05.06.2014 Views

نسخة pdf - جامعة القدس المفتوحة

نسخة pdf - جامعة القدس المفتوحة

نسخة pdf - جامعة القدس المفتوحة

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

جامعة القدس المفتوحة<br />

مجلة<br />

للأبحاث والدراسات


توجه املراسالت واألحباث على العنوان اآلتي:‏<br />

رئيس هيئة حترير جملة جامعة القدس املفتوحة<br />

جامعة القدس املفتوحة<br />

‏ص.ب:‏ 51800<br />

هاتف:‏ -2984491 02<br />

فاكس:‏ -2984492 02<br />

بريد الكرتوين:‏ hsilwadi@qou.edu<br />

تصميم وإخراج فني:‏<br />

قسم التصميم الجرافيكي واإلنتاج<br />

برنامج البحث العلمي والدراسات العليا<br />

جامعة القدس المفتوحة<br />

هاتف:‏ -2952508 02


املشرف العام<br />

أ.د.‏ يونس عمرو<br />

رئيس اجلامعة<br />

هيئة تحرير المجلة:‏<br />

رئيس التحرير<br />

أ.د.‏ حسن عبدالرمحن سلوادي<br />

مدير برنامج البحث العلمي والدراسات العليا<br />

هيئة التحرير


قواعد النشر والتوثيق<br />

تنشر اجمللة البحوث والدراسات األصلية املرتبطة بالتخصصات العلمية ألعضاء اهليئة التدريسية<br />

والباحثني يف جامعة القدس املفتوحة وغريها من اجلامعات احمللية والعربية والدولية،‏ مع اهتمام خاص<br />

بالبحوث املتعلقة بالتعليم املفتوح والتعليم عن بعد،‏ وتقبل أيضا األحباث املقدمة إىل مؤمترات علمية<br />

حمكمة واملراجعات والتقارير العلمية وترمجات البحوث.‏<br />

يرجى من األخوة الباحثني الراغبني يف نشر حبوثهم االقتداء بقواعد النشر والتوثيق االتية:‏<br />

‏.‏‎1‎تُقبل 1 األحباث باللغتني العربية واإلجنليزية.‏<br />

‎2‎أن . 2 ال يزيد حجم البحث عن 35 صفحة »8000 » كلمة تقريبا مبا يف ذلك اهلوامش<br />

واملراجع.‏<br />

‏.‏‎3‎أن 3 يتسم البحث باألصالة وميثل إضافة جديدة إىل املعرفة يف ميدانه.‏<br />

‎4‎يقدم . 4 الباحث حبثه منسوخا على ‏»قرص مرن / Disk A أو » CD مع ثالث نسخ مطبوعة منه،‏<br />

غري مسرتجعة سواء نشر البحث أم مل ينشر.‏<br />

‎5‎يرفق . 5 مع البحث خالصة مركزة يف حدود »100 - 150 » كلمة.ويكون هذا امللخص<br />

باللغة اإلجنليزية إذا كان البحث باللغة العربية ويكون باللغة العربية إذا كان البحث باللغة<br />

اإلجنليزية.‏<br />

.6 6 ينشر البحث بعد إجازته من حمكمني اثنني على األقل ختتارهم هيئة التحرير بسرية تامة من<br />

بني أساتذة خمتصني يف اجلامعات ومراكز البحوث داخل فلسطني وخارجها على أن ال تقل رتبة<br />

احملكم عن رتبة صاحب البحث.‏


مجلة<br />

جامعة القدس المفتوحة<br />

لألبحاث والدراسات<br />

‏.‏‎7‎أن 7 يتجنب الباحث أي إشارة قد تشري أو تدلل على شخصيته يف أي موقع من البحث.‏<br />

‏.‏‎8‎يزود 8 الباحث الذي نشر حبثه خبمس نسخ من العدد الذي نشر فيه،‏ باإلضافة إىل ثالث مستالت<br />

منه.‏<br />

‏.‏‎9‎تدون 9 اإلحاالت املرجعية يف هناية البحث وفق النمط اآلتي:‏ إذا كان املرجع أو املصدر<br />

كتابا فيثبت اسم املؤلف،عنوان الكتاب أو البحث،‏ اسم املرتجم أو احملقق ‏)مكان<br />

النشر،الناشر،‏ الطبعة،‏ سنة النشر(‏ اجلزء أو اجمللد،‏ رقم الصفحة،‏ أما إذا كان املرجع جملة<br />

فيثبت املؤلف،‏ عنوان البحث،‏ اسم اجمللة،‏ عدد اجمللة وتارخيها،‏ رقم الصفحة.‏<br />

‎10‎ترتب 10 املراجع واملصادر يف هناية البحث ‏»الفهرس«‏ حسب احلروف األجبدية لكنية / عائلة املؤلف<br />

ثم يليها اسم املؤلف،عنوان الكتاب أو البحث،‏ ‏)مكان النشر،الناشر،‏ الطبعة،‏ سنة النشر(‏ اجلزء<br />

أو اجمللد.‏<br />

111 بإمكان الباحث استخدام منط » APA» Style يف توثيق األحباث العلمية والتطبيقية،‏ حيث<br />

يشار إىل املرجع يف املنت بعد فقرة االقتباس مباشرة وفق الرتتيب اآلتي:‏ ‏»اسم عائلة املؤلف،سنة<br />

النشر،رقم الصفحة«.‏<br />

جميع األفكار في المجلة تعبّر عن آراء كاتبيها وال تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المجلة


المحتويات<br />

األحباث<br />

حتليل نتائج طلبة الصف السادس األساسي في االختبار الوطني<br />

الفلسطيني ملقرر العلوم العامة وفقاً‏ لبعض املتغيرات<br />

د.‏ محمد عبد الفتاح شاهني .................................................................................11<br />

داللة التمايز في مستويات التفكير التأملي لدى طلبة<br />

الصف العاشر األساسي في ضوء فاعلية الذات الرياضية<br />

د.‏ عادل ريان ...............................................................................................................49<br />

البحث العلمي-‏ خطته وأصالته ونتائجه<br />

أ.د.‏ حسني مطاوع الترتوري ....................................................................................81<br />

سقوط الدولة الفاطمية في املغرب ونبذ التشيع<br />

د.‏ عبد الرؤوف جرار .................................................................................................. 117<br />

‏)كرمة في ظالل احلرم(-‏ قراءة حتليلية نقدية في مجموعة<br />

أماني اجلنيدي القصصية-‏ ‏)رجل ذكي ونساء بليدات(‏<br />

أ.د.‏ نادي ساري الديك ..............................................................................................155<br />

جتليات اخلطاب الصوفي في شعر رمي حرب<br />

د.‏ إحسان الديك ......................................................................................................209


مجلة<br />

جامعة القدس المفتوحة<br />

لألبحاث والدراسات<br />

حتديات التنمية الزراعية في قطاع غزة ‎1968‎م – ‎2005‎م<br />

د.‏ فوزي سعيد اجلدبة .....................................................................................249<br />

املقاالت<br />

معايير اجلودة في التعلم املدمج-‏ جامعة القدس املفتوحة منوذجاً‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف ....................................................................................................291


الأبحاث


حتليل نتائج طلبة الصف السادس<br />

األساسي يف االختبار الوطين الفلسطيين<br />

ملقرر العلوم العامة وفقاً‏ لبعض املتغريات<br />

د.‏ حممد عبد الفتاح شاهني<br />

أستاذ مشارك في المناهج واألساليب،‏ منطقة الخليل التعليمية،‏ جامعة القدس المفتوحة.‏<br />

11


نتائج طلبة الصف السادس األساسي في االختبار حتليل<br />

الفلسطيني ملقرر العلوم العامة وفقاً‏ لبعض املتغيرات الوطني<br />

محمد عبد الفتاح شاهني د.‏<br />

ملخص:‏<br />

تناولت الدراسة حتليل نتائج طلبة الصف السادس االأساسي يف االختبار الوطني<br />

الفلسطيني ملقرر العلوم العامة،‏ وفقاً‏ لبعض املتغريات املتعلقة بالطالب،‏ واملدرسة،‏<br />

واملعلم.‏ وقد تكوَّن جمتمع الدراسة من جميع طلبة الصف السادس االأساسي يف حمافظة<br />

اخلليل الذين تقدموا لالختبار الوطني يف مقرر العلوم العامة يف العام الدراسي 2007/<br />

2008، وبلغ عددهم )14736( طالباً‏ وطالبة,‏ واختريت عينة طبقية عنقودية منهم قوامها<br />

)3171( طالباً‏ وطالبة موزعني على )94( ‏شعبة دراسية،‏ وحصل الباحث على نتائجهم<br />

يف االختبار الوطني من ‏سجالتهم املدرسية،‏ فيما حصل على البيانات اخلاصة بتقديرات<br />

املعلمني من اأقسام االإرشاف يف مديريات الرتبية والتعليم.‏<br />

وقد اأظهرت نتائج الدراسة وجود فروق ذات داللة اإحصائية بني متوسطات حتصيل<br />

طلبة الصف السادس االأساسي يف االختبار الوطني ملقرر العلوم وفقاً‏ ملتغريات جنس<br />

الطالب،‏ وجنس املدرسة,‏ وحجم الصف،‏ واملديرية،‏ وجنس املعلم,‏ وموؤهله العلمي,‏<br />

وتخصصه,‏ وعدد ‏سنوات خربته،‏ يف حني عدم وجود عالقة دالة اإحصائياً‏ بني متوسطات<br />

حتصيل طلبة الصف السادس االأساسي،‏ وتقديرات معلميهم من قبل مديري املدارس<br />

واملرشفني.‏<br />

12


جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

مجلة<br />

Abstract:<br />

This study discussed the achievement of the sixth primary grade students<br />

in the national general science test in accordance with some variables.<br />

related to the student, teacher and the school. The population of the study<br />

consisted of all the sixth primary grade male and female students in the<br />

directorates of education in the district of Hebron. These are students who sat<br />

for national test in science in the academic year 2007 / 2008 and their number<br />

amounted to (14736) students. A stratified cluster sample of (3171) students<br />

was selected and divided into (94) sections. Their results of the national test<br />

were obtained from schools’ records. The data related to the ratings of the<br />

teachers was obtained from the directorates of education. The results of the<br />

study revealed statistical significance differences between the means of the<br />

achievement of the sixth primary grade students in the national science test<br />

according to the variables of the students’ gender , school gender ,class size ,<br />

the directorate and teacher gender, qualifications, specialization and of years<br />

of experience.<br />

It was also clear that there was no significant statistical relationship<br />

between the sixth grade students’ achievement means and their teachers’<br />

ratings by school principals and supervisors.<br />

13


نتائج طلبة الصف السادس األساسي في االختبار حتليل<br />

الفلسطيني ملقرر العلوم العامة وفقاً‏ لبعض املتغيرات الوطني<br />

محمد عبد الفتاح شاهني د.‏<br />

مقدمة الدراسة وخلفيتها:‏<br />

يوؤدي التقومي دوراً‏ مهماً‏ يف احلقل الرتبوي،‏ حيث ينصب الرتكيز يف ‏ضوئه على<br />

‏ضمان حتسني نوعية برامج التعليم،‏ وجودتها وتطويرها والتحقق من مدى وفائها بتقدمي<br />

خدمات تعليمية جيدة،‏ وهذا ما يجعله اأداة مهمّة يف املتابعة واملراقبة املستمرة لعمليات<br />

املنظومة الرتبوية , وما حققته من مستويات وطنية اأو دولية ‏)عالم ,2002( .<br />

ونظرا الأهمية التقومي ودوره يف ‏ضمان جودة التعليم وحتسني مستويات حتصيل<br />

الطالب،‏ فاإن االأهداف التي يرمي اإليها ال ميكن حتقيقها اإال باإجراء عملية اإصالح ‏شاملة<br />

الإجراءات التقومي ووسائله،‏ ولذلك طراأ حتول يف توجهات عملية التقومي من الرتكيز على<br />

تقومي التعلم اإىل مفهوم التقومي للتعلم , مبعنى توظيف التقومي لتحسني تعلم الطالب<br />

‏)احلكمي,‏ 2007( . وهذا يتطلب توفري نظام تقوميي يتيح فرص التعاون واملشاركة من قبل<br />

جميع ذوي العالقة بالعملية التعليمية من خرباء ومستشارين،‏ ومتخصصني يف املناهج<br />

والقياس والتقومي وعلم النفس الرتبوي الإعداد اختبارات حتصيلية تتمتع بخصائص<br />

‏سيكومرتية مناسبة,يتمخض عن نتائجها تعزيز ثقة اأولياء االأمور،‏ واملهتمني بسوؤون<br />

التعليم باإجراءات التقومي والنتائج املرتتبة عليها ‏)الدورسي,‏‎2004‎‏(‏ .<br />

اإن هذه املعطيات تعزز الفكرة القائمة على اإصالح التقومي،‏ باعتباره اخلطوة االأساسية<br />

االأوىل الإصالح التعليم،‏ واالرتقاء مبستوى جودة خمرجاته،‏ بحيث ينصب التقومي على<br />

جميع عنارص املوقف التعليمي،‏ ويف مقدمتها اجلوانب املرتبطة بالتحصيل الدراسي الذي<br />

يتعرض اليوم لكثري من املشكالت املرتبطة باإعداد اأدواته,‏ واأبرزها االختبارات التحصيلية<br />

واملعايري التي يُستند اإليها يف تفسري عالمات الطالب التي يحصلون عليها يف االختبارات<br />

‏)غنيم,‏‎2003‎‏(.‏<br />

لذلك اجتهت اأنظار الباحثني والرتبويني واملدرسني اإىل االهتمام بظاهرة التحصيل<br />

الدراسي يف خمتلف اأنحاء العامل,ال ‏سيما بعد مالحظة تدين مستويات حتصيل الطلبة يف<br />

املدارس،‏ ويف املراحل التعليمية املختلفة،‏ مما يشري اإىل فشل املتعلمني يف حتقيق االأهداف<br />

املوضوعة,‏ وهذا ما اأسفرت عنه نتائج االختبارات الدولية التي يجري تطبيقها يف كثري من<br />

دول العامل ومنها اختبار )TIMSS( واختبار (PISA) , اإضافة اإىل االختبارات الوطنية التي<br />

يجري تطبيقها يف كثري من دول العامل,‏ وعلى راأسها البلدان العربية،‏ فقد اأفاد تقرير التنمية<br />

االإنسانية العربي لعام 2003 اأن اأخطر املشكالت التي تواجه التعليم يف البالد العربية<br />

14


جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

مجلة<br />

تردي نوعيته،‏ مما اأدى اإىل فقدان هدفه التنموي االإنساين،‏ وقد عزا التقرير ذلك اإىل قلة<br />

املوارد,‏ وتردي السياسات الرتبوية واملناهج،‏ وسوء اأوضاع املعلمني املهنية واالقتصادية،‏<br />

وتدين مستويات اإجراءات التقومي واأساليبه،‏ واستشهد التقرير ببعض الدراسات التي تناولت<br />

التحصيل الدراسي يف املرحلة االأساسية من خالل نتائج االختبارات التي وصفت باأنها<br />

تفتقر للبعد املقارن الذي يتيح استخالص العرب،‏ وتوفري موؤرشات حقيقية عن نوعية التعليم<br />

يف املرحلة االأساسية.‏<br />

وعلى الرغم من اجلهود التي بذلت الإصالح التعليم يف اأنحاء خمتلفة من العامل،‏ ومنها<br />

العامل العربي ملواجهة استحقاقات االإصالح االقتصادي ومتطلباته،‏ على اعتبار اأن التعليم<br />

ميثل مدخالً‏ لالإصالح االقتصادي،‏ فاإن هذه اجلهود – لالأسف - مل حتدد روؤية واضحة<br />

للتعليم واسرتاتيجياته وخططه،‏ واملعايري التي تضمن جودته،‏ ويعتمد عليها يف التاأكد من<br />

حتقيقه الأهدافه،‏ فقد اأولت بعض البالد العربية موضوع التقومي اأهمية خاصة باعتباره<br />

مدخالً‏ لالإصالح التعليمي,‏ كما اأوصت بذلك العديد من املنظمات الدولية املعنية بسوؤون<br />

التعليم،‏ وذلك قبل انعقاد موؤمتر داكار عام‎2000‎ وبعده حتت ‏شعار التعليم للجميع،‏ الذي<br />

اأكد على دعم اجلهود الوطنية للقيام مبراقبة النظم التعليمية يف الدول املختلفة ومتابعتها،‏<br />

مبا يف ذلك اإجراء عمليات تقومي بشكل دوري للحصول على موؤرشات ميكن االستفادة منها<br />

يف تطوير السياسات التعليمية فيها حارضاً‏ ومستقبالً‏ وحتديثها ‏)الكمي,‏‎2002‎‏(‏ .<br />

وبالتايل فاإن ‏صناع القرار يف املوؤسسات التعليمية والباحثني ينشدون احلصول<br />

على موؤرشات اإحصائية واقعية عن طبيعة النظام الرتبوي,فنظام املوؤرشات الواقعية من<br />

املفاهيم املهمّة ذات العالقة باإجراءات تقومي التعليم,حيث يصمم نظام املوؤرشات ليتعدى<br />

اإطار احلصول عليها اإىل توفري معلومات حول مستوى اأداء عنارص النظام التعليمي،‏ ولهذا<br />

ينبغي النظر للموؤرشات باعتبارها اأكرث ‏شمولية،‏ وتطال املخرجات الرتبوية والعوامل<br />

املوؤثرة فيها مع حتليل دقيق للعالقات بني العديد من املتغريات ذات العالقة،‏ وبني درجة<br />

التفاعل بينها ‏)الكمي,‏‎2002‎‏(‏ .<br />

فتقومي التحصيل الدراسي للمتعلمني يوفر بيانات ومعلومات على درجة كبرية من<br />

االأهمية،‏ تقدم يف ‏ضوئها التغذية الراجعة للمتعلمني من اأجل تدعيم تقدمهم نحو حتقيق<br />

االأهداف،‏ كما تقدم تغذية راجعة للمعلمني اأنفسهم لتحسني مستويات اأدائهم التدريسي،‏<br />

وتقومي مدى وفاء املقررات الدراسية باالأهداف املنشودة اإضافة اإىل تطوير االإدارات<br />

املدرسية،‏ وعمليات االإرشاد والتوجيه يف املدارس،‏ كما يعزز احلرص لدى املسوؤولني<br />

وصناع القرار على التوجه نحو جودة التطوير البرشي.‏ من هنا فاإن موؤرشات التحصيل<br />

15


نتائج طلبة الصف السادس األساسي في االختبار حتليل<br />

الفلسطيني ملقرر العلوم العامة وفقاً‏ لبعض املتغيرات الوطني<br />

محمد عبد الفتاح شاهني د.‏<br />

الدراسي لدى الطالب اأصبحت ال تتوقف عندهم واإمنا تتعداهم لتطال اأبعاد تقومي عنارص<br />

العملية التعليمية كافة،‏ وهناك من ذهب اإىل اعتماد نتائج الطالب يف االختبارات التحصيلية<br />

باعتبارها موؤرشات ينبغي االعتماد عليها يف تقومي املعلمني واملدارس،‏ فما زال هناك<br />

جدل بني الباحثني واملهتمني،‏ وصناع القرار يف خمتلف البلدان حول اعتماد موؤرشات<br />

حتصيل الطالب اأساساً‏ يف تقومي املعلمني )2006 al, )Joshua et. .<br />

الأجل هذا نشطت جهود الباحثني يف دراسة التحصيل الدراسي للطالب،‏ وعالقته<br />

بالعديد من املتغريات االجتماعية والتعليمية واالإدارية،‏ ويف فلسطني استاأثرت هذه<br />

القضية باهتمام بعض اجلهات ذات العالقة،‏ يف الوقت الذي اعترب فيه ‏ضعف حتصيل<br />

طالب املرحلة االأساسية يف خمتلف املقررات من اأخطر التحديات التي تواجه املوؤسسة<br />

التعليمية,‏ فقد اأوضحت العديد من الدراسات على مستوى العامل باأرسه وجود عالقة بني<br />

التحصيل الدراسي وبني املستوى االقتصادي واالجتماعي والتعليمي,‏ اإضافة اإىل طبيعة<br />

املناخات املدرسية واجتاها ت الطلبة نحو الدراسة والكفاءة املهنية للمعلمني ‏)حماد<br />

والهباش,‏‎2005‎‏(‏ .<br />

وعلى اأثر التوجهات الدولية والعربية للمشاركة يف االختبارات الدولية،‏ واعتماد<br />

اختبارات وطنية،‏ فقد اشرتكت العديد من الدول العربية يف اختبار )TIMSS( العاملي,‏ كما<br />

اعتمدت العديد من الدول ومنها دول اخلليج العربي والسودان واالأردن ودول املغرب العربي<br />

اختبارات وطنية الأهميتها على ‏صعيد تطوير النظم التعليمية فيها،‏ واالإسهام يف مساعدة<br />

املعلمني على كشف ما يقومون به يف املدارس ‏)الرصاف,‏ 2002( .<br />

ويلخص ‏)احلكمي,‏ 2007( اأهداف االختبارات الوطنية يف حتسني االأداء التدريسي<br />

للمعلمني واالعتماد على معلومات دقيقة يستندون اإليها يف اتخاذ قرارات حاسمة تتعلق<br />

مبختلف جوانب العملية التعليمية،‏ وتدعيم نظم املساءلة واملحاسبة،‏ وحتسني املناهج<br />

واملناخات املدرسية مع الرتكيز على وضع قواعد ‏سليمة لتصميم اختبارات حتصيلية<br />

تتمتع بدرجة عالية من اجلودة.‏ ويف عام 2003 طُ‏ بَّق )TIMSS( الأول مرة يف فلسطني على<br />

عينة ممثلة لطلبة الصف الثامن االأساسي،‏<br />

وذلك الختبار نوعية التعليم الفلسطيني،‏ اأما االختبارات الوطنية فقد عمدت وزارة<br />

الرتبية والتعليم اإىل تبني اإسرتاتيجية التقومي الوطني عرب ‏سلسلة من االختبارات الوطنية<br />

املقننة يف اللغة العربية واللغة االجنليزية والرياضيات والعلوم يف ‏صفوف متعددة من<br />

املرحلة االأساسية ‏)وزارة الرتبية والتعليم العايل الفلسطينية،‏ 2005( .<br />

16


جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

مجلة<br />

وعلى الرغم من هذه اجلهود،‏ فقد لوحظ من خالل تقرير (2008 (NCES, . تراجع يف<br />

حتصيل طلبة الصف الثامن االأساسي يف العلوم العامة والرياضيات عند مقارنة نتائج<br />

اختبار )TIMSS( يف االأعوام )2003- 2007( يف بعض البلدان العربية ومنها فلسطني،‏<br />

كما تبني اأن حتصيل االإناث اأفضل من حتصيل الذكور،‏ حيث تراوحت متوسطات حتصيل<br />

طلبة البلدان العربية عام 2007 ما بني )248- 466( للذكور وما بني )499- 535(<br />

لالإناث.‏ اأما يف فلسطني فقد بلغ متوسط حتصيل الطالب يف العلوم العامة عام 2003<br />

)435( ويف عام 2007 بلغ )404( .<br />

ونظرا لهذا الرتاجع يف مستويات حتصيل الطالب،‏ فقد ارتاأى الباحث القيام بهذه<br />

الدراسة ملعرفة العالقة بني التحصيل الدراسي وبني بعض املتغريات املتعلقة باجلنس،‏<br />

وموقع املدرسة ونوعها،‏ اإضافة اإىل متغريات اأخرى تتعلق باملعلم،‏ وعلى راأسها مستوى<br />

اأدائه التدريسي,‏ للتعرف اإىل بعض العوامل والفروقات ذات العالقة بالتحصيل الدراسي يف<br />

املدارس االأساسية الفلسطينية.‏<br />

مشكلة الدراسة وأسئلتها:‏<br />

نظراً‏ لوجود توجه دويل عام الإصالح التعليم،‏ وجتويده،‏ بعد اكتشاف تدين مستويات<br />

حتصيل الطالب يف مرحلة التعليم االأساسي خاصة يف مقررات اأساسية متعددة,‏ ومنها<br />

العلوم على الصعيدين العاملي والعرب )2008 )NCES, ، فقد وجدت العديد من البلدان<br />

العربية،‏ ومنها فلسطني اأمامها حتدياً‏ كبرياً‏ لبناء قاعدة موؤرشات مبنية على معلومات<br />

وبيانات دقيقة،‏ وذات اأهمية لالستناد عليها يف اتخاذ القرارات املوجهة نحو اإصالح<br />

التعليم وتطويره،‏ ولعل فلسطني من اأكرث البلدان العربية عناية بهذا االأمر,‏ وبخاصةً‏ بعد<br />

تسلم السلطة الوطنية مسوؤولياتها يف كل القطاعات املدنية وتطبيق املناهج الفلسطينية،‏<br />

لذا فاإن هذه الدراسة ‏سوف تسلط الضوء على ‏»حتليل نتائج طلبة الصف السادس االأساسي<br />

يف االختبار الوطني الفلسطيني ملقرر العلوم العامة يف ‏ضوء بعض املتغريات«‏ .<br />

لذا تسعى هذه الدراسة للإجابة عن الأسئلة الآتية:‏<br />

1 بني متوسطات<br />

. ‎1‎هل توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى (0.05 ≤ α)<br />

حتصيل طلبة الصف السادس االأساسي يف االختبار الوطني الفلسطيني ملقرر<br />

العلوم العامة،‏ تعزى ملتغري جنس الطالب؟<br />

17


نتائج طلبة الصف السادس األساسي في االختبار حتليل<br />

الفلسطيني ملقرر العلوم العامة وفقاً‏ لبعض املتغيرات الوطني<br />

محمد عبد الفتاح شاهني د.‏<br />

‎2‎هل . 2 توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى (0.05 ≤ α) بني متوسطات<br />

حتصيل طلبة الصف السادس االأساسي يف االختبار الوطني الفلسطيني ملقرر<br />

العلوم العامة،‏ تعزىً‏ ملتغريات:‏ املديرية،‏ وجنس املدرسة،‏ وحجم الصف<br />

الدراسي؟<br />

‎3‎هل . 3 توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى (0.05 ≤ α) بني متوسطات<br />

حتصيل طلبة الصف السادس االأساسي يف االختبار الوطني الفلسطيني ملقرر<br />

العلوم العامة،‏ تعزى ملتغريات:‏ جنس املعلم،‏ واملوؤهل العلمي،‏ والتخصص،‏ و<br />

اخلربة،‏ واملوؤهل الرتبوي؟<br />

‎4‎هل . 4 توجد عالقة ذات داللة اإحصائية عند مستوى (0.05 ≤ α) بني متوسطات<br />

حتصيل طلبة الصف السادس االأساسي يف االختبار الوطني الفلسطيني ملقرر<br />

العلوم العامة وبني تقديرات معلميهم من قبل مديري املدارس واملرشفني؟ .<br />

أهداف الدراسة:‏<br />

تهدف هذه الدراسة اإىل:‏<br />

‏.‏‎1‎حتليل 1 نتائج طلبة الصف السادس االأساسي يف االختبار الوطني الفلسطيني ملقرر<br />

العلوم العامة يف ‏ضوء بعض املتغريات املتعلقة بالطالب واملدرسة.‏<br />

‏.‏‎2‎فحص 2 داللة العالقة بني مستوى االأداء التدريسي للمعلم وبني مستوى حتصيل<br />

طالبه.‏<br />

أهمية الدراسة:‏<br />

تنبع اأهمية هذه الدراسة من االعتبارات االآتية:‏<br />

‏.‏‎1‎اأهمية 1 املوضوع الذي تتناوله،‏ واملتعلق بالتحصيل الدراسي لطلبة الصف<br />

السادس االأساسي يف مبحث ‏)مقرر(‏ اأساسي يُركَّ‏ ز عليه عاملياً‏ على اعتبار اأن<br />

التحصيل ميثل املخرجات االأساسية التي تشكل حصيلة عمليتي التعليم والتعلم.‏<br />

.2 2 تشكل الدراسة منطلقاً‏ الإجراء املزيد من الدراسات واالأبحاث من قبل الباحثني،‏<br />

بغية احلصول على موؤرشات اأوسع واأكرب عن واقعنا التعليمي يف املرحلة<br />

االأساسية.‏<br />

18


جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

مجلة<br />

‏.‏‎3‎متثل 3 اإضاءة الأولياء االأمور حول واقع حتصيل اأبنائهم،‏ بغية اإيجاد منظومة<br />

تعاونية لتعزيز تطور عمليتي التعليم والتعلم وحتسني اإجراءات التقومي.‏<br />

فرضيات الدراسة:‏<br />

‎1‎ال . 1 توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى (0.05 ≤ α) بني متوسطات<br />

حتصيل طلبة الصف السادس االأساسي يف االختبار الوطني الفلسطيني ملقرر<br />

العلوم العامة،‏ تعزى ملتغري جنس الطالب.‏<br />

‎2‎ال . 2 توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى (0.05 ≤ α)، بني متوسطات<br />

حتصيل طلبة الصف السادس االأساسي يف االختبار الوطني الفلسطيني ملقرر<br />

العلوم العامة،‏ تعزى ملتغري املديرية.‏<br />

‎3‎ال . 3 توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى (0.05 ≤ α) ، بني متوسطات<br />

حتصيل طلبة الصف السادس االأساسي يف االختبار الوطني الفلسطيني ملقرر<br />

العلوم العامة،‏ تعزى ملتغري جنس املدرسة.‏<br />

‎4‎ال . 4 توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى (0.05 ≤ α) ، بني متوسطات<br />

حتصيل طلبة الصف السادس االأساسي يف االختبار الوطني الفلسطيني ملقرر<br />

العلوم العامة،‏ تعزى ملتغري حجم الصف الدراسي.‏<br />

‎5‎ال . 5 توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى (0.05 ≤ α) ، بني متوسطات<br />

حتصيل طلبة الصف السادس االأساسي يف االختبار الوطني الفلسطيني ملقرر<br />

العلوم العامة،‏ تعزى ملتغري جنس املعلم.‏<br />

‎6‎ال . 6 توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى (0.05 ≤ α) ، بني متوسطات<br />

حتصيل طلبة الصف السادس االأساسي يف االختبار الوطني الفلسطيني ملقرر<br />

العلوم العامة،‏ تعزى ملتغري املوؤهل العلمي للمعلم.‏<br />

‎7‎ال . 7 توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى (0.05 ≤ α) ، بني متوسطات<br />

حتصيل طلبة الصف السادس االأساسي يف االختبار الوطني الفلسطيني ملقرر<br />

العلوم العامة،‏ تعزى ملتغري تخصص املعلم.‏<br />

، 8 بني متوسطات<br />

. ‎8‎ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى (0.05 ≤ α)<br />

حتصيل طلبة الصف السادس االأساسي يف االختبار الوطني الفلسطيني ملقرر<br />

العلوم العامة،‏ تعزى ملتغري خربة املعلم.‏<br />

19


نتائج طلبة الصف السادس األساسي في االختبار حتليل<br />

الفلسطيني ملقرر العلوم العامة وفقاً‏ لبعض املتغيرات الوطني<br />

محمد عبد الفتاح شاهني د.‏<br />

‎9‎ال . 9 توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى (0.05 ≤ α) ، بني متوسطات<br />

حتصيل طلبة الصف السادس االأساسي يف االختبار الوطني الفلسطيني ملقرر<br />

العلوم العامة،‏ تعزى ملتغري املوؤهل الرتبوي للمعلم.‏<br />

‎1010‎ال توجد عالقة ذات داللة اإحصائية عند مستوى (0.05 ≤ α) بني متوسطات<br />

حتصيل طلبة الصف السادس االأساسي يف االختبار الوطني الفلسطيني ملقرر<br />

العلوم العامة وبني تقديرات معلميهم من قبل مديري املدارس واملرشفني.‏<br />

حدود الدراسة:‏<br />

متت هذه الدراسة يف نطاق احلدود االآتية:‏<br />

‏.‏‎1‎طلبة 1 الصف السادس االأساسي املتقدمني لالختبار الوطني يف مقرر العلوم العامة<br />

خالل العام الدراسي 2008. 2007/<br />

‏.‏‎2‎املدارس 2 احلكومية التابعة ملديريات الرتبية والتعليم يف حمافظة اخلليل.‏<br />

‏.‏‎3‎نتائج 3 طلبة الصف السادس االأساسي يف االختبار الوطني الفلسطيني ملقرر<br />

العلوم العامة.‏<br />

‏.‏‎4‎معلمو 4 العلوم للصف السادس االأساسي الذين درسوا املقرر خالل العام الدراسي<br />

.2008 /2007<br />

مصطلحات الدراسة:‏<br />

التحصيل:‏ ما اكتسبه الطلبة من معارف يف دراستهم ملقرر العلوم العامة،‏ والتي<br />

عُ‏ ربَّ‏ عنها بعالماتهم على االختبار الوطني املعد لهذا الغرض يف العام الدراسي 2007/<br />

.2008<br />

الختبار الوطني:‏ اختبار ‏شامل يعدُّ‏ مركزياً‏ من قبل وزارة الرتبية والتعليم العايل<br />

الفلسطينية،‏ و يُطبق على مستوى الوطن يف املدارس احلكومية،‏ بغية الوقوف على مستويات<br />

حتصيل الطلبة يف مقررات اأساسية متعددة،‏ وقد بداأ تطبيقه الأول مرة يف فلسطني عام<br />

2007, 2006/ والعالمة الكلية املخصصة له)‏‎40‎‏(‏ .<br />

20


جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

مجلة<br />

الدراسات السابقة:‏<br />

اأجرى ‏)ياسني وعلونه،‏ 2008( حتليلً‏ لنتائج طلبة الصف السادس االأساسي على<br />

االختبار الوطني يف مديرية تربية جنوب نابلس يف فلسطني،‏ يف مباحث اللغة العربية<br />

واللغة االإجنليزية والعلوم العامة والرياضيات،‏ وقد تاألف جمتمع الدراسي الكلي من<br />

)2130( طالباً‏ وطالبة موزعني على )63( ‏شعبة يف مدارس الذكور واالإناث واملدارس<br />

املختلطة،‏ وقد اأظهرت نتائج الدراسة اأن نسب النجاح كانت على التوايل:‏ )%46( ، و )%43(<br />

و )%55( و )%27( ، كما تبني اأن نسب النجاح يف مدارس االإناث كانت اأعلى منها يف<br />

مدارس الذكور ويف املباحث.‏ اإضافة اإىل وجود فروق يف التحصيل وفقا جلنس املدرسة،‏<br />

حيث كان حتصيل طالبات مدارس االإناث هو االأعلى تلتها املدارس املختلطة ثم مدارس<br />

الذكور.‏<br />

واأجرى )2008 )Chang, دراسة هدفت اإىل فحص الفروق بني اجلنسني يف حتصيل<br />

العلوم،‏ وفقا ملتغريات مفهوم الذات العلمية والقدرة العلمية والقيم العلمية,‏ وقد اعتمدت<br />

الدراسة على نتائج اختبار (TIMSS) يف الفرتة الواقعة ما بني 1999- 2003، وقد بلغ<br />

حجم عينة الدراسة 5772 طالباً‏ عام 1999 و‎5739‎ طالباً‏ عام 2003 من طلبة تايوان.‏<br />

وقد اقترصت الدراسة على طالب الصف الثامن االأساسي.‏ واأظهرت نتائج الدراسة اأن هناك<br />

فروقا بني الذكور واالإناث،‏ غري اأن فجوة الفروق اآخذة يف التقلص,‏ كما تبني اأن مفهوم<br />

الذات العلمية لدى الذكور اأعلى , فيما اتضح اأن قيم الطالب العلمية،‏ ومفهوم الذات العلمية<br />

لها اآثار ايجابية على التحصيل الدراسي.‏<br />

واأجرى )2006 )Ahmadnia, دراسة هدفت اإىل مقارنة القياس املوضوعي الأداء<br />

املعلم من قبل املرشف مع مستويات حتصيل الطالب،‏ تاألفت عينة الدراسة من )100(<br />

معلم ومعلمة من معلمي املدارس الطليعية يف مدينة زجنان )Zanjan( باإيران،‏ وقُ‏ وَّم<br />

املعلمون وفقاً‏ ملقياس تشكل من )16( فقرة،‏ تضمنت ثالثة حماور بحيث كان هناك )8(<br />

فقرات لالأداء،‏ و )7( فقرات للسلوك باالإضافة اإىل املعيار االأخالقي،‏ وجرت عملية تقومي<br />

املعلمني بوجود املديرين ونوابهم،‏ وبينت نتائج الدراسة عدم وجود عالقة دالة اإحصائياً‏<br />

بني تقديرات املرشف للمعلم والتحصيل الدراسي للطالب.‏<br />

واأجرى )2006 et.al, )Joshua دراسة هدفت اإىل معرفة اجتاهات معلمي املرحلة<br />

الثانوية نحو استخدام موؤرشات حتصيل الطالب قاعدة لتقومي املعلمني،‏ وقد تكون جمتمع<br />

21


نتائج طلبة الصف السادس األساسي في االختبار حتليل<br />

الفلسطيني ملقرر العلوم العامة وفقاً‏ لبعض املتغيرات الوطني<br />

محمد عبد الفتاح شاهني د.‏<br />

الدراسة التي اأجريت يف والية ‏)اأكوا اأبوم(‏ يف نيجرييا من )3000( معلم،‏ واختريت عينة<br />

طبقية منهم بحجم )480( فرداً‏ ‏,منهم )240( من الذكور و )240( من االإناث،‏ واستخدم<br />

الباحث استبانة لغرض الدراسة،‏ وقد اأوضحت نتائج الدراسة اأن اجتاهات املعلمني كانت<br />

‏سلبية يف كلتا احلالتني ‏سواء يف التقومي التكويني اأم اخلتامي،‏ كما تبني عدم وجود فروق<br />

دالة يف اجتاهات املعلمني ملتغري التدريب،‏ فيما اتضح اأن اجتاهات املعلمني السلبية كانت<br />

اأعلى يف حالة التقومي اخلتامي.‏<br />

واأعدَّ‏ )2005 Gondal, )Saeed & دراسة هدفت اإىل تسليط الضوء على مستويات<br />

حتصيل طلبة املرحلة االبتدائية يف موضوعات متعددة تدرس يف تلك املرحلة،‏ والعوامل<br />

املوؤثرة على حتصيل الطالب،‏ وقد اأجريت الدراسة يف الباكستان،‏ على عينة مكونة من<br />

)1080( طالباً‏ وطالبة،‏ اختريوا بطريقة عشوائية من الصفوف الثالث واخلامس من )36(<br />

مدرسة يف )9( حمافظات،‏ متثلت اأدوات الدراسة يف اختبارات حتصيلية يف ثالثة مقررات<br />

رئيسة هي:‏ الرياضيات واللغة االأم واملهارات احلياتية،‏ وبينت النتائج اأن متوسط حتصيل<br />

الطالب يف اللغة االأم )15.2( ويف الرياضيات )10.8( ويف املهارات احلياتية )29.9(<br />

، وتبني اأن حتصيل االإناث اأفضل منه لدى الذكور،‏ كما تبني اأن حتصيل طالب املدارس<br />

الريفية اأفضل من حتصيل طالب املدن،‏ واأظهرت النتائج وجود عوامل اأخرى ذات عالقة<br />

بالتحصيل الدراسي وهي مستوى تعليم الوالدين،‏ وجمال عملهم،‏ والتوجيه واالإرشاد،‏<br />

والتوجيه املدرسي،‏ واملنزلة االجتماعية،‏ واإمكانيات الوصول اإىل املدرسة،‏ وقراءة الكتب،‏<br />

وحل الواجبات املنزلية،‏ وقد تبني اأن لهذه العوامل اآثاراً‏ ذات عالقة اإيجابية اأو ‏سلبية<br />

بتحصيل الطلبة.‏<br />

واأجرت ‏)وزارة الرتبية والتعليم العايل الفلسطينية,‏ 2006( دراسة حول نتائج<br />

االختبار الوطني للصف الرابع االأساسي خالل العام الدراسي 2005 2004/ يف مقررات<br />

اللغة العربية والرياضيات,‏ وذلك لتوفري موؤرشات حول نوعية حتصيل الطالب تتيح جماال<br />

لصانعي القرار الإجراء عمليات التطوير والتحسني.‏ وقد تكونت عينة الدراسة من 203 مدارس<br />

بواقع ‏شعبة ‏صفية من كل مدرسة,‏ حيث بلغ جمموع الطلبة املسجلني فيها 7224 طالبا<br />

وطالبة،‏ تقدم منهم 3555 طالبا وطالبة الختبار اللغة العربية,‏ بينما تقدم الختبار العلوم<br />

3669 طالبا وطالبة.‏ وقد اأظهرت نتائج الدراسة اأن نسبة النجاح يف اختبار اللغة العربية<br />

22


جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

مجلة<br />

بلغت %58.6 مبتوسط حتصيل بلغ )53.7( ، بينما بلغت نسبة النجاح يف الرياضيات<br />

%11 مبتوسط حتصيل بلغ )26( . وكان حتصيل االإناث اأفضل من حتصيل الذكور،‏ كما<br />

اأن حتصيل طلبة املدارس اخلاصة كان االأفضل.‏ كما وجدت فروق بني متوسطات حتصيل<br />

طلبة حمافظات الضفة الغربية وبني متوسطات حتصيل طلبة حمافظات غزة.‏<br />

واأجرى )2004 )Gallagher, دراسة هدفت اإىل اختبار مدى ‏صدق نظام تقومي املعلم<br />

املعتمد على حتليل العالقة بني تقومي املعلم وحتصيل طالبه،‏ وقد اختريت عينة من معلمي<br />

الصف اخلامس االأساسي يف مدارس فيون بلغ عددهم 34 معلماً.‏ واختري 584 طالبا من<br />

طلبة الصف اخلامس االأساسي يف القراءة,‏ ويف احلساب 532 طالبا,‏ و يف االأدب,‏ و يف<br />

اللغة‎527‎ طالبا.‏ وقد اأوضحت نتائج الدراسة اأن هناك عالقة ايجابية دالة بني حتصيل<br />

الطالب،‏ وبني بعض حماور تقومي االأداء التدريسي للمعلم منها:‏ حمور التخطيط التدريسي<br />

مبعامل ارتباط 0.81, واإدارة الصف مبعامل ارتباط 0.76<br />

كما اأجرى )2004 )Milanowski, دراسة هدفت اإىل حتليل العالقة بني درجات تقومي<br />

املعلم وحتصيل الطالب،‏ باالستناد اإىل نتائج اختبارات يف القراءة والرياضيات والعلوم،‏<br />

وقد رُبط بني الفروق يف حتصيل الطالب احلايل واملوؤجل يف العلوم والرياضيات والقراءة<br />

للصف الثالث االأساسي مع تقديرات تقومي املعلمني،‏ وقد اأوضحت نتائج الدراسة وجود<br />

عالقة اإيجابية يف غالبية التقديرات يف كل موضوعات االختبار،‏ ولدى ربط التقديرات<br />

باملوضوع،‏ فقد تبني اأن معامل االرتباط كان )0.27( للعلوم,‏ و )0.32( للقراءة,‏ و )0.34(<br />

للرياضيات،‏ واأشار الباحث اإىل اأن وجود نظام تقومي ‏صارم للمعلمني،‏ ميكن اأن يكون حقيقة<br />

ذات عالقة ارتباط عالية بتحصيل الطالب،‏ اأو اأنه ميكن االعتماد على نتائج الطالب يف هذه<br />

احلالة باعتباره موؤرشاً‏ ذا مصداقية التخاذ القرارات حول االإجناز ومستوى اأداء املعلم.‏<br />

اأجرى )2004 )Sparks, دراسة حتليلية ملجموعة دراسات جتريبية الأثر موؤهل<br />

املعلم على املستوى التحصيلي للطالب،‏ وقد ركزت الدراسة على جماالت الرياضيات,‏<br />

والعلوم،‏ وقد بلغت عينة الدراسة )5( دراسات،‏ ترتب عنها )27( تخميناً‏ حلجم االأثر،‏ ثالث<br />

دراسات منها استخدمت التحليل على املستوى الفردي,‏ والصفي,‏ وخلصت اإىل وجود )12(<br />

فرقاً‏ ملتوسطات االختالف يف حجم االأثر،‏ فيما استخدمت دراستان يف التحليل متغريات<br />

املدرسة,‏ والوالية واأظهرت )15( تخميناً‏ حلجم االأثر،‏ وخلصت الدراسة اإىل اأن نتائج الطالب<br />

يف الرياضيات اأظهرت وجود اأثر اإيجابي لصالح املعلمني املوؤهلني،‏ اأما يف جمال العلوم<br />

فقد اأشارت الدراسة اإىل وجود نتائج متساوية للطالب مقابل متغري املعلم املوؤهل،‏ ومن هم<br />

دون مستوى التاأهيل.‏<br />

23


نتائج طلبة الصف السادس األساسي في االختبار حتليل<br />

الفلسطيني ملقرر العلوم العامة وفقاً‏ لبعض املتغيرات الوطني<br />

محمد عبد الفتاح شاهني د.‏<br />

واأجرى )2003 Howsen, )Borland & دراسة للتعرف اإىل عالقة حجم املدرسة<br />

بالتحصيل الدراسي،‏ وهدفت الدراسة اإىل كشف اأثر حجم املدرسة على التحصيل الدراسي<br />

للطالب مع االأخذ بعني االعتبار قدرات الطالب ومتغريات اأخرى،‏ وقد اأوضحت نتائج الدراسة<br />

اأن حجم املدرسة له عالقة غري خطية مع التحصيل الدراسي،‏ وتبني اأن العمل باجتاه حتقيق<br />

حجم املدرسة املثايل وزيادة التنافس بني املدارس يوفر جماالً‏ لزيادة مستوى التحصيل<br />

الدراسي للطالب،‏ وقد اأشار الباحث يف دراسته اإىل اأن هناك نتائج متباينة بهذا اخلصوص،‏<br />

فهناك دراسات اأوضحت وجود عالقة اإيجابية,‏ فيما اأوضحت دراسات اأخرى وجود عالقة<br />

‏سلبية.‏<br />

واأجرت )2002 )Gallagher, دراسة هدفت اإىل فحص العالقة بني درجات تقومي<br />

املعلم وحتصيل الطالب يف مدرسة ابتدائية تطبق نظاماً‏ تقوميياً‏ مبتكراً‏ للمعلم ويعتمد على<br />

تطوير املعلم وتدريس مواد حمددة يف التخصص،‏ ويف املرحلة االأوىل للدراسة استخدم<br />

منوذج خطي هرمي للتقدير،‏ بحيث ‏شمل عالمات تعليم املعلم وموؤهله العلمي وخربته يف<br />

التدريس،‏ وبُحثت عالقتها بالتحصيل الدراسي اجلمعي للطالب،‏ وقد اأظهرت نتائج الدراسة<br />

وجود عالقة قوية ودالة اإحصائياً‏ بني عالمات تقومي املعلم وحتصيل طالبه يف القراءة،‏<br />

وعالقة اإيجابية لكنها غري دالة يف الرياضيات.‏<br />

كما اأجرى هوفمان وفرنسيس )2001 Francis, )Huffman & دراسة هدفت اإىل<br />

اختبار املمارسات التدريسية يف العلوم والرياضيات وعالقتها بالتحصيل الدراسي للطلبة<br />

يف والية مينوسوتا يف الواليات املتحدة االأمريكية،‏ وقد متت الدراسة على نتائج اختبار<br />

تيمس )TIMSS( حيث اأختريت العالقة بني اسرتاتيجيات التدريس يف الصفوف )3 - 4<br />

و 7- 8 و 12( ، وحصل الباحث على بيانات اإضافية من املعلمني والطالب باستخدام<br />

استبانة،‏ وقد ‏سحبت عينة عشوائية من )200( مدرسة ‏ضمت اأكرث من )2000( طالبٍ‏<br />

وطالبة،‏ وبعد حتليل نتائج الدراسة تبني اأن املعلمني ما زالوا يستخدمون االأساليب العامة<br />

يف تدريس العلوم والرياضيات،‏ كما تبني وجود عالقة دالة اإحصائياً‏ بني معايري التدريس<br />

وحتصيل الطالب،‏ ووجود فروق دالة يف مستويات حتصيل الطالب يف العلوم والرياضيات<br />

وفقاً‏ لبعض املتغريات.‏<br />

ونرش ‏)الرواشدة وزمالؤه،‏ 2000( تقريراً‏ مفسلً‏ لنتائج االختبار الوطني لضبط<br />

نوعية التعليم يف املرحلة االأساسية،‏ وقد تضمن التقرير وصفاً‏ الإجراءات بناء االختبار<br />

وتطبيقه،‏ وحتليل نتائجه اإضافة اإىل خالصة وبعض املقرتحات،‏ وقد اأظهرت نتائج<br />

24


جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

مجلة<br />

التحليل وجود ‏ضعف يف اأداء الطلبة يف مباحث الرتبية االإسالمية واللغة العربية واللغة<br />

االإجنليزية واالجتماعيات،‏ ويف مبحث الرياضيات تبني اأن هناك ‏ضعفاً‏ يف موضوعات<br />

اجلرب واالإحصاء واالحتماالت،‏ اإضافة اإىل ‏ضعف قدرات التذكر وجمال حل املشكالت،‏ اأما<br />

يف مبحث العلوم فقد اأظهرت نتائج التحليل ‏ضعفاً‏ يف االأداء العام للطالب يف جمال حل<br />

املسائل احلسابية،‏ وتطبيق القوانني وتفسري اجلداول واالأشكال.‏<br />

واأجرى األيس وزمالؤه )2000 , al. )Ellis et دراسة هدفت اإىل اختبار تاأثري مصادر<br />

تربوية متعددة ومتغريات عائلية ودميغرافية على حتصيل طلبة الصف الرابع االأساسي يف<br />

املدارس احلكومية بوالية جنوب غرب كالورانيا خالل العام الدراسي 1996، 1995/ وقد<br />

ركزت الدراسة على متغريات اختيار املدرسة،‏ واملعلم،‏ والوضع االأرسي ملعرفة عالقتها<br />

بالتحصيل الدراسي للطالب يف القراءة واحلساب،‏ وقد تكون جمتمع الدراسة من )42(<br />

مدرسة ابتدائية بلغ عدد طالبها )41256( طالباً‏ وطالبة،‏ وجُ‏ معت البيانات اخلاصة<br />

بالدراسة من مصادر متعددة،‏ منها نتائج االمتحانات النهائية،‏ يف حني جُ‏ معت بيانات<br />

عن املعلمني واملدرسة واالأرسة من اإدارات املدارس،‏ ومركز تطوير االأبنية املدرسية،‏ وقد<br />

اأظهرت نتائج الدراسة وجود ارتباط بني خصائص املدرسة املختارة،‏ وخصائص املعلم<br />

واخلصائص الدميغرافية للطالب وحتصيلهم الدراسي،‏ كما تبني اأن حجم الصف وحجم<br />

املدرسة له داللة يف تفسري التغيريات التي تطراأ على مستويات حتصيل الطالب يف القراءة،‏<br />

بينما مل تكن دالة يف تفسريات التحصيل يف الرياضيات،‏ كما وضحت الدراسة اأيضاً‏ اأن<br />

موؤهل املعلمني احلاصلني على درجة املاجستري له تاأثري دال على مستويات حتصيل<br />

الطالب يف الرياضيات،‏ واأن املعلمني الذين ميتلكون خربة )15( ‏سنة،‏ كان الأدائهم تاأثري<br />

دال على التحصيل يف القراءة والرياضيات،‏ كما اأن حتصيل االآباء له عالقة مبستويات<br />

حتصيل اأبنائهم يف الرياضيات والقراءة.‏<br />

واأجرت )2000 )Hammond, دراسة هدفت اإىل التعرف على درجة ارتباط كفايات<br />

املعلم وبعض مدخالت املدرسة االأخرى بالتحصيل الدراسي للطالب،‏ وقد جمعت الباحثة<br />

بيانات الدراسة من خالل مسح اأجري يف )50( والية،‏ ومع حتليل مسح للمدارس والعاملني<br />

خالل العام )1993( ، اإضافة اإىل بيانات حصل عليها الباحث من املركز الوطني للتقومي<br />

الرتبوي،‏ وقد اأظهرت نتائج الدراسة ‏-باستخدام التحليل الكمي والكيفي-‏ اأن مستوى تاأهيل<br />

املعلم يرتبط بقوة بالتحصيل الدراسي للطالب يف مقرري القراءة واحلساب،‏ كما اأن ‏سياسة<br />

التوظيف القائمة على اعتماد معايري جودة املعلم تقود اإىل حتسني املستوى التحصيلي<br />

الدراسي للطالب.‏<br />

25


نتائج طلبة الصف السادس األساسي في االختبار حتليل<br />

الفلسطيني ملقرر العلوم العامة وفقاً‏ لبعض املتغيرات الوطني<br />

محمد عبد الفتاح شاهني د.‏<br />

واأجرى رايت وزمالؤه )1997 al, )Wright et دراسة هدفت اإىل فحص درجة<br />

تاأثري اأداء املعلم وحجم الصف على حتصيل طلبة الصفوف الثالث والرابع واخلامس يف<br />

مدارس schools( )Tennessee ، وقد حُ‏ للت نتائج الطالب يف اختبار )TCAP( خالل<br />

العام الدراسي 1995 1994/ مقررات دراسية هي احلساب:‏ والقراءة,‏ واللغة،‏ والدراسات<br />

االجتماعية،‏ والعلوم،‏ وتبني وجود فروقٍ‏ يف مستويات حتصيل الطالب وفقاً‏ للفروق يف<br />

فعالية املعلم،‏ واأنها العامل احلاسم يف التاأثري على التحصيل االأكادميي للطالب،‏ فيما تبني<br />

اأن حجم الصف الدراسي يعدُّ‏ عامالً‏ ثانوياً‏ يف ذلك،‏ وقد اقرتح الباحثون ‏رضورة االستناد<br />

يف تقومي املعلم اإىل عنارص الفعالية،‏ واأن عمليات حتسني مستويات حتصيل الطلبة يجب<br />

اأن تبداأ من حتسني مستويات اأداء املعلمني الذين ال يتصفون بفعالية عالية.‏<br />

تعقيب على الدراسات السابقة:‏<br />

يف ‏ضوء نتائج الدراسات السابقة يستخلص الباحث ما ياأتي:‏<br />

‏.‏‎1‎يحظى 1 التحصيل الدراسي باهتمام الباحثني والرتبويني يف دول العامل اأجمع،‏<br />

ملا له من اأهمية يف احلصول على موؤرشات حول الواقع التعليمي فيها،‏ ميكن<br />

االستناد عليها يف اتخاذ قرارات جوهرية الإصالح النظم التعليمية ‏,والأجل هذه<br />

الغاية عمدت العديد من الدول على مستوى العامل اإىل تطبيق اختبارات عاملية,‏<br />

ومل تكتف بذلك،‏ بل اجتهت نحو تطبيق اختبارات وطنية على مستوى الوطن<br />

ملقررات دراسية اأساسية,‏ ذات اأهمية،‏ السيما العلوم والرياضيات واللغات.‏<br />

ومن هذه الدراسات اأجنز على نتائج اختبارات عاملية اأو وطنية ومنها دراسات:‏<br />

‏)ياسني وعالونه،‏ 2008( ، و ‏)الرواشدة وزمالوؤه،‏ 2000( )2008 )Chang, و<br />

26<br />

.)House, 2008(<br />

‏.‏‎2‎اإن 2 التحصيل الدراسي للطالب يرتبط بالعديد من العوامل املتعلقة بالطالب نفسه،‏<br />

وباملدرسة،‏ واملعلم واالأرسة،‏ وهذا ما كشفت عنه العديد من الدراسات ومنها<br />

دراسات.‏ 1997) et.al, (Wright ، و 2008( )Chang, و(‏‎2004‎ (Milanowski,<br />

(Gallagher, 2004) و (Saeed & Gondal, 2005)<br />

.3 3 حتصيل االإناث اأفضل من حتصيل الذكور يف العديد من املقررات،‏ ومنها العلوم<br />

على ‏صعيد عاملي,‏ مما يشري اإىل وجود ظاهرة عاملية يف هذا املجال وهذا ما<br />

اأشارت اإليه العديد من الدراسات مثل:‏ )2008 )Chang, و ‏)ياسني وعالونه,‏<br />

2008( و )2005 Gondal, )Saeed & و ‏)وزارة الرتبية والتعليم العايل<br />

الفلسطينية،‏ )2006 .


جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

مجلة<br />

‏.‏‎4‎تبني 4 وجود تباين يف نتائج بعض الدراسات حول عالقة التحصيل الدراسي<br />

للطالب ببعض املتغريات املتعلقة بحجم الصف،‏ ومن هذه الدراسات دراسة:‏<br />

.)Wright et al, 1997( و )Ellis et al., 2000( و )Borland & Howsen 2003(<br />

‏.‏‎5‎تتميز 5 الدراسة احلالية عن الدراسات السابقة اأنها اأجريت يف منطقة جغرافية<br />

حمددة يف فلسطني،‏ كما اأنها تناولت العالقة بني االأداء التدريسي للمعلم ومستوى<br />

حتصيل طالبه يف اأحد االختبارات الوطنية املطبقة يف فلسطني اإضافة ملتغريات<br />

اأخرى متعلقة بالطالب واملدرسة ورمبا تكون من الدراسات االأوىل التي تناولت<br />

هذه املتغريات.‏<br />

إجراءات الدراسة:‏<br />

منهج الدراسة:‏<br />

استخدم الباحث املنهج الوصفي التحليلي يف هذه الدراسة.‏<br />

جمتمع الدراسة:‏<br />

تكون جمتمع الدراسة من جميع طلبة الصف السادس االأساسي يف حمافظة اخلليل،‏<br />

ممن تقدموا لالختبار الوطني يف مقرر العلوم خالل العام الدراسي 2008، 2007/ وبلغ<br />

عددهم 14736 طالباً‏ وطالبة،‏ واجلدول رقم )1( يبني توزيع اأفراد جمتمع الدراسة وفقاً‏<br />

ملتغريي املديرية وجنس املدرسة.‏<br />

الجدول )1(<br />

توزيع أفراد مجتمع الدراسة وفقاً‏ لمتغيري المديرية وجنس المدرسة<br />

جنس املدرسة<br />

ذكور<br />

اإناث<br />

خمتلط<br />

املجموع<br />

املديرية<br />

‏شعب<br />

طالب<br />

‏شعب<br />

طالب<br />

‏شعب<br />

طالب<br />

‏شعب<br />

طالب<br />

3534<br />

101<br />

130<br />

7<br />

1459<br />

41<br />

1945<br />

53<br />

‏شمال اخلليل<br />

4852<br />

141<br />

22<br />

1<br />

2396<br />

71<br />

2434<br />

69<br />

اخلليل<br />

6350<br />

186<br />

630<br />

32<br />

2785<br />

77<br />

2935<br />

77<br />

جنوب اخلليل<br />

14736<br />

427<br />

782<br />

39<br />

6640<br />

189<br />

7314<br />

املجموع 199<br />

27


نتائج طلبة الصف السادس األساسي في االختبار حتليل<br />

الفلسطيني ملقرر العلوم العامة وفقاً‏ لبعض املتغيرات الوطني<br />

محمد عبد الفتاح شاهني د.‏<br />

عينة الدراسة:‏<br />

تكونت عينة الدراسة من )3171( طالباً‏ وطالبة،‏ موزعني على )94( ‏شعبة دراسية،‏<br />

حيث اعتمدت الشعبة كوحدة اختيار،‏ واختريت بطريقة العينة العنقودية من جمتمع الدراسة،‏<br />

ووفقاً‏ ملتغريي املديرية ونوع املدرسة،‏ واجلدول )1( يبني توزيع اأفراد عينة الدراسة تبعاً‏<br />

ملتغرياتها املستقلة.‏<br />

املديرية<br />

‏شمال اخلليل<br />

اخلليل<br />

جنوب اخلليل<br />

الجدول )2(<br />

توزيع أفراد عينة الدراسة وفقاً‏ لمتغيري المديرية وجنس المدرسة<br />

جنس املدرسة<br />

املجموع<br />

‏شعب<br />

12<br />

15<br />

17<br />

ذكور<br />

طالب<br />

435<br />

533<br />

536<br />

‏شعب<br />

9<br />

15<br />

17<br />

اإناث<br />

طالب<br />

357<br />

485<br />

594<br />

‏شعب<br />

2<br />

0<br />

7<br />

خمتلط<br />

طالب<br />

63<br />

0<br />

168<br />

‏شعب<br />

23<br />

30<br />

41<br />

املجموع<br />

طالب<br />

855<br />

1018<br />

1298<br />

3171<br />

94<br />

231<br />

9<br />

1436<br />

41<br />

1504<br />

44<br />

أدوات الدراسة:‏<br />

حصل الباحث على البيانات اللزمة للدراسة من املصادر الآتية:‏<br />

‏.‏‎1‎‏سجالت 1 رصد نتائج الطلبة يف االختبار الوطني الفلسطيني ملقرر العلوم العامة<br />

يف املدارس احلكومية مبحافظة اخلليل،‏ بعد احلصول على موافقة مسبقة من<br />

وزارة الرتبية والتعليم العايل.‏<br />

‏.‏‎2‎تقديرات 2 املرشفني ومديري املدارس،‏ كما وردت يف الصحائف الشخصية<br />

للمعلمني،‏ وحصل عليها من اأقسام ‏سوؤون املوظفني يف املديريات الثالث.‏<br />

متغريات الدراسة:‏<br />

املتغريات املستقلة:‏ جنس الطالب،‏ واملديرية،‏ وجنس املدرسة،‏ وحجم الصف،‏ وجنس<br />

املعلم،‏ املوؤهل العلمي،‏ والتخصص،‏ واخلربة،‏ واملوؤهل الرتبوي،‏ وتقديرات اأداء املعلمني من<br />

قبل املديرين واملرشفني.‏<br />

28


جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

مجلة<br />

املتغري التابع:‏ التحصيل الدراسي لطلبة الصف السادس االأساسي يف االختبار<br />

الوطني الفلسطيني ملقرر العلوم العامة.‏<br />

املعاجلات اإلحصائية:‏<br />

لالإجابة عن اأسئلة الدراسة،‏ استخرجت املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية<br />

لعالمات الطلبة يف االختبار الوطني ملقرر العلوم العامة،‏ ولفحص داللة الفروق اأستخدم:‏<br />

‏.‏‎1‎اختبار 1 ‏)ت(‏ ، وذلك بهدف االإجابة عن ‏سوؤال الدراسة االأول.‏<br />

‎2‎حتليل . 2 التباين ذي التصميم العاملي‎4×3×3‎ ، وذلك بهدف االإجابة عن ‏سوؤال<br />

الدراسة الثاين.‏<br />

‎3‎حتليل . 3 التباين ذي التصميم العاملي‎2×3×2×2×2‎ ، وذلك بهدف االإجابة عن<br />

‏سوؤال الدراسة الثالث،‏ واختبار ‏شافيه للمقارنات البعدية.‏<br />

‏.‏‎4‎معامل 4 ارتباط بريسون،‏ وذلك بهدف االإجابة عن ‏سوؤال الدراسة الرابع،‏ وذلك<br />

باستخدام برنامج الرزم االإحصائية للعلوم االجتماعية .SPSS<br />

نتائج الدراسة ومناقشتها:‏<br />

أوالً:‏ نتائج اإلجابة عن سؤال الدراسة األول ومناقشته<br />

نص السوؤال االأول:‏ ‏»هل توجد فروق ذات دللة اإحصائية عند مستوى ≤ α)<br />

(0.05 بني متوسطات حتصيل طلبة الصف السادس الأساسي يف الختبار<br />

الوطني الفلسطيني ملقرر العلوم العامة تعزى ملتغري جنس الطالب؟«‏<br />

لالإجابة عن هذا السوؤال،‏ استخرجت املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية،‏<br />

لعالمات عينة الدراسة يف االختبار الوطني ملقرر العلوم العامة،‏ والختبار داللة الفروق<br />

بني متوسطات العالمات تبعاً‏ ملتغري اجلنس،‏ مت استخدام اختبار ‏)ت(‏ -T، Test واجلدول<br />

رقم )3( يبني ذلك.‏<br />

29


نتائج طلبة الصف السادس األساسي في االختبار حتليل<br />

الفلسطيني ملقرر العلوم العامة وفقاً‏ لبعض املتغيرات الوطني<br />

محمد عبد الفتاح شاهني د.‏<br />

الجدول )3(<br />

نتائج اختبار ( ت(‏ لداللة الفروق في تحصيل طلبة الصف السادس األساسي في االختبار<br />

اجلنس<br />

ذكر<br />

اأنثى<br />

العالمة النهائية 40.<br />

الوطني الفلسطيني لمقرر العلوم العامة تبعاً‏ لمتغير الجنس<br />

العدد<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

النحراف<br />

املعياري<br />

10.82<br />

10.39<br />

30<br />

19.16<br />

22.14<br />

1622<br />

1549<br />

يتضح من اجلدول )3( :<br />

درجات<br />

احلرية<br />

3169<br />

قيمة<br />

‏)ت(‏<br />

7.884<br />

مستوى<br />

الدللة<br />

0.000<br />

‎1‎اأن 1. قيمة ‏)ت(‏ بلغت )7.884( ، وهي قيمة دالة اإحصائياً‏ عند مستوى الداللة ≤ α)<br />

(0.05 ، مما يعني وجود فروق ذات داللة اإحصائية بني متوسطات عالمات طلبة<br />

الصف السادس االأساسي يف االختبار الوطني ملقرر العلوم العامة،‏ وفقاً‏ ملتغري<br />

اجلنس ولصالح االإناث،‏ االأمر الذي يوؤدي اإىل رفض الفرضية الصفرية االأوىل.‏<br />

وتتفق هذه النتيجة مع نتائج دراسات:‏ ‏)ياسني وزمالوؤه,‏ 2008( ، و Chang,(<br />

2008( ، و ‏)وزارة الرتبية والتعليم العايل الفلسطينية،‏ 2006( و )& Saeed<br />

)Gondal, 2005 . وهذه النتيجة تشكل اليوم ظاهرة عاملية يف العديد من دول<br />

العامل وفقا لنتائج اختبارات عاملية مثل اختبار )TIMSS( , وقد نوقشت من<br />

قبل العديد من الباحثني،‏ فعلى الرغم من وجود هذه الفروق،‏ مل يتضح اأن هناك<br />

فروقا يف الذكاء بني الذكور وبني االإناث،‏ كما اأن الفروق يف التحصيل مل تكن<br />

قارصة على مقرر العلوم العامة فحسب،‏ واإمنا ‏شملت مقررات دراسية اأخرى,‏<br />

ويعزو بعضهم هذه النتائج اإىل الفروق يف الدوافع واحلوافز للتحصيل واالإجناز<br />

.)Arthur, 2007(<br />

وتشري ‏)السمان,‏ 2008( اإىل اأن )keer( توصل اإىل نتائج مفادها اأن االإناث يتفوقن<br />

على الذكور يف التحصيل الدراسي يف املرحلة االبتدائية,‏ غري اأن هذه الفجوة تقل يف<br />

املرحلتني املتوسطة والثانوية.‏<br />

يف ‏ضوء ما تقدم يرى الباحث اأن تفوق االإناث على الذكور يف حتصيل العلوم العامة،‏<br />

رمبا مرده الأسباب عدة منها:‏ ‏)ارتفاع دافعية االإناث نحو االإجناز والتحصيل رغبةً‏ منهن<br />

يف حتقيق الذات , كما اأن تشجيع الوالدين له اآثار اإيجابية على التحصيل،‏ السيما اأن تفوق


جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

مجلة<br />

الفتاه يتيح لها فرصاً‏ اأوسع مستقبال من الناحية االجتماعية,‏ كما اأن التنشئة االجتماعية<br />

لالإناث تتميز بالضبط اأكرث من الذكور مما يدفعها اإىل تفريغ طاقاتها يف الدراسة والتحصيل<br />

, كما اأن املناخات املدرسية والصفية يف مدارس االإناث رمبا تكون اأفضل موازنةً‏ مبدارس<br />

الذكور،‏ اإضافة اإىل ذلك فان اأداء املعلمات قد يكون اأفضل من اأداء املعلمني , مما ينعكس<br />

اإيجابا على حتصيل االإناث.‏<br />

‎2‎اإن . 2 متوسط التحصيل العام للطلبة يف مقرر العلوم العامة،‏ قد بلغ )20.62 ) ، وهو<br />

يشري اإىل تدين مستوى التحصيل عند طلبة الصف السادس االأساسي يف املدارس<br />

احلكومية,‏ ويعزو الباحث هذه النتيجة اإىل جملة من االأسباب,‏ منها مايتعلق<br />

باالأداء التدريسي للمعلم من حيث اعتماد طرق تدريس تقليدية،‏ وعدم توافر<br />

دافعية للعمل بسبب تدين الرواتب,‏ وكرثة املطالب من املعلمني حول كثري من<br />

املمارسات التي ال تخدم العملية التدريسية مبارشةً‏ مثل االإجراءات االإدارية اأو<br />

الفنية,‏ وعدم جدوى التدريب يف اإحداث حتول نوعي يف اأساليب التدريس,‏ اإضافة<br />

اإىل ذلك ‏ضعف مستوى االختبارات املقدمة للطالب،‏ كما اأن هناك اأسبابا تتعلق<br />

بالطلبة من حيث اجتاهاتهم نحو املادة واملدرسة ومستويات تفكريهم،‏ ومدى<br />

ممارستهم لالأنشطة الواردة يف املقرر واملناخات املدرسية والصفية واأساليب<br />

الدراسة.‏ كما ال ننسى االإجراءات االإدارية القاضية بالرتفيع التلقائي يف الصفوف<br />

االأساسية االأوىل مع االأخذ بعني االعتبار ‏ضعف اإجراءات املتابعة والتقومي الأداء<br />

املعلمني,‏ السيما فيما يتعلق بنموذج التقومي،‏ اأو عدد الزيارات الصفية للمعلم،‏<br />

ومدى متابعة مدير املدرسة لدوره كمرشف مقيم.‏ اإضافة ملا تقدم فاإن اخللل<br />

يف املسرية التعليمية نتيجة االأوضاع السياسية،‏ اأو االإرضابات النقابية من<br />

قبل املعلمني،‏ وما مير به املجتمع الفلسطيني من وضع اقتصادي ‏صعب رمبا<br />

ينعكس على وضع االأرسة عموما،‏ وبخاصة يف جمال حتمل االأرسة ملسوؤولياتها،‏<br />

وتواصلها مع املدرسة،‏ ومتابعة وتشجيع اأبنائها.‏<br />

ثانياً:‏ نتائج اإلجابة عن سؤال الدراسة الثاني ومناقشته<br />

نص السوؤال الثاين:‏ ‏»هل توجد فروق ذات دللة اإحصائية عند مستوى<br />

(0.05 ≤ α) بني متوسطات حتصيل طلبة الصف السادس الأساسي يف<br />

الختبار الوطني الفلسطيني ملقرر العلوم العامة تعزى ملتغريات:‏ املديرية،‏<br />

و جنس املدرسة،‏ وحجم الصف الدراسي؟«‏<br />

31


نتائج طلبة الصف السادس األساسي في االختبار حتليل<br />

الفلسطيني ملقرر العلوم العامة وفقاً‏ لبعض املتغيرات الوطني<br />

محمد عبد الفتاح شاهني د.‏<br />

لالإجابة عن هذا السوؤال،‏ استخرجت املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية<br />

لعالمات اأفراد العينة يف االختبار الوطني ملقرر العلوم تبعاً‏ ملتغريات:‏ املديرية،‏ وجنس<br />

املدرسة،‏ وحجم الصف الدراسي،‏ واجلدول )4( يوضح ذلك.‏<br />

الجدول )4(<br />

المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لعالمات أفراد عينة الدراسة على االختبار الوطني<br />

لمقرر العلوم العامة تبعاً‏ لمتغيرات:‏ المديرية،‏ و جنس المدرسة،‏ وحجم الصف الدراسي<br />

املتغري<br />

مستويات املتغري<br />

العدد<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

النحراف<br />

املعياري<br />

10.23<br />

23.39<br />

‏شمال اخلليل 855<br />

10.72<br />

10.71<br />

19.39<br />

19.75<br />

1018<br />

1298<br />

املديرية<br />

اخلليل<br />

جنوب اخلليل<br />

10.83<br />

10.39<br />

10.41<br />

19.01<br />

22.23<br />

21.03<br />

1504<br />

1436<br />

231<br />

جنس املدرسة<br />

ذكور<br />

اإناث<br />

خمتلطة<br />

10.86<br />

10.93<br />

10.32<br />

10.49<br />

21.63<br />

18.98<br />

21.75<br />

21.93<br />

167<br />

1318<br />

1273<br />

413<br />

حجم الصف الدراسي<br />

20 طالباً‏ فاأقل<br />

– 21 35 طالباً‏<br />

– 36 45 طالباً‏<br />

اأكرث من‎45‎ طالباً‏<br />

يتضح من اجلدول السابق )4(:<br />

اأن املتوسطات احلسابية لعالمات الطالب يف االختبار الوطني ملقرر العلوم وفقاً‏<br />

ملتغري املديرية قد تراوحت ما بني )19.39 – 23.39( ، ووفقاً‏ ملتغري جنس املدرسة,‏ فقد<br />

تراوحت املتوسطات احلسابية لعالمات الطلبة ما بني )19.01– 21.03( ، اأما وفق متغري<br />

حجم الصف الدراسي،‏ فقد تراوحت املتوسطات ما بني )21.93- 18.98( ، وهذا يشري<br />

اإىل وجود فروق بني متوسطات حتصيل طلبة الصف السادس االأساسي وفقاً‏ للمتغريات<br />

السابقة،‏ ولفحص داللة هذه الفروق استخدم حتليل التباين ذو التصميم العاملي‎4×3×3‎‏،‏<br />

واجلدول )5( يوضح ذلك.‏<br />

32


جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

مجلة<br />

الجدول )5(<br />

تحليل التباين الثالثي لفحص داللة الفروق في عالمات طلبة الصف السادس األساسي في االختبار الوطني<br />

الفلسطيني لمقرر العلوم العامة تبعاً‏ لمتغيرات المديرية،‏ و جنس المدرسة،‏ وحجم الصف الدراسي<br />

مصدر التباين<br />

جمموع<br />

املربعات<br />

درجات<br />

احلرية<br />

متوسطات<br />

املربعات<br />

قيمة<br />

‏)ف(‏<br />

الدللة<br />

الإحصائية<br />

0.000<br />

41.725<br />

4545.47<br />

2<br />

9090.95<br />

املديرية<br />

0.000<br />

38.470<br />

4190.82<br />

2<br />

جنس املدرسة 8381.64<br />

0.001<br />

5.772<br />

628.80<br />

3<br />

حجم الصف الدراسي 1886.41<br />

108.94<br />

3163<br />

344571.72<br />

اخلطاأ<br />

3170<br />

املجموع 363930.71<br />

يتبني من اجلدول السابق )5( ما ياأتي:‏<br />

‏.‏‎1‎وجود 1 فروق ذات داللة اإحصائية بني متوسطات حتصيل طلبة الصف السادس<br />

االأساسي على االختبار الوطني ملقرر العلوم وفقاً‏ ملتغري املديرية،‏ اإذ بلغت قيمة<br />

‏)ف(‏ )41.725( ، وهي قيمة دالة اإحصائياً‏ عند مستوى (0.05 ≤ α)، وللتعرف<br />

اإىل اجتاهات الفروق استُخدم اختبار ‏شيفيه للمقارنات البعدية،‏ واجلدول )6(<br />

يوضح ذلك.‏<br />

الجدول )6(<br />

نتائج اختبار شافيه للمقارنات البعدية لعالمات الطلبة على االختبار الوطني<br />

مستويات متغري املديرية<br />

لمقرر العلوم العامة تبعاً‏ لمتغير المديرية<br />

‏شمال اخلليل<br />

اخلليل<br />

جنوب اخلليل<br />

3.64<br />

4.00<br />

‏شمال اخلليل<br />

اخلليل<br />

جنوب اخلليل<br />

دالة عند مستوى 0.05) ≤ (α .<br />

33


نتائج طلبة الصف السادس األساسي في االختبار حتليل<br />

الفلسطيني ملقرر العلوم العامة وفقاً‏ لبعض املتغيرات الوطني<br />

محمد عبد الفتاح شاهني د.‏<br />

يتضح من اجلدول السابق )6(:<br />

وجود فروق ذات داللة اإحصائية بني متوسطات حتصيل طلبة الصف السادس<br />

االأساسي يف مديرية تربية ‏شمال اخلليل،‏ ومديرية تربية اخلليل لصالح طلبة مديرية تربية<br />

‏شمال اخلليل،‏ وبني طلبة مديرية تربية ‏شمال اخلليل وطلبة مديرية تربية جنوب اخلليل<br />

لصالح طلبة مديرية تربية ‏شمال اخلليل،‏ مما يعني رفض الفرضية الصفرية الثانية.‏ وتتفق<br />

هذه النتيجة مع نتائج دراسات كل من:‏ ‏)وزارة الرتبية والتعليم العايل الفلسطينية,‏ 2006(<br />

)Saeed&Gondal,2005( و ‏)وزارة الرتبية والتعليم العايل الفلسطينية,‏‎2005‎‏(‏ التي<br />

اأوضحت وجود فروق وفقا للمنطقة اجلغرافية بني قطاع غزة والضفة الغربية.‏ وتعزى هذه<br />

النتيجة من وجهة نظر الباحث وفقاً‏ اإىل العديد من العوامل التي تتعلق بطبيعة املناطق,‏<br />

فغالبية املدارس يف مديريات تربيتي اجلنوب والشمال تقع يف املناطق الريفية,‏ وبالتايل<br />

فاإن الطلبة فيها اأقل عرضة للمشكالت التي تسبب التسيب واالنفالت من قبل الطالب,‏<br />

اإضافة اإىل ذلك رمبا يكون طموح هوؤالء الطالب ودافعيتهم لالإجناز اأعلى من غريهم بسبب<br />

التحديات االجتماعية واالقتصادية التي يواجهونها،‏ كما تفيد اإحصاءات مديريات الرتبية<br />

يف حمافظة اخلليل )2009( اإىل وجود )34( مدرسة اأساسية يف مديرية تربية اخلليل ميارس<br />

فيها التدريس على فرتتني:‏ ‏صباحية ومسائية منها )20( مدرسة للذكور و )14( مدرسة<br />

لالإناث,‏ بينما ال يوجد ‏سوى مدرسة واحدة لالإناث يف مديرية جنوب اخلليل,‏ وثالث مدارس<br />

يف مديرية ‏شمال اخلليل , وهذا بطبيعة احلال ينعكس ‏سلبا على حتصيل الطالب الأسباب<br />

عديدة ‏,كما اأن االأوضاع السياسية واالأمنية التي كانت حتول دون االنتظام يف املدارس<br />

اأحيانا كان تاأثريها اأقل على املدارس يف القرى.‏ اإضافة اإىل اأن املناخات املدرسية،‏ وعالقة<br />

االأرسة باملدرسة يف القرى،‏ رمبا تكون االأفضل بسبب القرب والعالقات االجتماعية القائمة<br />

بني الهيئات التدريسية واالأهايل,‏ مما يتيح توافر مناخات عمل وتعاون وتواصل اأفضل<br />

تنعكس على االأداء الذاتي للمعلمني والطالب على حد ‏سواء.‏<br />

.2 2 وجود فروق ذات داللة اإحصائية بني متوسطات حتصيل طلبة الصف السادس<br />

االأساسي على االختبار الوطني ملقرر العلوم وفقاً‏ ملتغري جنس املدرسة،‏ فقد<br />

بلغت قيمة ‏)ف(‏ )38.470( ، وهي قيمة دالة اإحصائياً‏ عند مستوى (0.05 ≤ α) ،<br />

وللتعرف اإىل اجتاهات الفروق استخدم اختبار ‏شافيه للمقارنات البعدية واجلدول<br />

)7( يوضح ذلك.‏<br />

34


جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

مجلة<br />

الجدول )7(<br />

نتائج اختبار شافيه للمقارنات البعدية لعالمات الطلبة على االختبار الوطني الفلسطيني<br />

لمقرر العلوم العامة تبعاً‏ لمتغير جنس المدرسة<br />

مستويات متغري جنس املدرسة<br />

خمتلطة اإناث ذكور<br />

ذكور<br />

3.22<br />

اإناث<br />

2.02<br />

خمتلطة<br />

دالة عند مستوى 0.05) ≤ (α .<br />

يتضح من اجلدول السابق )7(:<br />

وجود فروق ذات داللة اإحصائية بني متوسطات حتصيل طلبة الصف السادس<br />

االأساسي يف مدارس االإناث ومدارس الذكور لصالح مدارس االإناث،‏ وبني طلبة املدارس<br />

املختلطة ومدارس الذكور لصالح طلبة املدارس املختلطة،‏ االأمر الذي يوؤدي اإىل رفض<br />

الفرضية الصفرية الثالثة.‏ ويعزو الباحث هذه النتيجة اإىل جملة من العوامل ذات العالقة<br />

مبدارس االإناث،‏ وُ‏ ‏ضحت ‏سابقا وهي تتعلق باأداء املعلمات،‏ واملناخات املدرسية،‏ واأمناط<br />

االإدارات املدرسية،‏ والدافعية نحو حتقيق الذات واالإجناز،‏ كما ينبغي التنويه اإىل اأن املعلمات<br />

اقل عرضة للضغوط االجتماعية واالقتصادية والسياسية من املعلمني.‏ وحول تفوق طلبة<br />

املدارس املختلطة على مدارس الذكور يرى الباحث اأن ذلك مرده اإىل اأن غالبية املدارس<br />

املختلطة تدرس فيها معلمات وليس معلمني , كذلك االأمر فاإن التنافس بني الذكور يوؤدي<br />

دوراً‏ ايجابياً‏ يف حتصيل الطالب.‏<br />

.3 3 وجود فروق ذات داللة اإحصائية بني متوسطات حتصيل طلبة الصف السادس<br />

االأساسي على االختبار الوطني ملقرر العلوم العامة وفقاً‏ ملتغري حجم الصف<br />

الدراسي،‏ اإذ بلغت قيمة ‏)ف(‏ )5.772( ، وهي قيمة دالة اإحصائياً‏ عند مستوى<br />

(0.05 ≤ α) ، وللتعرف اإىل اجتاهات الفروق اأستخدم اختبار ‏شيفيه للمقارنات<br />

البعدية واجلدول )8( يوضح ذلك.‏<br />

35


نتائج طلبة الصف السادس األساسي في االختبار حتليل<br />

الفلسطيني ملقرر العلوم العامة وفقاً‏ لبعض املتغيرات الوطني<br />

محمد عبد الفتاح شاهني د.‏<br />

الجدول )8(<br />

نتائج اختبار شيفيه للمقارنات البعدية لعالمات الطلبة على االختبار الوطني الفلسطيني<br />

لمقرر العلوم العامة تبعاً‏ لمتغير حجم الصف الدراسي<br />

مستويات متغري حجم املدرسة<br />

20 طالباً‏ فاأقل<br />

– 20 35 طالباً‏ – 36 45 طالباً‏ اأكرث من‎45‎ طالباً‏<br />

2.65<br />

20 طالب فاأقل<br />

– 21 35 طالباً‏<br />

2.77<br />

– 36 45 طالباً‏<br />

2.95<br />

اأكرث من‎45‎ طالباً‏<br />

دالة عند مستوى 0.05) ≤ (α .<br />

يتضح من اجلدول السابق )8( ما ياأتي:‏<br />

‏.‏‎1‎وجود 1 فروق ذات داللة اإحصائية بني متوسطات حتصيل طلبة ‏صفوف الفئة<br />

االأوىل )20 طالباً‏ فاأقل(‏ ، وطلبة الفئة الثانية )21 - 35 طالباً(‏ لصالح طلبة<br />

الفئة االأوىل.‏<br />

‎2‎وجود . 2 فروق يف التحصيل بني طلبة الفئة الثالثة )36 – 45 طالباً(‏ ، وطلبة الفئة<br />

الثانية )21 - 35 طالباً(‏ لصالح طلبة الفئة الثالثة.‏<br />

‎3‎وجود . 3 فروق يف التحصيل بني طلبة الفئة الرابعة ‏)اأكرث من 45 طالباً(‏ ، وطلبة<br />

الفئة الثانية )21 - 35 طالباً(‏ لصالح طلبة الفئة الرابعة،‏ االأمر الذي يوؤدي اإىل<br />

رفض الفرضية الصفرية الرابعة.‏ وتتفق نتائج الدراسة مع نتائج دراسات:‏ ( rBo<br />

. )Ellis et. al, 2000( و )land &Howsen,2004<br />

جتدر االإشارة هنا اإىل اأن النتائج تظهر تباينا يف الفروق وفقا حلجم الصف،‏ على<br />

الرغم من اأن هناك دراسات اأثبتت اأن حجم الصف عامل ثانوي يف التحصيل الدراسي<br />

36


جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

مجلة<br />

ومنها دراسة )1997 al, )Wright et. ومن وجهة نظر الباحث،‏ فاإن اعتبارات عديدة قد<br />

تكون ‏سببا لوجود هذه الفروق منها:‏<br />

. أاإن الفروق يف احلالة االأوىل لصالح الفئة االأوىل يعود اإىل توافر فرص مثالية<br />

للتعلم،‏ السيما اأن حجم الصف يف هذه احلالة يتوافق مع العدد النموذجي،‏ كما اأن<br />

حجم الصف يعطي هامشا اأعلى للمعلم للمتابعة،‏ وتنفيذ االأنشطة،‏ واإتاحة فرص<br />

مشاركة اأوسع للطالب يف االشرتاك يف النقاش والتفاعل متعدد االجتاهات داخل<br />

الصف،‏ وهذه العوامل جمتمعة اأو مفردة ذات تاأثري على التحصيل الدراسي.‏<br />

. باإن الفروق يف احلالة الثانية رمبا تعود لدور املعلمني يف بذل جمهود مضاعف<br />

يف التدريس لتحقيق السيطرة على طالب الصف،‏ كما اأن ازدياد عدد الطالب يف<br />

الصف يزيد من حدة التنافس بني الطلبة نحو االإجناز والتحصيل،‏ وهذا ينعكس<br />

اإيجاباً‏ على التحصيل الدراسي للطالب.‏<br />

. تاإن الفروق يف احلالة الثالثة تعود لدور املعلم,‏ وزيادة حدة التنافس بني الطلبة،‏<br />

ورمبا يشجع زيادة العدد تطبيق مبادئ التعلم التعاوين اأحيانا،‏ وبخاصة عند اأداء<br />

الواجبات البيتية،‏ اأو تنفيذ االأنشطة الصفية اأو املنزلية،‏ مما يساهم يف رفع ‏سوية<br />

الطلبة الدراسي.‏<br />

ثالثاً:‏ النتائج املتعلقة باإلجابة عن سؤال الدراسة الثالث ومناقشته<br />

نص السوؤال الثالث على:‏ ‏»هل توجد فروق ذات دللة اإحصائية عند مستوى<br />

(0.05 ≤ α) بني متوسطات حتصيل طلبة الصف السادس الأساسي يف<br />

الختبار الوطني الفلسطيني ملقرر العلوم العامة تعزى ملتغريات:‏ جنس<br />

املعلم،‏ و املوؤهل العلمي،‏ و التخصص،‏ و اخلربة،‏ و املوؤهل الرتبوي؟«‏<br />

لالإجابة عن هذا السوؤال،‏ اأُستخرجت املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية<br />

لعالمات اأفراد العينة يف االختبار الوطني ملقرر العلوم العامة تبعاً‏ ملتغريات:‏ جنس املعلم،‏<br />

واملوؤهل العلمي،‏ والتخصص،‏ واخلربة،‏ واملوؤهل الرتبوي،‏ واجلدول )9( يوضح ذلك<br />

37


نتائج طلبة الصف السادس األساسي في االختبار حتليل<br />

الفلسطيني ملقرر العلوم العامة وفقاً‏ لبعض املتغيرات الوطني<br />

محمد عبد الفتاح شاهني د.‏<br />

الجدول )9(<br />

المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لعالمات أفراد العينة على االختبار<br />

الوطني الفلسطيني لمقرر العلوم العامة تبعاً‏ لمتغيرات:‏ جنس المعلم،‏ والمؤهل العلمي،‏<br />

املتغري<br />

والتخصص،‏ والخبرة،‏ و المؤهل التربوي<br />

مستويات املتغري<br />

العدد<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

النحراف<br />

املعياري<br />

10.89<br />

10.44<br />

10.40<br />

10.78<br />

10.63<br />

11.19<br />

10.77<br />

10.75<br />

10.54<br />

10.91<br />

10.70<br />

جنس املعلم<br />

التخصص<br />

اخلربة<br />

املوؤهل<br />

الرتبوي<br />

ذكر<br />

اأنثى<br />

دبلوم<br />

بكالوريوس فاأعلى<br />

علوم<br />

غري ذلك<br />

اأقل من 5 ‏سنوات<br />

‏)معلمون(‏<br />

45<br />

‏)طلبة(‏<br />

19.37<br />

21.71<br />

22.21<br />

19.97<br />

20.44<br />

21.71<br />

19.30<br />

20.50<br />

1487<br />

1684<br />

919<br />

2252<br />

2735<br />

436<br />

922<br />

998<br />

49<br />

27<br />

67<br />

82<br />

12<br />

27<br />

– 5 10 ‏سنوات 32<br />

اأكرث من 10 ‏سنوات<br />

يحمل<br />

ال يحمل<br />

21.68<br />

21.51<br />

20.56<br />

1251<br />

177<br />

2994<br />

35<br />

6<br />

88<br />

يتضح من اجلدول السابق )9( ما ياأتي:‏<br />

اأن املتوسطات احلسابية لعالمات الطالب يف االختبار الوطني ملقرر العلوم وفقاً‏<br />

ملتغري جنس املعلم بلغت )19.37( للذكور ولالإناث )21.71( . ووفقا ملتغري املوؤهل<br />

العلمي،‏ بلغت حلملة الدبلوم )22.21( ، وحلملة البكالوريوس فاأعلى )19.97( . ووفقًا<br />

ملتغري التخصص،‏ فقد بلغ متوسط حتصيل الطلبة يف العلوم )20.44( وللتخصصات<br />

االأخرى )21.71( . وتبعاً‏ ملتغري اخلربة،‏ تراوحت املتوسطات ما بني )19.30 – 21.68(.<br />

وتبعاً‏ ملتغري املوؤهل الرتبوي،‏ بلغ املتوسط احلسابي لتحصيل الطلبة الذين يدرسهم<br />

معلمون ممن يحملون موؤهالً‏ تربوياً‏ )21.51( ولغري احلاملني )20.56( ، وهذا يشري اإىل<br />

38


جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

مجلة<br />

وجود فروق بني مستويات حتصيل طلبة الصف السادس االأساسي يف االختبار الوطني<br />

ملقرر العلوم العامة وفقاً‏ للمتغريات السابقة،‏ ولفحص داللة هذه الفروق اأُستخدم حتليل<br />

التباين ذو التصميم العاملي 2×2×2×3×2، واجلدول )10( يوضح ذلك.‏<br />

الجدول )10(<br />

نتائج تحليل التباين لفحص داللة الفروق في عالمات طلبة الصف السادس األساسي في االختبار<br />

الوطني الفلسطيني لمقرر العلوم العامة تبعاً‏ لمتغيرات:‏ جنس المعلم،‏<br />

مصدر التباين<br />

جنس املعلم<br />

املوؤهل العلمي<br />

التخصص<br />

اخلربة<br />

املوؤهل الرتبوي<br />

اخلطاأ<br />

املجموع<br />

والمؤهل العلمي،‏ والتخصص،‏ والخبرة،‏ والمؤهل التربوي<br />

جمموع<br />

املربعات<br />

درجات<br />

احلرية<br />

1<br />

39<br />

4330.26<br />

متوسطات<br />

املربعات<br />

4330.26<br />

قيمة<br />

‏)ف(‏<br />

38.908<br />

الدللة<br />

الإحصائية<br />

0.000<br />

0.000<br />

0.000<br />

0.001<br />

0.629<br />

24.870<br />

27.158<br />

7.409<br />

0.234<br />

2767.90<br />

3022.51<br />

824.56<br />

26.01<br />

111.29<br />

1<br />

1<br />

2<br />

1<br />

3164<br />

3170<br />

2767.90<br />

3022.51<br />

1649.12<br />

26.01<br />

352134.91<br />

363930.71<br />

يتبني من اجلدول السابق )10( ما ياأتي:‏<br />

‏.‏‎1‎وجود 1 فروق ذات داللة اإحصائية بني متوسطات حتصيل طلبة الصف السادس<br />

االأساسي على االختبار الوطني الفلسطيني ملقرر العلوم العامة وفقاً‏ ملتغري جنس<br />

املعلم،‏ اإذ بلغت قيمة ‏)ف(‏ )38.908( ، وهي قيمة دالة اإحصائياً‏ عند مستوى α)<br />

(0.05 ≤ ، وبالرجوع اإىل جدول املتوسطات )9( ، يتبني اأن الفروق كانت لصالح<br />

املعلمات،‏ مما يعني رفض الفرضية الصفرية اخلامسة.‏<br />

وهذه النتيجة تتفق مع نتائج دراسات عديدة منها دراسات ‏)ياسني وعالونه ,2008(<br />

و ‏)وزارة الرتبية والتعليم العايل الفلسطينية,‏ 2006( ، ويعزو الباحث هذه النتيجة اإىل<br />

عوامل متعلقة باالإناث من حيث الدافعية واإثبات الذات والتميز , اإضافة اإىل عوامل متعلقة<br />

باالأداء التدريسي للمعلمات واملناخات الصفية واملدرسية يف مدارس االإناث.‏


نتائج طلبة الصف السادس األساسي في االختبار حتليل<br />

الفلسطيني ملقرر العلوم العامة وفقاً‏ لبعض املتغيرات الوطني<br />

محمد عبد الفتاح شاهني د.‏<br />

‏.‏‎2‎وجود 2 فروق ذات داللة اإحصائية بني متوسطات حتصيل طلبة الصف السادس<br />

االأساسي على االختبار الوطني ملقرر العلوم وفقاً‏ ملتغري املوؤهل العلمي للمعلم،‏<br />

اإذ بلغت قيمة ‏)ف(‏ )24.870( ، وهي قيمة دالة اإحصائياً‏ عند مستوى ≤ α)<br />

(0.05 ، وبالرجوع اإىل جدول املتوسطات )9( ، يتبني اأن الفروق كانت لصالح<br />

حملة درجة الدبلوم،‏ االأمر الذي يوؤدي اإىل رفض الفرضية السادسة.‏ وهذه النتيجة<br />

ال تتفق مع نتائج دراسة )2004 )Spark, و )2000 al, )Ellis et. . ويعزو الباحث<br />

هذه النتيجة اإىل اأن حملة درجة الدبلوم موؤهلون علميا ومسلكيا مبا يتناسب<br />

مع متطلبات املرحلة التي يدرسونها،‏ كما اأن برامج اإعدادهم تركز على مهارات<br />

االأداء التدريسي للمعلم،‏ وتتيح لهم فرص التدريب العملي يف املدارس،‏ مع<br />

متابعة ميدانية لتقومي االأداء,‏ اأما حملة البكالوريوس فغالبيتهم خريجون من<br />

كليات العلوم،‏ وبالتايل يدخلون اإىل الصفوف مزودين باأفكار رمبا استعادوها<br />

من ماضيهم املدرسي.‏ وهم يخضعون طرق تعليمهم للمحاولة واخلطاأ،‏ والصف<br />

بالنسبة لهم حقل جتارب،‏ وبخاصة يف ‏سنوات تعليمهم االأوىل.‏<br />

.3 3 وجود فروق ذات داللة اإحصائية بني متوسطات حتصيل طلبة الصف السادس<br />

االأساسي على االختبار الوطني الفلسطيني ملقرر العلوم العامة وفقاً‏ ملتغري<br />

تخصص للمعلم،‏ اإذ بلغت قيمة ‏)ف(‏ )27.158( ، وهي قيمة دالة اإحصائياً‏ عند<br />

مستوى (0.05 ≤ α) ، وبالرجوع اإىل جدول املتوسطات )9( ، يتبني اأن الفروق<br />

كانت لصالح املعلمني من ذوي التخصصات غري العلوم،‏ وهذا يوؤدي اإىل رفض<br />

الفرضية السابعة.‏ ويعزو الباحث هذه النتيجة اإىل بعض العوامل ذات العالقة,‏<br />

منها اأن املعلمني الذين يدرسون العلوم،‏ ويحملون تخصصات غري العلوم غالبيتهم<br />

وظفوا يف ‏سنوات ‏سابقة،‏ وبالتايل اأصبح لديهم خربات كافية يف التدريس نتيجة<br />

املمارسة الذاتية والتدريب،‏ حيث يتلقى هوؤالء مزيداً‏ من التدريب.‏ كذلك االأمر فاإن<br />

التخصصات التي يحملونها ليست بعيدة عن جمال العلوم،‏ فهي ترتكز يف ثالثة<br />

تخصصات رئيسة هي:‏ التمريض والزراعة واملختربات الطبية،‏ وبالتايل فهم قد<br />

يتيحون لطالبهم فرص تعلم اأوسع،‏ ومييلون اإىل تنفيذ نشاطات تعليمية تعلمية<br />

اأكرث بحكم اأن تخصصاتهم مبنية على النشاطات العملية التطبيقية اأكرث من<br />

غريها,‏ اإضافة ملا ميكن اأن يقدموا لطالبهم من معلومات اإضافية ترثي معارفهم<br />

ومهاراتهم.‏<br />

40


جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

مجلة<br />

‏.‏‎4‎وجود 4 فروق ذات داللة اإحصائية بني متوسطات حتصيل طلبة الصف السادس<br />

االأساسي على االختبار الوطني الفلسطيني ملقرر العلوم العامة وفقاً‏ ملتغري خربة<br />

املعلم،‏ اإذ بلغت قيمة ‏)ف(‏ )7.409( ، وهي قيمة دالة اإحصائياً‏ عند مستوى<br />

(0.05 ≤ α) ، وللتعرف اإىل اجتاهات الفروق استخدم اختبار ‏شافيه للمقارنات<br />

البعدية،‏ واجلدول رقم )11( يوضح ذلك.‏<br />

الجدول )11(<br />

نتائج اختبار شافيه للمقارنات البعدية لعالمات الطلبة على االختبار الوطني<br />

مستويات متغري اخلربة<br />

اأقل من )5( ‏سنوات<br />

الفلسطيني لمقرر العلوم العامة تبعاً‏ لمتغير خبرة المعلم<br />

اأقل من )5( ‏سنوات<br />

5( – )10 ‏سنوات<br />

اأكرث من )10( ‏سنوات<br />

1.18<br />

1.20<br />

2.38<br />

5( – )10 ‏سنوات<br />

اأكرث من )10( ‏سنوات<br />

دالة عند مستوى 0.05) ≤ (α .<br />

يتضح من اجلدول السابق )11(:<br />

.1 1 وجود فروق ذات داللة اإحصائية بني مستويات حتصيل الطلبة ممن تقع خربة<br />

معلميهم يف الفئة الثانية )5 – 10 ‏سنوات(‏ والفئة االأوىل ‏)اأقل من 5 ‏سنوات(‏<br />

لصالح الفئة الثانية،‏ وبني الطلبة الذين تقع خربة معلميهم يف الفئة الثالثة ‏)اأكرث<br />

من 10 ‏سنوات(‏ ، والفئة االأوىل ‏)اأقل من 5 ‏سنوات(‏ لصالح الفئة الثالثة،‏ وبني<br />

الطلبة الذين تقع خربة معلميهم يف الفئة الثالثة ‏)اأكرث من 10 ‏سنوات(‏ والفئة<br />

الثانية )5 - 10 ‏سنوات(‏ ، لصالح الفئة الثالثة،‏ االأمر الذي يوؤدي اإىل رفض<br />

الفرضية الصفرية الثامنة،‏ وهذه النتيجة تتفق مع دراسات كل من et.( Ellis<br />

)al,2000 و al,1997) .(Wright et. وبطبيعة احلال فاإن خربة املعلم املتجددة<br />

تنعكس على جودة اأدائه التدريسي،‏ وبناء اختبارات حتصيلية جيدة،‏ تقود طالبه<br />

اإىل حتقيق حتصيل اأفضل.‏<br />

41


نتائج طلبة الصف السادس األساسي في االختبار حتليل<br />

الفلسطيني ملقرر العلوم العامة وفقاً‏ لبعض املتغيرات الوطني<br />

محمد عبد الفتاح شاهني د.‏<br />

‏.‏‎2‎عدم 2 جود فروق ذات داللة اإحصائية بني متوسطات حتصيل طلبة الصف السادس<br />

االأساسي على االختبار الوطني ملقرر العلوم وفقاً‏ ملتغري املوؤهل الرتبوي للمعلم،‏<br />

اإذ بلغت قيمة ‏)ف(‏ )0.234( ، وهي قيمة غري دالة اإحصائياً‏ عند مستوى ≤ α)<br />

(0.05 االأمر الذي يوؤدي اإىل قبول الفرضية الصفرية التاسعة.‏ وقد تعزى هذه<br />

النتيجة من وجهة نظر الباحث اإىل اأن حملة املوؤهالت الرتبوية حديثو التعيني,‏<br />

فيما ميتلك زمالوؤهم ممن ال يحملون موؤهالً‏ تربوياً‏ خربات ‏سابقة نتيجة لعملهم<br />

التدريسي،‏ والتدريب الذي تقوم به مديريات الرتبية.‏<br />

رابعاً:‏ النتائج املتعلقة باإلجابة عن سؤال الدراسة الرابع ومناقشته<br />

نص السوؤال الرابع على:‏ ‏»هل توجد علقة ذات دللة اإحصائية عند مستوى<br />

(0.05 ≤ α) بني متوسطات حتصيل طلبة الصف السادس الأساسي يف<br />

الختبار الوطني الفلسطيني ملقرر العلوم العامة وتقديرات معلميهم من<br />

قبل مديري املدارس واملرشفني؟«‏<br />

لالإجابة عن هذا السوؤال،‏ اأُستخدم اختبار معامل ارتباط بريسون aPerson Correl<br />

الجدول )12(<br />

،tion Test واجلدول )12( يوضح ذلك.‏<br />

نتائج معامالت االرتباط والداللة اإلحصائية للعالقة بين متوسطات تحصيل<br />

طلبة الصف السادس األساسي في االختبار الوطني الفلسطيني لمقرر العلوم العامة<br />

وتقديرات معلميهم من قبل مديري المدارس والمشرفين<br />

التقدير<br />

معامل االرتباط<br />

التحصيل<br />

الداللة االإحصائية<br />

0.01<br />

0.01<br />

0.093<br />

0.106<br />

املدير<br />

املرشف<br />

42


يتضح من اجلدول )12(:<br />

جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

مجلة<br />

وجود عالقة موجبة دالة اإحصائياً‏ بني متوسطات حتصيل طلبة الصف السادس<br />

االأساسي يف االختبار الوطني ملقرر العلوم وبني تقديرات معلميهم من قبل مدراء املدارس،‏ اإذ<br />

بلغ معامل االرتباط )0.093( ، ومع تقديرات املرشفني )0.106( ، وهي قيم دالة اإحصائياً‏<br />

عند مستوى (0.01 ≤ α) ، االأمر الذي يوؤدي اإىل رفض الفرضية الصفرية العارشة.‏ ويرى<br />

الباحث يف ‏ضوء هذه النتيجة اأن عالقة االرتباط ‏ضعيفة،‏ على الرغم من اأن نتائج الدراسة<br />

تتفق مع نتائج دراسات كل من:‏ )2005 )Gallagher, و )2004 )Milannowski, و ( lGa<br />

)lagher, 2002 و (2001 &Francis, (Huffman . فيما تبني اأن نتائج هذه الدراسة تختلف<br />

مع دراسة 2006( )Ahmadnia, .<br />

ويرى الباحث اأن وجود عالقة ميثل اأحد املوؤرشات على االأداء التدريسي للمعلم.‏ اإال اأن<br />

‏ضعف العالقة على الرغم من داللتها يعود اإىل عدم موضوعية اأداة تقومي املعلم،‏ وخضوع<br />

عملية التقومي ‏سواءً‏ من قبل املدير اأو املرشف اإىل بعض االعتبارات الشخصية على حساب<br />

االعتبارات املهنية.‏ كما اأن عملية تقومي املعلم تتم من خالل معاينة حصة ‏صفية واحدة<br />

يرى املعلم اأنها املبتغى االأساسي،‏ وما ‏سواها الرضورة له.‏ كما اأن عدم اعتماد حتصيل<br />

الطلبة حموراً‏ اأساساً‏ يف تقومي املعلم يجعل املعلم دائم االهتمام بالشكليات على حساب<br />

االأساسيات.‏<br />

43


نتائج طلبة الصف السادس األساسي في االختبار حتليل<br />

الفلسطيني ملقرر العلوم العامة وفقاً‏ لبعض املتغيرات الوطني<br />

محمد عبد الفتاح شاهني د.‏<br />

خالصة وتوصيات:‏<br />

لقد اتضح من نتائج الدراسة اأن مستوى التحصيل العام لطلبة الصف السادس<br />

االأساسي يف العلوم العامة متدن,‏ كما تبني اأن هناك فروقا يف التحصيل وفقا لبعض<br />

املتغريات ومنها جنس الطالب,‏ واملعلم,‏ وحجم الصف,‏ وخربات املعلمني,‏ وتخصصاتهم,‏<br />

وجنس املدرسة.‏ فيما تبني وجود عالقة ايجابية دالة،‏ ولكنها ‏ضعيفة بني نتائج الطالب<br />

وبني تقديرات معلميهم من قبل املديرين واملرشفني,ويف ‏ضوء ما تقدم يوصي الباحث مبا<br />

ياأتي:‏<br />

‏.‏‎1‎العمل 1 على اإجراء تطوير ‏شامل يف منظومة العملية التعليمية يف فلسطني بحيث<br />

تطال عنارص العملية التعليمية كافة.‏<br />

‏.‏‎2‎العمل 2 على اإعداد اختبارات تشخيصية وطنية تتمتع بخصائص ‏سيكومرتية<br />

تتناسب مع طبيعة حمتويات املقررات الدراسية املختلفة،‏ بغية حتديد مواطن<br />

الضعف ملعاجلتها.‏<br />

‏.‏‎3‎زيادة 3 فرص التعاون بني وزارة الرتبية والتعليم العايل وبني املوؤسسات الرتبوية<br />

االأخرى لالستفادة - قدر االإمكان - من اخلربات املتوافرة فيها.‏<br />

‏.‏‎4‎العمل 4 على تقومي مناهج العلوم العامة يف املرحلة االأساسية وتطويرها على ‏ضوء<br />

التوجهات الدولية نحو تدريسها.‏<br />

‏.‏‎5‎اإعادة 5 النظر يف ‏صحيفة تقومي املعلم،‏ وتطويرها مبا يتناسب مع اأدواره ونتائج<br />

حتصيل طالبه.‏<br />

‏.‏‎6‎اإلغاء 6 نظام الرتفيع التلقائي يف الصفوف االأساسية االأوىل،‏ ملا له من انعكاسات<br />

‏سلبية عديدة على املسرية التعليمية.‏<br />

‏.‏‎7‎توجيه 7 اأنظار الباحثني الإجراء املزيد من الدراسات حول مشكالت التحصيل<br />

الدراسي.‏<br />

‏.‏‎8‎‏رضورة 8 ‏ضبط معايري توظيف املعلمني بشكل ‏صارم،‏ وذلك انطالقا من معايري<br />

اجلودة الشاملة.‏<br />

‏.‏‎9‎العمل 9 على وضع جدول اإرشاف يتيح للمرشف اإجراء زيارات عدة للمعلم يف اأثناء<br />

الفصل الدراسي،‏ واأن ال يكون تقوميه قارصاً‏ على زيارة واحدة.‏<br />

10 10 زيادة فرص التدريب والتاأهيل ملعلمي العلوم يف املرحلة االأساسية لرفع مستوى<br />

كفاياتهم التدريسية.‏<br />

44


جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

مجلة<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

أوال - املراجع العربية:‏<br />

‎1‎االأمم . 1 املتحدة,‏ برنامج االأمم املتحدة االإمنائي )2003 ) . تقرير التنمية االإنسانية<br />

العربية الثاين.‏<br />

http://www.un.org/arabic/esa/rbas/ahdr2003/<br />

‎2‎احلسني،‏ . 2 اإبراهيم عبد الكرمي.‏ )2007 ) . من املدرسة التقليدية اإىل مدرسة اجلودة،‏<br />

معوقات التحول،‏ ورقة عمل مقدمة للقاء السنوي الرابع عرش الذي نظمته اجلمعية<br />

السعودية للعلوم الرتبوية والنفسية واملنعقد يف القسيم يف الفرتة الواقعة ما بني 15<br />

.2007 /4 /16 –<br />

‎3‎احلكمي,علي . 3 بن ‏صديق.‏ )2007 ) . التقومي الرتبوي وضمان اجلودة يف التعليم,ورقة<br />

مقدمة للقاء السنوي الرابع عرش للجمعية السعودية للعلوم الرتبوية والنفسية واملنعقد<br />

يف مدينة القصيم يف الفرتة الواقعة ما بني 15- 16/ 52007.<br />

‎4‎حماد,،‏ . 4 خليل والهباش،‏ اأسامة.‏ )2005 ) . تصور مقرتح لتشخيص اأسباب تدين التحصيل<br />

الدراسي لدى طلبة املراحل االأساسية الدنيا يف حمافظة غزة وسبل معاجلتها،‏ بحدث<br />

مقدم اإىل املوؤمتر الرتبوي الثاين بعنوان ‏»الطفل الفلسطيني بني حتديات الواقع<br />

وطموحات املستقبل«واملنعقد يف كلية الرتبية يف اجلامعة االإسالمية يف الفرتة<br />

الواقعة ما بني – 22 23 .2005 /11 /<br />

‎5‎الدورسي،‏ . 5 راشد حماد.‏ )2004 ) . القياس والتقومي الرتبوي احلديث،‏ القاهرة:‏ دار<br />

الفكر.‏<br />

‏.‏‎6‎الرواشدة،‏ 6 اإبراهيم وثوابته،‏ اأحمد والغرايبة،‏ اأحمد واإسماعيل،‏ رابح واأبو اصفر،‏ رزق<br />

والرقب،‏ ‏سعيد ومهيب،‏ عبد احلكيم والديك،‏ حممود والعمري،‏ وسف.‏ )2000( . التقرير<br />

االإحصائي لالختبار الوطني لضبط نوعية التعليم للمرحلة االأساسية يف االأردن.‏<br />

http://www.moe.gov.jo/arabic/ResourcesA.html<br />

45


نتائج طلبة الصف السادس األساسي في االختبار حتليل<br />

الفلسطيني ملقرر العلوم العامة وفقاً‏ لبعض املتغيرات الوطني<br />

محمد عبد الفتاح شاهني د.‏<br />

‎7‎السمان . 7 نورة.‏ )2008 ) . بعض الفروق بني اجلنسني يف اخلصائص والسمات.‏<br />

Faculty.ksu.edu.sz/703/Doc/ib3/...<br />

‎8‎الرصاف،‏ . 8 قاسم علي.‏ )2002 ) . القياس والتقومي يف الرتبية والتعليم،‏ الكويت:‏ دار<br />

الكتاب احلديث.‏<br />

‎9‎عالم،‏ . 9 ‏صالح الدين حممود.‏ )2002 ) . التقومي الرتبوي:‏ اأسسه ومنهجياته وتطبيقاته<br />

يف املدارس،‏ القاهرة:‏ دار الفكر العربي.‏<br />

‎1010‎غنيم،‏ حممد احمد اإبراهيم.‏ )2003 ) . االجتاهات احلديثة يف بحوث مشكالت تقومي<br />

التحصيل الدراسي.‏<br />

http://www.gwfkids.com/ar/index.php?action=show_res&r_idc_id<br />

11 الكمي،‏ علي بن ‏صديق.‏ )2002 ) . تقومي التعليم العام يف اململكة العربية السعودية:‏<br />

دراسة للواقع وروؤية الإسرتاتيجية مستقبلية،‏ دراسة مقدمة لندوة الروؤية املستقبلية<br />

لالقتصاد السعودي واملنعقدة يف الرياض يف الفرتة الواقعة ما بني – 19 23/<br />

اأكتوبر.‏<br />

46<br />

1<br />

‎1212‎وزارة الرتبية والتعليم العايل الفلسطينية.‏ )2006 ) . مستوى التحصيل يف اللغة العربية<br />

والرياضيات لدى طلبة الصف الرابع االأساسي يف فلسطني للعام الدراسي 2004/<br />

2005، منشورات االإدارة العامة للقياس والتقومي واالمتحانات.‏<br />

‎1313‎وزارة الرتبية والتعليم العايل الفلسطينية )2005 ) . نتائج فلسطني ‏ضمن دراسة<br />

التوجهات الدولية يف الرياضيات والعلوم للعام الدراسي 2003، منشورات االإدارة<br />

العامة للقياس والتقومي واالمتحانات.‏<br />

‎1414‎وزارة الرتبية والتعليم العايل الفلسطينية )2009 ) . اإحصاءات مديريات الرتبية<br />

والتعليم يف حمافظة اخلليل.‏<br />

) 15 . مستوى حتصيل طلبة الصف السادس يف<br />

‎15‎ياسني،‏ ‏صالح وعالونة،‏ عمر.‏ )2008<br />

مديرية الرتبية والتعليم/‏ جنوب نابلس.‏ منشورات وزارة الرتبية والتعليم العايل/‏<br />

مديرية جنوب نابلس.‏


جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

مجلة<br />

ثانيا - املراجع األجنبية:‏<br />

1.<br />

2.<br />

3.<br />

4.<br />

5.<br />

6.<br />

7.<br />

8.<br />

Ahmadnia, H. (2006). The relationship between teachers’ performance<br />

ratings and the achievement of their students. Applied H. R. M. Research,<br />

11 (1) , 75 – 78.<br />

Arthur, M. (2007). Gender differences in the cadmic achievement and<br />

motivation.<br />

Http://Mary_arthur.ggoglepages.com/Arthur_cadmic achievement and<br />

motivation.<br />

Borland, M. & Howsen, R. (2003). An examination of the effect of<br />

elementary school size on student academic achievement. International<br />

Review of Education, 49 (5) , 463 – 474.<br />

Chang, Y. (2008) . Gender differences in science achievement, science<br />

self- concept and science values. The proceedings of IRC.<br />

http://www.iea.nl/fileadmin/user_upload/IRC2008/Papers/TIMSS_<br />

Science/Chang. <strong>pdf</strong>.<br />

Ellis, R. , Okpala, O. , Smith, F. & Jones, E. (2000) . A clear link between<br />

school and teacher characteristics, student demographics and student<br />

achievement. Education, 120 (3) , 487 – 474.<br />

Gallagher, H. (2002) . The relationship between measures of teacher<br />

quality and student achievement: The case of Vaughn elementary. ERIC.<br />

. ED468254<br />

Gallagher, H. A. (2004) Teacher evaluation system: Are teacher evaluation<br />

scores correlated to growth in student achievement? Pea Body Journal of<br />

Education, 79 (4) , 79 – 107.<br />

Hammond, L. (2000). Teacher quality and student achievement.<br />

Educational Policy Analysis Archives, 8 (1) .<br />

http://epapa.asu/epae/v8n1.<br />

47


حتليل نتائج طلبة الصف السادس األساسي في االختبار<br />

الوطني الفلسطيني ملقرر العلوم العامة وفقاً‏ لبعض املتغيرات<br />

د.‏ محمد عبد الفتاح شاهني<br />

9. House, J. (2008) Effects of classroom instruction strategies and selfbeliefs<br />

on science achievement of elementary –school students in Japan:<br />

Results from the TIMSS 2003 assessment. Education, 00131172, 129 (2).<br />

http://web.ebscohost.com/ehost/detail?vid=1&hid=9&sid=34a56c07-<br />

a52a- 42e9- 9b1e.<br />

10. Huffman, D. & Frances, L. (2001) . TIMSS and relationship between<br />

instruction and achievement in Minnesota science and mathematics<br />

classes. Proc. Nah. Sci. Coun, 11 (3) , 103 – 113.<br />

11. Joshua, M. & Joshua, A. & Kritsonis, W. (2006). Use of student achievement<br />

scores as basis for assessing teachers instructional effectiveness: Issues<br />

and research results. National Forum of Teacher Education Journal, 17<br />

(3) . www. nationalforum. com.<br />

12. Milanowski, A. (2004) . The relationship between teachers’ performance,<br />

evaluation scores and student achievement: Evidence from Cincinnati.<br />

Peabody Journal of Education, 79 (4) , 33 - 53.<br />

13. National Center for Educational Statistics (NCES) . (2008) . Mathematics<br />

and science achievement of U. S fourth and eighth- grade students in<br />

international context. http://nces.ed.gov/<br />

14. Saeed, M. & Gondal, M. (2005) Assessing achievement of primary grader<br />

students and factors affecting achievement in Pakistan. International<br />

Journal of Educational Management, 19 (6) , 486 – 499.<br />

15. Sparks, K. (2004) . The effect of teacher certification on student<br />

achievement. http://laxace.tamu.edu/handle/1969/2229<br />

16. Wright, P. , Horn, S. & Sanders, W. (1997) . Teacher and classroom<br />

context effects on student achievement: Implication for teacher evaluation.<br />

