ وعمَّقت لديهم اأمناطاً‏ من االهتمام على مستوى<br />

الشعور والسلوك باالرتباط ببلدهم االأصلي.‏<br />

اإن االأنشطة كافة التي ينظمها املركز لها تاأثري كبري يف تعزيز ثقافة حق الالجئني<br />

يف العودة اإىل ديارهم بغض النظر عن نوع النشاط.‏<br />

دلت النتائج على وجود فروق دالة اإحصائيا يف درجة تعزيز ثقافة حق العودة لدى<br />

املنتسبني واملشاركني يف اأنشطة مركز يافا الثقايف تعزى ملتغري اجلنس.‏ وجاءت<br />

هذه الفروق على مستوى التفكري والسلوك،‏ وعلى الدرجة الكلية لصالح الذكور،‏ اأما<br />

على جمال مستوى الشعور فلم يكن هناك فروق تعزى ملتغري اجلنس.‏


دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />

الالجئني الفلسطينيني:‏ دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />

د.‏ عماد إشتية<br />

Abstract:<br />

This study focuses on one of the essential questions in the life of the<br />

Palestinian refugees, it is the role of social institutions in enhancing the<br />

culture of the Right of Return. In this matter, the Jaffa Cultural Centre<br />

is an eloquent example. We will analyze its objectives, activities, and the<br />

programs it offers for the achievement of such objectives.<br />

The study’s aim was to obtain knowledge on the role of the Jaffa Cultural<br />

Centre through its activities and actions offered since its establishment, in<br />

order to know the impact they had on the participating individuals. Thus, this<br />

analysis enabled us to get an insight into the participants feelings, thoughts,<br />

and behavior with relevance to their attachment to their homeland. On the<br />

issue of the fate of the refugees, the Israelis have nourished their future on<br />

the consideration that “the Old will die and the Young will forget”, causing<br />

the breach between the refugee and his homeland.<br />

Among the numerous activities that the Centre proposes we have<br />

selected a few which constitute the backbone of its programs: the group<br />

tours, like the “Know your Land” program, the exhibitions of photos and<br />

cultural heritage, the internet communication between children refugees<br />

and those in the Diaspora, theatre plays, popular arts, such as the ‘A’edoun<br />

group’, the talks, the seminars and the workshops, the festivals and public<br />

manifestations.<br />

The Questionnaires used were built around three themes: 1) basic<br />

data about the participants; 2) their degree of participation in the Centre’s<br />

activities; 3) the effects of these activities and actions on enhancing the<br />

culture of the Right of Return as expressed in their feelings, thoughts and<br />

behavior. The questionnaire aimed at obtaining data about the degree of<br />

their participation in the activities, their interaction with them and the type<br />

of activity which appealed most to the participants.


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

The results from this survey were the following:<br />

The activities of the JCC have a great effect on the culture of the Right<br />

of return of the Palestinian refugees in the Balata camp at the levels of<br />

their feelings, thoughts and behavior. Data obtained revealed a strong<br />

involvement on the part of the participants at all levels and in all activities<br />

(93.67%). Feelings held the first place in this rating, then the thoughts and<br />

then behavior.<br />

The greater their involvement in the activities the stronger was their<br />

attachment to the Right of Return accentuating their feelings and their<br />

behavior concerning their homeland<br />

The activities in general, of whatever kind, have a deep effect on<br />

strengthening the attachment to the Right ofReturn<br />

Discrepancies were found at the level of the thoughts and behavior<br />

between the two genders. The male participants reached higher scores in<br />

thoughts and behavior, however, at the level of feelings the scores revealed<br />

no significant differences.


دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />

الالجئني الفلسطينيني:‏ دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />

د.‏ عماد إشتية<br />

مقدمة:‏<br />

على اأثر حرب فلسطني عام ‎1948‎م ترشد ما يزيد عن 700 األف فلسطيني،‏ اأي ما<br />

يعادل نصف العدد االإجمايل للسكان الفلسطينيني حينذاك الذي بلغ 1,38 مليون نسمة،‏<br />

واأصبحوا الجئني ‏)شلومو غازيت،‏‎1995‎‏(،‏ وقد توزع غالبية هوؤالء الالجئني يف لبنان<br />

وسوريا واالأردن والضفة الغربية وقطاع غزه،‏ وكان نصيب الضفة الغربية وقطاع غزة<br />

منها ما يقارب نصف مليون الجئ ‏)وزارة االإعالم الفلسطينية،‏ 1995(.<br />

والالجئون هم السكان العرب الذين فقدوا منازلهم ووطنهم نتيجة حلرب العام 1948<br />

‏)يوسف الفرا واآخرون،‏ 1999(. حيث قامت القوات اليهودية بطردهم باالإكراه،‏ اأو هم<br />

من تركوا بيوتهم وديارهم خوفا من القتل،‏ وتعرضوا للمجازر على يد القوات اليهودية<br />

الإجبارهم على الهرب،‏ ويصل العدد االإجمايل لالجئني حسب املصادر الفلسطينية اإىل<br />

حوايل 6 ماليني الجئ االآن،‏ ويرص الفلسطينيون على حق جميع الالجئني يف العودة اإىل<br />

منازلهم وممتلكاتهم وتقدمي التعويض لهم كما جاء يف قرار اجلمعية العامة لالأمم املتحدة<br />

رقم 194.<br />

يرى الالجئون اأن مشكلتهم تشكل جوهر الرصاع العربي االإرسائيلي،‏ وقد يبدو من<br />

الطبيعي اأن يقوّم الضحايا الذين ترضروا بصورة مبارشة قضية الالجئني بوصفها االأكرث<br />

اأهمية واإحلاحا ‏)كرمة النابلسي،‏‎2006‎‏(،‏ ويرى الفلسطينيون يف مسالة الالجئني اأنها - يف<br />

االأساس-‏ قضية ‏سياسية وقومية وليست اإنسانية فقط،‏ ولهذا فال بد الأي حل لها اأن يتعامل<br />

مع قضية ترشدهم وفقدانهم للوطن،‏ واأن يكون هذا احلل عادال ونزيها ومرتكزا اإىل قرارات<br />

االأمم املتحدة.‏ وتتحقق العدالة بتطبيق قرار اجلمعية العامة رقم 194، وهو القرار الذي<br />

يعرتف بحق الالجئني الفلسطينيني يف العودة اإىل منازلهم.‏<br />

وقد اأدرك االأبناء اأن نزوح اآبائهم واأجدادهم جاء بشكل رئيس نتيجة لعدوان يهودي<br />

‏صهيوين على القرى واملدن وجتمعات السكان العرب يف فلسطني،‏ واأن االأساليب املستعملة<br />

كثريا ما اتسمت باالإرهاب والفظاعة وارتكاب املجازر ونرش الذعر واخلوف واأساليب احلرب<br />

النفسية بقصد دفع السكان العرب اإىل الفرار ‏)رشيف كناعنه،‏ 2000(.<br />

وبالرغم من جتربة اللجوء هذه،‏ وما حتمله من خربات قاسية على نفوس الالجئني<br />

الذين اقتلعوا من اأرضهم،‏ فاإنها مل تثبط من عزائمهم،‏ ومل متنعهم من مواصلة دورهم الوطني


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

واالإنساين،‏ فما زالوا يتمسكون بهويتهم وانتمائهم لالأرض ‏)املتوكل طه،‏ 1997(، واستمروا<br />

يف احلياة،‏ ووظفوا هذه املاأساة الوطنية الإعادة تشكيل الشخصية الوطنية وبنائها.‏ لذا ما<br />

اإن استقرت بهم االأوضاع نسبيا يف خميمات اللجوء حتى بداأوا يفكرون،‏ وبشكل جدي،‏ كيف<br />

يعيدون بناء موؤسساتهم املختلفة لتقوم بدورها يف تنشئة اأبنائهم وتعليمهم.‏ فلم يُرتك<br />

الشباب لوحدهم داخل املخيم،‏ ومل ترتك اأرسهم باعتبارها موؤسسات تنشئة اجتماعية<br />

ترسم مالمح ‏شخصيتهم لوحدها،‏ بل مارست املوؤسسة التنظيمية واحلزبية وغريها من<br />

املوؤسسات كاللجان الشعبية واملراكز الثقافية دورا بارزا يف تشكيل ‏شخصية الشباب.‏ ففي<br />

الوقت التي اأرادها االحتالل ‏شخصية حمطمة ‏ضعيفة يائسة،‏ عملت هذه املوؤسسات على<br />

تشكيل هذه الشخصية اأو اإعادة منتسبيها على اأسس وطنية،‏ وبخاصة اأن العودة اإىل الديار<br />

قد ‏شكلت لدى الالجئني الفلسطينيني هاجسا كبريا انغرس يف اأعماقهم وترجموه ‏سلوكا<br />

وممارسة،‏ واأصبح معيارا يحدد مدى عمق االرتباط باالأرض والوطن،‏ وموؤرشا على تقبل<br />

املجتمع لكل من يتمثل هذه القيم واملفاهيم،‏ فقد كرست كثري من املوؤسسات العاملة يف<br />

املخيمات,‏ وبخاصة املوؤسسات االأهلية ذات البعد الوطني،‏ جل اهتمامها,‏ واأعطت حيزا<br />

كبريا لرباجمها واأنشطتها للرتكيز على غرس قيم العودة ومفاهيمها يف اأذهان الالجئني<br />

وعقولهم ‏»ومل تستطع كل مشاريع التوطني واإغراءاتها اأن تغري من التشبث الفلسطيني<br />

بالعودة وحق العودة«)صخر حبش،‏ 1997(. مستفيدة من تقومي املجتمع االإيجابي لكل<br />

االأفعال الوطنية وامللتزمة،‏ التي تُشعر من ميارسونها بالفخر واالعتزاز،‏ وتدفعهم لبذل<br />

املزيد من االأفعال السلوكية املتسمة بالتمسك بحقهم بالعودة،‏ فلم يكن غريبا اأن تكون<br />

اأعلى نسبة من الشهداء واجلرحى واالأرسى املخيمات مقارنة بعدد ‏سكانها،‏ حيث ‏شكل ذلك<br />

موؤرشا واضحا على دور هذه املوؤسسات يف تنشئة منتسبيها تنشئة وطنية.‏<br />

ومن هذه املوؤسسات مركز يافا الثقايف الذي تاأسس ‏سنة ‎1996‎م على اأيدي جمموعة<br />

متميزة من املنساأ نفسه بهدف تنمية الوعي الذاتي بواقع الالجئني وحقوقهم وتطويره،‏ وكذلك<br />

اإرساء مفاهيم املجتمع املدين على اأساس احرتام حرية الراأي والفكر والتعبري،‏ واأيضا تنمية<br />

الطفل الفلسطيني فكريا وثقافيا واجتماعيا وتوعيته بحقوقه،‏ وتاأكيد متسكه بحق الالجئني<br />

الثابت بالعودة،‏ للوصول اإىل جيل قادر على املساهمة يف رسم مالمح الكيان الفلسطيني<br />

املستقبلي،‏ والنهوض باملجتمع املحلي وموؤسساته نحو جمتمع فلسطيني ميتلك مقومات<br />

البقاء والنهوض والتحرر واالستقالل واستعادة حقوقه املرشوعة.‏ كما يهدف املركز فيما<br />

يهدف اإىل تعزيز االرتباط باالأرض والرتاث الوطني الفلسطيني وتطويره،‏ وزيادة الوعي<br />

باحلقوق الوطنية الفلسطينية،‏ والعمل على اإبرازها ‏)نرشة تعريفية مبركز يافا الثقايف(.‏


دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />

الالجئني الفلسطينيني:‏ دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />

د.‏ عماد إشتية<br />

مشكلة الدراسة:‏<br />

تتحدد مشكلة الدراسة يف معرفة الدور الذي ميارسه مركز يافا الثقايف يف حياة<br />

الالجئني الفلسطينيني يف خميم بالطة لتعزيز قيم حق العودة ومفاهيمها،‏ واالرتباط<br />

بالقرى واملدن االأصلية التي هاجروا منها من خالل جملة االأنشطة والربامج والفعاليات<br />

التي قدمها املركز منذ تاأسيسه حتى االآن،‏ وما اإذا كانت هذه االأنشطة والربامج قد عمقت<br />

لدى االأجيال التي ولدت يف املخيم،‏ وبخاصة الشباب منهم،‏ روح االنتماء،‏ وخلقت لديهم<br />

اأمناطاً‏ من االهتمام على مستوى السلوك والتفكري والشعور باالرتباط ببلدانهم االأصلية.‏<br />

وذلك من خالل حتليل مضامني هذه االأنشطة والربامج والفعاليات ومعرفة تاأثريها على<br />

‏شخصية االأفراد املنتسبني لهذا املركز،‏ اأو هوؤالء الذين ‏شاركوا وتفاعلوا معها اأو استفادوا<br />

منها،‏ وبخاصة اأن االإرسائيليني قد بنوا توجهاتهم حيال مستقبل الالجئني على مقولة ‏»اإن<br />

الكبار ‏سيموتون واالأبناء ‏سينسون«،‏ وبالتايل يتحقق الفصل بني الالجئ وبلده االأصلي.‏<br />

أهمية الدراسة:‏<br />

تاأتي اأهمية هذه الدراسة من كونها تبحث يف واحد من املوضوعات املهمة يف حياة<br />

الشعب الفلسطيني ومستقبله،‏ وهو حقهم يف عودتهم اإىل الديار والبيوت واملمتلكات التي<br />

هجروا منها عام 1948، الأن قضية الالجئني تتعرض يف هذه املرحلة اإىل خطر كبري بفعل<br />

الضغوط الدولية التي تستهدف النيل من حقهم يف العودة.‏<br />

اإضافة اإىل اأنها تبحث يف واحدة من اأهم العمليات االجتماعية،‏ وهي عملية التنشئة<br />

االجتماعية،‏ ودورها يف تكريس اأمناط من الشعور والتفكري والسلوك يف حياة الالجئني<br />

الفلسطينيني لتعميق ثقافة حق العودة وتعزيزها لدى اأبناء الالجئني،‏ وبخاصة دور<br />

املوؤسسات الوسيطة التي تقع بني املوؤسسات االأولية ‏)غري الرسمية(،‏ وبني املوؤسسات<br />

الثانوية ‏)الرسمية(‏ التي ينظر اإليها اأحيانا على اأنها تشكل موؤسسات مرجعية يف حياة<br />

الالجئني.‏<br />

اإن اأهمية قضية الالجئني واأهمية عملية التنشئة االجتماعية على اختالف املوؤسسات<br />

التي تقوم بها هي التي اأعطت هذه الدراسة اأهمية استثنائية.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

أهداف الدراسة:‏<br />

تسعى هذه الدراسة اإىل حتقيق الهدفني االآتيني:‏<br />

1 مضمون اأهداف مركز يافا الثقايف،‏ واالأنشطة والربامج التي ينظمها،‏ والتي<br />

يسعى بوساطتها اإىل تعزيز مفاهيم واأمناط ‏سلوك مرتبطة بحق عودة الالجئني<br />

اإىل ديارهم.‏<br />

‎2‎معرفة . 2 مدى تاأثري هذه الربامج من حيث:‏ درجة املشاركة،‏ ونوعية النشاط التي<br />

متت املشاركة فيه على توجهات الالجئني نحو قضايا تتعلق بحقهم يف عودتهم<br />

اإىل ديارهم ومنازلهم التي هُ‏ جّ‏ روا منها.‏<br />

. ‎1‎حتليل<br />

اإلطار النظري:‏<br />

االإنسان كائن اجتماعي يعيش يف جمتمع وينتمي اإىل جماعة واحدة على االأقل،‏<br />

وهو-‏ فقط من دون باقي الكائنات - يتمتع بامتالك الثقافة،‏ ولوالها لكان االإنسان<br />

جمرد حيوان من احليوانات،‏ فالثقافة هي ‏رشط الوجود االإنساين الرئيس،‏ وهي تالزم<br />

هذا الوجود وتعطيه جوهره املتميز،‏ وهي توجد يف عقول االأفراد ونفوسهم وسلوكهم،‏<br />

فهم يعيشون ‏ضمنها ويتواصلون عن طريق رموزها ومناذجها وياأخذونها ‏)يكتسبونها(‏<br />

من خالل التجارب احلياتية،‏ وعن طريق التنشئة االجتماعية من امليالد اإىل املوت،‏ ومن<br />

خالل جمموعة من املوؤسسات التي تقوم بهذا الدور،‏ ‏سواء اأكانت موؤسسات اأولية:‏ كاالأرسة<br />

وجماعة اللعب والرفاق،‏ اأم ثانوية:‏ كاملدرسة واجلامعة والعمل،‏ اأم موؤسسات مرجعية:‏<br />

كالنادي،‏ اأو املسجد،‏ اأو احلزب السياسي وغريها.‏<br />

وهي ثابتة نسبيا وال تتغري بسهولة بعد اأن يتعلمها اأفراد املجتمع،‏ واإن االأفراد يف<br />

املجتمع واحلاملني لثقافة واحدة يختلفون يف ردود اأفعالهم اإزاء املواقف بحسب نوع<br />

الثقافة التي ينتمون اإليها،‏ وحسب املوقع االجتماعي الذي يشغلونه يف البناء االجتماعي،‏<br />

وبحسب حالتهم االنفعالية ‏)عاطف وصفي،‏ 1981(.<br />

فالثقافة هي اأسلوب احلياة اإجماالً،‏ اأي هي النظام االجتماعي،‏ وما له من معتقدات<br />

وعادات توجه السلوك والتفاعل بني االأفراد واجلماعات وتضبطه وتنمط هذا السلوك بحيث<br />

يصبح منطاً‏ اأو اأسلوب حياة.‏<br />

اأما التنشئة االجتماعية فهناك تعريفات متعددة لها حيث يعرفها ‏)النكتون(‏ باأنها<br />

حماولة االأفراد على تكييف ترصفاتهم الشخصية طبقا ملا يناسب اجلماعات واملجتمعات<br />

التي يكونون جزءاً‏ منها ,Langton( 1969(. اأما ‏)هريي جونسون(‏ فيعدها عملية تعلم


دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />

الالجئني الفلسطينيني:‏ دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />

د.‏ عماد إشتية<br />

اجتماعي تساعد املتعلم على اأداء اأدواره يف املجتمع والتفاعل مع االآخرين بطريقة يقرها<br />

املجتمع ويعرتف بها ويريد بلورتها وترسيخها .)1961,Johnson(<br />

ويعرف ‏)دوسن(‏ التنشئة االجتماعية بالعملية التي يتعلم الفرد عن طريقها كيفية<br />

التكيف مع اجلماعة التي ينتمي اإليها،‏ واكتسابه للسلوك االجتماعي الذي ترغب فيه تلك<br />

اجلماعة ,Dawwson( 1969(. اأما ‏)بارسونز وبلري(‏ فيعتقدان باأن التنشئة االجتماعية<br />

ليست جمرد مواقف،‏ واإمنا هي عمليات معقدة تعتمد باالأساس على التفاعل Parsons(<br />

.)1956 ,and Bales<br />

وهي عملية التشكل والتغري واالكتساب التي يتعرض لها الطفل يف تفاعله مع<br />

االأفراد واجلماعات وصوال به اإىل مكانة بني الناضجني يف املجتمع بقيمهم واجتاهاتهم<br />

ومعايريهم وعاداتهم وتقاليدهم،‏ وهي عملية التفاعل االجتماعي التي يكتسب فيها الفرد<br />

‏شخصيته االجتماعية التي تعكس ثقافة املجتمع ‏)عاطف ابو جادو،‏ 2006(.<br />

وهي تتضمن عملية اكتساب الفرد لثقافة جمتمعه ولغته،‏ واملعاين والرموز والقيم<br />

التي حتكم ‏سلوكه،‏ وتوقعات االآخرين وسلوكهم،‏ والتنبوؤ باستجاباتهم واإيجابية التفاعل<br />

معهم)دبابنه وحمفوظ،‏‎1984‎‏(.‏<br />

ويعرف بارسونز التنشئة االجتماعية باأنها عملية تعليم تعتمد على التلقني واملحاكاة<br />

والتوحد مع االأمناط العقلية والعاطفية واالأخالقية عند الطفل الراشد،‏ وهي عملية تهدف اىل<br />

اإدماج عنارص الثقافة يف نسق الشخصية،‏ وهي عملية مستمرة وال نهاية لها ‏)فرح،‏‎1980‎‏(،‏<br />

وهي باختصار حتول الكائن البيولوجي اإىل ‏شخص اجتماعي عرب جماعات متنوعة يف<br />

نوعها لكنها مرتابطة يف وظائفها ‏)العمر،‏ 2004(.<br />

فالتنشئة االجتماعية اإذاً‏ هي تلك التي يُدمج الفرد بوساطتها يف املجتمع,‏ وتدمج<br />

ثقافة املجتمع يف الفرد،‏ وهي عملية تعلم يستطيع الفرد من خاللها اأن يتكيف مع معايري<br />

اجلماعة وتصوراتهم وعاداتهم وقيمهم التي يعيشون فيها،‏ وتتم التنشئة من خالل تفاعل<br />

الفرد مع البيئة املحيطة تفاعالً‏ مبارشاً‏ ليكتسب هويته الشخصية،‏ ويسهم يف جتديد ثقافة<br />

جمتمعه،‏ وتصبح الشخصية قادرة على االإبداع والتاأثري يف املجتمع ‏)اإحسان احلسن،‏<br />

.)1992<br />

فهي،‏ بهذا املفهوم،‏ عملية تعلم واكتساب اجتماعي يتعلم فيها الفرد عن طريق التفاعل<br />

من خالل اأدواره االجتماعية,‏ ويحقق بعده االجتماعي,‏ وهي دائمة ومستمرة ودينامية،‏<br />

وتشتمل على جدل التفاعل بني الفرد واملجتمع,‏ وتتم من خالل موؤسسات عدة تبعا لنوع<br />

املجتمع الذي نعيش فيه ‏سواء اأكان جمتمعا تقليديا اأم كان جمتمعاً‏ حديثا،‏ وهذه العملية<br />

ميكن حتديدها يف مستويات ثالثة هي:‏ املوؤسسات االأولية،‏ كاالأرسة وجماعات الرفاق


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

واللعب واجلرية.‏ واملوؤسسات الثانوية اأو الرسمية،‏ كاملوؤسسات التعليمية وموؤسسات وسائل<br />

االإعالم وموؤسسات العمل وغريها.‏ اأو املوؤسسات املرجعية ومتثلها بعض اجلماعات االأولية<br />

كالقبيلة،‏ اأو جماعات ثانوية كاالأحزاب السياسية واملراكز الثقافية مبا حتمله من معان<br />

وقيم ياأخذ بها الفرد املشارك يف عضويتها.‏<br />

يالحظ من التعريفات السابقة اأن التنشئة االجتماعية عملية مهمة للفرد واملجتمع،‏<br />

حيث تتولد منها ‏سمات الشخصية االجتماعية،‏ اإذ اإن الفرد،‏ بدون اأهداف عليا وبدون وسائل<br />

التعليم والتدريب التي تساعد يف اكتساب اخلربات والتجارب واملعلومات التي تتطلبها<br />

حياته اخلاصة والعامة،‏ ال ميكنه تطوير نفسه وتنمية قدراته وقابلياته التي يحتاجها<br />

املجتمع،‏ ويكتسب الفرد تربيته وتنشئته من االفراد املحيطني به فيتعلم منهم االأدوار<br />

االجتماعية والعادات والتقاليد والقيم واالأخالق التي تعد من ‏رضورات احلياة االإنسانية.‏<br />

وعلى الرغم من دور االأرسة املهم واالأويل يف تنشئة الفرد،‏ فاإن املوؤسسات الثانوية<br />

واملرجعية تسهم اإسهاما كبريا يف بناء الشخصية،‏ وتستطيع اأن تعدّل وتقوّم كثرياً‏ من<br />

العادات واالأمناط السلوكية التي اكتسبوها من اأرسهم،‏ واإكسابها عادات ‏سليمة واجتاهات<br />

اإيجابية،‏ كما تستطيع اأن توؤثر يف جممل حياة الفرد اإذا قامت بوظيفتها على الوجه االأمثل،‏<br />

فهي جمتمع ‏صغري تتجلى فيه القيم واالجتاهات التي يحرص املجتمع على غرسها يف<br />

اأبنائه،‏ واملعارف واملهارات التي البد اأن يتزود بها االأبناء للتفاعل االإيجابي البنّاء مع<br />

بيئتهم،‏ ومع العرص الذي يعيشون فيه مواكبة وفهماً‏ ومتثالً.‏<br />

فالهدف-‏ اإذاً-‏ من عملية التنشئة االجتماعية التي تقوم بها موؤسسات التنشئة<br />

االجتماعية املختلفة،‏ هو حتويل الفرد من كائن بيولوجي فقط اإىل كائن اجتماعي قادر<br />

على التفاعل السوي مع االآخرين،‏ والقيام باالأدوار املتوقعة منه،‏ و االندماج يف خمتلف<br />

جوانب احلياة ‏ضمانا الستقراره واستمراره وحفظا لقيمه وتقاليده،‏ وذلك بتحويل االأفراد<br />

داخل املجتمع اإىل اأعضاء ملتزمني بقيمه ومعايريه واأمناط احلياة السائدة فيه بحيث<br />

يكتسب طبيعته االإنسانية.‏ ولذلك فقد ‏شكلت التنشئة االجتماعية اإحدى العمليات التي ميكن<br />

– مبوجبها - اأن يغريّ‏ الفرد من اأساليب حياته لتتوافق مع اأساليب احلياة االجتماعية<br />

اجلديدة،‏ وبذلك فهي تقوم بثالثة اأدوار رئيسة هي:‏ نقل الثقافة عرب االأجيال،‏ واإيجاد<br />

الثقافة،‏ وتغيري الثقافة مبا ميكن اإدخاله من قيم جديدة لعقول االأفراد.‏<br />

لقد اعتمدنا على النظرية التفاعلية الرمزية اإطاراً‏ موجهاً‏ لهذه الدراسة،‏ حيث تعد<br />

النظرية التفاعلية الرمزية من اأكرث املدارس االجتماعية اهتماما بالتفاعل االجتماعي يف<br />

عملية التنشئة االجتماعية،‏ فهي بنظرها عملية تفاعلية مستمرة بني الفرد واالآخرين،‏ اإذ<br />

يتعلم الفرد من خاللها كيف يستجيب لسلوكيات االآخرين.‏ وكيف يعدل من هذه السلوكيات


دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />

الالجئني الفلسطينيني:‏ دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />

د.‏ عماد إشتية<br />

بناء على ردود اأفعالهم جتاهه وتفاعلهم معه،‏ وتتم عملية االستجابة هذه تتم من خالل<br />

تفسري دالالت املعاين واالأفعال والسلوكيات والرموز الصادرة من االآخرين وتاأويلها.‏<br />

‏)اإحسان حممد احلسن،‏ 2005(.<br />

ويرى ‏»تشارلز كويل«اأن الذات يف جوهرها هي ذات اجتماعية وهي نتاج اجتماعي،‏<br />

اأي اأنها ال تنمو وال تتطور اإال من خالل عملية التنشئة والتفاعل االجتماعي مع االآخرين<br />

املحيطني به يف املجتمع،‏ حيث يعتقد كويل اأن الفرد ينمو ويتطور اإىل ذات اجتماعية عرب<br />

عمليات تفاعلية متنوعة تسمح للفرد باأن يغري ويعدل من ‏سلوكه بناء على ردود اأفعال<br />

االآخرين اأو تقوميهم له،‏ ويسمي كويل هذه العملية املراآة العاكسة للذات،‏ اأي اأن ‏شعور الفرد<br />

بذاته واإدراكه لها ووعيه بها ليس ‏سوى انعكاس لردود اأفعال االآخرين نحوه ونحو ‏سلوكه<br />

.)1984 ,Cooley(<br />

اإن عملية تكوين الذات،‏ التي هي اأصال عملية دائمة ومتواصلة،‏ متر بثالث مراحل هي<br />

:)1984,Mead(<br />

•<br />

•<br />

•<br />

مرحلة تخيل الفرد لذاته كما تبدو اأمام االآخرين،‏ اأي كيف يرونه عندما يتفاعل معهم؟.‏<br />

مرحلة تخيل الفرد حلكم االآخرين اأو تقوميهم له.‏<br />

اإحساس الفرد مبشاعر معينة نتيجة حكم االآخرين وتقوميهم له،‏ والتي يطور الفرد<br />

بوساطتها مشاعر معينة نحو نفسه كالفخر اأو الكربياء اأو الذكاء اأو النزاهة اأو الصدق.‏<br />

وهكذا فاإننا باعتبارنا اأفراداً‏ داخل املجتمع،‏ وبحسب التفاعلية الرمزية نرى اأنفسنا<br />

ونقومها من وجهة نظر االآخرين عنَّا وتقييمهم الأفعالنا،‏ فما ذاتنا ‏سوى انعكاس لوجهات<br />

نظر االآخرين،‏ فمثال اإذا عامل الناس ‏شخصا ما على اأنه مناضل،‏ وشعر اأنهم يترصفون معه<br />

على هذا االأساس،‏ فاإن هذا الشخص ‏سيطور مفهوما عن ذاته باأنه مناضل حقا،‏ وسيبذل<br />

قصارى جهده،‏ ليقوم باأمناط ‏سلوكية توؤكد هذه القيمة،‏ وسيشعر عندها بالفخر واالعتزاز<br />

لهذا التقومي،‏ مما يدفعه لبذل املزيد من االأفعال السلوكية املتسمة بالنضال.‏<br />

والأن مركز يافا الثقايف اأعطى تقومياً‏ اإيجابيا كبريا ملنتسبيه،‏ ولكل االأشخاص الذين<br />

متثلوا القيم النضالية والوطنية التي ظهرت من خالل ‏سلوكهم الوطني،‏ ومتثلت يف التاأكيد<br />

على احلقوق الوطنية الفلسطينية،‏ وبخاصة حق الالجئني يف العودة اإىل وطنهم ومنازلهم<br />

التي ‏رشدوا منها،‏ فظهر هوؤالء االأشخاص باأنهم اأكرث تقبال داخل اجلماعة التي ينتمون<br />

اإليها،‏ وداخل املجتمع،‏ فانعكس ذلك على ‏سلوكهم للحفاظ على استمرار هذا التقبل من


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

خالل تطوير مفاهيم وطنية عن ذاتهم،‏ وبذل اجلهد لتاأكيد هذه القيمة وترجمتها اأمناط<br />

‏سلوك يف ترصفاتهم،‏ وبذل مزيد من االأفعال ذات التقومي املجتمعي االإيجابي حتى يتعزز<br />

الشعور لدى الفرد بالفخر واالعتزاز،‏ وحتقيق الذات،‏ التي تعد واحدة من احلاجات املهمة<br />

عند الفرد باأن يكون مقبوالً‏ وحمبوبا داخل املجتمع حتى يحقق ذاته االجتماعية.‏<br />

أسئلة الدراسة:‏<br />

السؤال الأول:‏ ما درجة املشاركة يف االأنشطة املختلفة مع مركز يافا الثقايف؟<br />

السؤال الثاين:‏ ما ترتيب االأنشطة التي ‏شارك فيها املنتسبون حسب درجة مشاركتهم،‏<br />

وحسب اأهميتها من وجهة نظرهم؟<br />

السؤال الثالث:‏ ما دور االأنشطة التي ينظمها املركز يف تعزيز ثقافة حق العودة لدى<br />

الالجئني الفلسطينيني على مستوى الشعور والتفكري والسلوك؟<br />

فرضيات الدراسة:‏<br />

الفرضية الأوىل:‏ ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة االإحصائية<br />

)α≤0.05( يف تعزيز ثقافة حق العودة لدى الالجئني الفلسطينيني،‏ تعزى اإىل متغري<br />

مستوى املشاركة يف االأنشطة ودرجتها والفعاليات التي ينظمها مركز يافا الثقايف.‏<br />

الفرضية الثانية:‏ ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة االإحصائية<br />

)α≤0.05( يف تعزيز ثقافة حق العودة لدى الالجئني الفلسطينيني،‏ تعزى ملتغري نوع<br />

املشاركة يف االأنشطة والفعاليات التي ينظمها مركز يافا الثقايف.‏<br />

الفرضية الثالثة:‏ ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة االإحصائية<br />

)α≤0.05( يف تعزيز ثقافة حق العودة لدى الالجئني الفلسطينيني،‏ تعزى ملتغري جنس<br />

املشاركني يف االأنشطة والفعاليات التي ينظمها مركز يافا الثقايف.‏<br />

املنهج واإلجراءات:‏<br />

وقد تضمن االآتي:‏<br />

املنهج املستخدم:‏<br />

استخدم الباحث املنهج الوصفي التحليلي،‏ اإضافة اىل حتليل املضمون،‏ الأنهما<br />

االأنسب للتعرف اإىل دور املركز،‏ وما يقوم به من اأنشطة وفعاليات تعمل على تعزيز ثقافة<br />

حق العودة لدى الالجئني الفلسطينيني.‏


دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />

الالجئني الفلسطينيني:‏ دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />

د.‏ عماد إشتية<br />

جمتمع الدراسة:‏<br />

تكون جمتمع الدراسة من جميع االأفراد املشاركني يف اأنشطة مركز يافا الثقايف<br />

واملنتسبني اإليه عند اإجراء هذه الدراسة،‏ والبالغ عددهم حسب مصادر املركز 370 فرداً.‏<br />

عينة الدراسة:‏<br />

اختريت عينة الدراسة بطريقة عشوائية منتظمة حتى تكون ممثلة ملجتمع الدراسة<br />

حيث اأجريت الدراسة على عينة قوامها )51( فرداً‏ ‏شكلت ما نسبته %14 تقريبا من جمتمع<br />

الدراسة.‏<br />

أداة الدراسة:‏<br />

طور الباحث استبانة خاصة من اأجل التعرف اإىل دور موؤسسات التنشئة االجتماعية<br />

يف تعزيز ثقافة حق العودة لدى الالجئني الفلسطينيني،‏ وقد تكونت االأداة يف ‏صورتها<br />

النهائية من ثالثة اأجزاء:‏ االأول:‏ تضمن بيانات اأولية عن املفحوصني مثل:‏ يف،‏ العمر،‏<br />

و اجلنس،‏ واملستوى التعليمي،‏ وسنوات املشاركة،‏ وعدد الساعات التي يقضيها املنتسب<br />

اأسبوعيا يف املركز،‏ ومستوى املشاركة باالأنشطة التي ينظمها مركز يافا الثقايف،‏ اإضافة<br />

اإىل الفقرات التي تقيس اأنواع االأنشطة املختلفة التي ميارسها مركز يافا.‏ واملطلوب من<br />

املفحوص اأن يقوم برتتيبها حسب االأولوية من حيث درجة مشاركته يف هذه االأنشطة.‏ وقد<br />

بلغ عدد هذه االأنشطة ‏ستة اأنشطة عرضت على املفحوصني يف جدول بشكل عشوائي،‏ اأما<br />

اجلزء الثاين:‏ فقد احتوى ‏سلماً‏ تدرجياً‏ حسب طريقة ليكرت من اأجل قياس درجة املشاركة<br />

يف االأنشطة مع مركز يافا الثقايف،‏ حيث بلغ عدد فقرات هذا املقياس )11( فقرة،‏ ‏صممت<br />

على اأساس مقياس ليكرت خماسي االأبعاد.‏ وقد بنيت الفقرات باالجتاه االإيجابي واأعطيت<br />

االأوزان كما هو اآت:‏<br />

بدرجة كبرية جدا:‏ خمس درجات<br />

بدرجة كبرية:‏ اأربع درجات<br />

حمايد:‏ ثالث درجات<br />

بدرجة قليلة:‏ درجتان<br />

بدرجة قليلة جدا:‏ درجة واحدة<br />

وبذلك تكون اأعلى درجة يف املقياس =5× 11= 55، واأقل درجة = 1× 11= 11،<br />

اأما اجلزء الثالث من االستبانة فقد تضمن مقياساً‏ مرتبطاً‏ بتكريس ثقافة حق العودة


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

على مستوى الشعور والتفكري والسلوك،‏ حيث بلغ عدد فقرات املقياس عرشين فقرة،‏ وزعت<br />

على ثالثة جماالت رئيسة على النحو االأتي:‏<br />

اجلدول )1(:<br />

توزيع الفقرات املرتبطة بتكريس ثقافة حق العودة<br />

على مستوى الشعور والتفكري والسلوك<br />

المحاور<br />

أرقام الفقرات<br />

عدد الفقرات<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

, , , , , ,<br />

, , , , ,<br />

, , , , , ,<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

كما ‏صمم املقياس على اأساس مقياس ليكرت خماسي االأبعاد،‏ وقد بنيت الفقرات<br />

باالجتاه االإيجابي واأعطيت االأوزان كما هو اآت:‏<br />

موافق بشدة:‏ خمس درجات<br />

موافق:‏ اأربع درجات<br />

حمايد:‏ ثالث درجات<br />

معارض:‏ درجتان<br />

معارض بشدة:‏ درجة واحدة<br />

وبذلك تكون اأعلى درجة يف املقياس =5× 20= 100<br />

و اأقل درجة = ×1 =20 20<br />

صدق األداة:‏<br />

قام الباحث بالتاأكد من ‏صدق االأداة بعرضها على جلنة من املحكمني )11 حمكما(‏<br />

من ذوي اخلربة والكفاءة واالختصاص،‏ حيث اعتمدت الفقرات التي اأجمع عليها )%80( من<br />

املحكمني فاأكرث،‏ وذلك بعد االأخذ بتوصيات املحكمني ومالحظاتهم.‏


دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />

الالجئني الفلسطينيني:‏ دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />

د.‏ عماد إشتية<br />

ثبات األداة:‏<br />

استخدم ثبات التجانس الداخلي )Consistency( من اأجل فحص ثبات اأدوات الدراسة،‏<br />

وهذا النوع من الثبات يشري اإىل قوة االرتباط بني الفقرات يف اأداة الدراسة،‏ ومن اأجل تقدير<br />

معامل التجانس استخدمت طريقة ‏)كرونباخ األفا(،‏ حيث بلغ معامل الثبات الكلي ‏)األفا(‏<br />

ملقياس مستوى الشعور والتفكري والسلوك واملرتبطة بتكريس ثقافة حق العودة )0.77(،<br />

وهذا يعد معامل ثبات مرتفعاً‏ ومناسباً‏ الأغراض الدراسة احلالية.‏<br />

املعاجلات اإلحصائية املستخدمة يف الدراسة:‏<br />

من اأجل معاجلة البيانات استخدم الباحث برنامج الرزم االإحصائية للعلوم االجتماعية<br />

،)SPSS( وذلك باستخدام املعاجلات االإحصائية االآتية:‏<br />

املتوسطات احلسابية والنسب املئوية.‏<br />

1 اختبار ‏»ت«للعينات املستقلة.‏<br />

2 حتليل التباين االأحادي.‏<br />

3 معادلة كرونباخ األفا لقياس الثبات.‏<br />

4 البياين للمتغريات املستقلة.‏<br />

5 للمقارنات البعدية.‏<br />

6 1 .<br />

2 .<br />

. ‎3‎اختبار<br />

4 .<br />

. ‎5‎التمثيل<br />

. ‎6‎اختبار LSD<br />

التعريف مبركز يافا الثقايف:‏<br />

مركز يافا الثقايف هو موؤسسة ثقافية غري ربحية وغري حكومية،‏ اأنشئ مببادرة من<br />

جلنة الدفاع عن حقوق الالجئني الفلسطينيني،‏ يعمل على رفع املستوى احلضاري لالإنسان<br />

الفلسطيني وتنمية قدراته ومهاراته ووعيه بقضيته من خالل التثقيف املدين واملجتمعي،‏<br />

وتعريفه باأسس الدميقراطية وحقوق االإنسان عرب جمموعة متكاملة من االأنشطة والربامج<br />

التي يرشف على تصميمها وتنفيذها جمموعة من اخلرباء املتطوعني،‏ بهدف الوصول<br />

باالإنسان الفلسطيني اإىل درجة يستطيع بوساطتها حتديد مالمح ‏شخصيته املستقبلية<br />

املستقلة،‏ وتطوير اأدائه واإجنازاته اإيجابيا،‏ واخلروج من االآثار السلبية الناجتة عن ممارسات<br />

االحتالل االإرسائيلي .)www.yafacult.org(<br />

مل يغفل املركز عن تقدمي النشاطات الثقافية والتعليمية كتوفري مصدر دائم للمعلومات<br />

الثقافية والعلمية والتعليمية،‏ وتطوير قدرات االأطفال الدراسية،‏ وتعزيز كفاءتهم واأدائهم الدراسي<br />

باإنشاء مكتبة متخصصة للطفل وتنظيم دورات تعليمية متخصصة،‏ فقد استثمر اأيضا اأوقات


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

الفراغ لدى االأطفال وذلك بتوفري مكان لقضاء وقت الفراغ ودجمهم يف برامج وفعاليات فنية<br />

هادفة،‏ وبخاصة يف اأثناء العطل املدرسية،‏ مما يبعدهم عن الشارع،‏ ويسهم يف تعزيز مستواهم<br />

االأكادميي،‏ ويشكل عوناً‏ ملا تقدمه املدرسة،‏ ويسهم يف تغيري اأمناط السلوك اخلاطئة وغري املقبولة<br />

يف املجتمع.‏<br />

ونظرا لصغر مساحة خميم بالطة مما يتيح للراغبني من االأطفال الوصول اإىل املركز دون<br />

عناء كبري،‏ والأن عدد الطالب يف املخيم يصل اإىل نحو خمسة اآالف طالب وطالبة يف املراحل<br />

التعليمية االأساسية والثانوية،‏ فقد عمد مركز يافا الثقايف اإىل تقدمي نشاطات متنوعة تستهدف<br />

- بشكل اأساس - فئة االأطفال واليافعني من كال اجلنسني،‏ وكذلك املجتمع املحلي بعامة.‏ حيث<br />

يوجد حالياً‏ يف ‏)فرتة اإجراء هذه الدراسة(‏ حوايل 370 ‏شخصاً‏ ينتسبون اإىل املركز،‏ ويستفيدون<br />

بشكل مبارش من االأنشطة التي يقيمها،‏ اإضافة اإىل عدد اآخر من خمتلف الفئات استفاد من املركز<br />

ولو ملرة واحدة على االأقل.‏<br />

وبذلك ميكن النظر اإىل مركز يافا الثقايف باعتباره موؤسسة من املوؤسسات الثقافية التي<br />

مارست دورا مهماً‏ يف حياة الالجئني الفلسطينيني يف خميم بالطة،‏ وشكلت موؤسسة مرجعية<br />

‏ساعدت االأفراد املنتسبني اإليها واملنتفعني من خدماتها وبراجمها يف حتديد هويتهم وبلورة<br />

‏شخصيتهم الوطنية من خالل اإكسابهم املعاين والرموز واملعتقدات التي تنمي وتعزز من انتمائهم<br />

اإىل قراهم ومدنهم وبلداتهم االأصلية التي هُ‏ جّ‏ روا منها قرسا يف العام 1948، وحتدد هويتهم<br />

وتعمل مقياساً‏ يرجع اإليه االأفراد يف تقومي اأفعالهم وسلوكهم.‏<br />

وحني ‏صيغت اأهداف املركز وحددت روؤيته وبراجمه،‏ فقد ‏صيغت بحيث يكون لهذا املركز<br />

دورٌ‏ يف نقل الرتاث احلضاري لالجئني الفلسطينيني،‏ وخربات اأجدادهم وقيمهم اإىل االأحفاد ومنها<br />

اإىل االأجيال القادمة،‏ وبحيث ينظر اإىل براجمه وفعالياته واالأنشطة التي يقوم بها على اأنها وسيلة<br />

االتصال بني املاضي واحلارض واملستقبل باعتبارها وظيفة مهمة يف اإطار عملية التنشئة<br />

االجتماعية.‏ فقد ‏شُ‏ كّل هذا املركز باعتباره موؤسسة منظومة من اجلماعة التي توجه رسالة ذات<br />

حمتوى اإىل جمموعة من االأفراد عرب اأداة من االأدوات اأو وسيلة من الوسائل،‏ وهذه الوسائل ميكن<br />

حتديدها من الربامج التي اعتمد عليها املركز يف نقل رسالته وهي:‏<br />

أوالً:-‏ الرحالت اجلماعية ‏)برنامج إعرف وطنك(‏<br />

عاش املكان داخل كل فلسطيني هجّ‏ ر عن اأرضه،‏ وتوارث االأبناء عن اآبائهم هاجس<br />

املكان يف داخلهم للبيت الذي كانوا ‏سيولدون بدفئه،‏ ويلهون يف ‏ساحاته لوال هذا املحتل،‏<br />

فبقي جزءا من الذاكرة يتوقون اإليه ‏شوقا وحنينا كلما عاشوا برد األواح الصفيح وضيق<br />

اأزقة املخيم.‏


دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />

الالجئني الفلسطينيني:‏ دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />

د.‏ عماد إشتية<br />

لقد اأدرك املركز غريزة الشوق للمكان ولو بالوقوف على االأطالل،‏ فنظم الرحالت للقرى<br />

واملدن املهدمة لينمي يف نفوس اأطفال املخيم حبّ‏ الوطن وحقهم بالعودة اإليه،‏ وبخاصة<br />

اأنه كان يسبق هذه الرحالت تنظيم لقاءات مع مهجّ‏ رين من كبار السن الذين عايشوا ظروف<br />

النكبة عام ‎1948‎م ليستمعوا منهم اإىل جتاربهم وذكرياتهم يف مدنهم وقراهم واإىل قصص<br />

حية عن اللجوء،‏ والظروف الصعبة والقاسية التي عاشوها،‏ وحنينهم للعودة اإىل ديارهم<br />

التي هجروا منها،‏ حيث عمل بعض االأطفال على توثيق هذه املعلومات ليتكئوا اإليها حني<br />

تتاح لهم الفرص للوقوف على اأطالل مسقط راأس االآباء واالأجداد.‏<br />

داأب مركز يافا الثقايف على تنظيم مثل هذه الرحالت الهادفة اإىل مدن فلسطني<br />

املحتلة وقراها عام ‎1948‎م،‏ واشتملت تلك الرحالت على عددٍ‏ من الفئات العمرية،‏ ولكن<br />

االأغلب فيها كان من االأطفال والشباب.‏ وذلك بهدف ربط االأطفال وجدانياً‏ باأرضهم واإحداث<br />

موازنة بني الظروف الصعبة التي يعيشونها يف اأزقة املخيم،‏ وتلك التي كان يعيشها اآباوؤهم<br />

واأجدادهم،‏ والتذكري باأن هوؤالء االآباء واالأجداد كانوا ميلكون االأراضي والبيوت والبيارات،‏<br />

واأن ‏سبب تردي معيشتهم وصعوبة اأوضاعهم هو هذا املخيم الذي طردوا اإليه من اأرضهم<br />

حيث كانوا يعيشون اآمنني مطمئنني،‏ فهجروا قرسا خارج بلدانهم وقراهم.‏<br />

اإضافة اإىل الرتفيه عن النفس،‏ فقد هدف املركز من هذه الرحالت اجلماعية اإىل غرس<br />

مبادئ اأساسية يف عقول الناشئة من خالل تنظيم هذه الزيارات اإىل موطن الطفل االأصلي،‏<br />

ومن هذه املبادئ اأن اأساس الرصاع الفلسطيني االإرسائيلي هو اإقدام اإرسائيل على طرد<br />

الفلسطينيني من اأرضهم واالستيالء عليها بقوة السالح،‏ واأن ‏سبب معاناة الفلسطينيني هو<br />

االحتالل االإرسائيلي،‏ وقلع السكان من وطنهم وتهجريهم،‏ واأن العمل على اإعادة احلقوق<br />

الأصحابها ال يتحقق اإالّ‏ بالنضال اجلاد والدوؤوب بالسبل والوسائل كافة.‏ واأن مفتاح احلل<br />

للمشكالت االجتماعية واالقتصادية واالستقرار النفسي هو بالعودة اإىل بيوتهم ومنازلهم<br />

التي هُ‏ جّ‏ ر منها اآباوؤهم.‏<br />

ثانياً:‏ معارض الصور والرتاث<br />

حني اأصبح الوصول اإىل املكان غاية يف الصعوبة،‏ بل ممنوعا على الفلسطينيني<br />

وبخاصة الشباب منهم،‏ وحني اأصبح التفكري بتنظيم رحالت اإىل القرى واملدن الفلسطينية<br />

التي هجّ‏ ر منها الفلسطينيون ‏رضبا من اخليال بسبب االإجراءات االإرسائيلية وجدار الفصل<br />

العنرصي الذي حال بني املهجرين ووطنهم،‏ عمل مركز يافا الثقايف على ابتكار الوسائل<br />

واالأساليب التي يستمر بوساطتها يف تعميق ارتباط االأطفال والشباب يف خميمات اللجوء<br />

بوطنهم الذي هجّ‏ روا منه قرسا،‏ فكانت معارض الصور الرتاثية التي تعرض فيها ‏صور


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

ملدن وقرى فلسطينية هدّمت يف اأثناء االحتالل وبعده،‏ وبيوت دمرت الآبائهم واأجدادهم<br />

الذين عاشوا فيها حياة رغدة تختلف متاما عن تلك اخليام التي يعيشون فيها اليوم،‏<br />

وصور لرجال وشخصيات مهمة،‏ ملناضلني قاتلوا دفاعا عن وطنهم،‏ واأخرى ملناظر عامة<br />

اأو لوحات تصور اآالم الهجرة واللجوء.‏ فعمد املركز بني الفرتة واالأخرى اإىل تنظيم مثل<br />

هذه املعارض يف قاعاته بالتعاون مع موؤسسات ‏صديقة،‏ وعرض مقتنيات فلسطينية<br />

قدمية اأحرضها الالجئون الفلسطينيون معهم عام النكبة:‏ من كواشني اأراضٍ‏ وطابو،‏ اإىل<br />

مفاتيح للبيوت واأدوات منزلية وغريها من االأشياء،‏ وكذلك عرض ‏صور تربز تاريخ الشعب<br />

الفلسطيني يف اأرضه قبل النكبة واأثنائها وبعدها،‏ اأي تظهر حياة الفلسطيني االآمن املطمئن<br />

يف بيته واأرضه وما تعرض له من طرد وتهجري بالقوة يف حرب عام 1948، وما رافقها<br />

من حياة اخليام واملنايف واللجوء والعذاب.‏<br />

وهدف هذا النشاط اإىل توجيه الشباب واالأطفال للربط بني املاضي واحلارض وبني<br />

الزمان واملكان،‏ والتاأريخ لفرتات ‏سابقة من اللجوء واملعاناة والترشد التي عاشها االإنسان<br />

الفلسطيني الالجئ،‏ واإحياء الذاكرة الوطنية لديهم،‏ والسعي اإىل تعزيز العالقة وتطويرها<br />

بني االأجيال الفلسطينية املتعاقبة،‏ وحفز هممهم وتعبئتهم التعبئة الوطنية التي توؤكد على<br />

حقهم املطلق بالعودة،‏ اإضافة اىل اإبراز ‏صور املعاناة التي عايشها االإنسان الفلسطيني عرب<br />

مراحل الرصاع الطويلة.‏<br />

وقد نظمت هذه املعارض حتت عناوين خمتلفة وذات رمزية عالية مثل:‏ ‏»لكي ال<br />

ننسى«‏ اأو ‏»لن نغفر«‏ اأو ‏»صور من الذاكرة«،‏ فكان اختيار اسم املعرض يدلل على مضمونه<br />

لتعميق املعاين الرمزية لهذه املعارض يف نفوس الناشئة وعقولهم من خالل عناوينها<br />

ليتمثلوها فكرا وعمال وممارسة.‏<br />

ثالثاً:‏ االتصال عرب اإلنرتنت<br />

من ‏ضمن االأنشطة والفعاليات التي عمل مركز يافا الثقايف على تقدميها للمنتسبني<br />

للمركز،‏ وبخاصة االأطفال منهم،‏ قيامه بتنظيم برامج لالتصال عرب الربيد االإلكرتوين بني<br />

االأطفال الالجئني يف خميمات الضفة الغربية واالأطفال الالجئني يف خميمات لبنان،‏ وذلك<br />

بالتعاون بني موؤسسات يف اجلانب اللبناين ذات عالقة باملوضوع.‏<br />

وقد هدفت هذه االأشطة اىل نسج عالقة بينهم من خالل الرسائل االإلكرتونية،‏ وتبادل<br />

هذه الرسائل واخلربات واملعلومات عن فلسطني وقراها ومدنها التي هدّمت يف اأثناء<br />

حرب‎1948‎ وبعدها،‏ واالتفاق على توحيد الهدف من هذه املراسالت برتسيخ حق العودة<br />

واستخدام اأحداث النكبة وتداعياتها باعتبارها مادة تبادل يف هذه الرسائل.‏


دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />

الالجئني الفلسطينيني:‏ دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />

د.‏ عماد إشتية<br />

كما عمل املركز على تنظيم رحالت ولقاءات رمزية بني االأطفال على مقربة من بوابة<br />

فاطمة على احلدود الفلسطينية اللبنانية،‏ حيث جتمع االأطفال القادمون من خميمات الضفة<br />

الغربية على اجلانب الفلسطيني من البوابة،‏ يف حني جتمع االأطفال القادمون من خميمات<br />

لبنان على اجلانب اللبناين منها،‏ وحمل اأطفال الضفة معهم اأغصان زيتون وحبات من<br />

الرتاب وصوراً‏ وحجارة لتسليمها الأطفال خميمات لبنان،‏ كما حملوا معهم اأسماء قراهم<br />

ومدنهم التي هُ‏ جّ‏ ر منها اآباوؤهم ليتعرفوا اإىل بعضهم بوساطتها.‏ لقد كان الهدف من هذا<br />

النشاط االإسهام يف املحافظة على ذاكرة املكان لدى االأطفال الفلسطينيني وجعلهم اأكرث<br />

التصاقا به على املستوى الوجداين.‏ لقد كان اللقاء عاطفياً‏ وموؤثرا للغاية،‏ فالأول مرة متكن<br />

االأطفال من روؤية بعضهم بعضاً‏ واالقرتاب من بعضهم بعضاً،‏ وتشبيك اأصابعهم من خالل<br />

فتحات االأسالك الشائكة املوجودة على البوابة،‏ قبل اأن مينعهم اجلنود االإرسائيليون بالقوة<br />

من اأن يكملوا لقاءهم،‏ وذلك باستخدام الغاز املسيل للدموع.‏ لقد رسخّ‏ هذا النشاط يف ذاكرة<br />

االأطفال ذكريات ال تنسى،‏ وستكرب معهم.‏<br />

رابعا:‏ العروض املسرحية والفنون الشعبية ‏)فرقة عائدون(‏<br />

تاأسست فرقة عائدون للفنون املرسحية والشعبية ‏سنة 1998 يف مركز يافا الثقايف،‏<br />

وذلك من خالل ‏صقل مواهب جمموعة من االأشخاص من اأعضاء املركز الفاعلني يف جمال<br />

املرسح والفنون الشعبية ممن عملوا هواة يف جمال الدراما واملرسح منذ العام 1995،<br />

حيث اكتسبوا خربة مميزة من االأعمال املرسحية التي ‏شاركوا فيها،‏ وكذلك من الورش<br />

والدورات التدريبية املتخصصة يف تدريب املمثل املرسحي واإعداده التي عقدت يف املركز<br />

منذ التاأسيس.‏<br />

لقد اأريد لفرقة ‏“عائدون”‏ اأن تكون فرقة الإحياء الرتاث من خالل الفن املرسحي<br />

والرتاثي الهادف واإنتاج عدد من االأعمال املرسحية،‏ ومن اأهم املرسحيات التي قدمتها<br />

الفرقة مرسحية اأحمد العربي التي تروي معاناة الشعب الفلسطيني مبراحلها كافة،‏<br />

حيث تتعرض لواقع حياة االإنسان الفلسطيني البسيط ما قبل النكبة،‏ وحياة الترشد<br />

واللجوء التي تعرض لها الشعب الفلسطيني يف اأثناء النكبة الفلسطينية بكل ما احتوته<br />

من اأحداث تراجيدية واإنسانية،‏ ومن ثم االنتقال اإىل حياة املخيم التي تُعرض من خالل<br />

عدد من املشاهد يف نوع من التوثيق للسنوات االأوىل من حياة الشعب الفلسطيني،‏ وهدفت<br />

املرسحية اإىل احلفاظ على الرتاث الوطني الفلسطيني وتوريثه لالأجيال القادمة،‏ وحتويل<br />

الذاكرة الشفوية اإىل عمل فني تتجسّ‏ د فيه حياة املخيم يف الشتات،‏ وهي رسالة اإنسانية<br />

وسياسية تهدف اإىل اإبراز قضية الالجئني الفلسطينيني بوساطة عمل مرسحي تراجيدي،‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

يوؤكد على حق الالجئني بالعودة اإىل وطنهم ومنازلهم التي ‏رشدوا منها ‏سواء اأكان ذلك من<br />

خالل اسم الفرقة،‏ اأم من العروض واملشاهد التي تقدمها.‏ وقد عرضت هذه املرسحية يف<br />

عدد من املدن الفلسطينية والعربية والعاملية.‏<br />

خامسا:‏ الندوات واحملاضرات وورش العمل<br />

عمل مركز يافا الثقايف،‏ ومنذ تاأسيسه،‏ على تنظيم عدد من الندوات واملحارضات<br />

وورش العمل التي حتكي قصة اللجوء الفلسطيني وحق الالجئني يف العودة اإىل ديارهم،‏<br />

وشارك يف هذه االأنشطة عدد كبري من ‏سكان املخيم بفئاته العمرية كافة،‏ ورشائحهم<br />

االجتماعية،‏ وبالرغم من ‏صعوبة تعداد هذه االأنشطة،‏ فمن املالحظ من االطالع عليها<br />

اأن الغالبية العظمى منها تهدف اإىل تعريف املواطنني بتجربة اللجوء وقضية الالجئني<br />

وتداعياتها،‏ والقرارات االأممية املتعلقة بها،‏ واالأوضاع االجتماعية واالقتصادية التي<br />

يعيشها السكان يف املخيمات الفلسطينية يف خمتلف اأماكن جلوئهم،‏ مما يسهم بتوعية<br />

املواطنني من ‏سكان املخيم بقضية الالجئني الفلسطينيني باعتبارها واحدة من العناوين<br />

الرئيسة للقضية الفلسطينية،‏ وللرصاع العربي االإرسائيلي الذي ال ميكن اإنهاوؤه دون حل<br />

‏شامل وعادل لقضية الالجئني يضمن لهم حقوقهم كاملة،‏ وبخاصة حقهم يف العودة اإىل<br />

ديارهم ومنازلهم وممتلكاتهم.‏<br />

سادسا:‏ املسريات واملهرجانات اجلماهريية<br />

اأدركت املوؤسسات االجتماعية والتنظيمية يف املجتمع الفلسطيني اأهمية املسريات<br />

الشعبية واملهرجانات اجلماهريية باعتبارها وسيلة لتعبئة الراأي العام الفلسطيني نحو<br />

قضية معينة،‏ وبخاصة يف املناسبات الوطنية،‏ كيوم النكبة،‏ وجمزرة ‏صربا وشاتيال،‏<br />

وجمزرة كفر قاسم،‏ ووعد بلفور وغريها من املناسبات التي ‏شكلت جرحا غائرا يف نفوس<br />

الفلسطينيني وعقولهم،‏ لذا عمد مركز يافا الثقايف اإىل تنظيم املهرجانات اجلماهريية<br />

واملسريات الشعبية يف حميط املخيم وداخله،‏ ومبشاركة فئات خمتلفة من الالجئني يف<br />

االأيام املرتبطة بتواريخ مهمة يف حياتهم،‏ كذكرى تقسيم فلسطني،‏ وذكرى النكبة،‏ وذكرى<br />

املجازر التي ارتكبتها العصابات اليهودية يف القرى واملدن الفلسطينية مثل:‏ جمزرة كفر<br />

قاسم وجمزرة دير ياسني.‏ وقد عمل املركز على االإعداد لهذه املسريات واملهرجانات بشكل<br />

جيد،‏ واستخدم الرموز واملجسمات والصور الدالة على اأحداث مهمة يف تاريخ اللجوء،‏<br />

كمجسمات خلارطة فلسطني،‏ اأو خارطة القرى واملدن املهدمة التي عاش فيها االآباء<br />

واالأجداد،‏ اأو مفاتيح واأدوات اأحرضها الالجئون معهم من بيوتهم كداللة رمزية توازن بني<br />

املاضي واحلارض.‏


دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />

الالجئني الفلسطينيني:‏ دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />

د.‏ عماد إشتية<br />

اإن واحداً‏ من اأهم االأهداف التي ‏سعى مركز يافا الثقايف اإىل حتقيقها برباجمه واأنشطته<br />

املوجهة اإىل هذا اجليل من الشباب واالأطفال،‏ هو توفري البيئة املناسبة التي حتافظ<br />

على الثقافة الوطنية الفلسطينية باأبعادها املختلفة التي تشمل القيم واالنتماء والهوية<br />

والشخصية الوطنية الفلسطينية،‏ وتوظيف هذه االأنشطة والربامج التي يقوم بها املركز<br />

كوسائل للتنشئة االجتماعية لتحقيق هذه االأهداف.‏ وبخاصة اأن دولة االحتالل االإرسائيلي<br />

عملت طوال العقود املاضية على طمس الرتاث الثقايف لالجئني الفلسطينيني وقطع الطريق<br />

على حلم العودة،‏ لذلك كان ال بد من توظيف الربامج لتنشئة االأجيال تنشئة وطنية توؤسس<br />

خلربات يكتسبها املواطن تشكل ‏سلوكه الوطني وحتدده،‏ وتساعده على اأن يتكيف ‏سلوكيا<br />

وذلك من خالل تعليم هذه االأجيال الرموز والطقوس واالأساطري والقيم لالإبقاء على احلنني<br />

الدائم للوطن والقرية واملدينة والبيت،‏ واجرتار الذكريات املسموعة عن املاضي للحفاظ<br />

على املوروث الثقايف الذي كان ‏سائدا قبل النكبة،‏ وخلق اأمناط ثقافية تدعم االلتزام بهذا<br />

املوروث لالإبقاء على التواصل بني االأجيال وصوال اإىل االرتباط الوجداين بهذا املوروث<br />

للتعبري عنه بسلوك يحفظ هذه الذاكرة ويراكمها لتحقيق االأمل الكبري بالعودة،‏ ورفض اأية<br />

فكرة تتحدث عن توطني الفلسطينيني،‏ وقطع ‏صلة املهجرين باأرضهم ووطنهم االأصلي.‏<br />

يتضح من حتليل الدوافع وراء هذه االأنشطة واملوضوعات وحمتواها التي رُكّ‏ ز عليها<br />

والفئات التي استهدفتها،‏ اأنها تسعى اإىل تكريس اأمناط من املشاعر والتفكري والسلوك يف<br />

حياة الالجئني الفلسطينيني لتعزيز املفاهيم ومتثّل القيم واأمناط السلوك التي تبقي على<br />

ارتباطهم باأرضهم ووطنهم الذي هجروا منه،‏ ولتعزيز قناعاتهم باأن ‏سبب كل املشكالت<br />

التي يعانون منها هو هذا االحتالل الذي قلعهم من بيوتهم وهجّ‏ رهم من ديارهم،‏ واأن العودة<br />

اإىل وطنهم االأصلي ومدنهم وقراهم هو مفتاح احلل لكل املشكالت االجتماعية واالقتصادية<br />

التي يعانون منها،‏ فال بد من االستمرار يف التمسك بحقهم يف العودة،‏ وبخاصة اأن هذا احلق<br />

مكفول من الرشعية الدولية ومنظومة حقوق االإنسان.‏<br />

نتائج الدراسة:‏<br />

اوال:‏ النتائج املتعلقة بأسئلة الدراسة:‏<br />

السؤال األول:‏ ما درجة املشاركة يف األنشطة املختلفة مع مركز يافا الثقايف؟<br />

من اأجل االإجابة عن هذا السوؤال استخدمت املتوسطات احلسابية والنسب املئوية<br />

لدرجة املشاركة،‏ واجلدول )2( يبني ذلك،‏ ومن اأجل تفسري النتائج اعتمد الباحث املعيار


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

التقوميي االآتي:‏<br />

درجة املشاركة<br />

املعيار<br />

درجة منخفضة جدا<br />

اأقل من %50 درجة منخفضة<br />

من 59.9-50 % درجة متوسطة<br />

من 69.9-60 % درجة كبرية<br />

من‎%79.9-70‎ درجة كبرية جدا<br />

%80 فاأكرث اجلدول )2(:<br />

املتوسطات احلسابية والنسب املئوية لدرجة املشاركة يف األنشطة املختلفة مع مركز يافا الثقايف<br />

مرتبة تنازليا حسب درجة املشاركة


دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />

الالجئني الفلسطينيني:‏ دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />

د.‏ عماد إشتية<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

يتضح من اجلدول )2( اأن درجة املشاركة يف االأنشطة املختلفة مع مركز يافا<br />

الثقايف كانت كبرية جدا على الفقرات )10، 8(، 5، 6، 7، 11، 9، حيث بلغت النسبة املئوية<br />

الستجابات املفحوصني على هذه الفقرات على التوايل )%94.9، %92.9، %91.3، %84.7،<br />

%84.7، %83.1، %81،9(، بينما كانت املشاركة يف االأنشطة املختلفة مع مركز يافا<br />

الثقايف كبرية على الفقرات )4، 2(، حيث بلغت النسبة املئوية الستجابات املفحوصني<br />

على هذه الفقرات على التوايل )%71.3، %70.5(، وكانت درجة املشاركة يف االأنشطة<br />

املختلفة مع مركز يافا الثقايف متوسطة على الفقرات)‏‎1‎‏،‏ 3(، حيث بلغت النسبة املئوية<br />

الستجابات املفحوصني على هذه الفقرات على التوايل )%65.8، %61.1(، وميكن تفسري<br />

ذلك نتيجة جلدار الفصل العنرصي الذي اأقامه االحتالل بعد انتفاضة االأقصى،‏ والذي حال<br />

دون اإمكانية الوصول اإىل فلسطني املحتلة عام 1948. اأما الدرجة الكلية للمشاركة يف<br />

االأنشطة املختلفة مع مركز يافا الثقايف،‏ فقد كانت كبرية جدا حيث بلغت النسبة املئوية<br />

الكلية الستجابات املفحوصني )%80.2(.<br />

السؤال الثاني:‏ ما ترتيب األنشطة اليت شارك فيها املنتسبون حسب درجة مشاركتهم وحسب أهميتها<br />

من وجهة نظرهم؟<br />

من اأجل االإجابة عن هذا السوؤال استخدمت املتوسطات احلسابية وترتيب درجة املشاركة<br />

بناء على قيمة املتوسط احلسابي الستجابات املفحوصني واجلدول )3( يبني ذلك:‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

اجلدول)‏‎3‎‏(:‏<br />

ترتيب األنشطة اليت شارك فيها املنتسبون حسب درجة مشاركتهم<br />

وحسب أهميتها من وجهة نظرهم<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

يتضح من اجلدول )3( اأن اأعلى نسبة للمشاركة قد جاءت يف الفعاليات املرتبطة<br />

باالتصال عرب االإنرتنت بني اأطفال الجئني من خميمات الضفة الغربية وبني اأطفال الجئني<br />

من خميمات لبنان،‏ يف حني جاء يف املرتبة الثانية والثالثة العروض املرسحية والرحالت<br />

اجلماعية،‏ وميكن تفسري ذلك نتيجة لوجود مركز يافا الثقايف داخل املخيم حيث يستطيع<br />

االأطفال الوصول اإليه بسهولة ويرس،‏ وهو يتيح للمشاركني استخدام االنرتنت عرب قاعة االإنرتنت<br />

املوجود يف املركز الذي يضم اأكرث من 15 جهاز كمبيوتر متوافرة لالستخدام جمانا.‏<br />

السؤال الثالث:‏ ما درجة تعزيز ثقافة حق العودة لدى الالجئني الفلسطينيني على مستوى الشعور<br />

والتفكري والسلوك؟<br />

من اأجل االإجابة عن هذا السوؤال استخدمت املتوسطات احلسابية والنسب املئوية<br />

ملعرفة درجة التاأثري يف تكريس ثقافة حق العودة على املجاالت الثالث ‏)الشعور،‏ والتفكري،‏<br />

والسلوك(،‏ واجلداول )4، 6( 5، تبني ذلك،‏ بينما اجلدول )7( يبني ترتيب املجاالت تبعا<br />

لدرجة التاأثري:‏<br />

ومن اأجل تفسري النتائج اعتمد الباحث املعيار التقوميي االآتي:‏


دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />

الالجئني الفلسطينيني:‏ دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />

د.‏ عماد إشتية<br />

درجة التاأثري<br />

املعيار<br />

درجة منخفضة جدا<br />

اأقل من %50 درجة منخفضة<br />

من 59.9-50 % درجة متوسطة<br />

من 69.9-60 % درجة كبرية<br />

من‎%79.9-70‎ درجة كبرية جدا<br />

%80 فاأكرث ‎1‎جمال 1. مستوى الشعور:‏<br />

اجلدول )4(:<br />

املتوسطات احلسابية والنسب املئوية ودرجة تأثري أنشطة مركز يافا الثقايف وفعالياته يف تكريس<br />

ثقافة حق العودة على مستوى الشعور مرتبة تنازليا حسب درجة التأثري


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

يتضح من خالل اجلدول )4( اأن درجة تاأثري االأنشطة والفعاليات التي ينظمها<br />

مركز يافا الثقايف على املشاركني يف براجمه كانت كبرية جدا،‏ وبخاصة يف الفقرات<br />

املتعلقة مبستوى الشعور واملرتبطة بتكريس ثقافة حق العودة،‏ حيث بلغت النسبة املئوية<br />

الستجابات املفحوصني على جميع هذه الفقرات اأكرث من )%90(، اأما الدرجة الكلية<br />

ملجال مستوى الشعور فقد كانت اأيضا كبرية جدا حيث بلغت الدرجة الكلية الستجابات<br />

املفحوصني على هذا املجال )%96.3(. وهذا يعني اأن هناك ارتباطاً‏ وجدانياً‏ كبرياً‏ بني<br />

الالجئني،‏ وبني بلدانهم التي هجروا منها،‏ واأن هناك مشاعر عالية جتاه الوطن عُ‏ زِّزت من<br />

خالل هذه املشاركات،‏ وبخاصة اأن الربامج التي ينظمها املركز يف جمملها تركز على<br />

اجلوانب الوجدانية،‏ وتسهم يف تطوير مشاعر عالية لدى الالجئني جتاه مدنهم وقراهم التي<br />

هجروا منها،‏ لذلك من الطبيعي اأن يتاأثر اجلانب الوجداين يف الشخصية اأكرث من غريه من<br />

اجلوانب،‏ واأن تكون درجة استجابته اأعلى من التاأثري على مستوى التفكري وعلى مستوى<br />

السلوك،‏ والتي جاءت حسب اجلدول )5( واجلدول )6( اأقل،‏ حيث كانت على مستوى التفكري<br />

)94.12(، وعلى مستوى السلوك )90.53(. مع االأخذ بعني االعتبار اأن الدرجة الكلية بشكل<br />

عام كانت كبرية جدا.‏<br />

2. جمال مستوى التفكري:‏<br />

اجلدول )5(:<br />

املتوسطات احلسابية والنسب املئوية ودرجة تأثري أنشطة مركز يافا الثقايف وفعالياته يف تكريس<br />

ثقافة حق العودة على مستوى التفكري مرتبة تنازليا حسب درجة التأثري


دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />

الالجئني الفلسطينيني:‏ دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />

د.‏ عماد إشتية<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

(<br />

<br />

يتضح من خالل اجلدول )5( اأن درجة تاأثري االأنشطة والفعاليات التي ينظمها مركز<br />

يافا الثقايف على املشاركني يف براجمه كانت كبرية جدا يف الفقرات املتعلقة مبستوى<br />

التفكري واملرتبطة بتكريس ثقافة حق العودة،‏ حيث بلغت النسبة املئوية الستجابات<br />

املفحوصني على جميع الفقرات اأكرث من )%89(، اأما الدرجة الكلية ملجال مستوى التفكري<br />

فقد كانت اأيضا كبرية جدا،‏ حيث بلغت النسبة املئوية الكلية الستجابات املفحوصني على<br />

هذا املجال )%94.12(.<br />

اإن النتائج السابقة تشري بشكل واضح اإىل اأن حق العودة يشكل جزءاأً‏ مهماً‏ من تفكري<br />

الالجئني،‏ وبخاصة اأن كثرياً‏ منهم يعدون قضية الالجئني جوهر القضية الفلسطينية،‏<br />

وهم دائمو التفكري بحقهم يف العودة اإىل قراهم ومدنهم التي هجروا منها،‏ واأنهم كثريا ما<br />

يوازنون بني اأوضاعهم البائسة االآن،‏ وبني التي عاشها اآباوؤهم واأجدادهم قبل تهجريهم.‏<br />

وهم يعرفون اأسماء املدن والبلدات التي هجروا منها،‏ ودائما ما يذكرونها عندما يساألون<br />

من اأين هم؟ مما يشري اإىل اأنها جزء اأصيل ال ينسى من ذاكرتهم وتفكريهم.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

‎3‎جمال 3. مستوى السلوك:‏<br />

اجلدول )6(:<br />

املتوسطات احلسابية والنسب املئوية ودرجة تأثري أنشطة مركز يافا الثقايف وفعالياته يف تكريس<br />

ثقافة حق العودة على مستوى السلوك مرتبة تنازليا حسب درجة التأثري<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

يتضح من اجلدول )6(، وبالرغم من االنخفاض النسبي للدرجة الكلية للفقرات<br />

املتعلقة بتكريس ثقافة حق العودة على مستوى السلوك باملوازنة مع مستوى الشعور،‏<br />

ومستوى التفكري،‏ اأن هذه الدرجة،‏ تعد مرتفعة جدا،‏ حيث بلغت النسبة املئوية الستجابات<br />

املفحوصني على جميع الفقرات اأكرث من )%80(، وكذلك كانت الدرجة الكلية ملجال مستوى<br />

السلوك كبرية جدا،‏ حيث بلغت النسبة املئوية الكلية الستجابات املفحوصني على هذا<br />

املجال )%90.5(.


دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />

الالجئني الفلسطينيني:‏ دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />

د.‏ عماد إشتية<br />

ترتيب اجملاالت حبسب درجة تأثري أنشطة املركز يف تكريس ثقافة حق العودة:‏<br />

اجلدول )7(:<br />

ترتيب اجملاالت والدرجة الكلية حسب درجة تأثري أنشطة مركز يافا الثقايف وفعالياته علي<br />

تكريس ثقافة حق العودة<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

•<br />

•<br />

يتضح من اجلدول )7( ما ياأتي:‏<br />

اأن الدرجة الكلية لتاأثري اأنشطة مركز يافا الثقايف وفعالياته يف تكريس ثقافة حق<br />

العودة على املستويات واملجاالت ‏)الشعور والتفكري والسلوك(‏ كافة كانت كبرية جدا،‏ حيث<br />

بلغت النسبة املئوية الكلية ملتوسط استجابات املفحوصني على جميع الفقرات جلميع<br />

املجاالت )%93.67(.<br />

اأن ترتيب املجاالت تبعا لدرجة التاأثري جاء على النحو االآتي:‏<br />

املرتبة االأوىل : جمال مستوى الشعور<br />

‏•املرتبة الثانية:‏ جمال مستوى التفكري<br />

املرتبة الثالثة : جمال مستوى السلوك<br />

ثانيا:‏ النتائج املتعلقة بفرضيات الدراسة<br />

النتائج املتعلقة بالفرضية األوىل:‏<br />

ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى الداللة )α≤0.05( يف درجة تعزيز<br />

ثقافة حق العودة لدى املنتسبني واملشاركني يف اأنشطة مركز يافا الثقايف وفعالياته تعزى<br />

ملتغري مستوى املشاركة.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

من اأجل فحص الفرضية استخرجت املتوسطات احلسابية تبعا ملتغري مستوى<br />

املشاركة،‏ ومن ثم استخدم حتليل التباين االأحادي Anova( )One-way للتعرف على<br />

داللة الفروق يف درجة تعزيز ثقافة حق العودة ملتغري مستوى املشاركة،‏ واجلدوالن )8(<br />

و)‏‎9‎‏(‏ يبينان ذلك:‏<br />

اجلدول )8(:<br />

املتوسطات احلسابية لدرجة تعزيز ثقافة حق العودة لدى املنتسبني واملشاركني يف أنشطة مركز<br />

يافا الثقايف تبعا ملتغري مستوى املشاركة.‏<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

يتضح من اجلدول )8( وجود فروق بني املتوسطات احلسابية،‏ ومن اأجل معرفة<br />

اإن كانت هذه الفروق قد وصلت ملستوى الداللة االإحصائية،‏ فقد استخدام اختبار حتليل<br />

التباين االأحادي Anova( )One-way واجلدول )9( يوضح ذلك:‏<br />

اجلدول )9(:<br />

نتائج حتليل التباين األحادي لدرجة تعزيز ثقافة حق العودة لدى املنتسبني واملشاركني يف أنشطة<br />

مركز يافا الثقايف تبعا ملتغري مستوى املشاركة


دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />

الالجئني الفلسطينيني:‏ دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />

د.‏ عماد إشتية<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

*<br />

<br />

.<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

*<br />

<br />

.<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

*<br />

<br />

.<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

(≥α<br />

يتضح من اجلدول )9( اأن قيمة مستوى الداللة املحسوب بلغت يف املجاالت املتعلقة<br />

مبستوى الشعور،‏ ومستوى السلوك،‏ والدرجة الكلية لتعزيز ثقافة حق العودة لدى املنتسبني<br />

واملشاركني يف اأنشطة مركز يافا الثقايف تبعا ملتغري مستوى املشاركة )0.02(، وهي<br />

اأقل من قيمة مستوى الداللة املحدد للدراسة )α≤0.05(، وعليه فاإننا نرفض الفرضية<br />

الصفرية القائلة ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى الداللة )α≤0.05( يف<br />

درجة تعزيز ثقافة حق العودة لدى املنتسبني واملشاركني يف اأنشطة مركز يافا الثقايف<br />

تبعا ملتغري مستوى املشاركة على هذه املجاالت.‏ اأما بالنسبة ملجال مستوى التفكري،‏ فقد<br />

بلغت قيمة مستوى الداللة املحسوب على هذا املجال )0.63(، وهذه القيمة اأكرب من قيمة


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

مستوى الداللة املحدد للدراسة )0.05=α(، اأي اأننا نقبل الفرضية الصفرية بانعدام الفروق<br />

على هذا املجال.‏<br />

ومن اأجل حتديد من كانت الفروق لصاحله على جماالت مستوى الشعور والسلوك<br />

والدرجة الكلية،‏ اتبع حتليل التباين االأحادي باختبار )LSD( للمقارنات البعدية،‏ ونتائج<br />

اجلدول )10( تبني ذلك:‏<br />

اجلدول )10(:<br />

نتائج اختبار)‏LSD‏(‏ للمقارنات البعدية لداللة الفروق درجة تعزيز ثقافة حق العودة لدى<br />

املنتسبني واملشاركني يف أنشطة مركز يافا الثقايف على جماالت مستوى الشعور والسلوك والدرجة<br />

الكلية تبعا ملتغري مستوى املشاركة<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

*<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

*-<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

*-<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

•<br />

يتضح من اجلدول )10( ما ياأتي:‏<br />

وجود فروق يف درجة تعزيز ثقافة حق العودة لدى املنتسبني واملشاركني يف<br />

اأنشطة مركز يافا الثقايف على مستوى الشعور بني فئة من كانت درجة مشاركتهم<br />

كبرية جدا،‏ وبني من كانت درجة مشاركتهم كبرية لصالح الفئة االأوىل.‏


دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />

الالجئني الفلسطينيني:‏ دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />

د.‏ عماد إشتية<br />

•<br />

•<br />

‏•وجود فروق يف درجة تعزيز ثقافة حق العودة لدى املنتسبني واملشاركني يف<br />

اأنشطة مركز يافا الثقايف على مستوى السلوك بني فئة من كانت درجة مشاركتهم<br />

كبرية جدا،‏ وبني من كانت درجة مشاركتهم كبرية لصالح الفئة االأوىل.‏<br />

وجود فروق يف درجة تعزيز ثقافة حق العودة لدى املنتسبني واملشاركني يف<br />

اأنشطة مركز يافا الثقايف على مستوى الدرجة الكلية بني فئة من كانت درجة<br />

مستوى مشاركتهم كبرية جدا،‏ وبني من كانت درجة مشاركتهم كبرية لصالح<br />

الفئة االأوىل.‏<br />

نستخلص من نتائج الفرضية االأوىل اأن املشاركة يف االأنشطة والفعاليات<br />

والربامج التي ينظمها مركز يافا الثقايف لها تاأثري كبري جدا على مستوييْ‏<br />

الشعور والسلوك وجماليهما لدى االأفراد،‏ وتسهم هذه املشاركة يف تكريس اأمناط<br />

من الشعور والسلوك املرتبطة بتعزيز ثقافة حق الالجئني يف العودة اإىل بيوتهم<br />

وممتلكاتهم،‏ واأنه كلما زاد مستوى املشاركة يف هذه االأنشطة والفعاليات،‏ كلما<br />

زادت درجة التمسك بحق العودة.‏<br />

النتائج املتعلقة بالفرضية الثانية:‏<br />

ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى الداللة )α≤0.05( يف درجة تعزيز<br />

ثقافة حق العودة لدى املنتسبني واملشاركني يف اأنشطة مركز يافا الثقايف تعزى ملتغري<br />

نوع النشاط.‏<br />

ومن اأجل فحص الفرضية استخرجت املتوسطات احلسابية تبعا ملتغري نوع النشاط،‏<br />

ومن ثم استخدم حتليل التباين االأحادي Anova( )One-way للتعرف على داللة<br />

الفروق يف درجة تعزيز ثقافة حق العودة تبعا ملتغري نوع النشاط واجلدوالن ‏)‏‎11‎‏(و)‏‎12‎‏(‏<br />

يبينان ذلك:‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

اجلدول )11(:<br />

املتوسطات احلسابية لدرجة تعزيز ثقافة حق العودة لدى املنتسبني واملشاركني يف أنشطة مركز<br />

يافا الثقايف تبعا ملتغري نوع النشاط.‏<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

يتضح من اجلدول )11( وجود فروق بني املتوسطات احلسابية،‏ ومن اأجل معرفة اإن<br />

كانت هذه الفروق قد وصلت اإىل مستوى الداللة االإحصائية،‏ فقد استخدم اختبار حتليل<br />

التباين االأحادي Anova( )One-way واجلدول )12( يوضح ذلك:‏


دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />

الالجئني الفلسطينيني:‏ دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />

د.‏ عماد إشتية<br />

اجلدول )12(:<br />

نتائج حتليل التباين األحادي لداللة يف درجة تعزيز ثقافة حق العودة لدى املنتسبني واملشاركني<br />

يف أنشطة مركز يافا الثقايف تبعا ملتغري نوع النشاط<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

*<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

(≥α<br />

يتضح من اجلدول )12( اأن قيمة مستوى الداللة املحسوب قد بلغت على جماالت<br />

مستوى التفكري،‏ ومستوى السلوك،‏ والدرجة الكلية لتعزيز ثقافة حق العودة لدى املنتسبني<br />

واملشاركني يف اأنشطة مركز يافا الثقايف تبعا ملتغري نوع النشاط على التوايل )0.25،<br />

0.19(، 0.19، وجميع هذه القيم اأكرب من قيمة مستوى الداللة املحدد للدراسة )α≤0.05(.<br />

اأي اأننا نقبل الفرضية الصفرية القائلة باأنه ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

الداللة )α≤0.05( يف درجة تعزيز ثقافة حق العودة لدى املنتسبني واملشاركني يف اأنشطة<br />

مركز يافا الثقايف تبعا ملتغري نوع النشاط على هذه املجاالت،‏ اأما بالنسبة ملجال مستوى<br />

الشعور فقد بلغت قيمة مستوى الداللة املحسوب على هذا املجال )0.02(، وهذه القيمة اأقل<br />

من قيمة مستوى الداللة املحدد للدراسة )α≤0.05(، اأي اأننا نرفض الفرضية الصفرية<br />

بانعدام الفروق على هذا املجال.‏<br />

ومن اأجل حتديد من كانت الفروق لصاحله على جمال مستوى الشعور اتبع حتليل<br />

التباين االأحادي باختبار )LSD( للمقارنات البعدية ونتائج اجلدول )13( تبني ذلك:‏<br />

اجلدول )13(:<br />

نتائج اختبار)‏LSD‏(‏ للمقارنات البعدية لداللة الفروق يف درجة تعزيز ثقافة حق العودة لدى<br />

املنتسبني واملشاركني يف أنشطة مركز يافا الثقايف على جماالت مستوى الشعور والسلوك والدرجة<br />

الكلية تبعا ملتغري نوع املشاركة<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

*- <br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

*- <br />

<br />

<br />

<br />

<br />

*- <br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

*-<br />

<br />

<br />

(α≥0.05


دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />

الالجئني الفلسطينيني:‏ دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />

د.‏ عماد إشتية<br />

يتضح من اجلدول )13( ما ياأتي:‏<br />

وجود فروق يف درجة تعزيز ثقافة حق العودة لدى املنتسبني واملشاركني يف اأنشطة<br />

مركز يافا الثقايف على مستوى الشعور بني االأنشطة كافة وبني نشاط الرحالت اجلماعية<br />

لصالح االأنشطة كافة.‏<br />

النتائج املتعلقة بالفرضية الثالثة:‏<br />

ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى الداللة )α≤0.05( يف درجة تعزيز ثقافة<br />

حق العودة لدى املنتسبني واملشاركني يف اأنشطة مركز يافا الثقايف تعزى ملتغري اجلنس.‏<br />

ومن اأجل فحص الفرضية استخدم اختبار)ت(‏ ملجموعتني مستقلتني Independent(<br />

)t-test ونتائج اجلدول )14( تبني ذلك:‏<br />

اجلدول )14(:<br />

نتائج اختبار ‏)ت(‏ لداللة الفروق يف درجة تعزيز ثقافة حق العودة لدى املنتسبني واملشاركني يف<br />

أنشطة مركز يافا الثقايف تبعا ملتغري اجلنس.‏<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

(11<br />

<br />

(40<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

*<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

*<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

*<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

(α≥0.05<br />

)49


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

يتضح من اجلدول )14( اأن قيمة مستوى الداللة املحسوب قد بلغت على جماالت مستوى<br />

التفكري،‏ والسلوك،‏ والدرجة الكلية لتعزيز ثقافة حق العودة لدى املنتسبني واملشاركني يف<br />

اأنشطة مركز يافا الثقايف تبعا ملتغري اجلنس على التوايل )0.02، 0.00( 0.00، وجميع<br />

هذه القيم اأقل من قيمة مستوى الداللة املحدد للدراسة ‏)‏‎0.05≥α‏(؛ اأي اأننا نرفض الفرضية<br />

الصفرية على هذه املجاالت،‏ اأما بالنسبة ملجال مستوى الشعور فقد بلغت قيمة مستوى<br />

الداللة املحسوب على هذا املجال )0.14( وهذه القيمة اأكرب من قيمة مستوى الداللة املحدد<br />

للدراسة )α≤0.05( اأي اأننا نقبل الفرضية بانعدام الفروق على هذا املجال.‏<br />

اأما بالنسبة للمجاالت التي كانت عليها الفروق دالة اإحصائيا،‏ فقد كانت هذه الفروق<br />

لصالح الذكور،‏ مما يعني اأن االأنشطة والفعاليات التي ينظمها مركز يافا الثقايف لها تاأثري<br />

اأكرب على مستوى التفكري والسلوك من االإناث،‏ يف حني اأنه ال توجد فروق تبعا ملتغري اجلنس<br />

على مستوى الشعور.‏


دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />

الالجئني الفلسطينيني:‏ دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />

د.‏ عماد إشتية<br />

التوصيات:‏<br />

1 .<br />

بناء على النتائج التي توصل اإليها البحث يوصي الباحث مبا ياأتي:‏<br />

1 تفعيل املوؤسسات االجتماعية واملراكز الثقافية التي تعنى باالأطفال والشباب<br />

داخل املخيمات،‏ واإغناوؤها ودعمها ومتويل براجمها،‏ وبخاصة تلك التي تعنى<br />

بالقضايا املتعلقة بحق العودة.‏<br />

‎2‎تعميم . 2 جتربة مركز يافا الثقايف على خميمات الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات،‏<br />

وتطوير االأنشطة والفعاليات حسب خصوصية اأماكن اللجوء،‏ واستخدام وسائل<br />

االتصال احلديثة،‏ وبخاصة الشبكة العاملية للمعلومات لالإبقاء على التواصل<br />

بني الالجئني اأنفسهم يف خمتلف اأماكن تواجدهم،‏ وبني قضيتهم املركزية،‏ وهي<br />

حقهم يف العودة اإىل وطنهم وديارهم.‏<br />

‎3‎تشكيل . 3 هيئة وطنية من اخلرباء واملهنيني واملتخصصني يف جمال اإعداد الربامج<br />

واالأنشطة ذات الطابع التنشوي لبناء برامج متخصصة وهادفة،‏ وتعميمها على<br />

املراكز واملوؤسسات الثقافية واالجتماعية داخل املخيمات،‏ ومتابعة تنفيذها<br />

باالعتماد على خربات طاقم هذه الهيئة واستشاراتهم.‏<br />

‎4‎اإنشاء . 4 ‏صندوق قومي خاص بتمويل االأنشطة املتعلقة بتكريس اأمناط من الشعور<br />

والتفكري والسلوك التي تعزز ثقافة متسك الالجئني بحقهم يف العودة اإىل وطنهم<br />

وديارهم.‏<br />

5 داخل املخيمات لتوجيه الطلبة اإىل مثل هذه املراكز<br />

. ‎5‎التنسيق مع مدارس الوكالة<br />

بعد اأوقات الدوام املدرسي حتى يستفيدوا من هذه الربامج،‏ ملا لذلك من تاأثري يف<br />

بناء الشخصية الوطنية املوؤمنة وامللتزمة بقضايا الوطن وقضية الالجئني.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

املراجع:‏<br />

‎1‎وصفي،‏ . 1 عاطف )1981( الثقافة والشخصية،،‏ دار النهضة العربية،‏ بريوت.‏<br />

‎2‎احلسن،‏ . 2 اإحسان حممد)‏‎2005‎‏(‏ النظريات االجتماعية املتقدمة،‏ دار وائل للنرش،‏ عمان.‏<br />

. ‎3‎من الشبكة العاملية لالنرتنت موقع مركز يافا الثقايف www.yafacult.org<br />

. ‎4‎نرشة تعريفية مبركز يافا<br />

. ‎5‎الفرا،‏ يوسف واآخرون )1999( مشكلة الالجئني الفلسطينيني وحق العودة<br />

السياسة الفلسطينية،‏ السنة السادسة،‏ العدد الثاين والعرشون.‏<br />

) 6 ‏سجالت فلسطينية:‏ نحو وضع االأسس وحتديد االجتاهات،‏<br />

تقرير مرشوع ‏سيفيتاس.‏<br />

‎7‎طه،‏ . 7 املتوكل )1997( التلفاز واملذياع والالجئ الفلسطيني،‏ جملة الهجرة القرسية،‏<br />

جامعة النجاح الوطنية،‏ السنة االأوىل،‏ العدد الثاين.‏<br />

. ‎8‎حبش،‏ ‏صخر )1997( النكبة ومشكلة الالجئني:‏ قضية الالجئني من منظور<br />

جملة الهجرة القرسية،‏ جامعة النجاح الوطنية،‏ السنة االأوىل،‏ العدد الثاين.‏<br />

‎9‎كناعنة،‏ . 9 ‏رشيف )2000( الشتات الفلسطيني هجرة اأم تهجري،‏ مركز الالجئني والشتات<br />

الفلسطيني)شمل(،‏ مطبعة اأبو غوش،‏ البرية.‏<br />

‎1010‎احلسن،‏ اإحسان )1992 ) التنشئة االجتماعية والسلوك االجرامي،‏ منشورات جامعة<br />

بغداد.‏<br />

‎11‎غازيت،‏ ‏شلومو )1995( قضية الالجئني الفلسطينيني:‏ احلل الدائم من منظور اإرسائيلي<br />

جملة دراسات فلسطينية،‏ عدد‎22‎‏،‏ ‏ص‎113-78‎‏.‏<br />

‎1212‎وزارة االإعالم الفلسطينية)‏‎1995‎‏(‏ الالجئون الفلسطينيون وحق العودة،‏ املكتب<br />

الصحفي،‏ فلسطني.‏<br />

‎1313‎اأبو جاود،‏ ‏صالح حممد علي )2006 ) ‏سيكولوجية التنشئة االجتماعية،‏ دار املسري<br />

للنرش والتوزيع والطباعة،‏ عمان.‏<br />

‎1414‎دبابنة،‏ ميشيل،‏ وحمفوظ،‏ نبيل )1984( ‏سيكولوجية الطفولة ، دار املستقبل للنرش<br />

والتوزيع،‏ عما<br />

‎1515‎فرح،‏ حممد )1980( البناء االجتماعي والشخصية،‏ الهيئة العامة للكتاب،‏<br />

االإسكندرية.‏<br />

‎1616‎العمر،‏ معن خليل )2004( التنشئة االجتماعية،‏ دار الرشوق للنرش والتوزيع،‏ عمان.‏<br />

. 3<br />

4 الثقايف.‏<br />

، 5 جملة<br />

. ‎6‎النابلسي،‏ كرمة )2006<br />

8 فتحاوي،‏<br />

، 11


دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />

الالجئني الفلسطينيني:‏ دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />

د.‏ عماد إشتية<br />

املراجع االجنليزية:‏<br />

1. Cooley, C.H).1984 (Human Nature and the Social Order, New<br />

York, Schocken.<br />

2. Mead, G.H. (1980) Mind, Self and Society, Chicago, University of<br />

Chicago press.<br />

3. Langton, K,(1969) Political Socialization, Oxford University press,<br />

London.<br />

4. Johnson, H, (1961) Sociology. A Systematic Introduction, London,<br />

Routledge and Kegan Paul.<br />

5. Dawson, Richard (1969) Political Socialization, Boston,.<br />

6. Parsons, T. and Bales R. (1956) Family Socialization and Interaction<br />

Process, New York.


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

بسم اهلل الرحمن الرحيم<br />

حرضة االأخ/ت املحرتم/ة،،،‏<br />

بعد التحية،،،‏<br />

فاإنه والإغراض جمع البيانات الالزمة للدراسة التي يجريها الباحثان حول:‏<br />

دور موؤسسات التنشئة االجتماعية يف تعزيز ثقافة حق العودة لدى الالجئني الفلسطينيني<br />

منوذج مركز يافا الثقايف/خميم بالطة.‏<br />

اأرجو التفضل بتعبئة هذه االستبانة مع حتري املوضوعية الكاملة يف االإجابة،‏ مع التاأكيد<br />

على اأن البيانات الواردة فيها ‏ستستخدم برسية تامة ولغايات البحث العلمي فقط.‏<br />

مع فائق االحرتام والتقدير<br />

اأول:معلومات اأولية:‏<br />

يرجى وضع اإشارة )×( يف املكان املناسب وفق ما تراه مناسبا وما ينطبق عليك:‏<br />

-1 العمر:‏ _______________<br />

2- اجلنس:‏<br />

1( ذكر 2( اأنثى<br />

3- املستوى التعليمي:‏<br />

1( اإعدادي فاأقل 2( ثانوي 3( دبلوم 4( بكالوريوس 5( ماجستري فاأعلى<br />

4- ‏سنوات املشاركة اأو النتساب اإىل املركز:‏<br />

1( ثالث ‏سنوات فاقل 2( من 6-4 ‏سنوات 3( ‎7‎‏سنوات فاأكرث<br />

5- عدد الساعات التي تقضيها اأسبوعيا يف املركز اأو يف متابعة اأنشطتة وبراجمه تقريبا:‏<br />

1( اقل من 5 ‏ساعات 2( من 10-5 3( من 15-11 ‏ساعة 4( 16 ‏ساعة فاأكرث<br />

6- اأشارك بكافة الأنشطة التي ينظمها مركز يافا الثقايف بشكل:‏<br />

1( مستمر ‎2‎‏(جزئي 3( ال اأشارك اإطالقا<br />

7- بني يديك ‏ستة اأنشطة من املتوقع اأن تكون قد ‏شاركت فيها مع مركز يافا الثقايف،‏ رتب<br />

هذه الأنشطة من )1 -6( تبعا لدرجة مشاركتك فيها)ميكنك استثناء النشاط الذي مل<br />

تشارك فيه(:‏


دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />

الالجئني الفلسطينيني:‏ دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />

د.‏ عماد إشتية<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

ثانيا:‏ مقياس درجة املشاركة يف األنشطة مع مركز يافا الثقايف<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

.


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

ثالثا:‏ الفقرات املتعلقة مبستوى الشعور والتفكري والسلوك واملرتبطة بتكريس ثقافة حق العودة<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

الفقرات املتعلقة مبستوى الشعور<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.


دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تعزيز ثقافة حق العودة عند<br />

الالجئني الفلسطينيني:‏ دراسة تطبيقية على مركز يافا الثقافي مبخيم بالطة<br />

د.‏ عماد إشتية<br />

الفقرات املتعلقة مبستوى التفكري<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

‏لفقرات املتعلقة مبستوى السلوك<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.


مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني<br />

يف خميمات جنوب الضفة الغربية من وجهة<br />

نظر القائمني عليها<br />

د.‏ حممد عبد اإلله الطيطي*‏<br />

د.‏ معني عبد الرمحن جرب**‏


مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />

الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />

د.‏ محمد عبد اإلله الطيطي<br />

د.‏ معني عبد الرحمن جبر<br />

ملخص:‏<br />

تهدف هذه الدراسة اإىل معرفة مدى رعاية موؤسسات املجتمع املحلي للمسنني يف<br />

خميمات جنوب الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها،‏ وتكوَّن جمتمع الدراسة من<br />

جميع العاملني يف املوؤسسات االجتماعية والصحية يف خميمات حمافظتي اخلليل وبيت<br />

حلم،‏ والبالغ عددهم )240( اإداري وفني وخدماتي يعملون يف )5( خميمات.‏<br />

وبالتحديد ‏سعت الدراسة لالإجابة عن السوؤال الرئيس االآتي:‏ ما مدى رعاية موؤسسات<br />

املجتمع املحلي يف خميمات جنوب الضفة الغربية للمسنني يف جماالت اخلدمات املقدمة<br />

لهم من وجهة نظر القائمني عليها؟.‏<br />

وتفرع عن هذا السوؤال ثالثة اأسئلة فرعية تدور حول اأهم مظاهر رعاية موؤسسات<br />

املجتمع املحلي للمسنني يف خميمات جنوب الضفة الغربية،‏ ومدى اختالف مستوى رعاية<br />

املجتمع املحلي للمسنني يف املخيمات يف ‏ضوء متغريات:‏ ‏)اخلربة،‏ وجنس العاملني،‏<br />

واملركز الوظيفي،‏ واملنطقة،‏ واملخيم(،‏ يف جماالت اخلدمات املقدمة لهم:‏ ‏)االجتماعية<br />

والصحية والنفسية(،‏ ومدى رعاية موؤسسات املجتمع املحلي للمسنني يف خميمات جنوب<br />

الضفة الغربية.‏<br />

واستخدم الباحثان املنهج الوصفي،‏ حيث قاما ببناء وتطوير اأداة لقياس مدى<br />

رعاية موؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات جنوب الضفة الغربية للمسنني يف جماالت<br />

اخلدمات ‏)االجتماعية والنفسية والصحية(‏ املقدمة لهم من وجهة نظر القائمني عليها،‏<br />

باالعتماد على االأدب الرتبوي والدراسات ذات الصلة،‏ وتكونت االستبانة من )38( فقرة<br />

توزعت على ثالثة جماالت هي:‏ ‏)املجال االجتماعي،‏ واملجال الصحي،‏ واملجال النفسي(،‏<br />

واأخضعت االأداة للتحكيم واملعاجلة االإحصائية،‏ ومتّ‏ التاأكد من ‏صدقها وثباتها ومدى<br />

مالءمة فقراتها الأغراض الدراسة.‏<br />

واأظهرت النتائج اأن مدى رعاية موؤسسات املجتمع املحلي للمسنني يف خميمات<br />

جنوب الضفة الغربية يف جمال اخلدمات االجتماعية والصحية املقدمة للمسنني كانت<br />

كبرية بشكل عام لكليهما،‏ حيث بلغت هذه الدرجة)‏‎3.54‎‏(‏ يف حني كانت درجة رعاية<br />

موؤسسات املجتمع املحلي للمسنني يف خميمات جنوب الضفة الغربية يف جماالت اخلدمات


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

النفسية املقدمة للمسنني متوسطة بدرجة )3.37(.<br />

كما اأظهرت النتائج فروقاً‏ ذات داللة اإحصائية عند مستوى )α ≥0.05( بني جمال<br />

الرعاية االجتماعية والنفسية لصالح جمال الرعاية االجتماعية،‏ وبني جمال الرعاية<br />

النفسية والصحية لصالح جمال الرعاية الصحية.‏<br />

واأظهرت النتائج وجود فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى )α ≥0.05( بني<br />

متوسطات استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية املسنني يف جمال الرعاية االجتماعية<br />

تعزى ملتغري املنطقة اجلغرافية ومتغري املخيم،‏ وجمال اخلدمات االجتماعية والنفسية<br />

تعزى ملتغري املركز الوظيفي.‏


مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />

الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />

د.‏ محمد عبد اإلله الطيطي<br />

د.‏ معني عبد الرحمن جبر<br />

Abstract:<br />

This study aimed at exploring how efficiently the local community<br />

institutions care for the elderly in the south of the West Bank camps from<br />

the viewpoint of those working in them. The population and sample of the<br />

study consisted of all the administrators, professionals, and workers (n =<br />

240) in the five camps found in the provinces of Hebron and Bethlehem.<br />

The main question of the study was: To what extent do the local<br />

community institutions in the southern West Bank camps meet the needs<br />

of the elderly in the service areas provided to them from the viewpoints of<br />

those working in them? The sub- questions derived from this main one<br />

focus on the main aspects of elderly care by those institutions and the<br />

differences in the care level in light of the experience, gender, post, province<br />

and camp variables, and the social, health and psychological dimensions.<br />

The descriptive method was used in this study. A 38-item questionnaire<br />

measuring the performance of the local community institutions of the<br />

elderly care in the social, health and psychological areas was developed<br />

based on reviewing the previous literature. The validity and reliability of the<br />

questionnaire were verified.<br />

The results revealed that a good level of meeting the social and heath<br />

needs of the elderly by the local community institutions (3.54) and an<br />

average level of meeting their psychological needs (3.37).<br />

The res ults also showed statistical differnces between the social and<br />

psychological care in javor of social care and between psychological care<br />

and health care in favor of healthe care.<br />

The study also showed the statistical differences in social care are due<br />

to geographical variables and the differences in social and psychological<br />

aspect are due to the variable of job position.


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

مقدمة:‏<br />

يحتاج االإنسان دائما،‏ ومنذ قدمي االأزل،‏ اإىل جمموعة من اخلدمات التي يقدمها له<br />

االآخرون ممن يعيش معهم،‏ فالفقر واحلرمان واملرض ظواهر قائمة على مدى تاريخ<br />

البرشية،‏ لذلك تقوم االأرسة والعائلة والقبيلة واملجتمع املحلي باأداء اأدوارها يف اإشباع<br />

احتياجات اأعضائها وبذل العون لهم،‏ ولعل الدافع لذلك يكمن يف احلفاظ على النوع<br />

واستمرار كيان هذه التجمعات البرشية.‏<br />

لقد كانت االأرسة ترعى اأفرادها،‏ وتوفر لهم التعليم والتدريب واالأمن،‏ يف حني كانت<br />

العائلة والقبيلة تسارع لنجدة االأفراد اأو اجلماعات الذين تصيبهم الكوارث،‏ والذين ال<br />

متكنهم قدراتهم ومواردهم من اإشباع احتياجاتهم االأساسية.‏<br />

وتزدهر االأمم وترتقي يف ‏سلم احلضارة بقدر ما توفره من رعاية الأفرادها،‏ هذه<br />

الرعاية التي متتد لتشمل اجلوانب الصحية والنفسية واالجتماعية والبيئية،‏ والأن الرثوة<br />

البرشية هي العمود الفقري واملورد احليوي للتقدم واالزدهار،‏ كان االهتمام باجلانب<br />

البرشي يستلزم االهتمام باالإنسان عرب مراحل النمو املختلفة ‏)القرين،‏ 2005(.<br />

لقد مضت ‏سنة اهلل يف االإنسان،‏ اأن جعله مير مبراحل متعددة يف رحلته الدنيوية،فيبداأ<br />

وليداً‏ ‏ضعيفاً،‏ ثم ‏شابًا قويًا،‏ واأخرياً‏ ‏شيخاً‏ ‏ضعيفاً،‏ قال تعاىل:"اهللُ‏ الذي خلقكم من ‏ضعفٍ‏<br />

ثمَّ‏ جعل من بعد ‏ضعفٍ‏ قوةً‏ ثمَّ‏ جعل من بعد قوةٍ‏ ‏ضعفًا وشيبةً‏ يخلُقُ‏ ما يشاءُ‏ وهو العليمُ‏<br />

القدير"‏ ‏)االآية‎54‎‏،‏ الروم(.‏<br />

فالرعاية متتد طوال حياة االإنسان،‏ وما يهمنا منها هنا املرحلة االأخرية،‏ وهي مرحلة<br />

الشيخوخة،‏ فلقد حرص االإسالم على هذه املرحلة وجعلها حمطة تكرمي وعناية خاصة،‏<br />

واأوصى باأهلها مزيد رعاية واحرتام وتقدير،‏ ذلك اأن ‏صاحبها يتصف بالضعف وحاجته<br />

اإىل االآخرين خلدمته والقيام بسوؤونه الدنيوية،‏ فهي مرحلة عصيبة جتعلها كذلك جمموعة<br />

من التغريات،‏ ‏سواء على املستوى االجتماعي اأو اجلسمي اأو االنفعايل اأو العقلي اأو املعريف


مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />

الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />

د.‏ محمد عبد اإلله الطيطي<br />

د.‏ معني عبد الرحمن جبر<br />

اأو النفسي،‏ وهذه التغريات جتعل االأفراد فيها يتصفون مبجموعة من اخلصائص والسمات،‏<br />

ويواجهون ‏سلسلة من املشكالت واملتطلبات التي يتوجب عليهم اأن يتكيفوا معها.‏<br />

اإن هذا االهتمام مل ياأت من فراغ،‏ واإمنا يرجع االهتمام بهذه الفئة اإىل اأنها اأصبحت<br />

ذات تاأثري واضح على الرتكيب السكاين للمجتمعات وخصوصا املتقدمة مما استوجب<br />

اإعادة النظر يف اخلدمات املقدمة لها،‏ وتطويرها مبا يتناسب مع تسميتها يف املجتمع<br />

حيث اأصبحت يف بعض املجتمعات متثل ما نسبته %20 اأو اأكرث يف جمتمعات اأملانيا،‏<br />

واليابان وغريهما من الدول املتقدمة،‏ ووفقا الآخر االإحصاءات التي نرشتها الصحف<br />

عن االأمم املتحدة اأنه يف عام ‎1998‎م،‏ كان يعيش على االأرض 580 مليون اإنسان فوق<br />

‏سن الستني عاما،‏ يف حني بلغ عدد املسنِّني عام‎2004‎م يف العامل 461 مليون اأي ما<br />

نسبته %7.0 من جمموع ‏سكان العامل،‏ ويزداد هذا العدد مبقدار 10.3 مليون ‏سنويا،‏<br />

ويتوقع يف عام ‎2050‎م اأن يصل عدد هوؤالء املسنني اإىل ملياري اإنسان من اأصل تسعة<br />

مليارات،وستكون نسبة من هم فوق الستني يف الدول الغنية اأكرث منها يف الدول النامية<br />

‎33‎‏%مقابل ‎21‎‏%)النعيم،‏‎2001‎م(.‏<br />

ومل يكن احلال باأحسن يف االأراضي الفلسطينية،‏ بل هو كحال بقية الدول،‏ اإذ تشري<br />

االإحصائيات اإىل وجود ‎115‎األف مسن يف االأراضي الفلسطينية يف العام‎2005‎م،‏ ويتوقع<br />

اأن يصل عددهم اإىل ‎126‎األفا يف العام ‎2010‎م بزيادة مقدارها %9.3، كما يتوقع اأن يصل<br />

العدد اإىل ‎172‎األفا يف العام ‎2020‎م،‏ بزيادة مقدارها ‎49.4‎‏%مقارنة بعام ‎2005‎م ‏)اجلهاز<br />

املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏ ‎2006‎م(.‏<br />

املسنون:‏<br />

املسن هو من كرب ‏سنه وطال عمره،واستعمل العرب كلمة املسن للداللة على الرجل<br />

الكبري،‏ كما استخدموا األفاظً‏ ا اأخرى لوصف املراحل التي مير بها كبري السن فقالوا:‏ ‏)شيخ(‏<br />

وهو من ظهر عليه الشيب ‏)معلوف،‏ 1975(، وبعضهم يطلقها على من جاوز اخلمسني<br />

‏)مصطفى،‏ 1989(، وقالت العرب:‏ ‏)هرم(‏ وهو اأقصى الكرب وتقول كذلك كهل،وجميع هذه<br />

االألفاظ تدل على كبري السن،‏ ونُقل عن بعض احلكماء قوله:"االأسنان اأربعة:‏ ‏سن الطفولة،‏ ثم<br />

الشباب،‏ ثم الكهولة،‏ ثم الشيخوخة".)ابن منظور،‏ 1955(.<br />

اإن هناك ‏شبه اإجماع على اعتبار ‏سن الستني بداية مرحلة الشيخوخة وتستمر اإىل<br />

نهاية العمر،‏ لكن هناك بعض العلماء يتخذ اأكرث من مقياس لتحديد هذه املرحلة،فيتخذ<br />

العمر الزمني مقياسا يتعامل به مع عدد السنني،والعمر البيولوجي،‏ ‏)وهو مقياس وصفي


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

يتناول اجلوانب العضوية لالإنسان،‏ والعمر االجتماعي،ويتناول فيه االأدوار االجتماعية<br />

التي ميارسها الفرد،‏ وعالقته باالآخرين،‏ واأخريا العمر النفسي ‏)الغريب،‏ 1995(.<br />

وعرفت االأمم املتحدة وجامعة الدول العربية املسن تعريفًا اإجرائيًا للتعامل مع هذا<br />

املصطلح،‏ وذلك باأن حدَّدتاه مبن جتاوز عمره الستني ‏سنة ‏)احمد،‏‎1992‎‏(.‏<br />

واأيًا كان االختالف فمن املوؤكد اأنه ليس هناك حد فاصل واحد تستطيع القول عنده:‏<br />

اإن االإنسان قد اأصبح مسنا،‏ وبخاصة اإذا تعاملنا وفق املقاييس السابقة جمتمعة وهي:‏<br />

العمر الزمني،‏ والعمر البيولوجي،‏ والعمر االجتماعي،‏ والعمر النفسي،‏ ولكننا نستطيع القول:‏<br />

اإن املسن هو:‏ كل فرد اأصبح عاجزًا عن رعاية نفسه وخدمتها،‏ اثر تقدمه يف العمر،‏ وليس<br />

بسبب اإعاقة اأو ‏شبهها.‏<br />

وبني ليفنسون ودارو وكالين وكيكي Darrow;Klien;( Levinson;<br />

)Ckee من خالل تقسيمهم لدورة احلياة اإىل مراحل متتالية،‏ اأن املرحلة االأخرية<br />

هي مرحلة الشيخوخة Adulthood( ،)Late وتبداأ حسب راأيهم يف ‏سن 60 وما<br />

فوق 1978( .)Levinson; Darrow;Klien; Ckee<br />

كما بني هافيجهريست )Havighurst( يف تقسيمه لدورة احلياة اإىل ‏ست فرتات<br />

عمرية،اأن اآخرها مرحلة النضج املتاأخر Maturity( ،)Late وحدد بدءها بسن 60 وما<br />

فوق،‏ مبينا اأن مطالب النمو لهذه املرحلة تشمل حتقيق التوافق مع حقيقة تناقص القوى<br />

اجلسمية والصحية وحتقيق متطلبات العيش املادية R.J( .)1973,Havighurst,<br />

رعاية املسن:‏<br />

لقد كان االهتمام العاملي كبريًا بقضية رعاية املسنني وصحتهم،‏ وقد متثل<br />

هذا االهتمام يف اأن االأمم املتحدة اعتربت عام‎1999‎م عامً‏ ا دوليًا لكبار السن،‏ كما اأن<br />

منظمة الصحة العاملية جعلت هذه القضية موضوعها ليوم الصحة العاملي،‏ مما يعني اأنه<br />

املوضوع الذي يركز عليه طوال العام،‏ وقد قام العامل كله مبا يف ذلك العامل العربي بنشاط<br />

مركز حول موضوع املسنني ورعايتهم،‏ حيث عقدت الندوات واملوؤمترات املحلية واالإقليمية<br />

والدولية لتسليط الضوء على قضية املسنني ورعايتهم،‏ بهدف التبادل واالستفادة من<br />

اخلربات والتجارب واالأساليب يف جمال قضايا املسنني،‏ وتوفري الرعاية الكرمية الطيبة<br />

واالجتماعية لهم ‏)النعيم،‏ 2001(.<br />

كما اأكَّ‏ د تقرير االأمم املتحدة على ‏رضورة توفري احلماية للمسنني باأوسع من مساألة<br />

االجتاه نحو عالجهم،‏ ورضورة االجتاه نحو توفري اأبعاد رفاهيتهم من خالل مالحظة


مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />

الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />

د.‏ محمد عبد اإلله الطيطي<br />

د.‏ معني عبد الرحمن جبر<br />

العالقة بني السالمة اجلسمية والنفسية واالجتماعية والبيئية،‏ وهذا االأمر يتطلب تعاوناً‏<br />

واسعاً‏ بني الدولة واملجتمع،‏ واأرس املسنني،‏ واملسنني اأنفسهم.‏<br />

لقد اأصبحت قضية االهتمام باملسنني من القضايا املهمة التي نالت قسطً‏ ا من<br />

اهتمام العلماء واملتخصصني يف ‏شتى التخصصات،‏ وذلك ملا يجب اأن تناله هذه الفئة من<br />

رعاية واهتمام يف فرتة هم اأحوج ما يكونون اإليها بعدما بذلوا قصارى جهدهم يف خدمة<br />

املجتمع،‏ هذا باالإضافة اإىل ارتفاع معدالتهم يف املجتمعات العربية والغربية.‏<br />

اإن االإسالم مينح املسنني حقوقا ‏شاملة مبقتضى حاجتهم للرعاية االأخالقية<br />

واالجتماعية،‏ ويوؤكد على عنرص الرعاية العائلية لهم،‏ كما اأن االإسالم وضع قيما ومبادئ<br />

ومعايري ال بد من االلتزام بها نحو املسنني.‏<br />

اإن رعاية املسنني يف االإسالم تقوم يف اأساسها على احلب اخلالص،والرب<br />

والوفاء،والرعاية والرحمة،وهذا ما وضحه الرسول ‏)صلى اهلل عليه وسلم(‏ يف حديثه<br />

الرشيف حيث قال ‏)صلى اهلل عليه وسلم(:‏ ‏»ليس منا من مل يوقر الكبري،‏ ويرحم الصغري،‏<br />

وياأمر باملعروف،‏ وينه عن املنكر«)الرازي،‏‎1990‎‏(.‏<br />

لقد اأبدى االإسالم حرصه على تاأكيد مركز االآباء واالأمهات،‏ وحث االأبناء على الرب بهم،‏<br />

والدعاء لهم.‏ واأصبحت قيمة املسن تنبع من ذاته،‏ وليس من فائدته اأو العائد املادي منه.‏<br />

وال ‏شك يف اأن املجتمع الفلسطيني ما زال يحتفظ باملكانة االجتماعية للمسن باعتباره<br />

مصدرًا للحكمة،‏ والأهميتهم يف رعاية االأحفاد،‏ وجمع ‏شمل االأرسة يف كل االأوقات.‏<br />

دور األسرة يف رعاية املسن:‏<br />

ال ‏شك يف اأن االإنسان راع ومرعي يف كل االأوقات،‏ مهما كانت مكانته االجتماعية،‏<br />

فكل مرحلة من مراحل العمر،‏ وكل فئة من فئات الناس بحاجة اإىل نوع اأو اآخر من اأنواع<br />

الرعاية،‏ ومهما كانت املرحلة العمرية التي بلغها االإنسان،‏ ومهما كانت حالته الصحية<br />

اأو املالية،‏ فاإنه بحاجة دائمة للرعاية،‏ فاجلميع يتبادلون الرعاية مع بعضهم بعضً‏ ا يف<br />

الوقت نفسه.‏<br />

وعلى الرغم من رابطة الدم بني االآباء واالأبناء واالأحفاد،‏ فال يكفي ذلك لكي يكون<br />

حافزًا للرعاية يف الشيخوخة،‏ واإمنا يحتاج االأمر اإىل التدريب على كيفية الرعاية الصاحلة<br />

بعد اإحراز تفهم وبصرية بطبيعة الشيخوخة،‏ والوقوف على خصائصها العارضة وسماتها<br />

الثابتة ‏)صادق واأبو حطب،‏‎1995‎‏(.‏<br />

ومن املالحظ اأن اأغلب املسنني يفضلون العيش مستقلني،‏ مع املشاركة يف حياة<br />

االأرسة،‏ وهو ما اأكدته اأغلب الدراسات يف هذا الساأن،‏ ونتيجة لذلك يزداد اأثر االأجداد يف


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

اأعضاء االأرسة الصغرية،‏ و تزداد هذه العالقة وثوقًا يف املجتمعات الريفية اأكرث،‏ حيث<br />

يقترص منط احلياة القائم على نظام االأرس املمتدة،‏ فتزداد الصلة بني االأجيال والتفاعل<br />

الشديد بينهم معظم الوقت،‏ وهو ما ال يتوافر يف املجتمعات احلرضية والصناعية)صادق<br />

و اأبو حطب،املرجع السابق(.‏<br />

وتوؤكد بعض الدراسات احلديثة اأن الطفل الذي يقضي بعض الوقت يف تعامل مبارش<br />

مع املسنني،‏ تتحول اجتاهاته من السلبية اإىل االيجابية نحوهم،‏ وحديثا يزداد اعتماد<br />

االأرسة على اجلد واجلدة يف تربية االأحفاد يف فرتة ما قبل املدرسة؛ نتيجة الرتفاع يف<br />

تكلفة دور احلضانة،‏ وازدياد وظاهرة خروج املراأة للعمل.‏<br />

وميكن اعتبار رعاية املسنني استثماراً‏ وخدمة يف وقت واحد ملا ياأتي:‏<br />

يخفف على االأرسة تكلفة رعايته يف دور املسنني،‏ ويصبح عضوًا مفيدًا يف االأرسة<br />

برعاية االأحفاد،‏ كما يتحول دور املسن من االستهالك اإىل االإنتاج،‏ اإذا اأتيحت له الفرصة<br />

لالإسهام يف االأنشطة التطوعية،‏ وبذلك يوفر على الدولة ‏-على االأقل-تكاليف رعاية ‏شخص<br />

مريض ‏)حجازي،‏ 1998(.<br />

أهمية الرعاية للمسنني:‏<br />

اأكدت نتائج العديد من الدراسات اأن لالأرسة اأهمية بالغة باعتبارها نظاماً‏ اجتماعياً،‏<br />

لتوفري خدمات الرعاية الطويلة املدى وتقدميها،‏ كما اأن معيشة املسنني مع اأبنائهم توفر<br />

لهم مقومات عدة منها:‏ االحتفاظ باملكانة االجتماعية بني االأبناء،‏ وبقاء عالقات املودة<br />

مع االأبناء،‏ كما توفر الرعاية االأرسية للمسنني ما ياأتي:‏<br />

1 الدفء العائلي والروحي واالإحساس باالأمن.‏<br />

2 التفاعل الطبيعي مع االأبناء،‏ واالأزواج،‏ واالأقارب،‏ واملعارف واالأصدقاء.‏<br />

‎3‎حتقيق . 3 االنطالق والتعبري احلر عن الذات لدى املسنني.‏<br />

‎4‎تكوين . 4 عالقات متعددة وقوية داخل االأرسة وخارجها.‏<br />

5 حتقيق املكانة االجتماعية واحرتام الذات.‏<br />

6 االرتباط باملجتمع واالأرس االأخرى من خالل الزيارات،‏ واستقبال الضيوف.‏<br />

. ‎7‎ينتقي املسن مالبسه بنفسه،‏ ويحدّد بنفسه مكان زيارته وموعدها،‏ وهذا<br />

يتحقق داخل املوؤسسة.‏<br />

ومل تضع املجتمعات احلديثة عبء رعاية املسنني كله على االأبناء،‏ فخدمات التاأمني<br />

االجتماعي توفر دخالً‏ ثابتًا يف الوقت احلارض،‏ وكذلك انتشار خدمات التاأمني الصحي،‏<br />

كما اأن وجود دور املسنني خفف من االأعباء التي تلقى على عاتق االأبناء،‏ وال يعني ذلك اأن<br />

<br />

1 .<br />

. ‎2‎فرص<br />

5 .<br />

6 .<br />

7 ال


مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />

الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />

د.‏ محمد عبد اإلله الطيطي<br />

د.‏ معني عبد الرحمن جبر<br />

يتحرر االأبناء من رعاية املسنني،‏ واإمنا عليهم اأن يقدموا الرعاية والدعم للوالدين املسنني،‏<br />

ليمارسوا دوراً‏ مهماً‏ يف حياتهم،‏ وبذلك تنعكس اأدوار الوالدية والبنوة.‏ وبالرغم من ذلك<br />

فهناك اأدلة على اأن الصلة بني االأبناء واالآباء املسنني لها اأهميتها وفائدتها للصحة<br />

النفسية للمسنني ‏)عبد اللطيف،‏ 1999(.<br />

واقع املسنني يف فلسطني:‏<br />

ميتاز املجتمع الفلسطيني يف االأراضي الفلسطينية،‏ باأنه جمتمع فتي،‏ حيث تشكل فئة<br />

‏صغار السن حوايل نصف املجتمع،‏ يف حني ال تشكل فئة كبار السن اأو املسنني ‏سوى نسبة<br />

‏ضئيلة من حجم السكان.‏<br />

ففي منتصف العام 2005 م،‏ بلغ عدد كبار السن ‏)االأفراد الذين اأعمارهم‎65‎ فاأكرث(‏<br />

)114.809( اأفراد ‏)بواقع 49.288 من الذكور،‏ 65.521 من االإناث(،‏ اأي ما نسبته %3.1<br />

من جممل السكان،‏ مع العلم اأن نسبة كبار السن يف الدول املتقدمة جمتمعة قد بلغت %15.0<br />

من اإجمايل ‏سكان تلك الدول،‏ اأعالها يف اليابان اإذ تبلغ %19.0 من اإجمايل ‏سكانها،‏ و<br />

%16.0 من اإجمايل ‏سكان اململكة املتحدة،‏ يف حني تبلغ نسبة كبار السن يف الدول النامية<br />

جمتمعة حوايل %5.0 فقط من اإجمايل تلك الدول.‏<br />

على الرغم من الزيادة املطلقة واملتوقعة الأعداد كبار السن يف االأراضي الفلسطينية<br />

يف السنوات القادمة،‏ فمن املتوقع اأن تبقى هذه النسبة منخفضة،‏ اإذ يتوقع اأن يبلغ عدد<br />

كبار السن يف االأراضي الفلسطينية،‏ عام ‏)‏‎2010‎م(‏ حوايل )125.532( فردًا،‏ بزيادة<br />

‎9.3‎‏%عن العام ‏)‏‎2005‎م(،‏ وبنسبة %2.8 فقط من اإجمايل ‏سكان االأراضي الفلسطينية،‏ يف<br />

حني يتوقع اأن يبلغ عددهم 171.485 فردًا يف العام ‏)‏‎2020‎م(،‏ بزيادة مقدارها % 49.4<br />

من اإجمايل املسنني عام ‏)‏‎2005‎م(،‏ وبنسبة 2.9 ‏%من اإجمايل ‏سكان االأراضي الفلسطينية<br />

عام ‏)‏‎2020‎م(.‏<br />

وقد يعزى ثبات نسبة املسنني من اإجمايل السكان خالل السنوات القادمة اإىل استمرار<br />

تاأثري معدالت اخلصوبة املرتفعة يف االأراضي الفلسطينية ‏–خاصة يف قطاع غزة – على<br />

الرتكيب العمري للسكان،‏ مع مالحظة وجود فروق واضحة ما بني نسب كبار السن يف كل<br />

من الضفة الغربية وقطاع غزة،‏ اإذ بلغت حوايل %3.3 و % 2.6 لعام ‎2005‎م يف الضفة<br />

الغربية وقطاع غزة على التوايل.‏<br />

لقد مارست االأرس الفلسطينية دوراً‏ مهماً‏ يف رعاية املسنني،‏ وهذا كان الأكرث من<br />

اأربعني ‏سنة مضت،‏ فاالأرسة الفلسطينية يف املاضي،‏ اأرسه ممتدة وهذا النمط السائد للعائلة<br />

الفلسطينية،‏ وتعود ‏سيادة هذا النمط من االأرس اإىل طبيعة املجتمع الفلسطيني الزراعي،‏ حيث


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

تعتمد العائلة الفلسطينية على الزراعة مصدراً‏ للدخل،‏ االأمر الذي يتطلب عمل اأفراد االأرسة<br />

كافة بالزراعة،‏ اأما السبب االأخر لوجود العائلة املمتدة فهو احلاجة اإىل االأمن واحلماية،‏<br />

اأما مع بداية السبعينيات من القرن املاضي،‏ فقد بداأ هذا النمط من العائلة باالنخفاض<br />

ليسود مكانه منط العائلة النووية،‏ ولكن على الرغم من ذلك فما زال لكبار السن املكانة<br />

واالحرتام،‏ وما زالت العائلة يف االأراضي الفلسطينية حتافظ على ترابطها االأرسي،‏ وعلى<br />

حمبة املسن واحرتامه ورعايته،‏ بالرغم من التحوالت الكبرية التي طراأت على منط حياة<br />

العائلة الفلسطينية خالل السنوات املاضية،‏ اإذ اأظهرت النتائج اأن نسبة االأسر املمتدة يف<br />

االأراضي الفلسطينية قد انخفضت لتصل %12.6 يف عام 2004، بواقع‎12.2‎‏%يف الضفة<br />

الغربية و‎%13.4‎ يف قطاع غزة.‏<br />

اإن %18.3 من االأرس الفلسطينية يتواجد فيها مسن واحد على االأقل،‏ بينما بلغت نسبة<br />

االأرس التي يراأسها رب اأرسة مسن %12.2 من االأسر الفلسطينية،‏ كما تشري البيانات اإىل اأن<br />

متوسط حجم االأرس التي يراأسها مسن يكون يف العادة ‏صغرياً‏ نسبياً‏ اإذ بلغ متوسط حجم<br />

االأرسة التي يراأسها مسن يف االأراضي الفلسطينية 4.2 فرداًمقابل 6.4 فرداً‏ لالأرسة التي<br />

يراأسها غري مسن،‏ مع العلم اأن متوسط حجم االأسرة لعام 2004 قد بلغ 5.7 فردا ‏)اجلهاز<br />

املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏‎2005‎‏(.‏<br />

مشكلة الدراسة وأسئلتها:‏<br />

تتمحور مشكلة الدراسة حول مدى رعاية موؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات<br />

جنوب الضفة الغربية للمسنني يف جماالت اخلدمات املقدمة لهم من وجهة نظر القائمني<br />

عليها،‏ وذلك ملا للمسنني من خصائص ومشكالت تختلف عن طبيعة االآخرين،‏ اإذ يتعرض<br />

املسن يف هذه املرحلة اإىل جمموعة من املشكالت،‏ قد جتعله يحتاج اإىل االآخرين،‏ ولرعاية<br />

دائمة ‏سواء على الصعيد الصحي اأم النفسي.‏<br />

كما اأن لفلسطني خصوصية،‏ تتمثل بوجود االحتالل،‏ وتعرض الناس اإىل ماآسيه<br />

ونكباته وويالته،‏ مما اأضاف اإىل مسنيها واأرسهم هموماً‏ ومشكالت اأخرى،‏ جعلتهم<br />

يحتاجون اإىل رعاية من نوع اآخر،‏ وبشكل عام فاإن املسنني يف فلسطني قد تعرضوا اإىل<br />

اأصناف جديدة غري تلك املوجودة يف بلدان اأخرى.‏<br />

ولهذا خرجت هذه القضية يف ‏صورة هذه املشكلة،‏ وعليه ميكن ‏صياغة السوؤال الرئيس<br />

االآتي:‏<br />

‎1‎‏»ما . 1 مدى رعاية مؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات جنوب الضفة الغربية


مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />

الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />

د.‏ محمد عبد اإلله الطيطي<br />

د.‏ معني عبد الرحمن جبر<br />

للمسنني يف جمالت اخلدمات املقدمة لهم من وجهة نظر القائمني عليها«؟<br />

ويتفرع عن هذا السوؤال االأسئلة الفرعية االآتية:‏<br />

. أما مدى رعاية موؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات جنوب الضفة الغربية<br />

للمسنني يف جمال اخلدمات االجتماعية املقدمة لهم من وجهة نظر القائمني<br />

عليها؟.‏<br />

. ب ما مدى رعاية موؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات جنوب الضفة الغربية<br />

للمسنني يف جمال اخلدمات النفسية املقدمة لهم من وجهة نظر القائمني<br />

عليها؟.‏<br />

. ت ما مدى رعاية موؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات جنوب الضفة الغربية<br />

للمسنني يف جمال اخلدمات الصحية املقدمة لهم من وجهة نظر القائمني<br />

عليها؟.‏<br />

. ‎2‎هل توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )α ≤ 0.05<br />

متوسطات استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية موؤسسات املجتمع املحلي يف<br />

خميمات جنوب الضفة الغربية للمسنني يف جماالت اخلدمات املقدمة لهم«‏<br />

. 3 هل توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )α ≤ 0.05<br />

متوسطات استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية موؤسسات املجتمع املحلي يف<br />

خميمات جنوب الضفة الغربية للمسنني يف جماالت اخلدمات املقدمة لهم«‏<br />

تبعا ملتغريات الدراسة ‏)اجلنس،‏ املنطقة اجلغرافية،‏ املخيم،‏ املركز الوظيفي،‏<br />

اخلربة(؟.‏<br />

ولالإجابة عن السوؤالني الثاين والثالث ‏صيغت الفرضيات الصفرية االآتية:‏<br />

) 2 بني<br />

) 3 بني<br />

فرضيات الدراسة:‏<br />

) 1 بني<br />

<br />

. ‎1‎ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )α ≤ 0.05<br />

متوسطات استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية موؤسسات املجتمع املحلي يف<br />

خميمات جنوب الضفة الغربية للمسنني يف جماالت اخلدمات املقدمة لهم.‏<br />

. ‎2‎ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )α ≤ 0.05<br />

متوسطات استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية موؤسسات املجتمع املحلي يف<br />

خميمات جنوب الضفة الغربية للمسنني يف جماالت اخلدمات املقدمة لهم تُعزى<br />

ملتغري اجلنس.‏<br />

. ‎3‎ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )α ≤ 0.05<br />

متوسطات استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية موؤسسات املجتمع املحلي يف<br />

) 2 بني<br />

) 3 بني


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

خميمات جنوب الضفة الغربية للمسنني يف جماالت اخلدمات املقدمة تُعزى<br />

ملتغري املنطقة اجلغرافية.‏<br />

. ‎4‎ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )α ≤ 0.05<br />

متوسطات استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية موؤسسات املجتمع املحلي يف<br />

خميمات جنوب الضفة الغربية للمسنني يف جماالت اخلدمات املقدمة لهم تُعزى<br />

ملتغري املخيم.‏<br />

. ‎5‎ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )α ≤ 0.05<br />

متوسطات استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية موؤسسات املجتمع املحلي يف<br />

خميمات جنوب الضفة الغربية للمسنني يف جماالت اخلدمات املقدمة لهم تُعزى<br />

ملتغري اخلربة.‏<br />

. ‎6‎ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )α ≤ 0.05<br />

متوسطات استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية موؤسسات املجتمع املحلي يف<br />

خميمات جنوب الضفة الغربية للمسنني يف جماالت اخلدمات املقدمة تُعزى<br />

ملتغري املركز الوظيفي.‏<br />

) 4 بني<br />

) 5 بني<br />

) 6 بني<br />

أهمية الدراسة:‏<br />

تنبع اأهمية الدراسة من اأنها تبحث يف قضية اإنسانية وجمتمعية مهمة جداً‏ بالنسبة<br />

للمسنني واملجتمع املحلي،‏ كما تنبع اأهميتها من مدى رعاية املجتمع املحلي للمسنني<br />

‏سواء على الصعيد االجتماعي اأم على الصعيد الصحي،‏ وما يحققه ذلك التعاون من نتائج<br />

اإيجابية تعود بالفائدة على املسنني واملجتمع املحلي.‏<br />

أهداف الدراسة:‏<br />

تهدف الدراسة اإىل حتقيق االأهداف االآتية:‏<br />

‎1‎التعرف . 1 اإىل مدى رعاية موؤسسات املجتمع املحلي للمسنني يف خميمات جنوب<br />

الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها.‏<br />

. ‎2‎التعرف اإىل اأوجه التعاون والدعم املقدمة للمسنني يف خميمات جنوب<br />

الغربية من وجهة نظر القائمني عليها.‏<br />

‎3‎وضع . 3 املقرتحات والتوصيات التي تساعد على زيادة التعاون والدعم لرعاية<br />

املجتمع املحلي للمسنني يف خميمات جنوب الضفة الغربية.‏<br />

‎4‎رفد . 4 املكتبة العربية بهذا النوع من الدراسات مبا يساعد على رعاية املسنني.‏<br />

2 الضفة


مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />

الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />

د.‏ محمد عبد اإلله الطيطي<br />

د.‏ معني عبد الرحمن جبر<br />

حدود الدراسة:‏<br />

تتحدد الدراسة باملحددات االآتية:‏<br />

تقترص الدراسة على االأفراد العاملني يف املوؤسسات االجتماعية والصحية يف خميمات<br />