Journal of Personal Evaluation in Education, 11, 57 – 67.<br />

48


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

داللة التمايز يف مستويات التفكري التأملي<br />

لدى طلبة الصف العاشر األساسي يف ضوء<br />

فاعلية الذات الرياضية<br />

د.‏ عادل ريان<br />

مشرف أكاديمي متفرغ،‏ منطقة الخليل التعليمية،‏ جامعة القدس المفتوحة.‏<br />

49


داللة التمايز في مستويات التفكير التأملي لدى طلبة<br />

الصف العاشر األساسي في ضوء فاعلية الذات الرياضية<br />

د.‏ عادل ريان<br />

ملخص:‏<br />

هدفت الدراسة احلالية اإىل فحص داللة التمايز يف مستويات التفكري التاأملي لدى<br />

طلبة الصف العارش االأساسي يف ‏ضوء فاعلية الذات الرياضية،‏ وقد طُ‏ بق مقياسا الدراسة<br />

على عينة تاألفت من )333( طالباً‏ وطالبة،‏ اختريوا بطريقة طبقية عنقودية من طلبة الصف<br />

العارش االأساسي يف مديرية تربية اخلليل.‏<br />

اأظهرت نتائج الدراسة اأن مستوى الفهم قد حصل على الرتتيب االأول باأعلى متوسط<br />

حسابي،‏ يليه مستوى التاأمل،‏ ثم التاأمل الناقد،‏ ويف الرتتيب االأخري جاء مستوى العمل<br />

االعتيادي.‏ كما اأظهرت نتائج حتليل التباين الثنائي وجود فروق ذات داللة اإحصائية عند<br />

مستوى (0.05 ≤ α) يف مستوى العمل االعتيادي،‏ تعزى ملتغري اجلنس ولصالح الطالبات،‏<br />

يف حني مل تكن الفروق دالة على املقياس كله وعلى بقية املستويات،‏ وتبني وجود فروق<br />

ذات داللة اإحصائية على املقياس كله وعلى مستويات الفهم،‏ والتاأمل،‏ والتاأمل الناقد،‏ تعزى<br />

ملتغري فاعلية الذات الرياضية،‏ ولصالح فئة الفاعلية املرتفعة،‏ يف حني مل تكن الفروق دالة<br />

على مستوى العمل االعتيادي،‏ ووجود فروق ذات داللة اإحصائية على املقياس كله،‏ وعلى<br />

مستوى التاأمل الناقد،‏ تعزى للتفاعل بني اجلنس والفاعلية،‏ يف حني مل تكن الفروق دالة<br />

على بقية املستويات.‏<br />

50


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

Abstract:<br />

The current study aims to investigate the significance of the differences<br />

in the levels of reflective thinking among the tenth grade students in the light<br />

of the mathematical self- efficacy. The two instruments of the study have been<br />

applied to a sample that consisted of (333) male and female students. The<br />

sample of students was selected by a cluster stratified method from the tenth<br />

grade students in Hebron Directorate of Education.<br />

The results of the study showed that the level of understanding had been<br />

ranked the first with the highest mean, followed by the level of reflection, then<br />

the critical reflection, and the last in order was the level of habitual action.<br />

Results of the two- way analysis of variance revealed significant differences<br />

(α ≤ 0.05) in the level of habitual action due to the variable of gender and for<br />

the benefit of females, while there were no significant differences on the scale<br />

as a whole and on the rest of the levels. Results showed statistically significant<br />

differences on the scale as a whole and the levels of understanding, reflection,<br />

and critical reflection due to the variable of mathematical self- efficacy for<br />

the benefit of the highly efficient category. Meanwhile the differences were<br />

not significant on the level of habitual action. Finally, statistically significant<br />

differences on the scale as a whole and level of critical reflection were<br />

present.<br />

These were attributable to the interaction between gender and<br />

mathematical self- efficacy, while differences were not significant on the rest<br />

of the levels.<br />

51


داللة التمايز في مستويات التفكير التأملي لدى طلبة<br />

الصف العاشر األساسي في ضوء فاعلية الذات الرياضية<br />

د.‏ عادل ريان<br />

مقدمة:‏<br />

احتل التفكري حيزاً‏ بارزاً‏ يف اأدبيات البحوث السيكولوجية والرتبوية،‏ باعتباره اأكرث<br />

مهارات السلوك االإنساين تعقيداً‏ ورقياً،‏ واأهم اأدوات معاجلة اخلربة امليرسة لتكيف الفرد مع<br />

بيئته املحيطة،‏ والطريقة التي متكّن الفرد من توظيف معارفه بهدف حتقيق اأهدافه وحل<br />

املشكالت التي تواجهه،‏ كما تشكل العملية الذهنية التي تقود الفرد اإىل اكتشاف عامله وما<br />

يحتويه من مكونات،‏ ووفقاً‏ لهذه الغايات فقد تعددت اأمناط التفكري التي استهدفتها بحوث<br />

هذا املسار،‏ ومن ‏ضمنها التفكري التاأملي باعتباره ‏شكالً‏ من اأشكال التفكري العلمي الذي<br />

يقوم على اأسس عقالنية موضوعية ‏)قطامي،‏ 2001( .<br />

فالتفكري التاأملي وفقاً‏ لديوي Dewey ميثل حالة من الشك اأو الرتدد اأو احلرية اأو<br />

االرتباك،‏ وصعوبة ذهنية،‏ بحيث متثل نساأةً‏ اأو منطلقاً‏ لعملية التفكري،‏ ثم البحث واالستقصاء<br />

التي تقود اإىل حل لهذه احلالة )2007 )Phan, ، وبهذا املعنى فقد ميز ديوي بني التفكري<br />

التاأملي وغري التاأملي،‏ وذلك يف ‏ضوء توافر مكونني،‏ يتمثل االأول يف حالة الشك جتاه<br />

املوقف،‏ ويتمثل الثاين يف الطرق اأو االأساليب اأو االسرتاتيجيات الالزمة الإزالة هذا الشك<br />

(2005 ،(Keogh, وعليه فاإن منحى ديوي يف التفكري التاأملي ميثل طريقة ‏شاملة يف بناء<br />

املعنى،‏ الذي يقود اإىل التطور االأخالقي والفكري للفرد،‏ عن طريق تقومي اخلربة التعليمية<br />

وتفسريها )2005 )Kim, ، كما يوؤدي التفكري التاأملي اإىل اكتشاف اأدلة اأو ‏شواهد تقود اإىل<br />

اإعطاء معانٍ‏ جديدة للموقف،‏ وخالل هذه العملية يتمكن الفرد من استكشاف خربات جديدة<br />

والتعمق فيها 2007( Betts, )Samuels & .<br />

ويوؤكد يل )2005 )Lee, على اأن التاأمل،‏ اأو ما يعرف بالتفكري التاأملي يبداأ مع وجود<br />

مشكلة،‏ ويتاأثر بعوامل اخلربة واملعرفة القبلية واملزاج االتصايل ، يف حني يرى ‏سعادة<br />

)2003( اأن التفكري التاأملي عبارة عن منط خاص من التفكري املرتبط بالوعي اأو املعرفة<br />

اأو التاأمل الذاتي،‏ ويقوم على مراقبة النفس،‏ والنظر اإىل االأمور بعمق،‏ وعرَّف ‏سجنيدر<br />

(2006 neider, التاأمل باأنه اسرتاتيجية ما وراء معرفية،‏ تهدف اإىل مساعدة املتعلمني<br />

اأفراداً‏ اأو جمموعات على التاأمل يف خرباتهم واإجراءاتهم وقراراتهم التي يتخذونها،‏ وتتفق<br />

هذه التعريفات مع ما ذهبت اإليه بيدس )2004( يف تعريفها للتفكري التاملي،‏ اإذ اعتربت<br />

التاأمل قدرة معرفية حتدث وفق عمليات تفكري منظمة تقود اإىل التحليل والتقومي،‏ واإىل<br />

اإدراك جديد وفهم ‏شامل للخربة العملية.‏<br />

h(Sc<br />

52


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

ويتضمن التاأمل باعتباره طريقة خاصة يف التفكري اأربعة معايري:‏ يتمثل االأول يف<br />

عمليات بناء املعنى،‏ وهذا يعني اأن التاأمل يساعد املتعلمني على نقل خرباتهم اإىل خربات<br />

جديدة بفهم اأعمق باالستفادة من اخلربات واالأفكار السابقة،‏ ويشري املعيار الثاين اإىل<br />

اعتبار التاأمل طريقة منظمة وصارمة ومضبوطة يف التفكري تنبثق جذورها من عمليات<br />

االستقصاء العلمي،‏ ويتعلق املعيار الثالث برشوط ومناخات حدوثه،‏ والذي يتطلب تفاعالً‏<br />

مع االآخرين يف ‏سياقات اجتماعية متعددة،‏ فثنائية التفاعل واملجتمع تكون مصفوفة<br />

متداخلة لتشكيل اخلربة،‏ واأخرياً‏ فاإن التاأمل يتطلب اجتاهات تعطي قيمة لالأفراد ومنوهم<br />

العقلي ذاتياً‏ اأو مع االآخرين )2002 )Rodgers, .<br />

ويحدث التاأمل وفق اإجراءين ‏رضوريني هما:‏ الوقت واخلربة،‏ فالتعلم التاأملي ‏شكل<br />

من اأشكال التعلم الذي يتطلب من املتعلمني التوقف اأو التاأين،‏ ثم مالحظة مواقف تعلمهم،‏<br />

مع االأخذ بعني االعتبار اخلربات السابقة ذات العالقة،‏ ثم توليد معارف مفيدة من ذلك<br />

املوقف،‏ وعند ذلك يستطيع املتعلمون اإعطاء معنى لعمليات تعلمهم من خالل ربط املاضي<br />

باحلارض مع املستقبل )2008 Goh, )Tan & ، وتسري هذه العملية يف دورة كاملة تبداأ<br />

مالحمها يف عملية استحضار للخربة،‏ ثم وصفها،‏ وحتليلها،‏ وانتهاءً‏ باالإجراء العقالين؛ اأي<br />

التدخل والعمل والتجريب )2002 )Rodgers, .<br />

يعدّ‏ التاأمل اأحد العمليات الرضورية يف عمليتي التعليم والتعلم،‏ فقد اأشارت نتائج<br />

املشاهدات البحثية اإىل اأن التاأمل يعزز مهارات التفكري الناقد لدى الطلبة واملعلمني على<br />

حد ‏سواء يف جممل اأنشطة تعلمهم ومسرية تطورهم املهني )2007 )Phan, ، وتتضح<br />

هذه االأهمية كما خلصها كيم )2005 )Kim, يف:‏ تشجيع املتعلمني على حتقيق فهم اأعمق<br />

للمحتوى التعليمي،‏ وحتويل خرباتهم السلبية املرتبطة مبشاعرهم ودوافعهم اإىل خربات<br />

اإيجابية،‏ اإضافة اإىل حتقيق املعنى يف خرباتهم التعلمية.‏<br />

واأشار كيش وشيهان )1997 Sheehan, )Kish & من جانب اآخر اإىل اأن تعزيز التفكري<br />

التاأملي لدى الطلبة من قبل معلميهم يوؤدي اإىل خمرجات تربوية اإيجابية،‏ تتمثل يف التقليل<br />

من توجه املتعلمني نحو السلوك االندفاعي،‏ مما يطور مهارات حل املشكالت العامة لديهم،‏<br />

ويساعدهم على حتليل جممل االأفكار والقضايا بنظرة متاأنية،‏ وتعزيز الربط بني املدركات<br />

اأو وجهات النظر املتباينة،‏ ثم تعزيز القناعة الذاتية بالنفس.‏<br />

ويف مرحلة تكوين املعلم،‏ يعدُّ‏ تعزيز املمارسة التاأملية اأحد اأهداف برامج اإعداد<br />

املعلمني،‏ ويف ذلك يوؤكد وينزالف )1994 )Wenzlaff, على اأهمية اخلربات التشاركية<br />

53


داللة التمايز في مستويات التفكير التأملي لدى طلبة<br />

الصف العاشر األساسي في ضوء فاعلية الذات الرياضية<br />

د.‏ عادل ريان<br />

املكتسبة من خالل املناقشة واحلوار،‏ والتي تتاأصل بالتدريس التاأملي،‏ اأما يف جمال<br />

املمارسة املهنية فاإن التاأمل يقود املعلمني اإىل روؤية املواقف التعليمية بصورة خمتلفة<br />

حتى واإن بدت متشابهة،‏ ثم التعامل معها على اأنها مشكلة يجب مواجهتها وحلها،‏ بحيث<br />

تخرج هذه احللول عن نطاق ميدان املعرفة املهنية )1997 )Norton, ، وهو ما ميكّن املعلمني<br />

من التنويع يف اسرتاتيجيات تعليمهم،‏ ومساعدتهم على استحداث بيئات تعليمية عادلة<br />

جلميع الطلبة،‏ االأمر الذي ينعكس اإيجاباً‏ على مهارات التاأمل الذاتي لدى طلبتهم Sharp,(<br />

2003( ، كما تعزز هذه العملية من قدرات املعلمني يف حل املشكالت التي تواجههم يف<br />

اأثناء التدريس،‏ وبالتايل جتويد ممارساتهم التعليمية )2005 )Keogh, .<br />

متثل فاعلية الذات اأحد اأهم املتغريات الشخصية املحددة لدرجة اندماج الفرد يف اأنشطة<br />

التعلم وتوجيه ‏سلوكه،‏ مما ينعكس على عمليات التفكري التاأملي املمارسة يف مواقف التعلم<br />

املختلفة،‏ وتشري فاعلية الذات اإىل مدركات الفرد نحو قدرته يف اأداء املهمات واإجنازها،‏<br />

وتعرب عن قراراته نحو ما ينجزه وما يستطيع اإجنازه )1983 )Bandura, ، وبالتايل فاإن<br />

معتقدات فاعلية الذات توؤثر على مشاعر املتعلمني،‏ وتفكريهم،‏ ودوافعهم،‏ وسلوكهم،‏ وعلى<br />

جممل العمليات املعرفية،‏ وذلك وفق اأشكال متعددة )1993 )Bandura, ، وتساعد هذه<br />

املدركات االأفراد على حتديد قدراتهم الذاتية يف اأداء مهماتهم واإنهائها،‏ ثم تقدير كمية<br />

اجلهد الالزم بذله يف تنفيذها )2002 Ponton, )Hall & ، وعليه فاإن االأفراد املختلفني<br />

يف معتقدات فاعلية الذات يظهرون مستويات خمتلفة من االندماج املعريف واالجتماعي<br />

واالنفعايل يف املدرسة 2003( Skaalvik, )Bong & .<br />

وترى املزروع )2007( اأن االإحساس املرتفع من فاعلية الذات واملتمثل مبدركات<br />

القدرة ميكن الفرد من التحكم يف مكونات بيئته،‏ من خالل اآليات ووسائط التكيف التي<br />

ميارسها اأثناء ذلك،‏ كما تعزز هذه املعتقدات من تقدير الفرد لذاته،‏ وبالتايل يصبح اأكرث<br />

نشاطاً‏ وحيوية،‏ وقد اأشار ‏سيويل وست جورج )2000 StGeorge, )Sewell & اإىل خصائص<br />

الطلبة ذوي معتقدات فاعلية الذات املرتفعة التي تتلخص يف:‏ اأنهم يختارون املشاركة يف<br />

اأنشطة التعلم،‏ ويبذلون جهداً‏ اأكرب يف تنفيذها،‏ كما اأنهم اأكرث مثابرة يف جتاوز الصعوبات<br />

التي تعرتض تعلمهم،‏ ويواجهونها بدرجة عالية من الهدوء وضبط النفس،‏ ويبحثون<br />

عن خربات التعلم املثرية للتحدي،‏ واأكرث دافعية للتعلم،‏ ويستخدمون اسرتاتيجيات تعلم<br />

متنوعة،‏ ويتغلبون على الفشل برسعة كبرية،‏ واأكرث اإجنازاً‏ الأهداف التعلم،‏ ولديهم القدرة<br />

على استبدال اسرتاتيجيات التعلم غري املناسبة بشكل ‏رسيع،‏ ويعزون النجاح اإىل القدرة<br />

واجلهد،‏ يف حني يعزون الفشل اإىل االسرتاتيجيات غري املناسبة املستخدمة يف التعلم.‏<br />

54


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

وقد اأوضح باندروا )2000 )Bandura, اأن معتقدات فاعلية الذات لدى االأفراد تتشكل<br />

من اأربعة مصادر رئيسة هي:‏ خربات التمكني،‏ وتتضمن اخلربات املبارشة السابقة للفرد،‏<br />

فخربات النجاح املدركة تعزز معتقدات اإيجابية عن فاعلية ذاته،‏ يف حني اإن خربات الفشل<br />

توؤثر ‏سلباً‏ عليها،‏ واخلربات التي يستقيها الفرد من االآخرين،‏ وجتري هذه العملية وفق التعلم<br />

بالنمذجة واملالحظة،‏ وهو ما يسمى باخلربات البديلة،‏ ثم االإقناع اللفظي،‏ ويتمثل يف<br />

املساعدة والدعم والتشجيع واملديح الذي يتلقاه الفرد من االآخرين،‏ واحلالة الفسيولوجية<br />

واالنفعالية التي يكون فيها الفرد عندما يصدر اأحكاماً‏ على اإمكاناته وقدراته.‏<br />

والأن فاعلية الذات تتحدد وفق طبيعة املهمَّة اأو املوقف الذي مير به الفرد،‏ فقد اجتهت<br />

اأدبيات البحث يف هذا املجال اإىل تصنيف هذه املدركات وفق موضوعات حمددة،‏ ومن<br />

‏ضمن ما تناولته هذه البحوث بدرجة عالية من االهتمام فاعلية الذات الرياضية،‏ كتعبري<br />

عن مدركات القدرة والكفاءة والقابليات التعلمية يف مواضيع الرياضيات،‏ انطالقاً‏ من اأن<br />

خيارات املتعلمني التخصصية تتوقف اإىل حد كبري على قدراتهم الرياضية،‏ وبالتايل على<br />

مساراتهم املهنية 2002( Ponton, )Hall & .<br />

مشكلة الدراسة:‏<br />

يتضح من استقراء اأدبيات التفكري التاملي اأهمية هذه القدرة يف جتويد خمرجات<br />

املنظومة الرتبوية وعلى مستوياتها كافة،‏ وبناء عليه تربز احلاجة لقياس مدى توافر<br />

مستويات هذه العملية الذهنية،‏ ثم البحث يف العوامل املوؤثرة عليها،‏ وعليه تتحدد مشكلة<br />

الدراسة يف االإجابة عن السوؤالني االآتيني:‏<br />

55<br />

‏.‏‎1‎ما 1 مدى توافر مستويات التفكري التاأملي لدى طلبة الصف العارش االأساسي يف<br />

مديرية تربية اخلليل من وجهة نظرهم؟<br />

2 يف درجة توافر<br />

. ‎2‎هل هناك فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى (0.05 ≤ α)<br />

مستويات التفكري التاأملي لدى طلبة الصف العارش االأساسي يف مديرية تربية<br />

اخلليل من وجهة نظرهم تبعاً‏ ملتغريي اجلنس،‏ وفاعلية الذات الرياضية والتفاعل<br />

بينهما؟


داللة التمايز في مستويات التفكير التأملي لدى طلبة<br />

الصف العاشر األساسي في ضوء فاعلية الذات الرياضية<br />

د.‏ عادل ريان<br />

أهداف الدراسة:‏<br />

هدفت الدراسة احلالية اإىل معرفة مدى توافر مستويات التفكري التاأملي لدى طلبة<br />

الصف العارش االأساسي يف مديرية تربية اخلليل من وجهة نظرهم،‏ كما هدفت اإىل فحص<br />

داللة التمايز يف هذه املستويات تبعاً‏ ملتغرييْ‏ اجلنس،‏ وفاعلية الذات الرياضية،‏ والتفاعل<br />

بينهما.‏<br />

أهمية الدراسة:‏<br />

تنبثق اأهمية الدراسة من العتبارات الآتية:‏<br />

‏.‏‎1‎اأهمية 1 املوضوع الذي تتناوله،‏ باعتباره اأحد االأنشطة العقلية التي ينبغي االهتمام<br />

بها من قبل الطلبة واملعلمني على حد ‏سواء،‏ انطالقاً‏ من دورها يف حتقيق فهم<br />

اأعمق ملضامني التعلم وعملياته.‏<br />

‏.‏‎2‎قلة 2 الدراسات التي تناولت هذا املوضوع يف مرحلة التعليم االأساسي يف فلسطني،‏<br />

كما تشكل اإضافة معرفية يف هذا املجال للقائمني على العملية التعليمية.‏<br />

‏.‏‎3‎تساعد 3 هذه الدراسة يف توجيه اأنظار الباحثني اإىل هذا املوضوع الإجراء مزيد من<br />

الدراسات يف خمتلف املراحل التعليمية.‏<br />

فرضيات الدراسة:‏<br />

‎1‎ال . 1 توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة (0.05 ≤ α) يف مستويات<br />

التفكري التاأملي لدى طلبة الصف العارش االأساسي يف مديرية تربية اخلليل،‏ تعزى<br />

ملتغري اجلنس.‏<br />

2 يف مستويات<br />

. ‎2‎ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة (0.05 ≤ α)<br />

التفكري التاأملي لدى طلبة الصف العارش االأساسي يف مديرية تربية اخلليل،‏ تعزى<br />

ملتغري فاعلية الذات الرياضية.‏<br />

56


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

‎3‎ال . 3 توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة (0.05 ≤ α) يف مستويات<br />

التفكري التاأملي لدى طلبة الصف العارش االأساسي يف مديرية تربية اخلليل،‏ تعزى<br />

للتفاعل بني متغرييْ‏ اجلنس وفاعلية الذات الرياضية.‏<br />

مصطلحات الدراسة:‏<br />

التفكري التاأملي:‏ معاجلة الفرد املتاأنية والهادفة لالأنشطة من خالل عمليات املراقبة<br />

والتحليل والتقييم،‏ وصوالً‏ اإىل حتقيق اأهداف التعلم واملحافظة على استمرارية الدافعية،‏<br />

وبناء فهم عميق،‏ باستخدام اسرتاتيجيات تعلم مناسبة،‏ ومن خالل التفاعل مع االأقران<br />

واملعلمني،‏ ومبا يقود مبارشة اإىل حتسني عمليات التعلم واالإجناز )28 )Kim, :2005 .<br />

ويعرفه الباحث:‏ باأنه قدرة الطلبة على التفاعل مع املواقف التعليمية بدرجة واعية<br />

متعمقة تتسم بالتاأين واالستمرارية والتنظيم،‏ ثم املراجعة الفاحصة الناقدة لهذه املواقف،‏<br />

بهدف تعميق خربات التعلم وصوالً‏ اإىل اتخاذ قرارات جدية تتعلق بتحقيق االأهداف<br />

املنشودة،‏ ويعرب عنه بالدرجة التي يحصل عليها املستجيب على مقياس التفكري التاأملي<br />

املستخدم لهذا الغرض.‏<br />

فاعلية الذات الرياضية:‏ اأحكام الفرد حول كفاياته يف حل مشكالت رياضية حمددة،‏<br />

واإجناز مهمات ذات عالقة بالرياضيات،‏ اأو النجاح يف مقررات مرتبطة بالرياضيات<br />

. )Pajares & Miller, 1994: 194(<br />

ويعرفه الباحث:‏ باأنه جمموعة االأفكار واملعتقدات التي يحملها الطالب حيال قدرته<br />

على تعلم الرياضيات ، ويعرب عنه بالدرجة التي يحصل عليها املستجيب على مقياس<br />

فاعلية الذات الرياضية املستخدم لهذا الغرض.‏<br />

حدود الدراسة:‏<br />

اقترصت هذه الدراسة على طالب وطالبات الصف العارش االأساسي امللتحقني يف<br />

املدارس احلكومية التابعة ملديرية تربية اخلليل خالل الفصل الثاين من العام الدراسي<br />

.2008 /2007<br />

57


داللة التمايز في مستويات التفكير التأملي لدى طلبة<br />

الصف العاشر األساسي في ضوء فاعلية الذات الرياضية<br />

د.‏ عادل ريان<br />

الدراسات السابقة:‏<br />

‏•دراسة فان 2008( Phan, ) :<br />

هدفت هذه الدراسة اإىل فحص التاأثريات املحتملة لبيئة التعلم الصفية على اأهداف<br />

التحصيل،‏ وممارسات التفكري التاملي،‏ كما هدفت اإىل استكشاف التاأثريات املبارشة وغري<br />

املبارشة الأهداف التحصيل وممارسات التفكري التاملي على االإجناز االأكادميي،‏ ولتحقيق<br />

هذه االأهداف طُ‏ بقت اأدوات الدراسة على عينة موؤلفة من )298( طالباً‏ وطالبة موزعني<br />

على اأربعة مدارس يف مدينة ‏سيدين باسرتاليا،‏ وقد اأظهرت نتائج الدراسة وجود اأثر لبيئة<br />

التعلم الصفية على اأهداف التحصيل ‏)اإجناز،‏ اإتقان(‏ ، ومستويات التفكري التاأملي،‏ كما بينت<br />

حصول مستوى الفهم على الرتتيب االأول،‏ اإذ حظي باأعلى متوسط حسابي،‏ يليه مستوى<br />

التاأمل الناقد،‏ ثم التاأمل،‏ ويف الرتتيب االأخري جاء مستوى العمل االعتيادي،‏ كما تبني عدم<br />

وجود فروق دالة اإحصائياً‏ يف مستويات التفكري التاأملي تعزى ملتغري اجلنس،‏ كما تبني<br />

وجود تاأثريات مبارشة وغري مبارشة لبيئة الصف على ممارسات التفكري التاأملي.‏<br />

‏•دراسة الشكعة )2007( :<br />

هدفت هذه الدراسة اإىل حتديد مستوى التفكري التاأملي لدى طلبة البكالوريوس<br />

والدراسات العليا يف جامعة النجاح الوطنية،‏ وفحص داللة الفروق يف مستوى التفكري<br />

التاأملي تبعا لبعض املتغريات،‏ ولتحقيق اأهداف الدراسة،‏ طُ‏ بق مقياس اأيزنك وولسون على<br />

عينة موؤلفة من )550( طالباً‏ وطالبة من طلبة البكالوريوس و )91( من طلبة املاجستري،‏<br />

اأظهرت نتائج الدراسة اأن مستوى التفكري األتاأملي لدى اأفراد العينة كان جيداً،‏ كما اأظهرت<br />

النتائج وجود فروق ذات داللة اإحصائية يف مستوى التفكري التاأملي لدى اأفراد العينة بني<br />

طلبة الكليات العلمية واالإنسانية ولصالح طلبة الكليات االإنسانية،‏ وبني طلبة البكالوريوس<br />

واملاجستري ولصالح طلبة املاجستري،‏ بينما مل تكن الفروق دالة اإحصائياً‏ تبعا ملتغري<br />

اجلنس.‏<br />

‏•دراسة ماهارديل وزملئه 2007( , al. )Mahardale et :<br />

هدفت هذه الدراسة اإىل التعرف اإىل الفروق يف مستويات التفكري التاملي بني الطلبة<br />

الذين يدرسون يف بيئات تعليم تقليدية،‏ وبني الطلبة الذين يدرسون يف بيئات التعلم<br />

القائمة على حل املشكالت،‏ ولتحقيق هذه االأهداف،‏ طُ‏ بق مقياس التفكري التاأملي على عينة<br />

58


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

تكونت من )56( طالباً‏ وطالبة من طلبة املرحلة االأساسية ممن يدرسون يف ‏صفوف تعليم<br />

تقليدية،‏ يف حني تكونت املجموعة التجريبية من )54( طالبا وطالبة،‏ دُرِّست وفق الربنامج<br />

القائم على حل املشكالت،‏ اأظهرت نتائج استجابات اأفراد املجموعة الضابطة على مقياس<br />

التفكري التاأملي حصول مستوى الفهم على الرتتيب االأول،‏ يف حني جاء مستوى التاأمل يف<br />

الرتتيب االأخري،‏ اأما للمجموعة التجريبية فقد جاء مستوى الفهم يف الرتتيب االأول،‏ ويف<br />

الرتتيب االأخري جاء مستوى العمل االعتيادي،‏ كما بينت النتائج وجود فروق دالة اإحصائياً‏<br />

بني املجموعتني يف جميع املستويات،‏ ولصالح املجموعة التجريبية يف مستويات،‏ الفهم،‏<br />

والتاأمل،‏ والتاأمل الناقد،‏ يف حني كانت الفروق لصالح املجموعة الضابطة يف مستوى<br />

العمل االعتيادي.‏<br />

59<br />

‏•دراسة فان 2007( , Phan ) :<br />

‏سعت هذه الدراسة اإىل فحص العالقة السببية بني مستويات التفكري التاملي لدى<br />

الطلبة اجلامعيني واأساليب التعلم لديهم ومعتقدات فاعلية الذات،‏ واالأداء االأكادميي،‏<br />

ولتحقيق هذه االأهداف،‏ طُ‏ بقت اأدوات الدراسة على عينة موؤلفة من )241( طالباً‏ وطالبة،‏<br />

منهم )118( طالباً‏ و )123( طالبة من طلبة السنة الدراسية الثانية يف تخصص علم النفس<br />

الرتبوي يف اإحدى جامعات اإيرلندا،‏ اأظهرت نتائج الدراسة اأن مستوى التفكري التاأملي قد<br />

جاء يف الرتتيب االأول من حيث حصوله على اأعلى املتوسطات احلسابية،‏ يليه مستوى<br />

الفهم،‏ ثم التاأمل الناقد،‏ ويف الرتتيب االأخري جاء مستوى العمل االعتيادي،‏ كما دلت النتائج<br />

على اأن مناحي التعلم السطحية قد ‏ساهمت يف التنبوؤ مبستوى العمل االعتيادي،‏ يف حني<br />

‏ساهمت مناحي التعلم املتعمقة يف التنبوؤ مبستوى الفهم وفاعلية الذات،‏ اأما فاعلية الذات<br />

فقد ارتبطت بعالقة دالة موجبة مع جميع مستويات التاأمل باستثناء مستوى التاأمل الناقد،‏<br />

بينما وجدت عالقة ‏سالبة دالة بني مستوى الفهم و االأداء االأكادميي.‏<br />

‏•دراسة يل 2006( Lie, ) :<br />

هدفت هذه الدراسة اإىل معرفة مستويات التفكري التاأملي لدى الطلبة يف البيئات<br />

التعليمية املعتمدة على حل املشكالت،‏ ولتحقيق اأهداف الدراسة طُ‏ بقت استبانة على عينة<br />

موؤلفة من )391( طالباً‏ وطالبة ممن تراوح اأعمارهم بني )16- 26( ‏سنة،‏ موزعني على<br />

اأربع مراحل دراسية،‏ اأظهرت متوسطات استجابات الطلبة على مستويات مقياس التفكري<br />

التاأملي،‏ حصول مستوى الفهم على الرتتيب االأول،‏ يليه مستوى التاأمل،‏ ثم التاأمل الناقد،‏


داللة التمايز في مستويات التفكير التأملي لدى طلبة<br />

الصف العاشر األساسي في ضوء فاعلية الذات الرياضية<br />

د.‏ عادل ريان<br />

ويف الرتتيب االأخري جاء مستوى العمل االعتيادي،‏ كما بينت النتائج وجود فروق دالة<br />

اإحصائية بني الطلبة يف مستويات العمل االعتيادي،‏ والتاأمل،‏ والتاأمل الناقد وفقاً‏ للمرحلة<br />

الدراسية.‏<br />

60<br />

‏•دراسة بركات 2005( ) :<br />

هدفت هذه الدراسة اإىل معرفة مستوى التفكري التاأملي لدى عينتني من الطالب<br />

اجلامعيني،‏ والثانوية العامة يف ‏ضوء بعض املتغريات،‏ ولهذا الغرض طبق مقياس اأيزنك<br />

للتفكري التاأملي على عينة موؤلفة من )400( طالب وطالبة،‏ موزعني بالتساوي بني مرحلة<br />

التعليم اجلامعي،‏ والثانوية العامة،‏ اأظهرت نتائج الدراسة وجود فروق دالة اإحصائياً‏ يف<br />

مستوى التفكري التاأملي تعزى ملتغريات:‏ نوع الدراسة،‏ واملرحلة التعليمية وعمل االأم،‏<br />

ومهنة االأب،‏ يف حني مل تكن الفروق دالة وفقاً‏ ملتغري اجلنس،‏ كما بينت النتائج عدم<br />

وجود فروق دالة اإحصائياً‏ يف حتصيل الطالب العام وفقاً‏ ملستوى التفكري التاأملي لديهم،‏<br />

واأظهرت النتائج عدم وجود اأثر للتفاعل املشرتك بني مستوى التفكر التاأملي ومتغريات:‏<br />

اجلنس،‏ ونوع الدراسة،‏ واملرحلة التعليمية ومهنة االأب يف التحصيل العام للطالب،‏ يف حني<br />

كان هناك اأثر لهذا التفاعل يف ‏ضوء متغري عمل االأم.‏<br />

‏•دراسة ليوجن وكيمرب 2003( Kember, ) Leung & :<br />

اأجريت هذه الدراسة بهدف فحص العالقة بني اسرتاتيجيات التعلم،‏ ومستويات التفكري<br />

التاأملي لدى الطلبة اجلامعيني،‏ طبقت الدراسة على عينة موؤلفة من )402( طالباً‏ وطالبة<br />

من الطلبة امللتحقني يف كلية العلوم الصحية يف اإحدى جامعات هوجن كوجن،‏ واأظهرت<br />

متوسطات استجابات اأفراد العينة على مقياس مستويات التفكري التاأملي حصول مستوى<br />

الفهم على الرتتيب االأول،‏ يليه مستوى التاأمل،‏ ثم مستوى التاأمل الناقد،‏ ويف الرتتيب االأخري<br />

جاء مستوى العمل االعتيادي،‏ كما بينت النتائج وجود عالقة دالة اإحصائياً‏ بني مستوى<br />

العمل االعتيادي وبني اسرتاتيجيات التعلم السطحي،‏ ووجود عالقة بني مستويات الفهم<br />

والتاأمل،‏ والتاأمل الناقد وبني اسرتاتيجيات التعلم املتعمقة.‏<br />

‏•دراسة نورتون Norton,1994( ) :<br />

تناولت هذه الدراسة الفروق يف مستويات التفكري التاأملي لدى الطلبة املعلمني يف<br />

‏ضوء بعض املتغريات،‏ طبقت الدراسة على عينة موؤلفة من )13( طالباً‏ وطالبة من الطلبة<br />

امللتحقني يف برنامج اإعداد املعلمني،‏ وجمعت بيانات الدراسة من خالل استبانة باالإضافة


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

اإىل حتليل ‏صحائف العمل االأسبوعية للمشاركني يف الدراسة،‏ اأظهرت نتائج الدراسة اأن<br />

)%61( من اأفراد العينة قد ‏صنفوا يف املستويات املتدنية من مستويات التفكري التاأملي،‏ يف<br />

حني جاء )%39( من اأفراد العينة يف املستويات املرتفعة،‏ كما بينت الدراسة وجود فروق<br />

دالة اإحصائياً‏ وفقاً‏ للتخصص،‏ ولصالح الطلبة امللتحقني يف برنامج اإعداد معلمي املرحلة<br />

الثانوية،‏ وعدم وجود عالقة دالة اإحصائياً‏ بني التفكري التاأملي وفرتة برنامج االإعداد.‏<br />

تعقيب على الدراسات السابقة:‏<br />

61<br />

‏.‏‎1‎تناولت 1 الدراسات السابقة مستويات التفكري التاأملي،‏ وعالقته ببعض املتغريات<br />

مثل التحصيل الدراسي ومناحي التعلم وبيئة التعلم الصفية،‏ ومعتقدات فاعلية<br />

الذات لدى عينات من الطلبة يف املراحل التعليمية املختلفة ويف بلدان متعددة،‏<br />

ركَّ‏ ز معظمها على الطلبة يف مرحلة التعليم اجلامعي.‏<br />

‎2‎اتفقت . 2 نتائج دراسة 2007( , al. )Mahardale et ، ودراسة 2006( )Lie, ، ودراسة<br />

)2003 Kember, )Leung & على حصول مستوى الفهم يف الرتتيب االأول،‏<br />

وحصول مستوى العمل االعتيادي على الرتتيب االأخري،‏ اأما الدراسات االأخرى<br />

فقد توصلت اإىل نتائج خمالفة،‏ ومنها دراسة فان )2007 )Phan, التي جاء فيها<br />

مستوى التاأمل يف الرتتيب االأول،‏ ودراسة نورتون )Norton,1994( التي ‏صنف<br />

فيها اأغلب اأفراد العينة يف املستوى املتدين،‏ ودراسة الشكعة )2007( التي اأظهرت<br />

اأن مستوى التفكري التاأملي لدى اأفراد العينة كان جيداً.‏<br />

‏.‏‎3‎اتضَّ‏ 3 ح من نتائج الدراسات السابقة وجود عالقة دالة اإحصائياً‏ بني التفكري التاأملي<br />

وبني بيئة التعلم الصفية كما يف دراسة )2008 )Phan, ، ودراسة Mahardale(<br />

, 2007 al. )et ، وبني فاعلية الذات االأكادميية ومناحي التعلم كما يف دراسة<br />

2007( )Phan, ، ودراسة 2003( Kember, )Leung & ، ووجود فروق دالة وفقاً‏<br />

ملتغري التخصص كما يف دراسة الشكعة )2007( ، اأو الربنامج الدراسي كما يف<br />

دراسة )Norton,1994( ، ونوع الدراسة،‏ واملرحلة التعليمية وعمل االأم،‏ ومهنة<br />

االأب كما يف دراسة بركات )2005( .<br />

.4 4 اأما عن داللة الفروق يف مستويات التفكري التاأملي وفقا ملتغري اجلنس،‏ فقد اتفقت<br />

نتائج دراسة فان )2008 )Phan, ، ودراسة الشكعة )2007( ، ودراسة بركات<br />

)2005( على عدم وجود فروق ذات داللة اإحصائية يف مستويات التفكري التاأملي<br />

وفقاً‏ ملتغري اجلنس.‏


داللة التمايز في مستويات التفكير التأملي لدى طلبة<br />

الصف العاشر األساسي في ضوء فاعلية الذات الرياضية<br />

د.‏ عادل ريان<br />

وقد استفاد الباحث من هذه الدراسات من حيث تتبع خلفيتها النظرية،‏ واإعداد اأدوات<br />

البحث،‏ وتنفيذ اإجراءاتها،‏ واإجراء املوازنات بني نتائجها املختلفة،‏ مع التاأكيد على اأن هذه<br />

الدراسة قد اتفقت يف اأهدافها مع اأهداف جممل الدراسات السابقة،‏ يف حني اختلفت معها<br />

من حيث مستوى املرحلة التعليمية املستهدفة،‏ واملتغريات التي تناولتها هذه الدراسة.‏<br />

الطريقة واإلجراءات:‏<br />

منهج الدراسة:‏<br />

لالإجابة عن اأسئلة الدراسة واختبار فرضياتها،‏ استخدم الباحث املنهج الوصفي<br />

التحليلي باعتباره املنهج املناسب للدراسات التي تهدف اإىل وصف الظاهرة وحتليلها كما<br />

هي يف الواقع،‏ وذلك من خالل جمع البيانات الالزمة باستخدام مقياسي مستويات التفكري<br />

التاأملي وفاعلية الذات الرياضية.‏<br />

جمتمع الدراسة:‏<br />

تكون جمتمع الدراسة من جميع طلبة الصف العارش االأساسي يف مديرية تربية<br />

اخلليل،‏ والبالغ عددهم )3750( طالباً‏ وطالبة منهم )1650( طالباً‏ موزعني على 47<br />

‏شعبة،‏ )2100( طالبة موزعني على 58 ‏شعبة(‏ .<br />

عينة الدراسة:‏<br />

تاألفت عينة الدراسة من )333( طالباً‏ وطالبة موزعني على )9( ‏شعب دراسية اختريوا<br />

بطريقة طبقية عنقودية من جمتمع الدراسة،‏ واجلدول )1( يوضح توزيع اأفراد العينة وفقاً‏<br />

ملتغري اجلنس.‏<br />

الجدول )1(<br />

توزيع أفراد العينة وفقاً‏ لمتغير الجنس<br />

اجلنس<br />

عد الشعب<br />

عدد الطلبة<br />

النسبة املئوية<br />

40.5<br />

135<br />

ذكور 4<br />

49.5<br />

198<br />

اإناث 5<br />

100<br />

333<br />

املجموع 9<br />

62


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

أدوات الدراسة:‏<br />

جلمع بيانات الدراسة،‏ استخدمت املقاييس االآتية:‏<br />

‏•مقياس مستويات التفكري التاأملي:‏<br />

طور هذا املقياس من قبل كيمبري وزمالئه (2000 , al. ،(Kember et ويهدف اإىل<br />

قياس مستويات التفكري التاأملي،‏ يحتوي املقياس على )16( فقرة موزعة على اأربعة<br />

مستويات هي:‏<br />

. أالعمل العتيادي:‏ ويشري اإىل كل ما تعلمه الفرد ‏سابقاً‏ من خالل االستخدام<br />

املتكرر،‏ واأصبح نشاطاً‏ يتم ينفَّذ تلقائياً.‏<br />

. بالفهم:‏ ويتضمن هذا املستوى اإدراك املفاهيم واستيعابها دون التاأمل يف دالالتها،‏<br />

اأو معانيها يف الشخص اأو ممارسات املوقف.‏<br />

. تالتاأمل:‏ وتشري اإىل جميع االأنشطة االنفعالية اأو العقلية التي يشرتك فيها االأفراد<br />

بهدف استكشاف خرباتهم،‏ والتعمق فيها وصوالً‏ اإىل تقديرات وفهم جديدة.‏<br />

. ثالتاأمل الناقد:‏ وميثل هذا املستوى اأعلى مستويات التفكري التاأملي،‏ وينطوي على<br />

حتوالت جوهرية يف وجهات النظر،‏ ويتحقق عندما يصبح الفرد قادراً‏ على تربير<br />

وجهات نظره،‏ واأفكاره،‏ ومشاعره،‏ واإجراءاته.‏<br />

وقد خصص لكل مستوى )4( فقرات،‏ وذلك على ‏سلم استجابة خماسي ‏)موافق بشدة،‏<br />

موافق،‏ غري متاأكد،‏ معارض،‏ معارض بشدة(‏ ، والأغراض التحليل االإحصائي اأعطيت االأوزان<br />

االآتية لهذه االستجابات على الرتتيب ،5( )1 ،2 ،3 ،4 .<br />

‏•مقياس فاعلية الذات الرياضية:‏<br />

استخدم املقياس الذي طوره دورمان واآدمز )2004 Adams, ،)Dorman &<br />

واملخصص لقياس الفاعلية االأكادميية املدركة يف ‏صفوف تعلم الرياضيات،‏ وقد بلغ عدد<br />

فقرات املقياس )7( فقرات،‏ بحيث خصص لكل فقرة ‏سلم استجابة خماسي ‏)واثق بدرجة<br />

كبرية جداً،‏ واثق بدرجة كبرية،‏ واثق بدرجة متوسطة،‏ واثق بدرجة قليلة،‏ واثق بدرجة قليلة<br />

جداً(‏ ، والأغراض التحليل االإحصائي مت اإعطاء االأوزان االآتية لهذه االستجابات على الرتتيب<br />

. )1 ،2 ،3 ،4 ،5(<br />

63


داللة التمايز في مستويات التفكير التأملي لدى طلبة<br />

الصف العاشر األساسي في ضوء فاعلية الذات الرياضية<br />

د.‏ عادل ريان<br />

صدق أداتي الدراسة:‏<br />

بعد ترجمة املقياسني اإىل العربية مبا يتناسب مع البيئة الفلسطينية،‏ عُ‏ رضت النسختان<br />

االأصلية واملرتجمة على جمموعة من املحكمني من ذوي اخلربة واالختصاص ملعرفة<br />

راأيهم حول مدى مطابقة النسخة العربية للنسخة االأصلية ووضوحها،‏ ومدى ‏صالحية<br />

الفقرات يف ‏صيغتها العربية ووضوحها من الناحيتني الرتبوية واللغوية للموضوع املراد<br />

دراسته،‏ واإبداء التعديالت اأو املالحظات يف حال احتياج الفقرة اإىل تعديل،‏ ويف ‏ضوء ذلك<br />

عُ‏ دلت الصياغات اللغوية لبعض فقرات املقياسني.‏<br />

ثبات أداتي الدراسة:‏<br />

للتحقق من ثبات مقياس مستويات التفكري التاأملي،‏ استخرج معامل االتساق الداخلي<br />

للمقياس كله ولكل مستوى من مستوياته،‏ وذلك باستخدام معادلة ‏)األفا–‏ كرونباخ(‏ ،<br />

واجلدول )2( يوضح ذلك.‏<br />

الجدول )2(<br />

عدد فقرات مقياس مستويات التفكير التأملي وأرقامها كما هي موزعة على مستوياته األربعة<br />

مستويات التفكري التاأملي<br />

العمل االعتيادي<br />

الفهم<br />

التاأمل<br />

التاأمل الناقد<br />

املقياس كله<br />

اأرقام الفقرات<br />

معامل الثبات<br />

0.60<br />

0.63<br />

0.65<br />

0.66<br />

0.75<br />

13 ، 9 ، 5 ، 1<br />

14 ، 10 ، 6 ، 2<br />

15 ، 11 ، 7 ، 3<br />

16 ، 12 ، 8 ، 4<br />

يف حني بلغ معامل الثبات املحسوب بالطريقة نفسها لفقرات مقياس فاعلية الذات<br />

الرياضية )0.80( ، وهذه القيم تعدُّ‏ مقبولة ومناسبة لثبات مقياسيْ‏ الدراسة.‏<br />

64


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

املعاجلة اإلحصائية:‏<br />

لالإجابة عن ‏سوؤال الدراسة االأول،‏ استخرجت املتوسطات احلسابية واالنحرافات<br />

املعيارية الستجابات اأفراد عينة الدراسة على مقياس مستويات التفكري التاأملي،‏ ولالإجابة<br />

عن ‏سوؤال الدراسة الثاين واختبار فرضيات الدراسة الثالث،‏ استخدم حتليل التباين الثنائي،‏<br />

وذلك بهدف اختبار داللة الفروق يف مستويات التفكري التاأملي وفقاً‏ ملتغريات الدراسة<br />

املستقلة،‏ واختبار توكي Tuky Test للمقارنات البعدية،‏ وذلك باستخدام برنامج الرزم<br />

االإحصائية للعلوم االجتماعية )SPSS( .<br />

حتليل نتائج الدراسة ومناقشتها:‏<br />

أوالً:‏ النتائج املتعلقة باإلجابة عن سؤال الدراسة األول ومناقشتها<br />

نص السوؤال االأول:‏ ‏»ما مدى توافر مستويات التفكري التاأملي لدى طلبة<br />

الصف العارش الأساسي يف مديرية تربية اخلليل من وجهة نظرهم؟«‏<br />

لالإجابة عن هذا السوؤال،‏ استخرجت املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية<br />

الستجابات اأفراد العينة على مقياس مستويات التفكري التاأملي كلها وعلى كل مستوى من<br />

مستوياته،‏ واجلدول )3( يوضح ذلك.‏<br />

الجدول )3(<br />

المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية الستجابات أفراد العينة<br />

على كل مستوى من مستويات مقياس التفكير التأملي<br />

رقم املستوى<br />

املستوى<br />

املتوسط احلسابي<br />

النحراف املعياري<br />

الرتتيب<br />

4<br />

0.81<br />

2.78<br />

االأول<br />

العمل االعتيادي<br />

1<br />

0.68<br />

4.06<br />

الثاين<br />

الفهم<br />

2<br />

0.74<br />

3.90<br />

الثالث<br />

التاأمل<br />

3<br />

0.85<br />

3.40<br />

الرابع<br />

التامل الناقد<br />

0.51<br />

3.54<br />

املقياس ككل<br />

65


داللة التمايز في مستويات التفكير التأملي لدى طلبة<br />

الصف العاشر األساسي في ضوء فاعلية الذات الرياضية<br />

د.‏ عادل ريان<br />

يتبني من اجلدول السابق )3(:<br />

اأن املتوسط احلسابي الستجابات اأفراد العينة على مقياس مستويات التفكري التاأملي<br />

كلها قد بلغ )3.54( ، اأما عن مستويات املقياس،‏ فقد جاء مستوى الفهم يف الرتتيب االأول<br />

مبتوسط حسابي مقداره )4.06( ، يليه مستوى التامل مبتوسط حسابي )3.90( ، ثم مستوى<br />

التاأمل الناقد مبتوسط حسابي مقداره )3.40( ، ويف الرتتيب االأخري جاء مستوى االأعمال<br />

االعتيادية مبتوسط حسابي مقداره )2.78( ، مما يعني اأن مستويات التفكري التاأملي لدى<br />

طلبة الصف العارش االأساسي جاءت بدرجة مرتفعة للمستويني الثاين والثالث،‏ ومتوسطة<br />

للمستويني االأول والرابع.‏<br />

ويعزو الباحث هذه النتيجة اإىل طبيعة اخلربات التعلمية واحلياتية املكتسبة يف اإطار<br />

موؤسسات التعليم الرسمي،‏ واملتاأثرة بالسياقات االجتماعية والثقافية املحيطة بها،‏ كما<br />

تعود اإىل اأمناط التعلم واسرتاتيجياته التي يتبعها املتعلم يف هذه املرحلة،‏ والتي تتمحور<br />

غالباً‏ حول مستوى اإدراك اخلربة اأو مضامني املوقف التعلمي دون التعمق يف اأبعادها<br />

ودالالتها املتعددة،‏ كما اأن اسرتاتيجيات التعليم ما زلت حمكومة بضوابط ال تذهب بحدها<br />

االأقصى عن هذا املستوى،‏ فمستويات التاأمل املرتفعة حتتاج اإىل قدر كبري من الوعي<br />

الناقد،‏ والتفكري املتاأين واليقظ،‏ وهذا رمبا يحتاج اإىل بيئات مدرسية واجتماعية وثقافية<br />

تيرس مثل هذه العمليات اأو القدرات.‏<br />

وتتفق هذه النتيجة مع نتيجة دراسة فان )2008 )Phan, ، ودراسة ماهارديل وزمالئه<br />

)2007 , al. )Mahardale et فيما يتعلق بنتائج املجموعة التجريبية،‏ ومن حيث الرتتيب<br />

االأول للمجموعة الضابطة،‏ ودراسة يل )2006 )Lie, ، ودراسة ليوجن وكيمرب )& Leung<br />

)Kember, 2003 ، يف حني تختلف مع نتائج دراسة فان )2007 )Phan, ، ودراسة نورتون<br />

)Norton,1994( التي اأظهرت اأن النسبة االأكرب من اأفراد العينة قد ‏صنفوا يف املستويات<br />

املتدنية من مستويات التفكري التاأملي.‏<br />

ثانياً:‏ النتائج املتعلقة باإلجابة عن سؤال الدراسة الثاني ومناقشتها<br />

نص السوؤال الثاين:‏ ‏»هل هناك فروق ذات دللة اإحصائية عند مستوى<br />

(0.05 ≤ α) يف درجة توافر مستويات التفكري التاأملي لدى طلبة الصف<br />

العارش الأساسي يف مديرية تربية اخلليل من وجهة نظرهم تبعاً‏ ملتغريي<br />

اجلنس،‏ وفاعلية الذات الرياضية اأو للتفاعل بينهما؟«‏<br />

66


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

لالإجابة عن هذا السوؤال،‏ استخرجت املتوسطات احلسابية الستجابات اأفراد العينة<br />

على مقياس فاعلية الذات الرياضية،‏ ثم توزيعها على ثالثة مستويات:‏<br />

‏•منخفضة:‏ وهي الفئة التي يرتاوح متوسط استجابتهم على املقياس بني )1 –<br />

اأقل من 2.33(<br />

‏•متوسطة:‏ وهي الفئة التي يرتاوح متوسط استجابتهم على املقياس بني )2.33<br />

)3.66 –<br />

‏•مرتفعة:‏ وهي الفئة التي يزيد متوسط استجابتهم على املقياس عن )3.66 )<br />

وبعد ذلك حُ‏ ‏سبت املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية الستجابات اأفراد<br />

العينة على مقياس مستويات التفكري التاأملي كلها وعلى كل مستوى من مستوياته،‏ وذلك<br />

وفقاً‏ ملتغرييْ‏ اجلنس وفاعلية الذات الرياضية،‏ واجلدول )4( يوضح ذلك.‏<br />

الجدول )4(<br />

المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية الستجابات أفراد العينة على مقياس<br />

مستويات التفكير التأملي وفقاً‏ لمتغيريْ‏ الجنس وفاعلية الذات الرياضية<br />

املتغري<br />

اجلنس<br />

مستويات<br />

التفكري التاأملي<br />

العمل<br />

االعتيادي<br />

الفهم<br />

التاأمل<br />

التاأمل الناقد<br />

املقياس ككل<br />

مستويات<br />

املتغري<br />

ذكور<br />

اإناث<br />

ذكور<br />

اإناث<br />

ذكور<br />

اإناث<br />

ذكور<br />

اإناث<br />

ذكور<br />

اإناث<br />

العدد<br />

135<br />

املتوسطات<br />

احلسابية<br />

2.96<br />

النحرافات<br />

املعيارية<br />

0.79<br />

0.80<br />

0.77<br />

0.61<br />

0.78<br />

0.71<br />

0.83<br />

0.86<br />

0.58<br />

0.45<br />

2.66<br />

4.00<br />

4.11<br />

3.84<br />

3.94<br />

3.51<br />

3.32<br />

3.58<br />

3.51<br />

198<br />

135<br />

198<br />

135<br />

198<br />

135<br />

198<br />

135<br />

198<br />

67


داللة التمايز في مستويات التفكير التأملي لدى طلبة<br />

الصف العاشر األساسي في ضوء فاعلية الذات الرياضية<br />

د.‏ عادل ريان<br />

املتغري<br />

مستويات<br />

التفكري التاأملي<br />

مستويات<br />

املتغري<br />

العدد<br />

املتوسطات<br />

احلسابية<br />

النحرافات<br />

املعيارية<br />

0.67<br />

0.79<br />

2.69<br />

2.82<br />

52<br />

178<br />

العمل<br />

االعتيادي<br />

منخفضة<br />

متوسطة<br />

0.89<br />

2.77<br />

مرتفعة 103<br />

0.86<br />

3.72<br />

منخفضة 52<br />

0.64<br />

3.96<br />

178<br />

الفهم<br />

متوسطة<br />

0.47<br />

4.42<br />

مرتفعة 103<br />

0.97<br />

0.68<br />

0.50<br />

3.50<br />

3.79<br />

4.27<br />

52<br />

178<br />

103<br />

فاعلية الذات الرياضية<br />

التاأمل<br />

منخفضة<br />

متوسطة<br />

مرتفعة<br />

0.99<br />

3.17<br />

منخفضة 52<br />

0.78<br />

3.40<br />

178<br />

التاأمل الناقد<br />

متوسطة<br />

0.88<br />

3.50<br />

مرتفعة 103<br />

0.68<br />

3.27<br />

منخفضة 52<br />

0.46<br />

3.49<br />

178<br />

املقياس ككل<br />

متوسطة<br />

0.39<br />

3.74<br />

مرتفعة 103<br />

يتضح من اجلدول السابق:‏<br />

وجود فروق ظاهرية بني متوسطات استجابات اأفراد العينة على مقياس مستويات<br />

التفكري التاملي وفقاً‏ ملتغرييْ‏ اجلنس وفاعلية الذات الرياضية،‏ ولفحص داللة الفروق فقد<br />

استخدم اختبار حتليل التباين الثنائي،‏ واجلدول )5( يبني ذلك.‏<br />

68


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

الجدول )5(<br />

نتائج تحليل التباين الثنائي لفحص داللة الفروق في مستويات التفكير التأملي<br />

وفقاً‏ لمتغيرات الجنس،‏ وفاعلية الذات الرياضية والتفاعل بينهما<br />

مستويات<br />

التفكري التاأملي<br />

مصدر التباين<br />

جمموع<br />

املربعات<br />

درجات<br />

احلرية<br />

متوسطات<br />

املربعات<br />

قيمة<br />

‏)ف(‏<br />

الدللة<br />

الإحصائية<br />

0.026<br />

4.998<br />

3.16<br />

1<br />

3.16<br />

اجلنس<br />

0.472<br />

0.214<br />

0.753<br />

1.549<br />

0.48<br />

0.98<br />

0.63<br />

2<br />

2<br />

327<br />

0.95<br />

1.96<br />

206.70<br />

العمل العتيادي<br />

فاعلية الذات الرياضية<br />

اجلنس * فاعلية<br />

اخلطاأ<br />

332<br />

املجموع الكلي 216.18<br />

0.138<br />

2.206<br />

0.88<br />

1<br />

0.88<br />

اجلنس<br />

0.000<br />

25.429<br />

10.19<br />

2<br />

فاعلية الذات الرياضية 20.39<br />

0.540<br />

0.617<br />

0.25<br />

2<br />

0.50<br />

الفهم<br />

اجلنس * فاعلية<br />

0.40<br />

327<br />

131.09<br />

اخلطاأ<br />

332<br />

املجموع الكلي 153.52<br />

0.108<br />

2.597<br />

1.22<br />

1<br />

1.22<br />

اجلنس<br />

0.000<br />

26.146<br />

12.32<br />

2<br />

فاعلية الذات الرياضية 24.63<br />

0.097<br />

2.345<br />

1.11<br />

0.47<br />

2<br />

327<br />

2.21<br />

154.01<br />

التاأمل<br />

اجلنس * فاعلية<br />

اخلطاأ<br />

332<br />

املجموع الكلي 180.56<br />

0.056<br />

3.679<br />

2.55<br />

1<br />

2.55<br />

اجلنس<br />

0.013<br />

0.026<br />

4.409<br />

3.706<br />

3.06<br />

2.57<br />

0.69<br />

2<br />

2<br />

327<br />

6.12<br />

5.15<br />

226.99<br />

التاأمل الناقد<br />

فاعلية الذات الرياضية<br />

اجلنس * فاعلية<br />

اخلطاأ<br />

332<br />

املجموع الكلي 239.27<br />

0.488<br />

0.482<br />

0.11<br />

1<br />

0.11<br />

اجلنس<br />

0.000<br />

0.027<br />

21.457<br />

3.645<br />

4.91<br />

0.83<br />

0.23<br />

2<br />

2<br />

327<br />

9.82<br />

1.67<br />

74.80<br />

املقياس ككل<br />

فاعلية الذات الرياضية<br />

اجلنس * فاعلية<br />

اخلطاأ<br />

332<br />

املجموع الكلي 85.38<br />

69


داللة التمايز في مستويات التفكير التأملي لدى طلبة<br />

الصف العاشر األساسي في ضوء فاعلية الذات الرياضية<br />

د.‏ عادل ريان<br />

يتبني من اجلدول السابق )5( :<br />

70<br />

‏.‏‎1‎وجود 1 فروق ذات داللة اإحصائية قي مستوى العمل االعتيادي لدى طلبة الصف<br />

العارش االأساسي تعزى ملتغري اجلنس،‏ اإذ بلغت قيمة ‏)ف(‏ )4.998( ، وهي قيمة<br />

دالة اإحصائياً‏ عند مستوى الداللة (0.05 ≤ α) ، وبالرجوع اإىل جدول املتوسطات<br />

)4( ، يتضح اأن الفروق كانت لصالح الطلبة الذكور.‏ يف حني مل تكن الفروق دالة<br />

على املقياس كله،‏ وعلى كل مستوى من مستويات الفهم،‏ والتاأمل،‏ والتاأمل الناقد،‏<br />

اإذ بلغت قيمة ‏)ف(‏ للمقياس كله )0.482( ، وملستوى الفهم )2.206( ، وملستوى<br />

التاأمل )2.597( ، وملستوى التاأمل الناقد )3.679( ، وجميعها قيم غري دالة<br />

اإحصائياً‏ عند مستوى الداللة (0.05 ≤ α) .<br />

وتعود هذه النتيجة كما يراها الباحث اإىل اأن مستوى العمل االعتيادي يتحدد تبعاً‏<br />

لطبيعة االأدوار واملسوؤوليات االجتماعية التي ميارسها الطلبة الذكور،‏ والتي تختلف عما<br />

هي لدى االإناث،‏ كما اأن اأمناط االأنشطة الروتينية التي ميارسها الطلبة الذكور غالباً‏ ما<br />

تكتسب من قبل جمموعة االأقران التي تشكل بيئة غنية لهذه االأنشطة،‏ ورمبا تعود هذه<br />

النتيجة اأيضاً‏ اإىل طبيعة املرحلة العمرية الأفراد عينة الدراسة التي تتسم مبرحلة التحول<br />

نحو بناء هوية الذات،‏ االأمر الذي يعزز من السلوك االندفاعي لدى اأفراد هذه الفئة،‏ وبخاصة<br />

مع توافر ثقافة اأرسية تعزز من هذا التوجه.‏<br />

وفيما يتعلق بعدم وجود فروق دالة اإحصائياً‏ يف ‏سائر مستويات التفكري التاأملي،‏<br />

فتقود هذه النتيجة اإىل خصائص هذه املستويات التي تتحدد بعوامل اأهمها:‏ طبيعة<br />

االأنشطة اأو املهمات التعلمية التي ميارسها الطلبة يف املواقف الصفية،‏ باالإضافة اإىل<br />

عوامل متعلقة باملعلمني من حيث ممارساتهم التدريسية،‏ وبنية التعلم al.( Koszalka et<br />

,( 2001 ، فخربات التعلم تكاد تكون متشابهة لدى كل من اجلنسني بسبب متاثل املقررات<br />

التعليمية التي تدرس للجميع،‏ وهذا ما ينسحب على السلوك التدريسي للمعلمني والذي<br />

غالباً‏ ما يكون موجهاً‏ نحو املحتوى التعليمي،‏ كما اأن البيئات الصفية يف مدارس الذكور<br />

واالإناث تكاد تكون متشابهة،‏ الأنها حمكومة باأنظمة وقواعد واآليات حمددة،‏ وحمارصة<br />

بثقافة تربوية واجتماعية واحدة.‏<br />

وتتفق نتيجة هذه الدراسة مع نتائج دراسة )2008 )Phan, ، ودراسة الشكعة )2007(،<br />

ودراسة بركات )2005( التي اأشارت نتائجها اإىل عدم وجود فروق ذات داللة اإحصائية يف<br />

مستويات التفكري التاأملي وفقاً‏ ملتغري اجلنس.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

‏.‏‎2‎وجود 2 فروق ذات داللة اإحصائية على مقياس مستويات التفكري التاأملي كلها<br />

لدى طلبة الصف العارش االأساسي،‏ تعزى ملتغري فاعلية الذات الرياضية،‏ وعل كل<br />

مستوى من مستويات الفهم،‏ والتاأمل،‏ والتاأمل الناقد،‏ اإذ بلغت قيمة ‏)ف(‏ للمقياس<br />

كله )21.457( ، وملستوى الفهم )25.429( ، وملستوى التاأمل )26.146( ،<br />

وملستوى التاأمل الناقد )4.409( ، وهي قيمة دالة اإحصائياً‏ عند مستوى الداللة<br />

(0.05 ≤ α) ، يف حني مل تكن الفروق دالة على مستوى العمل االعتيادي،‏ اإذ<br />

بلغت قيمة ‏)ف(‏ )0.753( وهي قيمة غري دالة اإحصائياً‏ عند مستوى الداللة<br />

. (α ≤ 0.05)<br />

وملعرفة اجتاه الفروق اأستخدِم اختبار توكي Tuky Test للمقارنات البعدية،‏ واجلدول<br />

)6( يوضح ذلك.‏<br />

الجدول )6(<br />

نتائج اختبار توكي للمقارنات البعدية في مستويات التفكير التأملي تبعاً‏ لمتغير فاعلية الذات الرياضية<br />

مستويات<br />

التفكري التاأملي<br />

مستويات فاعلية<br />

الذات الرياضية<br />

املتوسطات<br />

احلسابية<br />

منخفضة<br />

متوسطة<br />

مرتفعة<br />

0.7060 -<br />

0.2443 -<br />

3.72<br />

منخفضة<br />

0.4617 -<br />

3.96<br />

الفهم<br />

متوسطة<br />

4.42<br />

مرتفعة<br />

0.7622 -<br />

0.2901 -<br />

3.50<br />

منخفضة<br />

0.4720 -<br />

3.79<br />

التاأمل<br />

متوسطة<br />

4.27<br />

مرتفعة<br />

0.3366 -<br />

3.17<br />

3.40<br />

3.50<br />

التاأمل الناقد<br />

منخفضة<br />

متوسطة<br />

مرتفعة<br />

0.4711 -<br />

0.2471 -<br />

0.2239 -<br />

3.27<br />

3.49<br />

3.74<br />

املقياس ككل<br />

منخفضة<br />

متوسطة<br />

مرتفعة<br />

دالة عند مستوى 0.05) ≤ (α .<br />

71


داللة التمايز في مستويات التفكير التأملي لدى طلبة<br />

الصف العاشر األساسي في ضوء فاعلية الذات الرياضية<br />

د.‏ عادل ريان<br />

يتبني من اجلدول السابق )6(:<br />

وجود فروق ذات داللة اإحصائية على املقياس كله وعلى كل مستوى من مستويات<br />

الفهم والتاأمل بني فئة الفاعلية املنخفضة واملتوسطة لصالح املتوسطة،‏ وبني فئة الفاعلية<br />

املنخفضة واملرتفعة لصالح املرتفعة،‏ وبني فئة الفاعلية املتوسطة واملرتفعة لصالح<br />

املرتفعة،‏ كما يتضح وجود فروق ذات داللة اإحصائية يف مستوى التامل الناقد بني فئة<br />

الفاعلية املنخفضة واملرتفعة لصالح املرتفعة،‏ وهذا يعني اأن الفروق يف مستويات التفكري<br />

التاأملي تعود لصالح ذوي فئات فاعلية الذات الرياضية املرتفعة.‏<br />

يفرس الباحث هذه النتيجة باأن الطلبة ذوي فاعلية الذات املرتفعة يتجهون نحو بذل<br />

املزيد من اجلهد واملثابرة نحو تنفيذ املهمات املكلفني باأدائها،‏ وبقدر كبري من االهتمام<br />

واجلدية )2004 , al. )Stevens et, ، وهذا يولد لديهم درجة مرتفعة من االندماج الذهني<br />

يف اأنشطة التعلم،‏ مبا ميكنهم من حل املشكالت التي تواجههم،‏ ومبا اأنهم اأكرث ثقة بقدراتهم<br />

وكفاياتهم،‏ فاإنهم يجربون ويستخدمون اسرتاتيجيات تعلمية متعددة،‏ وميتلكون منظومة<br />

معرفية وقيمية تساعدهم على روؤية املوقف التعليمي باأبعاده املختلفة،‏ االأمر الذي يعزز<br />

من مهارات التاأمل لديهم،‏ وميكن اأن تُعزى هذه النتيجة اإىل تاأثري فاعلية الذات على اأساليب<br />

معاجلة املتعلمني املعرفية،‏ وتتفق هذه النتيجة مع نتيجة دراسة فان )2007 )Phan,<br />

التي اأظهرت وجود تاأثريات اإيجابية مبارشة لفاعلية الذات على مستويات الفهم والتاأمل،‏<br />

وسلبية على مستوى العمل االعتيادي.‏<br />

72<br />

‏.‏‎3‎وجود 3 فروق ذات داللة اإحصائية على مقياس مستويات التفكري التاأملي كلها<br />

لدى طلبة الصف العارش االأساسي تعزى للتفاعل بني كل من متغرييْ‏ اجلنس<br />

وفاعلية الذات الرياضية،‏ وعل مستوى التامل الناقد،‏ اإذ بلغت قيمة ‏)ف(‏ للمقياس<br />

كله )3.645( ، وملستوى التامل الناقد )3.706( ، وهي قيم دالة اإحصائياً‏ عند<br />

مستوى الداللة (0.05 ≤ α) ، وبالرجوع اإىل جدول املتوسطات )4( ، يتضح اأن<br />

الفروق كانت لصالح الطلبة الذكور ذوي فاعلية الذات الرياضية املرتفعة،‏ يف<br />

حني مل تكن الفروق دالة على بقية املستويات،‏ اإذ بلغت قيمة ‏)ف(‏ ملستوى العمل<br />

االعتيادي )1.549( ، وملستوى الفهم )0.617( ، وملستوى التامل )2.345( ،<br />

وهي قيمة غري دالة اإحصائياً‏ عند مستوى الداللة (0.05 ≤ α) ، مما يشري اإىل


التوصيات:‏<br />

مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

اأن الطلبة الذكور من ذوي فاعلية الذات الرياضية املرتفعة يتجهون نحو تبني<br />

ممارسات تاأملية ناقدة يف اأنشطتهم التاأملية،‏ كما تدلل هذه النتيجة على اأن<br />

فاعلية الذات الرياضية املرتفعة،‏ تعزز من مهارات التفكري التاأملي لدى الطلبة<br />

الذكور اأكرث مما هي عليه لدى االإناث،‏ ورمبا تستند هذه الشواهد اإىل ما ورد ‏سابقاً‏<br />

من نتائج.‏<br />

يف ‏ضوء ما خرجت به الدراسة من نتائج،‏ يوصي الباحث بالآتي:‏<br />

‏.‏‎1‎‏رضورة 1 اإتاحة الفرص املناسبة للطلبة ملمارسة التفكري التاأملي،‏ من خالل تزويد<br />

الطلبة بخربات تعلمية ترتبط بواقعهم،‏ ومنحهم الوقت الكايف للتاأمل فيها،‏ اإضافة<br />

اإىل توفري بيئات تعلم ‏صفية تساعد على حتقيق هذه الغايات.‏<br />

‏.‏‎2‎تدريب 2 املعلمني على اآليات تطوير مهارات التفكري التاأملي لدى طلبتهم،‏ من خالل<br />

برامج اأو اأنشطة مناسبة.‏<br />

‏.‏‎3‎على 3 املعلمني توظيف اسرتاتيجيات متنوعة لتعزيز مدركات املتعلمني نحو<br />

قدراتهم الرياضية.‏<br />

.4 4 ‏رضورة اإجراء املزيد من الدراسات بهدف تقصي عالقة مستويات التفكري التاأملي<br />

مبتغريات اأخرى مرتبطة بالطالب مثل:‏ اسرتاتيجيات التعلم،‏ والقلق الدراسي،‏<br />

واأمناط اأخرى من التفكري،‏ اإضافة اإىل متغريات مرتبطة باملعلم مثل ممارساته<br />

التدريسية،‏ ويف مراحل دراسية متعددة.‏<br />

73


داللة التمايز في مستويات التفكير التأملي لدى طلبة<br />

الصف العاشر األساسي في ضوء فاعلية الذات الرياضية<br />

د.‏ عادل ريان<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

أوالً‏ - املراجع العربية:‏<br />

‎1‎بركات،‏ . 1 زياد.‏ )2005 ) . العالقة بني التفكري التاأملي والتحصيل لدى عينة من الطالب<br />

اجلامعيني وطالب الثانوية العامة يف ‏ضوء بعض املتغريات الدميغرافية،‏ جملة العلوم<br />

الرتبوية والنفسية،‏ )4( 6 ، جامعة البحرين،‏ – 97 .126<br />

‎2‎بيدس،‏ . 2 هالة.‏ )2004 ) . درجة فهم مدير املدرسة الثانوية الرسمية يف االأردن مفهوم<br />

التفكري التاأملي وممارسته له،‏ وعالقة ذلك باتخاذه القرار االإداري،‏ رسالة دكتوراه غري<br />

منشورة،‏ اجلامعة االأردنية،‏ االأردن.‏<br />

‎3‎‏سعادة،‏ . 3 جودت اأحمد.‏ )2003 ) . تدريس مهارات التفكري:‏ مع مئات االأمثلة التطبيقية،‏<br />

عمان:‏ دار الرشوق للنرش والتوزيع،‏ االأردن.‏<br />

‎4‎الشكعة،‏ . 4 علي.‏ )2007 ) . مستوى التفكري التاأملي لدى طلبة البكالوريوس والدراسات<br />

العليا يف جامعة النجاح الوطنية،‏ جملة جامعة النجاح لالأبحاث - العلوم االإنسانية،‏<br />

.1162 -1145 ، )4( 21<br />

‎5‎قطامي،‏ . 5 نايفة.‏ )2001( . تعليم التفكري للمرحلة االأساسية،‏ ط‎1‎ ، عمان:‏ دار الفكر<br />

للطباعة والنرش،‏ االأردن.‏<br />

) 6 . فاعلية الذات وعالقتها بكل من الدافعية لالإجناز والذكاء<br />

. ‎6‎املزروع،‏ ليلى.‏ )2007<br />

الوجداين لدى عينة من طالبات جامعة اأم القرى.‏ جملة العلوم الرتبوية والنفسية،‏ 8<br />

)4( ، جامعة البحرين،‏ – 67 .96<br />

74


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

ثانياً‏ - املراجع األجنبية:‏<br />

1.<br />

2.<br />

3.<br />

4.<br />

5.<br />

6.<br />

7.<br />

8.<br />

Bandura,A. (2000) . Cultivate self- efficacy for personal and organizational<br />

effectiveness. In E. A. Locke (Ed.) , Handbook of principles of organization<br />

behavior. Oxford , UK: Blackwell.<br />

Bandura,A. (1993) . Perceived self- efficacy in cognitive development and<br />

functioning. Educational Psychologist , 28 (2) , 117 – 148.<br />

Bandura,A. (1983) . Self- efficacy determinants of anticipated fear and<br />

calamities. Journal of Personality and Social Psychology , 45 (2) , 464-<br />

469.<br />

Bong , M. & Skaalvik , E. (2003) . Academic self- concept and selfefficacy:<br />

How different are the really. Educational Psychology Review ,<br />

15 (1) , 1 – 40.<br />

Dorman ,J. & Adams ,j. (2004) . Association between students’ perceptions<br />

of classroom environment and academic efficacy in Australian and British<br />

secondary schools. Westminster Studies in Education , 27 (1) , 69 – 85.<br />

Hall ,M. & Ponton , M. (2002) . A comparative analysis of mathematics selfefficacy<br />

developmental and non- developmental freshman mathematics<br />

students.<br />

Http://maa.mc.edu/proceedingsspring2002/michael.hall.michael. ponton<br />

Kember, D. , Leung, D. , Jones, A. , Loke, A. , Mckay, J. , Sinclair, K. , Tse,<br />

H. , Webb, C. , Wong, F. , Wong, M. & Yeung, E. (2000) . Development of<br />

a Questionnaire to Measure the Level of Reflective Thinking. Assessment<br />

& Evaluation in Higher Education , 25 (4) , 381 – 395.<br />

Keogh ,M. (2005) . Factors influencing pre- service teachers’ level<br />

of reflective thinking. Unpublished doctoral dissertation, Syracuse<br />

University.<br />

75


داللة التمايز في مستويات التفكير التأملي لدى طلبة<br />

الصف العاشر األساسي في ضوء فاعلية الذات الرياضية<br />

د.‏ عادل ريان<br />

9. Kim ,Y. (2005) . Cultivating reflective thinking: The effects of a reflective<br />

thinking tool on learners’ learning performance and metacognitive<br />

awareness in the context of on- line learning. Unpublished Doctoral<br />

dissertation , The Pennsylvania State University.<br />

10. Kish ,C. & Sheehan ,J. (1997) . Portfolios in the classroom: A vehicle for<br />

developing reflective thinking. High School Journal , 80 (4) , 139 - 147.<br />

11. Koszalka ,T. , Song ,H. & Grabowski ,B. (2001) . Learners’ perceptions<br />

of design factors found in problem- based learning (PBL) that support<br />

reflective thinking. ERIC, ED 470092.<br />

12. Lee ,H. (2005) . Understanding and assessing preservice teachers’<br />

reflective thinkng. Teaching and Teacher Education , 21 , 699 – 715.<br />

13. Leung ,D. & Kember ,D. (2003) . The relationship between approaches<br />

to learning and reflective upon practice. Educational Psychology , 23 (1)<br />

, 61 – 71.<br />

14. Lie ,L. (2006) . Sudents’ reflective development in a PBL environment.<br />

http://www.myrp.sg/ced/research/papers/ tlhe2006/ Students__Reflective_<br />

Development__Lim_LA_. <strong>pdf</strong><br />

15. Mahardale , J. , Neville , R. , Jais , N. &Chan , C. (2007) . Reflective thinking<br />

in a problem based English programme: A study on the development of<br />

thinking in elementary students. http://www.pbl2008.com/PDF/0048.<strong>pdf</strong><br />

16. Norton ,J. (1997) . Locus of control and reflective thinking in preservice<br />

teachers. Education , 117 (3) , 401 – 410.<br />

17. Norton ,J. (1994) . The effect of thime , Teaching certificating type ,<br />

and field placement on reflective thinking in preservice teachers. Paper<br />

presented at the Annual Meeting of the Association of Teacher Education<br />

, Atlanta , GA ,February 12 – 16.<br />

18. Pajares ,F. & Miller ,D. (1994) . Role of self- efficacy and self- concept<br />

beliefs in mathematics problem solving: A Path analysis. Journal of<br />

Educational Psychology , 86 (2) , 193 – 203.<br />

76


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

19. Phan ,H. (2008) . Achievement goals , the classroom environment ,<br />

and reflective thinking: A conceptual framework. Electronic Journal of<br />

Research in Education Psychlogy. ISSN , 6 (3) , 571 – 602.<br />

http://www.investigacion-psicopedagogica.org/revista/articulos/16/<br />

english/Art_16_269.<strong>pdf</strong><br />

20. Phan ,H. (2007) . An examination of reflective thinking , learning<br />

approaches, and self- efficacy beliefs at the university of the South Pacific:<br />

A path analysis approach. Educational Psychology , 27 (6) , 789 – 806.<br />

21. Rodgers ,G. (2002) . Defining reflection: Another look at John Dewey and<br />

reflective thinking. Teacher College Record , 104 (4) , 842 – 866.<br />

22. Samuels ,M. & Betts ,J. (2007) . Crossing the threshold from description<br />

to deconstruction and reconstruction: Using self- assessment to deepen<br />

reflection. Reflective Practice , 8 (2) , 269 – 283.<br />

23. Schneider ,D. (2006) . Reflection.<br />

http://edutechwiki.unige.ch/en/Reflection<br />

24. Sewell , A. & StGeorge , A. (2000) . Developing efficacy beliefs in the<br />

classroom. Journal of Educational Enquiry , 1 (2) , 58 – 71.<br />

25. Sharp ,K. (2003) . Teacher Reflection: A perspective from the trenches.<br />

Theory into Practice , 42 (3) , 243 – 247.<br />

26. Stevens , T. , Olivarez , A. , Lan , W. & Tallent- Runnels , M. (2004) . Role<br />

of mathematics self- efficacy and motivation in mathematics Performance<br />

across ethnicity. The Journal of Educational Research , 97 (4) , 208 -<br />

221<br />

27. Tan ,K. & Goh, N. (2008) . Assessing students’ reflective responses to<br />

chemistry- related learning tasks. Paper presented at the IAEA2008<br />

annual conference “Re- interpreting assessment: Society , measurement<br />

and meaning” , University of Cambridge , Cambridge , United Kingdom.<br />

28. Wenzlaff ,T. (1994) . Training the student to be a refflective practitioner.<br />

Education , 115 (2) , 278 – 287.<br />

77


داللة التمايز في مستويات التفكير التأملي لدى طلبة<br />

الصف العاشر األساسي في ضوء فاعلية الذات الرياضية<br />

د.‏ عادل ريان<br />

امللحق )1(<br />

مقياس مستويات التفكري التاأملي<br />

رقم<br />

العبارة<br />

العبارة<br />

موافق<br />

بشدة<br />

موافق<br />

غري<br />

متاأكد<br />

معارض<br />

معارض<br />

بشدة<br />

اأقوم بتنفيذ بعض االأنشطة دون التفكري<br />

فيما اأقوم به.‏<br />

.1<br />

يتطلب مني هذا الفصل استيعاب<br />

املفاهيم التي يطرحها املعلم.‏<br />

.2<br />

اأناقش اأحياناً‏ االآخرين يف طرق تفكريهم<br />

واأحاول التفكري بطريقة اأفضل.‏<br />

.3<br />

نتيجة ملا تعلمته يف هذا الفصل،‏ فقد<br />

غريت الطريقة التي انظر بها جتاه نفسي.‏<br />

.4<br />

يف هذا الفصل،‏ اأقوم بنفس العمل عدة<br />

مرات دون اأن اأفكر فيما اأقوم به.‏<br />

.5<br />

يتطلب النجاح يف هذا الفصل فهم<br />

حمتوى املواد التي اأتعلمها.‏<br />

.6<br />

اأحب اأن اأفكر كثرياً‏ فيما اأقوم به،‏ واأبحث<br />

عن طرق بديلة للقيام بنفس العمل.‏<br />

.7<br />

غري هذا الفصل اأفكاراً‏ كنت متمسكاً‏ بها<br />

‏سابقاً.‏<br />

.8<br />

طاملا اأستطيع تذكر مادة االمتحان،‏ فال<br />

داع للتفكري كثرياً.‏<br />

.9<br />

يتطلب تنفيذ االأنشطة العملية فهم املواد<br />

التي اأتعلمها.‏<br />

.10<br />

اأتاأمل غالباً‏ يف اأفعايل الأرى ماذا كان<br />

باستطاعتي حتسني ما ‏ساأفعله.‏<br />

.11<br />

نتيجة لهذا الفصل،‏ فقد غريت الطريقة<br />

التي تعودت عليها يف تنفيذ اأعمايل.‏<br />

12<br />

78


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

رقم<br />

العبارة<br />

العبارة<br />

موافق<br />

بشدة<br />

موافق<br />

غري<br />

متاأكد<br />

معارض<br />

معارض<br />

بشدة<br />

متابعتي ملا يقوله املعلم يغنيني عن<br />

التفكري كثرياً‏ يف مادته.‏<br />

.13<br />

14. اأفكر بشكل مستمر يف املواد التي اأتعلمها.‏<br />

اأعيد النظر غالباً‏ يف خرباتي لكي اأتعلم<br />

منها واأقوم بتحسينها يف املرات القادمة.‏<br />

.15<br />

خالل هذا الفصل،‏ اكتشفت اأخطاء كنت<br />

اأعتقد ‏سابقاً‏ اأنها ‏صحيحة.‏<br />

.16<br />

امللحق )2(<br />

مقياس فاعلية الذات الرياضية<br />

رقم<br />

العبارة<br />

العبارة<br />

واثق<br />

بدرجة<br />

كبرية جداً‏<br />

واثق<br />

بدرجة<br />

كبرية<br />

واثق<br />

بدرجة<br />

متوسطة<br />

واثق<br />

بدرجة<br />

قليلة<br />

واثق<br />

بدرجة<br />

قليلة جداً‏<br />

اأنا متاأكد من قدرتي على اإتقان املهارات التي<br />

تعلمتها يف الرياضيات هذا العام.‏<br />

.1<br />

اإذا حاولت،‏ فاإنني اأستطيع تنفيذ االأنشطة حتى<br />

الصعبة منها يف حصص الرياضيات.‏<br />

.2<br />

اإذا كان لدي الوقت الكايف،‏ فاإنني اأستطيع جيداً‏<br />

تنفيذ االأعمال الصفية يف الرياضيات.‏<br />

.3<br />

اإذا استمريت يف العمل،‏ فاإنني اأستطيع تنفيذ<br />

االأنشطة الصفية يف حصص الرياضيات.‏<br />

.4<br />

حتى لو كانت الرياضيات ‏صعبة،‏ فاإنني قادر<br />

على تعلمها.‏<br />

.5<br />

اأنا متاأكد من قدرتي على معرفة طريقة تنفيذ<br />

معظم االأنشطة الصفية يف حصص الرياضيات<br />

.6<br />

بالرغم من كل حماوالتي املتواصلة،‏ يبقى<br />

هناك بعض ما ال اأستطيع فهمه يف الرياضيات<br />

.7<br />

79


البحث العلمي<br />

خطته وأصالته ونتائجه<br />

أ.د.‏ حسني مطاوع الرتتوري<br />

عميد كلِّية الشريعة،‏ جامعة الخليل،‏ فلسطين.‏<br />

81


البحث العلمي - خطته وأصالته ونتائجه<br />

أ.د.‏ حسني مطاوع الترتوري<br />

ملخص:‏<br />

البحث العلمي:‏ دراسة تتسم بالدقة ملوضوع وفق مناهج معتربة،‏ غايتها حتقيق<br />

اأهداف حددها الباحث.‏ يبني هذا البحث العنارص االأساسية التي يجب اأن تشتمل عليها خطة<br />

البحث املُقَدَّمة من الباحث قبل ‏رشوعه يف بحثه،‏ وهي:‏ عنوان البحث،‏ وموضوعه،‏ وحدوده،‏<br />

واأهدافه واأسئلته،‏ واأهميته،‏ واأسباب اختياره،‏ واأدواته،‏ ومصطلحاته،‏ والدراسات السابقة،‏<br />

ومنهج البحث واإجراءاته ‏)خطواته(.‏<br />

ويبني البحث العنارص االأساسية التي يجب اأن تُضاف خلطة البحث بعد اإمتامه،‏ وهي:‏<br />

االإهداء،‏ والشكر والتقدير،‏ والعقبات التي واجهت الباحث،‏ وملخص البحث.‏ وتضمن البحث<br />

التعريف باالأصالة واالإبداع يف البحث،‏ وبيان جماالت االإبداع يف الدراسات الفقهية يف<br />

هذا العرص.‏ ويظهر البحث اأنَّ‏ مناقشة الباحث خمالفيه باأسلوب علمي من اأساسيات البحث<br />

العلمي.‏ واأظهر البحث اأنَّ‏ ثمرة البحث نتائجه،‏ وهي:‏ احلقائق اأو املعارف التي توصَّ‏ ل الباحث<br />

اإليها،‏ بعد عرض االآراء واالأدلة،‏ ومناقشتها،‏ ودراستها مبوضوعية.‏<br />

82


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

Abstract:<br />

Scientific research is a precise investigation of the research questions,<br />

defined by the researcher, following concrete methodologies. Itaims to<br />

achieve certain objectives defined by the researcher. This study presents and<br />

discusses the ideal structure of a scientific research proposal consisting of<br />

several items. These items are the title, field, scope, objectives, questions,<br />

importance, motivating reasons, tools, materials, terminologies, previous<br />

studies, and methodologies of the study.<br />

The paper also presents the additional items to be added to the research<br />

proposal once the previous items are achieved, including the dedication,<br />

acknowledgment, limitations, and abstract. In addition, this study provides<br />

the readers with discussion about the research originality and new findings<br />

in the field of Jurisprudence studies. Moreover, this paper emphasizes the<br />

importance of discussing others’ counterpart opinions in a scientific manner<br />

and base. Finally, the study points out that the achieved results and findings<br />

are very vital in terms of research value.<br />

83


البحث العلمي - خطته وأصالته ونتائجه<br />

أ.د.‏ حسني مطاوع الترتوري<br />

مقدمة:‏<br />

احلمد هلل رب العاملني،‏ والصالة والسالم على املبعوث رحمة للعاملني ‏سيدنا حممد<br />

وعلى اآله وصحبه ومن ‏سار على دربه اإىل يوم الدين،‏ وبعد:‏<br />

فاإن اأهم اأغراض البحث العلمي حتقيق نتائجه التي تُسهم يف تقدم العلوم واالأمم.‏<br />

وحتى يحقق البحث نتائجه ال بد من اتصافه باالأصالة واالإبداع،‏ وال يكون البحث اأصيال اإال<br />

اإذا متت مناقشة املخالف باأسلوب علمي،‏ وال بد اأن يُعِ‏ دَّ‏ الباحث - اإن كان دارسا يف برنامج<br />

دراسات عليا-‏ خطته اإعدادا وافيا كي حتظى باملوافقة عليها.‏<br />

وقد وجدت من خالل جتربتي يف االإرشاف على رسائل املاجستري والدكتوراه<br />

ومناقشتها،‏ قصوراً‏ عند بعض الباحثني يف فهمهم ملا تتضمنه خطة البحث،‏ ولنتائج<br />

البحث وتوصياته،‏ وبعداً‏ عن مناقشة خمالفيهم باأسلوب علمي.‏ فكانت فكرة كتابة هذا<br />

البحث ‏»البحث العلمي خطته واأصالته ونتائجه«‏ .<br />

أهداف البحث:‏<br />

يهدف هذا البحث اإىل حتقيق التطلعات التالية:‏<br />

84<br />

‏.‏‎1‎بيان 1 العنارص االأساسية التي يجب اأن تشمل عليها خطة البحث املُقَدَّمة من<br />

الباحث قبل ‏رشوعه يف البحث.‏<br />

‏.‏‎2‎بيان 2 العنارص االأساسية التي يجب اأن تُضاف خلطة البحث بعد اإمتامه.‏<br />

‏.‏‎3‎التعريف 3 باالأصالة واالإبداع يف البحث،‏ وبيان جماالت االإبداع يف الدراسات<br />

الفقهية يف هذا العرص.‏<br />

‏.‏‎4‎بيان 4 اأنَّ‏ مناقشة الباحث خمالفيه باأسلوب علمي من اأساسيات البحث العلمي.‏<br />

‏.‏‎5‎بيان 5 معنى نتائج البحث وتوصياته.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

أهمية البحث:‏<br />

تظهر اأهمية هذا البحث من خلل النقاط التالية:‏<br />

‏.‏‎1‎حتقيق 1 اأهدافه املذكورة.‏<br />

85<br />

‏.‏‎2‎يلقي 2 الضوء على العنارص االأساسية خلطة البحث،‏ فيعني الباحثني على اإعداد<br />

خطط اأبحاثهم.‏<br />

‏.‏‎3‎يحقق 3 للدارسني يف برامج الدراسات العليا املوافقة على اأبحاثهم من قِ‏ بَل اللجان<br />

العلمية املختصة؛ الستكمال خططهم عنارصها االأساسية.‏<br />

منهج البحث:‏<br />

لتحقيق اأهداف هذا البحث على الوجه االأكمل،‏ اتبعت املنهج الوصفي،‏ مستفيدا<br />

من املنهجني االستنباطي،‏ واالستقرائي،‏ كما هو حال جُ‏ ل اأبحاث الدراسات الرشعية<br />

واالإنسانية.‏<br />

حدود البحث:‏<br />

‏سيقترص احلديث على ما يخدم الدراسات الرشعية عموما،‏ والفقهية خصوصا.‏<br />

مصطلحات البحث:‏<br />

البحث:‏ دراسة دقيقة ملوضوع وفق مناهج معتربة لتحقيق اأهداف حمدد.‏<br />

البحث العلمي:‏ دراسة تتسم بالدقة ملوضوع،‏ وفق مناهج معتربة،‏ غايتها حتقيق<br />

اأهداف حددها الباحث.‏<br />

خطة البحث:‏ االإطار العام للبحث،‏ وعنارصه الرئيسة.‏ وليس املراد بخطة البحث<br />

خصوص حمتوى البحث من اأبواب وفصول ومباحث،‏ واإن كانت جزءاً‏ مهماً‏ من اخلطة،‏<br />

فخطة البحث:‏ هيكله وعنارصه الرئيسة.‏<br />

اأصالة البحث:‏ استقصاء مادته العلمية من مصادرها،‏ وبناوؤها على اأسس ‏صحيحة<br />

قوية،‏ وقواعد ‏سليمة،‏ ومناقشة املخالف باأسلوب علمي.‏ فاإن متيَّز واشتمل على اإضافة<br />

علمية جديدة،‏ كان اإبداعا.‏


البحث العلمي - خطته وأصالته ونتائجه<br />

أ.د.‏ حسني مطاوع الترتوري<br />

نتيجة البحث:‏ ثمرته،‏ وهي احلقائق اأو املعارف التي توصَّ‏ ل الباحث اإليها،‏ بعد عرض<br />

االآراء واالأدلة،‏ ومناقشتها،‏ ودراستها مبوضوعية.‏<br />

حمتوى البحث:‏<br />

قسمت هذا البحث اإىل مقدمة،‏ وخمسة مباحث.‏<br />

املقدمة:‏ تضمنت عنوان البحث،‏ واأهدافه،‏ واأهميته،‏ ومنهج البحث،‏ وحدوده،‏<br />

ومصطلحاته،‏ وحمتواه.‏<br />

‏•املبحث الأول:‏ خطة البحث وحمتواه.‏<br />

‏•املبحث الثاين:‏ ما يضاف ‏)خلطة البحث(‏ بعد اإمتامه.‏<br />

‏•املبحث الثالث:‏ الأصالة والإبداع يف البحث.‏<br />

‏•املبحث الرابع:‏ مناقشة املخالف باأسلوب علمي.‏<br />

‏•املبحث اخلامس:‏ نتائج البحث وتوصياته.‏<br />

املبحث األول:‏ خطة البحث وحمتواه:‏<br />

وفيه مطلبان:‏<br />

‏•املطلب االأول:‏ خطة البحث.‏<br />

‏•املطلب الثاين:‏ العنارص االأساسية التي تشتمل عليها خطة البحث.‏<br />

املطلب األول:‏ خطة البحث:‏<br />

اخلُطَّ‏ ة:‏ جمع خطط ومعناها:‏ الكتابة باليد،‏ ومنه قول اهلل عز وجل:‏ ‏{وما كنت تتلوا<br />

من قبله من كتاب وال تخطه بيمينك اإذاً‏ الرتاب املبطلون}‏ )1( ومنه كتاب خمطوط:‏ اأي<br />

مكتوب بخط اليد،‏ يُقال:‏ خط الرجلُ‏ الكتابَ‏ بيده خطاً،‏ اأي كتبه.‏ واخلِ‏ طة:‏ املكان املختط<br />

لعمارة،‏ واجلمع خِ‏ طَ‏ ط.‏<br />

86


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

والبحث لغة:‏ طلب الشيء والسوؤال عنه )2( ، اأو االستقصاء،‏ يقال بحث عن االأمر:‏<br />

استقصى.‏<br />

والبحث يف الصطلح:‏ دراسة دقيقة ملوضوع وفق مناهج معتربة لتحقيق اأهداف<br />

حمددة.‏<br />

وهذا التعريف يصدق على حقيقة البحث العلمي،‏ فهو دراسة تتسم بالدقة ملوضوع،‏<br />

وفق مناهج البحث العلمي،‏ الغاية منه حتقيق اأهداف حددها الباحث ووضعها نصب<br />

عينيه.‏<br />

وملَّا كان البحث وسيلة لتحقيق اأهداف معينة،‏ عرَّفه بعض الباحثني باأنه:‏<br />

‏)وسيلة للدراسة ميكن بواسطتها الوصول اإىل حل ملشكلة حمددة عن طريق التقصي الشامل<br />

والدقيق جلميع الشواهد واالأدلة التي ميكن التحقق منها،‏ والتي تتصل بهذه املشكلة<br />

املحددة(‏ )3( . وعرفه اأيضا باأنه:‏ ‏)استقصاء منظم يهدف اإىل اإضافة معارف ميكن توصيلها<br />

والتحقق من ‏صحتها عن طريق االختبار العلمي(‏ )4( . وكما يالحظ فاإن هذين التعريفني مل<br />

يشريا اإىل املنهج الوصفي،‏ واقترص االأول على االإشارة للمنهج االستقرائي والثاين على<br />

االإشارة للمنهجني االستقرائي واالستنباطي.‏ فهذان التعريفان،‏ واأمثالهما على وضوحها<br />

اإال اأنها غري جامعة الأفراد املعرف؛ لعدم ذكرها املنهج الوصفي،‏ وهو املنهج الغالب يف<br />

الدراسات الرشعية واالإنسانية والرتبوية.‏<br />

ومعنى خطة البحث:‏ االإطار العام للبحث،‏ وعنارصه الرئيسة.‏ وليس املراد بخطة<br />

البحث االقتصار على حمتوى البحث من اأبواب وفصول ومباحث،‏ واإن كان حمتوى البحث<br />

جزءاً‏ مهماً‏ من اخلطة،‏ واإمنا خطة البحث:‏ هيكل البحث وعنارصه الرئيسة )5( .<br />

املطلب الثاني:‏ العنارص الأساسية التي تشتمل عليها خطة البحث:‏<br />

تشتمل خطة البحث العنارص الرئيسة التالية:‏<br />

‏•اأوال:‏ عنوان البحث.‏<br />

‏•ثانيا:‏ موضوع البحث ‏)مشكلة البحث(‏ وحدوده.‏<br />

‏•ثالثا:‏ اأهداف البحث واأسئلته.‏<br />

87


البحث العلمي - خطته وأصالته ونتائجه<br />

أ.د.‏ حسني مطاوع الترتوري<br />

‏•رابعا:‏ اأهمية البحث واأسباب اختياره.‏<br />

‏•خامسا:‏ اأدوات البحث ومصطلحاته.‏<br />

‏•سادسا:‏ الدراسات السابقة.‏<br />

‏•سابعا:‏ منهج البحث واإجراءاته ‏)خطواته(.‏<br />

وفيما ياأتي تعريف بكل واحد من هذه العنارص:‏<br />

اأول:‏ عنوان البحث:‏<br />

عنوان البحث:‏ هو الكالم الذي يُكتب على واجهته يدل على مضمونه ويُظهر حمتواه،‏<br />

فهو كالعالمة التي متيز البحث عن غريه،‏ قال الفيومي:‏ ‏)وَعُ‏ نْوَانُ‏ كُ‏ لِّ‏ ‏شَ‏ يْ‏ ءِ‏ مَ‏ ا يُسْ‏ تَدَلُّ‏ بِهِ‏ عَ‏ لَيْهِ‏<br />

وَ‏ يُ‏ ظْ‏ هِ‏ رُ‏ هُ‏ ) )6( .<br />

والباحث الناجح هو الذي يُحسن ‏صياغة العنوان،‏ وقدمياً‏ قالوا:‏ ‏)الكاتب من اأجاد<br />

املطلع واملقطع(‏ )7( . وملا كان العنوان هو الدال على مضمون ما حتته فيجب اأن يُصاغ<br />

بشكل جيد،‏ ‏سواء اأكان عنوان البحث الرئيس اأو عنوان االأبواب اأو الفصول اأو املباحث،‏ واأن<br />

تراعى عند ‏صياغته النقاط التالية:‏<br />

. أاأن يصاغ باأسلوب علمي،‏ بعيداً‏ عن السجع واالألفاظ املثرية التي تستعمل غالباً‏<br />

يف الصحافة.‏<br />

. باأن يكون دقيقا مفصحا عن حمتواه من اأبواب وفصول ومباحث.‏<br />

. تاأن يكون عنوان الفصل اأو املبحث مُ‏ بيناً،‏ بحيث ال يتوقف فهمه على العنوان الذي<br />

قبله.‏<br />

. ثاأن يكون بعبارة موجزة ما اأمكن.‏ من غري اختصار خمُ‏ ِ لٍّ‏ ؛ الأن حذف كلمة واحدة<br />

من العنوان ‏-اأحيانا-‏ يُغريِّ‏ ُ معناه،‏ مثاله ما جاء يف ‏)غمز عيون البصائر الأحمد<br />

احلموي(:‏ ‏)اإذَا ‏صَ‏ ارَ‏ الشَّ‏ افِ‏ عِ‏ يُّ‏ حَ‏ نَفِيًّا ثُمَّ‏ عَ‏ ادَ‏ اإىلَ‏ مَ‏ ذْهَ‏ بِهِ...(‏ )8( ، وقد ‏سقطت كلمة<br />

‏»اإذا«‏ من القرص املدمج »CD-ROM« ، املسمى ‏»جامع الفقه االإسالمي«،‏ فجاء<br />

العنوان ‏»صَ‏ ارَ‏ الشَّ‏ افِ‏ عِ‏ يُّ‏ حَ‏ نَفِيًّا ثُمَّ‏ عَ‏ ادَ‏ اإىلَ‏ مَ‏ ذْهَ‏ بِهِ«.‏ والحظ كيف تغريت داللة<br />

88


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

العنوان بحيث يُفهم منه االإخبار باأن الشافعي انتقل اإىل املذهب احلنفي،‏ ثم عاد<br />

اإىل مذهبه.‏<br />

89<br />

. جاأن ال يكون واسعاً‏ بحيث يوهم ما ليس من عنارصه فيه.‏ واإذا تعذر ‏ضبطه بعبارات<br />

دقيقة وبقي واسعاً،‏ فاإنه ميكن ‏ضبطه بحدود الدراسة.‏<br />

. حاأن ال يكون متضمناً‏ حكماً‏ اأو نتيجة متوقعة.‏ ويستثنى من ذلك العناوين التي<br />

تكون حمل اتفاق،‏ اأو عناوين االأمور املعلومة من الدين بالرضورة.‏ فال باأس اأن<br />

يكون عنوان بحث اأو باب اأو فصل اأو مبحث:‏ وحدانية اهلل عز وجل ، اأو وجوب<br />

الصالة،‏ اأو حترمي الزنا،‏ اأو مضار الربا االجتماعية واالقتصادية،‏ اأو حسن الصدق<br />

وقبح الكذب.‏<br />

. خاأن تتحد األفاظ العنوان يف كلِّ‏ مكان يَرِدُ‏ ذِكره يف البحث.‏<br />

واأرضب مثاالً‏ العتناء علمائنا باختيار اأسماء)عناوين(‏ كتبهم،‏ وهو حُ‏ ‏سْ‏ نُ‏ اختيار<br />

البخاري السم ‏)عنوان(‏ كتابه )9( ، فاسم الكتاب الذي األفه البخاري،‏ املشهور بني الناس<br />

‏»صحيح البخاري«،‏ هو:‏ ‏»اجلامع املسند الصحيح املخترص من اأمور رسول اهلل ‏صلى اهلل<br />

عليه وسلم وسننه واأيامه«‏ )10( .<br />

وقد اأغنى العنوان الذي اختاره البخاري لكتابه عن الكالم املهم الذي يُثبته املوؤلفون<br />

يف مقدمة كتبهم،‏ خاصة اإذا علمنا خلو ‏صحيح البخاري من مقدمة تُبنيُ‏ منهجه.‏ فنجد يف<br />

هذا العنوان االإفصاح عن االأسس العظمى التي بنى عليها البخاري ‏صحيحه،‏ وبيانه )11( :<br />

. أقوله ‏»اجلامع«،‏ بيان لشمول الكتاب الأبواب العلم،‏ واأنه غري مقترص الأحاديث<br />

االأحكام ككتب ‏»السنن«.‏<br />

. بو ‏»املسند«،‏ هو مرفوع ‏صحابي بسند ظاهر االتصال،‏ ولهذا اللفظ فوائد كثرية<br />

منها:‏ اأن ما ذكره البخاري يف كتابه من تعليقات ال تُعَدُّ‏ من ‏صحيحه؛ الأنه ‏سماه<br />

‏»املسند«،‏ ويرتتب على هذا اأن البخاري اأول من ‏صنَّف يف الصحيح املجرد،‏ واأن<br />

رجال تعاليق البخاري ال يلزم اأن يكونوا على ‏رشط رجال الصحيح املسند يف<br />

كتابه.‏<br />

. ت»الصحيح«‏ ، بيان اشرتاط البخاري الصحة يف االأحاديث التي جمعها يف كتابه.‏<br />

. ث»املخترص«‏ ، بيان باأن البخاري مل يجمع يف كتابه كل كل االأحاديث الصحيحة،‏<br />

واأنه مل يجمع فيه كل ما ‏صح عنده من اأحاديث.‏


البحث العلمي - خطته وأصالته ونتائجه<br />

أ.د.‏ حسني مطاوع الترتوري<br />

ثانيا:‏ موضوع البحث ‏)مشكلة البحث(‏ وحدوده:‏<br />

اختيار البحث وحتديد موضوعه،‏ اأو ‏صياغة مشكلته من خالل اأسئلة واضحة حمددة،‏<br />

وبيان اأهدافه،‏ اأول اخلطوات واأهمها.‏<br />

وموضوع البحث،‏ اأو حتديد مشكلته هي املفتاح احلقيقي له؛ الأَنَّ‏ حتديد املوضوع<br />

يقود الباحث اإىل اأمرين مهمني يف بحثه )12( :<br />

- ‏-االأول:‏ حتديد منهج الدراسة واجتاهها.‏<br />

- ‏-الثاين:‏ تكثيف اجلهود والدراسات املعمقة فيه.‏<br />

ويجب اأن يتصف الباحث باالأناة يف اختيار بحثه،‏ وكتابته.‏ فالعجلة يف البحث<br />

العلمي ال تاأتي بخري،‏ ‏سواء يف اختيار املوضوع،‏ اأو اأثناء كتابته.‏ فعلى الطالب اأن يكون<br />

منتبهاً‏ مصغياً‏ ملا يسمع اأوال،‏ لذا قيل:‏ ‏)اأَوَّلُ‏ الْعِ‏ لْمِ‏ الصَّ‏ مْتُ‏ ثُمَّ‏ االِ‏ ‏سْ‏ تِمَاعُ‏ ثُمَّ‏ احلْ‏ ِ فْظُ‏ ثُمَّ‏ الْعَمَلُ‏<br />

ثُمَّ‏ النَّرشْ‏ )ُ )13( .<br />

ويحتاج الباحث اإىل اإثبات ‏»حدود البحث«،‏ اإذا كان العنوان الذي يصلح لالإفصاح<br />

عن حمتوى البحث طويالً،‏ عندها ميكن اأن يُخترص ويُستغنى عن بعض كلماته،‏ وتوضع<br />

هذه الكلمات قيوداً‏ يف ‏»حدود البحث«.‏ ‏سواء اأكانت هذه القيود موضوعية،‏ اأو مكانية،‏ اأو<br />

زمانية.‏<br />

ثالثا:‏ اأهداف البحث واأسئلته:‏<br />

اأهداف البحث:‏ طموحات غري موجودة،‏ تنبع من الفلسفة،‏ يسعى الباحث اإىل حتقيقها،‏<br />

من خالل وسائل معينة )14( .<br />

واأما الفلسفة فهي:‏ مبادئ وقواعد ومعتقدات عامة مقررة توجه العمل اأو النشاط.‏<br />

واأما الوسائل:‏ فهي االإجراءات واخلطوات املتبعة لتنفيذ االأهداف.‏<br />

فاأهداف اأي نشاط اإنساين تتوسط بني فلسفته،‏ وبني وسائل تنفيذه.‏<br />

فاالأصل اأن يتم االتفاق على حتديد الفلسفة الأي عمل،‏ ثم توضع اأهدافٌ‏ معينة لتحقيق<br />

تلك الفلسفة،‏ ثم توضع الوسائل على اختالف اأنواعها لتحقيق تلك االأهداف يف ‏ضوء الفلسفة<br />

املقررة.‏<br />

90


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

فكل باحث يهدف من بحثه حتقيق هدف اأو اأكرث من الأهداف التالية:‏<br />

‏.‏‎1‎اكتشاف 1 ‏شيء جديد اأو فكرة جديدة،‏ مل يُسبق اإليها.‏<br />

‏.‏‎2‎اإثبات 2 ‏صحة بعض املعتقدات اأو االأفكار.‏<br />

‏.‏‎3‎اإبطال 3 بعض النظريات،‏ اأو االآراء.‏<br />

‏.‏‎4‎تصحيح 4 بعض املفاهيم واالأفكار.‏<br />

‏.‏‎5‎اإضافة 5 بعض املعارف التي توؤدي اإىل تقدم املعرفة.‏<br />

‏.‏‎6‎‏رشح 6 بعض القضايا الصعبة،‏ اأو الغامضة،‏ وحتليلها.‏<br />

‏.‏‎7‎تنظيم 7 بعض املسائل الشائكة،‏ وتبويبها،‏ بحيث يسهل االستفادة منها.‏<br />

‏.‏‎8‎حلُّ‏ 8 مشكالت يعاين منها الناس.‏<br />

‏.‏‎9‎اختصار 9 بعض الكتابات،‏ التي مينع اإسهاب موؤلفيها من استفادة كثري من الناس<br />

منها،‏ مع عدم االإخالل يف ذلك.‏<br />

وقد حدد مصطفى بن عبد اهلل ‏-الشهري بحاجي خليفة-‏ االأهداف التي يجب اأن تراعى<br />

يف التاأليف فقال:‏ ‏)التاأليف على ‏سبعة اأقسام ال يوؤلف عامل عاقل اإال فيها وهي:‏ اإما ‏شيء مل<br />

يسبق اإليه فيخرتعه،‏ اأو ‏شيء ناقص يتممه،‏ اأو ‏شيء مغلق يرشحه،‏ اأو ‏شيء طويل يخترصه<br />

دون اأن يخل بشيء من معانيه،‏ اأو ‏شيء متفرق يجمعه،‏ اأو ‏شيء خمتلط يرتبه،‏ اأو ‏شيء اأخطاأ<br />

فيه مصنفه فيصلحه(‏ )15( .<br />

والباحث الناجح هو الذي يتقيد بتحقيق اأهداف بحثه من غري زيادة وال نقص بلغة<br />

واضحة ‏سليمة قال حاجي خليفة:‏ ‏)ورشط يف التاأليف:‏ اإمتام الغرض الذي وضع الكتاب<br />

الأجله من غري زيادة وال نقص،‏ وهجر اللفظ الغريب،‏ ... وزاد املتاأخرون اشرتاط:‏ حسن<br />

الرتتيب،‏ ووجازة اللفظ،‏ ووضوح الداللة،‏ وينبغي اأن يكون مسوقا على حسب اإدراك اأهل<br />

الزمان ومبقتضى ما تدعوهم اإليه احلاجة(‏ )16( .<br />

وتُصاغ اأهداف البحث باأسلوب تقريري،‏ بخالف اأسئلته فاإنها تُصاغ باأسلوب<br />

استفهامي.‏<br />

91


البحث العلمي - خطته وأصالته ونتائجه<br />

أ.د.‏ حسني مطاوع الترتوري<br />

رابعا:‏ أهمية البحث وأسباب اختياره<br />

تاأتي اأهمية البحث العلمي بقدر ما يقدم لالإنسانية من فوائد جديدة؛ تعينهم على<br />

طاعة ربهم،‏ وتسهم يف االإجابة عن اأسئلتهم،‏ اأو حتقق يف حياتهم تقدماً،‏ اأو حتل اإشكاالً،‏ اأو<br />

تزيد اأحد جوانب املعرفة.‏<br />

وتزداد اأهمية البحث العلمي اإذا كان يعالج موضوعاً‏ مهماً‏ يف حياة الناس،‏ هم بحاجة<br />

للسوؤال عنه.‏ فيدرس الباحث املوضوع بعد اأن يحدد مشكلته ‏)موضوعه(‏ ليصل اإىل نتائج<br />

منطقية تقدم فائدة للبرشية عموما اأو لرشيحة منها.‏<br />

وتظهر اأهمية البحث العلمي يف اأنه يقدم للناس خالصة جهد متواصل وجاد من ذوي<br />

االختصاص واخلربة،‏ مما يساعد على تقدم املجتمعات االإنسانية يف جوانبها املختلفة.‏<br />

وتقدمي معلومات ‏صحيحة مبنية على اأسس علمية تساعدهم يف نرش الفكر الصحيح بني<br />

الناس،‏ وتسهم يف تطوير املجتمع وتقدمه.‏<br />

واالأصل اأن يذكر الباحث االأسباب احلقيقية التي دعته الختيار موضوع بحثه<br />

مبوضوعية وصدق واأمانة،‏ بعبارات واضحة،‏ بعيداً‏ عن املبالغة.‏ ويشري عند اأسباب اختيار<br />

املوضوع اإىل اأهميته واأهدافه.‏ فيقول:‏ ومن االأسباب التي دعتني للكتابة يف هذا البحث<br />

اأهميته التي ‏سبق ذكرها،‏ وحتقيق االأهداف التي ‏سبق ذكرها اأيضاً.‏<br />

والباحث املوفق يبني اأهمية بحثه االأسباب التي دعته الختياره من خالل نقاط<br />

منطقية وموضوعية.‏ ويتجنبُ‏ ذِكْ‏ رَ‏ النقاط الضعيفة؛ الأنها تضعف النقاط القوية التي تُذكر<br />

معها.‏<br />

خامسا:‏ أدوات البحث ومصطلحاته<br />

اأداة البحث:‏ هي الوسيلة التي يجمع بها الباحث مادته العلمية.‏ وقد عربَّ‏ بعض<br />

الباحثني عن املادة العلمية بالبيانات،‏ فعرف اأداة البحث باأنها:‏ الوسيلة التي يجمع بها<br />

الباحث بياناته )17( .<br />

واالأداة الرئيسة التي تُستخدم يف االأبحاث الرشعية هي نظرية مكتبية.‏<br />

92


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

واأدوات البحث العلمي التي تُستخدم يف الأبحاث هي:‏<br />

93<br />

‏.‏‎1‎النظرية 1 املكتبية:‏ وتشمل يف اأبحاث العلوم الرشعية على:‏ القراآن الكرمي،‏ والسنة<br />

املطهرة،‏ وبقية مصادر الترشيع،‏ والكتابات العلمية يف كل التخصصات الرشعية<br />

من عقيدة ومذاهب فكرية وملل ونحل،‏ وتفسري واأصوله،‏ وحديث ومصطلحه،‏ وفقه<br />

واأصوله.‏<br />

‏.‏‎2‎الوثائق.‏ 2<br />

‏.‏‎3‎االإحصاء.‏ 3<br />

‏.‏‎4‎املالحظة 4 باأنواعها.‏<br />

‏.‏‎5‎املقابالت.‏ 5<br />

‏.‏‎6‎االستبانات.‏ 6<br />

وعلى كل باحث اأن يختار من هذه االأدوات ما يناسب بحثه ليتمكن من جتميع<br />

بياناته )18( .<br />

ويحتاج الباحث اإىل اإثبات عنوان ‏»مصطلحات البحث«‏ اإذا تضمن عنوان بحثه بعض<br />

الكلمات اأو املصطلحات التي ميكن اأن تخفى اأو تشتبه على القارئ.‏<br />

سادسا:‏ الدراسات السابقة<br />

يَغفُل بعض الباحثني ذكر الدراسات السابقة.‏ واالأصل اأن ال يخلو بحث علمي جاد<br />

من عنوان ‏)الدراسات السابقة(،‏ يَذكر الباحث حتته االأبحاث والرسائل والدراسات اجلادة<br />

التي كُ‏ تبت يف املوضوع الذي قرر دراسته.‏ ويبني االإضافات،‏ اأو التعديالت التي يتوقع<br />

اأن يتضمنها بحثه وميتاز بها على من ‏سبقه.‏ ويبني ‏سبب تكرار البحث يف املوضوع مرة<br />

ثانية،‏ كظهور معطيات جديدة،‏ اأو اأن النتائج التي توصل اإليها مَ‏ نْ‏ قَبله غري ‏صحيحة.‏<br />

وتاأتي اأهمية ذكر الدراسات السابقة يف النقاط التالية:‏<br />

‏.‏‎1‎تقود 1 الباحث اإىل االأصالة واالإبداع املطلوبني يف الرسائل اجلامعية.‏<br />

‏.‏‎2‎توقف 2 الباحث على ما توصل اإليه الباحثون قبله،‏ فيستفيد من جهد من ‏سبقوه.‏


البحث العلمي - خطته وأصالته ونتائجه<br />

أ.د.‏ حسني مطاوع الترتوري<br />

‏.‏‎3‎جتعل 3 الباحث يبداأ من حيث انتهى غريه،‏ فيتجنب التكرار ويخترص الوقت<br />

واجلهد.‏<br />

‏.‏‎4‎تعطي 4 املسوغات املقنعة للِّجان العلمية التي يُقَدَّمُ‏ لها البحث للموافقة عليه.‏<br />

فاإذا ظهر للباحث اأن من ‏سبقه قرشَّ‏ يف جمع املعلومات،‏ اأو اأخطاأ يف فهم بعضها،‏<br />

اأو بنى بعض نتائجه على مقدمات غري ‏صحيحة،‏ فاإن هذا من اأقوى املسوِّغات الأن تعاد<br />

الكتابة يف املوضوع الذي ‏سبق اأن كُ‏ تب فيه.‏<br />

وقد ال يكون عند من ‏سبق اأخطاء اأو قصور،‏ ولكن الباحث يهدف اإىل تنظيم املادة<br />

العلمية وعرضها يف ‏صورة نظرية،‏ اأو بشكل متكامل يتيح فائدة اأكرب،‏ وهذا غرض معترب<br />

من اأغراض التاأليف.‏ وقد حدد حاجي خليفة االأهداف التي يجب اأن تراعى يف التاأليف اإذا<br />

كان املوؤلف قد ‏سُ‏ بق يف التاأليف فيما يكتب فقال:‏ ‏)وينبغي لكل موؤلف كتاب يف فن قد ‏سُ‏ بِق<br />

اإليه اأن ال يخلو كتابه من خمس فوائد:‏ استنباط ‏شيء كان معضالً،‏ اأو جمعه اإن كان مفرقاً،‏<br />

اأو ‏رشحه اإن كان غامضاً،‏ اأو حسن نظم وتاأليف،‏ واإسقاط حشو وتطويل(‏ )19( .<br />

واإذا كان ذِكرُ‏ الدراسات السابقة مهماً،‏ فاالأهم اأن ال يقلل الباحث من ‏ساأن االأبحاث<br />

التي ‏سُ‏ بق اإليها،‏ واأن يعرضها باأمانة.‏ فالهدف من عرض الباحث دراسة من ‏سبقه اإفادته<br />

منها،‏ وبيان احلاجة ملزيد من الدراسات يف املوضوع،‏ فيكون هذا العرض مسوغا للكتابة<br />

فيه مرة ثانية.‏<br />

سابعا:‏ منهج البحث وإجراءاته ‏)خطواته(‏<br />

املنهج:‏ هو ما يوؤدي للكشف عن احلقيقة،‏ اأو الوصول اإليها،‏ بطرق عقلية منطقية.‏<br />

ومنهج البحث يف العلوم واملعارف:‏ جمع االأفكار املتعلقة باملوضوع،‏ ودراستها<br />

وحتليلها،‏ وفق طرق علمية منطقية،‏ وحسن عرض تلك االأفكار وتنظيمها،‏ للكشف عن<br />

احلقيقة اأو الوصول اإليها،‏ اأو اإثباتها.‏<br />

بعد اأن يحدد الباحث منهج البحث - يف الدراسات الرشعية،‏ واالإنسانية-‏ باأنه وصفي<br />

مع االستفادة من املنهجني االستنباطي،‏ واالستقرائي،‏ فاإنه يحدد اخلطوات واالإجراءات التي<br />

تساعده على اإجناز بحثه،‏ وفق املنهج الذي حدده.‏ فيقول وساأحقق ما اأريد وفق اخلطوات<br />

واالإجراءات التالية:‏<br />

‎1‎عزو 1. االآيات القراآنية اإىل مواضعها يف السور القراآنية )20( .<br />

94


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

95<br />

)21(<br />

‎2‎تخريج . 2 االأحاديث النبوية،‏ من املصادر احلديثية التي خرَّجتها بسندها ، واحلكم<br />

عليها اإذا كانت مروية يف غري الصحيحني،‏ اأو اأحدهما.‏<br />

‏.‏‎3‎تخريج 3 االآثار من املصادر احلديثية التي خرَّجتها بسندها،‏ واحلكم عليها،‏<br />

كتخريجها من:‏ املصنفات،‏ كاملصنف لعبد الرزاق،‏ واملصنف البن اأبي ‏شيبة،‏<br />

واملوطاآت كموطاأ مالك،‏ وموطاأ ابن اأبي ذئب،‏ ومصادر التفسري باملاأثور،‏ كجامع<br />

البيان للطربي،‏ وتفسري القراآن العظيم البن كثري،‏ وكتب الرتاجم والرجال،‏<br />

كتاريخ بغداد للخطيب البغدادي،‏ والكامل يف الرجال البن عدي،‏ وبعض كتب<br />

الفقه كاملحلى البن حزم،‏ وبعض كتب اأصول الفقه،‏ كالفقيه واملتفقه للخطيب<br />

البغدادي،‏ وجامع بيان العلم وفضله البن عبد الرب.‏<br />

‏.‏‎4‎الرجوع 4 اإىل املصادر املعتمدة يف كل مذهب من املذاهب.‏<br />

.5 5 ذِكْ‏ رُ‏ اأدلة كل مذهب مع بيان وجه االستدالل بها،‏ ومناقشتها،‏ وترجيح ما يوؤيده<br />

الدليل،‏ من غري تعصب الأي منها.‏<br />

‏.‏‎6‎الرجوع 6 اإىل املصادر احلديثة التي ميكن االستفادة منها يف موضوع البحث.‏<br />

‏.‏‎7‎الرجوع 7 اإىل كتب القانون،‏ ورشوحها،‏ الأخذ موقف القانون.‏<br />

‏.‏‎8‎مقارنة 8 الراجح من اأقوال الفقهاء مع ما اأخذ به واضعو القانون.‏<br />

‏.‏‎9‎الرجوع 9 اإىل املعاجم اللغوية وللمصادر املتخصصة يف املصطلحات لبيان معاين<br />

املصطلحات،‏ واالألفاظ الغريبة.‏<br />

اإثبات النتائج والتوصيات التي يُتوصل اإليها،‏ ومراعاة املوضوعية واالأمانة العلمية.‏<br />

املبحث الثاني:‏ ما يضاف ‏“خلطة البحث”‏ بعد إمتامه:‏<br />

وفيه اأربعة مطالب )22( :<br />

‏•املطلب االأول:‏ االإهداء.‏<br />

‏•املطلب الثاين:‏ الشكر والتقدير.‏<br />

‏•املطلب الثالث:‏ العقبات التي واجهت الباحث.‏<br />

‏•املطلب الرابع:‏ ملخص البحث.‏


البحث العلمي - خطته وأصالته ونتائجه<br />

أ.د.‏ حسني مطاوع الترتوري<br />

املطلب األول:‏ الإهداء:‏<br />

‏صفحة االإهداء خمصصة للباحث،‏ وله اأن يعرب فيها عن اأحاسيسه ومشاعره،‏ وما يدور<br />

يف نفسه من مشاعر طيبة جتاه اأناس لهم عليه حق،‏ اأو يحبهم ويقدرهم،‏ فيهديهم بحثه،‏<br />

تعبرياً‏ عن حبهم وتقديرهم،‏ وما لهم عليه من فضل،‏ اأو حق.‏<br />

واأوىل الناس باالإهداء الوالدان،‏ والزوج واالأبناء،‏ ملا رواه اأبو هريرة قال:‏ ‏)قَالَ‏ رَجُ‏ لٌ‏<br />

يَا رَسُ‏ ولَ‏ اهللَّ‏ ِ مَ‏ نْ‏ اأَحَ‏ قُّ‏ النَّاسِ‏ بِحُ‏ ‏سْ‏ نِ‏ الصُّ‏ حْ‏ بَةِ‏ قَالَ‏ اأُمُّ‏ كَ‏ ثُمَّ‏ اأُمُّ‏ كَ‏ ثُمَّ‏ اأُمُّ‏ كَ‏ ثُمَّ‏ اأَبُوكَ‏ ثُمَّ‏ اأَدْنَاكَ‏<br />

اأَدْنَاكَ‏ )23( .<br />

وللباحث اأن يهدي بحثه ملن اأحب من الناس،‏ كمن كان لهم تاأثري عليه يف ‏سلوك هذا<br />

الطريق،‏ ‏سواء اأكان تاأثرياً‏ مبارشاً،‏ اأم غري مبارش.‏<br />

ويراعى اأن تكون األفاظ الباحث يف االإهداء بعيدة عن املبالغات،‏ فنحن اأمة وصفها اهلل<br />

عز وجل بالوسطية يف قوله:‏ ‏{وكذلك جعلناكم اأمة وسطا}ً‏ )24( ، اأي عدوالً.‏<br />

املطلب الثاني:‏ الشكر والتقدير:‏<br />

‏صفحة الشكر والتقدير خمصصة ملن اأسهم اإسهاماً‏ علمياً‏ يف الرسالة،‏ وعلى<br />

الباحث اأن يتجنب االإفراط والتفريط،‏ فال يبالغ وال يُقرشِّ‏ يف هذه الصفحة،‏ - بل ويف كل<br />

اأموره-‏ ؛ الأنهما مذمومان،‏ وقد اأمرنا اهلل بالعدل يف القول،‏ فقال اهلل عز وجل:‏ ‏{واإذا قلتم<br />

فاعدلوا}‏ )25( .<br />

من املناسب اأن يبداأ الباحث الشكر والتقدير باآيات قراآنية حتث على الشكر واالإحسان<br />

اإىل املحسنني،‏ كقول اهلل عز وجل:‏ ‏{واإذ تاأذن ربكم لئن ‏شكرمت الأزيدنكم}‏ )26( ، ويُتْبِعُ‏ ذلك<br />

بقول الرسول ‏صلى اهلل عليه وسلم:‏ ‏)مَ‏ نْ‏ الَ‏ يَشْ‏ كُ‏ رُ‏ النَّاسَ‏ الَ‏ يَشْ‏ كُ‏ رُ‏ اهللَّ‏ َ( )27( .<br />

ويفضل اأن يُتْبع الباحثُ‏ االآيةَ‏ واحلديثَ‏ املذكورين بحمد اهلل عز وجل،‏ والثناء عليه باأن<br />

يرس له اإكمال بحثه،‏ ثم يشكرُ‏ اجلامعةَ‏ التي احتضنته،‏ ثم يشكرُ‏ اأستاذه املرشف على الرسالة<br />

بكلمات ‏صادقة،‏ ال اإفراط فيها وال تفريط،‏ ثم يشكر اأساتذته الذين درسوه،‏ واملناقِ‏ ‏شَ‏ ني على<br />

بَذْلِهما اجلهد والوقت لتقييم الرسالة،‏ واإفادته بالتوجيهات التي ترفع قدرها،‏ وتصوِّبُ‏ ما<br />

فيها من اأخطاء اأو تقصري.‏<br />

96


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

ويشكرُ‏ الباحث كل من قدَّم له عوناً‏ علمياً‏ اأسهم يف اإخراج رسالته،‏ كمن دله على<br />

مراجع نادرة اأو اأعاره اإياها،‏ وله اأنْ‏ يشكر القائمني على املكتبات التي قدم له موظفوها<br />

العون،‏ واستفاد من مراجعها.‏ وال اأرى حمالً‏ يف ‏صفحة ‏»الشكر والتقدير«‏ لشكر الوالدين<br />

اأو بعض االأقارب على مساعدتهم للباحث مادياً،‏ اأو ‏شكر الطابع على طباعته،‏ اأو االأهل<br />

واالأقارب على حتملهم له يف الظروف الصعبة التي مرَّ‏ بها.‏<br />

املطلب الثالث:‏ العقبات التي واجهت الباحث:‏<br />

البحث العلمي اجلاد ال بد اأن تواجهه بعض الصعوبات والعقبات،‏ وليس من املناسب<br />

اأن يذكر الباحث ما واجهه من ‏صعوبات وعقبات من الطبيعي اأن يواجهها الباحثون،‏ ولكن<br />

يذكر ما واجهه من ‏صعوبات وعقبات غري متوقعة،‏ اأو زائدة عما توقعة.‏ وليس من االأمانة<br />

العلمية اأن يُضخِّ‏ مَ‏ الباحث العقبات التي واجهته قاصداً‏ التنويه بجهده،‏ وصربه.‏<br />

ويَذكرُ‏ الباحثُ‏ الصعوبات والعقبات التي واجهته يف كتابة البحث لسببني:‏<br />

- ‏-االأول:‏ اإشعار القارئ باجلهد الذي بذله؛ فاإن هذا يكون حمل تقدير.‏<br />

97<br />

- ‏-الثاين:‏ التماس العذر للباحث اإذا ظهر بعض قصور يف بحثه بسبب العقبات التي<br />

واجهته.‏<br />

املطلب الرابع:‏ ملخصُ‏ البحث:‏<br />

ملخصاتُ‏ الأبحاث نوعان:‏<br />

‏•النوع االأول:‏ ملخصُ‏ البحث االأويل،‏ ويكون قبل كتابته،‏ وهو اأشبه باإعطاءِ‏ تصورٍ‏<br />

عامٍ‏ عن االأفكار التي تدور يف ذهن الباحث،‏ وعن منهج البحث وحمتواه،‏ ونتائجه<br />

املتوقعة - اإن اأمكن-‏ . وامللخص االأويل اأشبه مبسودة مللخص البحث النهائي،‏<br />

فهو قابل للتعديل حذفاً‏ واإضافةً‏ حسب ما تقتضيه كتابة البحث،‏ وما يوصل اإىل<br />

نتائج.‏ وليس هذا امللخص الذي اأحتدث عنه هو املطلوب من طالب املاجستري اأو<br />

الدكتوراه.‏<br />

واأكرث ما تُطلب امللخصات االأولية ممن يرغب يف االشرتاك يف موؤمتر علمي،‏ فاإن الهيئة<br />

العلمية للموؤمتر حتدد موعداً‏ مبكراً‏ الستالم ملخصات االأبحاث االأولية،‏ لتقرر مدى ‏صالحية


البحث العلمي - خطته وأصالته ونتائجه<br />

أ.د.‏ حسني مطاوع الترتوري<br />

ما عرضه الباحث من بُنية البحث االأولية للقبول يف املوؤمتر ؟ وتُطلب امللخصات االأولية<br />

اأيضاً‏ ممن يرغب يف احلصول على اإجازةٍ‏ علميةٍ‏ من املوؤسسة التي يتبعها،‏ فيقدم ملخصاً‏<br />

لبيان ما ‏سيقوم فيه،‏ والتزاماً‏ منه الإجناز ذلك العمل يف نهاية املدة التي يحددها.‏<br />

98<br />

‏•النوع الثاين:‏ ملخص البحث الذي يكتبه الباحث بعد االنتهاء من اإعداد البحث كلياً.‏<br />

وهذا امللخص الذي يعني طالب املاجستري اأو الدكتوراه؛ الأنه جزء من الرسالة<br />

يُثبته الباحث يف اأولها.‏ وهذا امللخص هو الذي يُكتب مع االأبحاث العلمية،‏ التي<br />

يرغبُ‏ الباحثون يف نرشها.‏<br />

وكتابةُ‏ ملخصٍ‏ للرسالة اأمر مهم؛ الأنه يعطي القارئ فكرة عن هدف البحث،‏ ومنهجه،‏<br />

وموضوعه،‏ وحمتواه،‏ واأهم نتائجه،‏ فهو يف احلقيقة عرض جلهد الباحث.‏<br />

وميكن للباحث اأن يُعطي قارئ املُلخص ‏صورة عن بحثه،‏ مما يُعطي للمهتمني يف<br />

موضوعه رغبة يف متابعته وقراءته،‏ واحلصول على نتائجه،‏ وبالتايل تتحقق االإفادة مما<br />

فيه.‏<br />

واأستطيع القول اإن ملخصَ‏ البحث مبثابة اإعالن عنه،‏ وتنويه مبحتواه،‏ وباجلهد املثبت<br />

فيه.‏ وال يخفى على اأحد دَورُ‏ االإعالن يف ترويج املعلن عنه واإشهاره.‏<br />

واإذا كان التكرار يف اأفكار البحث،‏ اأو األفاظه غري مقبول،‏ فال يُقبلُ‏ التكرار يف ملخص<br />

البحث من باب اأوىل؛ الأن اأهم ما مييز ملخص البحث:‏ االختصار مع الوفاء باالأفكار<br />

املذكورة فيه املطلوب اإيصالها للقارئ،‏ فهو األفاظ قليلة تدل على املراد.‏ واأشبه ما يكون<br />

ملخص البحث باملجسم الصغري لعمل ‏ضخم كبري،‏ كاملجسمات التي تُعمل لالأسواق<br />

التجارية الكبرية،‏ اأو للمطارات،‏ اأو للمدن النموذجية.‏ فلو اأراد ‏شخص اأن يزور مدينة جامعية<br />

كبرية يَجد لها جمسماً‏ خمترصاً،‏ من خالله يستطيع اأن يتعرف على ما حوته من كليات،‏<br />

وخمتربات،‏ ومراكز اأبحاث،‏ واإدارة،‏ ومكتبة،‏ وسكن الأعضاء هيئة التدريس،‏ وسكن للطالب،‏<br />

ومرافق عامة كاملالعب،‏ واملسبح،‏ واحلدائق،‏ ومواقف السيارات،‏ واملطاعم.‏<br />

واملطلوب اأن يكون ملخص البحث خمترصاً،‏ ما بني مائة وخمسني اإىل مائتي كلمة،‏<br />

مع الوفاء مبا حواه،‏ فال يصح اأن يكون ملخص البحث مقترصاً‏ على بعض االأفكار التي<br />

حواها بدعوى اأنه ملخص ، فاإن هذه من السلبيات التي يجب اأن ال يقع فيها الباحث.‏<br />

وقد ذكر بعض العلماء الفرق بني االختصار واالإيجاز،‏ وبني االختصار واالقتصار،‏ قال<br />

النفراوي:‏ ‏)وَلِبَعْضِ‏ التَّفْرِقَةِ‏ بَنيْ‏ َ االِ‏ خْ‏ تِصَ‏ ارِ‏ وَاالْ‏ إِيجَ‏ ازِ‏ وَهِ‏ يَ‏ اأَنَّ‏ االِ‏ خْ‏ تِصَ‏ ارَ‏ يَكُ‏ ونُ‏ يفِ‏ اللَّفْظِ‏ ،


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

وَاالْ‏ إِيجَ‏ ازَ‏ يَكُ‏ ونُ‏ يفِ‏ املْ‏ ‏َعْنَى,‏ كَ‏ مَا فَرَّقُ‏ وا بَنيْ‏ َ االِ‏ قْتِصَ‏ ارِ‏ وَاالِ‏ خْ‏ تِصَ‏ ارِ‏ بِاأَنَّ‏ االِ‏ قْتِصَ‏ ارَ‏ هُ‏ وَ‏ االْ‏ إِتْيَانُ‏<br />

بِبَعْضِ‏ الشَّ‏ يْ‏ ءِ‏ وَتَرْكُ‏ بَعْضِ‏ هِ‏ وَاالِ‏ خْ‏ تِصَ‏ ارُ‏ جتَ‏ ْ رِيدُ‏ اللَّفْظِ‏ الْيَسِ‏ ريِ‏ مِ‏ نْ‏ الْكَثِريِ‏ مَ‏ عَ‏ بَقَاءِ‏ املْ‏ ‏َعْنَى<br />

االْ‏ أَصْ‏ لِيِّ‏ ) )28( .<br />

املبحث الثالث:‏ األصالة واإلبداع يف البحث:‏<br />

وفيه مطلبان:‏<br />

‏•املطلب االأول:‏ االأصالة واالإبداع.‏<br />

‏•املطلب الثاين:‏ جماالت لالإبداع يف الدراسات الفقهية يف عرصنا.‏<br />

املطلب األول:‏ الأصالة والإبداع:‏<br />

يجب اأن يتصف البحث العلمي باالأصالة واالإبداع،‏ اأو على االأقل باأحدهما.‏ فيكفي<br />

اأن يتوفر يف رسالة املاجستري:‏ االأصالة،‏ يف حني يُشرتط اأن يتوفر يف رسالة الدكتوراه<br />

االأصالة واالإبداع.‏<br />

وملَّا كان البحث وسيلة لتحقيق اأهداف معينة،‏ عرَّفه بعض الباحثني باأنه:‏ ‏)وسيلة<br />

للدراسة ميكن بواسطتها الوصول اإىل حل ملشكلة حمددة عن طريق التقصي الشامل والدقيق<br />

جلميع الشواهد واالأدلة التي ميكن التحقق منها،‏ والتي تتصل بهذه املشكلة املحددة(‏ )29( .<br />

وعرفه اأيضا باأنه:‏ ‏)استقصاء منظم يهدف اإىل اإضافة معارف ميكن توصيلها والتحقق<br />

من ‏صحتها عن طريق االختبار العلمي(‏ )30( . وكما يالحظ فاإن هذين التعريفني مل يشريا<br />

اإىل املنهج الوصفي،‏ واقترص االأول على االإشارة للمنهج االستقرائي والثاين على االإشارة<br />

للمنهجني االستقرائي واالستنباطي.‏ فهذان التعريفان،‏ واأمثالهما على وضوحها اإال اأنها<br />

غري جامعة الأفراد املعرف؛ لعدم ذكرها املنهج الوصفي،‏ وهو املنهج الغالب يف الدراسات<br />

الرشعية واالإنسانية والرتبوية.‏<br />

واأصالة البحث:‏ استقصاء مادته العلمية من مصادرها،‏ وبناوؤها على اأسس ‏صحيحة<br />

قوية،‏ وقواعد ‏سليمة،‏ ومناقشة املخالف باأسلوب علمي.‏ وهذا املعنى يلتقي مع املعنى<br />

اللغوي لالأصالة،‏ جاء يف املعجم الوسيط:‏ ‏)اأصِ‏ لَ‏ الشيء اأصال:‏ استقصى بحثه حتى عرف<br />

اأصله...اأَصُ‏ لَ‏ اأصالة:‏ ثبت وقوي(‏ )31( ، وقال الفيومي:‏ ‏)اأَصْ‏ لُ‏ الشَّ‏ يْ‏ ءِ:‏ اأَسْ‏ فَلُهُ،‏ وَاأَسَ‏ اسُ‏ احلْ‏ ‏َائِطِ‏ :<br />

ْ تَاأصَ‏ لَ‏ الشَّ‏ يْ‏ ءَ:‏ ثَبَتَ‏ اأَصْ‏ لُهُ‏ وَقَوِيَ‏ ‏...وَاأَصَّ‏ لْته ْ تَاأصِ‏ يالً‏ جَ‏ عَلْت لَهُ‏ اأَصْ‏ الً‏ ثَابِتًا يُبْنَى<br />

اأَصْ‏ لُهُ.‏ وَاسْ‏<br />

99<br />

عَ‏ لَيْ‏ هِ‏ ) )32( .


البحث العلمي - خطته وأصالته ونتائجه<br />

أ.د.‏ حسني مطاوع الترتوري<br />

واالإبداع يف البحث العلمي:‏ متيزه وشموله على اإضافة علمية جديدة،‏ وهذا املعنى<br />

ماأخوذ من املعنى اللغوي،‏ قال الفيومي:‏ ‏)اأَبْدَعَ‏ اهللَّ‏ ُ تَعَاىلَ‏ اخلْ‏ ‏َلْقَ‏ اإبْدَاعً‏ ا خَ‏ لَقَهُ‏ مْ‏ الَ‏ عَ‏ لَى مِ‏ ثَالٍ‏ .<br />

وَاأَبْدَعْ‏ ت الشَّ‏ يْ‏ ءَ‏ وَابْتَدَعْ‏ ته:‏ اسْ‏ تَخْ‏ رَجْ‏ ته وَاأَحْ‏ دَثْته،...وَفُ‏ الَ‏ نٌ‏ بِدْعٌ‏ يفِ‏ هَ‏ ذَا االَْ‏ أ مْ‏ رِ:‏ اأَيْ‏ هُ‏ وَ‏ اأ ‏َوَّلُ‏ مَ‏ نْ‏<br />

فَ‏ عَ‏ لَهُ‏ ) )33( ، وجاء يف املعجم الوسيط:‏ ‏))بَدُعَ‏ ) بُداعة وبُدوعا:‏ ‏صار غاية يف ‏صفته...ويقال<br />

هذا من البدائع:‏ مما بلغ الغاية يف بابه(‏ )34( .<br />

وقد يُعرتض فيُقال:‏ االأصالة يف البحوث الفقهية ميكن حتقيقها؛ الأن احلكم الفقهي<br />

الصحيح يصدر بعد استقصاء االأدلة اجلزئية ذات الصلة،‏ ويُبنى على دليله اجلزئي الذي يُعدُّ‏<br />

اأصال له،‏ وهذا معنى االأصالة.‏ لكن كيف ميكن اتصاف البحوث الفقهية باالإبداع باأَنْ‏ تتحقق<br />

االإضافةُ‏ العلمية اجلديدة فيها،‏ وقد بلغ هذا العلمُ‏ غايَتَهُ،‏ كما قال عالء الدين احلصكفي:‏<br />

‏)الْعُلُومُ‏ ثَالَ‏ ثَةٌ‏ : عِ‏ لْمٌ‏ نَضِ‏ جَ‏ وَمَ‏ ا احْ‏ رتَ‏ ‏َقَ‏ , وَهُ‏ وَ‏ عِ‏ لْمُ‏ النَّحْ‏ وِ‏ وَاالْ‏ أُصُ‏ ولِ‏ . وَعِ‏ لْمٌ‏ الَ‏ نَضِ‏ جَ‏ وَالَ‏ احْ‏ رتَ‏ ‏َقَ‏ ,<br />

وَهُ‏ وَ‏ عِ‏ لْمُ‏ الْبَيَانِ‏ وَالتَّفْسِ‏ ريِ‏ . وَعِ‏ لْمٌ‏ نَضِ‏ جَ‏ وَاحْ‏ رتَ‏ ‏َقَ‏ , وَهُ‏ وَ‏ عِ‏ لْمُ‏ احلْ‏ ‏َدِيثِ‏ وَالْفِقْهِ(‏ )35( . ومعنى نُضْ‏ جُ‏<br />

العِ‏ لمِ:‏ ‏)تَقَرُّرُ‏ قَوَاعِ‏ دِهِ‏ وَتَفْرِيعُ‏ فُ‏ رُوعِ‏ هَ‏ ا وَتَوْضِ‏ يحُ‏ مَ‏ ‏سَ‏ ائِلِهِ(‏ )36( . فقول عالء الدين احلصكفي<br />

يقتضي اأنه ال جمال لالإبداع يف الفقه.‏ ومعنى احرتاقه:‏ ‏)بُلُوغُ‏ هُ‏ النِّهَ‏ ايَةَ‏ يفِ‏ ذَلِكَ‏ ) )37( ، ‏)بَلْ‏ قَدْ‏<br />

تَكَلَّمَ‏ الْفُقَهَ‏ اءُ‏ عَ‏ لَى اأُمُ‏ ورٍ‏ الَ‏ تَقَعُ‏ اأَصْ‏ الً‏ اأَوْ‏ تَقَعُ‏ نَادِرًا(‏ )38( .<br />

والرد على هذا العرتاض من ثلثة وجوه:‏<br />

‏•الوجه الأول:‏ عبارات الفقهاء القُدامى تنص على اأَنَّ‏ جمال االإبداع يف الفقه مازال<br />

قائماً،‏ فرتاهم يف مقدمة موؤلفاتهم الفقهية،‏ اأو يف خامتتها،‏ يذكرون عبارة ‏)كَ‏ مْ‏<br />

تَرَكَ‏ االْ‏ أَوَّلُ‏ لِالْ‏ آخِ‏ رِ(،‏ ومعناها كما قال البجريمي يف حاشيته على حتفة املحتاج<br />

املسماة حتفة احلبيب:‏ ‏)وَكَ‏ مْ‏ « ... خَ‏ ربَ‏ ‏ِيَّةٌ‏ لِلتَّكْثِريِ‏ ... املْ‏ ‏َعْنَى اأَنَّ‏ االْ‏ أَوَائِلَ‏ ملَ‏ ْ تُدْرِكْ‏<br />

اأَشْ‏ يَاءَ‏ كَ‏ ثِريَةً‏ ظَ‏ فِرَ‏ بِبَعْضِ‏ هَ‏ ا املْ‏ ‏ُتَاأ ‏َخِّ‏ رُونَ‏ ) )39( . وهذا ترصيح منهم على اأن علم الفقه<br />

مل يبلغ نهايته،‏ وقد ذكر عبارة ‏)كَ‏ مْ‏ تَرَكَ‏ االْ‏ أَوَّلُ‏ لِالْ‏ آخِ‏ رِ(،‏ الرملي يف مقدمة نهاية<br />

املحتاج )40( ، والرشبيني يف مقدمة مغني املحتاج )41( ، ومرعي بن يوسف يف مقدمة<br />

غاية املنتهى )42( ، وابن عابدين يف العقود الدرية يف تنقيح الفتاوى احلامدية )43( .<br />

ومل يقترص ذكر عبارة:‏ ‏)كَ‏ مْ‏ تَرَكَ‏ االْ‏ أَوَّلُ‏ لِالْ‏ آخِ‏ رِ(‏ على الفقهاء،‏ بل ذكرها العطار يف<br />

حاشيته على ‏رشح اجلالل املحلي على جمع اجلوامع )44( ، وذكر معناها ابن مالك،‏<br />

فقال:‏ ‏)وَاإِذَا كَ‏ انَتْ‏ الْعُلُومُ‏ مِ‏ نَحً‏ ا اإلَهِ‏ يَّةً‏ , وَمَ‏ وَاهِ‏ بَ‏ اخْ‏ تِصَ‏ اصِ‏ يَّةً‏ فَغَريْ‏ ُ مُ‏ ‏سْ‏ تَبْعَدٍ‏ اأ ‏َنْ‏ يُدَّخَ‏ رَ‏<br />

لِبَعْضِ‏ املْ‏ ‏ُتَاأَخِّ‏ رِينَ‏ , مَ‏ ا عَ‏ ‏رشِ‏ َ عَ‏ لَى كَ‏ ثِريٍ‏ مِ‏ نْ‏ املْ‏ ‏ُتَقَدِّمِ‏ نيَ(‏ )45( .<br />

100


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

وال يعني تَرْكُ‏ املتقدمني للمتاأخرين جماالً‏ لالإبداع اأن املتقدمني مل يوفوا االأمر حقه،‏<br />

بل معناه اأنهم اجتهدوا فبذلوا وسعهم يف وقتهم،‏ وبذَل املتاأخرون وسعهم يف وقتهم،‏ فيرس<br />

اهلل عز وجل لهم من املعارف وفتح عليهم فتوحات جديدة )46( .<br />

‏•الوجه الثاين:‏ هناك مسائل - غري قليلة-‏ ثبت حكمها بالدليل الرشعي،‏ تستلزم<br />

اإعادة النظر فيها لتحقيق مناطها،‏ كاملسائل التي بُني حكمها على عُ‏ رْفٍ‏ تغريَّ‏ اأو<br />

على مصلحة تغريَّ‏ ت اأو على ‏رضورة اأو علة زالت،‏ اأو العكس،‏ اأو حتتاج اإىل حتقيق<br />

مناط خاص،‏ وكل هذه املسائل حتتاج اإىل نظرة عميقة فاحصة من املجتهد،‏<br />

لذلك جند االإمام الشاطبي يَعُدُّ‏ من اأقسام االجتهاد ما ال ينقطع حتى ينقطع اأصل<br />

التكليف،‏ وهو:‏ االجتهاد املتعلق بتحقيق املناط،‏ وهو:‏ اأن يثبت احلكم مبُدركه<br />

الرشعي - اأي بدليله-‏ ، ولكن يبقى النظر يف تعيني حمله )47( . فلو قال قائل ال<br />

اأحد يخالف اأن مصارف الزكاة ثمانية،‏ وهي املذكورة يف قول اهلل عز وجل:‏ }<br />

اإمنا الصدقات للفقراءِ‏ واملساكنيِ‏ والعاملنيَ‏ عليها واملوؤلفةِ‏ قلوبهم ويف الرقابِ‏<br />

والغارمنيَ‏ ويف ‏سبيل اهلل وابن السبيل فريضة من اهللِ‏ واهللُ‏ عليمٌ‏ حكيمٌ}‏ )48( ،<br />

فما جمال االجتهاد يف هذه املساألة.‏ فاجلواب:‏ يبقى باب االجتهاد واسعاً‏ فيها،‏<br />

فيبقى النظر يف حتقيق مناط كل مساألة يُساأل عنها الفقيه مما يَستدِل له باالآية.‏<br />

فال اأحد يخالف اأن الفقري من مصارف الزكاة،‏ لكن حصل خالف بني الفقهاء<br />

يف حتديد ‏ضابط الفقر.‏ وترتب على هذا اخلالف االختالف يف احلكم على من<br />

يُساأل عنه الفقيه،‏ هل يُعطى من اأموال الزكاة اأم ال ؟ اأي هل يَتصف املسوؤول عنه<br />

بالفقر فيكون من مصارف الزكاة،‏ اأم اأنه غني ال يُعطى من الزكاة ؟ كما اأن مسمى<br />

الفقر يختلف باختالف االأزمان واالأماكن،‏ فمن يسمى فقرياً‏ يف البالد الغنية قد<br />

ال يسمى فقرياً‏ يف البالد الفقرية،‏ وهكذا يف مسائل كثرية.‏ لذا عدَّ‏ الشاطبي هذا<br />

االجتهاد باأنه ال ينقطع حتى ينقطع اأصل التكليف،‏ وذلك عند قيام الساعة.‏<br />

وقد ظهرت كثري من االإبداعات االجتهادية عند الصحابة واالأئمة االأربعة من بعدهم<br />

من خالل مراعاتهم الواقع يف اجتهادهم،‏ فقد جمع اأبو بكر رضي اهلل عنه القراآن يف عهده،‏<br />

وجمعه عثمان رضي اهلل عنه،‏ واأمر عمر رضي اهلل عنه بقتل اجلماعة بالواحد،‏ وذهب عمر<br />

ووافقه الصحابة رضي اهلل عنهم،‏ ووافقهم االأئمة االأربعة على اأن طالق الثالث بفم واحد<br />

ثالثا بعد اأن كان يف زمن الرسول ‏صلى اهلل عليه وسلم ويف زمن اأبي بكر وسنتني من<br />

خالفته واحدة،‏ وجمع عمر رضي اهلل عنه الصحابة على اإمام واحد يف ‏صالة الرتاويح مع<br />

101


البحث العلمي - خطته وأصالته ونتائجه<br />

أ.د.‏ حسني مطاوع الترتوري<br />

اأن الرسول ‏صلى اهلل عليه وسلم مل يصلها بالصحابة جماعة،‏ واأمر عثمان رضي اهلل عنه<br />

بالتقاط ‏ضالة االإبل مع اأن الرسول ‏صلى اهلل عليه وسلم مل ياأمر بذلك،‏ واجتهادات كثرية<br />

من هذا الباب.‏<br />

‏•الوجه الثالث:‏ استجدت مسائلُ‏ كثريةٌ‏ يف عرصنا هذا مل تُعرض للفقهاء قدمياً‏<br />

فكان ال بد من اجتهادات املتاأخرين واإبداعاتهم لالإجابة عليها،‏ ببيان وجه<br />

مرشوعيتها،‏ اأو عدمه.‏<br />

املطلب الثاني:‏ جمالت الإبداع يف الدراسات الفقهية يف عرصنا:‏<br />

تظهر جمالت الإبداع يف الدراسات الفقهية يف عرصنا،‏ يف اجلوانب التالية:‏<br />

‏.‏‎1‎دراسة 1 املسائل الفقهية املستجدة يف هذا العرص لبيان حكمها الرشعي.‏ فقد<br />

استجدت مسائل فقهية يف جماالت متعددة اقتصادية،‏ وطبية،‏ وسياسية،‏<br />

واجتماعية،‏ وجب على العلماء دراستها لبيان حكمها الرشعي.‏<br />

‏.‏‎2‎دراسة 2 النظريات واالأفكار الرتبوية والفلسفية،‏ وبيان اأحكام كل نظرية اأو فكرة<br />

ملعرفة مدى موافقتها لالإسالم لالستفادة منها،‏ اأو مدى خمالفتها لالإسالم<br />

لتجنبها.‏<br />

‏.‏‎3‎دراسة 3 املسائل الفقهية املختلف فيها بني العلماء دراسة علمية موضوعية<br />

منهجية بعيدة عن التعصب ملعرفة الراأي الراجح والعمل به وبيانه للناس.‏<br />

‏.‏‎4‎دراسة 4 الفقه االإسالمي مقابالً‏ بالقانون الوضعي،‏ وبيان عظمة االإسالم<br />

الترشيعية.‏<br />

‏.‏‎5‎االستفادة 5 من فكرة تقنني القانون الوضعي،‏ وتقنني اأحكام الفقه االإسالمي<br />

وعرضها وفق مواد قانونية؛ ليسهل تطبيقها والرجوع اإليها،‏ ولتحقيق العدل<br />

واملساواة يف التطبيق.‏<br />

‏.‏‎6‎عرض 6 الفقه وفق نظريات،‏ وجمع االأحكام الفقهية املتناثرة يف نظرية ليسهل<br />

الرجوع اإليها.‏<br />

.7 7 عرض الفقه وفق احلروف الهجائية،‏ برصف النظر عن موضوعه،‏ وهذا ما يسمى<br />

بالعرض املوسوعي للفقه،‏ كما يف املوسوعة الفقهية الصادرة عن وزارة االأوقاف<br />

الكويتية.‏<br />

102


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

‏.‏‎8‎عرض 8 االأحكام الفقهية على مواقع متخصصة على االإنرتنت،‏ كموقع جامع الفقه<br />

االإسالمي لرشكة حرف لتقنية املعلومات،‏ وموقع الوراق،‏ واملكتبة الشاملة على<br />

موقع املشكاة.‏<br />

‎9‎عرض . 9 االأحكام الفقهية على اأقراص مدجمة )CD-ROM( ، كجامع الفقه االإسالمي،‏<br />

الصادر عن ‏رشكة حرف لتقنية املعلومات.‏<br />

املبحث الرابع:‏ مناقشة املخالف بأسلوب علمي )49( :<br />

اأهم ما مييز الباحث عموماً،‏ والباحث املسلم خصوصاً،‏ اأنه ماأمور بحسن عرض ما<br />

عنده،‏ ومناقشة املخالفني بالتي هي اأحسن.‏<br />

وحتى تتحقق الأصالة يف البحث يجب مناقشة اأفكار املخالفني باأسلوب علمي<br />

وفق القواعد التالية )50( :<br />

‏•القاعدة الأوىل:‏ اأن يكون هدف الباحث الوصول اإىل احلقيقة،‏ ويقتضي ذلك اأن ال<br />

يتعصب ملذهبه،‏ واأن يعتمد ما رجحه الدليل برصف النظر عن قائله.‏ وقد اأرشدنا<br />

القراآن الكرمي اإىل ذلك ملا خاطب الرسول ‏صلى اهلل عليه وسلم،‏ واأمته اأن يقولوا<br />

للمرشكني يف مناظرتهم لهم يف اأعظم قضية اإسالمية،‏ وهي توحيد اهلل عز وجل<br />

وعدم االإرشاك به:‏ ‏{قل من يرزقكم من السماوات واالأرض قل اهلل واإنا اأو اإياكم<br />

لعلى هدى اأو يف ‏ضالل مبني}‏ )51( ، ‏)ويف هذا غاية التخلي عن التعصب الأمر ‏سابق،‏<br />

وكمال اإعالن الرغبة بنشدان احلقيقة اأنى كانت.‏ وملا كان موضوع املناظرة الذي<br />

وردت هذه االآية يف ‏صدده توحيدَ‏ اخلالق اأو االإرشاك به،‏ وهما اأمران على طريف<br />

نقيض،‏ ال لقاء بينهما بحال من االأحوال،‏ وهما يدوران حول اأصل عظيم من اأصول<br />

العقيدة الدينية،‏ كان من االأمور البدهية اأن الهداية يف اأحدهما اإذ هو احلق،‏ واأن<br />

الضالل املبني يف االآخر اإذ هو الباطل،‏ ومن اأجل ذلك كانت عبارة اإعالن التخلي<br />

عن التعصب الأمر ‏سابق،‏ تتضمن االعرتاف بهذه احلقيقة(‏ )52( .<br />

وقد اأصبح من موروثنا العلمي والثقايف القول ‏»راأيي ‏صواب يحتمل اخلطاأ،‏ وراأي<br />

غريي خطاأ يحتمل الصواب«‏ )53( .<br />

‏•القاعدة الثانية:‏ اأن يتقيد الباحث بالعبارات املهذبة يف عرض الراأي املخالف<br />

ومناقشته،‏ واأن يتجنب الطعن،‏ اأو التجريح،‏ اأو االستهزاء،‏ اأو السخرية،‏ من الراأي<br />

املخالف اأو حتقريه.‏ وقد اأمرنا االإسالم بذلك واأرشدنا اإليه،‏ قال اهلل عز وجل:‏<br />

‏{ادع اإىل ‏سبيل ربك باحلكمة واملوعظة احلسنة وجادلهم بالَّتي هي اأحسن}‏ )54( ،<br />

103


البحث العلمي - خطته وأصالته ونتائجه<br />

أ.د.‏ حسني مطاوع الترتوري<br />

وقال اهلل عز وجل:‏ ‏{وال جتادلوا اأهل الكتاب اإال بالَّتي هي اأحسن}‏ )55( ، وبنيَّ‏<br />

الرسول ‏صلى اهلل عليه وسلم اأن املسلم ال يتصف بتلك الصفات القبيحة يف كل<br />

اأمور حياته مبا فيها التعامل مع املخالف وعرض راأيه ومناقشته فقال:‏ ‏)لَيْسَ‏<br />

املْ‏ ‏ُوؤْمِ‏ نُ‏ بِالطَّ‏ عَّانِ‏ وَالَ‏ اللَّعَّانِ‏ وَالَ‏ الْفَاحِ‏ ‏شِ‏ وَالَ‏ الْبَذِيءِ(‏ )56( .<br />

‏•القاعدة الثالثة:‏ التزام الباحث بتقدمي االأدلة املثبتة اأو املرجحة ملا يدعيه.‏<br />

والتزامه باإثبات ‏صحة النقل عن االآخرين فيما ينقل،‏ وقد تقرر عند اأهل العلم<br />

قولهم : ‏»اإذا كنت ناقال فالصحة،‏ واإذا كنت مدعيا فالدليل«.‏<br />

ويشهد لهذه القاعدة عموم االأدلة التي تاأمر مبجادلة املخالفني بالتي هي اأحسن.‏<br />

‏•القاعدة الرابعة:‏ اأن ال يكون الباحث ملتزماً‏ يف اأمر من اأموره بضد الدعوى التي<br />

يحاول اإثباتها،‏ فال يدعي دعوى ويعتقد ‏ضدها،‏ الأن الضدين ال يجتمعان،‏ وكل<br />

من يدعي دعوى ويكون معتقدا ‏ضدها،‏ تسقط دعواه.‏ ومن اأمثلة ذلك استدالل<br />

بعض من اأنكر رسالة حممد ‏صلى اهلل عليه وسلم باأنه برش،‏ وزعمهم اأن االصطفاء<br />

بالرسالة ال يكون اإال ملِ‏ ‏َلِكٍ‏ اأو مَ‏ لَك،‏ اأو اأن يكون مع الرسول من البرش ملَكٌ‏ يُرى،‏<br />

وقد ذكر ربنا عز وجل دعواهم يف قوله:‏ ‏{وقالوا مالِ‏ هذا الرسول ياأكل الطعام<br />

وميشي يف االأسواق لوال اأُنزل اإليه ملك فيكون معه نذيراً}‏ )57( .<br />

‏•القاعدة اخلامسة:‏ اأن ال ينقض بعض كالم الباحث بعضه االآخر.‏ ومثال ذلك<br />

قول الكافرين حينما كانوا يروا االآيات الباهرات تنزل على رسول اهلل ‏{سحر<br />

مستمر}،‏ كما حكى اهلل عز وجل عنهم ذلك يف قوله:‏ ‏{واإن يروا اآية يُعرضوا<br />

ويقولوا ‏سحر مستمر}‏ )58( . فكالم الكفار ينقض بعضه بعضاً؛ الأنهم ادعوا اأن<br />

معجزة انشقاق القمر ‏سحر،‏ ووصفهم لهذا السحر اأنه مستمر،‏ يناقض ادعاءهم<br />

باأن معجزة انشقاق القمر ‏سحر ؛ الأن من ‏ساأن االأمور املستمرة اأن ال تكون ‏سحراً،‏<br />

وال يُتصور اأن يكون الشيء الواحد ‏سحراً‏ ومستمراً‏ يف اآن واحد.‏<br />

‏•القاعدة السادسة:‏ اأن ال يكون دليل الباحث على دعواه ترديداً‏ الأصل الدعوى<br />

مقرتناً‏ برباعة يف التالعب باالألفاظ.‏<br />

‏•القاعدة السابعة:‏ اأن ال يلجاأ الباحث اإىل الطعن يف اأدلة املخالف من غري حجة،‏<br />

كما قال اهلل عز وجل حكاية عن املرشكني ملا اأعجزهم القراآن:‏ ‏{وقال الذين<br />

كفروا ال تسمعوا لهذا القراآن والغوا فيه لعلكم تغلبون}‏ )59( .<br />

104


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

‏•القاعدة الثامنة:‏ التسليم بالقضايا املسلَّمة واملتفق عليها،‏ وعدم املكابرة<br />

واالإرصار على اإنكارها،‏ فاإن طالب احلق ال يكابر يف اإنكار الثوابت،‏ واإن مل يُقِم<br />

مدعيها اأدلة على ‏صدق دعواه؛ الأن اإقامة االأدلة على املسلمات والثوابت اإضاعة<br />

الوقت،‏ وقدمياً‏ قال الشاعر:‏ وليس يصح يف االإفهام ‏شيء...‏ اإذا احتاج النهار اإىل<br />

دليل.‏<br />

‏•القاعدة التاسعة:‏ قَبول النتائج التي يُتَوصل اإليها باالأدلة الصحيحة،‏ ‏سواء<br />

كانت اأدلة قطعية،‏ اأو تفيد ظناً‏ غالباً.‏ وعدم رد النتائج التي توصل اإليها غريه اإن<br />

كانت مبنية على ظن غالب بدعوى اأنها نتائج غري قطعية.‏ وكثرياً‏ ما اأكنت اسمع<br />

اأنصاف املتعلمني يتناقشون مع غريهم يف مساألة فقهية،‏ فاإذا اأراد التهرب من<br />

خمالفه قال له اأريد دليالً‏ قطعياً‏ الإثبات ما تقول،‏ مع اأن الدليل الذي يُثبت ظناً‏<br />

غالباً‏ يكفي الإثبات املدعى يف تلك املساألة.‏<br />

املبحث اخلامس:‏ نتائج البحث وتوصياته:‏<br />

يقع بعض الباحثني يف قصور اأو اأخطاء،‏ تقلل من قيمة نتائج بحثهم.‏ وملا كانت<br />

نتائج البحث ثمرته املرجوة منه،‏ فاإن اأي خلل فيها يجعل جهد الباحث ‏ضائعاً‏ كاأن مل<br />

يكن،‏ وتُوقع من ياأتي بعده من الباحثني ممن بنوا اأبحاثهم على نتائج بحثه يف اأخطاء،‏<br />

فيوؤدي اخلطاأ يف نتائج اأي بحث اإىل اأخطاء متكررة يف مسرية البحث العلمي.‏ وتتفاوت هذه<br />

االأخطاء بحسب جسامة التقصري اأو اخلطاأ يف النتائج التي يعتمد عليها الباحثون ومدى<br />

ثقتهم بنتائج من ‏سبقهم.‏<br />

واالأصل اأن ال يبداأ الباحث من نقطة الصفر،‏ واأن يستفيد من جهود من ‏سبقه،‏ ويكفيه<br />

الختبار نتائجهم بعرضها على الثوابت واملسلمات،‏ للتاأكد من ‏صحتها.‏<br />

واملراد بنتيجة البحث:‏ ثمرته،‏ وهي احلقائق اأو املعارف التي توصَّ‏ ل الباحث اإليها،‏<br />

بعد عرض االآراء واالأدلة،‏ ومناقشتها،‏ ودراستها مبوضوعية.‏<br />

وال بد الأي بحث جاد اأن يوصل اإىل نتائج،‏ والبحث الذي ال يوصل اإىل اأية نتيجة يكون<br />

جهداً‏ ‏ضائعاً.‏ وقد يكون ‏سبب ذلك اأخطاء وقع فيها الباحث،‏ كتقصري يف اختيار موضوع<br />

بحثه،‏ اأو يف منهجه،‏ اأو يف وسائل البحث واإجراءاته.‏<br />

105


البحث العلمي - خطته وأصالته ونتائجه<br />

أ.د.‏ حسني مطاوع الترتوري<br />

واإذا اتبع الباحث منهجاً‏ علمياً‏ مناسباً‏ لبحثه،‏ وخطوات ‏سليمة فاإنه ‏سيصل اإىل نتائج<br />

‏صحيحة.‏ وعدم ‏صحة النتائج اأو عدم وضوحها،‏ اأو عدم نضجها،‏ يرجع اإىل اأسباب متعددة،‏<br />

ميكن للباحث اإذا تنبه لها اأن يتجنب الوقوع فيها.‏<br />

واأول ما يُطلب من الباحث اأن يحدد موضوع ‏)مشكلة(‏ بحثه،‏ ثم املنهج العلمي الذي<br />

يناسب هذا البحث،‏ ثم يجمع املادة العلمية للبحث من غري تقصري،‏ فريجع ملا يحتاج اإليه،‏<br />

حتى لو كان خمطوطاً،‏ اأو جتارب علمية،‏ اأو مقابالت واستطالعات،‏ ثم يدرس املادة العلمية<br />

التي بني يديه،‏ ويحللها،‏ ويستدل لالآراء مبوضوعية،‏ ثم يخلص اإىل النتائج.‏<br />

ويرجع ‏سبب عدم ‏صحة النتائج اأو عدم وضوحها،‏ اأو عدم نضجها اإىل النقاط<br />

التالية:‏<br />

‏.‏‎1‎‏ضعف 1 الباحث العلمي،‏ فاالأصل اأن ال يسلك طريق الدراسات العليا التي ال بد<br />

فيها من االأبحاث العلمية اإال الطلبة املتميزون؛ الأن ‏ضعف الباحث ينعكس على<br />

بحثه عموماً‏ ونتائجه خصوصاً،‏ وال يستطيع الباحث الضعيف التوصل اإىل نتائج<br />

‏صحيحة.‏<br />

‏.‏‎2‎عدم 2 موضوعية الباحث وتعصبه،‏ بحيث تكون يف ذهنه نتائج مسبقة يسعى<br />

الإثباتها،‏ ويف هذه احلالة جند الباحث يتحمس لراأي معني قبل بحثه اأو استكمال<br />

بحثه،‏ فيستدل باآيات اأو اأحاديث ‏ضعيفة الداللة،‏ اأو باأحاديث ‏ضعيفة،‏ اأو يتجاهل<br />

االأدلة القوية التي توؤيد الراأي االآخر.‏<br />

‏.‏‎3‎استعمال 3 العبارات العاطفية واملرنة يف ‏صياغة وعرض نتائج البحث جتعلها غري<br />

واضحة،‏ فنتائج البحث يجب اأن تكون نقاطاً‏ واضحة حمددة اأدى البحث اجلاد<br />

اإليها.‏<br />

.4 4 عدم فهم الباحث للمراد بنتائج البحث!‏ فاالأصل اأن يكتب الباحث نتائج حقيقية<br />

توصل اإليها من خالل بحثه.‏ فال يكتب مسلمات ونتائج ال يخالف فيها اأحد اإذا مل<br />

يكن بحثه قد اأوصله اإليها.‏ وال يكتب نتائج لقضايا تعرَّض لها اأثناء بحثه لكنه مل<br />

يبحثها بحثاً‏ علمياً.‏ وال يجعل نتائج البحث خالصة وملخصاً‏ لبحثه.‏ فالنتيجة ال<br />

تُعد نتيجة علمية اإال اإذا توصل اإليها الباحث بعد عرض االآراء واالأدلة ومناقشتها<br />

ودراستها مبوضوعية.‏<br />

106


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

‏.‏‎5‎العجلة 5 يف البحث،‏ وعدم استقصاء االأدلة،‏ اأو عدم فهم داللتها،‏ اأو عدم الوقوف<br />

على ‏صحة االأحاديث واالآثار التي استدل بها.‏ وهذه العجلة توؤدي اإىل خطاأ يف عزو<br />

االآراء الأصحابها،‏ اأو خطاأ يف فهم مذهب عامل من العلماء.‏ فاأحيانا يكون العامل<br />

متوقفاً،‏ اأو ال يُرصح مبذهبه يف املساألة،‏ ويُحتاج ملعرفة راأيه اإىل تاأمل فيما<br />

كتب؛ الأن النظرة االأوىل الرسيعة يف كالمه قد توحي بخالف مذهبه احلقيقي.‏<br />

‏.‏‎6‎عدم 6 تفريق الباحث بني النتائج والتوصيات،‏ فيجعل التوصيات اأو بعضها ‏ضمن<br />

النتائج،‏ وفرق بينها؛ فالنتيجة كل ما توصل له الباحث بعد دراسة وعرض اأدلة<br />

ومناقشة وترجيح.‏ اأما التوصيات فلها ‏صور:‏<br />

‏•الأوىل:‏<br />

اأن تكون التوصية مبنية على اإحدى نتائج البحث،‏ وحمققة لثمرته املرجوة<br />

منه،‏ وتقود اإىل استثمار عملي تطبيقي للنتيجة.‏<br />

‏•الثانية:‏<br />

اأن تكون التوصية تتعلق مبساألة ذات ‏صلة بالبحث،‏ راأى الباحث اأنها<br />

مهمة،‏ وبحاجة اإىل دراسة وحتقيق،‏ لكنه مل يدرسها؛ الأنها خارجة عن موضوع<br />

بحثه،‏ اأو الأن ‏صلتها به ‏ضعيفة.‏<br />

الثالثة:‏ • اأن تتعلق التوصية مبساألة قَرشُ‏ البحث عن الوصول اإليها لعدم توفر<br />

بعض البيانات اأو لعدم وجود االأدوات الالزمة،‏ فيوصي الباحث اإعادة دراسة<br />

املساألة يف حال ظهور بيانات جديدة تُعني على الوصول للنتائج املرجوة.‏<br />

107


البحث العلمي - خطته وأصالته ونتائجه<br />

أ.د.‏ حسني مطاوع الترتوري<br />

اخلامتة:‏ يف نتائج البحث:‏<br />

‏.‏‎1‎البحث 1 العلمي:‏ دراسة تتسم بالدقة ملوضوع،‏ وفق مناهج معتربة،‏ غايتها حتقيق<br />

اأهداف حددها الباحث.‏<br />

‏.‏‎2‎تشتمل 2 خطة البحث ابتداءً‏ العنارص االأساسية التالية:‏ عنوان البحث،‏ وموضوعه،‏<br />

وحدوده،‏ واأهدافه واأسئلته،‏ واأهميته،‏ واأسباب اختياره،‏ واأدواته،‏ ومصطلحاته،‏<br />

والدراسات السابقة،‏ ومنهج البحث واإجراءاته ‏)خطواته(.‏<br />

‏.‏‎3‎يضاف 3 للخطة بعد انتهاء البحث:‏ االإهداء،‏ والشكر والتقدير،‏ والعقبات التي واجهت<br />

الباحث،‏ وملخص البحث.‏<br />

‏.‏‎4‎االأصالة 4 واالإبداع ‏صفتان للبحث اجلاد،‏ واأقل ما يُقبل يف البحث اتصافه<br />

باالأصالة.‏<br />

‏.‏‎5‎اأصالة 5 البحث:‏ استقصاء مادته العلمية من مصادرها،‏ وبناوؤها على اأسس<br />

‏صحيحة قوية،‏ وقواعد ‏سليمة،‏ ومناقشة املخالف باأسلوب علمي.‏<br />

‏.‏‎6‎االإبداع 6 يف البحث العلمي:‏ متيزه واشتماله على اإضافة علمية جديدة.‏<br />

.7 7 نتيجة البحث:‏ ثمرته،‏ وهي احلقائق اأو املعارف التي توصَّ‏ ل الباحث اإليها،‏ بعد<br />

عرض االآراء واالأدلة،‏ ومناقشتها،‏ ودراستها مبوضوعية.‏<br />

108


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

اهلوامش:‏<br />

109<br />

‎1‎‏سورة . 1 العنكبوت،‏ اآية . 48<br />

‎2‎معجم . 2 تهذيب اللغة لالأزهري . 278/1<br />

‎3‎اأصول . 3 البحث العلمي ومناهجه الأحمد بدر ‏ص . 20<br />

‎4‎اأصول . 4 البحث العلمي ومناهجه الأحمد بدر ‏ص . 20<br />

‏.‏‎5‎منهج 5 البحث يف الفقه االإسالمي خصائصه ونقائصه لعبد الوهاب ‏)اأبو ‏سليمان(‏ ‏ص<br />

.216<br />

‎6‎املصباح . 6 املنري للفيومي ‏ص ، 434 وانظر:‏ العنوان الصحيح للكتاب للرشيف حامت<br />

العوين،‏ ‏ص‎17-15‎‏.‏<br />

‏.‏‎7‎فاملطلع 7 هو:‏ العنوان.‏ واملقطع هو:‏ اآخر البحث اأي:‏ خامتته.‏ قال الفيومي يف املصباح<br />

املنري ‏ص 509: ‏)وَمُ‏ نْقَطَ‏ عُ‏ الشَّ‏ يْ‏ ءِ‏ بِصِ‏ يغَةِ‏ الْبِنَاءِ‏ لِلْمَفْعُولِ‏ حَ‏ يْثُ‏ يَنْتَهِ‏ ي اإلَيْهِ‏ طَ‏ رَفُ‏ هُ(،‏ وجاء<br />

يف املعجم الوسيط ‏ص‎746‎‏:‏ ‏)املقطع من كل ‏شيء اآخره حيث ينقطع وينتهي(.‏<br />

‎8‎غمز . 8 عيون البصائر الأحمد احلموي . 180/2<br />

‏.‏‎9‎ال 9 فرق بني اسم الكتاب وبني عنوانه ‏-غالباً-؛ الأن العنوان هو الكالم الذي يُكتب<br />

على واجهة الكتاب يدل على مضمونه ويُظهر حمتواه،‏ واأغلب املوؤلفني يضعون اأسماء<br />

موؤلفاتهم على اأبرز مكان يف الكتاب،‏ وهو غالفه،‏ فيكون ما وضعه املوؤلف على غالف<br />

كتابه هو عنوان الكتاب،‏ وهو اسمه اأيضاً.‏ انظر:‏ العنوان الصحيح للكتاب للرشيف حامت<br />

العوين ‏ص 17.<br />

‎1010‎حتقيق اسمي الصحيحني،‏ واسم جامع الرتمذي،‏ عبد الفتاح اأبو غدة،‏ ‏ص 32-9 ،<br />

العنوان الصحيح للكتاب للرشيف حامت العوين ‏ص 50. واسم جامع الرتمذي كما حققه<br />

الشيخ اأبو غده ‏ص 79: 55، ‏“اجلامع املخترص من السنن عن رسول اهلل r ومعرفة<br />

الصحيح واملعلول وما عليه العمل”.‏<br />

111 العنوان الصحيح للكتاب للرشيف حامت العوين ‏ص 52-50 .


البحث العلمي - خطته وأصالته ونتائجه<br />

أ.د.‏ حسني مطاوع الترتوري<br />

‎1212‎كتابة البحث العلمي ‏صياغة جديدة لعبد الوهاب ‏)اأبو ‏سليمان(‏ ‏ص . 59<br />

‎1313‎‏رشح النيل وشفاء العليل ملحمد بن يوسف اأطفيش . 415/17<br />

‎1414‎واالأهداف الرتبوية:‏ جمموعة من العبارات التي تصف السلوك املتوقع القيام به بعد<br />

مرور املتعلم بخربة تعليمية معينة.‏<br />

‎1515‎كشف الظنون عن اأسامي الكتب والفنون حلاجي خليفة . 35/1<br />

‎1616‎كشف الظنون عن اأسامي الكتب والفنون حلاجي خليفة . 36/1<br />

‎1717‎اأصول البحث العلمي ومناهجه د.‏ اأحمد بدر ‏ص . 35<br />

‎1818‎اأصول البحث العلمي ومناهجه د.‏ اأحمد بدر ‏ص . 35<br />

‎1919‎كشف الظنون عن اأسامي الكتب والفنون حلاجي خليفة . 35 1/<br />

20 اأحيانا يخطئ الباحث يف كتابة بعض االآيات القراآنية،‏ وهذا ‏شنيع.‏ وحتى ال يقع يف<br />

مثل هذا اخلطاأ ، فاالأصل اأن يكون املصحف العثماين حمُ‏ مَّالً‏ على جهاز كمبيوتره،‏<br />

وما عليه اإال نسخ االآيات املطلوبة،‏ ثم لصقها يف املكان املراد يف البحث.‏ وهذا يريح<br />

الباحث من عناء طباعة االآيات وضبطها،‏ ويخلصه من الوقوع يف اخلطاأ،‏ اإضافة اإىل<br />

اأنه يحقق مزية اإثباته االآية بالرسم العثماين ال بالرسم املتعارف عليه.‏<br />

110<br />

20<br />

‎2121‎يالحظ اأنه ال يُقبل حديثيا تخريج احلديث من مصدر حديثي مل يرو احلديث بسنده،‏ فال<br />

يصح تخريج احلديث من نيل االأوطار،‏ اأو ‏سبل السالم اأو رياض الصاحلني،‏ اأو الرتغيب<br />

والرتهيب،‏ وما اأشبهها.‏<br />

222 يُكتب االإهداء،‏ والشكر والتقدير،‏ يف رسائل املاجستري والدكتوراه،‏ وال يُكتب يف غريهما<br />

من االأبحاث.‏<br />

‎2323‎رواه مسلم برقم . 4622<br />

‎2424‎‏سورة البقرة اآية . 143<br />

‎2525‎‏سورة االأنعام . 152


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

‎2626‎‏سورة اإبراهيم . 7<br />

‎2727‎رواه الرتمذي برقم ، 1877 وقَالَ‏ : هَ‏ ذَا حَ‏ دِيثٌ‏ حَ‏ ‏سَ‏ نٌ‏ ‏صَ‏ حِ‏ يحٌ‏ .<br />

‎2828‎الفواكه الدواين الأحمد النفراوي . 20 1/<br />

‎2929‎اأصول البحث العلمي ومناهجه الأحمد بدر ‏ص . 20<br />

‎3030‎اأصول البحث العلمي ومناهجه الأحمد بدر ‏ص . 20<br />

‎3131‎املعجم الوسيط ‏ص . 20<br />

‎3232‎املصباح املنري للفيومي ‏ص . 16<br />

333 املصباح املنري للفيومي ‏ص . 38<br />

‎3434‎املعجم الوسيط ‏ص 43- 44 .<br />

‎3535‎الدر املختار للحصكفي ‏–ومعه ‏رشحه رد املحتار البن عابدين-‏ . 49 1/<br />

‎3636‎رد املحتار البن عابدين . 49 1/<br />

‎3737‎رد املحتار البن عابدين . 49 1/<br />

‎3838‎رد املحتار البن عابدين . 50 1/<br />

‎3939‎حتفة احلبيب ‏)حاشية البجريمي على اخلطيب(‏ . 20 1/<br />

‎4040‎نهاية املحتاج للرملي . 11 1/<br />

‎4141‎مغني املحتاج للرشبيني – ومعه حاشية البجريمي على اخلطيب-‏ . 19 1/<br />

‎4242‎مطالب اأويل النهى يف ‏رشح غاية املنتهى للرحيباين . 21 1/<br />

‎4343‎العقود الدرية يف تنقيح الفتاوى احلامدية البن عابدين . 336 2/<br />

444 حاشيته العطار على ‏رشح اجلالل املحلي على جمع اجلوامع . 272 1/<br />

111


البحث العلمي - خطته وأصالته ونتائجه<br />

أ.د.‏ حسني مطاوع الترتوري<br />

‎4545‎املساعد على تسهيل الفوائد البن عقيل . 3 1/<br />

‎4646‎انظر:‏ رد املحتار البن عابدين 27- 1/ 28 .<br />

‎4747‎املوافقات للشاطبي -11 /5 12 .<br />

‎4848‎‏سورة التوبة اآية . 60<br />

‎4949‎ميكن اأن نسمي هذا العنوان:‏ جمادلة املخالف بالتي هي اأحسن.‏<br />

‎5050‎ذكر هذه القواعد االأستاذ عبد الرحمن امليداين يف ‏ضوابط املعرفة ‏ص 373- 379 ،<br />

حتت عنوان:‏ ‏)توجيهات اإسالمية اإىل القواعد العامة للجدال بالتي هي اأحسن(.‏<br />

‎5151‎‏سورة ‏سباأ اآية . 24<br />

‎5252‎‏ضوابط املعرفة للميداين ‏ص . 363<br />

‎5353‎‏رصح بذلك عدد من الفقهاء،‏ انظر:‏ الدر املختار للحصكفي ، 48 1/ رد املحتار البن<br />

عابدين 93، 3/ غمز عيون البصائر للحموي 127- 4/ 128، الفتاوى الفقهية الكربى<br />

للهيتمي .313 /4<br />

‎5454‎‏سورة النحل اآية . 125<br />

555 ‏سورة العنكبوت.‏<br />

‎5656‎رواه الرتمذي برقم ، 1900 وقال:‏ ‏)هَ‏ ذَا حَ‏ دِيثٌ‏ حَ‏ ‏سَ‏ نٌ‏ غَ‏ رِيبٌ‏ (.<br />

‎5757‎‏سورة الفرقان اآية . 7<br />

‎5858‎‏سورة القمر اآية . 2<br />

‎5959‎‏سورة فصلت اآية . 26<br />

112


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

‏.‏‎1‎القراآن 1 الكرمي.‏<br />

‎2‎اأصول . 2 البحث العلمي ومناهجه،‏ اأحمد بدر،‏ الكويت،‏ ط‎4‎‏،‏ ‎1978‎م.‏<br />

‏.‏‎3‎حتفة 3 احلبيب ‏)حاشية البجريمي على اخلطيب(=‏ انظر:‏ مغني املحتاج.‏<br />

‏.‏‎4‎حتفة 4 املحتاج يف ‏رشح املنهاج:‏ الأحمد بن علي بن حجر الهيتمي،‏ بريوت،‏ دار اإحياء<br />

الرتاث العربي.‏<br />

‏.‏‎5‎حتقيق 5 اسمي الصحيحني،‏ واسم جامع الرتمذي:‏ عبد الفتاح اأبو غدة،‏ حلب،‏ مكتبة<br />

املطبوعات االإسالمية،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1414‎ه.‏<br />

‏.‏‎6‎تهذيب 6 اللغة:‏ الأبي منصور حممد بن اأحمد بن االأزهر الهروي ملحمد بن اأحمد بن االأزهر<br />

الهروي،‏ حققه:‏ عبد السالم هارون،‏ القاهرة،‏ مكتبة اخلاجني،‏ ‎1976‎م.‏<br />

‏.‏‎7‎اجلامع 7 املخترص من السنن عن رسول اهلل ‏صلى اهلل عليه وسلم ومعرفة الصحيح<br />

واملعلول وما عليه العمل،‏ حممد بن عيسى بن ‏سورة.‏ قرص مدمج ، موسوعة احلديث<br />

الرشيف،‏ القاهرة،‏ ‏رشكة حرف لتقنية املعلومات،‏ االإصدار 1‚2، ‎1998‎م.‏<br />

‏.‏‎8‎اجلامع 8 املسند الصحيح املخترص من اأمور رسول اهلل ‏صلى اهلل عليه وسلم وسننه<br />

واأيامه،‏ حممد بن اإسماعيل بن اإبراهيم البخاري.‏ قرص مدمج،‏ موسوعة احلديث<br />

الرشيف،‏ القاهرة،‏ ‏رشكة حرف لتقنية املعلومات،‏ االإصدار 1‚2، ‎1998‎م.‏<br />

‏.‏‎9‎حاشية 9 العطار على ‏رشح جالل الدين املحلي على جمع اجلوامع البن السبكي:‏ حلسن<br />

بن حممد العطار.‏ بريوت،‏ دار الكتب العلمية.‏<br />

‎1010‎الدر املختار ‏رشح تنوير االأبصار،‏ حممد عالء الدين بن الشيخ علي احلصكفي.‏ القاهرة،‏<br />

مطبعة مصطفى احللبي،‏ ط‎2‎‏،‏ 1966 م.‏<br />

11 1 رد املحتار-‏ حاشية على الدر املختار ‏رشح تنوير االأبصار-‏ : ملحمد اأمني بن عمر بن<br />

عابدين.‏ القاهرة،‏ مطبعة مصطفى احللبي،‏ ط‎2‎‏،‏ 1966 م.‏<br />

113


البحث العلمي - خطته وأصالته ونتائجه<br />

أ.د.‏ حسني مطاوع الترتوري<br />

‎1212‎‏سنن الرتمذي = انظر:‏ اجلامع املخترص.‏<br />

‎1313‎‏رشح النيل وشفاء العليل:‏ ملحمد بن يوسف بن عيسى اإطفيش.‏ بغداد،‏ مكتبة االإرشاد.‏<br />

‎1414‎‏صحيح البخاري=‏ انظر:‏ اجلامع املسند.‏<br />

‎1515‎‏صحيح مسلم=‏ انظر:‏ املسند الصحيح.‏<br />

‎1616‎‏ضوابط املعرفة واأصول االستدالل واملناظرة:‏ لعبد الرحمن حبنكة امليداين،‏ دمشق،‏ دار<br />

القلم،‏ ط‎4‎‏،‏ 1993.<br />

‎1717‎العقود الدرية يف تنقيح الفتاوى احلامدية،‏ حممد اأمني بن عمر بن عابدين،‏ بريوت،‏ دار<br />

املعرفة.‏<br />

‎1818‎العنوان الصحيح للكتاب ، الرشيف حامت بن عارف العوين،‏ مكة املكرمة،‏ دار عامل<br />

الفوائد،‏ الطبعة االأوىل،‏ ‎1419‎ه.‏<br />

‎1919‎غمز عيون البصائر ‏)الغرر البهية(:‏ الأحمد بن حممد احلموي.‏ بريوت،‏ دار الكتب<br />

العلمية.‏<br />

‎2020‎الفواكه الدواين،:‏ اأحمد بن غنيم النفراوي.‏ دمشق،‏ دار الفكر.‏<br />

‎2121‎قواعد اأساسية يف البحث العلمي:‏ للدكتور ‏سعيد اإسماعيل ‏صيني،‏ بريوت،‏ موؤسسة<br />

الرسالة،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1415‎ه.‏<br />

222 كتابة البحث العلمي ‏صياغة جديدة،‏ عبد الوهاب اأبو ‏سليمان،‏ مكة املكرمة،‏ املكتبة<br />

املكية،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1416‎ه.‏<br />

‎2323‎كشف الظنون عن اأسامي الكتب والفنون:‏ ملصطفى بن عبد اهلل الشهري ب)حاجي خليفة(،‏<br />

بغداد،‏ مكتبة املثنى.‏<br />

‎2424‎املساعد على تسهيل الفوائد،‏ عبد اهلل بهاء الدين بن عقيل العقيلي،‏ حتقيق:‏ الدكتور<br />

حممد كامل بركات،‏ نرش مركز اإحياء الرتاث االإسالمي،‏ جامعة اأم القرى مبكة املكرمة،‏<br />

ط‎1‎‏،‏ ‎1402‎ه.‏<br />

‎2525‎املسند الصحيح املخترص من السنن بنقل العدل عن العدل عن رسول اهلل ‏صلى اهلل عليه<br />

114


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

وسلم،‏ مسلم بن احلجَّ‏ اج القشريي النيسابوري.‏ قرص مدمج،‏ موسوعة احلديث الرشيف،‏<br />

القاهرة،‏ ‏رشكة حرف لتقنية املعلومات،‏ االإصدار 1‚2، ‎1998‎م.‏<br />

‎2626‎املصباح املنري يف غريب الرشح الكبري للرافعي:‏ الأحمد بن حممد بن مقري الفيومي.‏<br />

حققه:‏ اأحمد مصطفى السقا.‏ القاهرة،‏ مطبعة مصطفى احللبي.‏<br />

‎2727‎مطالب اأويل النُهى يف ‏رشح غاية املُنتهى،‏ مصطفى بن ‏سعد الرُحيباين،‏ دمشق،‏ املكتب<br />

االإسالمي.‏<br />

‎2828‎املعجم الوسيط،‏ اإبراهيم اأنيس،‏ ورفاقه.‏ ط‎2‎ .<br />

‎2929‎مغني املحتاج اإىل معرفة األفاظ املنهاج،-‏ مطبوع بهامشه حتفة احلبيب للبجريمي-‏ ،<br />

حممد بن اأحمد اخلطيب الرشبيني.‏ بريوت،‏ دار الفكر،‏ 1978 م.‏<br />

‎3030‎منهج البحث يف الفقه االإسالمي خصائصه ونقائصه،‏ عبد الوهاب اأبو ‏سليمان،‏ جدة،‏<br />

دار الرشوق،‏ ط‎6‎‏،‏ ‎1416‎ه.‏<br />

‎3131‎املوافقات يف اأصول الرشيعة،‏ اإبراهيم بن موسى اللخمي الغرناطي الشاطبي.‏ حققه:‏<br />

مشهور حسن ‏سلمان،‏ القاهرة،‏ دار ابن عفان،‏ ط‎1‎‏،‏ 1417.<br />

‎3232‎نهاية املحتاج اإىل ‏رشح املنهاج،‏ حممد بن اأحمد الرملي الشهري بالشافعي الصغري.‏<br />

بريوت،‏ دار اإحياء الرتاث العربي.‏<br />

333 كشف االأرسار عن اأصول فخر االإسالم البزدوي،‏ عبد العزيز بن اأحمد بن حممد البخاري،‏<br />

بريوت،‏ دار الكتاب العربي،‏ ‎1974‎م .<br />

‎3434‎البحر املحيط،‏ حممد بن بهادر بن عبد اهلل.‏ حرره:‏ عبد القادر العاين،‏ وعمر االأشقر،‏ وعبد<br />

الستار اأبو غدة،‏ الكويت،‏ وزارة االأوقاف،‏ ط‎2‎‏،‏ ‎1413‎ه .<br />

‎3535‎املغني،‏ عبد اهلل بن اأحمد بن حممد بن قدامة املقدسي.‏ حققه:‏ عبد اهلل بن عبد املحسن<br />

الرتكي،‏ وعبد الفتاح حممد احللو،‏ القاهرة،‏ هجر للطباعة والنرش والتوزيع،‏ ط‎2‎‏،‏<br />

‎1413‎ه.‏<br />

36 36 الفتاوى الفقهية الكربى،‏ اأحمد بن حممد بن علي بن حجر الهيتمي،‏ بريوت،‏ املكتبة<br />

االإسالمية.‏<br />

115


سقوط الدولة الفاطمية يف املغرب<br />

ونبذ التشيع<br />

د.‏ عبد الرؤوف جرار<br />

أستاذ مساعد،‏ مشرف أكاديمي متفرغ،‏ منطقة جنين التعليمية،‏ جامعة القدس المفتوحة.‏<br />

117


سقوط الدولة الفاطمية في املغرب - ونبذ التشيع<br />

د.‏ عبد الرؤوف جرار<br />

ملخص:‏<br />

تناول البحث ‏سقوط الدولة الفاطمية يف بالد املغرب،‏ ونبذ ‏سكانها الفكر الشيعي<br />

االإسماعيلي الذي كان ‏سائداً‏ يف الدولة الفاطمية،‏ ومن ثم عودتهم اإىل نهج اأهل السنة،‏<br />

وذلك على مذهب االإمام مالك بن اأنس،‏ وقد اختريت هذه الفرتة التاريخية املهمة من الدولة<br />

الفاطمية لتكون موضوع الدراسة؛ الأنها تعد فرتة حاسمة يف وقف امتداد الفكر الشيعي،‏<br />

وانحساره من بالد املغرب.‏<br />

كما اأبرز البحث طموحات بني زيري الصنهاجيني يف حتقيق االستقالل عن الدولة<br />

الفاطمية،‏ وقد حتقق لهم ذلك زمن املعز بن باديس رابع االأمراء الزيريني،‏ الذي اأعلن والءه<br />

االسمي لبني العباس،‏ ونبذ التشيع،‏ وقتل دعاة الفكر االإسماعيلي،‏ ومت له ذلك بسبب عجز<br />

الدولة الفاطمية عن استعادة بالد املغرب،‏ ‏سوى اأنها قامت باإغراء قبائل بني هالل وسليم<br />

بالهجرة من مرص اإىل املغرب؛ ملهاجمة الدولة الزيرية.‏<br />

وتناول البحث النتائج االجتماعية والسياسية واالقتصادية والدميوغرافية التي جنمت<br />

عن هجرة قبائل بني هالل وسليم اإىل املغرب،‏ الذين مل يحققوا للدولة الفاطمية االأهداف<br />

التي من اأجلها رغَّ‏ بتهم يف الهجرة؛ الإعادة الفكر الشيعي االإسماعيلي اإىل بالد املغرب؛ االأمر<br />

الذي جعل بالد املغرب منفصلة ‏-سياسياً‏ ودينياً-‏ عن الدولة الفاطمية يف مرص.‏<br />

118


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

Abstract:<br />

This research studies the fall of the Fatimia State in the Magrib. It<br />

also investigates its people denunciation of the Ismaeli Shiite thought as<br />

they preferred the Sunni doctrine as approached by Malik Bin Annas. The<br />

researcher studies the period of the Fatamia State fall down as it has an<br />

important role in stopping the Shiite thought which was confined to the<br />

Magrib region.<br />

The researcher also shows Bani Ziri , the Sinhagyin, tremendous attempts<br />

to gain independence from the Fatimia State. They managed to achieve that<br />

during the reign of Mua’iz Bin Badir who showed alliance to the Abbasids.<br />

He denounces the Shiite thought and killed most of its scholars. Because of<br />

the Fatimia State weakness, it arouse the tribes of Bani Hiala and Salim to<br />

emigrate from Egypt to Magrib in order to attack the Zizi state.<br />

The research sheds the light on the political, social, economic and<br />

demographic outcomes of Bani Hilal and Saleem tribes’ immigration after<br />

they fail to meet the Fatimia Sate expectations which result in a religious<br />

and political separation between the Fatimia State in Egypt and the Magrib<br />

region.<br />

119


سقوط الدولة الفاطمية في املغرب - ونبذ التشيع<br />

د.‏ عبد الرؤوف جرار<br />

اعتقد الفاطميون باأنهم االأحق بزعامة املسلمني من غريهم،‏ الأنهم اأبناء علي وفاطمة<br />

الزهراء رضي اهلل عنهما.‏ وظل العلويون يناضلون يف ‏سبيل هذه الزعامة،‏ بالسيف تارة،‏<br />

وباملكيدة والدهاء تارة اأخرى حتى توجت جهودهم بقيام الدولة الفاطمية يف بالد املغرب<br />

‏سنة ‏)‏‎297‎ه/‏ ‎909‎م(‏ , والتي قامت على اأساس الفكر الشيعي االأسماعيلي القائم على<br />

تقديس االإمام وعصمته )1( .<br />

اهتم الفاطميون باأمتالك مرص منذ بداية قيام دولتهم ملا متتاز به من موقع جغرايف<br />

فريد يف قلب العامل االإسالمي،‏ يتيح لهم فرصة االستيالء على املراكز االإسالمية يف املرشق،‏<br />

والقضاء على اخلالفة العباسية املعادية للفاطميني )2( .<br />

يف عهد املعز لدين اهلل الفاطمي جنح قائده جوهر الصقلي ‏سنة ‏)‏‎358‎ه/‏ ‎969‎م(‏<br />

يف السيطرة على مرص،‏ واأقام الدعوة الفاطمية فيها )3( , واأصبحت القاهرة التي اأسسها<br />

الفاطميون مقرا للقيادة العليا للدعوة االإسماعيلية والدولة الفاطمية،‏ واأقيمت فيها معاهد<br />

خاصة لتعليم الفكر الشيعي االإسماعيلي ونرشه )4( ، وكان اأشهرها جامع االأزهر.‏<br />

انتقال املعز لدين اهلل من املغرب إىل مصر:‏<br />

عندما اأراد املعز لدين اهلل الفاطمي ‏سنة ‏)‏‎361‎ه/‏ ‎971‎م(‏ ، الرحيل اإىل مرص،‏ عمل<br />

على اإبقاء النفوذ الفاطمي يف بالد املغرب،‏ مع اأنه كان يدرك اأن استمراره لن يدوم طويالً‏<br />

ملعرفته بشدة الرببر،‏ وطبيعتهم الثورية )5( ، واأن الصحراء التي تفصل مرص عن بالد<br />

املغرب ‏سوف حتول دون فرض ‏سلطانه على قبائل الرببر،‏ التي خربها عن كثب،‏ وعرف<br />

مقدار قوتها،‏ وشدة باأسها )6( .<br />

راأى املعز اأن خري وسيلة لالحتفاظ بتبعية املغرب للفاطميني،‏ اأن يعمل على اإضعافه<br />

باإثارة الفنت والتنافس بني قبائله،‏ حتى تبقى احلروب متواصلة بينها،‏ وكي ال يفكر اأهل<br />

املغرب يف اخلروج عن طاعة الفاطميني )7( .<br />

اأخذ املعز لدين اهلل يفكر فيمن يخلفه يف بالد املغرب )8( ، ويكفيه همَّ‏ زناتة،‏ وكانت<br />

كتامة ‏صادقة التشيع،‏ لكنها غري جماورة لزناته )9( ، وكثري من اأبطالها قتلوا اأثناء تاأسس<br />

الدولة،‏ وتسكني الثورات،‏ ثم من اأجل السيطرة على مرص والشام )10( ، فاستدعى اأبا اأحمد<br />

جعفر بن علي )11( االأمري،‏ واأرسَّ‏ اإليه اأنه يريد استخالفه على املغرب،‏ اإذ كان جعفر من<br />

120


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

االأرس االأندلسية املهاجرة اإىل بالد املغرب،‏ وبالتايل ليس له عصبية هناك تساعده على<br />

االنفصال اإذا ما حدثته نفسه بذلك يوما من االأيام )12( . لكن جعفر اشرتط عليه لقبول هذا<br />

املنصب ‏رشوطاً‏ توؤدي يف النهاية اإىل انفصال املغرب عن الدولة الفاطمية يف مرص،‏ وقال<br />

للمعز:‏ ‏»ترتك معي اأحد اأوالدك اأو اأخوتك واأنا اأدبر،‏ وال تساألني عن ‏شيء من االأموال،‏ اإن كان<br />

ما اأجبيه باإزاء ما اأنفقه،‏ واإذا اأردتُ‏ اأمراً‏ فعلته،‏ ومل اأنتظر ورود االأمر فيه،‏ لبعد مابني مرص<br />

واملغرب،‏ ويكون تقليدياً‏ للقضاء واخلراج وغريه من قبل نفسي )13( » فغضب املعز،‏ وقال:‏<br />

‏»يا جعفر عزلتني عن ملكي،‏ واأردت اأن جتعل يل ‏رشيكاً‏ يف اأمري،‏ واستبددت باالأموال<br />

واالأعمال دوين،‏ قم فقد اأخطاأت حظك وما اأصبت رشدك«‏ )14( ، فخرج من عنده،‏ فبعث املعز<br />

اإىل بلكني )15( بن زيري،‏ وكان متوغالً‏ يف املغرب يف حروب زناته )16( ، وكان بلكني عظيم<br />

قبيلة ‏صنهاجة بعد اأبيه زيرى )17( .<br />

وقال له املعز:‏ ‏»تاأهب خلالفة املغرب )18( » فاأكرب بلكني ذلك واأظهر لباقة وكياسة يف<br />

الرد،‏ وقال للمعز:‏ ‏»يا موالنا:‏ اأنت واآباوؤك االأئمة من ولد رسول اهلل - ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏<br />

ما ‏صفا لكم املغرب،‏ فكيف يصفو يل واأنا ‏صنهاجي بربري؟ )19( » فقال املعز:‏ ‏»قتلني يا<br />

موالي بال ‏سيف وال رمح )20( » فما زال به املعز حتى اأجاب برشط اأن يويل املعز القضاء<br />

واخلراج ملن يراه مناسباً‏ لذلك،‏ ويجعل اخلرب ملن يثق به،‏ ويجعله قائماَ‏ بني اأيدي هوؤالء،‏<br />

فمن استعصى عليهم ياأمره هوؤالء به حتى يعمل به ما يجب،‏ ويكون االأمر لهم،‏ ويصري<br />

كاخلادم بني اأولئك )21( .<br />

استحسن املعز الفاطمي ما قاله بلكني واأثنى عليه ، فواله اأمر اأفريقية واملغرب<br />

باستثناء ‏صقلية وطرابلس )22( ، واإجدابية ورست،‏ وجعل على جباية االأموال زياد اهلل بن<br />

القدمي،‏ وعلى اخلراج عبد اجلبار اخلراساين،‏ وحسني بن خلف املوصدي،‏ واأمرهم باالنقياد<br />

اإىل بلكني بن زيري )23( ، وكتب اإىل عماله بذلك،‏ واأمرهم بطاعته )24( ، فلما انرصف،‏ التفت<br />

اأبو طالب عم املعز اإليه،‏ وقال:‏ ‏»وتثق يا موالنا بهذا القول فقال املعز يا عمنا كم بني قول<br />

بلكني وقول جعفر واأن االأمر الذي طلبه جعفر هو اآخر ما يصري اإليه اأمر بلكني،‏ فاإذا طالت<br />

املدة ‏سينفرد باالأمر«‏ )25( .<br />

اإذا اأمعنا النظر يف االأقوال السالفة الذكر جند اأن املعز لدين اهلل كان يعلم مسبقا بان<br />

املغرب ‏سوف ينفصل عن الدولة الفاطمية،‏ واأن ما قاله جعفر بن علي ‏سوف يفعله بلكني<br />

اأو اأبناوؤه يف ما بعد،‏ وكان من الطبيعي اأن يتجه االأمراء الزيريون نحو االستقالل،‏ لكن هذه<br />

العملية استغرقت وقتا طويال،‏ ومرت مبراحل عدة حسب الظروف واالأحوال.‏<br />

121


سقوط الدولة الفاطمية في املغرب - ونبذ التشيع<br />

د.‏ عبد الرؤوف جرار<br />

اأُنزل بلكني القريوان،‏ فاأعطاه املعز الفاطمي اسماً‏ عربياً‏ اإسالمياً،‏ فسماه يوسف<br />

وكناه اأبا الفتوح ولقبه ‏سيف العزيز باهلل،‏ وكان املعز يثق باآل زيري بن مناد؛ الأنهم خدموا<br />

الفاطميني باإخالص )26( ، وكان لديهم املهارة السياسية والقدرة على حل املشكالت )27( ،<br />

باالإضافة اإىل اأنهم ينتمون اإىل قبيلة ‏صنهاجة اأعظم قبائل الرببر الربانس،‏ واأوفرها<br />

قوة،‏ واأشدها تاأييداً‏ للدعوة الفاطمية،‏ ووقف اأفرادها اإىل جانب كتامة حليفة الفاطميني<br />

ومساهماتها يف اجلهود التي بذلها الفاطميون يف ‏سبيل تاأسيس دولتهم،‏ وبسط ‏سلطانهم<br />

على اأرجاء املغرب كافة،‏ والتصدي لنشاط زناتة حلفاء االأمويني يف االأندلس )28( . وقد فقد<br />

زيري ‏شيخ ‏صنهاجة حياته يف اأثناء حروبه مع زناتة ‏سنة ‏)‏‎360‎ه / ‎971‎م(‏ وهي السنة<br />

السابقة مبارشةً‏ النتقال املعز لدين اهلل الفاطمي اإىل مرص )29( .<br />

اأخذ املعز بعد ذلك يتجهز للرحيل اإىل مرص،‏ وقد استحثه جوهر واألح عليه باحلضور )30( ؛<br />

الأن القرامطة قتلوا جعفر بن فالح الكتامي على اأبواب دمشق )31( ودخلوا مرص ليحاربوه<br />

عليها،‏ وقبل اأن ينتهي عام ‏)‏‎361‎ه/‏ ‎972‎م(،‏ كان املعز قد فرغ من تنظيم ‏سوؤون املغرب،‏<br />

فعقد يف مدينة املنصورة جملساً‏ عامّ‏ اً‏ مع كبار رجال الدولة وشيوخ القبائل،‏ واأعلمهم انه<br />

‏سيرتك البالد،‏ ويستقر يف مقره الذي اختاره مبدينة القاهرة واأنه استخلف عليهم بلكني<br />

)32( ، وعهد اإليه اأن يغزو املغرب االأقصى؛ للقضاء على النفوذ االأموي القادم من االأندلس،‏<br />

اإال اأن تولية بلكني اأثارت جعفر بن علي اأمري الزاب،‏ فارحتل اإىل االأندلس مستنجداً‏ باحلكم<br />

املستنرص )33( واأخذ املعز معه اإىل مرص الذخائر واالأموال وسبك الدنانري )34( ، وكذلك توابيت<br />

اأبائه واأجداده )35( ، فيما يعني عدم التفكري نهائياً‏ يف العودة اإىل تلك البالد،‏ التي امتحنت<br />

فيها اأرسته حتى اأرشفت على الهالك اأو كادت )36( .<br />

خرج املعز الفاطمي من املغرب يوم االثنني لثمان بقني من ‏شوال ‏سنة اإحدى وستني<br />

وثالثمائة )37( ، وشيعه بلكني حتى وصل اإىل مكان يسمى اآبار اخلشب فاأمره املعز بالرجوع<br />

وقال له عند وداعه:‏ ‏»اإن نسيت ‏شيئاً‏ مما اأوصيتك به،‏ فال تنسى ثالثة اأشياء:‏ ال ترفع اجلباية<br />

عن اأهل البادية،‏ وال ترفع السيف عن الرببر،‏ وال تولّ‏ اأحداً‏ من اأخوتك وبني عمك،‏ فاإنهم<br />

يرون اأنهم اأحق بهذا االأمر منك واستوص باحلرض خريا )38( » .<br />

املرحلة األوىل من انفصال املغرب:‏<br />

وبرحيل املعز اإىل مرص بداأ عهدٌ‏ جديدٌ‏ يف بالد اإفريقيا واملغرب ميكن اأن نعده نهاية<br />

ملرحلة من تاريخ الشمال االإفريقي يف عصوره االإسالمية )39( ، والتي مل تدم ‏سوى نصف<br />

122


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

قرن،‏ واأرسيت قواعد دولة بربرية مستقلة رغم االحتياطات والضمانات التي وضعها املعز<br />

الفاطمي،‏ الستمرار نفوذه يف بالد املغرب،‏ اإال اأن ‏صاحب السيف ينتهي دائما باصطناع<br />

‏صاحب القلم )40( .<br />

مل يتمكن بلكني من االإقامة طويالً‏ يف القريوان اخلاضعة لسيطرة فقهاء السنة اأعداء<br />

الفكر الشيعي،‏ فارحتل اإىل املنصورية بعيداً‏ عن القريوان،‏ ثم هاجم قبيلة زناته فهزمهم،‏<br />

واستاأصل ‏ساأفتهم،‏ وفتح معاقلهم وسبى اأموالهم وذراريرهم )41( ، فرس املعز بذلك ‏رسورا<br />

عظيماً؛ الأن زناته كانت قد خرجت عن طاعته )42( ، لكن املعز لدين اهلل الفاطمي توفى ‏سنة<br />

)365 ه/‏ ‎975‎م(‏ وخلفه ابنه العزيز باهلل )43( .<br />

ويف ‏سنة ‏)‏‎367‎ه/‏ ‎977‎م(‏ عقد العزيز الفاطمي لبلكني على والية طرابلس ورست<br />

واإجدابية زيادة على والية املغرب،‏ فاستفحل بلكني مبا اأصبح له من والية على طرابلس،‏<br />

فاستمرت حروبه مع زناته،‏ كما هاجم البرصة مركز علي بن حمدون فهدمها وخرب<br />

عمرانها،‏ وسار بعد ذلك اإىل اأصيال،‏ ومنها اإىل ‏شالة مركز برغواطة،‏ فغزاهم وقتل اأمريهم<br />

ابن عيسى،‏ وسبى من نسائهم وذراريرهم اأعداداً‏ كبرية )44( ، ووىل ابنه حماد على املغرب<br />

االأوسط،‏ فكانت مرشحة لنيل االستقالل يف وقت مبكر.‏<br />

فعل حماد ما فعله كل من يريد اأن يوؤسس دولة جديدة يف املغرب،‏ اأي خط مدينة<br />

جديدة،‏ واإن اأدى ذلك اإىل خراب مدينة قائمة،‏ فهجر اأشري الأسباب قد تكون دفاعية يف<br />

االأساس واختار موقعاً،‏ رمبا كان مسكوناً‏ يف القدمي،‏ يقع على ‏سفح جبل مرتفع يطل على<br />

‏شط الهضبة،‏ وشيد فيه مدينة عرفت اأوالً‏ بقلعة بني حماد )45( .<br />

لكن اأبا الفتوح بلكني تويف ‏سنة ‏)‏‎374‎ه/‏ ‎984‎م(‏ يف اأثناء عودته اإىل اإفريقيا يف بلده<br />

وار لنغو الواقعة بني ‏سلجماسة وتلمسان،‏ فخلفه على االإمارة ابنه املنصور بن بلكني بعد<br />

موافقة اإخوته على تسلمه السلطة،‏ وبويع باالإمارة يف مسجد القريوان )46( ، وكان واليا على<br />

اأشري،‏ وقلده العزيز باهلل الفاطمي اأمر اأفريقية واملغرب،‏ فعقد املنصور لعمه اأبي البهار على<br />

تاهرت )47( ، والأخيه حماد على اأشري ليساعده يف ‏ضبط بالد املغرب االأوسط،‏ وليمنع السبيل<br />

اأمام العنارص املعادية له،‏ والتي داأبت على التسلل من تلك اجلهات للنيل من ‏سلطانه،‏ االأمر<br />

الذي مهد الطريق اأمام حماد لريقى مرسح االأحداث يف بالد املغرب )48( .<br />

بداأ املنصور يفكر جدياً‏ يف التحرير واالنفصال عن الفاطميني خمالفاً‏ لسياسة والده<br />

بلكني،‏ الذي ظل وفيا للفاطميني طوال حياته )49( ، وقد ‏رصح املنصور بذلك عالنية عندما<br />

توجه اإليه وجوه الناس وشيوخ القريوان لتقدمي التعزية والتهنئة باالإمارة قائال:‏ ‏»اإن اأبي<br />

123


سقوط الدولة الفاطمية في املغرب - ونبذ التشيع<br />

د.‏ عبد الرؤوف جرار<br />

وجدي اأخذا الناس بالسيف قهراً،‏ واأنا ال اآخذهم اإال باالإحسان،‏ وما اأنا يف هذا امللك ممن<br />

يوىل بكتاب ويعزل بكتاب،‏ الأين ورثته عن اآبائي واأجدادي،‏ وورثوه عن اآبائهم واأجدادهم<br />

حمري )50( » فكان ذلك اإعالناً‏ من قبل االأمري الزيري باالستقالل عن الدولة الفاطمية )51( ،<br />

واأنه ‏صاحب حق ‏رشعي يف والية املغرب التي اآلت اإليه بالوراثة )52( .<br />

غضب العزيز باهلل الفاطمي عندما ‏سمع هذا القول،‏ لكنه كان ما يزال ميلك ورقة ‏ضغط<br />

قوية،‏ وهي جماعة املغاربة اأي الكتاميون الذين رافقوا املعز الفاطمي اإىل املرشق،‏ وكانوا<br />

اأقلية ذات نفوذ وامتيازات داخل النظام الفاطمي،‏ ويخافون على مراكزهم اإذا نبذت افريقية<br />

الدعوة الشيعية )53( ، فبعث اإليه العزيز باهلل اأبا الفهم حسن بن نرص الكتامي اخلرساين<br />

‏سنة ‏)‏‎376‎ه/‏ ‎986‎م(‏ ، واأظهر العداوة والبغضاء لصنهاجة،‏ وخرج لقتالها،‏ فرضب السكة،‏<br />

ونرش حوله اجلند والعساكر ما كرث به جمعه )54( ، ويبدو اأن العزيز،‏ كان يهدف من وراء<br />

ذلك اإثارة قبائل كتامة على والية املغرب واإضعاف نفوذهم )55( ، فكتب املنصور بن بلكني<br />

اإىل العزيز باهلل،‏ يبلغه اأمر اأبي الفهم،‏ فاأرسل العزيز باهلل رسولني ينهيانه عن التعرض له<br />

وحماربة كتامة )56( ، فغضب املنصور من ذلك واعتقلهما،‏ وصمم على حماربة كتامة،‏<br />

فزحف بجيوشه ‏سنة ‏)‏‎378‎ه / ‎988‎م(‏ اإىل كتامة،‏ ورضب ميلة وسطيف مركز اأبي الفهم،‏<br />

ثم التقى مع الكتاميني يف موقعة انتهت بانتصاره عليهم وقتلهم،‏ فهرب اأبو الفهم اإىل<br />

جبل وعر )57( ، ونزل على اأهله بني اإبراهيم من كتامة فلم يستطيعوا حمايته )58( ، فقبض<br />

عليه وكانت نهايته ماأساة همجية مفجعة،‏ اإذ اقتيد اأبو الفهم اإىل حرمي االأمري حيث ‏رضب<br />

‏رضباً‏ مربحاً‏ حتى اأرشف على املوت،‏ ثم اأمر املنصور به فاأخرج اأمام املالأ،‏ وقد بقيت<br />

فيه حشاشة من الروح،‏ فَنُحِ‏ رَ،‏ وشق بطنه،‏ واأخرجت كبده فشويت واأكلت،‏ كما ‏رشَّح عبيد<br />

املنصور-‏ من السودان الذين رمبا كانوا اأصالً‏ من اأكلة حلوم البرش - حلمه واأكلوه حتى مل<br />

يبق اإال عظامه )59( .<br />

وبعد ذلك قام املنصور بعملية تطهري يف كتامة،‏ وقتل عدداً‏ من الدعاة وزعماء كتامة<br />

كان اأبرزهم وايل ميلة،‏ واأُنزل بكتامة الذل والهوان )60( ، وعهد بوالية كتامة اإىل القائد اأبي<br />

زعبل بن مسلم الذي فرق اأوالده يف اأعمالها )61( ، ثم عاد املنصور اإىل اأشري،‏ ثم اأطلق ‏رساح<br />

الرسولني،‏ فلحقا البالط الفاطمي،‏ واأخربا العزيز مبا حصل الأبي الفهم وقاال:‏ ‏»جئنا من عند<br />

‏شياطني ياأكلون الناس«‏ )62( فلما راأى العزيز فشل خطته،‏ اآثر اأن يصطنع ‏سياسة املالطفة،‏<br />

فاأرسل اإىل املنصور هدية جليلة بينها فيل كبري )63( ، يف املقابل عاد املنصور بن بلكني<br />

اإىل طاعة الفاطميني،‏ واأكد من جديد ‏صالت املودة والوالء،‏ واأوقف التحرك نحو االستقالل<br />

)64( ، لكن قبيلة كتامة مل تستسلم للمنصور،‏ وقامت بانتفاضة يف السنة التالية ‏)‏‎379‎ه/‏<br />

124


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

‎989‎م(‏ ، حيث قام رجل اسمه اأبو الفرج،‏ ادعى اأنه من اأوالد االأمراء باملهديه )65( ، وانتسب<br />

اإىل القائم بن املهدي )66( ، االأمر الذي قد يفرس وصفه بالدّعي،‏ ونسبته اإىل اليهود،‏ حسب<br />

مقاله املتشككني يف ‏صحة النسب الفاطمي.‏ ومما يجدر ذكره اأن استجابة كتامة لدعوة<br />

اأبي الفرج كانت تلقائيا )67( ، اإذ احتشد الكثريون حوله،‏ مما دعا اإىل اتخاذ الطبول والبنود<br />

كعسكر ‏رشعي،‏ االأمر الذي يوؤكد اتخاذه السكة )68( كما فعل اأبو الفهم اخلراساين.‏<br />

زحف اأبو الفرج لقتال اأبي زعبل عامل املنصور على ميلة وسطيف،‏ وحدث بينهما<br />

حوادث كربى وحروب عظيمة،‏ اأشد من وقائع اأبي الفهم واأعظم )69( ، ثم زحف اأبو الفرج<br />

يف عساكر كتامة لقتال املنصور،‏ فكان بينهما حروب ‏شديدة اأسفرت عن هزمية اأبي الفرج<br />

وكتامة،‏ فقتل منهم مقتالً‏ عظيماً،‏ واختفى اأبو الفرج يف غار،‏ فوثب عليه غالمان كانا له،‏<br />

واأتيا به اإىل املنصور الذي قتله ‏رش قتله )70( ، واأغرق بالد كتامة بالعساكر وبث عماله فيها<br />

لتمهيدها وجباية خراجها،‏ ومل يجد الفاطميون ‏سبيالً‏ الإضعاف ‏صنهاجة غري اأنهم اأعانوا<br />

زناته لتحل حمل كتامة يف مقارعة ‏صنهاجة )71( .<br />

ال ‏شك يف اأن هاتني الثورتني قد اأضعفتا قوة كتامة،‏ ومكنتا ‏صنهاجة من بسط<br />

‏سيطرتها التامة على نصف املغرب الرشقي،‏ اأما القسم الغربي فقد ترك لزناتة واالأمويني<br />

يف االأندلس من اأجل توازن القوى بني ‏صنهاجة وزناتة،‏ رغم ‏سياسة العزيز العدائية نحو<br />

االأندلس )72( .<br />

ويف ‏سنة ‏)‏‎386‎ه/‏ ‎997‎م(‏ ، تويف العزيز باهلل الفاطمي،‏ ليخلفه يف احلكم ابنه احلاكم<br />

باأمر اهلل )73( ، كما تويف يف السنة نفسها املنصور الصنهاجي،‏ فقام باأمره ابنه باديس وعقد<br />

لعمه يطوفت على تاهرت )74( ، واستمرت عالقته مع القاهرة كما اأرادها احلاكم باأمر اهلل،‏<br />

لكن هذه العالقات كانت - يف الواقع-‏ قناعاً‏ زائفاً‏ يخفي وراء ما كان قائما بالفعل بني<br />

احلاكم باأمر اهلل وباديس من حقد وعداء،‏ فقد كان احلاكم يضمر يف نفسه السوء لباديس،‏<br />

فاأخذ يحيك له املوؤامرات متبعاً‏ اخلطة نفسها التي كان يتبعها العزيز باهلل من قبل )75( ،<br />

فاأرسل اإىل واليه على برقة يانس العزيزي ياأمره باالستيالء على طرابلس ‏سنة ‏)‏‎390‎ه/‏<br />

‎1000‎م(‏ ، وبالفعل استوىل واىل برقة على طرابلس )76( ، ومبا اأن طرابلس كانت تابعة<br />

لباديس،‏ فاإنه مل يسكت عن هذا االعتداء،‏ ومل يرتدد يف االشتباك مع قوات يانس يف معركة<br />

اأسفرت عن هزمية اجليش الفاطمي ومقتل يانس،‏ وعندما علم احلاكم مبا حصل يف طرابلس<br />

جليشه ‏سري حملة ثانية بقيادة يحيى بن علي بن حمدون الذي كان قد فر اإىل مرص بعد<br />

مقتل اأبيه جعفر على يد املنصور بن اأبي عامر )77( . وصل يحيى اإىل طرابلس،‏ واجتمع<br />

جيشه بجيش فلفل بن ‏سعيد،‏ وتقدما اإىل قابس لكنهما تراجعا اإىل طرابلس خوفاً‏ من منازلة<br />

125


سقوط الدولة الفاطمية في املغرب - ونبذ التشيع<br />

د.‏ عبد الرؤوف جرار<br />

جيوش باديس،‏ وعند ما راأى يحيى اختالل احلال عليه،‏ ومل يجد ما يعطي لرجاله،‏ االأمر<br />

الذي اأجربه على العودة اإىل مرص بعدما اخذ فلفل واأصحابه ما اأحبوه من خيولهم،‏ بني<br />

‏رشاء وغصب،‏ فلما وصل يحيى اإىل القاهرة اأراد احلاكم االإيقاع به،‏ لكنه عفا عنه ‏-فيما<br />

بعد-‏ وقبل عذره )78( .<br />

املرحلة الثانية من انفصال املغرب:‏<br />

بعد اأن فشل احلاكم يف اإضعاف باديس عسكرياً‏ جلاأ اإىل اإثارة الفنت بني قبيلة زناته<br />

وصنهاجة،‏ فاأمر زناته باالستيالء على طرابلس وجنح يف ذلك،‏ ومتكنت زناته بقيادة فلفل<br />

بن ‏سعيد من النزول بطرابلس واإخراجها من يد ‏صنهاجة )79( .<br />

لكن فلفل بن ‏سعيد تويف ‏سنة ‏)‏‎400‎ه/‏ ‎1009‎م(‏ يف طرابلس،‏ فخلفه اأخوه ورُّو واأطاعته<br />

زناتة،‏ فزحف اإليه باديس يف جيش جرّار،‏ ونزل بظاهر طرابلس،‏ فتلقاه اأهلها مرسورين،‏<br />

فدخلها،‏ وجاءته رسل ورُّو تطلب االأمان،‏ فاأمنهم،‏ وعفا عنهم وعاد اإىل املنصورية مظفراً،‏<br />

وبذلك يكون باديس قد اأحبط كل موؤامرات احلاكم ‏ضده )80( ، مما جعل احلاكم يعود اإىل<br />

‏سياسته التقليدية وهي ‏سياسة املوادعة والتودد واسرتضائه بالهدوء )81( .<br />

ففي ‏سنة ‏)‏‎403‎ه/‏ ‎1012‎م(‏ بعث احلاكم باأمر اهلل هدية جليلة اإىل باديس،‏ واإىل ولده<br />

منصور،‏ كما وصلت معها ‏سجالت برقة واأعمالها اإليه،‏ فتلقاها املنصور مع اأهل القريوان<br />

باالأعالم والطبول،‏ ويف املقابل رد باديس على هدية احلاكم بهدية اأخرى اأرسلها اإليه ‏سنة<br />

‏)‏‎405‎ه/‏ ‎1014‎م(‏ وكانت تضم مائة فرس لها ‏رسوج حمالة،‏ ‏شدت يف ثمانية عرش حمالً‏<br />

عليها اأقفاص فيها اخلز واملتاع السوسي املذهب النفيس،‏ وعرشين وصيفة،‏ وعرشة من<br />

الصقالبة،‏ كما وجهت السيدة اأم مالك - اأخت باديس - اإىل السيدة اأخت احلاكم هدية<br />

اأخرى،‏ لكن هذه الهدية مل تصل اإىل احلاكم واأخته،‏ اإذ استوىل عليها قطاع الطرق يف برقة<br />

)82( . وقد استمرت ‏سياسة املوادعة هذه حتى وفاة باديس ‏سنة ‏)‏‎407‎ه/‏ ‎1017‎م(‏ ، لكن<br />

هذه السياسة تبدلت بعد اأن توىل اإمارة املغرب املعز بن باديس.‏<br />

اتصف املعز بعدة ‏صفات حميدة،‏ فقد كان ملكاً‏ جليالً،‏ وعايل الهمة،‏ حمبا للعلم،‏<br />

وكثري العطاء،‏ مدحه الشعراء،‏ وانتجعه االأدباء )83( ، وعرف عنه رقة القلب،‏ والتعفف عن<br />

‏سفك الدماء بغري حق )84( ، وخالف اأسالفه الذين كانوا يدينون مببادئ الشيعة )85( ، غري اأن<br />

هذه املساألة ترجع قبل كل ‏شيء اإىل الروح االنفصالية عن الدولة الفاطمية التي كان يهدف<br />

126


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

اإليها املعز واآباوؤه من قبل )86( ، ويرجع ابن عذاري ‏سبب ذلك اإىل اأن املعز بن باديس،‏ كان<br />

قد تتلمذ على يد وزيره اأبي احلسن بن اأبي الرّجال،‏ وكان ذا علم وزهد،‏ فعلمه واأدبه،‏ ورغبه<br />

يف مذهب االإمام مالك،‏ ويف السنة واجلماعة،‏ واأهل القريوان الشيعة ال يعلمون ذلك )87( ،<br />

السيما اأن املعز بن باديس كان قد توىل اإمارة اإفريقية واملغرب وعمره ثماين ‏سنوات وستة<br />

اأشهر واأيام تقريبا بعد وفاة والده؛ الأن مولده كان يف جماد االأوىل ‏سنة ثمان وتسعني<br />

وثالثمائة )88( ، فكفلته عمته اأم مالك التي تقبلت العزاء يف اأخيها املتوفى،‏ وكذلك التهنئة<br />

بوالية ابن اأخيها الصغري،‏ فكان ذلك اعرتافاً‏ منهم بوصايتها على املعز )89( ، وهكذا مارست<br />

السيدة اأم مالك مهماتها كوصية على االأمري الصغري،‏ وكانت تبارش االأمور وترصف االأحوال<br />

من راأيها )90( اإىل اأن بلغ املعز ‏سن الرشد )91( ، بعد ‏سبع ‏سنوات،‏ كانت حتظى طوالها مبوضع<br />

تقدير ورعاية من جانب املعز ورجال دولته،‏ لكنها اعتلًّت الأيام عدة،‏ وتوفيت ‏سنة )414<br />

ه/‏ ‎1023‎م )92( ) .<br />

استمرت ‏سياسة املراسالت والهدايا بني املعز بن باديس والفاطميني يف مرص )93( ،<br />

وكان احلاكم باأمر اهلل قد ‏سري اخللع اإىل املعز ولقبه ‏رشف الدولة )94( ، لكن هذه السياسة<br />

انقلبت راأساً‏ على عقب،‏ فقد ذكر ابن خلدون يف كتابه العرب اأن املعز بن باديس كان ماشياً‏<br />

يف القريوان،‏ فكبا به فرسه فنادى مستغيثاً‏ باسم اأبي بكر وعمر،‏ فسمعه العامة،‏ فثاروا<br />

حلينهم على الشيعة )95( ، وذهبوا اإىل درب املعلى - وهو حي ‏شيعي يف مدينة القريوان -<br />

وقتلوا الشيعة الذين كانوا يسكنون هناك )96( ، ويف رواية اأخرى ذكرها ابن عذاري اأن املعز<br />

بن باديس خرج يف اأحد االأعياد للمصلى يف اأول واليته،‏ فكبا به فرسه،‏ فنادى مستغيثاً‏<br />

بالشيخني اأبي بكر وعمر - رضي اهلل عنهما-‏ ، فسمعته الشيعة الذين كانوا يف عسكره،‏<br />

فبادروا اإليه ليقتلوه،‏ فنهض عبيده ورجاله ومن معه يكتم السنة من اأهل القريوان،‏ ووضعوا<br />

السيف بالشيعة،‏ فقتل منهم اأكرث من ثالثة اآالف،‏ فسمي ذلك املكان بركة الدم )97( .<br />

ثم اأخذ املعز يتتبّع دعاة الشيعة،‏ ويالحقهم بالقتل والتنكيل،‏ ‏»وقتل دعاة الرافضة«‏ )98( ،<br />

كما قطع من االأذان عبارة:‏ ‏»حي على خري العمل )99( » ، التي كان الفاطميون قد اأضافوها اإىل<br />

االأذان يف املغرب.‏<br />

لقي املعز بن باديس تاأييداً‏ على ما قام به من معظم ‏سكان املغرب وقد امتدحه الشعراء<br />

على هذه احلركة التي ‏سميت بحركة التطهري )100( ، كقول الشاعر القاسم بن مروان:‏<br />

وسوف يقتلون بكل اأرض<br />

127<br />

كما قتلوا باأرض القيروان


سقوط الدولة الفاطمية في املغرب - ونبذ التشيع<br />

د.‏ عبد الرؤوف جرار<br />

وقال ‏شاعر اآخر )101( :<br />

يا معز الدين عس يف رفعةٍ‏<br />

اأنت اأرسيت النبي املسطفى<br />

وجعلت القتل فيهم ‏سنة<br />

128<br />

ورسور واغتباط وجذل<br />

وعتيت يف امللعني السفل<br />

باأقاسي الأرس يف كل الدول<br />

احتج احلاكم باأمر اهلل على ما حصل للشيعة،‏ فكاتب املعز بن باديس،‏ فاعتذر اإليه عن<br />

ترصفات العامة،‏ فاأغضى عنه،‏ ومل يحاول اأن يستثريه اأكرث مما فعل،‏ وعمل على اسرتضائه،‏<br />

وبعد مضي ‏شهور عدة على مذبحة الشيعة بعث احلاكم باأمر اهلل اإىل املعز بسجل خاطبه فيه<br />

برشف الدولة )102( .<br />

ويف ‏سنة ‏)‏‎411‎ه / ‎1020‎م(‏ بعث احلاكم اإىل املعز اأبا القاسم بن اليزيد رسوال يحمل<br />

الهدايا واخللع النفيسة من لباسه،‏ وكان من هذه الهدايا ‏سيف مكلل بنفيس اجلواهر،‏ كما<br />

بعث احلاكم اإىل املعز،‏ حممد بن عبد العزيز بن اأبي كدية ومعه ‏سجل احلاكم وخمسة عرش<br />

علما منسوجة بالذهب )103( .<br />

لكن احلاكم باأمر اهلل تويف ‏سنة ‏)‏‎411‎ه / ‎1020‎م(‏ فخلفه ولده الظاهر الإعزاز دين<br />

اهلل )104( ، الذي ‏سار ‏سنة ‏)‏‎414‎ه/‏ ‎1123‎م(‏ بترشيف عظيم اإىل املعز بن باديس،‏ وزاده<br />

لقبا فسماه:‏ ‏»رشف الدولة وعضدها«‏ )105( ، وبعث اإليه بثالثة اأفراس من خيل ركوبة مزودة<br />

برسوج نفيسة،‏ واأرسل اإليه خلعة من نفيس ثيابه،‏ وعرشين بنداً‏ مذهبة ومفضضة )106( .<br />

لعلَّ‏ هذه السياسة التي انتهجها احلاكم باأمر اهلل وابنه الظاهر الإعزاز دين اهلل،‏ كانت<br />

تعرب عن رغبتهما يف حتسني العالقات مع املعز بن باديس،‏ لكن املعز مل يقم وزنا لكل ذلك،‏<br />

واأظهر الدعوة اإىل بني العباس،‏ وقطع اخلطبة للمستنرص الفاطمي )107( .<br />

انفصال املغرب عن الدولة الفاطمية نهائياً:‏<br />

اختلف املوؤرخون يف حتديد تاريخ انفصال املعز بن باديس عن الدولة الفاطمية<br />

نهائياً،‏ فقد ذكر ابن عذاري وابن خلدون اأنه مت ‏سنة ‏)‏‎440‎ه/‏ ‎1048‎م(‏ )108( ، بينما ذكر<br />

ابن تغري بردي واملقريزي اأنه مت ‏سنة ‏)‏‎443‎ه / ‎1051‎م(‏ )109( ، وذكر ابن اخلطيب يف<br />

كتابه اأعمال االأعالم اأنه قد مت يف ‏سنة ‏)‏‎441‎ه / ‎1049‎م(‏ )110( ، ولكن الدكتور ‏سامل يرجح<br />

اأن االنفصال مت ‏سنة ‏)‏‎440‎ه / ‎1048‎م(‏ ، وحجته يف ذلك اأن وزير املستنرص الفاطمي<br />

الذي كان قبل اليازوري هو اأبو القاسم علي بن اأحمد اجلرجرائي املتوفى ‏سنة ‏)‏‎436‎ه(‏ ،


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

والذي كان قد بلغه ما اأظهر املعز بن باديس من التودد للخليفة العباسي القائم باأمر اهلل،‏<br />

وما كان يقوم به من اضطهاد للشيعة االإسماعيلية والدعوة للمذهب املالكي )111( . وقد<br />

خاطب اجلرجرائي املعز بن باديس حمذراً‏ اإياه من التعرض للفاطميني والقدح فيهم،‏ ورد<br />

عليه املعز مستهزئا بالفاطميني وحماوالً‏ تغيريه عليهم،‏ فقال اجلرجرائي عندما وصله<br />

الكتاب:‏ ‏»اأال تعجبون من ‏صبي بربري مغربي يحاول اأن يخدع ‏شيخاً‏ عربياً‏ عراقياً«‏ )112( .<br />

لكن اجلرجرائي تويف ‏سنة ‏)‏‎436‎ه / ‎1044‎م(‏ ، وويل ابو حممد احلسن بن علي<br />

اليازوري الوزارة بعده،‏ فخاطب املعز بن باديس دون ما كان يخاطب به من كان قبله<br />

)113( من الوزراء،‏ فحقد عليه واأخذ يشوه ‏سمعته لدى الفاطميني،‏ حتى حقدوا عليه وساءت<br />