جنوب الضفة الغربية للعام ‎2008‎م ‏)يف منطقتي بيت حلم واخلليل(،‏ كما تتحدد نتائج<br />

الدراسة باالأداة املستخدمة جلمع البيانات واملعلومات،‏ ومدى جدية جمتمع الدراسة يف<br />

تعبئة االستبانة،‏ ومدى ‏صدق اأداة الدراسة وثباتها.‏<br />

الدراسات السابقة:‏<br />

‎1‎دراسة . 1 شوي و راك rak( ,Choi and ‎2002‎م(:‏<br />

هدفت الدراسة اإىل اإيجاد وسيلة فعالة للرعاية املسيحية للمسنني يف مدينة جانغ هانغ<br />

يف كوريا،‏ كما هدفت اإىل تعرّف مشكالت املسنني واالأساليب الفاعلة لرعاية املسنني.‏<br />

وتكونت عينة الدراسة من )142( مسن اختريوا بطريقة املسح االجتماعي،‏ وقُ‏ وّموا<br />

على اأساس ‏سلم احلاجات االإنسانية ملاسلو،‏ وتدور الدراسة حول ثالث نقاط رئيسة هي:‏ ما<br />

واقع املسنني يف الديانة املسيحية ويف التوراة؟ وكيف تقدم الكنيسة خدماتها للمسنني؟<br />

وما اأهم هذه اخلدمات؟ وما االحتياجات التي ميكن تقدميها لهوؤالء املسنني؟ وما الربامج<br />

التي استهدفت حتسني اأوضاعهم الصحية واالجتماعية واالقتصادية؟.‏<br />

وتوصلت الدراسة اإىل جمموعة من التوصيات اأهمها:‏ انه يجب على املجتمع الكوري<br />

احرتام املسنني ومعاملتهم باحرتام،‏ وعلى الكنيسة اأن تساهم يف توعية املواطنني لالهتمام<br />

باملسنني،‏ كما يجب على الكنيسة اأن تساعد املسنني على احرتام اأنفسهم،‏ حتى يتمكنوا من<br />

كسب احرتام االآخرين لهم،‏ اإضافة اإىل استمرار رعاية املسنني من قبل املوؤسسات الدينية<br />

‏)الكنيسة(‏ واالجتماعية.‏<br />

‎2‎دراسة 2. الدسوقي ‎1999‎م.‏<br />

هدفت الدراسة اإىل بيان خصائص املسنني واإعدادهم حاليا ومستقبال،ومدى رعاية<br />

الدستور والترشيعات االجتماعية للمسنني يف مرص،ومن ثم وضع روؤية مستقبلية يف<br />

جمال رعاية املسنني وخدماتهم.‏ وكانت اأهم التوصيات:‏ االستفادة من املسنني يف جمال<br />

حتفيظ القراآن ودور االأيتام،‏ واأن تكون االستفادة من املسن يف جمال عمله وخربته اأفضل<br />

من اللجوء للتدريب التحويلي،‏ واستحداث ‏شعبة يف معاهد التمريض خاصة بجلسات


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

املسنني،واإعداد اأطباء يف جمال طب املسنني،واإعداد برامج ومواد اإعالمية مرئية تربز دور<br />

االأرسة يف رعاية املسنني.‏<br />

‎3‎دراسة 3. اجلندي ‎1999‎م.‏<br />

هدفت الدراسة اإىل بيان منزلة املسنني يف االإسالم،‏ ومدى رعاية الدستور والترشيعات<br />

االجتماعية للمسنني يف مرص،‏ ثم وضع روؤية مستقبلية الأوضاع املسنني،وكانت اأهم<br />

التوصيات:‏ الرتكيز على الدور الديني الأجهزة االإعالم الإضفاء القداسة على حقوق املسنني<br />

بني االأهل واالأقارب،‏ ووضع اإطار منهجي لتوعية املجتمع بحسن رعاية املسنني،‏ من خالل:‏<br />

املساجد،‏ والكنائس،‏ واملجالت،‏ والنرشات،‏ واأن تضمن الترشيعات االجتماعية حق املسنني<br />

يف الرعاية الصحية والرتفيهية عند بلوغ ‏سن التقاعد،‏ وزيادة املعاشات بصورة تتناسب<br />

مع الزيادة يف اأعباء تكاليف املعيشة.‏<br />

4 م.‏<br />

. ‎4‎دراسة البطش وملحس‎1998‎<br />

هدفت هذه الدراسة اإىل قياس اجتاهات االأفراد يف املجتمع االأردين نحو كبار السن،‏<br />

ومعرفة اإن كانت هذه االجتاهات تختلف تبعا لعدد من املتغريات:‏ كاملوؤهل العلمي<br />

للفرد،‏ وعمره،‏ وجنسه،‏ ووجود فرد كبري يف السن يف اأرسته.‏ ومن اأجل ذلك بُنيَ‏ مقياس<br />

لالجتاهات نحو كبار السن،‏ واستخرجت له دالالت ‏صدق وثبات وفاعلية فقرات،‏ وجرى<br />

تطبيقه على عينة الدراسة املكونة من 180 فردا،‏ جرى اختيارهم عشوائيا من بني اأفراد<br />

املجتمع االأردين.‏<br />

اأشارت نتائج هذه الدراسة اإىل اأن اأفراد املجتمع االأردين يحملون عموما اجتاهات<br />

نحو كبار السن،‏ حيث بلغ متوسط درجاتهم على مقياس االجتاهات نحو كبار السن<br />

188.5 ‏)الدرجة القصوى على املقياس 252(، كما اأشارت النتائج اإىل وجود اأثر ذي داللة<br />

اإحصائية لكل من متغري املوؤهل العلمي للفرد ‏)حيث اإن الزيادة يف املوؤهل يرافقها نقصان<br />

يف االجتاهات االإيجابية نحو كبار السن(،‏ ومتغري العمر ‏)الزيادة يف العمر يرافقها زيادة<br />

يف االجتاهات االإيجابية نحو كبار السن(،‏ ومتغري اجلنس ‏)حيث اأبدى الذكور اجتاهات<br />

اإيجابية اأكرث من االإناث نحو كبار السن(،‏ ومتغري وجود فرد كبري السن يف اأرسة الفرد ‏)حيث<br />

اأبدى اأفراد االأرس التي يوجد فيها اأشخاص كبار السن اجتاهات اأكرث اإيجابية من اأفراد<br />

االأرس التي ال يوجد فيها كبار السن(.‏ هذا وقد نوقشت النتائج وقُ‏ دّمت عدد من االقرتاحات<br />

البحثية والتطبيقية.‏


مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />

الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />

د.‏ محمد عبد اإلله الطيطي<br />

د.‏ معني عبد الرحمن جبر<br />

‎5‎دراسة 5. مورجان )1998,Morgan(<br />

يرى مورجان يف دراسته عن اختالفات السن يف املشاركة يف ‏شبكة االأعمال<br />

االجتماعية،‏ اأن حجم مشاركة املسنني يف االأعمال االجتماعية حتكمها متغريات عدة،‏ مثل:‏<br />

املستوى االقتصادي،‏ ومستوى التعليم،‏ والصحة اأو القدرة العقلية واجلسمية باعتبارها<br />

مصادر لهذه املشاركة،‏ فهوؤالء الذين ليس لديهم هذه املصادر يعانون من الضياع والوحدة،‏<br />

ويشعرون باأنهم بعيدون كل البعد عن املجتمع،‏ لعدم اإرشاكهم يف االأعمال املجتمعية،‏ اأما<br />

هوؤالء الذين لديهم هذه املصادر،‏ فيكون دورهم بارزا وواضحا يف هذه االأعمال حتى بعد<br />

جتاوزهم ‏سن التقاعد.‏<br />

6 6. دراسة فرحات ‎1998‎م.‏<br />

هدفت الدراسة اإىل معرفة طبيعة التغريات التي تطراأ على طبيعة املسنني العقلية<br />

والبدنية لتنمية قدرتهم على التكيف االجتماعي،‏ كما تفيد اأيضا الذين يقرتبون من التقاعد<br />

بالكيفية التي ميكن من خاللها زيادة فرص العمل لهم بعد التقاعد،عن طريق االحتفاظ<br />

بصحة جيدة،وتاأمني املورد املايل،وتوفري حياة اأرسية،‏ وصالت اجتماعية جيدة،والبحث<br />

عن بدائل ملواجهة املشكالت اخلاصة بفئات املسنني،‏ ويف النهاية توصل الباحث لوضع<br />

تصور جديد لرعاية املسنني.‏<br />

) 7<br />

. ‎7‎دراسة رابينوفتش و مانسفيلد ‏)‏‎1992‎م،‏ Rabinovich and Mansfield<br />

هدفت هذه الدراسة اإىل معرفة تاأثري املشاركة يف االأنشطة الرتويحية على نزالء بيوت<br />

املسنني)‏Home )Nursing من الذين لديهم ‏سلوك عدواين اأو هائج،‏ وكانت عينة الدراسة<br />

تتكون من 13 ‏شخصا،‏ متوسط اأعمارهم 81 ‏سنة،‏ وذلك ملعرفة ما اإذا كانت املشاركة اأو<br />

جمرد حضورهم لثالثة اأنواع من االأنشطة الرتويحية ميكن اأن يوؤثر يف مستوى هيجان<br />

السلوك لديهم،‏ فقام الباحثان بعملية التصوير السينمائي لعينة الدراسة ‏)قبل،‏ خالل،‏ بعد(‏<br />

وقت االأنشطة الرتويحية،‏ فتوصال يف النهاية،‏ اإىل اأن مستوى هيجان السلوك كان ‏سائدا<br />

بني ‏سبعة مسنني،‏ كانوا مشاركني يف االأنشطة،‏ وبني املشاركني الستة الذين حرضوا فقط<br />

ومل يشاركوا،‏ وبسبب ‏صغر حجم العينة مل تكن هناك اأي داللة اإحصائية تبني ما اإذا كانت<br />

املشاركة يف االأنشطة،‏ اأو جمرد احلضور فقط لهذه االأنشطة،‏ ميكن اأن يزيد اأو يقلل هذا النوع<br />

من السلوك.‏<br />

واأوصى الباحثان يف دراستهما هذه اإىل زيادة حجم العينة،‏ وزيادة نوعية االأنشطة<br />

التي يزاولها املسنون،‏ مع اختبار اأثر زيادة االأنشطة يف اأوقات حمددة يف معرفة ما اإذا<br />

كانت املشاركة اأو جمرد التواجد يف هذه االأنشطة،‏ ميكن اأن يكون له تاأثري على السلوك<br />

العدواين.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

جمتمع الدراسة:‏<br />

تكون جمتمع الدراسة من جميع االأفراد العاملني يف موؤسسات املجتمع املحلي يف<br />

خميمات جنوب الضفة الغربية،‏ والبالغ عددهم )240( ما بني موظف اإداري،‏ وموظف فني،‏<br />

وموظف خدماتي،‏ واجلدول )1( يبني توزيع اأفراد الدراسة تبعا ملتغريات اخلربة،‏ وجنس<br />

العاملني،‏ واملركز الوظيفي،‏ واملنطقة اجلغرافية،‏ واخلربة.‏<br />

اجلدول )1(<br />

توزيع أفراد الدراسة تبعا ملتغريات الدراسة<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

-


مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />

الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />

د.‏ محمد عبد اإلله الطيطي<br />

د.‏ معني عبد الرحمن جبر<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

أداة الدراسة:‏<br />

<br />

<br />

<br />

‏صُ‏ مٍّممت اأداة الدراسة من طرف الباحثنيْ‏ ، وتتمثل يف استبانة لقياس مدى رعاية<br />

موؤسسات املجتمع املحلي للمسنني يف خميمات جنوب الضفة الغربية من وجهة نظر<br />

القائمني عليها.‏<br />

وتكونت االستبانة يف ‏صورتها االأولية من )44( فقرة متثل مدى رعاية موؤسسات<br />

املجتمع املحلي للمسنني يف خميمات جنوب الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها،‏<br />

موزعة على جماالت الدراسة وهي:‏ مدى رعاية موؤسسات املجتمع املحلي للمسنني يف<br />

خميمات جنوب الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها يف املجال االجتماعي،‏ ومدى<br />

رعاية موؤسسات املجتمع املحلي للمسنني يف خميمات جنوب الضفة الغربية من وجهة<br />

نظر القائمني عليها يف املجال الصحي،‏ ومدى رعاية موؤسسات املجتمع املحلي للمسنني<br />

يف خميمات جنوب الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها يف املجال النفسي،‏<br />

وصيغت الفقرات االإيجابية،‏ بحيث اأعطي لكل عبارة من عباراتها وزناً‏ مدرجاً‏ وفق ‏سلم<br />

ليكرت اخلماسي لتقدير اأهمية الفقرة كاالآتي:‏ تعطى القيمة الرقمية )5( لالستجابة بدرجة<br />

كبرية جدا،‏ والقيمة )4( لالستجابة بدرجة كبرية،‏ والقيمة )3( لالستجابة بدرجة متوسطة،‏<br />

والقيمة )2( لالستجابة بدرجة قليلة،‏ والقيمة )1( لالستجابة بدرجة قليلة جدا،‏ وتعكس يف<br />

حال ‏صياغة الفقرات السلبية،‏ وبناءً‏ على تقسيم ‏سلم االستجابة اعتمدت خمسة مستويات<br />

للنسب املئوية لالستجابات على حتقيق املجال وفقاً‏ للرتتيب االآتي:‏<br />

اجلدول)‏‎2‎‏(‏<br />

مقياس التصحيح الستجابات عينة الدراسة على جماالتها


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

صدق أداة الدراسة وثباتها:‏<br />

للتاأكد من ‏صدق اأداة الدراسة،‏ عُ‏ رضت على ‏ستة من املحكمني من ذوي اخلربة<br />

واالختصاص من اأجل اإبداء الراأي حول مالءمة الفقرات الأغراض الدراسة من حيث الصياغة<br />

واملضمون وقد اأخذ الباحثان مبالحظات املحكمني التي اأجمع عليها اأكرث من )%80(، حيث<br />

اأصبح عدد فقرات االستبانة )38( فقرة مقسمة على جماالت الدراسة عل النحو االآتي:‏<br />

‎1‎املجال . 1 االجتماعي ملدى رعاية موؤسسات املجتمع املحلي للمسنني يف خميمات جنوب<br />

الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها،‏ وفقراته من )15-1(.<br />

‎2‎املجال . 2 الصحي ملدى رعاية موؤسسات املجتمع املحلي للمسنني يف خميمات جنوب<br />

الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها،وفقراته من )25-16(.<br />

‎3‎املجال . 3 النفسي ملدى رعاية موؤسسات املجتمع املحلي للمسنني يف خميمات جنوب<br />

الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها،‏ وفقراته من )38-26(.<br />

ثبات أداة الدراسة:‏<br />

للتحقق من ثبات االستبانة حُ‏ ‏سب معامل الثبات بطريقة االتساق الداخلي ‏)كرونباخ<br />

األفا(‏ حيث بلغت قيمة الثبات )0.87(، وهي قيمة تفي باأغراض الدراسة.‏<br />

املعاجلة اإلحصائية:‏<br />

من اأجل االإجابة عن اأسئلة الدراسة،‏ والتحقق من فرضياتها،‏ حُ‏ ‏سبت املتوسطات


مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />

الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />

د.‏ محمد عبد اإلله الطيطي<br />

د.‏ معني عبد الرحمن جبر<br />

احلسابية والنسب املئوية واالنحرافات املعيارية،‏ و استخدم الباحثان اختبار ت )t-test(<br />

وحتليل التباين االأحادي ANOVA( ،)One-Way واختبار ‏شيفيه )Scheffe( للمقارنات<br />

البعدية،‏ وحتليل التباين متعدد القياسات املتكررة Design( ،)Repeated Measured<br />

واالإحصائي هوتلينج تريس )Hotelling`s-trace( واختبار ‏سيداك )Sidak( للمقارنات<br />

البعدية الثنائية،‏ وذلك باستخدام برنامج الرزم االإحصائية .)SPSS(<br />

نتائج الدراسة ومناقشتها:‏<br />

أوال:‏ النتائج املتعلقة باإلجابة عن السؤال الرئيس األول الذي نص على:‏<br />

‏»ما مدى رعاية مؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات جنوب الضفة الغربية<br />

للمسنني يف جمالت اخلدمات املقدمة لهم من وجهة نظر القائمني عليها«؟.‏<br />

وانبثق منه ثالثة اأسئلة فرعية هي:‏<br />

اأ-‏ ما مدى رعاية مؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات جنوب الضفة الغربية للمسنني<br />

يف جمال اخلدمات الجتماعية املقدمة لهم من وجهة نظر القائمني عليها؟<br />

ولالإجابة عن السوؤال الفرعي االأول،‏ حُ‏ ‏سبت املتوسطات والنسب املئوية الستجابات<br />

اأفراد عينة الدراسة على جمال الرعاية االجتماعية املقدمة للمسنني،‏ ورُتّبت هذه<br />

الفقرات ترتيباً‏ تنازلياً‏ حسب قيمة املتوسط احلسابي للفقرة،‏ ويبني اجلدول )3( نتائج<br />

االإجابة عن السوؤال االأول فرع ‏)اأ(.‏<br />

اجلدول )3(<br />

املتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية والنسب املئوية لفقرات جمال الرعاية االجتماعية<br />

املقدمة للمسنني،‏ مرتبة تنازليًا وفق املتوسط احلسابي للفقرة


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

يتضح من اجلدول )3( اأن املتوسط احلسابي ملدى رعاية موؤسسات املجتمع املحلي<br />

للمسنني يف جمال الرعاية االجتماعية املقدمة لهم جاء بدرجة كبرية،‏ حيث بلغ )3.54(،


مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />

الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />

د.‏ محمد عبد اإلله الطيطي<br />

د.‏ معني عبد الرحمن جبر<br />

بنسبة مئوية بلغت )70.8%(، يف حني تراوحت النسب املئوية لفقرات هذا املجال ما بني<br />

)63.4%( و)‏‎78.8%‎‏(.‏<br />

ويعزو الباحثان هذه النتيجة اإىل اأهمية اخلدمات االجتماعية التي تقدمها وكالة الغوث<br />

الدولية للمخيمات بشكل عام وللمسنني بشكل خاص،‏ منذ احتالل فلسطني عام ‎1948‎م،‏<br />

وانطالقا من حرصها على االلتزام بتنفيذ براجمها املقدمة للمسنني،‏ بالشكل الذي يتناسب<br />

مع طبيعة عملها باعتبارها موؤسسة دولية اإنسانية،‏ قامت على تقدمي خدمات االإغاثة<br />

االجتماعية والصحية ‏ضمن براجمها املطروحة،‏ فهي تدعم برامج اخلدمات االجتماعية،‏<br />

وبخاصة اخلدمات التي تخص املسنني وذوي االحتياجات اخلاصة،‏ اإضافة اإىل جهودها<br />

الوقائية والعالجية،‏ وخاصة ما يتعلق منها باملسنني،‏ لذلك داأبت وكالة الغوث ومن حلظة<br />

نساأتها على تقدمي املساعدات املالية واالإنسانية للالجئني بجميع فئاتهم وحاالتهم،‏ وركزت<br />

على القضايا اخلاصة ومنها املسنون،‏ اإال اأن هذه املساعدات بداأت يف االآونة االأخرية ترتاجع<br />

كما اأن حجمها بداأ يتقلص،‏ مما اأدى اإىل جتاهل حقوقهم،‏ وهذا واضح ‏ضمن اإحصائياتها<br />

وتذمر كثري من احلاالت من ‏سوء خدماتها،‏ وهذا مل يوضحه اأفراد جمتمع الدراسة بحكم<br />

واقعهم الوظيفي،‏ واملسوؤولية املوجهة لهم.‏<br />

النتائج املتعلقة بالسؤال الفرعي الثاني للسؤال األول:‏<br />

ب.‏ ما مدى رعاية مؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات جنوب الضفة الغربية للمسنني<br />

يف جمال اخلدمات النفسية املقدمة لهم من وجهة نظر القائمني عليها؟<br />

ولالإجابة عن هذا السوؤال،‏ حُ‏ ‏سبت املتوسطات والنسب املئوية الستجابات اأفراد عينة<br />

الدراسة على جمال الرعاية النفسية املقدمة للمسنني،‏ ورُتّبت هذه الفقرات ترتيبًا<br />

تنازلياَ‏ حسب قيمة املتوسط احلسابي للفقرة،‏ ويبني اجلدول )4( نتائج االإجابة عن<br />

السوؤال االأول فرع ‏)ب(.‏<br />

اجلدول )4(<br />

املتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية والنسب املئوية لفقرات جمال الرعاية النفسية املقدمة<br />

للمسنني،‏ مرتبة تنازليًا وفق املتوسط احلسابي للفقرة


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

يتضح من اجلدول )4( اأن املتوسط احلسابي ملدى رعاية موؤسسات املجتمع املحلي<br />

للمسنني يف جمال اخلدمات النفسية املقدمة لهم جاء بدرجة متوسطة،‏ حيث بلغ )3.37(،<br />

بنسبة مئوية بلغت )67.4(، يف حني تراوحت النسب املئوية لفقرات هذا املجال ما بني<br />

)64( و .)71.2(<br />

ويعتقد الباحثان اأن درجة اخلدمات النفسية املقدمة للمسنني جاءت متوسطة،‏ ذلك اأن<br />

هذا اجلانب من اخلدمات غري موجود من االأهل يف برامج املوؤسسات العاملة يف فلسطني،‏


مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />

الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />

د.‏ محمد عبد اإلله الطيطي<br />

د.‏ معني عبد الرحمن جبر<br />

وهو حديث النشوء يف وكالة الغوث الدولية،‏ ويختص بفئة الطالب فقط،‏ وليس له عالقة<br />

باملسنني،‏ كما اأن هناك اأسباباً‏ كثرية اأثرت على هذه الفئة من املجتمع،‏ مل تستطع اأي من<br />

املوؤسسات املوجودة السيطرة عليها،‏ منها وجود االحتالل الصهيوين،‏ وممارساته اليومية<br />

‏ضد اأبناء الشعب وضد اأبنائهم،‏ وسياسة التجويع والترشيد والقتل،‏ وعدم وجود برامج<br />

للدعم النفسي ‏ضمن فعاليات املوؤسسات العاملة يف فلسطني،‏ والفقر املدقع،‏ اإضافة اإىل<br />

االأعباء االجتماعية واالقتصادية امللقاة على عاتق هوؤالء املسنني كاأرباب اأرس،‏ والكثري<br />

الكثري من هذه االأعباء،‏ فاإذا كان احلال كذلك،‏ فكيف نفرسّ‏ واقع اخلدمات النفسية املقدمة<br />

لهذه الرشيحة؟.‏<br />

النتائج املتعلقة بالسؤال الفرعي الثالث للسؤال األول:‏<br />

ج-‏ ما مدى رعاية مؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات جنوب الضفة الغربية للمسنني<br />

يف جمال اخلدمات الصحية املقدمة لهم من وجهة نظر القائمني عليها؟<br />

ولالإجابة عن السوؤال الفرعي الثالث،‏ حُ‏ ‏سبت املتوسطات والنسب املئوية الستجابات<br />

اأفراد عينة الدراسة على جمال الرعاية الصحية املقدمة للمسنني،‏ ورُتّبت هذه الفقرات<br />

ترتيباً‏ تنازلياً‏ حسب قيمة املتوسط احلسابي للفقرة،‏ ويبني اجلدول )5( نتائج االإجابة<br />

عن السوؤال االأول فرع ‏)ج(.‏<br />

اجلدول )5(<br />

املتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية والنسب املئوية لفقرات جمال الرعاية الصحية املقدمة<br />

للمسنني،‏ مرتبة تنازليًا وفق املتوسط احلسابي للفقرة


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

يتضح من اجلدول )5( اأن املتوسط احلسابي ملدى رعاية موؤسسات املجتمع املحلي<br />

للمسنني يف جمال اخلدمات الصحية املقدمة لهم جاء بدرجة كبرية،‏ حيث بلغ )3.54(،<br />

بنسبة مئوية بلغت )70.8(، يف حني تراوحت النسب املئوية لفقرات هذا املجال ما بني<br />

)61.2( و .)80(


مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />

الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />

د.‏ محمد عبد اإلله الطيطي<br />

د.‏ معني عبد الرحمن جبر<br />

1 .<br />

ويرى الباحثان اأن السبب يف ارتفاع درجة رعاية املسنني يف جمال اخلدمات الصحية،‏<br />

رمبا يعود اإىل اأهمية الربامج الصحية التي تقدمها موؤسسات وكالة الغوث للالجئني بشكل<br />

عام وللمسنني بشكل خاص،‏ كما اأن الربامج الصحية هي برامج رئيسة عملت على رعايتها<br />

وكالة الغوث منذ نشوئها وحتى اليوم،‏ مما ولد الرضا لدى ‏سكان املخيمات الفلسطينية عن<br />

هذه اخلدمات املقدمة لهم من جهة،‏ وارتياح القائمني على هذه املوؤسسات من جهة اأخرى،‏<br />

على الرغم من التقليص الكبري لهذه اخلدمات يف االآونة االأخرية موازنة مع السابق.‏<br />

ثانيًا:‏ النتائج املتعلقة بفحص فرضيات الدراسة:‏<br />

1 النتائج املتعلقة بالفرضية األوىل ومناقشتها:‏<br />

‏"ل توجد فروق ذات دللة اإحصائية عند مستوى الدللة )α ≤ 0.05( بني متوسطات<br />

استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية مؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات جنوب الضفة<br />

الغربية للمسنني يف جمالت اخلدمات املقدمة لهم".‏<br />

ولفحص هذه الفرضية،‏ استخدم حتليل التباين متعدد القياسات املتكررة Repeated(<br />

)Measured Design واالإحصائي هوتيلينج تريس Trace( ،)Hotelling's ويبني اجلدول<br />

)6( نتائج فحص الفرضية االأوىل.‏<br />

اجلدول )6(:<br />

نتائج اختبار حتليل التباين متعدد القياسات املتكررة Design( )Repeated Measured للفروق<br />

يف استجابات القائمني على مؤسسات اجملتمع احمللي حنو رعاية املسنني يف اخلدمات املقدمة هلم<br />

<br />

*<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

(≤ α<br />

تشري نتائج اجلدول )6( اإىل وجود فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة<br />

)α≥ 0.05( بني متوسطات استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية موؤسسات املجتمع املحلي<br />

يف خميمات جنوب الضفة الغربية للمسنني يف جماالت اخلدمات املقدمة لهم،‏ وملعرفة<br />

لصالح اأي املجاالت تعود هذه الفروق،‏ اأُستخدم اختبار ‏سيداك )Sidak( للمقارنات البعدية<br />

بني متوسطات املجاالت،‏ واجلدول )7( يبني نتائج ذلك:‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

اجلدول )7(:<br />

نتائج اختبار سيداك )Sidak( للمقارنات البعدية بني املتوسطات احلسابية للمجاالت يف<br />

استجابات القائمني على مؤسسات اجملتمع احمللي حنو رعاية املسنني يف اخلدمات املقدمة هلم تبعًا<br />

ملتغري املخيم<br />

<br />

-<br />

* -<br />

<br />

* <br />

<br />

<br />

<br />

<br />

( ≤ α<br />

تشري نتائج اجلدول )7( اإىل وجود فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى )α ≤ 0.05(<br />

بني متوسطات استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية موؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات<br />

جنوب الضفة الغربية للمسنني بني جمال الرعاية االجتماعية،‏ وجمال الرعاية النفسية،‏<br />

لصالح جمال الرعاية االجتماعية.‏ كما تشري نتائج اجلدول )7( اإىل وجود فروق ذات داللة<br />

اإحصائية على مستوى )α≥0.05( بني متوسطات استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية<br />

موؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات جنوب الضفة الغربية للمسنني بني جمال الرعاية<br />

النفسية،‏ وجمال الرعاية الصحية،‏ لصالح جمال الرعاية الصحية.‏<br />

ومل تظهر نتائج الدراسة وجود فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى )α ≤ 0.05(<br />

بني متوسطات استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية موؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات<br />

جنوب الضفة الغربية للمسنني بني جمال الرعاية االجتماعية وجمال الرعاية الصحية.‏<br />

ويفرس الباحثان هذه النتائج على اأن العاملني يف املوؤسسات االجتماعية والصحية<br />

لهم باع طويل يف تقدمي اخلدمات االجتماعية والصحية يف حني ليس لديهم اأي فكرة عن<br />

الرعاية النفسية،‏ مما اأدى اإىل قصور واضح يف فهم هذا اجلانب وكيفية التعامل معه،‏ اإضافة<br />

اإىل اأن الرعاية النفسية خدمة غري موجودة اأصال ‏ضمن برامج هذه املوؤسسات،‏ اإضافة اإىل<br />

اأن العاملني يف هذه املوؤسسات غري موؤهلني للتعامل مع هذه الفئة من املجتمع،‏ ومع هذا<br />

النوع من اخلدمة،‏ حيث تشري االإحصائيات،‏ اإىل اأنه ال يوجد اأي موظف للرعاية النفسية<br />

يعمل ‏ضمن هذه املوؤسسات،‏ ويتعامل مع فئة املسنني.‏<br />

2. النتائج املتعلقة بالفرضية الثانية ومناقشتها:‏<br />

‏"ل توجد فروق ذات دللة اإحصائية عند مستوى الدللة )α ≤ 0.05( بني متوسطات<br />

استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية مؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات جنوب الضفة<br />

الغربية للمسنني يف جمالت اخلدمات املقدمة لهم تُعزى ملتغري اجلنس".‏


مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />

الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />

د.‏ محمد عبد اإلله الطيطي<br />

د.‏ معني عبد الرحمن جبر<br />

ولفحص هذه الفرضية،‏ استخدم اختبار ت )t-test( لعينتني مستقلتني،‏ واجلدول )8(<br />

يوضح نتائج فحص الفرضية الثانية.‏<br />

اجلدول )8(:<br />

نتائج اختبار ت )t-test( لعينتني مستقلتني،‏ لفحص داللة الفروق يف جماالت رعاية املسنني تبعاً‏<br />

ملتغري اجلنس<br />

<br />

t<br />

<br />

<br />

(<br />

<br />

<br />

(<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

-<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

-<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

-<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

(238α ≤ 0.05<br />

تشري نتائج اجلدول )7( اإىل عدم وجود فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة<br />

)α ≤ 0.05( بني متوسطات استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية موؤسسات املجتمع املحلي<br />

يف خميمات جنوب الضفة الغربية للمسنني يف جماالت اخلدمات املقدمة لهم تُعزى ملتغري<br />

اجلنس.‏<br />

ويعتقد الباحثان اأن هذه النتيجة ‏صحيحة،‏ فليس هناك فرق يف هذه املوؤسسات<br />

بني اجلنسني،‏ وذلك الأن كليهما يخضعان ملعايري املوؤسسة نفسها ورشوطها،‏ ناهيك عن<br />

االلتزام فيها بقواعد العمل ورشوطه،‏ اإضافة اإىل اأن جميع العاملني فيها يعملون بعقود<br />

‏سنوية،‏ وبالتايل فاإن االستغناء عن اأي موظف هو اأمر وارد،‏ وليس هناك اأي ‏ضمان لبقائه<br />

يف عمله،‏ اأي اأن العاملني مكلفون بالقيام باأي عمل،‏ وتقدمي اخلدمات لعمالء املوؤسسات من<br />

كال اجلنسني،‏ وهذا ما اأدى اإىل عدم وجود فروق بينهم.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

‎3‎النتائج . 3 املتعلقة بالفرضية الثالثة ومناقشتها:‏<br />

‏"ل توجد فروق ذات دللة اإحصائية عند مستوى الدللة )α ≥0.05( بني متوسطات<br />

استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية مؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات جنوب الضفة<br />

الغربية للمسنني يف جمالت اخلدمات املقدمة تُعزى ملتغري املنطقة اجلغرافية".‏<br />

ولفحص هذه الفرضية،‏ استخدم اختبار ت )t-test( لعينتني مستقلتني،‏ واجلدول<br />

)9( يوضح نتائج فحص الفرضية الثانية.‏<br />

اجلدول )9(<br />

نتائج اختبار ت )t-test( لعينتني مستقلتني،‏ لفحص داللة الفروق يف جماالت رعاية املسنني تبعاً‏<br />

ملتغري املنطقة اجلغرافية<br />

(<br />

(<br />

<br />

t<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

*<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

-<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

(238α ≤ 0.05<br />

تشري نتائج اجلدول )9( اإىل وجود فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة<br />

)α≥ 0.05( بني متوسطات استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية موؤسسات املجتمع املحلي<br />

يف خميمات جنوب الضفة الغربية للمسنني يف جماالت اخلدمات املقدمة لهم،‏ بني جمال<br />

اخلدمات االجتماعية يف منطقة بيت حلم،‏ وبني جمال اخلدمات االجتماعية يف منطقة<br />

اخلليل،‏ ولصالح اخلدمات االجتماعية يف منطقة بيت حلم.‏<br />

ومل تكشف نتائج اجلدول )9( عن وجود فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى<br />

الداللة )α ≤ 0.05( بني متوسطات استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية موؤسسات<br />

املجتمع املحلي يف خميمات جنوب الضفة الغربية للمسنني يف جماالت اخلدمات املقدمة<br />

لهم بني جمال اخلدمات النفسية والصحية يف منطقة بيت حلم،‏ وبني جمال اخلدمات<br />

النفسية والصحية يف منطقة اخلليل.‏<br />

ويعزو الباحثان هذه النتائج اإىل اأن عدد املخيمات يف حمافظة بيت حلم اأكرث من


مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />

الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />

د.‏ محمد عبد اإلله الطيطي<br />

د.‏ معني عبد الرحمن جبر<br />

<br />

<br />

حمافظة اخلليل،‏ فيبلغ عددها اأربعة خميمات تابعة لنطاق عمل املوؤسسات يف حمافظة بيت<br />

حلم،‏ يف حني يبلغ عدد املخيمات يف منطقة اخلليل خميماً‏ واحداً،‏ كما يعزو الباحثان وجود<br />

هذه الفروق لسبب اأن الربنامج النفسي مل يكن موجوداً‏ اأصالً‏ يف برامج هذه املوؤسسات،‏<br />

يف حني كانت الربامج االجتماعية والصحية موجودة منذ زمن طويل،‏ كما اأن الربنامج<br />

النفسي حديث النشوء ويقدم لفئة معينة من املجتمع وهم طالب املدارس،‏ يف حني اإن<br />

الربنامج الصحي مقدم للجميع،‏ اأما فيما يتعلق باخلدمات االجتماعية فهي متعلقة اأصال<br />

بالوضع السياسي دوما،‏ كما اأنها تتزايد نتيجة الظروف التي يفرضها االحتالل،‏ فكلما زاد<br />

االحتالل ‏سطوته على الشعب الفلسطيني،‏ كلما زاد حجم هذه املساعدات والعكس ‏صحيح،‏<br />

كما اأن املعايري التي تفرضها هذه املوؤسسات على متلقي هذه اخلدمة متارس دوراً‏ كبرياً‏<br />

يف نوعية املساعدات وملن تقدم،‏ وقد اأشارت االإحصائيات اأن عرشة مسنني من بني مائتي<br />

مسن حمتاج يتلقون هذه اخلدمات.‏<br />

‎4‎النتائج . 4 املتعلقة بالفرضية الرابعة ومناقشتها:‏<br />

‏"ل توجد فروق ذات دللة اإحصائية عند مستوى الدللة )α ≤ 0.05( بني متوسطات<br />

استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية مؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات جنوب الضفة<br />

الغربية للمسنني يف جمالت اخلدمات املقدمة لهم تُعزى ملتغري املخيم".‏<br />

ولفحص هذه الفرضية،‏ استخدم اختبار حتليل التباين االأحادي Way( One<br />

،)ANOVA واجلدول )10( يبني املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية يف<br />

استجابات القائمني على موؤسسات املجتمع املحلي نحو رعاية املسنني يف اخلدمات<br />

املقدمة لهم وفق متغري املخيم.‏<br />

اجلدول )10(:<br />

املتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية الستجابات القائمني على مؤسسات اجملتمع احمللي<br />

حنو رعاية املسنني يف اخلدمات املقدمة هلم تبعاً‏ ملتغري املخيم.‏<br />

<br />

(<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

(<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

(<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

(<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

(


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

يتضح من اجلدول )10( اأن املتوسط احلسابي الكلي الستجابات القائمني على موؤسسات<br />

املجتمع املحلي نحو رعاية املسنني يف اخلدمات املقدمة لهم تبعاً‏ ملتغري املخيم بلغ يف<br />

خميم عايدة )3.48( بنسبة )%69.6(، يف حني بلغ يف خميم العزة )3.53( بنسبة)‏‎%70.6‎‏(،‏<br />

كما بلغ يف خميم الدهيشة )3.55( بنسبة )%71(، وبلغ يف خميمي العروب والفوار )3.47(<br />

بنسبة )%69.4( لكل منهما،‏ ولفحص ما اإذا كانت هناك فروق دالة اإحصائياً‏ يف استجابات<br />

القائمني على موؤسسات املجتمع املحلي نحو رعاية املسنني يف اخلدمات املقدمة لهم تبعاً‏<br />

ملتغري املخيم،‏ استخدم حتليل التباين االأحادي،‏ واجلدول )11( يوضح ذلك.‏<br />

اجلدول )11(:<br />

نتائج اختبار حتليل التباين األحادي لفحص الفروق يف استجابات القائمني على مؤسسات اجملتمع<br />

احمللي حنو رعاية املسنني يف اخلدمات املقدمة هلم تبعاً‏ ملتغري املخيم<br />

<br />

<br />

F<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

*<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

(α ≤ 0.05


مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />

الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />

د.‏ محمد عبد اإلله الطيطي<br />

د.‏ معني عبد الرحمن جبر<br />

تشري نتائج اجلدول )11( اإىل وجود فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى الداللة<br />

)α ≤ 0.05( يف استجابات القائمني على موؤسسات املجتمع املحلي نحو رعاية املسنني<br />

يف جمال خدمات الرعاية االجتماعية املقدمة لهم تبعاً‏ ملتغري املخيم.‏<br />

ولتحديد بني اأي من املخيمات كانت الفروق يف استجابات اأفراد الدراسة يف جمال<br />

الرعاية االجتماعية للمسنني،‏ استخدم اختبار ‏شيفيه Test( )Scheffe للمقارنات البعدية<br />

بني املتوسطات احلسابية،‏ واجلدول )12( يوضح ذلك.‏<br />

اجلدول )12(:<br />

نتائج اختبار شيفيه Test( )Scheffe للمقارنات البعدية بني املتوسطات احلسابية يف استجابات<br />

القائمني على مؤسسات اجملتمع احمللي حنو رعاية املسنني يف اخلدمات املقدمة هلم تبعاً‏ ملتغري املخيم<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

* -<br />

-<br />

<br />

*<br />

*<br />

-<br />

<br />

*<br />

*<br />

<br />

<br />

<br />

(α ≤ 0.05<br />

يتضح من اجلدول )12( وجود فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى )α ≤ 0.05(<br />

يف متوسطات استجابات اأفراد الدراسة على جمال الرعاية االجتماعية املقدمة للمسنني بني<br />

خميم عايدة وبني خميم الدهيشة لصالح خميم الدهيشة.‏<br />

ويشري اجلدول )12( اأيضً‏ ا اإىل وجود فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى)‏α ≥0.05(<br />

يف متوسطات استجابات اأفراد الدراسة على جمال الرعاية االجتماعية املقدمة للمسنني بني<br />

خميم العزة وبني خميم العروب لصالح خميم العزة.‏<br />

كما اأشار اجلدول )12( اإىل وجود فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى )α ≥0.05(<br />

يف متوسطات استجابات اأفراد الدراسة على جمال الرعاية االجتماعية املقدمة للمسنني بني<br />

خميم العزة وبني خميم الفوّار لصالح خميم العزة.‏<br />

ويكشف اجلدول )12( اأيضً‏ ا عن وجود فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى )α<br />

≥0.05( يف متوسطات استجابات اأفراد الدراسة على جمال الرعاية االجتماعية املقدمة<br />

للمسنني بني خميم الدهيشة وبني خميم العروب لصالح خميم الدهيشة.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

كما يتضح من اجلدول )12( وجود فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى )α ≥0.05(<br />

يف متوسطات استجابات اأفراد الدراسة على جمال الرعاية االجتماعية املقدمة للمسنني بني<br />

خميم الدهيشة وبني خميم الفوّار لصالح خميم الدهيشة.‏ يف حني مل تكن املقارنات االأخرى<br />

بني املخيمات دالة اإحصائيًا.‏<br />

وقد تعزى هذه النتائج اإىل اأسباب عدة منها:‏ اأن عدد السكان يف خميم العزة اأقل عدداً‏<br />

يف كل املخيمات،‏ كما اأن اخلدمات االجتماعية توزع حسب احلاالت االجتماعية،‏ فقد تكون<br />

نسبة احلاالت االجتماعية يف خميم العزة وخميم الدهيشة اأكرث من بقية املخيمات،‏ اإضافة<br />

اإىل اأن اأعداد السكان يف خميم الدهيشة اأكرب من غريها من املخيمات،‏ اإضافة اإىل اأن اخلدمات<br />

االجتماعية تُوزع وفق معايري ونسب بني هذه املخيمات،‏ وهذا ما جعل الفروق واضحة بني<br />

هذه املخيمات يف الرعاية االجتماعية،‏ اأما بالنسبة لعدم وجود فروق يف املجال الصحي<br />

بني املخيمات،‏ فيعزى اإىل اأن جميع املخيمات حتظى مبراكز ‏صحية فيها،‏ اإضافة اإىل تغطية<br />

املستشفيات من قبل املوؤسسات الصحية كوكالة الغوث الدولية ووزارة الصحة الفلسطينية.‏<br />

‎5‎النتائج . 5 املتعلقة بالفرضية اخلامسة ومناقشتها:‏<br />

‏"ل توجد فروق ذات دللة اإحصائية عند مستوى الدللة )α ≤ 0.05( بني متوسطات<br />

استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية مؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات جنوب الضفة<br />

الغربية للمسنني يف جمالت اخلدمات املقدمة لهم تُعزى ملتغري اخلربة".‏<br />

ولفحص هذه الفرضية،‏ استخدم اختبار حتليل التباين االأحادي Way( One<br />

،)ANOVA واجلدول )13( يبني املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية يف استجابات<br />

القائمني على موؤسسات املجتمع املحلي نحو رعاية املسنني يف اخلدمات املقدمة لهم وفق<br />

متغري اخلربة،‏ ويبني اجلدول )13( نتائج فحص الفرضية الثالثة.‏<br />

اجلدول )13(<br />

املتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية الستجابات القائمني على مؤسسات اجملتمع احمللي حنو<br />

رعاية املسنني يف اخلدمات املقدمة هلم تبعاً‏ ملتغري اخلربة<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

(<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

(<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

(


مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />

الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />

د.‏ محمد عبد اإلله الطيطي<br />

د.‏ معني عبد الرحمن جبر<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

يتضح من اجلدول )13( اأن املتوسط احلسابي ملدى رعاية موؤسسات املجتمع املحلي<br />

للمسنني يف جمال اخلدمات املقدمة لهم تبعاً‏ ملتغري اخلربة،‏ جاء بدرجة مرتفعة لدى من<br />

لديهم اخلربة اأقل من )5( ‏سنوات ومن لديهم اخلربة اأكرث من )10( ‏سنوات،‏ حيث بلغت )3.54(،<br />

يف حني جاءت لدى من لديه اخلربة من )5( اإىل اأقل من )10( ‏سنوات بدرجة متوسطة.‏<br />

اجلدول )14(:<br />

نتائج اختبار حتليل التباين األحادي لفحص الفروق يف استجابات القائمني على مؤسسات اجملتمع<br />

احمللي حنو رعاية املسنني يف اخلدمات املقدمة هلم تبعاً‏ ملتغري اخلربة<br />

<br />

<br />

F<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

(α ≤ 0.05


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

تشري نتائج اجلدول )14( اإىل عدم وجود فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى<br />

الداللة )α ≤ 0.05( يف استجابات القائمني على موؤسسات املجتمع املحلي نحو رعاية<br />

املسنني يف جمال خدمات الرعاية املقدمة لهم تبعاً‏ ملتغري اخلربة.‏<br />

ويرى الباحثان اأن السبب يف ذلك يرجع اإىل اأن جميع العاملني يخضعون اإىل معايري<br />

املوؤسسة وقوانينها،‏ فهم يعملون ‏ضمن موؤسسة واحدة وبرامج واحدة،‏ كما اأن هذه الربامج ال<br />

حتتاج اإىل خربة كبرية،‏ فاخلربة تتولد من خالل انخراط العاملني يف وظائفهم والرشوع يف<br />

اأعمالهم،‏ كما اأن من يُوظفون يف هذه املوؤسسات،‏ يُوظفون ‏ضمن ‏رشوط معينة،‏ ويخضعون<br />

ملجموعة من ‏رشوط التعيني،‏ ناهيك عن قلة الربامج املوجودة يف هذه املوؤسسات،‏ فهذه<br />

املوؤسسات تتضمن يف اإطار اأعمالها برامج ‏صحية واجتماعية وتعليمية فقط،‏ ولذلك فاإن<br />

نوعية العاملني يف هذه املوؤسسات هم من نوعيات خاصة،‏ ولديهم الروؤية نفسها.‏<br />

‎6‎النتائج 6. املتعلقة بالفرضية السادسة ومناقشتها:‏<br />

‏"ل توجد فروق ذات دللة اإحصائية عند مستوى الدللة )α ≥0.05( بني متوسطات<br />

استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية مؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات جنوب الضفة<br />

الغربية للمسنني يف جمالت اخلدمات املقدمة تُعزى ملتغري املركز الوظيفي".‏<br />

ولفحص هذه الفرضية،‏ استخدم اختبار حتليل التباين االأحادي ANOVA( ،)One Way<br />

واجلدول )15( يبني املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية يف استجابات القائمني على<br />

موؤسسات املجتمع املحلي نحو رعاية املسنني يف اخلدمات املقدمة لهم وفق متغري املركز<br />

الوظيفي.‏<br />

جلدول )15(:<br />

املتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية الستجابات القائمني على مؤسسات اجملتمع احمللي حنو<br />

رعاية املسنني يف اخلدمات املقدمة هلم تبعاً‏ ملتغري املركز الوظيفي.‏<br />

<br />

<br />

<br />

(<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

(<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

(


مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />

الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />

د.‏ محمد عبد اإلله الطيطي<br />

د.‏ معني عبد الرحمن جبر<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

يتضح من اجلدول )15( اأن املتوسط احلسابي ملدى رعاية موؤسسات املجتمع املحلي<br />

للمسنني يف جمال اخلدمات املقدمة لهم تبعاً‏ ملتغري املركز الوظيفي،‏ جاء بدرجة متوسطة<br />

لدى االإداريني والفنيني مبتوسط حسابي )3.48(، يف حني جاءت لدى اخلدماتيني بدرجة<br />

مرتفعة بلغت )3.53(.<br />

اجلدول )16(:<br />

نتائج اختبار حتليل التباين األحادي لفحص الفروق يف استجابات القائمني على مؤسسات اجملتمع<br />

احمللي حنو رعاية املسنني يف اخلدمات املقدمة هلم تبعاً‏ ملتغري املركز الوظيفي<br />

<br />

F<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

*<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

*<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

(α ≤ 0.05


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

تشري نتائج اجلدول )16( اإىل وجود فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى الداللة<br />

)α≥ 0.05( يف استجابات القائمني على موؤسسات املجتمع املحلي نحو رعاية املسنني<br />

يف جمايل خدمات الرعاية االجتماعية والنفسية املقدمة لهم تبعاً‏ ملتغري املركز الوظيفي.‏<br />

ولتحديد بني اأي من املراكز الوظيفية كانت الفروق يف استجابات اأفراد الدراسة يف<br />

جمايل اخلدمات االجتماعية والنفسية املقدمة لرعاية املسنني،‏ استخدم اختبار ‏شيفيه<br />

Test( )Scheffe للمقارنات البعدية بني املتوسطات احلسابية،‏ واجلدول )17( يوضح ذلك.‏<br />

اجلدول )17(:<br />

نتائج اختبار شيفيه Test( )Scheffe للمقارنات البعدية بني املتوسطات احلسابية يف استجابات<br />

القائمني على مؤسسات اجملتمع احمللي حنو رعاية املسنني يف اخلدمات املقدمة هلم تبعاً‏ ملتغري<br />

املركز الوظيفي<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

-<br />

<br />

<br />

*<br />

<br />

<br />

* -<br />

-<br />

-<br />

<br />

<br />

<br />

(α ≤ 0.05<br />

تشير نتائج اجلدول )17( اإىل وجود فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى )α ≤ 0.05(<br />

بني متوسطات استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية موؤسسات املجتمع املحلي يف خميمات<br />

جنوب الضفة الغربية يف اخلدمات االجتماعية املقدمة للمسنني بني الفنيني واخلدماتيني،‏<br />

ولصالح الفنيني.‏<br />

كما تشري نتائج اجلدول )17( اإىل وجود فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى<br />

)α≥0.05( بني متوسطات استجابات اأفراد الدراسة نحو رعاية موؤسسات املجتمع املحلي يف<br />

خميمات جنوب الضفة الغربية يف اخلدمات النفسية املقدمة للمسنني بني االإداريني واخلدماتيني،‏<br />

ولصالح اخلدماتيني،‏ يف حني مل تكن املقارنات االأخرى بني املراكز الوظيفية دالة اإحصائياً.‏


مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />

الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />

د.‏ محمد عبد اإلله الطيطي<br />

د.‏ معني عبد الرحمن جبر<br />

ويرى الباحثان اأن ‏سبب وجود هذه الفروق يعود اإىل اأن الفنيني واخلدماتيني لديهم<br />

عالقة مبارشة مع املجتمع واملسنني اأكرث من غريهم من العاملني،‏ فهم الذين يتابعون<br />

تفعيل هذه الربامج اأكرث من غريهم،‏ اإضافة اإىل اأنهم يعرفون ماهية احتياجات املسنني،‏<br />

بحكم واقع عملهم وقربهم من الناس،‏ اإضافة اإىل اأن معظم العاملني يف هذه املوؤسسات<br />

لديهم مسنون يف بيوتهم ويعانون ما يعانيه هوؤالء املسنون.‏<br />

التوصيات:‏<br />

•<br />

يف ‏ضوء النتائج توصي الدراسة بالآتي:‏<br />

‎1‎العمل . 1 على توعية موؤسسات املجتمع املحلي بدورها جتاه املسنني وذلك من خالل:‏<br />

االهتمام باإصدار نرشات توعية دورية ملوؤسسات املجتمع املحلي،‏ ولالأرس حول<br />

كيفية التعامل مع املسنني ورعايتهم.‏<br />

‏•اإرشاك موؤسسات<br />

املسنني.‏<br />

‏•استغالل<br />

املجتمع املحلي يف االأنشطة والفعاليات املختلفة لرعاية<br />

وسائل االإعالم يف نرش ثقافة التعامل مع املسنني ورعايتهم.‏<br />

‏•العمل على تطوير ثقافة املفاهيم عند املجتمع،‏ وبخاصة ما يتعلق منها<br />

باحتياجات املسنني.‏<br />

‏•يجب على املوؤسسات االجتماعية والصحية وضع خطط<br />

لتفعيل دورها يف رعاية املسنني.‏<br />

اإسرتاتيجية ومربجمة<br />

‏•على املوؤسسات العاملة يف فلسطني كافة،‏ حتقيق ‏رشوط الكفاية املعيشية<br />

للمسنني،‏ وذلك طبقاً‏ مليزان العدالة واالإنصاف،‏ فاالإسالم يوجب على اأفراد<br />

املجتمع اأن يوؤمنوا لبعضهم بعضاً‏ احلد االأدنى من الكفاف املعيشي.‏<br />

2 يف الوزارات ‏سن قوانني حلماية املسنني ورعايتهم،‏ وخاصة يف جمتمع<br />

. ‎2‎على املسوؤولني<br />

فقري مثل املجتمع الفلسطيني.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

.) 1<br />

. ‎1‎القراآن الكرمي،‏ ‏سورة الروم،‏ االآية )54<br />

‎2‎اأحمد،‏ . 2 علي فوؤاد )1992(. ‏"االأبعاد االجتماعية لرعاية املسنني"‏ يف ‏)رعاية املسنني<br />

يف املجتمعات املعارصة(،‏ املكتب التنفيذي ملجلس وزراء العمل والسوؤون االجتماعية<br />

بدول جملس التعاون لدول اخلليج العربية،البحرين.‏<br />

‎3‎ابن . 3 منظور )1955(. لسان العرب،جزء 13، دار ‏صادر،‏ بريوت.‏<br />

‎4‎البطش،‏ . 4 حممد وملحس،‏ دالل )1998(. ‏"قياس اجتاه االأفراد يف املجتمع االأردين نحو<br />

كبار السن"،‏ بحث منشور،‏ جملة دراسات العلوم الرتبوية،‏ املجلد‎25‎‏،‏ العدد‎2‎‏،‏ اجلامعة<br />

االأردنية،‏ عمان.‏<br />

. ‎5‎اجلندي،‏ حممد الشحات )1999(. ‏"قراءة يف ترشيعات املسنني،‏ روؤية مستقبلية"‏<br />

‏ضمن وقائع الندوة العلمية.‏<br />

‎6‎اجلهاز . 6 املركزي لالإحصاء الفلسطيني)‏‎2006‎‏(."كبار السن يف االأراضي الفلسطينية:‏<br />

حقائق واأرقام".‏ رام اهلل – فلسطني.‏<br />

‎7‎اجلهاز . 7 املركزي لالإحصاء الفلسطيني)‏‎2005‎‏(."كبار السن يف االأراضي<br />

الفلسطينية:حقائق واأرقام".‏ رام اهلل – فلسطني.‏<br />

‎8‎حجازي،‏ . 8 عزت ‏)‏‎1998‎‏(."املسنون يف مرص"‏ ورقة مقدمة للندوة العلمية،"املسنون يف<br />

مرص الواقع واملستقبل"،‏ اأكتوبر،‏ القاهرة.‏<br />

‎9‎الدسوقي،‏ . 9 عارف ‏)‏‎1999‎‏(."اأساليب الرعاية االجتماعية لكبار السن والروؤية<br />

املستقبلية"،‏ ورقة عمل مقدمة للندوة العلمية ‏)حول كبار السن وروؤية مستقبلية(‏<br />

يف الفرتة من 6-5 /1999/6، وزارة السوؤون االجتماعية،‏ االإدارة العامة لالأرسة<br />

والطفولة،‏ اإدارة رعاية املسنني،‏ املركز القومي للبحوث االجتماعية واجلنائية،‏ وحدة<br />

طب املسنني،‏ جامعة عني ‏شمس،‏ القاهرة،‏ يونيو.‏<br />

‎10‎الرازي،‏ فخر الدين ‏)‏‎1990‎‏(."التفسري الكبري ‏)مفاتيح الغيب("،‏ دار الكتب العلمية،ط‎1‎<br />

بريوت - لبنان.‏<br />

‎11‎‏صادق،‏ اآمال و اأبو حطب،‏ فوؤاد ‏)‏‎1995‎‏(."النمو االإنساين من مرحلة اجلنني اإىل<br />

املسنني"،‏ االجنلو املرصية،‏ الطبعة الثالثة،‏ القاهرة.‏<br />

‎12‎عبد اللطيف،‏ رشاد اأحمد ‏)‏‎1999‎‏(."مداخل حديثة يف رعاية املسنني"،‏ ‏"روؤية مستقبلية"‏<br />

الندوة العلمية ‏"املسنون يف مرص،الواقع واخليال"،‏ القاهرة.‏<br />

، 5<br />

، 10<br />

11 مرحلة<br />

، 12


مدى رعاية مؤسسات اجملتمع احمللي للمسنني في مخيمات جنوب<br />

الضفة الغربية من وجهة نظر القائمني عليها<br />

د.‏ محمد عبد اإلله الطيطي<br />

د.‏ معني عبد الرحمن جبر<br />

‎1313‎الغريب،‏ عبد العزيز )1995(. ‏"املتقاعدون:‏ بعض مشكالتهم االجتماعية ودور اخلدمة<br />

االجتماعية يف مواجهتها"،‏ ‏رشكة مطابع جند التجارية،‏ الرياض.‏<br />

‎1414‎فرحات،‏ حممود حممد السيد )1998(. ‏"التخطيط للجهود الرتبوية اخلاصة بتلبية<br />

احتياجات املسنني املتقاعدين يف ج.م.ع"،‏ رسالة دكتوراه غري منشورة،‏ قسم اأصول<br />

الرتبية،‏ كلية الرتبية باالإسماعيلية،‏ جامعة قناة السويس.‏<br />

‎15‎القرين،‏ حممد مسفر ‏)‏‎2005‎‏(."رعاية املسنني ودور اخلدمة االجتماعية يف<br />

السعودي"،‏ مقال منشور،‏ جملة العلوم االجتماعية،‏ .)www.swmsa.com(<br />

‎1616‎مصطفى،‏ اإبراهيم واآخرون)‏‎1989‎‏(."املعجم الوسيط"،‏ دار الدعوة،‏ تركيا.‏<br />

‎17‎معلوف،‏ لويس ‏)‏‎1975‎‏(."املنجد"‏<br />

‎1818‎النعيم،عبد اهلل العلي )2001(. ‏"رعاية املسنني:‏ بني مسوؤوليات املجتمع ودور االأرسة<br />

واملوؤسسات االأهلية والرسمية"،‏ ورقة مقدمة اإىل ندوة ‏)املدينة واملسنون:‏ دور املدن<br />

والبلديات يف رعاية املسنني(‏ القاهرة،‏‎22-20‎ فرباير.‏<br />

15 املجتمع<br />

، 17 دار الرشق،بريوت.‏<br />

<br />

املراجع األجنبية:‏<br />

11.<br />

Choi, Kyung-Rak, D. Min.,) 2002(,”The Church`s Caring Ministry for The<br />

Elderly in the Jang-Hang Area:A Case Study of Jang-Hang Evangelical<br />

Holiness Church”, Doctoral Dissertation Drew University), Dissertation<br />

Abstracts International, No.AAt3055353.<br />

22.<br />

Havighurst, R.J,(1973). «History of Developmental Psychology<br />

Socialization and Personality Development through the life Span”. In:<br />

Baltes, P.B. and Schaie K.W.(Eds),Life-Span Development Psychology:<br />

Personality and Socialization Academic Press, New York,.<br />

33.<br />

Levinson, D., Darrow, C., Klein, E., Levenson, M. and M Ckee, (1978).”The<br />

Season`s of Aman`s Life, Alfred A. Knopf, New York.<br />

44.<br />

Morgan, David,(1998).”Age Differences in Social Network Participation”,<br />

Journal of Gerontology Social Sciences,vol.43,No4.<br />

55.<br />

Rabinovich, Beth A. and Mansfield, Jiska.(1992).“The Impact Participation<br />

Structured Recreational Activities on the Agitated Behavior Nursing<br />

Home Residents: An Observational Study”. Activities, Adaptation and<br />

Aging, Vol,16 (4).


العوامل املؤثرة يف العمر املثالي للزواج وعدد<br />

األطفال املرغوب يف إجنابهم من وجهة نظر<br />

طالبات جامعة النجاح الوطنية<br />

د.‏ حسني أمحد*‏


العوامل املؤثرة في العمر املثالي للزواج وعدد األطفال املرغوب في إجنابهم<br />

من وجهة نظر طالبات جامعة النجاح الوطنية<br />

د.‏ حسني أحمد<br />

ملخص:‏<br />

تهدف هذه الدراسة اإىل معرفة العمر الذي يعد مثاليا للزواج من وجهة نظر الطالبات<br />

يف جامعة النجاح الوطنية،‏ وكذلك السلوك االإجنابي املستقبلي لهن،‏ على اعتبار اأن تلك<br />

الطالبات قد وفدن من خلفيات اقتصادية واجتماعية خمتلفة،‏ كذلك فاإن هذه الفئة هي<br />

التي ‏ستكون االأكرث تعليما بني اأمهات املستقبل.‏<br />

بلغ متوسط العمر املثايل للزواج من وجهة نظر الطالبات نحو 22.1 ‏سنة،‏ وقد<br />

اختلف هذا العمر باختالف املتغريات الدميوغرافية واالقتصادية واالجتماعية للطالبة<br />

ووالديها.‏ لكن مل توجد هناك اأية اختالفات جتاه النظرة نحو بعض قضايا الزواج من طرف<br />

الطالبات.‏<br />

بلغ متوسط عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم من طرف الطالبات نحو 4.3 طفال،‏<br />

وقد اختلف هذا العدد باختالف املتغريات الدميوغرافية واالقتصادية واالجتماعية للطالبة<br />

ووالديها.‏ وكان لعدد االأطفال الذين اأجنبتهم االأم االأثر االأكرب يف اختيار العدد املرغوب فيه<br />

من االأطفال من طرف الطالبات مستقبال،‏ ووجد اأن غالبية الطالبات فضلن احلصول على<br />

اأطفال ذكور اأكرث من االإناث.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

Abstract:<br />

This study aims at investigating An-Najah National University female<br />

students’ point of view about the ideal age of marriage as well as their future<br />

children bearing behavior. Based on the fact that these female students<br />

came from diverse economic and social backgrounds, their category will be<br />

the most educated among future mothers.<br />

The average ideal age considered by the female students is 22.1<br />

year. This number varied according to demographic, economic and social<br />

variables of the female student and her parents. However, regarding their<br />

stand about some other issues related to marriage, no real differences were<br />

detected.<br />

The average desired number of children students want to have is 4.3<br />

children. This number varied according to demographic, economic and<br />

social variables of the student and her parents. The number of children<br />

a student had in her family had a direct effect on the number of choice of<br />

the students’ future children. It was also found that most female students<br />

would rather have male not female children.


العوامل املؤثرة في العمر املثالي للزواج وعدد األطفال املرغوب في إجنابهم<br />

من وجهة نظر طالبات جامعة النجاح الوطنية<br />

د.‏ حسني أحمد<br />

مقدمة:‏<br />

بلغ معدل الزواج اخلام عام ‎2001‎م يف االأراضي الفلسطينية نحو ‏سبع حاالت وخمس<br />

من عرشة )7.5( لكل 1000 من السكان،‏ ويالحظ اختالف املعدل يف الضفة الغربية وقطاع<br />

غزة يف العام ‎2001‎م،‏ فقد ظهر هناك تباين واضح،‏ حيث انخفض يف الضفة الغربية موازنة<br />

مع قطاع غزة،‏ فقد بلغ معدل الزواج اخلام يف الضفة الغربية ‎6.9‎‏،ويف قطاع غزة بلغ ثماين<br />

حاالت وخمس من عرشة )8.5( لكل 1000 من السكان )1(.<br />

ارتفع متوسط العمر عند الزواج االأول يف االأراضي الفلسطينية للذكور خالل السنوات<br />

‏)‏‎1997‎م-‏‎2005‎م(‏ من 23.0 ‏سنة يف العام ‎1997‎م اإىل 24.2 ‏سنة يف العام ‎2001‎م واإىل<br />

24.7 ‏سنة عام ‎2005‎م،‏ وارتفع لالإناث خالل الفرتة نفسها من 18.0 ‏سنة عام ‎1997‎م<br />

اإىل 19.0 عام ‎2001‎م واإىل 19.4 ‏سنة عام ‎2005‎م.‏ وعند موازنة البيانات بني الضفة<br />

الغربية،‏ وبني قطاع غزة كل على حدة خالل الفرتة ‏)‏‎1997‎م-‏‎2005‎م(‏ نالحظ اأن متوسط<br />

العمر عند الزواج االأول للذكور يف الضفة الغربية ارتفع من 23.0 ‏سنة يف العام ‎1997‎م<br />

اإىل 24.6 يف العام ‎2001‎م واإىل 25.2 يف العام ‎2005‎م،‏ يف حني ارتفع متوسط العمر<br />

عند الزواج االأول للذكور يف قطاع غزة من 23.0 ‏سنة يف العام ‎1997‎م اإىل 23.6 يف عام<br />

‎2001‎م واإلى 24.1 عام ‎2005‎م.‏ من جانب اآخر،‏ ارتفع متوسط العمر عند الزواج االأول<br />

لالإناث يف الضفة الغربية من 18.0 ‏سنة عام ‎1997‎م اإىل 19.1 ‏سنة يف عام ‎2001‎م<br />

واإىل 19.6 يف عام ‎2005‎م،‏ وارتفع املتوسط يف قطاع غزة من 18.0 ‏سنة عام 1997 اإىل<br />

18.8 ‏سنة عام ‎2001‎م و‎19.1‎ عام ‎2005‎م )2(.<br />

اإن هذا التوجه نحو تاأخري الزواج ميكن اأن يوؤدي اإىل خفض مستويات اخلصوبة<br />

السائدة.‏ ومن املالحظ اأن متوسط العمر عند الزواج االأول للذكور اأعلى منه عند االإناث،‏<br />

وذلك بسبب املسوؤوليات امللقاة على عاتق الرجل موازنة باالأنثى،‏ وبخاصة املسوؤوليات<br />

املادية واالإنفاق على االأرسة.‏ كما يتاأثر العمر عند الزواج بكثري من العوامل االقتصادية<br />

واالجتماعية والدميوغرافية السائدة يف املجتمع.‏<br />

تعد معدالت اخلصوبة يف االأراضي الفلسطينية من اأعلى املعدالت املوجودة يف العامل،‏<br />

وهذا يعود اإىل عوامل خمتلفة اجتماعية،‏ واقتصادية،‏ وسياسية،‏ ودينية،‏ اإضافة اإىل القيمة<br />

التي تعطى لالأطفال،‏ ومنط العائلة املمتدة،‏ التي تعد نوعا من العوامل التي تشجع على<br />

اإجناب املزيد من االأطفال.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

قدر معدل املواليد اخلام يف الضفة الغربية حسب بيانات تعداد عام ‎1961‎م بحوايل<br />

51 باالألف )3(، وبعد االحتالل االإرسائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة،‏ قدر معدل املواليد<br />

اخلام عام ‎1968‎م بحوايل 43.9 باالألف،‏ ويف قطاع غزة بحوايل 49.8 باالألف )4(. اأما يف<br />

عام ‎1997‎م،‏ فقد بلغ معدل املواليد اخلام يف االأراضي الفلسطينية 42.7 باالألف،‏ وانخفض<br />

هذا املعدل اإىل 39.9 باالألف عام ‎2002‎م.‏ اأما على مستوى املنطقة،‏ فقد انخفض معدل<br />

املواليد يف الضفة الغربية من 41.2 باالألف عام ‎1997‎م اإىل 37.4 باالألف عام ‎2002‎م.‏<br />

اأما يف قطاع غزة فقد كان انخفاض معدل املواليد اخلام طفيفا حيث بلغ يف عام 1997 م<br />

حوايل 45.4 باالألف،‏ وانخفض اإىل 44.1 باالألف يف العام ‎2002‎م )5(. ويف عام ‎2006‎م<br />

قدر اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني معدل املواليد اخلام يف االأراضي الفلسطينية<br />

بحوايل 36.7 باالألف،‏ ولكن هذا املعدل تفاوت من 33.7 باالألف يف الضفة الغربية اإىل<br />

41.7 باالألف يف قطاع غزة )6(.<br />

اأما معدل اخلصوبة الكلي فقد قدر يف الضفة الغربية،‏ حسب بيانات تعداد عام<br />

‎1961‎م ، بحوايل ‏سبعة مواليد وسبعة واأربعني من مائة )7.47( )7(، ويف عام 1968<br />

قدر بحوايل ‏سبعة مواليد واأربعة وستني من مائة )7.64( )8(. اأما حسب بيانات املسح<br />

الدميوغرايف الذي اأجرته دائرة االإحصاء املركزية الفلسطينية،‏ فقد قدر معدل اخلصوبة<br />

الكلي يف االأراضي الفلسطينية بحوايل ‏ستة مواليد وستة من مائة )6.06(، وقد تفاوت<br />

هذا املعدل بني خمسة مواليد واأربعة واأربعني من مائة )5.44( يف الضفة الغربية اإىل<br />

‏سبعة مواليد واأربعة من عرشة )7.4( يف قطاع غزة )9(. اأما حسب بيانات التعداد العام<br />

للسكان واملساكن واملنساآت عام ‎1997‎م فقد بلغ معدل اخلصوبة الكلية يف االأراضي<br />

الفلسطينية نحو ‏ستة مواليد واأربعة من مائة )6.04( بواقع خمسة مواليد وستة من عرشة<br />

)5.6( يف الضفة الغربية،‏ و ‏ستة مواليد وتسعة من عرشة )6.9( يف قطاع غزة.‏ يف املقابل<br />

طراأ انخفاض على معدل اخلصوبة الكلية لعام ‎1999‎م يف االأراضي الفلسطينية حيث<br />

بلغ خمسة مواليد وتسعة من عرشة )5.9(، حيث بلغت يف الضفة الغربية خمسة مواليد<br />

وخمسة من عرشة )5.5( و ‏ستة مواليد وثمانية من عرشة )6.8( )10(. ويف عام ‎2003‎م<br />

قدر اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني معدل اخلصوبة الكلي يف االأراضي الفلسطينية<br />

بحوايل اأربعة مواليد وستة من عرشة )4.6(، وتفاوت هذا املعدل من اأربعة مواليد وواحد<br />

من عرشة )4.1( يف الضفة الغربية اإىل اأربعة مواليد وثمانية من عرشة )4.8( يف قطاع<br />

غزة )11(.<br />

تعد الزيادة الطبيعية العامل املهم يف النمو السكاين يف الضفة الغربية وقطاع غزة،‏<br />

حيث عانت االأراضي الفلسطينية من موجات هجرة كبرية كانت توؤثر ‏سلبا على معدل النمو<br />

السكاين فيها.‏


العوامل املؤثرة في العمر املثالي للزواج وعدد األطفال املرغوب في إجنابهم<br />

من وجهة نظر طالبات جامعة النجاح الوطنية<br />

د.‏ حسني أحمد<br />

قدر معدل الزيادة الطبيعية يف الضفة الغربية عام ‎1968‎م بحوايل 22.3 باالألف<br />

)12(. وقدر اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني معدل الزيادة الطبيعية لسكان االأراضي<br />

الفلسطينية بحوايل 37 باالألف ‏سنويا خالل السنوات ‏)‏‎1997‎م-‏‎2002‎م(.‏ ومن جانب اآخر<br />

فقد بلغ معدل الزيادة الطبيعية خالل الفرتة الزمنية نفسها بحوايل 34 باالألف ‏سنويا يف<br />

الضفة الغربية،‏ وحوايل 40 باالألف ‏سنويا يف قطاع غزة )13(. اأما يف العام 2006 م ، فقد<br />

قدر اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني معدل الزيادة الطبيعية بحوايل 32.8 باالألف،‏<br />

وقد تفاوت هذا املعدل من 29.7 باالألف يف الضفة الغربية اإىل 37.9 باالألف يف قطاع<br />

غزة )14(.<br />

ميتاز املجتمع الفلسطيني باأنه جمتمع فتي،‏ فحوايل نصف ‏سكان االأراضي الفلسطينية<br />

هم من ‏صغار السن ‏)اأقل من 15 ‏سنة(،‏ وهوؤالء االأشخاص،‏ يف غالبيتهم،‏ ملتحقون يف<br />

املدارس،‏ واإضافة اإىل ذلك،‏ فاإنهم خارج ‏سن العمل،‏ وغري قادرين عليه،‏ مما يوؤدي اإىل<br />

ارتفاع معدالت االإعالة يف املجتمع الفلسطيني.‏<br />

مشكلة الدراسة:‏<br />

اإن اختيار العمر املثايل للزواج يرتبط بعوامل اجتماعية واقتصادية ودميوغرافية<br />

خمتلفة،‏ ترتبط بالظروف التي يعيشها الشخص الذي ‏سيبدي راأيه يف هذا املجال،‏ فمن<br />

خالل جتربته يف املجتمع الذي يعيش فيه،‏ ومعرفته لظروفه الشخصية،‏ ميكن اأن يقرر ما<br />

العمر املناسب للزواج فيه.‏ ويف املجتمعات الرشقية،‏ فاإن الزوج هو الذي يختار الزوجة<br />

وفق الصفات واخلصائص التي يراها مناسبة له.‏<br />

تعدُّ‏ الرغبة يف اإجناب االأطفال من العوامل الرئيسة املوؤثرة على اخلصوبة املستقبلية<br />

للمراأة،‏ كما يوؤثر على ‏سلوكها االإجنابي من ناحية استخدام وسائل تنظيم االأرسة والقرارات<br />

املتعلقة باالإجناب.‏<br />

اإن الطالبات اجلامعيات جزء من اأمهات املستقبل،‏ وبالتايل فاإن معرفة اآرائهن حول<br />

العدد الذي يرغنب يف اإجنابه من االأطفال موؤرش مهم على منط اخلصوبة واجتاهها يف<br />

املجتمع،‏ وبالتايل رسم السياسة السكانية املستقبلية للمجتمع،‏ حيث اإن تلك الفتيات<br />

‏سيشكلن الفئة التي حتمل اأعلى موؤهل علمي بني االإناث يف املجتمع يف املستقبل،‏ ومن<br />

املعروف يف معظم املجتمعات اأن هناك عالقة عكسية بني عدد السنوات التي قضتها املراأة<br />

على مقاعد الدراسة وبني عدد االأطفال الذين اأجنبتهم.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

أسئلة الدراسة:‏<br />

تسعى هذه الدراسة لالإجابة على التساوؤالت االآتية:‏<br />

‎1‎ما . 1 العمر املثايل للزواج من وجهة نظر الطالبات اجلامعيات؟ وما العوامل املوؤثرة يف<br />

اختيار ذلك العمر؟.‏<br />

‎2‎ما . 2 عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم من طرف الطالبات يف املستقبل ‏»اأمهات<br />

املستقبل«؟ وما العوامل املوؤثرة يف هذا العدد؟.‏<br />

‎3‎هل . 3 هناك فرق بني العمر الذي راأته الطالبة مناسبا لزواجها،‏ ووبني العمر الذي تزوجت<br />

به والدتها؟<br />

‎4‎هل . 4 هناك فروق بني عدد االأطفال الذين ترغب الطالبة يف اإجنابهم مستقبال وبني عدد<br />

االأطفال الذين اأجنبتهم والدتها؟<br />

‎5‎هل . 5 هناك متييز يف نوع املولود املرغوب فيه من قبل الطالبات؟<br />

فرضيات الدراسة:‏<br />

‎1‎تقوم . 1 هذه الدراسة على اختبار الفرضيات االأتيةال توجد فروق ذات داللة اإحصائية<br />

على مستوى املعنوية 0.05 بني العمر الذي تراه الطالبة مناسبا للزواج و جمموعة<br />

املتغريات املستقلة ‏)عمرها احلايل،‏ وعمر االأم،‏ وعمر االأب،‏ واملستوى التعليمي لالأب،‏<br />

واملستوى التعليمي لالأم،‏ ومكان السكن االأصلي للطالبة،‏ والكلية،‏ واملستوى الدراسي،‏<br />

واحلالة الزواجية،‏ ومتوسط الدخل الشهري لالأرسة(.‏<br />

‎2‎ال . 2 توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني نظرة الطالبة<br />

جتاه بعض قضايا الزواج ‏)الفرق بني عمر الزوج والزوجة،‏ وفحص دم اخلاطبني،‏<br />

وزواج االأقارب،‏ ووضع ترشيع يحدد العمر االأدنى للزواج،‏ وواختيار الزوج(‏ وجمموعة<br />

من املتغريات املستقلة ‏)عمرها احلايل،‏ ومكان السكن االأصلي،‏ والكلية،‏ واملستوى<br />

الدراسي(.‏<br />

‎3‎توجد . 3 فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني عدد االأطفال الذين<br />

ترغب الطالبة يف اإجنابهم وبني جمموعة املتغريات املستقلة ‏)عمرها احلايل،‏ وعمر<br />

االأم،‏ وعمر االأب،‏ واملستوى التعليمي لالأب،‏ واملستوى التعليمي لالأم،‏ ومكان السكن<br />

االأصلي للطالبة،‏ والكلية،‏ واملستوى الدراسي،‏ واحلالة الزواجية،‏ ومتوسط الدخل<br />

الشهري لالأرسة،‏ وعدد االأطفال املنجبني لالأم(.‏


العوامل املؤثرة في العمر املثالي للزواج وعدد األطفال املرغوب في إجنابهم<br />

من وجهة نظر طالبات جامعة النجاح الوطنية<br />

د.‏ حسني أحمد<br />

‎4‎ال . 4 توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني نظرة الطالبة جتاه<br />

اتخاذ قرارات االإجناب وبني عدد االأطفال املنجبني لالأرسة،‏ وجمموعة من املتغريات<br />

املستقلة ‏)عمرها احلايل،‏ ومكان السكن االأصلي،‏ والكلية،‏ واملستوى الدراسي(.‏<br />

أهداف الدراسة:‏<br />

تهدف هذه الدراسة اإىل ما ياأتي:‏<br />

. ‎1‎التعرف اإىل العمر املثايل للزواج من وجهة نظر الطالبات<br />

2 2. التعرف اإىل اجتاهات السلوك االإجنابي للطالبات اجلامعيات باعتبارهن اأحد مصادر<br />

االإجناب يف املستقبل،‏ وهن اأكرث فئة من االإناث تعليماً.‏<br />

1 اجلامعيات.‏<br />

أهمية الدراسة:‏<br />

يعود االهتمام بدراسة السلوك االإجنابي للفتيات اإىل الرغبة يف معرفة التحول يف<br />

قيمة االإجناب عند اأمهات املستقبل،‏ وهذا االأمر ‏سيفيد توجيه السياسة السكانية املستقبلية.‏<br />

ومبا اأن طالبات اجلامعة قدمن من مناطق ومستويات اقتصادية واجتماعية خمتلفة،‏ لذلك<br />

ميكن اعتبار اجلامعة مكاناً‏ مناسباً‏ لهذه الدراسة.‏<br />

منهجية الدراسة<br />

اعتمدت الدراسة على منهج املسح االجتماعي،‏ واستخدام االستبانة جلمع البيانات،‏<br />

واستخدمت كذلك النرشات االإحصائية الصادرة عن اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني.‏<br />

وقد استخُ‏ دم برنامج التحليل االإحصائي للعلوم االجتماعية SPSS يف حتليل البيانات.‏ و<br />

لغرض البحث فقد استخدمت بعض االأساليب االإحصائية الوصفية والتحليلية.‏<br />

الدراسات السابقة:‏<br />

هناك بعض الدراسات التي تناولت موضوع مستويات اخلصوبة يف االأراضي<br />

الفلسطينية واجتاهاتها والعوامل املوؤثرة فيها:‏<br />

بينت دراسة متاري وسكوت عام ‎1990‎م بعنوان خصوبة املراأة الفلسطينية بني الروؤية<br />

القومية والواقع االجتماعي،‏ وجود انخفاض بسيط يف اخلصوبة لدى النساء اللواتي اأكملن اأكرث<br />

من تسع ‏سنوات من الدراسة ‏ستة مواليد واثنني من عرشة )6.2( لكل امراأة مقابل ‏سبعة اأطفال<br />

)7.0 ‏(عند غري املتعلمات ‏)‏‎15‎‏(.وقدر Khawaja( ,Adlakha, Kinsella and ‎1995‎م(‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

معدل اخلصوبة الكلية عام ‎1992‎م بحوايل ثمانية اأطفال واأربعة من عرشة )8.4( يف<br />

قطاع غزة و خمسة اأطفال وتسعة من عرشة )5.9( يف الضفة الغربية.‏ واأشارت الدراسة اإىل<br />

اأن اأهم العوامل املوؤثرة على اخلصوبة يف االأراضي الفلسطينية هو العمر عند الزواج االأول<br />

اإضافة اإىل العوامل الثقافية والسياسية )16(.<br />

واأظهرت دراسة منصور حول اجتاهات السلوك االإجنابي عند االأمهات والبنات يف جمتمع<br />

االإمارات العربية املتحدة عام ‎1997‎م،‏ اأن هناك اختالفاً‏ ُ جوهرياً‏ يف متوسط اإجناب االأطفال<br />

بني االأمهات والبنات،‏ حيث بلغت قيمة الفروق يف املتوسط 2.17، واأثبتت الدراسة اأن ملتغري<br />

التعليم اجلامعي وخاصة املستويات العليا اآثاراً‏ عكسية على السلوك االإجنابي للبنات )17(.<br />

وقدرت دراسة عودة عام ‎1998‎م ملستويات اخلصوبة واجتاهاتها يف حمافظة<br />

قلقيلية،‏ معدل املواليد اخلام يف حمافظة قلقيلية عام ‎1997‎م بحوايل 40.5 باالألف،‏<br />

ومعدل اخلصوبة الكلي بحوايل 7.3، وبينت اأن اأهم العوامل املوؤثرة على عدد االأطفال<br />

املنجبني للمراأة هي مدة احلياة الزوجية واملستوى التعليمي لها )18(.<br />

ويف دراسة مالول عام ‎2000‎م ملستويات اخلصوبة يف حمافظة جنني من واقع<br />

التسجيل احليوي لعام ‎1997‎م،‏ تبني اأن معدل اخلصوبة الكلية حوايل 5.01 طفال،‏ واأن اأهم<br />

العوامل املوؤثرة يف عدد االأطفال املنجبني للمراأة هو عمرها عند الزواج االأول،‏ ومدة حياتها<br />

الزواجية واملستوى التعليمي لها اإضافة اإىل حالتها العملية )19(.<br />

اأما دراسة يعقوب عام ‎2004‎م وعنوانها العوامل االجتماعية واالقتصادية املوؤثرة<br />

على خصوبة املراأة يف مدينة رام اهلل،‏ فقد اأوضحت اأن اأهم العوامل املوؤثرة على خصوبة<br />

املراأة هي:‏ عمرها احلايل،‏ وعمرها عند الزواج االأول،‏ ومدة حياتها الزواجية،‏ ومستواها<br />

التعليمي،‏ وحالتها العملية،‏ اإضافة اإىل مهنتها )20(.<br />

اإن ما مييز هذه الدراسة عن غريها من الدراسات هو تناولها لرشيحة الطالبات<br />

اللواتي ‏سيصبحْ‏ ن اأمهات املستقبل،‏ وهن من اأكرث النساء تعلما يف املجتمع،‏ لذلك ‏ستحاول<br />

هذه الدراسة حتليل السلوك االإجنابي لهن.‏<br />

حدود الدراسة:‏<br />

جمعت البيانات اخلاصة بالدراسة خالل االأسبوع اخلامس من الفصل الثاين للعام<br />

اجلامعي ‎2006‎م/‏‎2007‎م،‏ وقد ‏شملت الدراسة الطالبات املسجالت فعال يف جامعة<br />

النجاح الوطنية خالل ذلك الفصل.‏


العوامل املؤثرة في العمر املثالي للزواج وعدد األطفال املرغوب في إجنابهم<br />

من وجهة نظر طالبات جامعة النجاح الوطنية<br />

د.‏ حسني أحمد<br />

جمتمع الدراسة والعينة:‏<br />

بلغ عدد الطالب املسجلني يف جامعة النجاح الوطنية،‏ نابلس،‏ يف الفصل الثاين من<br />

العام اجلامعي ‎2006‎م/‏‎2007‎م نحو 14250 طالبا وطالبة،‏ تشكل االإناث حوايل %50<br />

من جملة طالب اجلامعة.‏<br />

وقد اختريت عينة مكونة من حوايل %10 من طالبات اجلامعة،‏ حيث وُزِّعت 720<br />

استمارة،‏ ولكن كان عدد االستمارات املكتملة التعبئة والصاحلة التي اعتمدت يف الدراسة<br />

628 استمارة،‏ اأي بنسبة %87، وكان هامش خطاأ العينة نحو ± %3.9. وعند اختيار العينة فقد<br />

روعي توزيع الطالبات حسب الكلية والسنة الدراسية،‏ ومنط السكن الذي تنتمي اإليه الطالبة.‏<br />

خصائص العينة:‏<br />

بلغ متوسط عمر الطالبات اللواتي ‏شملهن املسح 20.6 ‏سنة،‏ وقد تراوحت اأعمارهن<br />

من‎26-18‎ ‏سنة.‏ وحسب مكان السكن االأصلي،‏ فقد كان %40.3 منهن من املدن،‏ و %55.1<br />

من القرى،‏ و %4.6 من املخيمات.‏ وقد ‏شكلت نسبة الطالبات من الكليات العلمية نحو<br />

%44.6 من حجم العينة،‏ يف حني ‏شكلت الطالبات من الكليات االإنسانية نحو %55.4.<br />

وقد كان %21.8 من الطالبات اللواتي ‏شملهن املسح من مستوى السنة االأوىل،‏ و %22 من<br />

مستوى السنة الثانية،‏ و %22.5 من مستوى السنة الثالثة،‏ و %33.7 من مستوى السنة<br />

الرابعة فما فوق.‏ وحسب احلالة الزواجية فقد اأفادت %86.6 من الطالبات باأنهن عزباوات،‏ و<br />

%8.8 اأفدن باأنهن خمطوبات،‏ و %4.6 باأنهن متزوجات.‏ بلغ متوسط حجم االأرسة للطالبات<br />

اللواتي ‏شملهن املسح نحو 7.8 اأفراد.‏ اأما متوسط عدد االأفراد العاملني يف االأرسة،‏ فقد بلغ<br />

1.4 اأفراد.‏ وفد بلغ متوسط دخل االأرسة الشهري نحو 2278.8 ‏شاقال.‏ بلغ متوسط عمر اآباء<br />

الطالبات يف العينة نحو 52.5 ‏سنة،‏ يف حني بلغ متوسط عمر االأمهات نحو 46.3 ‏سنة.‏ اأما<br />

بالنسبة للمستوى التعليمي لالآباء فتبني اأن %20.4 منهم حاصلون على موؤهل جامعي،‏ و<br />

%7.5 على موؤهل معهد،‏ و %72.1 حاصلون على ‏شهادة الثانوية فاأقل.‏ اأما االأمهات فوجد<br />

اأن %9.4 منهن حاصالت على موؤهل جامعي،‏ و %16.2 على موؤهل معهد،‏ و %74.4 منهن<br />

حاصالت على ‏شهادة الثانوية فاأقل.‏ من جهة اأخرى،‏ فقد اأفادت %78.7 من الطالبات يف<br />

العينة اأن اآباءهن يعملون،‏ مقابل %11.9 من الطالبات اأفدن باأن اأمهاتهن يعملن ‏)جدول<br />

رقم 1(.


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

اجلدول )1( بعض خصائص العينة<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

-<br />

<br />

<br />

<br />

-<br />

<br />

<br />

<br />

-<br />

<br />

<br />

<br />

-<br />

<br />

<br />

<br />

-<br />

<br />

<br />

<br />

-<br />

<br />

<br />

<br />

-<br />

<br />

<br />

<br />

-<br />

<br />

<br />

<br />

-<br />

<br />

<br />

<br />

-<br />

<br />

<br />

<br />

-<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

-<br />

<br />

<br />

<br />

-<br />

<br />

<br />

<br />

-<br />

<br />

<br />

<br />

-<br />

<br />

<br />

<br />

.2007<br />

0.7


العوامل املؤثرة في العمر املثالي للزواج وعدد األطفال املرغوب في إجنابهم<br />

من وجهة نظر طالبات جامعة النجاح الوطنية<br />

د.‏ حسني أحمد<br />

العمر األمثل للزواج من وجهة نظر الطالبات:‏<br />

بلغ متوسط العمر عند الزواج االأول حسب بيانات اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني<br />

عام 2005 م يف االأراضي الفلسطينية نحو 24.7 ‏سنة للذكور،‏ و 19.4 ‏سنة لالإناث.‏ ولكن<br />

هذا املتوسط تفاوت ما بني 25.2 ‏سنة للذكور،‏ و 19.6 ‏سنة لالإناث يف الضفة الغربية اإىل<br />

24.1 ‏سنة للذكور و 19.1 ‏سنة لالإناث يف قطاع غزة )21(.<br />

بلغ متوسط العمر االأمثل لزواج البنت من وجهة نظر طالبات اجلامعة نحو 22.1 ‏سنة،‏<br />

وقد تراوح العمر ما بني 30-18 ‏سنة،‏ وهذا املتوسط اأعلى من متوسط العمر عند الزواج<br />

لالإناث يف الضفة الغربية الذي بلغ عام ‎2001‎م نحو 19.1 ‏سنة،‏ ولكنه اأقل من متوسط<br />

العمر لالإناث احلاصالت على موؤهل بكالوريوس فاأعلى نحو 23.9 ‏سنة )22(. يتضح من<br />

ذلك اأن الطالبات يرغنب يف الزواج مع انتهاء دراستهن اجلامعية،‏ فمن املعروف اأن غالبية<br />

الطالبات يكملن دراستهن اجلامعية عند بلوغهن 22 ‏سنة،‏ حيث اإن معظم الطالبات يكملن<br />

املرحلة الثانوية عند بلوغهن 18 ‏سنة،‏ ومرحلة البكالوريوس تنهيها الطالبة يف اأربع<br />

‏سنوات تقريبا.‏ وهذا يدل على ما للزواج من اأثر على حياة الفتاة ومستقبلها،‏ فعلى الرغم<br />

من حتصيلها اجلامعي،‏ فاإنها تنظر اإىل الزواج باعتباره عامالً‏ لالستقرار وتكوين االأرسة،‏<br />

وتتخلص من العادات والتقاليد،‏ وخاصة نظرة املجتمع لها باأنها عانس وكربت يف العمر،‏<br />

على الرغم من اأنها قضت هذه السنوات على مقاعد الدراسة.‏ ومن هذا يتضح اأيضا اأن الفتاة<br />

تفكر يف الزواج قبل تفكريها بالعمل،‏ وذلك على اعتبار اأن الزوج هو املسئول عن االأرسة<br />

وتكاليف الزواج واالإنفاق على االأرسة مستقبال.‏<br />

وقد تفاوتت نظرة الطالبات نحو العمر عند الزواج حسب خصائصها الدميوغرافية<br />

وخلفيتها االجتماعية.‏<br />

عمر الطالبة:‏<br />

اإن للعمر احلايل تاأثرياً‏ على النظرة للعمر املثايل عند الزواج،‏ فالفتاة الصغرية تنظر<br />

اإىل اأن العمر ما زال اأمامها،‏ واأن لديها الوقت لتكون قادرة على اختيار الزوج املناسب،‏<br />

يف حني اأنه كلما تقدم بها العمر ، كلما راأت اأن فرص اختيارها للشخص املناسب تقل.‏<br />

فعند اختبار الفرضية الصفرية التي تقول:‏ ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى<br />

املعنوية 0.05 بني العمر الذي تراه الطالبة مناسبا للزواج وبني عمرها احلايل.‏ فقد رفضت<br />

الفرضية الصفرية،‏ وقبلت الفرضية البديلة التي تقول:‏ توجد فروق ذات داللة اإحصائية على<br />

مستوى املعنوية 0.05 بني العمر الذي تراه الطالبة مناسبا للزواج وبني عمرها احلايل،‏ حيث


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

كانت قيمة مربع كاي املحسوبة اأكرب من قيمة مربع كاي املجدولة ‏)اجلدول 2(، فقد ارتفع<br />

العمر الذي اعترب مثاليا للزواج من 22.1 للطالبات اللواتي اأعمارهن اأقل من 20 ‏سنة،‏ اإىل<br />

22.7 ‏سنة للطالبات اللواتي اأعمارهن 23 ‏سنة فاأكرث،‏ وهذا يدل على اأن الفتاة كلما كربت<br />

يف العمر،‏ كلما حاولت اأن ترتفع بالعمر املثايل للزواج،‏ وذلك حتى ترضي نفسها،‏ ولكننا<br />

جند هنا اأن الطالبات اللواتي اأعمارهن 23 ‏سنة فاأكرث ‏،اأعطني اأعمارا مثالية للزواج اأقل من<br />

اأعمارهن،‏ مما يدل على اأن اأولئك الطالبات اعتربن اأن قطار الزواج قد فاتهن،‏ اإال اأن الفجوة مل<br />

تكن كبرية،‏ وذلك على اعتبار اأنهن ما زلن على مقاعد الدراسة،‏ من جهة اأخرى،‏ جند اأن اأولئك<br />

الطالبات ‏-وحسب ما اأفدن به حول العمر املثايل للزواج-‏ قد يقدمن على الزواج قبل اإنهاء<br />

دراستهن اجلامعية.‏<br />

عمر األب:‏<br />

بلغ متوسط عمر اآباء الطالبات اللواتي ‏شملهن املسح 52.5 ‏سنة،‏ وقد تفاوتت اأعمار<br />

االآباء ما بني 90-38 ‏سنة ‏)اجلدول 1(، وقد تفاوت متوسط العمر عند الزواج االأول لالآباء<br />

حسب العمر احلايل لهم،‏ حسب املسح امليداين 2007، حيث ارتفع متوسط العمر عند الزواج<br />

االأول لالآباء من 23.6 ‏سنة لالآباء الذين اأعمارهم احلالية اأقل من 50 ‏سنة،‏ اإىل 25.8 ‏سنة<br />

لالآباء الذين اأعمارهم احلالية 50 ‏سنة فاأكرث.‏<br />

وعند اختبار الفرضية الصفرية التي تقول:‏ ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على<br />

مستوى املعنوية 0.05 بني العمر الذي تراه الطالبة مناسبا للزواج وبني عمر والدها.‏<br />

فقد رفضت الفرضية الصفرية،‏ وقبلت الفرضية البديلة التي تقول:‏ توجد فروق ذات داللة<br />

اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني العمر الذي تراه الطالبة مناسبا للزواج وبني<br />

عمر والدها،‏ حيث كانت قيمة مربع كاي املحسوبة اأكرب من قيمة مربع كاي املجدولة<br />

‏)جدول رقم 2(، حيث تفاوت متوسط العمر الذي تراه الطالبة مثاليا للزواج من 23.4 ‏سنة<br />

للطالبات اللواتي اأعمار اآبائهن اأقل من 40 ‏سنة،‏ اإىل 21.8 للطالبات اللواتي اأعمار اآبائهن<br />

49-40 ‏سنة،‏ و 22.4 ‏سنة للطالبات اللواتي اأعمار اآبائهن 59-50 ‏سنة،‏ و 21.9 ‏سنة<br />

للطالبات اللواتي اأعمار اآبائهن 60 ‏سنة فاأكرث.‏ من جهة اأخرى،‏ بلغ معامل ارتباط بريسون<br />

-0.03 وعلى الرغم من اأن العالقة ‏سلبية،‏ فاإن قيمة معامل االرتباط ‏صغرية جدا،‏ وغري<br />

دالة اإحصائيا على مستوى املعنوية 0.05. مما ‏سبق جند اأنه ال يوجد منط حمدد لتقرير<br />

العمر االأمثل للزواج حسب عمر االأب،‏ واإنْ‏ كان هناك اختالف يف تقرير هذا العمر حسب<br />

الفئة العمرية لالأب.‏


العوامل املؤثرة في العمر املثالي للزواج وعدد األطفال املرغوب في إجنابهم<br />

من وجهة نظر طالبات جامعة النجاح الوطنية<br />

د.‏ حسني أحمد<br />

عمر األم:‏<br />

بلغ متوسط عمر اأمهات الطالبات اللواتي ‏شملهن املسح 46.3 ‏سنة،‏ وقد تفاوتت اأعمار<br />

االأمهات ما بني 67-37 ‏سنة ‏)اجلدول : 1(، وقد تركزت معظم اأعمار اأمهات الطالبات )%84.6(<br />

ما بني 49-40 ‏سنة،‏ وقد تفاوت متوسط العمر عند الزواج االأول لالأمهات حسب العمر احلايل لهن<br />

حسب املسح امليداين 2007، حيث ارتفع متوسط العمر عند الزواج االأول لالأمهات من 17.6 ‏سنة<br />

لالأمهات اللواتي اأعمارهن احلالية اأقل من 40 ‏سنة،‏ اإىل 19.8 ‏سنة لالأمهات اللواتي اأعمارهم<br />

احلالية 59-40 ‏سنة،‏ و 19.1 لالأمهات اللواتي اأعمارهن احلالية 60 ‏سنة فاأكرث.‏<br />

اجلدول )2(<br />

العالقة بني العمر الذي اعترب مثاليا للزواج من قبل الطالبات<br />

وبعض اخلصائص ألفراد العينة<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

*<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

*<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

*<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

*<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

*<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

*<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

*<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

*<br />

<br />

<br />

.2007<br />

0.05


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

وعند اختبار الفرضية الصفرية التي تقول:‏ ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على<br />

مستوى املعنوية 0.05 بني العمر الذي تراه الطالبة مناسبا للزواج وبني عمر والدتها.‏<br />

فقد رفضت الفرضية الصفرية،‏ وقبلت الفرضية البديلة التي تقول توجد فروق ذات داللة<br />

اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني العمر الذي تراه الطالبة مناسبا للزواج وبني<br />

عمر والدتها،‏ حيث كانت قيمة مربع كاي املحسوبة اأكرب من قيمة مربع كاي املجدولة<br />

‏)اجلدول : 2(، حيث تفاوت متوسط العمر الذي تراه الطالبة مثاليا للزواج من 22.1 ‏سنة<br />

للطالبات اللواتي اأعمار اأمهاتهن اأقل من 40 ‏سنة،‏ اإىل 22.2 للطالبات اللواتي اأعمار<br />

اأمهاتهن 49-40 ‏سنة،‏ و 21.9 ‏سنة للطالبات اللواتي اأعمار اأمهاتهن 59-50 ‏سنة،‏<br />

و‎22.3‎ ‏سنة للطالبات اللواتي اأعمار اأمهاتهن 60 ‏سنة فاأكرث.‏ من جهة اأخرى،‏ بلغ معامل<br />

ارتباط بريسون –0.02 وعلى الرغم من اأن العالقة ‏سلبية،‏ فاإن قيمة معامل االرتباط<br />

‏صغرية جدا،‏ وغري دالة اإحصائيا على مستوى املعنوية 0.05، مما ‏سبق جند اأنه ال يوجد<br />

منط حمدد لتقرير العمر االأمثل للزواج حسب عمر االأم،‏ واإن كان هناك اختالف يف تقرير هذا<br />

العمر حسب الفئة العمرية لالأم.‏<br />

املستوى التعليمي لألب:‏<br />

للتعليم اأثر كبري يف خمتلف املجاالت االجتماعية واالقتصادية حلياة االإنسان،‏ فهو<br />

يشكل لديه الوعي،‏ ورمبا تختلف نظرته جتاه بعض القضايا باختالف درجة حتصيله<br />

العلمي،‏ وهذا ينطبق اأيضا على تاأثري التعليم على العمر عند الزواج،‏ فقد اأشارت بيانات<br />

اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏ اأنه كلما ارتفع مستوى تعليم الزوج،‏ كلما ارتفع<br />

العمر عند الزواج االأول له،‏ فقد بلغ متوسط العمر عند الزواج االأول يف العام ‎2001‎م يف<br />

االأراضي الفلسطينية بني الذكور احلاصلني على موؤهل علمي ابتدائي فما دون 22.2 ‏سنة،‏<br />

و 24.0 ‏سنة للحاصلني على موؤهل ثانوي،‏ و 26.9 ‏سنة للحاصلني على موؤهل بكالوريوس<br />

فاأعلى )23(. اأما حسب بيانات مسح ‎2007‎م فقد تفاوت متوسط العمر عند الزواج الآباء<br />

الطالبات اللواتي ‏شملهن املسح من 23.9 ‏سنة للحاصلني على موؤهل ابتدائي،‏ و 25.7 ‏سنة<br />

للحاصلني على موؤهل ثانوي،‏ و 24.9 ‏سنة للحاصلني على موؤهل جامعي.‏<br />

وعند اختبار الفرضية الصفرية التي تقول:‏ ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على<br />

مستوى املعنوية 0.05 بني العمر الذي تراه الطالبة مناسبا للزواج وبني املستوى التعليمي<br />

لوالدها.‏ فقد رفضت الفرضية الصفرية،‏ وقبلت الفرضية البديلة التي تقول:‏ توجد فروق ذات


العوامل املؤثرة في العمر املثالي للزواج وعدد األطفال املرغوب في إجنابهم<br />

من وجهة نظر طالبات جامعة النجاح الوطنية<br />

د.‏ حسني أحمد<br />

داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني العمر الذي تراه الطالبة مناسبا للزواج<br />

وبني املستوى التعليمي لوالدها،‏ حيث كانت قيمة مربع كاي املحسوبة اأكرب من قيمة مربع<br />

كاي املجدولة ‏)جدول رقم 2(، حيث تفاوت متوسط العمر الذي تراه الطالبة مثاليا للزواج<br />

من 22.0 ‏سنة للطالبات اللواتي مستوى تعليم اآبائهن ابتدائي فاأقل،‏ و 22.2 للطالبات<br />

اللواتي مستوى تعليم اآبائهن ثانوي،‏ و 22.2 ‏سنة للطالبات اللواتي مستوى تعليم اآبائهن<br />

جامعي.‏<br />

املستوى التعليمي لألم:‏<br />

اأشارت بيانات اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏ اإىل اأن متوسط العمر عند الزواج<br />

االأول ارتفع بني االإناث،‏ كلما ارتفع املستوى التعليم لهن،‏ كما هو احلال عند الذكور،‏ فقد<br />

بلغ متوسط العمر عند الزواج االأول يف العام 2001 يف االأراضي الفلسطينية بني االإناث<br />

احلاصالت على موؤهل علمي ابتدائي فما دون 16.9 ‏سنة،‏ و 19.8 ‏سنة للحاصالت على<br />

موؤهل ثانوي،‏ و 23.9 ‏سنة للحاصالت على موؤهل بكالوريوس فاأعلى )24(. اأما حسب<br />

بيانات مسح 2007 فقد تفاوت متوسط العمر عند الزواج االأول الأمهات الطالبات اللواتي<br />

‏شملهن املسح من 18.7 ‏سنة لالأمهات احلاصالت على موؤهل ابتدائي،‏ اإىل 19.5 ‏سنة<br />

للحاصالت على موؤهل ثانوي،‏ و 22.0 ‏سنة للحاصالت على موؤهل جامعي.‏<br />

وعند اختبار الفرضية الصفرية التي تقول:‏ ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على<br />

مستوى املعنوية 0.05 بني العمر الذي تراه الطالبة مناسبا للزواج وبني املستوى التعليمي<br />

لوالدتها.‏ فقد رفضت الفرضية الصفرية،‏ وقبلت الفرضية البديلة التي تقول:‏ توجد فروق ذات<br />

داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني العمر الذي تراه الطالبة مناسبا للزواج<br />

وبني املستوى التعليمي لوالدتها،‏ حيث كانت قيمة مربع كاي املحسوبة اأكرب من قيمة<br />

مربع كاي املجدولة ‏)جدول رقم 2(، حيث تفاوت متوسط العمر الذي تراه الطالبة مثاليا<br />

للزواج من 22.2 ‏سنة للطالبات اللواتي مستوى تعليم اأمهاتهن ابتدائي فاأقل،‏ و 22.1<br />

للطالبات اللواتي مستوى تعليم اأمهاتهن ثانوي،‏ و 22.5 ‏سنة للطالبات اللواتي مستوى<br />

تعليم اأمهاتهن جامعي.‏<br />

مكان السكن األصلي للطالبة:‏<br />

يكاد ال يوجد فرق يذكر بني العمر الذي اعترب مثاليا للزواج حسب املنطقة التي وفدت<br />

منها الطالبة،‏ فقد بلغ هذا املتوسط 22.0 ‏سنة لالإناث اللواتي اأفدن باأنهن من قرى اأو مدن،‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

مقابل 22.5 ‏سنة لالإناث اللواتي اأفدن باأنهن من خميمات،‏ حيث اإن نسبة االإناث اللواتي اأفدن<br />

باأنهن من خميمات بلغت نحو %4.6 من حجم العينة،‏ وهي تقريبا النسبة نفسها للطالبات<br />

اللواتي من املخيمات يف اجلامعة.‏ ولذلك مل يكن لعينتهن اأثر يذكر يف النمط العام الذي اأفادت<br />

به بقية الطالبات اللواتي وفدن من القرى اأو املدن.‏ ولذلك فعند اختبار الفرضية الصفرية التي<br />

تقول:‏ ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني العمر الذي تراه<br />

الطالبة مناسبا للزواج وبني مكان السكن االأصلي للطالبة.‏ فقد قبلت الفرضية الصفرية،‏ حيث<br />

كانت قيمة مربع كاي املجدولة اأكرب من قيمة مربع كاي املحسوبة ‏)اجلدول 2(.<br />

الكلية:‏<br />

تضم جامعة النجاح الوطنية 18 كلية،‏ ولغرض الدراسة قسمت كليات اجلامعة قسمني<br />

رئيسني هما:‏ الكليات العلمية والكليات االإنسانية.‏<br />

تفاوتت النظرة حول العمر املثايل للزواج بني طالبات الكليات العلمية والكليات<br />

االإنسانية،‏ فبينما كان العمر املثايل للزواج لطالبات الكليات العلمية 22.5 ‏سنة،‏ كان<br />

‎21.9‎‏سنة لطالبات الكليات االإنسانية.‏ ورمبا يكون السبب يف ارتفاع العمر املثايل لطالبات<br />

الكليات العلمية هو عدد السنوات الالزمة للتخرج منها،‏ فغالبية هذه الكليات بحاجة على<br />

االأقل اإىل 5 ‏سنوات،‏ وبذلك يكون عمر الطالبة عند التخرج حوايل 23 ‏سنة،‏ ولذلك جاءت<br />

وجهات نظر الطالبات متطابقة - تقريباً-‏ مع اأعمارهن عند التخرج،‏ مبعنى اأنهن يرغنب<br />

يف الزواج فور تخرجهن،‏ وهذا يعود للعادات والتقاليد السائدة يف املجتمع.‏<br />

ولذلك،‏ فعند اختبار الفرضية الصفرية التي تقول:‏ ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية<br />

على مستوى املعنوية 0.05 بني العمر الذي تراه الطالبة مناسبا للزواج وبني الكلية التي<br />

تدرس فيها.‏ فقد رفضت الفرضية الصفرية،‏ وقبلت الفرضية البديلة التي تقول:‏ توجد فروق<br />

ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني العمر الذي تراه الطالبة مناسبا<br />

للزواج،‏ وبني الكلية التي تدرس فيها،‏ حيث كانت قيمة مربع كاي املحسوبة اأكرب من قيمة<br />

مربع كاي املجدولة ‏)اجلدول 2(.<br />

املستوى الدراسي:‏<br />

كان للمستوى الدراسي للطالبة تاأثري على تفضيلها للعمر املثايل للزواج،‏ حيث اإن<br />

املستوى الدراسي عادة ما يرتبط طرديا بعمر الطالبة،‏ فمثال ارتفع العمر املثايل للزواج من<br />

21.9 للطالبات يف مستوى السنة االأوىل،‏ اإىل 23.7 للطالبات يف مستوى السنة اخلامسة فاأعلى.‏<br />

حيث اإن الفتاة ‏–عادة-‏ ترغب يف اأن يكون العمر املثايل للزواج مقاربا لعمرها عند التخرج.‏


العوامل املؤثرة في العمر املثالي للزواج وعدد األطفال املرغوب في إجنابهم<br />

من وجهة نظر طالبات جامعة النجاح الوطنية<br />

د.‏ حسني أحمد<br />

ولذلك،‏ فعند اختبار الفرضية الصفرية التي تقول:‏ ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية<br />

على مستوى املعنوية 0.05 بني العمر الذي تراه الطالبة مناسبا للزواج،‏ وبني املستوى<br />

الدراسي للطالبة.‏ فقد رفضت الفرضية الصفرية،‏ وقبول الفرضية البديلة التي تقول توجد<br />

فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني العمر الذي تراه الطالبة مناسبا<br />

للزواج واملستوى الدراسي للطالبة،‏ حيث كانت قيمة مربع كاي املحسوبة اأكرب من قيمة<br />

مربع كاي املجدولة ‏)جدول رقم 2(.<br />

احلالة الزواجية:‏<br />

مل تكن هناك فروق تذكر يف العمر الذي اعترب مثاليا للزواج حسب احلالة االجتماعية<br />

للطالبة،‏ فقد كان متوسط هذا العمر 22.2 ‏سنة للطالبات العزباوات،‏ و 21.9 للطالبات<br />

املخطوبات،‏ و 21.0 ‏سنة للطالبات املتزوجات.‏ ومن املالحظ هنا،‏ اأن الطالبات املتزوجات<br />

فضلن عمرا اأقل من غريهن،‏ وذلك يدل على اأنهن راضيات بزواجهن باالأعمار التي تزوجن<br />

بها،‏ على الرغم من وجودهن على مقاعد الدراسة.‏<br />

وعند اختبار الفرضية الصفرية التي تقول:‏ ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على<br />

مستوى املعنوية 0.05 بني العمر الذي تراه الطالبة مناسبا للزواج وبني احلالة الزواجية<br />

للطالبة.‏ فقد قبلت الفرضية الصفرية،‏ حيث كانت قيمة مربع كاي املجدولة اأكرب من قيمة<br />

مربع كاي املحسوبة ‏)اجلدول:‏ 2(. وذلك الأن نسبة الطالبات املتزوجات واملخطوبات اأقل<br />

من نسبة املتزوجات بكثري،‏ وعليه فلم تظهر فروق واضحة يف هذا املجال.‏<br />

متوسط الدخل الشهري لألسرة:‏<br />

لدخل االأرسة تاأثري كبري على مستواها االقتصادي واالجتماعي يف املجتمع،‏ فهو<br />

اأهم املوؤرشات لقدرة االأرسة على ‏رشاء حاجياتها ومتطلباتها وتعليم اأبنائها،‏ وغريها من<br />

االأمور احلياتية،‏ ولذلك فاإن لتفاوت الدخل بني االأرس دوراً‏ مهماً‏ يف نظرة اأفراد تلك االأرس<br />

جتاه بعض القضايا االجتماعية واالقتصادية.‏ فعند اختبار الفرضية الصفرية التي تقول:‏<br />

ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني العمر الذي تراه الطالبة<br />

مناسبا للزواج،‏ وبني متوسط الدخل الشهري الأرسة الطالبة.‏ فقد رفضت الفرضية الصفرية،‏<br />

وقبلت الفرضية البديلة التي تقول:‏ توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية<br />

0.05 بني العمر الذي تراه الطالبة مناسبا للزواج،‏ وبني ومتوسط الدخل الشهري الأرسة<br />

الطالبة،‏ حيث كانت قيمة مربع كاي املحسوبة اأكرب من قيمة مربع كاي املجدولة ‏)اجلدول:‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

2(. وحيث تفاوت متوسط العمر الذي تراه الطالبة مثاليا للزواج من 22.0 ‏سنة للطالبات<br />

اللواتي متوسط دخل اأرسهن اأقل من 3000 ‏شاقل ، اإىل 23.4 ‏سنة للطالبات اللواتي<br />

متوسط دخل اأرسهن 3000 ‏شاقل فاأكرث.‏ وهذا يشري اإىل اأنه كلما ارتفع دخل االأرسة،‏ كلما<br />

ارتفع العمر الذي تراه الفتاة مناسبا لزواجها،‏ وذلك ناجت عن تباين الظروف االقتصادية<br />

واالجتماعية التي تعيشها تلك االأرس.‏<br />

نظرة الطالبات جتاه بعض قضايا الزواج:‏<br />

اشتملت استمارة املسح على بعض االأسئلة املتعلقة بقضايا الزواج من اأجل اأخذ راأي<br />

الطالبات فيها،‏ الأنها تقيس مقدار وعيها وقرارها يف اختيار ‏رشيك حياتها،‏ وبعض االأمور<br />

الصحية واالجتماعية املتعلقة بالزواج.‏<br />

الفرق بني عمر الزوج والزوجة:‏<br />

اأفادت %72.6 من الطالبات اللواتي ‏شملهن املسح باأنهن يفضلن اأن يكون عمر<br />

اأزواجهن اأكرب من اأعمارهن،‏ وهذا هو النمط الشائع يف معظم املجتمعات الرشقية،‏ فالزوج<br />

هو املسئول عن تكوين االأرسة واالإنفاق عليها،‏ ولذلك عليه قضاء فرتة اأطول يف العزوبية<br />

من اأجل اأن بصبح قادرا على تكوين هذه االأرسة،‏ وهذا يتضح اأيضا من خالل مقارنتنا<br />

ملتوسط عمر الزواج االأول بني الذكور واالإناث يف الضفة الغربية حيث تفاوت من 19.6<br />

‏سنة لالإناث اإىل 25.2 ‏سنة للذكور)‏‎25‎‏(.‏ وباملقابل جند اأن %24.2 من الطالبات رغنب يف<br />

اأن يكون عُ‏ مرا الزوج والزوجة متساويني،‏ يف حني اأن %3.2 منهن فقط اأفدن باأنهن يرغنب<br />

يف اأن يكون عمر الزوجة اأكرب من عمر الزوج.‏<br />

فحص دم اخلاطبني:‏<br />

اأفادت %86 من الطالبات اللواتي ‏شملهن املسح باأن فحص الدم للخاطبني قبل الزواج<br />

‏رضوري،‏ وذلك الكتشاف االأمراض الوراثية،‏ وهذا يدل على مقدار الوعي لدى الطالبات يف<br />

هذا املجال.‏ علما باأنه يطلب يف الضفة الغربية ‏رضورة اإجراء فحص الدم لدى االأشخاص<br />

املقبلني على الزواج قبل عقد القران،‏ ملعرفة ما اإذا كانوا حاملني ملرض التالسيميا فقط.‏<br />

زواج األقارب:‏<br />

قالت %75.6 من الطالبات باأنهن يفضلن زواج االأقارب،‏ وهذا دليل على مدى تفضيل<br />

هذا النمط من الزواج داخل املجتمع الفلسطيني على الرغم من االأمراض الوراثية التي<br />

ميكن اأن تتنقل من جراء هذا الزواج،‏ ومع اأن غالبية الطالبات اللواتي ‏شملهن املسح طالنب


العوامل املؤثرة في العمر املثالي للزواج وعدد األطفال املرغوب في إجنابهم<br />

من وجهة نظر طالبات جامعة النجاح الوطنية<br />

د.‏ حسني أحمد<br />

برضورة اإجراء الفحص الطبي قبل الزواج،‏ فاإن العادات والتقاليد ودور العائلة ما زال<br />

موجودا يف املجتمع الفلسطيني.‏<br />

وضع تشريع حيدد العمر األدنى للزواج:‏<br />

وافقت %82.5 من الطالبات اللواتي ‏شملهن املسح على ‏رضورة وضع ترشيع واضح<br />

يحدد عمرا اأدنى للزواج عند الفتيات.‏ هذه النسبة املرتفعة جاءت بسبب وعي الطالبات<br />

ملخاطر الزواج املبكر.‏<br />

اختيار الزوج:‏<br />

اأفادت %24.8 فقط من الطالبات اللواتي ‏شملهن املسح باأنهن يستطعن اأن يرفضن<br />

الزواج،‏ اإذا مل يقتنعن بالشاب املتقدم لزواجهن،‏ على الرغم من موافقة اأهلهن عليه،‏ يف حني<br />

جند اأن %68.6 اأفدن اأنهن ال يستطعن ذلك.‏ من هذا يتضح دور العادات والتقاليد يف جمال<br />

الزواج،‏ ودور االأهل يف اختيار زوج مناسب البنتهم،‏ على اعتبار اأنهم اأكرث خربة ودراية يف<br />

مثل هذه االأمور.‏<br />

أثر بعض املتغريات يف نظرة الطالبات جتاه بعض قضايا الزواج:‏<br />

عند اختبار الفرضية الصفرية التي تقول:‏ ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على<br />

مستوى املعنوية 0.05 بني نظرة الطالبة جتاه بعض قضايا الزواج ‏)الفرق بني عمر الزوج<br />

والزوجة،‏ وفحص دم اخلاطبني،‏ وزواج االأقارب،‏ ووضع ترشيع يحدد العمر االأدنى للزواج،‏<br />

واختيار الزوج(،‏ وبني جمموعة من املتغريات املستقلة للطالبة ‏)العمر،‏ ومكان السكن<br />

االأصلي،‏ والكلية،‏ واملستوى الدراسي(.‏ فقد قُ‏ بلت الفرضية الصفرية،‏ حيث كانت قيمة مربع<br />

كاي املجدولة اأكرب من قيمة مربع كاي املحسوبة يف جميع هذه الفرضيات ‏)جدول:‏‎3‎‏(.‏<br />

<br />

<br />

<br />

اجلدول )3(<br />

أثر بعض املتغريات يف نظرة الطالبات جتاه بعض قضايا الزواج


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.2007<br />

0.05<br />

اإن عدم وجود فروق يف نظرة الطالبات نحو هذه القضايا يعود اإىل التشابه الكبري<br />

للطالبات يف العمر،‏ حيث اإنهن من الفئة العمرية نفسها،‏ وكذلك نظرتهن اإىل مثل هذه االأمور<br />

ال تختلف كثريا بسبب كونهن يدرسن يف اجلامعة،‏ ولهن املستوى الثقايف نفسها تقريبا،‏<br />

لذلك مل تظهر اأية فروق واضحة يف نظرتهن جتاه القضايا التي ‏سبق طرحها.‏


العوامل املؤثرة في العمر املثالي للزواج وعدد األطفال املرغوب في إجنابهم<br />

من وجهة نظر طالبات جامعة النجاح الوطنية<br />

د.‏ حسني أحمد<br />

عدد األطفال املرغوب يف إجنابهم من قبل الطالبات:‏<br />

بلغ متوسط عدد االأطفال الذين ‏سبق اإجنابهم لكل امراأة يف االأراضي الفلسطينية حسب<br />

بيانات اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني نحو اأربعة اأطفال وخمسة من عرشة )4.5(<br />

خالل الفرتة 2004-2000، وقد تفاوتت مستويات اخلصوبة يف االأراضي الفلسطينية<br />

حسب مستوى التحصيل العلمي للمراأة ، حيث بلغت معدالت اخلصوبة الكلية بني النساء<br />

اللواتي موؤهلهن اأقل من الثانوية العامة،‏ حسب بيانات املسح الصحي الدميوغرايف ‎2004‎م<br />

الذي اأجراه اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏ حوايل اأربعة مواليد وثمانية من عرشة<br />

)4.8(، يف حني بلغ نحو اأربعة مواليد وستة من عرشة )4.6( بني النساء اللواتي موؤهلهن<br />

اأعلى من التعليم الثانوي )26(.<br />

وتشري بيانات املسح الصحي الدميوغرايف ‎2004‎م الذي اأجراه اجلهاز املركزي<br />

لالإحصاء الفلسطيني اأيضا اإىل اأن %1.8 من النساء املبحوثات اأرشن اإىل اأنهن يعتقدن باأن<br />

احلجم املثايل لالأرسة يقل عن طفلني،‏ واأن %8.0 اأرشن اإىل اأن حجم االأرسة املثايل هو<br />

طفالن ‏)مستوى االإحالل(،‏ فيما اأشارت %4.8 منهن اإىل اأن حجم االأرسة املثايل هو ثالثة<br />

اأطفال،‏ واأن %38.7 اأرشن اإىل اأن حجم االأرسة املثايل هو 4 اأطفال،‏ بينما اأشارت %30.8<br />

منهن اإىل اأن احلجم املثايل لالأرسة هو خمسة اأطفال فاأكرث.‏ اأما حسب املوؤهل العلمي فقد<br />

انخفض عدد االأطفال الباقني على قيد احلياة من خمسة اأطفال واثنني وتسعني من مائة<br />

)5.92( للنساء االأميات،‏ و اأربعة اأطفال وثمانية وتسعني من مائة )4.98( للنساء اللواتي<br />

حتصيلهن االبتدائي اإىل طفلني وثمانية وثالثني من مائة )2.38( للنساء اللواتي حصلن<br />

على بكالوريوس فاأعلى.‏ اأما العدد املثايل لالأطفال التي ترغب املراأة يف اإجنابهم،‏ فقد<br />

انخفض من اأربعة اأطفال وثالثة وخمسني من مائة )4.53( للنساء االأميات،‏ و اأربعة اأطفال<br />

وثالثة واأربعني من مائة )4.43( للنساء اللواتي حتصيلهن االبتدائي اإىل ثالثة اأطفال وثالثة<br />

وتسعني من املائة )3.93( للنساء اللواتي حصلن على بكالوريوس فاأعلى)‏‎27‎‏(.‏ اإن متوسط<br />

عدد االأطفال املثايل للجامعيات هنا اأعلى من املتوسط للنساء ذوات املستوى التعليمي<br />

املتدين،‏ ويعود ذلك لوجود عدد كاف من االأبناء الباقني على قيد احلياة لدى النساء ذوات<br />

املستوى التعليمي املتدين.‏<br />

اأما حسب نتائج املسح امليداين عام ‎2007‎م،‏ فقد بلغ متوسط عدد االأطفال املنجبني<br />

الأمهات الطالبات اللواتي ‏شملهن املسح نحو خمسة اأطفال وثالثة من عرشة )5.3(. يف حني<br />

كان عدد االأطفال املثايل واملرغوب يف اإجنابهم لدى الطالبات اأنفسهن نحو اأربعة اأطفال<br />

وثالثة من عرشة )4.3(. وهذا يشري اإىل اأن هناك انخفاضاً‏ يف متوسط عدد االأطفال الذين


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

‏ستنجبهم املراأة يف الضفة الغربية،‏ ولكن لو علمنا اأن اأولئك الطالبات هن من مستويات<br />

تعليمية عالية عند اإنهائهن لدراستهن اجلامعية،‏ واأن مستواهن التعليمي ‏سريتفع يف االأغلب<br />

عن املستوى التعليمي الأمهاتهن،‏ لوجدنا اأنه ‏سيحصل العكس مبعنى اأنه ‏سيحصل هناك<br />

ارتفاع يف مستويات اخلصوبة،‏ هذا اإذا علمنا باأن متوسط عدد االأطفال املثايل للنساء<br />

احلاصالت على بكالوريوس فاأعلى هو 3.93 حسب بيانات املسح الصحي الدميوغرايف<br />

عام ‎2004‎م ، الذي اأجراه اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني.‏<br />

اإن متوسط عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم قد تفاوت عند الطالبات اللواتي ‏شملهن<br />

املسح تبعا خلصائصهن وخلفياتهن الدميوغرافية واالقتصادية واالجتماعية.‏<br />

عمر الطالبة:‏<br />

تفاوت عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم لدى الطالبات اللواتي ‏شملهن املسح،‏ حيث<br />

كان متوسط عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم اأربعة اأطفال وثالثة من عرشة )4.3 )<br />

للطالبات اللواتي اأعمارهن اأقل من 20 ‏سنة،‏ و 4.2 للطالبات اللواتي اأعمارهن ما بني<br />

22-20 ‏سنة،‏ واإىل اأربعة اأطفال وستة من عرشة ( 4.6( للطالبات اللواتي اأعمارهن 23<br />

‏سنة فاأكرث.‏ وعند اختبار الفرضية الصفرية التي تقول:‏ ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية<br />

على مستوى املعنوية 0.05 بني عدد االأطفال الذين ترغب الطالبة يف اإجنابهم وبني عمرها<br />

احلايل.‏ فقد رفضت الفرضية الصفرية،‏ وقُ‏ بلت الفرضية البديلة التي تقول:‏ توجد فروق<br />

ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني عدد االأطفال الذين ترغب الطالبة<br />

يف اإجنابهم وبني عمرها احلايل،‏ حيث كانت قيمة مربع كاي املحسوبة اأكرب من قيمة مربع<br />

كاي املجدولة ‏)اجلدول:‏ 4(.<br />

عمر األم:‏<br />

ارتفع عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم لدى الطالبات مع تقدم عمر االأم،‏ حيث بلغ<br />

متوسط عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم للطالبات اللواتي اأعمار اأمهاتهن اأقل من 50 ‏سنة<br />

نحو اأربعة اأطفال وواحد من عرشة )4.1 (، واأربعة اأطفال وسبعة من عرشة)‏ 4.7 ‏(للطالبات<br />

اللواتي اأعمار اأمهاتهن 59-50 ‏سنة،‏ واإىل اأربعة اأطفال وثمانية من عرشة)‏‎4.8‎‏(‏ للطالبات<br />

اللواتي اأعمار اأمهاتهن 60 ‏سنة فاأكرث.‏ وعند اختبار الفرضية الصفرية التي تقول:‏ ال توجد<br />

فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني عدد االأطفال الذين ترغب<br />

الطالبة يف اإجنابهم وبني والدتها.‏ فقد رفُ‏ ‏ضت الفرضية الصفرية،‏ وقُ‏ بلت الفرضية البديلة<br />

التي تقول:‏ توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني عدد االأطفال


العوامل املؤثرة في العمر املثالي للزواج وعدد األطفال املرغوب في إجنابهم<br />

من وجهة نظر طالبات جامعة النجاح الوطنية<br />

د.‏ حسني أحمد<br />

<br />

الذين ترغب الطالبة يف اإجنابهم وعمر والدتها،‏ حيث كانت قيمة مربع كاي املحسوبة اأكرب<br />

من قيمة مربع كاي املجدولة ‏)اجلدول:‏ 4(. وقد يكون ‏سبب التفاوت هنا تاأثر البنت بوالدتها<br />

وبسلوكها االإجنابي،‏ وقد يكون للعادات والتقاليد اأيضا دور كبري يف هذا املجال،‏ وطبيعة<br />

العالقة بني الفتاة ووالدتها داخل االأرسة،‏ ومقدار تاأثري االأم على ابنتها.‏ فمن املعروف اأنه<br />

كلما زاد عمر االأم،‏ كلما ارتفع عدد االأطفال املنجبني لها،‏ فحسب بيانات املسح الصحي<br />

الدميوغرايف عام ‎2004‎م ارتفع متوسط عدد االأطفال املنجبني للنساء اللواتي ‏سبق لهن<br />

الزواج يف الضفة الغربية من 0.8 طفالً‏ للنساء اللواتي اأعمارهن 19-15 ‏سنة،‏ وطفل واحد<br />

وثمانية من عرشة )1.8( للنساء اللواتي اأعمارهن 24-20 ‏سنة،‏ ثم اإىل 7.1 للنساء اللواتي<br />

اأعمارهن 54-50 ‏سنة )28(.<br />

اجلدول )4(<br />

العالقة بني عدد األطفال املرغوب يف إجنابهم من قبل الطالبات<br />

وبعض اخلصائص ألفراد العينة<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

*<br />

*<br />

*<br />

*<br />

*<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

*<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

*<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

*<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.2007<br />

0.05


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

عمر األب:‏<br />

كما هو احلال بالنسبة لعمر االأم،‏ فقد ارتفع متوسط عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم<br />

للطالبة مع تقدم والديْها يف العمر.‏ من اأربعة اأطفال وواحد من عرشة )4.1( للطالبات<br />

اللواتي اأعمار اآبائهن اأقل من 50 ‏سنة،‏ اإىل اأربعة اأطفال وثالثة من عرشة ‏)‏‎4.3‎‏(للطالبات<br />

اللواتي اأعمار اآبائهن يرتاوح ما بني 69-50 ‏سنة،‏ واإىل خمسة اأطفال وخمسة من عرشة<br />

للطالبات )5.5( اللواتي اأعمار اآبائهن 70 ‏سنة فاأكرث.‏ وعند اختبار الفرضية الصفرية التي<br />

تقول:‏ ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني عدد االأطفال<br />

الذين ترغب الطالبة يف اإجنابهم وبني عمر والدها.‏ فقد رفضت الفرضية الصفرية،‏ وقبلت<br />

الفرضية البديلة التي تقول:‏ توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05<br />

بني عدد االأطفال الذين ترغب الطالبة يف اإجنابهم وبني عمر والدها،‏ حيث كانت قيمة مربع<br />

كاي املحسوبة اأكرب من قيمة مربع كاي املجدولة ‏)اجلدول:‏ 4(.<br />

املستوى التعليمي لألب:‏<br />

لتعليم الوالدين تاأثري واضح على اأبنائهم،‏ وخاصة يف طريقة تربيتهم،‏ ورمبا يكون له<br />

تاأثري يف اختيار مستقبلهم واالأمور املتصلة به من حيث اختيار املهنة والزواج واالإجناب<br />

وغريها.‏ فعند اختبار الفرضية الصفرية التي تقول:‏ ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على<br />

مستوى املعنوية 0.05 بني عدد االأطفال الذين ترغب الطالبة يف اإجنابهم،‏ وبني املستوى<br />

التعليمي لوالدها.‏ فقد رفضت الفرضية الصفرية،‏ وقبلت الفرضية البديلة التي تقول توجد<br />

فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني عدد االأطفال الذين ترغب الطالبة<br />

يف اإجنابهم،‏ وبني املستوى التعليمي لوالدها،‏ حيث كانت قيمة مربع كاي املحسوبة اأكرب<br />

من قيمة مربع كاي املجدولة ‏)اجلدول:‏‎4‎‏(.‏ حيث تباين عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم<br />

من اأربعة اأطفال واأربعة من عرشة )4.4( للطالبات اللواتي اآباوؤهن اأميون،‏ اإىل اأربعة اأطفال<br />

وواحد من عرشة)‏ ) 4.1 للطالبات اللواتي يحمل اآباوؤهن موؤهالً‏ جامعي.‏<br />

املستوى التعليمي لألم:‏<br />

من املعروف اأن للمستوى التعليمي للمراأة عالقة عكسية مع عدد االأطفال الذين<br />

تنجبهم،‏ وذلك لتاأخرها يف الزواج نتيجة انشغالها يف التعليم،‏ وكذلك تختلف النظرة اإىل<br />

عدد االأطفال املنجبني ما بني املراأة املتعلمة وغري املتعلمة،‏ وهذا ما اتضح ‏سابقا.‏<br />

عند اختبار الفرضية الصفرية التي تقول:‏ ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على


العوامل املؤثرة في العمر املثالي للزواج وعدد األطفال املرغوب في إجنابهم<br />

من وجهة نظر طالبات جامعة النجاح الوطنية<br />

د.‏ حسني أحمد<br />

مستوى املعنوية 0.05 بني عدد االأطفال الذين ترغب الطالبة يف اإجنابهم،‏ وبني املستوى<br />

التعليمي لوالدتها.‏ فقد رفضت الفرضية الصفرية،‏ وقبلت الفرضية البديلة التي تقول:‏ توجد<br />

فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني عدد االأطفال الذين ترغب<br />

الطالبة يف اإجنابهم واملستوى التعليمي لوالدتها،‏ حيث كانت قيمة مربع كاي املحسوبة<br />

اأكرب من قيمة مربع كاي املجدولة ‏)اجلدول:‏ 4(. فنجد اأن عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم<br />

قد تفاوت حسب املستوى التعليمي لالأم من اأربعة،‏ واأربعة من عرشة )4.4 ) للطالبات<br />

اللواتي مستوى اأمهاتهن التعليمي اإعدادي فاأقل،‏ اإىل اأربعة اأطفال واثنان من عرشة)‏ ) 4.2<br />

للطالبات اللواتي اأمهاتهن يحملن موؤهالً‏ جامعياً.‏<br />

مكان السكن األصلي:‏<br />

مل يكن ملكان السكن االأصلي للطالبة اأثر يف تباين عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم<br />

لدى الطالبات،‏ ففي الوقت احلارض ال توجد فروق اقتصادية واجتماعية تذكر بني التجمعات<br />

السكانية يف الضفة الغربية،‏ وذلك النتشار التعليم وطرق املواصالت واالتصاالت ووسائل<br />

االإعالم والتثقيف وغريها مما قلل من وجود اأي تباينات يف جماالت احلياة املختلفة.‏<br />

وعليه فعند اختبار الفرضية الصفرية التي تقول:‏ ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على<br />

مستوى املعنوية 0.05 بني عدد االأطفال الذين ترغب الطالبة يف اإجنابهم ومكان ‏سكنها<br />

االأصلي.‏ فقد قبلت الفرضية الصفرية،‏ حيث كانت قيمة مربع كاي املجدولة اأكرب من قيمة<br />

مربع كاي املحسوبة ‏)اجلدول:‏ 4(.<br />

الكلية:‏<br />

وعند اختبار الفرضية الصفرية التي تقول:‏ ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على<br />

مستوى املعنوية 0.05 بني عدد االأطفال الذين ترغب الطالبة يف اإجنابهم،‏ وبني الكلية<br />

التي تدرس فيها الطالبة.‏ فقد رفضت الفرضية الصفرية،‏ وقبلت الفرضية البديلة التي<br />

تقول:‏ توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني عدد االأطفال<br />

الذين ترغب الطالبة يف اإجنابهم،‏ وبني الكلية التي تدرس فيها الطالبة،‏ حيث كانت قيمة<br />

مربع كاي املحسوبة اأكرب من قيمة مربع كاي املجدولة ‏)اجلدول:‏‎4‎‏(.‏ فقد كان متوسط عدد<br />

االأطفال الذين رغبت الطالبات يف الكليات العلمية يف اإجنابهم نحو اأربعة اأطفال واأربعة<br />

من عرشة)‏‎4.4‎‏(‏ ، مقابل اأربعة اأطفال وواحد من عرشة ( 4.1( للطالبات اللواتي يدرسن يف<br />

الكليات االإنسانية.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

املستوى الدراسي:‏<br />

كان للمستوى الدراسي للطالبة اأثر يف تباين عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم بني الطالبات<br />

اللواتي ‏شملهن املسح،‏ فقد انخفض متوسط عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم من اأربعة اأطفال<br />

واأربعة من عرشة )4.4( للطالبات من مستوى السنة االأوىل اإىل ثالثة اأطفال وتسعة من عرشة<br />

)3.9( للطلبات من مستوى السنة اخلامسة فاأعلى.‏ وعند اختبار الفرضية الصفرية التي تقول:‏<br />

ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني عدد االأطفال الذين ترغب<br />

الطالبة يف اإجنابهم،‏ وبني املستوى الدراسي للطالبة.‏ فقد رفضت الفرضية الصفرية،‏ وقبلت<br />

الفرضية البديلة التي تقول توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني<br />

عدد االأطفال الذين ترغب الطالبة يف اإجنابهم،‏ وبني املستوى الدراسي للطالبة،‏ حيث كانت<br />

قيمة مربع كاي املحسوبة اأكرب من قيمة مربع كاي املجدولة ‏)اجلدول:‏ 4(.<br />

احلالة الزوجية:‏<br />

مل يكن للحالة الزوجية للطالبة اأثر يذكر يف تباين عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم<br />

من طرف الطالبات،‏ وذلك بسبب قلة نسبة الطالبات املتزوجات واخلاطبات يف اجلامعة<br />

موازنة بالطالبات العزباوات.‏ فعند اختبار الفرضية الصفرية التي تقول ال توجد فروق<br />

ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني عدد االأطفال الذين ترغب الطالبة يف<br />

اإجنابهم،‏ وبني احلالة الزوجية للطالبة.‏ فقد قبلت الفرضية الصفرية،‏ حيث كانت قيمة مربع<br />

كاي املجدولة اأكرب من قيمة مربع كاي املحسوبة ‏)اجلدول:‏ 4(.<br />

متوسط الدخل الشهري لألسرة:‏<br />

انخفض متوسط عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم عند الطالبات اللواتي ‏شملهن<br />

املسح،‏ واأفدن باأن متوسط الدخل الشهري الأرسهن اأقل من 1000 ‏شاقل من اأربعة اأطفال<br />

وثمانية من عرشة )4.8 ) اإىل اأربعة اأطفال وواحد من عرشة)‏ 4.1( للطالبات اللواتي<br />

اأفدن باأن متوسط دخل اأرسهن الشهري 4000 ‏شاقل فاأكرث.‏ وعليه فعند اختبار الفرضية<br />

الصفرية التي تقول:‏ ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني<br />

عدد االأطفال الذين ترغب الطالبة يف اإجنابهم،‏ وبني متوسط الدخل الشهري الأرسة الطالبة.‏<br />

فقد رفضت الفرضية الصفرية،‏ وقبلت الفرضية البديلة التي تقول توجد فروق ذات داللة<br />

اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني عدد االأطفال الذين ترغب الطالبة يف اإجنابهم،‏<br />

وبني متوسط الدخل الشهري الأرسة الطالبة،‏ حيث كانت قيمة مربع كاي املحسوبة اأكرب من<br />

قيمة مربع كاي املجدولة ‏)اجلدول:‏ 4(.