العالقات بني املعز بن باديس واملنترص العبيدي ووزيره اليازوري )114( .<br />

اأعلن املعز طاعته للخليفة العباسي،‏ ودعا له على منابر بالده،‏ ونقش اسمه على<br />

السكة،‏ ويوؤيد تلك التبعية الدينار املوجود يف متحف برلني،‏ اإذ نقشت على وجهه االأول<br />

العبارات االآتية:‏ ‏»ومن يتبع غري االإسالم دينا فلن يقبل منه.‏ ال اله اإال اهلل وحده ال ‏رشيك<br />

له حممد رسول اهلل،‏ وكتب على الوجه الثاين ‏»باسم اهلل ‏رضب مبدينة عز االإسالم القريوان<br />

‏سنة اإحدى واأربعني واأربعمائة.‏ « ياأيها النبي اإنا اأرسلناك ‏شاهدا،‏ ومبرشا ونذيرا وداعيا اإىل<br />

اهلل«‏ )115( .<br />

اأمر املعز بن باديس بلعن الفاطميني والدعوة اإىل العباسيني يف اخلطب،‏ وملا كان<br />

عيد االأضحى اأمر اخلطيب اأن يسب بني عبيد فقال:‏ ‏»اللهم األعن الفسقة الكفار املارقني<br />

الفجار،‏ اأعداء الدين اأنصار الشياطني،‏ املخالفني الأمره والناقضني لعهده،‏ املتبعني غري<br />

‏سبيله،‏ واملبدلني كتابه.‏ اللهم العنهم لعناً‏ وبيال واأخزهم خزياً‏ عريضاً‏ طويال،‏ اللهم اإن<br />

‏سيدنا اأبا متيم املعز بن باديس بن املنصور القائم لدينك،‏ والنارص لسنة نبيك،‏ والرافع<br />

للواء اأوليائك،‏ يقول مصدقاً‏ لكتابك،‏ وتابعاً‏ الأمرك مدافعاً‏ ملن غري الدين وسلك غري ‏سبيل<br />

الراشدين املوؤمنني،‏ ‏{ياأيها الكافرون ال اأعبد ما تعبدون}‏ )116( ، وبذلك يكون املعز قد اأعلن<br />

انفصاله عن الفاطميني من الناحية النظرية.‏<br />

وهنا ال بد من التذكري اأن اخلالفة العباسية كانت قد استعادت ‏شيئاً‏ من الهيبة والنفوذ<br />

اأيام القادر ‏)‏‎381‎ه/‏ ‎991‎م-‏ ‎422‎ه / ‎1030‎م(‏ والقائم ‏)‏‎422‎ه/‏ ‎1030‎م-‏ ‎467‎ه/‏<br />

‎1077‎م(‏ يف حني اأن اخلالفة االأموية قد انهارت يف االأندلس يف اأوائل القرن اخلامس،‏ واأن<br />

اخلالفة الفاطمية كانت تعيش اأزمة كربى بعد موت احلاكم باأمر اهلل يف ظروف غامضة،‏<br />

تسببت يف انقسام خطري داخل الدعوة االإسماعيلية )117( .<br />

129


سقوط الدولة الفاطمية في املغرب - ونبذ التشيع<br />

د.‏ عبد الرؤوف جرار<br />

اإذا وضعنا ترصف املعز بن باديس هذا داخل اإطار االنهيار الفاطمي،‏ وانبعاث اخلالفة<br />

العباسية،‏ فقد يكون ‏سبباً‏ مشجعاً‏ على االنفصال،‏ لتحول واضح يف ميزان القوى،‏ باالإضافة<br />

اإىل تدهور االأوضاع االقتصادية يف بالد املغرب بسبب القحط وقلة اليد العاملة )118( .<br />

عندما علم املستنرص الفاطمي مبا حصل كتب اإىل املعز بن باديس يتهدده قائال:‏<br />

‏»هال اقتفيت اآثار اآبائك يف الطاعة والوالء«‏ )119( ، فرد عليه املعز موؤكداً‏ حقه يف حكم<br />

املغرب قائال:‏ ‏»اإن اآبائي واأجدادي كانوا ملوك املغرب قبل اأن متلكه اأسالفك،‏ ولهم عليهم<br />

من اخلدم اأعظم من التقدمي،‏ ولو اأخروهم لتقدموا باأسيافهم«‏ )120( .<br />

مل يكرتث املعز بهذا التهديد؛ الأن الدولة الفاطمية اأصبحت ‏ضعيفة غري قادرة على<br />

اإخضاع املغرب من جديد )121( ، واأن املعز - كما يبدو - كان ينتظر الفرصة املناسبة<br />

الإعالن االنفصال،‏ وكان يطالع رغبه اأهل القريوان امللحة يف قطع الدعوة للفاطميني،‏ وكان<br />

هو نفسه مييل اإىل املذهب السني،‏ لكنه رمبا مل يرض اأن ينكث بعهود اآبائه للفاطميني،‏ واإمنا<br />

كان يتوقع اأن يقوم املستنرص برتضيته،‏ كما حصل من قبل،‏ وملا مل يفعل ذلك،‏ فقد عدًّ‏<br />

هذا استخفافاً‏ منه باأمره،‏ واحتقاراً‏ لساأنه،‏ وعز عليه اأن يعامل مبثل هذه املعاملة،‏ مع ما<br />

لديه من اإمكانات كثرية تهيئ له االنفصال عن الدولة الفاطمية نهائياً‏ )122( مما جعل املعز<br />

يصمم على ‏سياسة االنفصال املوجهة للفاطميني،‏ فتحداهم بلعنهم على املنابر باأشنع<br />

املسبات،‏ مما اأدى اإىل ارتياح كبري يف اأوساط السنة )123( ، ومل يكتف املعز بلعن الفاطميني<br />

على املنابر،‏ بل قام بخطوات عملية،‏ فاأزال اسم املستنرص العبيدي عن الطراز،‏ والرايات<br />

)124( ، واأحرق بنوده وهدم دار االإسماعيلية )125( وبدل العملة التي حتمل اسم املستنرص،‏<br />

فنقش على الوجه االأول ‏»ومن يتبع غري االإسالم دينا فلن يقبل منه وهو يف االآخرة من<br />

اخلارسين«‏ )126( وعلى الوجه الثاين ‏»ال اله اإال اهلل!‏ حممد رسول اهلل«‏ )127( واأمر الناس بقطع<br />

‏سكتهم،‏ وزوال اأسمائهم من جميع الدنانري،‏ والدراهم،‏ وسائر العملة،‏ ثم اأمر مناديه اأن<br />

ينادي يف الناس باأمر املعز بن باديس قائال:‏ ‏»اإنه من ترصف مبال عليه اأسماء بني عبيد<br />

ناله العقوبة الشديدة«‏ )128( .<br />

اأرسل املعز رجالً‏ من ثقاته اإىل بغداد ليحرض اخللع واالألوية السوداء،‏ فاستجاب<br />

اخلليفة العباسي لرغبة املعز،‏ واأرسل اإليه اأبا غالب الشريازي رسوالً‏ من قبله،‏ ومعه العهد<br />

واللواء والهدايا،‏ فمر وهو يف طريقه يف بالد الروم،‏ فقبض عليه االإمرباطور البيزنطي،‏<br />

واأرسله وما معه اإىل املستنرص الفاطمي،‏ وعندما وصل اإىل القاهرة اأحرق العهد،‏ واللواء،‏<br />

والهدايا )129( ، وعندما علم املعز بن باديس بذلك اأحرض الصباغني واأخرج لهم ثياباً‏ بيضاء<br />

واأمرهم بصبغها باللون االأسود ‏شعار العباسيني،‏ ثم جمع اخلياطني فصنعوها اأثواباً،‏ ثم<br />

130


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

جمع الفقهاء والقضاة وخطيبي القريوان،‏ واملوؤذنني،‏ وكساهم بالسواد،‏ ثم اأمرهم بالذهاب<br />

اإىل جامع القريوان وحلق بهم،‏ فصعد اخلطيب املنرب،‏ وخطب خطبة دعا فيها للقائم العباسي<br />

والسلطان املعز بن باديس،‏ ولولده،‏ وويل عهده اأبي طاهر متيم بن املعز،‏ ثم لعن بني عبيد<br />

وبني خزيهم )130( ، وبذلك انفصل املغرب ‏سياسياً‏ وروحياً‏ عن الفاطميني،‏ ونبذ تعاليم<br />

الشيعة االإسماعيلية ودعوتهم،‏ وانتهت السيادة الفاطمية على بالد املغرب )131( ومنذ ذلك<br />

الوقت ‏صارت اخلطبة تقراأ للعباسيني يف خمتلف واليات ‏شمال افريقية )132( .<br />

جمع املعز بن باديس الفقهاء للمناظرة وكان فيهم املالكية واحلنفية،‏ فساألهم عن<br />

موطن االإمام اأبي حنيفة فقيل له الكوفة،‏ فقال:‏ ومالك؟ فقالوا:‏ املدينة املنورة،‏ فقال:‏ عامل<br />

اأهل املدينة يكفينا،‏ واأمر باإخراج اأصحاب اأبي حنيفة،‏ وقال:‏ ‏»ال اأحب اأن يكون يف عملي<br />

مذهبان«‏ ، ومنذ ذلك الوقت انتقل معظم ‏سكان املغرب اإىل مذهب االإمام مالك وما زالوا عليه<br />

اإىل اليوم )133( ، وقد ذكر ذلك املقدسي يف كتابه ‏»اأحسن التقاسيم يف معرفة االأقاليم«‏ فقال:‏<br />

‏»اإن اأهل املغرب ال يكادون يعرفون اإال كتاب اهلل وموطاأ مالك«‏ )134( ، هذا ومن املعروف اأن<br />

مذهب االإمام مالك ظهر اأوالً‏ باالأندلس،‏ ثم انتقل اإىل املغرب االأقصى اأيام االأدارسة،‏ وظهر<br />

يف املغرب قبل استيالء ‏صنهاجة والعبيديني على املغرب )135( بكثري،‏ على يد عدد من كبار<br />

علماء املذهب املالكي كان من اأشهرهم اأسد بن الفرات بن ‏سنان اأحد تالميذ االإمام مالك<br />

)136( ، وعبد السالم بن ‏سعيد التنوخي املعروف ‏)بسحنون(‏ اأحد اأشهر فقهاء املغرب )137( .<br />

مل يقترص املعز بن باديس على اضطهاد الشيعة،‏ بل اأخذ يحمل الناس على اعتناق<br />

املذهب املالكي،‏ وترك ما دونه من املذاهب االأخرى،‏ حتى يتم له بذلك االنفصال الروحي<br />

واملذهبي عن مرص،‏ وكانت تونس والقريوان من اأهم مراكز انتشار هذا املذهب،‏ ويبدو اأن<br />

احلاكم باأمر اهلل قد ‏شعر بهذه النهاية املحتَّمة،‏ فحاول استمالة املعز عن طريق تكليف<br />

بعض العلماء بتدريس الفقه املالكي باجلامع االأزهر،‏ غري اأنه ملا فشل يف حتقيق اأغراضه<br />

اأمر بقتل هوؤالء الفقهاء املالكية )138( .<br />

اأحدث انفصال املغرب عن الفاطميني ‏صدى عميقاً‏ يف جميع اأنحاء املغرب،‏ ففي<br />

طرابلس اقتدى الناس باملعز بن باديس،‏ وقام الفقيه اأبو احلسن بن املنترص بتحريض<br />

العامة على الشيعة،‏ واشرتك معهم يف قتلهم،‏ ثم قطع من االأذان عبارة ‏»حي على خري<br />

العمل«‏ ، واأَذن اأَذان اأهل السنة،‏ ويف ‏سنة ‏)‏‎443‎ه/‏ ‎1051‎م(‏ ، كتب االأمري جبارة بن خمتار<br />

العربي من برقة اإىل املعز يبايعه على الطاعة،‏ ويخربه باأنه واأهل برقة قد اأحرقوا املنابر<br />

التي كان يدعى عليها للعبيديني،‏ واأحرقوا راياتهم،‏ وترباأوا منهم ولعنوهم على املنابر<br />

ودعوا للقائم العباسي )139( .<br />

131


سقوط الدولة الفاطمية في املغرب - ونبذ التشيع<br />

د.‏ عبد الرؤوف جرار<br />

اإذا اأمعنا النظر - فيما ‏سبق-‏ جند اأن هذا االنفصال مت على مراحل متعددة،‏ وقد ‏ساعد<br />

على حدوثه ‏سياسة اخللفاء الفاطميني العدوانية نحو اأمراء بني زيري،‏ واإثارتهم املنافسة<br />

بني ‏صنهاجة وزناتة،‏ ثم تدخل الوزراء منذ خالفة املستنرص باهلل يف هذا اخلالف،‏ وسوء<br />

ترصفهم يف معاملة املعز بن باديس،‏ واإرساف اخللفاء الفاطميني يف االستخفاف بالدين<br />

وسب الصحابة،‏ واإدعاء احلاكم باأمر اهلل االإلوهية ودعوته الناس لعبادته )140( ، لكن العروي<br />

يورد راأي غوتيه الذي قال فيه اإن هذا االنفصال حماولة من الرببر للتخلص واالنتقام<br />

من العرب الفاحتني،‏ واإن فتح مرص هو رد على فتح العرب الإفريقية،‏ واأن قبائل كتامة<br />

وصنهاجة استغلوا بذكائهم الدعوة الفاطمية،‏ وحكموا باسمها،‏ ثم ‏شجعوا اأصحابها على<br />

االنتقال اإىل الرشق الإبعادهم واالستقالل عنهم،‏ كما لو كان االأمر بخطة مدروسة اأوشكت<br />

اأن تنجح لوال تدخل الرببر البدو،‏ ويقصد بذلك زناتة الذين اشتهروا بالتخريب والفوضى<br />

والثورة الدائمة على كل ‏سلطة منظمة )141( .<br />

بينما يرى الدكتور العدوي اأن املعز بن باديس وجد نفسه مضطرا التباع ‏سياسة عمه<br />

حماد بن بلكني _ حامل لواء الوعي السني على مذهب االإمام مالك _ بعد مضي ثالثني<br />

عاماً‏ على اخلطوات التي اتخذها حماد يف ذلك السبيل )142( .<br />

موقف الفاطميني من انفصال املغرب:‏<br />

تاأثر اخلليفة الفاطمي كثرياً‏ بهذا احلادث اخلطري،‏ واالنقالب الديني السياسي العظيم،‏<br />

والقضاء على الدعوة الشيعية يف املغرب )143( ، مل يقف املستنرص الفاطمي اأمام هذا<br />

االنفصال موقف املتفرج على االأحداث،‏ والتي متخض عنها ‏سقوط الدولة الفاطمية يف<br />

بالد،‏ ونبذ التشيع،‏ فقد عمل على االنتقام من بني زيري الذين خرجوا عليه،‏ يف الوقت<br />

الذي كانت فيه الدولة الفاطمية قد ‏ضعفت وعجزت عن اإعادة الدعوة االإسماعيلية اإىل<br />

املغرب )144( . فاأشار اليازوري وزير املستنرص بتجهيز بني هالل وبني ‏سليم واأتباعهم من<br />

القبائل العربية اإىل املغرب )145( .<br />

ينحدر بنو هالل واأبناء عمومتهم بني ‏سليم من قيس عيالن،‏ ولكنهم كانوا يختلفون<br />

يف طبيعتهم واأخالقهم عن اأجدادهم هوازن بن منصور بن قيس عيالن بن مرض،‏ الذين<br />

كانوا من اأعظم قبائل العرب واأقواها واأبعدها اأثراً‏ يف الفتوحات االإسالمية اأيام اخللفاء<br />

الراشدين ثم االأمويني )146( ، واأصل موطن بني هالل وسليم بالد احلجاز وبعض تخوم<br />

جند،‏ فهي قبائل عربية بدوية رعوية،‏ تعيش عيشة فقرية مضطربة،‏ تضطرها - يف بعض<br />

االأحيان - اإىل احرتاف الغارة على اجلريان،‏ اأو قطع السبيل حتى على قوافل احلجاج،‏ وعلى<br />

مكة يف اأثناء موسم احلج،‏ وعلى املدينة يف اأيام الزيارة )147( .<br />

132


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

انضم بنو هالل وبنو ‏سليم اإىل حركة القرامطة،‏ ودخلوا بجيوشهم عُ‏ مان والبحرين،‏<br />

واشرتكوا يف احلرب ‏ضد الفاطميني يف الشام ومرص واحلجاز،‏ وعندما تغلب املعز لدين اهلل<br />

على القرامطة،‏ اأرغمهم على االرتداد اإىل البحرين،‏ فانفصل بنو هالل وبنو ‏سليم عنهم،‏ ومالوا<br />

اإىل الفاطميني،‏ فنقلهم العزيز باهلل الفاطمي اإىل ‏صعيد مرص،‏ واأسكنهم الضفة الرشقية من<br />

النيل،‏ واشرتط عليهم باأن ال يعربوا اإىل الضفة الغربية )148( ، وكان هدفه من ذلك احليلولة<br />

بينهم وبني االنضمام اإىل اأعداء الفاطميني يف املغرب،‏ فاأقام من انتقل من بني هالل وبني<br />

‏سليم يف الصعيد االأعلى،‏ واآذوا الفالحني اإيذاءً‏ ‏شديداً،‏ فاأما بنو ‏سليم فقد اندمج كثري منهم<br />

مع ‏سكان الصعيد،‏ واأما بنو هالل فقد ظلوا بدواً‏ )149( ، ومن اأكرب قبائلهم:‏ ‏»جشم،‏ واالأثبج،‏<br />

وزغبة،‏ ورياح،‏ وربيعة،‏ وعدي،‏ والزواودة«‏ )150( .<br />

استمال املستنرص الفاطمي مشايخ بني هالل وسليم بالعطاء،‏ والعهد لهم بوالية<br />

اإفريقية بدالً‏ من اأمراء القريوان الصنهاجيني اخلارجني عليه؛ لينرصوا الشيعة،‏ ويدافعوا<br />

عنهم )151( ، لكن تقليدهم االأمور مت بنطق ‏شفوي،‏ ومل يكن االأمر مغامرة،‏ اإذ كانت العملية<br />

حمسوبة بطريقة ال تقبل اخلطاأ )152( ، وبذلك يكون اليازوري قد رمى عصفورين يف حجر<br />

واحد،‏ فاإن جنح فيما يرنو اإليه يف الظفر باملعز بن باديس وقومه ‏صنهاجة،‏ كانوا اأولياء<br />

للدولة وعماالً‏ لها يف املغرب،‏ واإن كانت االأخرى فيكون قد تخلص من عدوان تلك القبائل )153( ،<br />

التي اأرضت بالديار املرصية،‏ واأصبحت خطراً‏ على الدولة لذلك فتح لهم املستنرص باب<br />

الهجرة اإىل املغرب،‏ ورغبهم فيه )154( ، وحمل اإىل مشايخهم االأموال،‏ واأنعم على ‏سائرهم<br />

بفرو ودينار لكل نفر،‏ واأباح حمى الغرب )155( ، وكتب اليازوري اإىل املعز:‏ ‏»اأما بعد فقد<br />

اأرسلنا اإليك خيوالً،‏ وحملنا عليها رجاالً‏ فحوالً‏ )156( ، ليقضي اهلل اأمراً‏ كان مفعوال )157( » .<br />

‏سار بنو هالل وسليم اإىل برقة،‏ فاستولوا على اأمصارها واأعجبتهم اأرضها،‏ فاأرسلوا<br />

اإىل اأخوانهم بالصعيد يرغبونهم يف اللحاق بهم )158( ، فقد وجدوا بالداً‏ طيبة كثرية املراعي،‏<br />

خالية من االأهل،‏ بسبب هجرة زناتة منها اأمام ‏ضغط ‏صنهاجة )159( ، لكن حكومة بني<br />

عبيد مل تاأذن لهم هذه املرة جتاوز النيل،‏ اإال باأداء دينارين عن كل ‏شخص،‏ فاأخذ منهم<br />

الفاطميون اأضعاف ما اأعطوهم )160( ، واأخذ القادرون منهم على االأداء يف الرحيل حتى<br />

‏ضاقت بهم برقة )161( .<br />

استقر بنو ‏سليم يف برقة،‏ وخربوا املدينة احلمراء واأجدابية واسمرا ورست،‏ اأما بنو<br />

هالل فسار جميع بطونها اإىل املغرب،‏ كما وصفهم املقريزي قائالً:‏ ‏»كاجلراد املنترش ال<br />

ميرون على ‏شيء اإال اأتوا عليه«‏ )162( حتى وصلوا اإىل اإفريقية ‏سنة ‏)‏‎443‎ه / ‎1051‎م(‏ ، وكان<br />

اأول من وصل من بني هالل موؤنس بن يحيى )163( ، الرياحي اأمري رياح،‏ فقدم على املعز<br />

133


سقوط الدولة الفاطمية في املغرب - ونبذ التشيع<br />

د.‏ عبد الرؤوف جرار<br />

بن باديس،‏ وكان املعز كارهاً‏ الإخوانه ‏صنهاجة،‏ حمباً‏ لالستبدال بهم،‏ حاقداً‏ عليهم،‏ دون<br />

اأن يظهر ذلك لهم،‏ فاستلطف موؤنس الرياحي،‏ وزوجه اإحدى بناته واأسكنه بعض قصوره،‏<br />

يف القريوان،‏ فحسنت معه نية موؤنس وعاد تشاوؤم املعز مبقدمهم تفاوؤالً‏ )164( ، وشاوره يف<br />

)165(<br />

استدعاء عرب بني هالل من طرابلس وحدود اإفريقية ليكونوا له عوناً‏ على بني عمه<br />

، فنصحه موؤنس،‏ بعدم التفكري يف هذا االأمر،‏ واأخربه باأنهم ال يجتمعون على كلمة،‏ واأنهم<br />

ال ينقادون اإىل طاعة،‏ لكن املعز اأكرث من االإحلاح عليه،‏ اإىل اأن قال له املعز:‏ ‏»اإمنا تريد<br />

انفرادك،‏ حسداً‏ منك لقومك«‏ )166( ، فذهب اإليهم موؤنس بعدما قدم العذر واأشهد بعض رجال<br />

السلطان،‏ ‏»ثم رحل متوجهاً‏ نحوهم،‏ فنادى يف القوم وحشدهم ووعدهم،‏ وغبطهم ووصف<br />

لهم كرامة السلطان واالإحسان لهم،‏ ثم قدم يف ركب منهم،‏ مل يعهدوا نعمة،‏ وال طالعوا<br />

حارضة،‏ فلما انتهوا اإىل قرية،‏ تنادوا ‏)هذه القريوان(‏ ، ونهبوها من حينها«‏ )167( ، وعاثوا<br />

يف نواحي اإفريقية فساداً،‏ فعظم االأمر على املعز وقال:‏ ‏»اإمنا فعل موؤنس هذا ليصحح قوله،‏<br />

ويظهر نصحه«‏ )168( .<br />

‏ساءت نية املعز مع موؤنس،‏ واتهمه باإغراء العرب على الفساد،‏ وبداأت املناوشات<br />

عندما جهز املعز اإىل الهاللية قوة من رجاله الصنهاجيني،‏ ولكن الهاللية جنحوا يف االإيقاع<br />

بهم،‏ فاأخذته العزة بالكرب،‏ واأشاط به الغضب )169( ، فاأمر املعز بالقبض على اأخي موؤنس<br />

واأوالده وختم على داره بالقريوان،‏ وخرج وعسكر يف ظاهر القريوان،‏ وهو يحشد الرجال<br />

ويستنفر القبائل املوالية،‏ من زناته وغريها،‏ واستنجد ببني عمه بقلعة حماد،‏ فاأمده ابن<br />

حماد بكتيبة من األف فارس،‏ واستنفر قبيلة زناتة على املشاركة يف القتال،‏ فقدم اإليه<br />

املستنرص بن خزرون املغراوي يف األف فارس من زناتة )170( ، كما انضم اإىل معسكر املعز<br />

اأعداد من االأتباع واالأولياء واحلشم،‏ ومن حولهم من بقايا عرب الفتح والزناتية،‏ وغريهم<br />

من جماعات الرببر )171( . نتائج غزو القبائل الهاللية للمغرب<br />

خرج اإليهم املعز بن باديس يف جيش قوامه حوايل ثالثني األفاً،‏ واشتبكوا مع عرب بني<br />

هالل من رياح وزغبة وعدي بالقرب من حيدران يف ذي احلجة ‏سنة ‏)‏‎443‎ه/‏ ‎1051‎م(‏<br />

، ولكن عرب الفتح يف جيش املعز اآثروا االنضمام اإىل اأخوانهم يف اجلنس،‏ فانحازوا اإىل<br />

‏صفوف الهاللية،‏ اأما زناتة وصنهاجة،‏ فقد خذلوا املعز وفروا،‏ فانهزم املعز هزمية نكراء،‏<br />

وفرَّ‏ بنفسه وخاصته اإىل القريوان،‏ وقتل من الصنهاجيني واأتباع املعز على ما ذكره ابن<br />

خلدون ثالثة اآالف وثالثمائة مقاتل،‏ وفرَّ‏ معظم فلول جيش املعز اإىل جبل حيدران،‏ ثم<br />

توافد على القريوان املنهزمون،‏ ووصل بنو هالل اإىل نواحي القريوان،‏ واأخذوا يخربون<br />

مزارعها ويدمرون عمرانها )172( .<br />

134


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

حارص عرب بني هالل القريوان،‏ واأخذوا ينهبون البالد حتى اأتوا على عمرانها،‏<br />

وكانوا قد استولوا على باجة وقابس،‏ وقسنطينة وتونس وبونه،‏ فلما راأى املعز ‏ضياع<br />

ملكه اأصهر ببناته اإىل ثالثة )173( من اأمراء بني هالل )174( ، لكن دون فائدة،‏ واستمر الهاللية<br />

يف عدوانهم،‏ فاأمر املعز باأن ينقل ‏سكان ‏صربة وسوقها اإىل القريوان،‏ واأن ينتقل جميع<br />

عسكره من الصنهاجيني اإىل ‏صربة وينزلون يف مساكنها واأسواقها،‏ وعندما دخل عبيد<br />

املعز وصنهاجة ‏صربة،‏ اأساوؤوا استخدام مبانيها فخربت عمائرها )175( ، ثم زحف بنو هالل<br />

اإىل القريوان فحارصوها،‏ وخرج بعض اأهايل القريوان للدفاع عنها،‏ لكن بني هالل متكنوا<br />

من قتلهم واإبادتهم )176( .<br />

ويف ‏سنة ‏)‏‎448‎ه/‏ ‎1056‎م(‏ ، بعث املعز ابنه متيم اإىل املهدية،‏ ونزلها ودخل بني هالل<br />

القريوان،‏ فاستباحوها،‏ وخربوها،‏ كما حصل تزاوج بني الرببر والعرب،‏ واختفي احلاجز<br />

احلضاري - نوعاً‏ ما – بينهم،‏ وبخاصة اأن العرب والرببر يجمعهم الدين االإسالمي )177( .<br />

بعد خراب القريوان انتقل املعز بن باديس اإىل املهدية،‏ وقضى السنوات االأخرية من<br />

عمره حزيناً‏ اإىل اأن وافاه االأجل املحتوم ‏سنة ‏)‏‎454‎ه/‏ ‎1061‎م(‏ ، ودفن يف رباط املستنري،‏<br />

وخلفه ابنه متيم )178( الذي اقترص ملكه على ‏رشيط ‏ضيق من ‏ساحل املهدية يضم ‏صفاقس<br />

وقابس،‏ وجزيرة جربة )179( .<br />

طرب املستنرص الفاطمي لهزمية الزيريني؛ الأنه استطاع اأن ينتقم لنفسه منهم،‏ وعرب<br />

عن ‏رسوره يف رسالة بعث بها اإىل علي بن حممد الصليحي ‏صاحب اليمن،‏ وقد جاء فيها:‏<br />

‏»اأنه خلّف ابن باديس اللعني حمصوراً‏ يف منفاه من االأرض،‏ حمموالً‏ على ‏شفا جرف من<br />

االأخذ والقبض،‏ فقد فغر الردى له فمه،‏ ولن يبعد بعون اهلل اأن يلقه،‏ واأمري املوؤمنني يساأل<br />

اهلل جلت عظمته معونته على ‏شكر نعمته التي هو عن القيام بواجب اأقلها حمصور،‏ ولسانه<br />

عن الوفاء باأيرسه مقصور،‏ ويقول:‏ احلمد هلل الذي اأذهب عنا احلزن،‏ اإن ربنا لغفور ‏شكور،‏<br />

اأعلمك اأمري املوؤمنني نباأ هذه العارفه الطارفه،‏ لتنرشه على املنابر،‏ وتذيعه يف البوادي<br />

واحلوارض،‏ اإن ‏شاء اهلل تعاىل،‏ والسالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته«‏ )180( .<br />

انتهت دولة بني زيري يف بالد املغرب رغم اأن متيم بن املعز ظل يحتفظ مبساحة<br />

قليلة من اأرض املغرب،‏ اأما الباقي فقد تقاسمه الهالليون وبعض زعماء زناتة وصنهاجة،‏<br />

وانقسمت البالد اإىل اإقطاعيات ‏صغريه وضاعت وحدتها )181( ، ليبداأ عرص ملوك الطوائف<br />

الذي ينتهي بقيام دولة املرابطني )182( .<br />

135


سقوط الدولة الفاطمية في املغرب - ونبذ التشيع<br />

د.‏ عبد الرؤوف جرار<br />

اإن دخول بني هالل وبني ‏سليم اإىل املغرب االإسالمي من احلوادث الفاصلة يف تاريخه،‏<br />

فقد قضوا على دولة بني زيري الصنهاجة يف بالد املغرب،‏ وعلى دولة اأبناء عمومتهم<br />

بني حماد يف املغرب االأوسط،‏ وانقطعت نتيجة لغاراتهم الصالت السياسية بني املغرب<br />

واملرشق،‏ واجته املغرب بعد ذلك وجهة خاصة منفصلة عن بقية املجموعة االإسالمية،‏ مما<br />

كان له اأسواأ االأثر على مصري املغرب واالأندلس يف اأواخر العصور الوسطى )183( ، كما عجزت<br />

‏صنهاجة اأمام الهالليني وغلبوا على زناتة وعمت الفوضى،‏ فانقطعت الصلة بني املدن<br />

باإخافة السبيل،‏ وهرب الفالحون من الضواحي،‏ فتوقفت التجارة والفالحة،‏ وكان ‏رضر<br />

احلرب يف اجلزائر اأقل منه يف تونس وطرابلس؛ الأن اجلزائر مل تكن هي املقصودة بهذه<br />

احلملة،‏ ومل تطل بها مدة احلرب )184( .<br />

بالغ الكتّاب يف تقدير تلك االأرضار،‏ ثم حملوا الهالليني مسوؤوليتها؛ الأن معظم<br />

هوؤالء الكتاب كانوا موالني لدولة بربرية،‏ ومل يكن للهالليني حكومة تغدق عليهم عطاءً،‏<br />

ولبداوتهم مل يهتموا بدعاية ‏سياسية تنرش لهم،‏ كما بالغ الكتاب االأجانب يف ذلك لقذف<br />

العرب ووصفهم بالتخريب )185( .<br />

ترتب على هذا الغزو انحسار ملك الدولة الصنهاجية يف ‏ساحل اإفريقية ‏)تونس(‏ بسبب<br />

الضغوط التي كانت متارسه القبائل الهاللية على املدن الداخلية،‏ مما اأدى اإىل اهتمام<br />

الصنهاجيني بسوؤون البحر،‏ فاأسس متيم بن املعز اأسطوالً‏ ‏ضخماً‏ بدار الصناعة باملهدية،‏<br />

وقام هو وابنه يحيى بن متيم من بعده بالغارات البحرية على جزيرة ‏صقلية،‏ وعلى ‏سواحل<br />

اإيطاليا )186( .<br />

كذلك انقسمت بالد املغرب اإىل دويالت متشاحنة على نحو ما حدث يف االأندلس عشية<br />

‏سقوط اخلالفة االأموية بقرطبة،‏ فقد استوىل بنو هالل على املناطق املمتدة يف الداخل من<br />

قابس اإىل املغرب،‏ وظل بنو زيري يحتفظون باملهدية وما يليها،‏ واستقر بنو حماد يف<br />

جاية،‏ واستقل حمو بن مليل الربغواطي،‏ الذي حتالف مع عرب زغبة ورياح وعدي واالأثبج،‏<br />

يف ‏صفاقس،‏ واستقل موسى بن يحيى بقابس،‏ واستقل حاكم قفصة الزيري بها بعد اأن<br />

خرج على ‏سيده،‏ واستعان بالهاللية لتوسيع نفوذه مقابل جزية ‏سنوية )187( .<br />

باالإضافة اإىل ذلك فاإن من ‏سلبيات الهجرة الهاللية اأنها مكنت النورمان من غزو<br />

املهدية،‏ واالستيالء على بعض املدن الساحلية مثل قابس وصفاقس واملستنري وسوسة<br />

وصال وجال روجر النورمندي يف بالد املغرب )188( ، مما دفع باملوحدين اإىل اإرسال قواتهم<br />

لدفع ذلك اخلطر،‏ وجنح املوحدون يف هذه اجلبهة،‏ ثم بسطوا ‏سلطانهم اإىل برقة حتى غدت<br />

136


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

دولتهم تشمل املغرب االإسالمي )189( ، كما عملوا على حتقيق التوازن يف غرب البحر املتوسط<br />

بني الدول االإسالمية،‏ والدول املسيحية،‏ فعرفت املنطقة مستوى من التقارب والتداخل<br />

جعل بعضهم يظن اأن اقتسام حوض املتوسط بني املسلمني والنصارى على قدم املساواة<br />

اأمر ممكن على املدى الطويل،‏ وانتظمت بالفعل املبادالت وتنوعت ونشطت الدبلوماسية<br />

والتجارة )190( . كل ذلك كان من اأسباب هجرة بني هالل وسليم اإىل املغرب،‏ والذين تسببوا<br />

يف تفتيت البالد،‏ وحولوها اإىل اإمارات ‏صغرية عاجزة عن دفع الغزاة )191( ؛ الأن بني هالل<br />

ومن كان معهم من العرب مل يكونوا جيشاً‏ نظامياً،‏ له هدف ديني اأو قومي معنوي واضح،‏<br />

كما كان يف الفتوح االإسالمية االأوىل،‏ واإمنا كانوا بدواً‏ طوال تاريخهم،‏ ومل يغريوا طبعهم<br />

البدوي اأبداً؛ الأن طول اإقامتهم يف البوادي،‏ وقوة الدول عليهم واإخراجها اإياهم من كل نطاق<br />

حضاري،‏ جعلهم بدواً‏ اأقحاح،‏ فهم يتحركون ويترصفون جماعياً،‏ ويطيعون رئيس القبيلة،‏<br />

وال يعرفون رئيساً‏ غريه،‏ وال يرون يف العمران اإال جماالً‏ للغارة والنهب،‏ وهم يغريون على<br />

املزارع،‏ واملنساآت دون اأن يقدروا اأهميتها وقيمتها،‏ بل يسعدون باأن يصيبوا منها ما<br />

يقدرون عليه،‏ ويعيثون فيها فساداً،‏ فهم يقتلعون االأبواب ويستخدمون اأخشابها وقوداً‏<br />

للنار،‏ ويطلقون قطعانهم يف املزارع تاأكل املحاصيل دون تفكري،‏ وال يعتزون اإال بشيء<br />

واحد ‏»العصبية«‏ ، فهم يتعصبون لقبائلهم اأكرث مما يتعصبون الأي ‏شيء اآخر )192( ، ومل تكن<br />

مشاغبة الهالليني للحكومات الرببرية طمعاً‏ يف امللك اأو طلباً‏ للفوضى،‏ واإمنا حلفظ حياتهم<br />

البدوية،‏ وكثرياً‏ ما تكون احلرب بني الهالليني الأسباب التنازع على وسائل احلياة،‏ واأما بني<br />

اأفراد القبيلة الواحدة فالأسباب التنازع على رئاسة القبيلة،‏ وشعارهم ‏»ال يفض اخلصام اإال<br />

احلسام«‏ ، ونتج عن هذه احلروب ‏ضعف قبيلة واستعالء اأخرى،‏ فتضطر الضعيفة اإما اجلالء<br />

اإىل ناحية اأخرى،‏ واإما االحتماء بقبيلة اأقوى،‏ فتفرض القبيلة احلامية على املحمية عربية<br />

كانت اأو بربرية ‏رضيبة معلومة يسمونها خفارة،‏ وهي اآية الرشف احلربي )193( .<br />

كما اأدت هجرة بني هالل وسليم اإىل انحدار الثقافة العربية يف اإفريقية )194( ، فقد<br />

كان ازدهار الثقافة العربية يف بالد املغرب يستمد وجوده من عنرصين هما:‏ االستقرار<br />

والطماأنينة السياسية واالقتصادية،‏ ثم الرخاء والرتف وثراء االأمراء واإغداقهم على اأهل العلم<br />

واالأدب،‏ وتشجيعهم،‏ اإال ان كرثة الغزوات التي اأدت اإىل عدم االستقرار السياسي واالقتصادي<br />

واالجتماعي،‏ وفرقت ‏شمل البالد،‏ اإذ اأصبحت القريوان ومدن اإفريقية خراباً‏ تلتهمها النريان<br />

وحتصد اأهلها السيوف،‏ وفجع العلماء يف اأمنهم واستقرارهم،‏ فخرجوا يبحثون عن مالذ<br />

اآمن لهم،‏ ومل يكن اأمامهم اإال املغرب االأقصى يف ذلك الوقت،‏ فقد استقرت اأموره السياسية،‏<br />

وبداأت طالئع املرابطني يف ‏صحراء املغرب تتاأهب للظهور )195( .<br />

137


سقوط الدولة الفاطمية في املغرب - ونبذ التشيع<br />

د.‏ عبد الرؤوف جرار<br />

وهكذا استوطن بني هالل بالد املغرب رهبةً‏ من ‏سيوفهم اأوالً،‏ ورغبةً‏ فيها اأخرياً،‏<br />

فاأقطع لهم الرببر االإقطاعات،‏ واأجزلوا الأمرائهم الصالت،‏ واأضيفت اإفريقية الشمالية اإىل<br />

جزيرة العرب بعدما تبعتها دينياً‏ وسياسياً‏ )196( .<br />

كان لهذا الغزو رغم مضاره الكثرية فضل كبري يف تعريب القبائل الرببرية باملغرب؛<br />

الأن الفتوحات االإسالمية جنحت يف نرش الدين االإسالمي واللغة العربية،‏ فاأتت الهجرات<br />

الهاللية لتضيف اإىل ذلك الدم العربي،‏ وتعدل التكوين االإثني والعنرصي لسكان املغرب،‏<br />

حتى ‏صار الرببري القدمي ال يُلتمس اإال يف معاقل اجلبال ذات الطبيعة الوعرة،‏ وال يتميز<br />

اإال ببعض الظواهر اللغوية )197( ، واأدى ذلك اإىل تخفيف حدة اللهجات املحلية يف القرى<br />

الرببرية التي مل تصل اإليها اإشعاعات احلضارة العربية )198( ، واأضافت هذه القبائل العربية<br />

اإىل حضارة ‏شمال اإفريقية ‏سمات جديدة،‏ ونتج عن امتزاج العرب بالرببر اأجيال اأقوى ‏شكيمة<br />

واأشد مراساً‏ من اأجدادهم )199( ، واأدى اإىل جناح عملية تعريب بالد املغرب،‏ حتى اأصبح فيما<br />

بعد ال يتميز الرببري من العربي،‏ فقد ‏صار معظم ‏سكان املغرب عرباً‏ باللسان )200( .<br />

‏سميت هجرة بني هالل اإىل املغرب بالغزوة الهاللية اأو تغريبة بني هالل،‏ وبطل هذه<br />

القصة يسمى اأبو زيد الهاليل،‏ اأما خصمه فيسمى خليفة الزناتي اأو الزناتي خليفة،‏ وهذه<br />

امللحمة تعترب من اأشهر اآثار االأدب الشعبي العربي،‏ ولكنها متتاز بطابع ‏شعبي،‏ لكن قصة<br />

بني هالل يف االأدب تختلف عن وقائع التاريخ اختالفاً‏ بيناً،‏ فهي اأشبه بالصدى البعيد<br />

حلوادث التاريخ،‏ مثلها مثل كل املالحم الشعبية )201( .<br />

اإن ‏سياسة االنتقام التي مارستها الدولة الفاطمية ‏ضد الدولة الزيدية،‏ كان لها الطابع<br />

التقليدي نفسه الذي ‏سارت عليه من قدمي،‏ وهو اإثارة املنافسة بني القبائل،‏ ورضب بعضها<br />

ببعضها االآخر،‏ لكن مشاغبة الهالليني للحكومات الرببرية مل تكن لطمع يف امللك،‏ اأو<br />

الإعادة بالد املغرب اإىل حظرية الفاطميني،‏ واإمنا كانت حلفظ حياتهم البدوية،‏ واإرضاءً‏<br />

لشهوات زعمائهم )202( .<br />

على الرغم من اإجماع املوؤرخني على اأن ‏سبب نزوح بني هالل وسليم كان من تدبري<br />

الدولة الفاطمية،‏ لتاأديب املعز بن باديس،‏ فاإن االأستاذ العروي يرى خالف ذلك،‏ ويعلق<br />

على هذه االأحداث قائالً:‏ ‏»هذه هي الرواية التقليدية تغري القارئ ببساطة دواعيها،‏ وبداهة<br />

138


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

تسلسل اأطوارها،‏ فهي عبارة عن ماأساة حتركت بدوافع الغريزة من طموح وشهوة،‏ من غرور<br />

وعقوق،‏ من استعالء وانتقام،‏ ثم اأدت اإىل كارثة غري متوقعة يف حجمها وشمولها،‏ ويتساءل<br />

قائالً:‏ هل تتابعت احلوادث بالفعل على هذه الصورة،‏ وحسب هذا الرتتيب؟ من الصعب اأن<br />

منيز بني احلوادث الناجتة عن الصدفة واالإتقان،‏ وتلك التي تولدت عن اأعمال حمددة،‏ نرى<br />

اأن الرواة واإن اتفقوا على احلبكة العامة،‏ يختلفون حول توايل الوقائع وتاريخها )203( » .<br />

لكن من املوؤكد اأن املغرب اأخذ يعتمد على نفسه منذ اأن اأعلن املعز بن باديس االنفصال<br />

السياسي،‏ واملذهبي عن الدولة الفاطمية،‏ وبينما كانت البالد يف ‏رصاع متواصل مع عرب<br />

بني هالل وسليم من جهة،‏ والنورمان الغازين لسواحلها من جهة اأخرى،‏ كانت هناك قوة<br />

جديدة اأخذت تظهر يف اأقصى جنوب املغرب االأقصى فيما وراء جبال درن،‏ وما لبث اأن<br />

تولدت منها دولة املرابطني الكربى التي ‏شملت النصف الغربي من بالد املغرب،‏ واتخذت<br />

االإسالم الذي كانت تتهدده املسيحية باإسبانيا ودام عهدها نحو قرن من الزمان،‏ من<br />

منتصف القرن اخلامس اإىل منتصف القرن السادس )204( .<br />

نتائج البحث:‏<br />

‎1‎اأقام . 1 الفاطميون دولتهم يف بالد املغرب ‏سنة ‏)‏‎297‎ه / ‎909‎م(‏ ، التي قامت على<br />

اأساس الفكر الشيعي االإسماعيلي القائم على تقديس االئمة وعصمتهم.‏<br />

‎2‎اهتم . 2 الفاطميون بامتالك مرص وحتقق لهم ذلك ‏سنة ‏)‏‎358‎ه / ‎969‎م(‏ على يد<br />

قائدهم الصقلي.‏<br />

‏.‏‎3‎عندما 3 اأراد املعز لدين اهلل الرحيل اإىل مرص،‏ اأخذ يفكر يف اإبقاء النفوذ الفاطمي يف<br />

بالد املغرب،‏ مع اأنه كان يدرك اأن هذا االستمرار لن يدوم طويال.‏<br />

‏.‏‎4‎استخلف 4 املعز لدين اهلل على املغرب بلكني بن زيري ثم غادر املعز بالد املغرب<br />

متوجها اإىل مرص،‏ وبرحيل املعز بداأ عهدٌ‏ جديدٌ‏ يف بالد افريقية واملغرب.‏<br />

‎5‎تويف . 5 املعز لدين اهلل ‏سنة ‏)‏‎365‎ه / ‎975‎م(‏ فخلفه ابنه العزيز،‏ ويف ‏)‏‎374‎ه /<br />

‎984‎م(‏ تويف بلكني،‏ فخلفه ابنه املنصور بن بلكني،‏ وقلده العزيز اأمر املغرب.‏ لكن<br />

املنصور اأخذ يديل باأقوال تدل على اأنه يريد االستقالل مما اأغضب العزيز.‏<br />

‏.‏‎6‎اأثار 6 العزيز باهلل قبيلة كتامة ‏ضد املنصور بن بلكني لكن املنصور هزم كتامة.‏<br />

139


سقوط الدولة الفاطمية في املغرب - ونبذ التشيع<br />

د.‏ عبد الرؤوف جرار<br />

‎7‎يف . 7 ‏سنة ‏)‏‎386‎ه / ‎997‎م(‏ تويف العزيز باهلل ليخلفه ابنه احلاكم باأمر اهلل كما<br />

تويف يف السنة نفسها املنصور بن بلكني،‏ فقام باالأمر بعده ابنه باديس،‏ واستمرت<br />

العالقات بني باديس واحلاكم،‏ لكن احلاكم كان يضمر العداء لباديس.‏<br />

‏.‏‎8‎بعد 8 اأن فشل احلاكم يف اإضعاف باديس،‏ بعث اليه ولولده منصور بن باديس<br />

‏سنة ‏)‏‎403‎ه / ‎1012‎م(‏ هدية جليلة،‏ فتلقاها باديس باالأعالم والطبول،‏ ويف<br />

املقابل بعث باديس بهدية اإىل احلاكم باأمر اهلل،‏ واستمرت هذه السياسة حتى<br />

وفاة باديس ‏سنة ‏)‏‎407‎ه / ‎1017‎م(‏ .<br />

‏.‏‎9‎خلف 9 باديس يف احلكم ابنه املعز بن باديس الذي استمر يف ‏سياسة املراسالت<br />

والهدايا يف البداية لكن هذه السياسة انقلبت فيما بعد راأسا على عقب.‏<br />

‎1010‎مترد املعز بن باديس على الفاطميني،‏ وقتل الشيعة وتتبع دعاتهم،‏ والحقهم<br />

بالفتل والتنكيل.‏ وقد القى ترصف املعز هذا تاأييداً‏ من معظم ‏سكان املغرب.‏<br />

‎1111‎اأعلن املعز بن باديس طاعته للخليفة العباسي،‏ ودعا له على منابر بالده،‏ واأمر<br />

بلعن الفاطميني،‏ وبذلك يكون املغرب قد انفصل عن جسم الدولة الفاطمية.‏<br />

‎1212‎تاأثر اخلليفة الفاطمي لهذا االنفصال السياسي واالنقالب الديني العظيم،‏ الذي<br />

متخض عنه ‏سقوط الدولة الفاطمية يف املغرب ونبذ التشيع واستبدال التشيع<br />

االإسماعيلي مبذهب االإمام مالك،‏ وكان قد ‏سبقه اإىل ذلك عمه حماد بثالثني<br />

عاماً.‏ يف الوقت الذي كانت فيه الدولة الفاطمية عاجزة عن الرد واإعادة الدعوة<br />

االإسماعيلية.‏<br />

‎1313‎اأشار اليازوري وزير املنترص الفاطمي بتجهيز بني هالل وسليم واأتباعهم من<br />

القبائل العربية اإىل املغرب،‏ فاستمال املنترص مشايخهم بالعطاء والهدايا.‏<br />

‎1414‎‏سار بنو هالل وسليم اإىل املغرب،‏ ومتكنوا من اجتياح املغرب،‏ وهزمية الزيريني<br />

الذين اأضحى ملكهم قارصاً‏ على ‏رشيط ‏ضيق من ‏ساحل املهدية.‏<br />

15 15 كان لهذا الغزو رغم مضاره الكثرية فضل كبري يف تعريب القبائل الرببرية<br />

باملغرب،‏ الأن الفتوحات االإسالمية جنحت يف نرش الدين االإسالمي واللغة العربية،‏<br />

فاأتت الهجرات الهاللية لتضيف الدم العربي اإىل تلك البالد.‏<br />

140


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

اهلوامش:‏<br />

‎1‎الشهرستاين،‏ . 1 امللل والنحل،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص‎146‎‏،‏ حسن ابراهيم حسن،‏ تاريخ االسالم،‏ ج‎3‎ ،<br />

141<br />

‏ص 259 - 258<br />

‎2‎املقريزي،‏ . 2 اتعاظ احلنفا،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص‎151‎ ، العبادي،‏ يف التارخ العباسي والفاطمي،‏<br />

‏ص‎248‎<br />

‎3‎ابن 3. االثري،‏ الكامل،‏ ج‎7‎‏،‏ ‏ص‎64‎‏،‏ دفرتي،‏ خمترص تاريخ االسماعيليني،‏ ‏ص 121<br />

. ‎4‎ابن اخلطيب،‏ اأعمال االأعالم،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 237<br />

‎5‎املصدر . 5 السابق،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص‎319‎ ، ‏سامل،‏ تاريخ املغرب يف العرص االإسالمي،‏ ‏ص:‏<br />

. 4<br />

.550<br />

. 6<br />

. 7<br />

. 8<br />

. 9<br />

. 10<br />

1<br />

. ‎6‎العبادي،‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص:‏ 315<br />

. ‎7‎‏سامل،‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص:‏ 550<br />

. ‎8‎املقريزي،‏ اتعاظ احلنفا،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 175<br />

. ‎9‎الهاليل امليلي،‏ تاريخ اجلزائر،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 132<br />

‎10‎اإبراهيم جالل،‏ املعز لدين اهلل،‏ ‏ص:‏ 98<br />

11 جعفر بن علي:‏ هو جعفر بن اأحمد بن حمدون املعروف بابن االأندلسي ‏صاحب املسيلة<br />

واأمري الزاب،‏ وقد وصفه ابن خلكان باأنه ‏سمحاً‏ كثري العطاء موؤثراً‏ الأهل العلم.‏<br />

. 12<br />

. 13<br />

. 14<br />

15<br />

‎12‎العدوي،‏ تاريخ العامل االسالمي،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص‎213‎<br />

‎13‎املقريزي،‏ اتعاظ احلنفا،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 175<br />

‎14‎املصدر نفسه،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 175<br />

15 بلكني بن زيري مناد الصنهاجي احلمريي،‏ كان جده مناداً‏ كبرياً‏ لقومه،‏ كثري املال<br />

والولد،‏ حسن الضيافة ‏)ابن االأثري،‏ الكامل،‏ ج‎7‎‏،‏ ‏ص:‏ 66( وكان والده اأحد اأعمدة<br />

الدولة العبيدية،‏ اأنقذها حني اأوشكت على االنهيار حتت ‏رضبات خوارج اأبي يزيد،‏<br />

وقد اأذن له القائم الفاطمي - تقديراً‏ خلدماته ووالئه - ببناء عاصمة اإقليمية للمغرب<br />

االأوسط،‏ فاختار زيري اأشري.‏ كان زيري والياً‏ فوق العادة بل خليفة اخلليفة اإن ‏صح<br />

التعبري يف منطقة واسعة ذات اأهمية اقتصادية واإسرتاتيجية كربى،‏ فال غرابة اأن<br />

نرى املعز لدين اهلل،‏ حيث قرر االلتحاق مبرص،‏ يفوض اأمر اإفريقية اإىل بلكني بن<br />

زيري ‏)العروي،‏ جممل تاريخ املغرب،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 77( .<br />

. 16<br />

. 17<br />

‎16‎ابن خلدون،‏ العرب،‏ ج‎6‎‏،‏ ‏ص:‏ 156<br />

‎17‎الصنهاجي،‏ اأخبار ملوك بني عبيد وسريتهم،‏ ‏ص:‏ 49


سقوط الدولة الفاطمية في املغرب - ونبذ التشيع<br />

د.‏ عبد الرؤوف جرار<br />

‎18‎املقريزي،‏ اتعاظ احلنفا،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 175<br />

‎19‎املصدر نفسه،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 175<br />

20 املصدر نفسه،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 175<br />

‎21‎اإبراهيم جالل،‏ املعز لدين اهلل،‏ ‏ص:‏ 99- 100<br />

ابن خلدون،‏ العرب،‏ ج‎6‎‏،‏ ‏ص:‏ 156<br />

‎23‎ابن االأثري،‏ الكامل،‏ ج‎7‎‏،‏ ‏ص:‏ 64<br />

‎24‎ابن عذاري،‏ البيان املغرب،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 228<br />

‎25‎املقريزي،‏ اتعاظ احلنفا،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 157- 176<br />

. 18<br />

. 19<br />

. 20<br />

. 21<br />

. 222<br />

. 23<br />

. 24<br />

. 25<br />

Holt, The Cambridge History of Islam, p. p. 2192626<br />

The Encyclopedia of Islam, volume 11, p. p. 8522727<br />

‎28‎حسن اإبراهيم حسن،‏ الدولة الفاطمية،‏ ‏ص:‏ 250<br />

‎29‎العدوي،‏ تاريخ العامل االإسالمي،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص‎212‎<br />

. 28<br />

. 29<br />

. 30<br />

. 31<br />

. 32<br />

. 333<br />

. 34<br />

. 35<br />

. 36<br />

. 37<br />

. 38<br />

. 39<br />

. 40<br />

. 41<br />

. 42<br />

. 43<br />

. 444<br />

‎30‎اإبراهيم جالل،‏ املعز لدين اهلل،‏ ‏ص:‏ 101<br />

‎31‎الصنهاجي،‏ اأخبار ملوك بني عبيد،‏ ‏ص:‏ 54<br />

‎32‎اإبراهيم جالل،‏ املعز لدين اهلل،‏ ‏ص:‏ 101<br />

ابن اخلطيب،‏ اأعمال االأعالم،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 320<br />

‎34‎املقريزي،‏ اتعاظ احلنفا،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 176<br />

‎35‎اجليالين،‏ تاريخ اجلزائر العام،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 235<br />

‎36‎‏سعد زغلول،‏ تاريخ املغرب العربي،‏ ج‎3‎‏،‏ ‏ص:‏ 286<br />

‎37‎املقريزي،‏ اتعاظ احلنفا،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 176<br />

‎38‎ابن اخلطيب،‏ اأعمال االأعالم،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 320<br />

‎39‎‏سعد زغلول،‏ تاريخ املغرب العربي،‏ ج‎3‎‏،‏ ‏ص:‏ 285<br />

‎40‎العروي،‏ جممل تاريخ املغرب،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 70<br />

‎41‎ابن اخلطيب،‏ اأعمال االأعالم،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 320<br />

‎42‎ابن االأثري،‏ الكامل،‏ ج‎7‎‏،‏ ‏ص:‏ 67<br />

‎43‎املصدر نفسه،‏ ج‎7‎‏،‏ ‏ص:‏ 94<br />

ابن عذاري،‏ البيان املغرب،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 241<br />

142


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

‎45‎العروي،‏ جممل تاريخ املغرب،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 79<br />

‎46‎ابن اخلطيب،‏ اعمال االعالم،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص‎321‎<br />

‎47‎ابن عذاري،‏ البيان املغرب،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 241<br />

‎48‎العدوي،‏ تاريخ العامل االسالمي،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص‎216‎<br />

‎49‎العروي،‏ جممل تاريخ املغرب،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 78<br />

‎50‎ابن عذاري،‏ البيان املغرب،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 240<br />

‎51‎‏سعد زغلول،‏ تاريخ املغرب العربي،‏ ج‎3‎‏،‏ ‏ص:‏ 330<br />

‎52‎ابن االأثري،‏ الكامل،‏ ج‎7‎‏،‏ ‏ص:‏ 150<br />

‎53‎العروي،‏ جممل تاريخ املغرب،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 78<br />

‎54‎اجليالين،‏ تاريخ اجلزائر العام،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 248- 249<br />

5 ‏سامل،‏ تاريخ املغرب يف العرص االإسالمي،‏ ‏ص:‏ 568<br />

‎56‎الهاليل امليلي،‏ تاريخ اجلزائر،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 133<br />

‎57‎ابن عذاري،‏ البيان املغرب،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 243<br />

‎58‎الهاليل امليلي،‏ تاريخ اجلزائر،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 133<br />

‎59‎‏سعد زغلول،‏ تاريخ املغرب العربي،‏ ج‎3‎‏،‏ ‏ص:‏ 333<br />

‎60‎ابن عذاري،‏ البيان املغرب،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 244<br />

‎61‎‏سعد زغلول،‏ تاريخ املغرب العربي،‏ ج‎3‎‏،‏ ‏ص:‏ 333<br />

‎62‎ابن االأثري،‏ الكامل،‏ ج‎7‎‏،‏ ‏ص:‏ 165<br />

‎63‎‏سامل،‏ املغرب يف العرص االإسالمي،‏ ‏ص:‏ 568<br />

‎64‎العروي،‏ جممل تاريخ املغرب،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 78<br />

‎65‎‏سعد زغلول،‏ تاريخ املغرب العربي،‏ ج‎3‎‏،‏ ‏ص:‏ 334<br />

ابن االأثري،‏ الكامل،‏ ج‎7‎‏،‏ ‏ص:‏ 174<br />

‎67‎‏سعد زغلول،‏ تاريخ املغرب العربي،‏ ج‎3‎‏،‏ ‏ص:‏ 334<br />

‎68‎ابن االأثري،‏ الكامل،‏ ج‎7‎‏،‏ ‏ص:‏ 174<br />

‎69‎اجليالين،‏ تاريخ اجلزائر العام،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 251<br />

‎70‎ابن االأثري،‏ الكامل،‏ ج‎7‎‏،‏ ‏ص:‏ 174- 175<br />

‎71‎الهاليل ميلي،‏ تاريخ اجلزائر،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 134<br />

. 45<br />

. 46<br />

. 47<br />

. 48<br />

. 49<br />

. 50<br />

. 51<br />

. 52<br />

. 53<br />

. 54<br />

. 55<br />

. 56<br />

. 57<br />

. 58<br />

. 59<br />

. 60<br />

. 61<br />

. 62<br />

. 63<br />

. 64<br />

. 65<br />

. 666<br />

. 67<br />

. 68<br />

. 69<br />

. 70<br />

. 71<br />

143


سقوط الدولة الفاطمية في املغرب - ونبذ التشيع<br />

د.‏ عبد الرؤوف جرار<br />

‎72‎العبادي،‏ يف التاريخ العباسي والفاطمي،‏ ‏ص:‏ 318<br />

‎73‎ابن االأثري،‏ الكامل،‏ ج‎7‎‏،‏ ‏ص:‏ 213<br />

‎74‎ابن خلدون،‏ العرب،‏ ج‎6‎‏،‏ ‏ص:‏ 158<br />

‎75‎‏سامل،‏ املغرب يف العصور االإسالمية،‏ ‏ص:‏ 569<br />

‎76‎موؤنس،‏ معامل تاريخ املغرب واالأندلس،‏ ‏ص:‏ 146<br />

ابن خلدون،‏ العرب،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 63<br />

‎78‎ابن عذاري،‏ البيان املغرب،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 256<br />

‎79‎الهاليل امليلي،‏ تاريخ اجلزائر العام،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 134<br />

‎80‎ابن عذاري،‏ البيان املغرب،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 258- 259<br />

‎81‎موؤنس،‏ معامل تاريخ املغرب واالأندلس،‏ ‏ص:‏ 146<br />

‎82‎‏سامل،‏ املغرب يف العصور االإسالمية،‏ ‏ص:‏ 570- 571<br />

‎83‎ابن خلكان،‏ وفيات االأعيان،‏ ج‎5‎‏،‏ ‏ص:‏ 233<br />

‎84‎اجليالين،‏ تاريخ اجلزائر العام،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 256<br />

‎85‎ابن خلدون،‏ العرب،‏ ج‎6‎‏،‏ ‏ص:‏ 160<br />

‎86‎العبادي،‏ املرجع السابق،‏ ‏ص:‏ 322<br />

‎87‎ابن عذاري،‏ البيان املغرب،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 268<br />

ابن االأثري،‏ الكامل،‏ ج‎7‎‏،‏ ‏ص:‏ 319<br />

‎89‎‏سعد زغلول،‏ تاريخ املغرب العربي،‏ ج‎3‎‏،‏ ‏ص:‏ 380<br />

‎90‎اجليالين،‏ تاريخ اجلزائر العام،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 256<br />

‎91‎‏سعد زغلول،‏ تاريخ املغرب العربي،‏ ج‎3‎‏،‏ ‏ص:‏ 380<br />

‎92‎النارصي،‏ االستقصا،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 164<br />

‎93‎ابن االأثري،‏ الكامل،‏ ج‎7‎‏،‏ ‏ص:‏ 320<br />

‎94‎ابن خلدون،‏ العرب،‏ ج‎6‎‏،‏ ‏ص:‏ 160<br />

‎95‎ابن عذاري،‏ البيان املغرب،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 268<br />

‎96‎ابن عذاري،‏ البيان املغرب،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 274<br />

‎97‎ابن خلدون،‏ العرب،‏ ج‎6‎‏،‏ ‏ص:‏ 160<br />

‎98‎النارصي،‏ االستقصا،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 164<br />

9 ‏سامل،‏ املغرب يف العرص االإسالمي،‏ ‏ص:‏ 573<br />

‎1‎ابن 0 عذاري،‏ البيان املغرب،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 274<br />

. 72<br />

. 73<br />

. 74<br />

. 75<br />

. 76<br />

. 777<br />

. 78<br />

. 79<br />

. 80<br />

. 81<br />

. 82<br />

. 83<br />

. 84<br />

. 85<br />

. 86<br />

. 87<br />

. 888<br />

. 89<br />

. 90<br />

. 91<br />

. 92<br />

. 93<br />

. 94<br />

. 95<br />

. 96<br />

. 97<br />

. 98<br />

. 99<br />

. 100<br />

144


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

. 101<br />

. 102<br />

. 103<br />

. 104<br />

. 105<br />

. 106<br />

. 107<br />

. 108<br />

. 109<br />

. 110<br />

. 111<br />

1 1<br />

‎1‎‏سامل،‏ 0 املغرب يف العرص االإسالمي،‏ ‏ص:‏ 573<br />

‎1‎ابن 0 عذاري،‏ البيان املغرب،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 269<br />

‎1‎الصنهاجي،‏ 0 اأخبار ملوك بني عبيد وسريهم،‏ ‏ص:‏ 68<br />

‎1‎ابن 0 عذاري،‏ البيان املغرب،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 271<br />

‎1‎ابن 0 عذاري،‏ املصدر نفسه،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 271<br />

‎1‎ابن 0 خلدون،‏ العرب،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 66<br />

‎1‎ابن 0 عذاري،‏ البيان املغرب،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 277. ابن خلدون،‏ العرب،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 66<br />

‎1‎املقريزي،‏ 0 اتعاظ احلنفا،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 63<br />

‎1‎ابن 0 اخلطيب،‏ اأعمال االأعالم،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 324<br />

‎1‎‏سامل،‏ 1 املغرب يف العرص االإسالمي،‏ ‏ص:‏ 574<br />

‎1‎الهاليل 1 امليلي،‏ تاريخ اجلزائر،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 134<br />

112 كان املعز يخاطب الوزراء الفاطميني يف كتابه اإليهم:‏ عبدكم،‏ وصار يقول يف<br />

كتابه اإىل اليازوري:‏ ‏صنيعتكم ‏)النارصي،‏ االستقصا،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 165( .<br />

‎1‎النارصي،‏ 1 االستقصا،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 164- 165<br />

‎1‎حسن 1 اإبراهيم حسن،‏ الدولة الفاطمية،‏ ‏ص:‏ 253<br />

‎1‎ابن 1 عذاري،‏ البيان املغرب،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 277- 278<br />

‎1‎العروي،‏ 1 جممل تاريخ املغرب،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 78<br />

1 1 املرجع السابق،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 78<br />

‎1‎ابن 1 خلكان،‏ وفيات االأعيان،‏ ج‎5‎‏،‏ ‏ص:‏ 234<br />

‎1‎ابن 1 خلكان،‏ املصدر نفسه،‏ ج‎5‎‏،‏ ‏ص:‏ 234<br />

. 113<br />

. 114<br />

. 115<br />

. 116<br />

. 117<br />

. 118<br />

. 119<br />

Holt, The Cambridge History of Islam, p. p. 2201 2120<br />

‎1‎‏سامل،‏ 2 املغرب يف العرص االإسالمي،‏ ‏ص:‏ 575<br />

‎1‎ابن 2 عذاري،‏ البيان املغرب،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 278<br />

‎1‎ابن 2 خلدون،‏ العرب،‏ ج‎6‎‏،‏ ‏ص:‏ 160<br />

‎1‎خطاب،‏ 2 قادة فتح املغرب العربي،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 229<br />

‎1‎‏سورة 2 اآل عمران،‏ اآية 85<br />

‎1‎ابن 2 عذاري،‏ البيان املغرب،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 278<br />

‎1‎ابن 2 عذاري،‏ املصدر نفسه،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 278<br />

‎1‎املقريزي،‏ 2 اتعاظ احلنفا،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 63<br />

. 121<br />

. 122<br />

. 123<br />

. 124<br />

. 125<br />

. 126<br />

. 127<br />

. 128<br />

145


سقوط الدولة الفاطمية في املغرب - ونبذ التشيع<br />

د.‏ عبد الرؤوف جرار<br />

. 129<br />

. 130<br />

. 131<br />

. 132<br />

. 133<br />

. 134<br />

‎1‎ابن 2 عذاري،‏ البيان املغرب،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 280<br />

‎1‎حسن 3 اإبراهيم حسن،‏ الدولة الفاطمية،‏ ‏ص:‏ 254<br />

‎1‎فرهارد 3 دفرتي،‏ خمترص تاريخ االإسماعيلية،‏ ‏ص:‏ 181<br />

‎1‎اجليالين،‏ 3 تاريخ اجلزائر العام،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 258<br />

‎1‎املقدسي،‏ 3 اأحسن التقاسيم يف معرفة االأقاليم،‏ ‏ص:‏ 195<br />

‎1‎النارصي،‏ 3 االستقصا،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 138<br />

‎1‎ابن 3135 فرحون،‏ الديباج املذهب،‏ ‏ص:‏ . 161 ابي العرب متيم،‏ طبقات علماء اإفريقية،‏<br />

‏ص:‏ 81.<br />

‎1‎ابن 3136 فرحون،‏ املصدر نفسه،‏ ‏ص:‏ . 161 ابي العرب متيم،‏ طبقات علماء اإفريقية،‏<br />

‏ص:‏ 101.<br />

. 137<br />

. 138<br />

. 139<br />

. 140<br />

. 141<br />

. 142<br />

. 143<br />

. 144<br />

. 145<br />

. 146<br />

. 147<br />

. 148<br />

. 149<br />

. 150<br />

. 151<br />

. 152<br />

. 153<br />

‎1‎العبادي،‏ 3 يف التاريخ العباسي والفاطمي،‏ ‏ص:‏ 322<br />

‎1‎‏سامل،‏ 3 املغرب يف العرص االإسالمي،‏ ‏ص:‏ 578<br />

‎1‎‏سامل،‏ 3 املرجع نفسه،‏ ‏ص:‏ 578<br />

‎1‎العروي،‏ 4 جممل تاريخ املغرب،‏ ج‎6‎‏،‏ ‏ص:‏ 91<br />

‎1‎العدوي،‏ 4 تاريخ العامل االسالمي،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص‎219‎<br />

‎1‎اجلياليل،‏ 4 تاريخ اجلزائر العام،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 259<br />

‎1‎الهاليل 4 امليلي،‏ تاريخ اجلزائر،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص‎148‎<br />

‎1‎املقريزي،‏ 4 اتعاظ احلنفا،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 65<br />

‎1‎موؤنس،‏ 4 معامل تاريخ املغرب واالأندلس،‏ ‏ص:‏ 146<br />

‎1‎ابن 4 خلدون،‏ العرب،‏ ج‎6‎‏،‏ ‏ص:‏ 16<br />

‎1‎املقريزي،‏ 4 اتعاظ احلنفا،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 64<br />

‎1‎موؤنس،‏ 4 معامل تاريخ املغرب واالأندلس،‏ ‏ص:‏ 147<br />

‎1‎ابن 4 خلدون،‏ العرب،‏ ج‎6‎‏،‏ ‏ص:‏ 20<br />

‎1‎النارصي،‏ 5 االستقصا،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 165<br />

‎1‎‏سعد 5 زغلول،‏ تاريخ املغرب العربي،‏ ج‎3‎‏،‏ ‏ص:‏ 421<br />

‎1‎النارصي،‏ 5 االستقصا،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 165<br />

‎1‎اجلياليل،‏ 5 تاريخ اجلزائر العام،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 259<br />

146


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

. 154<br />

. 155<br />

. 156<br />

. 157<br />

. 158<br />

. 159<br />

. 160<br />

. 161<br />

1 6<br />

‎1‎املقريزي،‏ 5 اتعاظ احلنفا،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 65<br />

‎1‎ابن 5 خلدون،‏ العرب،‏ ج‎6‎‏،‏ ‏ص:‏ 66<br />

‎1‎‏سورة 5 االأنفال،‏ اآية:‏ 42<br />

‎1‎املقريزي،‏ 5 اتعاظ احلنفا،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 65<br />

‎1‎‏سعد 5 زغلول،‏ تاريخ املغرب العربي،‏ ج‎3‎‏،‏ ‏ص:‏ 422<br />

‎1‎النارصي،‏ 5 االستقصا،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 165<br />

‎1‎الهاليل 6 امليلي،‏ تاريخ اجلزائر،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص‎149‎<br />

‎1‎املقريزي،‏ 6 اتعاظ احلنفا،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 65<br />

162 موؤنس بن يحيى الرياحي:‏ هو اأول من وصل اإىل املغرب حسب رواية ابن خلدون،‏<br />

وهو اأمري رياح،‏ وقد وصفه ابن عذاري باأنه كان ‏سيداً‏ يف قومه ‏شجاعاً‏ عاقالً،‏<br />

واأن املعز حاول اأن يكسبه اإىل جانبه.‏<br />

‎1‎الهاليل 6 امليلي،‏ تاريخ اجلزائر،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص‎148‎<br />

‎1‎ابن 6 عذاري،‏ البيان املغرب،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 288<br />

‎1‎املصدر 6 نفسه،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 288- 289<br />

‎1‎املصدر 6 نفسه،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 289<br />

‎1‎املصدر 6 نفسه،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 289<br />

‎1‎‏سعد 6 زغلول،‏ تاريخ املغرب العربي،‏ ج‎3‎‏،‏ ‏ص:‏ 439<br />

‎1‎ابن 6 خلدون،‏ العرب،‏ ج‎6‎‏،‏ ‏ص:‏ 180<br />

‎1‎‏سعد 7 زغلول،‏ تاريخ املغرب العربي،‏ ج‎6‎‏،‏ ‏ص:‏ 439<br />

‎1‎ابن 7 خلدون،‏ العرب،‏ ج‎6‎‏،‏ ‏ص:‏ 18<br />

172 اأصهر املعز بن باديس اإىل فارس بن اأبي الغيث واأخوه عائدٌ،‏ واإىل الفضل بن<br />

علي املرادي ‏)ابن خلدون،‏ العرب،‏ ج‎6‎‏،‏ ‏ص:‏ 19.( .<br />

. 163<br />

. 164<br />

. 165<br />

. 166<br />

. 167<br />

. 168<br />

. 169<br />

. 170<br />

. 171<br />

1 7<br />

Holt, The Cambridge History of Islam, p. p. 2211 7173<br />

‎1‎ابن 7 عذاري،‏ البيان املغرب،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 291<br />

‎1‎‏سامل،‏ 7 املغرب يف العرص االإسالمي،‏ ‏ص:‏ 584<br />

. 174<br />

. 175<br />

Holt, The Cambridge History of Islam, p. p. 2211 7176<br />

‎1‎ابن 7 اخلطيب،‏ اأعمال االأعالم،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 325<br />

‎1‎‏سامل،‏ 7 املغرب يف العرص االإسالمي،‏ ‏ص:‏ 585<br />

. 177<br />

. 178<br />

147


سقوط الدولة الفاطمية في املغرب - ونبذ التشيع<br />

د.‏ عبد الرؤوف جرار<br />

‎1‎حسن 7 اإبراهيم حسن،‏ الدولة الفاطمية،‏ ‏ص:‏ 254- 255<br />

‎1‎موؤنس،‏ 8 معامل تاريخ املغرب واالأندلس،‏ ‏ص:‏ 151<br />

‎1‎‏سعد 8 زغلول،‏ تاريخ املغرب العربي،‏ ج‎3‎‏،‏ ‏ص:‏ 439<br />

‎1‎اجلياليل،‏ 8 تاريخ اجلزائر العام،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 260<br />

‎1‎الهاليل 8 امليلي،‏ تاريخ اجلزائر،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص‎153‎<br />

‎1‎املرجع 8 نفسه،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص‎153‎<br />

‎1‎‏سامل،‏ 8 املغرب يف العرص االإسالمي،‏ ‏ص:‏ 585<br />

‎1‎‏سامل،‏ 8 املرجع نفسه،‏ ‏ص:‏ 587<br />

‎1‎حممود 8 السيد،‏ تاريخ دول املغرب العربي،‏ ‏ص:‏ 122<br />

. 179<br />

. 180<br />

. 181<br />

. 182<br />

. 183<br />

. 184<br />

. 185<br />

. 186<br />

. 187<br />

‎1‎العدوي،‏ 8188 تاريخ العامل االسالمي،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص‎285‎ .<br />

‎1‎العروي،‏ 8189 جممل تاريخ املغرب،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص‎193‎ .<br />

‎1‎حممود 9190 السيد،‏ تاريخ دول املغرب العربي،‏ ‏ص‎122‎ .<br />

. 191<br />

. 192<br />

. 193<br />

‎1‎املرجع 9194 السابق،‏ ‏ص:‏ -134 135 .<br />

. 195<br />

. 196<br />

. 197<br />

. 198<br />

. 199<br />

. 200<br />

. 201<br />

. 202<br />

. 203<br />

‎1‎موؤنس،‏ 9 معامل تاريخ املغرب واالأندلس،‏ ‏ص:‏ 150<br />

‎1‎الهاليل 9 امليلي،‏ تاريخ اجلزائر،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص‎157‎<br />

‎1‎حسن 9 حممود اأحمد،‏ االإسالم والثقافة العربية يف اإفريقية،‏ ‏ص:‏ 133<br />

‎1‎الهاليل 9 امليلي،‏ تاريخ اجلزائر،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص‎153‎<br />

‎1‎حممود 9 السيد،‏ تاريخ دول املغرب العربي،‏ ‏ص:‏ 122<br />

‎1‎‏سامل،‏ 9 املغرب يف العرص االإسالمي،‏ ‏ص:‏ 587<br />

‎1‎حممود 9 السيد،‏ تاريخ دول املغرب العربي،‏ ‏ص:‏ 122<br />

‎1‎العبادي،‏ 9 تاريخ اللغة العربية يف مرص واملغرب االأدنى،‏ ‏ص:‏ 294<br />

‎2‎موؤنس،‏ 0 معامل تاريخ املغرب واالأندلس،‏ ‏ص:‏ 148- 149<br />

‎2‎الهاليل 0 امليلي،‏ تاريخ اجلزائر،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 157<br />

‎2‎العروي،‏ 0 جممل تاريخ املغرب،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص:‏ 93<br />

‎2‎‏سامل،‏ 0 املغرب يف العرص االإسالمي،‏ ‏ص:‏ 604<br />

148


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

تعريف بأهم األماكن:‏<br />

‎1‎اجدابية:‏ . 1 تقع بني برقه وطرابلس وبينها وبني زويلة مسري نحو ‏شهر ‏)ابن حوقل،‏<br />

‏صورة االأرض ‏ص‎69‎‏(‏ ، وهي مدينة كبرية يف الصحراء،‏ اآبارها منقورة يف<br />

الصخر،‏ طيبة املاء وبها عني ماء عذبة ولها بساتني لطاف،‏ ونخل يسري،‏ وبها<br />

جامع وله ‏سوق عامرة ‏)البكري،‏ املغرب يف ذكر بالد افريقية واملغرب،‏ ‏ص‎4‎‏(‏ .<br />

‎2‎اأشري:‏ . 2 مدينة جبلية يف املغرب مقابل بجاية،‏ وكان اأول من عمرها زيري بن<br />

مناد الصنهاجي وكان ‏سيد قومه،‏ وهو جد املعز بن باديس الصنهاجي،‏ ‏رشع يف<br />

بنائها ‏سنة 324 ه فاأمتها على اأحسن حال وعمل على جبلها حصنا مانعا ليس<br />

اإىل املتحصن به طريق اإال من جهة واحدة،‏ ‏)ياقوت،‏ ج‎1‎ ‏ص‎202‎‏-‏ 203(<br />

‎3‎اأصيل:‏ . 3 تقع مدينة اأصيال غربي طنجة،‏ بينهما مرحلة وهي اأول مدن العدوة من<br />

جهة الغرب،‏ وهي ‏سهلة من االأرض حولها رواب لطاف،‏ والبحر بغربها وجنوبها،‏<br />

وكان عليها ‏سور،‏ ولها خمسة اأبواب فاإذا ارجت البحر بلغ املوج حائط اجلامع،‏<br />

وسوقها حافلة يوم اجلمعة ‏)البكري،‏ املغرب،‏ ‏ص‎111‎‏(‏ .<br />

‎4‎باجة:‏ . 4 مدينة كبرية عليها ‏سور حجارة قدمي ‏)اليعقوبي،‏ البلدان ‏ص‎106‎ ) وهي<br />

قريبة من مدينة تونس ‏)دبوز،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص‎406‎‏(‏ .<br />

‎5‎برقة:‏ . 5 تقع بني االإسكندرية وافريقية وهي تشتمل على قرى ومدن كثرية،‏ واأرضها<br />

حممره،‏ ويحيط بها الرببر من كل جانب،‏ اأهلها يرشبون من ماء السماء الذي<br />

يجري يف اأودية ويخزن يف برك اأو يف اأبار،‏ وهي مدينة قريبة من الساحل<br />

‏)ياقوت،‏ معجم،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص‎389‎‏(‏ .<br />

‎6‎بونة:‏ . 6 مدينة حصينة يف افريقية،‏ تقع على البحر وهي مدينة مقتدرة كثرية<br />

الرخص والفواكه والبساتني القريبة،‏ واأكرث فاكهتها من باديتها،‏ وبها معدن<br />

احلديد،‏ ‏)ياقوت،‏ معجم البلدان،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص‎512‎‏(‏ .<br />

. ‎7‎تاهرت:‏ 7 اسم ملدينتني متقابلتني باأقصى املغرب،‏ يقال الحدهما تاهرت القدمية<br />

ولالأخرى تاهرت املحدثة،‏ بينها وبني املسيلة ‏ست مراحل،‏ وهي بني تلمسان<br />

وقلعة بني حماد،‏ وهي كثرية النداء والضباب واالأمطار،‏ حتى اأن الشمس بها قل<br />

149


سقوط الدولة الفاطمية في املغرب - ونبذ التشيع<br />

د.‏ عبد الرؤوف جرار<br />

اأن ترى ‏)ياقوت،‏ معجم،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص‎7‎‏(‏ بينها وبني البحر املالح مسري ثالث رحالت<br />

ويف بعضها ‏سباخ ووادِ‏ يقال له وادي ‏شلف ‏)اليعقوبي،‏ كتاب البلدان،‏ ‏ص‎113‎‏(.‏<br />

‎8‎تلمسان:‏ . 8 يف املغرب وهما مدينتان متجاورتان مسورتان،‏ بينهما رمية حجر،‏<br />

اأحداهما قدمية والأخرى حديثة واحلديثة بناها امللثمون ملوك املغرب،‏ ومنها اإىل<br />

وهران مرحلة،‏ ‏)ياقوت،‏ معجم،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص‎44‎‏(‏ .<br />

‎9‎جبل . 9 درن:‏ منطقة جبلية قريبة من ‏سجلماسة ‏)ياقوت،‏ ج‎3‎‏،‏ ‏ص‎192‎ ) . وهو متصل<br />

بالسوس،‏ يسميه اأهل السوس درن،‏ ويسمى بتاهرت جزول،‏ ويسمى بالزاب اأوراس.‏<br />

وهو كثري الينابيع ‏)اليعقوبي،‏ البلدان،‏ ‏ص‎114‎‏(‏ . ويوجد به العديد من البلدان<br />

والقرى يسكنها عدد من قبائل الرببر ‏)ياقوت،‏ معجم البلدان،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص‎452‎‏(‏ .<br />

‎1010‎جزيرة جربة:‏ هي جزيرة من ناحية افريقية قرب قابس يسكنها الرببر،‏ فيها<br />

بساتني كثرية وزيتون وقد ذكر البكري اأن اأهلها مفسدون يف الرب والبحر وهم<br />

خوارج.‏ ‏)البكري،‏ املغرب يف ذكر بالد افريقية واملغرب،‏ ‏ص‎19‎‏(‏ .<br />

‎1111‎‏سجلماسة:‏ مدينة يف جنوب املغرب يف طرف بالد السودان،‏ بينها وبني فاس<br />

عرشة اأيام تلقاء اجلنوب وهي يف منقطع جبل درن وهي يف وسط رمال،‏ مير بها<br />

نهر كبري وبها بساتني مزروعة باأشجار النخيل واالعناب ‏)ياقوت،‏ معجم البلدان،‏<br />

‏ص‎192‎‏(‏ .<br />

‎1212‎‏رست:‏ مدينة تقع على ‏ساحل البحر املتوسط بني برقة وطرابلس،‏ وعليها ‏سور من<br />

طوب وبها حمام وجامع واأسواق ولها ثالثة اأبواب وفيها نخل وبساتني ‏)ياقوت،‏<br />

ج‎3‎‏،‏ ‏ص‎206‎‏(‏ .<br />

‎1313‎‏سطيف:‏ مدينة يف جبال كتامة بني تاهرت والقريوان من ارض الرببر يف بالد<br />

املغرب وهي ‏صغرية،‏ اإال اأنها ذات مزارع وعشب عظيم ‏)ياقوت،‏ معجم البلدان،‏<br />

ج‎3‎‏،‏ ‏ص‎220‎‏(‏ .<br />

‎14‎‏سوسه:‏ 14 مدينة عظيمة يف املغرب يفصلها عن املغرب ثالثون ميال وهي مدينة<br />

حماط بالبحر من ثالث نواحٍ‏ من الشمال واجلنوب والرشق ولها ‏سور يرضب فيه<br />

البحر ولها ثمانية اأبواب ‏)ياقوت،‏ معجم البلدان،‏ ‏ص‎282‎‏(‏ .<br />

150


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

‎1515‎‏صربة:‏ بالفتح ثم السكون ثم راء،‏ بلد قريب من مدينة القريوان وتسمى املنصورية<br />

من بناء مناد بن بلكني ‏)ياقوت،‏ معجم البلدان،‏ ج‎3‎‏،‏ ‏ص‎391‎‏(‏ .<br />

‎1616‎قابس:‏ تبعد ‏ست مراحل عن القريوان،‏ وهي ذات مياه واأشجار،‏ وعليها ‏سور يحيط<br />

به خندق ولها اسواق،‏ ويعمل بها احلرير الكثري وبها تدبغ اجللود وتوزع اإىل اكرث<br />

بالد املغرب،‏ ‏)ابن حوقل،‏ ‏صورة االأرض،‏ ‏ص‎72‎‏(‏ .<br />

‎1717‎قسنطينة:‏ مدينة مغربية كبرية اآهلة بالسكان ذات حصانة ومنعة،‏ وتقع على<br />

ثالثة انهار اأحاطت بها،‏ تخرج من عيون تعرف بعيون اشقار،‏ تفسريه ‏سواد،‏<br />

‏)ياقوت،‏ معجم البلدان،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص‎349‎‏(‏ .<br />

‎1818‎املهدية:‏ بناها املهدي بالقرب من تونس،‏ والسبب يف ذلك يرجع اإىل ‏شعور<br />

الفاطميني باحلاجة اإىل مكان حصني يحتمون به ويكون متوينه من البحر اإبان<br />

اأالزمات ‏)األعبادي،‏ يف التاريخ الفاطمي،‏ ‏ص‎232‎‏(‏ .<br />

‎19‎ميلة:‏ 19 مدينة عظيمة عامرة حمصنة قريبة من ‏سواحل البحر كثرية االأشجار<br />

والثمار ‏)اليعقوبي،‏ كتاب البلدان،‏ ‏ص‎108‎‏(‏ بينها وبني بجاية ثالثة اأيام،‏ وهي<br />

اصل مدن الزاب،‏ يف وسطها عني تعرف بعني اأبي السباع جملوبة حتت االأرض<br />

من جبل بني ‏ساورت ‏)ياقوت،‏ معجم البلدان،‏ ‏ص‎244‎‏(‏ .<br />

151


سقوط الدولة الفاطمية في املغرب - ونبذ التشيع<br />

د.‏ عبد الرؤوف جرار<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

أوالً‏ - املصادر:‏<br />

3.<br />

4.<br />

5.<br />

‏.‏‎1‎ابن 1 االأثري،‏ عز الدين اأبي احلسن علي بن اأبي الكرم حممد بن حممد بن عبد الكرمي بن<br />

عبد الواحد الشيباين املعروف بابن االأثري ‏)ت ‎630‎ه(‏ ، الكامل يف التاريخ،‏ حتقيق<br />

الشيخ خليل ماأمون ‏شيحا،‏ بريوت،‏ دار املعرفة،‏ ط‎1‎‏،‏ 2002، ج‎7‎‏.‏<br />

‎2‎اأبي . 2 العرب متيم،‏ اأبي العرب حممد بن اأحمد بن متيم ‏)ت‎333‎ه(‏ ، طبقات علماء<br />

اإفريقية،‏ بريوت،‏ دار الكتاب اللبناين.‏<br />

3 ابن حوقل،‏ اأبي القاسم بن حوقل النصيبي ‏)تويف يف النصف الثاين من القرن الرابع<br />

الهجري(‏ ، ‏صورة االأرض،‏ بريوت،‏ دار مكتبة احلياة،‏ ‎1992‎م.‏<br />

4 ابن اخلطيب،‏ الوزير اأبي عبد اهلل حممد بن عبد اهلل بن ‏سعيد الغرناطي االأندلسي<br />

الشهري بلسان الدين بن اخلطيب ‏)ت‎774‎ه(‏ ، اأعمال االأعالم فيمن بويع قبل االحتالم<br />

من ملوك االإسالم وما يتعلق بذلك من الكالم،‏ حتقيق ‏سيد كرسوي حسن،‏ بريوت،‏ دار<br />

الكتب العلمية،‏ ط‎1‎‏،‏ 2003، ج‎2‎‏.‏<br />

5 ابن خلدون،‏ عبد الرحمن بن حممد بن خلدون احلرضمي املغربي،‏ تاريخ ابن خلدون<br />

‏)ت‎808‎ه(‏ ، املسمى بكتاب العرب وديوان املبتداأ واخلرب،‏ يف اأيام العرب والعجم<br />

والرببر ومن عارصهم من ذوي السلطان االأكرب،‏ علق عليه تركي فرحان املصطفى،‏<br />

بريوت،‏ دار اإحياء الرتاث العربي،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1999‎م،‏ ج‎4‎‏،‏ ج‎6‎‏.‏<br />

. ‎6‎ابن خلكان،‏ اأبو العباس،‏ ‏شمس الدين اأحمد بن حممد بن اأبي بكر بن خلكان ‏)ت‎681‎<br />

، وفيات االأعيان واأنباء الزمان،‏ حتقيق اإحسان عباس،‏ بريوت،‏ دار ‏صادر،‏ ‎1994‎م.‏<br />

7 ابن عذاري املراكشي،‏ البيان املغرب يف اأخبار االأندلس واملغرب،‏ حتقيق ج.‏ ‏س.‏<br />

كوالن وليفي بروفنسال،‏ بريوت،‏ دار الثقافة،‏ ط‎5‎‏،‏ 1998، ج‎1‎‏.‏<br />

8 ابن فرحون،‏ االإمام القاضي اإبراهيم بن نور الدين املعروف بابن فرحون املالكي<br />

‏)ت‎779‎ه(‏ ، الديباج املذهب يف معرفة اأعيبان علماء املذهب،‏ حتقيق ماأمون بن<br />

حميي الدين اجلنّان،‏ بريوت،‏ دار الكتب العلمية،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1996‎م.‏<br />

‎9‎البكري،‏ . 9 اأبي عبيد ‏)ت‎487‎ه(‏ ، الغرب يف ذكر بالد اإفريقية واملغرب،‏ القاهرة،‏ دار<br />

الكتاب االإسالمي.‏<br />

10 الصنهاجي،‏ اأبي عبد اهلل حممد،‏ اأخبار ملوك بني عبيد وسريتهم،‏ حتقيق جلول اأحمد<br />

البدوي،‏ اجلزائر،‏ املوؤسسة الوطنية للكتب،‏ ‎1984‎م.‏<br />

6 ه(‏<br />

7.<br />

8.<br />

10<br />

152


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

1<br />

14<br />

11 املقدسي،‏ املعروف بالبشاري ‏)ت‎388‎ه(‏ ، اأحسن التقاسيم يف معرفة االأقاليم،‏<br />

بريوت،‏ دار اإحياء الرتاث العربي،‏ ‎1987‎م.‏<br />

‎1212‎املقريزي،‏ اأبي العباس تقي الدين اأحمد بن علي ‏)ت‎845‎ه(‏ ، اتعاظ احلنفا باأخبار<br />

االأئمة الفاطميني اخللفا،‏ حتقيق حممد عبد القادر اأحمد عطا،‏ بريوت،‏ دار الكتب<br />

العلمية،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎2001‎م،‏ ج‎2‎‏.‏<br />

‎1313‎النارصي،‏ الشيخ اأبو العباس اأحمد بن خالد ‏)ت‎1319‎ه(‏ ، االستقصا الأخبار املغرب<br />

االأقصى،‏ حتقيق وتعليق جعفر النارصي وحممد النارصي،‏ الدار البيضاء،‏ دار<br />

الكتاب،‏ ‎1954‎م،‏ ج‎1‎‏،‏ ج‎2‎‏.‏<br />

14 ياقوت احلموي،‏ ‏شهاب الدين اأبي عبد اهلل ياقوت بن عبد اهلل احلموي الرومي البغدادي<br />

‏)ت‎626‎ه(‏ ، معجم البلدان،‏ بريوت،‏ دار ‏صادر،‏ ط‎2‎‏،‏ ‎1995‎م.‏<br />

‎15‎اليعقوبي،‏ اأحمد بن اأبي يعقوب بن واضح الكاتب املعرف باليعقوبي ‏)ت‎282‎<br />

كتاب البلدان،‏ بريوت،‏ دار اإحياء الرتاث العربي،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1988‎م.‏<br />

15 ه(‏ ،<br />

ثانياً‏ - املراجع العربية:‏<br />

1.<br />

2.<br />

1 جالل،‏ اإبراهيم،‏ املعزل لدين اهلل،‏ دار اإحياء الكتب العربية.‏<br />

2 اجلياليل،‏ عبد الرحمن بن حممد،‏ تاريخ اجلزائر العام،‏ اجلزائر،‏ ديوان املطبوعات<br />

العام،‏ ط‎4‎‏،‏ 1982، ج‎2‎‏.‏<br />

3 حسن،‏ حسن اإبراهيم،‏ تاريخ الدولة الفاطمية،‏ مرص،‏ مكتبة النهضة املرصية.‏<br />

. ‎4‎خطاب،‏ حممود ‏شيت،‏ قادة فتح املغرب العربي،‏ دار الفكر،‏ ط‎7‎‏،‏ ‎1984‎م،‏ ج‎2‎<br />

5 دفرتي،‏ فرهارد،‏ خمترص تاريخ االإسماعيلية،‏ ترجمة ‏سيف الدين القصري،‏ دمشق،‏<br />

دار املدى للثقافة والنرش،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎2001‎م.‏<br />

6 ‏سامل،‏ السيد عبد العزيز،‏ تاريخ املغرب يف العرص االإسالمي،‏ االإسكندرية،‏ موؤسسة<br />

‏شباب اجلامعة.‏<br />

7 السيد،‏ حممود،‏ تاريخ دول املغرب العربي ‏)ليبيا،‏ تونس،‏ املغرب،‏ موريتانيا(‏ ،<br />

االإسكندرية،‏ موؤسسة ‏شباب اجلامعة.‏<br />

8 العبادي،‏ اأحمد خمتار،‏ تاريخ اللغة العربية يف مرص واملغرب االأدنى،‏ عامل الكتب،‏<br />

3.<br />

. 4<br />

5.<br />

6.<br />

7.<br />

8.<br />

.1992<br />

9.<br />

9 العبادي،‏ اأحمد خمتار،‏ يف التاريخ العباسي والفاطمي،‏ بريوت،‏ دار النهضة للطباعة<br />

النرش.‏<br />

153


سقوط الدولة الفاطمية في املغرب - ونبذ التشيع<br />

د.‏ عبد الرؤوف جرار<br />

‎1010‎عبد احلميد،‏ ‏سعد زغلول،‏ تاريخ املغرب العربي ‏)الفاطميون وبنو زيري الصنهاجيون<br />

اإىل قيام املرابطني(‏ ، االإسكندرية،‏ منساأة املعارف،‏ 2004، ج‎3‎‏.‏<br />

، 111 القاهرة،‏<br />

العدوي،‏ ابراهيم احمد،‏ تاريخ العامل االسالمي،‏ عرص التنمية والعطاء،‏ ج‎2‎<br />

مكتبة االجنلو املرصية،‏ 1984 م.‏<br />

‎12‎العروي،‏ عبد اهلل،‏ جممل تاريخ املغرب،‏ بريوت،‏ املركز الثقايف العربي،‏ ط‎1‎‏،‏ 1994<br />

ج‎2‎‏.‏<br />

‎13‎موؤنس،‏ حسني،‏ معامل تاريخ املغرب واالأندلس،‏ القاهرة،‏ دار مطابع املستقبل،‏ ط‎1‎<br />

، 12<br />

، 13<br />

.1980<br />

14<br />

15<br />

14 حممود،‏ حسن اأحمد،‏ االإسالم والثقافة العربية يف اإفريقية،‏ القاهرة،‏ دار الفكر العربي،‏<br />

‎2002‎م.‏<br />

15 الهاليل امليلي،‏ مبارك بن حممد،‏ تاريخ اجلزائر يف القدمي واحلديث،‏ اجلزائر،‏ مكتبة<br />

النهضة اجلزائرية،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1963‎م،‏ ج‎2‎‏.‏<br />

ثالثاً‏ - املراجع األجنبية:‏<br />

1.<br />

2.<br />

The Encyclopedia of Islam, volume 11, Leiden, E. J. Brill, 1991.<br />

Holt, Philip. K., History of The Arabs, The Hong Kong printing press<br />

1970.<br />

154


‏)كرمة يف ظالل احلرم(‏<br />

قراءة حتليلة نقدية يف جمموعة<br />

أماني اجلنيدي القصصية<br />

‏)رجل ذكي ونساء بليدات(‏<br />

أ.د.‏ نادي ساري الديك<br />

أستاذ االدب الحديث،‏ منطقة رام اهلل التعليمية،‏ جامعة القدس المفتوحة،‏ رام اهلل-‏ فلسطين.‏<br />

155


كرمة في ظالل احلرم - قراءة حتليلة نقدية في مجموعة<br />

أماني اجلنيدي القصصية / ‏»رجل ذكي ونساء بليدات«‏<br />

أ.د.‏ نادي ساري الديك<br />

ملخص:‏<br />

اأماين اجلنيدي من اجليل الثالث من كتاب القصّ‏ ة العربية القصرية يف فلسطني،‏<br />

نشاطها االأدبي يف تتابع،‏ فكانت جمموعتها ‏»رجل ذكي ونساء بليدات«‏ حمور الدراسة<br />

املعنونة ب»كرمة يف ظالل احلرم«‏ مما جعلنا نتعرف على اأنها:‏ تخلّصت من مرحلة التجريب،‏<br />

واستطاعت وضع لبنات يف جسد نتاجها القصصي،‏ فتكون قد استكملت ما ميايزها عن<br />

غريها من الكتاب،‏ من اأدوات البناء الفني،‏ فكان اأسلوبها قشيباً،‏ ولغتها مفعلة،‏ واإن وازنت<br />

بني العامية والفصحى،‏ اإالّ‏ اأنها جتذب القراء اإىل جانب نصها،‏ فكانت ‏شخصياتها من<br />

بيئتها فلم تتدخل يف منوها اأو نشاطها،‏ واإمنا جندها تنهض فيها روحية النماء،‏ مما يرينا<br />

‏رصاعاً‏ حمتدماً،‏ اإن كان من اأثر املحيط،‏ اأو من اأثر التنشئة والوعي املتجدد،‏ فكان للعادات<br />

والتقاليد حيزٌ‏ مرموق يف نسجها القصصي،‏ والسياسة ومتوجاتها،‏ كل ذلك خلق حالة من<br />

الثورة التكاملية يف نصّ‏ ها،‏ جعلتها تنترص للمحتاجني واملجتمع والبيئة دون اسفاف اأو<br />

حتريض،‏ فكانت املراأة فاعلة،‏ لكنها جسدت واقعها املتقلب،‏ حتى ‏شخصت نهايات قصصها<br />

بدراية العارف بفنه وفكره،‏ فكانت نهاياتها متعددة،‏ كما هي موضوعاتها متعددة.‏ مما<br />

يرينا النهاية املغلقة واملفتوحة على حد ‏سواء،‏ اإالّ‏ اأن النهاية واإن تعددت تنمّ‏ عن ذكاء<br />

ووعي هادفني.‏<br />

156


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

Abstract:<br />

Amani Al- Jynaidi is of the third generation of Arab short story writers<br />

in Palestine. Her literary work is regular and successive. Her collection “A<br />

clever Man and Stupid Women” was the focus of the study titled “A Vine<br />

Tree in the Shadow of Haram”. This collection makes us feel that she has<br />

surpassed the trial stage and has established good foundations in the body<br />

of her fictional product. Thus, she has possessed what distinguishes her from<br />

other writers in technical construction markers. Her style is polished and her<br />

language is activated.<br />

Although she makes a balance between colloquial and standard Arabic,<br />

she can attract readers by her language.<br />

The characters in her fiction are from the local environment and naturally<br />

developed. They show some struggle springing from either the surrounding<br />

or the upbringing. The traditions, politics and changes occupy a conspicuous<br />

space in her fiction.<br />

All that creates a complementary revolution in her texts. This made her<br />

advocate the needy, society, and environment unequivocally. Women in her<br />

fiction are always active, but refkcted her changing status. She depicted the<br />

ending of her stories skillfully. Her endings and topics were various but some<br />

are open ended while others are close- ended. Nevertheless, the ending in<br />

both cases reflects wit and awareness on the part of the writer.<br />

157


كرمة في ظالل احلرم - قراءة حتليلة نقدية في مجموعة<br />

أماني اجلنيدي القصصية / ‏»رجل ذكي ونساء بليدات«‏<br />

أ.د.‏ نادي ساري الديك<br />

مقدمة:‏<br />

فلسطني كانت ومل تزل مرسحاً‏ لتطورات ملموسة فيما يخص السياسة السلبية،‏ حتى<br />

غدا املشهد ميئوساً‏ منه عند كثري من الناس،‏ اإالّ‏ اأنّ‏ االآخرين مل يرتكوا احلياة مترّ‏ بلحظاتها<br />

دون اأن يكون لهم دور فاعل،‏ يجعل من التطلع االإيجابي غاية التخلص من حال التخلف<br />

والركود واالستهتار يف نظم احلياة كافة،‏ فكان االأدب باأشكاله عند اأدباء حمبني لرتبة<br />

بالدهم يساعد على اإعادة تشكيل ما خرّبه فن املمكن والتكتيك املزاجي،‏ اللذان خرّبا نظماً‏<br />

واأعرافاً‏ وقيماً‏ حافظ عليها املجتمع عقوداً‏ متتالية من الزمن،‏ من اأجل اإعادة حلمة املجتمع<br />

من خالل بعض قيم يراد لها احلياة،‏ فبداأ بعض االأدباء ينتجون نصوصاً‏ ابداعية حتاول<br />

السري على اأسس خمتلفة ومغايرة ملا يسري عليه اأصحاب الطموح املتهاوي يف السابق<br />

والالحق،‏ مبعنى جند بعض االأدب يبرش بقيم جديدة،‏ رافضاً‏ كثرياً‏ للطروحات السائدة<br />

والقيم املهدمة والنفعية يف املجتمع،‏ ويتجسّ‏ د ذلك عرب البحث اجلاد والواعي عن اأشكال<br />

التعبري تكون قريبةعلى النفوس والعقول حتى تتجاوب مع جتاذبات املرحلة،‏ فكان فن<br />

القصة القصرية ميثل احلالة املطواعية كما احلاالت االبداعية االأخرى،‏ لنبش املستور وبناء<br />

املحبوب من اأشياء متعددة،‏ الأنّ‏ رواد القصة القصرية اأخذوا حيزهم يف رسم مشهد احلياة،‏<br />

اإالّ‏ اأنّ‏ هذا املشهد مل يكتمل،‏ نتيجة عوامل متعددة،‏ فتعاقبت االأجيال على ذلك البناء،‏ على<br />

الرغم من حاالت التهشيم والهدم املتتابعة من قبل مريدي اخلراب والسعي نحو طموحات<br />

واأجماد ‏شخصية نفعية اآنية،‏ وتستمر حاالت التغري االإيجابية عند مبدعي الفن القصصي<br />

لذا ارتاأينا اأن نبحث يف نتاج اإحدى القاصّ‏ ات الالتي يحاولن بناء جسد فني ينادد حاالت<br />

االنهيار ويبني جداراً‏ ثقافياً‏ منيعاً‏ اإذا جاز التعبري،‏ الأنّ‏ الريادة والتواصل مع حاالت البناء<br />

مل تعد حكراً‏ على جنس اأدبي بعينه،‏ واإمنا نرى قفزات يف الفنون االأخرى دفاعاً‏ عن ماهية<br />

الفن واملجتمع املحارص بحاالت بوهيمية ‏شتّى،‏ من هنا بداأت العالقة مع نصوص ‏)اأماين<br />

اجلنيدي(‏ القصصية،‏ حتى نستيقن اأن اجليل الثالث من روّاد القصة القصرية الذي تنتمي<br />

اإليه القاصة،‏ مل يستسلم وينحني للتخلص من العاصفة املستدمية ‏ضد الوطن الفلسطيني<br />

مبكوناته ومقوماته اأرضاً‏ واإنساناً‏ ووعياً‏ ثقافياً...،‏ مما دفعنا اإىل التفاعل مع النص والبحث<br />

يف اأعماقه لتخريج الدالالت عرب عنوانات فرعية،‏ تتعاضد فيما بينها للنهوض بدراسة<br />

تتبع منهاجاً‏ تكاملياً‏ وقد اأفادت من دراسات ‏سابقة ومناهج متعددة،‏ حتى استوى عودها،‏<br />

وغدت زاهية بثوبها اجلديد تغازلها اأمناط احلياة،‏ الأنها عرّفت باإحدى كاتبات القصة<br />

القصرية املعارصة،‏ التي حتاول رسم طريق لها،‏ يلتقي مع الطرائق االأخرى يف عمليات<br />

158


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

البناء وردم الهوّة مع واقع مريريهدمه االآخرون بكل ما اآوتوا من اإرادات ‏سلبية،‏ تهتك عرى<br />

السرت للمجتمع املجلود نفسياً‏ وجسدياً،‏ لذا جعلنا جمموعة ‏)اأماين اجلنيدي(‏ ‏)رجل ذكي<br />

ونساءٌ‏ بليدات(‏ حمورية للدراسة التي نحن بصددها،‏ حتى يتحقق بعض املبحوث عنه يف<br />

املبنى واملعنى معاً،‏ وتاأتي عملية اخلتام ورسد املصادر واملراجع التي اأفاد منها الباحث،‏<br />

وساعدت على منو الفكرة ‏شكالً‏ ومضموناً.‏<br />

حياة املؤلفة:‏<br />

يف مدينة حباها اهلل باأشياء كثرية،‏ منها عقدية حيث مرقد ‏سيدنا اإبراهيم عليه السالم<br />

ومنها طبيعية،‏ حيث االأرض اخلرضاء واملرتفعات املكسوة باالأشجار املثمرة،‏ التي يرويها<br />

اأصحابها بعرق اأجسادهم،‏ ومدامع عيونهم،‏ وبيئة تعّج باحلياة،‏ ولدت القاصة اأماين<br />

جمعة عبد السالم اجلنيدي ‏»مبدينة اخلليل«‏ وهي من كربيات املدن الفلسطينية لفلسطني<br />

التاريخية اأو السياسية حسب اآراء اأصحاب الفن املمكن،‏ ففي السادس والعرشين من ‏شهر<br />

اآب لعام األف وتسعمائة وتسع وستني،‏ تنفست هواء احلياة،‏ فكانت احلياة مبقوماتها تعتني<br />

بها،‏ فهي ابنة معلمني،‏ اأي اأنّ‏ اأرستها تنعم بنعمة التعليم،‏ اإالّ‏ اأنّ‏ احلضن الدافئ لها هو جدّها<br />

الأبيها الذي يرشّ‏ لها احلياة،‏ وحببها فيها،‏ باأسلوب االأجداد املحبني الأرضهم،‏ اأصحاب احلنو<br />

على اأرسهم،‏ فكان متنفسها جتاه حياة تعجّ‏ باأشياء كثرية،‏ ومبدينة لها قيمها وطقوسها<br />

االجتماعية،‏ ال يعرف ‏رسمدياتها اإالّ‏ من ينتمي لها قلباً‏ وقالباً،‏ فهي ابنة بيئة حمافظة<br />

وفق اأطر خاصّ‏ ة.‏<br />

تنتمي اأرسة اأماين اجلنيدي اإىل الشيخ الصويف املعروف ‏)اجلنيد البغدادي(‏ ‏شيخ<br />

الطائفة الصوفية الأيامه،‏ واأستاذ احلالج املتوفى عام ‎298‎ه واملدفون يف بغداد عاصمة<br />

الدنيا والدين عرب قرون،‏ مل نزل نكتحل من ‏شذاها حتى قيام الساعة،‏ فالصوفية لها<br />

اأثرها بشكل اأو باآخر يف هذا الكيان القصصي الأماين اإن كان ذاك عرب تركيبة الذات اأو<br />

عرب ‏شطحات الفن الرافض للقيم الزائفة يف احلياة،‏ فالثورة الصوفية عند ‏»اجلنيد«‏ قد جند<br />

‏صدى امتداداتها يف الثورة على كثري من قيم جمتمع اأوقع نفسه بني ‏»مطرقة وسنديان«.‏<br />

نساأت اأماين يف بيئة خاصة،‏ جمتمع حمافظ،‏ واأرسة حتب التعليم والتعلم وجدًّ‏ نابه<br />

يتفاعل مع احلياة عرب قصّ‏ ه الشعبي،‏ فكانت من ‏صنع هذه البيئة زيادة على العامل الذاتي<br />

واملتغري اجلغرايف فيما بعد،‏ لذا تلقت تعليمها يف مراحل املدرسة املختلفة يف اخلليل،‏ ثم<br />

159


كرمة في ظالل احلرم - قراءة حتليلة نقدية في مجموعة<br />

أماني اجلنيدي القصصية / ‏»رجل ذكي ونساء بليدات«‏<br />

أ.د.‏ نادي ساري الديك<br />

انتقلت اإىل اجلامعة االأردنية،‏ لتتخرج منها حاملة البكالوريوس يف اللغة العربية واآدابها،‏<br />

مما ترك فيها اأثراً‏ من اأثر مرتام فسيح،‏ ثم تدعم فكرها بدبلوم الرتبية العايل،‏ كي تنخرط يف<br />

مهنة ‏شاقة نظيفة،‏ فعملت مدرسة،‏ ثم هي االآن مديرة ملدرسة حكومية،‏ تربّ‏ ع اأحد املحسنني<br />

باأرضها وبنائها،‏ ومل يزل ميد يد العون لها.‏<br />

بداأت مشوارها االأدبي مع ثقافة االأطفال،‏ فكانت قصّ‏ ة ‏»السور«‏ وهي خمصصة لرشيحة<br />

مهمة يف املجتمع ‏»االأطفال«‏ ثم بداأت اجلندي تتفاعل مع ورشات عمل تخص اأدب االأطفال<br />

والدراما،‏ وقامت بتدريب الطلبة املوهوبني حتى اأثمر ذلك عن فوز بعضهم بقصصهم<br />

‏»رسائل بال حدود«،‏ ولها عالقة مع جملة الدميقراطي،‏ فهي حمررة لقسمها االأدبي،‏ علماً‏<br />

اأنها تصدر برام اهلل،‏ فلسطني،‏ ومن ثمّ‏ بداأ نتاجها القصصي،‏ فقد اأصدرت جمموعتها االأوىل<br />

‏)امراأة بطعم املوت(‏ عن مركز اأوغاريت برام اهلل عام ‎2005‎م،‏ ومن ثمّ‏ جمموعتها الثانية<br />

‏)رجل ذكي ونساء بليدات(‏ الصادرة عن دار الرشوق برام اهلل،‏ عام ‎2007‎م،‏ وهي ما زالت<br />

تبني نصوصاً‏ قصصية اأخرى،‏ حتى يحني موعد املجموعة الثالثة من نتاجها القصصي،‏<br />

التي هي قيد الطبع بعد االإجناز،‏ ولها نصوص قصصية اأخرى خمصصة لالأطفال،‏ فهي<br />

مثابرة يف تواصلها مع النص االبداعي )1( .<br />

العنوان ودالالته:‏<br />

منذ اأن عُ‏ رفت اأماين اجلنيدي كاتبة،‏ وهي تضع عنوانات الإبداعاتها القصصية،‏ حتمل<br />

دالالت عميقة،‏ تشي عن فلسفة خاصة،‏ الأنّ‏ العنوان مبسمّاه يحمل اأشياء كثرية قد تكون<br />

مقصودة من الكاتب اأو ال تكون،‏ اإالّ‏ اأنّ‏ املتلقي يحاول تاأويل ما يقع يف نفسه من اأصداء<br />

جتاه العنوان،‏ بغض النظر اإن متت عملية التالقي يف الفهم بني املتلقني واملرسل اأو بني<br />

املتلقني اأنفسهم،‏ اإالّ‏ اأنّ‏ عملية التاأمل يف الداللة ال تنقطع باملطلق ما دام االأمر قائماً.‏<br />

فعندما ‏صدرت قصتها املعدة لالأطفال ‏»السور«‏ كان العنوان يحمل ثقالً‏ نفسياً‏ خاصّ‏ اً،‏<br />

وتابعت ذلك يف جمموعتها القصصية االأوىل ‏)امراأة بطعم املوت(‏ فكان العنوان هنا اأكرث<br />

عمقاً،‏ وحمل همّاً‏ كبرياً،‏ فاأيّة امراأة تلك التي هي بطعم املوت،‏ ومن تذّوق املوت وعاد اإىل<br />

احلياة حتى يستطيع وصفه؟ وهل املوت اأمرٌ‏ جمسدٌ؟ حتى تسهل عملية الوصف والتوصيف<br />

له،‏ اإالّ‏ اأنّ‏ هذا العنوان يحمل ما يحمله من عمق يف االأثرالفلسفي الفاعل،‏ ومل تكتف مبثل هذا<br />

العنوان،‏ بل جعلت عنوان جمموعتها الثانية ‏)رجل ذكي ونساء بليدات(‏ يحمل اإرثاً‏ تاأويلياً‏<br />

160


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

عميقاً،‏ وجندها هادفة يف عملية التفكري يف العنوان،‏ اإالّ‏ اأنّها جعلت عنوانها نكرة مقصودة،‏<br />

فقالت:‏ رجل ذكي،‏ فالرجل هنا نكرة مقصودة،‏ اإذ مل حتدد مالحمه اخلارجية،‏ اإالّ‏ اأنها اكتفت<br />

بنعته بصفة الذكاء،‏ لذا جاءت الصفة نكرة اأيضاً،‏ الأنّ‏ الصفة تتبع املوصوف اأبداً؟<br />

بهذا جندها عطفت الشق الثاين من العنوان على الشق االأول فكان كما اأرادته ‏)رجل<br />

ذكي ونساء بليدات(‏ مما يرينا تناقضاً‏ واضحاً‏ يف املسمّى،‏ مبعنى كيف تتم عملية املواءمة<br />

بني الذكاء والبالدة،‏ واإن وقعت كلها يف دائرة التنكري،‏ فهل من املسوّغ اأن تستدمي العالقة<br />

بني الذكي والبليد،‏ واإن كانت السمة اأحادية للرجل ومتعددة يف النساء،‏ فال ندري مل هذا<br />

التعارض يف التكوين السلوكي من خالل العنوان جتاه الرجل والنساء،‏ فهل موقفها من<br />

العنوان هو ردة فعل جتاه ما يقوم به املجتمع من تناقضات يف ‏سلوكياته واأمناط تفكريه<br />

وقيمه؟ اأو اأن القصدية به مراده حتى تتمايز الكاتبة عن غريها يف البنى كلها بدءاً‏ من<br />

العنوان وانتهاء بالشمولية الكلية للنص املتكامل،‏ اأو اأنها تقصد االأمرين معاً،‏ وهذا يرينا<br />

‏»االرتباط الذاتي،‏ احلميمي،‏ الدافئ الذي انطوت عليه،‏ ومن االيحاءات املشاعرية املنسوجة<br />

بها«‏ )2( عنواناتها وخيوط نصّ‏ ها املتتابعة،‏ الأنها تعكس وعيها الذاتي ومنطلقاتها الفكرية،‏<br />

فالعنوان الذي ياأتي على ‏سياق االسم اأو اجلملة االسمية يدلل على وعي الكاتب ونباهته<br />

جتاه نصّ‏ ه وصنع احلدث لديه،‏ وبعد التمعن يف العنوان والنص ال جند العنوان يعطي الداللة<br />

السطحية،‏ اأو التناول املبارش للفهم،‏ واإمنا الروؤيا معكوسة والفهم يغاير املبارشة كثرياً‏<br />

وليس نسبياً.‏<br />

والعنوان قد يخلق نصاً‏ موازياً‏ للنص،‏ اأو يكوّن معه حالة ‏شمولية،‏ مما يعني اأنّ‏<br />

العنوان وتبعاته اأمر مفكر فيه ومقصود لذاته من الكاتب،‏ وهذا يحرّك حاالت االندفاعية<br />

عند املتلقي حتى يستقر يف معانقة النص،‏ اأو التحلل من تبعاته فيما بعد.‏<br />

مثل ذلك يرينا عنوان اجلنيدي ‏)رجل ذكي ونساء بليدات(‏ يسعى اإىل كرس الهيمنة<br />

اخلاصة لسطوة االأدب املبارشة،‏ ومن ثم جعل احلالة التلميحية اأو الرتميزية هما<br />

املسيطرتان معاً،‏ ‏»فالعنوان من اأهم العنارص املكونة للموؤلف االأدبي،‏ وهو ‏سلطة النص<br />

وواجهته االإعالمية،‏ وهو اجلزء الدال منه،‏ يساهم يف تفسريه،‏ وفك غموضه«‏ لذا عني املوؤلف<br />

بعنونة نصوصه،‏ الأنه مفتاح اإجرائي به نفتح مغالق النص ‏سيميائياً‏ )3( .<br />

فقد يعطينا العنوان هنا بعض الغربة التي تعيشها ‏صاحبة النص،‏ اأو الناس جميعاً،‏<br />

فعلى املستوى اللغوي،‏ جند حضوراً‏ دائماً‏ بني بنائية النص والعنوان دائم احلضور،‏<br />

فالرجل الذكي دائم احلضور يف النص على الرغم من تباين املوقف بني احلقيقة والتخيّل،‏<br />

161


كرمة في ظالل احلرم - قراءة حتليلة نقدية في مجموعة<br />

أماني اجلنيدي القصصية / ‏»رجل ذكي ونساء بليدات«‏<br />

أ.د.‏ نادي ساري الديك<br />

فالعنوان مبثابة النافذة املطلّة على جوانيات الكاتب اأو النص اأو كليهما معاً،‏ فمع توايل<br />

القراءة نستيقن معطيات العنوان،‏ فالرجل الذكي كما غريه من الرجال جنده ‏ضحية نزواته<br />

اأو منعطفات احلياة التكاملية،‏ اأو ‏ضحية لتضخم الذات وخديعة االآخرين،‏ اأو كما نرى جنده<br />

‏ضحية استجابة االآخرين لعواطفه ثم التمردّ‏ عليها ورفضها باملطلق،‏ مما يجعل احلالة<br />

القطعية هي القائمة.‏<br />

فحينما تتم عملية االسرتسال مع النص،‏ نرى اأنّ‏ الرجل الذكي يعيش خلدمة نزواته<br />

ومتابعة ‏شهواته،‏ مما يرينا الداللة املولدة يف العنوان،‏ فيكون العنوان ‏صاحب تاأثري<br />

مبارش على النص كما اأنّ‏ النص ‏صاحب ‏سطوة على العنوان،‏ وهكذا تتداخل املتاأثرات<br />

والتاأثريات،‏ فيكون لرتاكيب احلروف عملية مقصودة يف خلق لغة وعامل وحياة،‏ فعند رصد<br />

حروف العنوان ال بدّ‏ ‏»اأن نقف عند توايل احلروف وتراكيبها مصحوبة بحركات،‏ وهو ما<br />

يشي بحضور االإيقاع«‏ )4( . الأن العنوان ليس زينة برّاقة يستخدمها القاص قرشياً،‏ وكذلك<br />

ليس دالة لفظية خاصة كي متايزه عن غريه من اأجل التمايز،‏ اأو االأرشفة املكتبية من<br />

اأجل الفهرسة وعلومها،‏ واإمنا هو اأعمق من ذلك،‏ الأنّه من ‏صلب العمل االأدبي،‏ فهو ‏)عتبة<br />

يلج منها القارئ اإىل عامل اخلطاب ودسائسه غري املمكنة،‏ اإنّ‏ العنوان يعدّ‏ ‏»مرسلة«‏ مشفرة<br />

بني النّاص والنّص من جهة،‏ والقارئ والنص من جهة اأخرة،‏ وبالتايل فاإنّ‏ رصد العنوان<br />

وتفكيكه من ‏ساأنه الكشف عن دالالت اخلطاب واأرساره(‏ )5( . فصناعة العنوان ليست من<br />

البدهات السهلة،‏ فقد تكون حاالت التعامل مع ‏شخصية معيًّنة اأسهل من ‏صنع عنوان ‏شبع<br />

بدالالت واإحاالت هادفة ومشبعة فنياً.‏<br />

الغالف وتداخل األلوان:‏<br />

الناظر يف الغالف الذي يسرت جمموعة اأماين القصصية،‏ يجده وقد توشّ‏ ي باألوان<br />

متعددة،‏ كان الرمادي ‏صاحب احلظوة االأوسع،‏ فنجده يحتل جممل دفتي الغالف،‏ اإالّ‏ اأنّ‏ هذا<br />

اللون ياأتي على ‏شاكلتني،‏ الشاكلة االأوىل احلالة غري املمزوجة اأو املسطرة،‏ والثانية جند<br />

اخلطوط املستقيمة وقد تعامدت خالقة اأشكاالً‏ هندسية رباعية االأضالع،‏ وقد امتدت على<br />

‏شكل مثلث ياأخذ حيز ثلث وجه املغلف تقريباً،‏ ونرى اسم الكاتبة وعنون باللون الربتقايل<br />

الفاحت حموطاً‏ باللون االأسود،‏ بينما عنوان املجموعة قد قسم اإىل جملتني:‏ رجل ذكي،‏<br />

ونساء بليدات،‏ فكان اللون االأبيض من نصيب الشطر االأول يحاط باللون االأسود،‏ اأما الشطر<br />

الثاين فقد جاء مظلالً‏ بالسواد يحيط به اللون االأبيض،‏ ويف االأسفل تكمن لوحة فنية تظهر<br />

امراأتني بوجهني خمتلفني،‏ عالمات التاأمل واحلرية واالستفزاز تظللهما،‏ تتداخل االألوان<br />

162


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

االأحمر الفاحت مع االأصفر الغامق غري النفي مع ظالل زرقاء،‏ واأماكن داكنة،‏ كل وجه له<br />

حالة تعبريية خاصة،‏ وما بني الوجهني يقع رسم لرجل وامراأة مالحمهما ليست واضحة،‏<br />

تتعامد اأيديهما اليمنى واليرسى لكل منهما يف حالة خاصة،‏ عالمات القوة والقوة اجلسدية<br />

بادية على حميّا الرجل،‏ بينما عالمات االستجابة والتحدي ماثلة عند املراأة،‏ فحني جند<br />

الوجهني يف حالة الرشود،‏ وما بني الرسم تظهر حاالت خيال الأجساد برشية كل له تطلعاته<br />

اخلاصة،‏ يجاور الرسم يف اأسفل لوحة الغالف مستطيل اأحمر مكتوب عليه مفردة ‏)قصص(‏<br />

يقاطعه بشكل اأفقي اسم دار النرش ‏)الرشوق(،‏ وكذلك يعلو الصفحة مسمّى املجموعة باللغة<br />

االإجنليزية وجاء بثالثة األوان ‏»االأبيض واالأسود واالأحمر«‏ ويف اأعلى الصفحة اسم الكاتبة<br />

باللغة االإجنليزية،‏ وقد جاء على اأرضية برتقالية وباللون االأسود،‏ ويف الوجه االآخر للغالف<br />

نرى مالح رجل مع ثالث نساء باللون االأسود الغامق،‏ يعلوهم عنوان الكتاب،‏ باللونني<br />

االأبيض واالأسود،‏ وقد وقعوا جميعاً‏ يف مستطيل على اأرضية رمادية،‏ ‏ضلعا املستطيل<br />

باللون االأحمر ويتعامدان يشكالن زاوية قائمة من اجلهة اليرسى،‏ جاء بني العمودين اسم<br />

الكاتبة باللغة العربية واللون االأسود،‏ اأمّ‏ ا يف اجلهة اليمنى فرنى مستطيالً‏ بلونني منبثقني<br />

من بعضهما اأحدهما اأعمق من االآخر.‏<br />

اإنّ‏ التعامل مع هذه االألوان من خالل اإخراج اأنيق للغالف يدلل على دراية خاصة عند<br />

خمرج ‏صفحة الغالف،‏ مبعنى اأنّ‏ الكاتبة ‏سوف تكتب اأفكارها باألوانها املتعددة،‏ اإذ مل تبق<br />

‏شيئاً‏ يف نفسها،‏ اإالّ‏ اأنها مل تكتب على وترية واحدة،‏ لكنها ‏سوف من اأوليات الرسد حتى<br />

نهايته دون رتوش اأو بقايا،‏ فالذي يتمعن يف االألوان يجد مفارقة يف استخداماتها،‏ فهي<br />

مبثابة نص موازٍ‏ يساهم يف اإضاءة العنوان،‏ وكاأنها تريد اأن تكشف اأنّ‏ احلياة املعارصة<br />

للناس ووطنهم هي ‏ضبابية غري يقينية،‏ وذلك لسيادة اللون الرمادي وتعامدات اخلطوط<br />

على الركن االأيرس من ‏صفحة الغالف الرئيسية،‏ فاالألوان كلّها تعطي الدالالت لذاتها<br />

وانبعاثاتها يف نفس املتلقي على حد ‏سواء،‏ ومفارقة اللون هذه متنح العنوان والنص فيما<br />

بعد بُعداً‏ ايحائياً‏ خاصاً.‏<br />

فالرمادي يشري اإىل حياة الناس عامة اأو الكاتبة باملتموجة وغري الواضحة،‏ حيث<br />

حياة تنهار فيها القيم وتكرث فيها الفنت والنميمة وصعوبة االرتقاء بالقيم الصاحلة وكذلك<br />

هنا حلظات ‏سوداء مترّ‏ بالناس والوطن،‏ كما اأنّ‏ هنا حلظات من العنفوان والقوة والتحدي<br />

الذي يخلقه اللون االأصفر ومن ثم بعض الصفاء الذي يخلقه اللون الربتقايل الفاحت،‏ وكاأن<br />

القوة تتمثل يف روحية الكاتبة اأو من ماثلها يف احلياة،‏ عندما عربّ‏ ت عن اأفكارها التي عرّت<br />

قيماً‏ كثرية،‏ وكشفت املستور وغريه من خصوصيات املجتمع.‏<br />

163


كرمة في ظالل احلرم - قراءة حتليلة نقدية في مجموعة<br />

أماني اجلنيدي القصصية / ‏»رجل ذكي ونساء بليدات«‏<br />

أ.د.‏ نادي ساري الديك<br />

واأما اخلطوط الصغرية املجاورة للخطوط الكبرية،‏ على اختالف األوان حروفها فاإنها<br />

توؤكد على اأنّ‏ الكاتبة تعرّضت اإىل دقائق االأمور يف احلياة وعرّتها،‏ اأو اأنها ال تريد من اأحد<br />

اأن يكشف نوازعها اخلفية التي متثلها اخلطوط الصغرية،‏ يف حني جند اخلطوط الكبرية وقد<br />

عربّ‏ ت عن مكنونات النفس والعقل بصورة واضحة ، اأو اأنها حتدثت عن جممل القضايا<br />

الكبرية التي يعيشها املجتمع.‏<br />

فما بني تقنيات االألوان وتعامدها،‏ وتعدد احلروف باألوانها،‏ ترى اأن احلكاية املرادة<br />

تسيل منسابة كما املاء،‏ على الرغم من تعدد اأمناط فهمها اأو عرضها على احلياة،‏ فما بني<br />

االألوان والنص ولوحة الغالف،‏ تتضح لنا دالالت اأخرى للعنوان غري تلك الدالالت التي<br />

اأرشنا اإليها،‏ وهي اأنّ‏ الكاتبة قرّرت اأن تاأتي بنص ابداعي على هذه الشاكلة.‏<br />

ومع توايل قراءة النص يتضح اأن النساء لسن بليدات،‏ واأنّ‏ الرجل مل يكن ذكياً‏ بحكم<br />

فطرته وتكوينه العقلي والثقايف،‏ واإمنا حتمُّ‏ ل النساء اأعباء الرجل وحتمُّ‏ ل املراأة متاعب<br />

الرجل املتعددة جعل منها امراأة خانعة،‏ لكنها حينما قررت اأن تعيد لذاتها السيادة،‏ جنحت<br />

وغدا الرجل يف مهب الريح ال يحتمل احلياة اجلديدة مبكوناتها املختلفة،‏ وكاأنها تريد<br />

من هذه النصوص اأن تكون عربة ملن يعترب يف املستقبل،‏ تلك التي تقع يف مائة وخمس<br />

وسبعني ‏صفحة.‏<br />

اأمّ‏ ا الرتتيب ما بني دفتي الغالف فنجده خمتالً،‏ وهذا يعود لالخراج واملنتجة،‏ ال اإىل<br />

الكاتبة،‏ الأنا مل جند فهرساً‏ يوضح اأسماء القصص الفرعية وال يف اأي الصفحات تاأتي،‏<br />

ومن ثمّ‏ ال جند تعريفاً‏ بالكاتبة اأو بنتاجها،‏ واإمنا تدخل من العنوان اإىل القصة االأوىل،‏<br />

علماً‏ اأنّ‏ املجموعة تضمّ‏ عرش قصص متفاوتة يف الطول والفكرة والبناء،‏ وخمتلفة يف<br />

العنوانات كذلك.‏ ومثل ذلك ال يساعد القارئ على معرفة اأسماء القصص بسهولة،‏ وهذا عيب<br />

يف الطباعة ومكوناتها؛ الأن االأمر يعود بالسلبية جتاه النص اإىل حد ما.‏<br />

املتغريات يف قيم اجملتمع ونقدها:‏<br />

بداأ احلراك املجتمعي للشعب العربي الفلسطيني منذ عرشات السنني،‏ فمنذ العثمانيني<br />

وما تال احلربني العامليني من ‏سنوات عجاف،‏ واملجتمع العربي بشكل عام والفلسطيني<br />

خاصة يحاول النهوض،‏ على الرغم من العرثات التي تالزمه،‏ اإن كانت تلك العرثات من<br />

‏صنع الذات اأو من تاأثريات االإقليم واملحيط،‏ اإالّ‏ اأنّ‏ دخول وعد بلفور حيز التنفيذ،‏ خلّف<br />

164


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

مرحلة جديدة من حياة فلسطني،‏ حيث عمل الشعب منذ ذلك احلني جاهداً‏ ‏»على متييز نفسه<br />

بدور نضايل بارز ‏ضد السيطرة االستعمارية اجلديدة،‏ وكذلك ‏ضد واقع التجزئة الذي فرضته<br />

هذه السيطرة على الواقع العربي باأرسه مرشقاً‏ ومغرباً«‏ )6( .<br />

نتيجة ذلك انهارت االآمال املعلقة على االآخرين،‏ وبداأت حاالت العصيان تتضح<br />

مالحمها اإما بالثورات حيناً،‏ اأو بالتوحد للعصيان املدين حيناً‏ اآخر؛ لكن املجتمع حافظ<br />

على جمموعة من القيم وصارع من اأجلها،‏ اإالّ‏ اأنّ‏ تلك القيم تتعرض بني احلني واالآخر<br />

اإىل هزات ورضبات موؤذية،‏ واإن متثلت الرضبة القاصمة لتلك القيم يف مرشوع اأوسلو<br />

السياسي،‏ وما تبعه من عالئق هدّامة،‏ مسّ‏ ت املجتمع يف بُناه املختلفة:‏ ‏)الفكرية والثقافية<br />

والتعليمية والسياسية والوظيفية واالقتصادية االأخرى...(‏ مما يرينا نظماً‏ وثقافات جديدة<br />

بداأت تتغلغل يف النفوس والعقول على حدٍ‏ ‏سواء،‏ وقد اأدى ذلك اإىل ظهور فئة نفعية ارتبط<br />

مصريها بالتقلبات املختلفة،‏ وتسعى جاهدة للرثاء وخلق النفوذ املتعدد،‏ مما جعل اأناساً‏<br />

اآخرين يرفضون هذه التوجهات ويقاومونها،‏ اإالّ‏ اأنّ‏ الدهماء من الشعب مغيبة ال تستشار<br />

يف حدث معني،‏ يف حني جند االأحزاب والتنظيمات وقد متاوجت مواقفها،‏ كلّ‏ حسب فكره<br />

وثوابته،‏ لكنّ‏ املحصلة جعلت السياسيني قسمني،‏ قسم موؤيد ملرشوع اأوسلو واالآخر يعارضه،‏<br />

مما جعل الرصاع يحتدم بني الناس،‏ وهو مل يكن موجوداً‏ عند الناس قبل اأوسلو،‏ لذا جند<br />

االأدب يندفع ليضع النقاط على احلروف،‏ اأو خللق احلروف وصياغتها مبا يخدم الفكرة<br />

الوطنية والعقدية والعربية،‏ دفاعاً‏ عن اأشياء تتهاوى اأو تتفتت نتيجة عوامل متعددة،‏<br />

ورصنا نسمع اأصواتاً‏ منادية باالإصالح اأو بالنهضة اأو باالنقالب اأو بالتغيري الشامل حتى<br />

نشاهد حلمة الشعب والوطن حقيقة ماثلة للعيان،‏ يف حني جند الطرف االآخر يرصّ‏ على<br />

مواقفه ويتهم الفرقاء االآخرين بالتمادي واالعتداء وغري ذلك من املسميات،‏ هذه املتغريات<br />

نراها بوضوح يف املراآة االأدبية لالأدباء والقصة بالذات ‏»الصدارة يف الدعوة اإىل الثورة<br />

والتغيري الشامل،‏ من اأجل الوصول اإىل اإقامة دعائم املجتمع اجلديد،‏ اإذ اجتذبتهم بقوة<br />

هموم الناس ومعاناتهم اليومية،‏ حتى اأن املوضوع االجتماعي اأصبح املوضوع املركزي<br />

)7(<br />

يف كتاباتهم«‏<br />

وكاأنّا نرى النخب السياسية غري قادرة على حمل املهمات السياسية والوطنية<br />

املطروحة على املجتمع وبناه،‏ مما يعني االنهاك جلسد املجتمع،‏ وضعف تطلعاته،‏ نتيجة<br />

احتكار القرارات والتوجهات من النخب على حساب املجتمع،‏ كلّ‏ ذلك ‏»فسح املجال للفساد<br />

السياسي والدمياغوجية،‏ والتالعب ورشاء االأصوات االنتخابية،‏ وهضم حقوق الفالحني<br />

والعمال،‏ واإغالق الفرص فيه وجه الشبيبة املتعلمة الناشئة،‏ مما اأثار خيبة اأمل كبرية لدى<br />

165


كرمة في ظالل احلرم - قراءة حتليلة نقدية في مجموعة<br />

أماني اجلنيدي القصصية / ‏»رجل ذكي ونساء بليدات«‏<br />

أ.د.‏ نادي ساري الديك<br />

الطليعة واجلمهور«‏ )8( وقد اتضحت معامل ما نصبو اإليه يف كثري من النتاجات االبداعية اإن<br />

كانت نرثية اأم ‏شعرية،‏ بغض النظر عن طبيعة اأصحاب النتاجات الفكرية والعقدية،‏ فمنهم<br />

من يعارض النهج،‏ ومنهم من يتماشى اأو يتماهى يف ‏صنعته.‏<br />

لقد اأدركت كثري من ‏رشائح املجتمع اأن التغيري ال يحدث مبقارعة االحتالل فقط،‏ واإمنا<br />

ال بدّ‏ من حماربة االأفكار والقيم الدخيلة التي جاء بها املنتفعون،‏ الذين ربطوا مصائرهم<br />

باملحتلني والسياسة الغربية على وجه اخلصوص،‏ وهذا يتمثل يف القيود التي يعيشها<br />

املجتمع،‏ حيث ال تختلف كثرياً‏ عن قيود االحتالل،‏ بل هي املاثلة بوجهيها،‏ واالأداة<br />

التنفيذية جزء من اأبناء الشعب.‏<br />

اإنّ‏ اأمراً‏ كهذا يتطلب منا التعامل اخلاص مع النص االإبداعي،‏ حتى نظهر احلراك االأدبي<br />

غري املنفصل عن املجتمع مبقوماته وقيمه،‏ وكيف يبني املبدع عامله اأو جمتمعه،‏ وزيادة<br />

على اأن االأدب يشكل حالة انقالبية اأو حالة تسووية اإذا جاز التعبري،‏ فالقصة هي نتاج فكرة<br />

تقوم على االإبداع املتنوع واملرن،‏ وهذا ما نراه يف نتاج ‏)اأماين اجلنيدي(‏ يف جمموعتها<br />

‏)رجل ذكي ونساء بليدات(‏ التي تظهر فيها قيماً‏ تدافع عنها اأو ترفضها باأسلوب حمبب<br />

للمتلقي،‏ فرناها تاأخذ مادتها القصصية من واقعها املتعدد يف ‏صوره واأمناطه املعيشية،‏<br />

فقد بداأت حياتها االإبداعية بالقصة القصرية،‏ ال الأنها ‏سهلة فقط،‏ واإمنا الأنها تقوم على<br />

روؤى تستطيع اأن تصل من خاللها اإىل الناس كافة،‏ فعلى الرغم من اأنّ‏ القصة القصرية<br />

‏»اأيرس من الرواية من حيث رسم الشخصية ووصف املكان ورسد احلدث،‏ وملا تتميز به<br />

القصة القصرية من ‏سمات جتعلها اأشبه بلقطة ‏رسيعة تتخذ من الرتكيز والتكثيف ‏سبيالً‏<br />

لذلك«‏ )9( فاإن القصة القصرية حتتاج اإىل فن خاص يف التعامل مع اللكزات التي يشعر بها<br />

االإنسان،‏ فليس كلّ‏ اإنسان يستطيع تكثيف احلدث بلغة ورسدية فاعلتني،‏ وليس كلّ‏ روائي<br />

اأو ‏شاعر يستطيع اأن يكتب القصة القصرية،‏ الأنّ‏ مقومات كلّ‏ منها يختلف عن االأخريات<br />

واإن تشابهت يف بعضها،‏ فيكون الوعي جتاه البناء والهدف الركيزة االأساس يف النهضة<br />

الشمولية للفن،‏ فالذي يقراأ ‏)جمموعة اأماين اجلنيدي(‏ يجدها ‏صاحبة وعي ودراية فيما<br />

يخص بناءها الفني وجمتمعها.‏<br />

فهي ونديداتها من القاصات لهن احلضور الرسمي والشعبي،‏ فقصها يعرّي الذات بعد<br />

‏سربها حتى تتخلص النفس من رواسب املاضي واندفاعات احلارض،‏ فكانت قصتها االأوىل<br />

مبارشة،‏ ال حتتاج اإىل تاأويل ذهني اأو ظني،‏ الأنها واقعية من عنوانها حتى اآخر مفردة فيها،‏<br />

فالعنوان ‏»بيتنا«‏ يدلل على امللكية واملواطنة والثبات يف العمق والداللة،‏ فالعالقة بني<br />

الفن والواقع الزمة مستمرة ‏»ومهما تنكرّ‏ الفنان للواقع فاإنه لن يستطيع مطلقاً‏ اأن يتهرب<br />

166


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

منه متاماً،‏ وكما اأنّ‏ كل تفكري-‏ حتى ذلك الذي ينادي بالالمعقول،‏ اأو بالالمعنى-‏ ال بدّ‏ اأن<br />

يعني ‏شيئاً،‏ حتى ولو زعم لنفسه اأنه فن ال معقول!«‏ )10( فكيف اإذا كان الفن معقوالً؟ كما هو<br />

فن اجلنيدي القصصي،‏ حيث يخرج من رحم املعاناة،‏ كي يبني ‏سداً‏ يف وجه اإعصار يتجدد<br />

يف حياة الناس،‏ فالغاية املتجددة يف العمل الفني تتجدد يف السعي اإىل التعبري عن حاجة<br />

تتمثل يف الوحدة واالنعتاق من ظلم وقيود واأسس هدّامة،‏ وليس ‏»الفن ‏سوى التمرّد الذي<br />

يسعى االإنسان خالله اإىل الرفض واخللق يف اآن واحد،‏ اإذ يرفض واقعه الشخصي وينسج يف<br />

الوقت نفسه عامله اجلديد املتسم بالوحدة واالتساق«‏ )11( .<br />

مبا اأنّ‏ العنوان مبثابة االسم للشيء،‏ فاإننا نرى قصة ‏)بيتنا(‏ متثل الواقع االجتماعي<br />

الذي تعيشه مدينة اخلليل بعد احتاللها يف العام ‎1967‎م،‏ وتكريس احتاللها بعد تقسيمها<br />

اإىل مربعات اأمنية حسب اتفاقيات ‏)واي ريفر(‏ فتكون احلياة من خالل القصة انعكاس<br />

ملجمل الرصاعات واملتغريات املتسارعة يف خمتلف جوانب احلياة،‏ ومساهمة مع غريها<br />

يف اإعادة التشكيل االجتماعي والوعي الفكري والثقايف ملحيطها،‏ وهي تظهر معرية املغايرة<br />

يف العالقة مع املكان بني اأبناء مدينة اخلليل كلّ‏ حسب ‏سني عمره،‏ فرنى جدّها التسعيني<br />

يتشبث باملكان حتى الرمق االأخري،‏ ويقاتل املستوطنني وفق طريقته،‏ وهي التواجد يف<br />

املكان،‏ وعلى الرغم من احلرب املستعرة،‏ وعدم التكافوؤ يف االإمكانات،‏ فاإنه يوؤكد حقيقته<br />

يف املكان،‏ بينما االأحفاد يتمردون على منط حياته،‏ ويتخلون عن املكان الأسباب متعددة،‏<br />

على الرغم من معارضة بسيطة تتمثل يف راوية احلدث،‏ الذي ياأتي رفضها واضحاً،‏ الأنها<br />

ترفض بيع نصيبها يف البيت القدمي يف البلدة القدمية،‏ التي تشكل لبّ‏ الرصاع مع املستوطن<br />

االأوروبي ‏صاحب املعتقد اليهودي،‏ ‏»سيدي اأبو عزات جتاوز التسعني،‏ يجلس على كرسيه<br />

املربع القصري القوائم املصنوع من القش اأمام دكانه الفارغ اإالّ‏ من بضائع قدمية تفوح<br />

منها رائحة العفن،‏ منذ اغالق البلدة القدمية مل تدخل الدكان قدم مشرت،‏ انغلق الرزق عن<br />

دكان اأشبع بطوناً‏ منذ امتهنت العائلة البيع قبل ثمانني عاماً،‏ عمل جدي فيه ‏صغرياً‏ ثم<br />

ورثه ‏شاباً،‏ يجلس منذ ثالث ‏سنوات اأمام دكانه خشية استيالء املستوطنني على مرياث<br />

اأبيه«‏ )12( .<br />

يشكل هذا املوقف مفتاحاً‏ للموضوعات القادمة،‏ واملواقف االآتية فيما بعد،‏ اإذ يستطيع<br />

االإنسان اأن يعيش تفاصيل حياته كما يشاء،‏ دون النظر اإىل ‏سنوات العمر،‏ لذا نرى الرجل<br />

التسعيني يتشبث باملكان ال يسانده اإالّ‏ من جايله وخرب قيمة املكان،‏ يف حني اأحفاده ال<br />

يكرتثون كثرياً‏ باملكان،‏ ويرونه من عداد االأموال املهدورة اأو املنتهية،‏ وكاأن انعكاسات<br />

السياسة القائمة،‏ واالختالل يف موازين القيم،‏ والتيقن من اأنّ‏ املستوطنني يحارصون<br />

167


كرمة في ظالل احلرم - قراءة حتليلة نقدية في مجموعة<br />

أماني اجلنيدي القصصية / ‏»رجل ذكي ونساء بليدات«‏<br />

أ.د.‏ نادي ساري الديك<br />

املكان،‏ جعل االأجيال املتالحقة تستسلم لنوازعها،‏ واإن وجدت املعارضة من اأجل احلفاظ<br />

على املكان،‏ اإالّ‏ اأنّها معارضة جمتزاأة،‏ متثلت يف اإحدى احلفيدات،‏ التي فقدت زوجها وجدّها<br />

وزوج اأخيها يف عملية همجية قادها املستوطنون،‏ ‏ضد العرب العزل الذين ‏سمح لهم بزيارة<br />

بيوتهم يف مدينة اخلليل القدمية،‏ املحاطة باملستوطنني ‏»مل يكد جدّي يكمل ما بداأ حتى<br />

‏سمعنا اطالق نار،‏ ال ندري باأي اجتاه«‏ ومل نكد نستوعب ما يجري حتى عال ‏رصاخ،‏ رصاص<br />

يتطاير من كلّ‏ درب،‏ مستوطنون يحملون رشاشاتهم يطلقون النار يف اجتاه دكان جدي.‏<br />

التصقنا باالأرض نحتمي من رصاص القتل،‏ نسينا جدي على كرسيّه،‏ هداأت الزوبعة،‏ اأخذت<br />

معها زوجي وزوجة اأخي،‏ تلقيا الرصاص وخرّا ‏شهيدين،‏ فجيعتي يف فقدان زوجي اأنستني<br />

اأن اأخربك اأنّ‏ الرجل الذي اأرشف على احتفال بعيد ميالده املئة ترجل عن كرسيّه وخرّ‏<br />

‏شهيداً«‏ )13( .<br />

اإنّ‏ القدر لعب ‏ضد االأرسة التي خلفها اجلد،‏ فقد اأصيبت يف عمودها اجلد واالبن<br />

والزوجة،‏ جيالن قضيا يف ‏ساحة املعركة،‏ وهم ال ميتلكون من مقومات احلرب ‏سوى<br />

الثبات املتمثل يف اجلد،‏ فالقصة تعكس املفارقة التي جاء بها القدر حينما يعكس موازين<br />

االإنسان يف حساباته،‏ كما هي االأرسة التي ذهبت اإىل زيارة بيت العائلة،‏ بعد السماح لهم<br />

من املحتل نفسه،‏ عادت وقد خرست ركنني اأساسني منها،‏ فيكون اجلذع العام للعائلة قد<br />

خرّ‏ ‏شهيداً‏ وهو العقدة يف منشار العدو،‏ اأما اجليل الثاين فنجد قصتهم اأكرث ‏سهولة اإن كان<br />

على يد املستوطنني،‏ اأو نتيجة مواقفهم من بيع البيت،‏ حينما اأجربوا اأختهم على التوقيع<br />

للتنازل عن حقها النسبي يف ملكية البيت الذي بيع عرب ‏سمسار ال يعرفه اأحد،‏ لتاجر غري<br />

معروف ‏»بعد ثالثة اأيام قدموا اإيلّ‏ ومعهم اأوراق،‏ اأمسكوا بيدي،‏ غمسوا اأصابعي يف احلرب<br />

وطبعوه فوق اأوراق بني دكان جدي وبيتنا«‏ )14( .<br />

الرصاع بني اأصحاب االأرض واملحتلني،‏ ‏رصاع عنيف تتحكم من خالله املصالح<br />

والقوى يف املصائر العامّ‏ ة،‏ ومثل ذلك يرتد ‏سلباً‏ على بُنى االأرسة بشكل عام،‏ فعندما<br />

رفضت الراوية بيع نصيبها،‏ نرى اأنها اأصيبت ثالث مرات اأو اأكرث،‏ فمرة اأصيبت يف جدها<br />

العمود الذي تتكئ عليه يف مواقفها،‏ والثابت يف راأيه،‏ ومن ثمّ‏ زوجها الذي يشكل اجلدار<br />

الواقي لبيتها ودميومة عيشها،‏ واملساعد على دميومة رفضها جتاه بيع اإرثها،‏ لكنها غُ‏ درت<br />

وحورصت بعد استشهاده واأجربت على التنازل عن نصيبها عنوة،‏ ومتثل ذلك يف مواقف<br />

اأشقائها،‏ ومن ثم جندها قد خرست ما تتمسك به اأال وهو اإرثها الذي توارثته عرب العالقة<br />

اجلينية عن جدها،‏ فتكون املراأة هي اخلارس االأول يف تلك املعركة غري املتكافئة،‏ فعندما<br />

تخرس املراأة زوجها يف جمتمع موصوف عند الكاتبة،‏ تصبح يف مهب الريح،‏ وتتالزم<br />

168


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

عليها االأقدار،‏ وحتُ‏ ارب من جهات متعددة،‏ وكاأنها تصبح غريبة،‏ يجب عليها اأن تتالءم مع<br />

معطيات الناس واآرائهم ال مع مصلحتها كاإنسان يعيل ما تبقى من اأطفال وكيان اأرسي،‏<br />

فرنى قدر املراأة وقد غدا يف مهب الريح،‏ وكاأن االأقدار هنا هي املحرك لالإنسان ومصائره،‏<br />

دون اأن يقوى االإنسان على اأن يواجهها اأو يحرك ‏ساكنا حيالها،‏ اإذن ‏»فالقدر يف عامله<br />

البعيد املتعايل،‏ ميلك وحده كل القدرة على الفعل والتدمري«‏ )15( .<br />

وكاأنا بالكاتبة تبكي على ما اآلت اإليه االأحوال يف مدينتها،‏ فها هي راويتها قد دخل<br />

احلزن كيانها،‏ وظلل دارها،‏ وجعل زمانها معوجاً،‏ وهذا يوؤكد على اأهمية احلراك الذي توؤديه<br />

املراأة الرافضة لكثري من القيم،‏ فهي هنا تعتز باإرثها وتناضل من اأجل قيمها وحتافظ<br />

على اأرستها،‏ على الرغم من خسارتها والعدوانية التي تواجهها من اأبناء اأرستها وحميطها<br />

حيث جند اأشقاءها وقد تخلو عنها واأخذوا يعيشون حياتهم اخلاصة،‏ واأهل زوجها رفضوها<br />

كذلك،‏ فلم جتد من ميدّ‏ لها يد املساعدة،‏ كلّ‏ يتكئ على حجة واهية،‏ فاأهل الزوج يوؤكدون<br />

اأنها تتقاضى مرتباً‏ لزوجها الشهيد،‏ واأهلها يدّعون العوز واحلرمان،‏ علماً‏ اأنها مل تتسلم اأي<br />

‏شيء يذكر،‏ بذلك تكون املراأة حبيسة العادات والتقاليد واحلرمان االأرسي والقهر السياسي<br />

الواقع على اجلميع،‏ ومن ثمّ‏ الغدر املتمثل يف مواقف اشقائها من قضية االإرث واإجبارها<br />

على التنازل عنه عنوة.‏<br />

فعندما تصاب املراأة يف زوجها،‏ فاإنها تخضع ملوؤثرات جمتمعية متعددة،‏ ال تنفك<br />

منها حتى تقع فيها،‏ وهذا يف حدّ‏ ذاته ظلم ال يتجزاأ،‏ وكذلك نراه خلالً‏ يف بنية املجتمع<br />

لعدم وجود املوؤسسات الراعية الأرس الشهداء واالأرامل واالأيتام دون منّة من اأحد،‏ وكاأنها<br />

تدعو املجتمع اإىل الصحوة بصورة غري مبارشة للحفاظ على ما تبقى من اأشياء مل يخرسها<br />

املجتمع بعد،‏ للحفاظ على بعض املتبقي عن طريق القصدية واالإرادة امللحة،‏ تستطيع<br />

الكاتبة التعبري عن حقيقة املجتمع اجلديد،‏ التي تتخبطه بُنى متعددة،‏ وتتجاذبه االأهواء<br />

والطموحات االأنوية عند كثري من اأبنائه،‏ حتى ‏صار من السهل عليهم التنازل عن اإرثهم<br />

الذي تعمد بدماء الشهداء من اأجل حفنة مال مصدرها جمهول،‏ والنوايا الدافعة لها مريبة،‏<br />

علماً‏ اأنّ‏ البيت يحمل اإرثاً‏ متكامالً‏ وعبقاً‏ خاصاً‏ به،‏ لذا حتاول الراوية جعل البيت خالصاً‏<br />

لها ولالأرسة جميعها وثم املجتمع،‏ فهو رمز للصمود وامتداد للعالقة القائمة مع املكان<br />

الرامز للوطن،‏ وهذا يدلل على الوعي الوطني الصحيح عند املراأة ممثلة بالرمز الرافض<br />

للتعامل مع االستيطان ونواياه املتمثلة يف النزال حول البيت والدكان،‏ وهما رمز للوطن<br />

واأساس للمواطنة.‏<br />

169


كرمة في ظالل احلرم - قراءة حتليلة نقدية في مجموعة<br />

أماني اجلنيدي القصصية / ‏»رجل ذكي ونساء بليدات«‏<br />

أ.د.‏ نادي ساري الديك<br />

اإن النقد الذي توليه الكاتبة للمجتمع عرب مناهضتها التقاليد واالأعراف التي تسيء<br />

لبنى املجتمع بشكل عام،‏ وكذلك القوانني املنحرفة التي حتطّ‏ من قيمها وتقاليدها،‏ فهي<br />

بذلك تدلل على اأنها ‏صاحبة وعي جتاه املشكل السياسي والقيم االجتماعية السائدة<br />

الرافضة لها،‏ والتي تبرص االآخرين جتاهها،‏ فهي كمن يحول ‏»احلرف يف ‏شكل استدارة<br />

اخلنجر،‏ وحدّة السكني،‏ وسخونة طلقة البارود«‏ )16( .<br />

اإنّ‏ ارتباط الكاتبة بالواقع جعلها تصوره وترسد مكنوناته،‏ وتظهر انفعاالت<br />

الشخوص مفرسة النوازع والنوايا التي يحملها الشخوص اأيضاً‏ ‏»توصلت اإىل اأن اأسجّ‏ ل<br />

على كاسيت كل ما اأرصده خالل اليوم،‏ ‏سجلت املستور يف البلدة العتيقة،‏ ‏رسدت الفضائح<br />

كلها على اأرشطتي:‏ مهدي يعارش ابنة اأخيه،‏ ‏صهر حممود يقبّل اخته يف الياخور،‏ ابنة<br />

التسع ‏سنني اسماعيل يتلصص على عروسني من ‏شباك مكسور،‏ يقلّد ما يراه من الشباك<br />

مع بنت الست ‏سنوات جارته يف حوش الدار،‏ الولد خالد يدخن ‏»احلشيش«‏ من وراء والده<br />

الذي طلق اأمه الأنها ‏رصخت غاضبة:‏ ‏»اشرتي اخلبز اجلاهز،‏ ما بدي اعجن بعد اليوم،‏ لقد<br />

تعبت«،‏ تزوج والده من فتاة مطلقة ‏صغرية،‏ فنامت مع الولد ليايل الشتاء الباردة،‏ يف حني<br />

كان االأب يف ‏سهرات االأفيون،‏ اأم الشهيد راأفت مل جتد من يعطيها دواءها فماتت،‏ اأم رامي<br />

مات زوجها بحادث ‏سري،‏ حجبت عزيزها الساكن بني فخذيها عن الطالبني،‏ فحجبوا عنها<br />

معونة االأيتام،‏ فلم جتد ما تشبع به خمسة بطون اإالّ‏ ‏شوربة ‏سيدنا ابراهيم،‏ حممد واأصحابه<br />

يجتمعون لرشق الدوريات باحلجارة من ‏سطح تلك الدار،‏ الشيخ عبد الرحيم يحكي يقول،‏<br />

يناقش،‏ يجادل،‏ ينذر املذنبني من النار التي وقدوها الناس واحلجارة،‏ يوؤم كل هوؤالء يوم<br />

اجلمعة،‏ يدعو اإىل حماربة اليهود بالتكاثر،‏ اأعلن حربه باحثاً‏ عن زوجة ثالثة،‏ فاأرشدوه اإىل<br />

اأم رامي طلباً‏ لالأجر فقال:‏ بدّي اأفتح عروس،‏ مش ملجاأ اأيتام«‏ )17( .<br />

ما تقدم يوؤكد على مقدرة حتويل هموم ومشكالت املجتمع اإىل اأدب اأو تطوير<br />

املوضوعات اإىل مضامني حتملها اأشكال مالئمة اإىل حد بعيد،‏ حيث استطعنا اأن نتعرف<br />

اإىل هموم املجتمع وشطحاته وكبواته،‏ فرنى اأمناطاً‏ واضحة املعامل والدالالت،‏ فلم يعد<br />

املجتمع مستوراً،‏ اأو ينظر له بقدسية،‏ واإمنا اأخذ املتنورون يعرون الواقع للخالص من<br />

التبعات والهموم،‏ ال لكي يكرّسوها،‏ فلم نعد نرى الصورة االإيجابية للمجتمع،‏ اأال وهي<br />

املقاومة والرفض،‏ وامنا بداأنا نتلمس من قرب عرب نصوص فاعلة،‏ األواناً‏ ‏شتى،‏ وترصفات<br />

ومواقف تنمّ‏ عن ثقافة ‏سائدة،‏ وحرمان متاأصل،‏ وظروف قاسية حتيط بالناس،‏ لها تبعاتها<br />

السياسية واالجتماعية والثقافية وغري ذلك.‏<br />

170


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

اأي اأنّ‏ قصصها ‏»وجدت الإدانة اجلوانب السلبية يف حياة املجتمع،‏ والرتكيز على<br />

االجتاهات االإيجابية والبحث عنها ودفعها،‏ مبعنى تصوير للمجتمع يف حركة تغريه نحو<br />

االأفضل«‏ )18( .<br />

مل تعنت القاصّ‏ ة بنمط ‏صوري،‏ واإمنا تتعدد االأمناط الصورية عندها،‏ مبعنى جندها<br />

تتعرض لنماذج متعددة يف املجتمع،‏ وتعّريها،‏ اأو تظهر مالحمها خدمة لفكرتها والثوابت<br />

التي تدافع عنها،‏ فهي ترينا الناس على حقيقتهم وعلى خمتلف مشاربهم،‏ اإذ كل يرى املقاومة<br />

من زاويته،‏ فالشيخ يدعو اإىل املقاومة عن طريق االإجناب وتعدد الزوجات،‏ وعندما اأرشدوه<br />

على اأم رامي االأرملة طلباً‏ لالأجر رفض،‏ فكان رفضه يحمل تورية خاصة فقال:‏ ‏»بدي اأفتح<br />

عروس،‏ مش ملجاأ اأيتام«‏ ، اأي اأن الشيخ يريد تعدد الزوجات لكن على هواه،‏ وليس من<br />

اأجل ‏سرت العورات اأو مقاسمة ‏ضنك العيش مع املحتاجات اإىل املساعدة،‏ واإمنا يريد زواجاً‏<br />

من فتاة بكر،‏ وهذا اأيضاً‏ له داللة اجتماعية خاصة،‏ وكاأن املجتمع يريد اقتناص االأرامل<br />

والثكاىل حتى يدفع ‏سد الرمق الأرسهنّ‏ ، فاملراأة التي ترفض اإعطاء فرجها لالآخرين تقع يف<br />

دائرة احلرمان والتهميش ‏»اأم رامي مات زوجها بحادث ‏سري،‏ حجبت عزيزها الساكن بني<br />

فخذيها عن الطالبني،‏ فحجبوا عنها معونة االأيتام«‏ ، وهذا قد يراه بعضهم قسوة وجتني<br />

على املجتمع،‏ اإالّ‏ اأنه يقع حقيقة وليس تخيالً،‏ واإن جند اأصحاب اخلري يتعففون،‏ اإالّ‏ اأنّ‏ بعض<br />

الناس ميارسون الضغوط النفسية واالقتصادية القتناص اأعراض الناس وهتك اأستارهم،‏<br />

زيادة على تفشي حاالت الكيف والبحث عنها،‏ وتداولها بني طبقات املجتمع املختلفة،‏ فلم<br />

تعد احلشيشة واملخدرات حكراً‏ على اأحد،‏ واإمنا يف متناول الناس كلهم،‏ وهذا ما يروج له<br />

املحتلون والسائرون يف ركبهم باأساليبهم املختلفة حتى تكرث مصائدهم للناس وتتعزز<br />

‏سقطات املجتمع ويسهل اقتناصه،‏ كلّ‏ ذلك من اأجل هتك عرى املجتمع وتفككه والسيطرة<br />

على مقوماته املختلفة،‏ وقد يكون ذلك مدخالً‏ للزنى يف املحارم وهتك احلرمات،‏ فاالأب<br />

الذي يتزوج من فتاة ‏صغرية مطلقة،‏ ال يلبي حاجتها اجلنسية النهماكه يف جلسات الكيف<br />

وماترتك تلك من ‏ضعف يف البناء العقلي واجلسدي والنفسي لالإنسان،‏ فيقع ولده فريسة<br />

حرمان زوجة االأب اجلنسية،‏ فتبيت معه طيلة اأيام الشتاء،‏ التي هي رمز للحرمان واحلاجة<br />

اإىل االآخر،‏ وكذلك ما نراه عند مهدي وهو يعارش ابنة اأخيه،‏ كل ذلك ال مينع اأن جند حراكاً‏<br />

جانبياً‏ لدى بعض الصبية وهم يعربون عن رفضهم جتاه املحتلني،‏ ويتم ذلك عن طريق<br />

رمي احلجارة من على اأسطح املنازل،‏ وكاأنها تقول اأن هموم املجتمع غدت متعددة،‏ ومل<br />

تعد املقاومة هي السائدة،‏ واإمنا تعددت النماذج يف احلياة،‏ بتعدد همومها،‏ فهي جتعلنا<br />

171


كرمة في ظالل احلرم - قراءة حتليلة نقدية في مجموعة<br />

أماني اجلنيدي القصصية / ‏»رجل ذكي ونساء بليدات«‏<br />

أ.د.‏ نادي ساري الديك<br />

نعيش التغري املتسارع يف االأحداث الوطنية واالجتماعية والسياسية،‏ اأي اأنها تنقلنا اإىل<br />

‏رصاع متعدد اجلوانب،‏ منفتح على موؤثرات تعوق حياة املجتمع،‏ فيكون الرصاع ماأزوماً‏<br />

يوصلنا اإىل خماضات عسرية حتُ‏ كم باخليبة يف مواطن كثرية،‏ فهي تصور امللمحمني يف<br />

احلياة،‏ امللمح االإيجابي وينادده امللمح السلبي،‏ فال نراها تخلق االنفعال من اأجل رسم<br />

مناذجها التي تصنع االأحداث اخلاصة البعيدة عن الواقع،‏ واإمنا مادتها ماأخوذة من الواقع<br />

دون رتوش،‏ بينما تنقل الواقع بروؤية الفنان وعمقه التخيلي،‏ فحماسة الفنان ‏»ال تنبعث<br />

من بثه الأفكار معينة بصورة جمردة،‏ ولكنها تنبعث من اندماجه الفعلي والكلي مع احلياة،‏<br />

ومن حبه للناس واالتصال بهم والتوغل عميقاً‏ يف حياتهم«‏ )19( حتى جتسّ‏ د اأدباً‏ ملتزماً،‏<br />

يرتقي باالإنسان كما يرتقي بذاته فناً‏ ملتزماً‏ ينادد الفن مبنازله الرفيعة،‏ من اأجل خلق<br />

رسالة وطنية فاعلة،‏ ترسم قيماً‏ فاعلة،‏ تضع االإبهام على اجلرح،‏ وتقول:‏ كفى حراكاً‏ مزوراً‏<br />

مبنياً‏ على الغموض والدالالت الزائفة واملضللة معاً،‏ اأي اأنها استطاعت تكثيف الفلسفة<br />

التي تنطلق منها وتعرض لنا احلياة املعيشة وكاأنها ‏رشيط يسهل التحكم يف عرضه،‏ فال<br />

فرق عندها اإن ‏شاهدنا حمتوياته منذ البداية اأم ‏شاهدناه من حيث انتهت احلياة.‏<br />

جمموعتها القصصية ولدت من رحم جمتمع تتهدده املتناقضات املختلفة،‏ بدءاً‏<br />

من االإرهاب السياسي والتفكك املجتمعي وصوالً‏ اإىل تفكك االأرسة والرمى يف احلضيض<br />

ملن يحتاج االآخرين،‏ فتكون مواجهة الواقع حقيقة ومفتوحة،‏ حتى يتحقق ‏رشط التغيري<br />

التاريخي واملرحلي،‏ يتمثل ذلك يف احلراك السياسي واالنتخابات النيابية والرئاسية التي<br />

حدثت،‏ وكانت متثل طموحاً‏ جديداً‏ قدمياً‏ اإذا جاز التعبري،‏ حيث جند التنافس واالأمال معلقة<br />

على فك اأرس املحتجزين،‏ وحترير االأرسى،‏ واإعادة هيبة املجتمع بكل مقوماته واندفاعاته،‏<br />

فتكون قصة ‏»االأستاذ رجب«‏ لوحة كاشفة للمعلن واملستور يف نفوس الناس وعقولهم،‏<br />

فما حتدثت عنه هو حالة تعبريية اأي اأنها تطرح الفكرة دون االلتفات اإىل ‏رشطي الزمان<br />

واملكان،‏ مبعنى اأن مكنونات حدثها هي املنطلق الذي نبداأ منه يف انفتاحها على جمتمعها<br />

وقرائها،‏ بذا جند نصها معرباً‏ لفكرتها،‏ وهذا ال يعني اأالّ‏ قيمة للبناء الفني لديها،‏ واإمنا يف<br />

قصة االستاذ رجب،‏ حتاول ايصال فكرتها باأبسط مكونات التعبري ‏سهولة،‏ فتكون ‏شخصية<br />

املعلم رجب هي عماد نصّ‏ ها هنا،‏ دون اثقال النص وصانع النص معاً،‏ لذا جند كثرياً‏ من<br />

مسمياتها اأفكاراً‏ اأكرث منها ‏شخصيات متعددة وفاعلة يف احلدث ومنطلقاته.‏<br />

اإنها تستهل نصها بنوع من النكتة املصنوعة،‏ ويتمثل ذلك يف مسمّى االأستاذ<br />

املوصوف وعماد الفكرة لديها ‏»اأهداين ‏ضحكة باملجان خرجت من قاع قلبي«‏ مل اأعد<br />

مضطراً‏ اأن اأبحث يف الفضائيات عن غوار الأضحك،‏ اأخرجني من اأزمة الضحك التي عانيتها<br />

منذ اأن قذف اسمه يف اأذين:‏ ‏»اأنا رجب ‏شعبان رمضان،‏ يعني ‏صيام يف ‏صيام«‏ )20( .<br />

172


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

وقد تبدو لنا هذه القصّ‏ ة املقولة وثيقة الصلة بجو الفرتة التي كتبت فيها،‏ اإذ ترينا<br />

‏رصاع القوى وكيف يوصلنا اإىل نهايات منكرسة،‏ وهذا مردّه ‏سلبي على املجتمع وبناه<br />

املختلفة،‏ فهي تنقد احلارض كي تصنع مستقبالً‏ تتالمح وعوده بقوة تختلف عن الوعود<br />

املزيفة والشعارات الرنانة التي عشناها ونعيشها منذ عقود مديدة يف حياتنا وتاأوهاتها،‏<br />

فتكون النظم السابقة قد اأفلست من اأي ‏شيء قد حتكيه للناس ال تعلمه،‏ اأي اأنّ‏ اخلراب عمّ‏<br />

الشعب بنظمه املتعددة،‏ فلم يعد هناك قيم حترتم،‏ وثقافات يستند اإليها املرء حتى تنهضه<br />

من كبوته،‏ فال نفسيات البرش نظيفة وال البيئة التي ينتمون اإليها كذلك،‏ فيقف االإنسان يف<br />

حرية متماوجة،‏ من اأين االبتداء وكيف املنطلق حتى نبداأ يف التغري اجلزئي اأو الشمويل،‏<br />

فالنص عندها يطلّ‏ ‏»على احلياة العامة يف اندفاع وطموح نقد ما راأوا اأنه بحاجة اإىل نقد،‏<br />

بلهجة ‏ساخرة ماكرة ترتدي ثوب الفكاهة«‏ )21( .<br />

‏»كانت الشمس ترسل ‏ضوءاً‏ خافتاً،‏ ترسله عرب اأكوام السحاب،‏ يوم تعرفت اإليه<br />

واأصبحنا رفيقي طريق،‏ كل ‏صباح اأراه ذاهباً‏ اإىل املدرسة يحمل حقيبته القدمية املمتلئة<br />

باأوراقه ودفاتره التي يرى اأنّ‏ االقرتاب منها يشبه جرمية اأمن الدولة،‏ كنت اأسري معه<br />

متجهني اإىل املدرسة،‏ عرب طريق امتالأت باأكياس نايلون وعلب كوال فارغة،‏ وكرتون<br />

واأوراق ورصامي قدمية واأكوام زبالة وهياكل ‏سيارات ‏صدئة على االأرصفة والساحات،‏<br />

تعبق برائحة املجاري التي طفحت.‏ ‏ساألته كيف الدنيا معك يا اأستاذ؟ - الدنيا؟ طعم لذيذ<br />

ورائحة طيبة ومنظر جميل،‏ ‏ضحكت حتى ذرفت عيناي دمعاً‏ كالندى،‏ نظر اإيلّ‏ وقال:‏ ال<br />

تبك،‏ الدنيا عيد-‏ عيد؟ طبعاً‏ عيد.‏ ‏–فاهمك يا اأستاذ،‏ بعد كل رمضان عيد،‏ ليش ‏صامي اليوم<br />

يا اأستاذ؟ ال اإحنا برجب وال بشعبان وال برمضان...‏ دعاء الصامي جماب.‏ ‏–وشو دعائك؟ اأن<br />

)22(<br />

يفرجوا عنها.‏ من هي؟ زوجتي – كم ‏سنة هي يف السجن؟«‏<br />

القاصة تصف الواقع بواقعية مليئة بالسخرية،‏ ‏سوف يقوم نصها بدور اإيجابي يف<br />

ثقافة التغيري اأو مقاومة الواقع،‏ الأنه يحتاج اإىل تغيري جذري،‏ فلم تعد السياسة هي الفاسدة،‏<br />

واإمنا جند تراكمات السياسة واإهمالها املتعمد قد تسببا يف اإهمال البيئة اأيضاً،‏ فلم يعد<br />

اأحد يهتم مبحيطه،‏ فغدت الشوارع تعج بالقمامة واالأزبال وبقايا السيارات املرسوقة اأو<br />

املشطوبة التي يصدرها املحتل عرب اأناس حمرتفني،‏ ميتهنون املوت البطئ،‏ فيسارعون اإىل<br />

تدمري بنى املجتمع،‏ وهذا يعكس مظهراً‏ ثقافياً‏ يعيشه الناس دون حتديد الطبقة التي ينتمون<br />

اإليها،‏ وهذا يظهر االهمال الرتاكمي الذي حلّ‏ بالوطن ومقتنياته واملواطن ودعائم حياته،‏<br />

فمثل ذلك يحتاج اإىل تاأمل من اجلوانب كلها،‏ وليس من زاوية واحدة،‏ فالشقاء والبوؤس<br />

تتضح مالحمهما من خالل السياق العام للنص والنصوص االأخرى،‏ حتى كاأنا نعيش حياة<br />

173


كرمة في ظالل احلرم - قراءة حتليلة نقدية في مجموعة<br />

أماني اجلنيدي القصصية / ‏»رجل ذكي ونساء بليدات«‏<br />

أ.د.‏ نادي ساري الديك<br />

بدائية ال متتلك مقومات احلضارة املعارصة ‏»الأنّ‏ االإنسان البدائي ما يزال كامناً‏ يف اأعماق<br />

كلّ‏ منا«‏ )23( واإن كان االأمر نسبياً،‏ اإالّ‏ اأنا نعيش غمرة االنكسارات واالنهزامات املتتالية.‏<br />

اإنّ‏ قصة االأستاذ رجب حتكي تاريخنا الشخصي والوقائع التي تستمر فيه،‏ فنحن<br />

بحاجة اإىل فحص الذات،‏ وتاأمل التجربة الذاتية للشعب واالأفراد منذ خمسة عقود على اأقلّ‏<br />

تقدير،‏ حتى نفكك املاضي ونعيد ترتيبه وتركيبه على وفق منطلقات بناءة،‏ كي نتصالح مع<br />

النفس،‏ لذا راأى الناس يف االنتخابات الترشيعية الثانية حالة تغيري حقيقية تعيد الثقة اإىل<br />

الذات،‏ ويبداأ االإنسان يف بناء ذاته وجمتمعه على السواء،‏ اأي مبقدار ما يبني االإنسان ذاته<br />

ينمو املجتمع باملستوى نفسه،‏ فتتم عملية النهوض الشمويل،‏ وهذا يوؤكد السعي املعني اإىل<br />

معرفة الذات اإن استطاع املرء يف مثل هذه الظروف اأن يعرفها اأو تكون الذات مدخالً‏ ملعرفة<br />

الذوات االأخرى.‏<br />

‏»بكى االأستاذ رجب عندما تويف عرفات،‏ وضحكنا على بكائه،‏ يذرف الدموع من<br />

منخريه،‏ نحيبه يحاكي قرقرة االأطفال وملا ‏ساألته:‏ ليش بتبكي يا اأستاذ؟ املوت علينا<br />

حق...‏ الأنه كان رمزاً.‏ ‏–ما تزعل يا اأستاذ،‏ الرمز بضله رمز،‏ وهذا اخلتيار عاش للقضية<br />

وملا مات ‏صار قضية تشغل الناس اإىل االأبد.‏ كيف مات عرفات؟ - مات رمزاً‏ وترك لغزاً‏ ال<br />

يحل وال بينحل«.‏<br />

اأضحكنا حتى خلت روح ‏)جحا(‏ فيه،‏ وعندما يقول جملته الشهرية:‏ ‏»اأنا عندي اأمل.‏ عند<br />

املواقف احلرجة املحبطة،‏ نزداد ‏ضحكاً.‏ اأعلن عن اأمله يوم االنتخابات.‏ قال لكل الطالب:‏<br />

انتخبوا اأبو مازن.‏ يا اأستاذ هذا ختيار،‏ والقضية بدها ‏شب يحمل ثقلها.‏ اأبو مازن بدو يفك<br />

اأرس كل الفلسطينيني.‏ انتخبوا اأبو مازن عشان تطلع اأم رباب.‏ البنت ما ‏شبعت حليب اأمها،‏<br />

- بس ممنوع الدعاية االنتخابية يف املدارس يا اأستاذ.‏ اإذا ما طلعت اأم رباب من االأرس فهو<br />

بسببكم.‏ اإذا مل تنتخبوا اأبو مازن،‏ وفاز اأبو مازن واأظنّ‏ اأن اأهايل طالب املدرسة انتخبوه<br />

حتى تخرج اأم رباب من ‏سجنها.‏ جاء منرشحاً‏ يوم االإعالن عن الوزارة اجلديدة،‏ نحن نعرف<br />

اأن عنده اأمل؟ من الغيظ ‏ساألته:‏ اأنا مش فاهم ليش اأنت مبسوط لهذه الدرجة؟ ويف وزارة<br />

جديدة،‏ وشو بدهم يعملوا؟ وزارة جديدة وزارة قدمية كلهم واحد،‏ عمرك ‏شفت مرسحية غوّار<br />

ملا بدّلوا احلكومة؟«‏ )24( .<br />

ما تقدم يعدّ‏ امتداداً‏ خليبة االأمل وانكسار احللم لدى الناس،‏ ففي اأسطرها املحددة،‏<br />

تعرّي القاصّ‏ ة املستور يف دهاليز السياسة،‏ فنجدها تنبش اأموراً‏ حمرجة وموؤملة ومستفزة<br />

معاً،‏ بداأتها مبوت ‏)عرفات(‏ الذي كان رمزاً،‏ واأصبح موته لغزاً‏ حمرياً،‏ فلم يعد اأحد يعلم كيف<br />

174


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

مات وما هي املنطلقات التي يحاجج بها االآخرين،‏ فرنى الصورة املثلى وقد اأزيحت من<br />

اطارها املثايل اإىل االإطار الواقعي غري اخلدّاع،‏ اأي اأنّ‏ مللمة االأمور وسرتها ما عاد يجدي،‏<br />

واإمنا التعرية هي املنطلق االأخاذ يف رسم احلياة اجلديدة،‏ فموت عرفات وغري ذلك يُشكل<br />

حاالت الهزمية الذاتية،‏ وتدهور العالقات بني اأصحاب الفكر الواحد اأو املنطلق الواحد،‏ حتى<br />

يستطيع االإنسان العادي ابصار حاالت التشظي يف هيكلية الطموح واجلسد اجلريح،‏ الأنّ‏<br />

الطفيلية ظهرت على السطح،‏ تسري الناس بدالً‏ من تسرتها من وراء حجاب،‏ فرنى القاصة<br />

ال تستبقي الصورة على حالها،‏ تلك الصورة التي تتعرض للتغيري قرساً،‏ واإمنا نراها تعرّي<br />

االأشياء الهدامة اإىل تزييف التاريخ والواقع معاً،‏ فهي كمن يسجل حقه يف وطنه،‏ وعالقته<br />

املستمرة ‏»به ‏سواء كان يعيش فيه اأم كان منفياً‏ عنه«‏ )25( .<br />

اإنها جتعل القارئ يثق اأكرث بنسجها القصصي حينما عمدت اإىل اأمور حتتاج اإىل حراك<br />

وحتريك منذ زمن بعيد،‏ فهي تكتب عن اأشياء تعرفها وتعيشها وتسمع عنها وتستقرئ اآراء<br />

الناس واأفكارهم،‏ لذا جندها تتدخل ‏رصاحة وتنطق باسم التلميذ املحاور لالأستاذ رجب ‏»يا<br />

اأستاذ هذا ختيار،‏ والقضية بدها ‏شب يحمل ثقلها«‏ اأي اأنها تعتقد جازمة اأنّ‏ كرب السنّ‏ يحول<br />

دون الفاعلية واحلراك واملتعلقات السياسية االأخرى،‏ فال ندري اأهي توجه نقدها للهرم<br />

السياسي الفلسطيني بسبب اأعمارهم املتقدمة،‏ واالأمراض التي تنخر يف اأجساد بعضهم،‏ اأم<br />

اأنها تنتقد احلقبة الزمنية التي قضاها جلهم يف مناصبهم،‏ فهم ال يتبدلون،‏ واإمنا يعرفون<br />

مبسمياتهم منذ ثالثة عقود تقريباً،‏ وهذا يعني عدم التجدد يف العطاء وتداخل االأجيال<br />

واملشاركة يف اتخاذ القرارات احلاسمة اأو اجلزئية،‏ اأم اأنها تقول:‏ اإنّ‏ االإنسان يف خريف<br />

عمره الزمني يحاول التفرغ للحياة اخلاصة والتمتع مبا تبقى من اأشهر عمره،‏ فال غرابة<br />

اإذا مل يستطع تفعيل موقعه السياسي،‏ اأم اأنّ‏ قضية فلسطني طال عليها الزمن،‏ والقيادة مل<br />

تتجدد يف دمها،‏ لذا ال بدّ‏ من تدخل عنرص الشباب حتى تتحقق االأحالم،‏ الأنّ‏ الشباب يعني<br />

التحدي والثبات والتحول االإيجابي،‏ واحلزم الأنه ينطلق من قوة النفس وسداد اليقني،‏ وهذا<br />

ال يعني اأن جلّ‏ كبار السن ال يحسنون التفاعل مع واقعهم،‏ واإمنا لكل مقال مقام،‏ وعلى<br />

الرغم من ذلك جند االأستاذ رجب وقد غدا داعية للرتويج الأبي مازن،‏ فهو ‏صاحب احلظوة<br />

يف النجاح كما يرى وذلك لعدّة اأسباب منها:‏ اأنّ‏ االأستاذ رجب هو ابن املرحلة الفكرية التي<br />

يشكل اأبو مازن اأحد دعاتها،‏ اأو اأنه يرى فيه امتداداً‏ للنهج السياسي القائم مما يجعله موؤهالً‏<br />

لتلبية حاجات املجتمع واملتمثلة يف التحرر واالنفالت من قيود السجن،‏ اأو اأنّ‏ رجب يرى<br />

ببصريته املرحلة وقد حتتاج اإىل اإنسان ال يختلف عن النسق السابق يف اعتداله ومقومات<br />

175


كرمة في ظالل احلرم - قراءة حتليلة نقدية في مجموعة<br />

أماني اجلنيدي القصصية / ‏»رجل ذكي ونساء بليدات«‏<br />

أ.د.‏ نادي ساري الديك<br />

ثقافته السياسية،‏ فيكون طموح االأستاذ يف اإطالق ‏رساح زوجته االأسرية،‏ حتى يستطيع<br />

اسعاد طفلته،‏ فهي بحاجة اإىل حنان االأم والرعاية السليمة؛ وهذا يوؤكد اأنّ‏ طموح االإنسان<br />

ليس االإطار العرضي التكميلي ‏»بل اإن عالقته باالإنسان عالقة جوهرية تلتزم ذات االإنسان<br />

وكيانه«‏ )26( .<br />

لذا نرى اأنّ‏ التجربة السياسية الفلسطينية قد تكرّرت فال استطاعت االنتخابات حترير<br />

االأرسى اأو التخفيف عن كاهل الناس،‏ وال الطموح قد حتقق قي حترير االأسريات حرصاً،‏ الأنّ‏<br />

النهج القائم هو نفسه السابق،‏ فال غرابة يف النتائج،‏ وهذا ما جسدته الكاتبة بصورة هزلية<br />

موؤملة،‏ عندما ذكرت املتلقي مبرسحية ‏)ضيعة ترشين(‏ عندما اأراد بطلها ‏)غوار(‏ حل مشكلة<br />

احتالل الكرم من الغريب،‏ بدّل قبعات الوزراء فقط،‏ وهذا يعني اأنّ‏ مسميات الوزارة ما هي اإالّ‏<br />

‏»األقاب مملكة يف غري موضعها كالهرّ‏ ميوء ‏صولة االأسد اأي ال حكومة االنتخابات فاحلة وال<br />

حكومة التكنوقراط فيما بعد،‏ الأنّ‏ املعاناة قائمة ال تتبدل ‏ساأله طالب:‏ عندك اأمل يا اأستاذ؟<br />

لكنها تقبع يف السجن،‏ قد تخرج بعد تشكيل التكنوقراط«.‏<br />

اإنّ‏ مسميات االألقاب ال تعربّ‏ عن احلاجة التي يطمح اإليها الناس،‏ مبعنى اأدق قد تعطى<br />

الأناس ال عالقة لهم باحلياة القائمة،‏ اأو هم غري مهيئني لذلك،‏ اأو اأنّ‏ العالقات هي من توصل<br />

بعضهم اإىل املنصب ‏»ووضع االأستاذ راديو قدمياً‏ على اأذنه يحاول اصطياد االأخبار ليشبع<br />

‏شوقه لسماع اأسماء الوزراء اجلدد،‏ تغيري وزاري.‏ اأسماء ملعت واأخرى انطفاأت،‏ ابن اأحدهم<br />

كان تلميذاً‏ يف املدرسة مل اأحلظه من قبل،‏ وملا ‏صار ابن وزير بني ليلة وضحاها ‏صار ناراً‏<br />

على علم،‏ حمل ابن الوزير احللوان للطالب:‏ حتلّوا،‏ ابي ‏صار وزيراً.‏ تقدم نحو االأستاذ رجب<br />

ومعه العلبة.‏ حتالّ‏ يا اأستاذ.‏ مربوكة على والدك الوزارة،‏ اهلل يقدره على حملها.‏ تدخل اأحد<br />

الطالب قائالً:‏ الوزارة بتحمله مش هو اللي بحملها يا اأستاذ رجب.‏ تناول حبة تويف من<br />

علبة احللوى،‏ قرشّ‏ ها ووضعها يف فمه.‏ كزّ‏ عليها.‏ التصقت برضسه.‏ حاول اخراجها من فمه،‏<br />

مل يفلح.‏ مل يستطع اأكلها ومل يتمكن من لفظها،‏ ورطة اأمام تسعة واأربعني تلميذاً‏ يراقبون<br />

ما يحدث بعني ‏ساخرة،‏ يلحنون له اأغنية موؤولة تداولتها الفضائيات العربية:‏ رجب درسك<br />

عقدين.‏ رجب حل واجبك عني.‏ اأدخل اإصبعه يف فمه،‏ ‏شدّ‏ احللوى بقوة.‏ خرجت مع الرضس<br />

الذي دفع يف تركيبه اأكرث من راتبه الشهري،‏ وكثرياً‏ من االأمل،‏ اصفّر وجهه وضحك:‏ هذه<br />

حلوى وزارية بالفعل«‏ )27( .<br />

مل يبتعد كثرياً‏ عن روحية النقد البنّاء،‏ وهذا يوؤكد اأن نصّ‏ ها اأصيل يعربّ‏ عن عامل القاصّ‏ ة<br />

وبيئتها،‏ فهي منشغلة بقضية احلراك السياسي الذي تتفاعل معه،‏ لذا جندها تكتب بالوصف<br />

‏»التعبريي الذي يصوّر االأشياء من خالل احساس املرء بها«‏ )28( .<br />

176


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

فهي ‏صادقة يف مالمسة مشاعر الناس وهمومهم،‏ وتقدم ثنائية من تنويعات احلراك<br />

السياسي واملجتمعي يف جل قصصها،‏ فهي تظهر لقطات تصويرية لتماوجات الناس<br />

وحراكهم وتطلعاتهم،‏ مما يثري يف النفس دافعية التفاعل وتبني الفكرة التي تطرحها،‏ فما<br />

يدور داخل املكان يسيطر على النص ال املكان نفسه،‏ وهذا يدلل على عالقة وثيقة بني<br />

النص وصاحبه،‏ فهي كمن يدلل على االأمل بواسطة نص يتماوج بني الهزلية واجلدية،‏ حيث<br />

تتمثل الهزلية يف العرض وبناء ‏شخصية االأستاذ رجب،‏ واجلدية يف نواياه وطموحاته،‏<br />

فتكون ‏شخصية رجب هي الفكرة وهي وسيط التوصيل لها.‏<br />

فما احلاج رجب وانتظاره وتشوقه لروؤية احلياة اجلديدة بعد االنتخابات،‏ اإالّ‏ حرصه<br />

على حبه للحياة االآمنة التي حتمل معطيات ‏صاحلة ملستقبل ‏صالح،‏ لكنّ‏ الواقع يغاير<br />

الطموح هنا،‏ فال االنتخابات اأجدت،‏ وال التغيري الوزاري املتكرر اأجدى،‏ واإمنا الياأس وعدم<br />

املباالة هما املسيطران على الناس،‏ وهذه قناعة الدهماء من الناس،‏ الذين ميثلهم اأحد<br />

الطالب الذي ال يرى ‏شخصية الوزير اآهالً‏ بشغل املنصب فقال:‏ ‏»الوزارة بتحمله مش هو<br />

اللي بحملها يا اأستاذ رجب«.‏ وهذا يعني اأنّ‏ الوزارة ما هي اإالّ‏ مسميات فقط ال اكرتاث<br />

ملن يشغل بها ‏)اأي املسميات(‏ وما زاد الطني بلّة اأنّ‏ الرشيحة التي تفاءلت باالنتخابات<br />

وكان لها دور فاعل الجناحها،‏ قد اأيقنت هي االأخرى اأالّ‏ قيمة للحراك السياسي املفضي<br />

لالنتخابات واإفرازاتها،‏ فتكون هذه الرشيحة هي اخلارس االأول،‏ الأنها خرست الرهان ومن<br />

ثمّ‏ تبددت حلظات االستبشار واالأمل،‏ واإالهم اأنهم اقتنعوا ببطالن تفاوؤلهم املتهاوي،‏ وكذلك<br />

جند اأنّ‏ االأستاذ رجب ميثل ‏رشيحة املخلصني يف البلد من خالل عملهم وتضحياتهم،‏ اإالّ‏<br />

اأنهم اأصبحوا يف عداد الساخرين واخلارسين بعضاً‏ من اأجسادهم،‏ وهذا ما متثل يف خروج<br />

‏سن االأستاذ رجب عندما اأمسكت به حبّة احللوى املعطاة له من ابن الوزير،‏ وكاأنا بالكاتبة<br />

تقول:‏ اإنّ‏ الغش وصل كلّ‏ ‏شيء،‏ فليس احلراك السياسي مبنياً‏ على الغش فقط،‏ واإمنا ما يقدمه<br />

الوزراء للناس مبني على التزوير والغش اأيضاً،‏ كما هي علبة حلوى ابن الوزير،‏ فهي ‏صورة<br />

حية يف دميومة الغش واملحسوبية يف احلياة،‏ بينما توؤكد اأنّ‏ الرشيحة التي تعطي وتضحي<br />

هي اخلارس االأول،‏ حتى عندما نتعامل مع املوقف بحسن نية،‏ فحبة احللوى التي تسببت<br />

يف نزع ‏رضس رجب تدلل على اأنّ‏ احلرام ال يعيش يف جسد اإنسان ال ياأكل احلرام،‏ بل يدفع<br />

اأكرث مما ياأخذ من حرّ‏ ماله،‏ فتكون دائرة السوء قد اكتملت حينما اأصبح املعلم والطالب<br />

وغريهما يف خانة الساخرين واملتهكمني من احلياة،‏ وهذا مل يدفعهم اإىل جادّة الرفض<br />

االإيجابي،‏ واإمنا اأوقعهم يف خانة من يوؤثر فيهم الفن السيء الذي يعرب عن االنحطاط يف<br />

الذوق والسلوك،‏ والذي ياأخذ من جسد املراأة االأخاذ معرباً‏ للوصول اإىل النفوس ال العقول،‏<br />

الأنّ‏ مطاوعة الشهوة يعني تغيباً‏ للعقل،‏ فما االأغنية املوؤلة التي تقول عنها ‏»رجب درسك<br />

177


كرمة في ظالل احلرم - قراءة حتليلة نقدية في مجموعة<br />

أماني اجلنيدي القصصية / ‏»رجل ذكي ونساء بليدات«‏<br />

أ.د.‏ نادي ساري الديك<br />

عقدين،‏ رجب حل واجبك عني«‏ ما هي اإالّ‏ نقد الذع لكيفية عرض اجلسد االأنثوي يف االأغنية<br />

املسفّة ‏_رجب(‏ التي تغنيها اإحدى عارضات االأجساد على الشاشات الباحثة عن اسقاط<br />

املجتمع بعد تفتيت عرى الذوق واالإحساس بالفن واجلمال الفني،‏ فيغدو جسد املراأة السلعة<br />

الرائجة الستقطاب اأصحاب الشهوات الذين يكرثون على ‏شاكلة املتوالية الهندسية،‏ ومثل<br />

ذلك يوؤكد دور الفن يف احلياة،‏ الأن ‏»الفن اجتماعي يف نساأته،‏ واالنفعال اجلمايل هو مبثابة<br />

توسيع للحياة الفردية يف ‏سعيها نحو االمتزاج باحلياة الشاملة الكلية والتقائها-‏ اأثناء<br />

تلك املحاوالت-‏ باحلياة االجتماعية نفسها«‏ )29( .<br />

فالفن بشكل عام يسعى اإىل نهضة املجتمع اإذا اأحسن استثماره،‏ واإالّ‏ يكون ‏سالحاً‏<br />

هدّاماً‏ اأقوى من االأسلحة كلها،‏ مما يرينا القاصّ‏ ة وقد عمدت اإىل اإظهار الظلم الواقع على<br />

املجتمع من قبل االحتالل واالستيطان،‏ فهي مل تربئ اأحداً‏ مما اآل اإليه املجتمع،‏ فاملجتمع<br />

نفسه مدان،‏ والنخب السياسية والرشائح االأخرى اأيضاً،‏ اإالّ‏ اأنّ‏ الوزر الذي اأصاب الناس<br />

يرجع اإىل اأسباب متعددة منها االحتالل الذي يهشم بيديه اأو باأدواته االأخرى العالقات<br />

والقيم البناءة يف املجتمع،‏ فيكون الغدر اأحد هذه الوسائل،‏ والكذب واخلداع من قرائن<br />

املحتل.‏ ‏»ال جتربوا ‏شعب اهلل املختار على القتل.‏ هل اأجربتكم خري االأمم على قتل اأنبيائه؟!‏<br />

لن ميرّ‏ عربي من هنا،‏ باأية طريقة كانت.‏ اأعلى ما يف خيلك اأركبه.‏ هذا حرمنا وهذه اأرضنا.‏<br />

‏شو بتحكي؟ هذه اأرضنا.‏ اعلم اأنّ‏ اهلل جعل كل مكان ندوسه لنا،‏ واأهله عبيدنا.‏ اأشكر اهلل الأننا<br />

دميقراطيون.‏ ‏شو هاحلكي!‏ ربّك عنرصي ودولتك دميقراطية!‏ تقوقع جسده داخل معطفه<br />

اليهودي،‏ تثعلب وترك املكان قائالً:‏ اأمتنى اأالّ‏ تندم على ما قلت.‏ رصدت من لهجته التي<br />

يتكلم بها اأنه يهودي من اأصول عربية،‏ قذفت به عواصف الهزمية العربية اإلينا.‏ يتحدث<br />

بلكنة قاسية،‏ خرج املصلون،‏ مرّوا من معرب اليهود،‏ اأطلقت عليهم النريان.‏ استشهد ‏شاب<br />

وجرح اآخرون.‏ التهمة جاهزة:‏ اعتداء على مستوطنني.‏ رقص ذوو السوالف الطويلة.‏ فوق دم<br />

الشهيد وزعقوا منترصين«‏ )30( .<br />

اإن تعرية احلال،‏ وكشف احلقيقة يدلل على طاقة خاصة قادرة على متثل الوجدان<br />

الوطني الرافض للواقع مبقوماته املختلفة،‏ فمن السهل على املتتبع لفن اأماين القصصي<br />

اأن يرى حاالت احلشد من عنارص الرفض ملواجهة الفساد والظلم القابعني يف احلياة،‏<br />

فاالستيطان قد هشّ‏ م اأركان احلياة،‏ والقوة تبدد حاالت التماسك التي يعيشها الناس،‏<br />

علماً‏ اأنّ‏ قوة املستوطنني مبتناة على الظلم وعدم مناددتها من قوة اأخرى،‏ واإن وجدنا<br />

حاالت الرفض لدى الناس،‏ التي هي مبثابة احلصيلة املرتاكمة لتجارب اأجيال الشعب من<br />

178


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

االختالالت املختلفة،‏ فكال الفريقني:‏ املستوطن املحتل/‏ واالإنسان ‏صاحب االأرض يعتمدان<br />

على املوروث لتجسيد املعتقد واالأحقية يف امتالك االأرض ‏»اأعلى ما يف خيلك اركبه.‏ هذا<br />

حرمنا وهذه اأرضنا.‏ ‏شو بتحكي؟ هذه اأرضنا.‏ اعلم اأن اهلل جعل كلّ‏ مكان ندوسه لنا،‏ واأهله<br />

عبيدنا«.‏<br />

مما تقدم نرى اأن احلياة تقوم على اجلدلية اأي جدلية املعرفة والغموض هي املسيطرة<br />

على توجهات ‏صاحب االأرض واملستوطن،‏ فالعالقة مع االأرض ‏)املكان(‏ ترتبط بذاكرة<br />

االإنسان وحصيلته املعرفية املكتسبة،‏ فيكون النص متكلماً‏ جتاه امتالك االأرض وجعلها<br />

مستاأنساً،‏ فما املوقفان:‏ اإالّ‏ عبارة عن االرتباط باملطلق واحللم والالنهائي،‏ مع التباين<br />

النفسي الواضح جتاه كل موقف على حده،‏ فما الشهادة اإال استمرارية لعالقة حمبي االأرض<br />

باالأرض،‏ وكذلك القتل املتعمد يدلل على طبيعة املعتدين،‏ اإذ كل يرينا ‏رضورة املعتقد<br />

االأيدولوجي جتاه االأرض،‏ فالنص مل يبداأ من فراغ،‏ واإمنا استلهام لرتاث زاخر من الكتاب<br />

والصور واملواقف جتاه ‏)االأرض وعشاقها(‏ وحمتليها كذلك.‏<br />

اإنّ‏ احلراك الذي تصوّره يجّ‏ ‏سده ‏ضدان،‏ يتحركان يف اطارين ثقافيني عقدين متباينني،‏<br />

فاحلرية ال تاأتي عفوية واإمنا هي مبثابة ثقافة ووعي والدرع الواقي والبوصلة،‏ واإن تعددت<br />

حاالت التعبري لدى الناس.‏<br />

فثقافة املستوطن تقوم على الغدر والقهر واستالب حقوق الناس واستفزاز مشاعرهم<br />

والتاآمر عليهم حتى تصفيتهم جسدياً،‏ بعد استنفاد اأي وسيلة توقعهم يف ‏رشاك السقوط<br />

‏»اجلب يل راأس عربي الأنام معك«‏ دفنت املستوطنة يف اأرض اخلليل،‏ ونال املستوطن املراد<br />

هناك،‏ اأخشى اأن اأقول يف احلرم االبراهيمي )31( .<br />

يف نص اأماين يواجه االإنسان ‏صاحب االأرض احلياة املرعبة من املستوطن،‏ فتكون<br />

احلياة ‏صعبة وموؤملة اإىل حد بعيد،‏ فالنيل من االأبرياء يعني استمرارية حياة املحتل،‏ وكذلك<br />

استمرارية الوجود اجلماعي الأصحاب االأرض الفلسطينيني هو املنفذ الوحيد خلالصهم مع<br />

استمرارية اللحمة مع حميطهم،‏ واإن كانت تلك اللحمة مهشمة وغري مصونة الأسباب متعددة،‏<br />

فمهما كانت التضحية وقلة املردود امللموس،‏ اإالّ‏ اأنّ‏ اأهل الضحايا يبقون مرفوعي الروؤوس،‏<br />

واملحتل يضع ‏صنعته املتكررة يف االستفزاز والغدر ‏»كان احلاخام متفرجاً‏ يخفي ابتسامة<br />

ثعلب بني ‏شفتيه،‏ تقدم نحوه الشيخ:‏ مربوك يا عريس،‏ اأراأيت اأن اتفاقاً‏ ميكنني واأنت اأن<br />

نعيش هنا،‏ هنا اإما اأنا واإما اأنت،‏ كل من خبزي لنصبح اأنا واأنت هنا.‏ اأال تفهم اأيها احلاخام.‏<br />

هذا املكان ال يسعنا،‏ اإما اأنا اأو اأنت...‏ كان احلاخام يحمل خبزه،‏ تقدم بذات االبتسامة نحو<br />

179


كرمة في ظالل احلرم - قراءة حتليلة نقدية في مجموعة<br />

أماني اجلنيدي القصصية / ‏»رجل ذكي ونساء بليدات«‏<br />

أ.د.‏ نادي ساري الديك<br />

الشيخ املذهول:‏ كل اخلبز يا ‏سارازان.‏ هنا اأنا واأنت.‏ اأراأيت؟ مهما كان اسمي عندك.‏ هنا اإما<br />

اأنا اأو اأنت؟ مدّ‏ الشيخ يده اإىل رغيفه.‏ وفلق منه كرسة واأكل.‏ ثم قال:‏ ها اأنا انترصت،‏ لقد<br />

اأكلت اأخرياً...‏ قلت للحاخام:‏ ما زالت اجلوالت مستمرة.‏ ‏سارازان فقّس«‏ )32( .<br />

نرى القاصّ‏ ة وهي تعرّي فرضية يكتنزها احلاخامات يف ترصفاتهم،‏ وهي فرضية<br />

الغدر املتكرر،‏ وهذه من ‏سنن اليهود عرب التاريخ،‏ وهي مساألة فرضت عليهم التقوقع<br />

والوحدة واالغرتاب عن االأمكنة واالأزمنة والشعوب التي يعيشون معها ، وهذا يدعونا اإىل<br />

التساوؤل:‏ هل العالقة مع اليهود تتسم بالغدر اأبداً؟ اأو اأنا هناك من يطمئن اإليهم اأحياناً؟<br />

فلو كانت احلالة االأوىل يقينية عند الناس جميعهم،‏ ملا وصل احلال اإىل ما هو عليه االآن،‏<br />

واإمنا جنده يختلف من مرحلة اإىل اأخرى،‏ حسب معطيات الواقع واملحيط،‏ بذا تكون العالقة<br />

معهم تنتقد املنطق ودعوة اإىل الشك والريبة دائماً،‏ وخري دليل ما قام به احلاخام جتاه<br />

الشيخ عندما دسّ‏ له السم يف اخلبز،‏ كي يبقى املكان له،‏ وهذا يفرس القيم التي تربى عليها<br />

اليهود ويربون اأبناءهم عليها،‏ مهما وصلت املتناقضات يف ‏سلوكهم ‏»ال يرتك الدكان قبل<br />

التاأكد من اأنّ‏ مستوطني ‏)الدوبية وكريات اأربع(‏ الذين ياأتون لهز روؤوسهم وشتم املسلمني<br />

قد تركوا املكان وذهبوا اإىل مبيتهم،‏ عمله اليومي درّبه على املوت قبل املوت.‏ ال يشكو<br />

تعب اجللوس وال اأطفال املستوطنني الذين ميطرونه بزقاً‏ ولعناً‏ اإن مرّوا اأمامه،‏ يتلقى وابل<br />

املذالت باإحساس ميت،‏ ما دام جلوسه يغيظهم،‏ ال يستفز اإالّ‏ االأرقام يقراأ فيها اأعواماً‏ طويلة<br />

من الضياع:‏ مئتا مستوطن يف قلب اخلليل حولهم مئتا األف خليلي حولهم مئتا مليون<br />

عربي ال يستطيعون منع ‏صبي يعتمر نصف قبعة من التبول يف وجه ختيار هرم يعتمر<br />

كوفية«‏ )33( .<br />

ويف تعامل القاصّ‏ ة مع الواقع مبكوناته،‏ ترينا زماناً‏ فعلياً‏ يعيشه اليهود عرب بطشهم<br />

وغدرهم وضعف االآخرين،‏ املتمثل يف قلّتهم وكرثة حميطهم،‏ وهذه روؤية حتمل ‏سخرية<br />

مرّة،‏ فهي ترينا بثقةٌ‏ ووضوح ترصف املستوطنني،‏ والضعف الذي يعرتي العرب ممثلة<br />

مبحيط املستوطنني الضيق،‏ ومن ثم حميطهم االأرحب،‏ وهذا يجعلنا نوقن اأن ما نشاهده هو<br />

مراآة للزمان والتاريخ معاً،‏ مما يعني اأنّ‏ القصّ‏ هنا يعمق حالة العنف والقهر والهوان التي<br />

يعيشها العرب الفلسطينيون،‏ ممثلني بسكان مدينة اخلليل العتيقة،‏ وكذلك نرى املتناقضات<br />

االجتماعية احلادّة واملتفجرة التي يعيشها العرب من جوانب اأخرى،‏ اإالّ‏ اأن اجلميع مرتبط<br />

باملكان وهذا يوصل ‏»اإىل معطيات روحية ونفسية حتكم وجود االإنسان وتصوغ وعيه<br />

بهذا املكان«‏ )34( املتنازع عليه،‏ واملجبولة تربته بدماء ممتدة من اجلينات االأوىل لسكانه<br />

الرافضني لالحتالالت املتكررة اإىل اأن يشاء اهلل.‏<br />

180


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

فعلى الرغم من ثقل احلياة وتقلباتها،‏ اإالّ‏ اأنّ‏ اأفراد املجتمع يتفاعلون معها،‏ كل حسب<br />

قيمه وثقافته،‏ الأنّ‏ الثقافة لها تاأثري كبري يف تكوين وتشكيل القيم واحلراك بشكل عام،‏<br />

علماً‏ اأنّ‏ لالأفراد قيماً‏ خاصة بهم،‏ لذا جند ‏رشيحة تتعامل مع التقنيات للوصول اإىل الهدف،‏<br />

بغض النظر اإن كان مرشوعاً‏ اأم ال،‏ فرنى الكاتبة تظهر اأثر احلاسوب وشبكات االنرتنت يف<br />

فرز بعض املظاهر االجتماعية،‏ وكاأنها تقول:‏ اإن االنكسارات واالنهزامات مل توؤثر يف تعدد<br />

التطلعات عند الناس،‏ وبالذات جيل الشباب منهم،‏ اأو من يحسن التعامل مع وسائط االتصال<br />

احلديثة ‏)االنرتنت(‏ على الرغم من تفاوت الدخول املالية،‏ والقيمة املرتفعة لالأسعار،‏ فتكون<br />

‏شبكات االتصال اأحد مكونات الثقافة السائدة،‏ وهي من يستحوذ على نصيب كبري اأو نسبة<br />

واضحة من مقدرات الدخل االأرسي،‏ اإىل جانب العالقات الشاذة التي قد تنمو وتزدهر لدى<br />

الناس بواسطة تلك التقنيات،‏ فتكون ‏سبباً‏ يف اإظهار قيم جديدة،‏ وثقافة دخيلة،‏ وترسّع<br />

يف ‏سلب اأموال الطارقني الأبوابها دون رحمة،‏ وهذا يرينا عمق املاأساة عند الناس،‏ نتيجة<br />

لعوامل متغرية وثقافات متعددة،‏ ال دخل لها يف بنية املجتمع،‏ واإمنا بناها دخيلة على<br />

املجتمع.‏ ‏»عند باب مدرسة االأجيال،‏ الساعة الثانية عرشة ظهراً‏ ، تنهد بارتياح،‏ ها قد<br />

جنحت.‏ هذه الفتاة كلفتني فاتورة باهظة،‏ لكني اصطدتها اأخرياً،‏ فشل يف االيقاع بها مراراً‏<br />

مما ولد لديه اإرصاراً‏ على اأن يراها بشحمها وحلمها،‏ ‏شبكة االأكاذيب اجلميلة التي يلجاأ<br />

اإليها املحرومون من اأمثاله من دفء احلب ال تروي عطشاً‏ وال تغني من جوع،‏ ‏شغف العني<br />

يكرب كلما ازداد التعلق،‏ ‏صمم اأن يروي عطشه بعد اأن عرف اأنها من بلده واأنّ‏ اللقاء ممكن،‏<br />

مل تعد اأحاديث الشات تروي حاجته،‏ األحّ‏ اأن يراها ويقابلها يف مكان ما،‏ رفضت املرة تلو<br />

املرّة وعذرها:‏ ‏سيقتلني والدي اإن عرف...‏ ال اأثق بعالقات االنرتنت اإنها ‏شبكة من االأكاذيب،‏<br />

اأغلقت االتصال معه،‏ وبقي يف البال يداعب اخلاطر«‏ )35( .<br />

اأمّ‏ ا الثقافة اجلديدة ‏)الشات(‏ عرب االنرتنت،‏ جندها يف اأحد مناحيها منافية للقيم<br />

والثقافة السائدة واملعتقدات اأيضاً،‏ فنجد القاصّ‏ ة وقد جسدتها كما حتسها ونحسّ‏ ها معاً،‏<br />

وهذا ما نطقت به اإحدى املتفاعالت مع ‏)الشات(‏ اإذ توؤكد اأن مثل هذه العالقة هي كاذبة<br />

وبعيدة عن احلقيقة،‏ وينعكس ذلك على ما تفرزه تلك املحادثات من عالقات اجتماعية<br />

غريبة عن املجتمع،‏ غري متوافقة مع قيمه وهمومه،‏ فيقع االإنسان يف حرية من اأمره،‏ فال<br />

هو من الذين اأبقوا على ثقافتهم السائدة قبل ‏)الشات(‏ وال من الذين اأفادتهم الثقافة الوافدة،‏<br />

بل زادت من انحرافاتهم وهمومهم وتعلقهم باملجهول،‏ فتكون حاالت االنكسار متعددة،‏<br />

وليست اأحادية اجلانب،‏ لذا من السهل اأن يوازن املرء بني الثقافتني وصور احلياة السابقة<br />

والقائمة،‏ وهذا يسهل عملية السقوط يف املمنوع العريف اأو املجتمعي اأو العقدي،‏ فيصبح<br />

املجتمع اخلارس االأول،‏ الأنه مصفاة نتاج العالقات والتموجات بني الناس،‏ وهذا ما يرينا<br />

181


كرمة في ظالل احلرم - قراءة حتليلة نقدية في مجموعة<br />

أماني اجلنيدي القصصية / ‏»رجل ذكي ونساء بليدات«‏<br />

أ.د.‏ نادي ساري الديك<br />

قسوة املرحلة باأمناطها الثقافية املتعددة،‏ وكاأنا ال نبحث اإالّ‏ عن السلبيات الهدّامة كي<br />

نلصقها بقيمنا وتصبح جزءاً‏ من الوعي العام واحلراك الشمويل،‏ وهذا يعني اأن املجتمع<br />

يحمل قابلية التغري السلبي اأم االإيجابي،‏ فيكون مدى التقبل للشيء ‏»هو املوؤثر واالأسباب<br />

اخلارجية جمرّد معجّ‏ لة«‏ )36( يف عملية خلق التوازن من عدمه جتاه الطموح واحلراك<br />

والتطلعات وما ‏شابه ذلك،‏ مبعنى:‏ املجتمع يف كثري من احلاالت ‏سيد نفسه،‏ يستطيع الرفض<br />

اأو القبول،‏ ‏رشيطة اأن تكون هناك قيم وثقافة جمعية تاأرسه وحتميه وتسريّ‏ ه،‏ ال ثقافات<br />

متعددة وال طموحات ونزوات اأفراد تهشم كياناته وتفتت اأوارصه،‏ وتغيب موؤسساته بعد<br />

هتك اأستارها واباحة حرماتها،‏ الأنّ‏ الفرد االإنسان ‏»ال يستطيع اأن يكتسب تفتحاً‏ ووعياً‏<br />

نفسياً‏ وعقلياً‏ اإالّ‏ من خالل املعارشة االجتماعية«‏ )37( .<br />

اإن العمق الرئيس الذي تبحث عنه الكاتبة،‏ هو اإظهار العالقة بني الناس،‏ ومدى التاأثر<br />

والتاأثري،‏ وكيف ينظر الفرد اإىل اجلماعة،‏ وكذلك الوعي الذي يسيطر على اجلميع،‏ فمهما حاول<br />

االإنسان اأن ينخرط يف الثقافات اجلديدة،‏ اإالّ‏ اأنّ‏ الرادع يبقى مالزماً‏ له يف بعض املعايري<br />

واملواقف،‏ فرنى طغيان اأو ‏سيطرة العادات على ترصفات بعض االأفراد،‏ بغض النظر اإن<br />

كانت ترصفات ذاتية اأنوية اأو جماعية،‏ وهذا يظهر مميزات الفرد وعالقته باجلماعة،‏ مع<br />

وجود التفاوت يف منطلقاتهم ‏»تخيلي اأباك،‏ ماذا ‏سيفعل لو عرف اأنك تقابلني اأحدهم؟<br />

‏ضحكت بسخرية:‏ يقتلني،‏ ويرشب من دمي،‏ هو ال يطيق اأن تهبط عني اأحد عليّ‏ ، كم يرغب<br />

يف اخفائي من عيون الناس.‏ اأبوك متزمت مع اأن اأبي يقول عنه اأنه يدخن،‏ يلعب الرند على<br />

القهوة مع ‏شلّة،‏ عايش حياته بالطول وبالعرض،‏ ‏صمتت منال،‏ احلديث عن والدها يغصّ‏ ها<br />

ويخنقها،‏ ثم ‏ساألت:‏ ماذا اأقول لربافو اإنّ‏ اأرصّ‏ على مقابلتي«‏ )38( .<br />

اإنّا نتلمس العجب من متناقضات االإنسان يف جمتمع القاصّ‏ ة،‏ فتيات وفتيان يبحثون<br />

عن ‏صداقات لتلبية رغباتهم املكبوتة،‏ وطموحاتهم املتعددة،‏ وال يرون يف ذلك عيباً،‏ بينما<br />

هم اأنفسهم اأو من يناددهم من ‏رشيحتهم،‏ يقرّون اأنّ‏ اجللوس يف املقاهي ولعب الرند وما<br />

‏شابه ذلك من االأشياء املعيبة يف املجتمع،‏ ويوصف االإنسان املعني،‏ باأنه يعيش حياته<br />

بالطول والعرض،‏ وهذا يعني اأنّ‏ الناس تعيش يف تنوع مدهش من اأمناط التفكري،‏ مما<br />

يخلق حاالت املنافسة بني الناس،‏ وهذا يوؤدي اإىل حراك جماعي وتغيري ‏سلوكي لدى كثري<br />

من الشخصيات،‏ قد توصل اإىل قتل النفس البرشية،‏ ‏»بداأت تدخل على مواقع االنرتنت<br />

لتضّ‏ يع وقتها بدل القعدة على الرسير طيلة الوقت،‏ فتحت على ‏صورة الفنانات اجلميالت،‏<br />

وحمبوبها الكبري جورج قرداحي،‏ قراأت كلّ‏ اأخباره،‏ وتفرّجت على ‏صوره،‏ ثم انتقلت اإىل<br />

‏صور الفتيات العاريات.‏ خطر لها:‏ هل هنّ‏ اأجمل مني؟ ‏شلحت مالبسها.‏ نظرت اإىل اأثداء<br />

182


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

الفتيات وخصورهن،‏ اإىل اأردافهنّ‏ ، وقارنتها اأمام املراآة بثدييها وخرصها،‏ الحظت اأنّ‏<br />

ردفيها منبسطني،‏ واأنّ‏ بطنها مرتفع قليالً،‏ واأنّ‏ ثدييها الغاضني املتاآلفني خطريان...‏ فتحت<br />

على موقع خاص خطري،‏ عرفت اأنّ‏ كل جزء من اجلسد مصدر متعة،‏ ارجتفت خوفاً،‏ واأغلقت<br />

املوقع ويف نفسها رغبة يف العودة اإليه،‏ تسارعت حركتها،‏ قفزت،‏ كانت بخفة ريشة«‏ )39( .<br />

اإنّ‏ طبيعة احلياة كما توصف،‏ تظهر تناقضاً‏ على الرغم من اإظهارها بعضاً‏ من الطبيعة<br />

البرشية،‏ فال نرى هنا وضعاً‏ اأو توضيحاً‏ للعادات الوافدة،‏ بقدر منا هي حالة نقدية هادفة<br />

ملا اآل عليه املجتمع ممثالً‏ بثقافة االنرتنت وهمومه املتعددة،‏ فال الذكور حموا اأنفسهم وال<br />

االإناث تعففن جتاه املبحوث عنه،‏ وكاأن املرحلة العمرية توؤثر يف ‏سلوكيات الناس،‏ مبعنى<br />

اأدق اأنّ‏ االإنسان املحصّ‏ ن بثقافة واضحة االأهداف والدالالت،‏ ليس ‏سهالً‏ على ثقافة اأخرى<br />

اخرتاقها حتى واإن كانت حتاكي الشهوات والغرائز،‏ علماً‏ اأنّ‏ كثرياً‏ من العادات والتقاليد<br />

تتفاوت خمتلفة بتفاوت املهن والبيئات على حد ‏سواء،‏ فال السياسة وتهتكاتها وسلبياتها<br />

وال القيم االجتماعية حالت دون تواصل الناس مع الوسائط الثقافية الوافدة.‏<br />

فعلى الرغم من هبوب رياح ثقافية دخيلة،‏ تتيح لالإنسان اأشياء مل يعتد عليها،‏ فاإن<br />

عرف املجتمع يبقى مسيطراً‏ يف بيئات متعددة ‏»يا اأخي زهقتني بكلمة ‏رشف العائلة،‏ ‏شو<br />

‏صار حتى تقتل رجال،‏ العيب فيك مش فيه،‏ اأكيد ما عرفت تربي بنتك؟...‏ على كل االأحوال،‏<br />

انتهى التحقيق لصاحلك،‏ كتب:‏ حتلُّ‏ قضية املتهم حسني حسن عبد الباقي يف قتل باهر<br />

املهدي الشهيد بربافو عشائرياً.‏ اأنا مقتنع اأنك متورط حتى اأخمص قدميك،‏ لن تقدر اأن<br />

تبلفني،‏ لكن هذه بلدنا«‏ )40( .<br />

تتواصل العالقة بني الناس على الرغم من القتل وهتك احلرمات،‏ وهذا يرينا راأياً‏<br />

من الكاتبة ترفض ما يسمى ‏)باحلكم العشائري(‏ والقصاص الشعبي،‏ وكاأنها تدعو اإىل<br />

قانون يحكم الناس وال يفرّق بينهم،‏ وميكن القول:‏ اإن املجتمع يستطيع اأن يحافظ على<br />

العادة التي يريدها ويرفض غريها من التي تخالف مكوناته،‏ اإالّ‏ اأنا لو نظرنا اإىل الناس من<br />

الداخل لوجدنا ‏رصاعاً‏ متجذراً‏ جتاه كثري من االأشياء،‏ لذا جند ما يندى له اجلبني،‏ فعندما<br />

تكون العادة لصالح الفرد وحتقق ماآربه يتبناها،‏ وعندما تكون لصالح غريه يرفضها،‏<br />

كما فعل قاتل برافو استند اإىل العادة للتخلص من احلكم املوؤكد،‏ يف حني ثار على العادات<br />

والتقاليد التي جعلت ثلة من النساء يطرقن بابهم دون موعد مسبق،‏ ويتعرفون على ابنتهم<br />

وتفحصها،‏ اأو ما يسمى بنقدها للخطبة والزواج فيما بعد ‏»تذهب االأم اإىل منال وتقول لها:‏<br />

استعدي فيه ناس جاءوا يشوفوك،‏ حتمرّ‏ منال خجالً،‏ حترشّ‏ القهوة،‏ تقدمها بالفناجني<br />

املخباأة للضيوف،‏ على ‏صينية ذهبية تستخدم اأمام الضيوف فقط،‏ تناولن الفناجني وهنّ‏<br />

183


كرمة في ظالل احلرم - قراءة حتليلة نقدية في مجموعة<br />

أماني اجلنيدي القصصية / ‏»رجل ذكي ونساء بليدات«‏<br />

أ.د.‏ نادي ساري الديك<br />

يتفحصنها،‏ كانت عيونهن تكرب لتصبح مثل ‏ضوء كشاف ينفذ اإىل ما حتت مالبسها.‏ جلست<br />

قليالً.‏ ‏ساألتها اأم العريس:‏ باأي ‏صف؟ العارش-‏ وشاطرة؟...‏ غمزتها اأمها.‏ ملّ‏ ت الفناجني...‏<br />

خرجن يف الوقت الذي دخل فيه اأبو منال اإىل املنزل.‏ اأوقفته اأم العريس،‏ وبلسان مشعب<br />

طوله ثالثة اأمتار قالت له:‏ لكل ‏شيء اأوان،‏ وعصفور يف اليد اأحسن من عرشة على الشجر,‏<br />

وبنتك اسم اهلل عليها جاء اأوانها.‏ البضاعة اإذا فات اأوانها بتبور.‏ ‏ساأل بعصبية:‏ من هنّ‏ ؟<br />

خطا.‏ ليش تستقبليهم دون اإذين-‏ عادة الناس يستقبلون اخلطاب يف اأي وقت.‏ اأنت تعرف<br />

اأهل ها البلد،‏ يدخلون اأي بيت حتت اسم خطاب«‏ )41( .<br />

جتدر االإشارة هنا،‏ اإىل اأنّ‏ ما جاءت به القاصّ‏ ة على لسان الفتاة واأمها واخلاطبات<br />

واالأب وغري ذلك،‏ ما هو اإالّ‏ تسفيه للعادات والتقاليد التي تصبح مدخالً‏ لكشف املستور<br />

من خصوصيات الناس،‏ وهذه االأمور من املقارنات التي تعتمد على االإرث الثقايف لدى<br />

الناس،‏ لذا يحاول كل فرد اأن يتجاوز بعض تلك الثقافات كل حسب مسوغاته ومنطلقاته،‏<br />

وهذا تناقض وتباين جتاه الوعي الثقايف السائد اأو املبحوث عنه،‏ فعلى الرغم من ‏سيادة<br />

االنرتنت اأحياناً،‏ اإالأّ‏ اأن الناس يعودون اإىل قيم وثقافات تسعفهم وتنتشلهم من كبواتهم،‏<br />

وهذا اإظهار ملظاهر الرصاع واملفارقات يف املواقف اخلاصّ‏ ة،‏ وكيفية تسيري االآخرين بعد<br />

الذات للمصالح الذاتية.‏<br />

مل حتل العادات والتقاليد وهموم السياسة الداخلية،‏ اأن تقف حاجزاً‏ مانعاً،‏ يحول دون<br />

وصول القاصّ‏ ة اإىل فكرة واضحة مبهمة،‏ اأال وهي املوقف الغربي من الرصاع وكيف يكون<br />

الغرب ببعض اأفرداه متعاطفاً‏ مع املرشدين واملصابني من اأبناء الشعب الفلسطيني من<br />

قبل املستوطنني واملحتلني،‏ وكيف يقف الغرب باأفكاره ومقوماته وقيمه مدافعاً‏ وسانداً‏<br />

للمستوطنني ودولتهم،‏ وكيف يساعد هذا الغرب على تدمري بنى املجتمع ليس من خالل<br />

مساندة العدو فقط،‏ واإمنا من خالل املوؤسسات االأهلية اأو املوؤسسات املدعومة من اأوروبا<br />

واأمريكا،‏ وكيف تساعد تلك املوؤسسات على تدمري كيانات الشعب من خالل االختالسات<br />

والعطايا واإظهار املالمح التي حتمل السلبية واالإيجابية معاً،‏ فتكون قد ‏ساهمت يف خلق<br />

فئة ‏ضالة مستفيدة تساهم هي االأخرى يف تدمري الشعب بروؤاه املختلفة وهذا يوؤدي اإىل<br />

استكمال حلقات الدائرة التي يعيشها املواطن والوطن،‏ ‏»يتمايل نورها اأطيافاً‏ على جردان<br />

الغرفة.‏ حزن ‏ضوئها يرسم ظالالً‏ بليدة على وجوه الزائرين الذين تهافتوا اإلينا،‏ اأوشوش<br />

اأمي:‏ اأنريي الكهرباء.‏ تبتسم بوجع وهي تقول:‏ مقطوعة،‏ يتقدم نحوي زائر يقول يل بصوت<br />

بائس:‏ ‏سالمتك يا بطل.‏ بطل!‏ منذ متى؟ كل ما اأذكره اأنني ذهبت اإىل املدرسة حملت كتبي<br />

على ظهري عائداً‏ اإىل البيت،‏ دخلت دوائر فارغة،‏ اأصداء تائهة حويل،‏ ‏سقطت من جبل.‏<br />

184


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

‏رصخت.‏ ‏صحوت يف بيتي حويل الناس.‏ يقولون اإنني بطل...‏ مل اأعرف ما حدث يل اإالّ‏ بعد<br />

زيارة غرباء مع ‏سامر ابن اجلريان الذي يعمل مع اأجانب يدافعون عن حقوق الناس،‏ يف<br />

‏ضوء الشمعة،‏ راأيت وجه ‏شاب طويل ونحيل بقرط يف اأحد اأذنيه،‏ ومالمح امراأة بشعر اأبيض،‏<br />

اأحرضا يل هدية.‏ ما حاجة ماجد لكرسي متحرك لو بقيت له قدماه.‏ واهلل لن اأشكرهم على<br />

)42(<br />

هذا الكرسي الكريه ال بقلبي وال بلساين«‏<br />

لذا نرى هموم الناس وعذابات املجتمع قد احتلّت االهتمام االأكرب من اأماين اجلنيدي<br />

فهي ال تخرج من موضوع اإالّ‏ وتعود اإىل موضوع ثانٍ‏ له مساس ومالمسة بهموم الناس<br />

وتطلعاتهم،‏ فرناها تكتب قصة تعالج فيها هموم املراأة التي حترم من االجناب وكيف ينظر<br />

اإليها املجتمع،‏ بغض النظر اإن كان العائق منها اأم من زوجها،‏ فيكون هذا االأمر مدخالً‏<br />

الإظهار حالة ثقافية عقدية يوؤمن بها الناس،‏ اأال وهي عودة السيد املسيح عليه السالم اأو<br />

املهدي املنتظر الذي يوؤمن مبقولة عودته الناس جميعهم،‏ اإالّ‏ اأنهم يختلفون يف مسماه<br />

واأصله النسبي،‏ فاأهل السنة يرون اأنه قرشي،‏ واأمّ‏ ا الشيعة االإمامية فريون اأنه االإمام الثاين<br />

عرش وهو ما يطلقون عليه باالإمام احلجّ‏ ة اأو املهدي املنتظر،‏ وهو من نسل االإمام علي<br />

عليه السالم من فاطمة الزهراء رضي اهلل عنها مسحت بطرف منديلها دمعة استفزها حزن<br />

مكبوت يف اأعماقها،‏ بعد اأن قالت لها ‏رضتها بحدّة،‏ ال تالعبي ابني،‏ ميوت قبل ما بحبّك.‏<br />

تركت الصغري،‏ واأخذت متارس فقرها وقهرها،‏ ال ينقصها اإالّ‏ معزوفات الرششحة التي<br />

تسمعها اإياها ‏رضّتها بصبيانها اخلمسة:‏ الشجرة التي ال تثمر قطعها حالل.‏ ‏»اأكل ورشب<br />

وقلّة فايدة«‏ )43( .<br />

لقد اأحسّ‏ ت اأماين اجلنيدي اأنّ‏ قصة ‏)املسيح له عودة(‏ تعرّي الهم الذي يعرتي املراأة،‏<br />

وتظهر من خاللها الرصاعات النفسية التي تعيشها،‏ فهي ترى احلياة عبثية من خالل<br />

كوامن الالشعور،‏ وهي تصف املراأة وتناقضاتها احلياتية،‏ لذا جاءت قصتها تعربّ‏ عن حلم<br />

املراأة يف احتضان طفل لها،‏ بذا تداخلت ‏شخصية مرمي العاقر مع العذراء عليها السالم،‏<br />

فتتم عملية اعادة مرمي للسيد املسيح عليه السالم،‏ من هنا ‏»كان االجتاه اإىل العامل الطفويل<br />

واالأحالم بنوعيها،‏ وحماولة جتسيد عامل الالشعور«‏ )44( .<br />

القصة مبجملها تقوم على احللم والطموح احلامل،‏ وهذا يرينا العالقة املستحدثة<br />

بني عامل االأمنيات واحللم وعامل اخلارج ‏)احلقيقة(‏ فتكون مرمي قد حققت حلمها وكرشّ‏ ت<br />

همّها وغريت نظرة املجتمع لها عرب احتضانها لشخصية عيسى الذي تنسبه للعذراء،‏ اإالّ‏<br />

اأنه ‏رسعان ما غادرها اإىل حيث الالعودة بسبب خوفها عليه من بطش االحتالل،‏ اأثناء<br />

االجتياح الصهيوين للمدن الفلسطينية،‏ فيكون رمز املسيح قد حقق ما فقده الناس من<br />

185


كرمة في ظالل احلرم - قراءة حتليلة نقدية في مجموعة<br />

أماني اجلنيدي القصصية / ‏»رجل ذكي ونساء بليدات«‏<br />

أ.د.‏ نادي ساري الديك<br />

اأشياء متعددة،‏ بدءاً‏ من ‏شفاء املرضى وانتهاء بحمل مرمي الذي يدلل على حتقيق احللم يف<br />

النهاية،‏ ‏»جلست مرمي على حجر خملوع من اأحد االأرصفة بفعل دبابة،‏ كانت تشعر بدوران<br />

مل تعرفه من قبل،‏ اأمسكت بيد ‏رضّتها:‏ لتعود اإىل البيت؛ تاركة الناس يعيدون بناء ما دمّ‏ ر،‏<br />

قالت لها ‏رضّتها:‏ اأنت حامل يا مرمي وضعت يدها على بطنها وقالت:‏ اأحيا املسيح ما قتل<br />

فينا ثم عاد كل ‏شيء على ما يرام ما دمنا نبتسم ونبكي«‏ )45( .<br />

ولعل انتصارها ملرمي الرمز للمراأة املحرومة واملقموعة،‏ جعلها تناقش فلسفة النظام<br />

العاملي اجلديد عرب اأسطر قصتها ‏)عامل حتكمه احلرشات(‏ )46( ، فالعالقة التي يوؤسس لها بني<br />

اأبناء البرش على وفق تسلط االأثرياء واستحواذهم على مقدرات الفقراء ترينا رفضها املطلق<br />

للبهرجة والتباين يف مقدرات العيش بني اأبناء البرش،‏ فهي كمن يرصخ بعلو ‏صوته ويقول:‏<br />

اإن الطبقية املقيتة عادت تسترشي يف نفوس الناس وترصفاتهم،‏ لذا ال بدّ‏ من رفض الواقع،‏<br />

واإعادة املاضي النزيه،‏ كما اأعاد املسيح ما فقدناه من اأشياء.‏<br />

البناء الفين:‏<br />

186<br />

‏.‏‎1‎اللغة:‏ 1<br />

نعتقد اأنّ‏ مرحلة التجريب يف كتابة النص مل يعد لها وجود عند اأماين اجلنيدي،‏ فهي<br />

مل تعد تخترب قدراتها البنائية يف التعامل مع نسج القصّ‏ ة الفني،‏ فمجموعتها ‏)رجل ذكي<br />

ونساء بليدات(‏ تشهد على انتقالها من مرحلة القدرات املتواضعة اإىل ما بعد ذلك،‏ فهي<br />

خاضت يف جماالت اأوسع واأكرث ‏شمولية من جمموعتها االأوىل ‏)امراأة بطعم املوت(‏ فرتينا<br />

روؤية واأفكاراً‏ تفتح املجال رحباً‏ اأمام املتلقني،‏ ليتم التعارف على قاصّ‏ ة حتاول بناء الذات،‏<br />

بعيدة عن البهرج وضجيج الشهرة.‏<br />

اأي مبعنى اأقرب مل جند القصّ‏ ة املبنية على االنفعال الرسيع واحلدث العابر،‏ واإمنا<br />

فنها يقوم على التفاعل احلقيقي مع احلدث،‏ فيكون الواقع بقيمه وهمومه موؤثراً‏ يف نتاجها<br />

القصصي،‏ علماً‏ اأنّ‏ هذا النتاج مل ياأت مفتتاً‏ وال مبعرثاً،‏ واإمنا جنده متماسكاً‏ يساير النمط<br />

احلياتي بكلّ‏ مسوغاته وتداخالته،‏ وال يخلق يف النفس من حاالت قلقة،‏ والنظرة اإىل الذات<br />

واندفاعاتها،‏ وذلك يزيد االإحساس باأهمية تغيري الواقع،‏ واالنفالت من همومه،‏ ليظهر لنا<br />

فنها رافضاً‏ اخلنوع،‏ دافعاً‏ باالآخرين نحو التغيري.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

الأن غاية الفن بعد احلالة التعبريية خلق التمرد الذي يسعى االإنسان من خالله اإىل<br />

رفض الواقع وخلق واقع جديد،‏ اأي رفض الواقع احلقيقي واإبداله بواقع اأو بعامل جديد يتسم<br />

بالوحدة واالتساق.‏ فتكون مقدرة الفنان هي املحرك االأساس خللق الشكل الفني املطلوب<br />

وفرضه على الواقع املعيش،‏ دون النظر اإن كان غفالً‏ اأو غري بكر،‏ فالعالقة بني الفن والواقع<br />

عالقة تالزمية فيها استمرارية النماء،‏ مهما كانت طبيعة الفنان وطبيعة فنه الصادر عنه.‏<br />

اجلوهري من االأشياء جنده عند اأماين اجلنيدي واضحاً‏ يف بناء قصصها،‏ ولغتها حرصاً‏<br />

الأنّ‏ ‏»لغة القصّ‏ ة،‏ هي املشكلة االأكرث اإحلاحاً‏ يف البناء القصصي باأرسه،‏ العالقة بني الرشّ‏ د<br />

واحلوار،‏ العالقة بني التداعي والتعدد احلكائي،‏ اللغات املختلفة يف اللغة الواحدة،‏ هذه<br />

هي االإشكالية التي حاولت القصّ‏ ة التي حتلها عرب اللجوء اإىل لغتني واحدة للرسد واأخرى<br />

للحوار،‏ اأو عرب اللجوء اإىل لغة مبسطة يف احلالتني،‏ اأو عرب االيغال يف لغة مشعرنة متحو<br />

الفواصل بني عنارص الفن القصصي املختلفة،‏ كما متحو الفواصل بني الكاتب والراوي<br />

والشخصية الرئيسة«‏ )47( .<br />

فاللغة عنرص فعّال واأداة هامة تدخل النسيج الفني للعمل القصصي،‏ ويعمل على<br />

متاسكها ومناعتها من االنهيار اأو االندثار،‏ لذا ال يجوز القول:‏ اأنّ‏ اللغة اأداة بناء فقط،‏ واإمنا<br />

هي لبّ‏ اجلمال ووسيلة فاعلة حينما يحسن االأديب استخدامها،‏ من خالل اخراجها من حيز<br />

البناء املاألوف اإىل حيز البناء غري املاألوف ‏)الفن(‏ وهذا يوؤدي اإىل ‏صناعة عالقات جديدة<br />

بني املشخصات من االأشياء واالأفكار التي تدلل على قيم الفنان وتوجهاته.‏<br />

فالواقع يرينا اأن قصص الكاتبة تنهج نهجاً‏ ذاتياً،‏ اأي اأنها توازي بني االأصالة<br />

والتجديد،‏ اأو مبعنى اأصح،‏ توازن بني التقليد والتجديد،‏ فاأسلوبها مميز وواضح،‏ فاإذا كان<br />

االأسلوب هو االإنسان نفسه،‏ فاإننا نقول:‏ اأن ما كتبته اأماين اجلنيدي هو ذاتها،‏ ويخلق ذلك<br />

حاالت من النضوج تُبنى بني النّاص واملتلقي،‏ فلكل قصة منطقها الداخلي الذي ميايزها<br />

عن غريها من املجموعة ذاتها،‏ واملجموعة كلّها تدلل على ‏شخصية ‏صاحبها املتمايزة اإىل<br />

حد ما يف بنائها العام واخلاص،‏ علماً‏ اأنّ‏ قصصها تعتمد على الرصاع اأحياناً،‏ اإىل جانب<br />

التكوينات اللغوية والرثاء اللفظي واالإيحاءات واللكزات االإميائية اأو الرصيحة التي تتسم<br />

بها لغة اجلنيدي.‏<br />

لقد جلاأت اإىل خلق حالة من الرثاء املتنوع،‏ حيث جتمع القصّ‏ ة الواحدة اأحياناً‏ بني<br />

‏ضمائر املتكلم والغائب واملخاطب يف اآن معاً،‏ وهذا يتوكد مع راوي احلدث الذي يظهر<br />

بصور متنوعة،‏ فهناك الراوي الذي يعكس االأحداث اأو كما يسميه اأحد الباحثني ‏»الراوي<br />

187


كرمة في ظالل احلرم - قراءة حتليلة نقدية في مجموعة<br />

أماني اجلنيدي القصصية / ‏»رجل ذكي ونساء بليدات«‏<br />

أ.د.‏ نادي ساري الديك<br />

العارف بكل ‏شيء واملحايد...«‏ )48( ، وهذا منط جنده يف قصة ‏)سارازان(‏ حيث ‏شخصية<br />