العوامل املؤثرة في العمر املثالي للزواج وعدد األطفال املرغوب في إجنابهم<br />

من وجهة نظر طالبات جامعة النجاح الوطنية<br />

د.‏ حسني أحمد<br />

عدد األطفال املنجبني لألم:‏<br />

مل تظهر هناك اأية فروقات بني العدد املرغوب اإجنابه من االأطفال للطالبات،‏ وبني<br />

عدد االأطفال املنجبني الأمهاتهن،‏ فقد تبني اأنه كلما زاد عدد االأطفال املنجبني لالأم،‏ كلما<br />

زاد عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم من طرف البنت،‏ حيث بلغ معامل ارتباط بريسون<br />

نحو 0.141، وهو دال على مستوى املعنوية 0.05، وهذا اأمر طبيعي باأن تتاأثر الفتاة<br />

وتقتدي بوالدتها يف املجاالت املختلفة،‏ ومنها االإجناب.‏ فعند اختبار الفرضية الصفرية<br />

التي تقول:‏ ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني عدد<br />

االأطفال الذين ترغب الطالبة يف اإجنابهم،‏ وبني عدد االأطفال الذين اأجنبتهم والدتها.‏ فقد<br />

قبلت الفرضية الصفرية،‏ حيث كانت قيمة مربع كاي املجدولة اأكرب من قيمة مربع كاي<br />

املحسوبة ‏)اجلدول:‏‎4‎‏(.‏<br />

اختاذ قرارات اإلجناب وعدد األطفال املنجبني لألسرة:‏<br />

اأفادت %67.4 من الطالبات اللواتي ‏شملهن املسح باأن من حق الزوجني وبالتساوي<br />

اتخاذ قرارات االإجناب،‏ وعدد االأطفال املنجبني لالأرسة،‏ بينما راأت %22.0 منهن اأن هذا<br />

من حق الزوجة فقط،‏ و %10.7 منهن اأفدن اأنه من حق الزوج فقط.‏ ومبوازنة ذلك بنتائج<br />

املسح الصحي الدميوغرايف عام ‎2004‎م،‏ التي اأظهرت اأن الزوج والزوجة معاً‏ يتخذان القرار<br />

بساأن عدد االأطفال يف االأرسة بنسبة %78.6، بينما تقرر الزوجة وحدها بساأن ذلك %5.8<br />

من احلاالت،‏ بينما يقرر الزوج مبفرده %12.2 من احلاالت،‏ اأما النسبة املتبقية وهي %3.4<br />

فيتخذ القرار فيها من طرف االآخرين )29(.<br />

مل تظهر هناك اأية فروق واضحة حسب خصائص الطالبات املختلفة جتاه النظرة<br />

نحو اتخاذ قرارات االإجناب،‏ وبني عدد االأطفال املنجبني لالأرسة،‏ فعند اختبار الفرضية<br />

الصفرية التي تقول:‏ ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على مستوى املعنوية 0.05 بني<br />

نظرة الطالبة جتاه اتخاذ قرارات االإجناب وعدد االأطفال املنجبني لالأرسة،‏ وبني جمموعة<br />

من املتغريات املستقلة للطالبة ‏)العمر،‏ مكان السكن االأصلي،‏ الكلية،‏ واملستوى الدراسي(.‏<br />

فقد قبلت الفرضية الصفرية،‏ حيث كانت قيمة مربع كاي املجدولة اأكرب من قيمة مربع كاي<br />

املحسوبة يف جميع هذه الفرضيات ‏)اجلدول:‏ 5(


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

اجلدول )5(<br />

العالقة بني اختاذ قرارات اإلجناب وعدد األطفال املنجبني لألسرة<br />

وبعض اخلصائص ألفراد العينة<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.2007<br />

0.05<br />

تفضيالت اإلجناب:‏<br />

بلغ متوسط عدد االأطفال الذكور الذي ترغب الطالبة يف اإجنابه نحو طفلني واأربعة<br />

من عرشة )2.4( ، مقابل طفل واحد وتسعة من عرشة )1.9( من االإناث.‏ من هذا يتضح مدى<br />

تفضيل اإجناب الذكور يف املجتمع على الرغم من اأن عينة الدراسة من الطالبات اجلامعيات<br />

اللواتي يفرتض اأن يكنَّ‏ على مستوى من الوعي واالإدراك يف هذا املجال.‏ اإال اأن العادات<br />

والتقاليد وطبيعة املجتمع الرشقي الذكوري تظل هي احلكم يف هذا املجال،‏ وتعطي<br />

االأفضلية دائما الإجناب الذكور،‏ وذلك العتبار اأن الذكر هو الذي ‏سيحمل اسم العائلة،‏ وهو<br />

املعيل املستقبلي لالأرسة،‏ اإضافة اإىل االعتبارات االجتماعية االأخرى.‏ وحسب نتائج املسح<br />

الصحي الدميوغرايف عام ‎2004‎م،‏ فقد لوحظ اأنه كلما زاد عدد الذكور واالإناث الباقني على<br />

قيد احلياة،‏ كلَّما قل عدد الذكور واالإناث االإضافيني املرغوبني،‏ ويف معظم احلاالت يكون<br />

عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم من الذكور اأكرث من االإناث )30(.


العوامل املؤثرة في العمر املثالي للزواج وعدد األطفال املرغوب في إجنابهم<br />

من وجهة نظر طالبات جامعة النجاح الوطنية<br />

د.‏ حسني أحمد<br />

النتائج والتوصيات:‏<br />

بلغ متوسط العمر املثايل للزواج من طرف الطالبات يف جامعة النجاح الوطنية نحو<br />

22.1 ‏سنة،‏ وهو تقريبا مساو للعمر الذي تتخرج فيه الفتاة من اجلامعة.‏ وقد تاأثر اختيار هذا<br />

العمر بعدد من املتغريات الدميوغرافية واالقتصادية واالجتماعية املتعلقة بالفتاة ووالديها.‏<br />

والعمر الذي اعتربته الطالبات مثاليا للزواج اأقل من متوسط العمر املوجود يف االأراضي<br />

الفلسطينية للنساء احلاصالت على موؤهل بكالوريوس فاأعلى.‏ مل توجد هناك اختالفات<br />

يف نظرة الطالبات جتاه عمر الزوجني،‏ ورضورة فحص الدم للمقدمني على الزواج،‏ وزواج<br />

االأقارب،‏ ووضع ترشيع يحدد العمر االأدنى لزواج االإناث،‏ واختيار ‏رشيك احلياة.‏<br />

بلغ متوسط عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم من قبل الطالبات نحو اأربعة اطفال<br />

وثالثة من عرشة )4.3( ، وهو اأعلى من متوسط اإجناب النساء اجلامعيات يف املجتمع<br />

الفلسطيني.‏ وقد تاأثر العدد املرغوب فيه من االأطفال بالنسبة للطالبات بجملة من املتغريات<br />

الدميوغرافية واالجتماعية واالقتصادية.‏ كان لعدد االأطفال الذين اأجنبتهم االأم عالقة<br />

طردية مع عدد االأطفال الذين ترغب الطالبة يف اإجنابهم.‏ راأت غالبية الطالبات اأن من حق<br />

الزوجني معا اختيار عدد االأطفال يف االأرسة.‏ كان عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم من<br />

الذكور اأكرب من عدد االأطفال املرغوب يف اإجنابهم من االإناث.‏<br />

بناء على ما تقدم،‏ فاإن هذه الدراسة توصي برضورة تثقيف الطالبات يف جمال<br />

الصحة االإجنابية،‏ على اعتبار اأنهن اأمهات املستقبل،‏ واأن السلوك االإجنابي لهن هو الذي<br />

‏سيحدد اجتاهات اخلصوبة يف املجتمع الفلسطيني مستقبال.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

اهلوامش:‏<br />

‎1‎اجلهاز . 1 املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏ 2002، الفلسطينيون يف نهاية عام . 2002<br />

رام اهلل،‏ فلسطني.‏<br />

‎2‎اجلهاز . 2 املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏ ، 2003 الزواج والطالق يف االأراضي الفلسطينية<br />

)2001-1996( دراسة مقارنة.‏ رام اهلل،‏ فلسطيناجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏<br />

متوز 2006، نرشة املوؤرشات الربعية،‏ الربع الثاين 2006. رام اهلل،‏ فلسطني.‏<br />

33.<br />

Hill, A., 1982, Levels and trends in fertility and mortality of Palestinian<br />

in the Middle East, Population Bulletin of ECWA. No. 22/23, pp 31-70.<br />

44.<br />

Israeli Central Bureau of Statistics, 1969, Statistical Abstract of Israel.<br />

No. 20, Jerusalem.<br />

‎5‎اجلهاز . 5 املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏ ، 2002 مصدر ‏سابق.‏<br />

‎6‎اجلهاز . 6 املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏ متوز ، 2006 مصدر ‏سابق.‏<br />

77.<br />

Hill, A., 1982, opcit.<br />

88.<br />

Israeli Central Bureau of Statistics, 1982, Judaea, Samaria, and Gaza<br />

Area, Statistics Quarterly. Vol. XII, Jerusalem.<br />

‎9‎دائرة . 9 االإحصاء املركزية الفلسطينية،‏ ، 1996 املسح الدميوغرايف للضفة الغربية<br />

وقطاع،‏ النتائج االأساسية.‏ رام اهلل،‏ فلسطني.‏<br />

‎1010‎اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏ ، 2002 مصدر ‏سابق.‏<br />

‎1111‎اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏ ‏شباط ، 2006 املسح الصحي الدميوغرايف<br />

2004، التقرير النهائي.‏ رام اهلل،‏ فلسطني.‏<br />

12 12Israeli Central Bureau of Statistics, 1969, opcit.<br />

‎1313‎اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏ ، 2002 مصدر ‏سابق.‏<br />

‎1414‎اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏ متوز ، 2006 مصدر ‏سابق.‏<br />

15 املراأة الفلسطينية بني الروؤيا القومية والواقع<br />

‎15‎متاري،‏ ‏سليم وسكوت،‏ اآن ‏“خصوبة<br />

االجتماعي”،‏ النرشة السكانية.‏ اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي اآسيا،‏ العدد<br />

37، كانون اأول 1990، ‏ص ‏ص 35-5.


العوامل املؤثرة في العمر املثالي للزواج وعدد األطفال املرغوب في إجنابهم<br />

من وجهة نظر طالبات جامعة النجاح الوطنية<br />

د.‏ حسني أحمد<br />

16 16Adlakha, A., Kinsella, K., and Khawaja, M., «Demography of the<br />

Palestinian population with special emphasis on the Occupied<br />

Territories», Population Bulletin of ESCWA. No. 43, 1995.<br />

‎1717‎منصور،‏ حممد اإبراهيم،‏ ‏“اجتاهات السلوك االإجنابي عند االأمهات والبنات يف جمتمع<br />

االإمارات العربية املتحدة”،‏ جملة العلوم االإنسانية واالجتماعية.‏ جامعة االإمارات العربية<br />

املتحدة،‏ العدد 2، املجلد 13، اأكتوبر 1997، ‏ص ‏ص 106-82.<br />

‎1818‎عودة،‏ خرض،‏ مستويات واجتاهات اخلصوبة يف حمافظة قلقيلية.‏ رسالة ماجستري غري<br />

منشورة،‏ جامعة النجاح الوطنية،‏ نابلس،‏ 1998.<br />

‎1919‎مالول،‏ عدنان،‏ مستويات اخلصوبة يف حمافظة جنني من واقع التسجيل احليوي لعام<br />

‎1997‎م.‏ رسالة ماجستري غري منشورة،‏ جامعة النجاح الوطنية،‏ نابلس،‏ 1998.<br />

‎2020‎يعقوب،‏ حممد،‏ العوامل االجتماعية واالقتصادية املوؤثرة على خصوبة املراأة يف مدينة رام<br />

اهلل.‏ رسالة ماجستري غري منشورة،‏ جامعة النجاح الوطنية،‏ نابلس،‏ 2004.<br />

‎2121‎اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏ متوز ، 2006 مصدر ‏سابق.‏<br />

‎2222‎اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏ ، 2003 مصدر ‏سابق.‏<br />

‎2323‎اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏ ، 2003 مصدر ‏سابق.‏<br />

‎2424‎اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏ ، 2003 مصدر ‏سابق.‏<br />

‎2525‎اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏ متوز ، 2006 مصدر ‏سابق.‏<br />

‎2626‎اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏ ‏شباط ، 2006 مصدر ‏سابق.‏<br />

‎2727‎اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏ ‏شباط ، 2006 مصدر ‏سابق.‏<br />

‎2828‎اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏ ‏شباط 2006، مصدر ‏سابق.‏<br />

‎2929‎اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏ ‏شباط ، 2006 مصدر ‏سابق.‏<br />

‎3030‎اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏ ‏شباط ، 2006 مصدر ‏سابق.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

املراجع العربية:‏<br />

. 1 رام<br />

6 .<br />

7 .<br />

8 .<br />

9 .<br />

10<br />

. 1 اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏ 2002، الفلسطينيون يف نهاية عام 2002<br />

اهلل،‏ فلسطني.‏<br />

2 . 2 اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏ ، 2003 الزواج والطالق يف االأراضي الفلسطينية<br />

)2001-1996( دراسة مقارنة.‏ رام اهلل،‏ فلسطني.‏<br />

3 . 3 اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏ ‏شباط ، 2006 املسح الصحي الدميوغرايف<br />

2004، التقرير النهائي.‏ رام اهلل،‏ فلسطني.‏<br />

4 . 4 اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏ متوز ، 2006 نرشة املوؤرشات الربعية،‏ الربع<br />

الثاين 2006. رام اهلل،‏ فلسطني.‏<br />

5 . 5 دائرة االإحصاء املركزية الفلسطينية،‏ ، 1996 املسح الدميوغرايف للضفة الغربية<br />

وقطاع،‏ النتائج االأساسية.‏ رام اهلل،‏ فلسطني.‏<br />

6 متاري،‏ ‏سليم وسكوت،‏ اآن ‏»خصوبة املراأة الفلسطينية بني الروؤيا القومية والواقع<br />

االجتماعي«،‏ النرشة السكانية.‏ اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي اآسيا،‏ العدد<br />

37، كانون اأول 1990، ‏ص ‏ص 35-5.<br />

7 عودة،‏ خرض،‏ مستويات واجتاهات اخلصوبة يف حمافظة قلقيلية.‏ رسالة ماجستري<br />

غري منشورة،‏ جامعة النجاح الوطنية،‏ نابلس،‏ 1998.<br />

8 مالول،‏ عدنان،‏ مستويات اخلصوبة يف حمافظة جنني من واقع التسجيل احليوي لعام<br />

‎1997‎م.‏ رسالة ماجستري غري منشورة،‏ جامعة النجاح الوطنية،‏ نابلس،‏ 1998.<br />

9 منصور،‏ حممد اإبراهيم،‏ ‏»اجتاهات السلوك االإجنابي عند االأمهات والبنات يف جمتمع<br />

االإمارات العربية املتحدة«،‏ جملة العلوم االإنسانية واالجتماعية.‏ جامعة االإمارات<br />

العربية املتحدة،‏ العدد 2، املجلد 13، اأكتوبر 1997، ‏ص ‏ص 106-82.<br />

10 يعقوب،‏ حممد،‏ العوامل االجتماعية واالقتصادية املوؤثرة على خصوبة املراأة يف مدينة<br />

رام اهلل.‏ رسالة ماجستري غري منشورة،‏ جامعة النجاح الوطنية،‏ نابلس،‏ 2004.<br />

املراجع األجنبية:‏<br />

11. Adlakha, A., Kinsella, K., and Khawaja, M., «Demography of the Palestinian<br />

population with special emphasis on the Occupied Territories»,<br />

Population Bulletin of ESCWA. No. 43, 1995.<br />

12. 12- Hill, A., 1982, Levels and trends in fertility and mortality of Palestinian<br />

in the Middle East, Population Bulletin of ECWA. No. 22/23, pp 31-70.<br />

13. Israeli Central Bureau of Statistics, 1969, Statistical Abstract of Israel.<br />

No. 20, Jerusalem.<br />

14. Israeli Central Bureau of Statistics, 1982, Judaea, Samaria, and Gaza<br />

Area, Statistics Quarterly. Vol. XII, Jerusalem.


العوامل املؤثرة في العمر املثالي للزواج وعدد األطفال املرغوب في إجنابهم<br />

من وجهة نظر طالبات جامعة النجاح الوطنية<br />

د.‏ حسني أحمد


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

العالقة بني درجة أهمية األساليب<br />

اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة<br />

نظرالرتبويني يف مديريات الرتبية<br />

والتعليم يف حمافظات مشال فلسطني<br />

د.‏ عبد الكريم القاسم*‏


العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />

التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />

د.‏ عبد الكرمي القاسم<br />

ملخص:‏<br />

هدفت الدراسة اإىل معرفة العالقة بني درجة اأهمية االأساليب االإرشافية ودرجة<br />

ممارستهم لها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني،‏ وتكونت عينة الدراسة من )132(<br />

مرشفاً‏ ومرشفة موزعني على ‏ست مديريات للرتبية والتعليم يف حمافظات ‏شمال فلسطني،‏<br />

واستخدم الباحث املنهج الوصفي املسحي نظراً‏ ملالءمته لهذا النوع من الدراسات.‏ كما<br />

استخدم االستبانة اأداة للدراسة،‏ اشتملت على ‏سبعة اأساليب اإرشافية،‏ تعترب من اأهم االأساليب<br />

االإرشافية،‏ وقد اأجريت لها معامالت الصدق والثبات،‏ وتراوح معامل ثبات االستبانة على<br />

جماالت درجة االأهمية ما بني )0.91-0.80(، وبلغ معامل الثبات الكلي لدرجة االأهمية<br />

)0.96(، وتراوح معامل الثبات على درجة املمارسة ما بني )0.93-0.85(، وبلغ معامل<br />

الثبات الكلي لدرجة املمارسة )0.97( وهو معامل ثبات عالٍ‏ يفي باأغراض الدراسة،‏<br />

واستخدمت املعاجلات االإحصائية التالية:‏ التكرارات،‏ والنسب املئوية،‏ واملتوسطات<br />

احلسابية،‏ واالنحرافات املعيارية،‏ ومعامل ارتباط بريسون .(Pearson)<br />

ومن اأهم النتائج التي توصلت اإليها الدراسة:‏<br />

‎1‎اإن . 1 هناك عالقة ارتباطية متوسطة بني درجة اأهمية االأساليب االإرشافية وبني درجة<br />

ممارسة املرشفني الرتبويني لها،‏ اإذ تراوح معامل االرتباط بني درجة اأهمية االأساليب<br />

االإرشافية ودرجة ممارستها )0.465( و)‏‎0.601‎‏(.‏<br />

‎2‎اإن . 2 الزيارة الصفية كان ترتيبها االأوىل من حيث درجة اأهمية االأساليب االإرشافية<br />

ودرجة ممارستها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يليها املشاغل الرتبوية،‏ ثم<br />

تاأتي ثالثاً‏ زيارة املدرسة،‏ اأما اأسلوب البحث االإجرائي فكان ترتيبه السادس من حيث<br />

االأهمية والسابع من حيث درجة املمارسة.‏<br />

‎3‎اإن . 3 هناك عالقة ارتباطية عالية بني درجة اأهمية االأساليب االإرشافية ودرجة ممارستها<br />

تعزى جلنس املرشف ولوظيفته وملوؤهله العلمي وخلربته.‏<br />

ويوصي الباحث مبا ياأتي:‏<br />

‎1‎‏رضورة . 1 تقومي اأداء املرشفني وتطوير االأدوات العلمية الالزمة بهذا اخلصوص،‏<br />

واالنطالق من هذا العمل يف حتديد حاجاتهم التدريبية،‏ ومن ثم تخطيط الربامج<br />

التدريبية الالزمة لتطوير اأدائهم وتنفيذها.‏<br />

‎2‎‏رضورة . 2 تاأهيل املرشفني الرتبويني الذين مل يعدّو للعمل يف جمال االإرشاف الرتبوي.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

Abstract:<br />

This study aimed at identifying the relationship between the importance<br />

degree of the supervision approaches and supervisors, practice degree as<br />

perceived by educational supervisors. The population of the study consisted<br />

of (132) male and female supervisors distributed on six educational<br />

directorates in the northern districts of Palestine. The researcher used<br />

the survey descriptive methods as it is the most suitable for such studies.<br />

The researcher also used a questionnaire, which included seven important<br />

methods of supervision, as an instrument for the study. Processes of validity<br />

and reliability were conducted: the questionnaire reliability of the aspects<br />

of the importance degree ranged (0.80-0.91), the overall reliability of the<br />

importance degree was (0.96), the reliability of the importance degree<br />

ranged (0.85-0.93), the overall reliability of the practice degree was(0.97) - a<br />

high figure which meets and fulfils the purposes of the study. Recurrences,<br />

percentages, means averages, deviations, and Pearson Correlation<br />

Coefficient were used as statistical analytical methods.<br />

This study showed the following main results:-<br />

1. There is a medium correlative relationship between the importance degree<br />

of the supervision methods and the degree of the educational supervisors’<br />

practice of these methods, as the correlation variable of importance degree<br />

and the practice degree ranged from (0.465) to (0.601).<br />

2. Classroom visits got the first rank in term of the importance degree<br />

and the practice degree as perceived by the supervisors. Educational<br />

workshops got the second rank and school visits came third, whereas the<br />

operation(action) research got the sixth rank in term of the importance<br />

and the seventh rank in term of the practice degree.<br />

3. There was high correlative degree between the importance degree<br />

of the supervision methods and their practice degree in favor of the<br />

supervisor’s gender, profession, experience and qualifications.


العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />

التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />

د.‏ عبد الكرمي القاسم<br />

The researcher recommends the following:-<br />

1. The necessity for evaluating the supervisors’ performance<br />

and developing the scientific instruments and methods which<br />

are dedicated for such purposes. This is where to start off for<br />

identifying their training needs and then planning and carrying<br />

out the training programs which are necessary for developing<br />

and upgrading their performance.<br />

2. The necessity for qualifying the newly appointed educational<br />

supervisors.


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

مقدمة:‏<br />

تويل نظم التعليم يف البلدان املتقدمة اهتماماً‏ متنامياً‏ لالإرشاف الرتبوي،‏ وتسعى<br />

باستمرار<br />

اإىل تطويره,‏ وحترص على تقدمي كل ما من ‏ساأنه مساعدة هذا القطاع التعليمي<br />

املهم على اأداء دوره بكفاية وفاعلية،‏ االأمر الذي ترتب عليه تغيري مفهومه وتطور اأهدافه<br />

ووظائفه،‏ ومن ثم اأساليبه,‏ كما تطورت بالتبعية النظرة للمرشف الرتبوي يف تلك النظم<br />

‏)عبد العزيز،‏ 2004، ‏ص‎10‎‏(.‏<br />

وتنظر الرتبية اليوم اإىل دور املرشف الرتبوي على اأنه ركن اأساس من اأركان العملية<br />

الرتبوية التعليمية يف اأي نظام تعليمي،‏ ذلك اأن عمل املرشف يرتبط مبارشة بعمل املعلم<br />

املسوؤول عن تربية النشء وتعليمهم،‏ ويسهم املرشف الرتبوي بدوره يف االإرشاف على<br />

املعلم وتدريبه مبا يتناسب مع متغريات العرص ومتطلباته ومساعدته يف خلق بيئة<br />

تعليمية مناسبة،‏ وحتقيق ظروف تعلم اأفضل ‏)اخلوالدة،‏ 2002، ‏ص‎364‎‏(.‏<br />

وقد اأشار البابطني اإىل اأن عملية حتسني اأداء املعلم الصفي عن طريق اأساليب منظمة،‏<br />

وخمطط لها تهدف اإىل تعديل ‏سلوك املعلم داخل غرفة الصف،‏ وحتسني عملية التدريس<br />

بالتعاون مع املرشف الرتبوي ‏)البابطني،‏ 1994(.<br />

واأصبح املرشف يكتسب اأهمية خاصة يف النظام التعليمي بحكم مسوؤولياته عن<br />

تقومي العمل الرتبوي،‏ والعمل على تنفيذ السياسة التعليمية واإجناحها حيث اإن املرشف<br />

الرتبوي يهتم بتطوير التدريس ونوعيته داخل الفصول الدراسية،‏ ويحاول اأن يجعل الغد<br />

اأفضل من اليوم ‏)الشيخ،‏ 2000(.<br />

وقد حدد هارت ,Hart( 1994( مسؤولية املرشفني الرتبويني فيما ياأتي:‏<br />

‎1‎بناء . 1 العنارص الفاعلة داخل التنظيم املدرسي واكتشاف االمكانات والطاقات<br />

البرشية العاملة وحفزها للعمل.‏<br />

‎2‎توحيد . 2 اأهداف التنظيم مع احتياجات العاملني يف ‏سياق عمل منظم حمفز على<br />

االإجناز االإنساين.‏<br />

‎3‎حتقيق . 3 ‏رشوط املدرسة الفعالة املتمثلة يف وجود عالقات اإنسانية وتوفري<br />

معلومات دقيقة عن العمل.‏<br />

‎4‎توفري . 4 اخلربة الداعمة للفرد التي حتقق احتياجاته وتنمي امكاناته.‏


العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />

التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />

د.‏ عبد الكرمي القاسم<br />

ويعرف اأوفاندو ,Ovando( 1995( االإرشاف الرتبوي باأنه عملية تعاونية يقوم بها<br />

اأشخاص خرباتهم متنوعة،‏ يعملون كفريق،‏ ويشاركون يف االلتزام بتحقيق اأهداف التعليم.‏<br />

ويستخلص منصور )1997( اأن االإرشاف الرتبوي عملية ال تخرج عن كونها عملية<br />

فنية متخصصة،‏ تهدف بشكل اأساسي اإىل مساعدة املعلم لتحسني ‏سلوكه التدريسي بشكل<br />

ينعكس على حتصيل الطالب،‏ واأن حتسني هذا السلوك هو دور املرشف الرتبوي.‏<br />

اإن جمال اهتمام املرشف الرتبوي حسب النظرة احلديثة لالإرشاف ليس املعلم فحسب،‏<br />

واإمنا يهمه الطلبة وجميع الظروف املحيطة واملوؤثرة بعمليتي التعلم والتعليم،‏ حيث اإن<br />

االإرشاف الرتبوي عملية جتريبية حتليلية نقدية للمواقف الرتبوية،‏ ومدى ارتباطها بواقع<br />

العملية الرتبوية يف املدرسة،‏ ومدى مناسبة الوسائل واالأدوات،‏ والتجهيزات يف املدرسة<br />

وصالحية املباين املدرسية لتحقيق االأهداف املحددة.‏ وهذا يتطلب قدراً‏ كبرياً‏ من التخطيط<br />

والتنظيم،‏ فلم تعد الزيارات الصفية املفاجئة لتصيد اأخطاء املعلم تفي بالغرض،‏ فهي ال<br />

توؤدي اإىل حتسني حقيقي يف العملية التعليمية بقدر ما توؤدي اإىل فشل فيها،‏ وخلق مدرسني<br />

خمادعني وخمدوعني،‏ وغالباً‏ ال يطلع املرشف على نواحي القصور احلقيقية لديه،‏ نظراً‏<br />

النعدام الثقة املتبادلة بينهما،‏ وال تتاح الفرصة للمرشف ليطلع على املستوى احلقيقي<br />

لالأداء،‏ فتكون تقديراته وبياناته غري دقيقة،‏ وال تعكس الواقع باأي حال من االأحوال ‏)دقاق<br />

واآخرون،‏ 1988، ‏ص 10، والعلي،‏ 2006(.<br />

وقد تطورت اأساليب االإرشاف الرتبوي بحيث اأصبحت اأقدر على النهوض بالعملية<br />

الرتبوية وحتسني عمليتي التعلم والتعليم،‏ حيث ظهر االهتمام باجلانب االإنساين للمعلم،‏<br />

واأصبح التوجيه واالإرشاف عملية تعاونية،‏ يشارك فيها املعلم بصورة اإيجابية فعالة يف<br />

وضع االأهداف والتخطيط لها والتنفيذ والتقومي ‏)العلي،‏ 2006، والعريف،‏ 1993، ‏ص 122(.<br />

وتشتمل الوظيفة القيادية االإرشافية للمرشف الرتبوي على عدد من املهمات الرئيسة<br />

كتنمية العاملني مهنياً،‏ واإثراء املنهاج الرتبوي،‏ واإجراء البحوث والدراسات،‏ واملشاريع<br />

املوجهة نحو حتسني العملية الرتبوية،‏ وحتى يتمكن املرشف من اأداء هذه الوظائف<br />

واملسوؤوليات املوجهة نحو ترجمة االأهداف التي ينشدها اإىل نتاجات واقعية تتطابق<br />

مع معايري االأداء املقبول،‏ فال بد له من السعي والبحث الدائم عن اأفضل االسرتاتيجيات<br />

واملصادر واالأساليب االإدارية واالإرشافية التي تساعده على اأداء وظائفه بشكل فعال،‏ وذلك<br />

حتى يظهر اأثر هذا االأداء على ‏شكل نتاجات تعليمية منشودة لدى الطلبة ‏)بلقيس وعبد<br />

اللطيف،‏ 1991، ‏ص‎9‎‏(.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

واملرشف الرتبوي كاأي فرد من اأفراد التنظيم الرتبوي،‏ يواجه مشكالت ورصاعات<br />

خمتلفة،‏ وذلك بسبب التفاعل املستمر مع اأعضاء التنظيم،‏ ولطبيعة تعدد مهمَّات املرشف<br />

الرتبوي من مهمَّات تدريب واإرشاف وتقومي واإدارة،‏ وهو يواجه هذه الرصاعات مستعيناً‏<br />

بكل االأساليب والتسهيالت واملصادر لتحقيق اأهداف العملية الرتبوية وتنفيذ ‏سياستها<br />

‏)الطعان والضمور،‏ 2007، ‏ص 258(.<br />

وقد اأظهرت الدراسات اأن هناك اختالفاً‏ بني وجهات نظر املعلمني واملرشفني حول<br />

الدور املنوط باملرشفني،‏ واالأساليب االإرشافية،‏ والكفايات واملهارات التي يجب اأن ميتلكها<br />

املرشف الرتبوي ليكون قادراً‏ على اإحداث التغيري يف قناعات املعلمني بقدرته على تقدمي<br />

خدمات اإرشافية مميزة لهم ‏)العوض،‏ 1996، واأحمد،‏ 1998(.<br />

ولكي ينجح املرشف الرتبوي يف مهمته،‏ فعليه التعرف اإىل قدرات املعلمني الذين<br />

يتعامل معهم وطاقاتهم،‏ والعمل على اإبرازها وتنميتها وتوظيفها يف حتسني العمليات<br />

التعليمية،‏ ووضع اأهداف قابلة للتحقيق،‏ وعدم جتاهل حاجات املعلمني ومشكالتهم<br />

‏)صبح،‏ 2005، ‏ص‎7‎‏(.‏<br />

ورضا املعلمني عن االإرشاف الرتبوي يرتبط بدرجة كبرية باملمارسات الفعلية<br />

لكفايات املرشف الرتبوي ,Fraser( 1980(.<br />

ويف ‏ضوء النتائج التي توصل اإليها الشاعر )2006( يف دراسته،‏ اأوصى برضورة<br />

تنويع املرشفني الرتبويني يف االأساليب االإرشافية،‏ وعدم االعتماد على اأسلوب واحد يف<br />

االإرشاف.‏<br />

وقد اأكدت الدراسات السابقة يف جمال االإرشاف الرتبوي بفلسطني اأن االإرشاف<br />

الرتبوي ما زال قارصاً‏ عن حتقيق اأهدافه بالشكل املاأمول ‏سواء من وجهة نظر املرشفني اأم<br />

املعلمني،‏ والزيارة الصفية املفاجئة هي قوامه،‏ وامتالك املرشف لكفايات االإرشاف ميكنه<br />

من اإحداث التغيري املرغوب،‏ وعدم اإجناز املرشفني الرتبويني مهمَّاتهم بصورة مرضية<br />

يعود اإىل مشكالت تتعلق بالكفايات،‏ ونقص الكفايات يعود اإىل نقص املعارف واملهارات<br />

‏)اأبو هويدي،‏ 2000، ‏ص‎8‎‏(.‏<br />

من هنا ينبغي على املرشف الرتبوي املتمكّن واملتجدد اأن ميتلك خمزوناً‏ جيداً‏ من<br />

اأساليب االإرشاف الرتبوي وطرائقه واأنواعه،‏ االأمر الذي يفتح جماالً‏ اأمامه لينوع يف اأساليبه<br />

االإرشافية،‏ وعدم االقتصار على الزيارة الصفية التي ال ميكن االستغناء عنها،‏ فعليه اأن يختار<br />

من بني هذه االأساليب واالأمناط ما يناسب املعلمني الذين يوجههم ويرشف عليهم على<br />

اختالفهم،‏ ويلبي الفروق الفردية يف التلقي واالستجابة بينهم ‏)صبح،‏ 2005، ‏ص‎42‎‏(.‏


العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />

التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />

د.‏ عبد الكرمي القاسم<br />

مشكلة الدراسة:‏<br />

على الرغم من كرثة البحوث والدراسات التي تناولت االإرشاف الرتبوي يف كثري<br />

من جوانبه،‏ ‏سواء يف الدول االأجنبية اأم يف الدول العربية،‏ فاإن االأساليب االإرشافية،‏ مل<br />

حتظ باالهتمام نفسه،‏ والدراسات التي تناولت االأساليب االإرشافية،‏ على الرغم من قلتها<br />

ركزت على اأسلوب الزيارة الصفية،‏ ومل تتناول معظم االأساليب االإرشافية االأخرى على<br />

الرغم من اأهميتها يف تطوير التعليم وحتسينه،‏ اأما بالنسبة الأهمية االأساليب االإرشافية<br />

ودرجة ممارستها،‏ فلم حتظ باالهتمام الكايف على الرغم من اأهميتها وفائدتها يف حتديد<br />

االحتياجات التدريبية،‏ ويف اإعداد املرشفني الرتبويني وتاأهيلهم،‏ ويف تطوير اأداء املرشفني<br />

وحتسينه،‏ وهذا بدوره ‏سوف ينعكس اإيجاباً‏ على اأداء املعلم والطالب.‏<br />

ومن خالل عمل الباحث عضواً‏ يف هيئة التدريس يف جامعة القدس املفتوحة،‏<br />

وتدريسه ملساق الرتبية العملية واالإرشاف عليه،‏ وتعامله مع العديد من املرشفني الرتبويني<br />

ومديري املدارس ومديراتها ومعلميها ومعلماتها،‏ الحظ اأن املرشفني الرتبويني يركزون<br />

على ممارسة اأسلوب الزيارة الصفية،‏ مع وجود عدد من االأساليب االأخرى التي تعمل على<br />

التطور املهني والرتبوي للمعلمني وللعملية التعليمية.‏<br />

هذا من ناحية ومن ناحية اأخرى،‏ فقد اأظهرت نتائج العديد من الدراسات،‏ ومنها دراسة:‏<br />

السويدي )1992( اأن االإرشاف الرتبوي بوضعه احلايل ما زال يتحرك يف اآفاق ‏ضيقة وحمدودة،‏<br />

وذلك لنقص االإمكانات املادية املساعدة،‏ اأو نقص االإعداد املهني،‏ اأو التشبث بفلسفة الرتبية<br />

التقليدية،‏ واأوصت الدراسة باأن يتم اإعداد املرشفني الرتبويني اإعداداً‏ مهنياً‏ مناسباً،‏ واعتماد<br />

‏ضوابط واأسس علمية الختيارهم،‏ مع ‏رضورة اإشعارهم بخطورة مسوؤولياتهم.‏<br />

وقد اأظهرت نتائج ‏صديقي ,Siddiqi( 1978( اأن اأقل املمارسات االإرشافية حسب<br />

الرتتيب هي:‏ اللقاءات اجلماعية املربجمة،‏ والزيارات الصفية املربجمة،‏ وتبادل الزيارات<br />

بني املعلمني،‏ ودراسة املناهج،‏ والنرشات الرتبوية املهنية،‏ واملوؤمترات يف اأثناء اخلدمة.‏<br />

وقد ذكر املعلمون الفلسطينيون اأن املرشف الرتبوي ال يرشك املعلمني يف اإبداء<br />

اآرائهم،‏ وال يعمل بهذه االآراء ‏)الوادي،‏ 1998(.<br />

وكان ذلك كله حافزاً‏ دفع الباحث لدراسة العالقة بني درجة اأهمية االأساليب االإرشافية<br />

ودرجة ممارستها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريات الرتبية والتعليم يف<br />

حمافظات ‏شمال فلسطني.‏ وميكن حتديد مشكلة الدراسة بالسوؤال االآتي:‏ ما العالقة بني درجة<br />

اأهمية الأساليب الإرشافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني تبعاً‏ ملتغريات<br />

‏)اجلنس،‏ ووظيفة املرشف،‏ واملؤهل العلمي،‏ واخلربة،‏ ومكان العمل،‏ والتخصص(‏ يف مديريات<br />

الرتبية والتعليم يف حمافظات ‏شمال فلسطني؟.‏ وينبثق عن السوؤال السابق الفرضيات االآتية:‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

فرضيات الدراسة:‏<br />

‎1‎ال . 1 توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية االأساليب االإرشافية،‏ وبني درجة ممارستها<br />

من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريات الرتبية والتعليم يف حمافظات ‏شمال<br />

فلسطني.‏<br />

. ‎2‎ال توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية االأساليب االإرشافية،‏ وبني درجة<br />

من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريات الرتبية والتعليم يف حمافظات ‏شمال<br />

فلسطني تعزى جلنس املرشف.‏<br />

‎3‎ال . 3 توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية االأساليب االإرشافية،‏ وبني درجة ممارستها<br />

من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريات الرتبية والتعليم يف حمافظات ‏شمال<br />

فلسطني تعزى لوظيفة املرشف ‏)مرشف مبحث،‏ اأو مرشف مرحلة(.‏<br />

. ‎4‎ال توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية االأساليب االإرشافية،‏ وبني درجة<br />

من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريات الرتبية والتعليم يف حمافظات ‏شمال<br />

فلسطني تعزى للموؤهل العلمي للمرشف الرتبوي.‏<br />

‎5‎ال 5. توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية االأساليب االإرشافية،‏ وبني درجة ممارستها<br />

من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريات الرتبية والتعليم يف حمافظات ‏شمال<br />

فلسطني تعزى لسنوات اخلربة للمرشف الرتبوي.‏<br />

6 توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية االأساليب االإرشافية،‏ وبني درجة ممارستها<br />

من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريات الرتبية والتعليم يف حمافظات ‏شمال<br />

فلسطني تعزى ملديرية الرتبية والتعليم ‏)مكان العمل(.‏<br />

‎7‎ال 7. توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية االأساليب االإرشافية،‏ وبني درجة ممارستها<br />

من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريات الرتبية والتعليم يف حمافظات ‏شمال<br />

فلسطني تعزى لتخصص املرشف الرتبوي ‏)علمي،‏ اأو اأدبي(.‏<br />

2 ممارستها<br />

4 ممارستها<br />

. ‎6‎ال<br />

أهمية الدراسة:‏<br />

ترجع اأهمية هذه الدراسة اإىل ما ياأتي:‏<br />

1 اأهمية االأساليب االإرشافية باعتبارها اأهم مكونات عمل املرشف الرتبوي.‏<br />

2 هذه الدراسة تقومياً‏ لعمل املرشف الرتبوي.‏<br />

‎3‎تقدم . 3 هذه الدراسة ً تقوميا ذاتياً‏ للمرشفني الرتبويني قائماً‏ على اأسس علمية مما يسهم<br />

يف حتديد احتياجاتهم التدريبية،‏ وتطوير كفاءاتهم االإرشافية.‏<br />

1 .<br />

. ‎2‎تعدُّ‏


العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />

التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />

د.‏ عبد الكرمي القاسم<br />

‎4‎ميكن . 4 اأن تسهم هذه الدراسة يف تطوير برامج اإعداد املرشفني الرتبويني وتاأهيلهم<br />

مبا تقدمه من نتائج وتوصيات حول مدى امتالك املرشفني الرتبويني لالأساليب<br />

االإرشافية التي هي عصب عمل املرشف الرتبوي.‏<br />

. ‎5‎ميكن اأن تتوصل الدراسة اإىل نتائج يستفيد منها املسوؤولون يف وزارة الرتبية والتعليم<br />

ورمبا تساعدهم يف اختيار اأفضل الكفاءات عند تعيني املرشفني الرتبويني،‏ كما ميكن<br />

اأن يستفيد منها املسوؤولون يف وزارة الرتبية والتعليم عند حتديد برامج التدريب.‏<br />

، 5<br />

أهداف الدراسة:‏<br />

تهدف الدراسة احلالية اإىل حتقيق ما ياأتي:‏<br />

‎1‎معرفة . 1 العالقة بني درجة اأهمية االأساليب االإرشافية،‏ ودرجة ممارستهم لها من وجهة<br />

نظر املرشفني الرتبويني.‏<br />

‎2‎معرفة 2. اأثر بعض املتغريات ‏)اجلنس،‏ وظيفة املرشف،‏ اخلربة،‏ املوؤهل العلمي،‏ مكان<br />

العمل،‏ التخصص(‏ على العالقة بني درجة اأهمية االأساليب االإرشافية،‏ ودرجة<br />

ممارستهم لها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني.‏<br />

‎3‎تقدمي . 3 توصيات للمسوؤولني واأصحاب القرار يف وزارة الرتبية والتعليم العايل<br />

الفلسطينية يف ‏ضوء النتائج التي تتوصل اإليها الدراسة بهدف تطوير مهنة<br />

االإرشاف الرتبوي مما ينعكس اإيجاباً‏ على حتسني العملية التعليمية التعلمية.‏<br />

حدود الدراسة:‏<br />

اأجريت هذه الدراسة يف اإطار احلدود االآتية:‏<br />

. ‎1‎العامل الزماين:‏ اأجريت الدراسة يف العام الدراسي 2006/2005<br />

‎2‎العامل . 2 املكاين:‏ اأجريت هذه الدراسة يف مديريات الرتبية والتعليم يف حمافظات<br />

‏شمال فلسطني،‏ والبالغ عددها ‏ست مديريات تابعة لوزارة الرتبية والتعليم العايل<br />

الفلسطينية.‏<br />

. ‎3‎العامل البرشي:‏ اأجريت هذه الدراسة على عينة من مرشيف مديريات الرتبية<br />

العايل الفلسطينية ومرشفاتها يف حمافظات ‏شمال فلسطني،‏ علماً‏ باأن عينة الدراسة<br />

هي نفسها كامل جمتمع الدراسة،‏ وذلك يف العام الدراسي 2006/2005.<br />

‎4‎اقترصت 4. هذه الدراسة على االأداة املستخدمة فيها.‏<br />

. 1<br />

3 والتعليم


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

تعريف مصطلحات الدراسة إجرائياً:‏<br />

‎1‎االأساليب . 1 االإرشافية:‏ هي خمتلف الطرائق التقنية التي يعتمدها املرشف الرتبوي<br />

ملواجهة املواقف الرتبوية ‏ضمن برناجمه االإرشايف،‏ وقد اعتمدت الدراسة ‏سبعة<br />

اأساليب اإرشافية هي:‏ الزيارة الصفية،‏ وتبادل الزيارات،‏ واملشاغل الرتبوية،‏ والدروس<br />

النموذجية،‏ والنرشات الرتبوية،‏ والبحث االإجرائي،‏ وزيارة املدرسة.‏<br />

‎2‎املرشف . 2 الرتبوي:‏ ‏“هو الفرد الذي يشغل وظيفة مرشف،‏ وله القدرة على اإحداث تغيري<br />

يف العملية التعليمية يف املدرسة عن طريق ممارسته للسلطة املخولة له”‏ ‏)اإبراهيم،‏<br />

1987، ‏ص‎68‎‏(.‏<br />

‎3‎ويعرفه 3. ذوقان عبيدات باأنه ‏“رجل العالقات الذي ينظم خمتلف عمليات التفاعل<br />

واالتصال”‏ ‏)عبيدات،‏ 1981، ‏ص‎127‎‏(.‏<br />

‎4‎اأمّ‏ . 4 ا اإجرائياً‏ فيعرف املرشف الرتبوي باأنه الشخص احلاصل على درجة علمية يف اأحد<br />

التخصصات،‏ توؤهله ملمارسة التعليم واالإرشاف الرتبوي كمهنة،‏ ومسوؤوليته الرئيسة<br />

حتسني املنهاج،‏ والتدريس،‏ والتسهيالت الرتبوية،‏ وتطوير التعليم،‏ وقد عُ‏ نيِّ‏ بوظيفة<br />

مرشف تربوي يف وزارة الرتبية والتعليم العايل الفلسطينية.‏<br />

‎5‎املمارسات . 5 االإرشافية:‏ هي جمموعة االأعمال االإجرائية التي يقوم بها املرشف لتحسني<br />

عمليتي التعليم والتعلم من خالل مساعدة املعلمني على النمو املهني،‏ وحتسني مستوى<br />

اأدائهم وتدريسهم ‏)الشاعر،‏ 2006، ‏ص‎62‎‏(.‏<br />

‎6‎اأمّ‏ . 6 ا اإجرائياً‏ فتعرف املمارسة باأنها مدى تصور املرشفني الرتبويني ملمارسة كل<br />

فقرة من فقرات اأداة الدراسة التي اأعدها الباحث.‏<br />

‎7‎درجة . 7 املمارسة:‏ هي الدرجة التي يقدرها املرشفون الرتبويون ملمارسة كل اأسلوب<br />

من اأساليب االإرشاف السبعة التي تناولتها اأداة الدراسة التي اأعدّها الباحث.‏<br />

‎8‎االأهمية:‏ . 8 هي مدى تصور املرشفني الرتبويني الأثر كل فقرة من فقرات اأداة الدراسة<br />

التي اأعدها الباحث لتطوير اأداء املعلمني وحتسني التعليم.‏<br />

9 الأهمية كل اأسلوب من<br />

. ‎9‎درجة االأهمية:‏ هي الدرجة التي يقدرها املرشفون الرتبويون<br />

اأساليب االإرشاف السبعة التي تناولتها اأداة الدراسة التي اأعدّها الباحث.‏


العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />

التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />

د.‏ عبد الكرمي القاسم<br />

اإلطار النظري والدراسات السابقة:‏<br />

يرى الباحثون اأن مسلمات االإرشاف الرتبوي تتلخص فيما ياأتي:‏<br />

1 الرتبوي عملية قيادية مهنية اأخالقية،‏ دميقراطية تعاونية منظمة،‏ تقوم<br />

على التخطيط والدراسة واالستقصاء والتحليل املشرتك،‏ وتتسم بالطابع التجريبي<br />

واالأسلوب العلمي.‏<br />

2 يشمل االإرشاف الرتبوي جميع عنارص العملية التعليمية:‏ املدرسة،‏ وبيئة التعلم،‏<br />

واملعلم،‏ واملتعلم،‏ واملناهج،‏ واأساليب التعلم والتعليم،‏ وتكنولوجيا التعليم،‏ ومصادر<br />

التعلم املختلفة،‏ واملجتمع املحلي،‏ واأولياء االأمور.‏<br />

‎3‎يستعني . 3 االإرشاف الرتبوي بالعديد من االسرتاتيجيات التي تتسم باملرونة:‏ كاالإرشاف<br />

الوقائي،‏ واالإرشاف البنائي،‏ واالإرشاف القيادي،‏ واالإرشاف العالجي،‏ واالإرشاف<br />

االإرشادي.‏<br />

‎4‎يعتمد . 4 االإرشاف الرتبوي على وسائل واأساليب ونشاطات فردية وجماعية متنوعة<br />

مثل:‏ الزيارة املدرسية،‏ والصفية،‏ وتبادل الزيارات واخلربات،‏ والندوات،‏ واالجتماعات<br />

الفردية واجلماعية،‏ وورش العمل،‏ والدروس التوضيحية والتطبيقية،‏ والنرشات<br />

والقراءات،‏ والبحوث الرتبوية.‏<br />

‎5‎يبنى . 5 االإرشاف الرتبوي على احرتام ‏سائر املمارسني الرتبويني،‏ وتقبل الفروق الفردية<br />

بينهم،‏ وتشجيع اآرائهم ومبادراتهم،‏ وحثهم على التجريب واالبتكار القائم على اأسس<br />

علمية،‏ وحفزهم للعمل اجلماعي التعاوين.‏<br />

‎6‎يوؤكد . 6 االإرشاف الرتبوي اأهمية مساعدة املعلمني واملمارسني الرتبويني،‏ على النمو<br />

املهني املستمر،‏ واحلرص الدائم على حتسني مستويات االأداء.‏<br />

‎7‎يستمد . 7 املرشف الرتبوي ‏سلطته ومكانته وتاأثريه يف املدارس واملعلمني من قوة اأفكاره<br />

وموضوعيتها،‏ ومن حداثة معلوماته ووظيفتها،‏ ومن مهارته الفنية املهنية،‏ ومن<br />

خرباته النامية املتطورة،‏ ومن قدرته على االإبداع يف قيادة عمليات التغيري الرتبوي،‏<br />

ومن قناعته مبهنة التعليم وحرصه على االلتزام باأخالقياتها يف ممارساته كافة<br />

‏)حسني وسليمان،‏ 1990 وعبد العزيز 2004، ‏ص ‏ص 45-43، والعريف،‏ 1993، ‏ص<br />

<br />

. ‎1‎االإرشاف<br />

،120-118 وبلقيس،‏ ،1996 ‏ص ،90 والشعالن،‏ .)2006<br />

2 .<br />

‎8‎تشجيع . 8 املعلمني على التجريب والتفكري وحفزهم للتجديد والتطوير.‏<br />

‎9‎تشجيع . 9 املعلمني على متابعة املستجدات يف جماالت التخصص االأكادميية واملهنية.‏<br />

10 10 التقومي املوضوعي الأداء املعلمني واالنطالق من نتائجه يف تخطيط برامج التنمية<br />

املهنية املستدامة الالزمة لهم وتقوميها وتنفيذها ,Hargreaves( 2003(.


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

أنواع أساليب اإلشراف الرتبوي:‏<br />

اأساليب فردية:‏ مثل الزيارة الصفية،‏ واملقابلة الفردية للمعلم.‏<br />

اأساليب جماعية مبارشة:‏ كالدراسة املنتظمة،‏ واللقاءات اجلماعية،‏ وتقنيات العرض واالإصغاء.‏<br />

اأساليب جماعية غري مبارشة:‏ كالبحوث والدراسات واملسوحات واملالحظة واملراقبة.‏<br />

اأساليب وسيطة:‏ من خالل املديرين واملعلمني اأو االأنشطة املدرسية اأو خدمة املجتمع.‏<br />

‏)نبهان،‏ 2007، ‏ص 22-19(<br />

ويضيف بلقيس وعبد اللطيف )1991( االأساليب االإرشافية املساندة التي تناسب<br />

اأمناطاً‏ خاصة من املعلمني الذين ال يستجيبون لالأمناط املاألوفةمثل:‏ توجيه االأقران،‏<br />

واأسلوب توضيح القيم للمعلمني وتعيني القراءات املهنية املختارة.‏ وسوف نتناول ‏سبعة<br />

اأساليب اإرشافية كاأمثلة على هذه االأنواع:‏<br />

‎1‎الزيارة 1. الصفية:‏<br />

تعد زيارة املرشف الرتبوي للمعلم يف ‏صفه من االأساليب الفردية املبارشة يف<br />

االإرشاف،‏ ولعل هذه الوسيلة من اأقدم اأساليب املتابعة والتقومي التي جلاأت اإليها اإدارات<br />

التعليم،‏ والزيارة الصفية بصورتها املبارشة تساعد املرشف على االطالع على عملية<br />

التعلم والتعليم بصورتها الفعلية،‏ وقد ال تتوافر لدى املرشف وسائل اأخرى ناجحة تغنيه<br />

عن مشاهدة ما يدور داخل الصف،‏ ومتكنه من وضع خطة يف ‏ضوء احلاجات الواقعية التي<br />

‏شاهدها ومعرفته بالذين يحتاجون اإىل مساعدته،‏ ويف اأي النواحي تكون املساعدة؟ وكيفية<br />

تقدميها،‏ ولذلك جند اأنظمة تعليمية كثرية تعتمد الزيارة الصفية وسيلة اأوىل لالإرشاف،‏<br />

وهناك اأنواع عدة للزيارة الصفية منها:‏<br />

‎1‎الزيارة . 1 املفاجئة للمعلم:‏ تنساأ احلاجة اإليها عندما يكرث التذمر من اأحد املعلمني من<br />

اإدارة املدرسة اأو الطلبة واأولياء االأمور،‏ وهي ال تخدم املعلم كما ال تخدم عملية التعليم<br />

بصورة مبارشة.‏<br />

2 . 2 الزيارة املربجمة:‏ وتخدم غرضني اأولهما حق املعلم يف احلصول على خدمة االإرشاف،‏<br />

وثانيهما تقومي عمل املعلم.‏<br />

‎3‎زيارة . 3 بناء على طلب املعلم اأو مدير املدرسة بسبب حاجة املعلم للمساعدة يف موقف<br />

تعذر على املعلم اإيجاد حل له.‏<br />

4 . 4 زيارة بناء على طلب املرشف بسبب حاجة املرشف لالطالع على اأسلوب مميز يتبعه<br />

املعلم بغرض نقل التجربة اإىل مدارس اأخرى.‏ ‏)نبهان،‏ 2007، ‏ص 40-39(.


العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />

التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />

د.‏ عبد الكرمي القاسم<br />

‎5.5‎تبادل الزيارات:‏<br />

هو اأسلوب اإرشايف يتمثل بقيام معلم بزيارة زميل له يدرس املبحث نفسه يف املدرسة<br />

اأو املدارس االأخرى املجاورة لتحقيق اأهداف تعليمية معينة،‏ وضمن خطة حمددة يتعاون من<br />

خاللها املرشف الرتبوي ومديرو املدارس واملعلمون،‏ وهو اأسلوب اإرشايف فعَّال ومرغوب<br />

فيه،‏ ويزيد من ثقة املعلم بنفسه ويطلق اإبداعه،‏ وكذلك فاإن هذا االأسلوب ميكِّن املعلم من<br />

االإطالع على املشكالت والصعوبات التي يعيشها زمالوؤه املعلمون،‏ وعلى احللول التي<br />

يواجهون بها هذه الصعوبات،‏ ويتمكن املعلم اأيضاً‏ عن طريق هذا االأسلوب من االطالع على<br />

اأساليب التدريس يف خمتلف املدارس اأو املراحل التعليمية مما يعطيه اأبعاداً‏ جديدة يف العمل<br />

والتخطيط،‏ وحتى يحقق هذا االأسلوب الهدف املرجو منه فال بد من مراعاة االأمور االآتية:‏<br />

‎1‎اإقناع . 1 املعلمني بقبول هذا االأسلوب حتى تكون اجتاهاتهم ايجابية.‏<br />

‎2‎توضيح . 2 االأهداف واحلاجات واملشكالت التي تصلح لتكون حمور اتصاالت بني<br />

املعلمني.‏<br />

‎3‎قيام . 3 املرشف الرتبوي بالتنسيق بني املدارس املعنية يف برنامج تبادل الزيارات حتى<br />

يكون مديرو املدارس على اطالع على الربنامج.‏ ‏)عطوي،‏ 2004، ‏ص 288-287(.<br />

‎3.3‎املشاغل الرتبوية:‏<br />

املشغل الرتبوي اأسلوب اإرشايف مكثف متارسه جمموعة من املعلمني لدراسة مشكلة<br />

تربوية،‏ واملشغل الرتبوي ينفذ باأساليب عدة ‏)كاملحارضة،‏ واحلوار،‏ والتطبيق(‏ حسب ما<br />

يتطلبه املوقف.‏<br />

وحتى يحقق املشغل الرتبوي اأهدافه يجب اأن يراعي املرشف الرتبوي الأمور الآتية:‏<br />

. ‎1‎االإفادة من خربات املعلمني اأنفسهم،‏ وخاصة املبدعني منهم،‏ ملا يف ذلك من<br />

لالآخرين وحفز للمبدعني منهم.‏<br />

‎2‎االستعانة . 2 بنخبة من ذوي الكفاءات العالية واخلربة الكافية يف املواضيع املطروحة<br />

للبحث.‏<br />

‎3‎توفري . 3 كل ما يحتاج اإليه املشاركون يف املشغل من املراجع والكتب والنرشات<br />

واملجالت واالأدوات.‏<br />

‎4‎اإعداد . 4 وسيلة تقومي للمشغل عند االنتهاء منه ليكون مبثابة التغذية الراجعة ملشاغل<br />

الحقة.‏ ‏)عطوي،‏ 2004، ‏ص 292-291(.<br />

1 فائدة


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

‎4‎الدروس 4. النموذجية:‏<br />

هو نشاط عملي يهدف لتوضيح فكرة اأو طريقة اأو وسيلة،‏ اأو اأسلوب تعليمي يرغب<br />

املرشف الرتبوي يف اإقناع املعلمني بنجاعته واأهمية استخدامه،‏ نظراً‏ لتخوف بعض<br />

املعلمني من جتربة االأفكار التي يطرحها املرشف الرتبوي ميدانياً‏ يف غرفة الصف،‏<br />

وقد يتشكك بعضهم يف اإمكانية تطبيق االأفكار اأصالً‏ ويعتربها جمرد طروحات نظرية،‏<br />

فيقوم املرشف بتطبيق الفكرة اأمام عدد من املعلمني،‏ اأو قد يكلف اأحد املعلمني بتطبيق<br />

هذه الفكرة اأمام زمالئه.‏ فياأتي الدرس النموذجي على جمموعة من الطلبة اأمام املعلمني<br />

دليالً‏ عملياً‏ على اإمكانية ترجمة الفكر اإىل واقع ملموس،‏ وتتلو الدرس النموذجي ‏-بطبيعة<br />

احلال-‏ مناقشات تعزز القناعة يف استخدام املتبع فيه،‏ واالسرتاتيجيات التي اعتمد عليها.‏<br />

‏)نبهان،‏ 2007، ‏ص‎42‎‏(.‏<br />

‎5.5‎النشرات الرتبوية:‏<br />

النرشة االإرشافية هي وسيلة اتصال مكتوبة بني املرشف واملعلمني،‏ يستطيع املرشف<br />

بوساطتها اأن ينقل اإىل املعلمني خالصة قراءاته ومقرتحاته ومشاهداته بقدر معقول من<br />

اجلهد والوقت،‏ ومن اأهم اأهدافها اأنها:‏ تساعد على توثيق الصلة بني املرشف واملعلمني،‏<br />

وتخدم اأعداداً‏ كبرية من املعلمني يف اأماكن متباعدة،‏ وتوفر للمعلمني مصدراً‏ مكتوباً‏<br />

ومنوذجاً‏ ميكن الرجوع اإليه عند احلاجة،‏ وتعرف املعلمني ببعض االأفكار واملمارسات<br />

واالجتاهات الرتبوية احلديثة على املستوى املحلي والعاملي،‏ وتثري بعض املشكالت<br />

التعليمية حلفز املعلمني على التفكري واقرتاح احللول املالئمة لها،‏ وتساعد يف تعميم<br />

اخلربات املتميزة التي يشاهدها املرشف.‏ ‏)عطوي،‏ 2004، ‏ص‎92‎‏(.‏<br />

‎6.6‎البحث اإلجرائي:‏<br />

يعد البحث االإجرائي نوعاً‏ من االأبحاث التطبيقية التي يقوم بها ‏شخص يواجه<br />

مشكالت معينة يف ميدان عمله اأو حياته العملية،‏ ويضع خطة حلل هذه املشكالت،‏ فهو<br />

اأسلوب بحث يعتمد على مشكالت مبارشة تواجه الباحث الإيجاد حلول لهذه املشكالت<br />

التي تتعلق مبارشة بغرفة الصف يف املدارس اأو االأوضاع الفعلية احلقيقية،‏ ويتميز البحث<br />

االإجرائي باأنه عملي ويتعلق مبارشة بوضع حقيقي يف احلياة،‏ ويتكون جمتمع الدراسة<br />

من طالب ‏صف معني اأو هيئة تدريسية،‏ اأو اأشخاص يرتبط بهم الباحث مبارشة.‏ ‏)عبيدات<br />

واآخرون،‏ 1984، ‏ص 282-281 وسليمان وحمفوظ،‏ 2001، ‏ص‎54‎‏(.‏


العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />

التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />

د.‏ عبد الكرمي القاسم<br />

وعلى الرغم من اأن البحث االإجرائي يحاول اأن يكون منظماً،‏ فاإنه ينقصه الدقة العلمية<br />

بسبب ‏ضعف ‏صدقه الداخلي واخلارجي،‏ كما اأن هدفه حملي،‏ وعينته حمدودة وليست متثيلية<br />

باالإضافة اإىل ‏ضعف الضبط للمتغريات املستقلة،‏ ولهذا فاإن نتائجه-‏ على الرغم من اأنها<br />

مفيدة داخل نطاق االأبعاد العملية للحالة-‏ تبقى حمدودة ويصعب تعميمها على حاالت<br />

اأخرى؛ الأنها تعالج مشكلة معينة اأو موقفاً‏ معيناً.‏ ‏)سليمان وحمفوظ،‏ 2001، ‏ص 54(.<br />

والبحث االإجرائي يجد طريقه بشكل كبري داخل موؤسسات التطوير املهني،‏ ويف برامج<br />

تاأهيل املعلمني،‏ فهو يشجع املهنيني على السيطرة على عملهم اخلاص،‏ ويقدم فهماً‏ اأفضل<br />

من خالل التاأمل الذاتي،‏ الذي ميكن بوساطته تطوير العمل وتقدمي خدمة اأفضل الأولئك<br />

االأفراد الذين يعملون داخل املوؤسسة املهنية.‏ ‏)جني مكنيف،‏ 2001، ‏ص‎1‎‏(.‏<br />

زيارة املدرسة:‏<br />

هي اإحدى االأساليب املستخدمة لالإرشاف على املدارس،‏ وتعرف مشكالتها<br />

واحتياجاتها واأنشطتها وواقعها الرتبوي واالجتماعي،‏ ومن ثم تقدمي املشورة الفنية اإن<br />

وجدت لهيئة املدرسة،‏ ويكون هدف املرشف االطالع على ‏شتى النواحي الرتبوية يف<br />

املدرسة ومرافقها وجتهيزاتها،‏ واأداء العاملني فيها من معلمني ومرشدين وطالب وغريهم،‏<br />

ومن ثم تقدمي املشورة الفنية اإن وجدت لهيئة املدرسة،‏ وكتابة تقرير عما يلزم للجهات<br />

املسوؤولة ليوؤدي اإىل حتسني العمل الرتبوي فيها.‏ ‏)العلي،‏ 2006(.<br />

خطوات اإجرائها:‏<br />

1 اأن جتري وفق خطة مرنة ومنتظمة.‏<br />

. ‎2‎اأن يحدد الهدف اأو االأهداف من الزيارة يف ‏ضوء ظروف كل مدرسة<br />

‎3‎اأن . 3 يتفق مع االإدارة التعليمية واإدارة املدرسة على موعد الزيارة وهدفها.‏<br />

‎4‎اأن . 4 يحصل على معلومات كافية عن معلمي املدرسة بهدف توجيه االهتمام نحو من<br />

هو اأحوج اإليه من املعلمني.‏ ‏)مدخلي،‏ 2007(<br />

يتضح من العرض السابق لالأمناط واالأساليب االإرشافية املعارصة،‏ وجود العديد<br />

منها،‏ وقد اأثبتت كثري من الدراسات فائدتها يف حتسني اجتاهات املعلمني نحو االإرشاف<br />

الرتبوي يف حتسني اأدائهم الصفي والتعليمي.‏<br />

من هنا ينبغي على املرشف الرتبوي املتمكن واملتجدد اأن ميتلك خمزوناً‏ من اأساليب<br />

االإرشاف الرتبوي وطرائقه واأنواعه،‏ االأمر الذي يفتح اأمامه فرص التنويع يف اأساليبه<br />

االإرشافية،‏ وعدم االقتصار على الزيارة الصفية التي ال ميكن االستغناء عنها،‏ فعليه اأن<br />

يختار من بني هذه االأساليب ما يناسب املعلمني الذين يوجههم،‏ ويرشف عليهم على<br />

اختالفهم،‏ ويلبي الفروق الفردية يف التلقي واالستجابة.‏<br />

1 .<br />

. 2


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

الدرسات السابقة:‏<br />

- الدراسات العربية:‏<br />

‎1‎دراسة . 1 دعباس )1992(: هدفت اإىل التعرف على فاعلية املرشف الرتبوي يف حتسني<br />

املمارسات االإدارية ملديري املدارس احلكومية يف االأردن،‏ وتكونت عينة الدراسة من<br />

)569( مديراً،‏ وقد استخدم الباحث االستبانة،‏ وقد اأظهرت نتائج الدراسة اأن درجة<br />

ممارسة املهمات االإدارية من املرشفني الرتبويني كانت متوسطة يف التخطيط والتنظيم<br />

والقيادة والتوجيه والتنسيق والتعاون،‏ وكانت متدنية يف جمايل املتابعة والتقومي.‏<br />

‎2‎دراسة . 2 اإبراهيم )1994(: هدفت اإىل معرفة درجة فاعلية الزيارات االإرشافية يف<br />

حتسني املمارسات التعليمية ملعلمي املدارس احلكومية يف مديرية عمان الكربى<br />

االأوىل،‏ وتكونت عينة الدراسة من )475( معلماً‏ ومعلمة،‏ وقد استخدم الباحث استبانة<br />

اشتملت على ‏ستني فقرة تغطي عرشة جماالت.‏ وقد اأظهرت الدراسة اأن متوسط درجة<br />

الفاعلية يف كل من جمايل التخطيط للتدريس وحتسني التدريس كانت )2.94 و 2.7(<br />

على التوايل،‏ وهي درجة عدها الباحث متوسطة.‏<br />

‎3‎دراسة . 3 حسن )1995(: هدفت الدراسة اإىل معرفة دور املرشف الرتبوي يف حتسني النمو<br />

املهني للمعلمني من وجهة نظر املعلمني،‏ والتعرف اإىل درجة ممارسة املرشف الرتبوي<br />

لدوره تبعاً‏ ملتغري اجلنس واخلربة واملوؤهل العلمي للمعلم،‏ ولتحقيق اأهداف الدراسة استخدم<br />

الباحث استبانة اشتملت على )50( فقرة موزعة على ‏سبعة جماالت.‏ وقد اأظهرت نتائج<br />

الدراسة اأن مستوى ممارسة املرشف الرتبوي لدوره يف حتسني النمو املهني للمعلمني على<br />

جماالت االستبانة السبعة يقل عن املتوقع منه،‏ كما اأظهرت الدراسة عدم وجود فروق ذات<br />

داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )α=0.05( تعزى جلنس املعلم اأو خربته اأو موؤهله،‏<br />

وعزا الباحث ذلك اإىل اأن املرشفني ميارسون املمارسات نفسها مع جميع املعلمني<br />

واملعلمات.‏ وقد اأوصى الباحث برضورة قيام املرشفني الرتبويني بتنويع اأساليبهم<br />

االإرشافية،‏ وتزويد املعلمني مبا يستجد من معلومات حول موضوعات تخصصهم.‏<br />

‎4‎دراسة . 4 برقعان )1996(: هدفت الدراسة اإىل تقومي برنامج التوجيه الرتبوي من وجهة<br />

نظر معلمي املرحلة الثانوية باأمانة العاصمة ‏صنعاء،‏ عن طريق حتديد درجة<br />

ممارسة املوجهني الرتبويني ملعايري برنامج التوجيه،‏ ولتحقيق اأهداف الدراسة<br />

استخدم الباحث عينة تكونت من )198( معلماً‏ ومعلمة،‏ وكانت االأداة املستخدمة يف<br />

الدراسة االستبانة،‏ واأظهرت نتائج الدراسة:‏ اأن درجة ممارسة املوجهني كانت دون<br />

املستوى املقبول على جممل االأداة،‏ وجماالتها االأربعة،‏ كما اأظهرت عدم وجود فروق<br />

دالة اإحصائياً‏ تعزى ملتغري جنس املعلم وخلربته.‏


العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />

التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />

د.‏ عبد الكرمي القاسم<br />

‎5‎دراسة . 5 منصور )1997(: هدفت اإىل حتديد تصورات املرشفني الرتبويني الأهمية املهم ‏َّات<br />

االإرشافية وعلى درجة ممارستهم لها،‏ وبيان اأثر السلطة املرشفة على التعليم وجنس<br />

املرشف وخربته وموؤهله على تقدير اأهمية املهمَّات وممارستها،‏ ولتحقيق اأهداف<br />

الدراسة استخدم الباحث عينة تكونت من )100( مرشف تربوي،‏ موزعة على )7(<br />

جماالت هي:‏ املناهج،‏ والعالقات االجتماعية،‏ والتقومي،‏ والتعليم،‏ والنمو املهني،‏<br />

والتخطيط واالإدارة.‏ واأظهرت نتائج الدراسة وجود فروق دالة اإحصائياً‏ بني تصورات<br />

املرشفني الأهمية مهماتهم،‏ ودرجة ممارستهم لها لصالح االأهمية،‏ كما اأظهرت<br />

عدم وجود فروق دالة اإحصائياً‏ بني تصورات املرشفني لدرجة ممارستهم للمهمَّات<br />

االإرشافية تعزى ملتغري اخلربة واملوؤهل العلمي.‏<br />

‎6‎دراسة . 6 القواسمة )1998(: هدفت الدراسة اإىل التعرف على تصورات املرشفني الرتبويني<br />

واملديرين واملعلمني الأبعاد البناء النظري لنموذج وطني لالإرشاف الرتبوي يف االأردن.‏<br />

وقد استخدم الباحث االستبانة،‏ وقد اأظهرت نتائج الدراسة ‏ضعف واقع املمارسات<br />

االإرشافية الفعلية يف امليدان،‏ موازنة بدرجة اأهمية هذه املمارسات،‏ وقد بلغ متوسط<br />

الدرجة التي قدر بها املعلمون عمل املرشف يف رفع كفاياتهم املهنية )2.7( يف<br />

‏ضوء ممارسات املرشفني احلالية،‏ وهي درجة اعتربها الباحث منخفضة.‏<br />

‎7‎دراسة . 7 اأبو هويدي )2000(: هدفت اإىل حتديد درجة ممارسة املرشفني الرتبويني<br />

لكفاياتهم االإرشافية من وجهة نظر املعلمني،‏ وبيان اأثر متغري اجلنس واخلربة واملوؤهل<br />

العلمي،‏ واملنطقة التعليمية يف تقدير املعلمني لدرجة ممارسة املرشفني الرتبويني<br />

لكفاياتهم االإرشافية.‏ وتكونت عينة الدراسة من )192( معلماً،‏ وقد استخدم الباحث<br />

االستبانة اأداةً‏ للدراسة،‏ واشتملت على )70( كفاية موزعة على )9( جماالت اإرشافية.‏<br />

وقد اأظهرت النتائج اأن درجة ممارسة املرشفني الرتبويني لكفاياتهم االإرشافية على<br />

جممل االأداة كانت بدرجة قليلة،‏ فمنهم من ميارس )8( كفايات بدرجة متوسطة فقط،‏<br />

ومنهم من ميارس )62( كفاية بدرجة قليلة،‏ وبالنسبة للمجاالت فمنهم من ميارس<br />

جماالً‏ واحداً‏ بدرجة متوسطة،‏ ومنهم من ميارس املجاالت الباقية بدرجة قليلة،‏<br />

وكذلك كانت الدرجة الكلية ملمارسة جممل املجاالت قليلة.‏ كما اأظهرت الدراسة اأنه ال<br />

توجد فروق دالة اإحصائياً‏ يف ممارسة املرشفني لكفاياتهم تعزى ملتغري جنس املعلم<br />

اأو خربته التعليمية على جماالت الدراسة مستقلة اأو على جممل االأداة.‏<br />

‎8‎دراسة . 8 الغنيمني )2004(: هدفت الدراسة اإىل التعرف اإىل دور املرشف يف حتسني االأداء<br />

التعليمي ملعلمي املدارس الثانوية احلكومية يف منطقة جنوب االأردن كما يدركها<br />

املعلمون،‏ وتكونت عينة الدراسة من )384( معلماً‏ ومعلمة،‏ وكانت االأداة املستخدمة


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

يف الدراسة االستبانة التي اشتملت على ‏سبعني فقرة موزعة على ثمانية جماالت.‏<br />

واأظهرت نتائج الدراسة:‏ اأن فاعلية املرشف الرتبوي يف حتسني االأداء التعليمي<br />

للمعلمني،‏ كما يراها املعلمون منخفضة وغري مرضية،‏ وبلغ متوسط درجة رضاهم<br />

)2.9( من اأصل )5(.<br />

‎9‎دراسة 9. ‏صبح )2005(: هدفت الدراسة اإىل معرفة درجة تقومي التخطيط لالإرشاف<br />

الرتبوي لدى املرشفني الرتبويني كما يراها مديرو املدارس الثانوية يف حمافظات<br />

‏شمال فلسطني ومعلموها.‏ وتكونت عينة الدراسة من )127( مديراً‏ ومديرة،‏ ومن<br />

)481( معلماً،‏ وقد استخدم الباحث االستبانة.‏ واأظهرت نتائج الدراسة ما ياأتي:‏<br />

‎1‎عدم . 1 وجود فروق دالة اإحصائياً‏ يف جماالت تقومي التخطيط لالإرشاف الرتبوي<br />

يعزى ملتغري اجلنس.‏<br />

‎2‎عدم 2. وجود فروق دالة اإحصائياً‏ يف جماالت تقومي التخطيط لالإرشاف الرتبوي<br />

يعزى ملتغري اخلربة.‏<br />

‎3‎عدم . 3 وجود فروق دالة اإحصائياً‏ يف جماالت تقومي التخطيط لالإرشاف الرتبوي<br />

يعزى ملتغري مكان االإقامة.‏<br />

- الدراسات الأجنبية:‏<br />

‎1‎دراسة . 1 القارتني ,Elgarten( 1991( يف اأمريكا:‏ هدفت اإىل املوازنة بني عمليات<br />

االإرشاف التقليدية املتضمنة للزيارات الصفية وموؤمتر ما بعد الزيارة،‏ وعمليات<br />

اإرشافية جتريبية تقوم على اإدخال عنرص جتريبي يتمثل يف قيام املرشف بتدريس<br />

احلصة نفسها التي ‏شاهدها املعلم،‏ يف حني يقوم املعلم مبشاهدة املرشف وتدوين<br />

املالحظات،‏ وقد استخدم الباحث بطاقة املالحظة.‏ وتكونت عينة الدراسة من )48(<br />

معلماً‏ ومعلمة ملادة الرياضيات يف نيويورك.‏<br />

واأظهرت نتائج الدراسة اأن املعلمني يف النموذج التجريبي ‏)النمذجة(‏ اأظهروا تغرياً‏<br />

اأكرث عندما ‏شاهدوا الدرس النموذجي من املرشف الرتبوي،‏ مما يشري اإىل فعالية النمذجة<br />

يف تغيري ‏سلوك املعلمني الصفي وحتسني اأدائهم.‏<br />

. ‎2‎دراسة ‏ساندل ,Sandel( 1992(: هدفت اإىل بيان اأثر عمل املرشف الرتبوي يف<br />

املهني ملعلمي املرحلة االأساسية،‏ وقد استخدم الباحث االستبانة.‏ واأظهرت نتائج<br />

الدراسة اأنه كان هناك اأثر مهم لدور املرشف الرتبوي يف حتسني النمو املهني<br />

للمعلمني الذين اأجريت عليهم الدراسة.‏<br />

2 النمو


العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />

التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />

د.‏ عبد الكرمي القاسم<br />

‎3‎دراسة . 3 اأورمستون ورفاقه etal( ,.Ormston, M. and :)1995 هدفت هذه الدراسة<br />

ملعرفة ما اإذا كانت عملية االإرشاف تساعد يف تطوير املعلم،‏ اأو اأنها كانت عائقاً‏<br />

ومانعاً‏ الأدائه الصفي،‏ وتكونت عينة الدراسة من )800( معلم ومعلمة يعملون يف<br />

)35( مدرسة ثانوية ومتوسطة،‏ وقد اأظهرت نتائج الدراسة ما ياأتي:‏<br />

. ‎1‎اإن معظم املعلمني ال يتلقون تغذية راجعة عن الزيارات الصفية التي يقوم<br />

املرشفون الرتبويون،‏ واإن حصل اأن قدمت لهم التغذية الراجعة،‏ فاإنها ‏-عند<br />

كثري من املعلمني-‏ ‏ضعيفة وال يستفاد منها.‏<br />

1 بها<br />

‎2‎وجود . 2 اختالفات جوهرية بني توقعات املرشفني الرتبويني اأنفسهم لدورهم،‏<br />

وبني املعلمني ومسوؤويل املدارس ومديريها،‏ فبينما يتوقع املعلمون قيام<br />

املرشف الرتبوي بعقد دروس توضيحية للمعلمني الطالعهم على طرائق<br />

التدريس احلديثة،‏ فاإن رغبة املرشفني الرتبويني قليلة جتاه هذه املهمة،‏ يف<br />

حني اأظهروا ميالً‏ واضحاً‏ ملساعدة املعلمني يف حتضري اخلطة اليومية ومناقشة<br />

الدروس واخلطط الفصلية معهم.‏<br />

‎3‎دراسة . 3 رينجروز ,Ringrose( 1996(: هدفت الدراسة اإىل معرفة اأهمية االإرشاف<br />

التعاوين يف تطوير مهنة التعليم،‏ وتكونت عينة الدراسة من ثمانية معلمني من<br />

املرحلة االأساسية خضعوا لالإرشاف التعاوين.‏ وقد استخدم الباحث املقابلة اأداة<br />

للدراسة،‏ واأشارت نتائج الدراسة اإىل اأن املعلمني ‏شعروا بدعم االإداريني لهم<br />

فتحسن اأداوؤهم وتقلص ‏شعورهم بالعزلة.‏<br />

تعقيب على الدراسات السابقة:‏<br />

نظراً‏ ملا لالإرشاف الرتبوي من اأهمية يف حتسني التعليم وتطويره،‏ واختصاصه<br />

باجلانب الفني كامالً،‏ واإىل درجة ما باجلانب االإداري يف عمل املعلم لتحقيق اأهداف<br />

النظام الرتبوي،‏ ورفع كفايته عن طريق بناء عالقة تعاونية دميقراطية مستمرة بني<br />

املرشف واملعلم،‏ ‏سعياً‏ للرقي مبستوى املعلم مهنياً‏ واأكادميياً،‏ فقد بداأ االهتمام يتزايد<br />

‏-وبشكل مستمر-‏ باالإرشاف الرتبوي لرفع مستوى التعليم ونوعيته،‏ فقد اهتمت دراسات<br />

وبحوث واأدبيات يف املستويني االإقليمي والعاملي،‏ وتناولت مواضيع عدة منها:‏ مهمَّات<br />

االإرشاف الرتبوي،‏ وتقومي االإرشاف الرتبوي،‏ وواقع االإرشاف الرتبوي وتطوره،‏ ودراسات<br />

عامة يف االإرشاف الرتبوي،‏ ودراسات تناولت ممارسات املرشفني ملهماتهم وكفاياتهم،‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

ولكن الدراسات التي تناولت االأساليب االإرشافية وحسب اطالع الباحث قليلة،‏ ومل متس<br />

املوضوع بشكل مبارش،‏ فقد عرث على عدد من الدراسات التي متس موضوع الدراسة احلالية<br />

جزئياً،‏ وهي التي عُ‏ رضت حتت عنوان الدراسات السابقة،‏ وقد استفاد الباحث من خالل<br />

االطالع على الدراسات السابقة يف حتديد موضوع الدراسة احلالية،‏ كما استفاد اأيضاً‏ من<br />

نتائجها وتوصياتها يف بناء اأداة الدراسة احلالية وتصميم الدراسة،‏ وحتديد متغرياته.‏<br />

طريقة الدراسة وإجراءاتها:‏<br />

منهج الدراسة:‏ استخدم الباحث املنهج الوصفي املسحي نظراً‏ ملالءمته الأغراض الدراسة.‏<br />

جمتمع الدراسة:‏ تكوّن جمتمع الدراسة من املرشفني واملرشفات الرتبويني يف مديريات<br />

الرتبية والتعليم يف حمافظات ‏شمال فلسطني،‏ وبلغ عدد هذه املديريات ‏ستاً،‏ وعدد<br />

املرشفني )167( مرشفاً‏ ومرشفة ‏)اأقسام االإرشاف الرتبوي،‏ 2006(.<br />

عينة الدراسة:‏ اأجريت الدراسة على كامل جمتمع الدراسة البالغ عدده )167( مرشفاً،‏ اإال<br />

اأن هناك ‏ست استبانات استبعدت لعدم تعبئتها بالكامل،‏ وهناك )29( استبانة مل تسرتجع<br />

من اأفراد جمتمع الدراسة،‏ وبذلك تكون عينة الدراسة )132( مرشفاً‏ ومرشفة،‏ واجلدول )1(<br />

يبني وصف عينة الدراسة تبعاً‏ ملتغرياتها املستقلة.‏<br />

اجلدول )1(<br />

وصف عينة الدراسة تبعاً‏ ملتغرياتها املستقلة.‏ اجلنس،‏ واملؤهل العلمي،‏ والوظيفة،‏ واخلربة،‏<br />

والتخصص)علمي،‏ أدبي(،‏ ومديرية الرتبية)مكان العمل(‏


العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />

التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />

د.‏ عبد الكرمي القاسم<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

- <br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

أداة الدراسة:‏<br />

قام الباحث ببناء اأداة الدراسة وتطويرها،‏ وذلك لقياس العالقة بني درجة االأهمية<br />

ودرجة املمارسة من وجهة نظر املرشفني الرتبويني لسبعة اأساليب اإرشافية تعدّ‏ من اأهم<br />

االأساليب االإرشافية،‏ وذلك من خالل االستفادة من االأدب الرتبوي،‏ ومن نتائج الدراسات السابقة<br />

والتوصيات واملقرتحات التي خرجت بها هذه الدراسات التي تناولت االإرشاف الرتبوي،‏ وقد<br />

اأعدَّت استبانة مكونة من )70( فقرة موزعة على ‏سبعة جماالت،‏ لكل جمال عرش فقرات،‏ وهذه<br />

املجاالت هي:‏ الزيارة الصفية،‏ وتبادل الزيارات،‏ واملشاغل الرتبوية،‏ والدروس النموذجية،‏<br />

والنرشات الرتبوية،‏ والبحث االإجرائي،‏ وزيارة املدرسة،‏ كما هو مبني يف امللحق )1(.


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

صدق األداة:‏<br />

للتعرف اإىل قدرة االأداة لقياس ما وضعت لقياسه،‏ عرضت على )14( خبرياً‏ ومتخصصاً،‏<br />

منهم )5( حمكمني من حملة الدكتوراه يف جامعة القدس املفتوحة،‏ و )5( حمكمني من<br />

حملة الدكتوراه يف جامعة النجاح الوطنية،‏ و)‏‎4‎‏(‏ حمكمني من حملة الدكتوراه من العاملني<br />

يف وزارة الرتبية والتعليم العايل الفلسطينية،‏ وقد حُ‏ ذفت بعض الفقرات واأضيفت فقرات<br />

اأخرى،‏ واأعيدت ‏صياغة بعض الفقرات بناءً‏ على اقرتاحات املحكمني.‏<br />

ثبات األداة:‏<br />

للتحقق من ثبات االأداة استخدمت معادلة ‏)كرونباخ األفا(‏ حيث وصل ثبات االأداة<br />

الكلي )0.9562(. واجلدول )2( يبني معامل الثبات لكل جمال من املجاالت.‏<br />

اجلدول )2(<br />

يبني معامل الثبات لكل جمال من اجملاالت اليت تناولتها أداة الدراسة<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

يتضح من اجلدول )2( اأن معامالت الثبات على درجة االأهمية ودرجة املمارسة كانت<br />

اأعلى من )0.80( على جميع املجاالت وهي معامالت ثبات عالية تفي باأغراض الدراسة.‏


العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />

التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />

د.‏ عبد الكرمي القاسم<br />

تصميم الدراسة:‏<br />

اشتملت الدراسة على اأربعة متغريات مستقلة هي:‏ اجلنس وله مستويان،‏ واملوؤهل<br />

العلمي وله ثالثة مستويات،‏ والوظيفة ولها مستويان،‏ واخلربة ولها ثالثة مستويات،‏ بينما<br />

املتغري التابع متثل مبعرفة العالقة بني درجة االأهمية واملمارسة لسبعة اأساليب اإرشافية<br />

تعدُّ‏ من اأهم االأساليب االإرشافية من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريات الرتبية<br />

والتعليم يف حمافظات ‏شمال فلسطني التي تتمثل يف استجابات املرشفني واملرشفات<br />

الرتبويني على جماالت االستبانة وفقراتها.‏<br />

املعاجلات اإلحصائية:‏<br />

من اأجل معاجلة البيانات استخدم الباحث برنامج الرزمة االإحصائية للعلوم<br />

االجتماعية ،)SPSS( وذلك باستخدام املعاجلات االآتية:‏ التكرارات،‏ والنسب املئوية،‏<br />

واملتوسطات احلسابية،‏ واالنحرافات املعيارية،‏ ومعامل ارتباط بريسون .)Person(<br />

نتائج الدراسة:‏<br />

عُ‏ وجلت البيانات بعد ترميزها واإدخالها اإىل احلاسوب باستخدام الرزمة االإحصائية<br />

للعلوم االجتماعية ،)SPSS( وفيما ياأتي نتائج الدراسة تبعاً‏ لتسلسل فرضياتها.‏<br />

النتائج املتعلقة بالفرضية األوىل ونصها:‏<br />

ل توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية الأساليب الإرشافية ودرجة ممارستها<br />

من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريات الرتبية والتعليم يف حمافظات ‏شمال<br />

فلسطني.‏<br />

ولفحص الفرضية استخدمت املتوسطات احلسابية،‏ واالنحرافات املعيارية،‏ والرتبة<br />

لكل من درجة االأهمية واملمارسة ومعامل ارتباط بريسون بني درجة االأهمية ودرجة<br />

املمارسة لكل اأسلوب اإرشايف وجلميع االأساليب كما يظهر يف اجلدول )3(.


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

<br />

اجلدول)‏‎3‎‏(:‏<br />

يبني املتوسطات احلسابية،‏ واالحنرافات املعيارية،‏ والرتبة لكل من درجة أهمية األسلوب اإلشرايف<br />

ودرجة ممارسته،‏ ومعامل االرتباط بني درجة األهمية ودرجة املمارسة لكل أسلوب إشرايف وجلميع األساليب<br />

<br />

<br />

**<br />

**<br />

**<br />

**<br />

**<br />

**<br />

**<br />

**<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

يتضح من اجلدول )3( اأن هناك عالقة ارتباطية متوسطة بني درجة اأهمية االأساليب<br />

االإرشافية وبني درجة ممارستها،‏ اإذ تراوح معامل االرتباط ما بني )0.465( و )0.601(،<br />

كما يظهر من اجلدول اأن الزيارة الصفية كان ترتيبها االأول من حيث درجة االأهمية<br />

ودرجة املمارسة،‏ يليها املشاغل الرتبوية،‏ ثم ياأتي ثالثاً‏ زيارة املدرسة،‏ اأما اأسلوب البحث<br />

االإجرائي فكان ترتيبه السادس من حيث درجة االأهمية والسابع من حيث درجة املمارسة.‏<br />

ولتوضيح العالقة بشكل اأفضل،‏ مثِّلت املتوسطات احلسابية بني درجة اأهمية االأساليب<br />

االإرشافية ودرجة ممارستها بالرسم البياين كما يوضح الشكل )1(.<br />

يباسحلا طسوتملا ةيمهألا ةجرد<br />

يباسحلا طسوتملا ةسرامملا ةجرد<br />

بيلاسألاعيمج<br />

ةسردملا ةرايز<br />

يئارجإلا ثحبلا<br />

ةيوبرتلا تارشنلا<br />

ةي جذومنلاسوردلا<br />

ةيوبرتلا لغاشملا<br />

تارايزلا لدابت<br />

5<br />

4<br />

3<br />

2<br />

1<br />

0<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

ة ي فصلا ةرايزلا<br />

الشكل )1( يبني العالقة بني درجة اأهمية االأساليب االإرشافية وبني درجة ممارستها.‏


العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />

التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />

د.‏ عبد الكرمي القاسم<br />

النتائج املتعلقة بالفرضية الثانية:‏<br />

ل توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية الأساليب الإرشافية وبني درجة ممارستها<br />

من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف حمافظات ‏شمال فلسطني تعزى ملتغري جنس<br />

املرشف الرتبوي.‏<br />

ولفحص الفرضية استخدم معامل ارتباط بريسون حيث يبني اجلدول )4( املتوسطات<br />

احلسابية واالنحرافات املعيارية لكل من درجة االأهمية ودرجة املمارسة لكل اأسلوب<br />

اإرشايف ومعامل االرتباط جلميع االأساليب االإرشافية ومستوى داللته.‏<br />

اجلدول )4(:<br />

يبني املتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية لكل من درجة األهمية ودرجة املمارسة لكل أسلوب<br />

إشرايف،‏ ومعامل االرتباط جلميع األساليب اإلشرافية ومستوى داللته بالنسبة جلنس املشرف الرتبوي<br />

<br />

<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

**<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

ذكر ‏)ن = 86(<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

(<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

<br />

(0.01


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

يتضح من اجلدول )4( اأن هناك عالقة ارتباطية عالية بني درجة اأهمية االأساليب<br />

االإرشافية وبني درجة ممارستها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني،‏ اإذ بلغ معامل االرتباط<br />

)0.892( ومستوى داللته )0.012( وهو دال اإحصائياً‏ عند مستوى الداللة )0.01(.<br />

كما يتضح من اجلدول اأيضاً‏ اأن هناك عالقة ارتباطية متوسطة بني درجة اأهمية<br />

االأساليب االإرشافية وبني درجة ممارستها من وجهة نظر املرشفات الرتبويات،‏ اإذ بلغ<br />

معامل االرتباط )0.747( وهو غري دال اإحصائيا؛ً‏ اإذ بلغ مستوى داللته االإحصائية<br />

)0.054( وهو قريب من الداللة االإحصائية،‏ ولصالح درجة االأهمية.‏<br />

النتائج املتعلقة بالفرضية الثالثة ونصها:‏<br />

ل توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية الأساليب الإرشافية وبني درجة ممارستها<br />

من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف حمافظات ‏شمال فلسطني تعزى ملتغري وظيفة<br />

املرشف ‏)مرشف مبحث ومرشف مرحلة(.‏<br />

ولفحص الفرضية استخدم معامل ارتباط بريسون حيث يبني اجلدول )5( املتوسطات<br />

احلسابية واالنحرافات املعيارية لكل من درجة االأهمية ودرجة املمارسة لكل اأسلوب<br />

اإرشايف،‏ ومعامل االرتباط جلميع االأساليب االإرشافية ومستوى داللته االإحصائية.‏<br />

اجلدول )5(:<br />

يبني املتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية لكل من درجة األهمية ودرجة املمارسة لكل أسلوب<br />

إشرايف،‏ ومعامل االرتباط جلميع األساليب اإلشرافية ومستوى داللته بالنسبة لوظيفة املشرف<br />

‏)مشرف مبحث،‏ مشرف مرحلة(‏<br />

مشرف مبحث ‏)ن=‏ 98(<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

**<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.


العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />

التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />

د.‏ عبد الكرمي القاسم<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

(<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

<br />

.(0.01<br />

يتضح من اجلدول )5( اأن هناك عالقة ارتباطية عالية بني درجة اأهمية االأساليب<br />

االإرشافية وبني درجة ممارستها من وجهة نظر مرشيف املبحث،‏ اإذ بلغ معامل االرتباط<br />

)0.917( ومستوى داللته )0.004( وهو دال اإحصائياً‏ عند مستوى الداللة )0.01(.<br />

كما يتضح من اجلدول اأن هناك عالقة ارتباطية متوسطة بني درجة اأهمية االأساليب<br />

االإرشافية،‏ وبني درجة ممارستها من وجهة نظر مرشيف املرحلة،‏ اإذ بلغ معامل االرتباط<br />

)0.509( ومستوى داللته االإحصائية )0.243( وهو غري دال اإحصائياً.‏<br />

النتائج املتعلقة بالفرضية الرابعة ونصها:‏<br />

ل توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية الأساليب الإرشافية وبني درجة ممارستها<br />

من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف حمافظات ‏شمال فلسطني تعزى ملتغري املؤهل<br />

العلمي للمرشف الرتبوي.‏<br />

ولفحص الفرضية استخدم معامل ارتباط بريسون حيث يبني اجلدول )6( املتوسطات<br />

احلسابية واالنحرافات املعيارية لكل من درجة االأهمية ودرجة املمارسة لكل اأسلوب<br />

اإرشايف،‏ ومعامل االرتباط جلميع االأساليب االإرشافية ومستوى داللته االإحصائية.‏<br />

اجلدول )6(<br />

يبني املتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية لكل من درجة األهمية ودرجة املمارسة لكل أسلوب<br />

إشرايف،‏ ومعامل االرتباط جلميع األساليب اإلشرافية ومستوى داللته بالنسبة للمؤهل العلمي<br />

للمشرف الرتبوي.‏


2009 طابش - رشع سمالخا ددعلا - تاساردلاو ثاحبلأل ةحوتفلما سدقلا ةعماج ةلجم<br />

<br />

)84=ن( سويرولاكب<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

*<br />

<br />

(<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

**<br />

<br />

(<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

(0.05<br />

(0.01


العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />

التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />

د.‏ عبد الكرمي القاسم<br />

يتضح من اجلدول )6( اأن هناك عالقة ارتباطية عالية بني درجة اأهمية االأساليب<br />

االإرشافية،‏ وبني درجة ممارستها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني حملة درجة<br />

البكالوريوس،‏ اإذ بلغ معامل االرتباط )0.873( ومستوى داللته )0.010( وهو دال<br />

اإحصائياً‏ عند مستوى الداللة )0.05(.<br />

كما يتضح من اجلدول اأن هناك عالقة ارتباطية عالية بني درجة اأهمية االأساليب<br />

االإرشافية وبني درجة ممارستها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني حملة درجة<br />

البكالوريوس+دبلوم تربية،‏ اإذ بلغ معامل االرتباط )0.908( ومستوى داللته )0.005(<br />

وهو دال اإحصائياً‏ عند مستوى الداللة )0.01( ولصالح درجة االأهمية.‏<br />

كما يتضح من اجلدول اأن هناك عالقة ارتباطية متوسطة بني درجة اأهمية االأساليب<br />

االإرشافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني حملة درجة املاجستري<br />

فاأعلى،‏ اإذ بلغ معامل االرتباط )0.682( ومستوى داللته )0.092( وهو غري دال<br />

اإحصائياً.‏<br />

النتائج املتعلقة بالفرضية اخلامسة ونصها:‏<br />

ل توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية الأساليب الإرشافية ودرجة ممارستها من<br />

وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف حمافظات ‏شمال فلسطني تعزى خلربة املرشف الرتبوي.‏<br />

ولفحص الفرضية استخدم معامل ارتباط بريسون حيث يبني اجلدول )7( املتوسطات<br />

احلسابية واالنحرافات املعيارية لكل من درجة االأهمية ودرجة املمارسة لكل اأسلوب<br />

اإرشايف،‏ ومعامل االرتباط جلميع االأساليب االإرشافية ومستوى داللته االإحصائية.‏<br />

اجلدول )7(:<br />

يبني املتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية لكل من درجة األهمية ودرجة املمارسة لكل أسلوب<br />

إشرايف،‏ ومعامل االرتباط جلميع األساليب اإلشرافية ومستوى داللته بالنسبة خلربة املشرف الرتبوي<br />

أقل من 5 سنوات ‏)ن=‏‎50‎‏(‏<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

معامل<br />

االرتباط<br />

مستوى<br />

الداللة


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

<br />

<br />

<br />

*<br />

*<br />

**<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

( - <br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

(<br />

<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

<br />

(0.05<br />

(0.01<br />

يتضح من اجلدول )7( اأن هناك عالقة ارتباطية عالية بني درجة اأهمية االأساليب<br />

االإرشافية،‏ وبني درجة ممارستها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني اأصحاب اخلربة اأقل<br />

من )5( ‏سنوات،‏ اإذ بلغ معامل االرتباط )0.848( ومستوى داللته )0.016( وهو دال<br />

اإحصائياً‏ عند مستوى الداللة )0.05( ولصالح درجة االأهمية.‏<br />

كما يتضح من اجلدول اأن هناك عالقة ارتباطية عالية بني درجة اأهمية االأساليب<br />

االإرشافية،‏ ودرجة ممارستها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني اأصحاب اخلربة من<br />

)10-5( ‏سنوات،‏ اإذ بلغ معامل االرتباط )0.829( ومستوى داللته )0.021( وهو دال<br />

اإحصائياً‏ عند مستوى الداللة )0.05(، ولصالح درجة االأهمية.‏<br />

ويتضح اأيضاً‏ اأن هناك عالقة ارتباطية عالية بني درجة اأهمية االأساليب االإرشافية<br />

ودرجة ممارستها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني اأصحاب اخلربة اأكرث من )10( ‏سنوات؛<br />

اإذ بلغ معامل االرتباط )0.878( ومستوى داللته )0.009( وهو دال اإحصائياً‏ عند مستوى<br />

)0.01(، ولصالح درجة االأهمية.‏


العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />

التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />

د.‏ عبد الكرمي القاسم<br />

النتائج املتعلقة بالفرضية السادسة واليت نصها:‏<br />

ل توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية الأساليب الإرشافية وبني درجة ممارستها<br />

من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف حمافظات ‏شمال فلسطني تعزى ملديرية الرتبية<br />

والتعليم ‏)مكان العمل(.‏<br />

ولفحص الفرضية استخدم معامل ارتباط ‏»بريسون«حيث يبني اجلدول )8(<br />

املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية لكل من درجة االأهمية ودرجة املمارسة لكل<br />

اأسلوب اإرشايف،‏ ومعامل االرتباط جلميع االأساليب االإرشافية ومستوى داللته االإحصائية.‏<br />

اجلدول )8(:<br />

يبني املتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية لكل من درجة األهمية ودرجة املمارسة لكل أسلوب<br />

إشرايف،‏ ومعامل االرتباط جلميع األساليب اإلشرافية ومستوى داللته بالنسبة ملديرية الرتبية<br />

والتعليم ‏)مكان العمل(‏<br />

<br />

<br />

نابلس ‏)ن=‏‎29‎‏(‏<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

(<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

معامل االرتباط<br />

<br />

مستوى<br />

الداللة<br />

<br />

<br />

**<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.


2009 طابش - رشع سمالخا ددعلا - تاساردلاو ثاحبلأل ةحوتفلما سدقلا ةعماج ةلجم<br />

<br />

(<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

*<br />

<br />

(<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

**<br />

<br />

(<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

(<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

*<br />

<br />

(0.05<br />

(0.01


العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />

التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />

د.‏ عبد الكرمي القاسم<br />

يتضح من اجلدول )8( اأن هناك عالقة ارتباطية متوسطة بني درجة اأهمية االأساليب<br />

االإرشافية،‏ وبني درجة ممارستها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريتي الرتبية<br />

والتعليم يف نابلس وسلفيت؛ اإذ بلغ معامل االرتباط )0.658( ومستوى داللته )0.108(<br />

يف نابلس وهو غري دال احصائيا،‏ يف حني بلغ معامل االرتباط ملرشيف مديرية ‏سلفيت<br />

)0.747( ومستوى داللته )0.054( وهو غري دال اإحصائياً.‏<br />

كما يتضح من اجلدول اأيضاً‏ اأن هناك عالقة ارتباطية عالية بني درجة اأهمية االأساليب<br />

االإرشافية،‏ وبني درجة ممارستها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني التابعني ملديريات<br />

الرتبية والتعليم يف جنني وقلقيلية وطولكرم وقباطية،‏ اإذ بلغت معامالت االرتباط على<br />

الرتتيب كما ياأتي:‏ )0.916( و )0.917( و )0.813( و )0.861( وبلغ مستوى داللتها على<br />

الرتتيب:‏ )0.004( و )0.004( و )0.026( و )0.013( وهي دالة اإحصائياً‏ على الرتتيب<br />

عند مستوى الداللة )0.01( و )0.01( و )0.05( و )0.05( ولصالح درجة االأهمية.‏<br />

النتائج املتعلقة بالفرضية السابعة ونصها:‏<br />

ل توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية الأساليب الإرشافية وبني درجة ممارستها<br />

من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف حمافظات ‏شمال فلسطني تعزى لتخصص املرشف<br />

الرتبوي ‏)علمي،‏ اأدبي(.‏<br />

ولفحص الفرضية استخدم معامل ارتباط بريسون حيث يبني اجلدول )9( املتوسطات<br />

احلسابية واالنحرافات املعيارية لكل من درجة االأهمية ودرجة املمارسة لكل اأسلوب<br />

اإرشايف،‏ ومعامل االرتباط جلميع االأساليب االإرشافية ومستوى داللته االإحصائية.‏<br />

اجلدول )9(:<br />

يبني املتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية لكل من درجة األهمية ودرجة املمارسة لكل أسلوب<br />

إشرايف،‏ ومعامل االرتباط جلميع األساليب اإلشرافية ومستوى داللته بالنسبة<br />

لتخصص املشرف الرتبوي ‏)علمي،‏ أدبي(‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

(<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

0.024<br />

*<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

(<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

<br />

**<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

(0.05<br />

(0.01<br />

يتضح من اجلدول )9( اأن هناك عالقة ارتباطية عالية بني درجة اأهمية االأساليب<br />

االإرشافية،‏ وبني درجة ممارستها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يعزى لتخصص<br />

املرشف الرتبوي ‏)علمي،‏ اأو اأدبي(،‏ اإذ بلغ معامل االرتباط الأصحاب التخصص العلمي<br />

)0.819( ومستوى داللته )0.024( وهو دال اإحصائياً‏ عند مستوى الداللة )0.05(. يف<br />

حني بلغ معامل االرتباط الأصحاب التخصص االأدبي )0.882( ومستوى داللته )0.009(،<br />

وهو دال اإحصائياً‏ عند مستوى الداللة )0.01( ولصالح درجة االأهمية.‏


العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />

التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />

د.‏ عبد الكرمي القاسم<br />

مناقشة النتائج والتوصيات:‏<br />

مناقشة النتائج املتعلقة بالفرضية الأوىل:‏<br />

ل توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية الأساليب الإرشافية وبني درجة ممارستها<br />

من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريات الرتبية والتعليم يف حمافظات ‏شمال<br />

فلسطني.‏<br />

اأظهرت نتائج اجلدول )3( اأن هناك عالقة ارتباطية متوسطة بني درجة اأهمية<br />

االأساليب االإرشافية،‏ وبني درجة ممارستها،‏ اإذ تراوح معامل االرتباط ما بني )0.465(<br />

و )0.601(، كما يظهر من اجلدول اأن الزيارة الصفية كان ترتيبها االأول من حيث درجة<br />

االأهمية ودرجة املمارسة،‏ تليها املشاغل الرتبوية،‏ ثم تاأتي ثالثاً‏ زيارة املدرسة،‏ اأما اأسلوب<br />

البحث االإجرائي فكان ترتيبه السادس من حيث االأهمية والسابع من حيث درجة املمارسة،‏<br />

وميكن تفسري هذه النتيجة باأن الزيارة الصفية هي اأكرث االأساليب ‏سهولة واأكرثها استخداماً‏<br />

من وجهة نظر املرشفني الرتبويني،‏ وذلك الأنهم ‏-على ما يبدو-‏ ال يستخدمون ‏سوى نوع<br />

واحد من اأنواع الزيارة الصفية،‏ وهي الزيارة املفاجئة،‏ وهذا النوع ال يحتاج اإىل كثري من<br />

اجلهد والتدريب،‏ وعلى ما يبدو اأنهم تعلموا هذا االأسلوب عن طريق املمارسة،‏ وعن طريق<br />

املحاولة واخلطاأ،‏ وهذا التفسري ينطبق كذلك على املشاغل الرتبوية،‏ وزيارة املدرسة،‏ اأما<br />

اأسلوب البحث االإجرائي فكان ترتيبه قبل االأخري من حيث االأهمية،‏ واالأخري من حيث درجة<br />

املمارسة،‏ وميكن تفسري ذلك باأن البحث االإجرائي يتطلب معرفة نظرية،‏ ويحتاج اإىل وقت<br />

وجهد،‏ وهذه املعرفة النظرية قد ال تتوافر لدى كثري من املرشفني الرتبويني؛ الأنهم مل,‏ يُعدوا<br />

االإعداد الالزم،‏ ومل يوؤهلوا التاأهيل الكايف ملمارسة العمل االإرشايف.‏ واتفقت نتائج الدراسة<br />

احلالية جزئياً‏ مع نتائج كل من دراسة ‏)دعباس،‏ 1992، واإبراهيم،‏ 1994(.<br />

مناقشة النتائج املتعلقة بالفرضية الثانية ونصها:‏<br />

ل توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية الأساليب الإرشافية وبني درجة ممارستها<br />

من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريات الرتبية والتعليم يف حمافظات ‏شمال<br />

فلسطني تعزى جلنس املرشف.‏<br />

اأظهرت نتائج اجلدول )4( اأن هناك عالقة ارتباطية عالية بني درجة اأهمية االأساليب<br />

االإرشافية،‏ وبني ودرجة ممارستها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني،‏ اإذ بلغ معامل<br />

االرتباط )0.892( ومستوى داللته )0.012(. كما يتضح من اجلدول اأيضاً‏ اأن هناك عالقة


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

ارتباطية متوسطة بني درجة اأهمية االأساليب االإرشافية،‏ وبني درجة ممارستها من وجهة<br />

نظر املرشفات الرتبويات؛ اإذ بلغ معامل االرتباط )0.747(، وهو غري دال اإحصائياً،‏ اإذ<br />

بلغ مستوى داللته االإحصائية )0.054(، وهو قريب من الداللة االإحصائية.‏ ويعزو الباحث<br />

هذه النتيجة اإىل اأن معظم املرشفني خربتهم العملية اأكرث من املرشفات،‏ ومن املمكن اأنهم<br />

حرضوا دورات تدريبية اأكرث من املرشفات،‏ ورمبا اكتسبوا خربات نتيجة املمارسة اأكرث<br />

من املرشفات.‏ واتفقت نتائج الدراسة احلالية جزئياً‏ مع نتائج دراستيْ‏ ‏)برقعان،‏ 1996،<br />

واأبو هويدي،‏ 2000(، واختلفت مع نتائج دراسة حسن )1996(. حيث اأظهرت عدم وجود<br />

فروق ذات داللة اإحصائية تعزى جلنس املعلم،‏ وهذا االختالف قد يعزى اإىل اأن املرشفني<br />

ميارسون املمارسات نفسها مع جميع املعلمني واملعلمات،‏ وتتفق مع حسن يف التوصية<br />

برضورة تنويع املرشفني الأساليبهم االإرشافية.‏<br />

مناقشة النتائج املتعلقة بالفرضية الثالثة ونصها:‏<br />

ل توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية الأساليب الإرشافية وبني درجة ممارستها<br />

من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريات الرتبية والتعليم يف حمافظات ‏شمال<br />

فلسطني تعزى لوظيفة املرشف ‏)مرشف مبحث،‏ اأو مرشف مرحلة(.‏<br />

اأظهرت نتائج اجلدول )5( اأن هناك عالقة ارتباطية عالية بني درجة اأهمية االأساليب<br />

االإرشافية وبني درجة ممارستها من وجهة نظر مرشيف املبحث؛ اإذ بلغ معامل االرتباط<br />

)0.917( ومستوى داللته )0.004(، وهو دال اإحصائياً‏ عند مستوى الداللة )0.01(<br />

ولصالح درجة االأهمية.‏<br />

كما يتضح من اجلدول )5( اأيضاً‏ اأن هناك عالقة ارتباطية متوسطة بني درجة اأهمية<br />

االأساليب االإرشافية وبني درجة ممارستها من وجهة نظر مرشيف املرحلة،‏ اإذ بلغ معامل<br />

االرتباط )0.509( ومستوى داللته االإحصائية )0.243( وهو غري دال اإحصائياً.‏ ويعزو<br />

الباحث هذه النتيجة اإىل اأن خربة مرشيف املرحلة اأقل من مرشيف املبحث،‏ واأن مرشيف<br />

املبحث ‏-نتيجة خلربتهم االأطول-‏ من املمكن اأنهم تعرضوا لدورات تدريبية اأكرث،‏ واستفادوا<br />

من ممارساتهم العملية يف امليدان،‏ وبذلك يكونون قد طوروا من ممارستهم باستخدام معظم<br />

االأساليب االإرشافية،‏ وميكن اأن يُعزى السبب باأن عدداً‏ كبرياً‏ من مرشيف املبحث من حملة<br />

درجة البكالوريوس + دبلوم الرتبية اأو من حملة املاجستري،‏ وبالتايل كان اإعدادهم اأفضل<br />

من اإعداد مرشيف املرحلة الأن عدداً‏ كبرياً‏ منهم من حملة البكالوريوس.‏


العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />

التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />

د.‏ عبد الكرمي القاسم<br />

مناقشة النتائج املتعلقة بالفرضية الرابعة ونصها:‏<br />

ل توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية الأساليب الإرشافية ودرجة ممارستها من<br />

وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريات الرتبية والتعليم يف حمافظات ‏شمال فلسطني<br />

تعزى للمؤهل العلمي للمرشف الرتبوي.‏<br />

اأظهرت نتائج اجلدول )6( اأن هناك عالقة ارتباطية عالية بني درجة اأهمية االأساليب<br />

االإرشافية،‏ وبني درجة ممارستها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني من حملة درجة<br />

البكالوريوس ودرجة البكالوريوس + دبلوم الرتبية،‏ ولصالح درجة االأهمية،‏ كما يتضح من<br />

اجلدول )6( اأيضاً‏ اأن هناك عالقة ارتباطية متوسطة بني درجة اأهمية االأساليب االإرشافية،‏<br />

وبني درجة ممارستها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني من حملة درجة املاجستري<br />

فاأعلى ولصالح درجة االأهمية.‏ وميكن تفسري هذه النتيجة باأن خربة املرشفني الرتبويني<br />

العملية من حملة درجة املاجستري فاأعلى يف جمال االإرشاف حديثة،‏ واأن معظمهم يحمل<br />

الدرجة العلمية يف املجال االأكادميي،‏ ورمبا مل يوؤهلوا بعد التاأهيل الكايف ملمارسة العمل<br />

يف جمال االإرشاف.‏ واتفقت نتائج الدراسة احلالية جزئياً‏ مع نتائج دراسة كل من ‏)حسن،‏<br />

،1995 وبرقعان،‏ ،1996 وصبح،‏ .)2005<br />

مناقشة النتائج املتعلقة بالفرضية اخلامسة ونصها:‏<br />

ل توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية الأساليب الإرشافية وبني درجة ممارستها<br />

من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريات الرتبية والتعليم يف حمافظات ‏شمال<br />

فلسطني تعزى خلربة املرشف الرتبوي.‏<br />

اأظهرت نتائج اجلدول )7( اأن هناك عالقة ارتباطية عالية بني درجة اأهمية االأساليب<br />

االإرشافية،‏ وبني درجة ممارستها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني بغض النظر عن<br />

‏سنوات اخلربة ولصالح درجة االأهمية،‏ ويعزو الباحث هذه النتيجة اإىل اأن اأصحاب اخلربات<br />

املختلفة قد يكونون متساوين يف التخصص واملوؤهل العلمي واجلنس والوظيفة ومكان<br />

العمل هذا من ناحية،‏ كما ال يغيب عن الذهن ما يتوافر لالأفراد االأقل خربة من معارف<br />

ومهارات حديثة،‏ وقد يظهر ذلك بوضوح من خالل استعراض اآرائهم حول ادراكاتهم لذلك<br />

الدور،‏ حيث جاءت هذه االدراكات اأكرث قرباً‏ من التصورات النظرية،‏ وذلك مقارنة باآراء<br />

االأفراد االأكرث خربة.‏ واتفقت نتائج الدراسة احلالية مع نتائج دراستيْ‏ ‏)اأبو هويدي،‏ 2000،<br />

وصبح،‏ 2005(، حيث اأظهرت الدراستان اأنه ال توجد فروق دالة اإحصائياً‏ يف ممارسة<br />

املرشفني لكفاياتهم تعزى ملتغري جنس املعلم اأو خربته.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

مناقشة النتائج املتعلقة بالفرضية السادسة ونصها:‏<br />

ل توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية الأساليب الإرشافية وبني درجة ممارستها<br />

من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريات الرتبية والتعليم يف حمافظات ‏شمال<br />

فلسطني تعزى ملديرية الرتبية والتعليم ‏)مكان العمل(.‏<br />

اأظهرت نتائج اجلدول )8( اأن هناك عالقة ارتباطية متوسطة بني درجة اأهمية االأساليب<br />

االإرشافية،‏ وبني درجة ممارستها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريتي الرتبية<br />

والتعليم يف نابلس وسلفيت،‏ ولصالح درجة االأهمية.‏ كما يتضح من اجلدول اأيضاً‏ اأن هناك<br />

عالقة ارتباطية عالية بني درجة اأهمية االأساليب االإرشافية وبني درجة ممارستها من<br />

وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريات الرتبية والتعليم يف جنني،‏ وقلقيلية،‏ وطولكرم،‏<br />

وقباطية ولصالح درجة االأهمية،‏ وميكن تفسري هذه النتيجة باأن ظروف االإغالق واحلصار<br />

املشدد على مدينتي نابلس وسلفيت اللتني تتواجد فيهما مكاتب للرتبية والتعليم اأكرث من<br />

بقية مديريات الرتبية االأخرى،‏ مما اضطر املرشفني الرتبويني الستخدام بعض االأساليب<br />

االإرشافية،‏ وعدم استخدامهم لبعضها االآخر بدرجة كافية،‏ لعدم متكنهم من الوصول اإىل<br />

املدارس،‏ اأو عدم متكن عدد من املعلمني من الوصول اإىل مدينتي نابلس وسلفيت يف حال<br />

استخدام اأسلوب اإرشايف يحتاج اإىل جتميع املعلمني،‏ كما هو احلال يف استخدام اأسلوب<br />

الدروس النموذجية،‏ واملشاغل الرتبوية،‏ واأحياناً‏ يف حال استخدام اأسلوب تبادل الزيارات،‏<br />

مما حدا باملرشفني اإىل اإعطاء تقديرات عالية الأهمية االأسلوب االإرشايف وتقديرات اأقل<br />

ملمارسة تلك االأساليب.‏ واتفقت نتائج الدراسة احلالية جزئياً‏ مع نتائج دراسة ‏)صبح،‏<br />

.)2005<br />

مناقشة النتائج املتعلقة بالفرضية السابعة ونصها:‏<br />

ل توجد عالقة ارتباطية بني درجة اأهمية الأساليب الإرشافية وبني درجة ممارستها<br />

من وجهة نظر املرشفني الرتبويني يف مديريات الرتبية والتعليم يف حمافظات ‏شمال<br />

فلسطني تعزى لتخصص املرشف الرتبوي ‏)علمي،‏ اأو اأدبي(.‏<br />

اأظهرت نتائج اجلدول )9( اأن هناك عالقة ارتباطية عالية بني درجة اأهمية االأساليب<br />

االإرشافية،‏ وبني درجة ممارستها من وجهة نظر املرشفني الرتبويني تعزى لتخصص<br />

املرشف الرتبوي ‏)علمي،‏ اأو اأدبي(.‏ وميكن تفسري هذه النتيجة بان جميع املتغريات االأخرى<br />

متشابهة ‏)اخلربة،‏ والوظيفة،‏ ومكان العمل،‏ واجلنس(‏ كما اأن ظروف العمل وطبيعة التدريب<br />

تقريباً‏ متشابهة.‏


العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />

التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />

د.‏ عبد الكرمي القاسم<br />

التوصيات واملقرتحات:‏<br />

‎1‎تطوير . 1 معايري اختيار املرشفني الرتبويني،‏ بحيث تكون حداثة خربة الفرد،‏ وجدة<br />

معلوماته الرتبوية،‏ ووظيفة مهاراته القيادية اأحد اأهم الرشوط،‏ ومما ال ‏شك فيه فاإن<br />

العمل بهذا املبداأ من ‏ساأنه اأن يفتح الباب اأمام عنارص ‏شابة لديها القدرة والرغبة<br />

يف العمل بهذا القطاع الرتبوي احليوي،‏ وهو اأمر ‏سوف تعود نتائجه باالإيجاب على<br />

تطوير املنظومة التعليمية،‏ وبخاصة بعدما اأكدت التجربة املعارصة اأن عدد السنوات<br />

التي يقضيها الفرد يف اأداء عمل ما ليس هو املعيار الدقيق لقياس كفايته املهنية<br />

والوظيفية،‏ بل قد تكون حداثة املعارف واملعلومات واملهارات ووظيفتها،‏ هي املعيار<br />

االأكرث نفعاً‏ يف هذا الساأن،‏ وبخاصة يف ظل ما يشهده جمتمع املعرفة الذي نعيش يف<br />

ظالله من تطورات معرفية وتكنولوجية.‏<br />

‎2‎اإعداد . 2 دليل للمرشف الرتبوي يتضمن مهمَّات الدور اجلديد للمرشف،‏ واخلطوات االإجرائية<br />

لتنفيذ كل مهمة اإرشافية،‏ ومعايري االأداء املقبول لكل منها،‏ ليهتدي املرشف بهذا الدليل<br />

يف ممارساته االإرشافية،‏ وميكن تضمني هذا الدليل بعض املراجع واملصادر العلمية<br />

التي ميكن للمرشف اأن يعتمد عليها يف اإثراء ذاته املهنية حيثما يجد حاجة لذلك.‏<br />

‎3‎تطوير . 3 رسالة كليات الرتبية،‏ وتوسيع جماالتها؛ لتستوعب يف اإطار دورها اجلديد<br />

تطوير قطاع االإرشاف الرتبوي من خالل توجيه جزء من البحوث التي يجريها اأعضاء<br />

هيئات التدريس لهذا الغرض.‏<br />

‎4‎املشاركة . 4 الفاعلة يف تقومي اأداء املرشفني ، وتطوير االأدوات العلمية الالزمة لهذا<br />

اخلصوص،‏ واالنطالق من هذا العمل اإىل حتديد حاجاتهم التدريبية،‏ ومن ثم تخطيط<br />

الربامج التدريبية الالزمة وتنفيذها؛ لتطوير اأدائهم جتاه املهمات املرتبطة بدورهم<br />

اجلديد الذي يفرضه عليهم جمتمع املعرفة.‏<br />

‎5‎‏رضورة . 5 تاأهيل املرشفني الرتبويني الذين مل يُعدوا للعمل يف جمال االإرشاف الرتبوي<br />

للحصول على درجات علمية كاملاجستري والدكتوراه يف االإرشاف الرتبوي.‏<br />

6 االإرشاف املرشفني الرتبويني برضورة التنويع يف اأساليبهم<br />

. ‎6‎اأن يحثّ‏ روؤساء اأقسام<br />

االإرشافية ومتابعة ذلك.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

‎7‎تنويع . 7 املرشفني الرتبويني يف االأساليب االإرشافية،‏ وعدم االعتماد على اأسلوب واحد<br />

يف االإرشاف.‏<br />

‎8‎عقد . 8 دورات تدريبية للمرشفني وتدريبهم على استخدام االأساليب االإرشافية احلديثة<br />

كالدروس النموذجية،‏ والنرشات الرتبوية،‏ والبحوث االإجرائية،‏ واملشاغل الرتبوية،‏<br />

وزيارة املدرسة.‏<br />

مقرتحات الدراسة:‏<br />

يقرتح الباحث اإجراء دراسات حول:‏<br />

‎1‎تقومي . 1 املمارسات االإرشافية من وجهة نظر املعلمني واملعلمات.‏<br />

‎2‎دور . 2 املرشف الرتبوي يف حتسني اأداء املعلم حديث التعيني.‏<br />

‎3‎قيام 3. روؤساء اأقسام االإرشاف الرتبوي يف مديريات الرتبية والتعليم بتحديد االحتياجات<br />

التدريبية للمرشفني الرتبويني يف ‏ضوء هذه املالحظات.‏<br />

‎4‎تطوير . 4 معايري لتقومي اأداء املرشفني الرتبويني.‏


العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />

التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />

د.‏ عبد الكرمي القاسم<br />

املراجع:‏<br />

‎1‎اإبراهيم،‏ . 1 ‏سليم حممد )1994( درجة فاعلية الزيارات االإرشافية يف حتسني املمارسات<br />

التعليمية ملعلمي املدارس احلكومية يف مديرية عمان الكربى االأوىل،‏ رسالة ماجستري<br />

غري منشورة،‏ اجلامعة االأردنية،‏ عمان:‏ االأردن.‏<br />

‎2‎اأحمد،‏ . 2 اإبراهيم )1998( حتديث االإدارة التعليمية،‏ االسكندرية،‏ مكتب املعارف احلديثة .<br />

‎3‎اأحمد،‏ . 3 اإبراهيم )1987( االإرشاف يف املدارس من وجهة نظر العاملني يف احلقل<br />

التعليمي،‏ القاهرة:‏ دار الفكر العربي.‏<br />

‎4‎اأقسام . 4 االإرشاف الرتبوي )2006( مديريات الرتبية والتعليم يف حمافظات ‏شمال<br />

فلسطني ‏_نابلس،‏ جنني،‏ طولكرم،‏ قلقيلية،‏ ‏سلفيت،‏ قباطية(.‏<br />

‎5‎برقعان،‏ . 5 اأحمد حممد )1996( تقومي برنامج التوجيه الرتبوي من وجهة نظر املعلمني<br />

يف اجلمهورية اليمنية،‏ رسالة ماجستري غري منشورة،‏ جامعة الريموك،‏ اربد:‏ االأردن.‏<br />

‎6‎بلقيس،‏ . 6 اأحمد وعبد اللطيف،‏ خريي )1991( اأساليب اإرشافية مساندة ودور القائد<br />

الرتبوي يف توظيفها،‏ االأونروا،‏ معهد الرتبية،‏ عمان:‏ االأردن.‏<br />

‎7‎بلقيس،‏ . 7 اأحمد وعبد اللطيف،‏ خريي )1999( الزيارات الصفية والدروس التوضيحية يف<br />

اإطار االسرتاتيجيات االإرشافية،‏ معهد الرتبية،‏ االأونروا،‏ عمان:‏ االأردن.‏<br />

‎8‎جني . 8 مكنيف،‏ ترجمة نادر وهبة )2001( البحث االإجرائي من اأجل التطور املهني،‏<br />

الطبعة االأوىل،‏ رام اهلل:‏ مركز القطان للبحث والتطوير الرتبوي.‏<br />

‎9‎حسن،‏ . 9 ماهر حممد ‏صالح )1995( دور املرشف الرتبوي يف حتسني النمو املهني<br />

للمعلمني يف مدارس وكالة الغوث يف االأردن،‏ رسالة ماجستري غري منشورة،‏ جامعة<br />

الريموك،‏ اربد:‏ االأردن.‏<br />

‎1010‎حسني،‏ فتحية حممد وسليمان،‏ ‏سعيد اأحمد )1990( االإرشاف الفني يف احللقة االأوىل من<br />

التعليم االأساسي بني التصور النظري والواقع العملي،‏ االإسكندرية،‏ دار املعرفة اجلامعية.‏<br />

‎1111‎اخلطيب،‏ اأحمد،‏ واآخرون )1985( دليل البحث والتقومي الرتبوي،‏ عمان:‏ دار املستقبل<br />

للنرش والتوزيع.‏<br />

) 12 دور مرشف الرتبية االإسالمية يف حتسني اأداء معلمي مادة<br />

‎12‎اخلوالدة،‏ نارص )2002<br />

الرتبية االإسالمية يف املدارس االأساسية من وجهة نظر املعلمني اأنفسهم،‏ جملة<br />

دراسات،‏ املجلد )29(، العدد )2(، ‏ص.ص 380-364.


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

‎1313‎دعباس،‏ عمر )1992 ) فاعلية املرشف الرتبوي يف حتسني املمارسات االإدارية ملديري<br />

املدارس احلكومية يف االأردن،‏ رسالة ماجستري غري منشورة،‏ كلية الرتبية،‏ اجلامعة<br />

االأردنية،‏ عمان:‏ االأردن.‏<br />

‎14‎دقاق،‏ فهد وخليل،‏ حممد احلاج،‏ وعبد اللطيف،‏ خريي )1988<br />

ماهيته،‏ وبعض اأساليبه،‏ االأونروا،‏ معهد الرتبية،‏ عمان:‏ االأردن.‏<br />

‎1515‎‏سليمان،‏ اأديب،‏ وحمفوظ،‏ نبيل )2001( االأدوار املهنية والتطوير املهني،‏ رام اهلل،‏ معهد<br />

تدريب املدربني.‏<br />

‎1616‎السويدي،‏ وضحى علي )1992 ) دور مرشف الرتبية،‏ دراسة مقارنة ملدركات املرشفني<br />

والطالب املعلمني حول هذا الدور،‏ املجلة الرتبوية،‏ العدد 24، ‏ص.ص 64-15.<br />

‎1717‎الشاعر،‏ جمال حممود )2006( واقع املمارسات االإرشافية التي ميارسها املرشفون<br />

الرتبويون يف مدارس وزارة الرتبية والتعليم يف حمافظة االإحساء من وجهة نظر<br />

املعلمني،‏ جملة دراسات يف املناهج وطرق التدريس،‏ ‏ص.ص 82-55.<br />

‎1818‎الشعالن،‏ راشد بن حممد )2006( اأساليب اإرشافية ومصطلحات تربوية،‏ االنرتنت،‏<br />

.http: www.eshraf.com/articles.php<br />

‎1919‎الشيخ،‏ نوال عبد اهلل )2000( تدريب املرشفني الرتبويني يف دولة قطر،‏ واقعه<br />

ومشكالته،‏ جملة الرتبية،‏ جملد 29، العدد 33، ‏ص 55-36.<br />

‎2020‎‏صبح،‏ باسم ممدوح درويش )2005( تقومي التخطيط لالإرشاف الرتبوي لدى املرشفني<br />

الرتبويني كما يراها مديرو ومعلمو املدارس الثانوية يف حمافظات ‏شمال فلسطني،‏<br />

رسالة ماجستري غري منشورة،‏ جامعة النجاح الوطنية،‏ نابلس:‏ فلسطني.‏<br />

‎2121‎الطعان،‏ حسن اأحمد،‏ والضمور،‏ ‏سامي اأحمد )2007( اأساليب تعامل املرشفني الرتبويني يف<br />

االأردن مع الرصاع التنظيمي،‏ جملة العلوم الرتبوية،‏ العدد )11(، ‏ص.ص 296-257.<br />

‎2222‎عبد العزيز،‏ ‏صفاء حممود )2004 ) التوجيه الرتبوي يف جمتمع املعرفة وادراكات املوجه<br />

الفكرية لدوره اجلديد،‏ مستقبل الرتبية،‏ املجلد )10(، العدد )34(، ‏ص.ص 100-9.<br />

‎2323‎عبيدات،‏ ذوقان )1981( تطوير برنامج لالإرشاف الرتبوي يف االأردن،‏ رسالة دكتوراه<br />

غري منشورة،‏ جامعة عني ‏شمس،‏ القاهرة:مرص.‏<br />

‎2424‎عبيدات،‏ ذوقان،‏ واآخرون )1984 ) البحث العلمي،‏ عمان،‏ دار املستقبل للنرش والتوزيع.‏<br />

‎25‎العريف،‏ عبد اهلل بالقاسم )1993( االإدارة املدرسية اأصولها وتطبيقاتها،‏ الطبعة<br />

بنغازي،‏ منشورات جامعة قاريونس.‏<br />

‎2626‎عطوي،‏ جودت عزت )2004( االإدارة التعليمية واالإرشاف الرتبوي اأصولها وتطبيقاتها،‏<br />

ط‎1‎‏،‏ عمان،‏ دار الثقافة للنرش والتوزيع.‏<br />

) 14 االإرشاف الرتبوي<br />

25 االأوىل،‏


العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />

التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />

د.‏ عبد الكرمي القاسم<br />

‎2727‎العلي،‏ اإبراهيم بن عنرب )2006( االإرشاف الرتبوي،‏ االنرتنت،‏ www.riyadhedu. http:<br />

gov.sa/alan/fntok.<br />

‎2828‎عودة،‏ اأحمد،‏ ومكاوي،‏ فتحي )1992 ) اأساسيات البحث العلمي يف الرتبية والعلوم<br />

االإنسانية،‏ الطبعة الثانية،‏ اربد،‏ مكتبة الكتاين.‏<br />

‎2929‎العوض،‏ ‏سلطي حممد )1996( الكفايات الالزمة للمرشف الرتبوي ومدى ممارستها<br />

من وجهة نظر املعلمني،‏ رسالة ماجستري غري منشورة،‏ جامعة الريموك،‏ اربد:‏ االأردن.‏<br />

‎3030‎الغنيمني،‏ زياد حممد )2004( درجة فاعلية املرشف الرتبوي يف حتسني االأداء<br />

التعليمي ملعلمي املدارس الثانوية احلكومية يف حمافظات اجلنوب يف االأردن<br />

كما يدركها املعلمون اأنفسهم،‏ رسالة ماجستري غري منشورة،‏ جامعة عمان العربية<br />

للدراسات العليا،‏ عمان:‏ االأردن.‏<br />

‎3131‎القواسمة،‏ اإبراهيم حممد مسلم )1998 ) تصورات املرشفني الرتبويني واملديرين<br />

واملعلمني الأبعاد البناء النظري لنموذج وطني لالإرشاف الرتبوي يف االأردن،‏ رسالة<br />

ماجستري غري منشورة،‏ اجلامعة االأردنية،‏ عمان:‏ االأردن.‏<br />

‎3232‎مدخلي،‏ علي حممد )2007( اأساليب االإرشاف،‏ االنرتنت،‏www.almualem.net .<br />

‎3333‎مرعي،‏ توفيق )1986 ) االجتاه التكاملي يف االإرشاف،‏ جملة الطالب املعلم،‏ معهد<br />

الرتبية،‏ االأونروا/اليونسكو،‏ العدد االأول.‏<br />

‎3434‎منصور،‏ نبيل )1997( اأهمية املهام االإرشافية كما يتصورها املرشفون الرتبويون يف الضفة<br />

الغربية ودرجة ممارستهم لها،‏ رسالة ماجستري غري منشورة،‏ جامعة بريزيت:‏ فلسطني.‏<br />

‎3535‎نبهان،‏ يحيى حممد )2007( االإدارة الرتبوية بني الواقع والنظرية،‏ ط‎1‎ ، عمان،‏ دار<br />

‏صفاء للنرش والتوزيع.‏<br />

‎3636‎اأبو هويدي،‏ فائق ‏سليمان حسن )2000( درجة ممارسة املرشفني الرتبويني لكفاياتهم<br />

االإرشافية من وجهة نظر معلمي وكالة الغوث الدولية يف الضفة الغربية،‏ رسالة<br />

ماجستري غري منشورة،‏ جامعة النجاح الوطنية،‏ نابلس،‏ فلسطني.‏<br />

‎3737‎الوادي،‏ عبد احلكيم اأحمد حممود )1998( املعايري املقرتحة الختيار املرشف الرتبوي<br />

يف فلسطني،‏ رسالة ماجستري غري منشورة،‏ جامعة النجاح الوطنية،‏ نابلس:‏ فلسطني.‏<br />

38 املرشف الرتبوي،‏ مديرية املناهج،‏ قسم املناهج<br />

‎38‎وزارة الرتبية والتعليم )1983( دليل<br />

واالإرشاف الرتبوي،‏ عمان:‏ االأردن.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

املراجع األجنبية:‏<br />

1- Elgarten, G.H.(1991) Testing anew supervisory process for in proving<br />

instruction, Journal of Curriculum and Supervision, Vol 6(2)No (2)<br />

P.P.118 – 129.<br />

2- Fraser, K. ( 1980) Supervisory behaviour and teacher’s satisfaction,<br />

Dissertation Abstract International, Vol.40, No(8), p.4326.<br />

3- Hargreaves, D.H. (2003) School Management and Effectiveness<br />

Developing Countries, London: Cassell.<br />

4- Hart, Gordon, M. (1994), strategies and Methods of Effective supervision,<br />

ERIC Diigest, ED.372341.<br />

5- Ormston, M. & etal. (1995) Inspection and change: helpor hindrance<br />

for the classroom teacher, British Journal of inservice Education, Vol<br />

(21) No(3) P.P.311-318.<br />

6- Ovando, M. (1995) Enhancing teaching and Learning through<br />

collaborative supervision, people and Education: the Human Side of<br />

School, vol(3), No(2), p.p 155.<br />

7- Ringrose, Lorraince. (1996) Collaborative supervision as vehicles for<br />

teacher professional Development. University of Alberta (Canda).<br />

ERIC, DA, AAc, MM. 10792.<br />

8- Sandell, M. (1992) Teacher Disillusionment and supervision as part of<br />

professional Development, Albeta Journal of Educational Research,<br />

38(2), p.p133-140.<br />

Siddigi, Hassan Ahmad (1978) A comparison of attitudes<br />

9- of secondary<br />

school’s teacher’s and supervisors in region.Texas and Karachi,<br />

Pakistan Toward selected Supervisory practices”, Dissertation Abstracts<br />

International. Vol.39, No.7.


العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />

التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />

د.‏ عبد الكرمي القاسم<br />

ملحق )1(<br />

بسم اهلل الرحمن الرحيم<br />

اأخي املرشف الرتبوي املحرتم<br />

حتية طيبة وبعد،،،‏<br />

يقوم الباحث باإجراء دراسة تهدف اإىل التعرف اإىل درجة اأهمية االأساليب االإرشافية<br />

كما يتصورها املرشفون الرتبويون يف فلسطني ودرجة ممارستهم لها.‏<br />

راجياً‏ قراءة االستبانة واالإجابة عن فقراتها حسب االإرشادات التالية:‏<br />

تتكون هذه االستبانة من ‏سبعني فقرة مدرجة حتت ‏سبعة اأساليب اإرشافية.‏ واملطلوب منك<br />

االإجابة عن مقياس درجة االأهمية ومقياس درجة املمارسة اأمام كل فقرة بدقة وموضوعية،‏<br />

علماً‏ باأن كل مقياس يتضمن خمسة مستويات على النحو التايل:‏<br />

اإذا كانت درجة االأهمية للفقرة عالية جداً‏ تعطى الرمز ‏)اأ(‏<br />

اإذا كانت درجة االأهمية للفقرة عالية تعطى الرمز ‏)ب(‏<br />

اإذا كانت درجة االأهمية للفقرة متوسطة تعطى الرمز ‏)ج(‏<br />

اإذا كانت درجة االأهمية للفقرة قليلة تعطى الرمز ‏)د(‏<br />

اإذا كانت درجة االأهمية للفقرة قليلة جداً‏ تعطى الرمز ‏)ه(‏<br />

كما يعطى مقياس املمارسة التدريج السابق نفسه.‏<br />

وما عليك اإالّ‏ اأن تختار رمز املستوى ‏)اأ(‏ اأو ‏)ب(‏ اأو ‏)ج(‏ اأو ‏)د(‏ اأو ‏)ه(‏ الذي يتناسب ووجهة<br />

نظرك وتضعه اأمام كل فقرة حتت كل مقياس على النحو التايل.‏<br />

مثال:‏<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

هذا يعني اأن املرشف يرى اأن هذه الفقرة مهمة جداً‏ وال ميارسها.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

وال ‏شك باأن جهودك املشكورة تساعد الباحث يف التوصل اإىل نتائج ‏ستسهم باإذن اهلل<br />

يف تطوير عملية االإرشاف الرتبوي يف فلسطني،‏ علماً‏ باأن ما يدون من معلومات ‏سيعامل<br />

برسية مطلقة وال يستخدم اإال لغايات البحث العلمي.‏<br />

معلومات عامة:‏<br />

اأ-‏ اجلنس:‏<br />

1- ذكر 2- اأنثى<br />

ب-‏ مديرية الرتبية:‏<br />

1- نابلس 2- جنني 3- طولكرم 4- قلقيلية 5- ‏سلفيت 6- قباطية<br />

ج-‏ املؤهل العلمي:‏<br />

3- ماجستري فاأعلى<br />

2- بكالوريوس+‏ دبلوم تربية 1- بكالوريوس د-‏ سنوات اخلربة يف اإلشراف فقط:‏<br />

- 1 اقل من 5 ‏سنوات – 2 من – 5 10 ‏سنوات -3 اأكرث من 10 ‏سنوات<br />

ه-‏ جمال اإلشراف:‏<br />

1- مرشف مبحث 2- مرشف عام ‏)مرحلة(‏<br />

و-‏ التخصص:‏<br />

1- علمي 2- اأدبي


العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />

التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />

د.‏ عبد الكرمي القاسم<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

اإلستبانة<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.


العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />

التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />

د.‏ عبد الكرمي القاسم<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.


العالقة بني درجة أهمية األساليب اإلشرافية ودرجة ممارستها من وجهة نظر<br />

التربويني في مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال فلسطني<br />

د.‏ عبد الكرمي القاسم


دور املستشرقني الفرنسيني يف<br />

نقل الثقافة العربية إىل الغرب<br />

د.‏ عبد الرؤوف خريوش*‏


دور املستشرقني الفرنسيني في نقل الثقافة العربية إلى الغرب<br />

د.‏ عبد الرؤوف خريوش<br />

ملخص:‏<br />

كان للمسترشقني دور بارز يف اإذكاء روح الرتجمة،‏ واإقامة العالقات بني الرشق<br />

والغرب،نتيجة للحروب الصليبية،‏ والتبادل التجاري عرب ‏صقلية،‏ والفتح االإسالمي<br />

لالأندلس،‏ وامتداد الدولة العثمانية،‏ ففي زمن احلروب الصليبية عرفت اأكرب حركة ترجمة<br />

يف التاريخ على امتداد قرنني من الزمان،‏ نقل فيها معظم الرتاث العربي واأمهات الكتب اإىل<br />

الغرب مما اأتاح للثقافة العربية اأن تدخل من باب واسع حضارة الغرب،‏ وترتك اأثرا بارزا<br />

مهما ‏ساهم يف رفع املكانة الثقافية والعلمية واحلضارية للغرب.‏<br />

وقد امتد اهتمام املسترشقني بثقافة الرشق العربي منذ ذلك الوقت حتى العرص<br />

احلديث،‏ وهذه الدراسة تلقي الضوء على دور املسترشقني الفرنسيني يف نقل الثقافة العربية<br />

اإىل الغرب،‏ دون الوقوف على حتليل اجلوانب السلبية،اأو التطرق اإىل نظرة املسترشقني<br />

للرشق بطرفيها السلبي واالإيجابي،‏ فهي دراسة مسحية تلقي الضوء على املساحة التي<br />

اأفردها املسترشقون الفرنسيون للثقافة العربية يف ثالثة حماور:‏ االأول ترجمة املصادر<br />

والكتب العربية،‏ والثاين:‏ دراسات عن االأدب العربي،‏ والثالث:‏ ترجمة اأعمال اأدبية.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

Abstract:<br />

The orientalists had a noticeable role in developing the soul of<br />

translation and establishing relationships between the East and the West<br />

through the Crusader wars. The orientalists reinforced the trade exchange<br />

through Sicily and they helped in the Islamic conquest of Al- Andalus and<br />

the extension of the Ottoman State.<br />

During the Crusades the greatest translation movement in history<br />

was known and lasted for two hundred years. Through this translation<br />

movement, most of the Arab heritage was transmitted to the west. This gave<br />

the chance to the Arabic culture to enter through a wide door to the western<br />

civilization. As a result, there was an important effect which contributed to<br />

highlight the western culture and civilization.<br />

The interest of the orientalists in the East Arab culture extended<br />

to the present time. This study sheds some light on the role of the French<br />

orientalists in the transmission of the Arabic culture to the West. The study<br />

doesn’t analyze the negative sides or handle the orientalists’ view of the<br />

East in the negative and positive sides.<br />

This gave study sheds some light on the scope which the French<br />

orientalists considered for the Arabic culture through three cores:<br />

1- The translation of references and Arabic books,<br />

2- Studies about the Arabic literature,<br />

3- Translation of literature works.


دور املستشرقني الفرنسيني في نقل الثقافة العربية إلى الغرب<br />

د.‏ عبد الرؤوف خريوش<br />

مقدمة:‏<br />

الرتجمة،‏ و االأدب املقارن،‏ واأدب الرحالت،‏ مصطلحات ارتبطت فيما بينها،‏ اإذ من<br />

الصعب وضع حد فاصل بينها،‏ وقد اأدت هذه املصطلحات دورا بارزا يف الكشف عن تراث<br />

االأمم السابقة وما زالت،‏ كما يعود لها الفضل يف ظهور كثري من املصطلحات االأدبية<br />

املرتبطة بها،‏ كالتوازي والتقاطع والفرانكفونية والتاأثري والتاأثر واملثقافة وغريها،‏ التي<br />

اأسهمت يف تالقح الثقافات وتالقيها،‏ مما فتح املجال اأمام الدارسني والباحثني الذين<br />

كشفوا عن عالقات مهمة ووثيقة بني ثقافات االأمم السابقة واحلالية.‏<br />

وعند احلديث عن الرتجمة ال بد اأن نتحدث عن االسترشاق واالأدب املقارن ودور<br />

املسترشقني والرحالة وغريهم،‏ يف تالقي الثقافات واالأمم واالأديان والعلوم كافة،‏<br />

فالرتجمة حقل معريف مشرتك،‏ يوؤدي دور الوسيط بني النص االأصلي ‏)لغة املصدر(،‏<br />

وبني اللغة التي ينتقل اإليها النص ‏)لغة الهدف(‏ )1( ، وهي اأيضا فعل اإبداعي،‏ ونشاط لغوي،‏<br />

ورضورة حضارية،‏ وموقف اأيديولوجي،‏ توؤطرها كلها طبيعة العالقات املتبادلة بني<br />

جمتمعي النص:‏ املرتجم منه واملرتجم اإليه يف حلظة تاريخية معينة )2( .<br />

واملرتجمون على اختالفهم،‏ حتكمهم الثقافة والتوجهات الفكرية والقدرة اللغوية،‏<br />

فاملرتجم ال بد له من اأن تتوافر فيه هذه القدرات املختلفة حتى يستطيع اأن يتفهم النص<br />

وينقله باأمانة،‏ كما ال بد له اأن يتقن لغة النص االأصلي حتى يستطيع اأن يتفهم اأبعاده<br />

وموتيفاته الصغرية،‏ لكي ينقل اأفكاره العميقة بدقة ‏"وال بد للرتجمان من اأن يكون بيانه<br />

يف الرتجمة نفسها،‏ يف وزن عمله يف املعرفة نفسها،‏ وينبغي اأن يكون اأعلم الناس باللغة<br />

املنقولة واملنقول اإليها"‏ )3( .<br />

واحلديث عن الرتجمة حديث قدمي جديد،‏ فكل عرص يضفي على املرتجم التطورات<br />

التي تصيب االأمم،فيطال جماالتها املعرفية املختلفة،‏ وهذا يعني اأن تواكب الرتجمة هذه<br />

التطورات دون اأن تغفل عنها.‏ وقد عرف العرب الرتجمة على امتداد عصورهم املختلفة،ففي<br />

العهد االأموي اعتنى االأمري ‏)خالد بن يزيد بن معاوية ت ‎85‎ه(‏ بالرتجمة والعلوم،‏ فهو<br />

باالإضافة لكونه خليفة كان عامل كيمياء،‏ وحاول حتويل بعض املعادن اإىل ذهب،‏ كما<br />

وضع رسائل عدة يف الكيمياء،‏ ويف عهده ترجم كثري من كتب الطب والنجوم والكيمياء عن<br />

اليونانية )4( .


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

ويف العرص العباسي تبواأت الرتجمة منزلة رفيعة،‏ بحيث ميكن اأن منيزها بثالث<br />

مراحل:‏<br />

االأوىل:‏ من عهد املنصور ‏)اأبو جعفر عبد اهلل بن حممد ت ‎158‎ه(‏ اإىل عهد الرشيد<br />

‏)هارون بن حممد بن عبد اهلل ت ‎193‎ه(‏ وقد ركزت على الطب وعلم الفلك.‏<br />

الثانية:‏ خالل خالفة املاأمون ‏)عبد اهلل بن هارون الرشيد ت ‎218‎ه(‏ من بداية ‎198‎ه<br />

حتى بداية القرن الرابع الهجري.‏<br />

الثالثة:‏ يف القرنني الرابع واخلامس الهجريني،‏ وقد ‏صنف املرتجمون اإىل طبقات،‏<br />

وانفتح العرب على الكتب اليونانية بشكل خاص،‏ وترجمت معظم الكتب اليونانية يف<br />

خمتلف العلوم املعرفية)‏‎5‎‏(.‏<br />

وقد كان للمسترشقني دور بارز يف اإذكاء روح الرتجمة،‏ واإقامة العالقات بني الرشق<br />

والغرب،‏ من خالل احلروب الصليبية )1096 – ‎1184‎م(،‏ والطرق التجارية عرب ‏صقلية،‏<br />

والفتح االإسالمي لالأندلس ‏)‏‎92‎ه - ‎897‎ه(،‏ وامتداد الدولة العثمانية )1922-1280 م(،‏<br />

ففي زمن احلروب الصليبية عرفت اأكرب حركة ترجمة يف التاريخ على امتداد قرنني من<br />

الزمان،‏ نقل بوساطتها معظم الرتاث العربي واأمهات الكتب،‏ مما اأتاح للثقافة العربية اأن<br />

تدخل من باب واسع حضارة الغرب،‏ وترتك اأثرا بارزا،‏ مما اأسهم يف رفع املكانة الثقافية<br />

والعلمية واحلضارية للغرب )6( ، كما ركزت االإرساليات على دور التعليم بنرش الكتب وعمل<br />

املطبعات،‏ ونرش املجالت يف النارصة ولبنان )7( .<br />

ومن ثم اأصبحت الرتجمة توؤدي دورا مهما يف احلياة الثقافية العاملية،‏ فهي من<br />

‏رضوريات العمل االأدبي،‏ بل من ‏رضوريات احلياة املعارصة التي ال ميكن االستغناء<br />

عنها بعد االنفتاح الكبري بني الشعوب،‏ اإذ اأصبح العامل قرية ‏صغرية،‏ اأمام وسائل االتصال<br />

املختلفة،‏ والرتجمة تعد الرابط االأساس بني اأمم هذه املعمورة التي تصل كل بيت واأرسة من<br />

خالل الفضائيات املختلفة؛ التي تنقل لنا القيم واملعارف املختلفة لالأمم والشعوب االأخرى،‏<br />

من خالل الرتجمة املبارشة،‏ اأو غري املبارشة التي تقوم بها تلك الفضائيات لتسهل على<br />

املشاهدين معرفة ما يجري من حولهم يف العامل.‏ وتقوم الرتجمة بوظائف عدة،‏ منها نقل<br />

املعارف والعلوم والنظريات املختلفة،‏ عرب القرون،‏ فهي ليست وليدة الساعة اأو اللحظة،‏<br />

اإنها عملية قدمية عرفتها االأمم املختلفة على مر العصور؛ ملا لها من اأهمية ودور بارز يف<br />

تالقح الثقافات )8( .<br />

ومع بداية عرص النهضة ازداد االهتمام بالرشق عامة،‏ واأسهمت جمموعة من العوامل<br />

السياسية واالقتصادية يف دفع الدراسات االسترشاقية يف الدول االأوروبية،‏ كي تنمو<br />

لتشكل منظومة معرفية تسعى خلدمة الغرب يف ‏سعيه الدءوب الإخضاع الشعوب املستَعمرة،‏


دور املستشرقني الفرنسيني في نقل الثقافة العربية إلى الغرب<br />

د.‏ عبد الرؤوف خريوش<br />

لذا فاإن هذه املنظومة ال تعكس حقائق اأو وقائع،‏ بل تصور ‏صورة الغرب وهو يتعامل مع<br />

احلضارات االأخرى من منظور املركزية االأوروبية )9( وهذا ما عكسته حملة نابليون على<br />

مرص )1798- ‎1801‎م(،‏ فقدوم املسترشقني معه،‏ هو حماولة ملعرفة ما يكتنزه الرشق<br />

من قيم ومفاهيم وثقافات.‏<br />

ومع تطور مفهوم االسترشاق يف القرن الثامن عرش،‏ اأصبح املسترشقون يتعاملون<br />

مع الرشق من زاويتني:‏ ‏سلبية،‏ وهي النظرة القدمية التي كونتها العقلية الغربية البعيدة عن<br />

الرشق،‏ من خالل بعض الرحالت التي كان يقوم بها بعض املسترشقني من اأمثال اإدوارد لني<br />

‏)ت‎1876‎م(،‏ وريتشارد بريتن ‏)ت‎1890‎م(،‏ وساسي ‏)ت‎1838‎م(،‏ ورينان ‏)ت‎1892‎م )10( .<br />

واإيجابية كما ‏صورها الدارسون الذين درسوا واأقاموا بالرشق،‏ وعايشوه،كما فعل بالشري<br />

‏)ت ‎1973‎م(،وفيرش ‏)ت ‎1949‎م(،‏ واميكيل وغريهم.‏ اأو من اأقام بالغرب من العرب،‏ من<br />

اأمثال رفاعة الطهطاوي ‏)رفاعة ت‎1873‎م(،‏ واملراش احللبي ‏)فرنسيس فتح اهلل احللبي<br />

ت‎1874‎م(،‏ فقد كانت باريس بالنسبة لهم مدينة العلم،‏ واملعرفة،‏ والفن،‏ والتطور،‏ فكتبوا<br />

الكثري عنها بعد اأن اأقاموا فيها،‏ وكانوا ممن كتبوا عنها )11( .<br />

وقد اتسعت جماالت االسترشاق،‏ واأخذت تشهد انعقاد املوؤمترات الدولية،‏ وقد احتضنت<br />

فرنسا اأولها عام 1873 م.‏ وصارت بذلك باريس عاصمة االسترشاق،‏ واأخضع االسترشاق<br />

لالإمربيالية والعرقية واملاركسية وغريها،‏ غري اأنه اأصبح ميلك منطلقات للبحث،‏ وجمعيات<br />

علمية وموؤسسات خاصة،‏ منّت عدد كراسي االأستاذية يف الدراسات الرشقية عرب عدد من<br />

دول الغرب،‏ ممَّا اأتاح جماالً‏ واسعًا لنرش الدراسات االأكادميية )12( . وهذا امليدان من اأبرز<br />

امليادين التي يعتمد عليها املسترشقون يف الوصول اإىل اأغراضهم،‏ الأنه امليدان الذي<br />

يستطيعون منه توجيه الباحثني واإخضاعهم للمنهج االسترشاقي،‏ ‏سواء اأكانوا غربيني اأم<br />

كانوا ‏رشقيني من طالبي الشهادات العليا من العرب واملسلمني...‏ ويف هذا املجال استطاع<br />

املسترشقون بدءا من القرن التاسع عرش،‏ يف وضع الفكر العربي االإسالمي حتت املجهر<br />

لقولبته من جديد،‏ وتكييفه وفقًا لالأهداف االسترشاقية املسبقة.‏ كما امتد نشاطهم ليشمل<br />

جمال املحارضات يف اجلامعات واجلمعيات العلمية ‏سواء يف داخل اأوروبا اأم يف داخل<br />

الوطن العربي واالإسالمي نفسه،‏ وعمدوا اإىل تاأليف الكتب،‏ واإصدار املوسوعات العلمية كما<br />

اعتمدوا على اإصدار املجالت العلمية اعتمادا كبريا،‏ ومن اأبرز املجالت التي اأصدروها،‏<br />

‏"املجلة االآسيوية"،‏ وجملة ‏"الدراسات الرشقية"،‏ وجملة ‏"سوؤون الرشق االأوسط"،‏ وجملة<br />

‏"العامل االإسالمي"‏ )13( .<br />

واأمَّ‏ ا املوضوعات التي تناولتها هذه الدراسات،‏ فقد بداأت بدراسة اللغة العربية<br />

واالإسالم،‏ ثم توسعت اإىل دراسة جميع ديانات الرشق وعاداته وجغرافيته وتقاليده واأشهر


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

لغاته،‏ ولكن اأهم ما اعتنوا به هو الدراسات اخلاصة باالإسالم،‏ واالآداب العربية واحلضارة<br />

العربية واالإسالمية.‏ وبذلك نساأ من عقيدتهم اجتاه فكري يُعنَى بدراسة احلياة احلضارية<br />

لالأمم الرشقية عامة،‏ ودراسة حضارة االإسالم والعرب خاصة )14( . وقد بنى كثري من الدارسني<br />

العرب فكرتهم على هذا االجتاه لصياغة تعريف واضح لالسترشاق،‏ فعمر فروخ يذهبُ‏ اإىل اأنَّ‏<br />

االسترشاق هو اهتمام علماء الغرب بعلوم املسلمني وتاريخهم ولغاتهم واآدابهم وعاداتهم<br />

ومعتقداتهم واأساطريهم )15( ، كما حاول كل من:‏ اإدوارد ‏سعيد )16( ، ومالك بن نبي )17( ؛ واأحمد<br />

‏سمايلوڤتش )18( ؛ وحممد حسني الصغري )19( ؛ وحممد عبد النبي حسن )20( ، وضع تعريف يقرتب<br />

من التعريف الذي وضعه القاموس الفرنسي الذي حدد مفهومه باأنه جمموعة املعارف التي<br />

تتعلق بالشعوب الرشقية ولغاتهم وتاريخهم وحضارتهم،‏ ويف املجاز يعني عندهم تذوّق<br />

اأشياء الرشق )21( .<br />

والأن املدرسة الفرنسية هي رائدة املدارس االسترشاقية يف اأوروبا،‏ فاإننا يف هذه<br />

الدراسة ‏سنتعرف اإىل ما قام به املسترشقون الفرنسيون من نقل للثقافة العربية اإىل الغرب<br />

من خالل ثالثة حماور:‏ االأول ترجمة اأمهات الكتب العربية القدمية اإىل اللغات الغربية،‏<br />

والثاين:‏ الوقوف على اأهم ما اأجنزه املسترشقون من دراسات عن االأدب العربي،‏ والثالث:‏<br />

التعرف اإىل ترجمتهم القصص والروايات العربية احلديثة.‏<br />

أوال:‏ ترمجة املصادر والكتب العربية.‏<br />

العالقة بني فرنسا والرشق بداأت منذ عهد قدمي،‏ منذ اأن بدا العرب بغزو مقاطعات منها<br />

)22( ، وازداد وتوسع يف زمن احلروب الصليبية،‏ واإنشاء طرق التجارة،‏ والرحالت،‏ واحتالل<br />

‏شمال اإفريقيا،‏ وحملة نابليون على مرص،‏ وفتح قناة السويس ‏)‏‎1869‎م(،‏ واالنتداب<br />

الفرنسي على ‏سوريا ولبنان )1920 – 1949(، واإقامة معاهد واأقسام للدراسات االإسالمية<br />

والعربية يف جامعاتها )23( . وقد ‏ساهمت مدرسة االسترشاق الفرنسية منذ اإنشاء مدرسة<br />

اللغات الرشقية احلية ‏سنة ‎1795‎م والتي راأسها املسترشق املشهور ‏سلفسرت دي ‏ساسي،‏<br />

يف نقل الكثري من الثقافة العربية اإىل اأوروبا.‏<br />

وكانت روابط هذه الصالت والعالقة،‏ هم املسترشقني الذين ‏سعوا منذ القرون<br />

الوسطى اإىل نقل الثقافة العربية واالإسالمية اإىل اأوروبا،‏ ويف هذا املحور ‏سنتعرف اإىل اأبرز<br />

املسترشقني الذين اأسهموا يف ترجمة كثري من املصادر واملراجع العربية اإىل الغرب.‏<br />

1 من اأهم اأعماله:‏<br />

ترجمة القراآن اإىل الالتينية يف العام 1141، وهي اأول ترجمة اإىل الالتينية للقراآن كله<br />

. ‎1‎بطرس املحرتم 1092( – ‎1156‎م(:‏ PETRUS VENERABILIS


دور املستشرقني الفرنسيني في نقل الثقافة العربية إلى الغرب<br />

د.‏ عبد الرؤوف خريوش<br />

من اللغة العربية،‏ واستمرت معتمدة يف اأوروبا حتى نهاية القرن السابع عرش )24( .<br />

‎2‎ليون . 2 برشيه:‏ )1889- Leon Bercher 1955(. ترجم الرسالة الأبي زيد القريواين<br />

‏)عبد اهلل ت ‎386‎ه(؛ وطوق احلمامة البن حزم ‏)اأبو حممد علي بن اأحمد ت‎456‎ه(،‏ اإىل<br />

اللغة الفرنسية )25( .<br />

‎3‎فاتيه:‏ . 3 Fattier ‏)‏‎1667-1613‎م(.‏ طبيب دوق،‏ تعلم العربية وبرع فيها،‏ ونقل كثريا<br />

منها اإىل اللغة الفرنسية،‏ ومن اأهم الكتب التي ترجمها للفرنسية:‏ تاريخ ابن مكني ‏)ت<br />

‎1292‎م(،‏ وقد ذيله بتاريخ العرب باإسبانيا؛ وكتابا علم املنطق و االأمراض العقلية البن<br />

‏سينا ‏)اأبو علي احلسني بن عبد اهلل بن احلسن بن علي ت ‎650‎ه(؛ والرثاء للطغرائي<br />

‏)احلسني بن علي بن حممد بن عبد الصمد ت 515 ه(‏ )26( .<br />

‎4‎جالن:‏ . 4 )1715-1646(، Antione Gallan مسترشق فرنسي مشهور،‏ اأول من ترجم<br />

األف ليلة وليلة اإىل الفرنسية،‏ وقد ترصف فيها ترصفا ‏شديدا؛ لكن بلغة جميلة،‏ وتكييف<br />

للنص االأصلي،‏ بحيث يتالءم مع الذوق االأوروبي.ثم ترجمها اإىل االإجنليزية واالأملانية،‏<br />

والدمنركية؛ كما ترجم اأمثال لقمان بن ياعور )27( .<br />

‎5‎جان . 5 جانييه:‏ )1670 jean Gagnier – ‎1740‎م(،‏ ترجم اإىل الالتينية كتاب تقومي<br />

البلدان،‏ الأبي الفداء ‏)ت‎732‎ه(‏ )28( .<br />

‎6‎لجنلس:‏ . 6 )17763 Langlès – ‎1824‎م(‏ اأستاذ اللغات الرشقية يف مدرسة اللغات<br />

الرشقية بباريس ‏)تاأسست عام ‎1802‎م(،‏ ترجم عام 1787، تاريخ تيمور لنك ‏)ت ‎807‎ه(،‏<br />

وقسم من األف ليلة وليلة ‏سنة ‎1813‎؛ ونشق االأزهار يف عجائب االأمصار البن<br />

اإياس)حممد بن اأحمد ت 930 ه(‏ ‏سنة )29( 1807 .<br />

7 التي<br />

. ‎7‎جان جاك دي برسفال:‏ )1759 Caussin de Perceval – ‎1835‎م(‏ من اأهم الكتب<br />

ترجمها،‏ تاريخ ‏صقلية للنويري ‏)شهاب الدين اأحمد بن عبد الوهاب بن حممد ت ‎733‎ه(‏<br />

‏سنة ‎1802‎م؛ والزيج الكبري احلاكمي البن يونس ‏)اأبو احلسن علي بن اأبي ‏سعيد عبد<br />

الرحمن بن اأحمد بن يونس بن عبد االأعلى الصديف املرصي ت ‎399‎ه(‏ عام ‎1806‎م؛<br />

وحواشي واأسانيد عن علماء الهيئة عند العرب واأدواتهم وطرقهم،‏ والصور السماوية<br />

للصويف؛ وجزء من األف ليلة وليلة ‎1806‎م؛ واأمثال لقمان ‎1818‎؛ ومقامات احلريري<br />

‏)اأبو حممد،‏ القاسم بن علي ت‎516‎ه(‏ ‏سنة ‎1819‎م؛ ورشح معلقة امرئ القيس ‏)ت<br />

‎544‎م(‏ للزوزين ‏)اأبو عبد اهلل حسني بن اأحمد بن حسني ‏)ت ‎486‎ه(‏ يف العام ‎1819‎؛


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

وسورة الفاحتة ‎1820‎م )30( .<br />

‎8‎البارون . 8 دي ‏ساسي:‏ )1758 De Sacy – 1838 ) اأستاذ اللغة العربية يف مدرسة<br />

اللغات الرشقية.‏ ترجم كثريا من اأعمال املقريزي ‏)اأحمد بن علي،‏ ت ‎845‎ه(‏ منها:‏<br />

نبذة عن العقود يف اأمور النقود ‏)‏‎1796‎م(،‏ و تلخيص كتاب اخلطط ‏سنة 1797، وجزءٌ‏<br />

من كشف املمالك واالأوزان واملكاييل الرسمية يف االإسالم.‏ كما ترجم احلمام الزاجل<br />

مليخائيل الصباغ ‏)ت‎1816‎م(‏ يف العام ‎1805‎م؛ ومقامات بديع الزمان الهمذاين ت<br />

‎398‎ه(؛ والربدة للبوصريي ‏)ت ‎696‎ه(،‏ و اأصل االأدب اجلاهلي عند العرب؛ وكليلة<br />

ودمنة يف ‏ستة عرش بابا ومقدمة يف اأصل الكتاب ومرتجميه؛ و معلقة لبيد ‏)ت 661 م(‏<br />

يف العام ‎1816‎م؛ ومقامات احلريري ‏سنة ‎1812‎م،‏ مذيلة برشح بالعربية؛ ويف التاريخ<br />

ترجم وحقق االإفادة واالعتبار مبا يف مرص من االآثار ملوفق الدين عبد اللطيف البغدادي<br />

‏)ت ‎629‎ه(‏ ‏سنة ‎1810‎م.‏ ويف الشعر ترجم كثريا من القصائد العربية مثل قصيدة لبيد،‏<br />

وقصيدة االأعشى ‏)ميمون بن قيس ت ‎628‎م(‏ التي مطلعها:‏ ودع هريرة،‏ وخمتارات<br />

من ‏شعر ابن الفارض؛ ويف النحو ترجم ورشح األفية ابن مالك ‏)ت‎672‎ه(‏ يف العام<br />

‎1833‎م.‏ واألف كتابا يف النحو العربي يف جملدين ليدرس يف مدرسة اللغات الرشقية<br />

‏سنة ‎1819‎م )31( .<br />

‎9‎كاترمري:‏ . 9 )1782 Quatremere –1852( عضو املجمع اللغوي الفرنسي،‏ ترجم مصنفات<br />

امليداين ‏)اأبو الفضل اأحمد بن حممد النيسابوري ت ‎518‎ه(‏ يف العام ‎1828‎م؛ و السلوك<br />

ملعرفة دول امللوك للمقريزي يف اأربعة اأجزاء ‏)‏‎1845‎م(؛ وتقومي البلدان الأبي الفداء يف<br />

العام ‎1840‎م؛ ومقدمة ابن خلدون ‏)عبد الرحمن بن حممد ت ‎808‎ه(.‏ كما ‏صنف كتابا<br />

بعنوان اللغة العربية واآدابها وجغرافيتها )32( .<br />

‎1010‎مارسيل:‏ Marcel ‏)‏‎1854-1776‎م(‏ اأول من ترجم خطاب نابليون،‏ كما طبع اأبجدية<br />

باللغات الرشقية منها العربية؛ ومن اأهم ما قام برتجمته:‏ الطبيعيات عند العرب للبريوين<br />

‏)حممد بن اأحمد اأبو الريحان ت ‎440‎ه(؛ وكتاب الفالحة البن العوام ‏)اأبو زكريا يحيى<br />

حممد بن حممد تويف يف القرن السادس الهجري(؛ وكتاب الفراسة للقزويني ‏)اأبو عبد اهلل<br />

بن زكريا بن حممد بن حممود ت ‎682‎ه(؛ كما نرش اأبحاثا يف املجلة اأالأسيوية ‏)اأسست<br />

عام ‎1922‎م(‏ عن فلسطني وطبيعتها،‏ والبحر امليت،‏ وطربيا،‏ وقناة السويس )33( .<br />

‎1111‎فرينل:‏ Fresnel ‏)‏‎1855-1795‎م(‏ تخرج يف مدرسة اللغات الرشقية،‏ وساعده على فهم<br />

العربية وجوده بجدة،‏ ومات وهو ينقب عن اآثار بابل،‏ عني بعرب اجلاهلية ولهجاتهم،‏<br />

وكتب عنهم مقاالت يف املجلة االآسيوية،‏ ومن اأشهر ما قام به ترجمة المية العرب،‏


دور املستشرقني الفرنسيني في نقل الثقافة العربية إلى الغرب<br />

د.‏ عبد الرؤوف خريوش<br />

وتاريخ اجلاهلية؛ والكتابات احلمريية يف العراق؛ وساهم بفك النقوش السبئية )34( .<br />

‎1212‎جوزيف توسن رينو:‏ )1867-1795 Reinaud ) اأستاذ اللغة العربية مبدرسة اللغات<br />

الرشقية،‏ ثم اأصبح رئيسا لها.‏ ومن اأهم اأعماله:‏ ترجم ديوان امرئ القيس ونرشه يف<br />

العام ‏)‏‎1837‎م(‏ مع اآخرين؛ واالأمثال يف مقامات احلريري )35( .<br />

‎1313‎جواجنريه دي الجراجن:‏ 1790( Grangeret De La Garnge – ‎1858‎م(‏ قام<br />

برتجمة منتخبات من ‏شعر ابن الفارض ‏)اأبو حفص عمر بن اأبي احلسني،‏ ت‎632‎ ه(‏<br />

يف العام ‎1822‎م؛ وتاريخ العرب يف االأندلس ‏سنة ‎1824‎م؛ ومقامات الهمذاين يف<br />

العام ‎1828‎م )36( .<br />

‎1414‎برينيه:‏ )1869-1814( Bresnier تلميذ دي ‏ساسي،‏ برع يف اللغة العربية،‏ ترجم<br />

االأجرومية ملحمد بن داود الصنهاجي ‏)ت ‎723‎ه(،‏ مع ‏رشح لكلماتها باللغة العربية<br />

عام )37( 1846 .<br />

‎1515‎لويس ‏سيدو:‏ )1875-1808 Louis Sedillot ) ومن اأهم اأعماله:‏ ترجمة كتاب رسالة<br />

يف الفلك الأبي احلسن الصويف ‏)ت ‎376‎ه(‏ يف العام )38( 1835 .<br />

‎1616‎پرون:‏ Perron ‏)‏‎1876-1805‎م(‏ من اأهم اأعماله املرتجمة:‏ اأشعار طرفة بن العبد ‏)ت‎60‎<br />

ق.‏ ه(‏ واملتلمس ‏)ت 43 ق.‏ ه(‏ يف العام ‎1841‎م؛ وقصة يوسف ‏)‏‎1847‎م(‏ وقصة<br />

املعراج ‎1854‎م؛ واملخترص يف الفقه خلليل بن اسحق ‏)ضياء الدين اأبو املودة ت‎776‎‏.‏<br />

ه(‏ يف العام ‎1854‎م؛ وكتاب الطب النبوي جلالل الدين اأبي ‏سليمان داود ‏)ت 731 ه(‏ يف<br />

العام ‎1860‎م؛ وكتاب ميزان الرشع االإسالمي للشعراين ‏)املجلة االإفريقية عدد ‎1870‎م(؛<br />

وكتاب كامل الصناعتني يف تربية اخليل الأبي بكر البيطار يف العام ‎1861‎م )39( .<br />

‎1717‎دي تاسي:‏ )1794 De Tassy – ‎1878‎م(‏ نرش كشف االأرسار عن حكم الطيور واالأزهار<br />

‏)عبد السالم بن اأحمد ابن غامن املقدسي ت‎678‎ه(‏ متنا وترجمة يف العام ‎1821‎م؛<br />

وترجم له اأيضا االأمثال االأدبية،‏ وهي بعنوان الصوادح واالأزهار يف العام ‎1821‎؛<br />

وجمع من اآداب العرب منتخبات ترجمها اإىل الفرنسية ونرشها حتت عنوان جمموع<br />

الكنوز الرشقية )40( .<br />

‎1818‎‏رشبونو:‏ Cherbonneau ‏)‏‎1882-1813‎م(‏ ترجم ونرش باملجلة االآسيوية ‏)اأنشئت<br />

عام ‎1822‎م(‏ عن ‏شعراء العرب واأدبائهم عام ‎1845‎م؛ وترجم املقامة الثالثية<br />

للحريري وخمتارات للعمري ‎1846‎م؛ واألف ليلة وليلة ‎1852‎م )41( .<br />

‎1919‎تشارلز دفرمري:‏ Charles Dèfremè ‏)‏‎1883-1822‎م(‏ ترجم والدكتور ‏سنجنتي رحلة


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

ابن بطوطة يف اأسيا الصغرى والوسطى يف اأربعة جملدات يف العام يف العام ‎1858‎م )42( .<br />

‎2020‎‏سنجنتي:‏ Sanguinetti ‏)‏‎1883-1811‎م(‏ ترجم:‏ فصوال من عيون االأنباء يف طبقات<br />

االأطباء البن اأبي اأصيبعة ‏)ت ‎650‎ه(‏ يف العام ‏)‏‎1854‎م(؛ كما ترجم الوفيات للصفدي ‏)علي<br />

بن عيسى ت ‎764‎ه(‏ يف العام ‏)‏‎1854‎م(؛ بعض فصول كتاب يف الطب والعالج العربيني<br />

لشهاب الدين القليوبي ‏)ت ‎745‎ه(‏ ‎1866‎م(‏ وذيله مبعجم للمصطلحات الطبية )43( .<br />

‎2121‎جويار:‏ )1884-1824( Guyard ترجم : فتوى ابن تيمية ‏)اأحمد بن عبد احلليم بن عبد<br />

السالم بن عبد اهلل،ت‎728‎ه(‏ يف العام ‎1872‎؛ و رسالة يف القضاء والقدر للسمرقندي<br />

‏)ت ‎255‎ه(‏ يف العام ‎1873‎؛ وجغرافية االإدريسي ‏سنة 1877، ونرش ديوان بهاء الدين<br />

زهري املرصي يف العام )44( 1883 .<br />

22 22 بوشه:‏ Boucher ‏)‏‎1886-1843‎م(‏ نرش ديوان عروة بن الورد ‏)ت ‎30‎ق.‏ ه(‏ يف<br />

العام ‎1867‎م،‏ وثالثة اآالف بيت من ‏شعر الفرزدق ‏)همام بن غالب ت 114 ه(‏ يف<br />

العام ‎1875‎م )45( .<br />

‎2323‎بنتو:‏ Pinto ‏)تويف بعد ‎1905‎م(‏ ترجم كتاب ملحة االإعراب للحريري ‏)‏‎1889‎م(،‏<br />

واألفية ابن مالك يف العام ‎1904‎م )46( .<br />

‎2424‎الدكتور ليكلر:‏ Leclerc ‏)‏‎1893-1846‎م(‏ ترجم العديد من كتب الطب،‏ من اأهمها كتاب<br />

الترصيف للزهاوي يف العام ‎1861‎م؛ وكتاب تاريخ الطب العربي يف العام ‎1878‎م،‏<br />

واجلدري واحلصبة للرازي ‏)اأبو بكر حممد بن زكريا ت‎311‎ه(‏ يف العام ‎1866‎م )47( .<br />

‎2525‎ديجا:‏ )1894-1824( Dugat تخرج من مدرسة اللغات الرشقية ‏)اأسست ‎1795‎م(،‏ ثم<br />

عني اأستاذا فيها.‏ ترجم مع زمالئه اجلزاأين االأول والثاين من كتاب نفح الطيب للمقري<br />

‏)اأبو العباس اأحمد بن حممد ت ‎1041‎ه(‏ يف العام ‎1861‎م؛ كما ترجم ونرش تنبيه<br />

الغافل وذكرى العاقل لالأمري عبد القادر اجلزائري ‏)ت 1883 م(‏ يف العام ‎1850‎م )48( .<br />

‎2626‎‏سوفري:‏ Sauvaire ‏)‏‎1896-1849‎م(،‏ قام برتجمة اأجزاء من كتب:‏ ‏صبح االأعشى<br />

للقلقشندى ‏)اأبو العباس ‏شهاب الدين اأحمد بن علي بن اأحمد ت ‎821‎ه(،‏ وعيون<br />

التواريخ ملحمد بن ‏شاكر الكتبي ت‎764‎ه(،‏ واالأنس اجلليل يف تاريخ القدس واخلليل<br />

.)49(<br />

للعليمي<br />

‎2727‎‏ساملون:‏Salmon ‏)ت ‎1907‎م(‏ ترجم الكثري من الكتب واالأعمال،‏ و منها:‏ مقدمة تاريخ


دور املستشرقني الفرنسيني في نقل الثقافة العربية إلى الغرب<br />

د.‏ عبد الرؤوف خريوش<br />

بغداد للخطيب البغدادي ‏)اأحمد بن علي بن ثابت ت ‎462‎ه(‏ يف العام ‎1904‎م؛ اأجزاء<br />

من رسائل املعري ‏)ت‎449‎ه(‏ واأشعاره يف العام ‎1904‎م)‏‎50‎‏(.‏<br />

‎2828‎دي مينار:‏ De Meynard ‏)‏‎1908-1827‎م(‏ ترجم مروج الذهب للمسعودي ‏)على بن<br />

احلسني ابن علي ت ‎346‎ه(يف العام ‎1872‎م؛ والفهرست البن الندمي ‏)حممد بن اإسحاق<br />

بن يعقوب ت ‎385‎ه(‏ يف العام ‎1865‎م؛ وللزخمرشي ‏)‏‎538‎ه(‏ اأطواق الذهب يف العام<br />

‎1867‎م،‏ ونوابغ الكلم يف العام‎1871‎م؛ وجزءا من كتاب الروضتني البن ‏شامة )665 ه(‏<br />

يف العام ‎1888‎م؛ وديوان ‏رصيع الغواين ‏)مسلم بن الوليد االأنصاري ت ‎208‎ه(‏ )51( .<br />

‎2929‎هرتويج دير نبورج:‏ Derenbourg ‏)‏‎1908-1844‎م(‏ ترجم الكثري من االأعمال،‏<br />

ومنها:‏ ديوان النابغة الذبياين ‏)زياد بن معاوية بن ‏ضباب ت 18 ق.ه(‏ مع ‏رشح<br />

الشنتمري ‏)ت‎476‎ه(‏ يف العام ‎1868‎م؛ والتكملة ‏)تكملة كتاب ما تغلط به العامة(‏<br />

للجواليقي )539 ه(‏ يف العام ‎1875‎م،نرش وترجم ورشح كتاب ‏سيبويه ‏)ت ‎180‎ه(‏<br />

مع احلواشي واملقدمة يف األف ‏صفحة ما بني ‎1889-1881‎م؛ وكتاب االعتبار<br />

الأسامة بن منقذ ‏)‏‎584‎ه(‏ يف العام ‎1892‎م،‏ ومنها ترجمه جورج ‏شومان اإىل االأملانية<br />

‏)ت‎1913‎م(؛ والفخري يف االآداب السلطانية يف العام ‎1895‎م )52( .<br />

‎3030‎هوداس:‏ Houdas ‏)‏‎1916-1840‎م(‏ من اأهم اأعماله:‏ ترجمة االأجزاء االأربعة االأخرية<br />

من القراآن الكرمي؛ وخمتارات من األف ليلة وليلة يف العام ‎1864‎م؛ واأرجوزة يف الفقه<br />

املالكي تقع يف األف وستمائة وثمانية وتسعني بيتا تتحدث عن العقود البن عاصم<br />

االأندلسي ‏)ت‎287‎ه(‏ يف العام ‎1893‎م؛ ويف التاريخ ترجم نزهة الهادي باأخبار<br />

القرن احلادي للمراكشي ‏)ت ‎1155‎ه(‏ يف العام ‎1889‎م؛ وتاريخ افتتاح االأندلس البن<br />

القوطية ‏)حممد بن عمر بن ت ‎367‎ه(؛ وتاريخ السودان لعبد الرحمن التومبكي يف<br />

العام ‎1901‎م؛ وساهم مع وليم مارسه برتجمة جزء من ‏صحيح البخاري ‏)ت‎256‎ه(‏<br />

)53(<br />

يف العام ‎1902‎م<br />

‎3131‎رينه باسه:‏ ‎1924-1855(Renéم(‏ Basset تخرج يف مدرسة اللغات الرشقية،‏ ومن اأهم<br />

االأعمال التي ترجمها:‏ قصيدة نهج الربدة للبوصريي ‏)‏‎1894‎م(؛ وقصيدة بانت ‏سعاد<br />

لكعب بن زهري يف العام‎1915‎م،‏ وديوان اأوس بن حجر؛ وديوان عروة بن الورد )54( .<br />

32 اللغات الرشقية،‏ ومن اأهم ما قام<br />

‎32‎هيار:‏ Huart ‏)‏‎1927-1854‎م(‏ تخرج يف مدرسة<br />

برتجمته،‏ ترجمة كتاب البدء بالتاريخ الأبي زيد البلخي ‏)‏‎322‎ه(،‏ وهو ‏ستة اأجزاء ترجمها


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

يف العام ‎1919‎م؛ و تاريخ بغداد يف العرص احلديث يف العام‎1901‎م،‏ وتاريخ االآداب<br />

العربية وضعه بالفرنسية وترجمته لالإجنليزية الاليدي لويد يف العام ‎1903‎م،‏ وتاريخ<br />

العرب،‏ ترجم اإىل االأملانية عام يف العام ‎1913‎م والكثري من الكتب التاريخية االأخرى )55( .<br />

‎3333‎اأدموند فابيان:‏ Edmond Fagnan ‏)‏‎1931-1846‎م(‏ تخرج يف مدرسة اللغات<br />

الرشقية،‏ فرتجم الكثري من االأعمال منها:‏ رسالة ابن زيدون القريواين يف الفقه املالكي<br />

يف العام ‎1912‎م؛ واالأحكام السلطانية للمارودي ‏)ت ‎525‎ه(‏ يف العام ‎1915‎م؛وتاريخ<br />

املغرب البن عذارى املراكشي يف العام ‎1904‎م؛ وتلخيص اأخبار املغرب لعبد الواحد<br />

املراكشي يف العام ‎1893‎م؛ وتاريخ املوحدين وبني حفص للزركشي يف العام<br />

‎1895‎م؛ وكتاب اخلراج الأبي يوسف يعقوب ‏صاحب اأبي حنيفة يف العام ‎1921‎م )56( .<br />

‎3434‎فران:‏ Ferrand ‏)‏‎1935-1864‎م(‏ درس مبدرسة اللغات الرشقية،‏ ومن اأهم اأعماله:‏<br />

ترجم موؤلفات ابن ماجد امللقب باأسد البحر ‏)شهاب الدين اأحمد ت‎1517‎م(‏ يف العام<br />

‎1913‎م؛ منها الفوائد من معرفة علم البحر؛ كما ترجم حتفة االألباب الأبي حامد<br />

االأندلسي الغرناطي؛ اإضافة اإىل دراسات عن ‏شمال اإفريقيا يف اجلغرافيا نرشها<br />

باملجلة االآسيوية مابني )1911 – ‎1935‎م(‏ )57( .<br />

‎3535‎بلوشه:‏ Blochet ‏)‏‎1937-1870‎م(‏ اأمني املخطوطات الرشقية يف املكتبة الوطنية<br />

بباريس،‏ ترجم كثريا من االأعمال،‏ ومنها:‏ تاريخ حلب البن العدمي ‏)ت ‎660‎ه(‏ يف العام<br />

‎1900‎م؛ وتاريخ مرص للمقريزي يف العام ‎1908‎م )58( .<br />

‎3636‎البارون كارادي فو:‏ ‎1941-1867(Carraم(‏ de Vaux Bon درس العربية باملعهد<br />

الكاثوليكي بباريس،وقد ترجم كثريا من االأعمال،‏ ومنها:‏ كتاب خمترص العجائب<br />

للمسعودي بني عامي )1897، ‎1898‎م(؛ واحلكمة البن ‏سينا؛ وبعض القصائد العربية،‏<br />

مثل قصيدة ابن ‏سينا،‏ التي مطلعها:‏ هبطت اإليك من السماء االأرفع ‏.......................؛<br />

وتائية ابن الفارض وهي ‏سبعمائة وستة واأربعون بيتا يف العام ‎1907‎م )59( .<br />

‎3737‎الفرد بل:‏ Bel ‏)‏‎1945-1873‎م(‏ اأقام يف ‏شمال اإفريقيا وهناك تعلم العربية،‏ وصنف<br />

كثريا من الكتب وترجم كثريا،‏ ومنها:‏ بغية الرواد يف ذكر امللوك من بني عبد الواد الأبي<br />

زكريا يحيى ابن خلدون يف العام ‎1904‎م؛ ومقدمة ابن االأبّار يف العام ‎1918‎م )60( .<br />

‎3838‎‏سوڤاجه:‏ Sauvaget ‏)ت‎1950‎م(‏ ترجم لكثري من الكتّاب العرب القدماء وجزءا من


دور املستشرقني الفرنسيني في نقل الثقافة العربية إلى الغرب<br />

د.‏ عبد الرؤوف خريوش<br />

كتبهم،‏ ومنهم:‏ اجلاحظ،‏ وابن قتيبة،‏ والبالذري،‏ وابن خلدون،‏ والطربي،‏ والصويل،‏<br />

واملسعودي،‏ وقدامه بن جعفر،‏ واأبو الفرج االأصفهاين،‏ واأسامة بن منقذ،‏ والقلقشندى،‏<br />

واملقريزي،‏ وغريهم )61( .<br />

‎3939‎ليون جوتييه:‏ leon‏)ت Gauther بعد عام ‎1950‎م(‏ نال درجة دكتوراه يف الفلسفة<br />

االإسالمية من كلية االآداب بجامعة باريس عام ‎1909‎م،‏ وعني اأستاذا للفلسفة االإسالمية<br />

بجامعة اجلزائر،‏ وبذلك يكون قد اطلع على معظم االأعمال الفلسفية العربية،‏ وترجم كثريا<br />

منها،‏ فرتجم قصة ‏)حي بن يقظان(‏ البن طفيل؛ وترجم البن رشد:‏ فصل املقال فيما<br />

بني الكلمة والرشيعة من االتصال،‏ والكشف يف مناهج االأدلة،‏ والتهافت؛ وترجم للغزايل<br />

الدرة الفاخرة يف العام ‎1925‎م )62( .<br />

‎4040‎ليون برشيه:‏ Leon Bercher ‏)‏‎1955-1889‎م(،‏ ترجم الرسالة البن زيد القريواين يف<br />

العام ‎1945‎؛ وطوق احلمامة البن حزم يف العام ‎1947‎م؛ واملقامة اخلامسة والثالثني<br />

للحريري يف العام ‎1922‎م؛ وجزءا من كتاب اإحياء علوم الدين للغزايل يف العام<br />

‎1953‎م؛ وجزءا من كتابه االأمر باملعروف والنهي عن املنكر يف العام ‎1955‎م )63( .<br />

‎4141‎وليم مارسه:‏ Marçais ‏)‏‎1056-1874‎م ) ترجم ونرش كتاب التقريب والتيسري للنووي؛<br />

وجامع االأحاديث للبخاري يف العام ‎1902‎م )64( .<br />

‎4242‎جان كانتينو:‏Cantineau ‏)‏‎1956-1899‎م(،‏ من اأشهر دارسي اللغة العربية<br />

ولهجاتها،‏ وله كثريا من الدراسات والرتجمات،‏ ومن اأهمها:‏ لهجة حوران العربية<br />

‎1933‎م؛ ولهجة عرب تدمر ‎1934‎م؛ واللهجات العربية يف ‏سوريا وفلسطني ‎1937‎م<br />

وغريها )65( .<br />

‎4343‎دميومبني:‏ )1957-1862( Demombynes ومن اأهم ما ترجمه:‏ تاريخ بني االأحمر<br />

‏)‏‎636‎ه اإىل ‏سنة ‎897‎ه(.‏ كما ورد يف تاريخ ابن خلدون؛ ورحلة ابن جبري ‏)ت ‎614‎ه(؛<br />

ومقدمة كتاب الشعر والشعراء البن قتيبة ‏)ت‎276‎ه(،‏ ومسالك االأبصار للعمري ‏)ت ‎749‎ه(‏<br />

يف العام ‎1927‎م؛ وكتاب مائة األف ليلة وليلة يف العام ‎1911‎م )66( .<br />

‎4444‎لويس ماسنيون:‏ Louis Massignon ‏)‏‎1962-1883‎م(‏ مسترشق فرنسي كبري<br />

له اأعمال كثرية تتجاوز ‏ستمائة وخمسني عمال بني موؤلف وحمقق ومرتجم ومقال<br />

وحمارضة وسرية،‏ منها كثريا عن الثقافة العربية،‏ ومن االآثار التي ترجمها:‏ ديوان<br />

احلالج ‏)ت ‎309‎ه(‏ يف العام ‎1931‎م؛ ورسائل الصفا؛ واالأمثال البغدادية للطالقاين<br />

‏)اإسماعيل بن عبّاد ت ‎385‎ه(؛ واأربعة نصوص متعلقة باحلالج.‏ كما األف كثريا عن


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

الثقافة العربية خاصة عن التصوف يف االإسالم )67( .<br />

‎4545‎برييس:‏ Pérès‏)تويف بعد ‎1970‎م(،‏ نرش الكثري من الكتب العربية خاصة يف جماالت<br />

البالغة واالأندلسيات،‏ من بينها ديوان كثري عزة ‏)كثري بن عبد الرحمن ت ‎105‎ه(؛<br />

وحقق البديع يف وصف الربيع الأبي الوليد االأشبيلي يف العام ‎1940‎؛ وترجم مصنفات<br />

ابن خلدون؛ عدا األفه وصنفه من كتب قيمة يف االأدب العربي واحلضارة العربية )68( .<br />

‎4646‎جاستون فييت:‏ Gaston Weit ‏)‏‎1971-1887‎م(‏ من اأهم اأعماله،‏ ترجم كتاب<br />

املواعظ واالعتبار يف ذكر اخلطط واالآثار للمقريزي يف العام ‎1927‎م؛ وتاريخ ابن<br />

اإياس احلنفي املرصي،‏ وصورة االأرض البن حوقل،‏ وقد ترجم مع ‏)جان لوسوف(‏<br />

كتاب االأيام لطه حسن ‏)ت‎1973‎م(‏ يف العام ‎1947‎م،‏ ونرشته دار غليماز )69( .<br />

‎4747‎جواشون:‏ Goishon ‏)توفيت بعد عام ‎1971‎م (، حصلت على دكتوراه الدولة يف<br />

الدراسات العربية من جامعة باريس ‎1933‎م،‏ ومن اأهم اأعمالها ترجمة كتب ابن ‏سينا<br />

وتصنفيها،‏ مثل املدخل،وكتاب االإشارات والتشبيهات،‏ ومن اأهم ما كتبته فلسفة ابن<br />

‏سينا واأثرها يف الغرب )70( .<br />

‎4848‎بالشري:‏ Blachère ‏)‏‎1973-1900‎م(‏ حاز على الدكتوراه يف االأدب العربي عام<br />

‎1936‎م،وعني اأستاذا يف جامعة السوربون منذ العام ‎1938‎م،‏ وله الكثري من االأعمال<br />

االأدبية حول الثقافة العربية،‏ كما ترجم العديد من الكتب،‏ ومنها كتاب االأمم لصاعد<br />

االأندلسي؛وابن القارح ورسالة الغفران للمعري؛ والقراآن الكرمي ‎1952‎م؛ وكثري من<br />

النصوص العربية )71( .<br />

‎4949‎هرني كومان:‏ )1978-1903 Henry Corbin ) ترجم:‏ الينابيع الأبي يعقوب<br />

السجستاين ‏)ت‎971‎ م(؛ ورسالة املبداأ واملعاد للحسني بن علي؛ و املشاعر لصدر الدين<br />

حممد الشريازي يف العام )72( 1964 .<br />

‎5050‎‏شارل بيال:‏ Ch.Bellat ‏)تويف بعد ‎1990‎م(‏ من اأساتذة مدرسة اللغات الرشقية،‏<br />

وبعدها عمل اأستاذا للغة واحلضارة العربيتني يف جامعة باريس،‏ ثم اأصبح اأستاذا<br />

للعربية يف السوربون.‏ ترجم واألف كثريا من الكتب،‏ ومن اأهم الكتب التي ترجمها،‏ كتاب<br />

رسالة الفلك البن قتيبة؛ وكتب للجاحظ منها:‏ التباصري بالتجارة،‏ والرتبيع والتدوير،‏ و<br />

االأمصار وعجائب البلدان،‏ كما نرش وحقق كثريا من الكتب باللغة العربية،‏ منها مروج<br />

الذهب للمسعودي؛ واالأمصار وعجائب البلدان للجاحظ؛ واملعجم املفهرس الألفاظ<br />

احلديث الرشيف )73( .


دور املستشرقني الفرنسيني في نقل الثقافة العربية إلى الغرب<br />

د.‏ عبد الرؤوف خريوش<br />

‎5151‎اأندريه مايكل،‏ من اأهم مسترشقي القرن املاضي،‏ ولد عام ‎1928‎م،‏ وقد ترجم كثريا من<br />

الكتب العربية،‏ ومنها قصة ليلى واملجنون؛ وديوان املعبد الغريق لبدر ‏شاكر السياب<br />

‏)ت ‎1964‎م(،‏ وسبع حكايات من األف ليلة وليلة )74( .<br />

ثانيا:‏ دراسات يف األدب العربي<br />

ميكن القول اإن املسترشقني الفرنسيني عامة يتقنون اللغة العربية،‏ فاأهلهم هذا الأن<br />

يكتبوا ويوؤلفوا دراسات عن لغات العرب واآدابهم،‏ منهم ‏شار بيال،‏ و يوهان فيك،‏ و بالشري،‏<br />

و دي ‏ساسيه،‏ ومورسيال،‏ وغريهم.‏<br />

ويعود اهتمام الفرنسيني باالأدب العربي اإىل القرون الوسطى،‏ زمن احلروب الصليبية<br />

حني بداأت حركة الرتجمة على يد جريار الكرموين ‏)ت‎1187‎م(‏ الذي ترجم كثريا من اأمهات<br />

الكتب العربية اإىل اللغات االأوروبية.‏ وميكن القول اإن الكتب التي ظهرت يف فرنسا تتحدث<br />

عن الرشق قبل القرن التاسع عرش قليلة اإذا ما قيست بغريها من الدول االأوروبية كاإسبانيا<br />

مثال،‏ ففي القرن السابع عرش ‏صدر ‏سبعة وعرشون كتابا،‏ ويف بداية القرن الثامن عرش<br />

اأربعة وثمانون كتابا،‏ وبعد ذلك زاد اهتمام الفرنسيني بالرشق بعد ترجمة ‏)جاالن(‏ عن<br />

األف ليلة وليلة،‏ بحيث زادت الكتب عن ‏ستمائة كتاب )75( .<br />

وقد عني الفرنسيون باالأدب العربي منذ مطلع القرن الثامن عرش،‏ فبداأوا بجمع<br />

املخطوطات،‏ وتاأليف الكتب االأدبية وتصنيفها،‏ ومع االتصال املبارش من خالل حملة<br />

نابليون على مرص،‏ واحتالل فرنسا للجزائر ‎1832‎م،‏ ولتونس ‎1881‎م،‏ زادت روافد<br />

املخطوطات والدراسات،‏ وعمل معظم املسترشقني يف اجلامعات العربية خصوصا باجلزائر<br />

وتونس واملغرب،‏ وفتحوا مراكز ومعاهد فرنسية،‏ متكنوا من خاللها من االطالع عن كثب<br />

على اآداب العرب ولغاتهم؛ فاألفوا كتبا كثرية حول الشعر واللغة والنرث والبالغة،‏ وغري ذلك؛<br />

ففي جمال الشعر،‏ اأقاموا دراسات حول دواوين امرئ القيس ‏)ت 80 ق.ه(‏ وعنرتة ‏)ت 22<br />

ق.ه(‏ واملتنبي )354 ه(‏ واأبي العالء،‏ واحلالج ‏)ت 309 ه(‏ وابن الفارض )76( كما كتب<br />

املسترشق ‏)الجراجن ت ‎1859‎م(‏ بحوثا ومقاالت يدافع بها عن حماسن الشعر العربي<br />

ودواوين الشعراء )77( . ونرش ‏)بونو ت ‎1882‎م(‏ بحثا عن ‏شعراء العرب واأدبائهم،‏ وقصة<br />

عنرتة العبسي،‏ نرشه باملجلة االأسيوية،‏ عدد ‎1846‎م؛ كما ‏رشح ‏)باسه(‏ قصيدة نهج الربدة<br />

للبوصريي ‏)ت 694 ه(،‏ وديوان اأوس بن حجر،‏ وديوان عروة بن الورد ‏)ت ‎596‎م(‏ )78( .<br />

وقد تنوعت دراسات املسترشقني حول الشعر،‏ فدرس البارون دي ‏ساسي معلقة<br />

لبيد،وجمع اأفضل ما للعرب من اأشعار )79( وجمع منتخبات ‏شعر ابن الفارض؛ واألف ‏)كور<br />

ت ‎1945‎م(‏ كتابا عن ‏شاعرية ابن زيدون )80( . ودرس وكتب ‏)بريشه(‏ بحثا حول املعري<br />

)81( ؛ اأما ‏)بروفنسال(‏ فقد تنوعت دراسته،‏ فاألف يف معظم جماالت االأدب العربي،‏ وحظي


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

الشعر االأندلسي باهتمامه،‏ فكتب حول ‏شعراء مالقه يف القرن العارش )82( . وهناك دراسات<br />

حول المية العجم للطغرائي ‏)موؤيد الدين اأبو اإسماعيل احلسني بن على بن حممد االأصبهانى<br />

ت‎513‎ه(،‏ والمية ابن الوردي ‏)القاضي زين الدين،‏ اأبو حفص،‏ عمر بن مظفر بن عمر بن<br />

حممد بن اأبي الفوارس ت ‎749‎ه(‏ ورشح قصيدة كعب بن زهري ‏)ت ‎26‎ه(،قام بها ‏شارل<br />

رو ‏)ت يف القرن التاسع عرش(،‏ وعن اأبي فراس احلمداين وشعره،‏ واملتنبي فقد قام بدراسة<br />

‏شعرهما ‏)كانار(.يف حني نرش ‏)برييس(‏ ديوان كثري عزة،‏ ونرش كتبا حول الشعر الفصيح<br />

يف اسبانيا،‏ وكتابا عن الشعر يف فاس يف عهد املرابطني واملوحدين.‏<br />

)83(<br />

اأما بالشري فقد كتب عن املتنبي:‏ املتنبي الشاعر العربي االإسالمي،‏ وعلق على ديوانه<br />

كما كتب عن معظم ‏شعرا ء عرص النهضة الذين عارصهم اأمثال اإبراهيم اليازجي ‏)ت ‎1906‎م(،‏<br />

واأحمد ‏شوقي ‏)ت ‎1932‎م(،‏ وحافظ اإبراهيم ‏)ت ‎1932‎م(،‏ وله دراسة ‏"جممل ‏شاعرية العرب،"‏<br />

كما قام هُ‏ وارْ‏ تْ‏ )1270 1345 ه = 1854 1927 م(‏ برشح ديوان ‏سالمة بن جندل )84( .<br />

اأما يف املجاالت املختلفة،‏ فقد األف املسترشقون كثريا من الكتب التي حتدثت عن االأدب<br />

العربي،واللغة العربية،‏ منها دراسة ‏)البارون دي ‏ساسي(‏ حول كليلة ودمنة ومرتجميها،‏ كما<br />

‏رشح مقامات احلريري،‏ ودراسة حول األفية بن مالك )85( ؛ اأما ‏)ديسامرب(‏ فقد عني بالشعر<br />

يف اجلزائر،‏ وخاصة مبدينة بليدا )86( ‏.ووضع ‏)مارسه(‏ كتابا حول اأصول النرث العربي الفني<br />

يف العام ‎1927‎م؛ ويف العام ‎1942‎م وضع معجما كبريا جمع فيه اللهجات املغربية<br />

ونصوصها واأصواتها )87( . ومن الذين اهتموا باالأدب العربي يف املغرب ‏)بروفنسال(‏ الذي<br />

نرش كتاب االآداب واالآثار املراكشية،‏ نرشه معهد الدراسات املغربية العليا ‏)اأسس ‎1931‎م(‏<br />

يف العام ‎1920‎م،‏ وكتاب اآخر االأعمال االأدبية يف املغرب عام‎1921‎م،‏ وله معجم تطبيقي<br />

لعربية القرن العرشين باللغتني العربية والفرنسية نرش بالرباط ‎1942‎م.‏<br />

اأما جان كانتنو فقد ترك كثريا من الدراسات عن اللهجات واللغات يف البالد العربية،‏<br />

وخصوصا بالد الشام،‏ ومن اأهمها،‏ كتابه املشهور ‏"دروس يف علم اأصوات العربية"‏ ترجمه<br />

اإىل العربية القرمادي عام ‎1966‎م،‏ وكتاب ‏"لغة حوران"‏ وقد ذيله بخرائط تبني جغرافية<br />

املناطق يف العام ‎1946‎م )88( ، وعن االأدب املرصي كتب ‏)ليفيفر ت ‎1957‎م(‏ كتابا حول<br />

االآداب الشعبية عند املرصيني القدماء،‏ وكتابا عن قواعد العربية الفصحى يف مرص<br />

‎1940‎م،‏ وله االأصل املرصي الإحدى روايات األف ليلة وليلة ‎1942‎م،‏ وعن كتب تدريس<br />

العربية وضع ‏)دميومبني(‏ كتبا حول تعليم العربية يف فرنسا ‎1922‎م،‏ وقواعد كتب النحو<br />

العربية ‎1937‎م،‏ وهو اأفضل كتب النحو يف اأوروبا.‏<br />

و ملاسينيون حظ وافر يف نرش الثقافة العربية يف اأوروبا،‏ فقد وضع كثريا من الكتب<br />

والدراسات حول الثقافة العربية وخصوصا االأدبية منها،‏ كما اختص بالصوفية عند احلالج،‏


دور املستشرقني الفرنسيني في نقل الثقافة العربية إلى الغرب<br />

د.‏ عبد الرؤوف خريوش<br />

فكتب عن اآالم احلالج كتاب ‏شهيد التصوف االإسالمي،‏ وهو يف اأصله رسالة الدكتوراه التي<br />

تقدم بها يف السوربون بباريس عام ‎1922‎م،‏ وتقع يف األف ‏صفحة،‏ كما كتب بحثا عن<br />

اإخوان الصفا،‏ نرشه يف جملة االإسالم التي تصدر من برلني ‎1913‎م،‏ كما كتب عن القرامطة<br />

‎1936‎م،‏ وعن البريوين رائد العلم العربي ‎1951‎م،‏ وتاريخ العلم عند العرب ‎1957‎م،‏ وعن<br />

الزهد،‏ وعن الكندي،‏ وكتب بحثا عن الزمن والتفكري االإسالمي،‏ ترجمه اإىل العربية االأستاذ<br />

بركات نرش مبجلة االأديب التي تصدر بريوت ‎1953‎م.‏<br />

ول ‏)فييت(‏ نصيب وافر يف نرش الثقافة العربية،‏ فقد ارشف على ترجمة اأكرث من<br />

خمسة وثالثني كتابا وحتقيقها ونرشها،‏ كما األف اأكرث من مائتني ما بني مقال وبحث<br />

وكتاب،‏ ويغلب عليها كلها طابع مرص االإسالمي قدميها وحديثها،‏ ومن بني ما نرش وكتب:‏<br />

الكتابات العربية يف ‏سوريا والعراق ومرص وفلسطني ولبنان ومرص،‏ و مرسد تاريخي<br />

للكتابة العربية يف جملدين نرش بالقاهرة عام ‎1929‎م،‏ كما األف كتابا بعنوان ‏»مرص<br />

العربية من الفتح العربي اإىل الفتح العثماين ‏»نرشه بباريس ‎1938‎م،‏ كما ترجم كتاب<br />

البلدان لليعقوبي،‏ ‎1937‎م.‏<br />

اأما كانار،‏ فقد عني بدراسة احلمدانيني خصوصا عهد ‏سيف الدولة احلمداين ‏)ت ‎356‎ه(‏<br />

فقضى عرشين عاما يبحث ويكتب عن حياتهم السياسية واالأدبية واالقتصادية،‏ وتوجها<br />

اأخريا برسالة دكتوراه موسومة ب ‏"تاريخ الساللة احلمدانية يف ‏سوريا واجلزيرة"‏ ‏شملت<br />

جميع االأحداث السياسية واالقتصادية واالأدبية التي حصلت يف عهدهم،‏ نرشتها كلية اآداب<br />

اجلزائر عام 1951، كما كتب بحثا عن ‏صيغة فعاىل يف العربية )89( .<br />

وعن القصة واالأقصوصة يف االأدب العربي كتب ‏)برييس(‏ بحثا نرشه قي جملة<br />

حوليات معهد الدراسات الرشقية يف العام ‎1937‎م،‏ كما كتب عن اأحمد ‏شوقي.‏ وعن موؤلفي<br />

القصص العربية،‏ نرشه يف املجلة نفسها،‏ عدد عام ‎1939‎م،‏ كما كتب عن العربية العامية<br />

يف اإسبانيا.‏ وعن رواد عرص النهضة العرب فكتب عن الشدياق ‏)ت ‎1345‎ه(‏ و اليازجي.‏<br />

وكتب بالشري كثريا من الدراسات واالأبحاث التي اهتمت بالثقافة العربية يف املرشق<br />

واملغرب،‏ ومن اأهم كتبه تاريخ االأدب العربي ‎1952‎م،‏ نقله اإىل العربية الدكتور اإبراهيم<br />

الكيالين،‏ كما كتب خمتارات من العربية الفصحى ‎1952‎م،‏ وله دراسة نقلها اأحمد درويش<br />

تتحدث عن التاأليف املعجمي عند العرب،‏ ومن اأبحاثه ‏"دراسة اأدب االأمثال عند العرب"،‏<br />

‏رشت باربيما عدد‎1‎ لسنة ‎1956‎م.‏ ومن اأهم اأعماله دراسته املوسومة ب ‏"اللحظات الفاصلة<br />

يف االأدب العربي،‏ تصور جدي للعصور االأدبية"‏ نقله اإىل العربية اأحمد درويش.‏<br />

اأما اأندريه ميكيل فقد قام بدراسات عدة عن االأدب العربي منها:‏ نظرة ‏شاملة لالأدب<br />

العربي،‏ نقلها اإىل العربية اأحمد درويش،‏ وفيها يتحدث عن املشكالت االأربع التي يطرحها االأدب<br />

العربي،‏ وهي:‏ مهمات الكتابة،‏ واالأدوار واالأهداف املتعلقة بكل من الشعر والنرث،‏ والعالقات


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

التي تربط الشعر والنرث باللغة وباالأدب وباملجتمع،‏ واأخريا مكانة اللغة ذاتها مرورا من<br />

اجلماعة اإىل االأمة،‏ ومن االأمة اإىل الدور العاملي.‏ وحول الرواية العربية كتب بحثني يتحدثان<br />

عن الرواية العربية،‏ هما:‏ الرواية العربية املعارصة،‏ والفن الروائي عند جنيب حمفوظ.‏<br />

ويف هذا القرن ‏صدرت كتابات تتحدث عن تاريخ العرب العام،‏ منها،‏ كتاب ‏)سيديو(‏<br />

‏"تاريخ العرب العام من العرص اجلاهلي حتى ‏سقوط غرناطة"،‏ يتناول فيه تاريخ العرب،‏<br />

وتاريخ دولتهم من العرص اجلاهلي اإىل نهاية ‏سقوط دولة العرب يف االأندلس،‏ وجغرافية<br />

دولتهم وحضارتهم ومدارسهم الفلسفية والعلمية واالأدبية يف الرشق والغرب،‏ واأوضح<br />

‏»سيديو«يف كتابه فضل العرب واالإسالم على اأمم العامل يف ميادين العلوم والثقافة والفلسفة<br />

والعمران واالأدب،‏ ونوه بساأنهم وقدّر اآثارهم تقديراً‏ حسناً،‏ واأثنى عليهم على خالف كثري<br />

من املسترشقني الذين تناولوا العرب واملسلمني وتاريخهم،‏ فاأداروا ظهورهم للدور الكبري<br />

الذي لعبه العرب يف احلضارة االإنسانية جمعاء،‏ بقصد نسيان العرب واإنكار ما كان لهم من<br />

تاأثري يف احلضارة احلديثة دام طوال القرون الوسطى.‏<br />

ثالثا:‏ دراسات حول القصص العربية احلديثة وترمجتها:‏<br />

يعد عرص النهضة اأهم عصور االنفتاح على الغرب،‏ مما كان له االأثر البالغ يف حتول<br />

الثقافة العربية وعالقتها بالغرب،‏ فتعدد الروؤى واملقاربات املتعلقة به،‏ خلق تنوعا ثقافيا<br />

بعد االنفتاح على الغرب،‏ فالنهضة تعني الطاقة والقوة والوثبة يف ‏سبيل التقدم االجتماعي<br />

اأو غريه )90( ، يف حني اتسم عرص النهضة يف اأوروبا يف القرنني اخلامس عرش والسادس عرش<br />

باأنه عرص تقدم فكري واجتماعي واأدبي )91( . وقد بسط ‏سالمة موسى البحث حول النهضة<br />

ومفهومها بشكل مفصل يف كتابه ‏»ما هي النهضة«‏ )92( . لذا ‏سعى العرب اإىل اللحاق بالفكر<br />

النهضوي الغربي،‏ وكان هذا ‏سببا يف نشوء حركة الرتجمة من اللغات الغربية اإىل العربية،‏<br />

فدعا طه الهاشمي اإىل تشكيل جلنة ترجمة ممن لهم اطالع واسع يف اللغات االأوروبية ويف<br />

العربية،‏ تكون مهمتها ترجمة االآثار االأجنبية )93( ، يف حني راأى طه حسني اأن الرتجمة كفيلة<br />

باأن تخلص االأمة من التخلف واجلهل )94( .<br />

وقد ‏شكل عرص النهضة احللقة االأقوى لالتصال بني الرشق والغرب،‏ فنشطت الصحف،‏<br />

وانترشت الطباعة،‏ والرتجمة،‏ واأرسل املبعوثون اإىل الغرب،‏ وزاد اهتمام املسترشقني<br />

بالرشق،‏ كل ذلك اأسهم يف تفعيل الرصاع احلضاري،‏ الذي انعكس يف االأدب والسياسة<br />

والثقافة والفكر،‏ وقد ‏شكل املسترشقون العالمة الفارقة يف هذا االتصال؛ الأنهم ‏سبقوا<br />

العرب يف نقل الثقافة العربية اإىل الغرب برتجمة القصص وتاأليف الكتب،‏ واإقامة الدراسات<br />

املختلفة حول الثقافة العربية،‏ فالرتجمة من العربية بداأت يف وقت مبكر يف القرن احلادي


دور املستشرقني الفرنسيني في نقل الثقافة العربية إلى الغرب<br />

د.‏ عبد الرؤوف خريوش<br />

عرش،‏ وخالل ثالثة قرون ترجم اأكرث من ثالثمائة كتاب من خمتلف العلوم العربية )95( ،<br />

وقد كان القراآن الكرمي،‏ وقصص حي بن يقظان،‏ واألف ليلة وليلة،‏ واملقامات باكورة<br />

االأعمال التي اهتم بها املسترشقون؛ الأنها تعكس احلياة العربية،‏ فرتجموها واأضافوا<br />

عليها مفاهيمهم عن الرشق واحلياة العربية مما يرضي خميلة االإنسان االأوروبي.‏ فجاالن،‏<br />

وضع مقدمة لرتجمة األف ليلة وليلة،‏ فنقل اإىل القارئ الغربي فيها الرشق بعاداته وتقاليده<br />

واأديانه وشعوبه )96( فكانت نظرته للرشق اأكرث واقعية من غريه الذين كانوا ينظرون اإليه<br />

على اأنه ارض العجائب والفخامة والقصور،‏ واأرض احلكايات الغريبة،‏ فجاءت نظرتهم<br />

‏سلبية،‏ حتمل يف طياتها تصورات واأوهاما كثرية ملوؤها الزيف،‏ لتوافق خميلتهم وترضي<br />

اأهواءهم،‏ وتصوراتهم.‏<br />

وقد اأثرت هذه القصص املرتجمة يف املوؤلفات االأدبية االأوروبية،منها كتاب ‏)األف<br />

قصة وحكاية واأسطورة(‏ للمسترشق الفرنسي باسيه )97( واحلب املحمود،‏ ل)جوان رويس(،‏<br />

والكوميديا االإلهية لدانتي،‏ كما كتب رهبان قصص دينية متاأثرة بالدين االإسالمي،‏ منها:‏<br />

رهبان الرشق،‏ اجلنة،‏ قصة رهبان جيجون،‏ قصة االأمري )98( .<br />

ويف احلكاية كتب اأيسوب حكايات:‏ الدب واحلمل،‏ والديك والثعلب،‏ والذئب واللقلق<br />

وغريها )99( .<br />

اإن عملية النقل والرتجمة من االأدب العربي اإىل الفكر االأوروبي مل تتوقف على قلتها،‏<br />

بل ظلت متواصلة اإىل يومنا هذا،‏ وازدادت بعد اأن حصل جنيب حمفوظ على جائزة نوبل<br />

لالآداب عام ‎1988‎م.‏ وذلك الفوز اأثار قضية الرتجمة من العربية اإىل اللغات االأوروبية،‏<br />

وميكن القول اإن ترجمة اأعمال جنيب حمفوظ اإىل اللغات االأوروبية،‏ السيما الفرنسية منها،‏<br />

قد اأسهمت يف فوزه باجلائزة.‏ وتدريجيا تغريت نظرة املسترشقني للرشق،‏ وقد اأسهمت<br />

الروايات العربية التي ترجمتها دور النرش االأوروبية،‏ وترجمة الكثري من الشعر العربي<br />

وغريهم يف تغيري كثري من املفاهيم السابقة عن الرشق،‏ واإن ظلت مقترصة على اأعمال<br />

يحيى حقي،‏ ويوسف اإدريس،‏ والطيب ‏صالح،‏ وتوفيق عياد،‏ ويوسف السباعي،‏ وعبد الرحمن<br />

منيف؛ والبياتي واأدونيس،‏ وحممود درويش،‏ ونزار قباين وغريهم،‏ وهنا ‏سنتناول اأعمال<br />

جنيب حمفوظ املرتجمة،‏ واآراء املسترشقني الفرنسيني ودراساتهم الأدبه.‏<br />

ترمجة رواياته:‏<br />

اإن ترجمة روايات جنيب حمفوظ قد عكست واقع الرواية العربية،‏ فكانت املثال الذي<br />

اتخذته دور النرش الفرنسية عن االأدب العربي احلديث يف جمال القصة والرواية،‏ الأن جنيب


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

حمفوظ كما يراه اندريه ميكيل قد فجر االإطار احلديث للغة النرث العربية،‏ وقد اأضفى من<br />

خالل لغة النص ‏صفة العمومية مما اأكسبه ‏صفة جتريدية جعلت نسيج وصفه خمتلفا<br />

اختالفا كبريا عن غريه من العرب واالأوروبيني )100( .<br />

اإن جائزة نوبل لالآداب التي نالها حمفوظ قد دفعت دور نرش كثرية مثل ‏سندباد،‏ و<br />

التيس،‏ اإىل ترجمة روايات خمتلفة له،‏ للتعرف عن كثب اإىل العوامل الروائية الفريدة التي<br />

‏صنعها،‏ اإضافة اإىل اإعادة ترجمة ما ترجم ‏سابقا،‏ وهي الروايات التي عنيت بها االأكادميية<br />

السويدية،‏ واعتمدتها للتقدم للجائزة،‏ وهذه الروايات هي:‏ ثرثرة فوق النيل،‏ باعتبارها<br />

منوذجا للقصة القصرية املعربة،‏ وزقاق املدق،‏ و اللص والكالب،‏ و اأوالد حارتنا،‏ وهي<br />

رواية اتخذت االإنسان اخلالد موضوعا لها )101( .<br />

وكانت ‏)دار ‏سندباد للنرش(‏ ممثلة برئيسها ‏)بيري برنار(‏ املعروف بعالقته احلميمة<br />

مع الكثري من الشخصيات العربية،‏ هي املبادرة لنرش اأعمال الروائي الكبري جنيب حمفوظ،‏<br />

فكانت روايته ‏»زقاق املدق«‏ اأول روايات جنيب حمفوظ املرتجمة اإىل اللغة الفرنسية يف<br />

1970، وقد ترجمها ‏)اأنطوان كوينت(،‏ واأطلق عليها عنوانا جديدا هو،‏ ‏»زقاق املعجزات«‏ اأما<br />

رواية ‏»اللص والكالب«‏ فرتجمت يف العام ‎1985‎م.‏ يف حني ترجمة روايته ‏»اأوالد حارتنا«‏<br />

يف العام ‎1988‎م.‏<br />

وتعد دار ‏سندباد للنرش اأكرث دور النرش اهتماما بنرش الثقافة العربية،‏ فقد اأصدرت ما<br />

بني – 1970 1980، ما يقرب من مائتي كتاب يف خمتلف علوم اللغة العربية واالإسالمية.‏<br />

وقد فتح هذا املجال اأمام دور نرش كثرية لكي ترتجم املزيد عن االأدب العربي عامة،‏<br />

وجنيب حمفوظ خاصة،‏ فقد ترجمت دار ‏)جان كلود التيس(‏ ثالثية جنيب حمفوظ،يف العام<br />

‎1987‎م،‏ وقد طبعت منها تسعة اآالف نسخة،‏ اأي ما يزيد عن ‏ستة اآالف نسخة عن املعدل<br />

العام الذي تطبع للكتاب الواحد،‏ وهذا يدلل على مدى اهتمام القارئ الفرنسي لالأعمال<br />

االأدبية املتميزة.‏ وهي دار ترشف عليها ‏)اأوديل كاي(،‏ عنيت بنرش الثقافة العربية على<br />

نطاق واسع )102( .<br />

آراء املستشرقني يف أعماله:‏<br />

ميكن مالحظة اأراء الفرنسيني عامة واملسترشقني خاصة حول اأعمال جنيب حمفوظ<br />

من كتابات الصحف اليومية،‏ واملجالت االأسبوعية،‏ فمجلة ‏)النوفيل ابرسفاتور(‏ وصفت<br />

رواية السكرية ‏)اإحدى روايات الثالثية(‏ وصفتها باأنها نص ثري على مستويات العمل<br />

االأدبي اللغوية واالجتماعية كافة،‏ فهي حتمل جزئيات كثرية تتحدث عن واقع اجتماعي<br />

ميثل حقبة ‏سياسية مهمة.‏ اأما جملة ‏)ماري كلري(‏ فقالت عن الرواية:‏ اإنها عمل اأدبي رائع،‏


دور املستشرقني الفرنسيني في نقل الثقافة العربية إلى الغرب<br />

د.‏ عبد الرؤوف خريوش<br />

ميثل نسيجا كالسيكيا حارا،‏ ووصف جنيب حمفوظ باأنه ‏)فلوبري(‏ الرشق االأوسط.‏ )103( .<br />

اأما ‏صحيفة ‏)لوموند(،‏ فرتى عقب فوز جنيب حمفوظ باجلائزة اإنه ال يقل اأهمية<br />

عن كبار الكتاب العامليني،‏ بل هو ميثلهم كلهم:‏ اإننا اأمام اأعمال جنيب حمفوظ ال نتذكر<br />

‏)مارتني دوغار(‏ بقدر ما نتذكر ‏)تولستوي(،‏ و)بلزاك(‏ وكل هذا مندمج يف عجينة مرصية<br />

‏صنعت نفسها من احلكايات الفرعونية القدمية،‏ ومن األف ليلة وليلة.‏<br />

ومل يختلف راأي ‏صحيفة ‏)بلجيكا احلرة(‏ عن لوموند،‏ فهي راأت اأن جنيب حمفوظ<br />

غاص بالبعد السيكولوجي اأكرث من تولستوي،و بلزاك،‏ فهو يذكرنا مباركيز ‏)حائز على<br />

جائزة نوبل لالآداب يف العام ‎1982‎م،‏ عن روايته الرائعة مائة عام من العزلة(‏ كما لواأنه<br />

قراأ ‏)مارسيل بروست(‏ )104( .<br />

وعلى اجلانب الثاين جند نقدا مغايرا لنجيب حمفوظ،‏ فالكاتب الفرنسي الشهري<br />

‏)اإيتامبل(‏ يقارن بني اأعمال جنيب واأميل زوال،‏ يف جماالت اقتصادية واجتماعية وسياسية،؛<br />

الأن كال منهما كتب ثالثية،‏ فزوال كتب ثالثية اأيام االمربطور نابليون،‏ ويقول الكاتب اإنهما<br />

ينتميان اإىل الطبقة الربجوازية التي توؤمن بالتغيري والتطور الهادئ للمجتمع،‏ وهذا االإميان<br />

جعلهما بعيدين عن اأن يفكرا حقيقة بالثورة لتغري االأوضاع القائمة تغريا جذريا )105( .<br />

يف حني يرى جمال الدين بن الشيخ ‏)كاتب فرنسي من اأصل جزائري(‏ اأنه من العبث<br />

مقارنة كاتبنا العربي جنيب حمفوظ بالكاتب الفرنسي اإميل زوال؛ الأن حمفوظا يف راأي<br />

ابن الشيخ مل يقدم اإال ‏صورة جمتزاأة ومعزولة عن املجتمع املرصي،‏ هي كل ما يستطيعه<br />

برجوازي ‏صغري كمحفوظ اعتاد العيش يف ظل حياة مستقرة ومريحة )106( .<br />

اأما الدراسات التي دارت حول اأعمال جنيب حمفوظ،‏ فسنتناول دراسة لالأديب اأندريه<br />

ميكيل،‏ حتدث فيها عن االأعمال الروائية لنجيب حمفوظ roman, "lLa Technigue Du<br />

"Chez Neguib Mahfouz ترجمة اأحمد درويش.‏<br />

حتدث اأندريه ميكيل عن جنيب حمفوظ روائيا واأديبا،‏ يف دراسته لروايات حمفوظ<br />

الثماين،‏ وهي:‏ خان اخلليلي،‏ وزقاق املدق،‏ وبداية ونهاية،‏ وقرص الشوق،‏ وبني القرصين،‏<br />

والسكرية،‏ واللص والكالب،‏ والسمان واخلريف.‏ فمن منظور الكاتب يرى اأن حمفوظا قد بداأ<br />

باملقاالت والقصص،‏ والروايات التاريخية قبل اأن يتوسع ليكتب عن اأدب حديث،‏ يرفعه اإىل<br />

مصاف الروائيني العاملني )107( . فكانت البداية مع خان اخلليلي؛ ليتوسع بعد ذلك بروايات<br />

كثرية اأسهمت يف الرفع من مكانة االأدب العربي احلديث.‏<br />

وعنارص الرواية عند حمفوظ حسب دراسة ميكيل ‏شكلت وحدة عضوية رسمت مالمح<br />

الكالسيكية احلديثة يف عمل الرواية )108( ، فاملكان عند حمفوظ تنوع بتنوع بيئات اأبطال<br />

رواياته،وهو ميثل فضاء واسعا مثل البيت واملنزل واحلجرات واملدن واالأحياء،‏ فحي ‏سيدنا


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

احلسني ميثل ملحفوظ يف خان اخلليلي وزقاق املدق االأصالة العريقة والتاريخية،‏ فاالسم<br />

‏شكل متسعا رحبا للرتاث،‏ ولذوبان كثري من ‏ضجيج مدينة القاهرة الكبرية املقسمة حسب<br />

حمفوظ اإىل اأقسام ياأخذ كل قسم منها طابعه حمليا دقيقا يتميز مبذاق خاص،‏ حسب<br />

‏شخصيات الرواية واأوضاعها االجتماعية،‏ فحي ‏شربا يف ‏»بداية ونهاية«غري حي احلسني،‏<br />

يختلف عن حي الدقي يف ‏»السمان واخلريف »، اإنها بالنسبة مليكيل مدائن )109( .<br />

اأما املنزل،‏ فاإنه بالنسبة ملحفوظ جنة العائلة،‏ فهو رمز االستقرار على خالف االأماكن<br />

العامة االأخرى،‏ فحجرة الطعام يف الثالثية،‏ هي احلجرة التي تلتقي فيها العائلة،‏ وتوؤخذ<br />

فيها القرارات احلاسمة،‏ ومن ثم نقطة االنتشار يف امتداد جغرايف متسع يرتبط باملنزل<br />

باأحداث تتعدد بتعدد ‏شخصيات الرواية،‏ يف حني جند املباين ‏)السلم(‏ يف ‏»خان اخلليلي<br />

‏»هي مركز االنطالق واتخاذ القرارات )110( .<br />

اأما الشخصيات ورسم معاملها فتختلف باختالف االأحداث واالأمكنة واالأزمنة،‏<br />

فاأبطال حمفوظ كما يراهم ميكيل الذين توزعهم اأعمالهم اأو وظائفهم اأو مدارسهم يف<br />

اأرجاء القاهرة،‏ يعودون اإىل قلب الوسط الذي يعيشون فيه،‏ ومن هذه الزاوية تكتسب رواياته<br />

املختلفة روعتها.كما يرى اأن ‏شخصيات جنيب حمفوظ تهدم وسطها لتهرب اإىل وسط اأكرث<br />

نظافة،يحملون اأحالمهم نحو املدينة الكبرية،اأو مدينة اأخرى يف عمق مرص،‏ كما فعل حسني<br />

يف ‏"بداية ونهاية"،‏ وعباس يف ‏"زقاق املدق"‏ )111( .<br />

اإن الشخصيات الروائية حتددها عالقتها بالوسط الروائي البعيد عن النمطية،‏ فهي<br />

‏شخصيات تتحدد مواقفها وفقا لبيئة الرواية،‏ فتاأثري الوسط البائس الذي يحد من الرغبة<br />

يف الهيمنة لدى اصغر االأخوة الثالثة يف ‏»بداية ونهابة«‏ يجئ التعبري عنه دائما يف لغة<br />

املونولوج،‏ حيث تتعادل ‏»مع«‏ و ‏»ضد«،‏ وهذا يجعل من احلوار الذهني جزءا من العرض<br />

الروائي دون اأن يخل ذلك على االإطالق باإيقاع احلركة داخل العمل الروائي،‏ وفضال عن ذلك<br />

فاأبطال روايات جنيب حمفوظ ليسوا تابعني لشخصية املوؤلف،‏ فاأسلوب الرتجمة الذاتية<br />

عند توفيق احلكيم ويحيى حقي،‏ غري موجود يف روايات جنيب حمفوظ )112( .<br />

وقد اعترب ميكيل ‏شخصيات جنيب حمفوظ يف رواياته التي درسها ‏شخصيات<br />

ملحمية،‏ فاأبطال الثالثية يحملون بعدين:‏ حقيقي ‏شعبي،‏ وملحمي،‏ مما يجعلها يف راأي<br />

ميكيل ‏شخصيات ملحمية ال روائية،‏ فهي ‏شخصيات قابلة الستيعاب االأحداث ومناقشتها<br />

دائما وفعلها اأحيانا اأخرى،‏ وهذه احلركة والسلوك جتعلهم يرتبطون بالعائلة الكبرية<br />

باعتبارهم ‏شخصيات ملحمية اأكرث من كونهم يرتبطون بعائلة باعتبارهم اأبطاال قلقني<br />

يف الرواية.‏ ولكي يتجنب حمفوظ نفي الطابع الروائي عن اأعماله يلجاأ اإىل حتقيق الوحدة<br />

بني املظاهر املختلفة للشخصيات ليعطي ‏شيئا واحدا اسمه الشعب املرصي،‏ واأبطاله يف


دور املستشرقني الفرنسيني في نقل الثقافة العربية إلى الغرب<br />

د.‏ عبد الرؤوف خريوش<br />

الروايات يصبحون جزءا من هذا النسيج )113( . فهم تاجر،‏ وموظف،‏ ولص،‏ وهارب،‏ ومومس،‏<br />

وسي السيد،‏ واأم،‏ واأب،‏ وطالب،‏ وقد وضع حمفوظ كل ‏شخصية يف ‏سياقها،‏ عند تقسيم<br />

االأدوار يف جمال احلبكة الروائية،‏ فاالأم متثل القوة املدعومة من التقاليد كما يف ‏»بداية<br />

ونهاية«،‏ واملوظف بطل قصة ‏»السمان واخلريف »، وضعه يف حمور الظروف السياسية<br />

التي حتكم عمله.‏<br />

اأما يف اللص والكالب وزقاق املدق،‏ فقد وضع املومس يف قالب مشبع باالإنسانية،‏<br />

بعد اأن ‏سجل حالة ‏ضعف لها دفعتها ملمارسة البغاء كما فعلت حميدة يف الزقاق،‏ ورغم<br />

ذلك فقد ‏صوره حمفوظ يف معظم االأحايني باأنه ‏صورة حادة وموؤملة،‏ واإن اختلفت نفيسة<br />

يف ‏»بداية ونهاية ‏»عن ‏صورة املومس بصالبتها وقوتها وتصميمها على ممارسة البغاء<br />

لتوفر الأخيها رغباته وتفي مبتطلباته التي ال تنتهي،‏ اإال اأنها تظل مومسا يف نظر املجتمع<br />

كله،الذي مثله اأخوها،‏ واملوت هو الوحيد الذي ‏سيحقق لها االنتصار.‏<br />

اأما ‏شخصية الطالب فهي اأكرث النماذج املفضلة عند حمفوظ،‏ وميثلها فهمي يف<br />

بني القرصين،‏ فهي بالنسبة اإليه متثل الشباب واحليوية،‏ والتمرد،‏ واحلزن،تعكسها فئات<br />

املجتمع املرصي،‏ وهي عنارص حترك احلدث الروائي،‏ يعكسها البطل حسني يف ‏»بداية<br />

ونهاية »، وانحرافات ياسني يف الثالثية.‏<br />

لقد رسم حمفوظ ‏صورا متناقضة لشخصياته،‏ فنجد الفتاة اجلميلة والقبيحة ‏ضدين<br />

يف نسق واحد،‏ والشاب والكهل،‏ والغني والفقري،‏ وتركيز حمفوظ على الطالب باعتباره<br />

الشخصية املفضلة،‏ الأنه ميثل حمفوظ الطامح باأن يبقى يف الطبقة،‏ والشاب بالنسبة اإليه<br />

ميثل البناء والعطاء والثورة والطموح.‏<br />

اأما الزمان بالنسبة ملحفوظ،‏ فيبقى مفتوحا مستمرا باستمرارية احلياة بالنسبة<br />

للعائلة كما يف الثالثية،‏ فهي متثل ثالثة اأجيال ‏)قرنا من الزمن(‏ تلتقي مع مائة عام من<br />

العزلة ملاركيز،‏ فاالأحداث والشخصيات تتواىل بتوايل االأزمنة التي متتد لعرشات السنني،‏<br />

لكنه يختزلها ويركز فيها زمنا اتخذ فيه البطل قرارات مصريية يف ‏ساعات،‏ ورمبا يف<br />

‏سنوات كما فعل بطل اللص والكالب،‏ فالذكريات لدى بطل الرواية توالت ورسمها حمفوظ<br />

متثل عرشات السنني،‏ لكن كثافة الزمن الروائي حرصه حمفوظ يف حلظات اتخذ من خاللها<br />

البطل قرارات مصريية،‏<br />

اإن تطور اأحداث الرواية يرتبط بالظروف،‏ وليس باالختيار الواعي اأو الالواعي<br />

للشخصية،وهي يف نظر ميكيل تشكل مالمح اإنتاج حمفوظ الروائية،‏ فهي ترتبط مبفهوم<br />

تطوري للزمن،فال تعود بالبطل اإىل نقطة البدء،‏ فتطور الزمن يف ‏»السمان واخلريف«يجري<br />

باأقل قدر ممكن من االأحداث على املستوى اخلارجي،‏ وال يصبح التساوؤل هل ‏سيبقى املوظف<br />

اأو يعزل؟،‏ ولكن يصبح التساوؤل هل ‏سيستطيع يف هذا املوقف مواجهة االإنسان اجلديد الذي


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

ولد داخله على املستوى االجتماعي؟ )114( .<br />

اأما اأقصى اأنواع التطور الزمني عند حمفوظ،‏ كما يراها ميكيل،‏ فتكمن يف معاناة<br />

البطل،‏ وهي يف معظم احلاالت املوت املعنوي،‏ اأو اجلسدي حيث ميوت الشخص،‏ اأو متوت<br />

‏شخصيته.‏ من هنا ياأخذ اإنتاج حمفوظ طابعا واضحا وعميقا،‏ ميثل نوعا من النجاح الذي<br />

يسجله اأبطاله بصالبة يف مواجهة احلياة اليومية.‏ وهو يف الوقت نفسه يضعهم اأمام<br />

خيارين اإما املوافقة اأو الرفض لتطور زمني يقودهم نحو مستقبل يبدو الرصاع والسقوط<br />

واملوت اأكرث معطياته ثباتا )115( .<br />

ويرى ميكيل اأن الرسد عند حمفوظ ‏رسد مبارش،‏ فهو يعمل على الربط بني الشخصيات<br />

املختلفة وردود االأفعال الناجمة عنه،‏ وهذا يساهم يف تطور الرواية،فهو يربط بني اأجزاء<br />

احلوار الذي يساهم يف البناء الروائي باستخدام الديالوج الشديد احليوية،‏ حيث يستطيع<br />

االأبطال اأن يعرضوا بدقة ما ميكن اأن تقدمه مواقعهم اخلاصة بانتماءاتها اإىل ‏رشيحة<br />

.)116(<br />

اجتماعية ما<br />

واخلالصة التي يصل اإليها ميكيل عن اأعمال حمفوظ،‏ هي ربط حمفوظ باملدرسة<br />

الكالسيكية بكل اأبعادها،‏ واأن االأصالة عند حمفوظ مربوطة بطريقة تقدمي الشخصيات،‏<br />

وهو ‏رس جناح حمفوظ يف احلفاظ على االعتدال املتزن بني الوفاء باملالمح الفردية<br />

الرضورية للرواية،‏ ومنوذجية االأبطال املنتمني اإىل حقبة تاريخية وطنية يراد تقدميها،‏<br />

وهذه الدراسة لشعب باأكمله ممثلة يف بعض الشخصيات التي تقف يف منتصف الطريق<br />

بني االأصالة الروائية والتمتمة امللحمية،‏ حتقق دون اأدنى قدر من الشك معنى كون االإنسان<br />

يعيش عرصه )117( . ومهما يكن من اأمر فاإن حمفوظا يف راأي ميكيل قد اأعطى الإنتاجه اأصالة<br />

رئيسة يف اإطار االأدب العربي،‏ وحتى يف اإطار الرواية العاملية.‏<br />

وبعد،‏ فاإنَّ‏ دراسة قضية الدوافع واالأهداف املبتغاة،‏ من وراء اأبحاث املسترشقني ال<br />

تتم كاملة مبعزل عن التبرص بالبنية الفكرية والرتكيبة النفسية،‏ التي ‏صمّمتْ‏ هذه االأهداف<br />

باألوانها املتعددة بتعدد مشارب املسترشقني.‏<br />

فلالسترشاق دوافع واأهداف دينية،‏ وسياسية واستعمارية واقتصادية وجتارية،‏<br />

وتاريخية،‏ ولعل الدوافع واالأهداف السامية الوحيدة هي االأسباب العلمية النزيهة التي مل<br />

يخل االسترشاق منها باأيّ‏ حال،‏ بل اإنَّ‏ هذا الدافع يزداد مع ‏ضمور الدوافع االأخرى.‏ ثم تاأتي<br />

بعد ذلك البواعث النفسية والشخصية اخلاصة.وقد حاولنا هنا الوقوف عند اأعمال كثري<br />

من املسترشقني دون النظر اإىل اأهدافهم ودوافعهم،‏ فمعظم من تناولتهم هذه الدراسة هم<br />

مسترشقون اختلفت دوافعهم واأهدافهم ونظرتهم للرشق باختالف املواقع العلمية والعملية<br />

التي كانوا يشغلونها يف فرنسا.‏


دور املستشرقني الفرنسيني في نقل الثقافة العربية إلى الغرب<br />

د.‏ عبد الرؤوف خريوش<br />

هوامش البحث<br />

. 1<br />

. ‎1‎االأدب املقارن،‏ منشورات جامعة القدس املفتوحة،‏ عمان 2000، ‏ص 203<br />

‎2‎عبد . 2 اللطيف عبيد،‏ الرتجمة يف الفكر النهضوي العربي،‏ جملة كلية االألسن للرتجمة<br />

عدد‎5‎‏،‏ جامعة عني ‏شمس 2004 ‏ص 74.<br />

‎3‎اجلاحظ . 3 ‏)اأبو عثمان عمرو بن بحر،‏ ‎255‎ه(‏ احليوان،‏ حتقيق عبد السالم هارون،‏ بريوت:‏<br />

دار اإحياء الرتاث العربي 1969، ج‎1‎ ‏ص 76.<br />

. ‎4‎ابن الندمي ‏)حممد بن اسحق ت ‎385‎ه(،‏ الفهرست،‏ بريوت:‏ دار املعرفة،‏ 1978<br />

‏ص‎479‎‏.‏<br />

‎5‎انظر . 5 قسطندي الشوملي،‏ مدخل اإىل علم الرتجمة،‏ القدس:‏ جمعية الدراسات العربية،‏<br />

،1996 ‏ص .5<br />

ومصطفى جنيب فواز،‏ بدايات اهتمام الغرب باملرشق العربي،‏ جملة الفكر العربي،‏<br />

العدد الثامن والثمانون،‏ 1997، بريوت:‏ معهد االإمناء العربي،‏ ‏ص 164.<br />

‎6‎انظر . 6 اأحمد خمتار العبادي،‏ يف التاريخ العباسي واالأندلسي،‏ بريوت:‏ دار النهضة العربية<br />

1972، ‏ص ‎294-293‎؛ وانظر ميشال جحا الدراسات العربية واالإسالمية يف اأوروبا،‏<br />

بريوت:‏ معهد االإمناء العربي 1982، ‏ص 5.<br />

. ‎7‎انظر جرجي زيدان،‏ تاريخ اآداب اللغة العربية،‏ اجلزء الرابع،‏ مرص:‏ 1937، ‏ص 37<br />

وانظر هرني غيز،‏ بريوت ولبنان منذ قرن ونصف القرن،‏ ترجمة مارون عبود ج‎2‎‏،‏ بريوت<br />

، 4<br />

، 7<br />

،1950 ‏ص .146<br />

. 8<br />

. 9<br />

. ‎8‎ينظر قسطندي الشوملي،‏ مدخل اإىل علم الرتجمة،‏ ‏ص – 6 17<br />

. ‎9‎االأدب املقارن،‏ جامعة القدس املفتوحة،‏ ‏ص 215<br />

‎1010‎ادوارد ‏سعيد،‏ االسترشاق،‏ ترجمة كمال اأبو ديب،‏ بريوت:‏ موؤسسة االأبحاث العربية،‏<br />

،1995 ‏ص .57 ،56<br />

، 11<br />

. 12<br />

‎11‎االأدب املقارن،‏ منشورات جامعة القدس املفتوحة،‏ ‏ص 213<br />

12 اإدوارد ‏سعيد:‏ االسترشاق،‏ ‏ص 74<br />

‎1313‎عبد احلليم عويس:‏ مواجهة التحدي االسترشاقي من اآفاق الدعوة االإسالمية يف القرن<br />

اخلامس عرش الهجري،‏ اأعمال امللتقى الرابع عرش للفكر االإسالمي،‏ اجلزائر:‏ منشورات<br />

وزارة السوؤون الدينية،‏ 1980 ‏ص 233-232.


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

‎1414‎عدنان حممد وزان:‏ االسترشاق واملسترشقون:‏ وجهة نظر ‏)سلسلة دعوة احلق )24 (،<br />

مكة املكرمة:‏ رابطة العامل االإسالمي،‏ 1984، ‏ص 15.<br />

‎1515‎انظر،‏ عمر فَرّوخ،‏ االسترشاق يف نطاق العلم ويف نطاق السياسة،‏ يف كتاب االإسالم<br />

واملسترشقون،‏ تاأليف نخبة من العلماء املسلمني،‏ جدة:‏ دار املعرفة،‏ ‎1985‎؛ وعبد<br />

الرحمن حسن حبنكة امليداين،‏ اأجنحة املكر الثالثة وخوافيها،‏ ‏ص 5. اقتبسه حممد<br />

البشري مغلي يف كتابه،‏ مناهج البحث يف االإسالميات لدى املسترشقني وعلماء الغرب،،‏<br />

الرياض:‏ مركز امللك فيصل للبحوث والدراسات،‏ 2002.، ‏ص 41.<br />

‎1616‎اإدوارد ‏سعيد:‏ االسترشاق ‏ص‎101‎ .<br />

‎1717‎مالك بن نبي،‏ اإنتاج املسترشقني واأثره يف الفكر االإسالمي احلديث،‏ بريوت:‏ دار االإرشاد ،<br />

،1969 ‏ص .50<br />

‎1818‎اأحمد ‏سما يلوفتش:‏ فلسفة االسترشاق واأثرها يف االأدب العربي املعارص،‏ القاهرة:‏ دار<br />

املعارف،‏ 1980، ‏ص:‏ 38-21.<br />

‎1919‎حممد حسني الصغري:‏ املسترشقون والدراسات القراآنية،‏ بريوت:‏ املوؤسسة اجلامعية<br />

للدراسات والنرش والتوزيع،‏ 1986، ‏ص 13-11.<br />

‎2020‎حممد عبد الغني حسن:‏ عبد اهلل فكري ‏)سلسلة اأعالم العرب(،‏ القاهرة:‏ الدار املرصية<br />

للطباعة والنرش،‏ ‏)د.ت(‏ ‏ص 89.<br />

‎2121‎اأحمد ‏سمايلوڤتش،‏ فلسفة االسترشاق واأثرها يف االأدب العربي املعارص،‏ ‏ص ، 22 نقال<br />

عن معجم الروس الفرنسي،‏ ج‎7‎‏،‏ ‏ص 1003، وانظر،‏ الشيخ اأحمد رضا،‏ معجم منت<br />

اللغة،‏ ج‎3‎‏،‏ بريوت:‏ دار مكتبة احلياة،‏ 1958، ‏ص 311.<br />

‎2222‎جنيب العقيقي،‏ املسترشقون،‏ ج 1، القاهرة:‏ دار املعارف 1964، ‏ص . 151<br />

‎2323‎مصطفى جنيب فواز،‏ بدايات اهتمام الغرب باملرشق العربي،‏ ‏ص‎170‎ .<br />

‎2424‎عبد الرحمن بدوي،‏ موسوعة املسترشقني،‏ بريوت:‏ دار العلم للماليني،‏ 1984، ‏ص . 68<br />

‎2525‎حممد عوين عبد الروؤوف،‏ ببليوجرافيا املصادر العربية التي حققها املسترشقون اأو<br />

قاموا برتجمتها،‏ جملة.‏<br />

كلية اللسن،‏ العدد اخلامس،‏ القاهرة:‏ جامعة عني ‏شمس،‏ 2004، ‏ص 161.<br />

‎2626‎جنيب العقيقي،املسترشقون،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص . 173 172،


دور املستشرقني الفرنسيني في نقل الثقافة العربية إلى الغرب<br />

د.‏ عبد الرؤوف خريوش<br />

‎2727‎عبد الرحمن بدوي،‏ موسوعة املسترشقني ‏ص ‎101‎؛ والعقيقي،‏ املسترشقون ج‎1‎ ، ‏ص<br />

‎174‎؛ وحممد عوين،‏ جملة اأالألسن،‏ ‏ص 164.<br />

‎2828‎حممد عوين،‏ جملة االألسن ‏ص . 164<br />

‎2929‎العقيقي،‏ املسترشقون،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص . 176<br />

‎3030‎العقيقي،‏ املسترشقون،ج‎1‎‏،‏ ‏ص ‎178‎؛ وحممد عوين،‏ واالألسن،‏ ‏ص . 169<br />

‎3131‎العقيقي،‏ املسترشقون،ج‎1‎‏،‏ – 179 ‎182‎؛ والبدوي،‏ املوسوعة ‏ص – 226 232 ،<br />

وحممد عوين،‏ االألسن ‏ص 171(.<br />

‎3232‎العقيقي،‏ املسترشقون،ج‎1‎‏،‏ 185، وحممد عوين،‏ االألسن ‎169‎؛ البدوي،‏ املوسوعة . 222<br />

‎3333‎العقيقي،‏ املسترشقون،ج‎1‎‏،‏ 186، البدوي،املوسوعة . 363<br />

‎3434‎العقيقي،‏ املسترشقون،ج‎1‎‏،‏ . 187<br />

‎3535‎املرجع نفسه،‏ ‏ص . 189<br />

‎3636‎املرجع نفسه،ص . 187<br />

‎3737‎العقيقي،‏ املسترشقون،‏ ج‎1‎‏،‏ ‎192‎؛ والبدوي،‏ املوسوعة،‏ . 56<br />

‎3838‎حممد عوين،‏ االألسن ‎172‎‏،والبدوي،‏ املوسوعة،‏ ج‎1‎‏،‏ . 238<br />

‎3939‎العقيقي،‏ املسترشقون،‏ ج‎1‎‏،ص . 195<br />

‎4040‎املرجع نفسه،‏ ‏ص‎196‎ .<br />

‎4141‎املرجع نفسه،‏ ‏ص‎198‎ .<br />

‎4242‎حممد عوين،‏ االألسن،‏ ‏ص . 162<br />

‎4343‎حممد عوين،‏ االألسن 171، والعقيقي،‏ املسترشقون،‏ ج‎1‎‏،‏ . 199<br />

‎4444‎العقيقي،‏ املسترشقون،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص 200، والبدوي،‏ املوسوعة،‏ ‏ص . 132<br />

‎4545‎العقيقي،‏ املسترشقون،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص‎201‎ .<br />

‎4646‎املرجع نفسه،‏ ‏ص . 202<br />

‎4747‎املرجع نفسه،‏ ‏ص . 203<br />

‎4848‎املرجع نفسه،‏ ‏ص . 204


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

<br />

‎4949‎املرجع نفسه،‏ ‏ص . 207<br />

‎5050‎املرجع نفسه،‏ ‏ص . 211<br />

‎5151‎العقيقي،‏ املسترشقون،‏ ج 1، ‏ص 215، واملجلة االآسيوية عدد . 1907 1،<br />

‎5252‎املجلة االأسيوية عدد 1868 2، والعقيقي،‏ املسترشقون ن ج‎1‎‏،‏ ‏ص ، 213 وحممد عوين،‏<br />

جملة االألسن،‏ ‏ص . 162<br />

‎5353‎العقيقي،‏ املسترشقون ج‎1‎‏،‏ ‏ص 218، والبدوي،املوسوعة،‏ ‏ص‎429‎ ، واملجلة االأسيوية<br />

عدد،‏ 1964.<br />

‎5454‎العقيقي،‏ املسترشقون،‏ ج‎1‎ن ‏ص 225، واملجلة االأفريقية عدد 1921 ؛ واملجلة االآشورية<br />

عدد ‎1912‎؛ وجملة الدراسات الرشقية عدد 1914(، واملجلة االآسيوية عدد 1907.<br />

‎5555‎املجلة االآسيوية اأعداد:‏ ، 1926 ،1922 ،1910،1914،1917 ،1881،1909 وجملة<br />

العامل االإسالمي،‏ وجملة تاريخ االأديان ‏)اأسست ‎1880‎م(‏ عدد 1915، وجملة الدراسات<br />

االإسالمية ( اأسست ‎1953‎م(‏ والعقيقي،‏ املسترشقون،‏ ج‎1‎‏،ص 231.<br />

‎5656‎العقيقي،‏ املسترشقون،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص‎237‎‏،‏ وحممد عوين،‏ جملة االألسن،ص 163<br />

‎5757‎املجلة االآسيوية،‏ والعقيقي،‏ املسترشقون،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص . 241<br />

‎5858‎العقيقي،‏ املسترشقون،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص . 246<br />

‎5959‎املجلة االأسيوية،‏ العدد التاسع،‏ 1899، جملة الدراسات االإفريقية ‏)اأسست 1881( عدد<br />

‎1908‎؛ والعقيقي،‏ مرجع ‏سبق ذكره،‏ ‏ص‎264‎‏.‏<br />

‎6060‎املجلة االأفريقية عدد 1918، واملجلة االأسيوية ، 1903 والعقيقي،‏ مرجع ‏سبق ذكره،‏<br />

‏ص‎256‎‏.‏<br />

‎6161‎البدوي،‏ املوسوعة،‏ 250<br />

62 62 البدوي،‏ املوسوعة ‏ص 118، والعقيقي،‏ املسترشقون،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص‎240‎‏،‏ وجملة تاريخ<br />

الفلسفة عدد‎1928‎؛ وجملة تاريخ االأديان عدد 1929.<br />

63 63 البدوي،‏ املوسوعة 56، والعقيقي،‏ املسترشقون،جج‎1‎‏،‏ ‏ص ، 273 وحممد عوين،‏ جملة<br />

االألسن،‏ ‏ص‎161‎‏،‏ واملجلة اجلزائرية يف عددي 1927 و 1930، واملجلة التونسية<br />

‏)اأسست )1894 اأعداد:‏ .1923 ،1930 ،1922<br />

، 64 واملجلة<br />

‎64‎البدوي،‏ املوسوعة،‏ ‏ص 380، والعقيقي،‏ املسترشقون،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص 274<br />

االآسيوية،‏ عدد 1900


دور املستشرقني الفرنسيني في نقل الثقافة العربية إلى الغرب<br />

د.‏ عبد الرؤوف خريوش<br />

‎6565‎املجلة االآسيوية عدد 1937، وحوليات معهد الدراسات الرشقية باجلزائر ‏)اأسس ) 1932<br />

عدد ‎1935‎؛ واملجلة االإفريقية عدد 1938، والعقيقي،‏ املسترشقون،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص 283.<br />

‎6666‎البدوي،املوسوعة ‏ص 182، والعقيقي،‏ املسترشقون،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص ، 285 واملجلة التاريخية<br />

عدد،‏ 1933.<br />

‎6767‎البدوي،املوسوعة 363، ‏ص،‏ والعقيقي،املسترشقون،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص ، 287 وحممد عوين،‏<br />

جملة االألسن،‏ ‏ص ‎168‎؛ واملجلة االآسيوية اأعداد:‏ ‎1943‎؛ 1931، وجملة الدراسات<br />

االإسالمية عدد 1932.<br />

‎6868‎العقيقي،‏ املسترشقون،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص 306، واملجلة التونسية عدد ، 1934 وحوليات معهد<br />

الدراسات الرشقية اأعداد ،39 ،36 ،35 ،1934 واملجلة االأفريقية العدد ،1950 / 94<br />

و .1955/ 99<br />

‎6969‎حممد عوين،جملة االألسن ‏ص 172، وجملة االسترشاق،‏ عدد . 1990 4<br />

‎7070‎العقيقي،‏ املسترشقون،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص 309، واملجلة االآسيوية،عدد . 1952<br />

‎7171‎العقيقي،‏ املسترشقون،ج‎1‎‏،ص 318-316، والبدوي ن املوسوعة،‏ ‏ص ، 82 وحممد<br />

عوين،‏ جملة االألسن،‏ ‏ص 161، واأحمد درويش،‏ االسترشاق الفرنسي يف االأدب العربي،‏<br />

القاهرة:‏ الهيئة املرصية للكتاب،‏ 1997، ‏ص 16.<br />

‎7272‎حممد عوين،‏ جملة االألسن،‏ ‏ص 162، والبدوي،‏ املوسوعة،‏ ‏ص . 335<br />

‎7373‎العقيقي،‏ املسترشقون،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص 327-326، واربيكا ‏)اأسست (، 1954 العددان:‏ االأول لسنة<br />

1954، والثاين لسنة 1955، وحوليات معهد الدراسات الرشقية العدد 10 لسنة 1952.<br />

‎7474‎اأحمد درويش،‏ االسترشاق الفرنسي واالأدب العربي القاهرة:‏ الهيئة املرصية العامة<br />

للكتاب،‏ 1997، ‏ص‎18‎‏.‏<br />

‎7575‎‏ضياء خرض،‏ مقدمة يف دراسة جهود من العربية اإىل الفرنسية،‏ جملة االسترشاق،‏ العدد<br />

الرابع،‏ بغداد:‏ دار الشئون الثقافية،‏ 1990، ‏ص 136.<br />

‎7676‎العقيقي،‏ املسترشقون،‏ ج‎1‎‏،‏ – 187 189 .<br />

‎7777‎املرجع نفسه،‏ ‏ص . 188<br />

‎7878‎املجلة االأفريقية عدد . 1921<br />

‎7979‎املجلة االآسيوية عدد 1927.


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

<br />

‎8080‎العقيقي،‏ املسترشقون،ج‎1‎‏،‏ ‏ص . 257<br />

‎8181‎جملة الدراسات العربية،‏ عدد،‏ 1947.<br />

‎8282‎العقيقي،‏ املسترشقون،ج‎1‎‏،‏ ‏ص . 282<br />

‎8383‎حوليات معهد الدراسات االإسالمية عدد 4 لسنة ، 1934 جملة الدراسات االإسالمية<br />

عدد‎3‎ ‏سنة 1929.<br />

‎8484‎املجلة االأسيوية عدد 1910، وعبد الغفار حميدة،‏ طبقات املسترشقني،‏ رقم ، 91 املدينة<br />

املنورة:‏ مركز املدينة املنورة لدراسات وبحوث االسترشاق،‏‎2005‎‏.‏<br />

‎8585‎العقيقي،‏ املسترشقون،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص . 182<br />

‎8686‎املرجع نفسه،‏ ‏ص . 253<br />

‎8787‎املرجع نفسه،‏ ‏ص . 274<br />

‎8888‎املرجع نفسه،ص . 282<br />

‎8989‎حوليات معهد الدراسات الرشقية،‏ عدد . 1934<br />

‎9090‎املعجم الوسيط،‏ مادة ‏)نهض(.‏<br />

‎9191‎املنجد،‏ مادة ‏)عرص(.‏<br />

‎9292‎‏سالمة موسى،‏ ما هي النهضة،‏ بريوت:‏ مكتبة املعارف،‏ 1962، ‏ص . 144<br />

‎9393‎طه الهاشمي،‏ مذكرات طه الهاشمي،‏ حتقيق وتقدمي خلدون ‏ساطع احلرصي،‏ بريوت:‏<br />

دار الطليعة 1967.<br />

‎9494‎طه حسني،‏ مستقبل الثقافة يف مرص،‏ بريوت:‏ دار الكتاب اللبناين 1982، ‏ص . 507<br />

‎9595‎داود ‏سلوم،‏ ترجمات الرتاث القصصي العربي اإىل اللغات االأوروبية،‏ جملة االسترشاق،‏<br />

ع‎4‎‏،‏ بغداد:‏ دار الشئون الثقافية العامة،‏‎1990‎‏،‏ ‏ص 106.<br />

‎9696‎‏ضياء خرض،مرجع ‏سبق ذكره،‏ ‏ص . 136<br />

‎9797‎حممد غنيمي هالل،‏ النماذج االإنسانية يف الدراسات االأدبية املقارنة،القاهرة:‏ دار<br />

نهضة مرص ‏)د.ت(،‏ ‏ص 48. 46،<br />

98 االإلهية،ترجمة جالل مظهر،‏ القاهرة:‏<br />

‎98‎انظر،‏ ميجيل اآسني،‏ اأثر االإسالم يف الكوميديا<br />

مكتبة اخلاجني،‏‎1980‎‏،‏ ‏ص ‎172‎؛ وحسني فوزي،‏ حديث السندباد القدمي،‏ بريوت:‏


دور املستشرقني الفرنسيني في نقل الثقافة العربية إلى الغرب<br />

د.‏ عبد الرؤوف خريوش<br />

1977، ‏ص 266، عبد الرحمن بدوي،‏ دور العرب يف تكوين الفكر االأوروبي،‏ بريوت:‏<br />

دار االآداب 1965، ‏ص‎63‎‏-‏ 84.<br />

99 99 االأب لويس ‏شيخو،‏ جماين االأدب يف حدائق العرب،‏ بريوت:‏ 1954، ‏ص 145 ؛ وانظر<br />

داود ‏سلوم،‏ قصص احليوان يف االأدب العربي القدمي،‏ بغداد:‏ 1979، ‏ص 93.<br />

‎1‎اأندريه 0100 ميكيل،‏ تقنية الراوية عند جنيب حمفوظ،‏ ترجمة فهد عكام،‏ جملة املعرفة،‏<br />

عدد‎111‎‏،‏ ‏ص – 12 88 .<br />

‎1‎‏ضياء 0101 خرض،‏ مرجع ‏سبق ذكره،‏ ‏ص . 140<br />

‎1‎املرجع 0102 نفسه،‏ ‏ص 141- 140 .<br />

‎1‎املرجع 0103 نفسه،‏ ‏ص،‏ . 141<br />

‎1‎املرجع 0104 نفسه،‏ ‏ص . 141<br />

‎1‎املرجع 0105 نفسه،‏ 139.<br />

‎1‎املرجع 0106 نفس،‏ ‏ص . 140<br />

‎1‎اأحمد 0107 درويش،‏ االسترشاق الفرنسي واالأدب العربي القاهرة:‏ الهيئة املرصية العامة<br />

للكتاب،‏ 1997، ‏ص 147.<br />

‎1‎املرجع 0108 نفسه،‏ ‏ص . 158<br />

‎1‎املرجع 0109 نفسه،‏ ‏ص . 148<br />

‎1‎املرجع 1110 نفسه،‏ ‏ص 149.<br />

‎1‎املرجع نفسه،‏ ‏ص . 152<br />

1111 ‎1‎املرجع نفسه،‏ . 152<br />

1112 ‎1‎املرجع نفسه،‏ 153.<br />

1113 ‎1‎املرجع نفسه،‏ ‏ص . 157<br />

1114 ‎1‎املرجع نفسه ‏ص . 158<br />

1115 ‎1‎املرجع نفسه،‏ ‏ص‎158‎ .<br />

1116 ‎1‎املرجع نفسه،‏ ‏ص . 159<br />

1117


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

مراجع البحث:‏<br />

. 1<br />

. ‎1‎االأب لويس ‏شيخو،‏ جماين االأدب يف حدائق العرب،‏ بريوت:‏ 1954<br />

‎2‎واأحمد . 2 درويش ، االسترشاق الفرنسي يف االأدب العربي،‏ القاهرة:‏ الهيئة املرصية للكتاب،‏<br />

.1997<br />

‎3‎اأحمد 3. خمتار العبادي،‏ يف التاريخ العباسي واالأندلسي،‏ بريوت:‏ دار النهضة العربية 1972<br />

‎4‎االأدب 4. املقارن،منشورات جامعة القدس املفتوحة،‏ عمان 2000.<br />

‎5‎ادوارد 5. ‏سعيد،‏ االسترشاق،‏ ترجمة كمال اأبو ديب،‏ بريوت:‏ موؤسسة االأبحاث العربية،‏ 1995<br />

‎6‎اأندريه . 6 ميكيل،‏ تقنية الراوية عند جنيب حمفوظ،‏ ترجمة فهد عكام،‏ جملة املعرفة،‏<br />

عدد‎111‎‏.‏<br />

‎7‎اجلاحظ . 7 ‏)اأبو عثمان عمرو بن بحر،‏ ‎255‎ه(‏ احليوان،‏ حتقيق عبد السالم هارون،‏ بريوت:‏<br />

دار اإحياء الرتاث العربي 1969.<br />

. ‎8‎جرجي زيدان،‏ تاريخ اآداب اللغة العربية،‏ اجلزء الرابع،‏ مرص:‏ 1937<br />

. ‎9‎حسني فوزي،‏ حديث السندباد القدمي،‏ بريوت:‏ 1977<br />

‎1010‎داود ‏سلوم،‏ ترجمات الرتاث القصصي العربي اإىل اللغات االأوروبية،‏ جملة االسترشاق،‏<br />

ع‎4‎‏،‏ بغداد:‏ دار الشئون الثقافية العامة،‏‎1990‎‏.‏<br />

داود ‏سلوم،‏ قصص احليوان يف االأدب العربي القدمي،‏ بغداد:‏ 1979.<br />

‎11‎‏سالمة موسى،‏ ما هي النهضة،‏ بريوت:‏ مكتبة املعارف،‏ 1962<br />

‎12‎الشيخ اأحمد رضا،‏ معجم منت اللغة،‏ ج‎3‎‏،‏ بريوت:‏ دار مكتبة احلياة،‏ 1958<br />

‎1313‎‏ضياء خرض،‏ مقدمة يف دراسة جهود من العربية اإىل الفرنسية،‏ جملة االسترشاق،‏ العدد<br />

الرابع،‏ بغداد:‏ دار الشئون الثقافية،‏ 1990.<br />

‎14‎طه حسني،‏ مستقبل الثقافة يف مرص،‏ بريوت:‏ دار الكتاب اللبناين 1982<br />

‎1515‎طه الهاشمي،‏ مذكرات طه الهاشمي،‏ حتقيق وتقدمي خلدون ‏ساطع احلرصي،‏ بريوت:‏<br />

دار الطليعة 1967.<br />

‎1616‎عبد احلليم عويس:‏ مواجهة التحدي االسترشاقي من اآفاق الدعوة االإسالمية يف القرن<br />

اخلامس عرش الهجري،‏ اأعمال امللتقى الرابع عرش للفكر االإسالمي،‏ اجلزائر:‏ منشورات<br />

وزارة السوؤون الدينية،‏ 1980.<br />

‎17‎عبد الرحمن بدوي،‏ موسوعة املسترشقني،‏ بريوت:‏ دار العلم للماليني،‏ 1984<br />

عبد الرحمن بدوي،‏ دور العرب يف تكوين الفكر االأوروبي،‏ بريوت:‏ دار االآداب 1965.<br />

‎1818‎عبد الغفار حميدة،‏ طبقات املسترشقني،‏ رقم ، 91 املدينة املنورة:‏ مركز املدينة املنورة<br />

لدراسات وبحوث االسترشاق،‏‎2005‎‏.‏<br />

. 8<br />

. 9<br />

. 11<br />

. 12<br />

. 14<br />

. 17


دور املستشرقني الفرنسيني في نقل الثقافة العربية إلى الغرب<br />

د.‏ عبد الرؤوف خريوش<br />

‎1919‎عبد اللطيف عبيد،‏ الرتجمة يف الفكر النهضوي العربي،‏ جملة كلية االألسن للرتجمة<br />

عدد‎5‎‏،‏ جامعة عني ‏شمس 2004.<br />

‎20‎عدنان حممد وزان:‏ االسترشاق واملسترشقون:‏ وجهة نظر ‏)سلسلة دعوة احلق )24((<br />

مكة املكرمة:‏ رابطة العامل االإسالمي،‏ 1984، ‏ص 15.<br />

‎2121‎عمر فَرّوخ،‏ االسترشاق يف نطاق العلم ويف نطاق السياسة،‏ يف كتاب االإسالم<br />

واملسترشقون،‏ تاأليف نخبة من العلماء املسلمني،‏ جدة:‏ دار املعرفة،‏ 1985.<br />

‎22‎قسطندي الشوملي،‏ مدخل اإىل علم الرتجمة،‏ القدس:‏ جمعية الدراسات العربية،‏ 1996<br />

‎2323‎مالك بن نبي،‏ اإنتاج املسترشقني واأثره يف الفكر االإسالمي احلديث،‏ بريوت:‏ دار االإرشاد،‏<br />

، 20<br />

. 22<br />

.1969<br />

‎2424‎حممد البشري مغلي يف كتابه،‏ مناهج البحث يف االإسالميات لدى املسترشقني وعلماء<br />

الغرب،،‏ الرياض:‏ مركز امللك فيصل للبحوث والدراسات،‏ 2002.<br />

‎2525‎حممد حسني الصغري:‏ املسترشقون والدراسات القراآنية،‏ بريوت:‏ املوؤسسة اجلامعية<br />

للدراسات والنرش والتوزيع،‏ 1986.<br />

‎2626‎حممد عبد الغني حسن:‏ عبد اهلل فكري ‏)سلسلة اأعالم العرب(،‏ القاهرة:‏ الدار املرصية<br />

للطباعة والنرش،‏ ‏)د.ت(.‏<br />

‎2727‎حممد عوين عبد الروؤوف،‏ ببليوجرافيا املصادر العربية التي حققها املسترشقون اأو<br />

قاموا برتجمتها،‏ جملة كلية اللسن،‏ العدد اخلامس،‏ القاهرة:‏ جامعة عني ‏شمس،‏ 2004<br />

‎28‎حممد غنيمي هالل،‏ النماذج االإنسانية يف الدراسات االأدبية املقارنة<br />

نهضة مرص ‏)د.ت(.‏<br />

‎2929‎ومصطفى جنيب فواز،‏ بدايات اهتمام الغرب باملرشق العربي،‏ جملة الفكر العربي،‏<br />

العدد الثامن والثمانون،‏ بريوت:‏ معهد االإمناء العربي،‏ 1997.<br />

‎3030‎ميجيل اآسني،‏ اأثر االإسالم يف الكوميديا االإلهية،ترجمة جالل مظهر،‏ القاهرة:‏ مكتبة<br />

اخلاجني،‏‎1980‎‏.‏<br />

‎31‎ميشال جحا الدراسات العربية واالإسالمية يف اأوروبا،‏ بريوت:‏ معهد االإمناء العربي 1982<br />

‎3232‎جنيب العقيقي،‏ املسترشقون،‏ ج 1، القاهرة:‏ دار املعارف 1964.<br />

‎33‎ابن الندمي ‏)حممد بن اسحق ت ‎385‎ه(،‏ الفهرست،‏ بريوت:‏ دار املعرفة،‏ 1978<br />

‎34‎هرني غيز،‏ بريوت ولبنان منذ قرن ونصف القرن،‏ ترجمة مارون عبود ج‎2‎‏،‏ بريوت 1950<br />

، 28 القاهرة:‏ دار<br />

. 31<br />

. 33<br />

. 34


اجتاهات شعر الطفل يف<br />

الشعر الفلسطيين املعاصر<br />

د.‏ مشهور عبد الرمحن احلبازي*‏


دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />

د.‏ مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />

ملخص:‏<br />

تعترب مرحلة الطفولة من اأهم مراحل حياة االإنسان؛ لذلك فاإن عدداً‏ غري قليل من<br />

الدارسني املحدثني اأولوها عناية كبرية يف دراساتهم،‏ واأبحاثهم بهدف متكني الطفل من<br />

املضي قُ‏ دماً‏ نحو احلياة.‏ ومع االأهمية التي يوليها الدارسون لالأطفال اإالّ‏ اأن الدراسات التي<br />

تناولت لغتهم واأدبهم يف الوطن العربي بعامة،‏ وفلسطني بخاصة ظلّت دون الهدف املراد<br />

واملنشود.‏<br />

ومن هنا درستُ‏ يف بحثي هذا اجتاهات ‏شعر الطفل يف الشعر الفلسطيني املعارص،‏ يف<br />

حماولة لتصنيف الشعر الذي اأبدعه عدد من الشعراء الفلسطينيني لالأطفال،‏ ومعرفة القيم<br />

التي ‏ضمّنها املبدعون الشعراء يف كل اجتاه من اجتاهات الشعر،‏ والتي حرصتها يف اأربعة<br />

اجتاهات هي:‏ الوطني،‏ واالجتماعي،‏ والتعليمي،‏ والرتفيهي.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

Abstract:<br />

Aspects of child’s poetry in modern Palestinian poetry<br />

The Infancy Stage is the most critical stage in the humans’ life.<br />

Therefore a significant number of researchers show interest in studying it<br />

in order to help the child live a good life. However, the studies that focused<br />

on the language, behavior and literature of children in the Arab World, and<br />

in Palestine in particular, are still below expectation.<br />

In this study, I examined the children’s modern poetry in Palestine<br />

so as to classify the creative poetry of Palestinian poets and attempted to<br />

uncover the values conveyed by them. The aspects included are national,<br />

social, educational and entertainment ones.


دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />

د.‏ مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />

مقدّمة:‏<br />

االأطفال فئة مهمّة من فئات اأي جمتمع يف هذا الكون؛ الأنّهم يشكّلون حاالت عديدة<br />

تختلف بحسب املراحل العمرية التي ميرّون بها.‏ وتعدّ‏ مرحلة الطفولة من اأهم مراحل حياة<br />

االإنسان؛ لذلك فهي بحاجة اإىل عناية من نوع خاص ليستطيع الطفل التقدّم يف حياته<br />

بشكل ‏سليم،‏ وفق ما يريده املجتمع الذي يعيش فيه.‏<br />

وقد عُ‏ ني كثري من الدارسني – قدمياً‏ وحديثاً‏ – بدراسة هذه الفئة من فئات املجتمع<br />

‏صحيّاً،‏ وتربويّاً،‏ واجتماعيّاً،‏ ونفسيّاً،‏ وتوصلوا يف دراساتهم اإىل نتائج مهمّة جعلت مرحلة<br />

الطفولة مرحلة مهمّة جداً‏ يف حياة االإنسان،‏ وبخاصة تشكيل مستقبله الأنّ‏ اآثارها تظلُّ‏<br />

مرافقة للطفل مدى عمره.‏<br />

يف الوطن العربي بعامة،‏ وفلسطني بخاصة مل تكن الدراسات،‏ واالأبحاث املوجهة<br />

الأدب االإطفال ولغتهم يف املستوى املطلوب،‏ بحيث تقوم بدراسة اأدب االأطفال الذي يبدعه<br />

االأدباء الفلسطينيون ‏شعراً‏ ونرثاً،‏ وتبنيّ‏ القيم التي يسعى االأدباء اإىل نقلها لالأطفال عرب<br />

اإبداعهم االأدبي.‏<br />

وقد اعرتف اثنان من الشعراء الفلسطينيني الذين كتبوا لالأطفال باحلاجة للكتابة<br />

لهذه الفئة العمرية،‏ فقال الشاعر عبد الكرمي الكرمي ‏)اأبو ‏سلمى(‏ يف اأوائل القرن املاضي:‏<br />

‏»اإن املكتبة العربية لفي حاجة قصوى اإىل اأغاين االأطفال،‏ وهذا هو السبب الذي حدا بنا اإىل<br />

اإصدار هذه املجموعة من االأغاين لهم...‏ النفوس الربيئة التي اأهملها اأدبنا العربي طويالً،‏<br />

ونكون بذلك قد قمنا بقسط ‏ضئيل من واجبنا جتاه اأبنائنا االأعزاء«‏ )1( . فيما قال الشاعر<br />

الدكتور وجيه ‏سامل يف اإهداء ديوانه ‏»اأغاين االأطفال«‏ )2( ؛ قال:‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

ويف حماولة لسدّ‏ بعض النقص يف هذا املجال فلسطينيّاً،‏ عمدتُ‏ اإىل دراسة اجتاهات<br />

‏شعر الطفل يف الشعر الفلسطيني املعارص،‏ مبيّناً‏ القيم التي تضمَّنها كل اجتاه من تلك<br />

االجتاهات االأربعة التي حرصت فيها دراستي،‏ وهي:‏ الوطني،‏ واالجتماعي،‏ والتعليمي،‏<br />

والرتفيهي،‏ واستخدمت يف دراستي املنهج االستقصائي التحليلي،‏ بحيث استخرجت مناذج<br />

من اأشعار عدد من الشعراء الفلسطينيني الذين نظموا بعض ‏شعرهم لالأطفال،‏ ثمَّ‏ حَ‏ لَّلتُها<br />

مبيّناً‏ القيم واملعاين فيها،‏ ثم اأنهيتُ‏ الدراسة بخامتة اأجملتُ‏ فيها اأهم نتائج الدراسة،‏ ثم<br />

وضعتُ‏ هوامش الدراسة،‏ واأتبعتها بقائمة للمصادر واملراجع التي اأُخِ‏ ذت منها.‏<br />

أوالً‏ - االجتاه الوطين:‏<br />

اهتم الشعراء الفلسطينيون الذين كتبوا ‏شعراً‏ لالأطفال باالجتاه الوطني،‏ فاأكرثوا من<br />

نظم القصائد واالأناشيد يف هذا االجتاه،‏ كما اأنّ‏ هذا االجتاه ورد منثوراً‏ بشكل اأو باآخر يف<br />

االجتاهات االأخرى التي نظموا فيها لالأطفال،‏ اإذ يلحظ القاريء ملا نظم يف تلك االجتاهات<br />

كثرياً‏ من املعاين واملصطلحات ال بل والشعارات التي يتناقلها عامة الناس يف مناسبات<br />

كثرية مبثوثة يف ثنايا ما نظموه.‏<br />

وقد دفع الشعراء لالإكثار من النظم يف هذا االجتاه عوامل عديدة اأهمها:‏ تعرض الهوية<br />

الوطنية الفسطينية ملحاوالت عديدة ومستمّرة من قِ‏ بل االحتالل الصهيوين للوطن الفلسطيني<br />

– تعرضها ملحاوالت الطمس والتذويب،‏ فظهر يف فلسطني املحتلة عام 1948 حماولة<br />

من قِ‏ بل احلكومات الصهيونية ملا ‏سمي باأرسلة العرب فيما يسمى باإرسائيل عرب وسائل<br />

كثرية.‏ ويف فلسطني املحتلة عام 1967 اأي ما يُسمى بالضفة الغربية وقطاع غزة ظهرت<br />

حماوالت لسلخ املواطن الفلسطيني عن تاريخه الوطني،‏ وفصمه عن اأشقائه الفلسطينيني<br />

يف الشتات،‏ وبخاصة ممثله الرشعي منظمة التحرير الفلسطينية بفصائلها املتعدّدة،‏ وفيما<br />

بعد عن الفصائل التي ظهرت متاأخراً‏ على الساحة الفلسطينية مثل حركة املقاومة االإسالمية<br />

‏)حماس(‏ وحركة اجلهاد االإسالمي.‏ فضالً‏ عن حماوالت ‏سلخ املواطنني الفلسطينيني عن<br />

اأمتهم العربية واالإسالمية وفك ارتباطهم بهما يف كل املجاالت.‏


دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />

د.‏ مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />

وكان هدف هوؤالء الشعراء واضحاً‏ وبارزاً‏ فيما يكتبونه لالأطفال وهو توعية الطفل<br />

الفلسطيني بوطنه،‏ وتعزيز انتمائه اإليه،‏ وحثه على الصمود فيه،‏ وعدم الذوبان واالنصهار<br />

فيما يُعْرض عليه من بدائل،‏ فضالً‏ عن توعيته بوطنه الكبري عربياً‏ واإسالمياً،‏ وتعزيز<br />

انتمائه اإىل ذلك الوطن على الرغم من كل االآالم والعذاب التي ميكن اأن يلقاها الفلسطيني<br />

بشكل اأو باآخر يف بعض املواقع العربية واالإسالمية.‏<br />

من خالل استعراضي لدواوين عدد من الشعراء الفلسطينيني وقراءة كثري مما كتبوه<br />

يف االجتاه الوطني لالأطفال؛ متكنت من حرص عدد من املفاهيم واملعاين والقيم الوطنية<br />

التي ‏سعى الشعراء اإىل توعية الطفل الفلسطيني بها،‏ وتنمية مفهوم الوطن واالنتماء اإليه،‏<br />

والفخر بذلك،‏ واالستعداد للدفاع عنه فيما بعد،‏ وقد درست هذا االجتاه وفق االآتي:‏<br />

1. الوطن:‏<br />

مفهوم الوطن واسع ومتعدد اجلوانب،‏ وهو يتسع ويضيق وفقاً‏ للقيم واملعاين التي يُنشّ‏ اأ<br />

عليها الناشئة ويحملها من ينتسبون اإليه فيحملون ‏صفة املواطن الصالح.‏ وقد انعكست<br />

‏سعة هذا املفهوم يف ‏شعر الشعراء الفلسطينيني،‏ لكنّني وقفت يف حتديد هذا املفهوم عند<br />

نصوص عامة حدّدت الوطن ‏)االأرض(،‏ وتاريخها،‏ وقدسيتها،‏ واأهلها،‏ وامتدادها العربي<br />

واالإسالمي،‏ واأهم تلك النصوص هي:‏<br />

أ.‏ نص ‏»الوطن«للشاعر إسكندر اخلوري )3( ، يقول فيه )4( :<br />

الوطن<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

***<br />

<br />

<br />

فالشاعر هنا يحدّد بوضوح اسم الوطن،‏ ودميومته،‏ واأهميته للطفل الفلسطيني فهو<br />

اأحلى ‏سكن يجد فيه كل اأمانيه وكل ما يسعده،‏ ويعمِّمه ليكون لكل العرب،‏ وهو يعزِّز فيه<br />

اأيضاً‏ امتداده القومي.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

ب.‏ نص ‏»حنن نسل األقوياء«للشاعر إسكندر اخلوري،‏ يقول فيه )5( :<br />

حنن نسل األقوياء<br />

‏ين‏<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

***<br />

***<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

‏لا‏<br />

يف هذه االأنشودة يحرص الشاعر على بيان التاريخ العظيم الذي ينتمي اإليه الطفل<br />

الفلسطيني يف حماولة منه لدفعه اإىل جتاوز حالة الضعف والهوان التي يعيشها حارضاً،‏<br />

ويبنيِّ‏ له الوسيلة لتجاوز هذه احلالة،‏ ووصل حارضه مباضيه العريق،‏ اأال وهي الوحدة<br />

واالجتهاد يف العمل والبناء.‏<br />

وبالعودة اإىل نص ‏»الوطن«للشاعر اخلوري جند التاريخ ‏شاخماً،‏ فيقول )6( :<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

***<br />

‏لا‏ <br />

<br />

<br />

<br />

فالشاعر هنا يوجد روابط تاريخيّة متينة بني الطفل الفلسطيني ووطنه فلسطني.‏<br />

ففلسطني اأجنبت العلماء واحلكماء،‏ وهي اأرض مقدّسة تضم يف جنباتها رفات االأنبياء.‏<br />

واستذكار هذا التاريخ املجيد يبعث يف نفس الطفل التحدّي،‏ والصمود،‏ والقدرة على العطاء<br />

والفداء،‏ وصدّ‏ اأطماع الطامعني،‏ فيقول:‏ اإنّ‏ كل من يحاول االعتداء على فلسطني ‏سيكون<br />

مصريه الهالك الأن املواطن الفلسطيني مستعد دوماً‏ الفتداء وطنه فلسطني بروحه.‏


دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />

د.‏ مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />

ج.‏ أُنشودة ‏»وطين«‏ للشاعر مازن دويكات )7( ، يقول فيها )8( :<br />

وطني<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

‏ني‏<br />

حب الوطن عند الشاعر مازن دويكات مقدّس فهو واجب اأوصى اهلل ‏سبحانه وتعاىل<br />

به،‏ ومن ينكر ذلك يخرج من حالة االإميان اإىل الكفر،‏ اإن الوطن مقدّس قدسيّة املصحف<br />

الرشيف،‏ وعلى الفلسطيني اأن يحرص عليه ويحفظه يف عقله وقلبه،‏ وما زاد يف قدسيّته<br />

هو وجود املسجد االأقصى املبارك،‏ فهذا الوجود نعمة اأنعمها اهلل على الطفل الفلسطيني<br />

من بني نعم كثرية.‏ وكاأينّ‏ بالشاعر يتحسّ‏ ‏س حماوالت جهات حتاول جعل املقدّسات يف<br />

فلسطني نقمة على الشعب فريفضها ويوؤكد على اأنها نعمة على طفلنا اأن ينساأ على حبّها،‏<br />

وحمد اهلل عليها.‏<br />

د.‏ قصيدة ‏»فلسطني تتحدث عن نفسها«‏ للشاعر ‏»أبو النصر التميمي«‏ )9( ، يقول فيها )10( :<br />

فلسطني تتحدث عن نفسها<br />

<br />

<br />

‏ير‏ <br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

‏ني‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

هنا يعزّز الشاعر التميمي روابط الطفل الفلسطيني بوطنه من خالل اإظهار قدسيته<br />

االإسالميّة واملسيحيّة موؤكداً‏ يف ذلك على وحدة الشعب الفلسطيني التي تتعرّض دوماً‏<br />

ملحاوالت الشقِّ‏ والتمزيق من قِ‏ بل االحتالل.‏ ففلسطني عامرة باملقدّسات االإسالمية<br />

كاملسجد االأقصى املبارك،‏ ومسجد قبة الصخرة املرشّفة،‏ ومسجد احلرم االإبراهيمي<br />

الرشيف،‏ واملقدسيات املسيحيّة ككنيسة القيامة،‏ وكنيسة املهد.‏ فضالً‏ عن ذلك فاإن<br />

فلسطني بلد املجد التليد والكرامة السنية،‏ والبذل والفداء املتواصل،‏ وهي اأيضاً‏ بلد االإميان<br />

والعلم والشهادة.‏<br />

ه.‏ قصيدة ‏»الوطن«‏ للشاعر حممد الظاهر )11( ، يقول فيها )12( :<br />

الوطن<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

يف هذا املقطع من قصيدته يوضح الشاعر حممد الظاهر بعداً‏ اآخر للوطن يحرص على<br />

اأن يرسّ‏ خه يف ذهن الطفل الفلسطيني وقلبه،‏ وهو بُعد مهم يجب املحافظة عليه،‏ اإنه بعد<br />

االإنسان الفلسطيني.‏<br />

يتصور الشاعر الظاهر االأطفال الفلسطينيني يساألونه عن معنى كلمة الوطن،‏ فيجيبهم<br />

اإجابة ‏سهلة واضحة،‏ فيرشح لهم اأن للوطن عنارص ومكوّنات هي:‏ االأهل،‏ واالأصدقاء<br />

الطيبون،‏ واجلريان االأمناء،‏ والطبيعة اجلميلة؛ علوية وسفلية،‏ ‏ساكنة ومتحركة،‏ ومقاتلون<br />

اأقوياء يحمونه،‏ ومعان وقيم ‏سامية.‏<br />

وملّ‏ ا اطماأن الشاعر حممد الظاهر اإىل اأنه اأجاب ‏سوؤال االأطفال،‏ كرّر لهم عبارة ‏»هذا هو<br />

الوطن«،‏ وكاأنه يسهِّل عليهم مفهوم الوطن،‏ ويريدهم اأن يحفظوه يف عقولهم وقلوبهم.‏<br />

و.‏ نشيد ‏»موطني«للشاعر اإبراهيم طوقان )13( ، يقول فيه )14( :


دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />

د.‏ مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />

موطني ... موطني<br />

<br />

‏لا‏ <br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

بعد كل ما ‏سبق من بيان ملعنى الوطن تاريخاً‏ وديناً،‏ يتبنيّ‏ لنا يف هذا النشيد الذي<br />

نظمه الشاعر اإبراهيم طوقان؛ اأنه يحقّ‏ لالأطفال الفلسطينيني اأن يفاخروا بوطنهم،‏ واأن<br />

يعتزّوا بالعيش فيه ويدعو له بالسالمة من االأعداء،‏ ويرفضوا عيش العبيد حتت االحتالل،‏<br />

ثم يدعوهم لطرد املحتلني اليهود عن وطنهم ليبقى خالداً‏ لهم وحدهم.‏<br />

وهذا النشيد الأهميته جعلته السلطة الوطنية الفلسطينية عندما اأقيمت على اأثر اتفاق<br />

اأوسلو عام 1993، النشيد الوطني الفلسطيني الذي ينشده اأطفال مدارس فلسطني ‏صباح كل<br />

يوم دراسي،‏ وينشده الكبار يف كل مناسبة وطنية.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

ز.‏ قصيدة ‏»هنا باقون«‏ للشاعر توفيق زيّاد )15( ، يقول فيها )16( :<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

تاأتي قصيدة الشاعر الفلسطيني توفيق زياد ‏»هنا باقون«وبعد كل ما ‏سبق من توعية<br />

للطفل الفلسطيني بوطنه،‏ وبحيث فاخر به يف نشيد اإبراهيم طوقان؛ تاأتي القصيدة لتجعله<br />

يتحدى االحتالل ووسائله اخلبيثة الهادفة اإىل اقتالعه من اأرض الوطن،‏ فيقول اإننا لن<br />

نرحل وسنبقى منغرسني يف اأرضنا نقاوم االحتالل ونزعجه اإىل اأن جنربه على الرحيل.‏<br />

2. القدس:‏<br />

يكاد يكون لكل مدينة وقرية وخربة وخميم يف فلسطني موطن يف بيت ‏شعر،‏ اأو جملة<br />

نرث،‏ اأو موّال قاله مبدع فلسطيني باكياً،‏ ومستذكراً،‏ ومتوعِّ‏ داً،‏ واآمالً‏ بالعودة منترصاً‏ حمرّراً‏<br />

مبتهجاً‏ ليعيد الذكريات.‏<br />

والقدس التي هي درّة فلسطني،‏ وعروس عروبة االأمة العربية،‏ ومهوى اأفئدة قلوب<br />

املسلمني ارتبط مفهومها مبفهوم الوطن،‏ فلسطني عند الشاعر الفلسطيني،‏ والطفل<br />

الفلسطيني،‏ وعموم الشعب الفلسطيني،‏ وساعدها على اأن تكون يف ذلك املفهوم واملكانة<br />

العالية عوامل عديدة،‏ منها:‏ قدسيّة املدينة وارتباطها بالعقيدة االإسالمية،‏ فقد باركها<br />

اهلل يف كتابه العزيز فقال:‏ ‏»سُ‏ بْحَ‏ انَ‏ الَّذِي اأَرسْ‏ ‏َى بِعَبْدِهِ‏ لَيْالً‏ مِّ‏ نَ‏ املْ‏ ‏َسْ‏ جِ‏ دِ‏ احلَرَامِ‏ اإِىلَ‏ املْ‏ ‏َسْ‏ جِ‏ دِ‏<br />

االأَقْصَ‏ ى الَّذِي بَارَكْ‏ نَا حَ‏ وْلَهُ‏ لِرنُ‏ ‏ِيَهُ‏ مِ‏ نْ‏ اآيَاتِنَا اإِنَّهُ‏ هُ‏ وَ‏ السَّ‏ مِ‏ يعُ‏ البَصِ‏ ريُ«‏ )17( ، فضالً‏ عن مكانتها<br />

الكبرية يف التاريخ العربي االإسالمي،‏ وكونها العاصمة السياسية املعلنة للشعب الفلسطيني<br />

يف العرص احلديث.‏<br />

بناءً‏ على تلك املكانة فقد حازت القدس مكان الصدارة يف ‏شعر الطفل الفلسطيني<br />

الذي اأبدعه كثري من الشعراء الفلسطينيني،‏ وقد اخرتت عدة نصوص لتمثيل مكانة القدس،‏<br />

وحماولة الشعر الفلسطيني توعية الطفل الفلسطيني بها باعتباراتها املختلفة:‏


دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />

د.‏ مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />

أ.‏ أنشودة ‏»القدس«‏ للشاعر الدكتور وجيه سامل )18( ، يقول فيها )19( :<br />

القدس<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

فالشاعر حرص يف هذه االأنشودة على ترسيخ اسمَ‏ القدس يف ذهن الطفل من خالل<br />

تكرارها اإحدى عرشة مرّة،‏ كما بني حارضها حيث هي عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة،‏<br />

وبني قدسيتها من اهلل باأنها اأول قِ‏ بلة،‏ وجعل فيها االأقصى والصخرة،‏ واأرسى بالرسول<br />

‏صلى اهلل عليه وسلم اإليها،‏ وبني مكانتها التاريخية فهي قدّسها اهلل منذ فجر التاريخ،‏<br />

وفتحها عمر الفاروق ثاين خليفة راشدي،‏ وحرّرها ‏صالح الدين االأيوبي من الفرجنة،‏ لذلك<br />

فاإنه يحرص على حثّ‏ الطفل على التشبّث باملدينة املقدسة اإىل يوم القيامة،‏ واأن يعيش<br />

فيها عزيز النفس حامياً‏ لالأقصى من التهويد ويحفظها يف عقله وبدنه وال ينساها على<br />

الرغم من كل املغريات التي تُعرض عليه،‏ الأنها القدس التي تُفْتدى بالنفسِ‏ .


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

ب.‏ أنشودة ‏»محمَ‏ امُ‏ القدس«‏ للشاعر حممد ضمرة )20( ، يقول فيها )21( :<br />

محام القدس<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

‏اً‏ <br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

يف هذه االأنشودة السهلة،‏ يجعل الشاعر القدس اأماً‏ روؤوماً‏ تنادي اأبناءها الذين حتبّهم<br />

فيعودوا اإليها من بالد املهجر،‏ موؤكداً‏ اأن اأبناءها – ومنهم االأطفال املوجهة لهم هذه<br />

االأنشودة – مل يكونوا عاقني يوماً،‏ بل هم يغنون لها،‏ ويتغنون بذكرياتهم فيها.‏ ويوؤكد اأن<br />

القدس االأم الروؤوم ال تهوى الغرباء الغزاة،‏ بل تهوى اأبناءها العرب الذين نبتوا يف ترابها،‏<br />

وبنوها منذ االأزل اإىل اأن اأصبحت اأُماً‏ للدنيا كلّها،‏ موؤكداً‏ قدسية القدس والنور الذي حباها<br />

اهلل اإياه من دون غريها من املدن.‏<br />

ج.‏ أنشودة ‏»نشيد الرباق«‏ للشاعر إبراهيم طوقان،‏ يقول فيها )22( :<br />

نشيد الرباق<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

‏بر‏


دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />

د.‏ مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

***<br />

***<br />

***<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

لقد قال الشاعر اإبراهيم طوقان هذه االأنشودة يوم 23 اآب 1929 اأيام ثورة الرباق يف<br />

زمن االحتالل الربيطاين لفلسطني،‏ وهو هنا يحثُّ‏ ‏شباب فلسطني،‏ ويف الوقت نفسه يربي<br />

اأطفال فلسطني على قيمة افتداء املقدّسات باالأموال واالأرواح،‏ مستنهضاً‏ يف ذلك نخوة<br />

الشباب املسلم واأدباء الشباب العربي،‏ حمرّضاً‏ اإياهم على الدفاع عن املقدسات بحق النبي<br />

‏صلى اهلل عليه وسلم،‏ ومستسهالً‏ يف ‏سبيل ذلك املوت.‏<br />

3. املخيم:‏<br />

للمخيم يف ذاكرة الشعب الفلسطيني دالالت كثرية،‏ اإنّه تضاد القضية الفلسطينية منذ<br />

النكبة عام 1948، وحتى يومنا هذا،‏ اإّنه تضاد االأغلبية العظمى من اأبناء الشعب الفلسطيني،‏<br />

فتحت ‏صفيحه الالهب القارس عانى حياة الترشّد واللجوء،‏ وحتته كان يف ‏صدره وعقله<br />

بركاناً،‏ وحتته كان الصمود والنضال،‏ واالأمل بالتحرّر،‏ واالستقالل،‏ واملستقبل الواعد االآمن.‏<br />

يقول الشاعر حممد اأحمد جاموس )23( يف قصيدته ‏»اإينّ‏ كربت فيا كباراً‏ خذوا احلذر«‏ )24( :<br />

إنّي كربت فيا كبارا خذوا احلذر


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

الشاعر هنا ميكّن الطفل من البوح مبا يف نفسه،‏ اإنّه الطفل الذي كرب ‏رسيعاً‏ واأراد اأن<br />

ينتقل اإىل مرحلة اأخرى،‏ مرحلة النضال،‏ وهو ما زال عُ‏ مْرِيّاً‏ مل يبلغ االثني عرش ربيعاً،‏ لكنّه<br />

ولوعيه املبكر مبفهوم الوطن وواجباته،‏ يضع حدّاً‏ لسنوات الطفولة،‏ ملرحلتها حدّاً‏ مبكّراً،‏<br />

وله على ما يقول دالئل تثبت وتربهن ‏صحة انتقاله من حال اإىل حال،‏ فهو خالل اأعوامه<br />

القليلة تدرّب على ‏سالح االأربجي،‏ ورشق احلجارة،‏ وقد اأثبت حُ‏ ‏سْ‏ نَ‏ تدرّبه يف خميمات<br />

‏شاتيال بلبنان،‏ والربيج بقطاع غزة،‏ والدهيشة بالضفة الغربية،‏ فما فعله يف هذه املخيمات<br />

وغريها من خميمات اللجوء يثبت اأنه ابن بار لها وللوطن،‏ وباأن النرص ‏سيتحقق ال حمالة<br />

على يديّ‏ اأبناء جيله.‏<br />

4. االنتفاضة:‏<br />

عربّ‏ الشعب الفلسطيني عن رفضه االحتالل منذ بداية القرن املاضي،‏ وحتى اليوم،‏<br />

وقد اأخذ تعبريه ‏صوراً‏ عدة،‏ منها:‏ الثورة،‏ واملقاومة،‏ والعصيان املدين،‏ واالإرضاب اجلزئي<br />

والعام،‏ واأخرياً‏ االنتفاضة االأوىل عام 1987، وانتفاضة النفق عام 1996، وانتفاضة<br />

االأقصى عام 2000.<br />

وقد واجه جيش االحتالل الربيطاين،‏ والصهيوين مقاومة الشعب الفلسطيني باأبشع ‏صور<br />

القمع واالإرهاب،‏ فقتل،‏ ودمّ‏ ر،‏ ونهب،‏ وجرّف،‏ واقتلع،‏ لكن الشعب استمرّ‏ ‏صامداً‏ مقاوماً.‏<br />

يف اثناء مقاومة الشعب الفلشطيني لالحتالل التي ما تزال مستمرة،‏ ‏سجّ‏ ل الشاعر<br />

الفلسطيني اأحداث هذه املقاومة،‏ وعاجلها من كل جوانبها،‏ ومل ينسَ‏ عدد من الشعراء اأن<br />

يكتبوا لالأطفال الفلسطينيني عن مراحل املقاومة املختلفة،‏ فعرّفوه بها،‏ ودعوه لالنخراط<br />

فيها،‏ واملقاومة،‏ وقد اخرتت اأنشودة ‏»نشيد االنتفاضة«للشاعر عبد احلكيم جاموس )25( ،<br />

للتعبري عمّا يريد الشاعر تعريف الطفل الفلسطيني به عن االنتفاضة،‏ يقول )26( :<br />

نشيد االنتفاضة<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

***


دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />

د.‏ مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />

‏بر‏ <br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

‏ير‏ <br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

***<br />

***<br />

***<br />

***<br />

***<br />

<br />

<br />

‏بر‏<br />

<br />

<br />

‏بر‏<br />

<br />

<br />

‏بر‏<br />

<br />

<br />

‏بر‏ <br />

<br />

<br />

‏بر‏ <br />

يف هذه االأنشودة،‏ البسيطة والسهلة،‏ والواضحة،‏ ذات املعاين الرائعة حول الصمود<br />

والتحدّي والفداء والتضحية اأمام جربوت االحتالل واأسلحته الرهيبة.‏ يظهر الشاعر حتدّي<br />

اجلماهري الفلسطينية ملدافع االحتالل.‏ وبعد هذا املطلع الذي يثبت فيه الزمة االأنشودة،‏<br />

التي حتثُّ‏ االأم الفلسطيني على الصرب اأمام كل التضحيات الأن هدف التضحيات هو ‏سالمة<br />

القدس،‏ ملَ‏ َ ال وهذه االنتفاضة تفجّ‏ رت دفاعاً‏ عن القدس،‏ واأقصاها املبارك،‏ وحملت اسم<br />

االأقصى،‏ فسميت انتفاضة االأقصى.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

ويجعل الشاعر عبد احلكيم جاموس الطفل الفلسطيني يف هذه االنتفاضة ‏شبالً‏<br />

مستعرياً‏ له هذا املصطلح من الثورة الفلسطينية التي تُربي اأطفال فلسطني ما بني العارشة<br />

اإىل اخلامسة عرشة من اأعمارهم يف معسكرات تدريبيّة يف اأوقات حمدّدة من السنة،‏ تربية<br />

وطنية نضالية حتت مسمى االأشبال للذكور،‏ والزهرات لالإناث.‏ وهو هنا كاأمنّ‏ ا يقف اأمام<br />

االأشبال فينشدهم املهام امللقاة على عاتقهم الأنهم جيل الصمود والتحدّي،‏ ثم يطمئن<br />

الوطن واالأم والقدس اإىل النتيجة املرجوّة من الثورة ‏)االنتفاضة(.‏<br />

ويعدّ‏ الشاعر ما يتعرض له اأشبال االنتفاضة من قهر وتعذيب على يد االحتالل<br />

‏سارداً‏ بيرس وبساطة بعضاً‏ من ممارسات االحتالل الوحشية واالإرهابية ‏ضد فئات الشعب<br />

الفلسطيني بهدف كرس ‏صمودهم وهدّ‏ اإرادة التحدي عندهم.‏ ويف اخلتام يبعث الشاعر االأمل<br />

يف النفوس باأنَّ‏ النرص ‏سيكون حليف االأشبال وسيصلون قريباً‏ يف االأقصى احلزين اليوم<br />

الباسم املرسور غداً،‏ يوم التحرير واللقاء.‏ وهذا النرص موؤكد الأنه هو ذاته طريق ‏سلكه من<br />

قبل الفاحتون.‏<br />

5. الشهيد:‏<br />

يف كل مقاومة؛ ثورة،‏ اأو اإرضاب،‏ اأوعصيان مدين،‏ اأو انتفاضة،‏ لالحتالل يكون<br />

الشهداء هم الوقود،‏ وهم النور الذي ينري الطريق اأمام املقاومني االأحياء ليواصلوا املشوار<br />

نحو احلريّة.‏ وقد قدّم الشعب الفلسطيني ‏شهداء كرث يف كل مرحلة مقاومة،‏ وبذلك فقد اهتم<br />

الشعراء الفلسطينيون يف اأن يعرّفوا اأطفال فلسطني،‏ واأشبالها على مفهوم الشهيد،‏ ولكن بلغة<br />

قريبة من عقول االأطفال وقلوبهم،‏ ومبا يجعلهم يقدّرون الشهيد،‏ ويجلّون قيمة الشهادة.‏<br />

وقد اخرتت اأنشودة ‏»الشهيد«للشاعر الدكتور وجيه ‏سامل مثاالً‏ ملا كتبه الشعراء يف<br />

‏شعر االأطفال حول هذا املوضوع،‏ يقول فيها )27( :<br />

الشهيد<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

***


دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />

د.‏ مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />

<br />

***<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

يف هذه االأنشودة يقدّم الشاعر الدكتور وجيه الشهيد للطفل الفلسطيني بكلمات ‏سهلة،‏<br />

واضحة املعاين،‏ وتناسب مرحلته العمرية،‏ ومبا يعزّز معنى الشهادة ومكانة الشهيد يف<br />

عقل الطفل وقلبه.‏<br />

وقد اأحسن الشاعر يف اأن جعل الشهداء يحدّثون الطفل عن اأنفسهم فتكلموا بكلمات ومعان<br />

اعتاد االأطفال اأن يسمعوها من الكبار يف مناسبات تلقِّي التهنئة باستشهاد الشهداء،‏ التي اعتاد<br />

الشعب الفلسطيني؛ فصائل،‏ واأحزاب،‏ وعائالت اإقامتها يف اأماكن عامة.‏ فالشهداء ‏رشفاء الشعب،‏<br />

يعيشون مرسورين يف السماء العليا،‏ ودمهم الذي يسفك هو الذي ‏سيجلب احلرية واالستقالل،‏<br />

وهم يطلبون من االأم الفلسطينية اأن حتتفل بيوم استشهاد ابنها،‏ الأنه يوم عيد،‏ ذلك اليوم الذي<br />

ينال فيه ‏شهادة العزِّ‏ والكرامة،‏ اإنّ‏ واجبها اأن تصرب،‏ فتلبس اأحسن ثيابها،‏ وتزغرد،‏ وكاأنّه يوم<br />

زفافه،‏ الأنّ‏ روحه انتقلت اإىل السماء العليا لتحيا بني االأولياء والصاحلني.‏<br />

وهنا يتضح اأن الشاعر حرص على ملء اأنشودته باملعاين الدينية التي تقوّي روح<br />

الشهادة،‏ وتنميها يف الطفل الفلسطيني،‏ ال بل ويف كل اأبناء الشعب وفئاته.‏<br />

6. احلرية:‏<br />

قيمة احلرية غالية عند من يفتقدها،‏ والطفل الفلسطيني،‏ ولد،‏ ونساأ،‏ وترعرع حتت نري<br />

االحتالل الصهيوين،‏ وكثرياً‏ ما جترع ويالت االحتالل،‏ اأو ‏شاهد اأحد اأفراد اأرسته يتجَّ‏ رعها.‏<br />

وال ‏شك يف اأنه ‏سمع هذه الكلمة اجلميلة ترتدد يف بيته،‏ وروضته،‏ ومدرسته،‏ وحارته،‏<br />

وردّدها كثرياً.‏<br />

وقد اهتم الشعراء الفلسطينيون يف توعيّة الطفل الفلسطيني مبعنى كلمة احلرية،‏<br />

وقيمتها،‏ واأهميتها له كطفل،‏ ولشعبه،‏ والأرضه.‏ ومن بني الشعر الذي كُ‏ تِبَ‏ لالأطفال حول<br />

هذا املعنى اخرتت قصيدة ‏»حرية الشعب«للشاعرة فدوى طوقان )28( ، تقول فيها )29( :


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

حرية الشعب<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

توؤكد الشاعرة يف هذا اجلزء من قصيدتها،‏ اأن حرية الشعب هي جمموع حرية اأفراده،‏<br />

واأنّ‏ هذه احلرية ال بد اأن يسعى الطفل والشعب اإىل حتقيقها،‏ واأن ال يتنازل عنها على الرغم<br />

من كل املعوّقات التي تعيق الوصول اإليها،‏ وهي هنا جتعل الطفل الفلسطيني يردّد استعداده<br />

للنضال من اأجل حريته واملقاومة يف ‏سبيل حتصيلها مهما كان قمع االحتالل وبطشه،‏<br />

ويف كل الظروف؛ حتت اأزيز الرصاص،‏ ويف اأتون املواجهة مع االحتالل،‏ ويف املعتقالت<br />

حيث يشتدُّ‏ الشوق اإىل اأن يحققها ممارسة ‏سليمة،‏ وال يتنازل عنها.‏ ثم تاأخذ برسد كل مَ‏ نْ‏<br />

يحتاج للحرية املسلوبة موؤكدة اإرصار اجلميع على نيل احلرية لتعم كل باب من اأبواب<br />

بيوت فلسطني.‏<br />

ويقول الشاعر الدكتور وجيه ‏سامل يف اأنشودة له بعنوان ‏»احلرية«‏ )30( :


دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />

د.‏ مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />

‏تي‏<br />

احلرية<br />

‏تي<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

‏تي‏ <br />

<br />

<br />

<br />

‏تي‏<br />

<br />

<br />

<br />

ويف هذه االأنشودة يوؤكد الشاعر على ‏رضورة التمسك باحلرية الشخصية،‏ والوطنية،‏<br />

واستعداده لفدائها بروحه،‏ وقلبه؛ الأنها تعطيه االأمل يف احلياة،‏ وترفعه اإىل العُ‏ ال،‏ ومن<br />

دونها يعيش ذليالً‏ مهانا.‏<br />

ويوؤكد للطفل الفلسطيني حقّه االإلهي يف احلرية،‏ فهي نعمة من اهلل كنعمة البرص،‏<br />

وهي جميلة كالقمر ال يحلو السمر من دونها،‏ وهنا اإشارة اإىل قول الفاروق عمر بن اخلطاب:‏<br />

‏»متى استعبدمت الناس وقد ولدتهم اأُمهاتهم اأحراراً«.‏<br />

ثم يوؤكد للطفل الفلسطيني اأن احلرية غالية ثمينة يجب اأن يعيشها بعقله وقلبه ويحافظ<br />

عليها الأنها راأس ماله يف هذه احلياة،‏ ويدعها تنمو وتكرب ولو اضطر اأن يسقيها بدمه.‏<br />

يتضح مما ‏سبق اأن ‏شعر الطفل الذي كتبه الشعراء الفلسطينيون عالج مفهوم الوطن<br />

معاجلة متكاملة،‏ فعرّف الطفل الفلسطيني مبفهوم الوطن فلسطني،‏ ومفهوم الوطن الشعب<br />

الفلسطيني،‏ ومفهوم الوطن التاريخ،‏ واملقدّسات،‏ والثقافة.‏ ثم جعل الطفل يتغنّى بوطنه<br />

وحريته،‏ ويرصخ يف وجه املحتل اأنه لن يرحل وسيبقى منغرساً‏ يف وطنه.‏ واهتم بتوضيح<br />

بعض مظاهر الوطن كالقدس التي هي درّة الوطن،‏ واملخيم الذي هواملثال الصارخ على


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

احتالل الصهاينة الأرض فلسطني،‏ واالنتفاضة التي هي منوذج من مناذج املقاومة<br />

الفلسطينية لالحتالل الصهيوين،‏ والشهيد الذي هو وقود املقاومة،‏ واحلريّة التي هي هدف<br />

املقاومة املنشود.‏<br />

وقد اتضح يل من خالل استعراض دواوين عدد من الشعراء اأن االجتاه الوطني<br />

‏–على االأرجح-‏ طغى على بقية االجتاهات،‏ ‏سواء اأكان ما اأبدعوه فيه منفصالً‏ اأو جاء<br />

منثوراً‏ يف االجتاهات االأخرى.‏ كما اأن بعض ما جاء يف هذا االجتاه من قصائد واأناشيد<br />

يصلح لالأطفال والكبار على حدّ‏ ‏سواء،‏ اإذ كان الفدائيون الفلسطينيون وما يزالون يردّدون<br />

بعضه يف معسكراتهم التدريبية كاأنَّهم يجدونها تشحذ هممهم ‏»وتبعث احلماسة،‏ والنشوة،‏<br />

واالعتزاز يف النفوس،‏ وتنعش االأمل«‏ )31( .<br />

ثانياً‏ - االجتاه االجتماعي:‏<br />

اأدرك الشعراء الفلسطينيون الذين نظموا ‏شعراً‏ لالأطفال يف االجتاه االجتماعي اأهميّة<br />

هذا االجتاه يف تنشئة الطفل،‏ وتوجيه ‏سلوكه،‏ وتنميته،‏ وبلورة ‏شخصيّته،‏ وبذلك فقد اهتموا<br />

مبعاجلة همومه،‏ وهموم عائلته،‏ وجمتمعه من خالل ما كتبوا له من اأشعار ‏سواءً‏ اأكانت<br />

هذه االأشعار يتعلّمها الطفل يف املدرسة،‏ اأو يقراأها منفرداً،‏ اأو تقراأها له االأرسة ‏)الوالدان،‏<br />

اأو االأخوة(.‏<br />

ويف هذه الدراسة حاولت معرفة طبيعة التنشئة االجتماعية التي ‏سعى الشعراء<br />

الفلسطينيون اإىل اأن يُنشّ‏ اأ عليها اأطفال فلسطني،‏ وذلك من خالل استعراض جمموعة من<br />

القصائد واالأناشيد لعدد من الشعراء الفلسطينيني املحدثني،‏ فرسمت من خالل استعراض<br />

تلك االأشعار ‏صورة الطفل الفلسطيني عند كل ‏شاعر من هوؤالء الشعراء ‏سواءً‏ اأكانت ‏صورة<br />

جزئية اأم ‏شبه كاملة،‏ ثم اأجملتُ‏ يف نهاية هذا االجتاه الصورة العامة التي اأمكنني<br />

استخالصها من جمموعة الصور.‏<br />

اأما الشعراء الذين متكنتُ‏ من العثور على قصائد لهم يف هذا االجتاه وراأيتُ‏ اأن الصور<br />

التي حتدّثوا عنها مناسبة لهذه الدراسة،‏ فقد استعرضت اأشعارهم،‏ كما ياأتي:‏<br />

1. الطفل يف شعر الشاعر فاضل علي )32( :<br />

رسم الشاعر فاضل علي ‏صورة طفله االجتماعية من خالل قصيدتني واأنشودة وردت<br />

يف ديوانني،‏ وذلك على وفق االآتي:‏


دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />

د.‏ مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />

أ.‏ صورة الطفل يف قصيدة ‏»خدي كالورد«‏ )33( :<br />

جعل فاضل علي طفله يف هذه القصيدة يبداأها بتاأكيد طفولته،‏ وينهيها بتاأكيد اأهميّة<br />

ما يبوح به ملجتمعه،‏ قال:‏<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

يخاطب طفل الشاعر فاضل علي يف هذه القصيدة جمتمعه الذي يعيش فيه ‏)االأرسة،‏<br />

الشعب(‏ ويفصح عمّا يودُّ‏ اأن يدركه املجتمع عنه كفئة من فئات املجتمع ‏–لها كامل احلقوق<br />

والواجبات-،‏ فيقول للمجتمع بعد تاأكيد طفولته والفئة االجتماعية التي ينتمي اإليها،‏ وال<br />

يريد اأن يُقفزَ‏ عنها:‏<br />

<br />

يقول هذا الطفل:‏ اإنّه طفل يعيش حياته،‏ وله احلقُّ‏ يف اأن يعيشها كما ‏شاء اهلل له اأن<br />

يعيشها خطوة خطوة،‏ ومرحلة عمرية تلو اأخرى،‏ اأي هو يعيشها اأو يريد بتدرّج فيصعد فيها<br />

كما السلّم درجة درجة.‏<br />

<br />

وهو يعيشها كما تعيش بقية فئات املجتمع حيواتها؛ اإنّه يعيشها بقلبه وعقله،‏ اأي بكل<br />

ما يضمن ‏سالمة العيش.‏<br />

<br />

وهو بعد ذلك يرجو جمتمعه بل يتوسّ‏ له ‏)االأرسة،‏ والشعب،‏ اأو الصغري والكبري،‏ اأواخلاص<br />

والعام(‏ اأن يتفهّم حياته وحقّه يف اأن يعيشها كما يشاء،‏ وذلك لكي يتمكن من الوصول اإىل<br />

اأهدافه ‏)اأهداف مرحلة الطفولة(.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

<br />

<br />

ويوؤكد هذا الطفل على ‏رضورة اأن ال يستخف املجتمع بحقّه يف احلياة؛ فيسمعه،‏<br />

ويفهمه بشكل كامل؛ الأن كل ما يقوله مهم وال يجوز جتزئته:‏<br />

ب.‏ صورة الطفل يف أنشودة ‏»أطفال حنن«‏ )34( :<br />

<br />

<br />

<br />

‏لا‏ <br />

<br />

<br />

‏ني‏ <br />

<br />

<br />

<br />

<br />

***<br />

***<br />

***<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

يف هذه االأنشودة يبني طفل الشاعر فاضل علي الهدف الذي يسعى اإليه،‏ وذلك بعد<br />

التاأكيد على طفولته.‏ فالطفل يف هذه االأنشودة يريد اأن يعيش حياة احلرية التامة التي ال<br />

يتدخل اأحد فيها،‏ متاماً‏ كما تعيش الزهرة الربية يف برّيتها فال تتاأثر مبوؤثرات خارجية.‏<br />

‏لا‏


دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />

د.‏ مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />

ثم يف مرحلة تالية يريدون اأن يتعلّموا ما يتمكّنوا به من بناء مستقبلهم بناءً‏ ‏سليماً‏<br />

قائماً‏ على اجلدّ‏ والعلم واحلبّ‏ .<br />

<br />

<br />

<br />

‏ني‏<br />

ويف مرحلة التعلّم يوؤكّ‏ د طفل الشاعر فاضل علي على ‏رضورة اأن يراعي املجتمع<br />

خصوصيته،‏ ويراعي تفكريه وعواطفه،‏ والشاعر هنا يبدو مرصّاً‏ على ‏رضورة هذه املراعاة،‏<br />

الأنَّ‏ ذلك اإذا ما متّ‏ فاإنه يوصله اإىل القمة اأي اإىل الهدف الذي يسعى اإليه كامالً‏ غري منقوص.‏<br />

ويف ختام القصيدة يُلقي طفل فاضل علي ‏ضوءاً‏ على مستقبله الذي ‏سيختاره،‏<br />

وهدفه الذي يسعى اإليه،‏ فهو هدف خري يتمُّ‏ حتقيقه باتباع احلق،‏ موؤكداً‏ اأنّه اإن كان املسعى<br />

مسعى حقّ‏ فاإنّه يصل اإىل هدف اخلري،‏ مع االإشارة اإىل ‏رضورة رعاية الكبار للصغار ملا يف<br />

ذلك من خري ينتظر الراعي ‏)الوالدان واملجتمع(‏ مع التاأكيد على املجتمع يف قوله:‏<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

ج.‏ صورة الطفل يف قصيدة ‏»لديّ‏ القرار«‏ )35( :


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

يرصّ‏ طفل الشاعر فاضل علي يف هذه القصيدة على بيان مستقبله،‏ وحقّه يف اختياره<br />

بعيداً‏ عن رغبة املجتمع ‏)وهنا يخصص االأرسة ممثّلة بالوالدين(.‏<br />

وهو يف هذه القصيدة يبني على ما اأسّ‏ ‏سه يف القصيدة االأوىل،‏ حيث اأكد حقّه يف اأن<br />

يعيش حياته كما يريدها،‏ وبناءً‏ على ذلك،‏ فاإنَّ‏ من حقّه اأن يختار مستقبله بنفسه اختياراً‏<br />

حرّاً.‏ موؤكداً‏ قدرته على املحافظة على هذا احلق من خالل استخدامه الدبلوماسية واملجاملة<br />

يف التعامل مع ما ميكن اأن نسميه جتاوزاً‏ امالءات اأو حدود املستقبل الذي يريده منه<br />

املجتمع اأو يرسمه له ليسري اإليه.‏<br />

اإن طفل الشاعر فاضل علي مستعد ملجاملة جمتمعه لكنه ال يضحي مبستقبله،‏ فيقول<br />

ملجتمعه اأنّ‏ ما يقوله – ترديداً‏ كالببغاء – لهم يف ‏صغره من مستقبلهم ليس اإال جماملة<br />

واإرضاءً‏ لهم،‏ وحتقيقاً‏ وهمياً‏ وموؤقتاً‏ ملا يخطّ‏ طونه له،‏ ويتوهّ‏ مون اأنه قبله.‏<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

لكن طفل الشاعر فاضل علي،‏ يعلم ما يف نفوس جمتمعه،‏ ويعلم ما يريدُ‏ هو،‏ اإنّه يردّد<br />

ما يدخل الرسور اإىل نفوسهم،‏ ويحتفظ يف قرارة نفسه بخياره الذي يحدّد فيه مستقبله،‏<br />

ويضمن فيه حقّه يف اأن يعيش حياته كاملة؛ بعقله وقلبه.‏<br />

2. الطفل يف شعر الشاعر وجيه سامل:‏<br />

رسم الشاعر الدكتور وجيه ‏سامل ‏صورة واضحة ومتواضعة للطفل الذي يريده يف قصيدة<br />

له بعنوان ‏»الطفل«وهو فيها يوؤكد بعض مالمح ‏صورة طفل الشاعر فاضل علي،‏ قال )36( :<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

***<br />

***<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

‏لا‏


دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />

د.‏ مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />

<br />

<br />

‏ي‏ <br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

اإن طفل الشاعر الدكتور وجيه يوؤكد مرّة اأخرى على حقّه يف اأن يعيش طفولته وباخلصوصية<br />

التي يريدها،‏ ومن دون تدخّ‏ ل من اأحد اإال مبا يرشده ويهديه عاطفياً،‏ وعقلياً.‏ فهو بحاجة حلنان<br />

اأمه،‏ ونصائح اأبيه،‏ وذلك كلّه اإذا ما حصل عليه فاإنه يسري يف حياته نحو االأمام.‏<br />

ويف القطعة الثانية من القصيدة يجعل الشاعر طفله يبوح باالأخالق التي يريد اأن يُنشّ‏ اأ<br />

عليها ال بل اإنّه يبوح هو نفسه باالأخالق التي يصبو اإىل اأن يُنشّ‏ اأ عليها اأطفال فلسطني،‏ فهو<br />

يحب الصدق،‏ ويكره الكذب،‏ ويهوى العلم واالأدب،‏ وهو موؤمن ملتزم يطيع اهلل،‏ والوالدين،‏<br />

واأويل االأمر،‏ وعليه فاإنه بذلك يستحق حبّ‏ والديه ‏)جمتمعه الصغري(،‏ وهو ال يكتفي بذلك<br />

بل يحثّهم على االستمرار يف تنشئته التنشئة التي باح بها.‏<br />

ويف القطعة الثالثة يجعل الشاعر طفله يبوح بالطريقة الرتبوية السليمة التي يجب<br />

اأن تُتّبع يف تربيته،‏ اإنّها تقوم على:‏ االأخذ باللطف،‏ وعدم القهر،‏ واالأمانة،‏ والرضب،‏ الأن<br />

الرضب يورِّث االكتئاب املزمن عنده،‏ اأما اإن مت تعديل ‏سلوكه االجتماعي بلطف فاإنه يعيش<br />

حياة ‏سعيدة،‏ وينمو فيصبح ذو ‏ساأن،‏ ويبدو مستقبله باسماً.‏<br />

3. الطفل يف شعر الشاعر إسكندر اخلوري:‏<br />

كان الشاعر اإسكندر اخلوري من اأوائل الشعراء الفلسطينيني الذين كتبوا ‏شعراً‏ للطفل<br />

الفلسطيني،‏ وقد اخرتت له اأنشودة بعنوان ‏»بالدي ما اأُحيالها«‏ )37( :<br />

<br />

<br />

‏لا‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

هنا نرى الشاعر اإسكندر اخلوري يرسم فضاءً‏ اجتماعياً‏ جديداً‏ غري ماألوف للطفل<br />

الفلسطيني،‏ اإنّه فضاء يجمع بني املكان والتاريخ واالإنسان واملستقبل والدين.‏ وميزجها<br />

كلها فيجعلها فلسطني التي يردّدها لكي ال ينساها الطفل الفلسطيني الذي يرسم ‏صورته<br />

الشاعر البيتجايل،‏ موؤكداً‏ اأنه تذكّ‏ ر فلسطني ال بل اإن حبّها هو جزء من الدين،‏ وحب الوطن<br />

واالأهل واملاضي واملستقبل،‏ ويفصّ‏ ل االأهل الأنهم البيئة االجتماعية االأقرب للطفل،‏ فيذكر<br />

االأبناء واالآباء والزوجات واالأجداد.‏<br />

4. طفل الشاعر إبراهيم طوقان:‏<br />

وجه الشاعر اإبراهيم طوقان الطفل الفلسطيني اإىل ما يجب عليه خلدمة جمتمعه<br />

الفلسطيني،‏ ففي اأنشودة له بعنوان ‏»العمل«‏ يقول )38( :<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

‏ير‏


دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />

د.‏ مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />

يف هذه االأنشودة يوؤسس الشاعر اإبراهيم طوقان يف ثالثينيات القرن امليالدي املاضي<br />

دعائم البناء االجتماعي،‏ ويحدّد ركائزه االأساسية،‏ وذلك من خالل جعل الطفل يف مرحلة<br />

متقدّمة من طفولته ‏)مرحلة الشباب(‏ هو جمد فلسطني وعزّها،‏ لكنَّ‏ هذا املجد عليه اأن ينساأ<br />

حمبّاً‏ للعمل واالجتهاد رافضاً‏ للكسل واخلمول،‏ وهو اإنْ‏ اتصف بهاتني الصفتني ورفض<br />

الصفتني الضّ‏ دين يضمن لفلسطني – املجتمع،‏ والوطن - االأمل يف املستقبل،‏ والسوؤود<br />

والرفعة بني اأمم العامل.‏<br />

5. طفل الشاعر راشد حسني )39( :<br />

حاول الشاعر راشد حسني يف قصيدته التي اخرتتها اأن يجمع الطفل الفلسطيني مع<br />

االإنسان الفلسطيني من املراحل العمرية املختلفة،‏ وذلك يف حماولة الإيجاد جو اجتماعي<br />

خاص للطفل املراد،‏ قال يف قصيدته بعنوان:‏ ‏»اإىل اأمي«‏ )40( :<br />

‏بر‏<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

‏لا‏ <br />

<br />

<br />

<br />

يدمج الشاعر راشد حسني طفله يف هذه القصيدة مع فئات املجتمع العمرية االأخرى،‏<br />

بجامع الشغف باالأم،‏ وكاأمنّ‏ ا هو يتمثل بقول ‏شاعر فلسطني املعارص حممود درويش )41( :<br />

<br />

<br />

<br />

ولكن الشاعر راشد ال يجعل االأم يف قصيدته هي االأم البرشية بل االأم الشعب واالأرض<br />

الفلسطينية يف عطائها الأبنائها ‏صغاراً‏ وكباراً‏ من اأجل اأن يعيشوا احلياة املاأمولة.‏<br />

االأم عند الشاعر تتسامى على جراحها،‏ فيتحول الدم النازف منها اإىل نبع عطاء يخلّف<br />

حياة خرضاء،‏ ال بل زيتونة فلسطينية غضّ‏ ة نرضة،‏ يكرب يف ظلها اأطفال الشاعر راشد حسني،‏<br />

اأطفال فلسطني،‏ رافعي الروؤوس،‏ ‏شديدي االنتماء والوفاء لالأم اخلاصة والعامة ‏)اأمه والشعب(،‏<br />

وبذلك يتعزّز ‏صمود الشعب الفلسطيني وحبه لوطنه واأرضه،‏ ويقوّي كل طرف منهما االآخر.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

6. طفل الشاعر يوسف احلروب )42( :<br />

رسم الشاعر يوسف احلروب الطفل الفلسطيني بارّاً‏ باأمه مضحّ‏ ياً‏ به،‏ قال يف قصيدته<br />

التي عنوانها ‏»اأحقُّ‏ الناسِ‏ بالربِ‏ ِّ« )43( :<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

‏ير‏<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

فالشاعر احلروب هنا يركز على قيمة اجتماعية مهمّة يف املجتمع الفلسطيني املسلم،‏<br />

ويحثّ‏ الطفل على اأن يربّ‏ اأمه،‏ ومينحها حبه الغامر،‏ ويفديها بكل ما ميلك الأنّ‏ يف ذلك الرب<br />

طاعة هلل وفالح عظيم له.‏<br />

يتضح من خالل الصور الستة التي رسمتها قصائد واأناشيد ‏ستة من الشعراء<br />

الفلسطينيني الذين كتبوا ‏شعراً‏ للطفل الفلسطيني،‏ اأن الصورة االجتماعية التي يريدها هوؤالء<br />

الشعراء للطفل الفلسطيني تتمثل يف احرتام طفولة الطفل الفلسطيني بكل ما تعني هذه<br />

الطفولة من معانٍ‏ كمرحلة عمرية كاملة،‏ واأن يُنَشّ‏ اأ الطفل تنشئة دينيّة،‏ واأخالقية ووطنية،‏<br />

تقدّس القيم االجتماعية للمجتمع الفلسطيني الصغري ‏)االأرسة(‏ والكبري ‏)الشعب(،‏ وحترتم<br />

هذه القيم وتتمثلها يف حياتها،‏ وتعمل من اأجل رفعة املجتمع الفلسطيني،‏ وازدهاره،‏<br />

وحتقيقه اأرقى درجات الرقي والتطور،‏ وذلك من خالل اجلدّ‏ والعلم.‏<br />

ثالثاً‏ - االجتاه التعليمي<br />

اهتم كثري من الشعراء الفلسطينيني الذين نظموا ‏شعراً‏ للطفل بالتعليم عن طريق الشعر،‏<br />

فضمّنوا ‏شعرهم اأنواعاً‏ عديدة من القيم التي يحرص املجتمع على تنشئة اأطفاله عليها،‏<br />

وصنوف املعرفة النظرية والعملية.‏<br />

ومن خالل القصائد واالأناشيد التعليمية التي نظموها تعلّم االأطفال القراءة والكتابة،‏<br />

وتعاليم الدين االإسالمي احلنيف،‏ ومظاهر الطبيعة املختلفة،‏ واالأخالق احلميدة،‏ والسلوك<br />

السّ‏ ويّ‏ ، وحبّ‏ الوطن.‏


دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />

د.‏ مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />

وقد الحظتُ‏ خالل قراءتي لكثري مما نظمه عدد من الشعراء الفلسطينيني من ‏شعر<br />

تعليمي لالأطفال اأن نظم الشعر التعليمي يحتاج اإىل دُربة ومران طويلني لكل ‏شاعر يريد<br />

اأن يخوض جتربة نظم الشعر التعليمي لالأطفال،‏ وذلك لكي يتمكن من انتقاء مفردات<br />

قصيدته اأو اأنشودته مبا يناسب املرحلة العمرية التي يكتب لها،‏ ولكي تكون تراكيبه ‏سهلة<br />

وواضحة وبعيدة عن التعقيد اللغوي،‏ واللفظي،‏ واملعنوي،‏ فضالً‏ عن ‏رضورة اأن يحسن<br />

اختيار موسيقاه التي ينظم عليها بهدف جذب االأطفال اإىل ما يُكتب لهم،‏ وترغيبهم يف<br />

حفظه،‏ ما يجعل القصيدة اأو االأنشودة حمفوظة يف ذاكرة االأطفال الذين يكتب لهم الشاعر<br />

متاماً‏ كالنّقش يف الذاكرة.‏<br />

ومن خالل استعراضي ما قراأت،‏ وحماولتي االختيار منه لهذه الدراسة،‏ وجدتُ‏ اأن<br />

الشعراء الذين نظموا يف الشعر التعليمي انقسموا قسمني هما:‏<br />

. أاأن الشعر التعليمي لعدد من الشعراء جاء غري مناسب ملستوى الطلبة الذين نُظم<br />

لهم،‏ وبخاصة يف املرحلة التعليمية االأوىل ‏)االإبتدائي(،‏ اإذ ‏ضمّنوا اأشعارهم<br />

مفردات ‏صعبة،‏ وحمَّلوها معانٍ‏ اأصعب،‏ فيما جعلوا موسيقاهم ركيكة اأو ال تنجذب<br />

اإليها اأُذن الطفل )44( .<br />

. باأن الشعر التعليمي لعدد اآخر من الشعراء جاء مناسباً‏ ملستوى الطلبة االأطفال<br />

الذين نُظِ‏ مَ‏ لهم،‏ اإذ برع هوؤالء الشعراء فيما نظموه من اأشعار،‏ فاأحسنوا اختيار<br />

املفردات البسيطة والسهلة املناسبة للمرحلة العمرية لالأطفال،‏ واملعاين الواضحة<br />

التي يسهل معرفتها من االأطفال،‏ فيما كانت موسيقى ‏شعرهم يلتذّ‏ لها القاريء،‏<br />

وتتشنّف بها اأُذن السامع ‏)الطفل(‏ ما اأسهم يف رسوخ القصيدة اأو االأنشودة يف<br />

ذاكرة الطفل الفلسطيني.‏<br />

وقد اخرتت من القسم الثاين جمموعة من القصائد واالأناشيد هدفت اإىل تعليم<br />

االأطفال موضوعات عديدة،‏ ودرستها على النحو االآتي:‏<br />

1. تعليم احلروف اهلجائية<br />

وقع اختياري على قصيدتني يف تعليم احلروف الهجائية لالأطفال هما:‏<br />

اأ.‏ قصيدة الشاعر وجيه ‏سامل بعنوان ‏»حروف الهجاء ‏)ب(«،‏ يقول فيها )45( :<br />

<br />

‏ن‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

‏ين<br />

‏ين‏ <br />

‏ين‏ ‏ين‏ <br />

<br />

<br />

فالشاعر الدكتور وجيه ‏سامل يبداأ قصيدته التعليمية هذه الأطفال فلسطني باأن يعلّمهم<br />

اأهمية اللغة العربية وقدّسيتها،‏ وما ميكن للطفل الفلسطيني اأن يعمله من حروف العربية،‏<br />

فمنها يبني اأو يركّ‏ ب اأحلى الكلمات،‏ وينشد اأحلى النغمات،‏ ثم يعلّمه حروف العربية يف<br />

تقسيم جميل وموسيقي.‏<br />

ب.‏ قصيدة الشاعر حممد الظاهر بعنوان ‏»اأبجديّة الطفل العربي«،‏ يقول فيها )46( :<br />

(


دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />

د.‏ مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />

وهذه القصيدة ميكن من خاللها ترسيخ كل حرف من حروف العربية يف ذهن الطالب،‏<br />

بعدما حفظ احلروف يف قصيدة الدكتور وجيه ‏سامل برتكيب اأبتثي بحيث يسهل عليه تذكّ‏ رها.‏<br />

اأما يف قصيدة حممد الظاهر فاإنّه يعطي كل حرف معنى خاصاً‏ يسهم يف ربط احلرف بهذا<br />

املعنى اخلاص.‏ وقد اختار الشاعر لقصيدته موسيقى البحر املتدارك التي تناسب تنغيم<br />

كلمات القصيدة مبا يناسب تسهيل حفظ القصيدة على الطفل.‏<br />

2. تعليم بعض األصوات<br />

وقد اخرتتُ‏ قصيدة للشاعر يوسف احلروب بعنوان ‏»بعض االأصوات يف لغة العرب«،‏<br />

ويقول فيها )47( :<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

ويف هذه القصيدة املكونة من 24 بيتاً‏ يعلِّم الشاعر يوسف احلروف الطفل الفلسطيني يف<br />

كل ‏شطر من اأشطر القصيدة اسم ‏صوت من االأصوات الكثرية يف اللغة العربية،‏ وذلك يف لغة<br />

‏سهلة وواضحة،‏ وقد ‏صاغ تلك الكلمات يف موسيقى البحر املجتث وهي موسيقى غنائية<br />

تناسب املستوى التعليمي.‏<br />

3. التعريف باهلل جلّ‏ جالله<br />

ووقع اختياري على قصيدة الشاعر الدكتور وجيه ‏سامل بعنوان ‏»اهلل اخلالق«،‏ يقول فيها )48( :<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

‏ني‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

فالشاعر الدكتور وجيه ‏سامل يقدّم للطفل الفلسطيني تعريفاً‏ مبسطاً‏ وسهالً‏ هلل ‏سبحانه<br />

وتعاىل،‏ وذلك من خالل تعريفه مبا نتوجه به اإىل اهلل من عبادة،‏ ودعاء،‏ وحمد،‏ ورفض<br />

املنكرين لوجوده،‏ وكل عمل ‏سيئ،‏ وطلب الرحمة،‏ والرزق،‏ والربكة،‏ والغفران منه ‏سبحانه،‏<br />

وهذه معانٍ‏ ‏سهلة،‏ يسمعها الطفل من اأبويه ويف املسجد عندما يذهب مع اأحدهما اإليه وهو<br />

‏صغري،‏ ويف املدرسة يصبح يدرك من خالل هذه القصيدة وغريها ما يقوم به املحيطون به<br />

‏)اأرسته الصغرية(‏ والناس يف املسجد من اأعمال وصلوات.‏<br />

4. تعليم النظافة<br />

النظافة قيمة مهمة يف حياة االإنسان بعامة،‏ واملسلم بخاصة،‏ ولذلك فاإن املوؤسسة<br />

التعليمية الفلسطينية تُعنى بتعليمها للطفل الفلسطيني حتقيقاً‏ ملتطلبات املجتمع<br />

الفلسطيني املسلم الذي يوؤمن بالقول املاأثور ‏»النظافة من االإميان«.‏ وقد حثّ‏ اأكرث من ‏شاعر<br />

فلسطيني يف قصائد لهم الطفل الفلسطيني على تعلم معنى هذه القيمة،‏ وما يجب عليه عمله<br />

لكي يكون نظيفاً،‏ ويف ديوان ‏»اأغاين الطفولة«للشاعر الدكتور وجيه ‏سامل اأنشودة بعنوان<br />

‏»النظافة«نظمها على لسان طفل يحادث زمالءه يف الصف،‏ فيشجعهم على االقتداء به لكي<br />

يكونوا نظيفني،‏ يقول )49( :<br />

<br />

<br />

‏ني‏ ***<br />

<br />

<br />

***<br />

<br />

<br />

***<br />

<br />

<br />

وهنا نرى طفل الشاعر يخرب زمالءه يف املدرسة اأو الروضة مبا يقوم به من النظافة<br />

حلفظ جسمه من االأمراض،‏ فهو ينظف جسمه باستمرار،‏ وعينيه،‏ واأسنانه ويبني فائدة كل<br />

عمل يقوم به،‏ ثم يحثّ‏ زمالءه مبرح على اإعطاء النظافة القيمة التعليمية الرتبوية الدينية<br />

التي تستحق وهي:‏ النظافة من االإميان.‏


دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />

د.‏ مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />

5. تعليم الطفل السلوك السليم<br />

ال ‏شك يف اأنَّ‏ لكل جمتمع جمموعة من القيم السلوكية الرتبوية التي يحرص على<br />

نقلها بطرق ‏سليمة اإىل ناشئته،‏ واملجتمع الفلسطيني ليس ‏شاذاً‏ عن غريه من املجتمعات،‏<br />

فلديه قيم ‏سلوكية تربوية توافق عليها اأفراده وفئاته املختلفة،‏ وهو حريص على اأن<br />

يعلّمها الأطفاله،‏ ويغرسها يف نفوسهم،‏ وقد نظم تلك القيم عدد من الشعراء يف قصائد<br />

كثرية،‏ واخرتتُ‏ لتمثيل جانب من هذه القيم،‏ قصيدة للشاعر مازن دويكات بعنوان ‏»حسن<br />

الشاطر«،‏ يقول فيها )50( :<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

‏ير‏ <br />

لقد اختار الشاعر دويكات لهذه القصيدة عنواناً‏ ‏شعبياً‏ حمبّباً‏ للطفل الفلسطيني،‏ الأنه<br />

وبال اأدنى ‏شك ‏سيكون ‏سمع ‏شيئاً‏ جميالً‏ عن الشاطر حسن وحُ‏ ‏سن ‏سلوكه يف قصة،‏ اأو حكاية<br />

من اأمه،‏ اأو اأبيه،‏ اأو اأحد اأجداده،‏ فكان بذلك موفقاً‏ يف اختيار الطفل النموذج الذي يتوجه<br />

اإىل زمالئه باأن يقتدوا به يف ‏سلوكهم اليومي،‏ فهو طفل حسن اخللق،‏ ذكي وشاطر،‏ ووجهه<br />

جميل ونظيف،‏ ورائحته عطرةٌ‏ كالوردة،‏ يستيقظ مبكراً،‏ ويلقي على اأهل بيته ومن يقابله<br />

حتية الصباح،‏ ويبداأ يومه بالبسملة وذكر اهلل وتوحيده،‏ ثم يتناول طعام االإفطار ليحافظ<br />

على ‏صحته،‏ وبعدها يحمل حقيبته املدرسية،‏ ويف الطريق اإىل املدرسة يلتقي زمالءه<br />

االأطفال مبتسماً‏ مرسوراً،‏ وعندما يدخل الصف الدراسيّ‏ تكون رغبته جاحمة يف تلقي العلم<br />

الأنه يوؤمن باأن العلم نور يضيء له مستقبله.‏<br />

وما يجعل هذه االأنشودة حمبَّبة لالأطفال هو حسن اختيار األفاظها،‏ وسهولتها،‏ وقربها<br />

مما هو ‏شائع بني الغالبية العظمى من االأطفال،‏ وقرص مقاطع بحرها املوسيقي،‏ وتناسب<br />

نغماته مع حركات الصغار،‏ وقفزاتهم الفرحة يف التهيوؤ للذهاب اإىل املدرسة،‏ ويف اأثناء<br />

الذهاب،‏ وانبساطهم،‏ وعلوّ‏ همّتهم يف تلقّي العلوم.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

6. تعليم فصول السنة<br />

يهتم املجتمع باإعطاء االأطفال معلومات مفيدة عن البيئة التي يعيشون فيها،‏ وبخاصة<br />

مظاهر البيئة التي توؤثر فيهم ويف جماالت متعدّدة،‏ ومما يهتم املجتمع الفلسطيني بتعليمه<br />

الأطفاله وناشئته؛ فصول السنة االأربعة:‏ الربيع والصيف،‏ واخلريف والشتاء.‏<br />

وقد اخرتت اأنشودة وقصيدة يف تعليم فصول السنة،‏ هما:‏<br />

أ.‏ أنشودة ‏»الفصول األربعة«‏ للشاعر مازن دويكات،‏ يقول فيها )51( :<br />

الفصول األربعة


دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />

د.‏ مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />

يف هذه االأنشودة السهلة البسيطة،‏ التي بداأها بتجسيم الفصول،‏ وتوحدها ثم ترك<br />

الفرصة لكل فصل اأن يتحدّث عن نفسه،‏ فذكر ما يحصل فيه،‏ وفائدته،‏ وما يصاحبه من<br />

تغيري يف الطقس واملُناخ.‏ ثم ختم االأنشودة باأن جعل املعلّم يظهر فيجمل ما حتدّث به<br />

كل فصل عن حاله،‏ مُ‏ بيِّناً‏ ‏صفات اأخرى للفصول مل تذكرها يف بداية االأنشودة عندما ترك<br />

لها املجال لتتحدّث عن ذاتها.‏ وقد وفق الشاعر دويكات يف انتقاء األفاظ اأنشودته ‏سهلة،‏<br />

وحمّلها معانٍ‏ واضحة قريبة من بيئة الطفل الفلسطيني،‏ وصبغها مبوسيقى البحر الكامل<br />

التام وجمزوئه املسرتسلة العذبة التي هي اأقرب اإىل التلحني السهل.‏<br />

يتضح مما مت استعراضه من اأناشيد وقصائد يف االجتاه االجتماعي اأن الشعراء الذين<br />

نظموا يف هذا االجتاه راعوا االأبعاد االجتماعية يف اأشعارهم،‏ فاهتموا باأن يراعي املجتمع<br />

مرحلة طفولة الطفل،‏ واحتياجاته يف هذه املرحلة العمرية املهمة،‏ واأن يعزّز فيه جمموعة<br />

من القيم الدينيّة،‏ واالأخالقية التي توؤدي اإىل اأن يكونَ‏ حمبّاً‏ للعمل واالجتهاد لكي يحقّق اأمل<br />

الشعب يف التحرّر واالستقالل واالزدهار.‏<br />

رابعاً‏ - االجتاه الرتفيهي:‏<br />

اهتم الشعراء الفلسطينيون الذين كتبوا ‏شعراً‏ للطفل الفلسطيني يف االجتاه الرتفيهي،‏<br />

فنظموا قصائد واأناشيد بهدف تسلية االأطفال،‏ واإمتاعهم والرتفيه عنهم،‏ وقد جلاأ كثريون<br />

منهم اإىل نظم قصائدهم،‏ واأناشيدهم باأسلوب قصصي ليزيدوا اإقبال االأطفال على ما كتبوا،‏<br />

ويُسهِّلوا عليهم فهم املعاين املراد تعلّمها،‏ كما جلاأ بعضهم االآخر اإىل حبك هذه القصص<br />

على األسنة الطيور،‏ اأو احليوانات املاألوفة لالأطفال الفلسطينيني،‏ ويف كثري من االأحيان<br />

املوجودة يف بيئتهم.‏ وقد ظهرت الطفولة يف القصائد واالأناشيد املنظومة باأسلوب قصصي<br />

بشكل واضح.‏<br />

ومن خالل دراستي لعدد من القصائد واالأناشيد يف دواوين الشعراء الفلسطينيني<br />

اخرتتُ‏ جمموعة منها ‏صنفتها يف االجتاه الرتفيهي،‏ واحتوت على عدة مواضيع ومعانٍ‏<br />

ترفيهية،‏ درستها على النحو االآتي:‏<br />

:)52(<br />

1. قصيدة ‏»الثعلب والطّبلُ‏ » للشاعر يوسف احلروب،‏ يقول فيها


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

الثعلب والطّبلُ‏<br />

‏لا‏ <br />

‏ير‏ ‏ير‏<br />

‏ير<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

‏ير‏<br />

<br />

<br />

‏تي‏ <br />

<br />

‏ير‏<br />

فالشاعر احلروب نقل يف هذه القصيدة القصصيّة التي كان بطلها الثعلب فكرة جيدة<br />

للطفل وهي العقل ال يكون بحجم الرجل،‏ كما اأن الصوت العظيم املزعج قد ال يكون خطرياً.‏<br />

2. أنشودة ‏»الببغاء«‏ للشاعر عبد الكريم الكرمي )53( ، يقول فيها )54( :<br />

الببغاء<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

***


دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />

د.‏ مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />

<br />

<br />

<br />

***<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

‏ني<br />

<br />

يف هذه االأنشودة يرسد الشاعر اأبو ‏سلمى ‏صفات الببغا واأعمالها باألفاظ ‏سهلة،‏<br />

واأسلوب واضح،‏ فيوصل للطفل فكرة واضحة وهي التفكري يف كل ما نسمعه قبل احلكم<br />

عليه،‏ وعدم نقله وتكراره اأمام الناس من دون التفكري فيه،‏ ومعرفة خريه من ‏رشه،‏ اإنه يحثّ‏<br />

الطفل على التجديد واالإبداع.‏<br />

3. أنشودة ‏»األنهار الثالثة«‏ للشاعر عبد الكريم الكرمي،‏ يقول فيها )55( :<br />

األنهار الثالثة<br />

النيل يخاطب بردى:‏<br />

<br />

‏لا‏ <br />

<br />

‏لا‏ <br />

<br />

<br />

‏ين‏<br />

‏ني


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

هنا ويف هذه االأنشودة،‏ جعل اأبو ‏سلمى الطبيعة املائية تتحدّث باأسلوب مرسحيّ‏ ،<br />

وهو اأسلوب قليل ال بل نادر – الأنني مل اأجد مثله فيما عدتُ‏ اإليه من دواوين – وهو ينقل<br />

للطفل بهذا االأسلوب املرسحي التمثيلي السهل فكرة الوحدة والشعور مع االآخر.‏<br />

4. أنشودة ‏»الديك«‏ للشاعر وجيه سامل،‏ يقول فيها )56( :<br />

الديك<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

يف هذه االأنشودة،‏ يصف الشاعر الديك وصفاً‏ كامالً‏ بكلمات بسيطة،‏ وموسيقى راقصة<br />

تساعد الطفل على حفظها،‏ والتمثّل بها.‏ وهدف هذه االأنشودة هو االإمتاع والتعليم يف اآن واحد.‏<br />

5. قصيدة ‏»الظبية والذئب«‏ للشاعر خالد نصرة )57( ، يقول فيها:‏<br />

الظبية والذئب<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

يف هذه االأبيات يروي الشاعر قصة بساطة الظبية وعدم تفكريها يف غدر الذئب،‏ لكنه<br />

يف ذلك يدعو الطفل الفلسطيني اإىل عدم االغرتار مبا يُظهر العدو من ابتسام يف بعض<br />

االأحيان.‏


دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />

د.‏ مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />

6. أنشودة ‏»أنا سوسو اليت تكرب«‏ للشاعر فيصل قمَرقطي )58( ، يقول فيها )59( :<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

يف هذه االأنشودة يرتك الشاعر فيصل قَرقطي لطفلته الصغرية التي ‏سمّاها باسمها<br />

الذي يدلّعها اأهلها به،‏ وكاأنّها تريد اأن تستدرّ‏ عواطفهم فياأذنوا لها بعمل ما تريد،‏ اإنها تريد<br />

اأن تلعب وتلهو مع ‏صديقتها مستغلّة فرتة طفولتها قبل اأن تكرب فتُحرم من ذلك.‏<br />

من القصائد واالأناشيد الرتفيهية السابقة اتضح يل اأن الشعراء الذين نظموا يف هذا<br />

االجتاه استخدموا االأسلوب القصصي استخداماً‏ ‏سليماً،‏ ومتكنوا بسهولة من اإيصال املعاين<br />

واالأفكار التي يريدون للطفل الفلسطيني،‏ ويف الوقت نفسه حقّقوا له املتعة والتسلية التي<br />

ترفّه عنه يف يومه الدراسي.‏ وقد ‏ساعد الشعراء يف حتقيق اأهدافهم اإضافة الستخدامهم<br />

االأسلوب القصصي،‏ اختيارهم االألفاظ السهلة،‏ واملعاين القريبة من فهم االأطفال،‏ واستخدام<br />

‏صور جميلة تُناسب ثقافة االأطفال وال تخرج عن البيئة التي يعيشون فيها.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

اخلامتة<br />

بعد االنتهاء من دراسة االجتاهات االأربعة التي ‏صنفتُ‏ فيها ‏شعر الطفل الذي اأبدعه<br />

الشعراء الفلسطينيون املعارصون؛ ميكنني ذكر عدد من النتائج التي خلصت بها من هذه<br />

الدراسة،‏ وهي:‏<br />

‎1‎ذكر . 1 من ترجموا للشعراء الفلسطينيني املعارصين كماً‏ كبرياً‏ من النتاج الشعري لالأطفال،‏<br />

لكن العثور على هذا النتاج – يف االأغلب – اأمر يف غاية الصعوبة فهو غري موجود يف<br />

املكتبات الفلسطينية وال حتى يف املوؤسسات الفلسطينية،‏ وكثري منه مفقود.‏ وبذلك<br />

فاإن من املهم االهتمام بجمع هذا النتاج،‏ وتصنيفه،‏ ودراسته،‏ واإعادة طبعه،‏ وتعميمه<br />

يف املجتمع الفلسطيني وفق روؤى حمدّدة وواضحة،‏ ليسهل على االأطفال االإفادة منه،‏<br />

والباحثني دراسته وتقييمه وتقوميه.‏<br />

‎2‎طغت . 2 النصوص الشعرية ‏)قصائد واأناشيد(‏ التي ميكن تصنيفها يف االجتاه الوطني<br />

على بقية النصوص،‏ وقد حوى كثري منها مفردات،‏ ومصطلحات،‏ ومعانٍ‏ ، وقيم وطنية<br />

متنوعة بحيث يصعب اإيجاد نص يناسب الطفل يف مراحل الطفولة املختلفة،‏ فقد تكون<br />

بداية النص تناسب الطفل يف ‏سنّ‏ السادسة،‏ ووسطه تناسب ابن العارشة،‏ واآخره ابن<br />

الرابعة عرشة،‏ اأو غري ذلك.‏ وهذا يوؤكد ‏رضورة توجيه املبدعني للكتابة وفق املراحل<br />

العمرية،‏ وتصنيف النتاج املوجود بحيث يسهل توجيه فئات االأطفال اإىل ما يناسبها،‏<br />

وهذا ينطبق على االجتاهات الثالثة االأخرى.‏<br />

‎3‎يف . 3 االجتاه االجتماعي كان الدين والقيم االأخالقية االإسالمية،‏ والعربية احلميدة هي<br />

السائدة،‏ وهذه النصوص تسهم يف ‏صياغة الناشئة وفق تربية ‏سليمة تستمر – غالباً‏<br />

– معه يف مراحل حياته االأخرى،‏ وتبقى قادرة على القيام بدور املرشد الدائم له.‏<br />

4 اإىل خصائص ما يجب اأن يكتبوه يف االأسلوب<br />

. ‎4‎تنبَّه الشعراء الذين كتبوا للطفل<br />

واملوسيقى،‏ ومن هوؤالء الشاعر اأبو ‏سلمى اإذ قال:‏ ‏“وقد توخينا اأن تكون األفاظها ‏سهلة،‏<br />

واأوزانها خفيفة،‏ وموضوعاتها مشوّقة،‏ واأن حتمل اأفكاراً‏ بسيطة ونبيلة،‏ واأن حتبب<br />

اأطفالنا بالطبيعة،‏ والوطن،‏ وعمل اخلري،‏ وكذلك جاءت االأحلان منسجمة ومتّسقة”‏ )60( .


دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />

د.‏ مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />

اهلوامش:‏<br />

( )1 ‏)عبد الكرمي الكرمي،‏ الديوان،‏ ‏ص‎128‎ .<br />

( )2 ‏)وجيه ‏سامل،‏ اأغاين الطفولة،‏ ‏ص‎6-4‎ .<br />

( )3 ‏)هو:‏ اإسكندر اخلوري جرجس البيتجايل،‏ ‏شاعر فلسطيني،‏ عاش يف الفرتة ما بني )1890 -<br />

1973(، ولد يف مدينة بيت جاال جنوبي القدس،‏ عمل يف التعليم ثم يف القضاء،‏ وكان<br />

يجيد خمس لغات،‏ له عدّة موؤلفات منها:‏ مشاهد احلياة،‏ ‏صدر عام 1927، ترجمته يف:‏<br />

اأحمد ‏شاهني،‏ موسوعة كتّاب فلسطني،‏‎100/1‎؛ ‏سميح القاسم،‏ مطالع من اأنتولوجيا<br />

الشعر،‏ ‏ص‎84‎؛ خليل ‏سامل،‏ اإسكندر اخلوري البيتجايل،‏ ‏ص‎100-5‎‏.‏<br />

( )4 ‏)اسكندر البيتجايل،‏ العنقود،‏ ‏ص‎226‎ .<br />

‏)م.ن.،‏ ‏ص‎227‎ .<br />

( 5( ‏)م.ن.،‏ ‏ص‎226‎ .<br />

( 6( ( )7 ‏)هو:‏ مازن اإسماعيل دويكات،‏ ‏شاعر فلسطيني،‏ من مواليد بالطة قرب نابلس ‏سنة<br />

1958، حاصل على دبلوم مساحة وحساب كميات،‏ عضو احتاد الكتّاب الفلسطينيني،‏<br />

عمل يف عدة جمالت ثقافية،‏ له عدة اأعمال ‏شعرية منها:‏ املرسّات،‏ ‏صدر عام 1994،<br />

ترجمته يف:‏ حممد الريشة،‏ ‏شعراء فلسطني،‏ ‏ص‎428‎‏.‏<br />

( )8 ‏)مازن دويكات،‏ اأناشيد الشاطر حسن،‏ ‏ص‎38-37‎ .<br />

( )9 ‏)هو:‏ خليل داود الزرو التميمي،‏ اأبو النرص،‏ ‏شاعر فلسطيني معارص،‏ ولد يف القدس<br />

‏سنة 1941، وحصل على ماجستري يف اللغة العربية واآدابها ‏سنة 1971 يف اجلامعة<br />

االأمريكية ببريوت،‏ وعمل حمارضاً‏ يف عدة جامعات فلسطينية،‏ وهو االآن متقاعد،‏<br />

من موؤلفاته:‏ همسات بلوريّة،‏ ‏صدر عام 1996، ترجمته يف:‏ خليل الزرو،‏ همسات<br />

بلوريّة،‏ ‏ص‎100‎‏.‏<br />

‏)‏‎1(1‎‏)خليل الزرو،‏ بسمات الزوردية،‏ ‏ص‎9-7‎ .<br />

‏)‏‎1(1‎‏)هو:‏ حممد الظاهر،‏ ‏شاعر فلسطيني معارص،‏ ولد يف خميم عقبة جرب قرب اأريحا ‏سنة<br />

1951، حصل على دبلوم اللغة االإجنليزية،‏ وهو كاتب ومرتجم،‏ من موؤلفاته:‏ قصائد<br />

الأطفال االأربي جي،‏ ‏صدر يف عمان 1982، ترجمته يف:اأحمد ‏شاهني،‏ م.س.،‏ 660/2.<br />

‏)‏‎1(1‎‏)حممد الظاهر،‏ اأغنيات للوطن،‏ ‏ص‎12‎ .


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

‏)‏‎1(1‎‏)هو:‏ اإبراهيم عبد الفتاح طوقان،‏ ‏شاعر فلسطيني،‏ عاش يف الفرتة ما بني )1905 -<br />

‎1941‎م(،‏ ولد يف نابلس،‏ اأنهى دراسته يف اجلامعة االأمريكية ببريوت،‏ وعمل يف<br />

التعليم،‏ واإذاعة القدس،‏ جمع ‏شعره يف ديوان باسم االأعمال الشعرية الكاملة،‏ ترجمته<br />

يف:اأحمد ‏شاهني،‏ م.س.،‏ ‎20/1‎؛ راضي ‏صدوق،‏ ‏شعراء فلسطني,‏ ‏ص‎365‎؛ ‏سميح<br />

القاسم،‏ م.س.،‏ ‏ص‎107‎‏.‏<br />

‏)‏‎1(1‎‏)ابراهيم طوقان،‏ االأعمال الشعرية الكاملة،‏ ‏ص‎265-264‎ .<br />

)1)1 ‏)هو:‏ توفيق اأمني زيّاد،‏ ‏شاعر وكاتب فلسطيني،‏ عاش يف الفرتة ما بني )1994-1929 م(،‏<br />

ولد يف النارصة،‏ واأكمل تعليمه اجلامعي يف موسكو،‏ كان عضواً‏ يف احلزب الشيوعي<br />

االإرسائيلي،‏ انتخب رئيساً‏ لبلدية النارصة منذ العام 1975 وحتى وفاته يف حادث ‏سري<br />

على طريق اأريحا،‏ من موؤلفاته:‏ ديوان اأشدّ‏ على اأياديكم،‏ ‏صدر يف حيفا وبريوت عام<br />

1996، ترجمته يف:اأحمد ‏شاهني،‏ م.س.،‏ ‎160/1‎؛ راضي ‏صدوق،‏ م.س.،‏ ‏ص‎135‎‏.‏<br />

‏)‏‎1(1‎‏)توفيق زياد،‏ اأشد على اأياديكم،‏ ‏ص‎130-127‎ .<br />

‏)‏‎1(1‎‏)سورة االإرساء،‏ اآية )1 (.<br />

‏)‏‎1(1‎‏)هو:‏ وجيه عبد الرحيم ‏سامل،‏ ‏شاعر واأكادميي فلسطيني معارص،‏ ولد يف قرية بديا<br />

قضاء نابلس ‏سنة ‎1938‎م،‏ حصل على درجة الدكتوراه يف اللغة العربية واآدابها،‏<br />

وهو اليوم مرشف اأكادميي متفرغ يف جامعة القدس املفتوحة،‏ وعضو احتد الكتّاب<br />

الفلسطينيني،‏ من موؤلفاته:‏ ماأساة ‏شعب ‏)ديوان ‏شعر(‏ ‏صدر عام ‎1989‎م،‏ ترجمته يف:‏<br />

وجيه ‏سامل،‏ اأغاين الطفولة،‏ ‏ص‎100‎؛ اأحمد ‏شاهني،‏ م.س.،‏ 837/2.<br />

‏)‏‎1(1‎‏)وجيه ‏سامل،‏ م.س.،‏ ‏ص‎63‎ .<br />

‏)‏‎2(2‎‏)هو:‏ حممد عبد املعطي ‏ضمرة،‏ ‏شاعر فلسطيني معارص،‏ ولد يف قرية جمدل الصادق<br />

قضاء يافا ‏سنة ‎1947‎م،‏ وحصل على بكالوريوس يف اللغة العربية،‏ من موؤلفاته:‏<br />

ديوان عروس الروح ‏صدر عام 2000، ترجمته يف:‏ حممد ‏ضمرة،‏ القدس اأرض<br />

السماء،‏ ‏ص‎43‎؛ راضي ‏صدوق،‏ م.س.،‏ ‏ص‎551‎‏.‏<br />

‏)‏‎2(2‎‏)حممد ‏ضمرة،‏ م.س.،‏ ‏ص‎6-5‎ .<br />

‏)‏‎2(2‎‏)اإبراهيم طوقان،‏ م.س.،‏ ‏ص‎258‎ .<br />

‏)‏‎2(2‎‏)هو:‏ حممد اأحمد جاموس،‏ ‏شاعر فلسطيني،‏ عاش يف الفرتة ما بني )1994-1924 م(،‏<br />

ولد يف مدينة عمان باالأردن،‏ وتعلّم يف مدرسة النجاح بنابلس،‏ ثم عمل يف التجارة


دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />

د.‏ مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />

باأريحا،‏ وتوفى فيها،‏ من موؤلفاته:‏ ماأساة الجئة ‏)مرسحية ‏شعرية(‏ ‏صدرت يف القدس<br />

عام ‎1953‎م،‏ ترجمته يف:‏ اأحمد ‏شاهني،‏ م.س.،‏ ‎630/2‎؛ ‏صدوق،‏ راضي،‏ ‏شعراء<br />

فلسطني يف القرن العرشين،‏ ‏ص‎36‎؛ مهند الشعبي،‏ مدخل اإىل اأدب الطفل،‏ ‏ص‎98‎؛<br />

خالد عمار،‏ الشاعر حممد جاموس،‏ ‏ص‎3‎‏.‏<br />

‏)‏‎2(2‎‏)اأنظر،‏ عادل اأبو عمشة،‏ ‏شعر االنتفاضة،‏ ‏ص‎333‎ .<br />

‏)‏‎2(2‎‏)هو:‏ عبد احلكيم حممد ‏سامل اأبو جاموس،‏ ‏شاعر وصحفي فلسطيني معارص،‏ ولد يف<br />

قرية جوريش قضاء نابلس عام ‎1966‎م،‏ وحصل على بكالوريوس يف اللغة العربية<br />

يف جامعة اخلليل،‏ من موؤلفاته:‏ زناد اخلرص،‏ ‏صدر يف رام اهلل،‏ ‏سنة ‎2005‎م،‏ ترجمته<br />

يف:‏ عبد احلكيم اأبو جاموس،‏ فراشة...‏ يف ‏سماء راعفة،‏ ‏صفحة الغالف االأخرية؛ زناد<br />

اخلرص،‏ ‏ص‎111‎‏.‏<br />

‏)‏‎2(2‎‏)عبد احلكيم ابو جاموس،‏ فراشة يف ‏سماء راعفة،‏ ‏ص‎26‎ .<br />

‏)‏‎2(2‎‏)وجيه ‏سامل،‏ م.س.،‏ ‏ص‎81-80‎ .<br />

‏)‏‎2(2‎‏)هي:‏ فدوى عبد الفتاح طوقان،‏ ‏شاعرة فلسطينية،‏ عاشت يف الفرتة ما بني )1917 -<br />

‎2003‎م(،‏ ولدت وعاشت وتوفيت يف نابلس،‏ من موؤلفاتها:‏ رحلة جبلية،‏ رحلة ‏صعبة<br />

‏)سرية ذاتية(‏ ‏صدرت يف عمان ‏سنة ‎1985‎م،‏ ترجمتها يف:‏ اأحمد ‏شاهني،‏ م.س.،‏<br />

‎563/2‎؛راضي ‏صدوق،‏ م.س.،‏ ‏ص‎467‎؛ ‏سميح القاسم،‏ م.س.،‏ ‏ص‎241‎‏.‏<br />

‏)‏‎2(2‎‏)فدوى طوقان،‏ ديوان،‏ ‏ص‎554‎ .<br />

‏)‏‎3(3‎‏)وجيه ‏سامل،‏ م.س.،‏ ‏ص‎69‎ .<br />

‏)‏‎3(3‎‏)حممد عطوات،‏ االجتاهات،‏ الوطنية يف الشعر الفلسطيني،‏ ‏ص‎349‎ .<br />

‏)‏‎3(3‎‏)هو:‏ فاضل جمال علي،‏ ‏شاعر فلسطيني معارص،‏ ولد يف قرية البقيعة قضاء النارصة<br />

‏سنة ‎1953‎م،‏ وتعلم فيها ويف النارصة،‏ ودرس الفيزياء والرياضيات يف حيفا،‏ من<br />

موؤلفاته:‏ عاشت االأرض واملطر،‏ ‏صدر يف عكا ‏سنة ‎1977‎م،‏ ترجمته يف:‏ اأحمد ‏شاهني،‏<br />

م.س.،‏ 551/2.<br />

‏)‏‎3(3‎‏)فاضل علي،‏ خدّي كالورد،‏ ‏ص‎2-1‎ .<br />

‏)‏‎3(3‎‏)فاضل علي،‏ يف الدنيا،‏ ‏ص‎2‎ .<br />

‏)‏‎3(3‎‏)فاضل علي،‏ م.ن.،‏ ‏ص‎7‎ .


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

‏)‏‎3(3‎‏)وجيه ‏سامل،‏ م.س.،‏ ‏ص‎7‎ .<br />

‏)‏‎3(3‎‏)اسكندر البيتجايل،‏ مشاهد احلياة،‏ 188-187/1 .<br />

‏)‏‎3(3‎‏)اإبراهيم طوقان،‏ م.س.،‏ ‏ص‎267-266‎ .<br />

‏)‏‎3(3‎‏)هو:‏ راشد حسني اإغبارية،‏ ‏شاعر فلسطيني،‏ عاش يف الفرتة ما بني )1977-1936 م(،‏<br />

ولد يف قرية مصمص قرب اأم الفحم،‏ عمل يف التعليم والصحافة،‏ غادر وطنه فتنقل يف<br />

عدة بلدان اإىل اأن توفى يف ظروف غامضة بنيويورك،‏ من موؤلفاته:‏ مع الفجر،‏ ‏صدر عام<br />

1957، ترجمته يف:اأحمد ‏شاهني،‏ م.س.،‏ ‎283/1‎؛ ‏سميح القاسم،‏ م.س.،‏ ‏ص‎244‎‏.‏<br />

‏)‏‎4(4‎‏)راشد حسني،‏ قصائد مل تنرش،‏ ‏ص‎22‎ .<br />

‏)‏‎4(4‎‏)حممود درويش،‏ ديوان،‏ . 93/1<br />

‏)‏‎4(4‎‏)هو:‏ يوسف حممد احلروب،‏ ولد يف نوبا خاراس قرب اخلليل،‏ وتعلّم فيها،‏ وهو يعمل يف<br />

التعليم يف حمافظة اخلليل،‏ ترجمته يف:‏ يوسف احلروب،‏ ديوان احلربيات،‏ ‏ص‎8-4‎<br />

وغريها.‏<br />

‏)‏‎4(4‎‏)يوسف احلروب،‏ م.ن.،‏ ‏ص‎250‎ .<br />

‏)‏‎4(4‎‏)اأنظر:‏ يوسف احلروب،‏ م.ن.،‏ ‏ص‎151‎‏،‏ ‎188‎؛ وجيه ‏سامل،‏ م.س.،‏ ‏ص‎25‎‏،‏ . 28<br />

‏)‏‎4(4‎‏)وجيه ‏سامل،‏ م.س.،‏ ‏ص‎26‎ .<br />

‏)‏‎4(4‎‏)حممد الظاهر،‏ اأبجدية الطفل العربي،‏ ‏ص‎3‎ .<br />

‏)‏‎4(4‎‏)يوسف احلروب،‏ م.س.،‏ ‏ص‎190-189‎ .<br />

‏)‏‎4(4‎‏)وجيه ‏سامل،‏ م.س.،‏ ‏ص‎46‎ .<br />

‏)‏‎4(4‎‏)وجيه ‏سامل،‏ م.س.،‏ ‏ص‎13‎ .<br />

‏)‏‎5(5‎‏)مازن دويكات،‏ م.س.،‏ ‏ص‎20‎ .<br />

‏)‏‎5(5‎‏)مازن دويكات،‏ م.س.،‏ ‏ص‎44‎ .<br />

‏)‏‎5(5‎‏)مازن دويكات،‏ م.س.،‏ ‏ص‎149‎ .<br />

( ‏سلمى(،‏ ‏شاعر فلسطيني،‏ عاش يف الفرتة ما بني<br />

‎5(5‎‏)هو:‏ عبد الكرمي ‏سعيد الكرمي ‏)اأبو<br />

‏)‏‎1980-1910‎م(،‏ ولد يف طولكرم،‏ وتعلّم فيها ويف دمشق،‏ عمل يف التدريس<br />

واملحاماة،‏ من موؤلفاته:‏ املرشّد،‏ ‏صدر عام ‎1953‎م،‏ وجمع ‏شعره يف ديوان واحد،‏


دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />

د.‏ مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />

ترجمته يف:‏ اأحمد ‏شاهني،‏ م.س.،‏ ‎456/2‎؛ راضي ‏صدوق،‏ م.س.،‏ ‏ص‎51‎؛ مهند<br />

الشعبي،‏ م.س.،‏ ‏ص‎106‎‏.‏<br />

‏)‏‎5(5‎‏)عبد الكرمي الكرمي،‏ م.س.،‏ ‏ص‎131‎ .<br />

‏)‏‎5(5‎‏)عبد الكرمي الكرمي،‏ م.س.،‏ ‏ص‎385-384‎ .<br />

‏)‏‎5(5‎‏)وجيه ‏سامل،‏ م.س.،‏ ‏ص‎11‎ .<br />

‏)‏‎5(5‎‏)هو:‏ خالد نرصة،‏ ‏شاعر فلسطيني معارص،‏ ولد يف جنني ‏سنة ‎1927‎م ، وتعلّم فيها،‏<br />

عمل يف اأول حياته حالّقاً،‏ ثم يف الوظائف احلكومية،‏ وهو االآن متقاعد وميارس<br />

الكتابة ‏شعراً‏ ونرثاً،‏ من موؤلفاته:‏ اأغاين الفجر،‏ ‏صدر يف عمان ‏سنة ‎1956‎م،‏ ترجمته<br />

يف:‏ اأحمد ‏شاهني،‏ م.س.،‏ ‎252/1‎؛ راضي ‏صدوق،‏ م.س.،‏ ‏ص‎217‎‏.‏<br />

‏)‏‎5(5‎‏)هو:‏ فيصل قرقطي،‏ ‏شاعر فلسطيني معارص،‏ ولد يف مدينة درعا السورية ‏سنة 1954 م،‏<br />

وتعلّم فيها،‏ وحصل على ماجستري يف الصحافة واالإعالم عام ‎1982‎م،‏ عمل يف هيئة<br />

حترير جملة فلسطني الثورة،‏ وعاد اإىل اأرض فلسطني اإثر توقيع اتفاقية اأوسلو عام<br />

‎1993‎م،‏ من موؤلفاته:‏ ‏سجدة احلناء،‏ ‏صدر يف القدس ‏سنة ‎1997‎م،‏ ترجمته يف:‏ حممد<br />

الريشة وزميله،‏ م.س.،‏ ‏ص‎408‎؛ اأحمد ‏شاهني،‏ م.س.،‏ 585/2.<br />

)5)5) فيصل قرقطي،‏ اأناشيد اأطفال فلسطني،‏ ‏ص‎8-7‎ .<br />

)6)6) عبد الكرمي الكرمي،‏ م.س.،‏ ‏ص‎128‎ .


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

اأ.‏ املصادر:‏<br />

1 .<br />

2 .<br />

•<br />

والرتجمة،‏ 2001.<br />

. •<br />

‎3‎البيتجايل،‏ . 3 ‏)اسكندر اخلوري(،‏<br />

القراآن الكرمي.‏<br />

1 اأبو جاموس،‏ ‏)عبد احلكيم(،‏<br />

2 فراشة...‏ يف ‏سماء راعفة،‏ ط‎1‎‏،‏ رام اهلل:‏ مركز اأوغاريت الثقايف للنرش<br />

زناد اخلرص,‏ ط‎1‎‏,‏ رام اهلل:‏ دار املاجد,‏‎2005‎<br />

. •<br />

. •<br />

4 .<br />

. •<br />

. •<br />

. 5<br />

العنقود,‏ القدس:‏ مكتبة فلسطني العلمية,‏‎1946‎<br />

مشاهد احلياة,‏ القدس:‏ مطبعة بيت املقدس,‏‎1927‎<br />

4 التميمي ‏)اأبو النرص خليل الزرو(،‏<br />

بسمات الزوردية،‏ مطبعة الرابطة،‏ 2000/1420<br />

همسات بلورية,‏ ط‎1‎‏,‏ د.م.,‏ 1996/1416<br />

. ‎5‎احلروب ‏)يوسف(،‏ ديوان احلربيات،‏ خاراس ‏)اخلليل(،‏ 2006<br />

‎6‎حسني . 6 ‏)راشد(،‏ قصائد مل تنرش...اأنا االأرض ال حترميني املطر،‏ عكا:‏ مطبعة واأوفست<br />

دار القبس العربية،‏ 1987.<br />

. ‎7‎درويش ‏)حممود(،‏ ديوان،‏ ط‎14‎ ‏]جديدة منقحة[،‏ بريوت،‏ دار العودة،‏ 1996، م‎1‎<br />

‎8‎دويكات . 8 ‏)مازن(،‏ اأناشيد الشاطر حسن:‏ قصائد لالأطفال والفتيان،‏ حيفا:‏ جملة<br />

احلياة لالأطفال،‏ د.ت.‏<br />

‎9‎زياد . 9 ‏)توفيق(،‏ اأشد على اأياديكم،‏ د.م.،‏ د.ت.‏<br />

‎1‎‏سامل 010 ‏)وجيه(،‏ اأغاين الطفوله:‏ ديوان ‏شعر لالأطفال،‏ ط‎1‎ ، القدس،‏ مركز اأوغاريت للنرش<br />

. 7<br />

والرتجمة،‏ 1999.<br />

‎1‎‏ضمرة 111 ‏)حممد(،‏ القدس اأرض السماء؛ اأناشيد ‏شعرية للفتيان،‏ رام اهلل:‏ دار الزاهرة،‏<br />

بيت الشعر،‏ موؤسسة العنقاء للتجديد واالإبداع،‏ د.ت.‏<br />

‎1‎طوقان 2 ‏)اإبراهيم(،‏ االأعمال الشعرية الكاملة،‏ ط‎2‎‏،‏ بريوت:‏ املوؤسسة العربية<br />

12 للدراسات<br />

والنرش،‏ 1993.


دور اجتاهات شعر الطفل في الشعر الفلسطيني املعاصر<br />

د.‏ مشهور عبد الرحمن احلبازي<br />

‎1‎طوقان ‏)فدوى(،‏ ديوان،‏ بريوت:‏ دار العودة،‏ 1997<br />

3 ‎1‎الظاهر ‏)حممد(،‏ اأبجدية الطفل العربي:‏ قصيدة طويلة للفتيان،‏ عمان:‏ مطبعة<br />

4 . 13<br />

14 االأمان،‏<br />

.1984<br />

1 5<br />

. •<br />

. •<br />

15 علي ‏)فاضل(،‏<br />

خدّي كالورد،‏ دالية الكرمل:‏ ناطور ونرص الدين،‏ 1995<br />

يل الدنيا،‏ ط‎1‎‏،‏ حيفا:‏ مركز اأدب االطفال العربي يف اإرسائيل،‏ 1996<br />

‎1616‎الكرمي ‏)عبد الكرمي(،‏ الديوان،‏ بريوت:‏ دار العودة،‏ االحتاد العام للكتاب والصحفيني<br />

الفلسطينيني،‏ 1989/1409.<br />

‎1717‎نرصة ‏)خالد(،‏ ‏شواطيء الضباب:‏ يف الوطن واحلب والتاأمل،‏ د.م،‏ . 1987<br />

ب.‏ املراجع<br />

‎1‎اأبو . 1 عمشة ‏)عادل(،‏ ‏شعر االنتفاضة،‏ ط‎1‎‏،‏ القدس ، احتاد الكتاب الفلسطينيني،‏ يف<br />

الضفة والقطاع،‏ 1991.<br />

. ‎2‎‏سامل ‏)خليل حممد(،‏ اسكندر اخلوري البيتجايل،‏ حياته واأدبه،‏ ط‎1‎<br />

الدفاع،‏ 1981، ‏)من اأعالم الفكر واالأدب يف فلسطني(.‏<br />

. ‎3‎‏شاهني ‏)اأحمد عمر(،‏ موسوعة كتاب فلسطني يف القرن العرشين،‏ ط‎2‎<br />

القومي للدراسات والتوثيق،‏ 2000، جزءان.‏<br />

‎4‎الشعبي . 4 ‏)مهند(،‏ مدخل اإىل اأدب الطفل الفلسطيني : دراسة وتراجم لكتاب اأدب<br />

الطفل الفلسطينيني،‏ ط‎1‎‏،‏ دمشق:‏ دار الينابيع،‏ 2002.<br />

. ‎5‎‏صدوق ‏)راضي(،‏ ‏شعراء فلسطني يف القرن العرشين:‏ توثيق اأنطولوجي،‏ ط‎1‎<br />

بريوت:‏ املوؤسسة العربية للدراسات والنرش،‏ 2000.<br />

‎6‎عطوات . 6 ‏)حممد عبد اهلل(،‏ االجتاهات الوطنية يف الشعر الفلسطيني املعارص من<br />

1968-1918، ط‎1‎‏،‏ بريوت:‏ دار االآفاق اجلديدة،‏ 1998.<br />

‎7‎عمار . 7 ‏)خالد(،‏ الشاعر حممد اأحمد جاموس 1994-1924 ، اأريحا:‏ مكتب املستقبل<br />

للخدمات الصحفية،‏ 2000.<br />

. ‎8‎القاسم ‏)سميح(،‏ مطالع من اأنتولوجيا الشعر الفلسطيني يف األف عام،‏ من 908<br />

‏)‏‎295‎ه(‏ حتى ‎1936‎م ‏)‏‎1355‎ه(،‏ ط‎1‎‏،‏ حيفا:‏ دار عربسك،‏ م.ض.،‏ 1990.<br />

، 2 القدس،‏ مطابع<br />

، 3 غزة:‏ املركز<br />

، 5<br />

8 م


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

زرياب وأثره يف احلياة االجتماعية<br />

والفنية يف األندلس<br />

د.هاني أبو الرب*‏


زرياب وأثره في احلياة االجتماعية والفنية في األندلس<br />

د.‏ هاني أبو الرب<br />

ملخص:‏<br />

تناول هذا البحث حياة املغني واملوسيقي زرياب،‏ واأثره على احلياة االجتماعية<br />

والفنية يف االأندلس،‏ ويشتمل على ‏سريته يف بغداد،‏ وتاريخ رحيله اإىل االأندلس واأسبابه،‏<br />

وتاأثريه يف حياتها االجتماعية يف املاأكل وامللبس والسلوك،‏ ويف حياتها الفنية مبا اأدخله<br />

من حتسينات على العود،‏ وتالميذه يف الغناء واملوسيقى،‏ وقد تويف زرياب عام ‎243‎ه عن<br />

عمر يناهز ‏سبعني عاماً.‏<br />

يُعد زرياب من موايل اخلليفة العباسي املهدي،‏ وقد ولد ببغداد يف حدود ‏سنة ‎173‎ه،‏<br />

ثم تلقى تعليمه يف مدرسة اسحق املوصلي الفنية ليصبح اأشهر تالميذها،‏ وقد مكنه ذلك<br />

من االتصال باخلليفة الرشيد يف اآخر اأيامه،‏ اإال اأن تردي االأوضاع االقتصادية يف بغداد<br />

بسبب الفتنة التي اأعقبت وفاة الرشيد،‏ وخالفه مع اأستاذه املوصلي،‏ وخوفه على نفسه من<br />

املاأمون الأنه كان من اأنصار االأمني،‏ ورغبته يف حتقيق املجد والشهرة،‏ دفعته اإىل الهجرة<br />

اإىل االأندلس،‏ حيث حظي برعاية االإمارة االأموية فيها حتى وفاته،‏ و نال خالل حياته<br />

فيها الشهرة والرثاء االأمر الذي اأثار عليه حقد حساده ومبغضيه،‏ وترك زرياب اأثاراً‏ جمة<br />

يف حياة اأهلها االجتماعية يف املاأكل وامللبس،‏ واستخدام مواد التجميل،‏ هذا فضالً‏ عن<br />

التحسينات العديدة التي اأدخلها على اآلة العود،‏ ويف مقدمتها اإضافة الوتر اخلامس فيه،‏<br />

ومدرسته التي خرّجت العديد من مغنيي وملحني االأندلس واملغرب واأوروبا.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

Abstract<br />

This research deals with the musician singer Zeryab, and his influence<br />

on the social and artistery life in Al-andalus. He was considered one of the<br />

followers of the Abbasi Caliph Almahdi. He was born in Baghdad and got<br />

educated at Ishaq Almosily School of Arts to become one of its prominent<br />

students. After his dispute with his teacher and his fear of al-Ma’moon as<br />

weuas the stagnation of the singing craft in Baghdad, he immigrated to Alandalus,<br />

where he got the support of the Omayyad principality till his death.<br />

During his life there, he achieved a lot of fame and reputation. He left<br />

great influence on the social and artistry life of the people of Al-andalus, in<br />

addition to the modifications he added to the Lute, like the addition of the<br />

fifth chord. His school has graduated a lot of musicians and composers.


زرياب وأثره في احلياة االجتماعية والفنية في األندلس<br />

د.‏ هاني أبو الرب<br />

مقدمة:‏<br />

‏ساهمت العديد من الشخصيات العربية االإسالمية يف اإثراء احلضارة العربية والعاملية<br />

مبا قدمته يف جمال عملها وتخصصها من جهود اإبداعية متميزة تستحق التقدير والعرفان،‏<br />

وكان املغني البغدادي علي بن نافع امللقب بزرياب واحداً‏ من تلك الشخصيات التي متيزت<br />

بعطائها يف املجالني الفني واالجتماعي،‏ لذلك فقد اختري موضوعاً‏ للبحث من اأجل تقصي<br />

اأخباره،‏ والكشف عن جماالت اإبداعه وتفوقه،‏ ودراسة اأسباب رحيله عن بغداد اإىل االأندلس،‏<br />

وما واكب ذلك من مصاعب وخماطر.‏<br />

وكانت اأبرز املشكالت التي واجهت الباحث اإغفال املصادر االأولية لتاريخ مولده،‏<br />

فاعتمدت يف حتديد ذلك على الدراسات احلديثة،‏ ومنها اأيضاً‏ قلة املعلومات عن حياته<br />

االأوىل يف طفولته وصباه.‏<br />

وقد اشتمل البحث على مقدمة واأربعة مباحث وخامتة وقائمة للمصادر واملراجع،‏<br />

تناول املبحث االأول منها ‏سرية زرياب قبل رحيله عن بغداد من حيث اسمه ونسبه ومولده<br />

وثقافته.‏ وتناول املبحث الثاين رحيل زرياب عن بغداد اإىل االأندلس،‏ تاريخه واأسبابه،‏<br />

وجمرياته.‏ ودرس املبحث الثالث اأثره يف احلياة االجتماعية يف االأندلس من حيث املاأكل<br />

وامللبس والعادات والسلوك.‏ وتناول املبحث الرابع اأثره يف احلياة الفنية بدءاً‏ بتحسيناته<br />

على اآلة العود،‏ ومروراً‏ مبدرسته يف املوسيقى والغناء،‏ وتالميذه،‏ وانتهاءً‏ بوفاته،‏ وتضمنت<br />

اخلامتة خالصة البحث والنتائج التي توصل اإليها الباحث،‏ وبعضها جديدة وغري مسبوقة.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

سريته قبل رحيله إىل بغداد:‏<br />

هو اأبو احلسن علي بن نافع امللقب بزرياب )1( ، وقد غلب اللقب على االسم حتى ‏شهر<br />

به.‏ وتعزو املصادر التاريخية،‏ التي ترجمت حلياته،‏ ‏سبب اللقب اإىل اأن زرياب لقب به يف<br />

بلده ‏»لسواد لونه،‏ مع فصاحة لسانه،‏ وحالوة ‏شمائله،‏ ‏شبه بطري اأسود غً‏ رِدٍ‏ عندهم«.‏ )2( لعله<br />

البلبل املشهور بعذوبة تغريده وسواد لونه.‏<br />

يف حني تذكر املعاجم اللغوية اأن الكلمة فارسية معربة،‏ وتعني الذهب اأو االأصفر<br />

من كل ‏شيء )3( ؛ اأي اأنه لقب بزرياب؛ الأنه ‏صاحب ‏صوت ذهبي.‏ وقد وردت الكلمة يف<br />

الشعر مبعنى الذهب،‏ على لسان اأحد ‏شعراء العرص العباسي االأول ميدح جملس اأنس حرضه<br />

فيقول:‏<br />

. (4) <br />

<br />

وحملت مغنية عاشت يف العرص العباسي االأول اسم زرياب )5( . وليس هناك ما يشري<br />

اإىل اأنها كانت ‏سوداء اللون،‏ وهذا يشعر باأن اللقب ال يتعلق بسواد اللون املقرون بجمال<br />

الصوت،‏ فقد كان اإبراهيم بن املهدي العباسي املعارص لزرياب،‏ مغنياً‏ مشهوراً،‏ عذب<br />

الصوت،‏ اأسود اللون )6( . ومل يلقب بزرياب.‏<br />

يفهم مما تقدم اأن كلمة زرياب تعني الذهب،‏ واأنها اأطلقت على ‏صاحب الصوت اجلميل<br />

على ‏سبيل املجاز تشبيهاً‏ له بالذهب.‏ وما زال هذا الوصف ‏شائعاً‏ حتى وقتنا احلارض؛ اإذ<br />

يقال لصاحب الصوت اجلميل،‏ اإنه ‏صاحب ‏صوت ذهبي.‏ على اأن تفسري اللغويني واملوؤرخني<br />

متقارب.‏ اإذ اأن كليهما يدل على ‏صاحب الصوت اجلميل.‏<br />

ومل حتدد املصادر االأولية التي اعتمد عليها البحث مكان والدة زرياب وتاريخها،‏<br />

وينفرد بروفنسال من بني املراجع احلديثة التي ترجمت له بالقول:‏ اإن زرياب ولد يف العراق<br />

‏سنة ‏)‏‎173‎ه/‏ ‎789‎م(‏ )7( دون اأن يشري اإىل املصادر التي استقى منها معلوماته،‏ وال تذكر<br />

املصادر ‏شيئاً‏ عن طفولته ‏سوى اأنه من موايل املهدي العباسي ‏)‏‎169-158‎ه/‏ 774-<br />

‎785‎م(‏ )8( . ورمبا جاءه هذا الوالء عن طريق والده،‏ الأن زرياب ولد بعد وفاة املهدي بسنوات<br />

عدة،‏ وقدّمه اإسحق املوصلي للرشيد على اأنه عبد له )9( . ورمبا يعود الغموض يف ‏سريته<br />

االأوىل اإىل كونه مغموراً‏ يف ‏صباه،‏ فلم يهتم به اأحد من املوؤرخني.‏<br />

تَلقّى زرياب تعليمه يف مدرسة اإسحق املوصلي*‏ الفنية،‏ التي متيزت باهتمامها برفع<br />

املستوى الثقايف لتالميذها،‏ فضالً‏ عن تعليمهم املوسيقى والغناء،‏ فكانوا يتلقون دروساً‏<br />

يف خمتلف علوم عرصهم كالقراآن،‏ واالآداب،‏ والتاريخ،‏ يستشف ذلك من وصف اسحق


زرياب وأثره في احلياة االجتماعية والفنية في األندلس<br />

د.‏ هاني أبو الرب<br />

املوصلي لربنامج تعليمه اليومي،‏ فيذكر باأنه كان يبداأ يومه بدراسة القراآن عند الفراء ‏)ت:‏<br />

‎207‎ه(‏ والكسائي ‏)ت:‏ 183 ه(،‏ ثم يذهب فيتعلم عزف العود من خاله زلزل**،‏ ويعقب ذلك<br />

برواية االأخبار واالأشعار على االأصمعي ‏)ت:‏ 213 ه(‏ واأبي عبيدة ‏)ت:‏ 211 ه(،‏ ويختم<br />

برناجمه بدرس يف الغناء عند عاتكة بنت ‏شهدة )10( وقد انعكس ذلك على زرياب فتخرج<br />

من هذه املدرسة موسيقاراً‏ بارعاً،‏ ومغنياً‏ المعاً‏ فضالً‏ عن معرفته بعلوم الفلك واجلغرافية<br />

حسبما اأورده املقري:‏ ‏»كان زرياب عاملاً‏ بالنجوم،‏ وقسمة االأقاليم السبعة واختالف<br />

طبائعها واأهويتها،‏ وتشعب بحارها،‏ وتصنيف بالدها وسكانها،‏ مع حفظه لعرشة اآالف<br />

مقطوعة من االأغاين باأحلانها«‏ )11( . ويضيف املقري اإىل ذلك ‏»معرفته الواسعة بالتاريخ<br />

واأخبار امللوك،‏ فلما رحل اإىل االأندلس،‏ وخال به االأمري عبد الرحمن بن احلكم ذاكره يف<br />

اأحوال امللوك وسري اخللفاء،‏ ونوادر العلماء،‏ فحرك منه بحراً‏ زخر عليه مده،‏ فاأعجب االأمري<br />

به،‏ وراقه ما اأورده«‏ )12( . وباالإضافة اإىل ذلك فقد كان زرياب ‏شاعراً‏ جميداً‏ )13( ومن ‏شعره<br />

هذه االأبيات:‏<br />

<br />

<br />

<br />

(14)<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

وقد ‏ساعدت هذه الثقافة الشاملة على تفجري طاقاته االإبداعية يف النواحي االجتماعية<br />

والفنية فيما بعد.‏<br />

رحيله عن بغداد إىل األندلس:‏<br />

تعزو بعض املصادر ‏سبب رحيله عن بغداد اإىل حسد اأستاذه املوصلي له،‏ وخوفه من<br />

اأن يحتل زرياب مكانه عند الرشيد بعد اأن نال غناوؤه وعزفه اإعجاب اخلليفة )15( . ورددت<br />

ذلك الدراسات احلديثة التي تناولت املوضوع دون نقد اأو متحيص 16( . ويورد املقري القصة<br />

بتفاصيلها فيذكر اأن اخلليفة هارون الرشيد طلب من اإسحق املوصلي اأن يسمعه ‏صوت<br />

مغنّ‏ جميد الصنعة مل يسبق للخليفة اأن ‏سمعه من قبل.‏ فاقرتح عليه اإسحق اأن ياأتيه بغالمه<br />

زرياب الذي يعود الفضل اإليه يف اكتشاف موهبته وتعليمه،‏ ‏»وهو من اخرتاعي واستنباط<br />

فكري،‏ واأحدس اأن يكون له ‏ساأن«‏ )17( . وتوقع اأن تزيده جنابة تلميذه حظوة عند اخلليفة،‏<br />

لكن االأمور جاءت بخالف ما متناه،‏ فلما دخل زرياب على الرشيد بدا واضحاً‏ اأنه واثق


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

من نفسه معتد بفنه،‏ فقد رفض اأن يستخدم عود اأستاذه،‏ وطلب من اخلليفة اأن ياأذن له<br />

باستخدام عوده الشخصي الذي اأحرضه معه،‏ ومل ير الرشيد يف عود زرياب ما يختلف عن<br />

عود اأستاذه،‏ فقال لزرياب:‏ ‏"ما اأراهما اإال واحداً‏ ". لكن زرياب بنيَّ‏ للخليفة اأن التشابه يف<br />

الشكل اخلارجي فقط،‏ واأن هناك فروقاً‏ جوهرية غري ظاهرة منها،‏ اأن عوده اأخف وزناً‏ من<br />

عود اأستاذه،‏ كما اأن اأوتاره اأمنت واأفضل اأداء للنغم،‏ فاأعجب الرشيد بوصفه وسمح له يف<br />

الغناء بعوده،‏ فلما اأمت غناءه طار الرشيد طرباً،‏ وقال الإسحق:"خذه اإليك واأعنت بساأنه حتى<br />

اأفرغ له،‏ فاإن يل فيه نظراً"‏ )18( .<br />

هاج باإسحق احلسد،‏ فخال بزرياب،‏ ووبخه على اإخفائه قدراته عنه،‏ وعرب له عن<br />

خماوفه من اإعجاب الرشيد به قائالً:‏ ‏»قد مكرت بي فيما انطويت عليه من اإجادتك وعلو<br />

طبقتك،‏ وقصدت منفعتك،‏ فاإذا اأنا قد اأتيت على نفسي من ماأمنها باإدنائك،‏ وعن قليل تسقط<br />

منزلتي وترقى اأنت فوقي،‏ وهذا ماال اأصاحبك عليه ولو اأنك ولدي«.‏ )19( وخيره بين اأمرين:‏<br />

الرحيل عن بغداد اإىل جهة ال يسمع فيها خربه،‏ اأو البقاء فيها رغماً‏ عنه،‏ وعندها فاإنه،‏<br />

اأي اإسحق،‏ لن يدخر وسعا يف القضاء عليه.‏ فاختار زرياب الرحيل،‏ واأعانه اسحق باملال<br />

والظهر،‏ ورحل زرياب عن بغداد،‏ واتصل باالأمويني يف االأندلس،‏ وانتقل اإليها يف مطلع<br />

اإمارة عبد الرحمن بن احلكم ‏سنة ‏)‏‎206‎ه/‏ ‎821‎م(‏ )20( .<br />

ويفهم من رواية املقري اأن رحيل زرياب من بغداد اإىل االأندلس مت مبارشة بعد انتهاء<br />

احلفلة التي قدمها اأمام الرشيد،‏ وهذا بعيد عن االحتمال كما ‏سرنى،‏ فالرشيد تويف خارج<br />

بغداد،‏ وبالتحديد يف مدينة طوس،‏ وهو خارج لقمع ثورة رافع بن الليث ‏سنة ‏)‏‎193‎ه/‏‎808‎م(‏<br />

)21( بينما دخل زرياب االأندلس يف االأيام االأوىل من حكم االأمري عبد الرحمن بن احلكم ‏سنة<br />

‏)‏‎206‎ه/‏‎821‎م(‏ )22( . واإذا افرتضنا اأن زرياب التقى الرشيد يف مطلع السنة التي تويف<br />

فيها،‏ فاإن هناك ما يقارب ثالثة عرش عاماً‏ بني رحيله عن بغداد ووصوله اإىل االأندلس،‏<br />

ال يورد املقري ‏شيئاً‏ عنها.‏ وهذا يدعو اإىل الشك يف رحيله عن بغداد زمن الرشيد،‏ وهو ما<br />

توؤكده رواية ابن القوطية التي تذكر اأن رحيله عن بغداد مت يف مطلع خالفة املاأمون،‏ بسبب<br />

خوفه على نفسه؛ الأنه كان من املقربني لالأمني،‏ وهذا نص الرواية:‏ ‏»قدم زرياب على االأمري<br />

عبد الرحمن بن احلكم رحمه اهلل،‏ وكان باملحل القريب من االأمري حممد بن هارون،‏ االأمني،‏<br />

وكان املاأمون الوايل بعد االأمني فعدد عليه اأشياء.‏ فلما قتل االأمني فر اإىل االأندلس،‏ فحل من<br />

عبد الرحمن بن احلكم بكل حمل«‏ )23( . وكان مقتل االأمني ‏سنة ‏)‏‎198‎ه/‏‎813‎م(.‏<br />

واأول اإشارة عن وصول زرياب اإىل افريقية تقول اإنه دخلها يف عهد االأمري االأغلبي<br />

زيادة اهلل االأول )223-201 ه / 816 – ‎837‎م(‏ )24( . اإذ يذكر ابن عبد ربه اأن زرياباً:‏<br />

‏»انتقل اإىل القريوان اإىل بني االأغلب،‏ فدخل على زيادة اهلل بن اإبراهيم«‏ )25( يف ‏سنة )206


زرياب وأثره في احلياة االجتماعية والفنية في األندلس<br />

د.‏ هاني أبو الرب<br />

ه/‏ ‎821‎م(،‏ واأنه مل ميكث طويالً‏ هناك،‏ الأنه عرض باأمريها يف غنائه فغضب عليه وجلده،‏<br />

واأمره باخلروج من القريوان يف مدة اأقصاها ثالثة اأيام،‏ وقال له:‏ ‏»اإن وجدتك يف بلدي<br />

بعد ثالثة اأيام ‏رضبت عنقك ‏»فجاز البحر اإىل االأندلس«‏ )26( . وهذا يشعر اأنّ‏ زرياباً‏ مل يرحل<br />

عن بغداد بسبب حسد اأستاذه له،‏ وخوفه على نفسه من املاأمون فقط،‏ واأن هناك اأسباباً‏<br />

اأخرى ال تقل اأهمية عن هذه االأسباب،‏ منها:‏ كساد ‏سوق الغناء يف بغداد خاصة والعراق<br />

عامة يف اأثناء الفتنة بني االأمني واملاأمون،‏ وتردي اأوضاع املغنني االقتصادية االأمر الذي<br />

جعل معارصيه من مغنيي بغداد يغبطونه على املكانة التي حصل عليها عند االأمويني يف<br />

االأندلس،‏ يتضح ذلك بصورة جلية من قول علوية،‏ موىل بني اأمية***‏ ، ومغني املاأمون،‏<br />

وقد المه االأخري على ذكر بني اأمية بحرضته:‏ ‏»يا اأمري املوؤمنني،‏ اأتلومني اأن اأذكر موايل<br />

بني اأمية،‏ وهذا زرياب موالك عندهم باالأندلس،‏ يركب يف اأكرث من مائة مملوك،‏ ويف ملكه<br />

ثالثمائة األف دينار دون الضياع،‏ واإين عندكم اأموت جوعا«‏ )27( . ويوؤكد ذلك اأيضاً‏ ما قاله<br />

اإسحاق املوصلي اإنه:‏ ‏»ملا اأفضت اخلالفة اإىل املاأمون اأقام عرشين ‏شهرا مل يسمع حرفا<br />

من الغناء«‏ )28( . بل يبدو اأن تلك االأوضاع االقتصادية السيئة كانت موجودة منذ اأواخر عهد<br />

الرشيد،‏ يستدل على ذلك من عدم ‏رصف الرشيد جائزة لزرياب بعد استحسانه لغنائه )29( .<br />

ومن اأسباب رحيله اأيضاً،‏ طموح زرياب الكبري يف احلصول على املجد والشهرة<br />

واملال،‏ فهو-‏ على حد وصف اأستاذه اسحق:"ال يرى يف الدنيا من يعدله"‏ )30( - كان وراء<br />

رحيله الدائم حتى وقع على بغيته يف االأندلس،‏ فاستقر بها الأنه حقق فيها طموحه واأمانيه،‏<br />

ولعله عرّض باأمري اإفريقية االأغلبي؛الأنه مل يجد عنده الرعاية واملكانة التي توقعها،متاماً‏<br />

كما فعل املتنبي بكافور االأخشيدي.‏<br />

يبدو اأن اتصاالته باالأمويني بداأت وهو يف بالط االأغالبة،‏ فعقب طرده مبارشة من<br />

هناك،‏ كاتب زرياب احلكم بن هشام االأموي اأمري االأندلس يخربه باأنه راأس الصناعة التي<br />

ينتحلها،‏ ويساأله االإذن يف الوصول اإليه«‏ )31( . فجاءه رد احلكم بالرتحيب به،‏ وبدعوته<br />

للقدوم اإىل االأندلس،‏ فعرب زرياب بعياله وولده مضيق جبل طارق اإىل اجلزيرة اخلرضاء،‏<br />

وملا وصلها بلغه خرب وفاة احلكم،‏ وتوىل ابنه عبد الرحمن االإمارة مكان اأبيه،‏ وخاف<br />

زرياب اأن ال يكون عبد الرحمن حمباً‏ للغناء كاأبيه،‏ ففكر يف العودة لكن رسول احلكم اإليه،‏<br />

املغني منصور اليهودي،‏ ثناه عن ذلك ونصحه مبكاتبة االأمري عبد الرحمن،‏ فلما كتب اإليه<br />

رحب به عبد الرحمن ‏»وكتب اإىل عماله على البالد اأن يحسنوا اإليه ويوصلوه قرطبة«‏ )32( .<br />

دخل زرياب قرطبة فخصص له االأمري داراً‏ الإقامته،‏ وبعد اأن استضافه ثالثة اأيام استدعاه<br />

ملقابلته،‏ فاستمع اإىل وصلة من غنائه،‏ ثم طارحه احلديث يف اأحوال امللوك وسري اخللفاء،‏ فوجده<br />

عاملاً‏ بها،‏ فاأعجب االأمري به،‏ وراقه ما اأورده ‏»وقدّمه على جميع املغنني«‏ )33( .