‏)ماجد(‏ الولد!‏ بن ربيعه السادس،‏ الذي اأصيب برصاصة ‏صهيونية اأفقدته نعمة السري على<br />

القدمني،‏ فغدا قعيد كرسي متنقل،‏ قدّمه له متربعون اأوروبيون كبادرة حسن نية وتعاطف<br />

مع اأرسته،‏ علماً‏ اأن من تربع بالكرسي جنده يتربع بالسالح للقاتل واملغتصب ‏»من تربع<br />

بالرصاصة التي استقرت يف ظهر ماجد؟ ملاذا يطلق الرصاص على طفل عمره ‏ست ‏سنوات؟<br />

يطلقون الرصاص ويبكون على املصاب!‏ اليهود طخو ماجد.‏ اأما هوؤالء فمتعاطفون معنا؟<br />

كلها لعبة واحدة.‏ واحد بعوّر والثاين بكحّ‏ ل«‏ )49( .<br />

فعندما اأقعد ماجد،‏ اأخذ الناس ينظرون اإليه نظرات متفاوتة،‏ ونسوا اأنه بطل من<br />

‏ضحايا الغدر،‏ لذا قبل لنفسه اأن يكشف اأرسار الناس ويدونها على ‏رشائط بصوته،‏ مما<br />

يرينا تنوعاً‏ يف اأساليب احلوار،‏ فمرة نسمع الوصف،‏ واأخرى نربات التساوؤل وبداية اجلمل<br />

بعبارات خمتلفة الدالالت والروؤى،‏ فيكون الفعل املاضي بعد املضارع واالأمر كذلك<br />

واستخدام الضمائر االإشارية،‏ فنكون قد اأيقنا منطاً‏ خاصاً‏ من القصّ‏ يسيطر عليه ‏صوت<br />

.)50(<br />

العارف بحركات الناس وخصائص اأعمالهم وبيان املستور،‏ عرب اأساليب متعددة<br />

وياأتي الراوي املشارك يف االأحداث اأو اإظهار اأنا الشخصية الرئيسية يف بناء احلدث<br />

يجاور ذلك كله ‏صوت الراوي اأو القاص الذي يسري احلدث،‏ وهذا كما نظنه يوؤدي اإىل النغم<br />

املتعدد الصادر عن تعدد اأمناط القص كما يف قصص ‏)بيتنا(‏ و ‏)من وراء زجاج(‏ و ‏)رجل<br />

ذكي ونساء بليدات(‏ وهذا يدلل على اأنّ‏ املجموعة القصصية لن تنب على نسق واحد،‏ واإمنا<br />

تتعدد اأنساق البناء فيها.‏<br />

وقد يرينا نسقها القصصي الرواي مقرتباً‏ من الراصد للشيء واملتفاعل معه،‏ وليس<br />

راصداً‏ فقط،‏ كما جند يف كثري من مشاهدها يف كثري من قصصها ‏»سيدي اأبو عزات جتاوز<br />

التسعني...‏ يجلس على كرسيه املربع القصري القوائم املصنوع من القش...«‏ ‏»راقبنه وهو<br />

ياأكلهنّ‏ وريش الدجاج االأحمر يتطاير يف كلّ‏ اجتاه«‏ ‏»يتمايل نورها اأطيافاً‏ على جدران<br />

الغرفة حزم ‏ضوئها،‏ يرسم ظالالً‏ بليدة على وجوه الزائرين الذين تهافتوا اإلينا«‏ )51( .<br />

واأسلوب االلتفات له مكانته يف قصّ‏ ها،‏ فهي مبفرداتها متيط اللثام عن اأشياء مقصودة<br />

تتوشح بثوب متحرك،‏ فرناها تدور يف جو من الرتكيز للحديث عن النفس والغائب كما<br />

تقول ‏»وقفت بقامتي القصرية يف قاعة اأصابني الدوار من فخامة اجلدران والستائر<br />

والبالط والطاوالت املستديرة العمالقة والكراسي الفارهة والديكورات،‏ قاعة تخصّ‏ اأهل<br />

القمّة،‏ حملت كامريتي ‏)الديجيتال(‏ باحثاً‏ عن موقع اأحتصن فيه من وسوسة الفخامة التي<br />

188


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

تلتقطها عدسات املصورين عادة،‏ فاأنا اأصاب بالغثيان حينما استشعر من فخامة املكان<br />

حقارة القلوب التي ترضى اأن يعيش البوؤس يف اأجساد الناس على بعد كيلومرات من هذه<br />

الفخامة،‏ متناسني اأن تكاليف العظمة التي يتزينون بها توازي اإشباع بطون برش جياع<br />

اأعواماً«‏ )52( .<br />

ومن الرضوري اأن تكون لغة االأديب فصيحة،‏ اأو قريبة اإىل حد معقول من الفصحى،‏<br />

اأي اأن تترباأ من االأخطاء النحوية واالإمالئية واالأسلوبية حتى تتعامق العالقة مع املتلقي<br />

للنص،‏ الأنّ‏ كرثة االأخطاء اأو االيغال يف العامية يفتت اآرصة التالقي والتواصل بني الناص<br />

واملتلقني،‏ وهذا اخللو من املعيبات الفنية يجعل اللغة من كوامن انبعاث الفن،‏ بل هي<br />

العبقرية ذاتها،‏ وتتالحم العبقرية مع االآخرين عندما جتد من يفجّ‏ رها اأو يدلل الناس عليها،‏<br />

وهذا ال ياأتي اإالّ‏ للفنان املبدع املتمكن من عنارص االأداء والبناء معاً،‏ وقد لوحظ يف لغة<br />

اأماين اجلنيدي التي تستعمل يف بناء اجلسد القصصي،‏ اإن كان البناء القائم على الرسد<br />

والوصف اأم التي تظهرها يف احلوار،‏ نرى اأنها متيل اإىل التقرير اأحياناً،‏ وهو التقرير غري<br />

اململ،‏ اأي اأنها مل تعمد اإىل اأن تتدخل يف بناء الشخصية واقحام راأيها بصورة خملّة يف البناء<br />

والتقابل،‏ واإمنا جند ذلك يف حاالت يسرية،‏ اأو فيها من املواقف البسيطة،‏ وهذه املواقف مل<br />

جتعل التقرير ينفصل بفكرته عن جسد القصة،‏ واإمنا جنده متماسكاً‏ معها،‏ لكنه واضح<br />

املعامل والدالالت،‏ الأنّ‏ التقرير من جملة ما يعني ‏»رسد االأحداث بدل تصويرها«‏ )53( .<br />

فعلى الرغم من التفريرة اللمحية،‏ اإالّ‏ اأنا ال جندها تثقل نصها من خالل ذلك،‏ الأنها<br />

جميدة يف فن التصوير الذي يشكل عماداً‏ فاعالً‏ يف البناء القصصي بشكل عام،‏ وحتاول<br />

بناء الشخصية مظهرة مالحمها من جوانبها املختلفة،‏ علماً‏ اأنّ‏ ‏»القصة القصرية ال تتسع<br />

للتفصيالت الفرعية الكثرية اأو تصوير كلّ‏ جوانب الشخصية«‏ )54( .<br />

ومما يحسب الأماين هنا،‏ اأنها فعّلت نسقي احلوار والرسد والوصف معاً،‏ اأي اأنها<br />

جاءت بالنسق الرسدي والوصفي ومن ثم يجانبه النسق احلواري،‏ اإالّ‏ اأنها فعلت اأسلوبها<br />

يف التوجهني،‏ مبعنى اأنها اقرتبت بلغتها من اجلو النفسي للشخصيات،‏ وجعلت القارئ<br />

يستكمل النص القصصي بتشوق ومتعة،‏ ال حالة اإلزامية بحثية اأو نقدية،‏ وهذا هام من اأجل<br />

توضيح اجلوانب املختلفة للشخصية حمور احلدث،‏ اإالّ‏ اأنها عمدت اإىل تراكيب عامية اأو اأميل<br />

اإىل العامية منها اإىل الفصيحة،‏ وهذا موجود يف عرشات املواضع يف جمموعتها قيد البحث<br />

والدراسة ‏»سيدي اأبو عزات جتاوز التسعني«‏ ‏»شوفيه؟«‏ ومني فاضي؟ ما بعرف،‏ من وين،‏<br />

طيب ‏شوف اأخي...«‏ )55( .<br />

189


كرمة في ظالل احلرم - قراءة حتليلة نقدية في مجموعة<br />

أماني اجلنيدي القصصية / ‏»رجل ذكي ونساء بليدات«‏<br />

أ.د.‏ نادي ساري الديك<br />

نحن ال نظهر ‏سقطات القاصة اأو بعض هناتها حتى نقلل من ‏ساأن بنائها الفني،‏<br />

واإمنا نوؤكد اأنها تستطيع اأن حتمل بناءها بنوع من الدراية البسيطة وااللتفاتة امليرسّة،‏<br />

خدمة لفنها وفكرتها معاً‏ الأن ‏»هذا اخلروج الرصيح على الرتاكيب السليمة يوؤثر تاأثرياً‏<br />

مبارشاً‏ على فنية القصّ‏ ة ويضيف خلالً‏ اإضافياً‏ اإليها من املمكن جتاوزه بشيء من الروية<br />

والدقة«‏ )56( .<br />

ومن االأمور التي حتمد عليها الكاتبة اأنها اعتنت بعالمات الرتقيم فهي من االأمور<br />

الفاعلة التي تساهم يف توضيح املعنى وحرص القارئ على املتابعة،‏ ويفتح املجال رحباً‏<br />

لالستمرارية يف التذوق دون هنات اأو خلق حاالت الشك جتاه النص يف املبنى واملعنى،‏<br />

الأنّ‏ عالمات الرتقيم تعطي غرضاً‏ معروفاً‏ اأال وهو ازالة الغموض واالبهام اإىل جانب<br />

جماليات الشكل،‏ لذا جندها وقد اأثرت قصصها باأدوات التعبري والتاأثري ورسم احلدث من<br />

خالال عالمات الرتقيم.‏<br />

وتتسم اأيضاً‏ اأي لغة الكاتبة اأنها اأداة يف رسم الصورة،‏ مما يرينا يف نهاية املطاف<br />

عمالً‏ نابضاً‏ باحلركة،‏ مع التشبيهات املحببة والصور والنعوت املتعددة،‏ وتكرث من<br />

استخدام االأفعال ‏»املاضي واملضارع واالأمر«‏ اإالّ‏ اأن الفعلني ‏»املاضي واملضارع«‏ هما<br />

السائدان عندها،‏ كذلك النعوت والصفات التي تعطيها لشخصياتها تدلل على عمق العالقة<br />

مع النص،‏ واستخدامها للفصل والوصل،‏ اأي اأنها تعطف جملة على جملة على ‏سبيل املثال<br />

ال احلرص،‏ وهذا مبثوث يف ثنايا نصّ‏ ها القصصي،‏ مما يرينا وصفاً‏ هادئاً‏ يحمل الشاعرية<br />

اأحياناً‏ ‏»الربد التصق بجسدها،‏ قدماها ويداها مكعبات من جليد،‏ قفص من ذهب،‏ يقطنه<br />

بلبل جميل اأخرس،‏ اأريكة مريحة من العاج،‏ نافذة عريضة مطلة على اأضواء املدينة الرثية<br />

املصنوعة من اأفران الشمس،‏ زهور ملونة متالأ البلكونة التي تقضي فيها لينة كلّ‏ وقتها<br />

تسمع موسيقى ناعمة،‏ واأحياناً‏ اجلاز،‏ حتدّث العصفور الصامت«‏ )57( .<br />

فيما يخص اللغة نعتقد اأنّ‏ القاصة جنحت يف ‏صناعة لغة يكون اأسلوبها خاصاً‏<br />

بها،‏ اأي اأنها قد تعرف يف املستقبل من خالل منط بنائها الفني ولغتها املحملة باالأفكار<br />

والشاعرية،‏ وحاالت التصوير والرسد الوصفي اأو احلواري اأحياناً،‏ وهذا يدفعنا للقول باأن<br />

اعتناء االأديب بلغته يدلل على ‏شخصيته وثقافته وفكره،‏ ويكون قد ‏صنع عمالً‏ فنياً‏ خاصاً،‏<br />

الأن اجلودة يف العمل وعدمها يدلالن على ذات االأديب وفكره.‏<br />

190


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

191<br />

‏.‏‎2‎الشخصيات:‏ 2<br />

الشخصية عنرص فاعل وموؤثر يف بناء العمل الفني،‏ وال يوجد عمل قصصي اإالّ‏<br />

بالشخصية،‏ ويزداد اأثرها يف القصة القصرية،‏ الأنها اأي القصة القصرية ال حتتمل التفاصيل،‏<br />

فيكون حيزها ‏صغرياً،‏ بذا تربز اأهميتها يف البناء،‏ كما اأنّ‏ الشخصيات هي املحرّك للحدث<br />

والصانعة له والباحثة عن تطويره حتى تصل املرحلة اإىل النماء وجتسيد نقطة التنوير،‏ مما<br />

يجعل الشخصية واحلدث يتداخالن،‏ اإذا استطاع الكاتب دمج الشخصية يف احلدث،‏ فيسّ‏ هل<br />

ذلك يف اإظهار اجلوانب املتعددة يف الشخصية.‏<br />

لذا مل تكن الشخصية واحدة عند اأماين اجلنيدي،‏ واإمنا جندها متعددة،‏ اإالّ‏ اأنّ‏ معظم<br />

‏شخصياتها تشعر وكاأنهم اأبناء احلواري واحلارات واالأزقة واالأماكن املوصوفة يف البناء<br />

الفني للحدث،‏ فهي مل تخلق ‏شخصياتها،‏ واإمنا اأخذتهم من واقع فعّال،‏ ونفخت فيهم روح<br />

التفاعل مع احلدث،‏ فعرّفتنا على الشخصية الهامة اأو الرئيسة كما هي ‏شخصية ‏)اأبو عزت(‏<br />

الذي قارب املئة من عمره،‏ وكيف خلفت االأثر يف غريها،‏ كما فعلت مع ‏شخصية ماجد الذي<br />

غدا معوقاً‏ نتيجة الغدر الصهيوين،‏ وشخصية اأبو العز مع نسائه الثالث يف قصته ‏)رجل<br />

ذكي ونساء بليدات(.‏<br />

كثرية هي الشخصيات التي تعاملت معها اأماين اجلنيدي،‏ اإالّ‏ اأنها متفاوتة يف<br />

اأهميتها،‏ فمنها املوؤثرة يف احلدث وصناعته،‏ ومنها البليدة اأو املسطحة اأو الهامشية اأو<br />

البسيطة اأو املعقدة،‏ اأو التي حتمل ازدواجيّة يف املوقف والشخصية معاً،‏ مبعنى اأنها تعيش<br />

يف ‏رصاع داخلي وخارجي نتيجة لعوامل متعددة،‏ كما هي ‏شخصية ‏)اأبو منال(‏ يف قصة<br />

‏)خلف الستار(‏ الذي يعيش ‏رصاعاً‏ جادّاً،‏ جتاه منال،‏ فهو يراها غريبة عنه،‏ واإن كانت ابنته،‏<br />

وهذا يعود لرتسبات املاضي،‏ عندما تزوج والده ابنة خالته التي تربت يف حجرته،‏ وكان<br />

يعتقد اأنها اأخته،‏ مما ترك االأثر السلبي يف حياته جتاه منال وغريها،‏ لذا جنده يتعامل<br />

معها بنمطني خاصني،‏ مرة يرى فيها ‏صورة البنت التي هي من ‏صلبه ومرة يرى اأنها فتاة<br />

تشتهيها نفسه،‏ فيقع يف ‏رصاع مستدمي،‏ مما يظهر ذلك يف ترصفاته وتوجهاته،‏ فنجده<br />

عصبياً،‏ مزاجياً‏ عاطفياً،‏ حاداً،‏ رقيقاً‏ قاسياً،‏ يخاف عليها من كل ‏شيء،‏ يريدها لذاته،‏ وغري<br />

ذلك )58( .<br />

ومبا اأنها عدّدت يف اأمناطها الشخصية،‏ جندها تستخدم اأساليب متعددة كي توضح<br />

‏شخصياتها،‏ فمرة تعمد اإىل الرسد والوصف،‏ واأخرى اإىل احلوار،‏ ومن ثمّ‏ اأسلوب التداعي<br />

واحلوار الداخلي،‏ مما يرينا حتركاً‏ خاصاً‏ للشخصية وهي توؤطر احلدث اأو تتدخل يف رسمه<br />

وصريورته.‏


كرمة في ظالل احلرم - قراءة حتليلة نقدية في مجموعة<br />

أماني اجلنيدي القصصية / ‏»رجل ذكي ونساء بليدات«‏<br />

أ.د.‏ نادي ساري الديك<br />

لقد استطعنا اأن نتعرف على كثري من الشخصيات ومستوياتها الفكرية،‏ دون اأن تتدخل<br />

القاصة يف توجيه ‏شخصية معينة اأو رسم حدث لشخصية من ‏شخصياتها،‏ وهذا يوؤدي اإىل<br />

خلق قصة متماسكة يف لغتها وبنائها التكاملي،‏ وجندها اأيضاً‏ ال حتفز القارئ على كره اأو<br />

حمبة ‏شخصية معنية بصورة فوقية اأو توجيهية،‏ واإمنا تفاعلها مع ‏شخصية بذاتها واضفاء<br />

الصفات والنعوت االإيجابية تدفع القارئ اأن يتتبع خطوات هذه الشخصية ويتفحصها اأكرث،‏<br />

حتى يستيقن ‏صحة نواياها اأو عدمها،‏ وهذا ما جندها تفعله مع ‏شخصية والد منال ‏»تسلل<br />

اإليها،‏ فتح غرفتها،‏ ‏شعر بغيبوبة ‏ساحرة،‏ حلّق باأجواء غرفتها«‏ تنفس بانتشاء،‏ اقرتب<br />

منها،‏ تلمس كتفها،‏ ‏ساألها:‏ كيف حالك؟ بداأت احلرشات تنترش على جسدها،‏ تلسعها،‏ نفضت<br />

نفسها،‏ ردّت بجفاء:‏ بخري يا اأبي.‏ اأبعدت نفسها عنه،‏ حكت جلدها كاحلرباء،‏ بحثت عن<br />

حقيبتها:‏ عليّ‏ واجب مدرسي.‏ خرج يتمتم.‏ استغفر اهلل.‏ ذهبت احلرشات عن جسدها،‏ توقفت<br />

عن احلك الذي يالزمها كلما حاول والدها االقرتاب منها«‏ )59( .<br />

اإنّ‏ القاصة حتاول جتسيد الشخصية ذاته التطلعات املزدوجة،‏ اأو اأنها مريضة يف<br />

ذاتها،‏ فهي تتعامل بفنية خاصّ‏ ة مع ‏شخصياتها الأن ‏»الفني ليس قول كلّ‏ ما يخطر على<br />

البال،‏ كما اأنّ‏ الفني ليس جمرد تقنيات حترّك زمن القص وال جمرد استعارة هياكل برشية<br />

نفرع بها خطابنا،‏ وال جمرّد تشكيل حوار بهذا اخلطاب«‏ ، بل الفني هو اأيضاً،‏ ‏»مواقع روؤية<br />

لهذه الشخصيات وهو لغاتها املختلفة«‏ )60( ، وكاأنها تعرّف االآخرين البواطن النفسية<br />

لشخصياتها ودالالتها الرمزية،‏ وهذا يعمق العالقة مع العمل االأدبي ‏»ويبني لنا كيف اأنه<br />

يعرب دون اأن يفطن اإىل ذلك ‏صاحبه-‏ عن اأعماق النفس البرشية ولغتها وتخييالتها«‏ )61( .<br />

فتكون القاصة قد جنحت يف نسج العالقة مع الشخصيات،‏ وتصوير املصري الذي اآلت<br />

اإليه معظم ‏شخصياتها،‏ اي اأنّ‏ قصتها ‏)خلف الستار(‏ تكشف عن نتيجة الرصاع املحتدم على<br />

نوعيه،‏ الرصاع بني الشخصيات،‏ والرصاع الداخلي للشخصية ذاتها،‏ فاأبو منال ‏صاحب<br />

الشخصية الفاعلة يف القصة،‏ تظهر انفعاالته والعصبية،‏ فهو متقلب العاطفة،‏ ينتقل من<br />

انفعال اإىل اآخر،‏ ومن موقف اإىل اآخر،‏ فقد يبتسم،‏ ومن ثم يغضب ويثور ويعامل حميطه<br />

باملنطلق الذي يراه اأو يسيطر عليه،‏ وترينا كذلك الرغبة اجلنسية املسيطرة عليه جتاه ‏)منال(‏<br />

وهي الرغبة املرتسبة يف ذهنه منذ زمن بعيد،‏ وكذلك حرمانه من حتقيق هذه الرغبة ولو<br />

اإىل حني،‏ فلو استطاعت ‏شخصية اأبي منال اأن تفلت من زمام الرقيب ‏)الداخلي اأو اخلارجي(‏<br />

‏»الأمكنها التعبري عن نفسها بصورة ‏رصيحة قد توؤذي ‏صالح الفرد باملجتمع«‏ )62( .<br />

192


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

فالشخصية هنا تبني نفسها كي حتقق الرغبة املكبوتة،‏ لذا جندها تبدل ‏صفات<br />

بصفات،‏ للكشف عن اإنسان اآخر بسلوكياته املختلفة،‏ وهذا يوصل اإىل استئناف الرصاع<br />

متعدد االأوجه،‏ مما يوؤدي اأيضاً‏ اإىل اإظهار اإنساناً‏ ‏رشيراً،‏ واآفة من اآفات املجتمع دون اأن<br />

تتضح املعامل للناس جميعاً،‏ واإمنا من السهل على املتبرص يف النص احلقيقي اأن يتوصل<br />

اإىل هذه النتيجة.‏<br />

وكذلك ترينا ‏شخصيات متعددة،‏ كل يقوم بعمله املنيط به،‏ دون النظر اإن كان ‏سلبياً‏ اأم<br />

اإيجابياً،‏ فمثالً‏ ‏شخصية ‏)ماجد(‏ على الرغم من اإعاقتها اإالّ‏ اأنها اأخذت ترصد حركة املجتمع<br />

باأرسه،‏ حتى اتضحت ‏سلبياته اأكرث من اإيجابياته،‏ وجند الشخصية الوطنية اإالّ‏ اأنها متتع<br />

نفسها على وفق الرشيعة،‏ كما هي ‏شخصية الشيخ عبد الرحيم،‏ الذي تزوج ثالث نساء،‏<br />

لكنه كان يرفض التعامل مع اليهود،‏ ويرفض وجودهم يف فلسطني،‏ فالقاصة هنا تظهر<br />

امللمح االإيجابي يف ‏شخصية الشيخ،‏ املتمثل يف رفضه لالستيطان،‏ ومن ثم تعارض تعدد<br />

الزوجات لكن باأسلوب مقنع ال اسفاف فيه،‏ فكاأنها توؤكد التوتر الذي تعيشه ‏شخصية الشيخ<br />

يف حياته،‏ فهو مزواج حمب للنساء،‏ اإالّ‏ اأنها تظهر حياته داخل اأرسته،‏ فهي مل تعمد اإىل جلب<br />

روؤية اجتماعية اإىل جانب فكرتها،‏ لذا اكتفت بتاأطري ‏شخصيته وفق ما جاءت بها،‏ بحوارها<br />

‏شخصية احلاخام الذي نكرته،‏ اإذ مل تعطه اسما وال ‏صفات،‏ بل جعلته يحمل ‏صفات املكر<br />

والنميمة،‏ وجعلت منه ثعلباً‏ اأو يسلك ‏سلوكيات الثعلب للوصول اإىل هدفه.‏<br />

جمموعة من املواقف من قبل ‏شخصياتها،‏ توضح قلقها وتوتراتها،‏ على الرغم من<br />

تفاوت التاأثريات اخلارجية والداخلية على تلك الشخصيات،‏ فهي حتاول اإظهار االأمراض<br />

العصابية والنفسية التي تظهر عوارضها عند بعض ‏شخصياتها،‏ كما هي ‏شخصية ‏)والد<br />

منال(‏ مرة اأخرى،‏ وشخصية احلاخام،‏ ‏»فاأبو منال يترصف مع منال على اأنها جسد يشتهى،‏<br />

علماً‏ اأنه يقر اأنها ابنته،‏ وهذا عائد ملردودات مرحلة الطفولة،‏ عندما تزوج والده من ابنة<br />

خالته،‏ التي ربّاها يف كنفه،‏ فكان والد منال يرى فيها اأخته،‏ واإن كانت ابنة خالته،‏ التي<br />

تزوجها والده بعد وفاة خالة منال ‏)اأم اأبي منال(‏ التي ربتها واعتنت بها«‏ لذا جند ‏شعوره<br />

جتاه منال من ترسبات الطفولة،‏ وكاأنّ‏ القاصّ‏ ة تقول:‏ اإنّ‏ كثرياً‏ من ترصفاتنا يعود اإىل بناء<br />

مرحلة الطفولة،‏ فهي اأي املرحلة هامّ‏ ة جداً،‏ يجب احلفاظ على دميومتها باالإيجابية،‏ وهذا<br />

االأمر فيه كثري من الصّ‏ حة واملعقولية،‏ اإالّ‏ اأن االإنسان عندما يصل اإىل مرحلة معينة عليه اأن<br />

يضع ‏ضوابط حتول دون تاأثريات متعددة عليها على قدر املستطاع،‏ الأنّ‏ ما اأقدم عليه والد<br />

منال اأدّى يف نهاية املطاف اإىل ‏ضياع منال،‏ وانحرافها واتباع ‏شهواتها.‏<br />

193


كرمة في ظالل احلرم - قراءة حتليلة نقدية في مجموعة<br />

أماني اجلنيدي القصصية / ‏»رجل ذكي ونساء بليدات«‏<br />

أ.د.‏ نادي ساري الديك<br />

وهذا ما جنده يف ‏شخصية احلاخام،‏ الذي نكرته،‏ فجعلت من نساأته العنرصية مدخالً‏<br />

للقتل والغدر والبحث عن امللذات اخلاصة،‏ فالقاصة جتعل مرحلة الطفولة والنساأة من<br />

املراحل الفاعلة يف بناء ‏شخصية االإنسان ودميومة عطائه،‏ ومتوجات مواقفه اأو ‏صالبتها،‏<br />

فاحلاخام يود االحتفاظ بالضحية الستغاللها اأبشع استغالل،‏ فهو بذلك يستخدم قدراته<br />

الذكائية واجلسدية يف احلصول على كلّ‏ ‏شيء ‏»متوجاً‏ نفسه باحلقد،‏ والشك،‏ والغرية<br />

واالنتهازية،‏ والشعور بالهجر،‏ والالأمان وبالدونية واالإثم«‏ )63( .<br />

اأما قصتها ‏)من وراء زجاج(‏ تعرض ‏صوراً‏ الأربع ‏شخصيات لكنّها تركز على ثالث<br />

‏شخصيات،‏ الرجل االأنيق الذي يجلس داخل الزجاج واملراأة االأنيقة املتجهمة زوجته،‏ واملراأة<br />

التي تبحث عن ‏صديق اأو اأي عالقة اأخرى،‏ فالقاصة ترينا اأن من يف القصة يبحث عن<br />

عالقة خاصة،‏ ومل حتدد املكان باملسمى،‏ اأو الشخصيات كذلك،‏ واإمنا الوصف هو املسيطر<br />

وقد اأعطت كالًّ‏ وصفه،‏ وكاأنها تريد ترميز تلك الشخصيات واالأمكنة التي يتواجدون فيها،‏<br />

اإالّ‏ اأنها تريد اإظهار العالقة والبحث عنها يف مكان حمدد غري معرف،‏ اإالّ‏ اأن لكل ‏شخصية<br />

طريقتها املميزة يف التعامل مع غريها،‏ واإن مل نستطع التعارف على الشخصية القلقة دون<br />

غريها،‏ وكاأنها تقول:‏ اإن االإنسان بحاجة اإىل التجدد يف احلياة،‏ فالرتابة يف العالقة توصل<br />

اإىل امللل والتمرد،‏ لكن ‏رسعان ما تعود الشخصيات اإىل دورتها االأوىل،‏ اأو منطلقها االأول<br />

يف احلياة،‏ واإظهار القلق الذي يعرتي ‏شخصية املراأة الباحثة عن خالص من خالل العالقة،‏<br />

اإالّ‏ اأنها تعود اإىل ‏صوابها،‏ بعد قرع جرس الهاتف ‏»رنّ‏ جرس هاتفي املحمول:‏ اإنه زوجي.‏<br />

يقول:‏ حرشّ‏ ي عشاء فاخراً‏ خلمسة اأشخاص ‏سنكون يف البيت بعد ‏ساعة«‏ )64( .<br />

ما تقدم يخلق دافعية للقول:‏ اإن اجلنيدي يف بناء ‏شخصياتها تعتمد على ‏رشائح<br />

تنتقيها من الواقع،‏ وهذا يجعل لقصصها نكهة خاصة،‏ فهي بذلك تكون قريبة من نفوس<br />

القراء،‏ حيث ال تخدش مشاعر اإنسان لذكورته اأو الأنوثته،‏ فهي ناقدة للمجتمع وناقلة<br />

لهمومه عرب ‏شخوصها دون متييز،‏ لذا جندها ترسم لوحات عرب ‏شخصياتها جاهدة على<br />

تشخيص السلبيات،‏ الفتة االأنظار اإليها بغية اخلالص منها،‏ اأو عالجها تدريجياً«‏ فتكون<br />

‏شخصياتها حاجة اجتماعية وفنية معاً.‏<br />

نهاية قصصها:‏<br />

اإن نهايات القصص عند اجلنيدي تتخذ اأمناطاً‏ متعددة فهي متنوعة،‏ منها النهاية<br />

املغلقة التي تتسم بها القصة التقليدية،‏ وهذا مسار حتمي للتسلسل املنطقي الذي تسري<br />

وفقه جزيئات احلدث يف القصّ‏ ة،‏ كما اأن هناك النهاية املفتوحة التي ترتك الفرصة للمتلقني<br />

194


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

للمشاركة يف ‏صريورتها،‏ وخلق الروؤى جتاهها وهذه النهاية اأكرث فاعلية وداللة عميقة<br />

وكاأن الكاتب يف مثل هذا النوع من النهايات،‏ يتعامل بقصدية هادفة الإثارة املتلقني جتاه<br />

النهاية التي مل يحدد معاملها،‏ بل يريد تفعيلها وحتديد كينونتها ووضع التصور اخلاص<br />

بها،‏ اإثراء للموضوع.‏<br />

فالقصدية عندها ظاهرة جتاه نهايات قصصها،‏ اإن كانت مغلقة اأم مفتوحة فهي تخلق<br />

فاعلية،‏ وجتعل املتلقي متفاعالً،‏ يحمل االإرث املتجدد الذي تريده القاصّ‏ ة من قصتها،‏ علماً‏<br />

اأن جمموعتها تضم عرش قصص متفاوتة الطول،‏ فاأقرصها جاء يف اأربع ‏صفحات ‏)من<br />

وراء زجاج(‏ واأطولها وقعت يف اأربع وسبعني ‏صفحة،‏ اإالّ‏ اأنّ‏ لكل نهاية خاصية متتاز عن<br />

غريها،‏ وهذا يدلل على قيمة احلدث الذي ترسمه القاصة؛ مبعنى اأنها على دراية فيما تكتب<br />

وما مل تكتب،‏ وكيف جعلت هذه اخلاصية تالزم نتاجها القصصي.‏<br />

قصة ‏)بيتنا(‏ تقف باملتلقي اأمام نهاية تدلل على الرصاع القائم ‏»اأغلقوا الباب وذهبوا<br />

ميارسون حياتهم واأنا اأمارس طقوس دفني يف قرب باالأجرة يسمّى بيتنا،‏ اأنتظر طرقهم على<br />

بابي ليسحبوا رجاء مني الإمتام ‏صفقة بيع مربحة حتت اسم زواج.‏ هذه حكايتي.‏ اأطلقي<br />

مواءك،‏ قصّ‏ ي لكل قطة مترّ‏ باجلوار اأنّ‏ اأخي لبس ربطة عنق ‏سوداء،‏ وبيته ‏سكنه االأغراب،‏<br />

واأنا كفنت بالسواد الأدخل قرباً‏ ال اأملك اأجرة املوت فيه،‏ اأظنك االآن حمدت اهلل اأنك جمرد<br />

قطة!«‏ )65( .<br />

تُظهر نهاية ‏)بيتنا(‏ االحتجاج والتمرد والثورة على القيم التي حتول دون اإعطاء<br />

املحرومني حقهم ممثلة باملراأة زوجة الشهيد وطفلتها،‏ وكيف تتكالب املصائب عليها،‏<br />

واخلطر يحدق بها،‏ فهي رهينة ثالثة حمابس،‏ البيت الذي جعلته قرباً‏ وال متلك اأجرته<br />

الشهرية،‏ ثم املجتمع الذي يحارصها ممثالً‏ باأرستها واأشقائها،‏ ورصاعها مع نفسها جتاه<br />

ابنتها رجاء التي تخاف عليها من اأهل زوجها،‏ عندما يقدم اأشقاوؤها على تزويجها عنوة،‏<br />

للخالص من تبعات حياتها،‏ فهي تخاطب القطة وتتمنى حياتها ملا متتلكه من حرية<br />

احلركة ومقدرتها على احلياة دون تدخل االآخرين.‏<br />

فالقصة بنهايتها تقدم حتليالً‏ جلوهر العالقة بني الفئة املحرومة واملستضعفة من<br />

املجتمع ممثلة ‏»باملراأة االأرملة واأوالدها«‏ وبني حميطها املجتمعي ممثالً‏ باأرستها واأقرب<br />

املقربني لديها ‏)االأشقاء(‏ اإذ كل منهم يعيش حياته،‏ ويبحث عن ملذات الذات غري مكرتث<br />

بعادات وتقاليد وقيم حتيط به،‏ اأي اأنهم يتمردون على العادات يف حني يلزمون احللقة<br />

الضعيفة ‏)املراأة(‏ بالتمسك بها...‏<br />

195


كرمة في ظالل احلرم - قراءة حتليلة نقدية في مجموعة<br />

أماني اجلنيدي القصصية / ‏»رجل ذكي ونساء بليدات«‏<br />

أ.د.‏ نادي ساري الديك<br />

فالنهاية تصور حالة االمتهان الذي يعيشه من فقد معيله االقتصادي،‏ فتظهر مدى<br />

االمتهان الواقع على عاتق اأولئك،‏ ومدى الظلم املكثف الذي يعاين منه املحكومون بالقيم<br />

واملحيط،‏ وكاأنها تنذر بانهيار منظومة القيم االيجابية التي بقيت لدى الناس،‏ بدافع اجلوع<br />

والرغبات والغرائز،‏ حتى اأن الوطن غدا يف مهب الريح يسكنه االأغراب بعد السيطرة عليه،‏<br />

بعد اأن تتحكم يف مصريه النفوس الضعيفة املتهالكة على اشباع امللذات،‏ التي تسيطر على<br />

من تسيطر عليه من الناس،‏ الذين يتهافتون على فتات الغنيمة.‏<br />

اأما نهاية ‏)من وراء زجاج(‏ فنجدها تعيد االإنسان اإىل رشده،‏ وكاأنّ‏ رنني جرس الهاتف،‏<br />

ايذان بعودة االإنسان اإىل رشده،‏ والتوكيد على احلياة السويّة،‏ فمهما خرج االإنسان عن طور<br />

حياته فاإنه ‏رسعان ما يعود اإليها،‏ مبعنى اأن النفس متتلك طموح التغيري يف اأشياء كثرية،‏<br />

اإالّ‏ اأنها ال تستطيع االستحواذ على طموحها،‏ فتكون حلظة العودة اليقينية اإىل الذات واحلياة<br />

االآرسة للجميع ‏»رنّ‏ جرس هاتفي املحمول:‏ اإنه زوجي.‏ يقول،‏ حرشّ‏ ي عشاءً‏ فاخراً‏ خلمسة<br />

اأشخاص.‏ ‏سنكون يف البيت بعد ‏ساعة«‏ )66( . لذا جند حالة التوازن فاعلة هنا،‏ على الرغم<br />

من النقد الذي توجهه الكاتبة اإىل احلياة الرتيبة التي تعيشها النفس البرشية،‏ وبالذات<br />

املراأة،‏ فهي تتلقى االأوامر وعليها التنفيذ،‏ مما يعيدها اإىل الغرق يف تفاصيل احلياة اليومية<br />

وهمومها.‏<br />

اأما نهاية ‏)رجل ذكي ونساء بليدات(‏ تاأتي لتظهر اأفق النفس احلزينة واملتهالكة على<br />

امللذات مع اخلداع املستمر جتاه الطموح اخلدّاع ‏)رد اأبو العز:‏ كل واحد ميكنه مشاهدة كذاب<br />

لو نظر اإىل مراآة،‏ وخرج تاركاً‏ عبد الوهاب ‏»ومن غري ليه«‏ الريح تهبّ‏ على وجهه من كل<br />

اجتاه.‏ االأفق يف اجلانب االآخر بدا اأجمل،‏ هناك ‏»نساء مرتددات«‏ وال بندقية مرسوقة،‏ وال<br />

اسم ‏»اأبو الكذاب«.‏ قال يف نفسه:‏ ليس مهماً‏ اأين اأكون ‏»ساأبدلّ‏ املكان«‏ وال مع من اأكون،‏<br />

‏»ساأبدل النساء«‏ املهم اأن اأبقى اأبو العز يف اأي مكان،‏ اأنا ذكي والبليدات ميالأن االأرض(‏ )67( .<br />

اإن جو الهزل والبوؤس النفسي واحلرية جتاه واقع اأبو العز اجلديد،‏ جعلتنا نراه وهو<br />

يستعيد ماضيه املتماوج والرمادي،‏ بعد اأن ‏سدّت مغالق اأفقه احلارض،‏ لذا يحاول احياء<br />

تراثه ليستعيض عن واقعه القائم،‏ فكلما عامله الناس على وفق روؤية مغايرة للماضي،‏<br />

نلمس الشحن واحلزن وهما يجوالن نفس اأبي العز،‏ وكاأنه يحاول تغيري مالمح حياته<br />

املعارصة،‏ بعد االرتباط بجذوره املمتدة يف عمقه النفسي مع ماضيه،‏ فقرر استبدال<br />

مقتنيات املحيط بدءا من السكن واالأصدقاء وصوالً‏ اإىل النساء،‏ حتى يبقى يعيش يف اأفقه<br />

الذي يعيد جمده وبندقيته املرسوقة.‏<br />

196


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

التمرّد على االأعراف والقيم يف قصص اأماين اجلنيدي ميتد اإىل عمق كبري،‏ لكنه مل<br />

ياأت على ‏شاكلة الصخب،‏ واإمنا يتسلل اإىل النفس والفكر بطماأنينة ويقني فاعلني،‏ فتكون<br />

نهاية قصة ‏)اأرملة برداء مزركش(‏ نهاية من نوع خاص،‏ مبعنى اأنها تظهر عدم عدالة بعض<br />

العادات والقيم،‏ فحاولت خلق قيم وثقافات خاصة بها ‏»داأبت على تعلم الضحك مع اأطفال<br />

يعيشون الضحك حضارة ومنط حياة،‏ اأصدقكم:‏ كان اأصعب ما تعلمته«‏ )68( .<br />

من هنا نرى النهاية تاأزف،‏ وترسم مفارقة حتمل حاالت الرفض للقائم داعيه اإىل<br />

بناء ثقافة جديدة ‏)الضحك(‏ وهذا يعني ‏سخرية مرّة جتاه احلياة بنظمها املختلفة.‏ وكاأنها<br />

تريد ثقافة الضحك بدالً‏ من ثقافة احلزن والبكاء املستمرين مع الناس منذ عرفتهم احلياة،‏<br />

لذا جندها وقد وسعّت دائرة الضحك كي تصبح اأسلوب تنشئة بدالً‏ من حالة عابرة يخافها<br />

الناس،‏ وكاأن حاالت الضحك عابرة يف حياة الشعوب التي تنتمي اإليها.‏<br />

وقد حتافظ القصة على التسلسل الزمني الذي يعيشه الناس،‏ مما يرينا عرضاً‏ للحدث<br />

يظهر من خالله البناء املتماسك،‏ متسماً‏ بوحدة االنطباع اخلاص،‏ واإن كان احلدث السياسي<br />

له اآثاره الفعلية على ‏صنع احلدث ودميومته ‏»اأدرت الكرسي الذي اأجلس عليه،‏ ذهبت اإىل<br />

غرفتي الأسجل قصة الشيخ واحلاخام،‏ اعتزلت رصد الناس الأبداأ رصد الكتب،‏ ذابت ‏شمعات<br />

وشمعات قبل اأن اأتقن القراءة والكتابة يف عام واحد تاأجل عرشين عاماً،‏ لعلي ذات يوم<br />

اأضيء ‏شمعي انتصاراً‏ حني اأخرج قاتل عبد الرحيم من احلرم،‏ فال بنات الكوال وال رجال<br />

النسوان وال اأطفال الدموع بقادرين على اإخراج احلاخام من احلرم،‏ اإذا مل يكونوا جميعاً‏<br />

عقالً‏ بال قلب«‏ )69( .<br />

النهاية تتضح معاملها،‏ وترسم الكاتبة ‏صورة للمفارقة التي حتمل النقمة والتمرد<br />

والثورة على احلياة بنظمها املختلفة،‏ فليست حالة االعتكاف للحصول على املعرفة ‏شافية<br />

للتحرير وال التحرر القرشي الذي يعيشه املجتمع ممثالً‏ باملراأة قادر هو اأيضاً‏ على حتقيق<br />

التحرير،‏ وكذلك الرجال الذين لهم ‏سمة خاصة يف حياتهم،‏ وتتمثل يف البحث عن املراأة<br />

من اأجل الشهوة وال اأطفال الدموع،‏ اأي اأن البكاء والتحول والتقول ال يفيدون ‏شيئاً،‏ واإمنا<br />

يتمثل التحرر يف الوحدة الفكرية والثقافية للناس جميعاً‏ حتى تضاء ‏شمعة التحرير ممثلة<br />

باإخراج احلاخام من احلرم االإبراهيمي يف اخلليل،‏ وهذه رمزية خالصة للتحرر،‏ وهذه<br />

احلتمية جاءت بعد اأن عرفتنا الكاتبة على جزيئات احلياة بتفاصيلها الدقيقة،‏ وهذه االأمور<br />

هي بحاجة ‏»اإىل فنان ميتلك قدراً‏ مميزاً‏ من احلساسية ليلجاأ اإىل ظلمتها واإعادة تركيبها<br />

فنياً«‏ )70( حتى يتضح لنا اأنّ‏ كل ‏شيء مرسوم فنياً‏ بدقة ودراية واأناة.‏<br />

197


كرمة في ظالل احلرم - قراءة حتليلة نقدية في مجموعة<br />

أماني اجلنيدي القصصية / ‏»رجل ذكي ونساء بليدات«‏<br />

أ.د.‏ نادي ساري الديك<br />

وهناك النهاية املبنية على احللم والطماأنينة،‏ حتى تشيد بالعدالة الغائبة واالإنسانية<br />

املستلبة،‏ لذا جاءت منها قصة ‏)املسيح له عودة(‏ التي ترينا الطريقة العفوية الهادئة<br />

واالأسلوب الشاعري املوحي،‏ وتداخل االأزمنة واملواقف،‏ ‏»وضعت يدها على بطنها وقالت:‏<br />

اأحيا املسيح ما قتل فينا ثم عاد،‏ كل ‏شيء على ما يرام ما دمنا نبتسم ونبكي.‏ كم اأشتاق<br />

اإليه!‏ ‏سيعود بال ريب«‏ )71( تعد هذه نهاية ايجابية حيث يطمئن الناس اإىل عودة املسيح<br />

وينتظرونها،‏ وهذا االأمر يحتاج اإىل يقني عقدي وثقافة حازمة.‏<br />

اأما السخرية فقد وجدت مكانها يف نهاية قصة ‏)عامل حتكمه احلرشات(‏ ‏»كتبت على<br />

الرشيط عنواناً.‏ عامل حتكمه احلرشات«‏ )72( وهذا من باب النهاية املغلقة اأو املحرية اأو التي<br />

حتتاج اإىل الغوص يف احلدث حتى استجالء االأزمات التي خلفها النظام العاملي اجلديد<br />

ومثل ذلك ينطبق على نهاية قصة ‏)االأستاذ رجب(‏ ‏»اأدار وجهه اإيل وساألني:‏ ما اسم مرسحية<br />

غوّار التي حدثتني عنها يا ‏شادي؟«‏ )73( . ونهاية قصة ‏)خلف الستار(‏ ترينا حالة الرصاع<br />

املتجدد اأو املتوارث اإذا جاز التعبري،‏ مبعنى اأن الرصاع الذي عاشه اأبو منال منذ ‏صغره حتى<br />

نهايته،‏ متثل يف اجليل الثاين اأو الذي يليه،‏ فيكون الرصاع نتيجة حتمية توصل اإىل حاالت<br />

من الدمار والالمباالة جتاه االأشياء ‏»ضحك بصوت متقطع.‏ بكى،‏ حك،‏ بكى:‏ ‏سيحرتق العامل<br />

بعود كربيت،‏ ‏ستجف الدموع كما تصمت الضحكات،‏ وتسقط الستائر«‏ )74( .<br />

وكذلك نهاية قصة ‏)شيء غامض(‏ مل تخرج من دائرة التفاوؤل اأو التشاوؤم ‏»ردت والدمع<br />

يرتقرق يف عينيها احلكيمتني تنظر اإىل ‏شباك كنتها التي تقف نصف عارية عند الرشفة:‏<br />

‏شيء غامض يحدث لك،‏ لطننيك هذا ‏سبب«‏ )75( .<br />

اإنّ‏ مساحة واسعة تظهر حاالت التشاوؤم والتفاوؤل معاً،‏ مبعنى اأنّ‏ االأمل يجاور الشك<br />

والريبة من احلياة،‏ وهذا االأمر مل يكن من ‏صنع اأماين اجلنيدي منفردة يف خلق حالني<br />

نقيضني يف نهايات القصة،‏ واإمنا نرى ذلك وقد ‏شغل بال كثري من املبدعني بدءا من األبري<br />

كامي وحتى جنيب حمفوظ ويوسف اإدريس،‏ وهذا ما قاله األبري كامي ‏»علينا اأن نتخيل<br />

‏سيزيف ‏سعيداً«‏ )76( .<br />

اإنّ‏ الكاتبة ‏صادقة يف نواياها،‏ من خالل البناء العام،‏ ومتكنت من جعل نهاياتها<br />

حمكمة فاعلة،‏ وهذا يجعلها اأقرب اإىل دائرة التميز والعطاء من الدائرة االأخرى.‏<br />

198


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

اخلامتة:‏<br />

الصفحات السابقة جتعلنا ننتهي اإىل نتيجة مفادها اأنّ‏ القاصّ‏ ة اأماين اجلنيدي<br />

وضعت لبنة يف جسد القصّ‏ ة من خلل جمموعتها ‏)رجل ذكي ونساء بليدات(‏ التي<br />

تضّ‏ م عرش قصص متفاوتة الطول،‏ ومتعددة الأفكار،‏ لذا ل بدّ‏ من تسجيل ما توصل<br />

اإليه البحث فنقول:‏<br />

‏.‏‎1‎بيئة 1 الكاتبة تعج بالرصاعات املتعددة،‏ منها السياسية واالجتماعية،‏ فتكون<br />

االأرض حمور الرصاع بني ركني الرصاع ‏)العرب الفلسطينيون-‏ الصهاينة<br />

املحتلون(،‏ وكذلك ‏رصاع القيم والثقافات والعادات والتقاليد،‏ وهموم الطبقات<br />

املستضعفة،‏ وهتك حقوق املحرومني،‏ ممثلة بحقوق االأرامل واليتامى،‏ وترينا<br />

االزدواجية يف كثري من املواقف التي تدلل على اأنانية مسبقة اأو حاالت من<br />

الرفض العابر.‏<br />

‏.‏‎2‎تنتمي 2 الكاتبة اإىل اجليل الثالث من كتاب القصة العربية يف فلسطني،‏ وقد<br />

استطاعت اأن تتمايز اإىل حد بعيد يف نهجها الفني بدءاً‏ من العنوان وصوالً‏ اإىل<br />

البناء العام لنصوصها القصصية.‏<br />

‏.‏‎3‎ثورتها 3 يف نصها االأدبي ‏شمولية،‏ مبعنى تريد االأرض حرّة واالإنسان كذلك حرّ‏<br />

بفكره وقيمه االإيجابية،‏ دون النظر اإن كان ذكراً‏ اأم اأنثى،‏ اإالّ‏ اأنها تظهر هموم<br />

املراأة باأسلوب ناضج ال يقوم على االسفاف والتحريض واللغة الهجومية،‏ واإمنا<br />

جند لغتها مفعلّة باأسلوب يدلل على نضج اإيجابي يف الفكرة واالأداء.‏<br />

‏.‏‎4‎لغتها 4 واضحة يف قشابة العرض والبناء،‏ واأن متيل اإىل العامية يف بعض املواقع،‏<br />

اأي اأنها تضع بعض احلوارات باللهجة املحكية،‏ وتكون اأقرب اإىل الكالم اليومي<br />

املتداول بني الناس يف مقاطع متعددة من قصصها،‏ والتوجه اإىل العامية مل<br />

يقطع متعة التلقي مع النص واإن كان يشكل مثلبه ال حتسب للكاتب.‏<br />

.5 5 مل تعف اأحداً‏ من طبقات املجتمع من الدور الذي يجب اأن يفعله خدمة لبناء<br />

جمتمع متضامن ومتفاعل مع بيئته،‏ فهي تنقد الناس لعدم اعتنائهم بالبيئة كما<br />

ال يعتنون بالسياسة وبناء املجتمع.‏<br />

199


كرمة في ظالل احلرم - قراءة حتليلة نقدية في مجموعة<br />

أماني اجلنيدي القصصية / ‏»رجل ذكي ونساء بليدات«‏<br />

أ.د.‏ نادي ساري الديك<br />

‏.‏‎6‎‏شخصياتها 6 مل تصنعها،‏ واإمنا اأخذتها من البيئة،‏ وفعّلت اأدوارها دون تدخل منها،‏<br />

فلم جند االثقال واالسفاف يف النص اأو التدخالت الضارة ببناء النص والشخصية،‏<br />

مما يجعل حاالت التالقي يف النص متعبة،‏ لذا جندها فاعلة يف بنائها،‏ ‏صاحبة<br />

‏شخصية واضحة دون مواربة.‏<br />

.7 7 اأما نهايات قصصها فكانت تنم عن دراية وتكثيف للحدث،‏ ومل تكن واحدة،‏ واإمنا<br />

جندها متعددة،‏ كما هي االأفكار التي ناقشتها،‏ وكما هي اأمناط البناء العام للقصة،‏<br />

فمرة تعمد اإىل الرسد واأخرى اإىل احلوار،‏ والرسد واحلوار معاً،‏ ومن ثمّ‏ جندها تعمد<br />

اإىل املبارشة،‏ ومن ثمّ‏ اأفادت من حالة االسرتجاع وبعض التقريرية اأحياناً‏ التي<br />

مل تثقل بها نصها،‏ وكذلك جندها تفيد من البناء الروائي يف بناء قصتها،‏ كما<br />

هو احلال مع قصة ‏)من خلف الستار(‏ ، التي هي اأقرب اإىل الرواية ‏شكالً‏ منها<br />

اإىل القصة.‏ وذلك لتعدد االأمكنة واتساع االأزمنة،‏ زيادة على وصف االأشياء بدقة<br />

ودقائق االأمور،‏ فتكون القصة اأقرب اإىل البناء الروائي منها اإىل القصّ‏ ة.‏<br />

200


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

اهلوامش:‏<br />

‎1‎لقاء . 1 خاص مع الكاتبة يوم:‏ الثالثاء،‏ ‎2007‎م.‏ 8/ 28/<br />

‎2‎مينى . 2 العيد،‏ فن الرواية بني خصوصية احلكاية ومتيز اخلطاب،‏ ط‎1‎ ، دار االآداب بريوت،‏<br />

1998، ‏ص‎110‎‏.‏<br />

‎3‎جميل . 3 حمداوي،‏ السيموطيقاً‏ والعنونة،‏ عامل الفكر،‏ ج‎25‎‏،‏ عدد‎3‎‏،‏ الكويت،‏ ، 1997<br />

‏ص‎107‎‏.‏<br />

‎4‎اأحمد . 4 فرشوخ،‏ جمالية النص الروائي،‏ دار االأمان،‏ الرباط،‏ املغرب،‏ ‎1996‎م،‏ ‏ص‎15‎ .<br />

‎5‎معجب . 5 العدواين،‏ تشكيل املكان وضالل العتبات،‏ النادي االأدبي الثقايف،‏ جدة،‏ ‎1423‎ه.‏<br />

‏ص‎25‎‏.‏<br />

‎6‎اأنظر . 6 حسام اخلطيب،‏ اإطار تاريخي ملسرية القصة السورية،‏ جملة فكر،‏ العدد ، 48 47/<br />

اأيار حزيران،‏ 1981، ‏ص‎62‎‏.‏<br />

‏.‏‎7‎حممد 7 عبد الواسع ‏شيوخة،‏ القصّ‏ ة القصرية يف اأعمال رابطة الكتاب السوريني،‏ وزارة<br />

الثقافة،‏ دمشق،‏ ‎2005‎م،‏ ‏ص‎16‎‏.‏<br />

‎8‎حسام . 8 اخلطيب،‏ اإطار تاريخي ملسرية القصة السورية،‏ ‏ص‎67‎ .<br />

‏.‏‎9‎حممد 9 عبد احلكم عبد الباقي،‏ السمات الفنية يف القصة القصرية عند جنيب حمفوظ،‏<br />

ط‎1‎‏،‏ ‎1990‎م،‏ ‏ص‎3‎‏.‏<br />

‎1010‎زكريا ابراهيم،‏ فلسفة الفن الفكري املعارص،‏ دار مرص للطباعة،‏ مبكتبة مرص،‏ د.ت.‏<br />

‏ص‎214‎‏.‏<br />

111 حممد عبد احلكم عبد الباقي،‏ السمات الفنية يف القصّ‏ ة القصرية عند جنيب حمفوظ،‏<br />

‏ص‎7‎‏.‏<br />

12 م،‏<br />

‎12‎اأماين اجلنيدي،‏ رجل ذكي ونساء بليدات،‏ ط‎1‎‏،‏ دار الرشوق،‏ رام اهلل،‏ فلسطني 2007<br />

‏ص‎6‎‏.‏<br />

201


كرمة في ظالل احلرم - قراءة حتليلة نقدية في مجموعة<br />

أماني اجلنيدي القصصية / ‏»رجل ذكي ونساء بليدات«‏<br />

أ.د.‏ نادي ساري الديك<br />

202<br />

‎1313‎م.ن،‏ ‏ص‎7‎ .<br />

‎1414‎م.ن،‏ ‏ص‎12‎ .<br />

‎1515‎عبد املحسن طه بدر،‏ جنيب حمفوظ-‏ الروؤية واالأداة،‏ ج‎1‎‏،‏ دار الثقافة،‏ القاهرة،‏ ‎1978‎م،‏<br />

‏ص‎155‎‏.‏<br />

‎1616‎عبد الرحمن ياغي،‏ البحث عن اإيقاع جديد يف الرواية العربية،‏ ط‎1‎ ، دار الفارابي،‏<br />

بريوت،‏ ‎1992‎م،‏ ‏ص‎187‎‏.‏<br />

‎1717‎اأماين اجلنيدي،‏ رجل ذكي ونساء بليدات،‏ ‏ص‎56‎‏-‏ . 57<br />

‎1818‎عبد اهلل رضوان،‏ البنى الرسدية،‏ دراسات تطبيقية يف القصّ‏ ة القصرية االأردنية،‏ رابطة<br />

الكتاب االأردينيني،‏ موؤسسة عبد احلميد ‏شومان،‏ عمان،‏ ‎1995‎م،‏ ‏ص‎135‎‏.‏<br />

‎1919‎جملة الثقافة الوطنية،‏ قضايا االأدب اجلديد،‏ العدد ‎1954‎م،‏ 10/ 15/ 64، ‏ص‎34‎ .<br />

‎2020‎اأماين اجلنيدي،‏ رجل ذكي ونساء بليدات،‏ ‏ص‎92‎ .<br />

‎2121‎عادل اأبو ‏شنب،‏ التكتالت االأدبية يف ‏سورية،‏ جملة املعرفة،‏ العدد ، 18 دمشق،‏ ترشين<br />

اأول،‏ 1977، ‏ص‎1‎‏.‏<br />

222 رجل ذكي ونساء بليدات،‏ ‏ص‎92‎‏-‏ . 93<br />

‎2323‎ويليام،‏ ويروكس،‏ كلينث وميزات،‏ النقد االأدبي،‏ تاريخ موجز،‏ ترجمة حميي الدين<br />

‏صبحي،‏ مراجعة حسام اخلطيب،‏ مطبعة جامعة دمشق،‏ ج‎4‎‏،‏ ‎1976‎م،‏ ‏ص‎205‎‏.‏<br />

‎2424‎رجل ذكي ونساء بليدات،‏ ‏ص‎94‎‏-‏ . 95<br />

‎2525‎حممد حسن عبد اهلل،‏ الريف يف الرواية العربية،‏ عامل املعرفة،‏ الكويت،‏ ، 1989<br />

‏ص‎246‎‏.‏<br />

26 26 ‏سمري املرزوقي،‏ وجميل ‏شاكر،‏ مدخل اإىل نظرية القصّ‏ ة-‏ حتليالً‏ وتطبيقاً،‏ اآفاق عربية،‏<br />

دار السوؤون الثقافية العامة،‏ بغداد،‏ 1986، ‏ص‎60‎‏.‏


‎2727‎رجل ذكي ونساء بليدات،‏ ‏ص‎95‎‏-‏ . 96<br />

مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

‎2828‎حممد عزام،‏ فضاءات النص الروائي،‏ مقاربة بنيوية الأدب نبيل ‏سليمان،‏ ط‎1‎ ، دار احلوار<br />

للنرش والتوزيع،‏ الالذقية،‏ ‏سوريا،‏ ‎1996‎م،‏ ‏ص‎110‎‏.‏<br />

‎2929‎اأحمد جودة السعدين،‏ نظرية االأدب،‏ ج‎1‎‏،‏ مكتبة الطليعة باأسيوط،‏ ‎1979‎م،‏ ‏ص‎207‎ .<br />

‎3030‎رجل ذكي ونساء بليدات،‏ ‏ص‎60‎‏-‏ . 61<br />

203<br />

‎3131‎م.ن،‏ ‏ص‎92‎ .<br />

‎3232‎رجل ذكي ونساء بليدات،‏ ‏ص‎65‎‏-‏ . 66<br />

333 م.ن،.‏ ‏ص‎5‎ .<br />

‎3434‎عدنان عثمان اجلواريش،‏ حركة التجريب يف الرواية الفلسطينية من الستينيات حتى<br />

عام ‎1995‎م،‏ ط‎1‎‏،‏ جمعية العنقاء الثقافية،‏ اخلليل،‏ فلسطني،‏ ‎2003‎م،‏ ‏ص‎92‎‏.‏<br />

‎3535‎رجل ذكي ونساء بليدات،‏ ‏ص‎97‎ .<br />

‎3636‎حممد حسن عبد اهلل،‏ الريف يف الرواية العربية،‏ ‏ص‎209‎ .<br />

‎3737‎ميشال عاصي،‏ دراسات منهجية يف النقد،‏ منشورات دار مكتبة احلياة،‏ بريوت،‏ ‎1970‎م،‏<br />

‏ص‎7‎‏.‏<br />

‎3838‎رجل ذكي ونساء بليدات،‏ ‏ص‎98‎ .<br />

‎3939‎م.ن،‏ ‏ص‎115‎ .<br />

‎4040‎م.ن،‏ ‏ص‎123‎‏-‏ . 124<br />

‎4141‎م.ن،‏ ‏ص‎110‎‏-‏ . 111<br />

‎4242‎رجل ذكي ونساء بليدات،‏ ‏ص‎53‎‏-‏ . 54<br />

‎4343‎م.ن،‏ ‏ص‎67‎ .


كرمة في ظالل احلرم - قراءة حتليلة نقدية في مجموعة<br />

أماني اجلنيدي القصصية / ‏»رجل ذكي ونساء بليدات«‏<br />

أ.د.‏ نادي ساري الديك<br />

44 اأنظر للمزيد:‏ عبد احلميد ابراهيم،‏ القصة القصرية يف مرص،‏ من عام 67- ‎1973‎م،‏ دار<br />

حراء،‏ املنيا،‏ مرص،‏ ‏ص‎38‎ وما بعدها.‏<br />

204<br />

4<br />

‎4545‎رجل ذكي ونساء بليدات،‏ ‏ص‎86‎ .<br />

‎4646‎م.ن،‏ ‏ص‎87‎ .<br />

‎4747‎اإلياس خوري،‏ دراسات يف القصّ‏ ة القصرية،‏ ندوة مكناس،‏ موؤسسة االأبحاث العربية،‏<br />

بريوت،‏ ‎1986‎م،‏ ‏ص‎24‎‏.‏<br />

‎4848‎اأنظر:‏ اأجنيل بطرس،‏ وجهة نظر يف الرواية املرصية،‏ فصول،‏ عدد‎2‎‏،‏ ج‎2‎ ، يناير فرباير<br />

مارس،‏ 1982، ‏ص‎107‎‏.‏<br />

‎4949‎رجل ذكي ونساء بليدات،‏ ‏ص‎54‎ .<br />

‎5050‎م.ن ، ‏ص‎53‎‏-‏ . 66<br />

‎5151‎م.ن،‏ ‏ص‎45،17،53‎ وغريها.‏<br />

‎5252‎م.ن،‏ ‏ص‎87‎ .<br />

‎5353‎عز الدين اسماعيل،‏ االأدب وفنونه،‏ ملتزم الطبع والنرش دار الفكر العربي،‏ ط‎8‎‏،‏ ، 1984<br />

‏ص‎15‎‏.‏<br />

‎5454‎حممود احلسيني،‏ االجتاهات الواقعية يف القصة املرصية القصرية،‏ دار املعارف<br />

مبرص،‏ 1984، ‏ص‎27‎‏.‏<br />

555 رجل ذكي ونساء بليدات،‏ ‎5،7،9‎وغريها من الصفحات.‏<br />

‎5656‎وليد حممود خالص،‏ االأدب يف اخلليج العربي،‏ دراسات ونصوص،‏ املجتمع الثقايف اأبو<br />

ظبي،‏ ‎2004‎م،‏ ‏ص‎54‎‏.‏<br />

‎5757‎رجل ذكي ونساء بليدات،‏ ‏ص‎143‎ .<br />

‎5858‎انظر:‏ رجل ذكي ونساء بليدات،‏ ‏ص‎97‎ وما بعدها.‏<br />

‎5959‎م.ن،‏ ‏ص‎100‎ .


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

‎6060‎دراسات يف القصة القصرية،‏ ندوة مكناس،‏ موؤسسة االأبحاث العربية،‏ بريوت،‏ ، 1986<br />

‏ص‎48‎‏.‏<br />

‎6161‎فرج اأحمد فرج،‏ القصة القصرية والتحليل النفسي،‏ فصول،‏ عدد‎4‎‏،‏ ج‎2‎ ، يوليو اأغسطس،‏<br />

‏سبتمرب،‏ 1983، ‏ص‎171‎‏.‏<br />

‎6262‎حلمي املليجي،‏ علم النفس املعارص،‏ دار املعرفة اجلامعية،‏ ط‎5‎‏،‏ 1983، ‏ص‎115‎ .<br />

‎6363‎حممد عبد احلكم عبد الباقي،‏ السمات الفنية يف القصة القصرية عند جنيب حمفوظ،‏<br />

ط‎1‎‏،‏ ‏ص‎160‎‏.‏<br />

‎6464‎رجل ذكي ونساء بليدات،‏ ‏ص‎17‎ .<br />

‎6565‎رجل ذكي ونساء بليدات،‏ ‏ص‎12‎ .<br />

205<br />

666 م.ن ، ‏ص‎16‎ .<br />

‎6767‎م.ن،‏ ‏ص‎30‎ .<br />

‎6868‎م.ن،‏ ‏ص‎52‎ .<br />

‎6969‎م.ن،‏ ‏ص‎66‎ .<br />

‎7070‎عبد اهلل رضوان،‏ البنى الرسدية دراسة تطبيقية يف القصة القصرية االأردنية،‏<br />

‏ص‎348‎‏.‏<br />

‎7171‎رجل ذكي ونساء بليدات،‏ ‏ص‎86‎ .<br />

‎7272‎م.ن،‏ ‏ص‎91‎ .<br />

‎7373‎م.ن،‏ ‏ص‎96‎ .<br />

‎7474‎م.ن،‏ ‏ص‎171‎ .<br />

‎7575‎م.ن،‏ ‏ص‎175‎ .<br />

76 76 البريكامي،‏ اأسطورة ‏سيزيف،‏ ترجمة عبد املنعم احلفني،‏ مطبعة الدار املرصية،‏ القاهرة،‏<br />

د.ت،‏ ‏ص‎118‎‏.‏


كرمة في ظالل احلرم - قراءة حتليلة نقدية في مجموعة<br />

أماني اجلنيدي القصصية / ‏»رجل ذكي ونساء بليدات«‏<br />

أ.د.‏ نادي ساري الديك<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

‎1‎اأحمد . 1 جودت السعدين،‏ نظرية االأدب،‏ مكتبة الطليعة باأسيوط،‏ ‎1979‎م.‏<br />

‎2‎اأحمد . 2 فرشوخ،‏ جمالية النص الروائي،‏ دار االأمان،‏ الرباط،‏ املغرب،‏ ‎1996‎م.‏<br />

‏.‏‎3‎البريكامي،‏ 3 اأسطورة ‏سيزيف،‏ ترجمة عبد املنعم احلفني،‏ مطبعة الدار املرصية القاهرة،‏<br />

د.ت.‏<br />

‏.‏‎4‎الياس 4 خوري،‏ دراسات يف القصّ‏ ة القصرية،‏ ندورة مكناس،‏ موؤسسة االأبحاث العربية،‏<br />

بريوت،‏ ‎1986‎م.‏<br />

‎5‎اأماين . 5 اجلنيدي،‏ رجل ذكي ونساء بليدات،‏ ط‎1‎‏،‏ دار الرشوق،‏ رام اهلل،‏ فلسطني،‏ ‎2007‎م.‏<br />

‎6‎اجنيل . 6 بطرس،‏ وجهة نظر يف الرواية املرصية،‏ فصول،‏ عدد 2، ج‎2‎ ، يناير فرباير،‏<br />

مارس،‏ ‎1982‎م.‏<br />

‎7‎جميل . 7 حمداوي،‏ السيموطيقا والعنونة،‏ عامل الفكر،‏ ح‎5‎‏،‏ عدد‎3‎‏،‏ الكويت،‏ ‎1997‎م.‏<br />

‎8‎حسام . 8 اخلطيب،‏ اإطار تاريخي ملسرية القصة السورية،‏ جملة فكر،‏ العدد / 48 47/ اأيار<br />

حزيران،‏ ‎1981‎م.‏<br />

‏.‏‎9‎حلمي 9 املليجي،‏ دراسات يف القصة القصرية،‏ علم النفس املعارص،‏ دار املعرفة<br />

اجلماعية،‏ ط‎5‎‏،‏ ‎1983‎م.‏<br />

‎1010‎زكريا اإبراهيم،‏ فلسفة الفن يف الفكر املعارص،‏ دار مرص للطباعة،‏ مكتبة مرص،‏ د.ت.‏<br />

111 ‏سمري املرزوقي وجميل ‏شاكر،‏ مدخل اإىل نظرية القصة-‏ حتليالً‏ وتطبيقاً،‏ اآفاق عربية،‏<br />

بغداد،‏ 1986.<br />

‎1212‎عادل اأبو ‏شنب،‏ التكتالت االأدبية يف ‏سوريا،‏ جملة املعرفة،‏ العدد ، 188 دمشق،‏ ترشين<br />

اأول،‏ ‎1977‎م./‏<br />

13 م،‏ دار حراء،‏<br />

‎13‎عبد احلميد ابراهيم،‏ القصة القصرية يف مرص من عام 1967- 1973<br />

املنيا،‏ مرص،‏ د.ت.‏<br />

206


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

‎1414‎عبد الرحمن ياغي،‏ البحث عن اإيقاع جديد يف الرواية العربية،‏ ط‎1‎ ، دار الفارابي،‏<br />

بريوت،‏ ‎1999‎م.‏<br />

‎1515‎عبد اهلل رضوان،‏ البنى الرسدية،‏ دراسات تطبيقية يف القصة القصرية االأردنية،‏ رابطة<br />

الكتاب االأردنيني،‏ موؤسسة عبد احلميد ‏شومان،‏ عمان،‏ ‎1995‎م.‏<br />

‎1616‎عبد املحسن طه بدر،‏ جنيب حمفوظ،‏ الروؤية واالأداة،‏ ج‎1‎ ، دار الثقافة،‏ القاهرة،‏<br />

‎1978‎م.‏<br />

‎1717‎عدنان عثمان اجلواريش،‏ حركة التجريب يف الرواية الفلسطينية من الستينات حتى<br />

عام ‎1995‎م،‏ ط‎1‎‏،‏ جمعية العنقاء الثقافية،‏ اخلليل،‏ فلسطني،‏ ‎2003‎م.‏<br />

‎1818‎عز الدين اسماعيل،‏ االأدب وفنونه،‏ ملتزم الطبع والنرش،‏ دار الفكر العربي،‏ ط‎8‎ ،<br />

‎1984‎م.‏<br />

‎1919‎فرج اأحمد فرج،‏ القصة القصرية والتحليل النفسي،‏ فصول،‏ عدد‎4‎‏،‏ ج‎2‎ ، يوليو اأغسطس<br />

‏سبتمرب،‏ ‎1983‎م.‏<br />

‎2020‎لقاء خاص مع الكاتبة،‏ يوم الثالثاء،‏ ‎2007‎م.‏ 8/ 28/<br />

‎2121‎جملة الثقافة الوطنية،‏ قضايا االأدب اجلديد،‏ العدد ‎1954‎م.‏ 10/ 15/ 64/<br />

222 حممد حسن عبد اهلل،‏ الريف يف الرواية العربية،‏ عامل املعرفة،‏ الكويت،‏ ‎1989‎م.‏<br />

‎2323‎حممد عبد احلكم عبد الباقي،‏ السمات الفنية يف القصة القصرية عند جنيب حمفوظ،‏ ط،‏<br />

‎1990‎م.‏<br />

‎2424‎حممد عبد الواسع ‏شوخنة،‏ القصة القصرية يف اأعمال رابطة الكتاب السوريني،‏ وزارة<br />

الثقافة،‏ دمشق،‏ ‏سوريا،‏ ‎2005‎م.‏<br />

، 25<br />

‎25‎حممد عزام،‏ فضاءات النص الروائي،‏ مقاربة بنيوية تكوينية الأدب نبيل ‏سليمان،‏ ط‎1‎<br />

دار احلوار للنرش والتوزيع،‏ الالذقية،‏ ‏سوريا،‏ ‎1996‎م.‏<br />

207


كرمة في ظالل احلرم - قراءة حتليلة نقدية في مجموعة<br />

أماني اجلنيدي القصصية / ‏»رجل ذكي ونساء بليدات«‏<br />

أ.د.‏ نادي ساري الديك<br />

‎2626‎حممود احلسيني،‏ االجتاهات الواقعية يف القصة املرصية القصرية،‏ دار املعارف<br />

مبرص،‏ ‎1984‎م.‏<br />

‎2727‎معجب العدواين،‏ تشكيل املكان وضالل العتبات،‏ النادي االأدبي الثقايف،‏ جدّة،‏<br />

‎1423‎ه.‏<br />

‎2828‎ميشال عاصي،‏ دراسات منهجية يف النقد،‏ منشورات دار مكتبة احلياة،‏ بريوت،‏<br />

‎1970‎م.‏<br />

‎2929‎وليد حممد خالص،‏ االأدب يف اخلليج العربي،‏ دراسات ونصوص،‏ املجمع الثقايف،‏ اأبو<br />

ظبي،‏ ‎2004‎م.‏<br />

‎3030‎ويليام،‏ ويركوس،‏ كلينث وميفرات،‏ النقد االأدبي تاريخ موجز،‏ ترجمة حميي الدين<br />

‏صبحي،‏ مراجعة حسام اخلطيب،‏ مطبعة جامعة دمشق،‏ ج‎4‎‏،‏ ‎1976‎م.‏<br />

، 31 دار االأدب،‏<br />

‎31‎مينى العيد،‏ فن الرواية العربية بني خصوصية احلكاية ومتييز اخلطاب،‏ ط‎1‎<br />

بريوت،‏ ‎1982‎م.‏<br />

208


جتليات اخلطاب الصويف<br />

يف شعر ريم حرب<br />

د.‏ إحسان الديك<br />

أستاذ مشارك،‏ قسم اللغة العربية،‏ جامعة النجاح الوطنية،‏ نابلس،‏ فلسطين.‏<br />

209


جتليات اخلطاب الصوفي في شعر رمي حرب<br />

د.‏ إحسان الديك<br />

ملخص:‏<br />

يحاول البحث تلمس حضور النزعة الصوفية يف الشعر الفلسطيني املعارص من خالل<br />

الوقوف على جتربة رمي حرب ونزعتها الشعرية ذات املنابع الصوفية التي يلتقي فيها<br />

الصويف بالشعري يف ظالل الدين اأو بعيداً‏ عنه.‏<br />

ويعرض البحث جتليات خطابها الصويف يف عناوين ديوانيها وقصائدهما،‏ ويف<br />

اإرشاقاتها الشعرية،‏ وروؤاها العرفانية،‏ وترميزها،‏ واأسطرتها للواقع،‏ واسرتفاد املوروث،‏<br />

وعودتها اإىل البدايات،‏ وعبورها اإىل الذات،‏ وعلوانيتها وتساميها،‏ وجتاوزها للماألوف،‏ ويف<br />

موسيقاها الشعرية التي تشبه رقصات الصوفيني يف حلقات ذكرهم،‏ وكذلك يف ‏صورها<br />

الشعرية املوغلة يف الغرابة واجلمال واملعتمدة على اخليال للوصول اإىل التوحد والكشف.‏<br />

210


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

Abstract:<br />

This research endeavors to feel the presence of the Sufist trend in the<br />

contemporary Palestinian poem by examining Reem Harb’s experience and<br />

her Sufi- biased poetic tendency, where the Sufi meets the poet under the<br />

umbra of the religion or away from it.<br />

The research uncovers the Sufi rhetoric in her poem titles, prominence,<br />

knowledge fame, symbolization and figuration of the actuality, strengthening<br />

the heritage, her return to the onset, her reach to inner- self, nobleness and<br />

sublimity, her bypass of the conventional in her poetic rhythm which resemble<br />

the Sufi religious special movements, and her profound poetic drawings and<br />

images in terms of the peculiarity and beauty which are associated with<br />

imagination and fiction that lead to oneness and disclosure.<br />

211


جتليات اخلطاب الصوفي في شعر رمي حرب<br />

د.‏ إحسان الديك<br />

التصوف والشعر:‏<br />

اأقصد بالتصوف هنا معناه العام،‏ من حيث ‏»هو استبطان منظم لتجربة روحية،‏<br />

ووجهة نظر خاصة،‏ حتدد موقف االإنسان من الوجود،‏ ومن نفسه،‏ ومن العامل«‏ )1( . وهو<br />

بهذا التصور نزعة نفسية،‏ وظاهرة اإنسانية،‏ وجتربة عاملية عريقة املنبت،‏ عتيقة االأصول،‏<br />

‏شاعت يف كثري من االأمم على اختالف اأزمنتها واأمكنتها،‏ وتنوّع اأجناسها واأديانها،‏ اإنه<br />

فطرة،‏ اأو قُ‏ درة كامنة يف اأعماق النفس البرشية،‏ تُستثار من خالل حنني الروح اإىل مصدرها<br />

االأول،‏ ونزوعها اإىل علّتها االأوىل.‏ تتداخل مع االأسطورة والدين والفلسفة والفن.‏ وهو كما<br />

يصفه املسترشق االإجنليزي ‏)بروان(‏ ‏»الصيحة اخلالصة من جانب الروح االإنساين لتحصيل<br />

الراحة،‏ اإنه الشوق الذي ال يشبع اإىل االإمساك باملثل اخلالصة التي قيدها الواقع البائس،‏<br />

هذا الروح الذي ياأبى اإال اأن يجعل ‏صوته مسموعاً،‏ اإنه مسرية موحدة بشكل عجيب يف<br />

كل العصور،‏ ويف كل البالد،‏ ويف كل العقائد،‏ ‏سواء جاءت من حكيم براهمي،‏ اأو فيلسوف<br />

اإغريقي،‏ اأو ‏شاعر فارسي،‏ اأو زاهد مسيحي،‏ اأو راهب ‏صيني،‏ اإنه جوهر االإعالن البنيّ‏ لتطلّع<br />

الروح اإىل االنقطاع الكلي عن نفسها واالحتاد باالإله«‏ )2( .<br />

بداأ القلق الوجودي مع بداية وجود االإنسان،‏ وصاحبه يف مدارج تفكريه،‏ فواجه<br />

معميّات الكون بحدسه ال بعقله،‏ باالنفعال والوجدان،‏ ال باملنطق والقوانني،‏ كان تصوره<br />

للوجود من حوله مشبعاً‏ بنزعة روحية تبدّت فيها االأرواح حالَّة يف كل ‏شيء،‏ فوازى بني<br />

الطبيعة واالإنسان،‏ ووحّ‏ د بني الكون االأكرب والكون االأصغر،‏ وحشد كل طاقاته السحرية<br />

والفنية،‏ واأقام طقوسه وشعائره وتعاويذه الإرضاء القوى اخلارقة التي حتيط به،‏ درءاً‏<br />

خلطر،‏ اأو جلباً‏ ملنفعة.‏ ولقد كانت هذه املعتقدات االأسطورية اأساساً‏ للصوفية الفطرية،‏<br />

وظلّت بذورها اأساساً‏ لكل التصورات الصوفية فيما بعد.‏<br />

ارتبط التصوف يف ‏سريورته التاريخية بالدين والفلسفة،‏ وتداخل معهما،‏ وامتزج<br />

بهما،‏ فعلى الرغم من اأن التصوف قد ينساأ بعيداً‏ عن الدين،‏ ويختلف عن الفلسفة يف<br />

الوسائل واالأهداف،‏ اإال اأنه يبقى لبّ‏ الدين وجوهر،‏ وميثل اجلانب العاطفي منه،‏ فقد يوؤول<br />

الصويف جتربته من منظور ديني،‏ وينزع منزعاً‏ فلسفياً‏ تختلط فيه روحانيته بالنزعة<br />

امليتافيزيقية،‏ نرى ذلك يف الغنوصية اليونانية،‏ والنريفانا الهندية،‏ والتاوية الصينية،‏<br />

واالإرشاقية الفارسية،‏ والثيوصوفية احلديثة.‏<br />

212


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

والتجربة الصوفية من حيث ماهيتها،‏ وثيقة الصلة بالتجربة الفنية،‏ اإذ ال وجود لهما<br />

من غري عاطفة جاحمة،‏ وهما معاً‏ اتصال مبوضوع جمايل يف اأحوال غري عادية،‏ وفيهما<br />

رفض للعامل املادي ‏)عامل الواقع(‏ ، ونزوع اإىل العامل املثايل،‏ عامل الطهر والنقاء الذي<br />

يستعيد فيه االإنسان عامله االإلهي.‏ ويذهب ‏صالح عبد الصبور اإىل احلد الذي يوحّ‏ د فيه بني<br />

التجربتني،‏ فهما كما يرى ‏»تنبعان من منبع واحد،‏ وتلتقيان عند غاية واحدة،‏ هي العودة<br />

بالكون اإىل ‏صفائه وانسجامه«‏ )3( .<br />

والشعر اأكرث اأنواع الفنون لصوقاً‏ بالتصوف،‏ وصلة به،‏ وهو اأولها املوؤهل للتعبري<br />

الصويف؛ الأنه استبطان لتجربة روحية ‏–كما مر من قبل-‏ ، ومغامرة يف الكشف واملعرفة<br />

عن طريق احلدس واحللم واخليال،‏ يرتبط بالوجود،‏ ويبحث عن املطلق،‏ ويحلّق يف فضاءات<br />

الروح،‏ ويستخدم لغة غامضة،‏ منزلقة،‏ موحية،‏ مليئة بالرموز واالإيحاءات والدالالت،‏ يقدم<br />

روؤيا وحلماً،‏ وال يقدم راأياً‏ وموعظة،‏ يحيل على العاطفة والوجدان،‏ ويتاأمل بالقلب الذي<br />

جعله الصوفيون عرشاً‏ للرحمن.‏<br />

كما اأن االأحوال التي يصدر عنها الشاعر يف اإلهامه،‏ تشبه اإىل حدّ‏ كبري اأحوال الصويف<br />

يف املراقبة،‏ واخلوف،‏ والرجاء،‏ واملشاهدة،‏ والروؤيا،‏ واليقني.‏ واملعاناة الشعرية والصوفية<br />

كما يقول ‏)كولن ولسون(‏ هي نفس املعاناة من كل الوجوه )4( .<br />

وكما اأن التصوف غوص يف اأعماق النفس،‏ ومعايشة ومكابدة،‏ كذلك الشعر مكابدة<br />

لغوية الأحوال داخلية للتحرر من ‏سلطة العقل املحدود،‏ وحترير االأنا من قيود احلسّ‏ ي<br />

والتناهي،‏ واالنفتاح على الالنهائي واملتعدد واملختلف،‏ ال نستطيع ‏»عزل التعبري الشعري<br />

عن مقومات التجربة الصوفية الأنهما يف نهاية االأمر يحيالن على تضايف بني البناء<br />

الشعري يف رمزيته العرفانية وبني التصوف باعتباره عالقة دينامية حسيّة بني االإلهي<br />

واالإنساين«‏ )5( .<br />

ولعل التقاء الشاعر مع الصويف يف نظرته - املتحللة من الواقع ومتطلباته احلسية-‏<br />

للحياة والكون،‏ هي التي جعلته يرى يف الرتاث الروحي الصويف الذي ينترص للقلب على<br />

العقل،‏ وللخيال على الواقع،‏ وسيلة ملواجهة قضايا الكون امليتافيزيقية املعتمة،‏ وطغيان<br />

احلياة القاسية التي حوّلته اإىل اآلة،‏ وسلبت منه اأحاسيسه ومشاعره،‏ ويرى فيه خالصاً‏<br />

من اأغالل الزمان واملكان،‏ وانعتاقاً‏ من االإحساس بالقلق والغربة والضياع،‏ فانسحب من<br />

الواقع وجتاوز بقوة روحه االأفق االإنساين،‏ فاتسعت روؤيته وبصريته،‏ وسعى وراء احلقيقة<br />

املطلقة ورغب يف اإدراك املجهول.‏<br />

213


جتليات اخلطاب الصوفي في شعر رمي حرب<br />

د.‏ إحسان الديك<br />

ولقد اأفاد الشعراء العرب املعارصون من التجربة الصوفية االإنسانية،‏ ‏سواء تلك التي<br />

ترضب جذورها يف الفلسفة الهندية والفارسية،‏ اأو الصوفية الدينية االإسالمية واملسيحية،‏<br />

اأو الفلسفة الوجودية الغربية،‏ وما تزال النزعة الصوفية يف الشعر احلديث توؤكد حضورها،‏<br />

وتبنى ذاتها،‏ وهي ال ترتبط مبذهب معني ‏»فقد توجد يف الكالسيكية اأو الرومانسية اأو<br />

الواقعية اأو الرمزية اأو الرسيالية اأو اأي مذهب اأدبي اآخر،‏ ولكن يف نطاق ‏شعراء اأفراد بحسب<br />

تكويناتهم الثقافية واستعدادهم الطبيعي«‏ )6( . وقد تقوى هذه النزعة يف بعض املذاهب<br />

التي تتبنى فلسفات خاصة كالرومانسية والرسيالية والرمزية.‏<br />

ومل تكن هذه النزعة متجانسة متام التجانس يف ‏شعرنا العربي احلديث،‏ واإن التقى<br />

الشعراء على اأرضية ‏صوفية مشرتكة،‏ واعتمدوا على ركائزها االأساسية،‏ فاختلفت نزعاتهم<br />

باختالف مصادرهم ومشاربهم،‏ فمنهم من حاكى الصوفية الدينية االإسالمية كالتيجاين<br />

وصالح عبد الصبور،‏ اأو الصوفية املسيحية الغربية مثل جربا اإبراهيم جربا،‏ وتوفيق ‏صايغ،‏<br />

ويوسف اخلال،‏ ومنهم من اأفاد من منجز الفكر الصويف ومصادره يف العامل،‏ مثل اأدونيس<br />

والسياب،‏ وكثري من الشعراء املعارصين.‏<br />

وتفاوت هوؤالء الشعراء يف استلهام مفهومات الرتاث الصويف ويف طرائق توظيفها،‏<br />

فاأخذ البعض منهم مناذج برشية ‏صوفية مثل احلالج وبرش احلايف،‏ ووظف بعضهم بعض<br />

املصطلحات واستقى بعض العبارات من كتب النِّفّري واحلالّ‏ ج والسهروردي وابن عربي<br />

وابن الفارض،‏ ومتثّل بعضهم التصوف وعايشه بوصفه جتربة يتماهى فيها الشاعر مع<br />

الوجود ويذهب ‏صوب الرسّ‏ الراخم وراء االأشياء،‏ ويبحث عن احلقيقة املتعالية ويتحد<br />

معها.‏<br />

ريم والتصوف:‏<br />

قد ينرصف الذهن حينما يذكر التصوف اإىل الصوفية االإسالمية بحضورها الديني،‏<br />

وجتلّيات مبادئها ومقوالتها،‏ وليس هذا ما قصدت اإليه يف حديثي عن ‏صوفية رمي،‏ اإذ ليس<br />

لها توجه ديني يوجهها هذه الوجهة،‏ كما اأنها ال تنتمي اإىل عائلة ‏صوفية،‏ ومل تنتسب اإىل<br />

طريقة من طرقها،‏ لنقول اإنها كانت مثل رابعة العدوية وغريها من الشعراء املتصوفني قوالً‏<br />

وممارسة،‏ واإمنا اأقصد هذه النزعة الشعرية ذات املنابع الصوفية،‏ التي يلتقي فيها الشعري<br />

بالصويف يف ظالل الدين اأو بعيداً‏ عنه يف اأوجه كثرية تصل اإىل حد التوحيد بينهما كما<br />

وضحّ‏ ت من قبل.‏<br />

214


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

يحملني هذا على القول اإن نزعة رمي الصوفية ليست ‏صوفية دينية اإسالمية،‏ واإمنا هي<br />

نزعة فلسفية وجودية،‏ اغرتفت من الفضاءات االأسطورية،‏ واملوروثات الروحية،‏ واملعتقدات<br />

الدينية،‏ والفلسفات احلديثة،‏ وهي بذلك مل تختلف عن كثري من الشعراء املعارصين الذين<br />

اعتنوا بالسوؤال الوجودي،‏ وحماولة االإجابة عنه،‏ وتشابهت معهم يف الظروف التي دفعتهم<br />

اإىل االشتباك مع هذا السوؤال،‏ كالطغيان املادي،‏ والفراغ العاطفي،‏ واالنفتاح على املطلق،‏<br />

والغوص يف اأعماق النفس،‏ وغريها.‏<br />

بيْد اأن خصوصية الظرف الفلسطيني املفعم باملاآسي واالآالم،‏ املمتلئ برتاجيديا<br />

النكبة،‏ ترك بصماته الواضحة يف جتربة رمي،‏ وزاد من هذه النزعة لديها،‏ فقد ولدت<br />

مع والدة املاأساة عام )7( 1948 ، وتفتح وعيها على هذا التناقض الشديد بني املاضي<br />

اليوتوبي اجلميل الذي كان يسّ‏ اقط على مسامعها من األسنة اأفراد اأرستها التي عايشته يف<br />

قريتها ‏)عراق ‏سويدان(‏ ، وبني الواقع اجلديد الذي تراه،‏ واقع الغربة والترشّد والضياع الذي<br />

ال يحكمه عقل وال يخضع ملنطق،‏ وال ميكن جتاوزه اإال من خالل االإغراب فيه،‏ اأو خلق الكون<br />

اخلاص،‏ وبناء احللم اجلميل على اأنقاضه،‏ اأو نزوع الروح اإىل ذاك املاضي،‏ واالغرتاب عن<br />

الواقع.‏<br />

ومن بواعث هذه النزعة عندها طبعها امليَّال اإىل حب املعرفة،‏ وتفسري الظواهر،‏<br />

ونزعتها التاأملية منذ نعومة اأظافرها،‏ اإذ كانت متضي الساعات الطوال على ‏شواطئ بحر<br />

غزة ترسح يف الكون،‏ وتتاأمل الوجود،‏ وتتساءل:‏ كيف ‏سيكون الكون لو مل يكن له خالق؟<br />

وكيف حال اخلالئق من دونه؟ واأسئلة اأخرى غريها كانت تراودها وهي يف خلوتها.‏<br />

ينضاف اإىل ذلك طبيعة العلوم الدينية االإضافية التي تلقتها اإىل جانب دراسة<br />

تخصصها يف كلية البنات بجامعة االأزهر،‏ وطبيعة احلياة املغلقة التي عاشتها يف<br />

السعودية )1980- 1990( مبا فيها من روحانية وبخاصة يف ‏شهر رمضان،‏ وانتقالها<br />

اإىل حياة اأخرى منفتحة مناقضة لها يف اأملانيا )1990- 1996( ، وعودتها منفية يف<br />

جزء من وطنها املنقوص،‏ ويف جمتمع حمافظ يف غزة منذ ‏سنة 1996 واإىل اليوم.‏<br />

كما اأن جراأة رمي حرب،‏ وروحها املتوهجة بالقلق،‏ ورغبتها العارمة يف البوح،‏ وعدم<br />

ركونها اإىل املركون واملدجَّ‏ ن واملاألوف،‏ كل هذا جعلها ترحل اإىل مدائن االأعماق جتول<br />

فيها،‏ تبحث عن ذاتها،‏ وحتاور نفسها هروباً‏ من قسوة الواقع اإىل اآفاق احللم،‏ ‏»واالإنسان<br />

عندما يغرق يف ذاته،‏ يتضاءل العامل يف عينيه،‏ ويقرتن ذلك بخصب احلياة الباطنية<br />

وانتعاشها«‏ )8( ، وسبب ذلك كما يقول ابن خلدون:‏ ‏»اأن الروح اإذا رجع عن احلس الظاهر اإىل<br />

الباطن ‏ضعفت اأحوال احلس،‏ وقويت اأحوال الروح وغلب ‏سلطانه«‏ )9( .<br />

215


جتليات اخلطاب الصوفي في شعر رمي حرب<br />

د.‏ إحسان الديك<br />

ولعل جمالها االأخّ‏ اذ الذي متيّزت به عن بنات جيلها،‏ ورغبة بعض املجالت اأن تصدر<br />

اأغلفتها بصورها،‏ وخطْ‏ ب الكثري من الشعراء والكتاب لودّها،‏ وطلب بعضهم االقرتان بها،‏<br />

كل ذلك جعل منها اأنثى ‏سامية متعالية،‏ مرتفعة عن غريها،‏ فاأحست باأنها عشتار زمانها،‏<br />

فلماذا تسجد لذكر من البرش ما دام اجلميع يسجد لها؟ وقد يكون يف هذا تفسري لرس عنوستها<br />

ورغبتها عن الزواج،‏ فهي ال جتد من الذكور البرش من يداين ‏سموها،‏ ويستحق جمالها لتتخذ<br />

منه زوجاً‏ حتبه،‏ فتحدثت عن احلب العلوي،‏ وعن الذكر املطلق الذي يتماهى يف ‏صورة<br />

اإالإله،‏ لتقارب بينها وبني االأنثى املطلقة التي جتاوزت حدود املراأة العادية.‏<br />

وثقافة رمي باعث اآخر من بواعث هذه النزعة،‏ وهي ثانية اثنتي ‏سمات ‏شعرها اإىل<br />

جانب ‏شخصية تعبريها الشعري كما يرى وليد اأبو بكر،‏ ‏»الثقافة الواسعة التي تتجلى<br />

يف جممل قصائدها الطويلة كل الوقت،‏ وهي ثقافة تتحرك مما هو ‏شعبي وتراثي،‏ لتتسع<br />

دائرتها حتى تطرق باب ما هو علمي دون اأن تفتعل اأو تقحم«‏ )10( . تدّبرت القراآن الكرمي<br />

والسنة النبوية الرشيفة،‏ وقراأت التوراة واالإجنيل،‏ وهضمت معظم الرتاث الصويف ‏شعراً‏<br />

ونرثاً،‏ فقراأت للحالّ‏ ج والسهروردي وابن الفارض واإخوان الصفا والغزايل والنفري وابن<br />

عربي،‏ واطّ‏ لعت على كثري من معتقدات الشعوب القدمية واأساطريها،‏ وعلى الفلسفة احلديثة،‏<br />

وتعجب بكانط وسارتر.‏<br />

على اأن رمي واإن اأفادت من النزعة الصوفية الدينية،‏ ومتثلت رموزها،‏ وجتاورت معها<br />

يف اأساليبها،‏ اإال اأنها تصطنع لنفسها ‏صوفية خاصة،‏ ال لتبتعد بها عن الواقع اأو تهرب<br />

منه،‏ واإمنا لتعكف عليه مبسمياته ومعانيه.‏ وهي متتلك ذاكرة ‏صوفية متاأججة تستنهض<br />

من خاللها اأعلى درجات االنبعاث الروحي ‏»لكن الروح املعنية لدى هذه الشاعرة،‏ ال تسبح<br />

اأو تنبعث وحدها يف اأفق اأثريي منفصل،‏ واإمنا هي الشعلة التي تلهب اجلسد الغائر،‏ املادي<br />

امللموس،‏ يف االأفق املوحد الذي هو االإنسان،‏ ويف هذا املوحد والتوتر يف اآن،‏ تتداخل<br />

االآيات القراآنية بالقصص التاريخي واحلكايات الشعبية،‏ وبالغزل الصاعد من اأنوثة قادرة<br />

على احلضور املدوي يف كل حني،‏ وعلى التجاوز نحو منعرجات البوح اجلنسي مبفرداته<br />

واإيحاءاته االأنيسة اأو الرشسة ‏سيان«‏ )11( .<br />

يف ‏صوفية رمي حرب روؤيا عرفانية،‏ واإرشاقات ‏شعرية،‏ وترميز األيغوري،‏ واأسطرة<br />

للواقع،‏ واسرتفاد للموروث،‏ وعودة اإىل البدايات،‏ وعبور كثيف اإىل الذات،‏ ويف قصيدتها<br />

تثقيف وتكثيف،‏ علوانية وتسامٍ‏ ، جتاوز للماألوف وخلخلة للماأنوس،‏ تفتيت للزمان وتعمية<br />

على املكان،‏ وصور ‏شعرية موغلة يف الغرابة واجلمال.‏<br />

216


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

ولعل هذه املزايا هي التي اأدهشت من قراأ ‏شعرها من النقاد والشعراء على حدّ‏ ‏سواء،‏<br />

وصفها وليد اأبو بكر باأنها ‏»ال تكتفي باأن تقول من الشعر ما يقوله غريها«‏ وهي ‏»تعلن عن<br />

‏صوت ‏شعري نسائي فلسطيني ليس تكراراً‏ لغريه«‏ )12( ، ووصفها راشد عيسى بقوله:‏ ‏»اإننا<br />

اأمام ‏شاعرة يقطر ‏شعرها ناراً‏ وندى ونبيذاً،‏ متميزة بروؤاها النازشة عن املاألوف،‏ ومتخطية<br />

السائد والبليد من الشعر املحايد...‏ رمي حرب تكتب بحرب من ديناميت ذكي،‏ ميكن اأن يكون<br />

رحيقاً‏ متى ‏شاء،‏ وحريقاً‏ متى اأراد«‏ )13( ، وقال يف ديوانها الثاين ‏»فيه من املزايا قلّما قراأت<br />

مثلها يف ديوان ‏شاعرة عربية«‏ )14( .<br />

جتلّيات اخلطاب الصويف:‏<br />

النص االأدبي العظيم هو الذي يتجاوز فيه ‏صاحبه االإفصاح عن حلظة تاريخية<br />

حمددة يف الواقع،‏ اإىل االإفصاح عن كنه الوجود نفسه،‏ والشاعر احلق هو الذي ينفذ من<br />

اخلاص اإىل العام،‏ وهو الذي يعربْ‏ اإىل االأشياء وال يعربّ‏ عنها فقط،‏ يدرك ماهيتها عن طريق<br />

اإدراك وجوده الذاتي الذي هو جزء من الكل/‏ الوجود،‏ فتنكشف له،‏ ويتجلى له الكون وينفتح<br />

على العامل،‏ فيمارس عمليات الفهم والتفسري من خالل اللغة التي ليست وسيطاً‏ بني العامل<br />

واالإنسان وحسب،‏ واإمنا هي ‏»التجلي الوجودي للعامل«‏ )15( .<br />

والتجلي ماأخوذ من قولنا:‏ جال فالن االأمر،‏ اأي كشفه،‏ وجال بثوبه عنه،‏ رمى به،‏ واجتلى<br />

الشيء،‏ نظر اإليه.‏ واأقمت جالء يوم اأي بياضه،‏ واجلالء:‏ االأمر اجلليّ‏ )16( ، فالتجلي ظهور<br />

الشيء وانكشافه على حقيقته،‏ ‏»وليس وجود الشيء على حقيقته ‏–اأو جتلّيه لالإدراك-‏ اأمراً‏<br />

ثانوياً‏ غري الشيء ذاته،‏ بل هو ماهيته االأصلية«‏ )17( كما يرى هيدجر،‏ وهذا يعني اأن فهم<br />

االأشياء ال يقوم على اأساس الوعي االإنساين اأو اإخضاعها للمقوالت الذاتية للعقل البرشي،‏<br />

واإمنا تكشف لنا عن نفسها،‏ وما علينا اإال اأن نستسلم لها لتتجلى اأو تظهر كما هي دون<br />

فرض منطقنا عليها )18( . ثم ينطلق االإدراك من التجلي االأيقوين لتجاوزه اإىل ما هو غري<br />

مرئي من االأكوان والعوامل التي ميكن استدعاوؤها )19( .<br />

اأقول هذا الأذهب اإىل اأن جتلّي االأشياء لرمي حرب ‏–كما جتلّيها للصويف-‏ جتلّي ما<br />

هو موجود يف الوجود،‏ واأن فهمها لها يقوم على احلدس والقلب،‏ واإعمال البصرية ال البرص<br />

فقط،‏ واإطالق العنان للخيال والروؤيا،‏ فرتاها بروؤية الشاعر العارف الذي يرى ماال يُرى،‏ وقد<br />

عكست هذا التجلّي يف خطابها الشعري بفطرة االإنسان،‏ وعفوية الشاعر،‏ بالرعدة الداخلية،‏<br />

ووجد الوجدان،‏ وسفر الروح يف عامل الكواكب والسماء،‏ وبلغة ال نعرث فيها على ‏»املنطقة<br />

الفاصلة بني حياة الشعر وشعرية احلياة«‏ )20( .<br />

217


جتليات اخلطاب الصوفي في شعر رمي حرب<br />

د.‏ إحسان الديك<br />

جتلّيات العنوان:‏<br />

يف ديوانها االأول اأرست الشاعرة اأساساً‏ خلطاب ‏شعري يتجاوز الواقع اإىل عامل الروح،‏<br />

ويف ديوانها الثاين،‏ دعمت هذا االأساس،‏ واأعلت بنيانه بروؤى جتلّى فيها التصوف كاأسلوب<br />

خلق فني،‏ ويف الوقوف على عنواين الديوانني،‏ وتسميات قصائدهما ما يشي بقصدية هذا<br />

اخلطاب وتوجيهه،‏ وما يدل على انتماء معظمه اإىل اللحظات الصوفية،‏ ذلك اأن العنوان<br />

)21(<br />

عالمة مهمة،‏ ودالة من دوال النص قبل تلقيه وتاأويله،‏ هو ‏»القواد احلقيقي للكاتب«‏<br />

يدفعه عن عمد وقصد ليصدر به عمله،‏ وليكون اأول ما يلقاه القارئ ويحمله اإىل فضاء<br />

النص،‏ اإنه نقطة االفرتاق الأنه ‏»اآخر اأعمال الكاتب واأول اأعمال القارئ«‏ )22( .<br />

عمدت رمي اإىل اختيار اآخر قصيدة من ديوانها االأول ‏)من جتلّيات حورية البحور<br />

السبعة(‏ عنواناً‏ لهذا الديوان،‏ مع اأنها ال تنتمي لبقية قصائده زمناً‏ وطريقة ‏شعرية،‏ ذلك اأن<br />

هذه القصائد:‏ قمر التحول والقرار )1988( ، وفلسطينية )1988( ، وقمر على يعبد )1989(<br />

، وما تيرس من ‏سورة الطفل الفلسطيني )1989( ، مشغولة بالهم الفلسطيني،‏ وباحلجر قمر<br />

االنتفاضة االأوىل،‏ وكان لقصيدة العنوان )1966( اأن تكون ‏ضمن قصائد ديوانها الثاين<br />

‏)صلوات للعشق(‏ ، حيث تنتمي لها زمناً‏ وجتربة،‏ واأن تكون اآخر قصيدتني من ديوانها<br />

الثاين وهما قمر على ‏صربا )1982( ، وقصيدة عشق اإىل رام اهلل )1987( اإىل جانب قصائد<br />

الديوان االأول،‏ فتاأتلف قصائد كل ديوان زمناً‏ ومضموناً‏ وسمتاً‏ ‏شعرياً.‏<br />

اأفال يدل هذا التغيري يف التصنيف ويف اختيار عنوان القصيدة االأخرية من الديوان االأول<br />

عنواناً‏ للديوان على رغبة الشاعرة يف اإظهار مثل هذه النزعة؟ وعلى تاأكيد قِ‏ دَم حضورها يف<br />

‏شعرها،‏ وبخاصة اأن بذورها نبتت يف رحم القصائد االأوىل،‏ واأنها برشّ‏ ت بهذه احلورية يف<br />

القصيدة التي ‏سبقت قصيدة العنوان،‏ كما اأن العنوان نفسه يشري ‏رصاحة اإىل هذه التجليات،‏<br />

واأن ما ورد فيه هو بعض منها،‏ من خالل حرف اجلر ‏)من(‏ الذي يفيد التبعيض،‏ ومن خالل<br />

اإضافة هذه التجليات اإىل اأنثى غري عادية ‏)احلورية(‏ ، واإضافة التجلّيات وصاحبتها معاً‏<br />

اإىل املاء اأصل اخلليقة والتكوين املمثَّل يف البحور السبعة التي حتيط باالأرض،‏ والتي ترمز<br />

اإىل القدرة على املعرفة والكشف عن املجهول واالإتيان بكل غريب عجيب.‏<br />

ويف عنوان ديوانها الثاين ‏)صلوات للعشق(‏ تتضح رغبة الشاعرة يف توجيه<br />

اخلطاب،‏ ونزوعها اإىل التصوف:‏<br />

اأولً:‏ من خالل احلرية التي انتابتها يف تسمية هذا الديوان – قبل طباعته-‏ بهذا<br />

االسم،‏ اأو تسميته باإحدى قصائده ‏»معاريج للعشق«،‏ والتسميتان ‏–كما يالحظ-‏<br />

تدوران يف فلك هذا التوجّ‏ ه،‏<br />

218<br />


‏•ثانياً:‏<br />

•<br />

مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

من خالل داللة العنوان الذي استقر عليه الديوان.‏<br />

ثالثاً:‏ من داللة عناوين قصائده التي تنتمي كلها – عدا القصيدتني االأخريتني-‏<br />

اإىل مقوالت هذا اخلطاب،‏ وهي:‏ فاحتة،‏ معاريج،‏ عشتار،‏ الرثيا،‏ االأهلة،‏ املعابر،‏<br />

جتليات،‏<br />

‏•رابعاً:‏<br />

من العنوان االأخري ‏)جتلّيات(‏ الذي جاءت به ليتواصل مع جتلّيات احلورية<br />

لفظاً‏ ومعنى،‏ ولتكتمل هذه التجلّيات بعد اأن كانت بعضاً‏ من كل يف ديوانها<br />

االأول.‏<br />

وعلى الرغم من انسياح عنوان هذا الديوان يف املعنى العام للخطاب الصويف،‏<br />

وانضوائه حتت لوائه من خالل الصالة عمود الدين،‏ والعشق عماد التصوف،‏ اإال اأننا نتساءل:‏<br />

ملاذا جاءت الشاعرة بالصالة جمموعة ال مفردة،‏ نكرة ال معرفة؟ وملاذا مل توجهها ‏رصاحة<br />

اإىل فاطرها وفارضها اهلل عز وجل؟ واإمنا اأسندتها للعشق الذي جاء مبهماً‏ مثلها،‏ فهل<br />

قصدت التعمية والتنكري قصداً؟ واأرادت من خاللهما انفتاح العشق االإنساين على العشق<br />

االإلهي ومتاهيهما،‏ واالرتقاء باملعشوق اإىل منزلة االإله الذي حتق له الصالة؟<br />

هذا ما ‏سنذهب اإليه وما ‏سنالحظه،‏ وبخاصة اأنها افتتحت اأول ‏سورة من ‏سور هذا<br />

العشق ب ‏)الفاحتة(‏ كفاحتة الكتاب الكرمي،‏ واأقامت ‏صالتها لالأنثى املليكة،‏ ورتّلت فيها<br />

اآيات من العشق مل تنزّل يف كتب التنزيل من قبل،‏ تقول:‏<br />

جتليات املضمون:‏<br />

‏»اأقم السلة<br />

وللمليكة قمْ‏ فرتّل<br />

بعض ما يف الروح من اآيات<br />

)23(<br />

عسق مل تنزّل«‏<br />

اأثرت النزعة الصوفية يف مضامني ‏شعر رمي ومعانيه تاأثرياً‏ كبرياً،‏ وجتاوزت يف<br />

حضورها وجتلّيها حدود التناص مع اأفكار الصوفية واإشاراتها،‏ وانعكست يف بناء القصيدة<br />

وتركيبها وتصويرها،‏ وحولتها اإىل قصيدة روؤيا ‏صوفية،‏ حتلّق الروح فيها يف عوامل جديدة،‏<br />

ويتخلّص اجلسد من ماديته،‏ وتاأتلف االأشياء املتباعدة وتتحد لتعرب عن وحدة الوجود.‏<br />

219


جتليات اخلطاب الصوفي في شعر رمي حرب<br />

د.‏ إحسان الديك<br />

والأن اخلطاب الصويف علواين،‏ موجّ‏ ه اإىل خاصة اخلاصة،‏ والأن للشاعرة ‏صوفية<br />

خاصة،‏ لذا ال نراها تتخذ من الشخصيات الصوفية مناذج برشية يف ‏شعرها كما فعل<br />

‏صالح عبد الصبور،‏ ومل تلجاأ اإىل بعض تعبرياتهم لتقدم بها قصائدها،‏ اأو تضعها عناوين<br />

لها اأو لديوانها،‏ مثلما فعل اأدونيس يف ‏)مفرد بصيغة اجلمع(‏ ، ومل ترصّح مبارشة بنزعتها،‏<br />

فتستخدم لفظة الصويف اأو الصوفية اإال يف موضعني وردا يف ديوانها،‏ االأول يف قولها:‏<br />

‏»األوذ بالسكني من تفاحة الصويف«‏ )24( ، وقولها:‏ ‏»مثل ‏صويف خرايف اأدور/‏ مابني ‏صعق<br />

‏صبابتي واإقامتي«‏ )25( ، ومل تلتزم بالتقاليد الصوفية املوروثة كالرموز املستهلكة التي<br />

يف دواوين كثري من الشعراء،‏ واإمنا اأصبحت يف جتلّياتها ومرقباتها العرفانية مطلقاً‏<br />

جليالً‏ متسامياً،‏ وصار ‏شعرها من خالل ‏شفافيته وشدة كثافته،‏ واحتفاله باالإيحاء،‏<br />

واإشباعه بامليتافيزيقيا يتماثل مع ‏شعر الرمزيني،‏ وغدت قصيدتها ‏»ليست ‏شيئاً‏ مسطّ‏ حاً‏<br />

تراه وتلمسه وحتيط به دفعة واحدة،‏ اإنها عامل ذو اأبعاد،‏ عامل متموج،‏ متداخل،‏ كثيف<br />

بشفافية،‏ عميق بتالألوؤ،‏ تعيش فيها،‏ وتعجز عن القبض عليها،‏ تقودك يف ‏سدمي من املشاعر<br />

واالأحاسيس،‏ ‏سدمي يستقل بنظامه اخلاص،‏ تغمرك،‏ وحني تهم اأن حتضنها تفلت من بني<br />

ذراعيك كاملوج«‏ )26( .<br />

العشق اإلهلي:‏<br />

يرى الصوفيون استناداً‏ اإىل مبداأ الفعل واالنفعال اأن الكون كله يف وضع تعشّ‏ ق،‏ وتوالج<br />

تباديل،‏ واأن تاأمل طبيعته الكلية ينبغي اأن يكون يف املراأة/‏ حواء،‏ بوصفها خالقاً‏ وخملوقاً‏<br />

يف اآن،‏ فهي املوجود االأسمى الذي يحقق اأكمل ‏صور التجلي االإلهي االأعلى )27( ، فاتخذوا<br />

من جماله احلسي مرقباً‏ ملعرفة اجلمال العايل املطلق،‏ ومن حبها جتسيداً‏ للحب االإلهي<br />

املشبوب،‏ فوحّ‏ دوا بني السماوي واالأرضي،‏ وبني االإلهي واالإنساين،‏ وربطوا بني احلسي<br />

والروحي،‏ وحتدثوا عن فناء املحب يف املحبوب،‏ واحتاده به،‏ وعن النشوة،‏ والصحوة،‏<br />

والسكر،‏ والغياب واحلضور،‏ والوحشة واالأنس.‏<br />

واإذا كانت الصوفية العربية توظف الرمز االأنثوي باإحالة اإىل الذات االإلهية،‏ فاإن رمي<br />

حرب توظفه باإحالة اإىل امراأة برشية،‏ لكنها متجاوزة يف كل اأمالكها اجلمالية حدود املراأة<br />

العادية )28( ، فرتفعها من عاملها االأرضي اإىل العامل االأثريي،‏ وتعيدها اإىل ‏سريتها االأوىل<br />

اإلهة للعشق واجلمال والسحر واالإغواء،‏ فتتقمص عشتار ‏»بكل ‏شموسها وعبوسها،‏ بنعيمها<br />

وجحيمها،‏ بظبائها وذئابها بطهورها وفجورها«‏ )29( ، وتلبّسها الزهرة / العزى لتكون<br />

‏»على طريق اهلل فجراً«‏ )30( وجتعل االإله ينجبها ‏»عشية الطوفان من اأنثى الظليم«‏ )31( ، ‏»يلتف<br />

220


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

نعناع االألوهة حول دائرتها«‏ )32( ، تهودجها الرثيا حول فخذيها،‏ وتدحرجها يف خمادعها<br />

الزهية،‏ وَتشِ‏ مُ‏ بالورد جبينها وفوؤادها )33( ، وتهندها ‏شمس الشمال )34( ، وتتقلب على جمامر<br />

االإصباح نشوة )35( .<br />

وجتمع رمي لهذه االأنثى حشداً‏ من االإشارات والصفات االأسطورية والدينية والتاريخية<br />

التي كان يخلعها االإنسان على اآلهته فتخلعها عليها:‏<br />

)36(<br />

‏»فلغري كعبتها رحالً‏ ل نسد«‏<br />

)37(<br />

‏»كم من رياك من عسل وتسنيم ‏سقانا«‏<br />

)38(<br />

‏»كم من قلوحك يخلق الفردوس فينا واجلحيم«‏<br />

واإخال اأن الشاعرة باستحضارها هذه الصورة املدوية لالأنثى،‏ اإمنا توؤسطر ذاتها،‏ فما<br />

دامت هي احلورية التي جتلّى فيها جمال اخلالق،‏ ويتيه الرجال يف جمالها،‏ فلماذا ال تصنع<br />

بنفسها ولنفسها رموز قداستها،‏ وتبتكر لها عاملاً‏ وجدانياً‏ من حدسها وجتلّياتها،‏ وترتقي<br />

اإىل فضاءات النور والسمو،‏ فتتعاىل على الناسوت وتتصل بالالهوت لتظل تخطف االأبصار<br />

بجالل جمالها ورهبة كالمها،‏ تقول:‏<br />

‏»هذا حماق الروح يلبسني<br />

ونوء كواكبي العذراء يطعنني<br />

بخارشتي<br />

يجرجرين من الكَيْوان<br />

)39(<br />

حتى املسرتي«‏<br />

‏»هذي عروس الكون<br />

‏ساق على رحابته<br />

بفتنتها الفساء<br />

فيها املمالك واحلدائق ‏رشّعت<br />

)40(<br />

اأبوابها«‏<br />

التوق اجلامح اإىل التسامي،‏ والوصول اإىل االإلهي جعل العروج هاجس روح الشاعرة<br />

وداالً‏ من دوال خطابها،‏ اأفردت له قصيدة من قصائدها ‏)معاريج(‏ ، ولهجت به كثرياً‏ يف<br />

مثل قولها:‏<br />

‏»هذا فوؤادي زورق ثمل<br />

ومنطلق بكل وروده وصبابتي<br />

)41(<br />

نحو السماء«‏<br />

221


جتليات اخلطاب الصوفي في شعر رمي حرب<br />

د.‏ إحسان الديك<br />

وتتحدث عن املجرة يف قصيدة معابر فتقول:‏<br />

يف الليل ترفع كوكب الدراق<br />

يل مرشى ومعراجاً‏ اإليها<br />

ما زال منتصباً‏ على اأبراجها<br />

قناسة وعساكر<br />

يرتسدون ميامها وحمامها<br />

وقوافل الأرواح عارجة اإليها<br />

والسماء تظل مسيدة<br />

)42(<br />

ورشباً‏ من رجوم«‏<br />

ويف خضم بحث هذه احلواء عن اآدمها،‏ وحنينها اإىل كلِّها،‏ لتكتمل وحدة الوجود<br />

باحتادهما ويتحقق توالج الكون احلسي،‏ واحتاد االأرضي ‏)املادي(‏ بالعلوي ‏)الروحي(‏ ،<br />

تتوجه اإىل الذكر االإله،‏ اأو االإله الذكر متعيناً‏ يف االإله الكنعايل ‏)اإيل(‏ املتحد برمزه االأيّل/‏<br />

الوعل رمز اخلصوبة والشبق والفحولة:‏<br />

‏»يا اإيل<br />

يا من يف خباء الزيزفون<br />

مع الأوائل من رموزك<br />

والوعول معسكراً‏<br />

باحلور عني وامللئك<br />

)34(<br />

والنجوم موؤطرا«‏<br />

اأو يف ‏)لوياثان(‏ الرمز الذكري التوراتي:‏<br />

‏»ما زال لوياثان مستوياً‏ على عرش<br />

الأساطري املرابط يف الزمان<br />

وفي املكان<br />

ورافساً‏ ما ليس مرقوقا<br />

)44(<br />

على األواح اإيل«‏<br />

اأو يف االإله القمر االآتي من املريخ:‏<br />

‏»قمر من املريخ<br />

نازلني مبيدان الوغى ‏صبحاً‏<br />

وعند الليل اأعطاين اأعنته وبريقه<br />

)45(<br />

وقاسمني فراشي والرغيف«‏<br />

222


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

اأو يف الرب نفسه:‏<br />

‏»الرب يف الربجيس منترش بعسكره<br />

)46(<br />

ويروي عن مهاة اخللد«‏<br />

اأو يف ‏شبيه اهلل:‏<br />

‏»فوجلت ميم الرمز<br />

ابحث عن ‏سبيه اهلل<br />

)47(<br />

يف اآس الذرى والزعفران«‏<br />

متوسلة اإىل هذا الذكر اأن يكون على قدر توهجها،‏ وتوقدها،‏ واشتعال نار عشقها،‏<br />

تقول:‏<br />

وتقول:‏<br />

واأنا العليل<br />

اأموت فيك تصبّباً‏ وتشبّباً‏<br />

واأقول زدين فيك من خمر<br />

التسوّق واملنايا<br />

والعسق يسهدين ويربيني<br />

ويجريني جداول قهوة ‏صهباء<br />

)48(<br />

‏رشفا اأو جدائل زجنبيل«‏<br />

‏»خذين على جرس اجلواريّ‏ الكنّس<br />

اأو ‏سعقة اأو ‏سحوة<br />

ومرشّجاً‏ بدمي<br />

وسهوة نرجسي<br />

فاملأ دنانك من دمي<br />

خمراً‏ مسعسعة تشي<br />

)49(<br />

مبذابح الغزلن يف وادي العقيق«‏<br />

223


جتليات اخلطاب الصوفي في شعر رمي حرب<br />

د.‏ إحسان الديك<br />

وتتوجه اإليه يف غزلها املحموم بعبارات حسيّة تقطر اأنوثة وشهوانية،‏ تذكرنا<br />

باأناشيد احلب االإلهي التي كانت تناجي بها ‏)اإنانا(‏ حبيبها متوز،‏ اأو مبا ورد يف نشيد<br />

االإنشاد يف التوراة،‏ وما يف طقوس الزواج االإلهي املقدس يف الرتاث االأسطوري العاملي يف<br />

مثل قولها:‏<br />

وقولها:‏<br />

‏»اأترى لنهديْه وقد نفرا ‏سباعاً‏ اأو ‏ضباعاً‏<br />

دومنا ‏رشجٍ‏ ول درع<br />

ليفرتسا الرباري والعباد<br />

ويقال اإنهما قد امتلكا الأعنة ذات اأزمنة<br />

وقد رفعا قبابهما على ذات العماد<br />

وقيل جابا السخر بالوادي<br />

وثامود استغاثت من<br />

)50(<br />

فسادهما وذو الأوتاد«‏<br />

‏»هذا اأسافٌ‏ وحده املجرور<br />

يف الوادي بساقي نائلة<br />

اأبداً‏ كما جر الرباب بذيله<br />

)51(<br />

بدر السما«‏<br />

وكما انشطرت ذات رمي اإىل اأرض وسماء،‏ انشطر حبها املحموم،‏ وانقسم ما بني عشق<br />

للذكر/‏ االإله/‏ السماء،‏ وعشق لالأم/‏ لالإلهة/‏ االأرض،‏ الذي هو ‏رسّ‏ اآخر من اأرسار ‏صوفية<br />

الشاعرة،‏ حني تخطت يف عشقها هذا الشعور الوطني باعتبارها مصلوبة مسلوبة،‏ اإىل<br />

الشعور االإنساين بالعودة اإىل الرحم الذي خرجت منه واإليه حتن،‏ فبدت الشاعرة قدّيسة<br />

تقدم لالأرض ‏–التي تتجلى لها يف كل االأوقات-‏ كل طقوس العشق واحلب االإلهيني،‏ تقول:‏<br />

‏»عرشاً‏ اأجيئك<br />

واسعاً‏ حجبي واأقنعتي<br />

بكامل عزتي وجليل<br />

مثقلً‏ بلهيبك القدريّ‏<br />

مرتهناً‏ لعسب طفولتي<br />

)52(<br />

وسبابتي«‏<br />

224


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

وتقول:‏<br />

‏»ليلً‏ اأجيئك<br />

روؤية،‏ حلماً،‏ مكاشفة وبوحا...‏<br />

اإذا ‏صلّيت قد ميمت وجهي ‏شطر قبلتها<br />

)53(<br />

واألقيت السلم«‏<br />

وتعربّ‏ عن رغبتها يف االحتاد بها والعودة اإىل اأحشائها:‏<br />

‏»فاأحيلني ‏رشاً‏ اإىل اأحسائها الأوىل<br />

بكامل غريتي،‏ تريف،‏ جنوين،‏ ثورتي<br />

عسلي ومر توتري<br />

مسرتجعاً‏ فيها طواحيني،‏ قراي،‏ موارسي<br />

جبلي وحمراثي وفاأسي<br />

)54(<br />

هازماً‏ فيها املنايف والردى«‏<br />

‏»كم مرة اأيقظت يفّ‏ وجودي املفقود عن بعدٍ!‏<br />

وكم معاً‏ امتزجنا فكرة،‏ لغة واأغنية!‏<br />

)55(<br />

وكم كنا على رغم الطبيعة،‏ والقبائل نلتقي!«‏<br />

ومثلما ‏صورت الشاعرة رغبة االأرضي يف العروج اإىل السماوي،‏ وعربّ‏ ت عن االحتاد<br />

بينهما،‏ ‏صورت كذلك هبوط السماوي اإىل االأرضي الكتمال وحدة الوجود،‏ ويف اإطار هذه<br />

العالقة ترتفع باالإنساين اإىل االإلهي،‏ ثم تعيده بهالته واألوهيته ليندمج باالأرض ويتحد<br />

معها،‏ فتتخذ من الفدائي/‏ الشهيد،‏ ومن رمزه الوعل ‏صورة لالإله الفادي املخلص الذي<br />

ينزل من عليائه،‏ ليطهّر االأرض ويغسلها من لوثتها،‏ تقول يف وصف الطفل الفلسطيني:‏<br />

‏»سبحان من فينا تدىل<br />

قاب مقلعني اأو اأدنى من الأقصى<br />

وجهراً‏ قد جتلى<br />

باكتمال رائع فذّ‏ لأطفال القرى<br />

فاأساء ومس الكشف اآيتنا<br />

تداعي يا ‏سموات الوجا<br />

اأذنت لعاسقها وحقّت<br />

بعدما طال التمنّع<br />

225


جتليات اخلطاب الصوفي في شعر رمي حرب<br />

د.‏ إحسان الديك<br />

بعدما استرشى النوى<br />

فاأغاث فَيْس املنح بلدتنا<br />

واأزهر ورد من عرجوا اإىل فردوسهم<br />

)56(<br />

فوق الرشاط املستقيم«‏<br />

وتصف عشق ناجي العلي للمراأة/‏ االأرض،‏ وفناءه فيها ذوباً‏ وشهادة يف قصيدة<br />

‏)فلسطينية(‏ فتقول:‏<br />

‏»ويذوب يف اأجزائها<br />

جسدان ينجبلن باحلرب املثور<br />

واملغري<br />

بالطبيعة واحلياة<br />

ويسعدان الهاجس الكوين<br />

يشتجران بالأحياء والأشياء<br />

)57(<br />

ها يتشكلن روؤى وحلماً«‏<br />

وكما ينزل السماوي اإىل االأرضي،‏ تنزع االأرض/‏ االأنثى اإىل السماء/‏ الذكر،‏ ليتزاوج<br />

الكون ويلتحم الوجود:‏<br />

اخللوة واملناجاة:‏<br />

‏»والأرس ‏سافرة<br />

وبالتسبيح والتكبري<br />

والرتتيل والتهليل ‏سادرة<br />

وعارجة بزينتها وزخرفها<br />

)58(<br />

وشهوتها املجيدة للسماء«‏<br />

للخلوة اأثر كبري يف حياة االإنسان الروحية،‏ اإذ تنشغل بها النفس عن احلواس،‏ ويصفو<br />

الباطن،‏ وتزداد املجاهدة،‏ والرياضة الروحية،‏ وعلى اأجنحتها حتلق الروح يف ملكوت الكون،‏<br />

وتسبح النفس يف عامل الغيب،‏ فتتحقق املشاهدة واملعرفة،‏ ويتم االتصال باملحبوب،‏ وال<br />

يشرتط يف اخللوة اأن تكون يف مكان خمصص،‏ واإمنا املقصود بها االنقطاع عن الناس،‏<br />

226


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

ومفارقتهم،‏ فقد تكون يف دير اأو دار،‏ اأو يف مغارة اأو غار،‏ فوق مرقبة جبل اأو ‏رشف من<br />

االأرض،‏ لكن رمي اتخذت من الغار رمزاً‏ لهذه اخللوة،‏ ومن غار حراء ‏شفرة تتواصل بها مع<br />

خلوة الرسول ‏صلى اهلل عليه وسلم يف هذا الغار وانقطاعه يف انتظار نزول الوحي،‏ وكاأنها<br />

تنقطع لتلقي فتوحها،‏ تقول:‏<br />

‏»واأنا بغار حراء منقطع اإليه<br />

وهياكل الأنوار تدعوين<br />

لسبت الأنس والريحان<br />

)59(<br />

والراح املجلّي«‏<br />

وتقول يف قصيدة ‏)االأهلّة(‏ التي فيها تلبّستها الزهرة/‏ العزى،‏ حيث ذهبت اإىل معبدها<br />

‏شتاء،‏ وقدمت لها قربانها )60( :<br />

‏»فنحرت اأضحيتي لها فجراً‏<br />

لتكرع من دمي الكاأس الدهاق<br />

اأستو بها والكون غار<br />

)61(<br />

حراء من حويل«‏<br />

وكما كان غار حراء وسيلة للوصول اإىل االإلهي،‏ كذلك كانت قرية الشاعرة ‏)عراق<br />

‏سويدان(‏ وسيلة للوصول اإىل االإلهة/‏ االأرض لتتجلّى لها فيها بقبابها وقصورها<br />

وغزالنها:‏<br />

‏»في الليل<br />

اأرشج حوت ذي القرنني<br />

اأدفن ‏سعلتي ومتائمي<br />

يف ‏سدره الغايف<br />

فيمسي يف الدجى ‏رسبا<br />

)62(<br />

واأعود مشدوهاً‏ اإىل غار العراق«‏<br />

والغار/‏ اخللوة طريق الشاعرة للمشاهدة والكشف والروؤيا:‏<br />

‏»الغار يقفز بي<br />

اإىل جبل من املرجان والأنواء<br />

)63(<br />

ينجاب احلجاب عن السماء«‏<br />

227


جتليات اخلطاب الصوفي في شعر رمي حرب<br />

د.‏ إحسان الديك<br />

ويف اخللوة متتطي رمي ‏صهوة احللم،‏ وتركب بساط اخلرض،‏ وتسافر ‏سفر املريد اإىل<br />

حيث تريد:‏<br />

‏»يف الليل يجرفني هياج الروح<br />

يحرقني التلظي باجلوى<br />

)64(<br />

فاأشد مهر اخلرض مقتفياً‏ كواكبها«‏<br />

وفيها تتلو علينا اآيات بينات من اأدب املناجاة،‏ وتنشدنا اأناشيد اأشبه ما تكون<br />

بالرتاتيل القدمية القادمة من مغارات التاريخ،‏ املشحونة بالعاطفة املشبوبة،‏ املشفوعة<br />

بالتوسل والترضّع،‏ فتناجي اهلل عز وجل،‏ كما تناجي الشمس ‏ست احلسن،‏ وعشتار ‏سلطانة<br />

االأنواء،‏ واإيل اإله السماء،‏ وامللك املكلل بالغمام،‏ وصاحب اجلمال،‏ وتتوجه بالنداء اإىل زمان<br />

الوصل،‏ ومفارقته يف االأندلس واأوسلو،‏ واإىل الوعل والقمر،‏ ومن اأدوات التوكيد والتحقيق<br />

مثل:‏ قدر،‏ واأن،‏ والالم،‏ ومن الرتجيع والتكرير،‏ لتوؤكد خضوعها وانقيادها وذلولها.‏<br />

الرؤيا والتجلي:‏<br />

بروؤيا الصويف وحسّ‏ الفنان،‏ تنطلق رمي من غار خلوتها،‏ ومغارات نفسها اإىل عامل<br />

السماء،‏ عامل النور والكواكب والضياء،‏ حيث تتخلص من اأدران البدن،‏ واآثام الواقع،‏ وتخرج<br />

عن اإطار الزمان واملكان،‏ وهناك تتجلّى لها االأشياء وتنكشف،‏ وهناك حتلم وتتخيل،‏<br />

تستبطن وتتاأمل،‏ تنفذ اإىل املاوراء وتتبرص،‏ فيستبني لها ما يسترت،‏ وترى ماال يُرى.‏<br />

ومما يدلل على اأصالة الشاعرة اأن روؤاها نابعة من روؤيتها،‏ ذلك اأنه وكما تقول:‏<br />

‏»ليس للقلب املعلق مهرة<br />

)65(<br />

ليس للروؤيا رداء خمملي«‏<br />

اإذ ليس للرائي لباس جاهز يلبسه متى وكيفما اأراد،‏ وروؤية الشاعرة مرتبطة بخلوتها<br />

وتخيلها،‏ فحينما عادت يف الليل اإىل غار العراق مطوّفة مقرصة،‏ هناك راأت ما راأت<br />

فقالت:‏<br />

‏»فاأرى ‏رشادق جدي الأزيل<br />

فوق الغيم حممولً‏ على<br />

)66(<br />

قرنني فضيني للثور املقدس والرثيا«‏<br />

وحينما ‏صعدت اإىل اجلبل راأت النجوم والطيور ترف من حولها،‏ والبدر واالأفالك تطوّقها،‏<br />

وملا لفَّها ثوب الصعق،‏ راأت اجلبّار قد جتلّى لها على عرش من الياقوت والبلور )67( .<br />

228


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

اأرى اأن روؤى رمي يف ديوانها االأول هي روؤى الشاعر املتصوف،‏ مرتبطة بواقعية املشهد<br />

الفلسطيني،‏ مرتدة عليه،‏ جملِّية له،‏ لكنها يف ديوانها الثاين الذي جتاوزت فيه حدّ‏ التجريب<br />

هي روؤى الصويف الشاعر بكل ما فيها من كشف واإرشاق،‏ ومشاهدة وتبرشّ‏ ، ففي قصائدها<br />

الوطنية وبخاصة ‏)فلسطينية(‏ نراها توؤكد هذه الروؤيا بالزمة ‏»اأرى ما ال يُرى«‏ التي تفتتح<br />

بها مقاطعها االأحد عرش عدا االأول منها،‏ فضالً‏ عن تكرار هذه الالزمة اأو بعضها يف ثنايا<br />

املقاطع وبقية القصائد.‏<br />

روؤى رمي وجتلّياتها مرتبطة باحللم الفلسطيني يف مواصلة النضال والثورة واملقاومة<br />

حتى التحرير والعودة،‏ مرتبطة بحامل هذا احللم،‏ الطفل الفلسطيني الذي:‏<br />

وبفعله الرائع:‏<br />

‏»توساأ باحلجر<br />

وجتلّى للخلئق<br />

)68(<br />

كاإله من ‏سعر«‏<br />

)69(<br />

‏»اأي فعل رائع فينا جتلّى«‏<br />

ويف اأدواته السجادة<br />

)70(<br />

والكوفية واحلجر واملقلع<br />

ويف جتلّي احللم نفسه الذي تخبئ فيه روؤاها بقربه وبُعده،‏ ومدّه وجزره:‏<br />

‏»اأو كلما جاريته عدوا جتلى<br />

‏سادراً‏ يف غيّه الوثني<br />

)71(<br />

منتحراً‏ باأطرايف فراشات وجنماً«‏<br />

ويف جتلّي جوهر احللم وجوهرته االأرض ‏»ومن لسواي ذا جهر يدحّ‏ يها يجلّيها«‏ )72( ،<br />

ويف جتلّي ‏شمس احلرية على االأقصى )73( ، والقمر على ‏صربا )74( ، وجتلّي اهلل يف كفّي املراأة<br />

الفلسطينية املعجزتني )75( وجتلّي املراأة يف عشتار )76( .<br />

ونالحظ اأن فعل الروؤيا ‏)اأرى(‏ ظل مسنداً‏ يف الديوان االأول اإىل ‏ضمري املتكلم،‏ اإىل<br />

الشاعرة الفاعلة لتوؤكد مقولتها اأن ما تراه غري ما يراه االآخرون،‏ وباأنها مرشوع نبيّ‏ اأو بقية<br />

جنيّ‏ . بينما اختفى هذا الفعل واسناده يف الديوان الثاين،‏ وصارت الشاعرة رائية ومرئية يف<br />

اآن،‏ ويف احلالني بقيت روؤاها حارضة،‏ مشتبكة بالضوء والنور،‏ باحللم والتحرير.‏<br />

229


جتليات اخلطاب الصوفي في شعر رمي حرب<br />

د.‏ إحسان الديك<br />

رموز احلروف:‏<br />

اأرشبت الصوفية حروف العربية اإشارات ورموزاً‏ ودالالت،‏ ‏صبغت بصبغتهم العرفانية،‏<br />

فتصوروها امماً‏ واأجناساً،‏ واأعياناً‏ ومراتب،‏ وبنوا عليها تصورات كوزومولوجية،‏ واأخرى<br />

باطنية،‏ ووظفوها يف اأشعارهم ‏»واإننا جند ونحن بصدد هذا اللون من الشعر يف فراغ خيايل<br />

وعاطفي،‏ فالتجريد امليتافيزيقي والتصورات االأثولوجية يف طابعها العرفاين تغلب على<br />

ما ينبغي اأن يتشبث به الشعر من عاطفة وخيال«‏ )77( .<br />

وسرياً‏ على نهج الصوفيني )78( ، تتكئ رمي حرب على هذه احلروف،‏ وتوظّ‏ فها يف<br />

‏سياقات عامرة باأرسار الروح ومكنوناتها،‏ وبدالالت باطنية مشفّرة،‏ ومعان اآبدة،‏ تستغلق<br />

على القارئ املثقف،‏ ويصعب عليه االإمساك باأطرافها،‏ تقول يف قصيدة ‏)جتلّيات(:‏<br />

كيف الوسول اإليك يا اهلل<br />

هل بالسني والألف املشعشعتني<br />

اأفتتح املعارج والربوج<br />

اأم اأعتلي الطاسني والياسني<br />

)79(<br />

مشفوعاً‏ مبرج الربزخني«‏<br />

‏صحيح اأننا نشعر بانبجاس معنى املناجاة الدينية من هذه احلروف،‏ لكننا نحتار يف<br />

حتديد دالالتها احلدّية التي ال تستسلم للمعنى املبارش،‏ وقد ترمز االألف اإىل اأحدية اهلل عز<br />

وجل،‏ لكن ما داللة حرف السني؟ وما ‏رسّ‏ تكراره يف الطاسني والياسني؟ اأالأنه من حروف<br />

اأسماء االأنبياء عليهم السالم مثل:‏ موسى،‏ وعيسى،‏ واليسع،‏ وياسني؟ وماذا تقصد بالطاسني<br />

والياسني؟ هل تشري اإىل طه الرسول ‏صلى اهلل عليه وسلم ، وياسني النبي عليه السالم؟ اأم<br />

تستحرض طواسني احلالج املشهورة؟<br />

وقد توظف بعض احلروف يف ‏سياق غري ‏سياق املناجاة،‏ كحرف امليم الذي اأسندته<br />

‏رصاحة اإىل الرمز يف قولها:‏<br />

‏»ما بني عِ‏ بْدِس والعراق<br />

تربّجت يل ‏سدرة الزقوم ثانية<br />

واأغوتني بفضة عارضيها باللما<br />

فوجلت ميم الرمز<br />

اأبحث عن ‏سبيه اهلل<br />

)80(<br />

يف اآس الذُرى والزعفران«‏<br />

230


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

فما طبيعة حرف امليم هذا الذي وجلت فيه الشاعرة؟ هل هو املوت اأم املجهول اأم<br />

املكان الفلسطيني؟ حيث كلها تبداأ بحرف امليم،‏ قد يكون ذلك وبخاصة اأن الشاعرة تشري<br />

اإىل فلسطني من خالل القريتني عِ‏ بدس والعراق،‏ ومن خالل ‏سدرة الزقوم التي تتحول اإىل<br />

‏سدرة املنتهى يف اآخر القصدة.‏ يبقى املعنى كما يقولون يف بطن الشاعرة،‏ وتبقى داللة<br />

احلروف عند رمي كوناً‏ جمهوالً‏ وكتاباً‏ مفتوحاً.‏<br />

جتليات اخلطاب يف األسلوب:‏<br />

يتجلى اخلطاب الصويف فنياً‏ يف ‏شعر رمي حرب يف اجلوانب االآتية:‏<br />

. أاللغة:‏<br />

يصل التجلّي يف اللغة اإىل اأعلى درجات وهجه،‏ وقمة تاألقه،‏ حني تتشاكل الشاعرة مع<br />

الصوفيني يف التعبري عن اإدراك االأشياء،‏ واالإحساس بها اعتماداً‏ على الدواخل الوجدانية،‏<br />

واحلقائق الباطنية،‏ وحني تعتمد التجريد واالإيحاء،‏ فتتجاوز لغة الوصف واالإخبار،‏ اإىل لغة<br />

الكشف واالستبطان،‏ وحني تلجاأ اإىل اإعادة التشفري اللغوي،‏ بنزع دالالت الكلمات احلسية،‏<br />

واإدراجها يف ‏سياقات واأنساق جديدة غارقة يف الرسيّة،‏ موغلة يف اخلفاء.‏<br />

تتجاوز االألفاظ يف لغتها حدودها الوضعية،‏ ودالالتها الشائعة،‏ لتصبح مفاتيح<br />

الأشياء يف اأعماق روحها،‏ وتكتسب ‏صفة الكائن احلي الذي يخرتق الواقع واجلاهز،‏ ليصل<br />

اإىل عامل احللم املعلّق بزمن غائم،‏ مشحوناً‏ باملوروث بكل ما فيه من بدئي،‏ اأسطوري،‏<br />

ديني،‏ ‏سحري،‏ تاريخي،‏ حتى كاأننا نراه يتنفس من خاليا هذا الرتاث احلميم.‏<br />

يف ‏شعر رمي فيض عارم من قبس القراآن الكرمي،‏ تستدعي األفاظه،‏ وتراكيبه،‏ ومعانيه،‏<br />

وقصصه،‏ واأسماء ‏سوره،‏ وتطوّعها الإغناء جتربتها والصعود بها اإىل ذروة تساميها الروحي،‏<br />

فرناها تسرتفد اأسماء السور واالآيات،‏ كالفاحتة واملعوّذتني واالإرساء واالأعراف والكرسي )81( ،<br />

وكذلك اأسماء عدد من الشخصيات القراآنية مثل ياأجوج وماأجوج وذي القرنني واأبي لهب<br />

واأهل الرقيم،‏ وتكرث من استخدام األفاظه الكرمية كرثة الفتة للنظر،‏ وتلبسّ‏ ها دالالت جديدة،‏<br />

توظّ‏ فها للتعبري عن روؤيتها الوجودية.‏ فحني اأرادت تصوير جوعها وعريها جراء ابتعادها<br />

عن اأمها فلسطني،‏ قالت:‏<br />

‏»ول يقطينة يف الأرس تلبسني<br />

)82(<br />

ول ثدي اأهز به اإيلّ‏ فيسقط الرطب«‏<br />

231


جتليات اخلطاب الصوفي في شعر رمي حرب<br />

د.‏ إحسان الديك<br />

وحني اأرادت وصف هرولة امللوك والروؤساء العرب وتهافتهم على العدو الصهيوين/‏<br />

العجل السامري الذي غدا اإلها واإماماً‏ وخليفة للمسلمني،‏ قالت:‏<br />

‏»سدّ‏ امللوك رحالهم حجاً‏<br />

اإليه طائفني مقرشين<br />

ودالقني رغاث ‏شهوتهم<br />

على ‏رشر مذهبة<br />

واأفخاذ مزلزلة<br />

عراة اأو ببزّاتٍ‏ مقصبة<br />

ويسعى حولهم غلمانهم<br />

وقيانهم اأبداً‏ كاأنهم رفوف<br />

من فراشات اإىل الآفاق عارجة<br />

ورافعة ملولها فروض ولئها قرساً‏<br />

)83(<br />

وكاأس الزجنبيل«‏<br />

وتقول يف وصف حظيّات عشتار:‏<br />

‏»فيما اأمازوناتها الأبكار<br />

فوق العاديات املوريات<br />

يضبحن،‏ وقدحهن مدججات<br />

)84(<br />

يف الليل جوف النخل«‏<br />

ويف ‏صورة املراأة املفارقة لصورة امراأة نوح وامراأة اأبي لهب تقول:‏<br />

واأجرّها من جيدها املسديّ‏ للطوفان<br />

علّ‏ يديْ‏ اأبي لهب<br />

)85(<br />

مفارقتان اأزمنتي«‏<br />

ويف ‏شعر رمي تعبريات دهرية،‏ بدئية،‏ ‏سحرية،‏ مليئة باألفاظ التعاويذ والطالسم<br />

والرقى،‏ فاالأرض:‏ اأنثى السماء،‏ واأنثى احللم،‏ واأنثى الوعل،‏ واللحن جموسي،‏ وكل ‏شيء من<br />

حولها خرايف:‏ القمر،‏ والعرس،‏ واحللم،‏ والطلق،‏ واملزن،‏ والوحش،‏ والزمان يتحول من زمان<br />

وصل اإىل زمان رمل،‏ ومن زمان اأندلس اإىل زمان اأوسلو.‏<br />

ولغة رمي كلغة الصوفيني مكثفة،‏ غامضة،‏ تتعذر ترجمتها،‏ الأنها توحي اأكرث مما تعني،‏<br />

وتشري اأكرث مما تقول،‏ وكاأنها ال تريد القول،‏ الأنها جتد نفسها يف مواجهة ما ال نستطيع<br />

قوله،‏ فتكتفي مبالمسة املشاعر،‏ ذلك اأنه.‏ ‏»عندما تتسع الروؤيا تضيق العبارة«.‏<br />

232


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

وقد كررت استخدام عدد من الرموز،‏ واأعادت ترجيعها يف ‏سياقات خمتلفة،‏ اكتسب كل<br />

رمز منها طاقته التعبريية،‏ وداللته الرمزية من خالل موقعه،‏ والرتكيب الذي تضمّنه،‏ فمن<br />

رموزها املحورية التي تكرر استخدامها،‏ الوعل الذي كان يرد باسمه االآخر ‏)االأيّل(‏ ، وهو<br />

من احليوانات االأولية التي كان لها حضور يف حياة االإنسان القدمي ودينه وفكره،‏ فورد<br />

رمزاً‏ لالألوهة والذكورة،‏ وللطفل الفلسطيني،‏ والثائر،‏ واملقاوم،‏ والقائد ‏)اأبي عمار )86( ، ودلّت<br />

به ومن خالله على كنعانية فلسطني )87( .<br />

ومن هذه الرموز الغزالة التي رمزت بها اإىل االأنوثة املطلقة مقابل الوعل رمز الذكورة،‏<br />

فجاءت رمزاً‏ للذات االإلهية،‏ واحلقيقة،‏ والشمس،‏ واملراأة بعامة والشاعرة بخاصة،‏ واالأرض<br />

وفلسطني والثورة )88( .<br />

ومنها احلمامة التي رمزت بها اإىل السالم،‏ واالأنثى املعشوقة،‏ والروح،‏ وعشتار )89( ،<br />

وهناك رموز اأخرى كثرية استخدمتها الشاعرة بدالالت متنوعة واأخرى حمدودة،‏ منها:‏<br />

العصافري والفراشة والذئبة،‏ والثدي،‏ والربق،‏ والرعد،‏ والعنقاء.‏ وما يلفت النظر يف الرمز<br />

عند رمي هذا الكم الهائل من اأسماء الكواكب والربوج التي وظفتها بدالالت عديدة تنم<br />

عن معرفتها الدقيقة بها وكاأنها من علماء الفلك اأو كاأنها كائن فضائي يسبح ما بني<br />

النجوم )90( .<br />

كما اأنها جتاوزت طريقة الصوفيني يف الرمز اإىل ما يعرف بالرتميز االأليغوري،‏ حني<br />

تاأخذ الرمز االأسطوري،‏ وتبنى عليه اأسطورتها اخلاصة بها،‏ التي تستمد اأصولها وعنارصها<br />

من الواقع املعيش،‏ ثم ترفعها اإىل مرتبة طقسية ‏سامية فتجعلها ‏»اأسطورة مستقلة لها<br />

مالحمها الغرائبية والفنتازية«‏ )91( ، فحينما اأرادت تصوير املراأة املعارصة التي يشد لها<br />

الرجال الرحال،‏ استكنهت تيمة عناة واأسقطتها على هذه املراأة،‏ تقول:‏<br />

‏»وعناة يف حمرابها الزبديّ‏<br />

جتري نرشها مسكاً‏ وكافوراً‏<br />

لكل العارجني اإىل منازلها<br />

وكل التائهني بدربها<br />

والرب يسهل فوقها اأبداً‏<br />

واأوقيانوس يرمي<br />

بني جنبيها جداولهُ‏<br />

ومينحها طهارته<br />

)92(<br />

واآيات البقول«‏<br />

233


جتليات اخلطاب الصوفي في شعر رمي حرب<br />

د.‏ إحسان الديك<br />

ويف لغة رمي يظهر احلس الصويف بوحدة الوجود،‏ من خالل التوحيد بني املتناقضات،‏<br />

واجلمع بني املتقابالت،‏ بتشوّف الباطن،‏ وروؤية الوجدان،‏ فتضعنا من خالل حديثها عن<br />

تناقضات ذاتها يف حرضة وجود يدهشنا،‏ ويقارب كينونة الوجود القائمة على هذه<br />

الثنائيات فتقول:‏<br />

‏»متاأرجح ما بني نار احلنيْ‏ والأيْن<br />

وبني البوح والكتمان<br />

بني الرش والإعلن<br />

يهدل طائري<br />

وكاأن كاأس املوت<br />

غاياتي وقسدي<br />

يف كل ملع ‏سبابة<br />

وسل وهجران<br />

واإقساء واإدناء<br />

واأهلك واإحياء<br />

)93(<br />

ومنع«‏<br />

وجند معجم رمي الشعري يرتاءى يف املعجم الصويف ويغرف منه،‏ وتشيع فيه األفاظ<br />

القراآن الكرمي مثل:‏ التهليل والتسبيح والرتتيل،‏ والتقديس،‏ والقيام والقعود،‏ واملصطلحات<br />

الفلسفية:‏ كاحللول،‏ واالحتاد،‏ واالإرشاق،‏ والتجلّي،‏ واحلدس،‏ ومفردات التصوف يف احلب<br />

والعشق:‏ كالهوى واجلوى،‏ والوجد والصب،‏ والصبابة،‏ والتباريح،‏ ويف اجلمال كاحلسن<br />

والبهاء،‏ ويف اخلمرة:‏ كاملدام والندمي،‏ والدنان،‏ والكوؤوس،‏ والصبوح واملشعشعة،‏ واالألفاظ<br />

الباطنية:‏ كاخلوافق واحلشا،‏ واحلشاشة،‏ والفوؤاد،‏ والضلوع،‏ والكتم،‏ واللواعج،‏ وغريها.‏<br />

. باملوسيقى:‏<br />

يرجع اهتمام الصويف والشاعر باملوسيقى اإىل البدايات االأوىل حني كانت جزءاً‏ اأصيالً‏ من<br />

الدين والفن على حد ‏سواء،‏ وكما اأوىل الشاعر العربي املوسيقى اأهمية خاصة،‏ حني جعل ‏شعره<br />

اإنشاداً،‏ وجعل الغناء له مضماراً،‏ كان الصويف اأكرث املسلمني حباً‏ لها،‏ وعكوفاً‏ عليها،‏ فاهتم<br />

ب ‏)السماع(‏ واعتربه اأحد اأركان التصوف العرشة التي تبداأ بالتوحيد )94( . وراأى اأن ‏»كل<br />

ذي روح يستطيب الصوت الطيب،‏ الأنه من جنس الروح روحاين«‏ )95( يحرك وجده،‏ ويسيطر<br />

234


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

على نفسه،‏ ويجعله يف ‏شبه غيبوبة،‏ وقد جعل الصوفيون للسماع اأحواالً‏ واأنواعاً‏ حسب<br />

طبقاتهم ومراتبهم،‏ كما جعلوا له جمالس تاآلفت فيها فنون الرقص والشعر واملوسيقى،‏<br />

ولشدة عنايتهم به كانوا يتواجدون على الشعر اأكرث من تواجدهم على القراآن الكرمي،‏ وقد<br />

علل الغزايل ذلك وعزاه اإىل وجوه ‏سبعة يتعلق معظمها مبوسيقية الشعر وغنائه )96( .<br />

وساأقرص حديثي على بعض الظواهر املوسيقية التي اعتمدت عليها رمي لالإيحاء<br />

باملعنى كما اعتمد عليها الصويف يف حلقات ذكره،‏ منها ما ‏سبق احلديث عنه كاملناجاة<br />

والترضّع واالبتهال،‏ ليس مبا تدل عليه من عواطف ‏شفافة وجنوى داخلية،‏ واإمنا باعتبارها<br />

اأيضاً‏ اإيقاعات موسيقية متسقة توصلها اإىل النشوة واالستغراق يف اجلمال.‏<br />

فرتجيع اأسلوب النداء الذي اأكرثت منه يف بداية املقاطع الشعرية،‏ وترجيع كلمات<br />

بعينها،‏ مل يكن من باب التكرار،‏ بقدر ما كان رقى وتعاويذ اإيقاعية تدل على تناغم الروح<br />

مع املوضوع،‏ واستخدام بعض العبارات واجلمل برضب الزب،‏ وكقاعدة الزمة كما يف<br />

قولها:‏ ‏»اإين اأرى ماال يرى«‏ يف قصيدة فلسطينية،‏ و ‏»وتر الهديل ‏سبى اخليول«‏ يف قصيدة<br />

قمر على يعبد،‏ و ‏»يا زمان الوصل«‏ يف قصيدة ما تيرس من ‏سورة الطفل الفلسطيني،‏ و<br />

‏»قمر،‏ قمر«‏ يف قصيدة قمر التحول والقرار،‏ وما يتبع هذه العبارات من هزة نفسية،‏ ورجفة<br />

داخلية،‏ ومعان ‏شعورية،‏ يذكرنا بالزمة ‏)اهلل حي(‏ التي تلهج بها اأفئدة الدراويش واألسنتهم<br />

يف حلقات ذكرهم،‏ وها هي تشري ‏رصاحة اإىل هذه الالزمة الصوفية وترددها يف اأوج<br />

نشوتها فتقول:‏<br />

‏»فاأهتف مرة اأخرى<br />

اهلل حيّ‏ على السلة<br />

)97(<br />

بلغ املتيمّ‏ بالشهادة مبتغاه«‏<br />

تختزل رمي من خالل هذه االبيات،‏ ومن خالل تضمينها عبارة ‏)حي على الصالة(‏<br />

ايقاع الصوفيني واستغراقهم يف نشوتهم،‏ فتبداأ بالهتاف املتكرر الذي يدل على الصخب<br />

واحلركة،‏ وتنتهي بالهمود والسكون الذي ميثله تكرار حرف الهاء اجلويف النابع من اأعماق<br />

الذات يف ‏)الصالة(‏ و ‏)مبتغاه(‏ واصلة ذلك كله بحرف التاء الرقيق،‏ لتشري اىل حالة الشهادة<br />

وحتوالتها.‏<br />

فاملوسيقى عند رمي ليست نغماً‏ وايقاعاً‏ وحسب،‏ وامنا هي ‏–كما عند الصوفيني-‏<br />

مرتبطة باملعنى اأشد االرتباط،‏ تعزف ‏شعرها على اأنغام دقات قلبها،‏ يف بناء ‏سيمفوين<br />

يعلو ويهبط،‏ يشتد ويهداأ،‏ يتنوع ويتلون معانقا ايقاع جتربتها.‏<br />

235


جتليات اخلطاب الصوفي في شعر رمي حرب<br />

د.‏ إحسان الديك<br />

ولننظر اإىل هذه االحتفالية املوسيقية التي فجرتها نشوة الذكرى يف نفس الشاعرة،‏<br />

واإىل موسيقى االإرشاق التي حققها،‏ واإىل التفاوت يف النغم واللحن يف قولها:‏<br />

‏»واحللم ياأخذين<br />

فاأبحث عن ‏"بنانريي"‏<br />

وعن ‏شبابة كم رافقتني يف مشاويري<br />

وعن ‏شربية هدلت على جنبي طويلً‏<br />

اإنها الذكرى تفجّ‏ رين<br />

وتاأخذين اإىل ‏"طابون"‏ اأمّي<br />

يا جحيم الأرض يف اأثوابها ‏صلّ‏ وغنّ‏<br />

ولتجب يا ‏"فخّ‏ ي"‏<br />

املنسوب ما بني احلشائش<br />

)98(<br />

للبلبل واحلَجلْ«‏<br />

وكاأن الشاعرة خرجت من بني احلروف والكلمات ترقص للذكريات،‏ وترتنح لها،‏<br />

تتمايل كالصويف مع حروف املدّ‏ يف ‏)بنانريي(‏ ومشاويري،‏ وتهتز مثله وتنتفض وترصخ<br />

حينما تصل اإىل اأوج النشوة من خالل ‏سكون الوقف يف ولتجبْ‏ ، واحلجلْ‏ .<br />

وتستحرض الشاعرة جمالس الصوفيني مبا فيها من اأدوات موسيقية،‏ وخمر رمزية،‏<br />

ورقص وغناء،‏ لتصف حالها فتقول:‏<br />

‏»ما بني زق اخلمر والعيدان مهتزاً‏<br />

تهنّدين على اأفخاذها<br />

)99(<br />

‏سمس السمال«‏<br />

كما ترسم مشهداً‏ تفصيلياً‏ حللقة ذكر يف جملس ‏صويف،‏ ترصد بعينها الثاقبة كل<br />

جوانبه يف معرض وصف ‏سمو روحها وعروجها اإىل السماء،‏ فتقول:‏<br />

‏»ودوي قرع الزار<br />

اأنات املهابيس الزهومة<br />

واغتلم الروح يف جسدي ميجدّين<br />

فاأرشب خيمتي<br />

باإزاء عرس اهلل<br />

والناموس ينذرين<br />

واأرشاب املسايخ وامللئك<br />

يف الفساء يحلّقون<br />

236


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

ويرقسون على تراتيل<br />

البنفسج واحلنني<br />

وعلى ‏صدورهم مدلة مسابحهم<br />

ومن حبق وكافور عمائمهم<br />

وضوء الفجر يقطر من ملحمهم<br />

)100(<br />

ومسكهم على الوديان ‏سال«‏<br />

فرنى املشايخ وهم يسمون ويحلقون ويشتبكون مع املالئكة يف حلقات الذكر،‏<br />

واملسابح مدالة على ‏صدورهم،‏ يرقصون رقصة الزار املشهورة،‏ فيتحد الكون اأرضاً‏ وسماء،‏<br />

وترسي فيه اأنغام املهابيش،‏ ودقات الطبول ورضبات الدفوف،‏ ويضمّخ بروائح املسك<br />

واحلبق والكافور.‏<br />

. تالصورة الشعرية:‏<br />

اعتمد الصويف على اخليال اعتماداً‏ كبرياً‏ يف فلسفته وشعره،‏ فهو وسيلته الوحيدة<br />

يف توحده وكشفه،‏ اإنه ‏رس اأرسار اخلالق الذي وضعه يف خلقه كما ذهب ابن عربي حني<br />

قال:‏ ‏»ليس للقدرة االإلهية فيما اأوجدته اأعظم وجوداً‏ من اخليال،‏ فيه ظهرت القدرة االإلهية<br />

واالقتدار االإلهي،‏ فهو اأعظم ‏شعائر اهلل على اهلل،‏ وذلك اأن اخليال واإن كان من الطبيعة،‏ له<br />

‏سلطان عظيم على الطبيعة مبا اأيده اهلل من القدرة االإلهية«‏ )101( .<br />

وباخليال وصلت رمي املاضي باحلارض،‏ واالأرض بالسماء،‏ وعلى جناحيه طافت<br />

العامل واتصلت بالعوامل،‏ واكتشفت االأرسار،‏ به ‏رشقّت وغربّت،‏ اجتهت ‏شماالً‏ وجنوباً،‏ بحثت<br />

عن املجهول/‏ االأصل/‏ احللم،‏ وغاصت يف اأعماق التجربة،‏ به انطلقت من خلوتها،‏ فاحتدت<br />

باالأرض وتوحدت مع املحبوب،‏ وبه اأعادت ما فات من الذكريات،‏ واسترشفت ما هو اآت.‏<br />

من خالل تصوير فني اأخاذ راأيناه يف االمثلة السابقة.‏ وعلى طريقة الصوفيني،‏ تعتمد رمي<br />

يف ‏صورها الفنية على الوجدان،‏ فتسبغها باأعماقه،‏ وتلونها باألوانه،‏ تبتعد عن السطحي<br />

املاألوف،‏ والتصوير املكرور،‏ وتنفد اإىل الباطني،‏ تدغمه يف املرئي،‏ تسخر احلسي ليتماهي<br />

يف املعنوي،‏ انها تتجاوز الوصف لتصل اىل مرحلة الكشف،‏ لننظر اليها وهي تصور حنينها<br />

اىل مدرج طفولتها قريتها،‏ ‏)عراق ‏سويدان(‏ وهي تقول:‏<br />

‏»والروح حترثني بنابيها الأصوليني<br />

غادية وصادية اىل اأصولها الأوىل<br />

237


جتليات اخلطاب الصوفي في شعر رمي حرب<br />

د.‏ إحسان الديك<br />

ونار البعث ترشق من ‏ضلوعي<br />

تنتشي بالنور غابات الفوانيس<br />

)102(<br />

العتيقة واحلقول«‏<br />

حيث الروح حترث،‏ لها نابان،‏ وهي غادية وصادية،‏ وحيث النار ترشق من الضلوع،‏<br />

والغابات تنتشي بالنور.‏ ولقد دفعها تبرصها يف االأشياء،‏ وروؤيتها املرئيات من داخل<br />

نفسها،‏ وتاأملها واستبطانها اأن حولتها اىل خطرات ‏شعورية،‏ حمملة بالقيم الداللية<br />

املتزايدة،‏ ف ‏»قوافل االأرواح عارجة«‏ )103( و ‏»النحل يف بدين يغري ويرتع«‏ )104( و ‏»هذا<br />

تفري دمى كتنني هوائي يراقص هيدباء املسك والكافور«‏ )105( و ‏»يف الليل يجرفني هياج<br />

الروح«‏ )106( .<br />

ونالحظ ارتفاع درجة ال معقولية الرتكيب يف ‏صورها،‏ اذ تخرج روؤاها من انكسار<br />

تعبرياتها وتشظيها،‏ وخروجها عن السياق الواقعي،‏ للتعبري عن حلم الشاعرة،‏ فتعددت<br />

)108(<br />

مظاهر االنحراف االسنادي واآليات الرتميز،‏ فالكون مصيدة )107( وسدرة الزقوم متربجة<br />

واملعبد على فنن الفوؤاد )109( ، واخلمر عبقري )110( اوالوطن ببطن احلوت )111( واالرض انثى<br />

السماء ترتمل )112( والثديان زلزاالن )113( واملوت كامل االوصاف )114( .<br />

ولقد تاأثرت رمي بالروؤية الصوفية يف بناء ‏صورتها الشعرية،‏ حتى يف القصائد التي<br />

تبدو بعيدة عن االأجواء الصوفية،‏ فمالت اإىل الصور االستعارية التي تفيد العينية وجتسّ‏ د<br />

مبداأ احللول،‏ واألّفت بني االأشياء ومزجتها ببعضها بعضاً،‏ وصورت الواقع بروؤية ‏صوفية<br />

تنفر من اجلسد وتلهث وراء الروح،‏ تقول:‏<br />

‏»فاأعرب ‏ضفتي الأخرى اإليك<br />

عرائس الأسواق كالأطواد<br />

تنرشين وتطويني على اكتافها<br />

السكرى<br />

فاأحفر بالوريد على حشيش املوج<br />

)115(<br />

اأقماراً‏ واأسعاراً‏ واأزهاراً«‏<br />

واتساع اخليال،‏ وعمق الروؤيا،‏ دفعا رمي اإىل جتاوز املواضعات التقليدية يف بناء<br />

الصورة الشعرية،‏ فلجاأت يف معظم ‏شعرها اإىل رسم الصورة/‏ املشهد،‏ التي تقوم على<br />

238


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

‏شذرات تصويرية يرتاكم بعضها فوق بعض فتكوّن من خاللها ‏صورة كلية ومشهداً‏ عريضاً‏<br />

يستوعب دفقها الشعري وثورتها العاطفية تقول:‏<br />

‏»كالكاهن الوثنيِّ‏<br />

اأخفي الشمس يف حلمي واأوردتي<br />

وحتت اجللد اأنرش كوكب الراعي<br />

وراحمه يعربد يف احلشا<br />

ومطوقاً‏ بعساكر القطبني<br />

راأس الغول يعلكني<br />

وبرج احلوت يبتلع املجرة<br />

والكون كل الكون<br />

)116(<br />

مصيدة معوملة لراسي«‏<br />

هكذا الشعر اإذن عند رمي وثيق الصلة بالتجربة الصوفية،‏ اإنه وجد واستبطان،‏ روؤيا<br />

وكشف،‏ انفتاح على النهائي وبحث عن املطلق،‏ حتليق يف فضاء الروح،‏ وانتصار للقلب<br />

على العقل،‏ يف بناء حمكم متدامج االجزاء.‏<br />

239


جتليات اخلطاب الصوفي في شعر رمي حرب<br />

د.‏ إحسان الديك<br />

اهلوامش:‏<br />

‏.‏‎1‎هدارة،‏ 1 حممد مصطفى:‏ النزعة الصوفية يف الشعر العربي احلديث،‏ جملة فصول،‏ املجلد<br />

االأول،‏ العدد الرابع،‏ يوليو 1981، ‏ص‎107‎‏.‏<br />

E. G. Browne, A year amongst the Persians (London 1955, p 136)2 .2<br />

‎3‎حياتي 3. يف الشعر،‏ دار العودة،‏ بريوت،‏ 1969، ‏ص‎8‎<br />

‎4‎ولسون،‏ . 4 كولن:‏ الشعر والصوفية،‏ ترجمة عمر الديراوي اأبو حجلة،‏ ط‎1‎ ، دار االآداب،‏<br />

بريوت،‏ 1972، ‏ص 301.<br />

‎5‎نرص،‏ . 5 عاطف جودة:‏ الرمز الشعري عند الصوفية،‏ ط‎1‎ ، دار االأندلس ودار الكندي،‏ بريوت،‏<br />

1978، ‏ص‎508‎‏.‏<br />

‎6‎هدارة،‏ . 6 حممد مصطفى،‏ النزعة الصوفية يف الشعر العربي احلديث،‏ ‏ص‎108‎ .<br />

‎7‎ورد . 7 يف دليل الكاتب الفلسطيني اأنها من مواليد ، 1955 وهذا ليس دقيقاً‏ الأنها اأنهت<br />

املرحلة الثانوية ‏سنة 1967، وسافرت قبل االحتالل للدراسة يف مرص،‏ ‏)اأنظر دليل<br />

الكاتب الفلسطيني:‏ عصام الديك ومالك الرمياوي،‏ منشورات احتاد الكتاب الفلسطينيني،‏<br />

رام اهلل،‏ 2001( .<br />

‎8‎‏سُ‏ . 8 ليطني،‏ وفيق:‏ الشعر الصويف بني مفهومي االنفصال والتوحد،‏ ط‎1‎ ، مرص العربية<br />

للنرش والتوزيع،‏ القاهرة،‏ 1995، ‏ص‎121‎‏.‏<br />

‎9‎ابن . 9 خلدون:‏ املقدمة،‏ ط‎5‎‏،‏ دار القلم،‏ بريوت،‏ 1984، ‏ص‎496‎ .<br />

10 10 يف تقدميه لها على غالف ديوانها الثاين ‏)صلوات للعشق(‏ ، ط‎1‎ ، منشورات مركز<br />

اأوغاريت،‏ القدس،‏ 1999.<br />

111 اخلليلي،‏ علي:‏ الشعر على مهل املتذوق بوعيه النقدي،‏ مركز االإعالم الفلسطيني على<br />

االنرتنت موقع:‏ www.alestine-pm.com<br />

‎1212‎‏صلوات للعشق،‏ الغالف.‏<br />

، 13<br />

‎13‎عيسى،‏ راشد:‏ اخلطاب الصويف يف الشعر املعارص،‏ ط‎1‎‏،‏ وزارة الثقافة،‏ عمان،‏ 2006<br />

‏ص‎100‎‏.‏<br />

240


‎1414‎املرجع السابق،‏ ‏ص‎97‎ .<br />

مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

‎1515‎اأبو زيد،‏ نرص:‏ الهرمنيوطيقا ومعضلة تفسري النص،‏ جملة فصول،‏ املجلد االأول،‏ العدد<br />

الثالث،‏ اإبريل 1981، ‏ص‎150‎‏.‏<br />

‎1616‎ابن منظور،‏ جمال الدين حممد بن مكرم:‏ لسان العرب،‏ دار ‏صادر،‏ بريوت،‏ د.‏ ت،‏<br />

‏)جلي(‏<br />

‎1717‎اأبو زيد،‏ نرص:‏ الهرمنيوطيقا ومعضلة تفسري النص،‏ ‏ص‎150‎ .<br />

241<br />

‎1818‎انظر املرجع السابق،‏ ‏ص‎150‎ + 151 .<br />

‎1919‎رواينية،‏ طاهر:‏ ‏سيميائيات التواصل الفني،‏ جملة عامل الفكر،‏ العدد 3، املجلد ، 35 ‏سنة<br />

2007، ‏ص‎276‎‏.‏<br />

‎2020‎فضل،‏ ‏صالح:‏ اأساليب الشعرية املعارصة،‏ دار قباء للطباعة والنرش،‏ القاهرة،‏ ، 1998<br />

‏ص‎85‎‏.‏<br />

‎2121‎قطوس،‏ بسام:‏ ‏سيمياء العنوان،‏ ط‎1‎‏،‏ وزارة الثقافة،‏ عمان،‏ 2001، ‏ص‎61‎ .<br />

، 222 النادي<br />

الغذامي،‏ عبد اهلل حممد:‏ اخلطيئة والتكفري من البنيوية اإىل الترشيحية،‏ ط‎1‎<br />

االأدبي الثقايف،‏ جدة،‏ 1985، ‏ص‎263‎‏.‏<br />

‎2323‎‏صلوات للعشق،‏ ‏ص‎3‎ .<br />

‎2424‎من جتليات حورية البحور السبعة،‏ ‏ص‎53‎ .<br />

‎2525‎املصدر السابق،‏ ‏ص‎102‎ .<br />

‎2626‎اأدونيس،‏ على اأحمد ‏سعيد:‏ زمن الشعر،‏ دار العودة،‏ بريوت،‏ 1972، ‏ص‎235‎ .<br />

27 27 يقول ابن عربي يف مشاهدة احلق:‏ ‏»ال يشاهد جمرداً‏ عن املواد اأبداً،‏ الأنه بالذات غني عن<br />

العاملني،‏ فاإذا كان املرسع املراآه من هذه الوجهة ممتنعاً،‏ ومل يكن الشهود اإال يف مادة،‏<br />

فشهود احلق يف النساء اأعظم الشهود واأكمله«‏ فصوص احلكم،‏ حميي الدين بن عربي،‏<br />

برشح الكاشاين وبايل،‏ البابي احللبي،‏ 1966، ‏ص‎333‎‏.‏


جتليات اخلطاب الصوفي في شعر رمي حرب<br />

د.‏ إحسان الديك<br />

‎2828‎عيسى،‏ راشد:‏ اخلطاب الصويف يف الشعر املعارص،‏ ‏ص‎98‎ .<br />

‎2929‎‏صلوات للعشق،‏ ‏ص‎7‎ .<br />

‎3030‎املصدر السابق،‏ ‏ص‎39‎ .<br />

‎3131‎املصدر السابق،‏ ‏ص‎42‎ .<br />

‎3232‎املصدر السابق،‏ ‏ص‎3‎ .<br />

242<br />

333 املصدر السابق،‏ ‏ص‎35‎ .<br />

‎3434‎املصدر السابق،‏ ‏ص‎41‎ .<br />

‎3535‎املصدر السابق،‏ ‏ص‎40‎ .<br />

‎3636‎املصدر السابق،‏ ‏ص‎5‎ .<br />

‎3737‎املصدر السابق،‏ ‏ص‎8‎ .<br />

‎3838‎املصدر السابق،‏ ‏ص‎9‎ .<br />

‎3939‎‏صلوات للعشق،‏ ‏ص‎19‎ .<br />

‎4040‎املصدر السابق،‏ ‏ص‎17‎ .<br />

‎4141‎املصدر السابق،‏ ‏ص‎14‎ .<br />

‎4242‎املصدر السابق،‏ ‏ص‎48‎‏،‏ واأنظر الصفحات:‏ . 74 ،55 ،50 ،49 ،43 ،29 ،28<br />

‎4343‎‏صلوات للعشق،‏ ‏ص‎14‎ .<br />

444 املصدر السابق،‏ ‏ص‎23‎ .<br />

‎4545‎املصدر السابق،‏ ‏ص‎13‎ .<br />

‎4646‎املصدر السابق،‏ ‏ص‎12‎ .<br />

‎4747‎املصدر السابق،‏ ‏ص‎34‎ .


‎4848‎‏صلوات للعشق،‏ ‏ص‎59‎ .<br />

‎4949‎املصدر السابق،‏ ‏ص‎17‎‏-‏ . 18<br />

‎5050‎‏صلوات للعشق،‏ ‏ص‎30‎‏-‏ . 31<br />

‎5151‎املصدر السابق،‏ ‏ص‎19‎ .<br />

مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

‎5252‎من جتليات حورية البحور السبعة،‏ ‏ص‎112‎ .<br />

‎5353‎املصدر السابق،‏ ‏ص‎98‎ + 99 .<br />

‎5454‎من جتليات حورية البحور السبعة،‏ ‏ص‎96‎ .<br />

555 املصدر السابق،‏ ‏ص‎118‎ .<br />

‎5656‎املصدر السابق،‏ ‏ص‎66‎ .<br />

‎5757‎من جتليات حورية البحور السبعة،‏ ‏ص 31+ 32 .<br />

‎5858‎‏صلوات للعشق،‏ ‏ص‎62‎ .<br />

‎5959‎‏صلوات للعشق،‏ ‏ص‎63‎ .<br />

‎6060‎ارتبطت العزى بفصل الشتاء عند العرب يف قول كبري كهانهم عمرو بن حلي:‏ ‏»اإن ربكم<br />

يشتي بالعزى حلر تهامة«،‏ اأنظر لسان العرب ‏)عزز(‏ .<br />

‎6161‎‏صلوات للعشق،‏ ‏ص‎40‎ .<br />

‎6262‎املصدر السابق،‏ ‏ص‎52‎‏+‏ . 53<br />

‎6363‎املصدر السابق،‏ ‏ص‎61‎ .<br />

‎6464‎من جتليات حورية البحور السبعة،‏ ‏ص‎101‎ .<br />

‎6565‎املصدر السابق،‏ ‏ص‎28‎ .<br />

666 ‏صلوات للعشق،‏ ‏ص‎53‎ .<br />

243


جتليات اخلطاب الصوفي في شعر رمي حرب<br />

د.‏ إحسان الديك<br />

‎6767‎‏صلوات للعشق،‏ ‏ص‎62‎ .<br />

‎6868‎من جتليات حورية البحور السبعة،‏ ‏ص‎13‎‏،‏ واأنظر ‏ص‎88‎ .<br />

‎6969‎املصدر السابق،‏ ‏ص‎70‎ .<br />

‎7070‎املصدر السابق،‏ ‏ص‎98‎ .<br />

‎7171‎املصدر السابق،‏ ‏ص‎74‎‏،‏ واأنظر ‏ص‎85‎‏،‏ ‏ص‎91‎ .<br />

‎7272‎من جتليات حورية البحور السبعة،‏ ‏ص‎127‎ .<br />

‎7373‎املصدر السابق،‏ ‏ص‎101‎ .<br />

‎7474‎‏صلوات للعشق،‏ ‏ص‎64‎ .<br />

‎7575‎من جتليات حورية البحور السبعة،‏ ‏ص‎122‎ .<br />

‎7676‎‏صلوات للعشق،‏ ‏ص‎30‎ .<br />

777 نرص،‏ عاطف جوده:‏ الرمز الشعري عند الصوفية،‏ ‏ص‎425‎ .<br />

‎7878‎من امثلة ذلك قول احلالّ‏ ج:‏<br />

واإنه ملَ‏ ‏َعَ‏ اخللق الذين لهم يف<br />

امليم والعني والتقديس معناه<br />

ديوانه،‏ حتقيق ‏سعد الضناوي،‏ ط‎1‎‏،‏ دار ‏صادر،‏ بريوت،‏ 1998، ‏ص‎73‎‏.‏<br />

‎7979‎‏صلوات للعشق،‏ ‏ص‎61‎ .<br />

‎8080‎املصدر السابق،‏ ‏ص‎34‎‏،‏ واأنظر قولها ‏ص‎49‎ : اهلل بالالهوت والناسوت يرميني<br />

ويحرقني بلحظ العني وامليم املطلسمتني«‏<br />

‎8181‎‏صلوات للعشق،‏ الصفحات:‏ . 54 ،7 ،3<br />

‎8282‎من جتليات حورية البحور السبعة،‏ ‏ص‎115‎ .<br />

244


‎8383‎املصدر السابق،‏ ‏ص‎128‎ + 129 .<br />

‎8484‎‏صلوات للعشق،‏ ‏ص‎25‎ .<br />

‎8585‎املصدر السابق،‏ ‏ص‎57‎ .<br />

‎8686‎اأنظر:‏ من حورية البحور السبعة،‏ ‏ص‎125‎ .<br />

‎8787‎اأنظر:‏ ‏صلوات للعشق،‏ ‏ص‎4‎ .<br />

مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

، 888<br />

،89 ،50 -49 وصلوات للعشق،‏ الصفحات:‏ .66 ،30 ،6<br />

اأنظر على ‏سبيل املثال:‏ من جتليات حورية البحور السبعة،‏ الصفحات:‏ 43 34، 23،<br />

‎8989‎اأنظر:‏ من جتليات حورية البحور السبعة،‏ ‏ص‎47‎‏،‏ ‏ص‎99‎ ، وصلوات للعشق،‏ الصفحات:‏<br />

.37 ،28 ،25 ،16 ،15<br />

‎9090‎ذكرت املجرة،‏ والشمس،‏ والقمر،‏ واجلدي،‏ والشعري،‏ والنريين،‏ والزهرة،‏ واملريخ،‏<br />

واجلواري الكنس واخلنس،‏ والرثيا،‏ واملشرتي،‏ وزحل،‏ والسماك،‏ والتبان،‏ وسهيل،‏<br />

واحلوت،‏ وبنات نعش.‏<br />

‎9191‎تامر،‏ فاضل:‏ الرمز االأسطوري والقناع يف الشعر العربي احلديث،‏ ‏ضمن كتاب:‏ املوؤثرات<br />

االأجنبية يف الشعر العربي املعارص،‏ احللقة النقدية يف مهرجان جرش الثالث عرش،‏<br />

املوؤسسة العربية للدراسات والنرش،‏ ط‎1‎‏،‏ عما،‏ ‏ص‎79‎‏.‏<br />

‎9292‎‏صلوات للعشق،‏ ‏ص‎25+24‎‏،‏ واأنظر استحضار تيمة عشتار ‏ص‎29‎‏-‏ . 31<br />

‎9393‎‏صلوات للعشق،‏ ‏ص‎60‎‏،‏ واأنظر من جتليات حورية البحور السبعة ‏ص‎69‎ .<br />

‎9494‎القشريي:‏ الرسالة،‏ مطبعة ‏صبيح،‏ القاهرة،‏ 1948، ‏ص‎154‎ .<br />

‎9595‎الطوسي،‏ الرساج:‏ اللمع،‏ نرشه نيكلسون ‏سنة 1914، ‏ص‎278‎ .<br />

‎9696‎الغزايل:‏ اإحياء علوم الدين،‏ املطبعة امليمنية،‏ ‎1322‎ه 285- 2/ 286 .<br />

‎9797‎من جتليات حورية البحور السبعة،‏ ‏ص‎108‎ .<br />

245


جتليات اخلطاب الصوفي في شعر رمي حرب<br />

د.‏ إحسان الديك<br />

‎9898‎من جتليات حورية البحور السبعة،‏ ‏ص‎54‎ + 55 .<br />

999 ‏صلوات للعشق،‏ ‏ص‎41‎ .<br />

‎1‎‏صلوات 0100 للعشق،‏ ‏ص‎55‎ + 56 .<br />

‎1‎الفتوحات 0101 املكية . 508 /3<br />

‎1‎‏صلوات 0102 للعشق،‏ ‏ص‎55‎ .<br />

‎1‎‏صلوات 0103 للعشق،‏ ‏ص‎48‎ .<br />

‎1‎‏صلوات 0104 للعشق،‏ ‏ص‎45‎ .<br />

‎1‎‏صلوات 0105 للعشق،‏ ‏ص‎29‎ .<br />

‎1‎من 0106 جتليات حورية البحور السبعة،‏ ‏ص‎101‎ .<br />

‎1‎‏صلوات 0107 للعشق،‏ ‏ص‎44‎ .<br />

‎1‎‏صلوات 0108 للعشق،‏ ‏ص‎74‎ .<br />

‎1‎‏صلوات 0109 للعشق،‏ ‏ص‎30‎ .<br />

‎1‎‏صلوات 1110 للعشق،‏ ‏ص‎35‎ .<br />

‎1‎من 1111 جتليات حورية البحور السبعة،‏ ‏ص‎90‎ .<br />

‎1‎املصدر 1112 السابق والصفحة السابقة.‏<br />

‎1‎املصدر 1113 السابق،‏ ‏ص‎112‎ .<br />

‎1‎من 1114 جتليات حورية البحور السبعة،‏ ‏ص‎90‎ .<br />

‎1‎‏صلوات 1115 للعشق،‏ ‏ص‎57‎ .<br />

‎1‎‏صلوات 1116 للعشق،‏ ‏ص‎44‎ .<br />

246


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

‎1‎اأدونيس،‏ . 1 علي اأحمد ‏سعيد:‏ زمن الشعر،‏ دار العودة،‏ بريوت،‏ . 1972<br />

‏.‏‎2‎تامر،‏ 2 فاضل : الرمز االأسطوري والقناع يف الشعر العربي احلديث،‏ ‏ضمن كتاب:‏<br />

املوؤثرات االأجنبية يف الشعر العربي املعارص،‏ احللقة النقدية يف مهرجان جرش الثالث<br />

عرش،‏ ط‎1‎‏،‏ املوؤسسة العربية للدراسات والنرش،‏ عمان،‏ 1995.<br />

‏.‏‎3‎حرب،‏ 3 رمي:‏<br />

- ‏-صلوات للعشق،‏ ط‎1‎‏،‏ منشورات مركز اأوغاريت الثقايف،‏ القدس،‏ . 1999<br />

- ‏-من جتليات حورية البحور السبعةن ط‎1‎ ، احتاد الكتاب الفلسطينيني،‏ القدس،‏<br />

.1998<br />

‎4‎احلالج:‏ . 4 ديوانه،‏ حتقيق:‏ ‏سعد الضناوي،‏ ط‎1‎‏،‏ دار ‏صادر،‏ بريوت،‏ . 1998<br />

‎5‎ابن . 5 خلدون:‏ املقدمة،‏ ط‎5‎‏،‏ دار القلم،‏ بريوت،‏ . 1984<br />

‏.‏‎6‎اخلليلي،‏ 6 علي:‏ الشعر على مهل املتذوق بوعيه النقدي،‏ مركز االإعالم الفلسطيني،‏ املوقع<br />

على االنرتنت:‏ www.palestine- pmc.com<br />

‏.‏‎7‎الديك،‏ 7 عصام،‏ ومالك الرمياوي:‏ دليل الكاتب الفلسطيني،‏ منشورات احتاد الكتاب<br />

الفلسطينيني،‏ رام اهلل،‏ 2001.<br />

‎8‎رواينية،‏ . 8 طاهر:‏ ‏سيميائيات التواصل الفني،‏ جملة عامل الفكر،‏ العدد 3، املجلد ، 35 ‏سنة<br />

.2007<br />

‏.‏‎9‎ابو 9 زيد،‏ نرص : الهرمنيوطيقا ومعضلة تفسري النص،‏ جملة فصول،‏ املجلد االأول،‏ العدد<br />

الثالث،‏ اإبريل 1981.<br />

‎1010‎‏سليطني،‏ وفيق:‏ الشعر الصويف بني مفهومي االنفصال والتوحد،‏ ط‎1‎ ، مرص العربية<br />

للنرش والتوزيع،‏ القاهرة،‏ 1995.<br />

111 الطوسي،‏ الرساج:‏ اللمع،‏ نرشة نيكلسون،‏ ‏سنة ‎1914‎م.‏<br />

247


جتليات اخلطاب الصوفي في شعر رمي حرب<br />

د.‏ إحسان الديك<br />

‎1212‎عبد الصبور،‏ ‏صالح:‏ حياتي يف الشعر،‏ دار العودة،‏ بريوت،‏ . 1969<br />

‎1313‎ابن عربي،‏ حمي الدين : الفتوحات املكية،‏ الهيئة املرصية العامة للكتاب،‏ القاهرة،‏<br />

.1975<br />

‎1414‎فصوص احلكم،‏ برشح الكاشاين وبايل،‏ مطبعة البابي احللبي،‏ . 1966<br />

‎1515‎عيسى،‏ راشد:‏ اخلطاب الصويف يف الشعر املعارص،‏ ط‎1‎‏،‏ وزارة الثقافة،‏ عمان،‏ . 2006<br />

‎1616‎الغذامي،‏ عبد اهلل حممد:‏ اخلطيئة والتكفري،‏ من البنيوية اإىل الترشيحية،‏ ط‎1‎ ، النادي<br />

االأدبي الثقايف،‏ جدة،‏ 1985.<br />

‎1717‎الغزايل،‏ حممد بن حممد:‏ اإحياء علوم الدين،‏ املطبعة امليمنية،‏ ‎1322‎ه.‏<br />

‎1818‎فضل،‏ ‏صالح : اأساليب الشعرية املعارصة،‏ دار قباء للطباعة والنرش،‏ القاهرة،‏ . 1998<br />

‎1919‎القشريي،‏ اأبو القاسم : الرسالة القشريية،‏ مطبعة ‏صبيح،‏ القاهرة،‏ . 1948<br />

‎2020‎قطوس،‏ بسام:‏ ‏سيمياء العنوان،‏ ط‎1‎‏،‏ وزارة الثقافة،‏ عمان،‏ 2001<br />

‎2121‎ابن منظور،‏ جمال الدين حممد بن مكرم : لسان العرب،‏ دار ‏صادر،‏ بريوت،‏ د.‏ ت<br />

222 نرص،‏ عاطف جودة:‏ الرمز الشعري عند الصوفية،‏ ط‎1‎ ، دار االأندلس ودار الكندي،‏ بريوت،‏<br />

.1978<br />

‎2323‎هدارة،‏ حممد مصطفى : النزعة الصوفية يف الشعر العربي احلديث،‏ جملة فصول،‏ املجلد<br />

االأول،‏ العدد الرابع،‏ يوليو 1981.<br />

‎2424‎ولسون،‏ كولن:‏ الشعر والصوفية،‏ ترجمة:‏ عمر الديراوي اأبو حجلة،‏ ط‎1‎ ، دار االآداب،‏<br />

بريوت،‏ 1972.<br />

. E. G. Browne, A year amongst the Persian (London 1955)2525<br />

248


حتديات التنمية الزراعية يف قطاع غزة<br />

‎1968‎م – ‎2005‎م<br />

د.‏ فوزي سعيد اجلدبة<br />

أستاذ مساعد،‏ قسم الجغرافيا،‏ كلية اآلداب،‏ الجامعة اإلسالمية.‏<br />

249


حتديات التنمية الزراعية في قطاع غزة / ‎1968‎م – ‎2005‎م<br />

د.‏ فوزي سعيد اجلدبة<br />

ملخص:‏<br />

يعد القطاع الزراعي من اأهم روافد االقتصاد القومي،‏ ملا له من دور فعال يف زيادة<br />

االستثمار،‏ وخلق فرص العمل،‏ وعلى الرغم من توافر الظروف الطبيعية والبرشية للقيام<br />

به،‏ وعلى الرغم من االإمكانات املحدودة،‏ فاإن هذا القطاع استمر يف االأداء بشكل اعتيادي،‏<br />

وقد تناولت الدراسة تلك الظروف ثم االإمكانات الزراعية يف قطاع غزة،‏ حيث رصد الباحث<br />

التحديات التي تواجه منو هذا القطاع يف الفرتة من 1968 م اإىل 2006 م،‏ وقد توصلَّت اإىل<br />

عدد من النتائج ترتبت واأبرزت التحديات التي تعوق النمو االقتصادي اأو الزراعي.‏ واأخريا<br />

خلصت الدراسة اإىل عدد من التوصيات الإنقاذ هذا القطاع املهم من التدهور.‏<br />

250


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

Abstract:<br />

The Agricultural sector is one of the most important streams of the national<br />

economy as it plays an effective role in increasing investment and job creation.<br />

Although there are potential natural and human resources to achieve this<br />

development and despite the limited means available, this sector continues to<br />

perform normally. The study examined the agricultural potentials in the Gaza<br />

Strip and the researcher identified the challenges facing the growth in this<br />

sector during 1968 – 2006. The study came to a number of results that hinder<br />

agricultural growth. Finally, a number of recommendations were suggested<br />

to help preserve this promising sector from deterioration.<br />

251


حتديات التنمية الزراعية في قطاع غزة / ‎1968‎م – ‎2005‎م<br />

د.‏ فوزي سعيد اجلدبة<br />

مقدمة:‏<br />

يحتل القطاع الزراعي اأهمية خاصة يف االقتصاد الوطني الفلسطيني،‏ فهو اأحد<br />

القطاعات االإنتاجية التي تسهم بشكل فعال يف زيادة حجم االستثمارات وخلق فرص<br />

العمل،‏ ويسهم يف منو الناجت املحلي،‏ اإضافة ملساهمته يف الصادرات التي حتفز النمو<br />

االقتصادي والدخل القومي.‏<br />

وعلى الرغم من املشكالت املرتاكمة التي عانى منها هذا القطاع طوال فرتة االحتالل،‏<br />

فهو يستوعب ما يقارب %16 من جمموع االأيدي العاملة،‏ ويسهم بنسبة %12 من قيمة<br />

الناجت املحلي االإجمايل،‏ كذلك وصلت نسبة الصادرات الزراعية اإىل %21 من جمموع<br />

الصادرات الكلية )1( .<br />

اإن هذه املوؤرشات تدعو اإىل االهتمام اجلدي بالقطاع الزراعي الفلسطيني،‏ وبخاصة<br />

يف قطاع غزة الذي يسهم بنسبة كبرية يف الصادرات الزراعية من خالل تخصصه يف<br />

زراعة احلمضيات والزهور املالئمة للتصدير اإىل االأسواق العربية واالأوروبية،‏ اإضافة اإىل اأن<br />

تنمية هذا القطاع ميس اأهم جوانب القضية الفلسطينية وهي:‏ االأرض واملياه والسكان.‏<br />

لقد تولدت هذه التحديات نتيجة معاناة طويلة يف ظل االحتالل االإرسائيلي منذ عام<br />

‎1967‎م حتى االآن،‏ فقد ظل االحتالل هو املتحكم يف املوارد والسياسات وحركة البضائع<br />

والتجارة واالأفراد.‏ بل اإن جممل هذه التحديات اأثرت ‏سلبا يف منو هذا القطاع بشكل طبيعي<br />

كباقي القطاعات االقتصادية يف الدول االأخرى،‏ بل زادت هذه التحديات يف اأعقاب انتفاضة<br />

االأقصى عام 2001 م،‏ حيث عمدت اإرسائيل اإىل تخريب القطاع الزراعي بشكل واضح.‏<br />

أهداف الدراسة:‏<br />

يتمثل الهدف الرئيس للدراسة يف حتديد التحديات التي تواجه تنمية القطاع الزراعي<br />

يف قطاع غزة،‏ وتصنيفها وحتليلها حسب الواقع الذي متثله.‏ وسيتحقق يف اإطار هذا<br />

الهدف جمموعة اأخرى من الأهداف اأبرزها:‏<br />

- ‏-معرفة مقومات االإنتاج الزراعي بهدف التعرف اإىل مالءمتها.‏<br />

- ‏-معرفة االإمكانات الزراعية من اأجل وضع خطط وتوصيات لتنميتها .<br />

252


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

- ‏-توضيح االآثار السلبية لالإجراءات والسياسات االإرسائيلية والعمل على وضع<br />

احللول لها.‏<br />

فرضيات الدراسة:‏<br />

لتحقيق الأهداف املطروحة اآنفاً،‏ تعتمد الفرضيات التي تساعدنا على القيام<br />

بالعمل املنهجي املناسب للوصول اإىل اإجابات واضحة حتقق اأهداف الدراسة:‏<br />

‏.‏‎1‎اإن 1 القطاع الزراعي يعاين من اآثار االإجراءات االإرسائيلية التي حالت دون منو هذا<br />

القطاع بشكل طبيعي.‏<br />

‏.‏‎2‎تدين 2 مستوى اأداء القطاع الزراعي يسهم يف تفاقم حدة التحديات التي يواجهها<br />

هذا القطاع.‏<br />

‏.‏‎3‎اإن 3 التحديات التي يواجهها القطاع الزراعي،‏ تتضمن حتديات ذاتية تتعلق بسوء<br />

االإدارة والتنظيم،‏ واأخرى فنية وطبيعية.‏<br />

‏.‏‎4‎العنرص 4 البرشي يفتقر اإىل ثقافة احلفاظ على االأرض الزراعية التي متثل مستقبل<br />

اأبنائه.‏<br />

منهج الدراسة:‏<br />

بناء على فرضيات الدراسة واأهدافها،‏ فقد تشكلت منهجية الدراسة واآليتها كما<br />

ياأتي:‏<br />

- ‏-املنهج الوصفي التحليلي يف توصيف ظواهر البحث ومتغرياته،‏ وحتليل هذه<br />

الظواهر والوصول اإىل تفسريات للواقع الزراعي وعالقاته بالتطورات والتداعيات<br />

املستجدة.‏<br />

- ‏-املنهج التاريخي من خالل التطور الذي حدث على املساحات الزراعية يف<br />

املحافظات اجلنوبية للوطن.‏<br />

- - االأسلوب التحليلي الذي استخدمه الباحث يف حتليل اجلداول،‏ وحتليل نتائج<br />

الدراسة امليدانية.‏<br />

253


حتديات التنمية الزراعية في قطاع غزة / ‎1968‎م – ‎2005‎م<br />

د.‏ فوزي سعيد اجلدبة<br />

آليات الدراسة:‏<br />

- ‏-احلصولُ‏ على االإحصائيات املختلفة للدراسة وال ‏سيما الزراعية من اجلهاز<br />

املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏ ومن وزارة الزراعة باعتبارهما املصدر الرسمي<br />

لالإحصائيات يف فلسطني،‏ اإضافة ملا توافر مبارشة من اإحصائيات من موؤسسات<br />

حكومية اأخرى مثل:‏ وزارة البيئة بغزة وسلطة املياه.‏<br />

- ‏-زار الباحث عدداً‏ من مواقع االأراضي الزراعية التي جرفتها ‏سلطات االحتالل،‏<br />

ووثق ما راآه من تدمري وجتريف بصور فوتوغرافية لدعم البحث يف هذا اجلانب.‏<br />

- ‏-اإجراء مقابالت مع مسئولني بوزارة الزراعة للتاأكد من بعض البيانات املتوافرة.‏<br />

مشكلة الدراسة:‏<br />

واجهت الباحث العديد من املشكلت والصعاب اأهمها:‏<br />

‏.‏‎1‎تضارب 1 البيانات التي تتحدث عن التجريف واملساحات الزراعية يف السنوات<br />

اخلمس االأخرية،‏ االأمر الذي دفع الباحث للذهاب للميدان للتاأكد من البيانات<br />

بنفسه.‏<br />

‏.‏‎2‎تردد 2 موظفي وزارة الزراعة يف التعامل مع الباحث يف اإعطائه اأي معلومة بحجة<br />

اأن املعلومات متوافرة على ‏شبكة اأالإنرتنت.‏<br />

‏.‏‎3‎تعدد 3 املواضيع املتشابهة التي كتبت عن الزراعة والتنمية الزراعية يف<br />

املكتبات.‏<br />

حمتويات البحث:‏<br />

انسجاماً‏ مع اأهداف الدراسة وفرضياتها،‏ فقد قُسمت اإىل املوضوعات الآتية:‏<br />

- ‏-املقومات الطبيعية والبرشية التي تخدم القطاع الزراعي.‏<br />

- ‏-دراسة االإمكانات الزراعية يف قطاع غزة.‏<br />

254


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

- ‏-اأهم التحديات التي تواجه التنمية الزراعية يف قطاع غزة.‏<br />

255<br />

- ‏-النتائج والتوصيات.‏<br />

الصورة العامة للقطاع الزراعي يف قطاع غزة ‎1968‎م – ‎2005‎م:‏<br />

تعرض القطاع الزراعي الفلسطيني منذ العام ‎1968‎م لعدد من السياسات االإرسائيلية<br />

املمنهجة،‏ هدفت اإىل تقليص اأهميته لالقتصاد الفلسطيني،‏ وربطه بالقطاع الزراعي<br />

االإرسائيلي لتحقيق غايات ‏سياسية واقتصادية رسمت مسبقا.‏ اأما الغايات السياسية التي<br />

اأرادت اإرسائيل الوصول اإليها فرتتبط بسيطرتها على املياه واالأراضي الفلسطينية يف<br />

الضفة الغربية وقطاع غزة،‏ واأرادت اإرسائيل بذلك اإحداث انكشاف غذائي يف الضفة الغربية<br />

وقطاع غزة.‏ وبالتايل زيادة الضعف الفلسطيني يف وجه الضغوط والسياسات االإرسائيلية.‏<br />

يف حني متثلت الغايات االقتصادية االإرسائيلية برغبتها يف اإخضاع االقتصاد الفلسطيني<br />

لالقتصاد االإرسائيلي،‏ وزيادة اعتماده عليه كسوق للسلع االإرسائيلية )2( .<br />

اأما السياسات االإرسائيلية التي تاأثر بها القطاع الزراعي بشكل بالغ،‏ فهي مصادرة<br />

االأراضي،‏ واإقامة املستعمرات االستيطانية،‏ واالستيالء على مصادر املياه واستنزافها<br />

بصورة مبارشة وغري مبارشة.‏ فقد حفرت االآبار االرتوازية باأعماق تفوق االآبار الفلسطينية،‏<br />

وسحبت مياه قطاع غزة وحولتها اإىل املستوطنات التي اأقامتها فيه قبل االنسحاب منه،‏<br />

االأمر الذي اأثّر على طاقة االآبار،‏ اإضافة اإىل تاأثريه على نوعية املياه املتبقية فيها،‏ حيث<br />

ارتفعت نسبة امللوحة اإىل درجات جعلتها غري ‏صاحلة للرشب والري الزراعي،‏ ولقد اأفضت<br />

هذه السياسات جمتمعة اإىل تشوهات هيكلية حالت دون منو هذا القطاع وفق النمط املعتاد<br />

للنمو االقتصادي )3( ، وعليه تراجعت املحاصيل الفلسطينية التقليدية كاحلمضيات<br />

والزيتون،‏ واملحاصيل احلقلية اإىل مستويات متدنية )4( .<br />

مل يختلف االأمر بعد اتفاقيات اأوسلو وقدوم السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994،<br />

فقضية املياه من القضايا التي اأجل بحثها،‏ وهذه االتفاقيات مل متنع اإرسائيل من<br />

االستمرار يف مصادرة االأراضي وتوسيع املستوطنات ونهب املياه الفلسطينية،‏ يضاف اإىل<br />

ذلك اأن القطاع الزراعي مل يكن ‏ضمن اهتمامات الدول املانحة،‏ فقد اأحجمت هذه الدول عن<br />

دعم القطاع الزراعي اأو تشجيع االستثمار فيه،‏ على الرغم من اأن هذا القطاع اأصبح خالل<br />

الفرتات السابقة اأداة امتصاص رئيسة للصدمات االقتصادية التي تعرَّض لها االقتصاد<br />

املدمر،‏ حيث ارتفعت حصته من العمالة املحلية من %12.9 عام ‎1999‎م اإىل قرابة %16<br />

عام ‎2004‎م )5( ، واإىل قرابة %22 عام ‎2005‎م )6( .


حتديات التنمية الزراعية في قطاع غزة / ‎1968‎م – ‎2005‎م<br />

د.‏ فوزي سعيد اجلدبة<br />

لذلك فاإن هذا القطاع - ومنذ بدء االنتفاضة االأوىل عام ‎1987‎م-‏ واجهته كثري من<br />

الصعوبات حالت دون مساهمته يف ‏سد االحتياجات التي تلقى على عاتقه لسد حاجة<br />

السكان من االإنتاج الزراعي،‏ ويعود ذلك للأسباب الآتية:‏<br />

‏.‏‎1‎فرض 1 حصار اإرسائيلي على االإنتاج الزراعي من حيث املدخالت اإليه اأو املخرجات<br />

منه.‏<br />

‏.‏‎2‎‏سياسة 2 التجريف الزراعية بحجة الدوافع االأمنية الالزمة الإرسائيل.‏<br />

‏.‏‎3‎منع 3 تصدير املنتج الزراعي من قطاع غزه،‏ ويف الوقت نفسه ‏سمحت بتصدير<br />

اإنتاجها الزراعي اإليه،‏ كما اأثر هذا املنع بصوره ‏سلبية على حرية نقل السلع<br />

الزراعية،‏ وتسويقها داخل الوطن،‏ حيث تعرضت بعض هذه السلع وبخاصة<br />

اخلرضوات منها للتلف مما اأدى اإيل تدين اأسعارها.‏<br />

‏.‏‎4‎اأدت 4 العمليات احلربية االإرسائيلية اإيل تدمري كثري من مزارع املاشية والدواجن<br />

واآبار املياه ومنشئات زراعية،‏ ومنع كثري من املزارعني من الوصول اإىل مزارعهم،‏<br />

االأمر الذي انعكس ‏سلبا على قدرة تلبية احتياجات السوق املحلي من املحاصيل<br />

الزراعية املحلية.‏<br />

اأثَّر االعتداء واحلصار االإرسائيلي بصورة مبارشة وغري مبارشة على القطاع الزراعي،‏<br />

وكبدته خسائر جسيمة.‏ كما اأشار مدير عام وزارة الزراعة اإىل اأن اخلسائر تقدر بنحو مليار<br />

دوالر منذ ‎2001‎م حتى ‎2006‎م،‏ كما اأن اإرسائيل منعت حمصول احلمضيات من التصدير<br />

هذا العام ‏)‏‎2006‎م(‏ عرب اإجراءاتها على املعابر،‏ والتي تقدر باأكرث من 750 األف دوالر،‏<br />

وهذا يعني اأن القطاع الزراعي ‏سيحتاج اإيل ‏سنوات عدة ليعود اإيل ما كان عليه قبل تلك<br />

االإجراءات،‏ وبخاصة فيما يتعلق باالأشجار املعمرة واملثمرة مثل:‏ الزيتون واحلمضيات<br />

التي حتتاج اإىل عرشات السنني لالإنتاج االقتصادي.‏ وعلى الرغم من هذا كله فاإن ‏سكان<br />

قطاع غزة يحاولون بكل جهد اإعادة زراعة ما ميكن زراعته.‏ واجلدول )1( يوضح تطور<br />

املساحة املزروعة بالدومن يف قطاع غزة من عام ‎1968‎م – ‎2005‎م.‏<br />

256


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

الجدول )1(<br />

تطور المساحة المزروعة بالدونم في قطاع غزة من عام 1968–2005<br />

السنة<br />

املساحة املزروعة بالدومن<br />

232.545<br />

222.435<br />

212.453<br />

210.245<br />

194.900<br />

185.200<br />

195.630<br />

193.700<br />

197.820<br />

1968<br />

1970<br />

1975<br />

1980<br />

1985<br />

1990<br />

1995<br />

2000<br />

2005<br />

المصدر:‏ مركز البحوث والدراسات الفلسطينية:‏ نابلس،‏ ‎1995‎م.‏<br />

الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني:‏ غزة،‏ 2006.<br />

يتضح من اجلدول السابق )1(:<br />

اأن املساحة املزروعة منذ عام 1968 م يف تناقص مستمر،‏ فبعد اإن كانت<br />

232.545 دومنا،‏ ظلت تتناقص بنسب خمتلفة حتى وصلت عام ‎2005‎م اإىل<br />

197.820 دومنا،‏ اأي بنقص 34.725 دومنا،‏ اأي برتاجع %15 عما كانت عليه<br />

عام ‎1968‎م،‏ ويعود ذلك اإىل:‏<br />

257<br />

•<br />

‏.‏‎1‎‏سياسة 1 االحتالل االإرسائيلي التي كانت حتد من زراعة احلمضيات بصفة<br />

خاصة.‏<br />

‏.‏‎2‎ترك 2 كثري من املزارعني اأراضيهم للعمل يف اإرسائيل،‏ وبخاصة يف الفرتة ما بني<br />

‎1975‎م-‏ ‎1990‎م.‏<br />

‏.‏‎3‎الزحف 3 العمراين ‏)االإسكان(‏ على االأراضي الزراعية.‏


حتديات التنمية الزراعية في قطاع غزة / ‎1968‎م – ‎2005‎م<br />

د.‏ فوزي سعيد اجلدبة<br />

مقومات اإلنتاج الزراعي يف قطاع غزة:‏<br />

يعتمد القطاع الزراعي على جمموعة من املقومات بعضها طبيعي واالآخر برشي،‏<br />

وتتضافر هذه املقومات معا يف التاأثري على منو هذا القطاع،‏ وسنتكلم باإيجاز عن هذه<br />

املقومات.‏<br />

املقومات الطبيعية:‏<br />

258<br />

. أالسطح:‏<br />

ميثل قطاع غزه يف معظمه منطقة ‏سهلية تقع على ‏ساحل البحر املتوسط بطول ‎42‎كم،‏<br />

واأقصى ارتفاع له هو 85 مرتا فوق مستوى ‏سطح البحر يف منطقة املنطار ‏رشق مدينة غزة،‏<br />

واأدنى منسوب للسطح يصل اإيل 5 اأمتار فوق مستوى ‏سطح البحر )7( ، وهذا يعني اأن معظم<br />

‏سطحه ‏سهلي يصلح للغالت الزراعية املعروفة لدى ‏سكانه.‏<br />

. باملناخ:‏<br />

يعدُّ‏ هذا املناخ مناسبا الإنتاج كثري من الغالت الزراعية،‏ السيما درجة احلرارة التي<br />

تتالءم مع الغالت احلارة التي تزرع ‏صيفا و الغالت الباردة التي تزرع ‏شتاء،‏ بل اإن درجات<br />

احلرارة نادراً‏ ما تنخفض عن الصفر املئوي )4 درجة مئوية(‏ ، ونادراً‏ ما ترتفع عن 40<br />

درجة مئوية )8( .<br />

اأما عن اأمطار القطاع فهي متذبذبة من عام الأخر،‏ وهذه ‏سمة اإقليم البحر املتوسط )9( ،<br />

واأحيانا تاأتي مناسبة ‏)‏‎350‎ملم املعدل العام(‏ وتكفي للزراعة احلقلية حتى تنضج،‏ واأحيانا<br />

ال تفي بذلك وتوؤثر على نضج املحصول.‏<br />

اأما عن الرياح السائدة هنا فهي متنوعة اأهمها:‏ الرياح الشمالية الغربية %42.2<br />

من جمموع اجتاهات الرياح،‏ تليها الرياح الرشقية %22.1، ثم الرياح اجلنوبية الغربية<br />

%12.6، ثم الرياح الشمالية الرشقية %10.5 )10( ، وهذه الرياح ليست بالقوة التي تعمل<br />

على تخريب الزراعة،‏ اإمنا هي رياح مصاحبة للمطر ‏شتاء،‏ وهي اجلنوبية الغربية العكسية،‏<br />

اأو رياح غربية ‏صيفا،‏ تعمل على تلطيف درجة احلرارة.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

. تالرتبة:‏<br />

متتاز تربة قطاع غزة باأنها خفيفة وخمتلطة بقليل من الطمي،‏ اإال اأن نسبة الرمل قد<br />

تصل اإىل اأكرث من %80 يف بعض املناطق،‏ وميكن تصنيف الرتبة يف قطاع غزة على<br />

النحو الآتي:‏<br />

- ‏-تربة اللوس:‏ وهي تربة تكونت بفعل الرياح املحلية،‏ وهي تربة دقيقه ناعمة جدا<br />

من اأصل جبلي،‏ وتنترش هذه الرتبة يف ‏رشق القطاع،‏ وهي تربه خصبة باملواد<br />

العضوية التي كانت تنمو عقب كل فصل ماطر،‏ وتتكون هذه الرتبة من ذرات<br />

الكوارتز والصخور الطباشريية وهي غنية باملوارد الكلسية )11( .<br />

- ‏-تربة البحر املتوسط الستبسية:‏ وهي ‏رشيط ‏ضيق ميتد من جنوب القطاع<br />

حتى ‏شماله بصورة ‏رشيطية )12( ، وهذه الرتبة تصلح لزراعة اخلضار والفاكهة،‏<br />

وهي غنية بالبوتاس والفوسفات.‏<br />

- ‏-تربة الكثبان الرملية:‏ تنترش على طول الساحل املحاذي للبحر املتوسط،‏ وهي<br />

تربة ‏صاحلة لزراعة الكروم واخلضار،‏ وهي غنية بالكالسيوم )13( .<br />

. ثاملصادر املائية:‏<br />

تعد املياه من اأهم مقومات االإنتاج الزراعي،‏ وعلى الرغم من توافر املياه من مصادرها<br />

الرئيسة يف قطاع غزة من اأمطار ومياه جوفية،‏ فاإنها ال تفي مبتطلبات الزراعة والسكان .<br />

واجلدول )2( يوضح كمية املياه املستهلكة يف قطاع غزة لعام ‎2005‎م حسب اخلاصية.‏<br />

الجدول )2(<br />

كمية المياه المستهلكة في قطاع غزة لعام 2005<br />

2100<br />

اخلاصية<br />

عدد االآبار املرخصة للرشب والزراعة<br />

معدل الضخ من االآبار الزراعية<br />

معدل الضخ من االآبار الصناعية والرشب<br />

اإجمايل كمية املياه املستخرجة من االآبار املرخصة<br />

عدد االآبار غري املرخصة<br />

معدل الضخ من االآبار غري املرخصة للرشب<br />

جمموع املياه املستهلكة<br />

عدد الآبار اأو الستهلك<br />

92.2 مليون مرت مكعب ‏سنويا<br />

64.6 مليون مرت مكعب ‏سنويا<br />

156.8 مليون مرت مكعب ‏سنويا<br />

1400 بئر<br />

35 مليون مرت مكعب ‏سنويا<br />

191.8 مليون مرت مكعب ‏سنويا<br />

المصدر:‏ الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني:‏ غزة،‏ 2006.<br />

259


حتديات التنمية الزراعية في قطاع غزة / ‎1968‎م – ‎2005‎م<br />

د.‏ فوزي سعيد اجلدبة<br />

ويتضح من اجلدول السابق )2( :<br />

اأن جمموع املياه املستهلكة 191.8 مليون مرت مكعب ‏سنوياً‏ منها % 82 من االآبار<br />

الرسمية املرخصة،‏ بينما %18 منها من االآبار غري املرخصة التي يذهب جزء<br />

كبري منها لالأغراض الزراعية يف االأراضي التي تباع للمواطنني بدون االشرتاك<br />

يف بئر الري.‏<br />

% لالستهالك<br />

260<br />

•<br />

•<br />

•<br />

اأن %58 من استهالك املياه يذهب للزراعة من االآبار املرخصة،‏ و 42<br />

املنزيل والصناعة منها اأيضا.‏<br />

ارتفاع عدد االآبار غري املرخصة اإىل 1400 بئر،‏ معظمها عائد اإىل القطاع اخلاص،‏<br />

ويعود ذلك اإىل انقطاع املياه عن املنازل واالأبراج،‏ فيقوم اأصحاب هذه العقارات<br />

بحفر تلك االآبار.‏<br />

املقومات البشرية:‏<br />

يرتبط بالقطاع الزراعي جمموعة من املقومات البرشية اأهمها:‏<br />

‏.‏‎1‎الأيدي 1 العاملة:‏<br />

يرتبط النشاط الزراعي باالأيدي العاملة ارتباطا وثيقا،‏ وقد بلغت نسبة املشتغلني<br />

بالزارعة اأكرث من %30 من جمموع االأيدي العاملة بعد اأن كانت %50، وذلك خالل<br />

السبعينيات والثمانينيات من القرن املاضي )14( ، اإال اأنه حدث يف االآونة االأخرية تدن يف<br />

هذه النسبة بسبب االإجراءات االإرسائيلية التي حتد من اشتغال العمال بالزراعة،‏ وبخاصة<br />

يف االأراضي القريبة من اخلط االأخرض التي اضطر اأصحابها اإىل تركها خوفا من التهديد<br />

االإرسائيلي.‏<br />

‏.‏‎2‎نظام 2 امليكنة الزراعية والتسميد:‏<br />

توؤدي امليكنة الزراعية دوراً‏ رئيساً‏ يف عملية االإنتاج الزراعي،‏ وعلى الرغم من وفرة<br />

االأيدي العاملة،‏ فاإن قطاع الزراعة اأصبح ال يستغني عن امليكنة،‏ وبخاصة يف عملية احلرث<br />

والزراعة وحصاد القمح والشعري،‏ ويبلغ عدد اجلرارات الزراعية يف قطاع غزة 393 جراراً،‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

معظمها ميتلكها القطاع اخلاص )15( . وتكمن اأسباب التوسع يف استخدام امليكنة<br />

الزراعية و الأسمده اإىل:‏<br />

- ‏-نرش الوعي بني املزارعني الستخدام امليكنة والتسميد.‏<br />

- ‏-االستعداد النفسي واملعنوي للمحافظة على مستوى االإنتاج وحتسينه باستمرار،‏<br />

والسيما بعد الزيادة يف الطلب على الغالت الزراعية.‏<br />

- ‏-استخدام امليكنة يوفر اجلهد واملال.‏<br />

261<br />

‏.‏‎3‎امللكية 3 الزراعية:‏<br />

ال ‏شك يف اأن الظروف السياسية التي مر بها قطاع غزة،‏ والضغط السكاين على االأرض<br />

الزراعية،‏ كان له االأثر الكبري يف تفتيت امللكية الزراعية )16( .<br />

وكذلك كان لزيادة عدد السكان،‏ وتقسيم االأراضي الزراعية على الورثة حسب الرشع<br />

االإسالمي اأثر كبري يف تفتيت امللكية الزراعية بشكل واضح )17( ، ومما يوؤكد ذلك ظهور<br />

كثري من امللكيات الزراعية ‏صغرية املساحة.‏ واجلدول )3( يوضح امللكية الزراعية حسب<br />

املساحة بالدومن لعام ‎2005‎م/‏ ‎2006‎م.‏<br />

الجدول )3(<br />

الملكية الزراعية حسب المساحة بالدونم عام ‎2005‎م/‏ ‎2006‎م<br />

فئات امللكية<br />

اأقل من ‎10‎دومن<br />

عدد امللكيات<br />

النسبة<br />

مساحة احليازات<br />

65250<br />

%46.0<br />

13482<br />

النسبة<br />

%33.0<br />

%18.6<br />

%14.8<br />

%7.9<br />

%5.7<br />

%5.3<br />

%14.7<br />

36820<br />

29211<br />

15199<br />

11500<br />

10560<br />

29280<br />

%27.5<br />

%17.5<br />

%4.1<br />

%3.1<br />

%1.1<br />

%0.7<br />

8031<br />

5128<br />

1191<br />

910<br />

332<br />

211<br />

20 - 11 دومن<br />

30 - 21 دومن<br />

40 - 31 دومن<br />

50 - 41 دومن<br />

– 51 60 دومن<br />

+ 60 دومن<br />

املجموع<br />

%100<br />

197820<br />

%100<br />

29285<br />

المصدر:‏ وزارة الزراعة الفلسطينية:‏ غزة،‏ 2007.<br />

النسب من عمل الباحث.‏


حتديات التنمية الزراعية في قطاع غزة / ‎1968‎م – ‎2005‎م<br />

د.‏ فوزي سعيد اجلدبة<br />

ويتضح من اجلدول السابق )3(:<br />

‏•اأن اأكرث من %46 من امللكية الزراعية هي ملكيات ‏صغرية املساحة اأقل من 10<br />

دومنات،‏ وتشكل هذه النسبة ثلث احليازات الزراعية.‏<br />

اأما الفئة الثانية )11- 20( فتشكل %27.5، وهي تساوي % 18.6 من مساحة<br />

احليازات الزراعية،‏<br />

%، وبجمع<br />

262<br />

•<br />

•<br />

واأماالفئة الثالثة )21 - 30( فتحتل %175، وتشكل يف املساحة 14.8<br />

هذه الفئات الثالث جندها تستحوذ على %91 من جمموع امللكيات الزراعية،‏<br />

وتسجل مساحتها %66.4 من جمموع املساحة املزروعة.‏<br />

% مبساحة<br />

•<br />

اأما ما تبقى من ملكيات زراعية بفئاتها االأربع فتسجل اأقل من 9<br />

تسجل %33.6. وهذا يعني اأن فاقدا اقتصاديا كبريا يحدث نتيجة للتعامل مع<br />

تلك امللكيات،‏ االأمر الذي اأدى اإيل خفض االإنتاج االإجمايل لقطاع غزة من الغالت<br />

الزراعية،‏ وبصفة عامة فاإن امللكيات الصغرية توؤثر على الإنتاج الزراعي<br />

من خلل:‏<br />

- ‏-عدم االستغالل االأمثل للزراعة.‏<br />

- ‏-تفتت االأراضي الزراعية بحيث يصعب اتباع ‏سياسة زراعية حمدده ومنتجة.‏<br />

- ‏-زيادة استغالل موارد املياه املتاحة من طرف املزارعني.‏<br />

- ‏-احلد من استخدام امليكنة الزراعية.‏<br />

‏.‏‎4‎التسويق:‏ 4<br />

هو اأحد القواعد االقتصادية املوؤثرة يف االإنتاج،‏ وقد يكون االأثر مبارشاً،‏ اأو غري<br />

مبارش حلاجة االإنسان اإىل حماصيل اإنتاجية خمتلفة تلبي طلبه من هذه املنتجات التي<br />

تتوافر يف السوق الذي ميثل الوسيط التجاري بني االأقاليم االإنتاجية للموارد االقتصادية<br />

واالأقاليم االستهالكية لهذه املوارد )18( ، ويوؤدي السوق دوراً‏ كبرياً‏ يف التاأثري على مساحة<br />

هذه املحاصيل.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

االستخدام احلالي لألرض:‏<br />

لقد تاأثر استخدام االأرض يف قطاع غزة بالظروف السياسية التي مرت على قطاع غزة<br />

يف السنوات الستني املاضية،‏ حيث ‏شكلت هذه الظروف السمات العامة الستخدام االأرض<br />

واأهم هذه الظروف:‏<br />

‎1‎ازدحام . 1 القطاع باملهاجرين،‏ حيث هاجر اإليه قرابة 200.000 مهاجر بعد نكبة<br />

عام ‎1948‎م،‏ االأمر الذي اأدى اإىل تكدس السكان يف هذه الرقعة الصغرية اأصال<br />

)365 كم‎2‎‏(‏ ، وبالتايل الضغط على موارد الزراعة،‏ وهذا اأدى اإىل فقدان كثري من<br />

املساحات الزراعية كان من املمكن اأن تستغل يف الزراعة.‏<br />

‏.‏‎2‎الزحف 2 العمراين على املناطق الزراعية،‏ حيث يقول املهندس الزراعي معني<br />

اليازجي املسئول عن ملف املساحات الزراعية يف وزارة الزراعة يف مقابلة<br />

معه مع الباحث:‏ اإن معدل التعديات بلغ يف العام ما بني 850- ‎1000‎دومن،‏<br />

ويستطرد بالقول:‏ اإن هذه املساحات من خرية االأراضي الزراعية.‏ واجلدول )4(<br />

يوضح االستخدام احلايل لالأرض بالدومن يف عام ‎2005‎م/‏ ‎2006‎م.‏<br />

الجدول )4(<br />

اأراض زراعية<br />

االستخدام الحالي لألرض ‎2005‎م/‏ ‎2006‎م<br />

اأراض ‏سكنية استخدامات اأخرى اأراض بور<br />

جمموع<br />

365000<br />

%100<br />

76760 35420 55000<br />

%21 %9.7 %15.1<br />

197820<br />

%54.2<br />

المصدر:‏ الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني:‏ قسم األراضي،‏ ‎2007‎م.‏<br />

ويتضح من اجلدول السابق )4(:<br />

•<br />

•<br />

اأن االأراضي الزراعية ما زالت تشكل % 54.2 من استخدامات االأراضي يف<br />

حمافظات قطاع غزة.‏<br />

تشكل االأراضي البور املرتبة الثانية % 21 من االستخدام احلايل لالأرض.‏<br />

‏•حتتل املناطق السكنية املرتبة الثالثة % 15.1 من االستخدام احلايل لالأرض .<br />

‏•واأخريا تسجل املنافع العامة %9.7 وحتتل املرتبة االأخرية.‏<br />

263


حتديات التنمية الزراعية في قطاع غزة / ‎1968‎م – ‎2005‎م<br />

د.‏ فوزي سعيد اجلدبة<br />

احملاصيل الزراعية يف حمافظات قطاع غزة:‏<br />

تتعدد املحاصيل الزراعية يف حمافظات قطاع غزة على الرغم من<br />

مساحته الصغرية ومن اأهمها:‏<br />

- ‏-اأول:‏ احلمضيات:‏<br />

تعد احلمضيات من اأهم املنتجات الزراعية االإسرتاتيجية يف قطاع غزة،‏ فهي مصدر<br />

مهم بالنسبة لصادرات القطاع حيث بلغت ‏صادرتها نحو %33 عام ‎1985‎م من جمموع<br />

‏صادرات القطاع حسب بيانات وزارة الزراعة،‏ اإال اأنها تعرضت لتغريات عدة فازدهرت<br />

زراعتها حينا،‏ وتدهورت اأحياناً‏ كثرية،‏ وظلت تعاين من التدهور حتى االآن،‏ واجلدول )5(<br />

يوضح تطور مساحة احلمضيات بالدومن،‏ وتطور االإنتاج خالل الفرتة ‎1968‎م-‏ ‎2005‎م.‏<br />

الجدول )5(<br />

تطور مساحة الحمضيات خالل الفترة ‎1968‎م-‏ ‎2005‎م<br />

السنة<br />

اإجمايل املساحة املزروعة<br />

مساحة احلمضيات<br />

النسبة<br />

الإنتاج بالألف/‏ طن<br />

220.000<br />

%34.4<br />

80.000<br />

232.545<br />

1968<br />

211.000<br />

%34.6<br />

77.000<br />

222.435<br />

1970<br />

210.400<br />

%35.8<br />

76.000<br />

212.453<br />

1975<br />

180.000<br />

%34.2<br />

72.000<br />

210.245<br />

1980<br />

176.020<br />

%34.7<br />

67.700<br />

194.900<br />

1985<br />

146.802<br />

%30.7<br />

58.721<br />

185.200<br />

1990<br />

126.600<br />

%27.8<br />

54.380<br />

195.630<br />

1995<br />

110.021<br />

%21.8<br />

43.415<br />

193.700<br />

2000<br />

35.452<br />

%9.9<br />

19.505<br />

197.820<br />

2005<br />

المصدر:‏ مركز البحوث والدراسات الفلسطينية:‏ نابلس،‏ 1995.<br />

وزارة الزراعة الفلسطينية:‏ غزة،‏ 2006.<br />

ويتضح من اجلدول السابق )5(:<br />

اأن مساحة احلمضيات التي تعد من اأهم فروع الزراعة يف قطاع غزة يف تناقص مستمر،‏<br />

فبعد اأن كانت ‏سنة ‎1968‎م 80000 دومن بنسبة %34.4 من جملة املساحة املزروعة،‏<br />

تناقصت تدريجياً‏ لتصل اإىل 76.000 دومن عام ‎1975‎م اأي %35.8 من جملة املساحة<br />

264


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

املزروعة.‏ ثم واصلت املساحة انخفاضها لتسجل 72000 دومن عام ‎1980‎م،‏ ويعود ذلك<br />

اإىل تفضيل كثري من املزارعني العمل داخل اخلط االأخرض،‏ ويتواصل االنخفاض يف مساحة<br />

احلمضيات واالإنتاج لتسجل 58.721 دومناً‏ عام ‎1990‎م،‏ ثم وصلت اإىل 54.380 دومناً‏<br />

عام ‎1995‎م،‏ ثم اأخذت املساحة املزروعة باحلمضيات باالنخفاض احلاد حتى وصلت اإىل<br />

19.505 دومناً‏ عام ‎2005‎م،‏ وهي اأدنى مساحة يف تاريخ زراعة احلمضيات يف قطاع<br />

غزة،‏ ويعود ذلك لعدد من الأسباب نوردها بالرتتيب:‏<br />

‏.‏‎1‎ارتفاع 1 تكاليف زراعة احلمضيات،‏ وبخاصة يف السنوات االأخرية.‏<br />

‏.‏‎2‎انتشار 2 كثري من االأمراض مثل دودة البحر املتوسط ‏)النفق(‏ .<br />

‏.‏‎3‎تفضيل 3 بعض املزارعني زراعة اخلرضوات،‏ وبخاصة يف النطاقات القريبة من<br />

املدن مثل:‏ غزة و خانيونس ودير البلح بسبب كرثة عدد السكان،‏ والإمكان زراعة<br />

االأرض مرتني اأو ثالث مرات بعكس احلمضيات التي تعمر مدة طويلة تصل اإىل<br />

اأكرث من‎50‎ ‏سنة.‏<br />

‏.‏‎4‎تفضيل 4 بعض املزارعني زراعة الفاكهة والزهور ‏سعياً‏ وراء الربح وسهولة<br />

التصدير.‏<br />

‏.‏‎5‎الزحف 5 العمراين حيث تشري الدراسة امليدانية اإىل اأن معظم املساحات املزالة من<br />

احلمضيات حتول اإىل مبان ‏سكنية ‏)صورة رقم 1( توضح تعدي العمران على<br />

اأشجار احلمضيات.‏<br />

صورة )1(<br />

الزحف العمراني على<br />

األراضي المزروعة<br />

بالحمضيات.‏<br />

265


حتديات التنمية الزراعية في قطاع غزة / ‎1968‎م – ‎2005‎م<br />

د.‏ فوزي سعيد اجلدبة<br />

‏.‏‎6‎حتجيم 6 مساحة احلمضيات،‏ واستبدالها بغالت اأخرى مثل الزهور وغريها من<br />

املحاصيل التي تدر ربحا اأكرث من احلمضيات .<br />

‏.‏‎7‎‏سياسة 7 التجريف التي اعتمدها االحتالل االإرسائيلي يف انتفاضة االأقصى بني<br />

عام ‎2001‎م – ‎2006‎م من جتريف مئات الدومنات الزراعية ‏)صورة رقم 2(<br />

توضح جتريف االأراضي يف ‏رشق جباليا التي كانت مزروعة باحلمضيات.‏<br />

صورة )2(<br />

التجريف اإلسرائيلي<br />

لألراضي الزراعية<br />

‏.‏‎8‎تدهور 8 نوعية مياه الري حيث زادت ملوحتها،‏ واأصبحت غري مالئمة لري<br />

احلمضيات.‏<br />

التوزيع اجلغرايف واملساحي للحمضيات على حمافظات قطاع غزة عام ‎2005‎م/‏ ‎2006‎م:‏<br />

تنترش زراعة احلمضيات يف جميع اأنحاء قطاع غزة ، واجلدول )6( يوضح التوزيع<br />

اجلغرايف للحمضيات على حمافظات القطاع لسنة ‎2005‎م/‏ ‎2006‎م.‏<br />

266


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

الجدول )6(<br />

التوزيع الجغرافي للحمضيات على محافظات القطاع لسنة<br />

‎2005‎م/‏ ‎2006‎م ‏)المساحة بالدونم(‏<br />

املحافظة<br />

املحافظة الشمالية<br />

حمافظة غزة<br />

حمافظة دير البلح<br />

حمافظة خانيونس<br />

حمافظة رفح<br />

الإجمايل<br />

املساحة الإجمالية<br />

‏شموطي<br />

ليمون فلنسيا<br />

جريب فروت<br />

كلمنتينا<br />

497<br />

600<br />

100<br />

20<br />

40<br />

1257<br />

55<br />

189<br />

778<br />

250<br />

113<br />

1385<br />

697<br />

1210<br />

405<br />

54<br />

53<br />

2419<br />

2120<br />

1430<br />

2294<br />

810<br />

910<br />

7564<br />

3750<br />

2950<br />

180<br />

- -<br />

- -<br />

6880<br />

7119<br />

6379<br />

3757<br />

1134<br />

1116<br />

19.505<br />

المصدر:‏ وزارة الزراعة:‏ ‎2007‎م.‏<br />

يستدل من اجلدول السابق )6( :<br />

‏•اأن حمافظة الشمال تسهم بنصيب كبري يف املساحة االإجمالية لزراعة احلمضيات<br />

بلغت 7.119 دومناً‏ اأي بنسبة %36.5، ويعود ذلك اإىل طبيعة املياه املناسبة اأكرث<br />

من غريها،‏ تليها حمافظة غزة 6379 دومنا اأي %32.7 يف املرتبة الثانية.وتاأتي<br />

حمافظة دير البلح ‏)الوسطى(‏ يف املرتبة الثالثة،‏ اإذ بلغت املساحة املزروعة 3757<br />

اأي %19.3. اأما حمافظة خانيونس،‏ فتحتل املرتبة الرابعة مبساحة 1134 دومناً‏<br />

اأي %5.8، واأخريا حمافظة رفح يف املرتبة اخلامسة حيث بلغت املساحة املزروعة<br />

1116 دومناً‏ بنسبة %5.7، ويعود انخفاض املساحة املزروعة باحلمضيات يف<br />

املحافظات اجلنوبية اإىل ملوحة املياه فيها عكس املحافظات الشمالية ذات<br />

املياه املناسبة نسبيا.‏<br />

اأما عن نسبة االأصناف،‏ فتحتل الفلنسيا املرتبة االأوىل %، 38.8 ويعود ذلك اإىل<br />

قدرتها على حتمل درجات احلرارة املرتفعة فيصل موسمها لشهر يونيو،‏ وهو ‏شهر<br />

متاأخر بالنسبة للحمضيات،‏ ويحتل الربتقال املرتبة الثانية %35.3، ويعود ذلك<br />

اإىل كونه فاكهة مرغوبة للتصدير،‏ حيث يكتسب برتقال غزة ‏شهرة اإقليمية،‏ وياأتي<br />

الليمون يف املرتبة الثالثة %12.4، ثم اجلريب فروت %7.1 واأخريا الكلمنتينا<br />

. %6.5<br />

267<br />


حتديات التنمية الزراعية في قطاع غزة / ‎1968‎م – ‎2005‎م<br />

د.‏ فوزي سعيد اجلدبة<br />

- ‏-ثانيا:‏ الفواكه:‏<br />

حتتل الفواكه مساحة 57.059 دومناً‏ من املساحة املزروعة عام ‎2005‎م/‏ ‎2006‎م،‏<br />

حيث اهتم املزارعون بزراعتها قدميا،‏ اإال اأنها بداأت تدخل يف جمال املنافسة مع املحاصيل<br />

االأخرى حديثا،‏ ملا جتنيه من اأرباح للمزارعني<br />

واجلدول )7( يوضح تطور مساحة الفواكه بالدومن يف الفرتة من ‎1968‎م-‏ ‎2005‎م.‏<br />

الجدول )7(<br />

تطور مساحة الفواكه خالل الفترة ‎1968‎م-‏ ‎2005‎م<br />

السنة<br />

اإجمايل املساحة املزروعة<br />

مساحة الفاكهة<br />

النسبة<br />

%30<br />

70.000<br />

232.545<br />

1968<br />

%30<br />

67.000<br />

222.435<br />

1970<br />

%31<br />

66.000<br />

212.453<br />

1975<br />

%29.5<br />

62.000<br />

210.245<br />

1980<br />

%31<br />

60.700<br />

194.900<br />

1985<br />

%31.8<br />

58.921<br />

185.200<br />

1990<br />

%28.8<br />

56.380<br />

195.630<br />

1995<br />

%27.5<br />

53.415<br />

193.700<br />

2000<br />

%38<br />

57.059<br />

197.820<br />

2005<br />

المصدر:‏ مركز البحوث والدراسات الفلسطينية:‏ نابلس،‏ ‎1995‎م.‏<br />

وزارة الزراعة الفلسطينية:‏ غزة،‏ ‎2006‎م .<br />

ويتضح من اجلدول السابق )7(:<br />

اأن مساحة الفاكهة اأيضا يف تناقص مستمر،‏ فبعد اإن كانت عام ‎1968‎م تسجل<br />

70.000 دومن،‏ انخفضت عام ‎2005‎م لتسجل 57.059 دومناً،‏ اأي بانخفاض 12.941<br />

دومناً،‏ اأي بنسبة %18.5، ويعود ذلك اإىل تفضيل بعض املزارعني زراعة الزهور بعد جميء<br />

السلطة الوطنية الفلسطينية و ملوحة املياه التي ال تتناسب مع زراعة الفاكهة وصعوبة<br />

التصدير.‏<br />

268


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

التوزيع اجلغرايف واملساحي للفواكه على حمافظات قطاع غزة عام ‎2005‎م/‏ ‎2006‎م:‏<br />

تنترش زراعة الفواكه يف معظم اأنحاء القطاع بنسب خمتلفة،‏ واجلدول )8( يوضح<br />

التوزيع اجلغرايف واملساحة للفاكهة يف حمافظات قطاع غزة لسنة ‎2005‎م/‏ ‎2006‎م.‏<br />

الجدول )8(<br />

التوزيع الجغرافي والمساحة للفاكهة في محافظات قطاع غزة لسنة ‎2005‎م/‏ ‎2006‎م<br />

املحافظة املساحة زيتون عنب تني بلح جوافة تفاح لوزيات ‏صرب<br />

‏ش غزة<br />

غزة<br />

دير البلح<br />

خانيونس<br />

رفح<br />

اإجمايل<br />

72 47 1945 150 50 16 900 1600 4.780<br />

300 197 1300 200 800 2618 4678 6103 16.196<br />

644 260 228 330 4850 280 829 6653 14.074<br />

4081 3935 15 2300 401 190 100 4197 15.219<br />

1976 2394 45 120 100 120 85 1950 6.790<br />

7.073 6.833 3.533 3.100 6.201 3.224 6.592 20.503 57.059<br />

المصدر:‏ الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني:‏ إحصاءات زراعية،‏ ‎2007‎م.‏<br />

يتضح من اجلدول )8( الآتي:‏<br />

،%<br />

269<br />

•<br />

اأن الزيتون يحتل املرتبة االأوىل حوايل 20503 من جمموع الفواكه اأي 35.9<br />

وياأتي يف املرتبة الثانية الصرب %12.4، واللوزيات يف املرتبة الثالثة حيث متثل<br />

%11.9 من جمموع الفواكه،‏ ثم العنب %11.5 يف املرتبة الرابعة،‏ و البلح ياأتي<br />

يف املرتبة اخلامسة %11، وياأتي التفاح يف املرتبة السادسة %6.2، والتني يف<br />

املرتبة السابعة %5.7، واجلوافة يف املرتبة الثامنة %5.4.<br />

% يف<br />

•<br />

اأما على النطاق اجلغرايف فتستحوذ حمافظة غزة على املرتبة االأوىل 28.2<br />

زراعة الفاكهة،‏ ثم تاأتي خانيونس %26.7، ثم تاأتي دير البلح بنصيب %24.7،<br />

وتستحوذ حمافظة رفح على %11.8، واأخريا حمافظة الشمال %9.5، وجدير<br />

بالذكر اأن ارتفاع النسب هنا يُعزى اإىل زيادة نسبة الزيتون الذي يعدُّ‏ من اأصناف<br />

الفاكهة.‏


حتديات التنمية الزراعية في قطاع غزة / ‎1968‎م – ‎2005‎م<br />

د.‏ فوزي سعيد اجلدبة<br />

- ‏-ثالثا:‏ اخلرضوات:‏<br />

تنترش زراعتها يف قطاع غزة انتشاراً‏ واسعاً،‏ وبخاصة اأنها ال تتطلب يف منوها<br />

‏رشوطا طبيعية وبرشية كتلك التي حتتاجها اأية غلة اأخرى كاحلمضيات مثال،‏ لهذا السبب<br />