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

واأجرى االأمري عبد الرحمن على زرياب واأوالده االأربعة الذين دخلوا معه اإىل االأندلس<br />

رواتب ‏شهرية،‏ فجعل لزرياب مائتي دينار ‏شهرياً،‏ ولكل واحد من اأبنائه عرشين ديناراً‏ يف<br />

الشهر،‏ اإضافة اإىل ثالثة اآالف دينار ‏سنوياً‏ ملرصوفات االأعياد واملناسبات ‏"لكل عيد األف<br />

دينار،‏ ولكل مهرجان ونوروز خمسمائة دينار«‏ )34( واأقطعه من احلنطة والشعري ثالثمائة مد<br />

لغذاء اأرسته وعلف دوابه،‏ ثلثها حنطة والباقي ‏شعري."‏ واأقطعه من الدور والضياع والبساتني<br />

ما يقوم باأربعني األف دينار«‏ )35( . هذا ‏سوى ما كان ياأخذه عن احلفالت الغنائية التي يقيمها،‏<br />

والتي وصل ريع بعضها اإىل األف دينار،‏ وهو ما مل يكن متيرساً‏ لكبار العلماء والفقهاء يف<br />

عرصه،‏ وعلى راأسهم الفقيه عبد امللك بن حبيب السلمي )36( . حتى جمع ثروة طائلة فكان:‏<br />

‏»يركب يف اأكرث من مائة مملوك،‏ ويف ملكه ثالثمائة األف دينار دون الضياع«‏ )37( , وحظي<br />

)38(<br />

باحرتام كبري ونال ‏شهرة واسعة فمدحه الشعراء،‏ ومنهم منجم االأمري عبد الرحمن وندميه<br />

والفقيه ابن عبد ربه )39( ‏،واألفت كتب عن حياته وفنه،‏ فقد ذكر ابن حزم اأن اأسلم بن اأحمد<br />

االأندلسي ‏»صاحب تاأليف يف طرائف غناء زرياب واأخباره،‏ وهو ديوان عجيب«‏ )40( .<br />

أثره يف احلياة االجتماعية:‏<br />

‏ساعدت ثقافة زرياب املوسوعية الشاملة،‏ وتنقله من بغداد اإىل املغرب فاالأندلس،‏<br />

وما حظي به يف البالط االأندلسي من احرتام ورعاية وتقدير،‏ على تفجري طاقاته االإبداعية<br />

التي جتاوزت حدود املجال الفني اإىل املجال االجتماعي،‏ فقد وضع للطبقات الراقية يف<br />

االأندلس قواعد للسلوك واآداب اجللوس واملحادثة والطعام ‏"حتى اتخذه ملوك اأهل االأندلس<br />

وخواصهم قدوة فيما ‏سنّه لهم من اآدابه«‏ )41( وسمّوه ‏»معلم الناس املروءة«‏ )42( .<br />

ففي جمال الطعام واآدابه درّبهم على اإعداد مائدة راقية واأنيقة،‏ تقدم فيها االأطباق<br />

حسب نظام وترتيب خاص،‏ فًتُقدمُ‏ اأوال اأطباق الشوربة والسواخن،‏ تليها اأطباق اللحم<br />

والطيور املتبلة بالبهارات اجليدة،‏ ويف النهاية تقدم اأطباق احللوى من الفطائر املصنوعة<br />

من اللوز واجلوز والعسل،‏ والعجائن املعقودة بالفواكه املعطرة واملحشوة بالفتسق<br />

والبندق )43( . واأخذوا عنه استخدام اآنية الزجاج الرفيع يف موائدهم بدالً‏ من االأواين الذهبية<br />

والفضية )44( . الأن الزجاج اأسهل تنظيفاً،‏ واأجمل منظراً،‏ واأقل كلفة.‏ كما اأخذوا عنه اختيار<br />

غطاء املوائد اخلشبية من االأدمي،‏ اأو اجللد االأملس الناعم بدالً‏ من غطاء الكتان،‏ الأن اجللد<br />

اأسهل للتنظيف ‏»اإذ الورض ‏)الوسخ(‏ يزول عن االأدمي باأقل مسحة«‏ )45( . وابتكر لهم األواناً‏ من<br />

الطعام مل يعرفوها من قبل،‏ واأشهرها لون النقابا ولون التقلية )46( ، هذا اإضافة اإىل ما نقله<br />

لهم من األوان الطعام البغدادي وطرق اإعداده )47( .<br />

وعلمهم فن التجميل والعناية بالبرشة واإزالة رائحة العرق،‏ ‏»ومما ‏سنّه لهم استعمال


زرياب وأثره في احلياة االجتماعية والفنية في األندلس<br />

د.‏ هاني أبو الرب<br />

املرتك املتخذ من املرد اسنج لطرد ريح الصنان من جوانبهم.‏ وال ‏شيء يقوم مقامه«‏ )48( .<br />

كما علمهم طرق اخلضاب واإزالة الشعر،‏ واستعمال ما يشبه معجون االأسنان يف اأيامنا )49( ،<br />

واأدخل اإليهم طرقاً‏ لقص ‏شعر الراأس وترسيحه مل يعرفوها من قبل،‏ ذكر املقري اأن زرياب<br />

دخل االأندلس واأهلها،‏ نساءً‏ ورجاالً‏ يرسلون جممهم مفروقة اإىل وسط اجلبني،‏ عامة<br />

للصدغني واحلاجبني،‏ ‏»فلما راأى اأهلها حتذيفه هو وولده ونساوؤه لشعورهم،‏ وتقصريها<br />

دون جباههم،‏ وتسويتها مع حواجبهم وتدويرها اإىل اأذانهم،‏ واإسدالها اإىل اأصداغهم،‏ هوت<br />

اإليه اأفئدتهم واستحسنوه«‏ )50( .<br />

ووضع لهم نظاماً‏ الرتداء االأزياء تبعاً‏ لفصول السنة وتقلبات اجلو،‏ فراأى اأن يلبس<br />

الناس املالبس القطنية البيضاء يف فصل الصيف الذي ميتد يف االأندلس من اأواخر حزيران<br />

اإىل اأوائل ترشين االأول،‏ واأن يلبسوا يف فصل اخلريف الثياب امللونة ذات احلشو والبطائن<br />

الكثيفة،‏ وينتقلوا يف فصل الشتاء عندما يقوى الربد اىل اأثخن منها من امللونات،‏ ويستظهروا<br />

حتتها اإذا احتاجوا بصنوف الفراء،‏ ثم ينتقلوا يف فصل الربيع اإىل لبس جباب اخلز واحلرير<br />

والدراريع امللونة التي ال بطائن لها )51( ، وعلّمهم تنظيف املالبس البيضاء مما يعلق بها من<br />

ورض ‏)وسخ(‏ بسبب استخدام بعض اأنواع الطيب اأو غريه،‏ بوساطة تصعيدها بامللح حتى<br />

يبيض لونها )52( .<br />

أثره يف احلياة الفنية:‏<br />

اأثر زرياب يف جوانب عديدة من احلياة الفنية يف االأندلس،‏ وياأتي يف مقدمتها<br />

حتسيناته التي اأدخلها على اآلة العود،‏ وطريقته يف انتقاء تالميذه،‏ وتعليمهم العزف والغناء<br />

يف مدرسته التي افتتحها يف قرطبة،‏ فخرّجت العديد من فناين االأندلس.‏<br />

اأما التحسينات التي اأدخلها على اآلة العود فكثرية،‏ وبعضها يعود اإىل فرتة وجوده<br />

يف بغداد،‏ اإذ ‏صنع فيها عوداً‏ خفيف الوزن،‏ واستخدم مواد جديدة يف ‏صناعة اأوتاره بحيث<br />

جعلتها اأمنت واأفضل اأداء لالأحلان،‏ وقد عدد زرياب مزايا عوده للرشيد عندما غنّى اأمامه<br />

فقال:‏ ‏»يل عود نحتّه بيدي،‏ واأرهفته باأحكامي،‏ وال اأرتضي غريه«‏ وهو يختلف عن عود<br />

اأستاذه املوصلي باأنه ‏»واإن كان يف قدر جسم عوده،‏ ومن جنس خشبه،‏ فهو يقع من وزنه<br />

يف الثلث اأو نحوه،‏ واأوتاري من حرير مل يغزل مباء ‏ساخن يكسبها اإناثة ورخاوة،‏ ومبها<br />

ومثلثهما اتخذتهما من مرصان ‏شبل اأسد،‏ فلها يف الرتمن والصفاء واجلهارة واحلدة،‏<br />

اأضعاف ما لغريها من مرصان احليوان،‏ ولها قوة ‏صرب على تاأثري وقع املضارب املتعاورة<br />

بها ما ليس لغريها«‏ )53( .<br />

وبعد رحيله اإىل االأندلس تابع حتسيناته على اآلة العود،‏ فقام بالتخلص من املرضاب


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

اخلشبي اخلشن الذي يوؤذي االأوتار ويتلفها،‏ واستبدله مبرضاب من قوادم النرس االأكرث خفّة<br />

ومالسة وليونة،‏ ‏»للطف قرش الريش ونقائه وخفتّه على االأصابع ، وطول ‏سالمة الوتر على<br />

كرثة مالزمته اإيّاه«‏ )54( ، واأضاف اإىل العود وتراً‏ خامساً،‏ اإذ كان العود قبل اخرتاع زرياب<br />

الوتر اخلامس يتاألف من اأربعة اأوتار هي:‏ البمّ،‏ واملَثْلَث،‏ واملَثْنى والزير )55( ، وصنع االأوتار<br />

من احلرير ، اأو من االأمعاء الدقيقة للحيوان،‏ ولوّن كل منها بلون خاص حسب طبائع اجلسد،‏<br />

وذلك على النحو االآتي:‏ الوتر االأول:‏ البمَّ‏ وهو اأغلظ اأوتار العود،‏ وقد ‏صنعه زرياب من اخليوط<br />

احلريرية الرفيعة،‏ وصبغه باللون االأسود،‏ والوتر الثاين:‏ املَثْلَث،‏ ‏صنعه من اخليوط احلريرية<br />

الرفيعة،‏ وصبغ باللون االأبيض،‏ والوتر الثالث املَثْنَى،‏ ‏صنعه من اخليوط احلريرية الرفيعة،‏<br />

وصبغ باللون االأحمر.‏ والوتر الرابع هو الذي اأطلق عليه بعد اخرتاع الوتر اخلامس اسم<br />

الزير االأول،‏ وهو مصنوع من اخليوط احلريرية الرفيعة.‏ وصبغ باللون االأصفر )56( ، والوتر<br />

اخلامس الزير الثاين،‏ وهو الذي اأضافه زرياب اإىل العود،‏ وصبغه باللون االأحمر الدموي.‏<br />

وهو مصنوع من االأمعاء الدقيقة لتاأدية النغمة احلادة.‏ وكانت اأوتار االأصوات احلادة تصنع<br />

من االأمعاء الدقيقة،‏ واأوتار االأصوات الغليظة تصنع من احلرير،‏ وجعل لكل وتر طاقة،‏ فطاقة<br />

البم 64، واملثلث 48، واملثنى 36، والزير االأول 27، والزير الثاين‎20.25‎ )57( .<br />

واستمر استخدام االأسماء العربية املذكورة الأوتار العود اخلمسة حتى نهاية العرص<br />

العباسي ‏)‏‎656‎ه/‏ ‎1258‎م(‏ اإىل اأن استبدلت باأسماء فارسية هي:‏ ‏)اليكاه-‏ العشريان-‏<br />

الدوكاه-‏ النوى-‏ الكردان(،‏ وظلت مستخدمة حتى حلت حملها االأسماء الغربية يف العرص<br />

احلديث:‏ ‏)صل-‏ ال-‏ ري-‏ ‏صل-‏ دو(‏ )58( .<br />

والغرض من اإضافة الوتر اخلامس هو اأداء النغمة احلادة التي ال يوؤديها العود ذو<br />

االأربعة اأوتار،‏ وهذه املساألة ‏شغلت بال املشتغلني بالفن واملوسيقى قبل زرياب،‏ فقد<br />

ذكر االأصفهاين اأن االأمري اإسحق بن اإبراهيم بن مصعب ناقش اإسحق املوصلي يف مساألة<br />

‏صناعة وتر خامس للعود،‏ وحثه على االهتمام بها قائالً‏ ‏»اأراأيت لو اأن الناس جعلوا للعود<br />

وتراً‏ خامساً‏ للنغمة احلادة،‏ التي هي العارشة على مذهبك،‏ اأين كنت تخرج منه؟«‏ )59( وقد<br />

اغتم اإسحق املوصلي من هذا النقاش؛ الأنه خاف اأن يسبقه اإىل هذا العمل موسيقي غريه.‏<br />

وافتتح زرياب يف قرطبة مدرسة لتعليم املوسيقى والغناء،‏ وكان ال يقبل فيها اإال<br />

الطلبة املوهوبني الذين تتوافر فيهم القابليات لهذا الفن،‏ بعد امتحان يجريه ملن يريد<br />

االلتحاق بها،‏ ذكر املقري اأن زرياباً‏ كان يعرف ‏صاحب الصوت املطبوع من غريه باأن<br />

ياأمر التلميذ ‏»اأن يصيح باأعلى ‏صوته:‏ يا حجّ‏ ام،‏ اأو يصيح:‏ اآه وميدّ‏ بها ‏صوته،‏ فاإن ‏سمع<br />

‏صوته ‏صافياً‏ ندياً‏ قوياً‏ موؤدباً‏ ال يعرتيه غنّه وال حبسة وال ‏ضيق نفس عرف اأنه ‏سينجب


زرياب وأثره في احلياة االجتماعية والفنية في األندلس<br />

د.‏ هاني أبو الرب<br />

واأشار بتعليمه،‏ واإن وجده خالف ذلك اأبعده«‏ )60( .<br />

ويقوم بعد ذلك مبتابعة تالميذه،‏ واعتمدت طريقته يف التعليم على مبادئ فلسفية<br />

يسهل على التالميذ اقتباسها وتساعدهم يف تليني اأصواتهم وضبط حركات اأفواههم،‏ فكان<br />

يساعدهم على التغلب على العيوب اخللقية اإن وجدت فيهم،‏ باأن ياأمر التلميذ اأن يقعد على<br />

وساد مدور تسمى املسورة،‏ « واأن يشد ‏صوته اإذا كان قوي الصوت،‏ فاإن كان لينا اأمره اأن<br />

يشد على بطنه عمامة،‏ فاإن ذلك يقوي الصوت،‏ واإن كان األصّ‏ االأرضاس ال يقدر اأن يفتح<br />

فاه،‏ اأو كانت عادته زم اأسنانه عند النطق اأدخل يف فيه قطعة خشب عرضها ثالثة اأصابع<br />

يبيتها يف فمه ليال حتى ينفرج فكّاه«‏ )61( ثم يعلمه بعد ذلك طريقته يف الغناء،‏ وهي اأن<br />

يفتتحه بالنشيد يف اأول ‏شدوه،‏ وياأتي اأثره بالبسيط ويختتمه باملحركات واالأهزاج )62( .<br />

وقد قبل فيها اإضافة اإىل الطالب العرب املسلمني طالباً‏ من دول اأوروبية عديدة مثل:‏<br />

فرنسا واأملانيا،‏ وفدوا اإىل قرطبة للتعلّم منه،‏ وعادوا اإىل بالدهم وقد حملوا معهم من علوم<br />

املوسيقى العربية وفنونها ما اأسهم يف قيام النهضة الفنية يف اأوروبا فيما بعد،‏ اإذ يعد زرياب<br />

اأول من اأدخل املوسيقى الدنيوية اإىل الغرب االأوروبي،‏ حيث اقترصت املوسيقى قبله على<br />

املوسيقى الدينية اخلاصة بطقوس الكنيسة الكاثوليكية )63( . وتتلمذ على يد زرياب اإضافة<br />

اإىل اأوالده وجواريه عدد من جواري زعماء االأندلس وبعض االأوروبيني،‏ ومن اأشهر تالميذه:‏<br />

ابنه عبد الرحمن بن زرياب الذي اأدار مدرسة املوسيقى بعد والده،‏ وخلف عبد الرحمن والده<br />

يف ‏صناعته وحظوته،وتلقى من اأمري االأندلس راتباً‏ ‏شهرياً‏ مقداره عرشون ديناراً،‏ لكنه<br />

كان ‏شديد التيه والزهو والعُجب بغنائه،‏ وجراءته على امللوك واستخفافه بالعظماء.‏ وقل<br />

ما يسلم جملسٌ‏ يحرضه من كدر يحدثه،‏ وقد حرض يوما جملس اأحد العظماء،‏ وكان ‏صاحب<br />

قنص كلفاً‏ ببازي له،‏ فطلب عبد الرحمن منه اأن يهبه اإياه،‏ فوهبه له استحياءً،‏ فاأرسله عبد<br />

الرحمن مع خادمه اإىل بيته،‏ فطهاه وعاد به اإليه،‏ فغضب ‏صاحب املنزل من فعلته،‏ واأمر<br />

بتاأديبه،‏ ورضبه على هامته مائة ‏سوط،‏ فاستحسن الناس فعلته،‏ وابدوا ‏شماتتهم بعبد<br />

الرحمن بن زرياب )64( ، وكان ابنه اأحمد بن زرياب ‏شاعراً‏ )65( ، ويُعد ابنه عبد اهلل بن زرياب<br />

اأفضل اإخوته ‏صوتاً‏ ، واأعالهم مهارة يف الغناء )66( .<br />

وابنته حمدونة التي كانت مغنية،‏ وقد تزوجت من الوزير هشام بن عبد العزيز ‏)ت:‏ 273<br />

ه/‏‎887‎م(‏ الذي جمع اأخوه اأسلم بن عبد العزيز اأغاين زرياب يف جملد واحد عنوانه ‏)كتاب<br />

معروف يف اأغاين زرياب(‏ لعلّ‏ ذلك متّ‏ مبعاونة زوجة اأخيه حمدونة بنت زرياب،‏ التي كانت<br />

متقدمة على اأختها علية يف ‏صنعة الغناء،‏ وابنته عُ‏ لية كانت مغنية،‏ ولكنها تقل عن اأختها<br />

حمدونة اتقاناً‏ له،‏ لكن عمرها طال بعد اإخوتها،‏ ومل يبق من اأهل بيتها غريها،‏ وافتقر<br />

الناس اإليها،‏ واأخذوا عنها ‏صناعة الغناء )67( .<br />

وقد علم زرياب عدداً‏ من جواريه العزف والغناء منهن غزالن وهنيدة،‏ اللتني كان


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

يطارحهما العزف والغناء كلما خطر له ‏صوت،‏ حتى لو كان ذلك ليالً‏ والناس نيام )68( .<br />

وجاريته متعة التي اأدبها وعلمها اأحسن اأغانيه،‏ وغنّت بني يدي االأمري عبد الرحمن بن<br />

احلكم،‏ فاأعجب بها وبغنائها،‏ وكانت رائعة اجلمال،‏ فلما علم زرياب باأمرها اأهداها اإىل<br />

االأمري،‏ فحظيت عنده )69( .<br />

وكانت مصابيح جارية الكاتب اأبي حفص عمر بن قلهيل من تالميذ زرياب،‏ وكانت<br />

غاية يف احلسن والنبل وطيب الصوت،‏ وقد جذب جمال غنائها االأديب الكبري اأحمد بن عبد<br />

ربه ‏صاحب العقد الفريد،‏ الذي مرّ‏ بدار ‏سيدها عشية،‏ فاستوقفه طيب غنائها،‏ واأراد الدنو<br />

من الباب فمنعه البوّاب.‏ فمال اإىل مسجد قرب الدار،‏ وكتب اإىل ‏سيدها عمر بن قلهيل رقعة<br />

يساأله فيها اأن يسمح له باالستماع اإىل غنائها ‏ضمّنها اأبياتا من الشعر يذكر فيها اأنه يفضل<br />

مصابيح على اأستاذها زرياب،‏ وسلمها اإىل البوّاب،‏ وطلب منه اأن يسلمها اإىل ‏سيده.‏ فلما قراأها<br />

عمر بن قلهيل اأدخله اإىل بيته،‏ واستضافه عنده اأياماً،‏ استمع خاللها لغناء مصابيح )70( .<br />

وقد غلبت اأحلانه واأغانيه على االأندلس وتراجعت مكانة من ‏سبقه من املغنّني،‏ مثل<br />

علّون وزرقون،‏ وهما اأول من دخل االأندلس من املغنّني،‏ لكن غناءهما ذهب لغلبة زرياب<br />

عليه )71( وحدث مثل ذلك ملنصور اليهودي الذي كان مبعوث احلكم بن هشام الستدعائه<br />

اإىل قرطبة )72( ‏.ويعود ذلك اإىل تفوق زرياب الفني،وتشجيع االأمري عبد الرحمن له الذي طَ‏ رَحَ‏<br />

كل غناء ‏سواه،‏ وقدّمه على جميع املغنّني )73( .<br />

ويبدو اأن مكانة زرياب عند اأمري االأندلس عبد الرحمن بن احلكم قد جلبت عليه حسد حاشية<br />

االأمري ورجال بالطه،‏ وعلى راأسهم الشاعر يحيى بن احلكم الغزال ‏)ت ‎250‎ه/‏‎865‎م(****‏ فقد<br />

ذكر ابن دحية الكلبي اأن الغزال هجا زرياباً‏ هجاءً‏ مقذعاً‏ حترّج من اإيراده يف كتاب املطرب،‏<br />

فشكاه زرياب اإىل االأمري،‏ وعرض عليه ما هجاه وقذفه به من فحش،‏ فاأمر االأمري بنفي الغزال<br />

عن االأندلس،‏ فخرج الغزال اإىل العراق واملرشق،‏ ثم حنّ‏ اإىل وطنه،‏ فعاد اإىل االأندلس )74( ،<br />

وقد ورد يف ديوان الغزال قصيدتني يعرّض فيهما بزرياب،‏ ويهجوه،‏ حيث اتهمه يف االأوىل<br />

بالرياء واخلداع،‏ وتكلّف اأحوال اأهل الصالح باصطناع اخلري والسكون والوقار دون اأن<br />

يذكر اسمه ‏رصاحةً‏ قال فيها:‏<br />

<br />

<br />

<br />

‏ين‏ <br />

()


زرياب وأثره في احلياة االجتماعية والفنية في األندلس<br />

د.‏ هاني أبو الرب<br />

وهجا الغزال زرياباً‏ ‏رصاحة يف قصيدته الثانية عندما اأنزل االأمري عبد الرحمن<br />

زرياباً‏ دار نرص اخلصي،‏ وكانت قرصاً‏ حتيط به البساتني يسمى منية،‏ وقد قتل ‏صاحبها<br />

نرص بالسّ‏ م الذي حاول به قتل االأمري احلكم بن هشام والد عبد الرحمن،‏ ومفادها اأن زرياباً‏<br />

الذي اأنزله االأمري عبد الرحمن يف تلك الدار مل يعترب مبا جرى لصاحبها،‏ بل اسرتسل يف<br />

احلياة اليومية الالهية،‏ مغرتاً‏ مبا يصله من االأمري وغريه من ذهب وفضة،‏ فيقول:‏<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

‏لا‏<br />

<br />

<br />

<br />

()<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

‏تى‏<br />

وحسده الفقهاء والعلماء على االأموال التي ياأخذها من االأمري،‏ والتي تفوق ما ياأخذونه<br />

بكثري على الرغم من مكانتهم العلمية الرفيعة،‏ ومن اأن الفقه اأعلى مكانة من الغناء،‏ ويف<br />

مقدمتهم عامل االأندلس وفقيهها يف عرصه عبد امللك بن حبيب السّ‏ لمي ‏)ت:‏ ‎238‎ه/‏<br />

‎853‎م(‏ الذي قال يف ذلك ‏شعراً:‏<br />

<br />

<br />

()<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

ورفض خازن بيت املال ‏رصف ثالثني األف دينار اأمر بها االأمري عبد الرحمن بن<br />

احلكم لزرياب من بيت املال مكافاأة له على اإحدى اأغانيه،‏ وقالوا:‏ ‏»ال واهلل ما ينفُذُ‏ هذا،‏ و<br />

ال منا من يرضى اأن يرى هذا يف ‏صحيفته غداً،‏ اأن ناأخذ ثالثني األفاً‏ من اأموال املسلمني


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

وندفعها اإىل مغن يف ‏صوت غناء فليدفع اإليه االأمري اأبقاه اهلل ذلك مما عنده«فاحتج زرياب<br />

على ذلك قائالً‏ ‏»ما هذه طاعة،‏ فقال عبد الرحمن بن احلكم بل هذه الطاعة،‏ ‏صدقوا فيما<br />

قالوا،‏ ودفعها من ماله اخلاص«‏ )78( .<br />

ويف املقابل مدحه بعض الشعراء والكّتاب واأثنوا على علمه وخلقه واإتقانه حلرفة<br />

الغناء منهم عبد الرحمن بن الشمر،‏ منجم االأمري عبد الرحمن:‏<br />

<br />

()<br />

<br />

<br />

<br />

كما اأثنى عليه ابن القوطية فذكر اأن زرياباً‏ يحظى مبكانة مرموقة عند االأمري،‏ واأنه<br />

اأهل لها،‏ ‏»الأدبه وروايته وتقدمه يف الصناعة التي كانت بيده«‏ )80( .<br />

ومل يتوقف تاأثريه على احلياة الفنية يف املغرب واالأندلس بوفاته،‏ بل استمر بعد ذلك<br />

بزمن طويل،‏ قال ابن خلدون يف مقدمته:‏ ‏»فاأورث يف االأندلس من ‏صناعة الغناء ما تناقلوه<br />

اإىل زمان الطوائف،‏ وطما منها باأشبيلية بحر زاخر،‏ وتناقل منها بعد ذهاب غضارتها اإىل<br />

بالد العدوة باإفريقية واملغرب«‏ )81(. وقد اأسهمت املوسيقى االأندلسية يف ظهور فني الزجل<br />

واملوشح،‏ اللذين يعدان من مكوناتها،‏ وفقا ملا ذكره االأستاذ عباس اجلراري باأن للموسيقى<br />

االأندلسية مكونني:-‏ االأول ‏شعري ميثله املوشح والزجل،‏ والثاين نغمي متثله النوتة اأو الدور،‏<br />

وذلك الأن اأكرث املوشحات االأندلسية ال يستقيم لها وزن اإال باملوسيقى،‏ وهذا بدوره جعل<br />

التداول واالرجتال من اأهم ميزات املوسيقى االأندلسية التي انتقلت اإىل املغرب واأوروبا من<br />

خالل املوسيقى الشعبية التي رافقت املغنيني اجلوالني )82( .<br />

وبعد ‏سقوط االأندلس انتقل بعض تراث املوسيقى االأندلسية اإىل املغرب العربي الذي<br />

حافظ عليه اإىل يومنا هذا يف اإطار ما يسمى باملوسيقى االأندلسية،‏ التي ما زالت بعض مدن<br />

املغرب تشتهر بها،‏ مثل تطوان والرباط وفاس والنوبة يف الطرب املغربي يف االأصل اإبداع<br />

اأندلسي،‏ وورث املجتمع االإسباين بعد ‏سقوط االأندلس قسما من تراث املوسيقى االأندلسية،‏<br />

اإذ حافظ عليه املورسكيون املدجّ‏ نون واملستعربون،‏ وتناقلوه اأبا عن جد ّ اإىل يومنا هذا.‏<br />

فهناك تشابه ملحوظ بني الغناء االأندلسي يف اأواخر اأيام الوجود العربي االإسالمي يف<br />

االأندلس الذي تطغى عليه مسحة حزينة،‏ ونوع من الغناء الفالمنكو الذي يسمّى بالغناء<br />

العميق،‏ والذي يرى الشاعر االإسباين غرسية لوركا ‏)‏‎1984-1898‎م(‏ اأنه امتداد للغناء<br />

واملوسيقى العربية االأندلسية )83( ، واأكد ذلك اأحمد كمّون الذي ذكر اأن اأوتار القيثارة التي


زرياب وأثره في احلياة االجتماعية والفنية في األندلس<br />

د.‏ هاني أبو الرب<br />

ترافق غناء الفالمنكو بعزفها احلزين الباكي اأحيانا،‏ وعزفها الرسيع الغاضب يف اأحيان<br />

اأخرى،‏ ‏صهرت الفن العربي والعربي والغجري القدمي،‏ واأعطته طابعا غربيا بجمالية ال<br />

مثيل لها )84( ، ويوؤكد ذلك الدكتور اأحمد بدوي الذي يذكر باأن من يسمع املوسيقى االإسبانية<br />

االأصلية والغناء املعروف باسم الفالمنكو يشعر بوجود عالقة وثيقة بينها وبني املوسيقى<br />

والغناء العربية،‏ ويالحظ تاأثري املوسيقى العربية يف املوسيقى االأوروبية اأيام حكم العرب<br />

يف االأندلس )85( .<br />

وقد اأثرت املوسيقى االإسبانية بدورها يف نساأة املوسيقى االأوروبية احلديثة،‏ اإذ<br />

كان كثري من النبالء واملغنّني ياأتون اإىل اإسبانيا من البالد االأوروبية كلها،‏ وبخاصة<br />

فرنسا واأملانيا،فيستمعون اإىل املوسيقى واالأغاين العربية االأندلسية،‏ وينقلونها عن<br />

طريق السماع اإىل بالدهم،‏ وكان ذلك ‏سبباً‏ يف دخول املوسيقى العربية اإىل اأوروبا )86( .<br />

وقد بنيّ‏ املسترشق االإسباين ‏)خليان ربريا(‏ يف اإحدى دراساته اأثر املوسيقى العربية يف<br />

نساأة املوسيقى االأوروبية،‏ واستدلّ‏ على ذلك بدالئل عدة منها:‏ ظهور مذهب فن امليزان<br />

يف اأوروبا يف القرن الثالث عرش،‏ واأن موؤلفات االأوروبيني فيه تشبه ما كتبه العرب يف<br />

القرن التاسع يف املوسيقى.‏ واستعمال االآالت املوسيقية العربية يف اأوروبا،‏ ويف مقدمتها<br />

الربابة والعود والناي والقيثارة،‏ ورافق دخول هذه االآالت استعمال املوسيقى العربية التي<br />

كانت تعزف عليها.‏ وظهور املوسيقى االأوروبية الشعبية التي األفت وفقاً‏ لفن امليزان،‏ مثل<br />

)Rondo( و)‏Balades‏(،‏ ولها تراكيب الزجل العربي االأندلسي نفسه الذي ظهر يف القرنني<br />

الثامن والتاسع امليالديني.‏ وقد انترش استعمال موسيقى الزجل يف كل من:‏ ايطاليا وفرنسا<br />

واجنلرتا،‏ ‏سواءً‏ يف اأناشيد الكرنفاالت اأم يف االأناشيد الدينية،‏ اأم يف االأغاين الشعبية لشعراء<br />

‏)الرتوفري(‏ يف جنوب فرنسا،‏ ومن االأدلة القاطعة على انتشار املوسيقى العربية يف اأوروبا<br />

يف الفرتة ما بني القرنني السادس عرش والثالث عرش امليالديني بقاء بعض الكلمات العربية<br />

املتعلقة باملوسيقى يف اللغات االأوروبية احلديثة مثل ‏“تروبا دور”‏ املاأخوذة من كلمة<br />

‏)طرب ودور(‏ االأندلسية،‏ وكلمة ‏)تراستي(‏ املاأخوذة من كلمة دستان العربية )87( . وقد درس<br />

املوسيقى يف معهد زرياب العديد من الطالب االأوروبيني منهم جماعات ‏)الرتوبادور(،‏<br />

الذين اشتق اسمهم من كلمتي ‏)طرب ودور(‏ العربيتني )88( . وقد نقل هوؤالء الطالب اأسماء<br />

بعض االآالت املوسيقية باألفاظها العربية،‏ التي بقيت يف اللغات االأوروبية حتى اليوم مثل<br />

العود والربابة،‏ واأزياء الفنانني التي ورثتها اأوروبا عن االأندلس كذلك )89( .<br />

واأسهم الزواج املختلط والسبي بني املسلمني واالإسبان يف نقل فن الغناء واملوسيقى<br />

العربية اإىل اأوروبا )90( ، كما اأسهمت البعثات التي اأرسلتها بعض الدول االأوروبية للدراسة


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

يف قرطبة يف نقل علم املوسيقى العربية اإليها.‏ كما حدث مع جورج الثاين ملك اجنلرتا<br />

الذي بعث رسالة اإىل اخلليفة االأموي هشام احلكم يطلب فيها منه استقبال عدد من الطالب<br />

االإجنليز للدراسة يف معاهد االأندلس ‏»لقد ‏سمعنا عن الرقيّ‏ العظيم الذي متتعت بفيضه<br />

الصايف معاهد العلم والصناعات يف بالدكم العامرة،‏ فاأردنا اقتباس اأثركم؛ لنرش نور العلم<br />

يف بالدنا التي يحيط بها اجلهل من اأركانها االأربعة«‏ )91( .<br />

انتقل العود من االأندلس اإىل اأوروبا،‏ وشاع استعماله فيها منذ القرن الثالث عرش<br />

امليالدي حتى القرن الثامن عرش حيث اأخذت اآلة البيانو مكان الصدارة منه،‏ ملناسبتها<br />

املوسيقى االأوروبية.‏ وقد اأدخل االأوروبيون حتسينات عديدة على اآلة العود منها:‏ زيادة<br />

اأوتاره حتى ‏صارت اأحد عرش وترا،‏ واألف للعود عدد مهم من املوسيقيني االأوروبيني من<br />

بينهم برتوتشي االإيطايل يف البندقية،‏ واأتينيان الفرنسي الذي نرش كتابني عن العود يف<br />

النصف الثاين من القرن السادس عرش.‏ ومتيزت املدرسة الفرنسية حينذاك مع فرانسيسك<br />

وبيزار وبالروفايل وغولتي.‏ وجون دوالند الربيطاين،‏ واستمرت العناية باآلة العود يف<br />

اأملانيا على يد:‏ فايس وباخ وهايدن )92( .<br />

لكن الغريب حقاً‏ اأن املصادر التي اأشارت اإىل ذيوع ‏شهرته،‏ وانتشار اأحلانه واأغانيه،‏<br />

اأغفلت ذكر تاريخ وفاته.‏ ومل يذكرها اإال ابن دحية الكلبي الذي ذكر باأن زرياب تويف يف<br />

قرطبة ‏سنة ‏)‏‎243‎ه/‏‎857‎م(،‏ وقد اأكد ذلك بروفنسال وقال:‏ اإن عمره عند الوفاة ‏سبعون<br />

عاماً،‏ دون اأن يشري اإىل املصادر التي استقى منها معلوماته،‏ ويبدو اأنه نقل ذلك عن ابن<br />

دحية الكلبي )93( .


زرياب وأثره في احلياة االجتماعية والفنية في األندلس<br />

د.‏ هاني أبو الرب<br />

اخلامتة:‏<br />

ولد زرياب يف بغداد وتتلمذ يف مدرسة اإسحق املوصلي الفنية حتى بزّ‏ اأستاذه،‏ ومل ياأت<br />

تفوقه واإبداعه عن طريق الصدفة،‏ بل كان ثمرة موهبته واإعداده املتميز وثقافته الواسعة<br />

التي تلقاها يف مدرسة املوصلي،‏ وحرصه الدائم على تطوير فنّه واأدائه ورفع مستواه،‏ فضالً‏<br />

عن ثقته العالية بنفسه ومقدرته،‏ وطموحه الشخصي يف حتقيق االأفضل واالأجمل دائماً،‏<br />

وحتمله املكاره يف ‏سبيل ذلك،‏ فتنقل - باحثاً‏ عن املجد والشهرة - بني العراق واملغرب<br />

واالأندلس حيث استقر به املقام اإىل اأن تويف فيها.‏<br />

وقد اأسهمت االإدارة االأموية يف االأندلس يف تفجري طاقاته االإبداعية مبا وفرته من<br />

رعاية واحرتام وتقدير له والأرسته،‏ فاخرتع فيها الوتر اخلامس للعود ‏)الزير الثاين(،‏ واأسس<br />

مدرسة لتعليم املوسيقى والغناء يف قرطبة،‏ تتلمذ على يديه فيها اأبناوؤه وجواريه،‏ وبعض<br />

االأندلسيني واالأوروبيني.‏ وبذلك اأسهم يف نرش املوسيقى االأندلسية يف املغرب واأوروبا.‏ كما<br />

اأسهم اأيضاً‏ يف تطوير احلياة االجتماعية يف االأندلس يف امللبس واملاأكل واملرشب،‏ ومبا<br />

استخدمه من اأساليب جديدة يف التجميل وتصفيف الشعر.‏ وقد اأثار جناحه وحظوته عند اأمراء<br />

االأندلس حسد اأقرانه ومنافسيه من ‏شعراء وفقهاء واأدباء االأندلس لدرجة دفعت بعضهم اإىل<br />

هجائه.‏ وقد استمر تاأثريه يف املوسيقى والغناء االأندلسي واملغربي واالأوروبي بعد وفاته،‏<br />

وبعد ‏سقوط االأندلس من خالل تالميذه،‏ واأحلانه واأغانيه التي تناقلتها االأجيال.‏<br />

وتوصل الباحث اإىل نتائج جديدة،‏ قد تكون غري مسبوقة،‏ اأبرزها اأن رحيل زرياب عن<br />

بغداد كان يف مطلع خالفة املاأمون،‏ خالفاً‏ ملا ذهب اإليه الباحثون من قبل،‏ باأن رحيله كان<br />

يف خالفة الرشيد بسبب حسد اأستاذه املوصلي له،‏ وبني الباحث اأن رحيله عن بغداد مل يكن<br />

بسبب حسد اأستاذه له فقط،‏ بل اإن هناك اأسباباً‏ اأخرى منها،‏ تردي حالة املغنٍّني االقتصادية<br />

يف بغداد يف اأثناء الفتنة بني االأمني واملاأمون،‏ وخوف زرياب على نفسه من املاأمون؛ الأنه<br />

كان من املقربني لالأمني،‏ هذا فضالً‏ عن طموحه يف حتقيق املجد والشهرة واملال.‏<br />

كما توصل الباحث اإىل نتائج جديدة فيما يخص اخرتاعات زرياب الفنية،‏ اإذ بنيّ‏ اأنه<br />

اأدخل حتسينات على اآلة العود ‏شملت الشكل والوزن،‏ واأدخل مواد جديدة يف ‏صناعة االأوتار<br />

اأقوى واأمنت واأفضل اأداء للنغم من تلك التي كانت مستعملة من قبل.‏ واأن فكرة اإضافة وتر<br />

خامس للعود كانت مطروحة قبل اخرتاع زرياب له،‏ لتاأدية النغمة احلادة التي ال يوؤديها<br />

العود ذو االأوتار االأربعة،‏ اإال اأن اأحداً‏ مل يتمكن من اخرتاع ذلك الوتر،‏ وحتديد مكانه بني اأوتار<br />

العود غري زرياب.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

اهلوامش:‏<br />

، 1 حتقيق:‏<br />

. ‎1‎املقري:‏ اأحمد بن حممد ‏)‏‎1967‎م(،‏ نفح الطيب من غصن االأندلس الرطيب<br />

حممد حميي الدين عبد احلميد،‏ دار الكتاب العربي،‏ ‏)بريوت:‏ لبنان(‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 117،<br />

الزركلي،‏ خري الدين)‏‎1979‎م(،‏ االأعالم،‏ ط 4، دار العلم للماليني ‏)بريوت:‏ لبنان(‏ ج‎5‎‏،‏<br />

‏ص:‏ 28، فارمر هرني)‏‎1956‎م(،‏ تاريخ املوسيقى العربية،‏ ترجمة:‏ د.‏ حسني نصار،‏<br />

مكتبة مرص ‏)القاهرة:‏ مرص(‏ ‏ص:‏ 151 بروفنسال،‏<br />

ليفي ‏)‏‎1979‎م(،‏ احلضارة العربية يف اسبانيا،‏ ترجمة:‏ د.‏ طاهر مكي،‏ ط‎1‎‏،‏ دار املعارف<br />

‏)القاهرة:‏ مرص(‏ ‏ص:‏ 66، احلجي،‏ عبد الرحمن ‏)‏‎1969‎م(،‏ تاريخ املوسيقى االأندلسية،‏<br />

ط‎1‎‏،‏ دار االرشادى ‏)بريوت:‏ لبنان(‏ ‏ص:‏ 27.<br />

. 2 املقري،‏ نفح الطيب،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 118<br />

‎3‎الزبيدي،‏ . 3 حممد مرتضى احلسيني ‏)‏‎1967‎م(،‏ تاج العروس يف جواهر القاموس،‏ حتقيق:‏<br />

عبد الكرمي العزباوي،‏ مطبعة حكومة الكويت ‏)الكويت:‏ الكويت(‏ ج‎3‎‏،‏ ‏ص 114، ابن منظور،‏<br />

حممد بن مكرم ‏)‏‎1955‎م(،‏ لسان العرب،‏ دار ‏صادر،‏ ‏)بريوت:‏ لبنان(‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 447.<br />

‎4‎ابن . 4 خرداذبة،‏ عبيد اهلل بن اأحمد ‏)‏‎1961‎م(،‏ خمتارات من كتاب اللهو واملالهي،‏ املطبعة<br />

الكاثوليكية ‏)بريوت:‏ لبنان(‏ ‏ص:‏ 53.<br />

. 5 اأبو حيان التوحيدي،‏ علي بن حممد ‏)‏‎1964‎م(،‏ البصائر والذخائر،‏ حتيق:‏ د<br />

الكيالين ‏)دمشق:‏ ‏سوريا(‏ ‏ص:‏ 388.<br />

. 2<br />

. 5 اإبراهيم<br />

زرياب الواثقية:‏ مغنية مشهورة غنّت لعبد اهلل بن املعتز ‏)ت:‏ 296 ه/‏‎909‎م(‏ مرات<br />

عدة منها مرة يف يوم ‏شعانني،‏ ومرة اأخرى مبناسبة ‏شفاء غالمه نشوان من مرض<br />

اجلدري،‏ وقد علّمت زرياب جواريها الغناء ويف مقدمتهن جاريتها ‏صلفة التي باعتها<br />

للخليفة املقتدر وكانت مغنية بارعة.‏<br />

ينظر:‏ االأصفهاين،‏ علي بن احلسني )1995(، االأغاين،‏ دار الفكر للطباعة والنرش والتوزيع،‏<br />

‏)بريوت:‏ لبنان(،‏ ج‎5‎‏،‏ ‏ص:‏ 32، ج‎10‎‏،‏ ‏ص:‏ 329-328. 87،<br />

‎6‎الثعالبي:‏ . 6 اأبو منصور عبد امللك بن حممد ‏)‏‎1908‎م(،‏ ثمار القلوب يف املضاف<br />

واملنسوب،‏ مطبعة.‏<br />

الظاهر ‏)القاهرة:‏ مرص(‏ ‏ص:‏ 121، عابدين،‏ ‏سامي،‏ الغناء يف قرص اخلليفة املاأمون،‏<br />

دار احلرف ، العربي،‏ ‏)بريوت:‏ لبنان(،‏ ‏ص:‏ 116.


زرياب وأثره في احلياة االجتماعية والفنية في األندلس<br />

د.‏ هاني أبو الرب<br />

‎7‎بروفنسال،‏ . 7 احلضارة العربية يف اإسبانيا،‏ ‏ص:‏ . 173<br />

‎8‎ابن 8. خلدون،‏ عبد الرحمن بن حممد)‏‎1977‎م(،‏ مقدمة ابن خلدون،‏ ط‎3‎‏،‏ مكتبة املدرسة<br />

ودار الكتاب اللبناين للطباعة والنرش،‏ ‏)بريوت:‏ لبنان(‏ ‏ص:‏ 766.<br />

‎9‎املقري،‏ . 9 نفح الطيب،‏ ج‎4‎ ‏ص:‏ . 118<br />

* اسحق بن اإبراهيم املوصلي )235-150 ه(‏ هو ابن املغني العباسي املشهور اإبراهيم<br />

املوصلي،‏ وكان اسحق عاملا باللغة والشعر واأيام الناس والفقه واحلديث وعلم الكالم<br />

وبرع يف علم الغناء فغلب عليه ونسب اإليه وله كتب عدة يف الغناء واملغنني والندماء،‏<br />

وكان مقربا من اخللفاء العباسيني،‏ وقد عارص عددا منهم وغنى لهم،‏ مثل الرشيد واالأمني<br />

واملاأمون واملعتصم والواثق وكان املاأمون يفضله على كثري من الفقهاء والقضاة لتقواه<br />

وورعه وعلمه وقال فيه يوما ‏)لوال اأن اسحق اشتهر بالغناء لوليته القضاء(،‏ وقال فيه<br />

املعتصم ‏)ما غنى يل اسحق قط اإال خيل اإيل انه زيد يف ملكي(‏<br />

ينظر:-‏ ابن الندمي الفهرست،‏ ‏ص:‏ 158-157، االأصفهاين،‏ االأغاين،‏ ج‎5‎‏،‏ ‏ص:‏ 278-<br />

282، ابن خلكان،‏ دار ‏صادر ‏)بريوت:‏ لبنان(،‏ وفيات االأعيان،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 204-202،<br />

ياقوت احلموي،‏ ياقوت بن عبد اهلل ‏)ب ت(،‏ معجم االأدباء،‏ مكتبة عيسى البابي احللبي<br />

ورشكاه،‏ ‏)القاهرة:‏ مرص(،‏ ج‎6‎‏،‏ ‏ص:‏ 7-6.<br />

** زلزل هو منصور املعروف بزلزل اأشهر عازيف العود يف العرص العباسي االأول،‏<br />

اأضاف الدستان الثالث اإىل العود فنسب اإليه وسمي دستان وسطى زلزل،‏ كان ‏صهرا<br />

للمغني املشهور اإبراهيم املوصلي وخاال البنه اسحق املوصلي،‏ وقد عزف اأمام اخللفاء<br />

العباسيني ‏ضمن فرقة اإبراهيم،‏ املوصلي ابتداءً‏ من الرشيد وانتهاءً‏ بالواثق الذي تويف<br />

يف زمانه،‏ وقد تتلمذ على يديه عدد من مغني وعازيف العرص العباسي االأول يف<br />

مقدمتهم ابن اأخته اسحق املوصلي.‏ وعرف بجوده واإحسانه ومن ذلك انه حفر بركة<br />

ببغداد ووقفها على املسلمني،‏ نسبت اإليه فكانت تعرف بربكة زلزل،‏ ثم نسبت املحلة<br />

التي تقع فيها الربكة اإليه،‏ غضب عليه اخلليفة الرشيد مرة فحبسه ملدة ‏سنتني،‏ وقد<br />

خلد ‏صهره اإبراهيم املوصلي هذه احلادثة ‏شعراً،‏ ينظر:-‏ االأصفهاين،‏ االأغاين،‏ ج‎5‎‏،‏ ‏ص:‏<br />

283-282، اخلوارزمي،‏ ‏)ب ت(،‏ مفاتيح العلوم،‏ دار الكتب العلمية ‏)بريوت:‏ لبنان(،ص:‏<br />

137، ابن عبد ربه،‏ اأحمد بن حممد ‏)‏‎1940‎م(،‏ العقد الفريد،‏ حتقيق حممد ‏سعيد العريان،‏<br />

دار الفكر،‏ ‏)بريوت:‏ لبنان(،‏ ج‎7‎‏،‏ ‏ص:‏ 33، ابن خلكان،‏ وفيات االأعيان،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 42،<br />

ياقوت احلموي،‏ ياقوت بن عبد اهلل ‏)ب ت(،‏ معجم البلدان،‏ دار ‏صادر،‏ ‏)بريوت:لبنان(،‏<br />

ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 402.<br />

10 10 االأصفهاين،‏ االأغاين،‏ ج‎5‎‏،‏ ‏ص:‏ . 282


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

هي عاتكة بنت ‏شهدة مغنية مدنية واأمها املغنية ‏شهدة من جواري الوليد بن يزيد.‏ انتقلت<br />

عاتكة اإىل بغداد وعاشت فيها يف العرص العباسي االأول،‏ وكانت من امهر الناس يف عزف<br />

العود والغناء،‏ وقد تتلمذ على يديها مملوكها خمارق بن يحيى وعدد من اجلواري،‏ واأبناء<br />

اإبراهيم املوصلي اسحق وحماد،،‏ وقد غنت للخليفة الرشيد،‏ وتوفيت بالبرصة.‏<br />

ينظر:‏ االأصفهاين،‏ االأغاين،‏ ج‎6‎‏،‏ ‏ص:‏ 280-276.<br />

‎11‎املقري،‏ نفح الطيب،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 123<br />

‎12‎املصدر نفسه،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 121<br />

‎13‎املقري،‏ نفح الطيب،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 118<br />

‎14‎املصدر نفسه،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 127<br />

‎15‎ابن خلدون،‏ املقدمة،‏ ‏ص:‏ 766، املقري،‏ نفح الطيب،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏‎118‎<br />

‎1616‎بروفنسال،‏ احلضارة العربية يف اسبانيا،‏ ‏ص:‏ 67-66 ، فارمر،‏ تاريخ املوسيقى،‏<br />

‏ص:‏‎152-151‎‏،‏ احلجي،‏ تاريخ املوسيقى االأندلسية،‏ ‏ص:‏ 26-25.<br />

‎17‎املقري،‏ نفح الطيب،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ – 118 119<br />

‎18‎املصدر نفسه،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 119<br />

‎19‎املصدر نفسه،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏‎119‎<br />

‎2020‎املقري،‏ نفح الطيب،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 120-119، وينظر:‏ زمباور ‏)‏‎1980‎م(،‏ معجم االأنساب<br />

واالأرسات احلاكمة يف التاريخ االإسالمي،‏ ترجمة:‏ د.‏ زكي حممد واآخرين،‏ دار الرائد<br />

العربي،‏ ‏)بريوت:‏ لبنان(،‏ ‏ص:‏ 2.<br />

‎21‎زمباور،‏ معجم االأنساب واالأرسات احلاكمة،‏ ‏ص:‏ 3<br />

‎22‎املقري،‏ نفح الطيب،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 119<br />

‎2323‎ابن القوطية،‏ حممد بن عمر)‏‎1994‎م(،‏ تاريخ افتتاح االأندلس،‏ حتقيق عبد اهلل اأنيس<br />

النفاع،‏ موؤسسة املعرفة للطباعة والنرش،‏ ‏)بريوت:‏ لبنان(،‏ ‏ص:‏ 89.<br />

‎24‎زمباور،‏ معجم االأنساب واالأرسات احلاكمة،‏ ‏ص:‏ 524 106،<br />

‎25‎ابن عبد ربه،‏ العقد الفريد،‏ ج‎7‎‏،‏ ‏ص:‏ 30<br />

زيادة اهلل بن االأغلب )223-201 ه(:‏ هو زيادة اهلل بن اإبراهيم بن االأغلب،‏ رابع اأمراء االأغالبة<br />

على افريقية حيث توىل اأمارتها يف خالفة املاأمون العباسي،‏ تغلب على الثورات التي قامت<br />

‏ضده،‏ وفتح جزيرة ‏صقلية ‏سنة ‎212‎ه،‏ وكان اأديبا فصيحاً،‏ تويف يف القريوان.‏<br />

ينظر:-‏ الزركلي،‏ االأعالم،‏ ج‎3‎‏،‏ ‏ص:‏ 56.<br />

. 11<br />

. 12<br />

. 13<br />

. 14<br />

. 15<br />

. 17<br />

. 18<br />

. 19<br />

. 21<br />

. 22<br />

. 24<br />

. 25


زرياب وأثره في احلياة االجتماعية والفنية في األندلس<br />

د.‏ هاني أبو الرب<br />

2626 ابن عبد ربه،‏ العقد الفريد،‏ ج‎7‎‏،‏ ‏ص:‏ 31، ابن خلدون،‏ تاريخ ابن خلدون،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 153.<br />

*** علوية هو علي بن عبد اهلل السغدي ‏)ت:‏ 236 ه(‏ من موايل بني اأمية كان مغنيا حاذقا<br />

وموؤدباً‏ حسنا وعازفا متقدماً‏ للعود،‏ وهو من تالميذ مدرسة اإبراهيم املوصلي،‏ وقد<br />

غنى للخلفاء العباسيني ابتداءً‏ من االأمني وانتهاءً‏ بالواثق،‏ وقد عاتب اخلليفة املاأمون<br />

على عدم اإكرامه له كما يكرم بني اأمية يف االأندلس املغني زرياب موىل العباسيني.‏<br />

ينظر:-‏ االأصفهاين،‏ االأغاين،‏ ج‎11‎‏،‏ ‏ص:‏ 358، 334، عابدين،‏ ‏سامي،‏ الغناء يف قرص<br />

اخلليفة املاأمون،‏ ‏ص:‏ 205، ‏شيخاين،‏ ‏سمري ‏)‏‎1992‎م(،‏ اأشهر املغنيني عند العرب<br />

ونوادرهم،‏ دار اجليل ‏)بريوت:‏ لبنان(‏ ‏ص:‏ 153، كحالة،‏ عمر رضا)‏‎1977‎م(،‏ اأعالم<br />

النساء،‏ موؤسسة الرسالة ‏)بريوت:لبنان(‏ ج‎3‎‏،‏ ‏ص:‏ 344.<br />

‎27‎االأصفهاين،‏ االأغاين،‏ ج‎11‎‏،‏ ‏ص:‏ 359-358، املقري،‏ نفح الطيب،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 128<br />

‎28‎ابن عبد ربه،‏ العقد الفريد،‏ ج‎7‎‏،‏ ‏ص:‏ 29<br />

‎29‎املقري،‏ نفح الطيب،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 120<br />

‎30‎املصدر نفسه،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 120<br />

‎31‎املصدر نفسه،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 120<br />

‎32‎املصدر نفسه،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 120<br />

‎33‎املصدر نفسه،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 121<br />

‎34‎املصدر نفسه،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 121<br />

‎35‎املصدر نفسه،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 121<br />

‎36‎القفطي،‏ علي بن يوسف)‏‎1952‎م(،‏ اأنباه الرواة على اأنباه النحاة،‏ حتقيق:‏ حممد<br />

الفضل اإبراهيم.‏<br />

‎37‎دار الكتب املرصية)القاهرة:‏ مرص(،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 206<br />

‎3838‎املقري،‏ نفح الطيب،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 128<br />

املصدر نفسه،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 126<br />

‎39‎ابن عبد ربه،‏ العقد الفريد،‏ ج‎7‎‏،‏ ‏ص:‏ 68<br />

‎4040‎ابن حزم،‏ علي بن اأحمد ‏)‏‎1980‎م(،‏ رسائل ابن حزم االأندلسي ، حتقيق:‏ اإحسان عباس،‏<br />

املوؤسسة العربية للدراسات والنرش،‏ ‏)بريوت:‏ لبنان(‏ ‏ص:‏ 258.<br />

‎41‎املقري:‏ نفح الطيب،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏‎23‎‏،‏ بروفنسال،‏ احلضارة العربية يف اسبانيا،‏ ‏ص:‏ 71<br />

احلجي،‏ تاريخ املوسيقى االأندلسية،‏ ‏ص:‏ 35<br />

. 27<br />

. 28<br />

. 29<br />

. 30<br />

. 31<br />

. 32<br />

. 33<br />

. 34<br />

. 35<br />

36 اأبو<br />

. 37<br />

<br />

. 39<br />

، 41


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

. 42<br />

. 43<br />

. 44<br />

. 45<br />

. 46<br />

. 47<br />

‎42‎املقري،‏ نفح الطيب،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 126<br />

‎43‎بروفنسال،‏ احلضارة العربية يف اسبانيا،‏ ‏ص:‏ 71<br />

‎44‎املقري،‏ نفح الطيب،ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 124، بروفنسال،احلضارة العربية يف اسبانيا،‏ ‏ص:‏ 71<br />

‎45‎املصدر نفسه،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 124<br />

‎46‎املصدر نفسه،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 124<br />

‎47‎املصدر نفسه،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 124، بروفنسال،‏ احلضارة العربية يف اسبانيا،‏ ‏ص:‏‎71‎<br />

‎4848‎املقري،‏ نفح الطيب،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 123<br />

‎4949‎بروفنسال،‏ احلضارة العربية يف اسبانيا،‏ ‏ص:‏ 71<br />

‎50‎املقري،‏ نفح الطيب،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 123، بروفنسال،‏ احلضارة العربية يف اسبانيا،‏ ‏ص:‏‎71‎<br />

احلجي،‏ تاريخ املوسيقى االأندلسية،‏ ‏ص:‏ 35.<br />

‎51‎املقري،‏ نفح الطيب،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 124، بروفنسال،‏ احلضارة العربية يف اسبانيا،‏ ‏ص:‏‎71‎<br />

احلجي،‏ تاريخ املوسيقى االأندلسية،‏ ‏ص:‏ 35.<br />

‎52‎املصدر نفسه،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 123<br />

‎5353‎املقري،‏ نفح الطيب،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 119-118 ، واأنظر بروفنسال،‏ احلضارة العربية يف<br />

اسبانيا،‏ ‏ص:‏ 67، احلجي،‏ تاريخ املوسيقى االأندلسية،‏ ‏ص:‏ 26-25، فارمر،‏ تاريخ<br />

املوسيقى،‏ ‏ص:‏ 152.<br />

‎54‎املقري،‏ نفح الطيب،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 122<br />

‎55‎اخلوارزمي،‏ مفاتيح العلوم،‏ ‏ص 137، املقري،‏ نفح الطيب،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 122،<br />

تاريخ املوسيقى،‏ ‏ص:‏ 130.<br />

‎56‎املقرّي،‏ نفح الطيب،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 122<br />

‎5757‎دبيان،‏ حممد عبد الهادي ‏)‏‎1999‎م(،‏ عامل اآلة العود ‏،دار الفكر العربي ‏)القاهرة:‏ مرص(‏<br />

‏ص:‏ 95، 77، حمدي،صيانات حممود ‏)‏‎1978‎م(،‏ تاريخ العود وصناعته ودوره يف<br />

احلضارات الرشقية والغربية،‏ دار الفكر العربي ‏)القاهرة:‏ مرص(‏ ‏ص:‏ 39،24، ‏شيخاين،‏<br />

‏سمري،‏ اأشهر املغنيني عند العرب،‏ ‏ص:‏ 146، السعدي،‏ قصي،‏ تاريخ العود،‏ منتدى<br />

‏سماعي الطرب االأصيل،‏ www.sama3y.net<br />

‎5858‎السعدي،‏ قصي،‏ تاريخ العود،‏ منتدى ‏سماعي الطرب االأصيل www.sama3y.net<br />

‎59‎االأصفهاين،‏ االأغاين،‏ ج‎5‎‏،‏ ‏ص:‏ 244<br />

، 50<br />

، 51<br />

<br />

. 52<br />

. 54<br />

55 فارمر،‏<br />

. 56<br />

. 59<br />

. 60<br />

‎60‎املقري،‏ نفح الطيب،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 125


زرياب وأثره في احلياة االجتماعية والفنية في األندلس<br />

د.‏ هاني أبو الرب<br />

. 61<br />

‎61‎املقري،‏ نفح الطيب،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏‎125‎<br />

‎6262‎املصدر نفسه،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 124، البستاين،‏ بطرس)‏‎1304‎ه/‏‎1886‎م(،‏ دائرة معارف<br />

البستاين،‏ ‏)بريوت:‏ لبنان(،‏ ج‎9‎‏،‏ ‏ص:‏ 223.<br />

‎6363‎زيتون،‏ عادل،‏ االأندلس تغني على اأنغام زرياب ،<br />

www.alarabimag.com/arbarbi/common<br />

. 64<br />

64 املقري،‏ نفح الطيب،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 322، ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 127-126<br />

‎6565‎املصدر نفسه،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ ، 118 مقال زرياب،‏ دائرة املعارف االإسالمية،‏ ترجمة احمد<br />

الشنتناوي واإبراهيم خورشيد،‏ ‏)بريوت:‏ لبنان(‏ م‎10‎‏،‏ ‏ص:‏ 248.<br />

‎6666‎زيتون،‏ عادل،‏ االأندلس تغني على اأنغام زرياب،‏<br />

www.alarabimag.com/arbarbi/common<br />

‎6767‎املقري،‏ نفح الطيب،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 127، مقال زرياب،‏ دائرة املعارف االإسالمية،‏ م‎10‎ ،<br />

‏ص:‏ 248.<br />

‎6868‎‏شبانة،‏ جانان عز الدين ‏)‏‎2005‎م(،‏ اجلواري واأثرهن يف الشعر العربي يف االأندلس،‏<br />

رسالة ماجستري غري منشورة،‏ جامعة اخلليل ‏)اخلليل:‏ فلسطني(‏ ‏ص:‏ 211، كحالة،‏ عمر<br />

رضا،‏ اعالم النساء،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 9.<br />

‎69‎املقري،‏ نفح الطيب،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص 127<br />

‎7070‎ابن دحية الكلبي،‏ املطرب من اأشعار اأهل املغرب،‏ موقع الوراق ،www.alwarq.net<br />

املقري،‏ نفح الطيب،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 127.<br />

‎71‎املصدر نفسه،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 126<br />

‎72‎فارمر،‏ تاريخ املوسيقى،‏ ‏ص:‏ 117، احلجي،‏ تاريخ املوسيقى االأندلسية،‏ ‏ص:‏‎33‎<br />

‎73‎املقري،‏ نفح الطيب،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 121<br />

**** يحيى بن احلكم الغزال )256-156 ه(‏ هو يحيى بن احلكم البكري املعروف بالغزال<br />

‏شاعر اندلسي مطبوع امتاز ‏شعره بالفكاهة املستملحة وكان مقربا من اأمراء االأندلس<br />

وقد عارص خمسة منهم،‏ ابتداء من عبد الرحمن بن معاوية وانتهاء مبحمد بن عبد<br />

الرحمن بن احلكم،‏ وقد اأرسلوه يف ‏سفارات اإىل الروم والنورمان،‏ وله ديوان ‏شعر مطبوع،‏<br />

ينظر:-‏ الضبي،‏ احمد بن يحيى)‏‎1989‎م(،‏ بغية امللتمس يف تاريخ رجال االأندلس،‏ حتقيق<br />

اإبراهيم االبياري،‏ دار الكتاب اللبناين ‏)بريوت:‏ لبنان(،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 299-298، الزركلي،‏<br />

االأعالم،‏ ج‎8‎‏،‏ ‏ص:‏ 143، الغزال،‏ يحيى بن احلكم ‏)‏‎1993‎م(،‏ ديوان يحيى بن احلكم الغزال،‏<br />

. 69<br />

. 71<br />

. 72<br />

. 73


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

حتقيق حممد رضوان الدايه،دار الفكر املعارص،‏ ‏)بريوت:‏ لبنان(،‏ مقدمة الديوان.‏<br />

‎74‎ابن دحية الكلي،‏ املطرب من اأشعار اأهل املغرب،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 41<br />

‎75‎يحيى بن احلكم الغزال،‏ ديوان يحيى بن احلكم الغزال،‏ ‏ص:‏ 35<br />

‎76‎املصدر نفسه،‏ ‏ص:‏ 37-36<br />

‎7777‎الضبي،‏ بغية امللتمس يف تاريخ رجال االأندلس،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 117 ‏،عيد،‏ يوسف،‏<br />

فرحات،‏ يوسف.‏<br />

‏)‏‎2000‎م(،‏ معجم احلضارة االأندلسية،دار الفكر العربي ‏)بريوت:لبنان(،‏ ‏ص:‏ عبد امللك بن<br />

حبيب بن ‏سليمان السلمي )238-174 ه(‏ عامل وفقيه اأندلسي،‏ ولد يف البرية ورحل يف<br />

طلب العلم اإىل احلجاز والشام ومرص ثم عاد اإىل االأندلس بعد اأن جمع علما عظيما وسكن<br />

يف قرطبة وتويف فيها،‏ وله موؤلفات عدة يف الفقه والتفسري واللغة واالأدب.ينظر:-‏ ابن<br />

الفرضي،عبد اهلل بن حممد ‏)‏‎1983‎م(،‏ تاريخ علماء االأندلس،حتقيق ابراهيم االبياري،‏<br />

ط‎1‎‏،‏ دار الكتاب اللبناين ‏)بريوت:لبنان(،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 460-459، الزركلي،‏ االأعالم،‏ ج‎4‎‏،‏<br />

. 74<br />

. 75<br />

. 76<br />

‏ص:‏ 157.<br />

‎7878‎ابن القوطية،‏ حممد بن عمر،‏ تاريخ افتتاح االأندلس،‏ حتقيق عبد اهلل اأنيس النفاع،‏<br />

موؤسسة املعرفة للطباعة والنرش،‏ بريوت،‏ لبنان،‏ ‏ص:‏ 113-112.<br />

‎79‎املقري،‏ نفح الطيب،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص‎126‎<br />

‎80‎ابن القوطية،‏ تاريخ افتتاح االأندلس،‏ ‏ص‎112‎<br />

‎81‎ابن خلدون،‏ املقدمة،‏ ‏ص:‏ 766<br />

‎8282‎اجلراري،‏ عباس،‏ املكونات البنائية للموسيقى االأندلسية،‏<br />

. 79<br />

. 80<br />

. 81<br />

http://www.abbesjirari.com//moukawwinat.htm<br />

84<br />

‎8383‎عيد،‏ يوسف ‏)‏‎1993‎م(،‏ رحلة الطرب يف اأقطار العرب،‏ دار الفكر اللبناين)بريوت:لبنان(،‏<br />

‏ص:‏‎65‎‏،‏ الدودي،‏ عيسى،‏ عبور الغنائية العربية اإىل االأندلس واأوروبا،‏ الكاتب العراقي<br />

www.iraqiwriter@yahoo.com<br />

84 الدودي،عيسى،‏ املرجع نفسه.‏<br />

‎8‎بدوي،‏ 585 عبد الرحمن ‏)‏‎1965‎م(،‏ دور العرب يف تكوين الفكر االأوروبي،‏ منشورات دار<br />

االآداب)بريوت:لبنان(‏ ‏ص:‏ 56-55.<br />

‎86‎املرجع نفسه،‏ ‏ص:‏ 56<br />

‎87‎املرجع نفسة،‏ ‏ص:‏ 57-56<br />

. 86<br />

. 87


زرياب وأثره في احلياة االجتماعية والفنية في األندلس<br />

د.‏ هاني أبو الرب<br />

‎8888‎امللط،‏ خريي اإبراهيم ‏)‏‎1999‎م(،‏ تاريخ تذوق املوسيقى العربية،‏ مطبعة لبيب ‏)القاهرة:‏<br />

مرص(‏ ‏ص:‏ 30.<br />

‎8989‎العقاد،‏ عباس حممود،‏ ‏)‏‎1946‎م (، اثر العرب يف احلضارة االأوروبية،‏ دار املعارف<br />

للطباعة والنرش،‏ ‏)القاهرة:مرص(،‏ ‏ص:‏ 81.<br />

‎90‎حمداوي،‏ جميل قراءة يف كتاب ‏“فضاءات االأدب املقارن للدكتور عيسى الدودي”‏<br />

، 90<br />

www.jamilhamdaoui.net<br />

‎9191‎االأحمد،‏ علي،‏ قراءة تاريخية يف التاأثري املوسيقي العربي ‏“اأوروبا-‏ العصور الوسطى ”<br />

‏صحيفة الوطن،‏‎2007/12/2‎‏.‏<br />

‎9292‎املهدي،‏ ‏صالح)‏‎1993‎م(،‏ املوسيقى العربية مقامات ودراسات،دار الغرب االسالمي<br />

‏)بريوت:‏ لبنان(‏ ‏ص:‏ 82، مصطفى،‏ احمد)‏‎1999‎م(،‏ العود دراسة حديثة للتعليم،‏ تقدمي<br />

‏سهيل عبد العظيم،مكتبة مدبويل،‏ ‏)القاهرة:مرص(‏ ‏ص:‏ 31.<br />

‎93‎ابن دحية الكلبي،‏ املطرب من اأشعار اأهل املغرب،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص‎41‎<br />

،www.alwaraq.net ‏)مرقم اآلياً‏ بشكل غري موافق للمطبوع منه(،‏ بروفنسال،‏<br />

احلضارة العربية يف اإسبانيا،‏ ‏ص:‏ 69.<br />

، 93 موقع الوراق،‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

أ_املصادر:‏<br />

. ‎1‎االأصفهاين،اأبو الفرج علي بن احلسني)تويف:‏ ‎356‎ه/‏‎966‎م(.‏ )1995 االأغاين،‏‎27‎ج<br />

دار الفكر للطباعة والنرش والتوزيع،‏ ‏)بريوت:‏ لبنان(.‏<br />

، 1<br />

‎2‎الثعالبي،‏ . 2 اأبو منصور عبد امللك بن حممد ‏)تويف:‏ ‎429‎ه/‏‎1037‎م(‏ ‏)‏‎1908‎م(‏<br />

3 . 3 ثمار القلوب يف املضاف واملنسوب،‏ مطبعة الطاهر،‏ ‏)القاهرة:مرص(.‏<br />

‎4‎ابن . 4 حزم،‏ علي بن اأحمد ‏)تويف:‏ ‎456‎ه/‏‎1063‎م(.)‏‎1980‎م(‏ رسائل ابن حزم االأندلسي،‏<br />

حتقيق:‏ اإحسان عباس،‏ املوؤسسة العربية للدراسات والنرش،‏ ‏)بريوت:‏ لبنان(.احلميدي،‏<br />

اأبو عبد اهلل حممد بن فتوح ‏)تويف:‏ ‎488‎ه/‏‎1095‎م(.‏ ‏)‏‎1966‎م(،‏ جذوة املقتبس يف<br />

ذكر والة االأندلس،‏ الدار املرصية للتاأليف والرتجمة،‏ مطابع ‏سجل العرب،‏ ‏)القاهرة:‏<br />

مرص(.‏<br />

‎5‎اأبو . 5 حيان التوحيدي،‏ علي بن حممد ‏)تويف:‏ 414 ه/‏‎1023‎م(،‏ ‏)‏‎1964‎م(‏ البصائر<br />

والذخائر،‏ ج‎1‎‏،‏ حتقيق:‏ د.اإبراهيم الكيالين،‏ ‏)دمشق:سوريا(.‏<br />

‎6‎ابن . 6 خرداذبة،‏ اأبو القاسم عبيد اهلل بن اأحمد ‏)تويف:‏ ‎300‎ه/‏‎912‎م(،‏ ‏)‏‎1961‎م خمتارات<br />

من كتاب اللهو واملالهي،‏ نرش،‏ االأب اغناطيوس،‏ اليسوعي،‏ املطبعة الكاثوليكية،‏<br />

‏)بريوت:لبنان(.‏<br />

‎7‎اخلطيب . 7 البغدادي،‏ اأبو بكر اأحمد بن علي،‏ ‏)تويف:‏ ‎463‎ه/‏‎1070‎م(‏ ( ب ت(،‏ تاريخ<br />

بغداد اأو مدينة السالم،‏ دار الكتب العلمية ‏)بريوت:‏ لبنان(.‏<br />

‎8‎ابن . 8 خلدون،‏ عبد الرحمن بن حممد اخلرضمي ‏)تويف:‏ 818 ه/‏‎1415‎م(‏ )1977 )<br />

)1992(، مقدمة ابن خلدون،‏ ط‎3‎‏،‏ مكتبة املدرسة ودار الكتاب اللبناين للطباعة والنرش.‏<br />

‏)بريوت:‏ لبنان(‏ تاريخ ابن خلدون،ج‎4‎‏،‏ دار الكتب العلمية،‏ ‏)بريوت:لبنان(.‏<br />

‎9‎ابن . 9 خلكان،‏ اأحمد بن حممد ‏)تويف:‏ ‎681‎ه/‏ ‎1282‎م(‏ ‏)‏‎1968‎م(‏ وفيات االأعيان،‏ ‎8‎ج،‏<br />

دار ‏صادر ‏)بريوت:‏ لبنان(.‏<br />

‎1010‎اخلوارزمي،‏ حممد بن اأحمد بن يوسف ‏)تويف:‏ ‎387‎ه/‏‎997‎م(‏ ‏)ب ت(،‏ مفاتيح العلوم،‏<br />

دار الكتب العلمية ‏)بريوت:‏ لبنان(‏ .<br />

11 املطرب من<br />

‎11‎ابن دحية الكلبي،‏ عمر بن حسن االأندلسي ‏)تويف:‏ ‎633‎ه/‏‎1235‎م(‏ ( ب ت<br />

اأشعار اأهل املغرب،‏ موقع الوراق www.alwaraq.net


زرياب وأثره في احلياة االجتماعية والفنية في األندلس<br />

د.‏ هاني أبو الرب<br />

‎1212‎الزبيدي،‏ حممد مرتضى احلسيني ‏)تويف:‏ 1205 ه/‏‎1790‎م(‏ ‏)‏‎1967‎م(،‏ تاج<br />

العروس من جواهر القاموس،‏ ج‎3‎‏،‏ حتقيق:‏ عبد الكرمي العزباوي،‏ مطبعة حكومة<br />

الكويت،)الكويت:الكويت(.‏<br />

‎1313‎الضبي،‏ اأحمد بن يحيى ‏)تويف:‏ ‎599‎ه/‏‎1203‎م(‏ ‏)‏‎1989‎م(‏ بغية امللتمس يف<br />

تاريخ رجال اأهل االأندلس،‏ ‎2‎ج،‏ حتقيق:‏ اإبراهيم االأبياري،‏ دار الكتاب اللبناين،‏<br />

‏)بريوت:لبنان(.‏<br />

‎1414‎ابن عبد ربه،‏ اأحمد بن حممد ‏)تويف:‏ ‎328‎ه/‏ ‎939‎م(،‏ ‏)‏‎1940‎م(‏ العقد الفريد،‏ ج‎7‎حتقيق<br />

حممد ‏سعيد العريان،‏ دار الفكر،‏ ‏)بريوت:‏ لبنان(‏<br />

‎1515‎الغزال،‏ يحيى بن احلكم،‏ ‏)تويف:‏ ‎250‎ه/‏‎864‎م(‏ ‏)‏‎1993‎م(‏ ديوان يحيى بن احلكم<br />

الغزال،‏ جمعه وحققه حممد رضوان الداية،‏ دار الفكر املعارص،‏ ‏)بريوت:لبنان(‏<br />

‎1616‎ابن الفرضي،‏ عبداهلل بن حممد يوسف االأزدي ‏)تويف:‏ ‎403‎ه/‏‎1013‎م(‏ ‏)‏‎1983‎م<br />

تاريخ علماء االأندلس،‏ ‎3‎ج،‏ حتقيق اإبراهيم االأبياري،‏ ط‎1‎‏،‏ دار الكتاب اللبناين،‏<br />

‏)بريوت:لبنان(.‏<br />

‎1717‎القفطي،‏ علي بن يوسف ‏)تويف:‏ 624 ه/‏‎1126‎م(‏ ‏)‏‎1952‎م ‏(اأنباه الرواة على اأنباه<br />

النحاة،‏ حتقيق:‏ حممد اأبو الفضل اإبراهيم،‏ دار الكتب املرصية،‏ ‏)القاهرة:‏ مرص(.‏<br />

‎1818‎ابن القوطية،‏ حممد بن عمر ‏)تويف:‏ ‎624‎ه/‏‎1126‎م(‏ ‏)‏‎1994‎م(‏ تاريخ افتتاح االأندلس،‏<br />

حتقيق:‏ عبد اهلل اأنيس الطباع،‏ راجعه ووضع فهرسته عمر فاروق الطباع،‏ موؤسسة<br />

املعارف للطباعة والنرش،‏ ‏)بريوت:‏ لبنان(‏<br />

‎1919‎املقري،‏ اأحمد بن حممد ‏)تويف:‏ 1041 ه/‏‎1631‎م(‏ ‏)‏‎1967‎م(نفح الطيب من غضن<br />

االأندلس الرطيب،‏ ‎10‎ج،‏ حتقيق:حممد حميي الدين عبد احلميد،‏ دار الكتاب العربي<br />

‏)بريوت:لبنان(‏<br />

‎2020‎ابن منظور،‏ حممد بن مكرم االأنصاري ‏)تويف:‏ 711 ه/‏‎1311‎م(‏ ‏)‏‎1955‎م(‏ لسان<br />

العرب،‏ دار ‏صادر ودار بريوت للطباعة والنرش،‏ ‏)بريوت:‏ لبنان(.‏<br />

‎2121‎ابن الندمي،‏ حممد بن اإسحاق ‏)تويف:‏ 385 ه/‏‎995‎ م(‏ ‏)‏‎1971‎م(‏ الفهرست،‏ حتقيق<br />

رضا جتدد،‏ ‏)طهران:‏ اإيران(‏<br />

، 22<br />

‎22‎ياقوت احلموي،‏ ياقوت بن عبد اهلل ‏)تويف:‏ ‎626‎ه/‏‎1229‎م(‏ ‏)ب ت(‏ معجم البلدان،‏ ج‎1‎<br />

دار ‏صادر،‏ ‏)بريوت:لبنان(‏ معجم االأدباء،‏ ج‎6‎‏،‏ مكتبة عيسىالبابي احللبي ورشكاه،‏<br />

‏)القاهرة:‏ مرص(‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

ب_‏ املراجع:‏<br />

1- االختيار،‏ نسيب،‏ ‏)‏‎1955‎م(.‏ الفن الغنائي عند العرب،‏ دار بريوت للطباعة<br />

والنرش،)بريوت:لبنان(.‏<br />

2. بدوي،‏ عبد الرحمن ‏)‏‎1965‎م(.‏<br />

دور العرب يف تكوين الفكر االأوروبي،‏ منشورات دار االآداب،‏ ‏)بريوت:لبنان(‏<br />

3. البنداق،‏ حممد ‏صالح )1979(. يحيى بن احلكم الغزال،‏ تقدمي اإحسان عباس،‏ منشورات<br />

دار االآفاق اجلديدة،‏ ‏)بريوت:‏ لبنان(.‏<br />

4. بروفنسال،‏ ليفي،‏ ‏)‏‎1977‎م(.‏ احلضارة العربية يف اإسبانيا،‏ ترجمة:‏ د.‏ طاهر مكي،ط‎1‎‏،‏<br />

دار املعارف،‏ ‏)القاهرة:‏ مرص(.‏<br />

5. تيمور،‏ اأحمد ‏)‏‎1963‎م(،‏ املوسيقى والغناء عند العرب،‏ دار االحتاد للطباعة والنرش،‏<br />

‏)القاهرة:‏ مرص(.‏<br />

6. جرينفل،‏ فريدمان ‏)‏‎1986‎م(،‏ التقوميان الهجري وامليالدي،‏ ترجمة:‏ د.‏ حسام االألوسي،‏<br />

دار السوؤون الثقافية،‏ ‏)بغداد:‏ العراق(.‏<br />

7. احلجي،‏ عبد الرحمن علي،‏ ‏)‏‎1969‎م(،‏ تاريخ املوسيقى االأندلسية،‏ ط‎1‎‏،‏ دار االإرشاد،‏<br />

‏)بريوت:لبنان(.‏<br />

8. احلفني،‏ حممود اأحمد،‏ ‏)ب ت(،‏ زرياب اأبو احلسن علي بن نافع موسيقار االأندلس،‏ الدار<br />

املرصي للتاأليف والرتجمة،‏ ‏)القاهرة:‏ مرص(.‏<br />

9. حمدي،‏ ‏صيانات حممود ‏)‏‎1978‎م(،‏ تاريخ اآلة العود وصناعته ودوره يف احلضارات<br />

الرشقية والغربية،‏ دار الفكر العربي،‏ ‏)القاهرة:‏ مرص(.‏<br />

10. دبيان،‏ حممد عبد الهادي)‏‎1999‎م(،‏ عامل اآلة العود،‏ دار الفكر العربي،‏ ‏)القاهرة:‏ مرص(.‏<br />

11. الزركلي،‏ خري الدين،‏ ‏)‏‎1979‎م(،‏ االأعالم،‏ ‎8‎ج،ط‎4‎‏،‏ دار العلم للماليني،‏ ‏)بريوت:‏ لبنان(.‏<br />

12. زمباور،‏ ‏)‏‎1980‎م(،‏ معجم االأنساب واالأرسات احلاكمة يف التاريخ االإسالمي،‏ ترجمة:‏<br />

د.زكي حممد حسن واآخرين،‏ دار الرائد العربي،)بريوت:لبنان(.‏<br />

13. ‏شبانة،‏ جانان عز الدين ‏)‏‎2005‎م(،‏ اجلواري واأثرهن يف الشعر العربي يف االأندلس،‏<br />

رسالة ماجستري ‏)غري منشورة(،‏ جامعة اخلليل،‏ ‏)اخلليل:‏ فلسطني(.‏


زرياب وأثره في احلياة االجتماعية والفنية في األندلس<br />

د.‏ هاني أبو الرب<br />

14. ‏شيخاين،‏ ‏سمري ‏)‏‎1992‎م(،‏ اأشهر املغنيني عند العرب ونوادرهم،‏ ط‎1‎‏،‏ دار اجليل ‏)بريوت:‏<br />

لبنان(.‏<br />

15. عابدين،‏ ‏سامي ‏)‏‎2004‎م(،الغناء يف قرص اخلليفة املاأمون،‏ واأثره على العرص العباسي،‏<br />

دار احلرف العربي،‏ ‏)بريوت:‏ لبنان(.‏<br />

16. العقاد،‏ عباس حممود ‏)‏‎1946‎م(،‏ اأثر العرب يف احلضارة االأوروبية،‏ دار املعارف<br />

للطباعة والنرش،‏ ‏)القاهرة:‏ مرص(‏<br />

17. عيد،‏ يوسف وفرحات يوسف ‏)‏‎2000‎م(،‏ معجم احلضارة االأندلسية،‏ دار الفكر العربي،‏<br />

‏)بريوت:‏ لبنان(.‏<br />

18. عيد،‏ يوسف ‏)‏‎1993‎م(،‏ رحلة الطرب يف اأقطار العرب،‏ دار الفكر اللبناين،‏ ‏)بريوت:‏<br />

لبنان(.‏<br />

19. فارمر،‏ هرني جورج،‏ ‏)‏‎1956‎م(،‏ تاريخ املوسيقى العربية،‏ ترجمة:‏ د.‏ حسني نصار،‏<br />

مكتبة مرص،)القاهرة:مرص(.‏<br />

20. الكبيسي،‏ خليل ‏)‏‎1980‎م(،‏ دور الفقهاء يف احلياة السياسية واالجتماعية يف االأندلس<br />

يف عرصي،‏ االإمارة واخلالفة،‏ رسالة دكتوراه غري منشورة.‏ كلية االآداب،‏ جامعة،‏ بغداد.‏<br />

‏)بغداد:‏ العراق(.‏<br />

21. كحالة،‏ عمر رضا ‏)‏‎1977‎م(،‏ اأعالم النساء،‏‎5‎ ج،‏ موؤسسة الرسالة،‏ ‏)بريوت:‏ لبنان(‏<br />

22. مصطفى،‏ اأحمد ‏)‏‎1999‎م(،‏ العود،‏ دراسة حديثة للتعليم،‏ تقدمي اأ.د ‏سهري عبد العظيم،‏ مكتبة<br />

مدبويل،‏ ‏)القاهرة:‏ مرص(.‏<br />

23. امللط،‏ خريي اإبراهيم اأحمد ‏)‏‎1999‎م(،‏ تاريخ وتذوق املوسيقى العربية،‏ مطبعة لبيب،‏<br />

‏)القاهرة:مرص(.‏<br />

24. املهدي،‏ ‏صالح ‏)‏‎1993‎م(،‏ املوسيقى العربية مقامات ودراسات،‏ دار الغرب االإسالمي،‏<br />

‏)بريوت:لبنان(.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

املقاالت:‏<br />

‎1‎االأحمد،‏ . 1 علي:‏<br />

قراءة تاريخية يف التاأثري املوسيقي الغربي،‏ اأوروبا العصور الوسطى،‏ ‏صحيفة الوطن،‏<br />

‎2007/12/2‎م.‏<br />

. ‎2‎البستاين،‏ بطرس ‏)‏‎1304‎ه/‏‎1886‎<br />

زرياب،‏ دائرة املعارف البستاين،‏ ج‎9‎‏،‏ ‏)بريوت:لبنان(‏<br />

3 اجلراري،‏ عباس:‏<br />

املكونات البنائية للموسيقى العربية،‏ www.abbsesjirari.com<br />

4 . 4 احلريري،‏<br />

حسن اإسبانيا املوسيقى والرقص،‏ املوسوعة العربية،‏<br />

www.arab-ency.cim/index.php?module=pnencyclopedia<br />

5 . 5 حمداوي،‏ جميل:‏<br />

قراءة يف كتاب فضاءات االأدب املقارن،‏ للدكتور عيسى الدوري الندوة<br />

العربية،‏ www.jamilhamdoui.net<br />

‎6‎الدودي،‏ . 6 عيسى:‏<br />

عبور الغنائية العربية اإىل االأندلس واأوروبا.‏ موقع الكاتب العراقي.‏<br />

aqiwriter@yahoo.com 2007/1/26<br />

‎7‎زرياب،‏ . 7 دائرة املعارف االإسالمية،‏ م ، 10 ترجمة اأحمد الشنتناوي واإبراهيم خورشيد.‏<br />

دار املعرفة،‏ ‏)بريوت:لبنان(‏ ‏)ب ت(‏<br />

8 زيتون،‏ عادل:‏<br />

االأندلس تغني على اأنغام زرياب<br />

showhilight.aspwww.alarabimag.com/arabi/common<br />

‎9‎العامري،‏ . 9 ‏سهر:‏<br />

الغزال،‏ االحتاد العام لالأدباء والكتاب يف العراق،‏<br />

‎29/11/2007‎م www.iraqiwitersunion.com/modules.php<br />

10 10 السعدي،‏ قصي،‏ تاريخ العود<br />

www.sama3y.net/forum/archive/index.php<br />

<br />

2 م(‏<br />

3 .<br />

8 .


زرياب وأثره في احلياة االجتماعية والفنية في األندلس<br />

د.‏ هاني أبو الرب


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

الرتاجع الرمسي يف قرارات األمم املتحدة<br />

جتاه القضية الفلسطينية منذ نشأتها<br />

وحتى حرب أكتوبر 1973<br />

د.‏ نعمان عمرو*‏


التراجع الرسمي في قرارات األمم املتحدة جتاه القضية<br />

الفلسطينية منذ نشأتها حتى حرب أكتوبر 1973<br />

د.‏ نعمان عاطف عمرو<br />

ملخص:‏<br />

تسلط هذه الورقة الضوء على دور االأمم املتحدة جتاه القضية الفلسطينية منذ تاأسيسها<br />

حتى نهاية حرب ‎1973‎م.‏ وتتدرج االأمم املتحدة يف هذا االإطار اإىل مراحل خمتلفة،‏ فهناك<br />

مرحلة التاأسيس،‏ ومرحلة تناول القضية الفلسطينية منذ بدايات املوؤسسة الدولية،‏ وبال<br />

خربة تذكر،‏ ملعاجلة قضية معقدة،‏ تبنت وجهة نظر التقسيم،‏ وبداأت تعاجلها اجلمعية<br />

العامة لالأمم املتحدة من خالل:‏<br />

‎1‎قرار . 1 التقسيم . 181<br />

. ‎2‎قرار 194، الذي<br />

3 .<br />

. ‎4‎حماوالت<br />

2 عالج وضع الالجئني.‏<br />

3 تشكيل وكالة غوث الالجئني وتشغيلهم.‏<br />

4 االأمم املتحدة اإلغاء فلسطني كقضية ‏سياسية،‏ وحتويلها اإىل قضية اإنسانية<br />

‎1952‎م.‏<br />

. ‎5‎دور جملس االأمن من خالل قرار 242، وقرار 338<br />

وتناولت الورقة موؤرشات الرتاجع يف دور املوؤسسة الدولية،‏ وتخليها عن ميثاقها<br />

وعكسها ملوازين القوى على االأرض،‏ وبذلك تكون قد تخلت عن دورها باعتبارها موؤسسة<br />

دولية حمايدة،‏ وحتولت اإىل اأداة يف اأيدي الدول املستعمرة الكربى,‏ وتعرب عن مصاحلها،‏<br />

وليس عن مصالح الشعوب املقهورة من االستعمار.‏<br />

. 5


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

Abstract:<br />

This paper sheds light on the role of the United Nations towards the<br />

Palestinian cause since its establishment until the end of the 1973 war.<br />

In this framework, the United Nations ranges to different stages: the<br />

foundation stage and a stage addressing the Palestinian issue. Since the<br />

beginnings of the International Foundation and without experience of<br />

dealing with such a complex issue, it adopted the viewpoint of division. The<br />

United Nations General Assembly began dealing with this issue through:<br />

1. The Partition Resolution181.<br />

2. The Resolution 194, which addressed the status of refugees.<br />

3. the formation of The United Nations for theRelief and Work Agency<br />

for Refugees.<br />

4. the attempts of the United Nations to abolish Palestine as a political<br />

issue and turning it into a humanitarian issue in 1952.<br />

5. the role of The Security Council through “Resolution 242” and<br />

“Resolution 338”.<br />

The paper also tackles the decline indicators in the role of the International<br />

Foundation, its renouncing of its charter and its reflecting the balance<br />

of powers on the ground. Thus, it has abandoned its role as a neutral<br />

international foundation and turned into a tool in the hands of the colonial<br />

powers reflecting of their major interests and not the interests of the<br />

oppressed peoples from colonialism.


التراجع الرسمي في قرارات األمم املتحدة جتاه القضية<br />

الفلسطينية منذ نشأتها حتى حرب أكتوبر 1973<br />

د.‏ نعمان عاطف عمرو<br />

مقدمة:‏<br />

انبثقت احلاجة الإنشاء هيئة االأمم املتحدة كمنظمة دولية تهدف للحفاظ على االأمن والسلم<br />

العامليني،‏ اأثر اندالع احلرب العاملية الثانية عام ‎1939‎م،‏ االأمر الذي اعترب موؤرشاً‏ على فشل<br />

عصبة االأمم املتحدة يف حتقيق اأهدافها.وقد تداعت الدول التي كانت تواجه دول املحور اإىل<br />

اجتماعات عدة بلورت خاللها اتفاق مبادئ،‏ ‏شكل حجر االأساس مليثاق هيئة االأمم املتحدة.‏<br />

بداأ االستخدام االأول ملصطلح هيئة االأمم املتحدة يف ‏شهر اآب ‎1941‎م،‏ واعترب 24<br />

ترشين اأول ‎1945‎م اليوم االأول النطالق الهيئة،‏ ويحتفل به كل عام كعام املنظمة الدولية،‏<br />

كونه اليوم الذي ‏صادف نهاية اعتماد برملانات الدول االأعضاء على ميثاق املنظمة.‏<br />

لقد دخلت منظمة االأمم املتحدة مبكراً‏ على القضية الفلسطينية دون اأن يكون لها<br />

خربة تراكمية طويلة يف النزاعات الدولية،‏ وذلك بسبب قرار بريطانيا الدولة املنتدبة على<br />

فلسطني االنسحاب املبكر منها،‏ متنكرة للوعود السابقة كافة التي اأعطتها للعرب بعد اأن<br />

‏ضمنت قوة العصابات الصهيونية وقدرتها على حسم املعركة على االأرض والسيطرة على<br />

فلسطني.وكان قرار بريطانيا حتويل القضية لالأمم املتحدة مبثابة اإعطاء فرصة للعصابات<br />

الصهيونية من اأجل كسب الرشعية الدولية من هذه املوؤسسة الدولية الفتية.‏<br />

أهداف الدراسة:‏<br />

1 الفلسطينية.‏<br />

. ‎1‎اإبراز دور االأمم املتحدة جتاه القضية<br />

‎2‎انحياز . 2 االأمم املتحدة عن دورها احليادي والنزيه من خالل قرار التقسيم الذي يعدُّ‏<br />

‏سابقة ال مثيل لها يف تاريخ املنظمة الدولية،‏ والذي يعترب ‏شهادة ميالد الدولة العربية<br />

باإقرار من الرشعية الدولية.‏<br />

. ‎3‎عجز االأمم املتحدة عن اإلزام اإرسائيل بااللتزام بقرار<br />

. ‎4‎عجزها عن اإقامة الدولة العربية يف اجلزء املخصص<br />

. ‎5‎فشل االأمم املتحدة يف التعامل مع اآثار االحتالل االإرسائيلي يف تطبيق قرار 194<br />

منظمة الالجئني الدولية بوكالة غوث وتشغيل الالجئني يف املساألة الفلسطينية.‏<br />

‎6‎انحياز . 6 االأمم املتحدة لصالح دولة اإرسائيل والدول االستعمارية بشكل كامل،‏ من خالل<br />

التقسيم.‏<br />

3 لها.‏<br />

4 ، واستبدال<br />

5


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

القرارين )242( و)‏‎338‎‏(‏ االأمر الذي جعلها تفقد حيادها،‏ وتصبح ‏رشيكة يف التاآمر<br />

على الشعب الفلسطيني،‏ ومتارس دور االستعمار واالإمربيالية.‏<br />

أوالً:‏ نشوء األمم املتحدة:‏<br />

يعد تاريخ 24 ترشين اأول من عام ‎1945‎م هو اليوم الذي دخل حيز التنفيذ باعتباره يوم<br />

اإنشاء منظمة االأمم املتحدة،‏ حيث اعتمد ميثاق هذه املنظمة من طرف الدول املوقعة عليه,‏ اإال<br />

اأن االإرهاصات االأوىل لنشوء املنظمة الدولية ‏سبقت ذلك بكثري،‏ حيث بداأ التفكري باإطار دويل<br />

بديل لعصبة االأمم اإثر فشلها يف حتقيق اأهدافها،‏ وعجزها عن منع نشوب احلرب العاملية<br />

الثانية،‏ ومت تداول مصطلح االأمم املتحدة الأول مرة يف 14 اآب عام ‎1941‎‏.)عرفة 1993:<br />

‎23‎‏(؛ p.1) )United Nation. Organization, ؛)‏p.6‎ )United Nation, Organization,<br />

للداللة على الدول التي استجابت لوثيقة االأطلنطي،‏ التي ‏صدرت عن اجتماع الرئيس االأمريكي<br />

روزفلت مع رئيس وزراء بريطانيا ترششل،‏ وصدر عنها وثيقة للمبادئ العامة واأهمها:‏<br />

1 مبداأ االأمن اجلماعي.‏<br />

2 اللجوء اإىل القوة<br />

3 مبداأ املساواة يف احلصول على املوارد الدولية.‏<br />

4 مبداأ التقدم والتعاون االقتصادي.‏<br />

. 5 مبداأ تاأكيد الدولتني على عدم السعي اإىل التوسع االإقليمي واحرتام حقوق الشعوب<br />

اختيار حكوماتها.‏<br />

‎6‎مبداأ 6. ‏سيادة كل دولة،‏ وحرمة اأراضيها،‏ ونزع ‏سالح االأمم مصدر التهديد (United<br />

Nation. Organization, p.7)<br />

‎7‎اإن . 7 اجتماع الرئيس االأمريكي ورئيس وزراء بريطانيا نقل فكرة املبادئ العامة اإىل دول<br />

1 .<br />

. 2 مبداأ عدم<br />

3 .<br />

4 .<br />

5 يف<br />

احللفاء،‏ التي اشرتكت يف احلرب على دول املحور،‏ حيث عقدت هذه الدول اجتماعاً‏ لها عام<br />

‎1942‎م يف مدينة واشنطن،‏ وقد وقعت على االإعالن ‏ست وعرشون دولة،‏ ومن اأهم الدول<br />

املوقعة اإضافة اإىل اأمريكا:‏ بريطانيا،‏ واالحتاد السوفيتي،‏ والصني ‏)عرفة 123(. 1993:<br />

ومن اأهم ما تضمنه هذا االجتماع الترصيح الذي يعد بحق حجر االأساس يف الطريق<br />

الإقامة املنظمة الدولية،‏ وهو الدعوة النضمام الدول االأخرى لهذا الترصيح،‏ واإىل قيام<br />

منظمة دولية جديدة،‏ تهدف اإىل استتباب االأمن والسلم الدوليني ‏)عرفة 124(. 1993:<br />

وبعد اأن اأصبح هناك اتفاق مبدئي بني الدول التي قادت احلرب على دول املحور،‏<br />

وتصوّرٌ‏ لالأهداف العامة للموؤسسة الدولية،‏ التي يجري احلديث عنها،‏ عقد اجتماع يالطا<br />

بني الرئيس االأمريكي روزفلت وبني رئيس الوزراء الربيطاين ترششل،‏ والرئيس السوفيتي


التراجع الرسمي في قرارات األمم املتحدة جتاه القضية<br />

الفلسطينية منذ نشأتها حتى حرب أكتوبر 1973<br />

د.‏ نعمان عاطف عمرو<br />

‏ستالني يف احلادي عرش من ‏شباط ‎1945‎م،‏ واتفق زعماء الدول الثالثة على عقد موؤمتر<br />

للدول التي اأعلنت احلرب على دول املحور قبل اأول اآذار ‎1945‎م،‏ والتي التزمت بالتوقيع<br />

على ترصيح االأمم املتحدة لعام ‎1942‎م،‏ وحددت فيه موعد املوؤمتر ب 25 نيسان ‎1945‎م،‏<br />

ومكان عقده،‏ حيث عقد يف فرانسيسكو بالواليات املتحدة االأمريكية.‏ وقد بلغ عدد الدول<br />

التي حرضت املوؤمتر خمسني دولة،‏ حيث ناقشت املبادئ االأساسية التي وضعتها الدول<br />

الكربى.‏ وانتهى املوؤمتر يف 26 حزيران ‎1945‎م باإقرار املرشوع النهائي مليثاق االأمم<br />

املتحدة .1+2( encyclopedia.p .)Wikipedia,the free<br />

وبذلك تكون الدول العظمى هي التي حددت ميثاق املوؤسسة الدولية بناء على<br />

مصاحلها،‏ وهي التي حددت من ‏سيحرض املوؤمتر،‏ وقادت عملية ‏صياغة القرارات بشكل ال<br />

يتعارض مع توجّ‏ هاتها كدول اأحرزت النرص على املحور،‏ ومن البديهي اأن جتعل لنفسها<br />

اآلية للسيطرة على هذه املوؤسسة،‏ متثلت بامتالك الدول اخلمس العظمى حقَّ‏ النقض ‏)الفيتو(‏<br />

يف جملس االأمن،‏ االأمر الذي ‏صبغ هذه املوؤسسة باآليات عمل انتقائية،‏ تعرب عن مصالح<br />

هذه الدول،‏ ال عن ميثاقها حيث يسبق كل قرار جوالت طويلة من املفاوضات الإقراره،‏ قبل<br />

عرضه على هيئة االأمم املتحدة.‏<br />

يتكون ميثاق االأمم املتحدة من ديباجة،‏ تتضمن اإعالن االأمم املتحدة،‏ ومائة واإحدى<br />

عرشة مادة ‏)عرفة 125(. 1993: وقد عقد اجتماع الدورة االأوىل للجمعية العامة مبدينة<br />

لندن يف بريطانيا،‏ علماً‏ اأن امليثاق مل يتضمن نصاً‏ خاصاً‏ بتحديد املكان،‏ ويف ‏شهر كانون<br />

ثاين ‎1946‎م اتخذ قرار يقضي باتخاذ مدينة نيويورك مقراً‏ موؤقتاً‏ يف الواليات املتحدة،‏<br />

واعتمد مقراً‏ دائماً‏ بعد عرشة اأشهر،‏ اإضافة اإىل مقره االأوروبي يف مدينة جنيف بسويرسا<br />

‏)عرفة .)125 :1993<br />

حُ‏ ددت اللغات الرسمية املعتمدة يف االأمم املتحدة بخمس لغات هي:‏ اللغة االجنليزية،‏<br />

واللغة الفرنسية،‏ واللغة االسبانية،‏ واللغة الصينية،‏ والروسية،‏ ويالحظ اأن اللغة العربية<br />

اأضيفت بعد ‏سنوات عدة لتصبح معتمدة يف املداوالت الرسمية.)االأمم املتحدة،‏ املوسوعة<br />

احلرة:‏ )3 ،1 و p.8( )United Nation. Organization,<br />

حددت جلنة االشرتاكات يف هيئة االأمم املتحدة نظاماً‏ لتسديد ميزانية الهيئة الدولية<br />

بتحديد نسبة كل دولة،‏ اآخذة بعني االعتبار اإجمايل الدخل القومي بالنسبة للدول االأخرى،‏<br />

وجعلت احلد االأقصى للمساهمة يف امليزانية ما نسبته %25 من امليزانية العامة،‏ واحلد<br />

االأدنى هو %1 من امليزانية العامة ‏)عرفة 126( 1993:


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

احملددات اليت حتكم دور األمم املتحدة:‏<br />

تعد االأمم املتحدة اأداة من اأدوات تنظيم العالقات الدولية،‏ بل اأهم هذه االأدوات،‏<br />

وتنعكس داخلها العالقات الدولية،‏ وموازين القوى على االأرض اأكرث من اعتمادها على<br />

ميثاقها،‏ ومبداأ احلق والعدل.‏<br />

ومن اأجل ذلك،‏ منحت االأمم املتحدة الدول العظمى حق احلفاظ على االأمن والسالم<br />

الدوليني،‏ من خالل مركز مسيطر يف جملس االأمن،‏ ‏ضمن لها حق نقض القرارات ‏)الفيتو(،‏<br />

على كل قرار ال يتماشى مع مصلحة اأي دولة من الدول الكربى.‏ لذلك فاإن لقرارات جملس<br />

االأمن انعكاساً‏ حقيقياً‏ ملوازين القوى،‏ وما يرافقها من مساومات وثيقة باملصالح،‏ ومتاأثرة<br />

بهذه املوازين،‏ وال تعمل على تطبيق النظام من خالل املوازنة بني احلق والعدل ‏)عبد احلي:‏<br />

.)77 :1999<br />

ويالحظ مما ‏سبق اأن الدول العظمى ‏شكلت موؤسسة دولية،‏ هي هيئة االأمم املتحدة من<br />

اأجل اأن تكون جهازاً‏ دولياً‏ يساعدها يف مترير مصاحلها ومشاريعها،‏ ويحدد اآليات ‏ضبط<br />

تساعد هذه الدول يف قيادة العامل،‏ ودوله بجدارة ودون منافس،‏ لذلك بداأت هذه الدول بتمرير<br />

ما يحلو لها من مشاريع استعمارية وانتقائية يف تطبيق السياسات من خالل هذه املوؤسسة،‏<br />

مما جعل منها موؤسسة غري حيادية،‏ بل اإنها متثل وجهة نظر الدول القوية اأوالً.‏<br />

ومبا اأن املساألة الفلسطينية هي اإفراز للمشكلة االأوروبية،‏ وما تبنته الدول العظمى<br />

يف هذا املجال،‏ فمن الطبيعي اأن تكون مالذاً‏ لدعم دولة اإرسائيل على حساب عدالة القضية<br />

الفلسطينية،‏ وال ‏سيما اأن بعض هذه الدول تنكرت لوعودها السابقة للعرب،‏ كما اأن جزءاً‏<br />

منها تبنى املصالح اليهودية،‏ بينما مل يكن اجلزء االآخر جاداً‏ يف دعم املصالح العربية،‏ يف<br />

حني عجزت الدول العربية جمتمعة عن ‏صياغة معادلة تقوم على املصالح املشرتكة بينها<br />

وبني الدول العظمى،‏ جتعلها توؤيد-‏ بحق-‏ القضية العربية االأوىل،‏ وهي قضية فلسطني،‏<br />

مما ‏شكل تراجعاً‏ يف االأداء السياسي والعسكري واالقتصادي العربي،‏ االأمر الذي جرد العرب<br />

من اإمكانية هذه املوارد الحقاً.‏<br />

ثانياً:‏ القضية الفلسطينية:‏<br />

تعد القضية الفلسطينية من القضايا االأكرث تعقيداً‏ يف القضايا املعارصة،‏ وذلك الأنها<br />

ذات خصوصية استثنائية متيزها عن غريها من القضايا املعارصة،‏ فهي ليست جمرد<br />

‏رصاع حملي اأو اإقليمي اأو دويل،‏ وال هي ‏رصاع اأقلية ‏ضد اأكرثية،‏ وال قضية ‏رصاع بني


التراجع الرسمي في قرارات األمم املتحدة جتاه القضية<br />

الفلسطينية منذ نشأتها حتى حرب أكتوبر 1973<br />

د.‏ نعمان عاطف عمرو<br />

قوى استعمارية خمتلفة على موارد اأو نفوذ.‏ وال هي من منط قضايا التحرر التقليدية،‏ بل<br />

رمبا تختلف عن جميع هذه االأمناط اأو جتمعها معاً.‏<br />

اإنها قضية تقوم على ‏رصاع تقوده جمموعة عنرصية استيطانية ذات طابع ديني<br />

اإحاليل،‏ ولها جذور دولية مرتبطة بالدول االأكرث نفوذاً‏ يف العامل،‏ وليست بدولة حمددة.‏<br />

‏)شفيق 11(، 1994: وظهر ذلك بشكل جلي عندما قامت احلركة الصهيونية بالتحول اإىل<br />

الواليات املتحدة االأمريكية بعد تراجع الدور الدويل لربيطانيا خاصة بعد موؤمتر بلتيمور<br />

عام ‎1942‎م الذي عقد يف نيويورك،‏ ومن ناحية اأخرى فاإنها تستمد نفوذاً‏ اإضافياً‏ من قبل<br />

اجلماعات اليهودية واحلركة الصهيونية ذات االنتشار والنفوذ الواسع يف الدول الكربى،‏<br />

والتاأثري على قراراتها وسياساتها من خالل تغلغلها السياسي واالقتصادي واالإعالمي يف<br />

هذه الدول،‏ مما يسهل عليها مهمة التاأثري يف السياسات الداخلية لتلك الدول.علماً‏ اأن هذه<br />

احلركات ‏سواء اأكانت يهودية اأم ‏صهيونية متفقة على دعم دولة اإرسائيل،‏ وتقف من خلفها<br />

رغم اخلالفات الواسعة بني هذه اجلماعات.‏ ‏)شفيق:‏ 11( 1994:<br />

اإن العوامل الدولية هي التي قررت مصري فلسطني،‏ وشعب فلسطني،‏ من خالل جمموعة<br />

مسببات،‏ اأدت اإىل زرع كيان استيطاين اإحاليل فيها،‏ يقوم بوظيفة لصالح الدول االستعمارية<br />

الكربى،‏ ومن هذه االأسباب املوقع اجلغرايف االسرتاتيجي املهم لفلسطني على مر العصور<br />

الذي جعل الظروف السياسية يف حوض البحر االأبيض املتوسط من اأكرث املسطحات املائية<br />

التي لعبت دوراً‏ ‏سياسياً‏ وعسكرياً‏ وجتارياً‏ من اأي مسطح مائي اآخر،‏ مما كان عامالً‏ مسبباً‏<br />

لالأمم املتعاقبة للسيطرة عليه،‏ ومبا اأن فلسطني تقع على ‏ساحله الرشقي،‏ فقد كان لها<br />

نصيب من هذه السيطرة،‏ وكان حمل اهتمام الدول العظمى لالعتبارات االإسرتاتيجية ملوقع<br />

فلسطني ودورها يف الدفاع عن الرشق االأدنى،‏ علماً‏ اأن هذه االأهمية ما زالت ماثلة يف موقع<br />

فلسطني اجلغرايف ودورها السياسي.‏ ‏)شكري 3( 1990،<br />

وهناك عامل اآخر جعل من فلسطني مكان اهتمام الدول العظمى،‏ اأال وهو موقعها يف<br />

قلب الوطن العربي،‏ عند ملتقى قارة اآسيا واإفريقيا،‏ ويحدها من الشمال ‏سوريا ولبنان،‏ ومن<br />

الرشق ‏سوريا ورشق االأردن ومن اجلنوب الغربي ‏سيناء،‏ ومن اجلنوب خليج العقبة ومن<br />

الغرب البحر االأبيض املتوسط.‏ ‏)جبارة 15(، 1998: فهذا املوقع اأهَّ‏ لها للعب دور اقتصادي<br />

بارز،‏ كونها تسيطر على طرق التجارة،‏ وهناك ميزات اأخرى لها عالقة بالتضاريس<br />

اجلغرافية،‏ واملناخ،‏ وخصوبة الرتبة،‏ مما جعلها عرضة لغزوات املستعمرين على مر<br />

العصور،‏ رغم ‏صغر مساحتها نسبياً،‏ والتي تبلغ )27.500 كم (. 2 ‏)جبارة 15(. 1998:<br />

اأما من الناحية الدينية,‏ فقد كانت فلسطني مهد الديانات السماوية الثالث،‏ فهي من<br />

الناحية القدسية لها اأهمية خاصة,‏ اإذ اإنها ترتبط مبرور ‏سيدنا اإبراهيم ‏-عليه السالم-‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

فيها،‏ وقد ولد اإبراهيم ‏-عليه السالم-‏ باأرض بابل العراقية يف بلدة اأور,‏ التي كان فيها<br />

اأبوه وعشريته,‏ ومنها ارحتل اإىل حران,‏ قاصداً‏ بيت املقدس،‏ ويف حران تعرف بسارة بنت<br />

ملك حران فتزوج منها،‏ وكانت عقيماً‏ ال تلد،‏ ونزل بها اأرض اخلليل يف فلسطني,‏ واأقام<br />

زمناً‏ هناك,‏ ثم ارحتل اإىل مرص وهناك وهبت له هاجر,‏ فاأجنبت له اإسماعيل عليه السالم.‏<br />

فكانت رحلته عليه السالم من العراق اإىل الشام,‏ اإىل فلسطني,‏ اإىل مرص,‏ ثم العودة اإىل<br />

اخلليل واسمها يومئذ ‏)حربون(.‏ ‏)التميمي:‏ 115( 1997:<br />

وجاءت هذه الزيارة املباركة التي ‏رشَّف بها ‏سيدنا اإبراهيم ‏-عليه السالم-‏ فلسطني<br />

ومدينة اخلليل حتديداً,‏ لتضيف لها اهتماماً‏ دينياً‏ يرى اليهود اأن جزءاً‏ منه مقدس بالنسبة لهم<br />

كذلك،‏ اأما موقفنا نحن يف العامل االإسالمي فهو نابع من تراثنا االإسالمي الذي يعترب ‏سيدنا<br />

اإبراهيم حنيفاً‏ مسلماً‏ كما جاء يف - قوله تعاىل ‏-:»ما كان اإبراهيم يهودياً‏ وال نرصانياً‏<br />

ولكن كان حنيفاً‏ مسلماً،‏ وما كان من املرشكني«.‏ ‏صدق اهلل العظيم ‏)سورة اآل عمران،‏ اآية<br />

67(، ففي هذه االآية القول الفصل عن ملة اإبراهيم عليه السالم،‏ وبذلك يكون الرد املبني على<br />

ادعاءات بني ‏صهيون,‏ الأن عقيدة التوحيد واحدة والقدسية الدينية تتبع التوحيد.‏<br />

كما ارتبطت فلسطني مبيالد ‏سيدنا عيسى عليه السالم،‏ الذي ولد يف بيت حلم اآخر ‏سنة<br />

من حكم هريدوس،‏ الذي اأمر بقتل كل طفل يولد يف بيت حلم،‏ فهربت السيدة مرمي بوليدها,‏<br />

وهرب معها يوسف النجار اإىل مرص،‏ خشية اأن يبطش به ذلك امللك اجلبار.‏ ‏)العارف 2007:<br />

97( علماً‏ اأن السيد املسيح ‏-عليه السالم-‏ هبط القدس،‏ وكانت على عهده تدعى اأورشليم،‏<br />

وهبطها مرة يف نعومة اأظفاره،‏ وثالث مرات بعد نرش رسالته،‏ حيث كانت االأوىل يف الثاين<br />

عرش من ‏شهر ترشين اأول ‏سنة ‎28‎م،‏ والثانية بعد ذلك بشهرين,‏ اأي يف كانون اأول من العام<br />

نفسه،‏ ويف الثالثة اعتقل وسيق اإىل املحاكمة,‏ وحكم عليه باملوت.‏ ‏)العارف 104(. 2007،<br />

وكان السيد املسيح يكره اأورشليم,‏ ويذيع رسالته يف ريفها خشية اأن يغدر به اليهود،‏ ومن<br />

اأقواله املاأثورة يف هذا الباب ‏»ال كرامة لنبي يف وطنه«.‏ ‏)العارف 107(. 2007:<br />

ومل يكن هذا فحسب،‏ بل زاد اهلل فلسطني تكرمياً‏ وقدسية عندما ارتبطت بحادثة<br />

االإرساء واملعراج عام 620 ميالدي،‏ فكانت هذه احلادثة مبثابة لفتة قوية ومقدسة يف<br />

تاريخنا االإسالمي,‏ نبهتنا اإىل اأهمية القدس ومكانتها لدى املسلمني.‏ فقد كان باالإمكان<br />

اأن يكون املعراج مبارشة من مكة اإىل السماء،‏ لكن اهلل ‏-سبحانه وتعاىل-‏ اأراد اأن يكون<br />

املعراج من بيت املقدس,‏ ونزلت االآية الكرمية:»سبحان الذي اأرسى بعبده ليالً‏ من املسجد<br />

احلرام اإىل املسجد االأقصى الذي باركنا حوله لرنيه من اآياتنا اإنه هو السميع البصري«‏<br />

‏صدق اهلل العظيم ‏)سورة االإرساء،‏ اآية 1(<br />

لقد اأرسي بالنبي–صلى اهلل عليه وسلم-‏ اإىل هذا املكان املقدس،‏ ومنه عرج اإىل


التراجع الرسمي في قرارات األمم املتحدة جتاه القضية<br />

الفلسطينية منذ نشأتها حتى حرب أكتوبر 1973<br />

د.‏ نعمان عاطف عمرو<br />

السماوات العال،‏ بعدما اأحيا اهلل – تعاىل-‏ االأنبياء واملرسلني للنبي يف املسجد االأقصى,‏<br />

ليصلي بهم ‏–صلى اهلل عليه وسلم-‏ اإماماً,‏ وليجتمعوا الأول مرة يف ذلك املكان املقدس<br />

الطاهر،‏ وقد اختار لهم اهلل هذا املكان لرشفه وعظيم منزلته،‏ فهو مهبط الوحي،‏ واأرض<br />

الرساالت،‏ ومل جتتمع االأنبياء قط على االأرض يف غري هذا املكان،‏ فرشفه بهم,‏ وصلى<br />

االأنبياء والرسل باإمامة النبي الكرمي عليه اأفضل الصالة والسالم،‏ فكانت تلك اأعظم ‏صالة<br />

يف التاريخ.‏ ‏)سويدان 72(. 2005،<br />

وتعد هذه االأحداث من اأقوى املوؤرشات واأبلغها على اأهمية فلسطني الدينية،‏ ونظراً‏<br />

الرتباط االأهمية الدينية باملوقع االسرتاتيجي باالأهمية االقتصادية،‏ فاإنه من املنطق اأن<br />

يكون لها تاأثريٌ‏ ايجابيٌ‏ على اأوضاعها السياسية،‏ كما ذكرت ‏سابقاً,‏ وهو ما يفرس اهتمام<br />

االأمم املختلفة بالسيطرة عليها يف خمتلف العصور،‏ ومبا اأن اأهميتها متجددة عرب العصور,‏<br />

فقد كانت ‏سبباً‏ مبارشاً‏ لتدخل الدول االستعمارية يف التاريخ احلديث واملعارص،‏ وتسابقها<br />

على السيطرة عليها,‏ حفاظاً‏ على مصاحلها يف املنطقة,‏ ومتخض عن هذا االهتمام ‏شبه<br />

اإجماع من الدول العظمى يف التاريخ احلديث بقيادة بريطانيا وفرنسا واأمريكا اإىل تسوية<br />

مشكالت اليهود يف اأوروبا,‏ لتحل على حساب الشعب الفلسطيني واأرضه املقدسة,‏ التي<br />

كانت عربية قبل اأن تكون اإسالمية،‏ فاأصدرت العديد من القرارات الباطلة والظاملة،‏ التي<br />

هياأت لليهود السيطرة على فلسطني بدعم دويل،‏ لتقوم هذه الدولة املفتعلة على اأرض<br />

فلسطني،‏ وتقرر هذه الدول مصري فلسطني بعيداً‏ عن اأهلها،‏ من خالل العديد من القرارات<br />

الرسية والعلنية,‏ التي كان لها االأثر االأبرز يف تقرير مصري البالد،‏ ومن اأهمها اتفاقية<br />

‏سايكس بيكو،‏ ووعد بلفور،‏ واحتالل فلسطني من قبل بريطانيا،‏ وقيام ‏سلطة االنتداب فيها<br />

التي عملت على متهيد الطريق الإقامة دولة اإرسائيل على اأرض فلسطني املقدسة،‏ حتقيقاً‏<br />

لوعد بلفور املسوؤوم.‏ وكان الهدف االأبرز لزرع هذه الدولة,‏ اأن تقوم بوظيفة تخدم مصالح<br />

الدول االستعمارية يف املنطقة العربية االإسالمية,‏ وخاصة بعد ظهور املوارد الطبيعية يف<br />

املنطقة,‏ وتعاظم اأهميتها السياسية.‏<br />

ومن أهم نقاط وظيفة إسرائيل:‏<br />

‎1‎وضع . 1 املنطقة حتت التهديد املستمر.‏<br />

‎2‎االبقاء . 2 على حالة التجزئة العربية عموماً,‏ مبا يحقق مصلحة الدول االستعمارية<br />

العظمى،‏ ومينع من تطور التاريخ الطبيعي لتقدم االأمة العربية االإسالمية.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

‎3‎اإبقاء . 3 الدول العربية يف حالة من التبعية املستمرة للدول الكربى كونها مهددة.‏<br />

‎4‎املحافظة . 4 على مصالح الدول االستعمارية السياسية واالقتصادية،‏ وضمان حصولها<br />

على الرثوات الطبيعية وخاصة البرتول.‏ ‏)شفيق 12(. 1999:<br />

ثالثاً:‏ دور األمم املتحدة يف املسألة الفلسطينية:‏<br />

لقد اضطرت االأمم املتحدة اإىل التدخل املبكر يف املساألة الفلسطينية،‏ وكان تدخلها<br />

بشكل مبارش من خالل قرار التقسيم رقم 181، والقرار 194، وذلك بناء على اأجندة الدول<br />

العظمى،‏ وخاصة بريطانيا التي قررت رفع القضية اإىل االأمم املتحدة،‏ بحجة نيتها اإنهاء<br />

االنتداب،‏ ومل يتجاوز عمر الهيئة الدولية العامني فقط،‏ حيث دعت بريطانيا يف 2 نيسان<br />

‎1947‎م االأمم املتحدة لعقد دورة استثنائية،‏ وبعد مناقشات مسهبة قررت اجلمعية العامة<br />

يف 15 اأيار ‎1947‎م تاأليف اللجنة اخلاصة لالأمم املتحدة بساأن فلسطني ‏)انسكوب(.‏ ‏)صالح<br />

)437 :2003 و)عبد احلي:‏ .)79 :1999<br />

تاألفت اللجنة من ممثلني عن اإحدى عرشة دولة هي اسرتاليا،‏ كندا،‏ تشيكوسلوفاكيا،‏<br />

جواتيماال،‏ الهند،‏ اإيران،‏ بريو،‏ السويد،‏ االأرجواي،‏ يوغسالفيا،‏ هولندا،‏ ويالحظ اأن غالبية<br />

هذه الدول تدور يف فلك الدول االستعمارية،‏ مما اأعطاها فرصة اأكرب الإجناح التصويت،‏<br />

وكان من اأبرز مهمات اللجنة جمع معلومات،‏ والتحقيق يف قضية فلسطني،‏ واالستماع اإىل<br />

جميع االأطراف،‏ ورفع تقرير للجمعية العامة يشمل االقرتاحات التي تراها اللجنة مناسبةً‏<br />

للحل.)صالح:‏‎2003‎‏:‏ )437 و)الكيالين:‏ .)40 :1991<br />

عقدت اللجنة اأكرث من ‏ستة عرش اجتماعاً،‏ استمعت فيها اإىل ‏شهادات ‏سلطة االنتداب،‏<br />

وشهادات العرب واليهود،‏ ويف هذا االإطار تباينت ردود الفعل جتاه اللجنة،‏ مما انعكس على<br />

طريقة التعامل معها،‏ فمن الناحية الرسمية العربية استعدت جامعة الدول العربية حديثة<br />

االإنشاء للتعاون مع اللجنة،‏ بينما رفضت اللجنة العربية العليا التعامل معها،‏ وكان حصيلة ما<br />

قدمته الدول العربية للجنة ورقتني موجزتني عن القضية الفلسطينية.‏ ‏)الكيالين:‏ 40(. 1991:<br />

اإن ما قدمته الدول العربية اإىل اللجنة من اإثباتات ‏-كما ذكر ‏سابقاً-كفيل بالتعبري<br />

عن حالة االإرباك وعدم االنسجام يف املوقف العربي،‏ بل اأقل ما ميكن اأن يقال عنه اإنه<br />

ليس جدياً،‏ ومل يتعامل مع هذه القضية باملستوى املطلوب،‏ الذي يعرب عن احلق والتاريخ<br />

والنضال،‏ الذي قدمه اأبناء االأمة العربية واالإسالمية والشعب الفلسطيني بساأن فلسطني،‏<br />

خاصة اإذا ما قورن ذلك بالوثائق التي قدمتها احلركة الصهيونية،‏ والتي قدرت مبا يزيد<br />

عن املائة وثيقة،‏ بعضها مطول واالآخر تفصيلي،‏ بل مبالغ فيه،‏ بهدف خلق راأي عام داعم<br />

ملطالبهم،‏ من خالل استغالل االأوضاع الدولية لتتعاطف معهم وتوؤيدهم يف مطالبهم.‏<br />

‏)الكيالين .)40 :1991<br />

بعد استماع اللجنة اإىل االأطراف املختلفة،‏ اأعدت اللجنة تقريراً‏ اإىل اجلمعية العامة،‏


التراجع الرسمي في قرارات األمم املتحدة جتاه القضية<br />

الفلسطينية منذ نشأتها حتى حرب أكتوبر 1973<br />

د.‏ نعمان عاطف عمرو<br />

‏رسدت فيه مواقف العرب واليهود،‏ وبينت فيه حجم كل فئة منهم،‏ وذكرت اللجنة اأن العرب<br />

اأكرث من ثلثي السكان،‏ واأنهم ميلكون ما يزيد على %86 من اأراضي فلسطني،‏ علماً‏ اأن النسبة<br />

احلقيقية تزيد على %95.5 من اأرض فلسطني،‏ ومبوجب حقهم الطبيعي والقانوين فاإنهم<br />

تواقون اإىل االستقالل.‏ ‏)صالح 437( 2003:<br />

وتخلل عمل اللجنة اخلالف يف وجهات النظر يف ‏شكل القرتاح املقدم،‏ حيث قدم<br />

اقرتاحان اإىل اجلمعية العامة:‏<br />

. ‎1‎مرشوع الأغلبية،‏ الذي ينص على اإنشاء دولتني يف فلسطني،‏ تربطهما وحدة<br />

وتتمتع مدينة القدس بنظام خاص حتت اإرشاف االأمم املتحدة.‏<br />

‎2‎مرشوع . 2 الأقلية،‏ ويهدف اإىل اإنشاء دولة احتادية فيدرالية،‏ مكونة من دولتني عربية،‏<br />

واأخرى يهودية يف فلسطني.‏<br />

رفضت اجلمعية العامة مرشوع االأقلية الذي اأيدته الدول العربية واالإسالمية،‏ وانصب<br />

النقاش على مرشوع االأغلبية،‏ وعندما تبني بعد املناقشات الشاملة التي جرت بتاريخ 26<br />

ترشين ثاين ‎1947‎م اأن املرشوع اإذا ما مت االقرتاع عليه ‏سيفشل،‏ مت تاأجيل التصويت،‏<br />

مما اأتاح الفرصة للحركة الصهيونية والواليات املتحدة االأمريكية حليفتها الرئيسية<br />

ملمارسة الضغط على الدول الصغرية،‏ مهددة هذه الدول بعدم التعامل معها اقتصادياً‏<br />

اإذا عارضت القرار،‏ االأمر الذي اأدى بهذه الدول اإىل الرضوخ للضغوطات خاصة:‏ تايالند،‏<br />

والفلبني،‏ وهايتي،....اإلخ مما اأدى اإىل زيادة عدد الدول املوؤيدة للمرشوع،‏ واستخدم يف هذه<br />

املرة وسائل من الضغوط التي ال تتناسب مع اأهمية املوضوع،‏ وال مع اآليات عمل املنظمة<br />

املعتمدة يف ميثاقها،‏ االأمر الذي اأجنح عملية التصويت الثانية،‏ والتي جرت بتاريخ 29<br />

ترشين ثاين ‎1947‎م،‏ حيث اأيدته 33 دولة وامتنعت عرش دول عن التصويت،‏ وعارض<br />

املرشوع 13 دولة،‏ وحصل املرشوع على اأغلبية الثلثني حسب املادة 18 مليثاق املنظمة<br />

الدولية.‏ ‏)عبد احلي 78(. 1999:<br />

اإن مرشوع التقسيم لعام ‎1947‎م يظهر موازين القوى وانعكاساتها على االأرض ومدى<br />

‏سيطرة الدول العظمى على املوؤسسة،‏ والتاأثري على قراراتها،‏ وحتديد ‏سياستها،‏ لذلك فاإننا<br />

نرى بشكل واضح استغالل اليهود لالأوضاع السياسية واالإنسانية التي نتجت عن احلرب<br />

العاملية الثانية،‏ حيث عملوا على تضخيم حجم املجازر النازية ‏ضدهم،‏ من اأجل التاأكيد<br />

على اأن البديل عن هذه املجازر هو اإقامة الوطن القومي اليهودي يف فلسطني،‏ ليكون كفيالً‏<br />

بعدم تعرضهم اإىل جمزرة اأخرى،‏ وبذلك يكون الشعب الفلسطيني دفع ثمن اإشكالية اليهود<br />

يف اأوروبا،‏ ومل يدفعها االأوربيون الذين ارتكبوا احلرب ‏ضدهم.‏<br />

ويظهر كذلك املهارة السياسية لدى قادة احلركة الصهيونية،‏ ومدى تعاطف الدول<br />

1 اقتصادية،‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

العظمى معها،‏ وذلك من خالل عملهم على نقل مركز الثقل السياسي اإىل الواليات املتحدة<br />

االأمريكية،‏ وبخاصة اأنهم حصلوا على دعم كل من احلزبني الدميقراطي واجلمهوري ‏)صالح<br />

436( 2003: من اأجل اإلغاء الكتاب االأبيض لعام ‎1939‎م.‏<br />

كان من اأسباب هذا التحول يف التوجهات الصهيونية هو رغبة اليهود يف اإنهاء<br />

مرشوع اإقامة الدولة اأمام االأمم املتحدة،‏ علماً‏ منهم اأن بريطانيا مل تعد دولة عظمى،‏ واأن<br />

الصدارة بني الواليات املتحدة واالحتاد السوفيتي،‏ وبذلك ‏ستكون املوؤسسة الدولية هي<br />

الراعي اجلديد لقضيتهم التي يوجد فيها نفوذ قوي للواليات املتحدة االأمريكية.‏ كما يعترب<br />

رفع االأمر اإىل االأمم املتحدة اإضفاء طابع االعرتاف الدويل على املكاسب التي تنوي احلركة<br />

الصهيونية حتقيقها.‏ ‏)حسني 181(. 2006:<br />

اإن الذي ‏شجع اليهود على هذا التحول،‏ هو موقف الرئيس االأمريكي ترومان،‏ الذي<br />

انربى لتحقيق اآمال اليهود يف اإقامة دولتهم،‏ وعمل على اإيجاد ‏ضغط دويل يف ظل ‏ضعف<br />

عربي واضح.‏ ‏)صالح + 436 :2003 حسني .)181 :2006<br />

اإن تشكيل جلنة اأجنلو اأمريكية حسب توصية بيفن وزير خارجية بريطانيا قد مهد<br />

الطريق الإدخال اأمريكا مبارشة على القضية الفلسطينية لتحل حمل بريطانيا،‏ وكان من<br />

اأهم توصيات اللجنة االأجنلو اأمريكية السماح بهجرة مائة األف مهاجر يهودي لتغيري<br />

موازين القوى الدميغرافية داخل فلسطني،‏ وحرية انتقال االأراضي وبيعها لليهود.‏ ‏)صالح<br />

.)437 :2003<br />

ظهر هذا التسارع يف املوقف االأمريكي بظهور البرتول يف املنطقة العربية،‏ حيث<br />

رغبت اأمريكا من دعمها اإقامة دولة يهودية لتكون حامية ملصاحلها يف املنطقة.‏ وللداللة<br />

على ‏شدة الضغوطات االأمريكية،‏ نستعني بشهادة وزير الدفاع االأمريكي يف ذلك الوقت<br />

جيمي فورستال حينما قال:‏ ‏»اإن الوسائل التي استعملت الإكراه الدول االأعضاء وتهديدها يف<br />

االأمم املتحدة لكي توؤيد قرار التقسيم وصلت اإىل درجة الفضيحة واخلزي«.‏ ‏)النمورة 2006:<br />

283(. هذه ‏شهادة يف االإطار الرسمي،‏ اأما اإذا ما قورن االأمر مبستوى املنطق وبشكل جديل<br />

للداللة فقط،‏ فاإن قرار التقسيم مل يراعِ‏ مبداأ العدالة ال من حيث عدد السكان،‏ وال من حيث<br />

نسبة ملكية االأراضي من قبل كل طرف،‏ فحني اأصدرت بريطانيا ترصيح بلفور كان عدد<br />

اليهود اأقل من %2 من جمموع السكان يف فلسطني،‏ وملكيتهم %2.5 من االأرض،‏ يف حني<br />

بلغ حجم ملكية العرب لالأرض %97.5.<br />

اأما عند ‏صدور قرار التقسيم عام ‎1947‎م،‏ فكان اليهود ميلكون %5.66 فقط من<br />

االأرض،‏ بينما منحهم قرار التقسيم %56.4 من مساحتها،‏ ومنح العرب %43.6 من مساحتها<br />

‏)النمورة 283(. 2006: وبهذه النتيجة تكون الناحية الواقعية واملنطقية قد غريت الواقع


التراجع الرسمي في قرارات األمم املتحدة جتاه القضية<br />

الفلسطينية منذ نشأتها حتى حرب أكتوبر 1973<br />

د.‏ نعمان عاطف عمرو<br />

واملنطق،‏ وانحازت اإىل الصهيونية.‏<br />

اإن التاآمر الدويل على القضية الفلسطينية ظهر منذ مبارشة هيئة االأمم املتحدة النظر<br />

يف هذه القضية،‏ فبالرغم من تفنيد مندوبي الهيئة العربية العليا مزاعم الصهيونية،‏ ورفض<br />

العرب تقرير اللجنتني،‏ الأن تقرير االأقلية يدور كذلك يف نطاق التقسيم وينتهي اإليه،‏ واإن<br />

كان اأقل ظلماً‏ من اقرتاح االأكرثية،‏ حيث فضل العرب فكرة الدولة الدميقراطية التي تشمل<br />

اجلميع،‏ رغم معرفتهم اأن فيها اإجحافاً‏ لكرثة املهاجرين الذين ال تربطهم اأي ‏صلة بفلسطني،‏<br />

اإال بهدف قلب املوازين الدميوغرافية من اأجل حتقيق الفكرة الصهيونية،‏ يف حني قبل اليهود<br />

توصية التقسيم من خالل مندوب الوكالة اليهودية واأبدوا اعرتاضاً‏ على ترك اجلليل الغربي<br />

والقدس خارج السيادة اليهودية.)زعيرت 200(، 1955: ويعد قبول اليهود لقرار التقسيم<br />

معرباً‏ عن رغبتهم الشديدة يف احلصول على الرشعية الدولية،‏ ومن اأجل التحايل عليها<br />

لضمان اأن تكون دولتهم ‏ضمن املنظومة الدولية اجلديدة ومبباركتها.‏<br />

لقد كان التطور االأهم الذي عرب عن التدخالت الدولية هو اإعالن مندوب الواليات<br />

املتحدة تاأييد حكومته لتوصية اأكرثية جلنة التحقيق بالتقسيم مع اإجراء تعديالت مثل<br />

اإحلاق يافا العربية بالدولة اليهودية،‏ كما اأعلن املندوب الروسي موافقته على التقسيم،‏<br />

يف حني اأعلن املندوب الربيطاين عزم حكومته على اجلالء عن فلسطني،‏ وعدم استعدادها<br />

للتصويت على القرار.)زعيرت 200(. 1955:<br />

يعد قرار التقسيم رقم 181 اأول قرار لالأمم املتحدة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية،‏<br />

واإن ‏صك االنتداب على فلسطني عام ‎1922‎م هو اأول قرار دويل بخصوص فلسطني،‏ وجاء<br />

القرار 181 متنكراً‏ حلقوق الشعب الفلسطيني الوطنية يف تقرير مصريه وتكوين دولته،‏ فاإنه<br />

يعترب وبحق ‏شهادة ميالد دولة اإرسائيل.‏ ‏)عبد احلي + 79 1999: النمورة 97(. 2003:<br />

وبالرغم من ذلك فاإن هناك العديد من املالحظات التي رافقت عملية استصدار<br />

القرار ومن اأهمها ممارسة الدول العظمى الضغط على الدول الصغرى،‏ من اأجل تاأييد القرار<br />

بكافة الوسائل مبا فيها االبتزاز،‏ وبخاصة تلك الضغوط التي مارستها الواليات املتحدة<br />

االأمريكية على الدول الضعيفة والصغرية يف االأمم املتحدة،‏ حلملها على تاأييد قرار التقسيم<br />

لعام ‎1947‎م،‏ ومن هذه الدول:‏ هايتي،‏ وليبرييا،‏ وسيام،‏ والفلبني،‏ وبورما،‏ حيث هددت<br />

اأمريكا هذه الدول بعدم التعامل معها اقتصادياً‏ اإن مل تستجب للضغط االأمريكي،‏ ولن<br />

تشرتي الواليات املتحدة املطاط من ليبرييا على ‏سبيل املثال ال احلرص،‏ وعدم استعداد<br />

بريطانيا لتحمل مسوؤولياتها جتاه التزاماتها نحو العرب،‏ واإعالنها املفاجئ االنسحاب من<br />

فلسطني دون االشرتاك يف تقرير مصريها.‏ ‏)عبد احلي 78(. 1999:<br />

على اأن القرار فرض على اإرسائيل العديد من االلتزامات،‏ ورغم التحفظات على القرار


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

بكل اأبعاده،‏ فاإنه ‏سُ‏ جل كوثيقة حددت حدود دولة اإرسائيل بالتفصيل واأرفقتها بخرائط<br />

تبني احلدود،‏ كما نصت املادة الثانية من الفصل الثاين من القرار رقم 181 على مبداأ<br />

حماية االأرض من املصادرة اإال لالأغراض العامة.‏ ‏)النمورة 97(. 2003: اإال اأننا نرى<br />

اإرسائيل من اأول الدول التي حتايلت على املنظمة الدولية،‏ ورضبت بهذه النصوص عرض<br />

احلائط،‏ خاصة فيما يتعلق مبصادرة االأراضي الأغراض االستيطان،‏ والتي تستويل عليها<br />

‏صباح مساء.‏<br />

اأما من الناحية الدولية،‏ فاإننا نرى الدول التي كانت حريصة على استصدار القرار<br />

تتحول برسعة كبرية يف تضييق الشق اخلاص باجلانب العربي،‏ خاصة الواليات املتحدة،‏<br />

بعد اأن ‏ضمنت مصادقة االأمم املتحدة على اإقامة الدولة اليهودية،‏ فبداأت يف اتخاذ<br />

االإجراءات التي حتول دون قيام االأمم املتحدة بتنفيذ الشق الثاين من القرار،‏ وهو اإقامة<br />

الدولة الفلسطينية يف املساحة املخصصة لها مبوجب القرار نفسه واأخذت تطالب مبرشوع<br />

وصاية على فلسطني بهدف املماطلة والتسويف.‏ ‏)النمورة 98( 2003،<br />

اأياً‏ كانت ‏سلوكيات الدول العظمى،‏ فاإن قرار التقسيم يعد قراراً‏ ظاملاً‏ بالنسبة للشعب<br />

الفلسطيني يف الشكل واملضمون،‏ وكذلك من الناحية القانونية،‏ اإال اأننا لو جتاوزنا الناحية<br />

القانونية،‏ فاإنه يخلو من العدالة يف الكم والكيف،‏ اأي يف كمية االأرض التي اأعطاها للدولة<br />

اليهودية وهي 56.4 مقارنةً‏ مبا ميلكه اليهود.‏<br />

وكذلك االأمر بالنسبة اإىل جودة االأرض،‏ حيث اشتمل اجلزء اليهودي على السهل<br />

الساحلي والسهول اخلصبة االأخرى،‏ واالأراضي املروية يف طربيا واحلولة،‏ بينما اشتملت<br />

املنطقة العربية على مناطق جبلية قاحلة واأراضٍ‏ غري مروية.‏ ‏)النمورة 96(. 2003:<br />

احنياز األمم املتحدة:‏<br />

لقد ظهر من خالل تتبع دور االأمم املتحدة بساأن قرار التقسيم انحيازٌ‏ واضحٌ‏ ‏ضد<br />

القضايا العربية،‏ وذلك من خالل تنصيب االأمم املتحدة من نفسها جلنة خاصة لبحث<br />

املرشوع يف 3 كانون اأول ‎1947‎م،‏ حيث عقدت 34 اجتماعاً‏ بني 25 اأيلول – 25 ترشين<br />

ثاين عام ‎1947‎م،‏ ورفضت اجلمعية العامة اقرتاحاً‏ بدعوة حمكمة العدل الدولية لتقرير<br />

‏صالحية االأمم املتحدة يف النظر يف تقسيم فلسطني باأغلبية 25 ‏ضد 18، وامتناع 11<br />

عضواً‏ عن التصويت،‏ وقيام 21 دولة بالتصويت مقابل 20 دولة،‏ على اأن يكون لالأمم<br />

املتحدة ‏صالحية التوصية بتطبيق قرار التقسيم دون حاجة ملوافقة اأكرثية ‏شعب فلسطني.‏<br />

‏)صالح .)438 :2003


التراجع الرسمي في قرارات األمم املتحدة جتاه القضية<br />

الفلسطينية منذ نشأتها حتى حرب أكتوبر 1973<br />

د.‏ نعمان عاطف عمرو<br />

تعد حالة التصويت هذه خمالفة ملبادئ االأمم املتحدة،‏ والأبرز املواثيق التي قامت<br />

عليها،‏ وهي حق تقرير املصري،‏ االأمر الذي يعكس املصالح على االأرض،‏ ونفوذ الدول<br />

الكربى،‏ وليس مصالح الشعوب يف حتقيق العدل واملساواة وتقرير املصري،‏ وال حيادية<br />

املنظمة الدولية.‏<br />

اأما بعد قيام دولة اإرسائيل واحتاللها اأراضي تزيد عما هو خمصص لها يف قرار<br />

التقسيم،‏ فقد ظهر انحياز اآخر،‏ الأن االأمم املتحدة والدول العظمى مل تعمل على اإلزام دولة<br />

اإرسائيل بالعودة اإىل احلدود املقرتحة يف قرار التقسيم وفق اتفاقية الهدنة.‏ وعجزت الدول<br />

العظمى واالأمم املتحدة عن املساعدة يف اإقامة الدولة العربية يف احلدود املخصصة لها،‏<br />

بل اإنها كانت معوقة الإقامة هذه الدولة.‏ ‏)صالح 440(. 2003،<br />

تدخلت االأمم املتحدة يف منتصف عام ‎1949‎م للتعامل مع النتائج املرة التي جنمت<br />

عن خطة السالم التي اأقرتها عام ‎1947‎م،‏ فاتخذت قراراً‏ مركزياً‏ يف تهميش البعد السياسي<br />

للقضية الفلسطينية وحتويلها اإىل قضية اإنسانية عندما استبعدت منظمة الالجئني الدولية<br />

من التعامل مع مشكلة الالجئني الفلسطينيني،‏ وقامت بتشكيل وكالة خاصة بالالجئني<br />

الفلسطينيني ‏)بابيه 2007.263(، وكانت اإرسائيل و املنظمات اليهودية وراء اتخاذ هذا<br />

القرار من اأجل عدم اإيجاد مقارنة بني جلوء اليهود يف اأوروبا وحالة اللجوء الفلسطيني،‏<br />

وبخاصة اأن منظمة الالجئني الدوليني هي التي ‏ساعدت الالجئني اليهود بعد خروجهم من<br />

اأوروبا.‏<br />

ومن ناحية اأخرى،‏ فاإن وكالة اإغاثة وتشغيل الالجئني الفلسطينيني مل يكن يف اأولويات<br />

برناجمها اإعادة هوؤالء الالجئني،‏ بل اكتفت بتسهيل عملية تقدمي اخلدمات االإنسانية لهم،‏<br />

وحاولت دجمهم يف املخيمات املضيفة بعد تاأهيلهم.‏ وبذلك تكون االأمم املتحدة قد ‏ساهمت<br />

يف حتويل القضية الفلسطينية بعد قيام اإرسائيل التي قبلت االأمم املتحدة عضويتها بعد<br />

عام تقريباً‏ من اإعالن ميثاقها يف 11 اأيار ‎1949‎م اإىل جمرد قضية فرعية تنحرص مبشكلة<br />

الالجئني،‏ ترعاهم وكالة اإغاثة،‏ وكان ذلك بسبب ‏ضغط الدول الكربى يف االأمم املتحدة منذ<br />

دورتها الثانية ‏)عبد احلي 80:1999(.<br />

اأما يف بداية اخلمسينيات من القرن املاضي،‏ فقد انشغلت االأمم املتحدة بتفصيالت<br />

الهدنة،‏ وفك االشتباك،‏ وتاأهيل الالجئني،‏ واحلصول على ميزانيات الإغاثتهم،‏ مما جعلها<br />

تساهم بشكل فعال يف تثبيت الوضع القائم،‏ واملساهمة يف تعطيل اإقامة الدولة الفلسطينية،‏<br />

اأو حل القضية الفلسطينية.‏ لذلك فاإن هناك العديد من الدالالت القوية على تراجع دور االأمم<br />

املتحدة من اأهمها:‏<br />

‏.‏‎1‎خمالفة 1 القرار الأهم اأهداف املنظمة وهو حق الشعوب يف تقرير مصريها.‏<br />

‏.‏‎2‎اجلمعية 2 العامة ال متلك احلق القانوين بالترصف باأي اإقليم نحو الوصاية اأو االنتداب،‏ بل


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

اإن نظام الوصاية هو متهيد حلصول البلد على االستقالل.‏<br />

‏.‏‎3‎ال 3 يحق لهيئة االأمم املتحدة،‏ اأو الأي هيئة اأخرى تقسيم اإقليم دون رغبة ‏سكانه االأصليني.‏<br />

‏.‏‎4‎يعترب 4 قرار اجلمعية العامة توصية غري ملزمة،‏ واأن موازين القوى على االأرض قد حولته<br />

اإىل قرار ملزم يفتقر اإىل العدالة ولو بشكل جديل.‏ ‏)صالح 446:2003(. كما عجزت االأمم<br />

املتحدة والدول العظمى عن فرض النظام اخلاص بالقدس وتبعيتها لالأمم املتحدة<br />

بحجج وذرائع خمتلفة،‏ من ‏ضمنها عدم تعاون الدول ذات العالقة يف السيادة على<br />

االأرض املخصصة،‏ يف اإشارة اإىل االأردن واإرسائيل،‏ االأمر الذي يشري اإىل اأن االأمم املتحدة<br />

استجابت لسياسة الدول العظمى ومصاحلها،‏ يف تبنيها لوجهة نظرها بقبول قيام دولة<br />

الكيان االإرسائيلي،‏ واإعطائها ‏رشعية دولية،‏ وتوفري االأجواء املناسبة لها،‏ لتمكينها من<br />

االستمرار،‏ من خالل عدم مناقشتها لالأمور اجلوهرية،‏ وانرصاف تلك الدول يف االإعداد<br />

لتقوية هذه الدولة واحلفاظ على اأمنها بالتوايل،‏ وبرز هذا من خالل ‏سلوك فرنسا واأمريكا<br />

بعد بريطانيا،‏ بل اإن جزءاً‏ من دول الكتلة الرشقية ‏ساهم يف ذلك اأيضاً.‏<br />

ويظهر توافق الدول العظمى يف اخلطوط العريضة للسياسة العامة مبا يتعلق بدولة<br />

اإرسائيل،‏ وعدم جدية اأي طرف يف تبني القضية العربية،‏ ‏سواء اأكان ذلك من خالل عدم<br />

الرغبة،‏ اأم عجز الدول العربية عن تسويق وجهة نظرها وربطها مبصالح الدول العظمى.‏<br />

كانت القضية الثانية التي تطرقت اإليها اجلمعية العامة لالأمم املتحدة يف السنوات<br />

االأوىل لنساأتها هو القرار 194 الذي اتخذ يف الدورة الثالثة بتاريخ 11 كانون اأول ‎1948‎م،‏<br />

والذي نص على اإنشاء جلنة حتقيق تابعة لالأمم املتحدة،‏ وتقرير وضع القدس يف نظام دويل<br />

دائم،‏ وتقرير حق الالجئني يف العودة اإىل ديارهم،‏ يف ‏سبيل تعديل االأوضاع،‏ بحيث تودي<br />

اإىل حتقيق السالم يف فلسطني يف املستقبل.‏ ‏)موؤسسة الدراسات الفلسطينية 13(. 1993<br />

ويتضح من القرار اأنه جاء بعد دراسة اجلمعية العامة لالأمم املتحدة للحالة يف فلسطني من<br />

جديد،‏ واأثنت على اجلهود اخلاصة التي بذلها الوسيط الدويل الراحل الكونت برنادوت*‏ قبل<br />

قتله من قبل العصابات اليهودية،‏ واعتربت االأمم املتحدة اأنه ‏ضحى من اأجلها،‏ وتقدمت<br />

بالشكر اإىل الوسيط بالوكالة وموظفي االأمم املتحدة.‏<br />

وهدف القرار اإىل اإنشاء جلنة حتقيق تابعة لالأمم املتحدة لتكوين جلنة وساطة من<br />

الواليات املتحدة وفرنسا وتركيا،‏ وحددت من قبل االأعضاء الدائمني يف جملس االأمن.‏<br />

‏)العقاد 435(، 1983: ومن االأهداف التي حددت اإىل اللجنة املصاحلة والتطبيع،‏ واإعادة<br />

الالجئني،‏ وقامت اللجنة بالفعل بدعوة دولة اإرسائيل يف اأواخر عام ‎1949‎م لقبول عودة<br />

* 1 )1( الكونت برنادوت دبلوماسي سويدي اختارته األمم المتحدة بعد قرار التقسيم واندالع المواجهات بين العرب<br />

واليهود ليكون وسيطاً‏ دولياً‏ بين العرب واليهود،‏ عام 1948، قدم عدة مقترحات للسالم في الشرق األوسط،‏ تم اغتياله في<br />

القدس على يد عصابة اشتيرن اليهودية في 7 أيلول عام 1948.


التراجع الرسمي في قرارات األمم املتحدة جتاه القضية<br />

الفلسطينية منذ نشأتها حتى حرب أكتوبر 1973<br />

د.‏ نعمان عاطف عمرو<br />

100.000 الجئ مقابل احلصول على ‏صلح مع العرب،‏ اإال اأن اإرسائيل رفضت هذا العرض،‏<br />

وهذا يوؤكد اأن القرار 194 اعترب العودة حقاً‏ واجب التنفيذ،‏ ويتوقف على االختيار احلر<br />

لالجئ،‏ وهو ليس منة من اأحد،‏ بل هو حق فردي،‏ ال ميكن الترصف به اأو منعه اأو حجبه،‏ كما<br />

يعني العودة اإىل الوطن عودة بكامل احلقوق املدنية والسياسية.‏ ‏)صالح 442(. 2003:<br />

ومعً‏ اأن الدول العربية تعاملت باإيجابية مع اللجنة،‏ فاإن التطورات املتسارعة يف<br />

املوقف الدويل كانت توؤكد حتيز هذه الدول ومنظمة االأمم املتحدة،‏ خاصة عندما اأعلنت<br />

الواليات املتحدة االأمريكية وبريطانيا وفرنسا يف 25 اأيار عام ‎1950‎م عن استعدادها<br />

حلماية حدود اإرسائيل،‏ االأمر الذي كشف عن النوايا احلقيقية لهذه الدول جتاه املساألة،‏<br />

رغم اأن اإرسائيل معتدية وتستويل على %23 من االأراضي املخصصة للدولة العربية حسب<br />

قرار التقسيم.ولالطالع على نص القرار كامالً‏ باالإمكان الرجوع اإىل:‏ ‏)موؤسسة الدراسات<br />

الفلسطينية 1993، املجلد االأول 74-47، 19+18(.<br />

وعقدت اللجنة موؤمتراً‏ يف لوزان يف 26 نيسان ‎1949‎م،‏ حيث وافق الكيان الصهيوين حتت<br />

الضغط على بروتوكول لوزان،‏ الذي حتدث عن ‏سبب فض النزاع من خالل التقسيم وحدوده مع<br />

بعض التعديالت التي تقتضيها اعتبارات فنية،‏ وتدويل القدس،‏ وعودة الالجئني،‏ وحقهم يف<br />

الترصف باأموالهم واأمالكهم،‏ وحق التعويض ملن ال يرغب.‏ ‏)املجدوب 146: 1990: ج‎6‎‏(‏<br />

وتعد قرارات موؤمتر لوزان منسجمة بشكل كبري مع اأهم البنود التي اشتمل عليها القرار<br />

194، خاصة ما ورد يف املادة احلادية عرشة بخصوص الالجئني،‏ وهي مساألة مل تكن<br />

مطروحة عند ‏صدور قرار التقسيم عام ‎1947‎م،‏ فقد نصت املادة على حق الالجئني يف العودة<br />

اإىل ديارهم اإذا رغبوا يف ذلك،‏ ومن مل يرغب منهم يف العودة،‏ وكانت له اأموال وممتلكات يف<br />

املناطق التي اآلت اإىل اإرسائيل فله حق التعويض عنها.‏ ‏)العقاد 435(. 1983، ومن اجلدير<br />

بالذكر اأن املجموعة االأوروبية اأيدت قرار التقسيم باستثناء بريطانيا التي امتنعت عن<br />

التصويت كما ذكرت ‏سابقاً،‏ بينما اأيدت جميع املجموعة االأوروبية قرار 194 لعام ‎1948‎م<br />

اخلاص بحق العودة.‏ ‏)االأزعر 118(. 1986: ومن املالحظ اأن دولة اإرسائيل قبلت برتوكول<br />

لوزان لعام ‎1949‎م،‏ من اأجل ‏ضمان قبولها عضواً‏ يف هيئة االأمم املتحدة.‏ وبعد قبولها<br />

تنكرت له،‏ ورفضت عودة الالجئني،‏ وربطت عملية حل مشكلة الالجئني بعقد ‏صلح مع العرب،‏<br />

من خالل املفاوضات مع كل دولة عربية على انفراد.‏ ‏)املجدوب 146( 1990:<br />

ومن الالفت للنظر توجه الدبلوماسية العربية نحو طرح قضية الالجئني من خالل<br />

بعدها االإنساين،‏ كي تستعطف الراأي العام العاملي واإحراج اإرسائيل،‏ االأمر الذي اأظهرها<br />

على اأنها قضية خارسة،‏ حيث جرى التاأكيد على القرار يف اجلمعية العامة وبشكل ‏سنوي،‏<br />

والتاأكيد عليه كان يعني استمرار اإرسائيل يف حتديها للقرارات الدولية،‏ ومن جهة اأخرى<br />

كان يعني التمسك بالفرع وترك االأصل،‏ خاصة واأن قضية فلسطني ليست قضية الجئني،‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

•<br />

•<br />

بل اإن اللجوء هو نتاج عملية االحتالل واالضطهاد والترشيد،‏ ويف حالة التمسك باالأصل<br />

وحل املشكلة االأساسية ذات الطابع السياسي والتخلص من االستعمار واالضطهاد باإزالة<br />

اأثاره،‏ فاإن ذلك يعني تلقائياً‏ انتهاء مشكلة الالجئني.‏<br />

أوالً:‏ قرار جملس األمن رقم 242 الصادر بتاريخ 22 تشرين الثاني نوفمرب ‎1967‎م لذي ينص على<br />

إقرار مبادئ سالم عادل ودائم يف الشرق األوسط:‏<br />

‏»اإن جملس االأمن اإذ يعرب عن قلقه املستمر بساأن الوضع اخلطر يف الرشق االأوسط،‏<br />

واإذ يوؤكد عدم جواز االستيالء على االأراضي باحلرب،‏ واحلاجة اإىل العمل من اأجل ‏سالم دائم<br />

وعادل،‏ تستطيع كل دولة يف املنطقة اأن تعيش فيه باأمان،‏ واإذ يوؤكد اأيضاً‏ اأن جميع الدول<br />

االأعضاء بقبولها ميثاق االأمم املتحدة قد التزمت بالعمل وفقاً‏ للمادة )2( من امليثاق:‏<br />

‎1‎يوؤكد . 1 اأن تطبيق مبادئ امليثاق يتطلب اإقامة ‏سالم عادل ودائم يف الرشق االأوسط،‏<br />

ويستوجب تطبيق كلٍّ‏ من املبداأين التاليني:‏<br />

انسحاب القوات املسلحة االإرسائيلية من اأراضٍ‏ احتلتها يف النزاع االأخري.‏<br />

اإنهاء جميع اإدعاءات اأو حاالت احلرب،‏ واحرتام واعرتاف بسيادة ووحدة اأراضي<br />

كل دولة يف املنطقة واستقاللها السياسي،‏ وحقها يف العيش بسالم ‏ضمن حدود<br />

اآمنة ومعرتف بها،‏ حرة من التهديد بالقوة اأو استعمالها.‏<br />

. ‎2‎يوؤكد اأيضاً‏ احلاجة<br />

‏ضمان حرية املالحة يف املمرات املائية الدولية يف املنطقة<br />

‏•حتقيق تسوية عادلة ملشكلة الالجئني.‏<br />

‏ضمان حرية االأراضي واالستقالل السياسي لكل دولة يف املنطقة،‏ عن طريق<br />

اإجراءات من بينها اإقامة مناطق جمردة من السالح.‏<br />

يطلب من االأمني العام تعيني ممثل خاص ليتوجه اإىل الرشق االأوسط،‏ كما يجري<br />

اتصاالت بالدول املعنية،‏ ويستمر فيها بغية اإيجاد اتفاق ومساعدة يف اجلهود<br />

لتحقيق تسوية ‏سلمية ومقبولة،‏ وفقاً‏ الأحكام هذا القرار ومبادئه.‏<br />

2 اإىل:‏<br />

. •<br />

•<br />

•<br />

•<br />

يطلب من االأمني العام اأن يرفع تقريراً‏ اإىل جملس االأمن بساأن تقدم جهود املمثل<br />

اخلاص يف اأقرب وقت ممكن.‏ ‏)نص القرار منقول عن موؤسسة الدراسات الفلسطينية،‏<br />

‎1974‎م،‏ 198(.<br />

تبنى جملس االأمن هذا القرار يف جلسته رقم 1382، باإجماع االأصوات.‏<br />

لقد عقد جملس االأمن بعد حرب حزيران ‎1967‎م،‏ بناءً‏ على طلب مرص الذي تقدمت به<br />

يف 7 ترشين االأول ‎1967‎م،‏ من اأجل النظر يف االأوضاع املتفجرة يف الرشق االأوسط،‏ بعد<br />

االعتداءات االإرسائيلية وحرب حزيران.‏ ‏)عبد الهادي 265(. 1975: وعقد املجلس بعد يومني<br />

من الطلب املرصي،‏ اأي يف 9 ترشين االأول،‏ وحرض ممثلون عن االأردن وسوريا واإرسائيل


التراجع الرسمي في قرارات األمم املتحدة جتاه القضية<br />

الفلسطينية منذ نشأتها حتى حرب أكتوبر 1973<br />

د.‏ نعمان عاطف عمرو<br />

1 .<br />

مناقشات املجلس،‏ دون اأن يكون لهذه الدول حق التصويت،‏ حيث تقدمت جمموعة من الدول<br />

مبشاريع قرارات كان اأهمها املرشوع املقدم من كل من اأمريكا وبريطانيا،‏ واعتمد املرشوع<br />

الربيطاين ليصبح القرار ‎242‎‏.)عبد الهادي 265(، 1965: وكان هذا القرار من ‏صياغة اللورد<br />

كرادون،‏ الذي اأقره جملس االأمن باالإجماع،‏ وعرف بقرار 242. ‏)جبارة 351(. 1998:<br />

يعد هذا القرار منذ ‏صياغته االأوىل اإىل ترجمته على االأرض قراراً‏ استعمارياً،‏ اأتى يف<br />

‏سياق اإرادة الدول االستعمارية املوؤيدة لدولة اإرسائيل،‏ وذلك من اأجل تثبيت االأمر الواقع<br />

بعد االنتصار الساحق الذي حققته دولة اإرسائيل يف فرتة وجيزة جداً‏ على الدول العربية<br />

جمتمعة،‏ وهذا يعني اأن هذه الدول اأرادت الضغط على الدول العربية،‏ من اأجل اإنهاء حالة<br />

احلرب،‏ وقبول هذه الدول باإرسائيل ‏ضمن حدود اآمنة،‏ ومن اأهم ما ورد يف القرار اأنه كان<br />

اأسواأ من ترصيح بلفور،‏ ومن قرار التقسيم،‏ اللذين اعرتفا بالشعب الفلسطيني،‏ يف حني اأن<br />

قرار 242 اأهمل الشعب الفلسطيني بشكل كامل.‏ ‏)عبد الهادي:‏ 276(. 1975: وجاء ليكرس<br />

املكاسب االإرسائيلية ويوؤكد حقها يف املرور باملمرات املائية عندما اعتربها ممرات دولية،‏<br />

كما اشتمل على غموض عميق بالنسبة اإىل االنسحاب،‏ واقترصت القضية الفلسطينية على<br />

اأنها قضية الجئني.‏ ‏)شكري 26(. 1990: حيث مازالت القضية تعاين من هذا الغموض،‏<br />

خاصة ما جاء يف النص االإجنليزي للقرار باإزالة األ التعريف،‏ والرتكيز على االنسحاب من<br />

اأراضٍ‏ ، بعكس النص الفرنسي الذي يوؤكد على االأراضي ‏)جبارة 351(. 1998:<br />

ومن مظاهر الرتاجع االأخرى اأن قرار 242 اأعفى اإرسائيل من املسوؤولية التي األزمتها<br />

بها قرارات ‏سابقة،‏ بالرغم من اإجحافها مثل قرار التقسيم،‏ وحتى ترصيح بلفور،‏ حيث كان<br />

هذا القرار هو االأسواأ بني هذه القرارات،وخاصة فيما يتعلق بحقوق العرب الذين يخضعون<br />

حتت ‏سيطرة دولة اإرسائيل.‏ كما اأعطى هذا القرار الإرسائيل ‏صك غفران عن جميع اجلرائم<br />

التي ارتكبتها،‏ واأصبحت تعامل على قدم املساواة مع الدول العربية،‏ اأي اأن هذا القرار<br />

‏ساوى بني اجلالد والضحية،‏ بل اأعطى اجلالد مزيداً‏ من احلق واحلرية،‏ وهو يعترب ‏سابقة<br />

خطرية يف النظام الدويل،‏ ومبثابة تراجع واضح عن جميع القرارات السابقة التي اتخذتها<br />

هيئة االأمم املتحدة،‏ ووقوف الدول العظمى لتربير اأعمال املعتدي،‏ وتسهل له االإجراءات،‏<br />

من خالل موازين القوى التي جتاهلت وجود ‏شعب مضطهد واأراضيه حمتلة.‏ ‏)عبد الهادي<br />

.)275:1975<br />

ومل يقترص قرار جملس االأمن على جتاهل حقوق الشعب الفلسطيني بل جتاوزها،‏ وذلك<br />

من خالل تعاطيه مع الدولة املعتدية،‏ واإن املتمعن يف نصوص القرار يرى اأنها متماشية<br />

اإىل حد كبري مع اأهداف اإرسائيل من احلرب ومن اأهمها:‏<br />

1 فك العزلة االقتصادية.‏<br />

‎2‎استنفار . 2 طاقات اليهود يف العامل ملقاومة انخفاض الهجرة.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

‎3‎فرض . 3 ‏صلح على العرب مستغلة قدراتها العسكرية التي بنيت من قبل الدول<br />

االستعمارية،‏ وجر الدول العربية اإىل حرب قبل متكنها من بناء قدراتها العسكرية<br />

‏)موؤسسة الدراسات الفلسطينية 235:1983(.<br />

حتليل نقاط قرار 242 مبقارنته بأهداف إسرائيل من احلرب:‏<br />

اأوالً:‏ من اجلانب السياسي هدفت اإرسائيل اإىل االنتهاء من حالة احلرب الدائمة،‏ وما<br />

تفرضه عليها من تبعات اقتصادية وسياسية.‏<br />

وقد نص القرار على اإقامة ‏سالم عادل ودائم يف الرشق االأوسط،‏ وهذا يستوجب تطبيق مبداأين:‏<br />

- أانسحاب القوات املسلحة االإرسائيلية من اأراضٍ‏ احتلتها يف النزاع االأخري،‏ ومل حتُ‏ دد<br />

هذه االأراضي،‏ بل تركت للمناورة يف املفاوضات السياسية،‏ كون مساحة العمل<br />

السياسي ‏ستتاأثر اإيجابياً‏ مبجريات العمليات العسكرية على االأرض،‏ خاصة واأنها<br />

بيئة يهودية متعاطفة وداعمة لدولة اإرسائيل،‏ وبيئة دولية منبهرة مبا حققته هذه<br />

الدولة من انتصارات على جميع الدول العربية،‏ االأمر الذي هياأها الأن تكون لها وظيفة<br />

احلفاظ على مصالح الدول االستعمارية يف املنطقة يف االإطار العملي،‏ وليس فقط<br />

يف اإطارها النظري.اإن حرب حزيران 67 نقلت دولة اإرسائيل يف املجال الدويل من<br />

دولة ‏ضعيفة وحمارصة وتشكل عبئاً‏ على حلفائها اإىل دولة قادرة على الدفاع عن<br />

نفسها،‏ وتستطيع املحافظة على مصالح حلفائها يف منطقة الرشق االأوسط،‏ وبداأ<br />

التحول الدويل لتبني وجهة النظر االإرسائيلية،‏ وحماوالت العامل اإقناع الدول العربية<br />

بالرضوخ لالأمر الواقع.‏<br />

- باأما املبداأ الثاين فينص على اإنهاء جميع اإدعاءات اأو حاالت احلرب،‏ واحرتام واعرتاف<br />

بسيادة ووحدة اأراضي كل دولة يف املنظمة واستقاللها السياسي،‏ وحقها يف العيش<br />

بسالم ‏ضمن حدود اآمنة حرة من التهديد بالقوة واستعمالها.‏ ففي هذه النقطة تاأكيد<br />

للمطلب االإرسائيلي،‏ الذي حدد بهدف اإنهاء حالة احلرب وفرض ‏رشوط السالم على<br />

الدول العربية،‏ بل جتاوز ذلك باإعطاء ‏رشعية وجود دولة اإرسائيل على االأراضي<br />

العربية،‏ وحقها يف العيش بسالم،‏ وبحدود اآمنة ودائمة ومعرتف بها ؛ اأي اأن هناك<br />

فرض اأمر واقع على الدول العربية،‏ التي حاولت-حسب ادعاءات املوؤسسة الدولية<br />

وموازين القوى االستعمارية التي تاأثرت بالدعاية الصهيونية املغرضة - اإبادة<br />

اإرسائيل ورميها يف البحر،‏ وجتاهلت بدورها االستفزازات االإرسائيلية قبل احلرب،‏ من<br />

اأجل جر الدول العربية اإىل مواجهة غري معد لها،‏ من اأجل حتقيق نرص اإضايف يساهم<br />

يف تعزيز وجودها وحتقيق اأهدافها.‏<br />

واإننا نالحظ اأن قرار جملس االأمن 242 يراعي جميع االأهداف االإرسائيلية من احلرب،‏<br />

وهذا يفرس موازين القوى على االأرض،‏ ومدى تراجع دور االأمم املتحدة عن حتقيق اأهدافها،‏


التراجع الرسمي في قرارات األمم املتحدة جتاه القضية<br />

الفلسطينية منذ نشأتها حتى حرب أكتوبر 1973<br />

د.‏ نعمان عاطف عمرو<br />

بل حتقق مصالح الدول العظمى،‏ التي اأيدت وبشكل كلي اجلانب االإرسائيلي،‏ متخليةً‏ بذلك<br />

عن اأهدافها وميثاقها وحياديتها.‏<br />

اأما من الناحية االقتصادية،‏ فاإن مساحات االأراضي التي احتلت يف الضفة الغربية<br />

والقدس العربية واجلوالن السوري وسيناء املرصية،‏ فتحت جماالت اقتصادية مل يسبق<br />

لدولة اإرسائيل اأن حلمت بها،‏ كما فتحت املجاالت اأمام الروح املعنوية اليهودية،‏ ‏سواء اأكان<br />

ذلك على املستوى الداخلي،‏ مما اأوجد ‏شهية لبناء مستوطنات جديدة،‏ بهدف التوسع،‏ منها<br />

ما هو اقتصادي،‏ ومنها ما هو ‏سياسي اأيدلوجي،‏ وكذلك االأمر بالنسبة للنقاط العسكرية،‏ اأم<br />

من الناحية اخلارجية حيث اأثرت اأيدلوجياً‏ على كثري من احلركات واالأحزاب اليهودية،‏ مما<br />

اأدى اإىل مزيد من الدعم لدولة اإرسائيل،‏ وتزايد الهجرة اليهودية اإليها.‏<br />

اإن من اأخطار القرار 242 املبارشة اأنه قبل اإرسائيل كدولة ذات ‏سيادة يف املنطقة<br />

بال حتفظ،‏ وربط بني التزام الدول العربية وعضويتها يف املنظمة الدولية بصورة مساعدة<br />

الإرسائيل،‏ كما ‏ضمن الإرسائيل حقها يف السيادة واالأمن واالستقالل.‏ ‏)عبد الهادي 275(. 1975:<br />

ونظراً‏ النحياز جملس االأمن والقوى االستعمارية العظمى جتاه دولة اإرسائيل املعتدية،‏<br />

وتاأثرها مبوازين القوى على االأرض،‏ فقد كان عمق الرتاجع يعرب عن عمق الهزمية العربية<br />

وعجزها،‏ وقناعة الدول االستعمارية الكربى اأن دولة اإرسائيل اأصبحت من القوة مما ميكنها<br />

من حتقيق الوظيفة التي اأنشئت من اأجلها،‏ وتسابقت هذه الدول يف التقرب من هذه الدولة،‏<br />

واالنبهار مبا حققته خالل فرتة وجيزة من اإقامتها.‏<br />

لذلك جاء املوقف الفلسطيني الرافض واملوقف العربي املنقسم،‏ ففي بيان للهيئة<br />

العربية العليا رفضت الهيئة القرار،‏ واعتربته تصفيةً‏ للقضية الفلسطينية،‏ واإضفاءً‏ للصفة<br />

الرشعية على الدولة املحتلة،‏ كما استنكرت الهيئة العربية العليا اعرتاف القرار بدولة<br />

اإرسائيل واستقاللها وسيادتها ووحدة اأراضيها،‏ ومييل اإىل اإجبار العرب على التنازل<br />

عن حقهم يف فلسطني،‏ واالعرتاف برشعية ‏سيطرة اإرسائيل على %80 من اأرض فلسطني.‏<br />

‏)عبد الهادي ‎269‎‏(.ومن 1975: ناحية اأخرى اأصدرت م.ت.ف بياناً‏ يف 23 ترشين الثاين<br />

‎1967‎م يرفض قرار جملس االأمن بشدة ‏)عبد الهادي 266( 1975: وذلك لالأسباب ذاتها،‏<br />

ولكن بلغة اأكرث جدية وتفصيالً.‏<br />

وتعد مرحلة ما بعد ‏صدور قرار 242 من املراحل الأصعب التي مرت بها القضية<br />

الفلسطينية والقضايا العربية،‏ وذلك لأسباب عدة من اأهمها:‏<br />

‏.‏‎1‎االنحياز 1 االأمريكي املطلق الإرسائيل.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

‏.‏‎2‎التخلي 2 عن البيان الثالثي لعام ‎1950‎م وبشكل علني وجريء.‏<br />

‏.‏‎3‎تغاضي 3 اأمريكا والدول االستعمارية عن االحتالل.‏<br />

‏.‏‎4‎انتهاج 4 اأمريكا والدول االستعمارية العظمى ‏سياسة جديدة تقوم ‏-بدالً‏ من الطلب من<br />

اإرسائيل االنسحاب بال ‏رشوط ‏-على مقايضة االأراضي التي احتلت باالعرتاف بارسائيل.‏<br />

‏)شكري 25(. 1990: كما حتولت السياسة االأمريكية من احلديث عن ‏ضمان اأمن الفريقني<br />

املتنازعني،‏ والسالم االإقليمي بصفتها الدولة ذات النفوذ االأكرب يف هيئة االأمم املتحدة<br />

وجملس االأمن اإىل احلفاظ على اأمن اإرسائيل وسالمتها وحدودها،‏ وكاأن مصاحلها<br />

مرتبطة مع دولة اإرسائيل فقط،‏ وقد يكون ذلك بسبب العجز العربي عن تقرير مصريه<br />

ومصاحله ‏ضمن املصالح املتبادلة مع الدول االستعمارية العظمى.‏ وكانت املوؤرشات<br />

لذلك،‏ الدعم الالحمدود لدولة اإرسائيل،‏ ‏سواء اأكان ذلك من خالل الدعم السياسي يف<br />

املحافل الدولية واالإقليمية،‏ اأم العسكري من خالل تزويد جيش اإرسائيل باأحدث االأسلحة<br />

الهجومية،‏ اأم الدعم االقتصادي الذي مكنها من اإقامة اقتصاد قوي،‏ وبناء مستعمرات<br />

يف االأراضي التي احتلت هي اأقرب اإىل املدن من املستعمرات الصغرية،‏ ومستوى الرفاه<br />

الذي مر به ‏شعب دولة اإرسائيل من خالل الدعم االقتصادي الالحمدود.‏<br />

وبداأت السياسة اخلارجية االأمريكية مبادئ جديدة للسالم يف الرشق االأوسط،‏ مستندة<br />

اإىل نتائج حرب حزيران،‏ وظهرت كذلك مصطلحات مماثلة اأهمها مصطلح احلدود االآمنة اأو<br />

احلدود التي يسهل الدفاع عنها،‏ والذي استخدم الأول مرة بعد حرب حزيران.‏ ‏)شكري 1990:<br />

26(. ومن املوؤرشات التي جعلت اإرسائيل تتمادى يف العدوان،‏ القرار الذي اتخذته الكنيست<br />

االإرسائيلية بضم القدس الرشقية اإىل القدس الغربية،‏ واإعالن القدس املوحدة عاصمة لدولة<br />

اإرسائيل االأبدية.‏ ‏)جبارة 350(. 1998: ولوال الدعم االأمريكي واالستعماري ملا اأقدمت<br />

اإرسائيل على هذه اخلطوة،‏ واإن ‏سكوت جملس االأمن على هذا القرار،‏ هو موؤرش اآخر على<br />

تراجع موقفه من القضية الفلسطينية.‏<br />

ولسنا بحاجة اإىل الكثري من اجلهد لتبيان حتيز املوؤسسة الدولية،‏ اإذ اإنها اتخذت القرار<br />

بعد ‏ستة اأشهر من عدوان اإرسائيل،‏ بهدف السماح لها بتعزيز انتصارها،‏ وحماولة للضغط<br />

على الدول العربية للتوجه للمفاوضات املبارشة،‏ من اأجل اإنهاء الرصاع،‏ وفرض ‏صلح<br />

على العرب،‏ متاأثراً‏ مبا حتققه تلك احلرب من نتائج على االأرض،‏ اأي ‏صلح يفرضه املنترص<br />

على املهزوم وهو يف غمرة الهزمية.‏


التراجع الرسمي في قرارات األمم املتحدة جتاه القضية<br />

الفلسطينية منذ نشأتها حتى حرب أكتوبر 1973<br />

د.‏ نعمان عاطف عمرو<br />

ثانياً:‏ قرار جملس األمن رقم 338 لعام ‎1973‎م:‏<br />

‏صدر يف اجللسة املنعقدة بتاريخ 22 ترشين االأول ‎1973‎م،‏ وكان القرار على ‏شكل<br />

طلب لوقف اإطالق النار،‏ والدعوة اإىل تنفيذ قرار 242 بجميع اأجزائه.‏<br />

نص قرار جملس األمن:‏<br />

‎1‎‏)يدعو . 1 جميع االأطراف املشرتكة يف القتال الدائر حالياً‏ اإىل وقف اإطالق النار بصورة<br />

كاملة،‏ واإنهاء جميع االأعمال العسكرية فوراً‏ يف مدة ال تتجاوز 12 ‏ساعة من حلظة<br />

اتخاذ هذا القرار،‏ ويف املواقع التي حتتلها االآن(.‏<br />

‎2‎يدعو 2. جميع االأطراف املعنية اإىل البدء فوراً‏ بعد وقف اإطالق النار بتنفيذ قرار جملس<br />

االأمن 242 لعام ‎1967‎م بجميع اأجزائه.‏<br />

‎3‎يقرر . 3 اأن تبداأ فور وقف اإطالق النار وتتخلله مفاوضات بني االأطراف املعنية حتت<br />

االإرشاف املالئم بهدف اإقامة ‏سالم عادل ودائم يف الرشق االأوسط.‏ ‏)موؤسسة الدراسات<br />

الفلسطينية )69 :1993<br />

لقد تبنى جملس االأمن هذا القرار يف جلسته رقم 1747 ب 14 ‏صوتاً‏ مقابل ال ‏شيء،‏<br />

والدول التي اأيدت القرار هي اأسرتاليا،‏ النمسا،‏ فرنسا،‏ غينيا،‏ الهند اندونيسيا،‏ كينيا،‏ بنما،‏<br />

بريو،‏ السودان،‏ االحتاد السوفيتي،‏ الواليات املتحدة االأمريكية،‏ يوغوسالفيا.‏ ‏)موؤسسة<br />

الدراسات الفلسطينية 67(. 1993: ويالحظ من الدول التي اأيدت القرار اأنه ال يوجد من<br />

بينها ما هو على اطالع مبارش بالقضية الفلسطينية اأو الواقع العربي،‏ باستثناء السودان،‏<br />

التي ال يوجد لها تاأثري قوي على السوؤون الدولية.‏ ويظهر من خالل استعراض اأسماء الدول<br />

ذات الساأن والوزن يف جملس االأمن،‏ اأنها من الدول الداعمة لدولة اإرسائيل.‏<br />

وعلى غري العادة انعقد جملس االأمن على عجل واتخذ قراره بوقف اإطالق النار يف الوقت<br />

الذي كانت احلرب فيه ما زالت دائرة،‏ وبهذا يكون املجلس قد نفذ رغبة الدول االستعمارية<br />

الكربى التي فتحت جرساً‏ جوياً‏ الإمداد دولة اإرسائيل باالأسلحة،‏ بل ذهب بعضهم اإىل اأن<br />

الدبابات التي قاتلت على اجلبهة السورية كانت من مستودعات اجليش االأمريكي،‏ وها<br />

هي هنا تستكمل هذا اجلهد بجهد ‏سياسي عظيم من خالل اإعطاء فسحة لدولة اإرسائيل<br />

للمناورات السياسية مرة اأخرى حينما ‏ساعدت على وقف فوري الإطالق النار.‏<br />

ومل يتخلَّ‏ القرار اجلديد عن تاأكيده ملا جاء يف قرار 242، بل اأسواأ منه يف بعض<br />

االأحيان،‏ االأمر الذي يشكل تراجعاً‏ اآخر،‏ واإخراجاً‏ للقضية الفلسطينية من مضمونها


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

السياسي.‏ ونالحظ اأن قراري جملس االأمن 338 242، يشكالن رافعة واحدة من اأجل تثبيت<br />

اأمن اإرسائيل،‏ وفرض السالم على الدول العربية،‏ وتصفية القضية الفلسطينية،‏ وحتويلها<br />

اإىل قضية اإنسانية فقط.‏<br />

ان الظروف الدولية التي رافقت ‏صدور قرار جملس االأمن 242، كانت موؤيدة بشكل<br />

قوي وداعمة للموقف االإرسائيلي،‏ خاصة بعد االنتصار الذي حققته يف حربها اخلاطفة عام<br />

1967، واأدى انهيار اجلبهة العربية من الناحية العسكرية اإىل تبلور موقف دويل ‏ساهم يف<br />

فرض اإرادة القوي على الضعيف يف جميع املجاالت السياسية والعسكرية واالقتصادية<br />

واالجتماعية.‏<br />

وليس من الصدفة اأن تدعم هذه الدول عن طريق هيئة االأمم املتحدة حق اإرسائيل يف<br />

املرور بقناة السويس،‏ بل اعترب اأن من اأسباب احلرب هو الدعاية االإرسائيلية باأن الدول<br />

العربية مقدمة على خنق اإرسائيل اقتصادياً،‏ كونها اأغلقت مضيق تريان،‏ ومنعت مرور<br />

البواخر االإرسائيلية.‏<br />

اإن املتتبع لالأحداث يجد اأن هناك تناغماً‏ يف موقف االأمم املتحدة مع مواقف الدول<br />

الكربى ومصاحلها التي تتخذ هذه القرارات بعد جوالت من املفاوضات البينية لضمان<br />

مصاحلها،‏ وليس بناء على ميثاق االأمم املتحدة،‏ االأمر الذي يعكس مصالح تلك الدول،‏<br />

وليس مبادئ موؤسسة االأمم املتحدة واأهدافها.‏<br />

اإن النظرة املتفحصة يف قرار 338 تفيد اأن القرار جاء ليدعو اإىل وقف اإطالق النار<br />

وبشكل فوري،‏ مما يعني رغبة هيئة االأمم املتحدة والدول العظمى يف اإجهاض العمليات<br />

العسكرية،‏ التي بداأ الكيان الصهيوين ‏ضعيفاً‏ فيها،‏ من خالل االأداء العسكري على اجلبهة،‏ رغم<br />

كل حماوالت الدعم العسكري االأمريكي املبارش،‏ واأن املوقف املعنوي العربي حتول بفعل<br />

االنتصارات االأوىل يف احلرب ليصبح لديه ‏شهية اأكرث ملزيد من االنتصارات،‏ وعندما ‏شعرت<br />

الدول العظمى اأن هذا ليس باالأمر السهل على اجلبهة دون اأن تكون طرفاً‏ مبارشاً‏ يف احلرب،‏<br />

ارتاأت اأن حتول مسار القتال اإىل السياسة،‏ الإيجاد حالة اإحباط وخالف داخل املوقف العربي<br />

من منطلق الرتكيز على اإجهاض العمل العربي املشرتك،‏ لذلك كانت مصلحة هذه الدول<br />

وهيئة االأمم املتحدة يف االستمرار يف االشتباك على الساحة السياسية،‏ التي تشعر اأن لديها<br />

عنارص قوة اأكرب،‏ لتحقق بالسياسة ما عجزت عن حسمه اجلهات العسكرية،‏ وهذا خالف ملا<br />

حدث يف حرب حزيران عام ‎1967‎م،‏ فنجد اأن قرار 338 ‏صدر اأثناء احلرب،‏ ودعا اإىل وقف<br />

اإطالق النار،‏ بينما ‏صدر قرار 242 بعد ‏ستة اأشهر من انتهائها،‏ ليعزز املوقف االإرسائيلي بعد<br />

االنتصار الذي حتقق،‏ بينما كان قرار 338 بهدف التاأثري على جمريات احلرب.‏


التراجع الرسمي في قرارات األمم املتحدة جتاه القضية<br />

الفلسطينية منذ نشأتها حتى حرب أكتوبر 1973<br />

د.‏ نعمان عاطف عمرو<br />

مؤشرات تراجع األمم املتحدة:‏<br />

عند احلديث عن تراجع دور االأمم املتحدة يقصد بذلك تراجع املوؤسسات الرئيسة<br />

التي تعمل يف هذا املجال،‏ وهي اجلمعية العامة لالأمم املتحدة،‏ وجملس االأمن،‏ من حيث<br />

القرارات التي اأخذتها،‏ ومن جهة اأخرى هو الرتاجع يف السلوكيات السياسية التي متارسها<br />

هذه املوؤسسة،‏ والتي تشكل تراجعاً‏ عن ميثاقها،‏ يف ‏سبيل تنفيذ رغبات الدول االستعمارية<br />

العظمى ومصاحلها،‏ ومن هنا فاإن هناك موؤرشات قوية على تراجع هذه الدول،‏ بل باالإمكان<br />

وصفها اأنها املوؤسسة الدولية التي تاآمرت على القضية الفلسطينية مع احلركة الصهيونية،‏<br />

ومل تكن حمايدة كما يراد لها اأن تكون،‏ اأو كما عُ‏ رِّفت يف ميثاقها.‏<br />

اإن تعامل االأمم املتحدة منذ تاأسيسها مع واقع املصالح على االأرض ‏شكل انحيازاً‏<br />

للصهيونية،‏ وساعد بشكل جدي وملموس على اإيجاد البيئة املناسبة واملتعاطفة مع قوى<br />

االستعمار واحلركة الصهيونية يف اأوروبا على حساب قضية الشعب الفلسطيني واأرضه،‏<br />

وتاأثر هذا املوقف منذ البداية برتاكمات ‏سياسية ورثتها عن عصبة االأمم املتحدة،‏ واتفاقيات<br />

‏سايكس بيكو،‏ وترصيح بلفور،‏ وصك االنتداب الربيطاين على فلسطني،‏ الذي ‏ساعد اليهود<br />

يف االستيالء على االأرض العربية،‏ واإقامة موؤسسات لهم من خالل الدعم الربيطاين الرسمي.‏<br />

وسكوت عصبة االأمم اأو هيئة االأمم ‏-فيما بعد-‏ على هذه املمارسات مل يربئها من املشاركة<br />

يف اجلرمية،‏ وعليها حتمل مسوؤولياتها جتاه الشعب الفلسطيني وقضيته.‏<br />

من ناحية ثانية،‏ ولدى تاأسيس هيئة االأمم املتحدة عام ‎1945‎م،‏ وبعد فرتة وجيزة<br />

تبنت قرار التقسيم 181 من خالل اجلمعية العامة،‏ والذي يعترب الرتاجع املمنهج وغري<br />

العادل جتاه قضية فلسطني،‏ اإن تبني هذا القرار بدون مسوغات ‏سياسية اأو قانونية اأو<br />

اأخالقية يشكل ‏سابقة خطرية يف تاريخ هيئة االأمم املتحدة وعليها الرتاجع عنه،‏ واإال<br />

‏سيبقى ‏شاهداً‏ على ممارسة الهيئة الدولية لدور االستعمار،‏ حيث اأعطى هذا القرار )%56.4(<br />

من مساحة فلسطني التي ال متلكها ورغماً‏ عن اإرادة اأهلها االأصليني اإىل من ال يستحق وغري<br />

موجود،‏ بل حلل اإشكاليته التي هي باالأساس مشكلة اأوروبية وال عالقة لفلسطني بها.‏<br />

ويف هذا اجلانب جند اأن هيئة الأمم املتحدة:‏<br />

‎1‎تغاضت . 1 عن املمارسات اليهودية الدموية ‏ضد االإنسان الفلسطيني واأرضه،‏<br />

‎2‎خيانة . 2 القوى العظمى املوؤثرة يف الهيئة الدولية للقضايا العربية وخاصة القضية<br />

الفلسطينية وتراجعها عن جميع تعهداتها جتاههم.‏<br />

3 قبل احلرب واأثناءها،‏ بل حتى<br />

. ‎3‎‏سكوت الهيئة الدولية على التعديات والتجاوزات االإرسائيلية<br />

هذه الساعة،‏ بدءاً‏ من املذابح ومروراً‏ الحتاللها ملساحات اأكرث،‏ مما خصص لها يف التقسيم.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

‎4‎لقد . 4 عجزت االأمم املتحدة عن تطبيق النظام اخلاص بالقدس الذي اأقره جملس الوصاية.‏<br />

‎5‎مماطلة . 5 هيئة االأمم املتحدة يف تطبيق اجلزء اخلاص باإقامة الدولة العربية يف فلسطني،‏<br />

بعد اأن اطماأنت املوؤسسة بدعم الدول العظمى اأن الدولة اليهودية اأقيمت بالفعل.‏<br />

‎6‎يف . 6 8 كانون ثاين ‎1949‎م ‏صدر القرار 302 الذي نص على تاأسيس وكالة االأنروا لغوث<br />

وتشغيل الالجئني،‏ والذي حول الشعب الفلسطيني من ملفات االأمم املتحدة اإىل جمموعة<br />

الجئني حتتاج ‏سنوياً‏ اإىل عون اأو اإغاثة.‏ ‏)املجدوب 155(. 1990:<br />

‎7‎حاول . 7 االأمني العام لالأمم املتحدة تريغني يل عام ‎1952‎م ‏شطب القضية الفلسطينية<br />

عن اأجندة اجلمعية العامة لالأمم املتحدة،‏ من خالل اعتماد تقرير مدير االأنروا عن<br />

الجئني فلسطينيني بدالً‏ من البند التقليدي،‏ وهو قضية فلسطني التي كانت تناقش<br />

مساألة القدس وحماية االأماكن املقدسة ومساعدة الالجئني،‏ والعمل على اإعادتهم اإىل<br />

موطنهم ودفع التعويضات املستحقة لهم.‏<br />

‎8‎تعد . 8 هذه املحاولة تغرياً‏ اأكرب وتراجعاً‏ يف دور االأمم املتحدة،‏ التي حتاول حل مشكلة<br />

اإنسانية بالدرجة االأوىل،‏ دون التطرق اإىل القضية الفلسطينية كقضية ‏سياسية،‏ بل اإن<br />

تورط االأمني العام لالأمم املتحدة يف القضية الرئيسية،‏ يعترب اأكرث من تراجع،‏ وقد يصل<br />

اإىل درجة التاآمر على القضية الفلسطينية،‏ والتحول اإىل مناقشة امليزانيات املخصصة<br />

ملساعدة الالجئني وكيفية احلصول عليها.‏<br />

‎9‎لقد . 9 انشغل جملس االأمن واجلمعية العامة لالأمم املتحدة مبعاجلة اآثار احلرب السياسية<br />

والعسكرية واالإنسانية خاصة فيما يتعلق بتثبيت دولة اإرسائيل،‏ ومعاجلة التجاوزات<br />

العسكرية االإرسائيلية على حدود الهدنة العربية،‏ ودعم بناء القوة العسكرية اأكرث مما<br />

هو اإيجاد حل للقضية الفلسطينية،‏ االأمر الذي ‏ساهم يف زيادة املعاناة،‏ حيث حتولت<br />

االأمم املتحدة اإىل طرف وخصم،‏ بدالً‏ من اأن تتحمل مسوؤولياتها يف احلل العادل للقضية<br />

املركزية.‏<br />

10 الفلسطيني،‏<br />

‎10‎اإن قرار 242 جتاهل جميع القرارات السابقة،‏ رغم اأنها غري منصفة للشعب<br />

اإال اأن جملس االأمن جتاهل يف قراره وجود الشعب الفلسطيني باملطلق،‏ مما ‏شكل ‏سابقة<br />

خطرية يف تاريخ جملس االأمن،‏ واعترب دليالً‏ واضحاً‏ على مصالح الدول العظمى وانعكاساً‏<br />

ملراكز القوى على االأرض،‏ وبالنظر اإىل الظروف التي اتخذ فيها هذا القرار لالأسف-فقد<br />

حتول اإىل قرار مركزي يف تاريخ املفاوضات الفلسطينية،‏ والذي اعترب االأكرث تنكراً‏ حلقوق<br />

القضية الفلسطينية.‏


التراجع الرسمي في قرارات األمم املتحدة جتاه القضية<br />

الفلسطينية منذ نشأتها حتى حرب أكتوبر 1973<br />

د.‏ نعمان عاطف عمرو<br />

‎1111‎عجزت الدول العربية واالإسالمية عن اإيجاد الضغط املناسب على الدول العظمى من اأجل<br />

ثنيها عن االنحياز الكامل لدولة اإرسائيل،‏ وذلك بسبب موازين القوى داخل املوؤسسة،‏<br />

اأو حداثة استقالل بعض تلك الدول،‏ اأو عدم وجود عضوية لها يف الهيئة الدولية،‏ االأمر<br />

الذي انعكس على القضية الفلسطينية بعدم حصول اأهلها على حقوقهم الوطنية،‏ وعندما<br />

جنحت الدول العربية يف اإيجاد الوعي السياسي الدويل للقضية الفلسطينية،‏ كان ذلك<br />

يف اجلمعية العامة التي تراجع دورها مقارنة بدور جملس االأمن،‏ واأصبحت قرارات<br />

اجلمعية العامة مدرجة على رفوف املوؤسسة الدولية دون تطبيق.‏<br />

‎1212‎بداأت املرحلة الثانية يف ‏ستينيات القرن املاضي،‏ وقد انسحبت باإظهار القوة<br />

االإرسائيلية والضعف العربي،‏ وزاد استخدام املوؤسسة الدولية من قبل الدول العظمى<br />

يف تكريس وجود اإرسائيل كدولة احتالل،‏ خاصة يف ظل توافق دويل جتاه القضية<br />

الفلسطينية،‏ من خالل تبني اأمريكا لليهود ومطالبهم،‏ ودعمهم ‏سياسياً‏ واقتصادياً‏ بعد<br />

تراجع الدور الربيطاين،‏ يف حني تكفلت فرنسا باحلفاظ على اأمن هذا الكيان ودعمه<br />

عسكرياً،‏ واإيجاد قوة ردع اسرتاتيجية متثلت يف بناء قدرات غري تقليدية،‏ مما ‏سهل<br />

على اإرسائيل يف االإمعان باعتداءاتها على الدول العربية املجاورة،‏ وعلى الفلسطينيني<br />

وما اأحداث غزة والعدوان الثالثي ‎1956‎م وحرب حزيران ‎1967‎م اإال دليل واضح على<br />

ذلك،‏ االأمر الذي ‏سهل لهذا الكيان املهمة يف احتالل مزيد من االأرض العربية،‏ وفرض<br />

واقع جديد يف املنطقة،‏ مفاده جتاوز اخلطوة االأوىل التي متكن خاللها من قضم %80<br />

من االأرض الفلسطينية ‎1948‎م.‏<br />

‎1313‎وعقب حرب حزيران اأوجد قرار 242 حالة خالف عربي بني موؤيد للقرار،‏ وبني رافض<br />

له،حيث استغل القرار من قبل اإرسائيل وبدعم دويل،‏ من اأجل الوصول اإىل فرض ‏سالم<br />

دائم عن طريق املفاوضات البارزة واإنهاء حالة احلرب.‏<br />

14 التسلح،‏ واأدت<br />

‎14‎اإن االآثار التي تركها القرار 242 اأدخلت املنطقة يف دوامة جديدة من ‏سباق<br />

اإىل توجه بعض فصائل العمل الوطني الفلسطيني اإىل الساحة االأوروبية بعد رفضها<br />

املطلق للقرار،‏ من اأجل زيادة الوعي الدويل بالظلم الذي حلق بالقضية الفلسطينية من<br />

خالل مواقف الدول االأوروبية االستعمارية والدول العظمى،‏ فقد اأصبحت اأوروبا جزءًا<br />

رئيسً‏ ا يف الرصاع الدموي بني الفلسطينيني ودولة اإرسائيل،‏ ومما الشك فيه اأن الوعي<br />

االأوروبي اأخذ يتبلور من جديد،‏ رغم ‏شجب م.ت.ف الرسمي لهذه الطريقة من العمل،‏ اإال<br />

اأن املوقف االأوروبي ومنذ تلك اللحظات بداأ باالقرتاب من املوقف الفلسطيني،‏ خاصة


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

قي القضايا االإنسانية والسياسية،‏ اإال اأنه مازال بعيداً‏ عن تبني املوقف الفلسطيني<br />

اأو املوقف املتوازن على االأقل،‏ فاإن اأوروبا حتاول املحافظة على مصاحلها مع<br />

اجلهات العربية والفلسطينية واليهودية ، ولكنها تعترب مسوؤولة بالدرجة االأوىل عن<br />

الظلم واالأذى الذي حلق بالفلسطينيني،‏ وعليها اأن تتحمل مسوؤولياتها يف هذا االجتاه<br />

بتعويض الشعب الفلسطيني عن االأذى التي تسببت به له،‏ وعلى املسوؤوليات كافة بدءا<br />

باعرتافها بخطاياها،‏ ومن ثم اعتذارها للشعب الفلسطيني عن االأذى واملعاناة التي<br />

حلَّت به،‏ عندما ‏ساعدت دولة اإرسائيل على اغتصاب اأرضه وترشيد اأبنائه،‏ وترجمة<br />

ذلك بدعم ‏سياسي قادر على اإقامة الدولة الفلسطينية املستقلة،‏ وبناء موؤسساتها<br />

السياسية،‏ ومساعدتها يف بناء قاعدة اقتصادية قوية،‏ كتعويض عما تسببت به له<br />

من اأذى.‏ وال يكون هذا بديالً‏ عن التعويضات املفروض اأن تدفعها دولة اإرسائيل حسب<br />

االأعراف واملواثيق الدولية عن االأذى التي تسببت به كدولة احتالل.‏


التراجع الرسمي في قرارات األمم املتحدة جتاه القضية<br />

الفلسطينية منذ نشأتها حتى حرب أكتوبر 1973<br />

د.‏ نعمان عاطف عمرو<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

.) 1<br />

. 2<br />

. ‎1‎القران الكرمي،‏ ‏سورة االإرساء،‏ اآية )1<br />

. ‎2‎القران الكرمي،‏ ‏سورة اآل عمران،‏ اآية 66<br />

‎3‎اإيالن 3. بابية،‏ التطهري العرقي يف فلسطني،‏ بريوت،‏ موؤسسة الدراسات الفلسطينية،‏ 2007<br />

. ‎4‎اأكرم زعيرت،‏ القضية الفلسطينية،‏ مرص,‏ دار املعارف،‏ 1955<br />

. ‎5‎تيسري جبارة،‏ تاريخ فلسطني،‏ الرشوق 1998<br />

‎6‎حماد . 6 حسنني،‏ دراسات واأبحاث يف القضية الفلسطينية،‏ اجلامعة العربية االأمريكية،‏<br />

جنني،‏ ‎2006‎م.‏<br />

. ‎7‎‏صالح العقاد،‏ املرشق العربي املعارص،‏ مكتبة االأجنلو املرصية،‏ 1983<br />

‎8‎طارق . 8 ‏سويدان،‏ فلسطني التاريخ املصور دراسة تاريخية متسلسلة منذ بداية التاريخ<br />

حتى اأحداث الساعة بالصور،‏ نابلس،‏ مكتبة االأرقم،‏ الطبعة اخلامسة،‏ ‎2005‎م،‏ ‏ص‎75‎‏.‏<br />

. ‎9‎عارف العارف،‏ املفصل يف تاريخ القدس،‏ بريوت،‏ املوؤسسة العربية للدراسات<br />

الطبعة الرابعة،‏ ‎2007‎م،‏ ‏ص‎97‎‏.‏<br />

‎1010‎عبد السالم ‏صالح عرفه )1993( املنظمات الدولية واالإقليمية،‏ الدار اجلماهريية للنرش<br />

والتوزيع و االإعالن اجلماهريية العربية الليبية الشعبية االشرتاكية العظمى ‎1993‎م.‏<br />

‎1111‎موؤسسة الدراسات،‏ قرارات االأمم املتحدة بساأن فلسطني والرصاع العربي االإرسائيلي<br />

‎1993‎م املجلد االأول ‏ص‎74-47‎‏.‏<br />

12 موؤسسة الدراسات الفلسطينية،‏ فلسطني تاريخها وقضيتها.‏<br />

‎1313‎حممد املجدوب،‏ القضية الفلسطينية يف االأمم املتحدة،‏ املوسوعة الفلسطينية،‏ املجلد<br />

السادس.‏<br />

‎1414‎حممد تيسري التميمي،‏ حقيقة القدس التي يدعون،‏ االأردن – اإربد،‏ املركز القومي للنرش،‏<br />

‎1997‎م.‏<br />

‎15‎حممد خالد االأزعر،‏ املجموعة االأوروبية والقضية الفلسطينية 85-64، رسالة<br />

مقدمة اإىل مركز البحوث و الدراسات العربية،‏ القاهرة،‏ ‎1986‎م.‏<br />

‎16‎حممود طلب النمورة،‏ اجلرمية غربية اأمريكية وفلسطني الضحية،‏ فلسطني –<br />

مطبعة بابل،‏ ‎2002‎م.‏<br />

17 17 حممود طلب خليل النمورة،‏ الغرب واالإسالم وفلسطني ، فلسطني-‏ حلحول،‏ مطبعة<br />

بابل،‏ ‎2006‎م.‏<br />

4 م.‏<br />

5 م.‏<br />

7 م.‏<br />

9 والنرش،‏<br />

15 ماجستري<br />

16 حلحول<br />

12


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

‎1818‎مهدي عبد الهادي،‏ املسالة الفلسطينية ومشاريع احللول السياسية 1974-1934<br />

منشورات املكتبة العرصية،بريوت لبنان،‏ ‎1975‎م،‏ الطبعة 4.<br />

‎1919‎نخبة من الكتاب والباحثني،‏ القضية الفلسطينية يف نصف قرن،‏ منشورات فلسطني<br />

املسلمة،‏ لندن،‏ الطبعة االأوىل ‎1999‎م.‏<br />

‎2020‎هيثم الكيالين،‏ االسرتاتيجيات العسكرية للحروب العربية االإرسائيلية،‏ بريوت،‏ مركز<br />

دراسات الوحدة العربية،‏ ‎1991‎م.‏<br />

املراجع األجنبية:‏<br />

11.<br />

United Nation Organization, www.stsephens-name.com.<br />

22. United Nations, from wikipedia. The free encyclopedia,<br />

http//en.wikipedia-org/wiki/united nation organization.<br />

33.<br />

http//www.un.org/Arabic/ abatun/history.htm.


التراجع الرسمي في قرارات األمم املتحدة جتاه القضية<br />

الفلسطينية منذ نشأتها حتى حرب أكتوبر 1973<br />

د.‏ نعمان عاطف عمرو


الالجئون الفلسطينيون وحق العودة يف<br />

السياسات األمريكية:‏ من مبادرات احلرب<br />

الباردة إىل مقرتحات كلينتون<br />

د.أمين طالل يوسف*‏


االالجئون الفلسطينيون وحق العودة في السياسات األمريكية:‏<br />

من مبادرات احلرب الباردة إلى مقترحات كلينتون<br />

د.أمين طالل يوسف<br />

ملخص:‏<br />

يرمي هذا البحث اإىل تعريف خمتلف املواقف االأمريكية جتاه القضية الفلسطينية<br />

عموماً,‏ وقضية الالجئني الفلسطينيني على وجهة اخلصوص وحتليلها.‏ يبداأ البحث مبقدمة<br />

عامة تتناول املحددات واملنطلقات للسياسة اخلارجية االأمريكية جتاه الفلسطينيني,‏<br />

كما جسدتها املصادر االأولية والثانوية املستخدمة كمراجع للبحث,‏ اإضافة اإىل حتديد<br />

اأهم اأهداف البحث واأهميته واإشكاليته الرئيسة واملنهجية املتبعة فيه,‏ واستعراض عام<br />

لالأدبيات التي تدور حول هذا املوضوع,‏ ويشمل البحث ملحة تاريخية تعالج اأسباب الوجود<br />

االأمريكي يف منطقة الرشق االأوسط,‏ واأهداف اأمريكا ومصاحلها,‏ واإسرتاتيجيتها يف التوفيق<br />

بني هذه االأهداف املتعارضة واملتناقضة,‏ ويغوص البحث متعمقاً‏ يف حتليل مبادرات<br />

السالم االأمريكية,‏ والوقوف مطوالً‏ عند مكانة الالجئني الفلسطينيني يف هذه املبادرات<br />

ابتداء من اإدارة هاري ترومان بعد احلرب العاملية الثانية,‏ وانتهاء مبقرتحات كلينتون<br />

يف ‏سنة 2000. ما مييز هذا البحث هو االإستعراض التاريخي والنقدي للمواقف االأمريكية<br />

التي جسدتها االإدارة االأمريكية بشقيها البيت االأبيض والكونغرس,‏ اإضافة اإىل االأطروحات<br />

البحثية واالأكادميية التي ‏صدرت عن مراكز االأبحاث والدراسات املقربة من ‏صانع القرار<br />

االأمريكي.‏ من النتائج املتوقعة اأن املوقف االأمريكي من قضية الالجئني الفلسطينيني بقي<br />

يرتاوح بني ثالث اإمكانيات:‏ التوطني والتعويض واإعادة التاأهيل.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

Abstract:<br />

This research aims at introducing and then analyzing American<br />

policies vis-à-vis the Palestinion Question in general and the<br />

Palestinian refugees in particular. The research begins with a brief and<br />

general introduction that deals with the determinants of the U.S policy<br />

towards the Palestinians as embodied in the primary and secondary<br />

literatures and resources. Along with that, the introduction covers<br />

the research problem,its objectives, importance, methodology and<br />

literature review. The research includes a short historical background<br />

which tackles the actual causes and reasons behind the American<br />

presence in the Middle East and the American strategy of balancing<br />

these conflicting and contradicting objectives. The research goes into<br />

depthin analyzeing various American peace initiatives and examines<br />

the place of the Palestinian refugees in these initiatives starting from<br />

Harry Truman Administration in the post Second World War till<br />

Clinton Proposals in 2000.What is distinguished about this research<br />

is the historical and critical reading of different American positions<br />

and stands embodied in the statements issued by the White House<br />

and the Congress, along with diverse scholarly and academic themes<br />

that came from research centers close the American decision-makers.<br />

One of the results expected is that the American position on the issue<br />

of the Palestinian refugees has taken three possibilities: settlement,<br />

compensation and rehabilitation.


االالجئون الفلسطينيون وحق العودة في السياسات األمريكية:‏<br />

من مبادرات احلرب الباردة إلى مقترحات كلينتون<br />

د.أمين طالل يوسف<br />

مقدمة:‏<br />

نساأت ماأساة الالجئني الفلسطينيني,‏ وتعمقت معاناتهم منذ ما يزيد عن نصف قرن<br />

من الزمان,‏ وحتديداً‏ منذ نشوء الدولة اليهودية على اأنقاض فلسطني,‏ وبعد تشتت اأهلها يف<br />

خميمات اللجوء والشتات.‏ وجتمع اأكرث املصادر التاريخية واالأدبيات املختلفة,‏ العربية<br />

وغريها,‏ اأن نكبة عام 1948, اأرغمت ما يقارب 900 األف فلسطيني على الهجرة القرسية<br />

خارج مدنهم وقراهم،‏ بعد اأن قام اليهود وعصاباتهم العسكرية بتدمري القرى واملدن<br />

الفلسطينية,‏ خاصة تلك الواقعة على الساحل الفلسطيني,‏ املمتد من الناقورة اإىل غزة.‏ وخالل<br />

‏»الهولوكست الفلسطيني«دمرت اإرسائيل اأكرث من 540 قرية فلسطينية حيث حولتها اإما اإىل<br />

اأطالل يُبكى عليها،‏ اأو مستوطنات ومستعمرات يهودية بنيت على اأنقاضها )1( . وكان من نتائج<br />

احلرب العربية-‏ االإرسائيلية االأوىل عام ‎1948‎م اأن ‏رشد عرشات االآالف من الفلسطينيني اإيل<br />

البلدان العربية املجاورة,‏ ففي اآخر االإحصائيات التي اأجريت بلغ عدد الالجئني الفلسطينيني<br />

يف الفرتة الواقعة بني 1948 اإىل 2000 ما يزيد عن خمسة ماليني الجئ )2( .<br />

ومما زاد من معاناة الفلسطينيني,‏ وعمَّق جراحهم,‏ ووسَّ‏ ع دائرة ترشدهم,‏ الهزمية<br />

العربية الساحقة التي تعرضت لها اجليوش العربية يف مواجهتها مع اإرسائيل,‏ اإذ استطاعت<br />

اإرسائيل السيطرة على ما يقارب %78 من مساحة فلسطني االنتدابية )3( . ومع انتهاء<br />

املواجهة االأوىل بني العرب واالإرسائيليني عام 1948, فرض اجليش املرصي اإدارته<br />

الفعلية املدنية والعسكرية على قطاع غزة,‏ بينما ‏سيطرت االأردن على مفاصل احلياة<br />

السياسية واالقتصادية واالإدارية يف الضفة الغربية مبا فيها القدس الرشقية )4( .<br />

على ‏صعيد اآخر,‏ ارتاأت االإدارة االأمريكية كذلك اأن تنظر اإىل الرشق االأوسط بعد احلرب<br />

العاملية الثانية من منظور اسرتاتيجي وجيو ‏سياسي,‏ فمصاحلها واأهدافها وارتباطاتها<br />

مع هذه املنطقة احلساسة,‏ تداخلت مع متطلب وجود دولة ارتكاز قوية كاإرسائيل قادرة<br />

على حماية املصالح االأمريكية السياسية واالقتصادية واالإسرتاتيجية.‏ فقد تعهد الرئيس<br />

االأمريكي هاري ترومان عام 1948 باإقامة ارتباط فريد وقوي بني اإرسائيل والواليات<br />

املتحدة,‏ واالستمرار بدعمها حتى تستطيع اأن تقف على رجليها و"توؤمن حياة ‏شعبها"‏ )5( .


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

وقامت املنظمات الصهيونية واليهودية يف الواليات املتحدة بدور ‏ضاغط على الرئيس<br />

ترومان لدعم مطامح اليهود ومطامعهم ومساندتها يف فلسطني.‏ لقد كان كالرك كليفورد<br />

وديفيد نايلز من اأشد اليهود حماسة وتاأثرياً‏ على اإدارة ترومان,‏ حيث استغلوا الورقة<br />

االنتخابية لليهود االأمريكيني,‏ وتالعبوا بها لتقدمي الدعم االأمريكي الالحمدود لقيام<br />

اإرسائيل,‏ والدليل على ذلك اأنه بعد اإحدى عرشة دقيقة من االإعالن عن قيام دولة اإرسائيل,‏<br />

اأعلن البيت االأبيض رسمياً‏ عن االعرتاف االأمريكي بها,‏ مع التزام ترومان ‏شخصياً‏ بضمان<br />

بقاء دولة اإرسائيل قوية ومزدهرة واآمنة )6( .<br />

هدفت الواليات املتحدة من خالل تبنيها ودعمها لقرار التقسيم عام 1947 اإىل اإضفاء<br />

الرشعية الدولية الكاملة للدولة اليهودية على اأرض فلسطني,‏ وتثبيت الكيان االإرسائيلي<br />

يف منطقة الرشق االأوسط وقلب املحيط العربي.‏ وكان قرار التقسيم املدخل الرشعي يف<br />

اإطار القانون الدويل لقيام دولة اإرسائيل,‏ وقبولها عضواً‏ فاعالً‏ يف االأمم املتحدة مبساعدة<br />

الواليات املتحدة نفسها,‏ كما اأن قرار الدعم االأمريكي هدف اإىل اإرضاء اللوبي اليهودي<br />

واجلماعات الصهيونية املسيحية خاصة الربوتستانتية يف دعمها لقيام دولة اإرسائيل )7( .<br />

لذلك استند املجلس القومي اليهودي اإيل قرار االأمم املتحدة رقم 181 يف اإعالنه عن قيام<br />

دولة اإرسائيل عام 1948, كما اأن االأمم املتحدة استندت اإىل القرار نفسه عندما قبلت<br />

اإرسائيل عضوا فيها عام )8( 1949 .<br />

اعتمدت السياسة االأمريكية نظرة تقليدية اإىل القضية الفلسطينية باعتبار اأنها ‏صفيت<br />

بقيام دولة اإرسائيل عام 1948, وكان االأثر الوحيد املتبقي لهذه املشكلة على الصعيد<br />

الدويل هو ظهورها ‏سنوياً‏ على جدول اأعمال اللجنة السياسية للجمعية العامة لالأمم<br />

املتحدة كمشكلة الجئني ناجمة عن الرصاع العربي-‏ االإرسائيلي,‏ فيما انصبت اجلهود<br />

الدولية على التخفيف من معاناة الالجئني الفلسطينيني من خالل املساهمة يف تقدمي<br />

املساعدات العينية واملادية ملخيمات الالجئني يف اإطار وكالة غوث وتشغيل الالجئني<br />

‏»االأونروا«‏ )9( . ويف هذا السياق,‏ واصلت الواليات املتحدة ‏سياسة تقدمي املساعدات املادية<br />

واالإنسانية لتخفيف معاناة الفلسطينيني يف خميمات اللجوء والشتات,‏ وقد بلغ حجم<br />

املساعدات املالية االأمريكية واملساهمات االإنسانية املقدمة لالأونروا يف الفرتة الواقعة<br />

بني 1948- 1967 ما يقارب 411 مليون دوالر,‏ اأي ما يقارب %65 من ميزانية الوكالة<br />

الدولية )10( .


االالجئون الفلسطينيون وحق العودة في السياسات األمريكية:‏<br />

من مبادرات احلرب الباردة إلى مقترحات كلينتون<br />

د.أمين طالل يوسف<br />

مشكلة البحث:‏<br />

تتمحور مشكلة البحث يف استعراض الرابط العقالين بني ثالث مراحل ‏صبغت السياسات<br />

والقرارات االأمريكية جتاه القضية الفلسطينية الناجتة عن هذه السياسات,‏ فضالً‏ عن التصورات<br />

االأمريكية بالنسبة لقضية الالجئني الفلسطينيني الذين هجروا قرساً‏ من اأراضيهم وديارهم<br />

عام 1948 بعد قيام الكيان االإرسائيلي.املرحلة االأوىل من هذا التصور االأمريكي امتدت منذ<br />

النكبة التي حصلت يف عهد الرئيس هاري ترومان حتى نهاية حرب عام 1967. وامتازت<br />

الروؤى االأمريكية يف هذه املرحلة بقدر من التوازن فيما يخص الرصاع العربي-االإرسائيلي,‏<br />

اإذ خرجت بعض املبادرات االأمريكية اإىل النور جلرس الهوة بني العرب واالإرسائيليني,‏ وذلك<br />

طمعاً‏ من الواليات املتحدة الستمالة العرب وتكوين حتالف دويل ‏ضد النفوذ السوفييتي<br />

املتزايد يف املنطقة,‏ ال ‏سيما بعد تكثيف الروابط بني السوفيت واملرصيني يف ظل قيادة<br />

الرئيس جمال عبد النارص,‏ وما املواقف االأمريكية من العدوان الثالثي على مرص اإال خري<br />

دليل على ذلك.‏<br />

املرحلة الثانية امتدت منذ نهاية حرب حزيران عام 1967، وحتى حرب اخلليج<br />

الثانية عام 1991, اإذ تعززت العالقات االأمريكية-‏ االإرسائيلية بفعل االنتصار الذي حققته<br />

اإرسائيل على اجليوش العربية,‏ مستخدمة اأسلحة اأمريكية.‏ وقد جاء هذا التعزيز الثنائي يف<br />

العالقات االأمريكية-‏ االإرسائيلية على حساب العرب؛ الأن املبادرات االأمريكية اأخذت تنظر<br />

اإىل الالجئني الفلسطينيني على اأساس اأنها قضية اإنسانية بحاجة اإىل حلول واقعية ترتكز<br />

حول التعويضات والتوطني يف البلدان العربية املجاورة.‏<br />

اأما املرحلة الثالثة فامتدت من حرب اخلليج الثانية حتى نهاية فرتة الرئيس كلينتون<br />

يف عام 2000, وما اشتملت عليه هذه الفرتة من اأحداث وتطورات مهمة على الصعيد<br />

الفلسطيني,‏ مثل التوقيع على اتفاق اوسلو واإنشاء السلطة الوطنية,‏ وعقم عملية التفاوض مع<br />

االإرسائيليني,‏ وانطالق انتفاضة االأقصى,‏ وظهور حماس على املرسح السياسي الفلسطيني.‏<br />

اأخذت كثري من املبادرات االأمريكية يف هذه املرحلة طابع املشاريع البحثية واالأكادميية,‏<br />

اإذ بقيت املشاريع االأمريكية تعكس املقاربات مع املواقف االإرسائيلية.‏ وبقيت املقرتحات<br />

االأمريكية ترتاوح بني اخليارات االأمريكية املعهودة,‏ وهي التعويض والتوطني واعادة<br />

التاأهيل والعودة املحدودة جداً‏ اإىل فلسطني عام 1948.


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

اأهداف البحث:‏<br />

يسعى البحث لتحقيق الأهداف الآتية:‏<br />

<br />

‎1‎التدقيق . 1 يف املواقف االأمريكية املتتالية من القضية الفلسطينية,‏ ومنساأ هذه<br />

املواقف،‏ وبخاصة اأن ‏صورة الفلسطيني يف االأدبيات االأمريكية واالإعالم<br />

االأمريكي بقيت قامتة وسلبية ومنطية.‏<br />

‎2‎البحث . 2 يف العوامل واملتغريات الداخلية واخلارجية التي توؤثر على ‏صناعة<br />

املواقف والسياسات االأمريكية من القضية الفلسطينية,‏ والتاأثريات املتبادلة بني<br />

السلطتني التنفيذية والترشيعية,فضالً‏ عن دور جماعات الضغط واللوبي.‏<br />

‎3‎معرفة . 3 دهاليز احلرب الباردة التي ‏سادت يف العالقات الدولية منذ احلرب العاملية<br />

الثانية،‏ وحتى بداية التسعينيات من القرن العرشين,‏ اإذ اإن املعادالت الدولية بني<br />

االأمريكان والسوفيت كانت عامالً‏ مهماً‏ طغى على كل الرصاعات االإقليمية يف<br />

العامل مبا فيها الرصاع العربي-االإرسائيلي والقضية الفلسطينية.‏<br />

‎4‎النظر . 4 يف املحددات القانونية واالإنسانية واالأخالقية التي حتكم املواقف<br />

والسياسات واملبادرات االأمريكية من قضية الالجئني بفعل العوامل اخلارجية<br />

القرسية,‏ ومدى توافق مثل هذه املشاريع االأمريكية مع اأطروحات القانون<br />

الدويل ومعطياته.‏<br />

‎5‎حتليل . 5 املواقف االأمريكية الرسمية من قضية الالجئني يف ‏سياق السياسة<br />

االإقليمية يف املنطقة العربية,‏ ورصاع النفوذ بني القوى العاملية واخلارجية<br />

للحصول على ‏صداقات وحتالفات جديدة بني العرب,‏ وبروز املحاور االإقليمية<br />

التي عكست موازين القوى الدولية.‏<br />

‎6‎دراسة . 6 االأرضيات والظروف املجتمعية العامة التي توؤثر يف اآراء الشخصيات<br />

السياسية الفاعلة يف اأمريكا ووجهات نظرها ومواقفها,‏ الأن كثرياً‏ من املبادرات<br />

االأمريكية اأخذت اأسماء من اأطلقوها مثل جونسون وروجرز وريغان وكيسنجر,‏<br />

اإضافة اإىل التيقن من عالقة هوؤالء مع اجلماعات اليهودية الفاعلة على الساحة<br />

االأمريكية.‏<br />

‎7‎استعراض . 7 وحتليل العالقة الرتابطية التي جتمع مراكز االأبحاث والدراسات<br />

والنخب االأكادميية واجلامعات االأمريكية مع ‏صناع القرار يف االإدارات<br />

االأمريكية املتتالية.‏


االالجئون الفلسطينيون وحق العودة في السياسات األمريكية:‏<br />

من مبادرات احلرب الباردة إلى مقترحات كلينتون<br />

د.أمين طالل يوسف<br />

أهمية البحث واملنهجية:‏<br />

تنبع اأهمية هذا البحث من خالل استعراض النقاط الآتية:‏<br />

‎1‎الوقوف . 1 وقفة نقدية وحتليلية عند املواقف االأمريكية املختلفة فيما يتعلق بقضية<br />

الالجئني الفلسطينيني,‏ ومعرفة االختالفات التي حصلت على هذه املبادرات يف اآخر<br />

خمسني ‏سنة.‏<br />

2 . 2 تنبع اأهمية البحث من كون االإدارة االأمريكية اليوم متثل القوة االأوىل يف العامل<br />

مبقاييس السياسة واالقتصاد واملعلومات واالإعالم واملال,‏ ولكون الواليات املتحدة<br />

هي الالعب الرئيس يف اإدارة معركة املفاوضات بني الفلسطينيني واالإرسائيليني.‏<br />

‎3‎وعلى . 3 الرغم من اأن اأمريكا هي الالعب االأساس على ‏صعيد الرشق االأوسط,‏ وعلى<br />

‏صعيد التدخل يف املفاوضات العربية-االإرسائيلية,‏ فاإنها يف الوقت نفسه متثل اإحدى<br />

معوقات التفاوض االيجابي بني الفلسطينيني واالإرسائيليني,‏ الأنها ال متارس دور<br />

الرشيك املحايد والنزيه,‏ واإمنا تظهر حتيزاً‏ واضحاً‏ لصالح اإرسائيل.‏<br />

‎4‎استخالص . 4 العرب والدروس من اأجل متريرها اإىل ‏صانع القرار الفلسطيني،‏ حتى يقوم<br />

بتبني السياسات الصحيحة يف تعاطيه مع قضية الالجئني خاصة على طاولة<br />

املفاوضات مع اجلانب االإرسائيلي.‏<br />

‎5‎معرفة . 5 التاأثريات التي من املمكن اأن ترتكها املنافسة والتناحر السياسي الفلسطيني,‏<br />

خاصة بني فتح وحماس على جممل قضايا الوضع النهائي,‏ وعلى راأسها قضية<br />

الالجئني,‏ يضاف اإىل ذلك غياب الروؤى الصحيحة واالسرتاتيجيات احلكيمة لدى<br />

اجلانب الفلسطيني يف تعاطيه مع هذا امللف احلساس.‏<br />

‎6‎االإشارة . 6 اإىل الدور الذي ميكن اأن يقوم به االأكادمييون واملثقفون الفلسطينيون,‏ فضالً‏<br />

عن اأدوار اجلامعات الفلسطينية ومراكز البحث العلمي يف خدمة هذه القضية الوطنية,‏<br />

التي ميكن اأن يشكل استغاللها بالشكل الصحيح خياراً‏ فلسطينياً‏ مهماً‏ على ‏صعيد اإدارة<br />

معركة احلرب والسلم مع اجلانب االإرسائيلي.‏<br />

‎7‎اأما . 7 بالنسبة للمنهجية,‏ فهي وصفية حتليلية,‏ استفادت من التسلسل التاريخي<br />

لالأحداث,‏ ال ‏سيما تواريخ انتقاء املبادرات االأمريكية املختلفة التي تعرضت لقضية<br />

الالجئني,‏ فقد عمد الباحث اإىل اختيار مبادرة واحدة من كل عقد منذ اخلمسينيات حتى<br />

نهاية التسعينيات من القرن املاضي.‏ تعددت مصادر البحث بني الكتب واملجالت<br />

والدوريات العربية واالجنليزية,‏ وعلى الرغم من ‏صعوبة احلصول على معلومات دقيقة


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

وموسعة حول املوضوع املبحوث بسبب عمومية املبادرات وضبابيتها,‏ الأن املوقف<br />

االأمريكي بقي مرتكزاً‏ على قاعدة اأن كل القضايا االإشكالية,‏ مبا فيها مساألة الالجئني<br />

يجب اأن حتسم على طاولة املفاوضات الثنائية.‏ كما اأن الدراسة عمدت اإىل استخدام<br />

االأسلوب املقارن بني مبادرات احلرب الباردة،‏ واالستقطاب الثنائي يف النظام الدويل,‏<br />

ومقرتحات كلينتون فيما بعد احلرب الباردة حيث االأحادية والتفرد االأمريكي بالنظام<br />

الدويل.‏<br />

فلسطني يف احلسابات األمريكية:‏<br />

يعتقد الدكتور اإبراهيم اأبو لغد اأن هناك ثالثة عوامل حاسمة توؤثر يف القرارات االأمريكية<br />

املهمة جتاه القضية الفلسطينية,‏ العامل االأول:‏ املواقف االأمريكية املتكررة واملعادية<br />

عموماً‏ للعرب واملنطقة العربية،‏ فاأمريكا تبنت مواقف واتخذت قرارات معادية,‏ بالتحديد<br />

‏ضد بعض القيادات والزعامات العربية الثورية والقومية والعروبية,‏ فجمال عبد النارص<br />

وصدام حسني وحافظ االأسد ويارس عرفات,‏ كانوا يصورون يف السياسات االأمريكية،‏ ويف<br />

دوائر ‏صنع القرار ومراكز الدراسات واالأبحاث،‏ على اأنهم خطر على املصالح االأمريكية يف<br />

املنطقة العربية،‏ من هنا فاإن ارتباط الفلسطينيني مع العرب يضعهم يف خانة الصورة<br />

النمطية السلبية يف العقل االأمريكي.‏<br />

اأما العامل الثاين فيدور حول حقيقة كون الفلسطينيني جزءاً‏ من العامل الثالث،‏ بينما<br />

يعترب اليهود واالإرسائيليون يف مصاف الدول والشعوب التقدمية الدميقراطية والقابلة للتطور<br />

والتغيري،‏ اأما الفلسطينيون فهم اأقرب اإىل منظومة العامل الثالث اأو عامل اجلنوب املتخلف املنغلق<br />

على الذات الذي ال ميتلك اأدوات التطور والتقدم.‏ يف هذا السياق،‏ قامت اأمريكا بسياسيات وسنت<br />

قرارات معادية للعامل الثالث،‏ مبا فيها التدخل العسكري يف كثري من مناطق العامل,‏ كما هو<br />

احلال يف اأمريكا الالتينية والوسطى وفيتنام واملنطقة العربية،‏ اإضافة اإىل ‏سياسة احلصار<br />

االقتصادي والعقوبات االقتصادية التي مارستها ‏ضد ‏شعوب اأمريكا الوسطى والفلبني وكوبا<br />

واإثيوبيا وكوريا الشمالية واإيران وسوريا والعراق والسودان وليبيا.‏<br />

اأما االعتبار الثالث فمتعلق بوجهة النظر االأمريكية جتاه حركات التحرير العاملية<br />

وموقفها من الشعوب التي تسعى للتحرر واالستقالل,‏ خاصة يف اجلزائر وجنوب اأفريقيا<br />

وفلسطني،‏ فاأمريكا تبنت وجهة نظر ‏سوداوية من تلك احلركات الثورية التي ‏سعت جاهدة<br />

لتحقيق اأهدافها السياسية من خالل الوسائل العسكرية والثورية،‏ مبا فيها العنف والكفاح<br />

املسلح.‏ من هنا دعمت اأمريكا الفرنسيني يف حربهم ‏ضد ثوار اجلزائر،‏ واأيدت الربتغال يف<br />

حروبها ‏ضد حركات التحرير الوطني يف زائري واأنغوال وموزنبيق،‏ ويف السياق نفسه عززت


االالجئون الفلسطينيون وحق العودة في السياسات األمريكية:‏<br />

من مبادرات احلرب الباردة إلى مقترحات كلينتون<br />

د.أمين طالل يوسف<br />

اإمكانيات اإرسائيل يف حربها ‏ضد احلركة الوطنية الفلسطينية )11( .<br />

اأما على ‏صعيد السياسة الداخلية االأمريكية،‏ فاحتلت القضية الفلسطينية وارتباطاتها<br />

مع اإرسائيل،‏ مكاناً‏ خاصاً‏ يف احلسابات الداخلية االأمريكية بحسب احلضور القوي للوبي<br />

اليهودي واجلماعات املوؤيدة الإرسائيل،‏ التي متارس دوراً‏ قوياً‏ يف ‏صنع القرار يف اأمريكا،‏<br />

وتوؤثر على ‏صناع القرار يف خمتلف االأجهزة والوزارات واملوؤسسات )12( .<br />

يوؤدي االنطباع وسوء االنطباع Perception and Misperception دوراً‏ مهماً‏<br />

يف حسم اخلطوط والقواطع حول املحتوى الثقايف للسياسة اخلارجية االأمريكية.‏ يسوق<br />

االإرسائيليون بسهولة يف االإعالم االأمريكي,‏ ويف االأفالم واالأدب،‏ ويف اأوساط الراأي العام<br />

االأمريكي،‏ حيث ينظر لهم على اأنهم خالقون،‏ مبدعون وقادرون على حتويل الصحراء اإىل<br />

جنان خرضاء،‏ كما اأنهم يعتنقون العقيدة الدميقراطية.‏ تذهب اأغلب املنظمات اليهودية<br />

املدافعة عن اإرسائيل اإىل حد اعتبارها الدولة الوحيدة الدميقراطية يف الرشق االأوسط،‏<br />

تعيش وسط حميط من الديكتاتوريات واالأنظمة السلطوية والتسلطية العربية التي ال حترتم<br />

احلد االأدنى من حقوق االإنسان )13( .<br />

باملقابل ينظر اإىل العرب،‏ الذين ينتمي لهم الفلسطينيون،‏ بصورة منطية ‏سلبية،‏ فالكتب<br />

واملقاالت الصحفية والدراسات واالأبحاث املختلفة التي تغطي مسائل العروبة والقضايا<br />

العربية واحلياة اليومية للشعوب العربية،‏ تظهر العرب على اأنهم متخلفون ومتشددون،وشلة<br />

من اجلهال وجتمعات برشية مغلقة غري قابلة للتطور.‏ وقد اأشار اإدوارد ‏سعيد اإىل وجهة النظر<br />

هذه حيث قال:‏ ‏"هناك خوف من العرب وكراهية لهم اإىل درجة اأن هذا اخلوف والكراهية<br />

يعتربان من املكونات الدائمة للسياسة االأمريكية جتاه العرب وقضاياهم املختلفة منذ<br />

احلرب العاملية الثانية,‏ واأن اأي ‏شيء مرتبط مع العرب واملنطقة العربية واالإسالمية ينظر<br />

له يف اأمريكا على اأنه تهديد الإرسائيل"‏ )14( .<br />

تقريبا كل الروؤساء االأمريكان الذين وصلوا اإىل البيت االأبيض،‏ دشنوا حمالتهم<br />

االنتخابية على منصة التاأييد الشامل والكامل الإرسائيل ولسياساتها يف الرشق االأوسط،‏<br />

واأظهروا ‏رصاحة كل اأشكال الدعم الكامل لها ولرفاهة ‏سكانها.‏ فعلى ‏سبيل املثال،‏ دشن<br />

الرئيس االأمريكي جون كيندي يف بداية الستينيات،‏ املرتكزات القوية لصداقة حميمة<br />

متينة بني اإرسائيل واأمريكا,‏ وقد كرر كيندي يف اأكرث من مناسبة اأن هناك ارتباطاً‏ عاطفياً‏<br />

ووجدانياً‏ اأمريكياً‏ مع الدولة االإرسائيلية.‏ يف العام 1960، حصل كيندي على ما يقارب<br />

%80 من اأصوات اليهود يف اأمريكا الذين دعموا برناجمه الدميقراطي الليربايل,‏ بعد اأن رفع


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

‏شعار ‏“الصداقة مع اإرسائيل”‏ )15( .<br />

مارست الواليات املتحدة االأمريكية,‏ مبارشة بعد احلرب العاملية الثانية ‏ضغوطاً‏<br />

على بريطانيا بصفتها القوة االنتدابية يف فلسطني،‏ لعرض مرشوع تقسيم فلسطني اأمام<br />

اجلمعية العامة لالأمم املتحدة وليس اأمام اأعضاء جملس االأمن,‏ لقد كان هناك تخوف<br />

اأمريكي حقيقي من اأن بعض الدول االأعضاء داخل جملس االأمن،‏ ‏ستستخدم حق النقد الفيتو<br />

‏ضد قرار تقسيم فلسطني.‏ يف السياق نفسه،‏ قامت الواليات املتحدة االأمريكية بتقدمي كل<br />

الدعم والتاأييد واملساندة لهذا القرار الذي عرض على االأمم املتحدة خالل املناقشات احلادة<br />

يف اأروقة االأمم املتحدة,‏ التي دارت حول طبيعة هذا القرار وجوانبه السياسية والقانونية<br />

واالإنسانية،‏ اأظهر االأمريكان حماساً‏ منقطع النظري اإىل درجة اأنهم مارسوا ‏ضغوطات,‏ وكل<br />

اأشكال التاأثري االأخرى على بعض الدول االأعضاء للتصويت لصالح هذا القرار )16( .<br />

مشروع داالس يف اخلمسينيات:‏<br />

انشغلت االإدارات االأمريكية املختلفة منذ زمن ليس بقريب بفلسطني وقضيتها,‏ فها<br />

هو الرئيس االأمريكي االأسبق ترومان يطرح يف نيسان من عام 1949 فكرة ‏رضورة<br />

التزام اإرسائيل باإعادة ما بني 100,000 اإىل 200,000 الجئ فلسطيني اإىل الديار التي<br />

هجروا منها,‏ وحسب العديد من املختصني واخلرباء يف ‏سياسات اأمريكا يعترب ذلك من<br />

اأكرث السياسات االأمريكية تقدماً‏ واإيجابية من قضية الالجئني الفلسطينيني )17( . ولكن يف<br />

السنة نفسها ويف ‏شهر اآب,‏ واأثناء مفاوضات الهدنة يف لوزان,‏ قدمت الواليات املتحدة<br />

االأمريكية مذكرة اإىل الدول العربية حلل املشكلة الفلسطينية جاء فيها:‏ 1- حل مشكلة<br />

الالجئني من خالل العودة اإىل اإرسائيل واالإقامة يف البلدان العربية التي يتواجدون<br />

فيها,‏ 2- تلتزم االأطراف بتسهيل مهمة بعثة االأمم املتحدة خاصة يف االأمور االإنسانية<br />

واخلدماتية,‏ 3- تقوم حكومات املنطقة بتقدمي تقديرات دقيقة حول اأعداد الالجئني التي<br />

ميكن استيعابها يف بلدانهم )18( .<br />

قبل التطرق اإىل مرشوع وزير اخلارجية االأمريكي جون فوسرت داالس,‏ ال بد يف<br />

البداية من االإشارة اإىل مرشوع اأريك جونستون يف عام 1955-1953, واملوسوم مبرشوع<br />

االإمناء املوحد للمصادر املائية يف وادي االأردن.‏ فقد اأرسل الرئيس االأمريكي ايزنهاور<br />

ممثله اخلاص السفري جونستون اإىل الرشق االأوسط يف اأكتوبر من عام 1953, ليستكشف<br />

اإمكانيات االستخدام املشرتك ملياه وادي االأردن,‏ من قبل االأردن واإرسائيل ولبنان وسوريا,‏<br />

الأغراض الري وتوليد الطاقة الكهربائية.‏ كان الهدف احلقيقي لهذه اخلطة خلق اأراض<br />

جديدة يف منطقة وادي االأردن واستصالحها زراعياً‏ حتى تكون جاهزة العادة توطني اآالف


االالجئون الفلسطينيون وحق العودة في السياسات األمريكية:‏<br />

من مبادرات احلرب الباردة إلى مقترحات كلينتون<br />

د.أمين طالل يوسف<br />

الالجئني الفلسطينيني من دون اأن يشكلوا عبئاً‏ مالياً‏ واقتصادياً‏ وبرشياً‏ على الدول العربية<br />

املضيفة )19( . قام السفري جونستون باأربع رحالت اإىل املنطقة خالل عامني من اأجل الرتويج<br />

خلطة وادي االأردن التي اأطلق عليها يف تلك الفرتة اخلطة املوحدة,‏ لكنه مل يكن قادراً‏ على<br />

‏ضمان قبولها لدى االأطراف املعنية،‏ خاصة الدول العربية التي اشتمت من ورائها رائحة<br />

تاأهيل الالجئني الفلسطينيني وتوطينهم يف بلدان الطوق العربي,‏ دون اأن يكون هناك فرص<br />

حقيقية تفتح اأمامهم للعودة اإىل اأراضيهم وقراهم يف فلسطني )20( . بينت مصادر اأخرى اأن<br />

فشل مرشوع جونستون جاء نتيجة لرفض بن غوريون لهذا املرشوع،‏ الإنه يحول اإرسائيل<br />

اإىل دولة ‏رشق اأوسطية تقليدية على حساب هويتها اليهودية )21( .<br />

طرح داالس يف 1955-8-29 مرشوعه الذي يحمل اسمه اأمام الكونغرس االأمريكي,‏<br />

اإذ حدد يف خطابة املحددات العامة واخلطوط العريضة للسياسة االأمريكية جتاه القضية<br />

الفلسطينية,‏ وانصب جوهر خطته على اإنهاء ماأساة ما يقارب 900,000 الجئ فلسطيني يف<br />

املناطق التي اأقيمت عليها اإرسائيل,‏ بحيث اشتملت خطة داالس على ثالث نقاط رئيسة:‏<br />

وضع حد لبوؤس مليون الجئ فلسطيني,‏ مما يستدعي تاأمني حياة كرمية لهم عن طريق<br />

العودة اإىل فلسطني ‏ضمن حدود املمكن الذي تسمح به اإرسائيل,‏ وتوطني بعضهم االآخر يف<br />

البلدان العربية.‏ اقرتح داالس استصالح اأراض زراعية جديدة من خالل تكثيف مشاريع الري<br />

بحيث يتمكن الالجئون من العمل واالستقرار,‏ وقد حدد اآلية مساعدة الالجئني من خالل دفع<br />

تعويضات لهم بوساطة قرض دويل تشارك الواليات املتحدة فيه بشكل رئيس.‏<br />

حل ‏»مشكلة حجاب اخلوف واأزمة الثقة«املتبادلة بني العرب واالإرسائيليني,‏ حيث<br />

‏شدد داالس على ‏رضورة التغلب على هذا الشعور باخلوف املتبادل من خالل دور فاعل<br />

للواليات املتحدة االأمريكية,‏ للتقريب بني وجهات النظر العربية واالإرسائيلية بخصوص<br />

قضية الالجئني الفلسطينيني,‏ والقضية الفلسطينية بشكل عام,‏ فقد عرب داالس عن استعداد<br />

اأمريكا للدخول يف معاهدات واتفاقيات ثنائية وجماعية من اأجل تصفية االأجواء,‏ ومنع اأي<br />

طرف من السعي لتغيري احلدود بالقوة واالإخالل بالوضع الراهن.‏<br />

‏سعي الواليات املتحدة احلثيث لعقد اتفاقيات جديدة بني العرب واالإرسائيليني لضمان<br />

استقرار احلدود,‏ وعدم نشوب مواجهات جديدة,‏ ورضورة اإشعار اإرسائيل اأن عليها اأن تتخلى عن<br />

بعض املناطق مستقبالً‏ من اأجل توطني اأعداد من الالجئني عليها خاصة منطقة النقب )22( .<br />

رفضت اإرسائيل التعامل مع خطة داالس حتت ذرائع واعتبارات كثرية,‏ كان اأهمها عدم<br />

موافقة اإرسائيل للتخلي عن منطقة النقب,‏ الأنها مهمة اسرتاتيجياً‏ وجغرافياً‏ حيث الرثوات<br />

الطبيعية واملعدنية,‏ وبسبب تواصلها مع ميناء ايالت الذي يعترب املنفذ الوحيد الإرسائيل<br />

على البحر االأحمر,‏ بعد فشل مرشوع داالس حلل قضية الالجئني,‏ وبعد تاأزم الوضع


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

السياسي يف منطقة الرشق االأوسط على خلفية العدوان الثالثي على مرص,‏ تقدمت الواليات<br />

املتحدة االأمريكية مبرشوع اسرتاتيجي جديد يضمن احلفاظ على مصاحلها يف املنطقة.‏<br />

حمل املرشوع اسم الرئيس االأمريكي ايزنهاور الذي ربط بني مقاومة الشيوعية وبني التنمية<br />

االقتصادية لدول املنطقة.‏ عمد مرشوع ايزنهاور اإىل تقدمي املساعدات املالية واالقتصادية<br />

للدول العربية من اأجل التنمية االقتصادية,‏ وملعاجلة قضية الالجئني الفلسطينيني من<br />

خالل اإنشاء موؤسسة تنموية عربية على اأساس اإقليمي تستمد جزءاً‏ من مساعداتها من االأمم<br />

املتحدة,‏ ويكون اأحد اأهدافها مساعدة الدول املضيفة لالجئني لتوطينهم حيث هم )23( .<br />

مبادرة جوزيف جونسون يف بداية الستينات:‏<br />

على اأثر فشل املبادرات االأمريكية والدولية املختلفة ملعاجلة قضية الالجئني<br />

الفلسطينيني,‏ وبعد تصاعد وترية احلرب الباردة بني الواليات املتحدة واالحتاد السوفيتي<br />

السابق,‏ ويف اأعقاب تاأزم الظروف الدولية واالإقليمية يف منطقة الرشق االأوسط,‏ كلفت اإدارة<br />

جون كيندي رئيس موؤسسة كارنيجي للسالم العاملي,‏ جوزيف جونسون للقيام بدراسة<br />

جديدة عن مشكلة الالجئني.‏ اأساس اجلهد االأمريكي الذي قام به جونسون هو الفقرة 11 من<br />

القرار 194, وحافظ جونسون خالل مهمته هذه على عالقة وثيقة مع املسوؤولني يف االإدارة<br />

االأمريكية قناعة منه اأن اأي حل مستقبلي لقضية الالجئني ‏سيتطلب املساعدة االأمريكية<br />

على ‏صعيدين:‏ على ‏صعيد الضغط السياسي على اإرسائيل لتقبل احللول املقرتحة لقضية<br />

الالجئني,‏ وعلى ‏صعيد املساعدات املالية لتمويل اأي تسوية مستقبالً)‏‎24‎‏(‏ .<br />

زار جونسون منطقة الرشق االأوسط حيث قابل مسوؤولني من مرص وسوريا واالأردن<br />

واإرسائيل,‏ وقد حافظ جونسون يف مهمته على االأسلوب الهادئ,‏ بعيداً‏ عن وسائل االأعالم<br />

ومركزاً‏ اأكرث على تقصي احلقائق من كل االأطراف املعنية,‏ ويف نهاية جولته املكوكية,‏<br />

اقرتح جونسون مرشوعاً‏ ‏سياسياً‏ كامالً‏ حلل قضية الالجئني متضمناً‏ النقاط االآتية:‏<br />

‎1‎يعطى . 1 كل رب اأرسة من الالجئني فرصة االختيار احلر بني العودة اإىل فلسطني اأو<br />

التعويض مبعزل عن اأي نوع من الضغوط التي ميكن اأن متارس عليه اأو على اأرسته.‏<br />

‎2‎على . 2 كل الجئ اأن يكون على علم تام , واإملام كامل بطبيعة الفرص املتاحة له لالندماج<br />

يف املجتمع االإرسائيلي,‏ من حيث فرص العمل واالستقرار والتواصل االإنساين والسياسي<br />

داخل هذا املجتمع,‏ كما يجب اأن يكون ملماً‏ بقيمة التعويضات التي ‏سيتلقاها اإذا اختار<br />

البقاء حيث هو والفرص التي ‏ستمنح له يف مكان تواجده يف البلدان العربية.‏<br />

‎3‎حتسب 3. التعويضات على اأساس قيمة املمتلكات كما كانت عليه عام 1948-1947<br />

مضافاً‏ اإليها الفوائد املستحقة.‏<br />

‎4‎متتلك . 4 اإرسائيل احلق يف املحافظة على مصاحلها االأمنية واحليوية من خالل رفضها


االالجئون الفلسطينيون وحق العودة في السياسات األمريكية:‏<br />

من مبادرات احلرب الباردة إلى مقترحات كلينتون<br />

د.أمين طالل يوسف<br />

عودة اأي الجئ اإذا راأت فيه خطراً‏ عليها.‏<br />

‎5‎تقوم . 5 الواليات املتحدة وغريها من الدول االأعضاء يف االأمم املتحدة,‏ خاصة الغنية منها<br />

مبا فيها اإرسائيل باالإسهام يف توفري املصادر املالية املطلوبة لدفع التعويضات.‏<br />

. ‎6‎يستفيد الالجئ الذي مل يكن له اأمالك يف فلسطني وقت النكبة من تعويض مايل<br />

ملساعدتهم للتكيف واالندماج يف املجتمعات التي يعيشون فيها.‏<br />

‎7‎يحق . 7 الأي حكومة االنسحاب من هذا املرشوع اإذا اعتربته تهديدا ملصاحلها احليوية.‏<br />

)25(<br />

. ‎8‎يطبق املرشوع بصورة تدريجية,‏ وعلى مراحل حتت االإرشاف املبارش لالأمم املتحدة<br />

6 مقطوع<br />

. 8<br />

رفضت دول املنطقة خطة جونسون,‏ وراأت اإرسائيل املرشوع خطراً‏ داهماً‏ يهدد اأمنها<br />

القومي,‏ ملا يحمله املرشوع من مضامني ‏سياسية ودميوغرافية.‏ اأما الدول العربية ‏)دول<br />

الطوق(‏ فرفضت اخلطة بناء على تربيرات خمتلفة,‏ اأولها اأن اإرسائيل رفضت اخلطة فكيف<br />

بالدول العربية اأن توافق عليها,‏ كما اأن الدول العربية,‏ تخوفت من اأن يلجاأ اأعداد كبرية من<br />

الالجئني للبقاء حيث هم فوق االأراضي العربية,‏ مما يشكل عائقاً‏ كبرياً‏ اأمام التنمية يف<br />

هذه البلدان.‏ اأحد العوامل التي يجب وضعها بعني االعتبار هو حمدودية املوارد املالية<br />

والطبيعية التي متتلكها دول الطوق العربية,‏ خاصة مرص واالأردن مما يجعلها عاجزة عن<br />

استيعاب اآالف الالجئني الفلسطينيني.‏<br />

حاولت اإدارة كيندي تصويب االأمور بعد فشل خطة جونسون من خالل اإدخال بعض<br />

التعديالت على اخلطة حتى تكون مقبولة الأطراف الرصاع,‏ خاصة اإرسائيل التي من املمكن<br />

اأن يكون وجودها مهدداً‏ بعد عودة عرشات االآالف من الالجئني اإىل ديارهم التي اأصبحت<br />

حتت ‏سيطرتها املبارشة.حاول كيندي تصويب االأمور لصالح اإرسائيل من اأجل تخفيف<br />

الضغط الدويل املمارس عليها,‏ بالتحديد فيما يخص قضية الالجئني الفلسطينيني,‏ واأوجه<br />

هذه القضية االإنسانية ذات االأبعاد احلقوقية والسياسية.‏ ومن اجل هذا الغرض اأرسل كيندي<br />

مبعوثه الشخصي ماير فيلدمان اإىل اإرسائيل حيث اجتمع مع وزيرة اخلارجية االإرسائيلية,‏<br />

غولدا مائري,‏ لعرض وجهة النظر االأمريكية التي تقول اإن اأمريكا لن تدعم,‏ ولن تسمح اأي<br />

عودة مفتوحة لالجئني الفلسطينيني اإىل االأراضي التي تسيطر عليها اإرسائيل,‏ يف الوقت<br />

نفسه الذي انهالت فيه ‏صادرات السالح االأمريكي على اإرسائيل لتمتني اأوارص العالقة<br />

السياسية والرشاكة االإسرتاتيجية بني البلدين.‏<br />

وضعت االأمم املتحدة اآلية جديدة لضمان عدم تاأثر الالجئني يف خياراتهم بالضغوط<br />

التي من املمكن اأن متارس عليهم من قبل الدول العربية,‏ ومن االقرتاحات التي قدمت يف<br />

هذا اخلصوص تشكيل جلنة خاصة دولية تابعة لالأمم املتحدة من اأجل اأن تضمن ‏رسية


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

االختيارات واإعطاء الالجئني مساحة حرية واسعة عند حتديد خياراتهم.‏ مل يكن هناك<br />

معارضة اأمريكية لدور اأممي تقوم به االأمم املتحدة للتاأكد من عدم تعرض الالجئني<br />

الفلسطينيني,‏ املقيمني يف البلدان العربية اإىل اأي ‏شكل من اأشكال الضغط يف حال اأجري<br />

االستفتاء للعودة اإىل فلسطني اأم ال.‏<br />

رؤية كيسنجر يف السبعينيات:‏<br />

ال يوجد يف التاريخ االأمريكي املعارص ‏شخصية ‏سياسية وفكرية اأكرث تاأثرياً‏ على<br />

جممل السياسية اخلارجية االأمريكية من هرني كيسنجر,‏ فالرجل ‏صاحب االأرضية اليهودية<br />

‏شغل مناصب عديدة,‏ منها:‏ مستشار الرئيس لسوؤون االأمن القومي,‏ ثم وزير خارجية يف زمن<br />

اإدارة نيكسون يف بداية السبعينيات من القرن املاضي.‏ اتصف تفكري كيسنجر االسرتاتيجي<br />

مبيزة ربط كل النزاعات والرصاعات االإقليمية يف اأغلب مناطق العامل,‏ مبا فيها الرشق<br />

االأوسط بعجلة احلرب الباردة التي كانت مستعرة بني الواليات املتحدة االأمريكية واالحتاد<br />

السوفيتي )26( . استفاد كيسنجر بشكل كبري من زعامة نيكسون يف البيت االأبيض،‏ الأنه دعم<br />

فكرة دور اأمريكي فاعل ونشط يف منطقة الرشق االأوسط.‏ يقول نيكسون بهذا اخلصوص:‏<br />

‏"منطقة الرشق االأوسط برميل بارود,‏ متفجر للغاية,‏ وهو بحاجة اإىل نزع فتيله,‏ اإين منفتح<br />

الأي اقرتاح من ‏ساأنه التهدئة والتقليل من اإمكانية وقوع االنفجار,‏ الأن االنفجار اجلديد يف<br />

الرشق االأوسط ميكن اأن يتحول بسهولة اإىل مواجهة بني دول نووية"‏ )27( .<br />

اختار نيكسون ملنصب وزير اخلارجية ويليام روجرز الذي كان ‏صديقاً‏ مقرباً‏ منه,‏<br />

وميتاز باالأخالق املهنية العالية والنظرة الثاقبة لالأمور,‏ كان روجرز مطلعاً‏ على طبيعة<br />

الرصاع والتوازنات االإقليمية يف الرشق االأوسط,‏ وكان يدرك متاماً‏ اأن القضية الفلسطينية<br />

هي جوهر الرصاع,‏ واأنها تستغل من االحتاد السوفيتي من اأجل زيادة وتعميق نفوذه يف<br />

املنطقة التي تزود العامل باأكرث من نصف احتياجاته من البرتول )28( . اإن االنكسار االأمريكي<br />

يف فيتنام,‏ وحاجة اأمريكا للمحافظة على مصاحلها يف املنطقة,‏ قد هيئا االأجواء اأمام<br />

روجرز لطرح روؤيته للرصاع العربي-االإرسائيلي من جوانبه املختلفة.‏ طرح روجرز روؤيته<br />

يف وقت ‏شهدت فيه العالقات املرصية-‏ السوفيتية تقارباً‏ ‏شديداً,‏ حيث تدفقت االأسلحة<br />

السوفيتية املتطورة على مرص من اأجل اإصالح اخللل يف ميزان القوى االإقليمي يف املنطقة<br />

يف اأعقاب هزمية عام 1967, وتضمنت اخلطة ترتيبات اأمنية بني املرصيني واالإرسائيليني,‏<br />

ونصت يف بنودها على ‏رضورة انسحاب اإرسائيل من اجلزء االأكرب من اأراضى عام 1967<br />

مقابل ‏ضمانات عربية ومرصية للوصول اإىل التزام لصنع السالم )29( . اأما بالنسبة لالجئني<br />

الفلسطينيني,‏ فقد تطرق البند السابع من اخلطة اإىل االتفاق املبدئي بني االأردن واإرسائيل


االالجئون الفلسطينيون وحق العودة في السياسات األمريكية:‏<br />

من مبادرات احلرب الباردة إلى مقترحات كلينتون<br />

د.أمين طالل يوسف<br />

الذي من املمكن اأن يكون هو مفتاح احلل العادل لقضية الالجئني )30( .<br />

ركزت خطة روجرز بشكل اأساسي على وقف كل االأعمال القتالية وحرب االستنزاف,‏<br />

خاصة بني مرص واإرسائيل على جبهة ‏سيناء,‏ يف الوقت نفسه الذي نصت فيه على مبداأ<br />

االأرض مقابل السالم,‏ مبا يتضمن االنسحاب االإرسائيلي من االأراضي العربية املحتلة,‏<br />

االأمر الذي رفضته اإرسائيل.‏ اأما بالنسبة لالجئني الفلسطينيني,‏ فقد اأعادت املبادرة<br />

االإشارة اإىل عبارة ‏»حل عادل لقضية الالجئني«,‏ لكن من منظور اإنساين وليس ‏سياسياً.‏<br />

هذه العموميات والضبابية يف الطرح امتازت بها اأغلب املبادرات االأمريكية التي تناولت<br />

القضية الفلسطينية ومشكلة الالجئني الفلسطينيني,‏ لكن املالحظ اأن خطة روجرز يف<br />

تناولها لقضية الالجئني الفلسطينيني مل تخرج عن الروؤية املعروفة اأمريكياً‏ يف تلك الفرتة,‏<br />

والتي اندفعت باجتاه اإعادة توطني الالجئني حيث هم مع اإمكانية العودة املحدودة اإىل<br />

االأراضي التي تسيطر عليها اإرسائيل وضمن اآليات معروفة ومدروسة.‏<br />

اأفشلت خطة روجرز حلل الرصاع يف الرشق االأوسط,‏ بصيغتها االأرض مقابل السالم<br />

وتطبيق القرار 242 الصادر يف عام 1967, من قبل بعض مصادر التاأثري والنفوذ داخل<br />

اإدارة نيكسون,‏ فقد عارض كيسنجر اخلطة علناً‏ الأنها تتضمن انسحاباً‏ اإرسائيلياً‏ من<br />

اأراضى عام 1967, وعودة بعض الالجئني الفلسطينيني اإىل ديارهم.‏ معارضة كيسنجر<br />

خلطة روجرز ‏شجعت اإرسائيل باملقابل لرفضها,‏ فحكومة غولدا مائري هلعت من اإمكانية<br />

عودة بعض الالجئني ‏ضمن ترتيبات اأردنية-‏ اإرسائيلية مشرتكة كما نصت عليه خطة<br />

روجرز.‏ ‏ساهم ظهور كيسنجر على املرسح السياسي االأمريكي وتاأثريه الشخصي على<br />

الرئيس نيكسون,‏ ورفض اإرسائيل خلطة روجرز اإىل استقالة هذا االأخري,‏ ورحيله عن مرسح<br />

السياسة االأمريكية يف الرشق االأوسط )31( .<br />

بعد رحيل روجرز عن وزارة اخلارجية االأمريكية,‏ وجناح كيسنجر يف التقريب بني<br />

وجهتي النظر,‏ املرصية واالإرسائيلية,‏ يف اأعقاب حرب ترشين عام 1973 والتوقيع على<br />

اتفاق الفصل بني القوات املرصية واالإرسائيلية عام 1974, خرجت الواليات املتحدة<br />

بوثيقة اأخرى اأطلق عليها وثيقة ‏ساوندروز حللحلة اإشكاليات الرصاع العربي-‏ االإرسائيلي<br />

بحيث جاء فيها:‏<br />

‎1‎التشديد . 1 على الدور االأمريكي املهم الإحراز التسوية الشاملة بني العرب واالإرسائيليني<br />

‎2‎وضع . 2 املصالح الفلسطينية بعني االعتبار عند احلديث عن اأي مفاوضات ‏سلمية مستقبالً.‏<br />

‎3‎البعد . 3 الفلسطيني يف الرصاع هو جوهر املشكلة العربية-االإرسائيلية.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

)32(<br />

‎4‎يكون . 4 قرارا جملس االأمن 242 و 338 هما املرجعية االأساسية يف املفاوضات .<br />

عارض كيسنجر كل املشاريع السلمية والتسووية التي تنص على عودة,‏ ولو جزء<br />

بسيط من الالجئني الفلسطينيني اإىل ديارهم,‏ ومعارضة اأي انسحاب اإرسائيلي اإىل حدود<br />

ما قبل عام 1967. باملقابل كان تفكري كيسنجر االسرتاتيجي ال يخرج عن فكرة توطني<br />

اأكرث من ثلثي الالجئني يف االأردن,‏ والثلث االآخر يف ‏سوريا,‏ ودفع تعويضات اإىل اأصحاب<br />

االأمالك واالأراضي التي استولت عليها اإرسائيل )33( .<br />

مبادرة ريغان يف بداية الثمانينيات<br />

استغلت الواليات املتحدة االأمريكية جمموعة من االأحداث الدولية واالإقليمية من<br />

اأجل اإطالق مبادرة الرئيس االأمريكي رونالد ريغان يف 1982-9-1, وجنحت قبل ذلك<br />

مبادرة السالم االأمريكية التي اأطلقها الرئيس جيمي كارتر يف التمهيد ملعاهدة السالم<br />

املرصية-‏ االإرسائيلية عام 1979, مما ‏ساهم يف اإخراج مرص من معادلة الرصاع العربي-‏<br />

االإرسائيلي,‏ واإحداث خلل يف ميزان القوى بني العرب واالإرسائيليني لصالح اإرسائيل,‏ الأن<br />

مرص كانت متثل القوة العربية القومية واالقتصادية والبرشية االأوىل.‏ اقرتن خروج مرص<br />

من املواجهة مع اإرسائيل مع حدث اآخر مهم,‏ وهو غزو اإرسائيل للبنان عام 1982, حيث<br />

استفردت القوات االإرسائيلية باملقاتلني الفلسطينيني واللبنانيني الوطنيني يف اأرض<br />

املعركة,‏ وكان من نتائج احلرب خروج قوات منظمة التحرير من لبنان وتشتتها يف دول<br />

عربية خمتلقة,‏ ممهداً‏ الطريق اأمام حتوالت ‏سياسية جذرية على الفكر السياسي ملنظمة<br />

التحرير يف منتصف الثمانينات,‏ حيث بداأت القناعات الفلسطينية تتجذر ‏شيئا فشيئا يف<br />

اأوساط القيادة الفلسطينية,‏ ومفادها اأن العمل الفدائي املقاوم ال يكفي لوحده لتحرير<br />

االأرض الفلسطينية,‏ واأن هذا اجلهد العسكري بحاجة اإىل رافعة ‏سياسية تستثمر فيه لتحقيق<br />

.)34(<br />

االأهداف املنشودة<br />

يف هذه االأجواء اأعلن الرئيس ريغان مبادرته للسالم يف الرشق الوسط استناداً‏<br />

على قرارات جملس االأمن الدويل 242 و 338 واتفاقيات كامب ديفيد املوقعة بني مرص<br />

واإرسائيل عام )35( 1979 . اعتمدت املبادرة يف خطوطها العريضة على عدم االعرتاف<br />

بحق تقرير املصري للشعب الفلسطيني اأو االإشارة اإىل متثيل منظمة التحرير الفلسطينية<br />

يف املفاوضات املقرتحة,‏ لكنها,‏ والأول مرة ذكرت احلقوق املرشوعة للفلسطينيني,‏ معرفة


االالجئون الفلسطينيون وحق العودة في السياسات األمريكية:‏<br />

من مبادرات احلرب الباردة إلى مقترحات كلينتون<br />

د.أمين طالل يوسف<br />

هذه احلقوق على اأنها حقوق مدنية للسكان الفلسطينيني يف الضفة والقطاع )36( .<br />

يف الوقت الذي رفضت فيه مبادرة ريغان اإمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة,‏ فقد<br />

رفضت اأيضا ‏ضم الضفة الغربية وقطاع غزة اإىل السيادة االإرسائيلية اأو السيطرة عليها<br />

بصورة دائمة.‏ فقد ذكر ريغان يف مبادرته اأن السالم ال ميكن اأن يتحقق من خالل اإقامة<br />

دولة فلسطينية مستقلة يف الضفة والقطاع,‏ وال ميكن حتقيقه اأيضا يف اإطار السيادة<br />

والسيطرة االإرسائيلية الدائمة عليهما )37( .<br />

من الواضح اإن املبادرة تركت الباب مفتوحاً‏ على خيارات عديدة يف املفاوضات<br />

املقرتحة التي ‏ستجري بني االأطراف املعنية حول مستقبل االأراضي الفلسطينية بعد الفرتة<br />

االنتقالية التي حتدثت عنها املبادرة,‏ ورمبا كانت تشري اإىل الدور االأردين املستقبلي كرشيك<br />

للفلسطينيني يف عملية التسوية )38( .<br />

بالنسبة لقضية الالجئني مل يكن هناك عبارات واضحة عن هذه املشكلة العويصة<br />

ذات االأبعاد االإنسانية والسياسية,‏ وكل ما قاله ريغان حول هذه النقطة بالتحديد اإن<br />

املبادرة تنص على وجود موازنة وتوافق بني حقوق الفلسطينيني املرشوعة واالحتياجات<br />

االأمنية االإرسائيلية )39( . ومبا اأن عودة الالجئني اإىل اأراضيهم يخل بالتوازنات الدميوغرافية<br />

والسكانية داخل الكيان االإرسائيلي لصالح الفلسطينيني,‏ ويرض بيهودية الدولة العربية,‏<br />

فان العودة اجلماعية للفلسطينيني وباأعداد كبرية يصبح نوعاً‏ من اجلنون وفق هذا املنطلق<br />

االأمريكي.‏ باختصار استغلت االحتياجات االأمنية االإرسائيلية بشكل فظيع ومتعمد لرشعنة<br />

الشتات واالغرتاب الفلسطيني,‏ ورشعنة ‏سياسة اإرسائيل يف اقتالع الشعوب االأخرى.‏ كانت<br />

فكرة ريغان حول قضية الالجئني تتمثل يف اأن احلل االأمثل لها يكمن يف توطني الالجئني<br />

يف البلدان العربية املضيفة,‏ خاصة ‏سوريا واالأردن مع اإنشاء ‏صندوق للتعويضات ترشف<br />

عليه جلنة خاصة تابعة لالأمم املتحدة لتقدير خسائر الالجئني وملعرفة احتياجاتهم يف<br />

البلدان التي يتواجدون فيها )40( .<br />

مل يكن هدف الواليات املتحدة من خالل طرح هذه املبادرة اإحداث حلحلة حقيقية<br />

للقضية الفلسطينية,‏ ولقضية الالجئني الفلسطينيني,‏ بقدر ما كانت حماولة اأمريكية,‏<br />

لتحويل االأنظار عن االجتياح االإرسائيلي للبنان يف 1982, وتدمري البنية التحتية وقتل<br />

اآالف من الفلسطينيني واللبنانيني,‏ واإظهار نفسها اأمام االأنظمة العربية الرسمية,‏ وخاصة<br />

حلفاءها يف املنطقة العربية اأنها جادة يف حل القضية الفلسطينية.‏ كما كانت تريد<br />

املحافظة على املعاهدة املرصية-االإرسائيلية,‏ وعدم املساس بالعالقات الدبلوماسية<br />

بني مرص واإرسائيل التي تعرضت لالهتزاز على اأثر احلصار االإرسائيلي لبريوت )41( .


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

أطروحات أكادميية أمريكية ما بعد أوسلو:‏<br />

‏شهدت بدايات التسعينيات من القرن املاضي اأحداثاً‏ دولية واإقليمية مهمة وحمورية,‏<br />

‏ساهمت بشكل مبارش يف تعميق السيطرة االأمريكية االأحادية على النظام العاملي اجلديد.‏<br />

فهزمية العراق يف موقعة الكويت وانهيار االحتاد السوفيتي ‏شكال فرصة ثمينة لزيادة التفرد<br />

واالأحادية االأمريكية,‏ مما ترك انعكاسات وتداعيات على االأزمات االإقليمية,‏ ونقاط التوتر<br />

يف العامل مبا فيها مرسح الرصاع العربي-‏ االإرسائيلي.‏ استغلت الواليات املتحدة هذا اخللل<br />

يف موازين القوى الدولية واالإقليمية الإحداث تغيريات هيكلية على مسار االأحداث يف الرشق<br />

االأوسط,‏ حيث انعقد موؤمتر مدريد للسالم بني العرب واالإرسائيليني عام 1991, ثم التوقيع<br />

على اتفاقية اأوسلو عام )42( 1993 . يذكر ويليام كوانت اأن االإدارة االأمريكية مارست دوراً‏<br />

قوياً‏ وضاغطاً‏ على اجلانب الفلسطيني خالل جوالت التفاوض التي جرت بني اجلانبني<br />

الفلسطيني واالإرسائيلي قبيل التوقيع على اتفاق اأوسلو من اأجل ‏ضمان ترحيل القضايا<br />

املهمة كالقدس والالجئني واملستوطنات واملياه واحلدود والشكل النهائي للدولة الفلسطينية<br />

اإىل املرحلة النهائية,‏ الإعطاء متسع من الوقت لالإرسائيليني من اأجل فرض اأمر واقع على<br />

االأرض لدرجة يصبح فيه التفاوض حول هذه القضايا مييل لصالح اإرسائيل )43( . جتلى<br />

االنحياز االأمريكي بوضوح خالل فرتة اإدارة كلينتون التي اأرشفت على عملية التفاوض<br />

بني الطرفني االإرسائيلي والفلسطيني،‏ حتى وصل االأمر باالإدارة االأمريكية اإىل التصويت ‏ضد<br />

القرارات اخلاصة بالقضية الفلسطينية مبا فيها القرار 194 اخلاص بالالجئني )44( .<br />

ظهرت العديد من املشاريع البحثية واالأكادميية يف فرتة ما بعد اأوسلو التي حاولت<br />

جاهدة ‏سرب اأغوار قضية الالجئني,‏ وتقدمي توصيات لصانع القرار االأمريكي,‏ ما ميز هذه<br />

القراءات واالأبحاث اأنها كانت جمرد مقاربات مع املواقف الرسمية االأمريكية,‏ واملواقف<br />

االإرسائيلية واالأوروبية.‏ يف عام 1995 وزعت كندا التي كانت ترتاأس جمموعة العمل اخلاصة<br />

بالالجئني ورقة عمل حتت عنوان ‏»روؤية بريون«‏ وذلك بالتنسيق مع الوفد االأمريكي.‏ بداأت<br />

الروؤية الكندية بتعريف نفسها من خالل التشديد على ‏رشق اأوسط جديد خال من الالجئني,‏<br />

ومنح الهوية ملن ليس له هوية,‏ واإفساح املجال اأمام التنمية مكان الفقر والترشد )45( . متيزت<br />

الورقة باستنادها اإىل مواقف القوى االإقليمية والدولية مبا فيها الواليات املتحدة وروسيا<br />

حيث اأبدت اهتماماً‏ خاصاً‏ بقضية التمويل املرتبطة بتنفيذ التوصيات.‏ قامت الورقة<br />

بتحديد حجم الالجئني,‏ واأعدادهم ومشكالتهم,‏ وعملت على حشد املوارد املالية لتحسني<br />

املستوى املعيشي واالقتصادي لالجئني,‏ وتفعيل اخلطط االإنسانية لتحسني اإجراءات مل<br />

‏شمل العائالت )46( . اإضافة اإىل بحث الطاقة االستيعابية للضفة الغربية وقطاع غزة بالنسبة<br />

للعائدين الفلسطينيني,‏ ومستقبل نشاطات االونروا واإعداد ملفات مل ‏شمل العائالت وملفات


االالجئون الفلسطينيون وحق العودة في السياسات األمريكية:‏<br />

من مبادرات احلرب الباردة إلى مقترحات كلينتون<br />

د.أمين طالل يوسف<br />

التعويض )47( تعكس حمتويات هذه الورقة الروؤية الغربية عموماً‏ ‏)اأمريكا واأوروبا وكندا(‏<br />

التي نصت على اإعادة تاأهيل الالجئني يف اأراضي الضفة الغربية والدول العربية املجاورة,‏<br />

واستخدام اآلية مل ‏شمل العائالت لعودة حمدودة العدد اإىل داخل اإرسائيل.‏<br />

يف عام 1995, خرج دون بريتس باإصدارين جديدين حول قضية الالجئني<br />

الفلسطينيني بتمويل من موؤسسة السالم االأمريكية املرتبطة بالكونغرس االأمريكي,‏ ودراسة<br />

اأخرى حول تعويضات الالجئني اأعدها لصالح مركز التحليالت السياسية اخلاصة بفلسطني.‏<br />

انطلق بريتس من فرضية اأن القانون الدويل,‏ واالأعراف الدولية توؤكد على ‏رضورة توطني<br />

الالجئني حيث هم,‏ وال توؤهلهم للعودة.‏ يدعي بريتس خاطئاً‏ اأن عودة الالجئني اإىل اأي مكان<br />

يجب اأن يكون مقروناً‏ مبدى توافر اإمكانيات العمل واحلياة,‏ ومبا اأنهم غادروا اأراضيهم منذ<br />

فرتة طويلة,‏ فسيجدون ‏صعوبة يف االإقامة والتاأقلم مع هذه االأجواء اجلديدة,‏ وهذا ميس<br />

بدوره بحقوقهم االأساسية يف التنمية واحلياة ومصدر الدخل املقبول.‏ اقرتح بريتس تسوية<br />

لهذه القضية على اأساس اإقليمي حيث من املفروض اأن ترتبط املساعدات املقدمة لالجئني,‏<br />

كتعويضات لهم,‏ مع اقتصاديات بلدان املنطقة.‏ يف هذا السياق,‏ دعا بريتس اإىل اإنشاء<br />

مرصف خاص مهمته توزيع اأموال التعويضات,‏ ومنح الالجئني قروضاً,‏ لتشجيعهم على<br />

كسب اأرزاقهم اأينما يتواجدون.‏ خلص بريتس اإىل اأن اأساس التعويض لالجئني يجب اأن ينفذ<br />

بطريقة جماعية,‏ وليس على اأساس فردي,‏ واأن اأي ميزان مدفوعات تتقدم به االأرسة الدولية<br />

لتوفري اأموال التعويضات يجب اأن يشتمل على قيمة االأمالك اليهودية يف الدول العربية,‏<br />

وقيمة االأمالك اليهودية التي دمرت يف احلروب العربية-‏ االإرسائيلية,‏ اإضافة اإىل نفقات<br />

املستعمرات االإرسائيلية املفرغة واملخالة عند قيام الدولة الفلسطينية )48( .<br />

اأما دونا اآرزت,‏ فانطلقت يف معاجلتها لقضية الالجئني الفلسطينيني من مدخل<br />

عدم حتميل اإرسائيل مسوؤولية مشكلة الالجئني الفلسطينيني ال اأخالقياً‏ وال اإنسانياً,‏ ومبا<br />

اأن الطرف التي تقع عليه هذه املسوؤولية غري معروف,‏ لذلك ال بد لكل االأطراف الدولية<br />

واالإقليمية اأن تتحمل مسوؤولية حلها.‏ الرتكيز يف الدراسة واضح على استيعاب الالجئني<br />

يف الدولة الفلسطينية العتيدة,‏ مع اإمكانية استيعاب ما يقارب خمسة وسبعني األف الجئ<br />

فلسطيني يف اإرسائيل,‏ على اأن يكونوا من كبار العمر,‏ وغري قادرين على االإجناب حتى<br />

ال يتاأثر مستقبل اإرسائيل االأمني وتتاأثر تركيبتها السكانية.‏ وتكون عودة الالجئني<br />

الفلسطينيني اإىل ديارهم الواقعة حتت السيطرة االإرسائيلية بشكل جماعي,‏ ومن خالل مل<br />

‏شمل العائالت,‏ وتعويضهم بالشكل املالئم,‏ فيما تقوم الدول العربية بتعويض اليهود الذين<br />

اضطروا ملغادرتها,‏ وارحتلوا اإىل اإرسائيل تاركني وراءهم اأمالكهم,‏ طرحت اآرزت تصورا<br />

لتوطني خمسة ماليني الجئ فلسطيني على النحو االآتي:‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

-186 األف الجئ يُوطنون يف االأردن.‏<br />

-75 األف الجئ جديد يُوطنون يف ‏سوريا.‏<br />

-75 األف الجئ يُوطنون يف لبنان.‏<br />

-519 األف الجئ جديد يحولون اإىل السعودية والكويت والعراق ومرص.‏<br />

-90 األف الجئ يُوطنون ويستوعبون يف الدول االأوروبية والواليات املتحدة وكندا.‏<br />

-75 األف الجئ يوؤهلون للعودة اإىل االأراضي املحتلة عام 1948.<br />

‏-‏‎250‎األف الجئ من غزة ينقلون اإىل الضفة الغربية حلل مشكلة االكتظاظ<br />

السكاين )49( .<br />

جهود كلينتون ورؤيته حلل الصراع:‏<br />

واكب كلينتون املفاوضات الفلسطينية-االإرسائيلية تارة بصورة ‏شخصية,‏ وتارة من<br />

خالل اإرسال مبعوثني ومندوبني ملتابعة العملية التفاوضية.‏ لقد مارس الرئيس كلينتون<br />

دوراً‏ قوياً‏ يف التوصل اإىل مذكرة واي ريفر عام 1998, لتطبيق االتفاقيات االنتقالية<br />

السابقة.‏ بقي كلينتون منشغالً‏ مع مستشاريه,‏ وفريق عمله لسوؤون الرصاع العربي-‏<br />

االإرسائيلي حتى اآخر حلظة من واليته الثانية,‏ لعله يتمكن من اإجناز ما عجز غريه من<br />

اإجنازه )50( . واجهت مذكرة واي ريفر انتقادات ‏شديدة من الفلسطينيني اأنفسهم,‏ ومن داخل<br />

موؤسسات م.ت.ف,‏ ومن القوى الوطنية واالإسالمية,‏ الأنها جتاهلت االإشارة اإىل القضايا<br />

املحورية احلساسة كالقدس والالجئني.‏ وبدالً‏ من ذلك بقيت اجلهود االأمريكية منصبة على<br />

االأمن واالإجراءات االأمنية,‏ وحماربة ما كانت تطلق عليه االإرهاب,‏ والتشديد على ‏رضورة<br />

اشرتاك مسوؤولني اأمنيني اأمريكيني يف االإرشاف,‏ والتحكم يف جماالت العالقات االأمنية<br />

بني الطرفني,‏ وتدريب االأمن الفلسطيني,‏ كما طالبت املذكرة ‏رصاحة اإلغاء كل البنود التي<br />

اعرتضت عليها اإرسائيل يف امليثاق الوطني الفلسطيني )51( .<br />

زار كلينتون اإرسائيل ومناطق احلكم الذاتي الفلسطيني,‏ وحرض اجتماع املجلس<br />

الوطني الفلسطيني الذي انعقد يف تاريخ 1998-12-22 حيث اأرشف بنفسه على اإلغاء<br />

البند الذي يطالب بتدمري اإرسائيل يف امليثاق الوطني الفلسطيني كما نصت على ذلك وثيقة<br />

واي ريفر )52( . وعلى الرغم من الدور االأمريكي النشط يف متابعة االأمور على االأرض,‏ لكن<br />

يف الوقت نفسه ابتعدت االإدارة االأمريكية عن الوضوح والرصاحة الكالمية يف تفسري معظم<br />

املسائل اجلوهرية املختلف عليها.‏ استخدم جيمس بيكر,‏ وزير اخلارجية االأمريكي االأسبق,‏<br />

ما اأسماه بالغموض البناء واخلالق يف حتركه الدبلوماسي لقناعته الشخصية اأن مثل<br />

هذا االأسلوب مفيد جداً‏ يف ممارسة الدبلوماسية,‏ اإذا كنت تواجه اأسئلة وقضايا حساسة


االالجئون الفلسطينيون وحق العودة في السياسات األمريكية:‏<br />

من مبادرات احلرب الباردة إلى مقترحات كلينتون<br />

د.أمين طالل يوسف<br />

وشائكة,‏ ولها تفسريات خمتلفة لدى اأطراف النزاع )53( . لكن دبلوماسية الغموض البناء<br />

فشلت,‏ الأنها اأجلت البحث يف القضايا اجلوهرية واحلساسة،‏ واتسمت بعدم الوضوح يف<br />

تفسريها لهذه القضايا ذات الطابع االإشكايل,‏ وقادت يف النهاية اإىل التصادم بني الطرفني<br />

املعنيني,‏ والعودة مرة اأخرى اإىل دائرة العنف الدموي املتجدد )54( . على ‏سبيل املثال كانت<br />

نقطة اخلالف الرئيسية بني الفلسطينيني واالإرسائيليني يف مفاوضات كامب ديفيد منصبة<br />

حول تفسري القرار 242. فقد كان الفلسطينيون يتطلعون اإىل قيام دولة فلسطينية مستقلة<br />

على اأراضى عام 1967 بعد االنسحاب االإرسائيلي الكامل منها واإخالئها من كل الكتل<br />

االستيطانية,‏ بينما كان االإرسائيليون ينظرون للمسالة على اأنها جمرد انسحاب جزئي من<br />

بعض االأراضي يف الضفة الغربية وغزة مع االحتفاظ بالكتل االستيطانية الكبرية حتت<br />

السيطرة االإرسائيلية املبارشة )55( .<br />

بالنسبة حلضور قضية الالجئني على طاولة مفاوضات كامب ديفيد عام 2000, فقد<br />

ظهر حتالف غري مقدس بني املوقفني االإرسائيلي واالأمريكي,‏ لقد تبنى االأمريكيون املواقف<br />

والترصيحات واملقاربات االإرسائيلية يف هذا الساأن,‏ وبخاصة عدم مسوؤولية اإرسائيل<br />

املعنوية واالأخالقية عن النكبة الفلسطينية عام 1948, واأما املسوؤولية فتقع ‏-حسب وجهة<br />

النظر االإرسائيلية-‏ على عاتق اجليوش العربية والزعامات العربية التي اأقنعت الفلسطينيني<br />

برتك منازلهم انتظاراً‏ للتحرير.اعرتفت االإدارة االأمريكية بحق العودة لالجئني الفلسطينيني<br />

اإىل فلسطني االنتدابية,‏ يف الوقت نفسه التي اأرصت فيه على اأن اإرسائيل ال متتلك القدرات<br />

الكافية الستيعاب اأعداد كبرية من الالجئني.‏ حل مشكلة الالجئني بناء على هذا املوقف<br />

االأمريكي يجب اأن يتم بالعودة اإىل اأراضى الدولة الفلسطينية,‏ واالستقرار يف البلدان التي<br />

يقيمون فيها,‏ اأما العودة اإىل اإرسائيل فيجب اأن يكون رمزياً‏ ال يتجاوز عرشات االآالف من<br />

خالل اآلية مل ‏شمل العائالت )56( .<br />

يف هذا السياق,‏ يذكر دنيس روس اأن الواليات املتحدة كانت تسعى للتوفيق بني<br />

االحتياجات الفلسطينية الرمزية واالحتياجات االإرسائيلية العملية,‏ وبني اأن الصيغة التي<br />

كانت الواليات املتحدة تسعى لتعميمها ينبغي اأن تلبي االحتياجات الرمزية الفلسطينية,‏ فيما<br />

تستجيب للمخاوف االإرسائيلية احلقيقية واملرشوعة بساأن االأمن واملصالح الوطنية العليا )57( .<br />

بعد فشل مفاوضات كامب ديفيد,‏ حاولت اإدارة كلينتون كرس اجلمود الذي وصلت<br />

اإليه العملية التفاوضية,‏ حيث تقدم كلينتون ‏شخصياً‏ مبقرتحات جديدة,‏ باأمل اأن تتمكن<br />

اإدارته من حتقيق روؤيته للسالم يف الرشق االأوسط.‏ هدفت املقرتحات اإىل اإنهاء اعتماد<br />

الفلسطينيني على الرشعية الدولية لتسهيل مهمة التحالف االأمريكي-‏ االإرسائيلي من


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

مترير خمططاته التفاوضية التي تتحكم بها موازين القوى.‏ فيما يتعلق بالالجئني,‏ وحقهم<br />

بالعودة وفقا لقرار 194, فقد نسفت مقرتحات كلينتون هذا القرار,‏ اإذ اأن البند الثاين من<br />

املقرتحات نصت على اأنه ال ميكن الإرسائيل اأن تتخذ قراراً‏ يهدد اأساس الدولة االإرسائيلية<br />

ويعرض منطق السالم للخطر )58( .<br />

مل تعط مقرتحات كلينتون اأي فرصه لالجئني ملمارسة اأي ‏شكل من اأشكال حق العودة<br />

اإىل الديار وفقا لقرار 194. فقد اعتمدت هذه املقرتحات على الشق الثاين من القرار الذي نص<br />

على دفع التعويضات لقاء اخلسائر التي تكبدوها جراء طردهم من ديارهم واأراضيهم,‏ يف<br />

حني اأسقطت الشق االأول من القرار والقاضي بوجوب عودة الالجئني اإىل اأراضيهم واأمالكهم<br />

التي اقتلعوا منها )59( . جوهر مقرتحات كلينتون بالنسبة لقضية الالجئني هو السماح ملن<br />

يرغب من الالجئني بالعودة اإىل اأراضى الدولة الفلسطينية العتيدة,‏ وليس اإىل ديارهم التي<br />

جردوا منها زمن النكبة,‏ كما دعت املقرتحات املجتمع الدويل لتحمل مسوؤولياته,‏ لدفع<br />

تعويضات للالجئني اأو توطينهم يف البلدان التي يقيمون بها,‏ اأو اإفساح املجال اأمامهم<br />

لالإقامة يف بلدان اأخري خارج دولة اإرسائيل وذلك متشياً‏ مع القرارات السيادية لتلك الدول,‏<br />

وحسب احتياجاتها واعتباراتها االأمنية )60( .<br />

يبدو واضحاً‏ اأن االإسرتاتيجية التفاوضية االأمريكية ارتكزت على اأسلوب مقايضة<br />

الفلسطينيني حلق العودة مقابل انسحاب اإرسائيل من غزة والضفة الغربية,‏ وتقليص<br />

املستوطنات االإرسائيلية اإىل احلد االأدنى )61( . ورغم تاأييد مقرتحات كلينتون العلنية لقيام دولة<br />

فلسطينية,‏ اإال اأنها اأغفلت طبيعة السيادة التي تتمتع بها هذه الدولة,‏ وصلتها مع املستوطنات<br />

االإرسائيلية املقامة على االأراضي الفلسطينية.‏ لقد نصت املقرتحات على اأن الدولة الفلسطينية<br />

تستطيع ممارسة ‏سيادة ‏شبة كاملة على قطاع غزة,‏ وعلى معظم اأراضى الضفة الغربية,‏ لكن<br />

مع احتفاظ اإرسائيل بسيادة على مستوطناتها الكبرية بعد ‏ضمها اإليها )62( .<br />

وحقيقة االأمر اأن كلينتون يتحمل جزءاً‏ كبرياً‏ من مسوؤولية ما حدث,‏ من تصاعد العنف<br />

املتبادل بني الفلسطينيني واالإرسائيليني يف اأعقاب فشل مفاوضات كامب ديفيد,‏ حتى اأن<br />

الكاتب الربيطاين باتريك ‏سيل ذهب اإىل حد القول اإنه كان باستطاعة الواليات املتحدة<br />

اأن تقوم بدور الوسيط النزيه واملحايد للتوصل اإىل تسوية دائمة وعادلة بني الفلسطينيني<br />

واالإرسائيليني.‏ ولو فعلت اأمريكا ذلك لتجنبت اأحداث اأيلول عام 2001, ولرمبا دخلت<br />

املنطقة يف حقبة من السالم واالزدهار,‏ واأصبح للفلسطينيني دولة مستقلة تلبي طموحاتهم<br />

الوطنية )63( ‏.افتقرت خطوات السالم االأمريكية اإىل االلتزام بالرشعية الدولية,‏ وحاولت وضع<br />

مرجعية خاصة لعملية السالم بدالً‏ من قرارات االأمم املتحدة,‏ كما اأنها تنصلت من املواقف<br />

التقليدية املعلنة حول القدس واملستوطنات والالجئني )64( .


االالجئون الفلسطينيون وحق العودة في السياسات األمريكية:‏<br />

من مبادرات احلرب الباردة إلى مقترحات كلينتون<br />

د.أمين طالل يوسف<br />

خامتة وتوصيات:‏<br />

تعد قضية الالجئني الفلسطينيني من اأكرث القضايا اإشكالية وتعقيداً,‏ الأنها االأكرث<br />

حساسية واالأكرث انفعالية يف السياق الفلسطيني فهي مرتبطة بتهجري ما يقارب مليون<br />

فلسطيني عام 1948 يف اأعقاب النكبة.‏ قامت اإرسائيل منذ وجودها على اأساس فلسفة<br />

اقتالعية واإحاللية,‏ الأنها ‏رشدت مئات االآالف من الفلسطينيني من ديارهم وقراهم,‏ حارمة<br />

اإياهم من ممتلكاتهم واأراضيهم التي هي حاضنتهم الطبيعية واملعنوية والنفسية,استفادت<br />

اإرسائيل من عالقات اليهود خالل فرتة احلرب العاملية الثانية مع القوى الكربى يف تلك<br />

الفرتة خاصة بريطانيا وفرنسا,‏ فربيطانيا هي املسئولة عن تقسيم املرشق العربي،‏ وجعله<br />

مناطق نفوذ لها ولفرنسا من خالل اتفاقية ‏سايكس - بيكو عام 1916, كما اأنها اأصدرت<br />

وعد بلفور عام 1917 اخلاص برضورة اإنشاء وطن قومي لليهود يف فلسطني.‏<br />

بعد احلرب العاملية الثانية,‏ وظهور اأمريكا كقوة رئيسة اأوىل يف السياسة الدولية,‏ عملت<br />

اإرسائيل ومن ورائها اجلالية اليهودية يف اأمريكا على التاأثري يف السياسات االأمريكية املختلفة<br />

املتصلة بالفلسطينيني خصوصاً‏ والعرب عموماً,‏ ‏ساهم اللوبي اليهودي يف اأمريكا يف نرش<br />

‏صورة منطية وسلبية عن الفلسطينيني بني اأوساط الراأي العام االأمريكي,‏ والنخبة السياسية<br />

االأمريكية.‏ منذ ظهور القضية الفلسطينية كقضية ‏سياسية واإنسانية من الدرجة االأوىل,‏ تبنت<br />

اأمريكا مواقف واعتمدت ‏سياسات مناوئة للفلسطينيني وموؤيدة الإرسائيل الأسباب دينية<br />

وعاطفية وجيوسياسية وجيواقتصادية.‏ لذلك كانت السياسات االأمريكية مبجملها دائماً‏ تنظر<br />

للقضية الفلسطينية على اأنها قضية مرشدين ومشتتني خرجوا من ديارهم,‏ وهم بحاجة اإىل<br />

دعم معنوي ومادي حتى يُعاد تاأهيلهم وتوطينهم يف البلدان التي استقروا فيها.‏ ويف تعاطيها<br />

مع قضية الالجئني,‏ تبنت االإدارة االأمريكية املختلفة منذ اأيام هاري ترومان حتى االآن ثالث<br />

اإمكانيات الإيجاد حلول لهذه القضية،‏ وهي:‏ التوطني يف البلدان العربية،‏ والتعويض لالجئني<br />

عما خرسوه اأثناء احلرب,‏ واإعادة تاأهيلهم حتى يكون مبقدورهم اأن يتكيفوا ويتاأقلموا مع<br />

الواقع االجتماعي والسياسي يف البلدان التي يعيشون فيها.‏<br />

قسمت املبادرات الأمريكية املرتبطة بقضية الالجئني الفلسطينيني اإىل قسمني:‏<br />

القسم االأول ظهر يف فرتة احلرب الباردة,‏ اأي يف الفرتة الواقعة ما بني 1990-1950,<br />

وكانت اأغلب املبادرات االأمريكية تنظر اإىل قضية الالجئني باعتبارها قضية اإنسانية من<br />

الدرجة االأوىل،‏ بحيث يتوجب على املجتمع الدويل اأن يساعدهم مادياً‏ من اأجل تسهيل<br />

اندماجهم يف املجتمعات العربية,‏ والتخفيف من معاناتهم.‏ يف هذا السياق دعمت اأمريكا


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

وبقوة اإنشاء وكالة غوث وتشغيل الالجئني الفلسطينيني-‏ االأونروا-‏ وقامت بتاأمني اأكرث من<br />

نصف موازنة الوكالة حتى تستطيع اأن تنفذ مشاريعها االقتصادية واالجتماعية والتنموية<br />

داخل املخيمات.‏ اإن اأغلب املبادرات االأمريكية كانت ‏شكلية تخديرية تهدف اإىل اإعطاء<br />

انطباع حللفائها العرب اأن اأمريكا متمسكة باإيجاد حلول لقضية الالجئني الفلسطينيني,‏<br />

خوفاً‏ من اأن جتنح بعض الدول العربية املعتدلة نحو االحتاد السوفييتي يف لعبة تقسيم<br />

النفوذ بني االأقوياء يف العامل.‏<br />

اأما القسم الثاين من املبادرات فتبنته االإدارات االأمريكية املتتالية يف فرتة ما بعد احلرب<br />

الباردة,‏ اأي بعد انهيار االحتاد السوفييتي عام 1991, وقد اتسمت هذه املبادرات باأنها نتاج<br />

ملراكز اأبحاث ودراسات اأمريكية مقربة من ‏صانع القرار االأمريكي,‏ امتازت هذه الدراسات<br />

واالأبحاث التي اأجريت حول الالجئني الفلسطينيني من منظور اأمريكي باأنها كانت متطابقة<br />

اإىل حد بعيد مع املواقف االإرسائيلية لدرجة اأنها ‏شككت بالرواية الفلسطينية حول التهجري,‏<br />

واعتمدت بدالً‏ من ذلك الرواية االإرسائيلية التي تدعي اأن خروج الفلسطينيني من ديارهم كان<br />

اختيارياً‏ من قبل الفلسطينيني,والنهم ‏ضللوا يف تلك الفرتة من قبل الزعامات العربية.‏<br />

كانت مقرتحات كلينتون يف ‏صيف عام 2000 من اأهم املبادرات التي خرجت اإىل<br />

النور يف تلك الفرتة التي حاولت اإخراج الرصاع الفلسطيني-االإرسائيلي من ماأزق االنسداد<br />

السياسي الذي وصلت اإليه املفاوضات بني الفلسطينيني واالإرسائيليني.‏ ميزة اأفكار<br />

كلينتون بخصوص قضية الالجئني اأنها كانت ‏شكلية وعادية,‏ ومل تخرج عن التصورات<br />

االأمريكية العامة,‏ وحاولت الرتكيز على ‏رضورة توطني الالجئني يف البلدان التي يعيشون<br />

فيها مع اإمكانية عودة اآالف من الالجئني اإىل قراهم واأراضيهم التي هجروا منها من خالل<br />

تفعيل اآلية مل ‏شمل العائالت،‏ على اأن يكون هوؤالء العائدون من كبار العمر,‏ ولهم اأقارب<br />

داخل اإرسائيل.‏ باختصار ميكن القول اإن العودة التي تضمنتها اأفكار كلينتون لالجئني<br />

الفلسطينيني كانت رمزية وشكلية,ال اأكرث وال اأقل.‏<br />

بناء على ما تقدم,‏ ميكن للباحث أن يورد التوصيات اآلتية:‏<br />

. ‎1‎‏رضورة 1 جتميع كل االأدبيات واملصادر االأولية والثانوية كالوثائق،‏ الكتب واملجالت<br />

والدوريات ومواقع االإنرتنت التي تناولت وغطت قضايا متصلة بالالجئني الفلسطينيني,‏<br />

ووضع هذه االأدبيات يف مكتبة وطنية عامة حتى تكون مالذاً‏ للباحثني واخلرباء وطلبة<br />

اجلامعات,‏ ومصدراً‏ ملعلومات بحوثهم.‏


االالجئون الفلسطينيون وحق العودة في السياسات األمريكية:‏<br />

من مبادرات احلرب الباردة إلى مقترحات كلينتون<br />

د.أمين طالل يوسف<br />

‎2‎اإجراء . 2 البحوث والدراسات العلمية واملوضوعية اجلادة التي تبني عالقة اإرسائيل مع<br />

الدول الكربى،‏ وكيف استفاد اليهود من عالقاتهم الدولية املتشعبة مما ‏ساهم يف<br />

النهاية يف ‏ضياع فلسطني,‏ لكي يستفاد من ذلك يف نسج نظرية عالقات دولية واقعية<br />

تبني للعرب وللفلسطينيني دهاليز السياسة الدولية.‏<br />

‎3‎كشف . 3 العالقات الوثيقة بني اللوبي اليهودي واالإدارات االأمريكية املختلفة خاصة اأن<br />

النظام السياسي االأمريكي التعددي يعطي مساحات واسعة للوبيات وجماعات الضغط<br />

التي توؤثر يف عملية ‏صنع القرار يف اأمريكا,‏ هذا مهم الأن اللوبي اليهودي له دور واضح<br />

يف تسيري السياسات االأمريكية حسب العديد من الدراسات احلديثة.‏<br />

‎4‎عمل . 4 ‏رشاكات علمية وفكرية وبحثية بني املفكرين العرب والفلسطينيني من جهة,‏<br />

ونظرائهم االأمريكيني من جهة اأخرى حتى يتم اإنتاج اأعمال فكرية وبحثية تخص<br />

الالجئني الفلسطينيني.‏ ميكن استخدام هذه الرشاكات لتوضيح الصورة الصحيحة حول<br />

اللجوء والشتات,‏ والعطاء معلومات للمفكرين واملهتمني االأمريكيني حول هذه القضية<br />

احلساسة حتى يساعدهم ذلك يف عمل اأبحاث ودراسات بحثية علمية غري متحيزة.‏<br />

‎5‎تدريس . 5 مساقات كاملة حول اللجوء والشتات ومعاناة الالجئني الفلسطينيني واأماكن<br />

تواجدهم,‏ وتشجيع طلبة اجلامعات والدراسات العليا لكتابة اطروحاتهم يف هذا<br />

املوضوع.‏<br />

‎6‎اإعادة . 6 ترتيب مواضيع وقضايا الالجئني بشكل علمي،‏ على اأن تكون جزءاً‏ من املنهاج<br />

الوطني الفلسطيني،‏ وبخاصة العلوم االإنسانية واالجتماعية من اأجل تعليم اجليل<br />

احلايل ظروف هذه املاأساة االإنسانية.‏<br />

‎7‎التمسك . 7 بحق العودة من خالل التمسك بقرار 194 مهما كانت الضغوط واالبتزاز<br />

املمارسة على اجلانب الفلسطيني على طاولة املفاوضات.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

اهلوامش:‏<br />

‎1‎‏سلمان . 1 اأبو ‏ستة,‏ حق العودة مقدس وقانوين وممكن ‏)بريوت:‏ املوؤسسة العربية للنرش<br />

العربية,‏ 2001( ‏ص.‏ 16<br />

, 2 العدد<br />

10 ,2564 ‏شباط ,2002 ‏ص.‏ 24<br />

. ‎2‎‏سلمان اأبو ‏ستة,‏ الالجئون الفلسطينيون بني التوطني والعودة,‏ القدس العربي<br />

‎3‎حممد . 3 عبد العزيز ربيع,‏ احلوار الفلسطيني-‏ االأمريكي الدبلوماسية الرسية واالتصاالت<br />

الفلسطينية-‏ االإرسائيلية,‏ ‏)عمان:‏ دار اجلليل للنرش والدراسات,‏ 1995( ‏ص.‏ 12<br />

‎4‎اسعد . 4 عبد الرحمن , منظمة التحرير الفلسطينية جذورها تاأسيسها ومساراتها ‏)قربص:‏<br />

مركز اأبحاث م.ت.ف,‏ 1987( ‏ص.‏ 30<br />

‎5‎ميخائيل . 5 ‏سليمان)حمرر(‏ فلسطني والسياسة االأمريكية من ويلسون اإيل كلينتون<br />

‏)بريوت:‏ مركز دراسات الوحدة العربية,‏ 1996( ‏ص.‏ 96<br />

‎6‎حممد . 6 ‏شديد,‏ الواليات املتحدة والفلسطينيون بني االستيعاب والتصفية,‏ ترجمة كوكب<br />

الريس ‏)القدس:‏ جمعية الدراسات العربية,‏ 1985( ‏ص.‏ 71-70<br />

Ayman Yousef, U.S Arab Policy 1945-1990: Jewish Lobby as Determining7 .7<br />

Factor, Third Concept, Vol. 12, No. 144, Feb. 1999 p.7-11<br />

‎8‎اإسماعيل . 8 خرض,‏ الثابت واملتغري يف السياسة اخلارجية االأمريكية جتاه القضية<br />

الفلسطينية واملفاوضات الفلسطينية-االإرسائيلية,‏ معهد اإبراهيم اأبو لغد للدراسات<br />

الدولية,‏ 2005, ‏ص.‏ 35 رسالة ماجستري غري منشورة.‏<br />

‎9‎اسعد 9. عبد الرحمن,‏ منظمة التحرير الفلسطينية,‏ وصدر ‏سابق,‏ ‏ص.‏ 118<br />

‎10‎حممد ‏شديد,‏ الواليات املتحدة والفلسطينيون بني االستيعاب والتصفية,‏ مصدر<br />

‏ص.‏ 119<br />

‎1111‎ميخائيل ‏سليمان)حمرر(,‏ مصدر ‏سابق,‏ ‏ص.‏ 337-325<br />

تعترب (AIPAC(( )American-Israeli Public Affairs Committee من اأكرث<br />

املنظمات اليهودية االأمريكية دعما الإرسائيل وتاأثريا على ‏صناع القرار واملرشعني يف<br />

الواليات املتحدة،‏ لدرجة اأن كثريا من الشخصيات القيادية االأمريكية تستشري اأعضاء<br />

اأيباك قبل اتخاذ القرارات احلاسمة.‏<br />

انظر موقع االآيباك:‏ www.aipac.org<br />

10 ‏سابق,‏


االالجئون الفلسطينيون وحق العودة في السياسات األمريكية:‏<br />

من مبادرات احلرب الباردة إلى مقترحات كلينتون<br />

د.أمين طالل يوسف<br />

Edward Said, the End of the Peace Process (New York: Vintage1212<br />

)Books, 2001<br />

Steven Spiegel, the Other Arab- Israeli Conflict, (Chicago: Chicago1313<br />

University Press 1985) p.95-97<br />

‎1414‎حممد ‏شديد,‏ مصدر ‏سابق,‏ ‏ص.‏ 70-71<br />

‎1515‎حمد موعد ‏)حمرر(,‏ الالجئون الفلسطينيون جوهر الرصاع وعقدة التسوية من مدريد<br />

اإىل خارطة الطريق ‏)دمشق:‏ مركز دراسات الغد العربي,‏ 2003( ‏ص.‏ 468<br />

16<br />

Ayman Yousef, Palestine Question and the Superpowers: Study of1717<br />

Dynamics of Cold War Politics (M.S University of Baroda: India, 1995)<br />

16 نفس املصدر السابق<br />

P.79 Ibid,p.791818<br />

‎1919‎حمد موعد,‏ مصدر ‏سابق,‏ ‏ص.‏ 469<br />

‎2020‎منري الهور وطارق املوسى,‏ مشاريع التسوية للقضية الفلسطينية 1985-1947<br />

‏)عمان:‏ دار اجلليل,‏ 1986( ‏ص.‏ 56<br />

‎2121‎املصدر السابق,‏ ‏ص.‏‎60‎<br />

Ayman Yousef, Palestine Question and the Superpowers: A Study of2222<br />

Dynamics of Cold War Politics, P. 82<br />

‎2323‎نواف الزرو,‏ الالجئون الفلسطينيون قضية وطن وشعب ‏)عمان:‏ املوؤسسة العربية<br />

الدولية للنرش,‏ 2000( ‏ص.‏ 119-118<br />

William Quandt, Decade of Decision American Policy Towards2424<br />

Arab-Israeli Conflict 1967-1976, (Berkeley: University of California<br />

Press, 1977)P.82-88<br />

Ibid, p.822525<br />

‎2626‎ميخائيل ‏سليمان ‏)حمرر(,‏ مصدر ‏سابق,ص.‏ 194<br />

‎2727‎منري الهور وطارق املوسى,‏ مصدر ‏سابق,ص.‏ 121-120<br />

‎2828‎حمد موعد,‏ ‏)حمرر(,‏ مصدر ‏سابق.‏ ‏ص.‏ 471<br />

Seymour Hersh, the Price of Power (New York: Summit Books,1983)2929<br />

PP.214-220<br />

‎3030‎نواف الزرو,‏ مصدر ‏سابق,‏ ‏ص.‏ 121


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

‎3131‎عدنان الهياجنة,‏ مستقبل فلسطينيي الشتات:‏ اأسس التعامل مع االأطروحات الدولية<br />

وقواعده,‏ جملة العلوم االجتماعية,‏ جملد 31, عدد 2002, 4, ‏ص.‏ 844<br />

Julian Peck, Reagan Administration and the Palestine Question of3232<br />

Palestine(Washington: Institute for Palestine Studies 1984) P.15-16<br />

‎3333‎عمر مصاحلة,‏ السالم املوعود,‏ الفلسطينيون بني النزاع والتسوية ‏)ترجمة(‏ وديع<br />

اسطفان ‏)بريوت:‏ دار الساقي,‏ 1994( ‏ص.‏ 203<br />

34 نفس املصدر السابق<br />

‎35‎ماهر الرشيف,‏ البحث عن كيان,‏ ‏)قربص:‏ مركز االأبحاث والدراسات االشرتاكية<br />

العامل العربي,‏ 1995( ‏ص.‏ 257<br />

34<br />

35 يف<br />

39<br />

‎3636‎هارولد ‏ساوندروز,‏ اجلدران االأخرى,‏ ‏سياسة عملية السالم ‏)ترجمة(‏ حسني عبد الفتاح<br />

‏)واشنطن:‏ معهد املشاريع االأمريكي للدراسات العملية السياسية واالجتماعية,‏ 1985(<br />

‏ص.‏ 257<br />

‎3737‎حمد موعد ‏)حمرر(,‏ مصدر ‏سابق,‏ ‏ص.‏‎472‎<br />

‎3838‎عدنان الهياجنه,‏ مصدر ‏سابق,‏ ‏ص.‏‎844‎<br />

39 برهان الدجاين,‏ مفاوضات السالم,‏ املسار واخليارات واالحتماالت,‏ ‏)بريوت:‏ موؤسسة<br />

الدراسات الفلسطينية,‏ 1998( ‏ص.‏ 29<br />

‎4040‎جواد احلمد,‏ مستقبل السالم يف الرشق االأوسط,‏ ‏)عمان:‏ املوؤسسة املتحدة للدراسات<br />

والبحوث,‏ 1994( ‏ص.‏ 7<br />

‎4141‎اإسماعيل خرض,‏ مصدر ‏سابق,‏ ‏ص.‏ 12<br />

‎4242‎نعوم تشومسكي,‏ الواليات املتحدة ومساألة الالجئني,‏ نصري عاروري ‏)حترير(,‏<br />

الالجئون الفلسطينيون حق العودة ‏)بريوت:‏ مركز دراسات الوحدة العربية,‏ 2000(<br />

‏ص.‏ 149-135<br />

‎4343‎‏سليم متاري,‏ مستقبل الالجئني الفلسطينيني,‏ اأعمال جلنة الالجئني يف املفاوضات املتعددة<br />

االأطراف واللجنة الرباعية,‏ ‏)بريوت:‏ موؤسسة الدراسات الفلسطينية,‏ 1996( ‏ص.‏ 41<br />

‎4444‎املصدر السابق,‏ ‏ص.‏ 42<br />

‎4545‎املصدر السابق,‏ ‏ص.‏ 47<br />

‎4646‎اإيليا زريق,‏ الالجئون الفلسطينيون والعملية السلمية,‏ ‏)بريوت:‏ موؤسسة الدراسات<br />

الفلسطينية,‏ 1997( ‏ص.‏ 162-160


االالجئون الفلسطينيون وحق العودة في السياسات األمريكية:‏<br />

من مبادرات احلرب الباردة إلى مقترحات كلينتون<br />

د.أمين طالل يوسف<br />

60<br />

‎4747‎عدنان الهياجنة,‏ مصدر ‏سابق,‏ ‏ص.‏ 846<br />

‎4848‎حمد موعد,‏ مصدر ‏سابق,‏ ‏ص,‏ 476-475<br />

‎4949‎جملة اآفاق,‏ اأكادميية املستقبل للتفكري االإبداعي,‏ العدد الثالث,‏ ربيع 1999, ‏ص.‏‎233‎<br />

‎5050‎حمد موعد)حمرر(,‏ مصدر ‏سابق,‏ ‏ص.‏ 478<br />

‎5151‎طاهر ‏شاش,‏ مفاوضات التسوية النهائية والدولة الفلسطينية االآمال والتحديات,‏<br />

‏)القاهرة:‏ دار الرشوق,‏ 1999( ‏ص,‏ 68<br />

‎5252‎جيمس بيكر,‏ مذكرات جيمس بيكر ‏سياسة الدبلوماسية ‏)ترجمة(‏ جمدي ‏رشرش ‏)القاهرة:‏<br />

مكتبة مدبويل,‏ 1999( ‏ص.‏ 428<br />

‎5353‎طاهر ‏شاش,‏ مصدر ‏سابق,‏ ‏ص.‏ 68<br />

‎5454‎دنيس روس,‏ السالم املفقود,‏ جريدة االأيام,‏ العدد 3133, السنة التاسعة,‏ 2004-10-11<br />

‎5555‎حمد موعد ‏)حمرر(,‏ مصدر ‏سابق,‏ ‏ص.‏ 482<br />

‎5656‎دنيس روس,‏ السالم املفقود,‏ جريدة االأيام,‏ العدد,‏ 2004-10-13 136,<br />

‎5757‎انظر مقرتحات كلينتون على:‏<br />

http://www.aljazeera.net/news/arabic/2001/1/8-8html.<br />

‎5858‎انظر حممد ‏شديد,‏ الواليات املتحدة والفلسطينيون,‏ مصدر ‏سابق,‏ ‏ص.‏ 283-280<br />

‎5959‎انظر مقرتحات كلينتون على موقع اجلزيرة,‏ مصدر ‏سابق<br />

60 نفس املصدر السابق<br />

‎6161‎نفس املصدر السابق<br />

‎6262‎جريدة االأيام,‏ العدد 3030, السنة التاسعة 2004-6-20<br />

‎6363‎مروان بشارة,‏ فلسطني/اإرسائيل ‏سالم اأم نظام عنرصي ‏)ترجمة(‏ وسيم وجدي<br />

‏)القاهرة:‏ مركز القاهرة لدراسات حقوق االإنسان,‏ 2001( ‏ص.‏‎9‎


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

‎1‎اأبو . 1 ‏ستة,‏ ‏سلمان )2002( الالجئون الفلسطينيون بني التوطني والعودة,‏ القدس العربي,‏<br />

العدد 10 2564, ‏شباط.‏<br />

‎2‎اأبو . 2 ‏ستة,‏ ‏سلمان )2002( حق العودة مقدس وقانوين وممكن بريوت:‏ املوؤسسة العربية<br />

للنرش العربية.‏<br />

‎3‎بشارة,‏ . 3 مروان )2001( فلسطني/اإرسائيل ‏سالم اأم نظام عنرصي ‏)ترجمة(‏ وسيم<br />

وجدي القاهرة:‏ مركز القاهرة لدراسات حقوق االإنسان.‏<br />

‎4‎بيكر,‏ . 4 جيمس )1999( مذكرات جيمس بيكر ‏سياسة الدبلوماسية ‏)ترجمة(‏ جمدي<br />

‏رشرش القاهرة:‏ مكتبة مدبويل.‏<br />

‎5‎تشومسكي,‏ . 5 نعوم )2000( الواليات املتحدة ومساألة الالجئني,‏ نصري عاروري ‏)حترير(,‏<br />

الالجئون الفلسطينيون حق العودة,‏ بريوت:‏ مركز دراسات الوحدة العربية,‏ 0<br />

‎6‎متاري,‏ . 6 ‏سليم )1996 ) مستقبل الالجئني الفلسطينيني,‏ اأعمال جلنة الالجئني يف املفاوضات<br />

املتعددة االأطراف واللجنة الرباعية,‏ بريوت:‏ موؤسسة الدراسات الفلسطينية.‏<br />

‎7‎احلمد,‏ . 7 جواد )1994( مستقبل السالم يف الرشق االأوسط,‏ عمان:‏ املوؤسسة املتحدة<br />

للدراسات والبحوث.‏<br />

‎8‎جريدة . 8 االأيام )2004(, العدد , 3030 السنة التاسعة.‏<br />

‎9‎خرض,‏ . 9 اإسماعيل )2005 ) الثابت واملتغري يف السياسة اخلارجية االأمريكية جتاه<br />

القضية الفلسطينية واملفاوضات الفلسطينية-االإرسائيلية,‏ معهد اإبراهيم اأبو لغد<br />

للدراسات الدولية,‏ رسالة ماجستري غري منشورة.‏<br />

‎1010‎الدجاين,‏ برهان )1998( مفاوضات السالم,‏ املسار واخليارات واالحتماالت,‏ بريوت:‏<br />

موؤسسة الدراسات الفلسطينية.‏<br />

‎1111‎روس,‏ دينس السالم املفقود,‏ )2004( جريدة االأيام,‏ العدد,.‏‎136‎ , السنة التاسعة<br />

‎1212‎روس,‏ دينس السالم املفقود,‏ )2004( جريدة االأيام,‏ العدد , 3133 السنة التاسعة.‏<br />

‎1313‎الزرو,‏ نواف )2000 ) الالجئون الفلسطينيون قضية وطن وشعب عمان:‏ املوؤسسة<br />

العربية الدولية للنرش.‏<br />

‎1414‎زريق,‏ اإيليا )1997( الالجئون الفلسطينيون والعملية السلمية,‏ بريوت:‏ موؤسسة


االالجئون الفلسطينيون وحق العودة في السياسات األمريكية:‏<br />

من مبادرات احلرب الباردة إلى مقترحات كلينتون<br />

د.أمين طالل يوسف<br />

الدراسات الفلسطينية.‏<br />

‎1515‎‏ساوندروز,‏ هارولد )1985( اجلدران االأخرى,‏ ‏سياسة عملية السالم ‏)ترجمة(‏ حسني عبد<br />

الفتاح,‏ واشنطن:‏ معهد املشاريع االأمريكي للدراسات العملية السياسية واالجتماعية.‏<br />

‎1616‎‏سليمان,‏ ميخائيل )1996( فلسطني والسياسة االأمريكية من ويلسون اإيل كلينتون<br />

بريوت:‏ مركز دراسات الوحدة العربية ‏)حترير(.‏<br />

‎1717‎‏شاش,‏ طاهر)‏‎1999‎‏(‏ مفاوضات التسوية النهائية والدولة الفلسطينية االآمال<br />

والتحديات,‏ القاهرة:‏ دار الرشوق الدولية.‏<br />

18 18 ‏شديد,‏ حممد )1985 ) الواليات املتحدة والفلسطينيون بني االستيعاب والتصفية,‏<br />

ترجمة كوكب الريس,‏ القدس:‏ جمعية الدراسات العربية.‏<br />

‎1919‎الرشيف,‏ ماهر )1995( البحث عن كيان,‏ قربص:‏ مركز االأبحاث والدراسات االشرتاكية<br />

يف العامل العربي.‏<br />

‎2020‎عبد الرحمن,‏ اسعد )1987 ) منظمة التحرير الفلسطينية جذورها تاأسيسها ومساراتها<br />

قربص:‏ مركز اأبحاث م.ت.ف.‏<br />

‎2121‎عبد العزيز ربيع,‏ حممد )1995( احلوار الفلسطيني-‏ االأمريكي الدبلوماسية الرسية<br />

واالتصاالت الفلسطينية-‏ االإرسائيلية عمان:‏ دار اجلليل للنرش والدراسات.‏<br />

‎2222‎جملة اآفاق )1999(, اأكادميية املستقبل للتفكري االإبداعي , العدد الثالث.‏<br />

‎2323‎مصاحلة,‏ عمر )1994( السالم املوعود,‏ الفلسطينيون بني النزاع والتسوية ‏)ترجمة(‏<br />

وديع اسطفان,‏ بريوت:‏ دار الساقي.‏<br />

‎2424‎موعد,‏ حمد )2003 ) الالجئون الفلسطينيون جوهر الرصاع وعقدة التسوية من مدريد<br />

اإىل خارطة الطريق دمشق:‏ مركز دراسات الغد العربي.‏<br />

‎2525‎الهور,‏ منري وطارق املوسى )1986( مشاريع التسوية للقضية الفلسطينية 1947-<br />

1985 عمان:‏ دار اجلليل.‏<br />

26 االأطروحات<br />

‎26‎الهياجنة,‏ عدنان )2002( مستقبل فلسطينيي الشتات:‏ اأسس التعامل مع<br />

الدولية وقواعده,‏ جملة العلوم االجتماعية,‏ جملد 31, عدد 4.


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

املصادر االجنبية:‏<br />

1. Hersh, Seymour (1983), the Price of Power, New York: Summit Books.<br />

2. Quandt, William, (1977) Decade of Decisions American Policy Towards<br />

Arab- Israeli Conflict 1967-1976, Berkeley: University of California<br />

press.<br />

3. Peck, Julian (1984) Reagan Administration and the Palestine Question,<br />

Washington: Institute for Palestine Studies.<br />

4. Said, Edward (2001) the End of the Peace Process, New York: Vintage<br />

Books.<br />

5. Spiegel, Steven (1985) the Other Arab- Israeli Conflict, Chicago: Chicago<br />

University Press.<br />

6. Yousef, Ayman (1999) U.S Arab policy 1945-1990: Jewish Lobby as<br />

Determining Factor, Third Concept, Vol.12, No.144.<br />

7. Yousef, Ayman (1995) Palestine Question and the Superpowers: A<br />

Study of the Dynamics of the Cold war Politics, Baroda: M.S. University<br />

of Baroda.<br />

8. Internet websites<br />

9. www.aipac.org<br />

10. http://www.aljazeera.net/news/arabic/2001/1/8-8html


االالجئون الفلسطينيون وحق العودة في السياسات األمريكية:‏<br />

من مبادرات احلرب الباردة إلى مقترحات كلينتون<br />

د.أمين طالل يوسف


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

مقاومة املوظفني للتغيري التنظيمي يف<br />

الوزارات الفلسطينية يف قطاع غزة<br />

د.خليل حجاج*‏


مقاومة املوظفني للتغيير التنظيمي في الوزارات الفلسطينية في قطاع غزة<br />

د.خليل حجاج<br />

امللخص:‏<br />

هدفت هذه الدراسة اإىل معرفة اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري يف الوزارات<br />

الفلسطينية،‏ كما هدفت اإىل التعرف اإىل االأساليب االإدارية املختلفة التي تتبعها االإدارة يف<br />

التغلب على مقاومة التغيري،‏ و معرفة اأثر اختالف الوزارة على اأسباب مقاومة املوظفني<br />

للتغيري،‏ و حتديد تاأثري العوامل الدميغرافية على اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري.‏<br />

وقد تكون جمتمع الدراسة من جميع مديري ومديرات الوزارات الفلسطينية بقطاع<br />

غزة،‏ وتشكلت عينة الدراسة من‎400‎ مدير ومديرة،‏ واستخدمت االستبانة للحصول على<br />

بيانات الدراسة.‏<br />

ويف حتليل هذه الدراسة استخدمت التكرارات والنسب املئوية واملتوسطات احلسابية<br />

وحتليل التباين االأحادي،‏ كما استخدم اختبار T ومعامل ارتباط بريسون ولوحة االنتشار<br />

و اختبار .LSD<br />

النتائج والتوصيات:‏<br />

‎1‎حيث . 1 اأظهرت النتائج اأن اأهم اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري التنظيمي يف كل من<br />

وزارة املالية والداخلية والشئون االجتماعية هو فرض التغيري بالقوة؛ لذا يوصي<br />

الباحث مبشاركة العاملني يف عملية تخطيط وتنفيذ برامج التغيري،‏ واالبتعاد عن<br />

االأساليب الدكتاتورية يف تطبيق التغيري.‏<br />

‎2‎اأظهرت . 2 النتائج اأن اأهم اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري التنظيمي يف كل من وزارة<br />

الشباب والرياضة واالتصاالت هو اخلوف من فقدان املكافئات؛ لذي يوصي الباحث<br />

مبكافاأة املطبقني خلطط التغيري واالهتمام مبوضوع االأجر واملكافئات بشكل عام.‏<br />

‎3‎اأظهرت . 3 النتائج اأن اأهم اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري التنظيمي يف وزارة الزراعة هو<br />

جتاهل اجلوانب االإنسانية؛ لذا يوصي الباحث باالهتمام بالعنرص االإنساين داخل هذه<br />

الوزارة ومراعاة ‏شعور العاملني عند تطبيق التغيري.‏<br />

‎4‎اأظهرت . 4 النتائج اأن اأهم اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري التنظيمي يف وزارة االإسكان<br />

هو الوقت غري املالئم.‏<br />

‎5‎للتغيري؛ . 5 لذا يوصي الباحث برشح خطة التغيري،‏ وحتديد موعد البدء واالنتهاء،‏ مبشاركة<br />

املنفذين للتغيري.‏<br />

‎6‎يوصي . 6 الباحث اإجراء دراسات مماثلة للتاأكد من اأن االأسباب التي توصل اإليها هي التي<br />

تقف خلف مقاومة املوظفني للتغيري التنظيم.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

Abstract<br />

This study aims at identifying the reasons for the employees’ resistance<br />

against the organizational changes in the Palestinian ministries. The study<br />

has also focused on the different administrative steps the administration followed<br />

in order to overcome this resistance to change; In addition, the study<br />

has attempted to identify the demographic factors that have lead to this resistance.<br />

The population of the study consisted of 400 people; all of them are<br />

directors in the Palestinians Ministries in the Gaza strip. A questionnaire<br />

has been used to collect data. In the study analysis, frequency, percentage,<br />

means and one way ANOVA T. test, person correlation scatter plot and<br />

LSD test were all used.<br />

Results and Recommendations:<br />

1. Results have shown that the reason for the employees’ resistance<br />

against organizational change at Ministry of Finance and Ministry of<br />

Interior and Social Affairs is imposing the change by force.There fore,<br />

the researcher recommends that employees participate in planning and<br />

executing the change program process and that administrations should<br />

avoid using the dictatorial system in applying the change.<br />

2. Results have shown that the reason for employees resistance against<br />

organizational change at Ministry of Youth and Sport and Ministry of<br />

Communication is the fear of losing reward, Hence, the researcher recommends<br />

that the employees on whom the change plans will be applied<br />

should be rewarded, and their salaries and rewards should be modilied.<br />

3. Results have shown that the reason for employee’ resistance aginst organizational<br />

change at Ministry of Agriculture is ignoring the human<br />

aspects Thus, researcher recommends that human aspect inside the<br />

Ministry should be regarded and the employees’ feeling when applying<br />

the change should also be taken care of.


مقاومة املوظفني للتغيير التنظيمي في الوزارات الفلسطينية في قطاع غزة<br />

د.خليل حجاج<br />

4. Results have shown that the reason for employees’ resistance against organizational<br />

change at Ministry of Housing is the inconvenient time for<br />

change. So THE researcher recommends that the change plan should<br />

be explained AT the beginning and ending time should be confirmed in<br />

participation with the change executers.<br />

5. The researcher recommends FARTHER studies to verify the reasons<br />

the researcher got which stand behind employees’ resistance AGAINST<br />

organizational change.


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

مقدمة:‏<br />

تعيش املنظمات على الدوام يف ظل بيئة:‏ اقتصادية،‏ وسياسية،‏ واجتماعية،‏ وتقنية<br />

متغرية،‏ وهي تشهد تغريات ملموسة بسبب البيئة الداخلية التي تعيشها،‏ وتتفاوت درجة<br />

التغيري من منظمة الأخرى،‏ ويتفاوت مدى التغيري يف بيئتها،‏ ومقدرتها علي االستجابة لهذا<br />

التغيري،‏ وقد يكون هذا التغيري ‏صدفة،‏ وقد يكون نتيجة جهد منظم خمطط له.‏<br />

وتنبع اأهمية التغيري من اأن كثريا من االأساليب االإدارية واالأهداف واالإجراءات<br />

والسياسات والربامج حتتاج اإيل تعديل،‏ حتى تتما ‏شى مع متطلبات التجديد،‏ والتوجه نحو<br />

وضع اإداري اأفضل يحسن استغالل املوارد البرشية،‏ واملادية،‏ املتاحة.فما ميكن مالحظته<br />

اليوم التنافس الكبري بني املنظمات،‏ لتحقيق االأهداف املطلوبة مما اأدى اإيل حركة مستمرة<br />

للتغيري والتطوير،‏ وعلى الرغم من ذلك يواجه التغيري مقاومة كبرية يف تنفيذه،‏ واإذا كان<br />

رفضه يستند اإىل اأساس منطقي،‏ فاإنه يف اأحيان اأخرى يقاوم على اأسس غري منطقية،‏ وال<br />

‏شك يف اأن هذه الظاهرة حتتاج اإىل بحث؛للوقوف على اأسبابها،‏ وطرق عالجها،‏ وهو ما<br />

ميثل حمور االهتمام لهذه الدراسة.‏<br />

اإن الوزارات الفلسطينية كسائر املوؤسسات االأخرى يف املجتمع الفلسطيني،‏ تعيش يف<br />

بيئة ‏سياسية واقتصادية واجتماعية غري مستقرة تضعها اأمام حتديات كبرية ومتنوعة،‏<br />

والبد من وجود اإدارة تتسم بالقدرة والكفاءة تستطيع العمل يف ظلها،‏ وميكنها من استيعاب<br />

هذه التحديات.‏<br />

وينقسم هذا البحث اإىل اأقسام عدة:يشتمل القسم االأول على هيكلية البحث،اأما القسم<br />

الثاين فيستعرض اأهم الدراسات السابقة،‏ اأما القسم الثالث فيتناول الدراسة امليدانية،‏ بينما<br />

يتضمن القسم الرابع حتليل النتائج واستخالص التوصيات.‏<br />

مشكلة البحث:‏<br />

تتمثل مشكلة البحث يف مقاومة املوظفني للتغيري التنظيمي يف الوزارات الفلسطينية،‏<br />

وقد تتخذ عمليات مقاومة التغيري اأشكاالً‏ خمتلفة مثل:‏ تخفيض مستوى االإنتاجية والبطء<br />

يف العمل والرصاعات داخل العمل،‏ وميكن اأن تاأخذ مقاومة التغيري ‏شكل املعارضة احلادة


مقاومة املوظفني للتغيير التنظيمي في الوزارات الفلسطينية في قطاع غزة<br />

د.خليل حجاج<br />

لفكرة معينة،‏ وعدم التعاون اأو عدم حضور االجتماعات والصمت،‏ وعدم التفاعل وحجب<br />

املعلومات،‏ وتاأخري وصولها،‏ واستخدام الصوت املرتفع واإشارات اليد واالنتقادات واجلدال<br />

والتهديد،‏ وكل ذلك يكلف الوزارات احلكومية وغريها كثرياً‏ من اجلهد والوقت واملال،‏ وبالتايل<br />

يستوجب معرفة اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري للوصول اإىل اأنسب احللول للحد من هذه<br />

الظاهرة.‏<br />

وميكن تلخيص مشكلة البحث بالأسئلة الآتية:‏<br />

‎1‎هل . 1 هناك عالقة ذات داللة اإحصائية بني االأساليب االإدارية يف التغلب على مقاومة<br />

التغيري،‏ وبني اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري ؟<br />

‎2‎هل . 2 تختلف اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري باختالف الوزارة التي يطبق فيها التغيري؟<br />

‎3‎هل . 3 توجد فروق ذات داللة اإحصائية يف اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري تعزى للمتغريات<br />

الدميوغرافية؟<br />

‎4‎هل 4. تختلف االأهمية النسبية الأسباب ظاهرة مقاومة التغيري يف الوزارات الفلسطينية.‏<br />

فرضيات البحث:‏<br />

1 . 1 هناك عالقة عكسية ذات داللة اإحصائية عند مستوي 0.05 بني االأساليب االإدارية يف<br />

التغلب على مقاومة التغيري،‏ وبني اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري.‏<br />

‎2‎تختلف . 2 اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري باختالف الوزارة التي يطبق فيها التغيري.‏<br />

‎3‎توجد 3. فروق ذات داللة اإحصائية يف اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري تعزى للمتغريات<br />

الدميغرافية.‏<br />

‎4‎تختلف . 4 االأهمية النسبية الأسباب ظاهرة مقاومة التغيري يف الوزارات الفلسطينية.‏<br />

أهداف الدراسة:‏<br />

‎1‎التعرف . 1 اإىل اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري يف الوزارات الفلسطينية.‏<br />

‎2‎التعرف . 2 اإىل االأساليب االإدارية املختلفة التي تتبعها االإدارة يف التغلب على مقاومة<br />

التغيري.‏<br />

‎3‎معرفة . 3 اأثر اختالف الوزارة على اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري.‏<br />

‎4‎حتديد . 4 تاأثري العوامل الدميغرافية على اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري.‏<br />

‎5‎التوصل . 5 اإىل جمموعة من التوصيات التي تسهم يف التغلب على مقاومة املوظفني للتغيري<br />

اأو احلد منها.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

أهمية البحث:‏<br />

‎1‎يعد . 1 موضوع التغيري من اأهم املوضوعات يف العرص احلايل.‏<br />

. ‎2‎يخدم موضوع البحث نطاق عمل<br />

‎3‎ميثل . 3 هذا البحث اإضافة للمكتبة العربية،‏ اإذ اإن هناك حمدودية يف االأبحاث التي تناولت<br />

هذا املوضوع.‏<br />

‎4‎يساعد . 4 هذا البحث يف معرفة اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري وطرق عالجها.‏<br />

. ‎5‎التعرف اإىل اأهم الطرق التي توؤدي اإىل التغلب على مقاومة املوظفني<br />

‎6‎التوصل . 6 اإىل جمموعة من التوصيات تعود بالفائدة على املسئولني يف الوزارات<br />

الفلسطينية.‏<br />

2 الباحث.‏<br />

5 للتغيري.‏<br />

منهج الدراسة:‏<br />

استخدم الباحث املنهج الوصفي التحليلي لوصف الظاهرة ‏)موضوع البحث(،‏<br />

من خالل جمع البيانات واملعلومات من عينة الدراسة واملراجع والدوريات واالأبحاث<br />

والدراسات،‏ وحتليل هذه املعلومات والبيانات للوصول اإىل النتائج املرغوبة.‏<br />

حدود الدراسة:‏<br />

اقترصت هذه الدراسة علي ثماين وزارات فلسطينية يف قطاع غزة دون االنتقال اإىل<br />

الضفة الغربية،وذلك بسب ‏صعوبة التنقل التي تفرضها ‏سلطات االحتالل االإرسائيلي.‏<br />

اقترصت هذه الدراسة على عينة مكونة من املديرين الذين يعملون يف الوزارات<br />

الفلسطينية بلغ حجمها ‎400‎مدير.‏<br />

اأجريت الدراسة امليدانية يف العام 2007.<br />

مصادر احلصول على املعلومات:‏<br />

اأولً‏ املصادر الثانوية:‏<br />

ومتثلت يف الكتب واملراجع العربية واالأجنبية واملقاالت والدوريات واالإنرتنت<br />

وغريها من مصادر املعلومات التي تناولت موضوع البحث.‏<br />

ثانياً‏ املصادر الأولية:‏<br />

استخدم الباحث جلمع املعلومات االأولية استبانة،‏ وزعت على عينة من املديرين يف<br />

الوزارات الفلسطينية يف قطاع غزة.‏


مقاومة املوظفني للتغيير التنظيمي في الوزارات الفلسطينية في قطاع غزة<br />

د.خليل حجاج<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

عينة الدراسة:‏<br />

بالنسبة لعينة الدراسة فقد اختريت ‏سبع وزارات من الوزارات الفلسطينية بطريقة<br />

عشوائية هي:‏ وزارة املالية،‏ والصحة،‏ واالتصاالت،‏ والداخلية،‏ والشئون االجتماعية،‏<br />

واالإسكان،‏ والزراعة.واختري من كل وزارة بشكل عشوائي نسبى عدد من املديرين،‏ وكان<br />

العدد النهائي الأفراد العينة ‎400‎مدير وزعت عليهم االستبانات يدوياً،‏ وبلغ عدد املستجيبني<br />

341، فاأصبح عدد االستبانات الصاحلة للتحليل 341 استبانة.‏<br />

أداة الدراسة:‏<br />

قام الباحث باإعداد استبانة مقاومة املوظفني للتغيري التنظيمي يف الوزارات<br />

الفلسطينية واتبع الباحث اخلطوات االآتية لبناء االستبانة:‏<br />

االطالع على عدد من الدراسات السابقة التي لها ‏صلة مبوضوع الدراسة.‏<br />

االستعانة براأي عدد من اأساتذة اجلامعات واملتخصصني يف حتديد فقرات االستبانة.‏<br />

اإجراء عدد من املقابالت مع بعض املديرين يف الوزارات الفلسطينية لتحديد فقرات<br />

االستبانة.‏<br />

عرض فقرات االستبانة على جمموعة من املحكمني من اأعضاء هيئة التدريس<br />

باجلامعات الفلسطينية،‏ حيث عُ‏ دلت بعض الفقرات،‏ وحُ‏ ذف بعضها االآخر حتى اأصبحت<br />

يف ‏صورتها النهائية.‏<br />

استخدم الباحث مقياس ليكرت اخلماسي،‏ حيث تنحرص االإجابة املستخدمة يف<br />

االأسئلة املصممة على هيئة مصفوفة على النحو االآتي:‏<br />

وتاأخذ 5 درجات.‏<br />

موافق بشدة وتاأخذ 4 درجات.‏<br />

موافق وتاأخذ‎3‎ درجات.‏<br />

موافق بدرجة متوسطة وتاأخذ درجتني.‏<br />

غري موافق وتاأخذ درجة واحدة.‏<br />

غري موافق بشدة وبذلك فاإن درجة كل عبارة ترتاوح بني 5-1، وبذلك جرى التعامل مع االإجابات رقمياً.‏<br />

اشتملت استبانة الدراسة على ثالث جمموعات،‏ تناولت املجموعة االأوىل معلومات<br />

دميغرافية اأولية عن اأفراد العينة مثل املستوى التعليمي واجلنس وسنوات اخلدمة والعمر


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

واحلالة االجتماعية.‏ واشتملت املجموعة الثانية من االستبانة علي جمموعة من االأسئلة<br />

متعلقة باأسباب مقاومة املوظفني للتغيري.‏ اأما املجموعة الثالثة من االستبانة فتتضمن اأسئلة<br />

عن االأساليب االإدارية يف التغلب على مقاومة املوظفني للتغيري.‏<br />

وقد فُ‏ حص ‏صدق االستبانة عن طريق اإعادة االختبار،‏ كما فُ‏ حص الثبات لبنود<br />

االستبانة من خالل استخدام معامل ارتباط بريسون،‏ وسوف يُعرض هذا التحليل الحقاً.‏<br />

تعريف التغيري التنظيمي<br />

هو اإجراء اأي تعديالت يف عنارص العمل التنظيمي كاأهداف االإدارة وسياستها<br />

واأساليبها،يف حماوله حلل مشاكالت التنظيم اأو الإيجاد اأوضاع تنظيمية اأفضل واأقوى<br />

واأكرث كفاءة،اأو الإيجاد توافق اأكرب بني وضع التنظيم،‏ واأي ظروف بيئية جديدة من حوله.‏<br />

‏)حلواين،‏ ‎1995‎‏،ص ‏ص‎70-45‎‏(.‏<br />

وعرف التغيري التنظيمي باأنه:‏ تخطيط اجلهود لزيادة الكفاءة التنظيمية من خالل<br />

دراسة ‏سلوك االأفراد يف التنظيم.‏ )392.p )Megginson, ,1989<br />

وتعرف اأميمة الدهان التغيري التنظيمي باأنه:‏ تغيري يف وسائل االإنتاج والهيكل<br />

التنظيمي ونظام االتصال واأساليب الرقابة وغريها ‏)الدهان،‏ 1992، ‏ص‎161‎‏(.‏<br />

تعريف مقاومة التغيري:‏<br />

تعرف مقاومة التغيري باأنها:‏ عبارة عن عدم القدرة على قبول التغيري الذي يهدد<br />

مصالح االأفراد.‏ p.599,2001( .)David and Andrzej<br />

وتعرف كذلك باأنها:‏ اأي اجتاه اأو ‏سلوك يعوق حتقيق االأهداف التنظيمية )1999 .)Chawla,<br />

أسباب مقاومة التغيري:‏<br />

هناك اأسباب عدة ملقاومة التغيري نذكر منها علي ‏سبيل املثال:‏<br />

‏•عدم الشعور باالأمان و الشعور باخلطر واخلوف من التغيري مع تغيري الروتني القائم.‏<br />

‏•اخلوف من عدم القدرة على تنفيذ التغيري.‏<br />

‏•عدم الشعور بفوائد التغيري وزيادة عبء العمل نتيجة للتغيري.‏<br />

اخلوف على العالقات االجتماعية.‏<br />

اخلوف من فقدان السلطة.‏<br />

عدم فهم التغيري وعدم القدرة على تنفيذه.‏<br />

•<br />

•<br />

•<br />

• •<br />

• •<br />

• •


مقاومة املوظفني للتغيير التنظيمي في الوزارات الفلسطينية في قطاع غزة<br />

د.خليل حجاج<br />

•<br />

• •<br />

•<br />

‏•عدم الثقة بربامج التغيري واالعتقاد بعدم جدوى التغيري.‏<br />

عدم واقعية برامج التغيري.‏<br />

‏•اخلوف من فقدان املكافاآت.‏<br />

أساليب التعامل مع ظاهرة مقاومة التغيري:‏<br />

‏•اإجراء اتصاالت مع املوظفني لرشح عملية التغيري.‏<br />

‏•العمل من خالل القادة غري الرسميني لتطبيق التغيري.‏<br />

دعم االإدارة العليا لربامج التغيري.‏<br />

‏•مشاركة املوظفني يف عملية التغيري.‏<br />

‏•توزيع املكافاآت على كل من يطبق خطط التغيري.‏<br />

توفري املوارد املادية والبرشية لعملية التغيري.‏<br />

•<br />

•<br />

• •<br />

•<br />

•<br />

• •<br />

األسباب الدافعة للتغيري:‏<br />

ونذكر منها على ‏سبيل املثال:‏<br />

‏•زيادة حدة املنافسة يف السوق.‏<br />

التغيري يف اأساليب العمل.‏<br />

‏•تطور االآالت وتقادم السلع واخلدمات.‏<br />

التغيري يف القوانني والظروف السياسية واالجتماعية واالقتصادية.‏<br />

•<br />

• •<br />

•<br />

• •<br />

ويصنف الباحث أسباب التغيري إىل جمموعتني هما:‏<br />

اأولً‏ القوى واملسببات الداخلية:‏<br />

ونذكر منها على ‏سبيل املثال:‏<br />

• ‏رشاء اأجهزة حديثة.‏<br />

انخفاض الروح املعنوية للعاملني.‏<br />

• زيادة الدوران الوظيفي.‏<br />

‏•تدين االأرباح.‏<br />

دمج املنظمة مع منظمات اأخرى.‏<br />

‏•تغيري خطط املنظمة.‏<br />

•<br />


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

•<br />

‏•كرثة املشاكالت بني االإدارة والعمال.‏<br />

• زيادة حاجات العاملني ومتطلباتهم.‏<br />

ثانياً:‏ القوى واملسببات اخلارجية:‏<br />

ونذكر منها على ‏سبيل املثال:‏<br />

التغيري يف السياسات والقوانني،‏ وبخاصة قوانني العمل والعمال.‏<br />

• املنافسة بني املنظمات.‏<br />

‏•الضغوط الناشئة عن النقابات.‏<br />

تطور املعرفة االإنسانية يف جميع املجاالت.‏<br />

‏•التغيري يف اأسعار املواد اخلام.‏<br />

تقادم بعض املنتجات.‏<br />

‏•املسئولية االجتماعية للمنظمات.‏<br />

•<br />

• •<br />

•<br />

• •<br />

أنواع التغيري التنظيمي:‏<br />

يرى الباحث اأن هناك اأنواعاً‏ عدة للتغيري التنظيمي وفقاً‏ للمعاير الآتية:‏<br />

‎1‎تغيري . 1 كلي وتغيري جزئي:والتغيري الكلي هو الذي يشمل جميع الوحدات وجميع املجاالت<br />

يف املنظمة،‏ اأما التغيري اجلزئي،‏ فهو يشمل جانباً‏ واحداً‏ اأو قسماً‏ واحداً‏ داخل املنظمة.‏<br />

. ‎2‎تغيري فجائي وتغيري تدريجي:والتغيري الفجائي لتفادي مصادمة بني االإدارة والعمال<br />

اأما التدريجي فهو الذي ال يفاجىء العمال حتى ال تكون له اآثار جانبية.‏<br />

، 2<br />

‎3‎تغيري . 3 مادي وتغيري معنوي:التغيري املادي مثل التغيري يف االآالت،‏ اأما املعنوي فهو<br />

تغيري يف طرق املعاملة بني االإدارة والعمال،‏ وتغيري طرق احلوافز املعنوية.‏<br />

شروط إدارة التغيري:‏<br />

الستهدافية:‏ اأي اأن التغيري حركة تتجه اإىل حتقيق اأهداف معينة.‏<br />

الواقعية:‏ يجب اأن ترتبط اإدارة التغيري بالواقع العملي.‏<br />

التوافقية:‏ اأي التوافق بني القوى املختلفة للتغيري.‏<br />

الرشعية:‏ يجب اأن يتم التغيري يف اإطار ‏رشعي وقانوين.‏<br />

القدرة على التطوير:‏ فالتغيري يجب اأن يعمل على اإيجاد وضع اأفضل مما هو قائم.‏<br />

الرشد:‏ يجب اأن يخضع كل قرار للتغيري العتبارات التكلفة والعائد.‏


مقاومة املوظفني للتغيير التنظيمي في الوزارات الفلسطينية في قطاع غزة<br />

د.خليل حجاج<br />

فوائد مقاومة التغيري:‏<br />

من اجلدير بالقول اإن مقاومة التغيري لها فوائد منها على ‏سبيل املثال:اأنها توؤدي اإىل<br />

مراجعة عملية التغيري قبل اإبالغ املنفذين مما يزيد من فاعلية التغيري.‏<br />

كما اأن مقاومة التغيري تكشف عن املشكالت واالأخطاء يف عملية التغيري نفسها.‏<br />

أشكال مقاومة التغيري:‏<br />

يرى الدكتور حممد القريوتي اأن هناك اأشكاالً‏ عدة ملقاومة التغيري نذكر منها على<br />

‏سبيل املثال:‏ تخفيض مستوى االإنتاجية،‏ والبطء يف العمل،‏ والرصاعات داخل العمل<br />

‏)القريوتي،‏‎1989‎‏،ص‎173‎‏(.‏<br />

وميكن اأن تاأخذ مقاومة التغيري ‏شكل املعارضة احلادة لفكرة معينة،‏ وعدم التعاون<br />

اأو عدم حضور االجتماعات،‏ والصمت وعدم التفاعل،‏ وحجب املعلومات وتاأخري وصولها،‏<br />

واستخدام الصوت املرتفع واإشارات اليد،‏ واالنتقادات واجلدال والتهديد.‏<br />

ويلخص Angelo و Robert اأشكال مقاومة التغيري يف النقاط الآتية:‏<br />

مهاجمة االأفكار واالقرتاحات اجلديدة،‏ والصمت،‏ وعدم الرد،‏ واإثارة املشكالت،‏<br />

واالإرصار على اأن التغيري غري عادل،و نرش االإشاعات عن النتائج السلبية للتغيري،والتقليل<br />

من اأهمية احلاجة اإىل التغيري،و االإكثار من االنتقادات عن التغيري.‏ (Kreitner and<br />

.Kinicki,, 1989, p.734)<br />

مراحل عملية التغيري:‏<br />

يرى الدكتور حسني حرمي اأن التغيري يتضمن ثالث مراحل هي:-‏<br />

‎1‎اإذابة 1. اجلليد اأو اإسالته:‏ Unfreezing<br />

ميكن اأن ترشح االإدارة للعاملني يف هذه املرحلة ‏سبب انخفاض الرواتب واالأرباح،‏<br />

ومدى احلاجة اإىل عملية تغيري يف املمارسات والسلوكيات والقيم.‏<br />

‎2‎التغيري:‏ .2 Changing<br />

ويف هذه املرحلة يتعلم الفرد اأفكاراً‏ واأساليب ومهارات ومعارف جديدة.‏<br />

‎3‎اإعادة 3. التجميد:‏ Refreezing<br />

وتهدف هذه املرحلة اإىل تثبيت التغيري،‏ وذلك عن طريق احلوافز االإيجابية.‏<br />

‏)حرمي،‏‎2003‎‏،ص ‏ص‎464-494‎‏(.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

الدراسات السابقة<br />

اأولً:‏ الدراسات العربية:‏<br />

<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

دراسة نوال اأحمد العوضي )2006(:<br />

هدفت هذه الدراسة اإىل ما ياأتي:‏<br />

‏•التعرف اإىل اجلوانب التنظيمية لالإدارة املفتوحة متمثلة يف القيادة واالتصال ومشاركة<br />

العاملني واجلوانب السلوكية متمثلة يف االجتاهات والتعلم،‏ واأثر ذلك على التغيري الفعال.‏<br />

‏•التعرف اىل تاأثري كل من االجتاهات واالستعداد الذاتي والتعلم على التغيري الفعال.‏<br />

وقد توصلت الباحثة اإىل النتائج الآتية:‏<br />

‏•توجد عالقة طردية قوية بني احلوافز االإيجابية والتغيري الفعال.‏<br />

‏•توجد عالقة طردية قوية بني اأسلوب القيادة والتغيري الفعال.‏<br />

‏•توجد عالقة طردية قوية بني مشاركة العاملني والتغيري الفعال.‏<br />

‏•توجد عالقة طردية قوية بني االتصال املفتوح والتغيري الفعال.‏<br />

دراسة ابتسام اإبراهيم مرزوق )2006(:<br />

هدفت هذه الدراسة اإىل حتديد طبيعة العالقة بني اخلصائص الشخصية والتنظيمية،‏<br />

ومدى وضوح مفهوم اإدارة التغيري لدى املوؤسسات الفلسطينية غري احلكومية يف قطاع غزة،‏<br />

كما هدفت اإىل تبني توجهات خاصة تساعد يف اإحداث التغيري يف املوؤسسات الفلسطينية<br />

غري احلكومية يف قطاع غزة.‏<br />

واأظهرت النتائج اأن:‏<br />

‏•هناك عالقة ارتباطية قوية بني وضوح مفهوم اإدارة التغيري لدى املوظفني،‏ وبني قدرة<br />

املوؤسسات على اإدارة التغيري.‏<br />

‏•وجود عالقة طردية اإيجابية بني اتباع اأسلوب التخطيط االسرتاتيجي،‏ وبني قدرة<br />

املوؤسسة على عملية اإدارة التغيري.‏<br />

• ‏•هناك عالقة طردية بني تنمية مهارات العاملني،‏ وبني قدرة املوؤسسة على اإحداث التغيري .<br />

دراسة ‏سهام حممد رمضان حممد )2002(:<br />

•<br />

•<br />

• •<br />

هدفت هذه الدراسة اإىل ما ياأتي:‏<br />

‏•التعرف اإىل دور التغيري واأثره على فعالية املنظمات.‏<br />

‏•التعرف اإىل اأثر البعد التكنولوجي على فعالية املنظمات.‏<br />

اقرتاح منوذج للتغيري التنظيمي.‏


مقاومة املوظفني للتغيير التنظيمي في الوزارات الفلسطينية في قطاع غزة<br />

د.خليل حجاج<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

وتوصلت الباحثة إىل النتائج اآلتية:‏<br />

‏•هناك عالقة عكسية بني البعد التكنولوجي للتغيري ، وبني فعالية املنظمات.‏<br />

‏•هناك عالقة طردية بني البعد السلوكي للتغيري،‏ وبني فعالية املنظمات.‏<br />

‏•هناك عالقة بني البعد التنظيمي للتغيري ، وبني فعالية املنظمات.‏<br />

دراسة اأحمد ‏سامل العامري ونارص حممد الفوزان )1997(:<br />

تسعى هذه الدراسة اإىل حتقيق جمموعة من الأهداف تتلخص فيما ياأتي:‏<br />

‏•التعرف اإىل اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري يف االأجهزة احلكومية.‏<br />

‏•الكشف عن مدى تاأثري العوامل الدميغرافية على روؤية املوظفني الأسباب مقاومتهم<br />

للتغيري.‏<br />

وتوصلت الدراسة اإىل اأن هناك مصادر ملقاومة املوظفني للتغيري تتمثل يف اأمور<br />

تتعلق باأسباب ‏شخصية واجتماعية وثقافية وفكرية وتنظيمية واإجرائية وسياسية،‏ ومل<br />

تكشف هذه الدراسة اأن ثمة تاأثرياً‏ يذكر للعوامل الدميغرافية على روؤية املوظفني الأسباب<br />

مقاومتهم للتغيري،‏ وكان االستثناء الوحيد بني املوؤهل العلمي واملرتبة الوظيفية مع عدد<br />

قليل من العوامل.‏<br />

دراسة حممد جالل عزب )1994(:<br />

اأجريت الدراسة حول جتربة ‏رشكة حميفس لالأدوية والصناعات الكيمياوية يف جمال<br />

التطوير والتغيري،‏ وهي تدور حول اأسباب التغيري ودوافعه يف ‏رشكة حميفس،‏ وقد حددت<br />

الدراسة مسارات التغيري التي ‏سلكتها الرشكة،‏ ومن اأبرزها:‏<br />

‏•امتالك اأحدث تكنولوجيا يف جمال ‏صناعة الدواء املرصي.‏<br />

‏•التدريب النظري والتطبيقي يف جمال ‏صناعة الدواء املرصي.‏<br />

تنفيذ العديد من الربامج التدريبية لالإدارة الوسطى والتنفيذية.‏<br />

‏•اعتماد اأسلوب فرق العمل الإجناز بعض املهمَّات.‏<br />

‏•اإنشاء اإدارة نظم معلومات.‏<br />

اإعادة بحث الهيكل الوظيفي للرشكة.‏<br />

•<br />

•<br />

• •<br />

•<br />

•<br />

• •<br />

دراسة فريد حممد ‏شوشة )1995(:<br />

وهي دراسة تطبيقية عن العالقة بني مدى التغري املطلوب يف املنظمة وبني قدرة


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

املديرين على اإحداثه،‏ وقد اأسفرت هذه الدراسة عن النتائج االآتية:‏<br />

‏•كلما زادت قدرة املديرين على التعامل مع املوارد البرشية،‏ كلما زادت الرغبة يف<br />

اإحداث تغيري ‏شامل يف املنظمة.‏<br />

‏•كلما ارتفعت درجة تقبل املدير للتغيري،‏ كلما زادت الرغبة يف اإحداث التغيري الشامل<br />

يف املنظمة )35(.<br />

دراسة حممد اأمين عشوش )2000(:<br />

هدفت هذه الدراسة اإىل ما ياأتي:‏<br />

الوقوف على اأسباب مقاومة التغيري التنظيمي من طرف املوظفني العاملني يف بنوك<br />

التنمية واالئتمان الزراعي يف جمهورية مرص العربية،‏ وبيان االأساليب املختلفة<br />

للتغلب عليها.‏<br />

حتديد اأثر اختالف املناطق التي توجد فيها البنوك حمل الدراسة على اأسباب<br />

ظاهرة مقاومة التغيري التنظيمي،‏ وعلى اأساليب التغلب عليها.‏<br />

حتديد تاأثري اخلصائص الدميوغرافية ملديري بنوك التنمية واالئتمان على<br />

اجتاهاتهم نحو اأسباب مقاومة التغيري،ونحو اأساليب التغلب عليها.‏<br />

واأظهرت النتائج:‏<br />

‏•اأن برامج التغيري التي جتريها خمتلف املنظمات تتعرض لشكل اأو اأكرث من اأشكال<br />

مقاومة التغيري.‏<br />

هناك عالقة عكسية ذات داللة اإحصائية بني االأساليب االإدارية يف التغلب على<br />

مقاومة التغيري،‏ وبني اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري.‏<br />

تختلف اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري باختالف البنك الذي يطبق فيه<br />

التغيري.‏<br />

ال يوجد اأي تاأثري معنوي للخصائص الدميوغرافية ملفردات العينة يف البنك على<br />

روؤيتهم الأسباب ظاهرة مقاومة التغيري.‏<br />

ثانياً:‏ الدراسات الأجنبية:‏<br />

دراسة (2006( Bourne :Dobosz<br />

وهي بعنوان:‏ اإعادة تشكيل مقاومة التغيري.‏ وقد اأجريت الدراسة يف ‏رشكة جرنال<br />

موتورز يف بولندا،‏ وملخص هذه الدراسة يصف جناح ‏رشكة موتورز،‏ يف تغيري القيم عند<br />

املوظفني بالرغم من حضور القيم القدمية التي كان من املمكن اأن متنع عملية التغيري


مقاومة املوظفني للتغيير التنظيمي في الوزارات الفلسطينية في قطاع غزة<br />

د.خليل حجاج<br />

وتوصلت نتائج هذه الدراسة اإىل اأنه ميكن استبدال كلمة مقاومة التغيري بكلمات اأخرى<br />

مثل:‏ االإرصار على الوظيفة والتمسك بها،و احلالة الدراسية السابقة بينت كيف اأن االأوضاع<br />

اجلديدة طورت عمل اجتاهات جديدة بدل القدمية.‏<br />

دراسة (2006( B :Cunningham, Gorge<br />

تركز هذه الدراسة وهي بعنوان العالقة بني االلتزام بالتغيري واإعادة البناء التنظيمي.‏<br />

على السلوك الفردي للعاملني،‏ كما تركز اأيضاً‏ على حجم ا ملعرفة واالإدراك عند العاملني،‏<br />

والهدف من هذه الدراسة فحص العالقة بني االلتزام بالتغيري واإعادة البناء التنظيمي.‏<br />

جمعت املعلومات من 299 موظفاً‏ يعملون يف مؤسسات متر مبرحلة التغيري،‏ وتوصلت<br />

الدراسة اإىل النتائج الآتية:‏<br />

‏•هناك عالقة غري مبارشة بني االلتزام الفعال بالتغيري،‏ وبني اإعادة البناء التنظيمي.‏<br />

‏•هناك عالقة غري مبارشة بني االستمرار يف االلتزام التنظيمي،‏ وبني اإعادة البناء التنظيمي.‏<br />

‏•هناك عالقة مبارشة بني االلتزام املعياري للتغيري،‏ وبني اإعادة البناء التنظيمي.‏<br />

دراسة (2006) A. :Podlesnik, Christopher<br />

اأجريت هذه الدراسة وهي بعنوان تاأثري التعليم على مقاومة التغيري على جمموعتني،‏<br />

حيث كانت تُعطى تعليمات واإرشادات خالل جلسات عدة ملجموعة اأكرث من االأخرى،‏ وبينت<br />

نتائج الدراسة اأن املجموعة التي اأخذت اإرشادات وتعليمات اأكرث ، كانت اأكرث مقاومة للتغيري<br />

من املجموعة التي اأخذت تعليمات واإرشادات اأقل يف خالل 15-14 جلسة تعليمية.‏<br />

دراسة (2006( N. :Msweli – Mbanga, P. Potwana,<br />

دراسة بعنوان:‏ املشاركة يف التغيري التنظيمي واأثره على السلوك التنظيمي.‏<br />

هدفت هذه الدراسة اإىل تزويد املوظفني باملعلومات والفرص للمشاركة يف جهود<br />

التغيري املوجودة يف موؤسساتهم،‏ كما هدفت اإىل فحص العالقة بني التغيري التنظيمي،‏ وبني<br />

اأثره على السلوك التنظيمي.‏<br />

واأظهرت نتائج هذه الدراسة اأن املشاركة بجهود التغيري التنظيمي له االأثر الكبري يف<br />

تقليل مقاومة التغيري.‏<br />

دراسة (2006) O. :Messer, Carol<br />

وهي بعنوان:‏ تاأثري كل من املشاركة واالتصال املفتوح واالإدراك التنظيمي والدعم


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

وااللتزام التنظيمي على مقاومة التغيري يف الكليات االأهلية.‏<br />

اأجريت هذه الدراسة لفحص العالقة بني املتغريات االأربعة:‏ ‏)االتصال الفعال،‏<br />

واملشاركة يف التنظيم،‏ واالإدراك والدعم التنظيمي،‏ وااللتزام التنظيمي(،‏ وبني مستويات<br />

مقاومة التغيري عند املوظفني يف الكليات االأهلية احلرضية.‏<br />

واأظهرت نتائج هذه الدراسة اأن هناك عالقة ذات داللة اإحصائية بني املتغريات<br />

السابقة،‏ وبني معارضة املوظفني للتغيري،‏ ومن املتوقع اأن تزود هذه الدراسة القادة<br />

مبعلومات جديدة،‏ وبخاصة قادة الكليات االأهلية.‏<br />

دراسة (2004) W. :Kan, Melanie M. Parry, Ken<br />

دراسة بعنوان:‏ استخدام نظرية القيادة يف التغلب على مقاومة التغيري.‏<br />

طبقت هذه الدراسة على قيادة هيئة التمريض يف املستشفيات النيوزيلندية،‏ وجمعت<br />

بياناتها على مدار ‏سنتني،‏ واستخدمت طرق عدة جلمع البيانات منها:‏ املالحظة،‏ واملقابلة،‏<br />

واالستبانة،‏ واأظهرت نتائج الدراسة اأنه اإذا التقى التغيري مع مصالح املوظفني،‏ وكان تغيرياً‏<br />

واقعياً،‏ فاإنه يكون مقبوالً‏ والعكس ‏صحيح،‏ واإذا مل يكن التغيري واقعياً،‏ ومل يلتق مع مصالح<br />

املوظفني فاإنه يكون غري مقبول.‏<br />

دراسة (2001) Jr :Gaylor, Thomas Kent,<br />

وكانت بعنوان:‏ العوامل املوؤثرة على مقاومة التغيري:‏ حالة دراسية على اأقسام الرشطة<br />

‏شمال والية تكساس.‏<br />

ركَّ‏ زت الدراسة على اأربعة عوامل رئيسة توؤثر على مقاومة التغيري يف املوؤسسات العامة<br />

واخلاصة.‏ وبالتايل قامت هذه الدراسة بفحص العالقة بني ‏)التعليم،‏ والثقة،‏ واملشاركة،‏<br />

واالتصال(‏ واأثرها على مقاومة التغيري.‏<br />

طبقت الدراسة على 286 ‏رشطياً‏ يف ‏شمال والية تكساس،‏ واستخدمت االستبانة جلمع<br />

املعلومات عن هذه احلالة.‏ واأظهرت النتائج اأن املشاركة واالتصال املفتوح حتسن الثقة<br />

مع االآخرين.‏<br />

دراسة (1999) Burns :Brinson, Bonnie<br />

وكانت بعنوان:‏ تقليل مقاومة التغيري من خالل مبداأ املشاركة اجلماعية.‏ دراسة<br />

ميدانية على ‏رشكات نظم املعلومات.‏


مقاومة املوظفني للتغيير التنظيمي في الوزارات الفلسطينية في قطاع غزة<br />

د.خليل حجاج<br />

افرتض يف هذه الدراسة اأن مشاركة املوظفني يف اتخاذ القرارات تقلل من مقاومة<br />

التغيري،‏ وتزيد من قبول نظم املعلومات،‏ ولفحص هذا املفهوم اأجريت دراسة ميدانية<br />

لتطوير نظم املعلومات يف ‏رشكة احلاسوب على جمموعتني،‏ واستخدم اأسلوب املشاركة يف<br />

اتخاذ القرار مع اإحدى املجموعات،‏ بينما ظلت الثانية كما هي،‏ وتوصلت نتائج الدراسة<br />

اإىل:‏ اأن املشاركة يف اتخاذ القرار يف املجموعة االأوىل نتج عنه مقاومة للتغيري اأقل موازنة<br />

باملجموعة التي مل تشارك يف اتخاذ القرار،‏ كما تبني اأن املشاركة يف اتخاذ القرار يف<br />

املجموعة االأوىل لها تاأثري على االلتزام بجهود التطوير.‏<br />

دراسة Riccardo(2005) :Giangreco, Antonio, Peccei,<br />

وكانت بعنوان:‏ مقاومة التغيري عند مديري االإدارة الوسطى يف ‏رشكة الكهرباء الوطنية<br />

االإيطالية،‏ وبالرغم من النجاح الواسع الإدارة التغيري يف كثري من املنظمات ولكن اأهملت<br />

االإدارة الوسطى من اأدب اإدارة التغيري.‏<br />

وبالرتكيز على مديري الإدارة الوسطى فحصت الدراسة تاأثري عاملني اثنني على اإدارة<br />

التغيري هما:‏<br />

- أفهم العاملني واإدراكهم لفوائد التغيري.‏<br />

- باملشاركة يف عملية التغيري.‏<br />

وعندما فُ‏ حصت الفرضيات السابقة من عينة مكونة من 300 مدير يعملون يف االإدارة<br />

الوسطى يف ‏رشكة الكهرباء الوطنية االإيطالية،‏ وجد اأن الفرضيات السابقة توؤثر على<br />

مقاومة املديرين لعملية التغيري.‏<br />

التعليق علي الدراسات السابقة:‏<br />

اإن جميع الدراسات السابقة كانت قد طبقت يف بيئات اأجنبية وعربية،‏ ومن هنا<br />

تربز اأهمية هذه الدراسة،‏ وبخاصة اأن الدراسات حول هذا املوضوع قليلة،‏ ولعل هذه<br />

الدراسة االأويل يف قطاع غزة التي تتحدث عن مقاومة املوظفني للتغيري التنظيمي<br />

يف الوزارات الفلسطينية يف قطاع غزة،‏ ونظراً‏ ملا تشهده الوزارات الفلسطينية من<br />

مقاومة للتغيري،‏ فان هذه الدراسة ميكن اأن توؤدي اإيل نتائج وتوصيات تتطلبها<br />

الوزارات الفلسطينية.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

األساليب اإلحصائية املستخدمة:‏<br />

استخدم يف حتليل بيانات هذا البحث برنامج التحليل االإحصائي ,SPSS حيث جرى<br />

استخدام االأساليب االآتية يف حتليل البيانات و الوصول للنتائج:‏<br />

‎1‎معامل . 1 ارتباط بريسون,‏ و ذلك لقياس االرتباط بني املتغريات.‏<br />

‎2‎اختبار . 2 ‏)ت(‏ الختبار الفرق بني متوسطني اثنني.‏<br />

‎3‎حتليل . 3 التباين االأحادي و ذلك الختبار وجود فروق ذات داللة اإحصائية بني املتوسطات<br />

يف احلاالت التي كان فيها عدد مستويات املتغري اأكرث من 2.<br />

‎4‎اختبار . 4 LSD وذلك للتعرف اإىل مصدر االختالفات التي كشف عنها جدول حتليل<br />

التباين االأحادي.‏<br />

‎5‎لوحة . 5 االنتشار:‏ وذلك للتدليل برسم بياين على طبيعة العالقة بني متغريين.‏<br />

‎6‎املتوسطات . 6 و النسب املئوية.‏<br />

‎7‎توزيع . 7 العينة حسب الوزارة:‏<br />

‎8‎يبني . 8 اجلدول )1 ) توزيع اأفراد العينة حسب الوزارة.‏<br />

جدول )1(<br />

توزيع العينة حسب الوزارة


مقاومة املوظفني للتغيير التنظيمي في الوزارات الفلسطينية في قطاع غزة<br />

د.خليل حجاج<br />

توزيع العينة حسب املستوى التعليمي:‏<br />

اجلدول )2(<br />

التوزيع النوعي ألفراد العينة حسب املستوي التعليمي<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

توزيع العينة حسب اجلنس:‏<br />

وقد لوحظ اأن %66.9 من اأفراد العينة هم من الذكور,‏ و %33.1 من االإناث.‏<br />

توزيع العينة حسب سنوات اخلدمة:‏<br />

ويبني اجلدول رقم ‏)‏‎3‎‏(توزيع اأفراد العينة حسب ‏سنوات اخلدمة.‏<br />

اجلدول )3(<br />

توزيع العينة حسب سنوات اخلدمة<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

-<br />

-<br />

-


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

توزيع العينة حسب العمر:‏<br />

ويبني اجلدول رقم)‏‎4‎‏(توزيع اأفراد العينة حسب العمر.‏<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

اجلدول )4(<br />

توزيع العينة حسب العمر<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

<br />

<br />

توزيع العينة حسب احلالة االجتماعية:‏<br />

لقد تبني اأن الغالبية الساحقة من اأفراد العينة %83.3 متزوجون,‏ و %15 غري<br />

متزوجني,‏ و %1.8 غري ذلك.‏<br />

ثبات االختبار:‏<br />

حُ‏ ‏سب ثبات املقياس عن طريق اإعادة االختبار,‏ حيث جرى توزيع عينة مكونة من 30<br />

مفردة,‏ و بعد مرور اأسبوعني وزعت االستبانة مرة اأخرى على اأفراد العينة اأنفسهم,‏ وحُ‏ ‏سب<br />

معامل ارتباط بريسون بني درجة اأفراد العينة يف املرتني,‏ حيث بلغ معامل االرتباط<br />

0.679 و هو معامل ارتباط قوي دال عند مستوى معنوية 0.01, مما يدلل على متتع<br />

املقياس بالثبات،‏ وذلك اأن اأفراد العينة اأعطوا اإجابات ثابتة على االأسئلة نفسها.‏<br />

صدق االختبار:‏<br />

‎1‎‏صدق 1. املحكمني:‏<br />

عُ‏ رضت االستبانة على جمموعة من املحكمني املتخصصني يف جمال االإدارة,‏ و اأبدوا<br />

اآراءهم على ما احتواه املقياس من بنود,‏ حيث جرى بعد ذلك اإجراء التعديالت الالزمة على<br />

االستمارة بناء على املالحظات التي قدِّمت من قبل املحكمني.‏


مقاومة املوظفني للتغيير التنظيمي في الوزارات الفلسطينية في قطاع غزة<br />

د.خليل حجاج<br />

‎2‎‏صدق 2. التساق الداخلي:‏<br />

حُ‏ ‏سب ‏صدق االتساق الداخلي للمقياس عن طريق حساب معامل االرتباط بني درجة كل<br />

عبارة،‏ وبني درجة البعد الذي تنتمي اإليه,‏ حيث يبني اجلدوالن رقم ‏)‏‎5‎و‎6‎‏(‏ اأن جميع عبارات<br />

املقياس متتعت مبعامل ارتباط معنوي,‏ مما يدل على متتع املقياس بصدق االتساق الداخلي.‏<br />

اجلدول )5(<br />

معامالت االرتباط بني عبارات بعد أسباب مقاومة التغيري وبني الدرجة الكلية للبعد<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

,


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

اجلدول )6(<br />

معامالت االرتباط بني عبارات بعد أساليب اإلدارة يف التغلب على مقاومة التغيري<br />

وبني الدرجة الكلية للبعد<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

.3 3 ‏صدق التكوين:‏<br />

حُ‏ ‏سب ‏صدق التكوين للمقياس عن طريق حساب معامل االرتباط بني درجة كل بعد<br />

مع الدرجة الكلية للمقياس,‏ حيث يظهر اجلدول رقم )7( اأن معامالت االرتباط لبعدي<br />

املقياس كانت اأكرب من 0.701, و هذا يشري اإىل متتع املقياس بصدق التكوين.‏


مقاومة املوظفني للتغيير التنظيمي في الوزارات الفلسطينية في قطاع غزة<br />

د.خليل حجاج<br />

اجلدول )7(<br />

معامالت االرتباط بني درجة كل بعد وبني الدرجة الكلية للمقياس<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

فرضيات الدراسة:‏<br />

الفرضية الأول:‏<br />

هناك عالقة عكسية ذات دللة اإحصائية بني الأساليب الإدارية يف التغلب على<br />

مقاومة التغيري،‏ و بني اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري.‏<br />

للتحقق من ‏صحة هذه الفرضية فقد حُ‏ ‏سب جمموع درجات اأفراد العينة علي العبارات<br />

املتعلقة باأسباب مقاومة املوظفني للتغيري،‏ وكذلك حُ‏ ‏سب جمموع الدرجات املتعلقة<br />

باأساليب االإدارة يف التغلب على مقاومة املوظفني للتغيري،‏ ثم حُ‏ ‏سب معامل ارتباط بريسون<br />

بني الدرجتني.‏ حيث بلغ معامل االرتباط - 0.213 و هو معامل ارتباط دال عند مستوى<br />

0.01, مما يشري اإىل وجود عالقة عكسية بني االأساليب االإدارية يف التغلب على مقاومة<br />

التغيري،‏ و بني اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري,‏ و الشكل )1( يوضح ذلك.‏<br />

الشكل )1(<br />

رسم توضيحي للعالقة بني األساليب اإلدارية يف التغلب على مقاومة التغيري،‏ و بني أسباب مقاومة<br />

املوظفني للتغيري<br />

100<br />

اأساليب مقاومة التغيري<br />

80<br />

60<br />

40<br />

20<br />

20<br />

االأساليب االإدارية يف التغلب على مقاومة التغيري<br />

30<br />

40<br />

50<br />

60<br />

70<br />

80<br />

90


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

الفرضية الثانية:‏<br />

تختلف اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري باختالف الوزارة التي يطبق فيها التغيري.‏<br />

للتحقق من ‏صحة هذه الفرضية،‏ فقد استخدم حتليل التباين االأحادي,‏ حيث بلغت قيمة F<br />

6.174 مما يشري اإىل وجود اختالفات جوهرية يف اأسباب مقاومة املوظفني تبعاً‏ للوزارة،‏<br />

و ذلك عند مستوى داللة 0.001.<br />

اجلدول )8(<br />

جدول حتليل التباين للفروق بني املتوسطات<br />

<br />

F<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

وللتحقق من مصدر االختالف بني الوزارات،‏ فقد استخدم اختبار LSD للتعرف اإىل الفروق<br />

ذات الداللة االإحصائية,‏ حيث يظهر اجلدول )9( املتوسطات لكل وزارة باالإضافة للفروقات بني<br />

الوزارات,‏ وقد وُ‏ ‏ضعت اإشارة )*( للتعبري عن وجود فرق معنوي عند مستوى 0.05.<br />

<br />

<br />

اجلدول )9(<br />

نتائج اختبار LSD للفرق بني متوسطات أساليب مقاومة التغيري يف الوزارات<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

*-<br />

*-<br />

*-<br />

-<br />

<br />

-<br />

<br />

<br />

*-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

<br />

-<br />

<br />

<br />

*-<br />

-<br />

-<br />

*<br />

-<br />

-<br />

<br />

<br />

*-<br />

*-<br />

*-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

<br />

<br />

<br />

*-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

<br />

<br />

*<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-


مقاومة املوظفني للتغيير التنظيمي في الوزارات الفلسطينية في قطاع غزة<br />

د.خليل حجاج<br />

يتضح من اجلدول)‏‎9‎‏(‏ اأن اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري يف وزارة الشئون االجتماعية<br />

كانت اأكرث من غريها من الوزارات,‏ حيث بلغ متوسط اأسباب مقاومة التغيري فيها 58.06<br />

تلتها وزارة االإسكان مبتوسط 53.02, ثم املالية مبتوسط 52.22, اأما وزارة االتصاالت<br />

فبلغ متوسط اأسباب مقاومة التغيري فيها 51.81, ووزارة الزراعة مبتوسط 49.75, و اأخريا<br />

جاءت وزارة الشباب والرياضة مبتوسط 46.45.<br />

ويبني اجلدول )10( ترتيب اأسباب مقاومة التغيري لدى املوظفني وذلك يف كل وزارة,‏<br />

حيث يشري الرقم)‏‎1‎‏(‏ اإىل السبب الذي احتل املرتبة االأوىل,‏ و ترتفع الدرجة كلما قلت اأهمية<br />

هذا السبب.‏<br />

اجلدول )10(<br />

ترتيب أسباب مقاومة التغيري لدى املوظفني و ذلك يف كل وزارة,‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

الفرضية الثالثة:‏<br />

توجد فروق ذات دللة اإحصائية يف اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري تعزى للمتغريات<br />

الدميوغرافية.‏<br />

و يتفرع عن هذه الفرضية الرئيسة خمس فرضيات فرعية هي:‏<br />

‎1‎توجد . 1 فروق ذات داللة اإحصائية يف اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري تعزى للمستوى<br />

التعليمي.‏<br />

‎2‎و . 2 للتحقق من ‏صحة هذه الفرضية فقد استخدم حتليل التباين االأحادي,‏ حيث تظهر النتائج<br />

املبينة يف اجلدول )11( اأن اختبار F قد بلغت قيمته 1.808 مما يشري اإىل عدم وجود فروق<br />

ذات داللة اإحصائية يف اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري وفقا للمستوى التعليمي.‏<br />

اجلدول )11(<br />

جدول حتليل التباين للفروق بني املتوسطات<br />

<br />

F


مقاومة املوظفني للتغيير التنظيمي في الوزارات الفلسطينية في قطاع غزة<br />

د.خليل حجاج<br />

‎2‎توجد . 2 فروق ذات داللة اإحصائية يف اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري تعزى ملتغري<br />

النوع.‏<br />

و للتحقق من ‏صحة هذه الفرضية فقد استخدم اختبار ‏)ت(‏ للفرق بني متوسطني,‏<br />

حيث يظهر من بيانات اجلدول )12( اأن قيمة ‏)ت(‏ قد بلغت 0.230 وهي غري دالة اإحصائياً,‏<br />

مما يشري اإىل عدم وجود فروق ذات داللة اإحصائية بني املتغريين,‏ حيث بلغ املتوسط لدى<br />

الذكور 50.68 و لدى االإناث 51.02.<br />

اجلدول )12(<br />

املتوسطات و االحنرافات املعيارية و قيمة)ت(‏ للفرق بني الذكور و اإلناث من حيث أسباب مقاومة<br />

التغيري<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

‎3‎توجد . 3 فروق ذات داللة اإحصائية يف اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري تعزى ملتغري<br />

‏سنوات اخلدمة.‏<br />

و للتحقق من ‏صحة هذا الفرض فقد استخدم حتليل التباين االأحادي,‏ حيث تظهر<br />

النتائج املبينة يف اجلدول )13( اأن اختبار F قد بلغت قيمته 1.003 مما يشري اإىل عدم<br />

وجود فروق ذات داللة اإحصائية يف اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري وفقا ملتغري ‏سنوات<br />

اخلدمة.‏<br />

اجلدول )13(<br />

جدول حتليل التباين للفروق بني املتوسطات<br />

<br />

<br />

F<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

‎4‎توجد . 4 فروق ذات داللة اإحصائية يف اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري تعزى ملتغري العمر.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

و للتحقق من ‏صحة هذه الفرضية فقد استخدم حتليل التباين االأحادي,‏ حيث تظهر<br />

النتائج املبينة يف اجلدول )14( اأن اختبار F قد بلغت قيمته 1.753 مما يشري اإىل عدم<br />

وجود فروق ذات داللة اإحصائية يف اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري وفقاً‏ ملتغري العمر.‏<br />

اجلدول )14(<br />

جدول حتليل التباين للفروق بني املتوسطات<br />

<br />

F<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

‎5‎توجد . 5 فروق ذات داللة اإحصائية يف اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري تعزى ملتغري<br />

احلالة االجتماعية.‏<br />

و للتحقق من ‏صحة هذه الفرضية فقد استخدم حتليل التباين االأحادي,‏ حيث تظهر<br />

النتائج املبينة يف اجلدول )15( اأن اختبار F قد بلغت قيمته 1.429 مما يشري اإىل عدم<br />

وجود فروق ذات داللة اإحصائية يف اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري وفقاً‏ ملتغري احلالة<br />

االجتماعية.‏<br />

اجلدول )15(<br />

جدول حتليل التباين للفروق بني املتوسطات<br />

<br />

<br />

F


مقاومة املوظفني للتغيير التنظيمي في الوزارات الفلسطينية في قطاع غزة<br />

د.خليل حجاج<br />

<br />

الفرضية الرابعة:‏<br />

تتباين الأهمية النسبية لأسباب ظاهرة مقاومة التغيري يف الوزارات الفلسطينية.‏<br />

لتوضيح ذلك فاإن اجلدول )16( يبني متوسط استجابة اأفراد العينة على اأسباب مقاومة<br />

التغيري،‏ و كذلك النسب املئوية و ترتيب هذه االأسباب من حيث ‏شيوعها,‏ حيث يالحظ اأن<br />

اخلوف من انخفاض االأجر جاء يف املرتبة االأوىل بنسبة %58.6, و تاله اخلوف من فقدان<br />

املكافاآت،‏ و ذلك بنسبة %57.2, و تدرجت هذه االأسباب وصوالً‏ الأدنى مستوى عند نسبة<br />

%40.6، وذلك بالنسبة لعدم مشاركة املوظفني يف عملية التغيري.‏<br />

<br />

اجلدول )16(<br />

استجابة أفراد العينة على عبارات بعد ‏)أسباب مقاومة املوظفني للتغيري(‏


2009 طابش - رشع سمالخا ددعلا - تاساردلاو ثاحبلأل ةحوتفلما سدقلا ةعماج ةلجم


مقاومة املوظفني للتغيير التنظيمي في الوزارات الفلسطينية في قطاع غزة<br />

د.خليل حجاج<br />

مناقشة النتائج وتفسريها:‏<br />

مناقشة الفرضية األوىل وتفسريها:‏<br />

وهي تنص على وجود عالقة عكسية ذات داللة اإحصائية بني االأساليب االإدارية يف<br />

التغلب على مقاومة التغيري،‏ و بني اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري،‏ وهو ما اأثبت ‏صحة<br />

الفرضية االأوىل من فرضيات الدراسة،‏ وميكن تفسري ذلك باأنه كلما زادت االأساليب االإدارية<br />

يف التغلب علي مقاومة املوظفني للتغيري مثل:‏ حتسني العالقة بني الروؤساء واملروؤوسني،‏<br />

واإرشاكهم يف عملية التغيري،‏ وحتفيزهم،‏ وتدريبهم،‏ وزيادة اأجورهم وصالحياتهم،‏<br />

واالستماع اإىل اآراءهم،‏ كلما قلت اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري.‏<br />

اتفقت نتائج هذه الفرضية مع نتائج دراسة حممد اأمين عشوش ودراسة – Msweli<br />

Brinson, Bonnie Burns ودراسة ,Meser, Carolo ودراسة Mbanga, p. Potwana,<br />

ودراسة S. .,Chawla, Anuradha<br />

مناقشة الفرضية الثانيةوتفسريها:‏<br />

وهي تنص علي اختالف اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري باختالف الوزارة التي<br />

يطبق فيها التغيري وهو ما اأثبت ‏صحة الفرضية االأوىل من فرضيات الدراسة.‏ و يتضح<br />

من اجلدول )9( اأن اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري يف وزارة الشئون االجتماعية كانت<br />

اأكرث من غريها من الوزارات،‏ وميكن اأن يُعزى ذلك اإىل عدم اإرشاك املوظفني يف عملية<br />

التغيري،‏ وعدم ‏شعورهم بفوائد التغيري،‏ واخلوف من فقدان الوظيفة واالأجر والصالحيات،‏<br />

والعالقة السيئة بني الروؤساء واملروؤوسني داخل وزارة الشئون االجتماعية.واتفقت نتائج<br />

هذه الدراسة مع نتائج دراسة حممد اأمين عشوش التي تقول اإن اأسباب مقاومة املوظفني<br />

للتغيري تختلف باختالف املكان الذي يطبق فيه التغيري.‏<br />

مناقشة الفرضية الثالثةوتفسريها:‏<br />

وهي تنص على وجود فروق ذات داللة اإحصائية يف اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري<br />

تعزى للمتغريات الدميوغرافية وبالتايل مل تثبت ‏صحة الفرضية الثالثة من فرضيات<br />

الدراسة،‏ وميكن تفسري ذلك باأنه اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري موجودة مبستوى واحد<br />

عند جميع اأفراد العينة بغض النظر عن مستواهم العلمي وجنسهم وخربتهم وسنهم وحالتهم<br />

االجتماعية،‏ واتفقت نتائج هذه الفرضية جزئياً‏ مع نتائج دراسة اأحمد ‏سامل العامري<br />

ونارص حممد الفوزان،‏ ومع نتائج دراسة حممد اأمين عشوش.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

مناقشة الفرضية الرابعة وتفسريها:‏<br />

وهي تنص على اختالف االأهمية النسبية الأسباب ظاهرة مقاومة التغيري يف الوزارات<br />

الفلسطينية،‏ وهو ما اأثبت ‏صحة الفرضية الرابعة من فرضيات الدراسة،‏ حيث يالحظ اأن<br />

اخلوف من انخفاض االأجر جاء يف املرتبة االأوىل،‏ تاله اخلوف من فقدان املكافاآت بالنسبة<br />

الأسباب مقاومة املوظفني للتغيري،‏ وهذا يعد منطقياً‏ حيث اإن االأجر واملكافاآت من االأمور<br />

املهمة جداً‏ يف حياة االإنسان،‏ فبوساطة االأجر يشرتي االإنسان حاجته االأساسية الرضورية<br />

مثل املاأكل،‏ واملرشب،‏ و املسكن،و غري ذلك.‏<br />

التوصيات:‏<br />

‎1‎اأظهرت . 1 الدراسة اأن اأهم ‏سبب ملقاومة املوظفني للتغيري التنظيمي يف كل من وزارة<br />

املالية والداخلية والشئون االجتماعية هو فرض التغيري بالقوة،‏ لذا يوصي الباحث<br />

مبشاركة العاملني يف عملية تخطيط برامج التغيري وتنفيذها،‏ واالبتعاد عن االأساليب<br />

الدكتاتورية يف تطبيق التغيري.‏<br />

‎2‎اأظهرت . 2 الدراسة اأن اأهم اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري التنظيمي يف كل من وزارة<br />

الشباب والرياضة واالتصاالت هو اخلوف من فقدان املكافاآت،‏ لذا يوصي الباحث<br />

مبكافاأة املطبقني خلطط التغيري،‏ واالهتمام مبوضوع املكافاآت بشكل عام.‏<br />

‎3‎اأظهرت 3. الدراسة اأن اأهم اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري التنظيمي يف وزارة الزراعة<br />

هو جتاهل اجلوانب االإنسانية،‏ لذا يوصي الباحث باالهتمام بالعنرص االإنساين داخل<br />

هذه الوزارة،‏ ومراعاة ‏شعور العاملني عند تطبيق التغيري.‏<br />

‎4‎اأظهرت . 4 النتائج اأن اأهم اأسباب مقاومة املوظفني للتغيري التنظيمي يف وزارة االإسكان<br />

هو الوقت غري املالئم للتغيري لذا يوصي الباحث برشح خطة التغيري،‏ وحتديد موعد<br />

البدء واالنتهاء مبشاركة املنفذين للتغيري.‏<br />

5 الباحث هي التي تقف<br />

. ‎5‎اإجراء دراسات مماثلة للتاأكد من اأن االأسباب التي توصل اإليها<br />

خلف مقاومة املوظفني للتغيري التنظيمي.‏


مقاومة املوظفني للتغيير التنظيمي في الوزارات الفلسطينية في قطاع غزة<br />

د.خليل حجاج<br />

املراجع العربية:‏<br />

‎1‎اأميمة . 1 الدهان،‏ نظريات منظمة االأعمال ‏)عمان:‏ مل يذكر النارش،‏ (. 1992<br />

‎2‎القريوتي،حممد . 2 قاسم،‏ السلوك التنظيمي دراسة للسلوك االإنساين الفردي واجلماعي يف<br />

املنظمات االإدارية ‏)عمان:‏ مطبعة بنك البرتاء،‏ 1989(.<br />

‎3‎حرمي،‏ . 3 حسني،‏ السلوك التنظيمي ‏سلوك االأفراد واجلماعات يف منظمات االأعمال ‏)عمان:‏<br />

دار احلامد،‏ 2003(، ‏ص ‏ص‎496-494‎‏.‏<br />

‎4‎حلواين،‏ . 4 ابتسام عبد الرحمن،‏ ‏»التغيري ودوره يف التطوير االإداري«،‏ جملة االإدارة العامة ،<br />

‏)العدد 67، يوليه 1995(.<br />

‎5‎العامري،‏ . 5 اأحمد ‏سامل و الفوزان ، تامر حممد،‏ ‏»مقاومة املوظفني للتغيري يف االأجهزة<br />

احلكومية باململكة العربية السعودية:‏ اأسبابها وسبل عالجها«‏ جملة االإدارة العامة،‏<br />

املجلد السابع والثالثون ‏)العدد الثالث،‏ نوفمرب 1997( ‏ص ‏ص‎389-353‎‏.‏<br />

‎6‎عشوش،‏ . 6 حممد اأمين،»مقاومة التغيري التنظيمي دراسة ميدانية مقارنة بالتطبيق على<br />

بنوك التنمية واالإمتان الزراعي«‏ جملة الدراسات املالية والتجارية،‏ كلية جتارة بني<br />

‏سويف ‏)العدد الثاين،‏ يوليو‎2000‎‏(‏<br />

‎7‎غراب،‏ . 7 حممد جالل،‏ ‏"رشكة حمفيس لالأدوية والصناعات الكيماوية،‏ جتربة رائد يف<br />

جمال التطوير والتغيري الفعال"،‏ بحث مقدم للموؤمتر السنوي الرابع السرتاتيجيات<br />

التغيري والتطوير يف املنظمات ‏)القاهرة:‏ 1994(.<br />

‎8‎العوضي،‏ . 8 نوال اأحمد،‏ منوذج مقرتح ملنهج االإدارة املفتوحة لتحقيق التغيري الفعال<br />

بالتطبيق على وزارة الصحة بدولة االإمارات العربية املتحدة ‏)رسالة دكتوراه غري<br />

منشورة،‏ جامعة عني ‏شمس،‏ 2006(.<br />

‎9‎حممد،‏ . 9 ‏سهام حممد رمضان،‏ ‏"منوذج مقرتح للتغيري لزيادة فعالية املنظمات دراسة<br />

ميدانية على ‏رشكات االأدوية واملستحرضات الطبية بقطاع االأعمال املرصية"‏ ‏)رسالة<br />

دكتوراه غري منشورة،‏ مكتبة كلية التجارة،‏ جامعة عني ‏شمس،‏ 2002(.<br />

10 فعالية متطلبات التطوير التنظيمي واإدارة التغيري لدى<br />

‎10‎مرزوق،‏ ابتسام اإبراهيم،‏ "<br />

املوؤسسات غري احلكومية الفلسطينية"،‏ ‏)رسالة ماجستري غري منشورة،‏ اجلامعة<br />

االإسالمية بغزة،‏ 2006(.


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد اخلامس عشر - شباط 2009<br />

<br />

املراجع األجنبية:‏<br />

1. Megginson, Leon C. et al, Management concepts and applications (New<br />

York: Harper & Row publishers, 1989).<br />

2. Huczynski, Andrzej and Buchanan, David Organizational behavior<br />

(Harlow: Prentice Hall, 2001).<br />

3. Bourne, Dobosz and Jankowics,A.D., Dorota;., «Reframing resistance to<br />

change experience from general motors Poland», International journal of<br />

human resource management, vol.17, (Issue 12, Dec. 2006), p.2021-2034.<br />

4. George B., Cunningham, "The relationships among commitment<br />

to change, coping with change", Journal of work organizational<br />

psychology, vol.15, (Issue l, Mar. 2006), p.29-45.<br />

5. -Antonio, Giangreco, Riccardo, Peccei, " The nature and antecedents of<br />

middle manager resistance to change: evidence from an Italian context",<br />

International journal of human resource management, vol.16, (Issue<br />

10, Oct., 2005), p.1812-1829.<br />

6. Kan, Melanie M. Parry, Ken W., "A rounded theory of leadership in<br />

overcoming resistance to change", Leadership quarterly, vol.15 (Issue<br />

4, Aug. 2004), p.467-491.<br />

7. Christopher A., Podlesnik, "Effects of instructions on resistance to<br />

change", Psychological record, vol.56 (issue 2, spring 2006), p.303-320.<br />

8. Msweli – Mbanga, p. Potwana, N., " Modeling participation, resistance<br />

to change and organization citizenship behavior" Journal of business<br />

management, vol.37 (Issue 1, Mar. 2006), p.21-29.<br />

9. Carol O., Meser, "Resistance to change in the community college: The<br />

influence of participation, open communication perceived organization<br />

support, and organization commitment" dissertation abstract, the<br />

university of Oklahoma, 2006.<br />

10. Kent, Jr, Gaylor, Thomas "Factors effecting resistance to change: A<br />

case study of two north Texas police department" Dissertation abstract,<br />

university of north Texas, 2001.<br />

11. -Burns, Brinson, Bonnie "A field experiment to investigate a decrease in<br />

resistance to change through practice of covey principles in development<br />

of an enterprise information system" dissertation abstract, university of<br />

south Alabama, 1999.<br />

12. -Anuradha S., Chawla, "Organizational change initiatives as predictors<br />

of resistance to change" Dissertation abstract, University of Guelph<br />

Canada, 1999.<br />

13. -Anuradha S, Chawla. " Organizational change initiatives as predictor of<br />

resistance to change dissertation abstract, University of Guelph, 1999.


مقاومة املوظفني للتغيير التنظيمي في الوزارات الفلسطينية في قطاع غزة<br />

د.خليل حجاج


األبحاث<br />

باللغة اإلجنليزية


Al-Quds Open Uni ver sity<br />

Journal of<br />

for Research & Studies<br />

1


Journal of Al-Quds Open Uni ver sity<br />

for Research & Studies<br />

P.O.Box 51800<br />

Tel: 2409861<br />

Fax: 2403159<br />

Email: hsilwadi@qou.edu


General Supervisor Proffessor<br />

Younis Amro<br />

President of the University<br />

Journal Editorial Board<br />

Editor - in - Chief<br />

Hasan A. Silwadi<br />

Director of Scientific Research & Graduate Studies Program<br />

Editorial Board<br />

Taysir Jbara<br />

Ali Odeh<br />

Yaser Al. Mallah<br />

Insaf Abbas<br />

Rushdi Al - Qawasmah<br />

Awatif Siam<br />

Majid Sbeih<br />

3


Guidelines for Authors<br />

The Journal of Al-Quds Open Uni ver sity For Research & Studies Publishes<br />

Original research documents and sci en tific studies for faculty members and<br />

re searchers in Alquds Open University and other local, Arab, and International<br />

universities with special focus on topics that deal with open education and distance<br />

learning. The Journal accepts pa pers offered to sci en tific conferences.<br />

Researchers who wish to publish their papers are required to abide by the<br />

following rules:<br />

1. Papers are accepted int both English and Arabic.<br />

2. each paper should not exceed 35 pages or 8000 words including foot notes<br />

and references.<br />

3. Each paper has to add new findings or extra knowledge in its field.<br />

4. Papers have to be on a floppy diskette“Disk A“ or on a CD accom pa nied by<br />

three hard copies. Nothing is returnable in ei ther case: published or not.<br />

5. An abstract of 100 to 150 words has to be included. The lan guage of the<br />

abstract has to be English if the paper is in Arabic and has to be Arabic if<br />

the paper is in English.<br />

6. The paper will be published if it is accepted by at least two re visers. The<br />

Journal will appoint the revisers who has the same degree or higher than<br />

the researcher himself.<br />

7. The researcher should not include anything personal in his pa per.<br />

8. The owner of the published paper will receive five copies of the Journal in<br />

which his paper is published.<br />

4


Al-Quds Open Uni ver sity<br />

Journal of<br />

for Research & Studies<br />

9. References should follow rules as follows:<br />

(a) If the reference is a book, then it has to include the author name,<br />

book title, translator if any, publisher, place of publication, edition,<br />

pub li cation year, page number.<br />

(b) If the reference is a magazine, then it has to include the author,<br />

paper title, magazine name, issue number order by last name of<br />

the au thor.<br />

10. References have to be arranged in alphabetical order by last name of the<br />

author.<br />

11. The researcher can use the APA style in documenting scientific and applied<br />

topics where he points to the author foot notes.<br />

Opinions expressed in this journal are solely those of their authors<br />

5


Al-Quds Open Uni ver sity<br />

Journal of<br />

for Research & Studies<br />

Contents<br />

S. T. Coleridge’s “Christabel” Is Complete and Ends with Christabel’s Defeat<br />

Mustasem Tawfeek Al-khadr............................................................................ 9<br />

7


S. T. Coleridge's “Christabel”<br />

Is Complete and Ends with<br />

Christabel’s Defeat<br />

Dr. Mustasem Tawfeek Al-khadr*<br />

*tulkarem Educational Region, Al-Quds Open University, Palestine.<br />

99


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.15 - Febreuary 2009<br />

ملخص<br />

اعرتف ‏س.‏ ت.‏ كولرييج باأنه حاول مراراً‏ وتكراراً‏ اأن ينهي قصيدته ‏»كريستابل«الشهرية،‏<br />

ولكن جميع حماولته باءت بالفشل.‏ هذه الورقة البحثية هي حماولة لإثبات اأن ‏س.‏ ت.‏<br />

كولرييج مل يستطع اإنهاء ‏»كريستابل«لأن القصيدة يف املقام الأول هي قصيدة كاملة<br />

وحكاية رمزية تشري اإىل هزمية الشاعر داخل كولرييج.‏ واأما الأمر الثاين وهو اأن كولرييج<br />

خطط لإنهاء هذه القصيدة،‏ والتي تبدو له باأنها غري كاملة،‏ بنهاية ‏سعيدة بانتصار<br />

كريستابل،‏ وهذا ما يتناقض مع ما متثله وترمز اإليه الشخصيات يف هذه القصيدة.‏<br />

اإن دراسة وحتليل الصور الشعرية املوجودة يف القصيدة وما متثله وترمز اإليه،‏ كاحللم<br />

الذي راآه براسي وما يحتويه من ‏صورة ‏شعرية اأساسية لفهم القصيدة،‏ األ وهي ‏صورة<br />

احلمامة التي تلتف حولها الأفعى فتحبسها ومتنعها من الطريان،‏ تبني بوضوح اأن هذه<br />

القصيدة كاملة،‏ وتنتهي بطريقة منطقية وهي هزمية وانعزال وكاآبة كريستابل،‏ بالرغم من<br />

اأن ‏صاحب القصيدة يعتقد جازماً‏ باأنها قصيدة مل تكتمل بعد.‏<br />

10


S. T. Coleridge’s “Christabel” Is Complete<br />

and Ends with Christabel’s Defeat<br />

Mustasem Tawfeek Al-khadr<br />

Abstract<br />

S. T. Coleridge admitted that he tried repeatedly to finish “Christabel” but his<br />

attempts were in vain. This paper is an attempt to prove that Coleridge could<br />

not finish “Christabel” because, first, it is a complete poem and a symbolic<br />

tale that alludes to the defeat of the poet in him, and second, Coleridge<br />

apparently planned to end the seemingly unfinished “Christabel,” happily<br />

by making Christabel victorious, which contradicts with what the characters<br />

in the poem represent. However, studying the images used in “Christabel,”<br />

their connotations and what they represent and allude to -- such as Bracy’s<br />

dream with its main image of a dove imprisoned by a snake coiled around it<br />

-- show that the poem is not, as it seems to be, unfinished. To the contrary,<br />

despite Coleridge’s firm belief that “Christabel” is a fragment, it is complete<br />

and ends logically with Christabel’s isolation, desolation and defeat.<br />

11


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.15 - Febreuary 2009<br />

Introduction:<br />

It is puzzling to think about the reasons behind Coleridge's inabil -<br />

ty to complete «Christabel,» although he had been trying unsuccessfully<br />

to do so for more than 30 years. When Coleridge started his attempts to<br />

complete it and could not, he resorted, as it was his habit, to finding e -<br />

cuses for his failure. Thus, he speculated (Griggs 1956: Vol. 1, 407) that<br />

a quarrel with his friends might have been the cause. Then, after some<br />

time, he referred to another reason that prevented him from finishing<br />

«Christabel» (Griggs 1956: Vol. 1, 643):<br />

I tried to perform my promise [to finish “Christabel”] but the deep<br />

unutterable Disgust, which I had suffered in the translation of that a -<br />

cursed Wallenstein, seemed to have stricken me with barrenness- for I<br />

tried and tried, and nothing would come of it.<br />

After that Coleridge became increasingly disturbed because he<br />

could add nothing, and so he repented the publishing of “Christabel”<br />

(Nethercot 1962: 23): “Meantime, the Christabel, which I should never<br />

have consented to publish, a mere fragment as it was.” Then, at one point<br />

he felt so desperate to complete “Christabel” that he had to say (Griggs<br />

1956: Vol. 1, 623): “I abandon Poetry all together.” In fact Coleridge was<br />

somewhat puzzled by his unexpected failure to bring “Christabel” to a<br />

closure, which is evident from the following admission(Project Gute -<br />

berg 2005: 223):<br />

The reason of my not finishing Christabel is not, that I don’t know<br />

how to do it-- for I have, as I always had, the whole plan entire from the<br />

beginning to end in my mind; but I fear I could not carry on with equal<br />

success the execution of the idea, an extremely subtle and different one.<br />

This admission is unusual for Coleridge because it abandons his<br />

habit of finding excuses for his failure to carry on with his unfinished<br />

poem. Thus, “Christabel” clearly, was a different case for him.<br />

12


S. T. Coleridge’s “Christabel” Is Complete<br />

and Ends with Christabel’s Defeat<br />

Mustasem Tawfeek Al-khadr<br />

Not only did Coleridge speculate on the reasons why he could not<br />

finish “Christabel,” several critics also did. But none of them tried to<br />

prove his claim. Some, for example Watson (1970: 105), even denied the<br />

necessity of having a reason or reasons for Coleridge’s failure to finish<br />

“Christabel” because it may have happened “from no reason at all.”<br />

On the other hand, many believe in the existence of one reason<br />

or another for the poet’s failure. May (1997) suggests that a number of<br />

“instabilities,” “the disruptions in the text” and the lack of the “mastery<br />

of the construct” are behind Coleridge’s failure. Walsh (1973: 110) b -<br />

lieves that the “lack of organisation” and “the arbitrariness” are behind<br />

Coleridge’s failure to finish. Hough (1963: 65) says that Coleridge did<br />

not conceive “Christabel” “as a whole,” and so there is a defect in the<br />

structure that puzzled even Coleridge.<br />

In Beer’s opinion (1977: 237), Coleridge failed because “Christabel”<br />

is a mixture of “both angelic and evil natures” and other diverse el -<br />

ments. Charpentier (1929: 143) refers to Coleridge’s inability to “return<br />

to the same state of spiritual grace in which it had first come to him” as<br />

the cause behind his failure. Harding (1974: 73) thinks that Coleridge<br />

was unable to finish his poem “because of the difficulty of keeping<br />

Christabel innocent, while enabling her to overcome the power exerted<br />

by Geraldine.” In Yarlott’s opinion (1967: 191), Coleridge “discovered<br />

unexpected analogies between the story in the poem and his real-life<br />

situation, causing him to load it with a weight of personal significance<br />

from which he was unable afterwards to rescue it.”<br />

To solve this Coleridgean failure to finish “Christabel,” I start with<br />

the following assumption, which this paper tries to prove in order to<br />

substantiate the claim that “Christabel” is a complete poem: Christabel<br />

represents the poet’s creativity, and Geraldine represents what blocks<br />

up his imagination. Although there is nothing explicit in the poem to<br />

support this line of interpretation, a study of the images used convinces<br />

us that this is the way to do justice to the poem’s main theme.<br />

13


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.15 - Febreuary 2009<br />

Arguments in support of the claim that Christabel represents the<br />

poet’s creative imagination<br />

I shall now enumerate the reasons for my claim that Christabel<br />

represents the poet’s creative imagination, and Geraldine represents<br />

what blocks it:<br />

First, Bracy’s dream is a cornerstone to the understanding of the<br />

poem. Its core image portrays Christabel as a dove, while Geraldine is<br />

represented as a serpent that coils around that dove:<br />

I stooped, methought, the dove to take,<br />

I stooped, methought, the dove to take,<br />

I stooped, methought, the dove to take,<br />

When lo! I saw a bright green snake<br />

When lo! I saw a bright green snake<br />

When lo! I saw a bright green snake<br />

Coiled around its wings and neck.<br />

Green as the herbs on which it couched,<br />

Close by the dove’s its head it crouched;<br />

And with the dove it heaves and stirs,<br />

Swelling its neck as she swelled hers! (Coleridge, Ernest 232: 548-<br />

54) [All subsequent references to Coleridge’s poetry are taken from<br />

Coleridge: Poetical Works. Ed. E. H. Coleridge. (1967). London: Oxford<br />

University Press. They are cited parenthetically within the text by me -<br />

tioning the page number followed by the line number]<br />

This image is an epitome of the whole theme of the poem. The dove,<br />

as a bird, is related archetypally with imagination, spontaneity and the<br />

freedom of creativity. This image, in this sense, is used by Coleridge in<br />

a number of his poems. For example, in The Ancient Mariner, when the<br />

Mariner becomes free from his state of his enslavement -- Life-in-Death<br />

-- and appreciates the beauty of the water-snakes, many singing birds a -<br />

pear in the sky, and their appearance signals his freedom (200: 359-62):<br />

14


S. T. Coleridge’s “Christabel” Is Complete<br />

and Ends with Christabel’s Defeat<br />

Mustasem Tawfeek Al-khadr<br />

I heard the sky-lark sing;<br />

Sometimes all little birds that are,<br />

How they seemed to fill the sea and air<br />

With their sweet jargoning!<br />

Thus, this image in “Christabel” portrays Christabel, the dove,<br />

entangled and imprisoned by the serpent, Geraldine, who represents<br />

what suffocates freedom and imagination. On the other hand, serpents,<br />

which often hide themselves in dark places, in the Christian traditions<br />

symbolize the forces of death and darkness because the devil took the<br />

form of a snake when he tempted Eve and Adam to eat from the forbi -<br />

den tree. (Frye 1990: 157) “The serpent, because of its role in the Garden<br />

of Eden story, usually belongs on the sinister side of our catalogue in<br />

Western literature.” Therefore, the image of the serpent (Schulz 1964:37)<br />

cannot but be that of “self-destruction.” It is also worthwhile to note<br />

that because the image of the dove and the snake is seen in a dream, it<br />

indicates that the forces that threaten Christabel are mysterious and not<br />

easy to detect.<br />

Second, it is clear from the poem that Christabel feels more comfor -<br />

able in contact with nature where she can freely pray for her “betrothéd<br />

knight” in a natural environment congenial to romantic, creative i -<br />

agination where there is the wood, the moonlight, and the quietness of<br />

night. Coleridge believed that the communion between nature and the<br />

poet is an essential step to poetic creativity. This is clear in “Dejection:<br />

An Ode” when he states (366: 68) that poetic “Joy” arises from a feeling<br />

of “wedding” with “Nature.” Thus, Christabel, similar to the romantic<br />

poets, prays for her betrothéd knight within the sanctuary of nature to<br />

be elevated spiritually as a result of her communion with nature.<br />

Third, Christabel first meets Geraldine in Part I at night under the<br />

dim light of the moon, while Geraldine’s reality is exposed through the<br />

various events in Part II under the light of the sun. In Coleridge’s poetry<br />

the moon is associated with imagination while the sun is associated with<br />

everyday blunt reality and familiarity. For example, in The Ancient Ma -<br />

iner, the Mariner is exposed to hardship under the light of the sun, while<br />

15


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.15 - Febreuary 2009<br />

his spiritual revival, purification and appreciation of the water snakes<br />

happens under the auspices of the moon. However, Christabel’s case is<br />

different from the Mariner’s because she moves from being under the<br />

light of moon in her nocturnal journey to having painful relations with<br />

Geraldine under the light of the sun. Thus, Christabel is associated at the<br />

beginning with imagination and creativity as she is surrounded by the<br />

romantic scenes in the wood under the moon. Then she has undesirable<br />

links with Geraldine under the light of the sun.<br />

Fourth, Christabel’s purity and childlike simplicity are stressed<br />

in the poem. Christabel is depicted as having the innocence and purity<br />

of a child (226: 317- 18): “she seems to smile / As infants at a sudden<br />

light!” Coleridge places much emphasis on childlike characteristics and<br />

considers these as a sort of prerequisite to enter into the world of p -<br />

etic creativity when he says (Harper 1970: 144): “he who would enter<br />

the Kingdom of Poetry must become as a little child.” Thus, Christ -<br />

bel enters this kingdom and represents the pure world of imagination.<br />

Moreover, Coleridge emphasized this concept by depicting a child and<br />

his relations with his surroundings in the conclusion to “Christabel”<br />

depicting the child’s need, as Christabel, of (236: 272, 676) “love and pity”<br />

and not feelings of “rage and pain.”<br />

Fifth, The interior decoration of Christabel’s room exhibits her<br />

artistic sense, and by extension, her creative imagination: (222: 182-84)<br />

“The lamp with twofold silver chain / Is fastened to an angel’s feet /<br />

The Silver lamp burns dead and dim.” However, this description of the<br />

chain fastened to an angel’s feet mirrors Geraldine’s spell and grip over<br />

Christabel’s imagination and angelic aspiration.<br />

Sixth, Christabel is described as (226: 320) “a youthful hermitess”<br />

who is traditionally believed to possess certain creative powers like<br />

those of a poet because both depend on intuitions and epiphanic visions.<br />

However, though Christabel has one essential quality of a poet, creative<br />

intuition, she cannot transcend this threshold because of impediments<br />

represented by Geraldine.<br />

Seventh, Christabel is depicted as a noble soul related to the sky<br />

(223: 227-29):<br />

16


S. T. Coleridge’s “Christabel” Is Complete<br />

and Ends with Christabel’s Defeat<br />

Mustasem Tawfeek Al-khadr<br />

‘All they who live in the upper sky,<br />

Do love you, holy Christabel!<br />

And you love them, and for their sake.<br />

Because Christabel is holy, there is a bond of love between herself<br />

and the sky, which is associated in Coleridge’s poetry with creativity.<br />

However, Christabel cannot transform this love into joy like the person<br />

at the end of “Kubla Khan” who (298: 52-53) “on honeydew hath fed /<br />

And drunk the milk of Paradise.” The sky remains a haven to Christabel<br />

in all circumstances. Therefore, Christabel (223: 215) “raised to heaven her<br />

eyes” asking for help because (226: 330-331) “saints will aid if men will<br />

call: / For the blue sky bends over all!” This shows that the path to the<br />

sky leads to spirituality and purity and is always open. Even in case of<br />

complete lifelessness, the sky is seen as the place to which life clings and<br />

from where it starts. This is represented in the image of (365: 49-52)<br />

The one red leaf, the last of its clan,<br />

That dances as often as dance it can,<br />

Hanging so light, and hanging so high,<br />

On the topmost twig that looks up at the sky.<br />

Thus, this association between the sky and Christabel points to her<br />

deep spirituality, which is associated with creativity.<br />

Eighth, The words "vision" and "trance" are repeated in the poem,<br />

and these words are related to poetic imagination. There is a contrast b -<br />

tween Geraldine's touch and Christabel's visions (230: 463-65):<br />

The touch, the sight, had passed away,<br />

And in its stead that vision blest,<br />

Which comforted her after-rest.<br />

Christabel's main problem is that (226: 326) "she hath a vision<br />

sweet," but she is unable to transform that vision into intuitively cre -<br />

tive enterprises because of Geraldine's touch, which contaminates and<br />

infects Christabel's spirituality. In this respect, she is unlike the creative<br />

person at the end of "Kubla Khan" whose experience of a trance may<br />

17


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.15 - Febreuary 2009<br />

provide material for great poetry or music because she simply recounts<br />

the experience in shudders. However, "that vision blest" is not enough<br />

for reviving Christabel's spirituality and getting rid of Geraldine. The<br />

word "comforted" after the words "vision blest" show that this vision is<br />

an outlet for psychological turmoil.<br />

In addition to the above argument about what Christabel and Ge -<br />

aldine represent, I submit that Coleridge's attempt to execute a plan to<br />

finish "Christabel" in which Christabel will be victorious at the end is<br />

contrary to what both Christabel and Geraldine represent, and to the<br />

fact that Geraldine's spell on Christabel has completely crippled her<br />

will and spontaneity. My argument begins with the following quotation<br />

from Coleridge's early biographer, James Gillman, in which he gives an<br />

account (1838: 283) of how Coleridge, at one point in his life, envisaged<br />

how the poem should have been ended if it had to be completed:<br />

The story of Christabel is partly founded on the notion, that the virt -<br />

ous of this world save the wicked. The pious and good Christabel suffers<br />

and prays for “The weal of her lover that is far away,” exposed to various<br />

temptations in a foreign land; and she thus defeats the power of evil re -<br />

resented in the person of Geraldine. This is one main object of the tale.<br />

In the above quotation, Coleridge, who was a devoted Christian, is<br />

bringing in a reference to the Christian theology in which the redem -<br />

tion of humanity is based on Christ’s sufferings and good is always<br />

victorious over evil. Because of this line of thinking of how to finish<br />

“Christabel,” Coleridge could not pursue his pre-designed plan to make<br />

Christabel victorious over Geraldine, and he could not add any line of<br />

poetry to his poem. Therefore, studying “Christabel” thoroughly shows<br />

us that the logical flow of events lead to Geraldine’s victory, which is<br />

the opposite of what Coleridge planned to make of Christabel. This is<br />

evident from a number of signs in the poem that foreshadow how it will<br />

be ended, that is, with Christabel’s defeat.<br />

Arguments in support of the claim that Christabel represents Geraldine’s<br />

victory.<br />

First, from the very beginning of the poem the drowsy cock and the<br />

18


S. T. Coleridge’s “Christabel” Is Complete<br />

and Ends with Christabel’s Defeat<br />

Mustasem Tawfeek Al-khadr<br />

toothless mastiff bitch face Christabel before she started her journey,<br />

and when she set out on her nocturnal adventure to the wood near the<br />

castle, the only sound heard is the hooting of the owl. Such hooting is<br />

mostly found in deserted places, and thus considered by people as a<br />

symbol of superstitiousness, destruction and (May 1997) “a harbinger<br />

of death.” Besides the hooting of the owl, there is the coldness and the<br />

darkness of the night, which greet her as she steps out of the castle to the<br />

wood. These images bring immediately to the readers’ minds a sense of<br />

foreboding, a feeling that the destructive forces are many and strong.<br />

Second, during the night of her journey, Christabel is under the<br />

light of the moon, which “looks both small and dull” (216: 19) implying<br />

its waning strength, and thus reflects Christabel’s spirituality.<br />

Third, during Christabel’s nocturnal journey, there was not wind<br />

enough to move even (217: 46-47) “the ringlet curl / From the lovely l -<br />

dy’s cheek” or (217: 48-49) “to twirl / The one red leaf, the last of its clan”<br />

on a barren tree. To understand this image, let’s refer to The Ancient<br />

Mariner. On the one hand, the start of the Mariner’s plight is the cess -<br />

tion of the wind (190: 107-108): “Down dropt the breeze, the sails dropt<br />

down, / ‘Twas sad as sad could be,” and on the other hand, one main sign<br />

of the end of that plight and the start of the Mariner’s spiritual revival<br />

from Life-in-Death is the blowing of the wind (204: 457-460):<br />

It raised my hair, it fanned my cheek<br />

Like a meadow-gale of spring<br />

It mingled strangely with my fears<br />

Yet it felt like a welcoming.<br />

However, in reference to the context and atmosphere of “Christ -<br />

bel,” and its images of barrenness in nature, that are used, the image<br />

of the wind indicates that there is no chance for Christabel of a revival<br />

comparable to the Mariner.<br />

Fourth, the image of the (217: 49, 52) "red leaf, the last of its clan,"<br />

"On the topmost twig that looks up at the sky" is an image of barrenness<br />

in nature that reflects Christabel's spiritual void. Both Christabel and<br />

the barren twig look toward the sky for renewal, but since it is autumn,<br />

19


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.15 - Febreuary 2009<br />

the dryness of winter is very near. Instead of being rejuvenated and i -<br />

spired as a result of her adventure, Christabel meets Geraldine, with the<br />

disastrous consequences that ensue from the meeting.<br />

Fifth, Christabel's (216: 28) "own betrothéd knight," who is first me -<br />

tioned in the background of the dim light of the moon and the coldness<br />

of the surroundings, is another sign of Christabel's misery and isolation.<br />

From an atmosphere of hopelessness in "Christabel," we may say that the<br />

knight Christabel is waiting for is like the "tomorrow" in Macbeth, which<br />

will never come or like the persons in Waiting for Godot waiting en -<br />

lessly for Godot to come. This claim becomes more acceptable if we take<br />

into consideration the forces that triumph in Part II, and the fact that<br />

the “betrothéd knight” is not mentioned thereafter.<br />

Sixth, Geraldine’s ability to defeat Christabel mother’s soul and bid<br />

her to flee is another sign of the defeat of Christabel’s spiritual prote -<br />

tors, and thus accelerates her defeat (223: 211-13): “Off, woman, off! This<br />

hour is mine--/ Though thou her guardian spirit be, / Off, woman, off<br />

‘tis given to me.” This shows that there can be no reconciliation between<br />

Geraldine and Christabel mother’s soul because they represent two o -<br />

posite forces. This is clear from Geraldine’s second successful attempt<br />

to defeat the mother’s soul and bid her flee. Christabel is exposed to<br />

two powerful but opposite forces: the inspirational force represented by<br />

her mother’s soul and the forces of dryness represented by Geraldine.<br />

Thus, Christabel falls under the sway of a-life denying, diminishing force<br />

that drains her creative energies away, as represented by the rupture<br />

between her and her mother’s soul, in addition to Christabel’s giving<br />

the (222: 192) “cordial wine” to Geraldine.<br />

Seventh, Christabel’s echolalia of Geraldine’s unseen presence,<br />

of her snake-like hissing sound, and her inability to free herself from<br />

Geraldine’s clutches is understood symbolically when Geraldine takes<br />

Christabel in her arms (224: 263-64). It suggests that this is more an i -<br />

age of imprisonment, isolation and alienation than of love and frien -<br />

ship.<br />

20


S. T. Coleridge’s “Christabel” Is Complete<br />

and Ends with Christabel’s Defeat<br />

Mustasem Tawfeek Al-khadr<br />

Conclusion:<br />

From the above argument, readers of “Christabel” feel Christabel’s<br />

inability to defeat Geraldine. Thus, one can conclude from the poem’s<br />

images that Christabel is won for good by Life-in-Death. “Christabel”<br />

ends with Christabel’s ultimate defeat within the circle of the fearful<br />

isolation. She is unlike the Mariner who is freed when the Albatross is<br />

dropped from his neck. Geraldine remains as a coiling snake around<br />

Christabel’s neck, and silences her after becoming lord over Christabel’s<br />

every utterance. The “betrothéd knight” is away and his whereabouts are<br />

unknown. Christabel’s mother’s soul flees because Geraldine is stron -<br />

er. Leoline’s heart is overwhelmed by the soft feelings he has for Gera -<br />

dine and discards his daughter, which May (1997) considers as a logical<br />

end of the narrative in the poem. Bracy is already out of the castle and,<br />

like the betrothéd knight, will never return. All these make the castle a<br />

symbol of spiritual void. Thus, Christabel’s winter starts, and her end<br />

is sealed. Here we may apply Coleridge’s description of a slave’s situ -<br />

tion to describe Christabel’s complete defeat (Coburn 1951: 35): Like the<br />

slave, she seems to reach “a state out of which [she] cannot hope to rise.”<br />

What strengthens this idea is Coleridge saying (Yarlott 1967: 184) that<br />

if he had to write Part III of “Christabel,” it would have been “the song<br />

of her [Christabel’s] desolation.” “Christabel” echoes symbolically what<br />

Coleridge wrote about himself (Griggs 1956: 2, 714):<br />

The Poet is dead in me--my imaginative (or rather the Somewhat<br />

that had been imaginative) lies, like a Cold Snuff on the circular Rim of<br />

a Brass Candle-stick, without even a stink of Tallow to remind you that<br />

it was once cloathed and mitred with Flame.<br />

One can conclude that the poem must, as it is, end with Christabel’s<br />

defeat. Thus, the poem is well-rounded and tells a coherent story: It<br />

has a beginning, which is Christabel’s adventure to the wood. This is<br />

followed by events leading to a climax when Geraldine casts a spell on<br />

Christabel and she comes under it. Christabel’s eventual defeat and her<br />

complete spiritual isolation and barrenness effect a successful end to the<br />

plot of “Christabel.”<br />

21


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.15 - Febreuary 2009<br />

References:<br />

1. Bateson, F.W. (1966). English Poetry: A critical Study. London: Longman.<br />

2. Beer, John. (1977). Coleridge’s Poetic Intelligence. London: Macmillan.<br />

3. Charpentier, John. (1929). Coleridge: The Sublime Somnambulist.<br />

Trans. M.U. Mugent. London: Constable.<br />

4. Coburn, Kathleen, ed. (1951). Inquiring Spirit: A New Presentation of<br />

Coleridge from His Published and Unpublished Prose Writings.London:<br />

Routledge and Kegan Paul.<br />

5. Coleridge, Ernest Hartley, ed. ( 1912). Coleridge: Poetical Work. Reprinted<br />

in London: Oxford UP, 1967.<br />

6. Coleridge, S. T. (1936). Lectures on Shakespeare, Etc. Comp. J.M. Dent<br />

and Sons. Every Man’s Library 162. London: J.M. Dent and Sons. It<br />

includes three Books: Literary Remains, A Course of Lectures, and<br />

Lectures on Shakespeare and Milton.<br />

7. Project Gutenberg, ed. (2005). Specimens of the Table Talk of S.T. Coleridge,<br />

1833. Reprinted in Project Gutenberg E-Book, 2005.<br />

8.<br />

http://www.gutenberg.org/dirs/etext05/8tabc10.txt<br />

Frye, Northrop. Anatomy of Criticism: Four Essays. Princeton: Princeton<br />

UP. 1957. London: Penguin Books, 1990.<br />

9. Gillman, James. (1838). The Life of Samuel Taylor Coleridge. London.<br />

Reprinted in Project Gutenberg E-Book, 2005,<br />

http://www.gutenberg.org/dirs/etext05/8smtg10.txt<br />

10. Griggs, Earl Leslie, ed. (1956). Collected Letters of Samuel Taylor Coleridge.6<br />

Vols. London: Oxford UP.<br />

11. Harding, Anthony John. (1974). Coleridge and the Idea of Love: Aspects<br />

of Relationship in Coleridge’s thought and writing. London:<br />

Cambridge UP.<br />

12. Harper, George Mclean. (1970). “Gems of purest ray.” 131-47. Reprinted<br />

in Coleridge: Studies by Several Hands on the Hundredth Anniversary<br />

of His Death, 1934. Eds. Blunden, and Griggs. (1970). New York:<br />

22


S. T. Coleridge’s “Christabel” Is Complete<br />

and Ends with Christabel’s Defeat<br />

Mustasem Tawfeek Al-khadr<br />

Russel and Russel.<br />

13. Holmes, Richard. (1989). Coleridge: Early Visions. London: Penguin.<br />

14. Hough, Graham. (1963). “Wordsworth and Coleridge.” The Romantic<br />

Poets. London: Hutchinson U Library, 25-96.<br />

15. House, Humphry. ( 1953). Coleridge: The Clark Lectures 1951-52. London:<br />

Rupert Hart Davis.<br />

16. Knight, G. Wilson. (1968). The Starlit Dome: Studies in the Poetry of<br />

Vision.London: Methues.<br />

17. May, Claire B. (1997). ‘”Christabel” and Abjection: Coleridge’s Narrative<br />

in Process / on Trial’. Studies in English Literature, 1500-1900,<br />

37(4), 699+. Houston, Texas: Rice University<br />

18. Nethercot, Arthur H. (1962). The Road to Tryermaine: A study of the<br />

History, Background, and Purpose of Coleridge’s “Christabel”. New<br />

York: Russet and Russet.<br />

19. Schulz, Max F. (1964). The Poetic Voices o f Coleridge: A Study of His<br />

Desire for Spontaneity and Passion for Order. Detroit: Wayne State UP.<br />

20. Walsh, William. (1973). Coleridge: The Work and the Relevance. London:<br />

Chatto and Williams.<br />

21. Watson, George. (1970). Coleridge the Poet. London: Routledge and<br />

Kegan Paul.<br />

22. Yarlott, Geoffrey. (1967). Coleridge and the Abyssinian Maid. London:<br />

Methuen.<br />

23


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.15 - Febreuary 2009<br />

24

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!