تزرع اخلضار بقطاع غزة بكرثة،‏ ولقد توسعت زراعتها توسعاً‏ كبرياً‏ يف السنوات االأخرية،‏<br />

حيث تعد اأقل استهالكا للمياه موازنة باحلمضيات التي باتت تعاين من مشكالت كثرية،‏<br />

اإضافة اإىل اأن ازدياد عدد السكان،‏ وارتفاع مستوى معيشتهم،‏ زاد يف حجم الطلب على<br />

اخلضار،‏ وهذا بدوره ‏شجع املزارعني على التوسع يف زراعة اخلرضوات.‏<br />

وتعتمد زراعة اخلضار يف قطاع غزة على مياه االأمطار وعلى مياه االآبار،‏ واإن كانت<br />

نسبة الزراعة على االأمطار تقل تدريجيا بسبب تذبذب كمية االأمطار من عام اإىل اآخر،‏ وخوفاً‏<br />

على تذبذب االإنتاج اعتمد املزارعون على مياه الري الدائم.‏<br />

هذا باالإضافة اإىل اأن الفرتة التي يستغرقها االإنتاج قصرية نسبياً‏ مقارنة باملحاصيل<br />

االأخرى،‏ كذلك فاإن استخدام اأساليب اإنتاج مكثفة قد اأسهم يف زيادة اإنتاجية الدومن من<br />

اخلضار،‏ كذلك ‏سهولة تسويقه ‏سواء اأكان يف االأسواق املحلية اأم اخلارجية ‏شجع املزارعني<br />

على زراعة اخلضار.‏ واجلدول )9( يوضح تطور زراعة اخلضار يف قطاع غزة خالل الفرتة<br />

‎1985‎م – ‎2005‎م.‏<br />

الجدول )9(<br />

يوضح تطور مساحة زراعة الخضار بالدونم في محافظات قطاع غزة ‎1985‎م - ‎2005‎م<br />

السنة املساحة املزروعة مساحة اخلرضوات النسبة<br />

23.7 46.200 194.900 1985<br />

27 50.200 185.200 1990<br />

27 52.950 195.630 1995<br />

27.7 53.730 193.700 2000<br />

28.7 56.788 197.820 2005<br />

المصدر:‏ وزارة الزراعة:‏ ‎2007‎م<br />

270


يتضح من اجلدول )9( الآتي:‏<br />

مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

اإن مساحة اخلرضوات يف ازدياد مستمر،‏ حيث بلغت املساحة املزروعة ‎1985‎م<br />

حوايل 46.200 دومن،‏ اأي حوايل %23.7، ثم زادت نتيجة لزيادة الطلب عليها،‏ فبلغت عام<br />

‎1990‎م حوايل %27 من جمموع املساحة املزروعة.ثم استمرت يف االزدياد حتى عام<br />

‎2005‎م لتصل %28.7.<br />

التوزيع اجلغرايف واملساحي للخضروات على حمافظات قطاع غزة عام ‎2005‎م/‏ ‎2006‎م:‏<br />

تنترش زراعة اخلرضوات يف جميع مناطق املحافظات بنسب خمتلفة،‏ واجلدول )10(<br />

يوضح التوزيع اجلغرايف ملساحة اخلرضوات على حمافظات قطاع غزة عام ‎2005‎م/‏<br />

‎2006‎م.‏<br />

الجدول )10(<br />

التوزيع الجغرافي لمساحة الخضروات على محافظات قطاع غزة عام ‎2005‎م/‏ ‎2006‎م<br />

املحافظة املساحة الصاحلة للزراعة اإجمايل املساحة املزروعة املساحة املزروعة باخلرضوات<br />

‏شمال غزة<br />

غزة<br />

دير البلح<br />

خانيونس<br />

رفح<br />

الإجمايل<br />

النسبة<br />

8 .20<br />

4 .5<br />

1 .19<br />

5 .30<br />

2 .24<br />

100<br />

837 .11<br />

141 .32<br />

500 .34<br />

044 .3<br />

732 .30<br />

971 .41<br />

850 .10<br />

027 .35<br />

894 .40<br />

350 .17<br />

052 .67<br />

951 .70<br />

707 .13<br />

868 .32<br />

330 .39<br />

788 .56<br />

820 .197<br />

646 .227<br />

المصدر:‏ وزارة الزراعة الفلسطينية:‏ غزة،‏ ‎2006‎م.‏<br />

ويتضح من اجلدول السابق )10(:<br />

اإن اإجمايل املساحة املزروعة باخلرضوات بلغ نحو 56.788 دومناً‏ عام ‎2006‎م/‏<br />

‎2007‎م؛ اأي بنسبة %28.7 من اإجمايل املساحة املزروعة.‏ ومن اجلدول يتبني لنا اأن اأعلى<br />

نسبة لزراعة اخلرضوات هي يف حمافظة خانيونس،‏ اإذ تبلغ النسبة %30.5 من املساحة<br />

املزروعة باخلرضوات،‏ ويعود ذلك اإىل اتساع املحافظة التي تضم عدداً‏ من القرى مثل:‏<br />

عبسان الصغرية،‏ وعبسان الكبرية،‏ وخزاعة .<br />

271


حتديات التنمية الزراعية في قطاع غزة / ‎1968‎م – ‎2005‎م<br />

د.‏ فوزي سعيد اجلدبة<br />

وتاأتي حمافظة رفح يف املرتبة الثانية بنسبة %24.2، ويعود ذلك اإىل انتشار الزراعة<br />

البعلية فيها بسبب ارتفاع معدل بخار املاء،‏ وحتتل حمافظة ‏شمال غزة املرتبة الثالثة<br />

بنسبة %20.8، ويعود ذلك اإىل اتساع االأراضي الرملية يف ‏شمال بيت الهيا،‏ وحتتل<br />

حمافظة دير البلح املرتبة الرابعة بنسبة %19.1 ويعود ذلك اإىل انتشار الدفيئات الزراعية<br />

فيها،‏ وحتتل مدينة غزة املرتبة اخلامسة بنسبة %5.4 ويعود ذلك اإىل اشتغال معظم العمال<br />

يف مهن اأخرى،‏ واالمتداد العمراين الذي يوؤثر على االأراضي الزراعية القريبة من العمران،‏<br />

والتي يفضل اأصحاب االأراضي زراعتها باخلرضوات بدالً‏ من االأشجار املعمرة كالزيتون<br />

واحلمضيات.‏<br />

احملاصيل احلقلية:‏<br />

وتشمل املحاصيل احلقلية:‏ القمح والشعري واحلمص والعدس والفول والذرة،‏ وغريها<br />

من املحاصيل،‏ وتبلغ املساحة املزروعة حوايل 64.468 دومناً‏ عام ‎2005‎م/‏ ‎2006‎م.‏<br />

وجدير بالذكر اأن قطاع غزة ينتج من املحاصيل احلقلية نصف ما يستهلك،‏ لذا<br />

فاإنه يعتمد على االسترياد لسد حاجة السكان االستهالكية.‏ واجلدول )11( يوضح التوزيع<br />

اجلغرايف،‏ واملساحة بالدومن للمحاصيل احلقلية يف قطاع غزة ‎2005‎م/‏ ‎2006‎م.‏<br />

الجدول )11(<br />

التوزيع الجغرافي والمساحة للمحاصيل الحقلية في قطاع غزة لسنة ‎2005‎م/‏ ‎2006‎م<br />

املحافظة املساحة قمح ‏شعري برسيم وبيقا بصل وتوم حمص عدس بطاطا<br />

‏شمال غزة<br />

غزة<br />

دير البلح<br />

خانيونس<br />

رفح<br />

اإجمايل<br />

اأخرى<br />

100<br />

00<br />

300<br />

2739<br />

1250<br />

4389<br />

3510 25 50 520 320 1130 2.750 8.405<br />

223 5 00 50 85 583 4.167 5.113<br />

580 00 00 190 326 900 4.050 6.346<br />

6500 900 00 1710 00 3500 18.000 33.349<br />

4150 50 55 1550 00 2200 2000 11.255<br />

14.963 980 105 4020 731 8.313 30.967 64.468<br />

المصدر:‏ الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني:‏ غزة،‏ 2006.<br />

272


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

يتضح من اجلدول السابق )11( ما ياأتي:‏<br />

الزهور:‏<br />

‏•اأن حمافظة خانيونس حتتل املرتبة االأوىل يف املساحة املزروعة يف املحاصيل<br />

احلقلية بنسبة %51.7، ويعود ذلك اإىل الرتبة الطينية اخلفيفة ‏رشق املحافظة،‏<br />

وحتتل حمافظة رفح املرتبة الثانية بنسبة %17.5، ويعود ذلك اإىل زراعة املنطقة<br />

الرشقية بهذه املحاصيل،‏ اأما ‏شمال غزة فيحتل املرتبة الثالثة بنسبة %13 ،<br />

ويعود ذلك اإىل ‏صالحية الرتبة الطينية يف ‏رشقها ‏)بيت حانون وجباليا(‏ لزراعة<br />

تلك املحاصيل،‏ اأما دير البلح فنسبتها %9.8، وانخفاض النسبة هنا يعود اإىل<br />

‏سيادة نظام الدفيئات الزراعية،‏ واأخريا مدينة غزة بنسبة %8 ويعود ذلك اإىل قلة<br />

االأراضي البور ‏رشق املحافظة.‏<br />

‏•على نطاق املحاصيل يعدُّ‏ القمح من اأهم املحاصيل احلقلية املزروعة يف القطاع<br />

%48 من اإجمايل املساحة املزروعة،‏ ثم حتتل البطاطا املرتبة الثانية %23.2،<br />

ويحتل الشعري املرتبة الثالثة %13 ، وهذا يعني اأن املحاصيل الثالثة تستحوذ<br />

على %84.2 من جمموع املحاصيل احلقلية،‏ ومتثل باقي املحاصيل احلقلية<br />

النسبة الباقية كما هو موضح باجلدول.‏<br />

انترشت زراعة الزهور يف قطاع غزة،‏ والسيما بعد جميء السلطة الفلسطينية عام<br />

‎1995‎م،‏ ملا تدره من اأرباح وصالحية بعض اأنواع الرتبة يف قطاع غزة لزراعة الزهور،‏<br />

ويعد القرنفل اأكرث اأنواع الزهور انتشارا يف القطاع،‏ وبلغت املساحة املزروعة بالورود<br />

حوايل 5000 دومن،‏ وكان االإنتاج يصدر عن طريق ميناء غزة اجلوي،‏ وعندما اندلعت<br />

انتفاضة االأقصى خرَّب املطار،‏ فتوقف تصدير الزهور،‏ وبالتايل انعكس ذلك على زراعته،‏<br />

ومل يسجل عام ‎2006‎م اأي زراعة للزهور.‏<br />

التحديات اليت تواجه القطاع الزراعي يف قطاع غزة:‏<br />

من خالل االستعراض السابق لواقع القطاع الزراعي،‏ ودراسة اجلوانب املختلفة<br />

املوؤثرة يف تطوره،‏ من املمكن حتديد التحديات التي تواجه تطور هذا القطاع وفقا<br />

للتصنيف الآتي:‏<br />

273


حتديات التنمية الزراعية في قطاع غزة / ‎1968‎م – ‎2005‎م<br />

د.‏ فوزي سعيد اجلدبة<br />

أوال:‏ حتديات نامجة عن سياسات االحتالل اإلسرائيلي:‏<br />

. أجتريف الأراضي الزراعية:‏<br />

متثل عمليات التجريف ‏صورة اأخرى من ‏صور االعتداء على االأرض الزراعية يف قطاع<br />

غزة،‏ التي يعني استمرارها دون توقف تهديداً‏ مبارشاً‏ لالأمن القومي ومستقبل الزراعة يف<br />

قطاع غزة،‏ الأنها توؤدي اإىل تخريب الرتبة الزراعية يف مناطق متعددة،‏ وبالتايل تناقص<br />

اإنتاجيتها وقدرتها على ‏سد حاجة السكان من الغالت املزروعة.‏<br />

وتتلخص هذه املشكلة يف تعرض مساحات ‏شاسعة من االأراضي الزراعية لعملية<br />

التجريف من قبل االحتالل االإرسائيلي الذي ‏سجل باستمرار طوال عمليات االجتياح جتريف<br />

مئات الدومنات الزراعية،‏ وقد الحظ الباحث خالل الدراسة امليدانية اأنه يف حاالت كثرية<br />

كانت عمليات التجريف تاأخذ ‏شكل حفر كبرية لتكون تالال واقية للدبابات،‏ عندها يصعب<br />

استصالح الرتبة فيما بعد،‏ وتتجسد خطورة هذه املشكلة يف نتائجها العديدة التي<br />

تتمثل يف:‏<br />

‏•تدهور اإنتاجية االأرض نتيجة لتخريب الرتبة السطحية اخلصبة،‏ وبالتايل تشويه<br />

منظر الرتبة العلوي ‏)صورة 3( التي تظهر تشوهاً‏ واضحاً‏ لسطح الرتبة يف االأراضي<br />

الزراعية ‏رشقي بيت حانون،‏ وتبلغ عمليات التجريف اأقصاها بالقرب من السياج<br />

احلدودي املحاذي للخط االأخرض يف الشمال والرشق.‏ هذا ويبلغ جمموع االأراضي<br />

الزراعية املجرفة نحو 51 األف دومن )19( .<br />

صورة )3(<br />

تشويه لمنظر التربة<br />

العلوي بسبب التجريف<br />

274


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

‏•اإهمال كثري من املزارعني زراعة اأراضيهم الرتفاع تكاليف االستصالح.‏<br />

. بمشكلة املياه:‏<br />

•<br />

تعدّ‏ مشكلة املياه من اأبرز معوقات التنمية الزراعية يف قطاع غزة،‏ حيث توجد ثلث<br />

مشكلت رئيسة هي:‏<br />

نقص املياه:‏ يكتسب موضوع املياه اأهمية خاصة يف قطاع غزه بسبب حمدودية<br />

املتاح منه كمياه للرشب والري،‏ وطبقا للموؤرش العاملي الستهالك املياه فاإن اأي<br />

بلد يقل فيه متوسط نصيب الفرد من املياه ‏سنويا عن 1500 مرت مكعب يعد بلداً‏<br />

يعاين من ندرة املياه.‏ واجلدول )12( يوضح لنا االحتياجات املائية لقطاع غزة<br />

حتى عام ‎2020‎م.‏<br />

والناظر اإىل اجلدول )12( يجد اأن الزراعة حتصل على نصيب كبري من موارد املياه<br />

يف قطاع غزة،‏ اإذ تستحوذ على %62.5 مقابل %37.5 لالستخدام املنزيل و الصناعي للعام<br />

‎2000‎م،‏ اإال اأن هذه االحتياجات الزراعية للمياه يف تناقص مستمر،‏ حيث ‏سجلت عام<br />

‎2005‎م نحو %48.1، وتنخفض هذه النسبة عام 2010 لتسجل %42، ثم يزداد االنخفاض<br />

عام 2020 ليصل اإىل %30.5 من االحتياجات املائية لقطاع غزة،‏ ويعود هذا التناقص يف<br />

حصة الزراعة اإىل الزحف العمراين على االأراضي الزراعية،‏ نتيجة للتزايد يف عدد السكان<br />

والتصنيع.‏<br />

الجدول )12(<br />

االحتياجات المائية لقطاع غزة من ‎2000‎م – ‎2020‎م بالمليون متر مكعب<br />

السنة<br />

الستهلك الزراعي<br />

الستهلك املنزيل والصناعي<br />

املجموع<br />

145.51<br />

191.80<br />

212.45<br />

234.89<br />

261.70<br />

54.51<br />

99.60<br />

124.15<br />

151.24<br />

182.00<br />

91<br />

92.20<br />

88.30<br />

83.65<br />

79.70<br />

2000<br />

2005<br />

2010<br />

2015<br />

2020<br />

المصدر:‏ الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني:‏ غزة ، 2005.<br />

275


حتديات التنمية الزراعية في قطاع غزة / ‎1968‎م – ‎2005‎م<br />

د.‏ فوزي سعيد اجلدبة<br />

وقد اأسهم االحتالل بجزء كبري من نقص املياه يف قطاع غزة حيث قدرت اخلسائر -<br />

كما اأكدت ‏سلطة املياه يف غزة-‏ بحوايل 17 مليون دوالر من جراء تدمري خطوط توصيل<br />

املياه واآبار الري ‏)صورة رقم 4( التي تظهر تدمري بئر مياه يف بيارة لعائلة اجلدبة ‏رشق<br />

جباليا.‏ هذا باالإضافة اإىل اأن اإرسائيل تستهلك اأكرث من %70 من مياه القطاع عن طريق<br />

االآبار التي حفرتها اإرسائيل على طول خط الهدنة،‏ وبناء السدود حلجز املياه عن اأودية<br />

القطاع الثالثة الرئيسية وهي:‏ وادي غزة،‏ ووادي بيت حانون،‏ ووادي السلقا،‏ وهذه االأودية<br />

ميكن اأن تستخدم لتخزين املياه،‏ واالستفادة منها يف حقن اخلزان اجلويف )20( .<br />

صورة )4(<br />

بئر مياه مجرف<br />

كذلك حفرت<br />

اإرسائيل العديد من<br />

غزة،‏<br />

االآبار القريبة من قطاع<br />

طول حدود<br />

فهناك 13 بئراً‏ موزعة على<br />

جنوبا.‏ باالإضافة اإىل<br />

القطاع من بيت حانون ‏شماالً‏ اإىل رفح<br />

25 بئراً‏ قريبة من حدود قطاع غزة داخل اخلط االأخرض )21( ، وبهذا متنع اأي ترسب للمياه<br />

اجلوفية من الضفة الغربية فلسطني املحتلة عام 1948 اإىل قطاع غزة.‏ ومن اأسباب<br />

نقص املياه يف قطاع غزة:‏<br />

- ‏-حرمانه من االستفادة من 73 مليون مرت مكعب ‏سنويا من املياه العادمة،‏ التي<br />

ميكن اأن يستخدم جزء كبري منها بعد املعاجلة يف ري املزروعات.‏<br />

- ‏-الشح املتزايد يف مصادر املياه الذي يتزامن مع التزايد السكاين للقطاع.‏<br />

- ‏-وقوع قطاع غزة يف املنطقة اجلافة وشبة اجلافة زاد من مشكلة نقص املياه .<br />

276


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

‏•ملوحة املياه:‏ نتيجة للضخ الزائد ارتفعت نسبة امللوحة يف مياه الري،‏ وبالتايل<br />

ارتفعت نسبة ملوحة الرتبة،‏ مما اأثر على نوعية املحاصيل املزروعة،‏ فتناقصت<br />

زراعة احلمضيات،‏ وتزايدت املحاصيل التي لها قدرة على حتمل امللوحة<br />

كالزيتون.‏<br />

تلوث املياه:‏ على الرغم من اأن موارد القطاع املائية حمدودة للغاية،‏ فاإن التوسع<br />

يف استخدام املخصبات الكيمائية واملبيدات احلرشية واأدوية معاجلة االأمراض<br />

النباتية التي تترسب مع االأمطار اإىل اخلزانات اجلوفية للمياه،‏ االأمر الذي اأدى اإىل<br />

ارتفاع نسبة امللوثات يف مياه الرشب والري معا،‏ واأهم اأنواع امللوثات )22( :<br />

277<br />

•<br />

- ‏-التلوث الناجت عن خملفات املصانع،‏ التي تصب بوساطة اأنابيب لتختلط مبياه<br />

الوديان،‏ اأو املناطق اخلالية لتترسب اإىل املياه اجلوفية.‏<br />

- ‏-التلوث الناجت عن الزراعة املكثفة يف بعض املناطق،‏ واالستخدام املفرط<br />

للمخصبات الزراعية و املبيدات.‏<br />

- ‏-التلوث الناجت عن عدم توافر ‏شبكات ‏رصف ‏صحي يف معظم املناطق،‏ واستخدام<br />

احلفر االمتصاصية بدالً‏ منها.‏<br />

- ‏-التلوث الناجت عن املياه اخلارجة من حمطات املعاجلة،‏ التي ال تعالج املياه<br />

بشكل كلي اأو مناسب.‏<br />

- ‏-التلوث الناجت عن ‏ضخ مياه الرصف الصحي غري املعاجلة اإىل االأراضي<br />

والوديان.‏<br />

- ‏-التلوث الناجت عن دفن املخلفات املنزلية اأو اإلقائها يف االأماكن غري املخصصة<br />

لها.‏<br />

. تاإضعاف البنية التحتية للزراعة وتدهورها:‏<br />

تتعلق مرافق البنية التحتية بشكل رئيس يف جمال الطرق الربية والبحرية واجلوية<br />

‏)مطار غزة الدويل وميناء غزة(‏ ، ومياه الرشب،‏ واأنظمة الرصف الصحي،‏ وهذه املرافق ما


حتديات التنمية الزراعية في قطاع غزة / ‎1968‎م – ‎2005‎م<br />

د.‏ فوزي سعيد اجلدبة<br />

زالت خدماتها ‏ضعيفة بشكل قد يهدد النظام البيئي بصورة كبرية،‏ فالكهرباء ما زالت تاأتي<br />

من اإرسائيل،‏ باالإضافة اإىل اأن اإرسائيل تعوق استكمال فتح امليناء واملطار،‏ االأمر الذي<br />

انعكس على تصدير الغالت الزراعية.‏ اأما الطرق الزراعية فهي طرق ترابية بحالة ‏سيئة جدا.‏<br />

هذا ويبلغ طول الطرق يف قطاع غزة 170 كم )23( .<br />

لقد اأهمل االحتالل االإرسائيلي البنية التحتية طوال فرتة االحتالل،‏ وقام بتدمري كثري<br />

من املرافق التي تخدم القطاع الزراعي،‏ والتي اأنساأتها السلطة الوطنية الفلسطينية خالل<br />

السنوات السابقة.‏<br />

ثانيا:‏ حتديات نامجة عن سوء اإلدارة والتنظيم:‏<br />

. أعدم وجود ‏سياسة زراعية:‏<br />

مل يحظ القطاع الزراعي باالهتمام الكايف من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية،‏ فعلى<br />

الرغم من الشعارات الكثرية التي رُفعت واأُعلنت الإعطاء هذا القطاع اأولوية خاصة،‏ فاإن<br />

حظه من ذلك ظل دون املستوى،‏ حيث ظلت اجلهود املبذولة لتطوير القطاع الزراعي فردية<br />

يف معظمها،‏ ومل تنفذ يف اإطار ‏سياسة زراعية واضحة للسلطة الوطنية،‏ وياأتي ذلك اأيضا<br />

كمحصلة لعدم وجود ‏سياسات عامة حمددة للسلطة مثل:‏ السياسة االقتصادية والسياسة<br />

السكانية،‏ وغريها.‏ وقد يفرس ذلك بعدم االستقرار الناجم عن االحتالل،‏ ولكن بعضهم يرى<br />

اأنه ال عذر عن عدم وجود ‏سياسة زراعية يف كل االأحوال،‏ الأنه من الصعب تصور حتقيق اأي<br />

تقدم يف هذا القطاع يف ظل عدم وجود ‏سياسة زراعية.‏<br />

. بمشكلة عدم توافر راأس املال:‏<br />

يحتاج تطوير االأراضي الزراعية اإىل روؤوس االأموال التي ال يستطيع املزارع توفريها<br />

نتيجة الرتفاع االأسعار املتعلقة باملدخالت الزراعية،‏ وقد اأحجمت البنوك عن متويل<br />

املشاريع الزراعية االأمر الذي اأدى اإىل ترك بعض املزارعني الأراضيهم بدون زراعة ‏)صورة<br />

رقم 5(، توضح اأراضي مرتوكة بدون زراعة ‏رشقي بيت حانون(‏ ، وقد بلغت نسبة القروض<br />

املقدمة للقطاع الزراعي من اجلهاز املرصيف يف اأحسن اأحوالها %2 فقط من اإجمايل حجم<br />

القروض التي قدمتها املصارف الأوجه النشاطات املختلفة )24( . اأضف اإىل ذلك اأن نصيب<br />

القطاع الزراعي من املساعدات االإمنائية ‏)وليس من جمموع املساعدات الكلية(‏ مل يتجاوز<br />

%0.4 فقط عام ‎2002‎م ارتفعت اإىل %2 عام ‎2004‎م )25( .<br />

278


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

صورة )5(<br />

أراضي متروكة<br />

. تمشكلة التسويق:‏<br />

تعد مشكلة التسويق من اأهم املشكالت التي يعاين منها القطاع الزراعي حيث يوجد<br />

‏ضعف يف عمليات الفرز والتغليف والتعبئة وضعف يف اإمكانيات التخزين والتربيد،‏ وارتفاع<br />

تكاليف االإنتاج وغياب املوؤسسات التسويقية مع حتكم االحتالل يف عملية التسويق،‏ كل هذا<br />

خلق منافسة قوية من املنتج االإرسائيلي داخل اخلط االأخرض،‏ وانخفاض القدرة التنافسية<br />

للحمضيات يف االأسواق اخلارجية.‏<br />

ثالثا:‏ حتديات طبيعية:‏<br />

. أمشكلة اجلفاف:‏<br />

تنتج هذه املشكلة بسبب تذبذب االأمطار من عام اإىل اآخر،‏ وزيادة نسبة التبخر مما<br />

يوؤثر على الزراعة البعلية خاصة زراعة املحاصيل احلقلية مثل:‏ القمح والشعري،‏ كما توؤثر<br />

االأمطار على املخزون املائي اجلويف من املياه العذبة الذي بداأ يتاأثر بوضوح من هذه<br />

املشكلة،‏ التي اأثرت على االأنظمة املائية يف قطاع غزة،‏ والتي تنقسم اإىل نظامني رئيسني<br />

هما:‏<br />

‏•النظام املائي العميق:‏ ويوجد يف عمق يصل اإىل 400<br />

البحر ومياهه عاليه امللوحة.‏<br />

279<br />

مرت حتت مستوى ‏سطح<br />

‏•النظام املائي العلوي وهو التكوين املائي الرئيسي يف غزة وهو اأيضا ملوث.‏


حتديات التنمية الزراعية في قطاع غزة / ‎1968‎م – ‎2005‎م<br />

د.‏ فوزي سعيد اجلدبة<br />

. بمشكلة الأمراض النباتية:‏<br />

تسبب االأمراض النباتية اأرضارا وخسائر تقدر ب %30 من قيمة املنتج الزراعي،‏ كما<br />

اأفاد املهندس الزراعي،‏ وحتتاج هذه االأمراض اإىل استخدام املبيدات التي يتحكم فيها<br />

االحتالل،‏ وتظهر اأنواع جديدة من االأمراض لها القدرة على التكيف مع املبيدات مما يلحق<br />

خسائر فادحة بالزراعة.‏<br />

. تمشكلة التصحر:‏<br />

يقصد بالتصحر تناقص الطاقة االإنتاجية الإقليم ما،‏ اأو بتعبري اآخر فقد التوازن بني<br />

االستغالل البرشي الإقليم ما واإمكاناته البيئية،‏ وهذا يعني تدهور النظام البيئي نتيجة<br />

الإرساف االإنسان يف استغالل املوارد البيئية املتاحة يف الوقت الذي يهمل فيه توفري<br />

مستلزمات اأو مقومات استغالل هذه املوارد بصورة مربحة لتتفق ومستوى االستغالل<br />

وحجمه )26( .<br />

واستنادا اإىل هذا التعريف جند اأن نطاقات عديدة من االأرض الزراعية يف قطاع غزة<br />

تعاين من التصحر،‏ اأي من تناقص قدراتها االإنتاجية،‏ ومرد ذلك عوامل عدة:‏ ملوحة املياه<br />

وجفاف الرتبة والزحف العمراين جتاهها،‏ وجدير بالذكر اأن معظم االأراضي التي تتصحر هي<br />

القريبة من املناطق السكنية ‏)صورة رقم 6، اأخذت من البيارات يف حي التفاح الغربي(.‏<br />

صورة )6(<br />

منطقة قريبة من<br />

المناطق السكنية<br />

أصبحت متصحرة<br />

280


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

رابعا:‏ التحديات السكانية:‏<br />

يعد العامل السكاين من اأكرب التحديات التي تواجه التنمية الزراعية يف قطاع غزة،‏<br />

ويعود ذلك اإىل ارتفاع معدالت النمو السكاين من ناحية،‏ وقلة االأراضي الزراعية من ناحية<br />

اأخرى،‏ االأمر الذي يعمل على زيادة الضغط السكاين على املساحات الزراعية،‏ وتناقص<br />

حصة الفرد منها،‏ باالإضافة اإىل الضغط املتزايد على املياه واملرافق االأخرى،‏ وهذا ينذر<br />

بكوارث وشيكة اإذا مل تتخذ االإجراءات الفاعلة لتنظيم االأرسة،‏ وتخفيض معدل النمو السكاين<br />

الذي يعد من اأعلى املعدالت يف العامل نحو %5.5 )27( .<br />

نتائج الدراسة:‏ بناء على ما سبق دراسته جاءت النتائج على النحو اآلتي:‏<br />

‏.‏‎1‎يعاين 1 القطاع الزراعي يف قطاع غزة من ‏ضعف بنيوي واضح نتيجة اخللل<br />

احلاصل يف عالقات القطاع اخلارجية والداخلية بالضفة الغربية،‏ واستمرار<br />

‏سياسات االإغالق واحلصار االإرسائيلي.‏<br />

‏.‏‎2‎مل 2 يحظ القطاع الزراعي باالهتمام الرسمي للسلطة الوطنية نتيجة اعتبارات عدة<br />

متداخلة منها اأن الدعم يذهب يف غالبيته لالإنفاق على اخلدمات غري االإنتاجية،‏<br />

وعدم وجود ‏سياسة زراعية واضحة.‏<br />

‏.‏‎3‎‏ضعف 3 املقومات الطبيعية والبرشية،‏ وعدم تطويرها واستغاللها االستغالل<br />

االأمثل.‏<br />

‏.‏‎4‎الهيكل 4 املحصويل يف قطاع غزة لصالح اخلرضوات والزهور،‏ وعلى حساب<br />

احلمضيات واحلبوب،‏ يف اإطار اهتمام املزارعني باإنتاج املحاصيل املالئمة<br />

للتصدير واالإنتاج الرسيع،‏ وقد مت هذا التغري بجهود القطاع اخلاص وبشكل فردي<br />

مما خلق كثرياً‏ من االإرباكات.‏<br />

‏.‏‎5‎تعددت 5 التحديات واملشكالت التي تواجهها التنمية الزراعية يف قطاع غزة بني<br />

حتديات خارجية تتمثل يف ‏سياسات االحتالل،‏ وحتديات ناجمة عن ‏سوء االإدارة<br />

والتنظيم،‏ اإضافة للتحديات الطبيعية والسكانية.‏<br />

.6 6 غياب التخطيط التنموي للقطاع الزراعي،‏ وعدم تطوير القوانني والترشيعات<br />

الزراعية.‏<br />

281


حتديات التنمية الزراعية في قطاع غزة / ‎1968‎م – ‎2005‎م<br />

د.‏ فوزي سعيد اجلدبة<br />

‏.‏‎7‎‏ضعف 7 دور املوؤسسات املالية واالأجهزة الرسمية لتقدمي الدعم والتسهيالت<br />

للمزارعني.‏<br />

‏.‏‎8‎تخلف 8 قطاع التسويق الزراعي،‏ وضعف بنيته التحتية اأصال،‏ التي تشمل عدم توافر<br />

‏شبكة مواصالت جيدة،‏ وعدم وجود وحدات للتعبئة والتخزين والتغليف.‏<br />

‏.‏‎9‎‏ضعف 9 استخدام التكنولوجيا احلديثة يف الري وعملية االإنتاج،‏ نتيجة لصغر حجم<br />

امللكية الزراعية.‏<br />

‎1010‎غياب هيئة بحوث زراعية لنرش نتائجها السيما تلك املتعلقة بتطوير اأصناف<br />

البذور وطرق الوقاية من االأمراض.‏<br />

‎1111‎‏ضعف االإرشاد الزراعي،‏ بل غيابه يف بعض املناطق بسبب قلة املوظفني.‏<br />

‎1212‎انتشار امللكيات الصغرية بصورة كبرية،‏ االأمر الذي يعوق عملية التنمية.‏<br />

‎1313‎عدم توافر نرشة اإحصائية تتعلق مبعلومات واأخبار السوق من حيث املستويات<br />

السعرية،‏ والكميات املسوقة ليتسنى للمزارعني التحرك يف ظل املنافسة<br />

املتاحة.‏<br />

‎1414‎ترك املخلفات الزراعية،‏ وال ‏سيما خملفات الدفيئات يف الشوارع الرتابية القريبة<br />

من املناطق الزراعية مسببة مشكالت بيئية وصحية.‏<br />

‎1515‎غياب اأي خطة لالستفادة من مياه االأمطار ومياه الرصف الصحي بعد<br />

معاجلتها.‏<br />

‎1616‎التعدي الواضح على االأراضي الزراعية الأغراض البناء اأو التاأجري لالأنشطة<br />

االقتصادية.‏<br />

التوصيات:‏<br />

.1 1 معاجلة الضعف البنيوي يف املوارد الطبيعية كاالأرض واملياه واالستفادة<br />

القصوى منها،‏ وزيادة كفاءة العوامل البرشية من خالل التدريب املتواصل<br />

والتعليم املستمر على وسائل االإنتاج احلديثة.‏<br />

282


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

‏.‏‎2‎تشجيع 2 املوؤسسات الرسمية على االهتمام بالزراعة من خالل تشجيع االستثمار<br />

ودعم املزارعني.‏<br />

‏.‏‎3‎رفع 3 كفاءة ‏شبكات نقل وتوزيع املياه وصيانتها وتطويرها.‏<br />

‏.‏‎4‎حتسني 4 جودة املنتجات الزراعية حسب املواصفات العاملية املتالئمة مع البيئة،‏<br />

وزراعة اأصناف من املحاصيل املطلوبة ‏)مثل الفراولة والزهور(‏ .<br />

‏.‏‎5‎توفري 5 روؤوس االأموال الالزمة للعمل يف القطاع الزراعي من اأجل زيادة االستثمار<br />

وزيادة االإنتاج.‏<br />

‏.‏‎6‎‏سن 6 القوانني التي متنع بصورة قاطعة اإقامة املشاريع االستثمارية املختلفة،‏<br />

واملستودعات فوق االأراضي الزراعية،‏ وتركيز هذه املرشوعات يف االأراضي البور<br />

التي ال تصلح للزراعة.‏<br />

‏.‏‎7‎تشجيع 7 القطاع اخلاص على القيام مبا يلقى عليه من اأعباء واالستثمار<br />

بالزراعة.‏<br />

‏.‏‎8‎العمل 8 على توفري خدمات ما بعد احلصاد،‏ وبخاصة ما يتعلق باملخازن املربدة<br />

والعادية،‏ لتكون هناك اإمكانية حقيقية حلفظ االإنتاج ومن ثم التسويق.‏<br />

‏.‏‎9‎العمل 9 على توفري وسائط النقل باأنواعها كافة لنقل االإنتاج الزراعي من اأماكن<br />

اإنتاجه اإىل اأماكن تسويقه.‏<br />

‎1010‎التاأكيد على اأن تكون هناك قاعدة بيانات زراعية تتعلق باملساحات الزراعية<br />

واملحاصيل،‏ ومقدار اإنتاجها واالإنتاج الكلي لكل حمصول،‏ ومدى االكتفاء الذاتي<br />

منه.‏<br />

‎1111‎يجب اأن تكون هناك معلومات تسويقية على مستوى وطني واإقليمي،‏ لتمكن من<br />

تبادل املعلومات فيما يتعلق باالسترياد والتصدير.‏<br />

‎1212‎االستفادة من املواد الصلبة واملياه العادمة يف الزراعة بعد اإعادة معاجلتها<br />

وتنقيتها.‏<br />

13 13 حتديد املراكز العمرانية،‏ والسيما الرئيسة منها بصورة دقيقة وحازمة،‏ ووقف<br />

الزحف العمراين على االأراضي الزراعية.‏<br />

283


حتديات التنمية الزراعية في قطاع غزة / ‎1968‎م – ‎2005‎م<br />

د.‏ فوزي سعيد اجلدبة<br />

اهلوامش:‏<br />

‎1‎اجلهاز . 1 املركزي لالإحصاء الفلسطيني:‏ اإحصاءات زراعية،‏ . 2005<br />

‎2‎كركز،‏ . 2 مصطفى،‏ - 1992 املياه والرصاع حولها يف الرشق االأوسط،‏ موؤسسة االأرض<br />

للدراسات الفلسطينية،‏ جملة االأرض،‏ ع 11، دمشق ، ‏ص:‏ 34.<br />

‎3‎العجلة،‏ . 3 مازن،‏ – 1992 التنمية االقتصادية يف الضفة الغربية و قطاع غزة،‏ رسالة<br />

ماجستري غري منشورة،‏ معهد البحوث والدراسات العربية،‏ القاهرة،‏ ‏ص اأ.‏<br />

‎4‎اجلهاز . 4 املركزي لالإحصاء الفلسطيني:‏ اإحصاءات زراعية،‏ . 2006<br />

‎5‎االنكتاد،‏ . 5 - 2006 االقتصاد الفلسطيني الذي مزقته احلرب،‏ ‏ص‎51‎ .<br />

‎6‎اجلهاز . 6 املركزي لالإحصاء الفلسطيني:‏ اإحصاءات زراعية،‏ . 2005<br />

‎7‎اأبو . 7 طويلة،‏ جهاد،‏ - 1994 التخطيط االإقليمي والتنمية معطيات الواقع واآفاق املستقبل<br />

بقطاع غزة يف فلسطني املحتلة،‏ رسالة دكتوراه غري منشورة،‏ جامعه اخلرطوم ، ‏ص:‏<br />

.106<br />

‎8‎عبد . 8 السالم،‏ عادل،‏ - 1995 املياه يف فلسطني،‏ املوسوعة الفلسطينية ق 2 م،‏ بريوت:‏<br />

‏ص:‏ 204.<br />

‎9‎الدناصوري،‏ . 9 جمال الدين،‏ 1971 ‏–موارد املياه يف الوطن العربي،‏ دراسة هيدروغرافية<br />

وهيدرولوجية واقتصادية،‏ مكتبة االأجنلو املرصية،‏ القاهرة،‏ ‏ص 39.<br />

‎1010‎اإبراهيم،‏ يوسف،‏ – 1995 العمران الريفي يف قطاع غزة،‏ رسالة ماجستري غري منشورة،‏<br />

معهد البحوث والدراسات العربية،‏ القاهرة،‏ ‏ص:‏ 29.<br />

111 ‏صالح،‏ حسن،‏ - 1984 السهل الساحلي لفلسطني،‏ املوسوعة الفلسطينية،‏ بريوت ،<br />

‏ص‎595‎‏.‏<br />

12 الرتبة يف اأراضي الدولة الفلسطينية،‏ الدولة الفلسطينية<br />

12 الرتكماين،‏ جودة،‏ – 1991<br />

حدودها ومعطياتها وسكانها،‏ معهد البحوث والدراسات العربية،‏ القاهرة ، ‏ص:‏ 205.<br />

284


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

‎1313‎مشتهى و اللوح،‏ عبد العظيم ومنصور،‏ - 2008 جغرافية فلسطني الطبيعية،‏ جامعه<br />

االأزهر،‏ غزة،‏ ‏ص:‏ 263.<br />

‎1414‎عوراتي،‏ هشام،‏ - 1981 الزراعة يف الضفة الغربية وقطاع غزة،‏ جملة ‏صامد<br />

االقتصادي،‏ عدد 85 ‏ص:‏ 54.<br />

‎1515‎اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني:‏ اإحصاءات زراعية،‏ . 2005<br />

‎1616‎الصقار،‏ فوؤاد حممد،‏ - 1991 الدولة الفلسطينية حدودها ومعطياتها وسكانها،‏ معهد<br />

البحوث والدراسات العربية،‏ القاهرة ، ‏ص:‏ 403.<br />

‎1717‎الديب،‏ حممد،‏ - 1986 اجلغرافيا االقتصادية،‏ مكتبة االأجنلو املرصية،‏ القاهرة،‏ ‏ص:‏<br />

149<br />

‎1818‎جابر،‏ اإبراهيم،‏ – 1994 نحو اإسرتاتيجية للتنمية الزراعية يف االأراضي املحتلة،‏ رسالة<br />

ماجستري غري منشورة اخلرطوم،‏ ‏ص:‏ 171.<br />

‎1919‎اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني:‏ اإحصاءات زراعية،‏ . 2006<br />

‎2020‎املوعد،‏ احمد ‏سعيد،‏ - 1990 حرب املياه يف الرشق الوسط،‏ دار كنعان للدراسات<br />

والنرش،‏ دمشق،‏ ‏ص:‏ 38.<br />

‎2121‎اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني:‏ اإحصاءات زراعية،‏ . 2005<br />

285<br />

222 وزارة البيئة،‏ ، 2006 قسم املياه.‏<br />

‎2323‎اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني:‏ اإحصاءات زراعية،‏ . 2005<br />

‎2424‎‏سلطة النقد الفلسطيني،‏ غزة،‏ . 2004<br />

‎2525‎وزارة التخطيط الفلسطيني،‏ غزة،‏ املوقع االإلكرتوين.‏<br />

- 26 جغرافية الصحاري العربية،‏ معهد البحوث الدراسات<br />

‎26‎البحريي،‏ ‏صالح الدين،‏ 1979<br />

العربية،‏ القاهرة،‏ ‏ص:‏ 55.


حتديات التنمية الزراعية في قطاع غزة / ‎1968‎م – ‎2005‎م<br />

د.‏ فوزي سعيد اجلدبة<br />

‎2727‎اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني:‏ اإحصاءات زراعية،‏ . 2006<br />

‎2828‎اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني:‏ اإحصاءات زراعية،‏ . 2005<br />

‎2929‎الصور:‏ ‏صورة رقم )1 ) الزحف العمراين على االأراضي الزراعية باحلمضيات.‏<br />

‎3030‎الصور:‏ ‏صورة رقم )2 ) التجريف االإرسائيلي لالأراضي الزراعية.‏<br />

‎3131‎الصور:‏ ‏صورة رقم )3 ) تشويه ملنظر الرتبة العلوي بسبب التجريف.‏<br />

‎3232‎الصور:‏ ‏صورة رقم )4 ) بئر مياه جمرف.‏<br />

333 الصور:‏ ‏صورة رقم )5 ) اأرض مرتوكة.‏<br />

‎3434‎الصور:‏ ‏صورة رقم )6 ) اأراض قريبة من املناطق العمرانية اأصبحت متصحرة.‏<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

1 . 1 اإبراهيم،‏ يوسف،‏ ، 1995 العمران الريفي يف قطاع غزة،‏ رسالة ماجستري غري منشورة،‏<br />

معهد البحوث والدراسات العربية،‏ القاهرة،‏ ‏ص:‏ 29.<br />

‎2‎البحريي،‏ . 2 ‏صالح الدين،‏ 1979- جغرافية الصحاري العربية،‏ معهد البحوث الدراسات<br />

العربية،‏ القاهرة،‏ ‏ص:‏ 55.<br />

‎3‎االنكتاد،‏ . 3 2006- االقتصاد الفلسطيني الذي مرقتة احلرب،‏ ‏ص . 51<br />

‎4‎اأبو . 4 طويلة،‏ جهاد،‏ 1994- التخطيط االإقليمي والتنمية معطيات الواقع واآفاق املستقبل<br />

بقطاع غزة يف فلسطني املحتلة،‏ رسالة دكتوراة غري منشورة،‏ جامعة اخلرطوم،‏ ‏ص:‏<br />

.106<br />

- 5 الرتبية يف اأراضي الدولة الفلسطينية،‏ الدولة الفلسطينية<br />

. ‎5‎الرتكماين،‏ جودة،‏ 1991<br />

حدودها ومعطياتها وسكانها،‏ معهد البحوث والدراسات العربية،‏ القاهرة،‏ ‏ص:‏ 205.<br />

286


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

‎6‎جابر،‏ . 6 اإبراهيم،‏ 1994- نحو اإسرتاتيجية للتنمية الزراعية يف االأراضي املحتلة،‏ رسالة<br />

ماجستري غري منشورة اخلرطوم،‏ ‏ص:‏ 171.<br />

‎7‎اجلهاز . 7 املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏ اإحصاءات زراعية،‏ . 2006 2005،<br />

‎8‎الدناصوري،‏ . 8 جمال الدين،‏ 1971- موارد املياه يف الوطن العربي،‏ دراسة هيدروغرافية<br />

وهيدرولوجية واقتصادية،‏ مكتبة االأجنلو املرصية،‏ القاهرة ‏ص 39.<br />

9 . 9 الديب،‏ حممد،‏ 1986- اجلغرافيا االقتصادية،‏ مكتبة االأجنلو املرصية،‏ القاهرة،‏ ‏ص:‏<br />

.149<br />

10 10 ‏سلطة النقد الفلسطيني،‏ غزة،‏ . 2004<br />

111 ‏صالح،‏ حسن،‏ 1984- السهل الساحلي لفلسطني،‏ املوسوعة الفلسطينية،‏ بريوت،‏ ‏ص<br />

.595<br />

12 12 الصقار،‏ فوؤاد حممد،‏ 1991- الدولة الفلسطينية حدودها ومعطياتها وسكانها،‏ معهد<br />

البحوث والدراسات العربية،‏ القاهرة،‏ ‏ص:‏ 403.<br />

13 13 عبد السالم،‏ عادل،‏ 1995- املياه يف فلسطني،‏ املوسوعة الفلسطينية ق‎2‎ م،‏ بريوت:‏<br />

‏ص:‏ 204.<br />

14 14 العجلة،‏ مازن،‏ 1992- التنمية االقتصادية يف الضفة الغربية وقطاع غزة،‏ رسالة<br />

ماجستري غري منشورة،‏ معهد البحوث والدراسات العربية،‏ القاهرة،‏ ‏ص اأ.‏<br />

‎1515‎عوراتي،‏ هشام،‏ 1981- الزراعة يف الضفة الغربية وقطاع غزة،‏ جملة ‏صامد<br />

االقتصادي،‏ عدد 85 ‏ص:‏ 54.<br />

16 16 كركز،‏ مصطفى،‏ – 1992 املياه والرصاع حولها يف الرشق االأوسط،‏ موؤسسة االأرض<br />

للدراسات الفلسطينية،‏ جملة االأرض،‏ ع 11، دمشق،‏ ‏ص:‏ 34.<br />

287


حتديات التنمية الزراعية في قطاع غزة / ‎1968‎م – ‎2005‎م<br />

د.‏ فوزي سعيد اجلدبة<br />

17 17 مشتهى واللوح،‏ عبد العظيم ومنصور،‏ – 2008 جغرافية فلسطني الطبيعية،‏ جامعة<br />

االأزهر،‏ غزة،‏ ‏ص:‏ 263.<br />

18 18 املوعد،‏ اأحمد ‏سعيد،‏ – 1990 حرب املياه يف الرشق االأوسط،‏ دار كنعان للدراسات<br />

والنرش،‏ دمشق،‏ ‏ص:‏ 38.<br />

19 19 وزارة البيئة،‏ ، 2006 قسم املياه.‏<br />

20 20 وزارة التخطيط الفلسطيني،‏ غزة،‏ املوقع االلكرتوين.‏<br />

21 21 الصور:‏ ‏صورة رقم )1 ) الزحف العمراين على االأراضي الزراعية باحلمضيات.‏<br />

222 الصور:‏ ‏صورة رقم )2 ) التجريف االإرسائيلي لالأراضي الزراعية.‏<br />

‎2323‎الصور:‏ ‏صورة رقم )3 ) تشويه ملنظر الرتبة العلوي بسبب التجريف.‏<br />

24 24 الصور:‏ ‏صورة رقم )4 ) بئر مياه جمرف.‏<br />

25 25 الصور:‏ ‏صورة رقم )5 ) اأرض مرتوكة.‏<br />

26 26 الصور:‏ ‏صورة رقم )6 ) اأراض قريبة من املناطق العمرانية اأصبحت متصحرة.‏<br />

288


املقالت


معايري اجلودة يف التعلم املدمج<br />

جامعة القدس املفتوحة منوذجاً‏<br />

أ.‏ شادية خملوف<br />

291<br />

مدير دائرة الجودة،‏ جامعة القدس المفتوحة.‏


معايير اجلودة في التعلم املدمج<br />

جامعة القدس املفتوحة منوذجاً‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف<br />

ملخص:‏<br />

يشهد التعليم اجلامعي عموماً‏ والتعلم املفتوح عن بعد خصوصاً‏ اهتماماً‏ كبرياً‏ على<br />

خمتلف املستويات يف معظم دول العامل ملا له من دور يف تلبية حاجة الفرد واملجتمع يف<br />

ظل مواجهة حتديات العوملة وتاأثرياتها على الواقع العاملي واالإقليمي واملحلي واالنتقال<br />

اإىل اإقتصاديات املعرفة كانعكاس للتطور التكنولوجي املتسارع وثورة املعلومات التي<br />

امتدت تاأثرياتها يف كل منحى من مناحي احلياة.‏ وبناءً‏ على ذلك فاإنه ينظر اإىل التعليم<br />

اجلامعي عموماً‏ على اأساس الدور املتميز الذي يوؤديه يف تقدم املجتمعات وتنميتها،‏ وذلك<br />

عن طريق اإعداد الكوادر والطاقات البرشية الفنية والعلمية والثقافية والرتبوية واملهنية<br />

باالإضافة اإىل دورها يف تطوير البحث العلمي وخدمة املجتمع.‏ ومن هنا فقد حرصت<br />

جامعة القدس املفتوحة على بلورة منوذج تعليمي خاص بها يتالئم مع خصوصية الواقع<br />

الفلسطيني ‏شديد التعقيد،‏ حيث جنحت اإىل حد بعيد يف جتسيد هذا النموذج الذي يتساوق<br />

مع املعايري العامة للتعلم املفتوح عن بعد دون اإغفال خصوصية املجتمع الفلسطيني،‏<br />

وما زالت اإدارة اجلامعة تسري قدماً‏ يف ‏صقل جتربتها ومنوذجها التعليمي القائم على<br />

فلسفة التعلم املفتوح عن بعد الذي حددت معامله يف خطة التعلم االإلكرتوين للثالث ‏سنوات<br />

القادمة 2012-2009.<br />

وعليه تاأتي هذه الورقة كمرتكز يف بناء وتطوير معايري لتصميم املقررات املدجمة<br />

وتطوير حمتواها وضبط جودتها باأمناط التعلم املختلفة التي تشكل حمتوى النموذج<br />

التعليمي للجامعة،‏ وذلك انسجاماً‏ مع اإسرتاتيجيتها يف التحول نحو التعلم املدمج.‏ وذلك<br />

من خالل عرض وحتليل اأهم مكونات نقاط املقارنة املرجعية ذات الصلة التي طورها<br />

مركز التعلم املفتوح عن بعد يف اجلامعة،‏ وصوالً‏ اإىل تصميم وتطوير وتطبيق معايري<br />

اجلودة الأمناط التعلم املدمج وتشمل:‏ ‏)االأنشطة االإلكرتونية،‏ التعيينات االإلكرتونية،‏ البث<br />

الفيديوي،‏ القالب االإلكرتوين،‏ تقنية الصفوف االفرتاضية(‏ .<br />

وقد حاولت هذه الورقة الرتكيز على وضع وتوضيح االآلية التي يتم من خاللها توثيق<br />

وضبط متابعة هذه املعايري مع الدوائر املختصة وذلك باالإستناد اإىل اأفضل املمارسات<br />

العاملية يف التعلم املفتوح عن بعد الذي بلوره مرشوع بناء القدرات يف جمال التقومي<br />

الذاتي والتخطيط االإسرتاتيجي لتكون منوذجاً‏ ميكن االعتماد عليه يف موؤسسات التعليم<br />

العايل املفتوح عن بعد وموؤسسات التعليم العايل التقليدية التي تتجه نحو تطبيق التعلم<br />

املدمج يف براجمها االأكادميية.‏<br />

292


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

Abstract:<br />

University teaching is witnessing a lot of interest at all levels in most<br />

countries worldwide. This interest aims to satisfy the need of the society<br />

and the individual as well and, also to meet globalization’s challenges, and<br />

its influences on the international and regional reality. Based on this, it’s<br />

looked at the university teaching in consideration with its significant role<br />

playing, to fulfill the advancement of the societies and their development by<br />

preparing their human resources technically, scientifically, culturally and<br />

professionally. It also aims at preparing the leaders in the cultural, scientific,<br />

and educational fields. It’s worth noting that good quality of the services and<br />

products reached its maximum during the nineties of the last century. It was<br />

considered as the key for success in various fields of service and production,<br />

to accomplish Al-Quds Open University mission and objectives, the university<br />

started giving electronic learning courses to guarantee a high level of quality<br />

of teaching and learning.<br />

In accordance with the university strategy, which is the shift towards<br />

electronic learning, this paper demonstrates the criteria and the electronic<br />

curricula which was initiated from the project of capabilities’ building<br />

based on the external evaluation of the university, which was financed by the<br />

World Bank and the European Union in the Open Education center of Al-<br />

Quds Open University, which aims to build the capabilities of the university<br />

educational regions, by developing self-evaluation tools in the administrative<br />

and academic domains, according to quality criteria and its application in<br />

the university, through presenting its educational and societal services, which<br />

depended on the educational literature prepared by a team of international<br />

experts and a team of QOU experts, by which the referential comparative<br />

points leading to a design of various quality criteria such as the model, the<br />

virtual classroom, the video steering, facial learning, multi-media , and the<br />

electronic modules in addition to clarifying the mechanism of documenting,<br />

controlling, and following up these criteria in the different departments, so<br />

as to be a good model for other universities seeking to transfer to electronic<br />

learning<br />

293


معايير اجلودة في التعلم املدمج<br />

جامعة القدس املفتوحة منوذجاً‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف<br />

مقدمة:‏<br />

لقد ‏شهدت معظم موؤسسات التعليم العايل يف اأواخر القرن العرشين حتوالً‏ من منوذج<br />

التعليم املتمركز حول املعلم اإىل منوذج التعليم املتمركز حول املتعلم،‏ حيث مل يعد املعلم<br />

هو حمور عملية التعليم بل اأصبح مساعداً‏ لعملية التعلم اأو املرشد لها.‏ ومن هنا اأصبح<br />

التعليم املفتوح عن بعد اليوم يضم نوعني من املشاركني:‏<br />

‏•النوع الأول:‏ ميثل عدداً‏ كبرياً‏ نسبياً‏ من املتعلمني الكبار الذين يعودون طوعياً‏<br />

للتعلم الرسمي من اأجل التطور املهني اأو لتحقيق الرضا الذاتي.‏<br />

‏•النوع الثاين:‏ ميثل نسبة قليلة نسبياً،‏ ولكنه اآخذ بالتزايد من املتعلمني الصغار<br />

املتخرجني من املدارس الثانوية الذين يجمعون بني التعلم عن بعد والتعلم<br />

الصفي،‏ مع تزايد اأهمية التعلم االإلكرتوين يف ظل تطور استخدام التقنات احلديثة<br />

يف التعلم والتعليم،‏ وازدياد اإقبال الدارسني عليها.‏ ‏)اإجنلينا،‏ 2008(<br />

وقد كان تاأسيس جامعة القدس املفتوحة جزءاً‏ من عملية التحول هذه بنموذجها<br />

وفلسفتها التعليمة املتميزة القائمة على دميقراطية التعليم وتوفري البيئة االأكادميية<br />

املالئمة للتعلم الذاتي،‏ حيث كانت من اأوائل اجلامعات يف املنطقة التي تبنت فلسفة التعلم<br />

املفتوح عن بعد يف فلسطني عام ‎1991‎م.‏ ‏)منشورات جامعة القدس املفتوحة‎1991‎‏(‏ .<br />

وهي جامعة عامة،‏ تعمل على تقدمي خدمتها التعليمية والتدريبية للملتحقني بها<br />

باستخدام نظام التعليم املفتوح والتعليم عن بعد،‏ وقد خطت اجلامعة خطوات عدة يف<br />

جماالت خمتلفة،‏ وحققت انتشاراً‏ واسعاً‏ على الصعيدين املحلي والدويل يف السنوات االأخرية،‏<br />

فعلى الصعيد املحلي،‏ افتتح العديد من املناطق التعليمية واملراكز الدراسية،‏ باالإضافة<br />

اإىل املراكز اخلدماتية وعدد من الدوائر واملراكز الفنية واالإنتاجية،‏ اأما على الصعيد الدويل،‏<br />

فقد افتتحت فروع للجامعة يف الدول العربية التي يوجد فيها جتمعات فلسطينية كبرية،‏<br />

كما اأن اجلامعة عضو يف جملس التعليم العايل الفلسطيني،‏ واملجلس الدويل للتعليم عن<br />

بعد،‏ واحتاد اجلامعات العربية،‏ واحتاد جامعات العامل املفتوحة بجنوب ‏رشق اآسيا،‏ كما<br />

اأنها عضو الشبكة العربية للتعليم املفتوح والتعليم عن بعد،‏ ‏)خملوف،‏ 2004( . وقد منت<br />

نشاطاتها واتسعت بحيث اأصبح عدد الدارسني فيها عام 2010/2009 ما يقارب 63000<br />

دارساً‏ ودارسة.‏ ‏)دائرة القبول والتسجيل واالمتحانات،‏ 2009( .<br />

294


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

ومن اأجل املحافظة على هذا التميز والرقي باملستوى املطلوب،‏ واستناداً‏ اإىل روؤية<br />

اجلامعة ورسالتها،‏ ونتائج التقومي اخلارجي،‏ وتعزيزاً‏ لدورها االإيجابي والفّعال،‏ ورفع<br />

كفاءة وفعالية نظامها االأكادميي،‏ ارتاأت تبني اسرتاتيجيات للتحول التدريجي نحو اأمناط<br />

التعلم املدمج املالئمة والقادرة على مواجهة التحديات التي تواجهها من خالل اإنشاء مركز<br />

التعلم املفتوح عن بعد،‏ وذلك عرب تطوير قدرات املرشفني االأكادمييني،‏ ورفع مهاراتهم<br />

يف جمال التعلم املفتوح عن بعد،‏ مع الرتكيز على التعلم املدمج والنهوض مبكانة هذا<br />

النظام الرتبوي داخل الوطن وخارجه عرب الرتكيز على بناء قدرات املرشفني االأكادمييني<br />

من خالل تنفيذ خطة تدريبية،‏ واتخاذ ‏سلسلة من االإجراءات والسياسات التي تعزز دورهم<br />

وقدراتهم يف تصميم املقررات واإدارتها عرب اإستخدام اأحدث التقنيات واالأساليب التعليمية<br />

التفاعلية مع تقدمي الدعم الرتبوي واالجتماعي والفني املالئم لهم.‏ وقد رافق ذلك البحث<br />

عن مداخل مالئمة وفعالة لدعم الدارسني،‏ توجت باإنشاء وحدة للدعم الفني لكل من<br />

املرشفني والدارسني على السواء،‏ باالإضافة اإىل اإطلق برنامج تدريبي حتت عنوان:‏<br />

‏)من دارس لدارس(‏ بهدف تدريب الدارسني ودجمهم بجهود الدارسني يف النظام اجلديد،‏<br />

وضمان عملية التحول بسالسة ويرس،‏ وصوالً‏ اإىل حتقيق االأهداف املنشودة بكفاءة وفعالية<br />

عالية.‏<br />

ولضمان ‏ضبط عملية التحول ‏شكّلت جلنة مرجعية للتعلم االإلكرتوين ‏ضمت االأطراف<br />

املعنية يف اجلامعة من ذوي اخلربة والكفاءة كافة،‏ حيث متثل هذه اللجنة مرجعية<br />

استشارية وموجهة للسياسات العامة ملركز التعلم املفتوح عن بعد الذي برشاكته مع مركز<br />

اأنظمة املعلومات واالتصاالت باجلامعة والدائرة االأكادميية ميثل الذراع التنفيذي خلطة<br />

التحول اإىل التعلم املدمج وفق املعايري ذات الصلة،‏ التي تعمل دائرة اجلودة على متابعة<br />

تنفيذيها وضبطها،‏ بحيث تاأتي هذه الورقة الأبراز هذا اجلانب الأهميته القصوى يف جناح<br />

عملية التحول وتطويرها املستمر.‏<br />

وبناء على ما ‏سبق نستطيع القول اإن جامعة القدس املفتوحة قد وضعت حجر<br />

االأساس لعملية التحول نحو التعلم املدمج ووضع املعايري والنقاط املرجعية للنظام<br />

التعليمي اجلديد وفق اأفضل املمارسات مببارشتها تنفيذ مرشوع بناء القدرات الذي جاء<br />

295


معايير اجلودة في التعلم املدمج<br />

جامعة القدس املفتوحة منوذجاً‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف<br />

نتيجة لتوصيات التقومي اخلارجي الذي اأجنز ‏سنة 2009/2008 بتمويل من البنك الدويل<br />

واالإحتاد االأوروبي،‏ وكان من اأهم خمرجاته ما ياأتي:‏<br />

‏.‏‎1‎توفري 1 اأدب تربوي عاملي مرتجم عن املمارسات اجليدة يف التعليم العايل املفتوح<br />

عن بعد من خالل التجارب واالجتاهات الراهنة الذي ميثل املرجعية لعملية<br />

التحول،‏ خصص اأحدهما للتدريس يف بيئة التعليم املفتوح عن بعد،‏ بينما ركز<br />

االآخر على قضايا االإدارة والتكنولوجيا وخدمات الطالب،‏ وقد تُرجم التقريران<br />

ونرشا على موقع املرشوع،‏ واأرسال اإىل اأعضاء الهيئات االأكادميية واالإدارية،‏<br />

ويعد التقريرين مبثابة خلفية نظرية للربامج التدريبية للعاملني يف اجلامعة.‏<br />

‏.‏‎2‎اأُعدت 2 نقاط املقارنة املرجعية التي اعُ‏ تمدت اأساساً‏ ملشاريع التعلم االإلكرتوين يف<br />

اجلامعة،‏ كما عُ‏ رِّف املرشفون بها من خالل الدورات التدريبية.‏<br />

‏.‏‎3‎تطوير 3 اأدوات القياس للتقومي الذاتي ‏)اإداري واأكادميي(‏ اإلكرتونياً‏ من خالل<br />

البوابة االأكادميية،‏ كما استخدمت هذه االأدوات يف مناطق اخلليل ورام اهلل ورفح،‏<br />

واأجريت لها املعاجلة االحصائية.‏<br />

‎4‎برناجمني . 4 للتدريب على التقومي الذاتي،‏ حرضهما ما يزيد عن 160 مرشف<br />

اأكادميي وموظف اإداري.‏<br />

‏.‏‎5‎تخطيط 5 مرشوع ‏)حتويل منطقة اخلليل اإىل منطقة تعليمية اإلكرتونية(‏ وتنفيذها<br />

وتقوميها،‏ والتي قُ‏ دِّم من خاللها منوذج لكيفية تطبيق التعلم االإلكرتوين يف<br />

مناطق اجلامعة.‏ وطبقت التجربة على منطقتي رام اهلل ورفح ومناطق اجلامعة<br />

من خالل 105 مقررات اإلكرتونية خالل الفصول الثالث السابقة.‏<br />

‏.‏‎6‎تطوير 6 مقرر ‏)تعلم كيف تتعلم(‏ ليتالءم مع التحول نحو التعلم االإلكرتوين،‏ ويدرس<br />

حالياً‏ يف ‏ست مناطق جامعية،‏ واأُعدت اأربع وحدات جديدة تالمس التطورات<br />

والتقنيات اجلدية يف اجلامعة ‏)اأعدت وحدة من قبل األ ICTC و 3 وحدات من<br />

قبل )ODLC .<br />

تعرض هذه الورقة اإحدى اأهم مكونات نقاط املقارنة املرجعية واملتعلقة بتصميم<br />

وتطوير معايري مقررات التعلم املدمج التي طورها مركز التعلم املفتوح عن بعد،‏ حيث<br />

ركزت هذه الورقة على بناء معايري لتصميم املقررات املدجمة وتطوير حمتواها،‏ وضبط<br />

جودتها باأمناط التعلم املختلفة.‏<br />

296


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

ومت تصميم وتطوير وتطبيق معايري اجلودة لأمناط التعلم الآتية:‏<br />

‎1‎املقررات . 1 املدجمة بنمط االأنشطة االإلكرتونية ،)http://eactivities.qou.edu(<br />

باستخدام نظام اإدارة التعلم املودل )Moodle( ، وتقنية الصفوف االفرتاضية<br />

classes( )Virtual ، حيث ‏صممت املقررات،‏ وطورت بشكل كامل.‏<br />

‏.‏‎2‎املقررات 2 االإلكرتونية بنمط التعيينات االإلكرتونية<br />

)http://eassignments.qou.edu(<br />

‎3‎باستخدام . 3 نظام اإدارة التعلم املودل )Moodle( ، وتقنية الصفوف االفرتاضية<br />

classes( )Virtual ، حيث ‏صممت التعيينات لتصبح اإلكرتونية فقط اإضافة اإىل<br />

خطة املقرر.‏<br />

‏.‏‎4‎معايري 4 املقررات املدجمة بنمط البث الفيديوي<br />

)http://streaming.qou.edu(<br />

‎5‎معايري 5. املقررات املدجمة بنمط القالب االإلكرتوين Template( )e-course<br />

)www.qou.edu(<br />

‏.‏‎6‎كما 6 طُ‏ وِّرت معايري جلودة اللقاءات من خالل تقنية الصفوف االفرتاضية<br />

)http://elluminate.qou.edu(<br />

وتبني هذه الورقة االآلية التي توثق من خاللها هذه املعايري وتضبط متابعتها مع<br />

الدوائر املختصة لتكون منوذجاً‏ ميكن االعتماد عليه يف موؤسسات التعلم العايل املفتوح<br />

عن بعد وموؤسسات التعليم العايل التقليدية التي تتجه نحو تطبيق التعلم املدمج يف براجمها<br />

االأكادميية.‏<br />

اسرتاتيجية اجلامعة:‏<br />

لقد حرصت اإدارة اجلامعة اأن تشكل خطتها االإسرتاتيجية منطلقاً‏ لعملية التطوير<br />

والتحديث املستمر لبيئتها االأكادميية،‏ وحتسني نوعية خمرجاتها التعليمية وفق معايري<br />

اجلودة الشاملة،‏ وذلك من خالل الرتكيز على االأهداف التي تخدم حتقيق روؤية اجلامعة<br />

297


معايير اجلودة في التعلم املدمج<br />

جامعة القدس املفتوحة منوذجاً‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف<br />

ورسالتها.‏ حيث جاء التوجه للتحول اإىل التعلم املدمج يف اإطار اإسرتاتيجية اجلامعة<br />

القائمة على التحديث املستمر،‏ وتوظيف اأحدث االأساليب والتقنيات الرتبوية والتكنولوجية<br />

واالإدارية املالئمة والرضورية لتجويد خمرجاتها وخدماتها التعليمية وفق ما حددته<br />

اجلامعة بخطتها االسرتاتيجية اخلمسية اإدراكاً‏ منها الأهمية التخطيط االسرتاتيجي يف<br />

تعزيز مكانتها ودورها يف املجتمع الفلسطيني،‏ وذلك لتحقيق رضا جميع املستفيدين<br />

منها.‏ حيث تعترب اخلطوة االأوىل نحو التطوير املستمر للنواحي االأكادميية واالإدارية<br />

واملالية والتكنولوجية.‏<br />

ومن اجلدير بالذكر اأنه ‏شارك يف اإعداد هذه اخلطة جميع الوحدات والربامج والدوائر<br />

واملراكز االإنتاجية الفنية تبعها تصميم نظام ملوؤرشات االأداء لقياس مدى حتقيق االأهداف،‏<br />

ومبا يوفر املرونة الالزمة لقيادة اجلامعة واإدارتها للتعامل مع التحديات واستغالل الفرص<br />

املتاحة ‏)اخلطة االسرتاتيجية،‏ 2007( .<br />

بناءً‏ على ما ‏سبق،‏ كان على جامعة القدس املفتوحة توظيف قدراتها وطاقاتها نحو<br />

اإدخال التقنيات التكنولوجية احلديثة لدعم ومساندة اأهدافها،‏ ولتحسني جودة التعليم<br />

والتعلم من خالل توظيف اأحدث املعلومات واالتصاالت والتقنيات التكنولوجية احلديثة<br />

عرب التحول نحو التعلم املدمج،‏ وتعزيز املمارسات اجليدة يف جمال التعلم املفتوح عن<br />

بعد،‏ ‏ضمن معايري اجلودة،‏ اإذ اإن التعلم املدمج يعدُّ‏ اأحد االأهداف املهمة لرتسيخ اأهداف<br />

اجلامعة وتعزيزها يف نرش املعرفة وتطوير املهارات الفنية والتحليلية والبحثية للدارسني<br />

عرب تطبيق اأمناط التعليم املختلفة التي اتخذت منه اجلامعة منهجاً،‏ الأنه يستجيب ملتطلبات<br />

التعليم اجلامعي احلديث،‏ وبخاصة املفتوح عن بعد مبخرجات عالية اجلودة،‏ ومن هنا<br />

بداأت مرحلة التوعية بالتعلم االإلكرتوين،‏ ثم مرحلة القبول،‏ ومرحلة االإعداد والرشاكة،‏<br />

واأخرياً‏ مرحلة االعتماد والتحول نحو التعلم املدمج.‏<br />

ونظراً‏ الأهمية هذا التوجه االسرتاتيجي،‏ قامت اجلامعة خالل عام ‎2009‎م بتشكيل<br />

جلنة للخطة االسرتاتيجية للتعلم املدمج،‏ حيث اأعدت خطة منبثقة عن اخلطة االسرتاتيجية<br />

العامة للجامعة للفرتة من 2012-2009 تتناول اخلطة االسرتاتيجية لعملية التحول اإىل<br />

التعلم املدمج،‏ حيث تضمنت السياسات الآتية:‏<br />

‏.‏‎1‎التحول 1 للتعلم املدمج بالتدريج وخالل ثالث ‏سنوات،‏ وبشكل اأفقي،‏ اأي عرب جميع<br />

املناطق.‏<br />

) 2 هي الركيزة لالنطالق نحو السنوات الثالث<br />

. ‎2‎اعتبار السنة املاضية )2008<br />

القادمة.‏<br />

298


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

%503 . 3 من املقررات ‏ستصمم اإلكرتونياً‏ ويبقي % 50 وجاهياً‏ كما هي بحيث تكون<br />

%15 من هذه املقررات املصممة مطروحة اإلكرتونياً‏ بنمط البث احلي املبارش،‏<br />

و %5 من املقرر بالقالب االإلكرتوين،‏ و %80 من املقررات بنمط املودل ‏)االأول<br />

بنسبة %30 والثاين بنسبة %50( .<br />

‏.‏‎4‎توفر 4 رئاسة اجلامعة كل الدعم املايل واملعنوي لتنفيذ التغيري.‏<br />

‏.‏‎5‎اعتماد 5 ثالث تقنيات للتعلم عرب االنرتنت هي:‏ املودل،‏ والصف االفرتاضي،‏ البث<br />

احلي املبارش،‏ القالب االإلكرتوين.‏<br />

‏.‏‎6‎االلتزام 6 مبعايري اجلودة الشاملة.‏<br />

‏.‏‎7‎الرتكيز 7 على طرائق التدريس واملهارات واملعارف الرتبوية الالزمة للمرشفني<br />

باالإضافة اإىل املهارات احلاسوبية.‏<br />

‏.‏‎8‎اعتماد 8 نظام عالمات موحد مع اختالف اأدوات القياس.‏<br />

‏.‏‎9‎التعلم 9 االإلكرتوين يزيد من اأعباء املرشف االأكادميي،‏ لذا ال بد من اإيجاد نظام<br />

للحوافز.‏<br />

‎1010‎تصميم اأي مقرر الكرتوين يحتاج اإىل فريق مكون من خبري يف املوضوع،‏ ومصمم<br />

تعليمي،‏ وخمتص بالوسائط املتعددة.‏<br />

‎1111‎حتكيم كل مقرر اإلكرتوين قبل عرضه على الدراسني.‏<br />

‎1212‎التعلم االإلكرتوين يحتاج اإىل كلفة عالية يف السنوات االأوىل من تطبيقه.‏<br />

وقد وضعت رؤية للجامعة على هذا الصعيد حيث تضمن نصها:‏<br />

‏»جامعة القدس املفتوحة توظف بفاعلية تكنولوجيا املعلومات والتصالت<br />

احلديثة لتحسني جودة التعليم والتعلم عرب التحول التدريجي نحو التعلم املدمج،‏<br />

وتوفري بيئة تعليمية تفاعلية متميزة،‏ وتعزز املمارسات اجليدة يف جمال التعلم<br />

املفتوح عن بعد لتحقيق اأفضل املخرجات التعليمية املتميزة واملنافسة«.‏<br />

299


معايير اجلودة في التعلم املدمج<br />

جامعة القدس املفتوحة منوذجاً‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف<br />

وعلى ‏صعيد الغايات والأهداف اخلاصة فقد كانت كما ياأتي:‏<br />

‏•الغاية الأوىل:‏ حتسني بيئة التعليم والتعلم يف جميع مناطق اجلامعة ومراكزها<br />

الدراسية،‏ واالأهداف املنبثقة من هذه الغاية هي:‏<br />

- ‏-زيادة املعرفة حول التعلم االإلكرتوين ما بني متخذي القرار واملرشفني<br />

االأكادمييني واالإداريني والدارسني يف جميع مناطق اجلامعة ومراكزها.‏<br />

- ‏-بناء اجتاهات اإيجابية ما بني املرشفني واالإداريني والدارسني نحو التعلم<br />

االإلكرتوين.‏<br />

- ‏-استخالص الدروس والعرب من خالل تقومي السنة التحضريية للتعلم<br />

االإلكرتوين.‏<br />

- ‏-تطوير اأنظمة اجلامعة املساندة والداعمة.‏<br />

- ‏-دعم االأبحاث والدراسات يف جمال التعلم االإلكرتوين والتعلم املفتوح.‏<br />

‏•الغاية الثانية:‏ تطوير البنية التحتية للجامعة مبا يتالءم مع متطبالت التحول<br />

واالأهداف املنبثقة من هذه الغاية هي:‏<br />

- ‏-توفري االأجهزة واخلوادم الالزمة لتنفيذ اخلطة.‏<br />

- ‏-توفري الطاقات البرشية.‏<br />

- ‏-توفري نظام ‏صيانة وحتديث.‏<br />

‏•الغاية الثالثة:‏ تطوير قدرات املرشفني االأكادمييني واالإداريني والدارسني<br />

باملهارات املطلوبة استجابة ملتطلبات هذا التحول واالأهداف املنبثقة من هذه<br />

الغاية هي:‏<br />

- ‏-تدريب % 30 من املرشفني ‏سنوياً‏ ‏ضمن املعايري العاملية للتدريب.‏<br />

- ‏-تدريب % 30 ‏سنوياً‏ من االإداريني.‏<br />

- ‏-تدريب % 30 ‏سنوياً‏ من الدارسني.‏<br />

300


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

- ‏-اإجناز نظام ودعم واإرشاد وتطوير فني واأكادميي للدارسني واملرشفني.‏<br />

‏•الغاية الرابعة:‏<br />

هي:‏<br />

تطوير املقررات االإلكرتونية واالأهداف املنبثقة من هذه الغاية<br />

- ‏-اإعداد دليل تطوير معايري اجلودة النوعية لتصميم املواد التعليمية االإلكرتونية<br />

واإنتاجها وتقوميها.‏<br />

- ‏-اإنتاج املقررات االإلكرتونية وفقاً‏ لالأسس الرتبوية واملعايري املعتمدة دولياً‏<br />

‏)تقرير مرحلي عن اخلطة االسرتاتيجية للتعلم االإلكرتوين،‏ 2009(<br />

مشروع بناء القدرات من خالل التقويم الذاتي:‏<br />

كما اأرشت ‏سابقاً،‏ ياأتي مرشوع بناء القدرات انسجاماً‏ مع رسالة اجلامعة واأهدافها<br />

التي اأكدت على اأهمية الروؤية الواضحة والفعالة للمناطق التعليمية واملراكز الدراسية،‏<br />

ويهدف هذا املرشوع اإىل بناء قدرات املناطق التعليمية من خالل تطوير اأدوات التقومي<br />

الذاتي اإدارياً‏ واأكادميياً‏ وفقاً‏ للمعايري االأولية،‏ وتطبيقها يف جامعة القدس املفتوحة.‏<br />

ومن اجلدير بالذكر اأن فكرة املرشوع تبلورت يف ‏ضوء نتائج تقرير ‏»التقومي<br />

الشامل بجامعة القدس املفتوحة«‏ الذي ‏صدر يف ‏شهر ‏شباط من العام ‎2007‎م،‏ والذي<br />

اأبرز حاجة اجلامعة اإىل ترسيع اجلهود يف بناء القدرات،‏ وغرس اجلودة التي تستند اإىل<br />

املعايري الدولية،‏ حيث قدم التقرير اآلية القيام بهذا املرشوع،‏ وذلك من خالل وضع<br />

السياسات،‏ واعتماد اأدوات لعملية التقومي الذاتي كونها تشكل مدخالً‏ اأساسياً‏ لعملية<br />

التخطيط االإسرتاتيجي بهدف حتقيق التغيري االإيجابي داخل اجلامعة،‏ وياأتي ذلك يف ‏سبيل<br />

نرش معايري اجلودة وتطبيقها يف املناطق التعليمية واملراكز الدراسية كافة،‏ حيث تاأتي<br />

عملية التقومي الذاتي يف هذا السياق،‏ حيث يتم تبني معايري ميكن من خاللها املحافظة<br />

على مستوى عالٍ‏ من اجلودة ‏سواء كانت يف اخلدمات التعليمية اأم االإدارية التي تقدمها كل<br />

منطقة اأو مركز،‏ ومن اأجل حتقيق املرشوع فقد نُفِّذ على مرحلتني اأساسيتني هما:‏<br />

‏•املرحلة الأوىل:‏ بناء منوذج ومعايري تتالءم وبيئة التعليم العايل الفلسطيني<br />

للمناطق التعليمية اأو املراكز الدراسية الفعالة،‏ وحتدَّد هذه املعايري وفقاً‏ للمعايري<br />

العاملية يف جمال التعليم املفتوح عن بعد.‏<br />

301


معايير اجلودة في التعلم املدمج<br />

جامعة القدس املفتوحة منوذجاً‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف<br />

‏•املرحلة الثانية:‏ بناء قدرات املرشفني القائمني على التعليم يف املناطق<br />

التعليمية واملراكز الدراسية من خالل التقومي الذاتي،‏ وذلك وفقاً‏ للمعايري ذات<br />

الصلة واأساليب التقومي الذاتي املستندة اإليها ‏)مرشوع بناء القدرات،‏ ) 2007 .<br />

يف ‏ضوء استطالع االأدبيات املتعلقة بالتعلم املدمج،‏ ودراسة قدرات املرشفني<br />

وحتليلها،‏ ومستوى اخلدمات التعليمية يف املناطق التعليمية واملراكز الدراسية،‏ مت اخلروج<br />

بوثيقة حتدد املعايري واملمارسات اجليدة يف التعلم املفتوح عن بعد،‏ مع الرتكيز على<br />

التقومي الذاتي،‏ التي تضمنت حتديد نقاط للمقارنة املرجعية Benchmark للتقومي الذاتي<br />

يف جمال التعليم اجلامعي املفتوح عن بعد،‏ التي متت مناقشتها مع اأعضاء اللجنة املرشفة<br />

على املرشوع،‏ وممثلي الهيئات املانحة،‏ وعددٍ‏ من مديري املناطق التعليمية،‏ ومساعديهم<br />

االأكادمييني واالإداريني حيث اأقرَّت النقاط املرجعية واأهمها:‏<br />

‏.‏‎1‎تصميم 1 املقررات وتطويرها.‏<br />

‏.‏‎2‎دعم 2 املرشفني املنخرطني يف تطوير مقررات التعلم املفتوح عن بعد وتقدميها<br />

دعماً‏ تربوياً‏ واجتماعياً‏ واإدارياً‏ وفنياً.‏<br />

‏.‏‎3‎خدمات 3 دعم الدارسني يف منط التعلم املفتوح عن بعد عرب االإنرتنت.‏<br />

‏.‏‎4‎تقومي 4 الربامج االأكادميية.‏<br />

‏.‏‎5‎التدريس 5 يف مرحلة البكالوريوس.‏<br />

‏.‏‎6‎تخطيط 6 وتنفيذ التعليم.‏<br />

302<br />

‏.‏‎7‎االإدارة.‏ 7<br />

وبناءً‏ على ما ‏سبق،‏ اأُعدت الصيغة النهائية لنقاط املقارنة املرجعية يف ‏صيغتها<br />

املحلية االأكرث مالءمة لبيئة التعليم املفتوح عن بعد بجامعة القدس املفتوحة يف فلسطني،‏<br />

وعرضت على املجلس االأكادميي للجامعة متهيداً‏ لتطبيقها يف دائرة اجلودة يف اجلامعة<br />

‏)تقرير بناء القدرات – موؤرشات املقارنة املرجعية،‏ 2009( .<br />

مما ال ‏شك فيه،‏ اأن ملخرجات هذا املرشوع الفضل يف وضع االأساس النظري واملهني<br />

والرتبوي واالإداري لعملية التحول نحو التعليم املدمج يف اجلامعة التي وضعت على<br />

اأساسها خطة التحول للتعلم االإلكرتوين،‏ والتي تستخدم اأساساً‏ لعملية ‏ضبط جودة املقررات<br />

االإلكرتونية يف اجلامعة.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

آلية عمل ضبط جودة التعلم املدمج:‏<br />

متاشياً‏ مع تبني التعلم املدمج والتحول نحوه يف جامعة القدس املفتوحة،‏ قامت<br />

دائرة اجلودة يف اجلامعة باإعداد منهجية لضبط جودة التعلم املدمج وحتديد عنارصه<br />

وسبل قياسها،‏ وذلك استكماالً‏ جلهود الدائرة يف اإطار تطوير اإجراءات عمل اإدارة اجلودة<br />

وتوثيقها واعتمادها،‏ وذلك حسب متطلبات اإدارة اجلودة الشاملة،‏ فقد قامت الدائرة<br />

باتخاذ اخلطوات االآتية:‏<br />

303<br />

‏•اأولً:‏<br />

عقد اجتماع يف دائرة اجلودة ملناقشة اآلية العمل لضبط جودة التعلم املدمج،‏<br />

وبالتايل عقدت اجتماعات مكثفة مع الربامج االأكادميية والدوائر واملراكز ذات<br />

العالقة،‏ كمركز التعلم املفتوح عن بعد )ODLC( ، ومركز تكنولوجيا املعلومات<br />

واالتصاالت )ICTC( ، وذلك من اأجل دراسة واقع التعلم املدمج يف اجلامعة،‏<br />

واالطالع على االأدب الرتبوي ونقاط املقارنة املرجعية لتحديد االجتاه املرغوب،‏<br />

وكيف ‏سيتم ذلك؟ .<br />

‏•ثانياً:‏<br />

طُ‏ وّر اإجراء عمل ‏ضبط جودة التعلم املدمج بناءً‏ على دراسة الواقع،‏ وذلك<br />

بتحديد الغاية واملجال والتعريفات باالإضافة اإىل حتديد املسوؤوليات وطريقة<br />

العمل.‏<br />

‏•ثالثاً:‏<br />

وُ‏ ثقت عملية تطوير وتصميم املقرر املدمج،‏ باستخدام اأمناط التعلم<br />

املختلفة ‏سابقة الذكر.‏<br />

منهجية عمل ضبط جودة التعلم املدمج:‏<br />

تتم عملية ‏ضبط جودة التعلم املدمج حسب اإجراء العمل،‏ وذلك من خلل ‏ضبط هذه<br />

املعايري املطورة التي تشمل معايري:‏<br />

‏)املقررات املدجمة املصممة بنمط االأنشطة االإلكرتونية،‏ واملقررات املدجمة املصممة<br />

بنمط التعيينات االإلكرتونية،‏ ولقاءات الصفوف االفرتاضية،‏ والبث الفيديوي التدفق<br />

،Video Streaming والقالب االإلكرتوينtemplate ،E-Course والوسائط املحوسبة(‏ .<br />

واملسوؤول عن تدقيق ومتابعة معايري التعلم املدمج املعتمدة يف اجلامعة هو قسم<br />

املتابعة وتدقيق اجلودة يف دائرة اجلودة،‏ حيث دُرِّبت كوادر دائرة اجلودة على كيفية تدقيق


معايير اجلودة في التعلم املدمج<br />

جامعة القدس املفتوحة منوذجاً‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف<br />

املعايري كافة ومتابعتها وبخاصة معايري:‏ ‏)املقررات املدجمة املصممة بنمط االأنشطة<br />

االإلكرتونية،‏ واملقررات املدجمة املصممة بنمط التعيينات االإلكرتونية،‏ ولقاءات الصفوف<br />

االفرتاضية(‏ ، وزودت دائرة اجلودة بالصالحيات الكاملة للدخول لهذه االأنظمة من اأجل<br />

مراقبة وضبط املعايري اخلاصة بها من قبل مركز التعلم املفتوح عن بعد )ODLC( يف<br />

اجلامعة،‏ اأما بالنسبة لنمطي البث الفيديوي التدفقي Video Streaming والقالب االإلكرتوين<br />

،E-Course template فيجري العمل على اإعداد املعايري اخلاصة بهما.‏ وعليه،‏ فقد دُقق<br />

اأكرث من 195 مقرراً‏ اإلكرتونياً‏ خمتلفاً‏ باستخدام املعايري املعدة يف اجلامعة،‏ وهي<br />

كالآتي:‏<br />

- ‏-قُ‏ وِّم 42 مقرراً‏ اإلكرتونياً‏ مدجماً‏ مصمماً‏ بنمط االأنشطة االإلكرتونية.‏<br />

- ‏-قُ‏ وِّم 68 مقرراً‏ اإلكرتونياً‏ مدجماً‏ مصمماً‏ بنمط التعيينات االإلكرتونية.‏<br />

- ‏-قُ‏ وِّم 85 مقرراً‏ اإلكرتونياً‏ مدجماً‏ مصمماً‏ بنمط االأنشطة االإلكرتونية خاصة<br />

باملرشفني االأكادمييني )Tutors( يف املناطق التعليمية واملراكز الدراسية.‏<br />

ومن اجلدير بالذكر،‏ اأن اجلهات املعنية تُزوَّد بنتائج التدقيق وذلك من اأجل تصحيح<br />

االأخطاء اإن وجدت،‏ والتاأكد منها ومتابعتها بشكل ‏صحيح من قبل الدائرة االأكادميية ومركز<br />

التعلم املفتوح عن بعد )ODLC( ، علماً‏ باأن املتابعة يف تدقيق معايري التعلم املدمج تنفذ<br />

‏ضمن برنامج زمني حمدد وواضح مسبقاً‏ يف الدائرة.‏<br />

وفيما يأتي توضيح إلجراء عمل ضبط جودة التعلم املدمج:‏<br />

‎1‎الغاية . 1 )Objective( من اإجراء العمل:‏<br />

‏ضمان وضبط جودة التعلم املدمج يف جامعة القدس املفتوحة من خالل ‏ضبط<br />

املعايري املستخدمة يف اآليات تصميم املقرر االإلكرتوين وتطويره وتدريسه.‏<br />

‎2‎املجال . 2 )Scope( يف اإجراء العمل:‏<br />

جميع اأنظمة التعلم املدمج واآلياتها املتبعة يف جميع وحدات اجلامعة.‏<br />

304


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

‎3‎التعريفات . 3 )Definitions( املستخدمة يف اإجراء العمل:‏<br />

. أجلنة حتديد منط التعلم تتكون من:‏<br />

• مدير الربنامج/املركز املعني.‏<br />

• مصمم تعليمي.‏<br />

• منسقي الربامج واملرشفني االأكادميني ذوي العالقة.‏<br />

• خمتص فني ملتيميديا.‏<br />

. باأمناط التعلم املعتمد هي:‏<br />

منط التعلم املدمج<br />

البث الفيديوي التدفقي Video Streaming<br />

رمز املسمى<br />

VS<br />

MVC<br />

F 2 F and MM<br />

E-Course<br />

املوديل والصف االإفرتاضي Moodle and Virtual Class ويشمل:‏<br />

-<br />

-<br />

- املقررات االإلكرتونية املدجمة املصممة بنمط االأنشطة االإلكرتونية<br />

- املقررات االإلكرتونية املدجمة املصممة بنمط التعيينات االإلكرتونية<br />

التعلم الوجاهي والوسائط املتعدده Face to Face and Multimedia<br />

املقررات االإلكرتونية ‏)القالب االإلكرتوين(‏ E-Course<br />

‏•اخترص رمز االإجراء مبا ياأتي:‏<br />

(Procedure – Blended Learning – Blended Learning Quality control) .<br />

‏•اخترص رقم النموذج ‏سواء ‏سجل اأو كشف اأو تقرير مما ياأتي:‏<br />

(Form– Blended Learning– Blended Learning Quality control- Serial<br />

Number) .<br />

‎4‎املسوؤوليات . 4 )Responsibilities( :<br />

• مديرو الربامج واملناهج االأكادميية واملرشفون االأكادمييون مسوؤولون عن<br />

تنفيذ ما يرد يف هذا االإجراء.‏<br />

‏•مركز األICTC<br />

عن االلتزام مبا ورد يف هذا االإجراء مبا يخصه.‏<br />

305


معايير اجلودة في التعلم املدمج<br />

جامعة القدس املفتوحة منوذجاً‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف<br />

•<br />

5.5<br />

مركز األ ODLC مسوؤول عن االلتزام مبا ورد يف هذا االإجراء مبا يخصه.‏<br />

• دائرة اجلودة مسوؤولة عن ‏ضبط ومراقبة املعايري اخلاصة بطريقة العمل<br />

هذه.‏<br />

طريقة عمل وتطوير ‏ضبط ومتابعة معايري جودة التعلم املدمج Work(<br />

:)Procedure<br />

اأولً:‏ عملية حتديد منط التعلم املناسب للمقررات:‏<br />

•<br />

. أتقوم جلنة حتديد منط التعلم بعقد اجتماع لتحديد منط التعلم املناسب للمقررات<br />

االإلكرتونية،‏ وذلك حسب املعايري اخلاصة باختيار كل منط وذلك كاالآتي:‏<br />

اختيار منط البث الفيديوي التدفقي ، Video Streaming حسب املعايري<br />

االآتية:‏ للمقررات:‏ ذات االأعداد الكبرية/‏ التاأسيسية/‏ االأساسية.‏<br />

‏•اختيار منط املقررات االإلكرتونية املدجمة بنمط االأنشطة االإلكرتونية املوديل<br />

)1( والصفوف االفرتاضية (MVC( ،)Moodle (1) + Virtual classes)<br />

حسب املعايري االآتية:‏ للمقررات التي يكون فيها عدد الشعب 12-1.<br />

‏•اختيار منط املقررات االإلكرتونية املدجمة بنمط التعيينات االإلكرتونية<br />

املوديل )2( والصفوف االفرتاضية classes)( Moodle (2) + Virtual<br />

،)(MVC حسب املعايري االآتية:‏ املقررات ذات االأعداد املتوسطة ‏)التي يكون<br />

فيها عدد الشعب اأكرث من 12( .<br />

‏•اختيار منط Multimedia) (Face to Face and<br />

‏)التعلم الوجاهي والوسائط<br />

املتعدده(،‏ حسب املعايري االآتية:‏ للمقررات التي حتتاج اإىل تطبيق عملي اأو<br />

التي حتتوي على كم كبري من املادة العلمية الرقمية.‏<br />

m E-Course Te<br />

•<br />

اختيار منط املقررات االإلكرتونية ‏)القالب االإلكرتوين(‏<br />

،plate حسب املعايري االآتية:‏ للمقررات املتخصصة.‏<br />

. بدراسة التقاطعات املختلفة مع االأخذ بعني االعتبار احلفاظ على املقررات السابقة<br />

التي اأُجنزت يف الفصول السابقة.‏<br />

306


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

. تتقوم دائرة اجلودة بفحص ومراقبة املعايري املستخدمة يف اختيار منط التعلم<br />

املناسب للمقررات االإلكرتونية حسب منوذج معايري اختيار منط التعلم املناسب<br />

للمقررات االإلكرتونية )F-BL-BLQC-01( .<br />

ثانياً:‏ عملية تطوير املقرر املدمج وتصميمه وضبطه باستخدام اأمناط التعلم<br />

املختلفة:‏<br />

‎1‎استخدام . 1 منط الأنشطة والتعيينات الإلكرتونية ‏)املودل (: Moodle<br />

‏•تقوم دائرة اجلودة بضبط املعايري اخلاصة باملقررات املصممة بنمط االأنشطة<br />

االإلكرتونية ‏)مودل‎1‎‏(‏ حسب منوذج ‏»ضبط مقررات االأنشطة االإلكرتونية<br />

‏)مودل )1 )F-BL-BLQC-02( .<br />

‏•تقوم دائرة اجلودة بضبط املعايري اخلاصة باملقررات املصممة بنمط<br />

االأنشطة االإلكرتونية ‏)مودل‎1‎‏(‏ املتعلقة باملرشفني االأكادمييني املساعدين<br />

)TUTORS( يف املناطق واملراكز الدراسية منوذج ‏ضبط مقررات االأنشطة<br />

االإلكرتونية اخلاصة باملرشفني االأكادمييني املساعدين )tutors( يف املناطق<br />

واملراكز الدراسية )F-BL-BLQC-10( .<br />

‏•تقوم دائرة اجلودة بضبط املعايري اخلاصة باملقررات املصممة بنمط<br />

التعيينات االإلكرتونية ‏)مودل‎2‎‏(‏ حسب منوذج ‏»ضبط مقررات التعيينات<br />

االإلكرتونية ‏)مودل‎2‎‏(‏ )F-BL-BLQC-03( .<br />

‏•من اأجل اأن يكون املرشف االأكادميي قادراً‏ بشكل جيد على تصميم املقررات<br />

املدجمة بنمط املودل،‏ يجب اأن يخضع اإىل برنامج تدريبي على نظام املودل<br />

مدته اأربعة اأشهر ونصف ومكون من ‏ست مراحل.‏<br />

‏•يوجد تعليمات عمل الستخدام املودل )WI-BL-MUM( .<br />

‏.‏‎2‎استخدام 2 منط الصفوف الفرتاضية:‏<br />

‏•تقوم دائرة اجلودة بضبط لقاءات الصفوف االفرتاضية حسب منوذج ‏ضبط<br />

معايري لقاءات الصفوف االفرتاضية )F-BL-BLQC-04( .<br />

‏•يوجد تعليمات عمل الستخدام الصفوف االفرتاضية )WI-BL-VCUM( .<br />

307


معايير اجلودة في التعلم املدمج<br />

جامعة القدس املفتوحة منوذجاً‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف<br />

‎3‎استخدام . 3 منط البث الفيديوي التدفقي : Video Streaming<br />

‏•تقوم الدائرة االأكادميية بالتنسيق مع قسم األ ICTC بتشكيل جلنة متابعة<br />

لتقنية البث الفيديوي التدفقي Video Streaming تتكون من:‏<br />

- ‏-منسق ‏)مرشف اأكادميي(‏ للمقرر.‏<br />

308<br />

- ‏-مصمم تعليمي.‏<br />

- ‏-مربمج وسائط ومصمم جرافيكي.‏<br />

‏•يقوم قسم األ ICTC<br />

بتجهيز استديو البث وذلك حسب االآتي:‏<br />

- ‏-عزل غرفة االستديو باستخدام مواد عازلة ملنع التاأثريات اخلارجية على<br />

نقاء الصوت.‏<br />

- ‏-تزويد غرفة االستديو باإنارة مناسبة من اأجل وضوح الصورة.‏<br />

- ‏-تزويد غرفة االستديو بكامريات فيديو يتم وصلهما على جهاز مكرس خاص<br />

بالفيديو كما يتم اأيضاً‏ وصل ‏شاشة حاسوب بحيث يقوم املرشف برشح<br />

بعض العروض بوربوينت )PowerPoint( والرسومات من خالله.‏<br />

- ‏-تزويد غرفة االستديو مبيكروفون السلكي لتسجيل الصوت بجهاز مكرس<br />

خاص بالصوت.‏<br />

- ‏-تزويد غرفة االستديو بكوابل خاصة بالصوت والصورة بحيث يتم وصل<br />

جهازي املكرس من داخل مكان البث ‏)التصوير(‏ اإىل الغرفة املوجود<br />

فيها جهازا الرتميز واخلادم الذي ميكن املستخدمني من مشاهدة هذه<br />

اللقاءات.‏<br />

- - تزويد غرفة االستديو بجهاز الرتميز وهو جهاز يحتوي على كرت خاص<br />

يتم وصل الكوابل االآتية من مكان التصوير اإليه،‏ ومن خالل برنامج<br />

Encoder( )Flash Media بحيث يحوَّلُ‏ الصوت والصورة اإىل ‏صيغة<br />

معينة وهي )FLV( .


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

- ‏-تزويد غرفة االستديو بجهاز اخلادم وهو جهاز يحتوي على برنامج<br />

خادم Pro( )Wowza media server لكي يستطيع بث هذه الصيغة اإىل<br />

برنامج خادم اآخر Tomcat( )Apache الذي من خالله يتمكن املستخدم<br />

من مشاهدة اللقاءات.‏<br />

‏•يقوم منسق املقرر/املرشف االأكادميي بوضع خطة زمنية وعدد اللقاءات<br />

التي يحتاجها لتدريس املقرر بنمط البث الفيديوي التدفقي<br />

mVideo Strea<br />

.ing<br />

-<br />

‏•يقوم منسق املقرر بوضع خطة تفصيلية لتقدمي املحارضة اخلاصة باملقرر<br />

بحيث تتضمن االآتي:‏<br />

- ‏-اأهداف الوحدة الدراسية وملخص ملا ‏سيتم تناوله يف املحارضة ‏)عرض<br />

بوربوينت ملدة دقيقتني(‏ .<br />

- ‏-تقدمي املادة العلمية باالستعانة بالوسائط والوسائل املساندة املعدة<br />

‏سلفاً‏ ملدة )45 دقيقة(‏ .<br />

‏-الرد على االأسئلة واالستفسارات التي وردت عرب chatting room ملدة 13<br />

دقيقة.‏<br />

- ‏-تلخيص الأهم االأفكار التي طرحت يف املحارضة،‏ والتذكري مبوعد<br />

املحارضة التي تليها مع ذكر للموضوع الذي ‏سيتم تناوله فيها ملدة<br />

دقيقتني.‏<br />

- ‏-حتديد حلقات النقاش التي يجب اأن ينشئها مرشيف املناطق الدارسية من<br />

خالل البوابة االأكادميية.‏<br />

‏•ملحظة:‏ يقوم قسم األ ICTC بوضع ‏رشيط متحرك على الشاشة يذكر<br />

الطلبة بطريقة طرح االأسئلة واالستفسارات على املرشف االأكادميي خالل<br />

املحارضة.‏<br />

‏•يقوم قسم األ ICTC بتدريب املنسقني على كيفية اإعداد مادة املحارضة<br />

والتعامل مع الكامريا.‏<br />

309


معايير اجلودة في التعلم املدمج<br />

جامعة القدس املفتوحة منوذجاً‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف<br />

‏•يقوم منسق املقرر بتقدمي اللقاءات مرة كل اسبوع بحيث يقوم بتحضري املاده<br />

العلمية وتقدميها يف االستديو وذلك حسب اخلطة التفصيلية.‏<br />

‏•يقوم منسق املقرر باإلقاء املحارضة اآخذاً‏ بعني االعتبار ما ياأتي:‏<br />

- ‏-وضع اأهداف قابلة للقياس لكل حمارضة.‏<br />

- ‏-استخدام الرسوم واالأشكال التوضيحية لربط الفكرة بالواقع.‏<br />

- ‏-استخدام اأسلوب املقابالت مع اخلرباء واملتخصصني.‏<br />

- ‏-عرض اأفالم وثائقية تتعلق باملادة العلمية.‏<br />

- ‏-اإرشاك الدارسني يف عملية البث من خالل اإجراء بعض املقابالت اأو عمل<br />

مناظرة.‏<br />

- ‏-التفاعل مع الدارسني والرد على اأسئلتهم واستفساراتهم وتزويدهم<br />

بالتغذية الراجعة حيث توفر البوابة التفاعل مع الدارسني يف اأثناء فرتة<br />

البث.‏<br />

‏•يقوم مركز األ ICTC ببث اللقاءات وااللتزام باأوقات بثها حسب جدول البث<br />

من خالل حسابات الدارسني على البوابة االأكادميية ومشاهدتها وتسجيلها،‏<br />

وذلك يف اأوقات حمدده حسب جدول البث من خالل حسابات الدارسني على<br />

البوابة االأكادميية.‏<br />

‏•يقوم قسم األ ICTC بتوفري اللقاءات مسجلة ليتمكن الدارس من تنزيلها<br />

ومشاهدتها يف اأي وقت.‏<br />

‏•يقوم قسم األ ICTC مبتابعة خطوات العمل السابقة كافة والتنسيق مع<br />

املنسقني وطرق تقدمي املحارضات.‏<br />

‏•يقوم املرشف االأكادميي ‏)منسق املقرر(‏ باالآتي:‏<br />

310<br />

-<br />

‏-االإعداد والتقدمي ملحارضات البث الفيديوي التدفقي Video Streaming<br />

على مدار الفصل.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

- ‏-اإدارة حلقة النقاش اخلاصة باملرشفني االأكادمييني حيث تناقش فيها<br />

كافة املسائل الفنية والعملية املتعلقة باملقرر يف املناطق التعليمية.‏<br />

- ‏-اإعداد االمتحانات مركزياً:‏ النصفية والنهائية.‏<br />

311<br />

- ‏-اإعداد التعيينات:‏<br />

اأ.‏ التعيني االأول:‏ تُصمم اأسئلة التعيني بنمط ‏)اختيار من متعدد(‏ حددت<br />

خمسة مناذج كل منوذج ‏سيجيب عليه من يبداأ اسمه حسب النموذج الذي<br />

يحوى احلرف املرفق يف النموذج واالأسئلة تكون خمتلفة لكل منوذج.‏<br />

ب.‏ التعيني الثاين:‏ عبارة عن دراسة حالة،‏ ترفق جمموعة من االأسئلة عن<br />

احلالة.‏<br />

‏•توزيع العالمات ونظام التقومي:‏<br />

- ‏-االمتحان النصفي 35 عالمة.‏<br />

- ‏-االمتحان النهائي 55 عالمة.‏<br />

- ‏-التعيينات 10 عالمات ‏)لكل تعيني 5 عالمات(‏ .<br />

‏•االإرشاف العام على تنفيذ خطة املقرر بطريقة البث الفيديوي التدفقي<br />

Video Streaming مع جميع االأطراف.‏<br />

‏•اإعداد تقرير ‏شامل لتقومي التجربة يف نهاية الفصل.‏<br />

‏•يقوم املرشف االأكادميي املساعد )tutor(<br />

يف املناطق التعليمية باالآتي:‏<br />

- ‏-اإدارة حلقات النقاش غري املتزامنة حيث يتم تناول عددٍ‏ من احلاالت<br />

الدراسية يف حدود ما مت تناوله يف املقرر الدراسي.‏<br />

- ‏-تنفيذ اللقاءات الوجاهية كالً‏ يف منطقته.‏<br />

- ‏-تدقيق وتقومي االمتحانات والتعيينات.‏<br />

- - اإدارة حلقة النقاش اخلاصة باملقرر مع الطلبة،‏ والرد على استفساراتهم<br />

وتساوؤالتهم عرب البوابة.‏


معايير اجلودة في التعلم املدمج<br />

جامعة القدس املفتوحة منوذجاً‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف<br />

- ‏-التواصل مع املرشف االأكادميي منسق املقرر.‏<br />

‏-اإرشاد الطلبة للتفاعل مع حمارضات البث الفيديوي التدفقي Video<br />

Streaming والرتويج لها من خالل اإرشادات وحتفيزات خاصة.‏<br />

-<br />

‏•تقوم دائرة اجلودة بضبط اآلية تصميم املقرر املدمج بنمط البث الفيديوي<br />

التدفقي Video Streaming من خالل ‏ضبط منوذج قائمة فحص معايري<br />

تصميم املقرر املدمج بنمط البث الفيديوي التدفقي-‏F‏)‏ Video Streaming<br />

312<br />

.BL-BLQC-05)<br />

‏.‏‎4‎استخدام 4 منط املقررات الإلكرتونية ‏)القالب الإلكرتوين(‏ :<br />

•<br />

‏•تقوم جلنة اختيار منط التعلم املناسب للمقرر املدمج واملكونة من ‏)املصمم<br />

التعليمي،‏ ،ICTC مدير الربنامج االأكادميي،‏ املرشف االأكادميي(‏ بتحديد<br />

املقرر الذي ‏سيتم تدريسه باستخدام تقنية املقررات االإلكرتونية ‏)القالب<br />

االإلكرتوين(،‏ وذلك حسب املعايري املذكورة ‏سابقاً‏ يف بند عملية عمل وتطوير<br />

‏ضبط معايري جودة التعلم املدمج.‏<br />

تقوم الدائرة االأكادميية،‏ ومركز األ ، ICTC واملصمم التعليمي بتشكيل طاقم<br />

العمل يف كافة املراحل التي مير بها املقرر،‏ وذلك حسب اخلربة العملية<br />

والعلمية.‏<br />

‏•يقوم مركز األ ICTC واملصمم التعليمي بتحليل االحتياجات واالأهداف<br />

والدارسني،‏ وجمع البيانات الستخدامها يف مرحلة التصميم،‏ وذلك حسب<br />

نظريات ومناذج التعلم.‏<br />

‏•يقوم مركز األ ICTC واملصمم التعليمي بوضع الهدف العام من املقرر،‏<br />

واأنشطته التي تضع اخلطوط العريضة له حسب نظريات التعلم ومناذجه.‏<br />

‏•يقوم طاقم العمل واملكون من ‏)خبري املقرر،‏ واملصمم التعليمي،‏ ومربمج<br />

الوسائط املتعددة،‏ ومصمم جرافيك،‏ ومربمج بلغات برجمة خمتلفة،‏ ومقوّم(‏<br />

بوضع املقرر بشكله النهائي والبدء بعملية التطوير بالتعاون مع طاقم العمل،‏<br />

وذلك حسب اخلربة الفنية والعملية والعلمية.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

‏•تقوم دائرة اجلودة بضبط اآلية تصميم املقرر املدمج بنمط القالب املدمج<br />

من خالل ‏ضبط منوذج قائمة فحص معايري تصميم املقررات االإلكرتونية<br />

‏)القالب االإلكرتوين(‏ )F-BL-BLQC-06( .<br />

‏.‏‎5‎استخدام 5 منط الوسائط املحوسبة:‏<br />

‏•تقوم جلنة اإنتاج الوسائط بطلب وضع نص علمي من اأحد املرشفني للمادة<br />

الصعبة من الكتاب،‏ بحيث تالئم اإنتاج الوسائط املحوسبة حسب منوذج<br />

معايري اإعداد النص العلمي للوسيط املحوسب )F-BL-BLQC-07( .<br />

‏•بعد االنتهاء من اإعداد النص يحكم للتاأكد من مطابقته للمعايري ومالئمته<br />

وخلوه من االأخطاء.‏<br />

‏•يُرسل النص العلمي املحكم بعدها ملركز تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت<br />

حلوسبة هذا الوسيط االآيل حسب منوذج معايري اإنتاج الوسيط املحوسب )-F<br />

: )BL-BLQC-08<br />

- ‏-يُدرس النص العلمي ويُحلل لتحديد احتياجات الوسيط من مواد تفاعلية<br />

‏)فالش،‏ ‏صور،‏ فيديو،‏ ‏صوت(‏ .<br />

- ‏-التنسيق الإجراء تسجيل ‏صوتي وفيديو يف مركز االإنتاج للمقاطع التي<br />

بحاجة لذلك.‏<br />

- ‏-العمل على اإنشاء Graphic Style خاص بالوسيط ككل.‏<br />

- ‏-العمل على مقدمة متحركة للوسيط.‏<br />

- ‏-تقسيم الوسيط بطريقة تالئم عرضه بشكل مناسب.‏<br />

- ‏-حترير ومونتاج مقاطع الصوت والفيديو للتالوؤم مع عرضها يف وسيط<br />

حموسب.‏<br />

- ‏-اإنشاء املواد التفاعلية اخلاصة بالوسيط،‏ حسب املادة العلمية.‏<br />

- بشكل<br />

‏-برجمة االأسئلة التفاعلية القبلية والبعدية test( )Pre-test, Post<br />

تفاعلي للطالب.‏<br />

313


معايير اجلودة في التعلم املدمج<br />

جامعة القدس املفتوحة منوذجاً‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف<br />

- ‏-جتميع املواد التي مت العمل عليها كافة لتعمل على متصفح الويب.‏<br />

- ‏-بعد ان يتم العمل على النواحي الفنية بشكلها االأويل يُستدعى مرشف<br />

املادة لتفحص العمل من ناحية اأكادميية واأخذ مالحظاته.‏<br />

- ‏-بعد اأخذ مالحظات املرشف يتم اكمال العمل فنياً.‏<br />

- ‏-يتم بعدها اإخراج النسخة االأولية للوسيط للجنة اإنتاج الوسائط للتحكيم.‏<br />

- ‏-بعد حتكيمها تقرُّ‏ اأو تُرجع ملركز تكنولوجيا املعلومات االتصاالت<br />

للتعديل.‏<br />

- ‏-تقوم دائرة اجلودة بضبط اآلية تصميم الوسائط املحوسبة واإنتاجها من<br />

خالل ‏ضبط منوذج قائمة فحص معايري تصميم الوسائط التعليمية )-F<br />

.)BL-BLQC-09<br />

‏.‏‎6‎اإجراءات 6 وتعليمات تقومي وضبط معايري جودة التعلم املدمج:‏<br />

اأ.‏ تقومي وضبط معايري املقررات الإلكرتونية املدجمة ‏)الأنشطة الإلكرتونية(:‏<br />

‏•تقومي وضبط املعايري اخلاصة باملقرر االإلكرتوين اخلاص باملرشف<br />

منسق املقرر.‏<br />

- ‏-تكون وترية تقومي مقررات االأنشطة االإلكرتونية املطروحة ‏)املعايري<br />

اخلاصة باملقرر االإلكرتوين اخلاص باملرشف منسق املقرر(‏ بشكل<br />

ثابت ملرة واحدة يف مرحلة التصميم واالإرشاف.‏<br />

- ‏-تُقوَم مقررات االأنشطة االإلكرتونية ‏)املعايري اخلاصة باملرشف مصمم<br />

املقرر االإلكرتوين(‏ قبل بداية الفصل الدراسي بشهر اأو اأكرث،‏ وذلك على<br />

مرحلتني كاالآتي:‏<br />

اأ.‏ مرحلة تقومي اإرشادية للمرشف بهدف اكتشاف االأخطاء يف عملية<br />

تصميم املقرر االإلكرتوين واإبالغ املرشف بها من اأجل تصحيحها.‏<br />

314


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

-<br />

Ú<br />

ب.‏ مرحلة التقومي الفعلية للمقرر االإلكرتوين،‏ وتاأتي بعد مرحلة<br />

التقومي االإرشادية بحيث يتم احتساب نسبة مئوية تقيس مدى التزام<br />

املرشف مبعايري تصميم املقررات االإلكرتونية املدجمة ‏)االأنشطة<br />

االإلكرتونية(.‏<br />

- ‏-الدخول اإىل املوقع االإلكرتوين ، http://moodle1.qou.edu ومن ثم<br />

النقر على اأيقونة دخول واإدخال ‏)اسم املستخدم:‏ ،Quality وكلمة<br />

املرور:‏ )1091 .<br />

- الذهاب اإىل فئات املقررات الدراسية واختيار الفصل الذي تطرح فيه<br />

املقررات حتت عنوان االأنشطة االإلكرتونية،‏ مثال:‏ ‏)الفصل الثاين<br />

- 1092 االأنشطة االإلكرتونية(‏ .<br />

- ‏-يخُ‏ تار املقرر املراد تقوميه حسب رقم الفصل اخلاص به ويتم الدخول<br />

اإليه حيث يظهر اسم املقرر ورقمة الشكل العام للمقرر والوحدات<br />

الدراسية للمقرر.‏<br />

- ‏-يُقوَّم كل معيار على حده،‏ حسب عبارات القياس اخلاصة بكل معيار<br />

على النحو االآتي:‏<br />

Ú املعيار الأول:‏ الشكل العام للمقرر مصمم بشكل جيد.‏<br />

315<br />

#<br />

.1<br />

.3<br />

.4<br />

.5<br />

.6<br />

.7<br />

عبارة القياس<br />

األية الفحص<br />

هل اسم املقرر موجود؟<br />

من خالل امللصقة املوجودة على ‏صفحة املقرر يف االأعلى.‏<br />

هل رقم املقرر موجود؟ 2. هل اسم املرشف موجود؟<br />

من خالل النقر على اأيقونة املنتدى والتاأكد من اأن االأيقونة<br />

فعالة.‏<br />

هل منتدى االأخبار موجود؟<br />

من خالل النقر على اأيقونة وصف املقرر والتاأكد اأنه يوجد<br />

وصف للمقرر.‏<br />

هل وصف املقرر موجود؟<br />

من خالل النقر على اأيقونة اأهداف املقرر والتاأكد اأن اأهداف<br />

املقرر مذكورة.‏<br />

هل اأهداف املقرر موجودة؟<br />

من خالل النقر على اأيقونة التقومي وتوزيع العالمات<br />

للمقرر والتاأكد اأن التقومي وتوزيع العالمات للمقرر<br />

هل التقومي وتوزيع العالمات للمقرر موجود؟ مذكورة.‏


معايير اجلودة في التعلم املدمج<br />

جامعة القدس املفتوحة منوذجاً‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف<br />

عبارة القياس<br />

هل وحدات املقرر موجودة؟<br />

هل مصادر التعلم للمقرر موجودة؟<br />

هل يوجد دليل عملي ‏)يف حال كون املادة ذات طابع<br />

عملي(‏ ؟<br />

هل نشاطات التعلم موجودة؟<br />

هل التواصل والتفاعل مع الدارسني موجود؟<br />

هل معلومات االتصال مع املرشف موجودة؟<br />

هل االأسئلة االأكرث تكراراً‏ (FAQ) موجودة؟<br />

هل حلقة نقاش عامة حول املقرر – حوار مبارش<br />

موجودة؟<br />

هل برنامج اللقاءات ‏)وجاهي/عرب الصف<br />

االفرتاضي/‏ عملي اإن وجد/‏ الساعات املكتبية(‏<br />

موجود؟<br />

هل منوذج فارغ لالإجابة-‏ خاص بالنشاطات<br />

موجود؟<br />

هل قالب فارغ لعرض تقدميي ‏)بوربوينت(‏ موجود؟<br />

هل منتدى االستخدام العام والدعم الفني موجود؟<br />

هل منتدى االستخدام العام والدعم الفني يتضمن<br />

تعريفاً‏ بالربجميات املطلوبة:‏ Office\ (Microsoft<br />

Adobe Acrobat\ Flash\ Real Player....... ) ?<br />

هل منتدى االستخدام العام والدعم الفني يتضمن<br />

روابط للمساعدة التقنية اأو االأكادميية؟<br />

هل رابط الصف االفرتاضي موجود؟<br />

األية الفحص<br />

من خالل النقر على اأيقونة وحدات املقرر،‏ والتاأكد من اأن<br />

وحدات املقرر مذكورة.‏<br />

من خالل النقر على اأيقونة مصادر التعلم والتاأكد من<br />

مصادر التعلم مذكورة.‏<br />

من خالل النقر على اأيقونة دليل عملي يف حال كون املادة<br />

ذات طابع عملي.‏<br />

من خالل النقر على اأيقونة نشاطات التعلم،‏ والتاأكد من اأن<br />

نشاطات التعلم مذكورة.‏<br />

من خالل النقر على اأيقونة التواصل والتفاعل مع<br />

الدارسني،‏ والتاأكد من اأن معلومات التواصل والتفاعل مع<br />

الدارسني مذكورة.‏<br />

من خالل النقر على اأيقونة معلومات االتصال مع املرشف<br />

والتاأكد من اأن معلومات االتصال مع املرشف مذكورة.‏<br />

من خالل النقر على اأيقونة االأسئلة االأكرث تكراراً‏ (FAQ) ،<br />

والتاأكد من اأن االأسئلة االأكرث تكراراً‏ (FAQ) مذكورة.‏<br />

من خالل النقر على اأيقونة حلقة نقاش عامة حول املقرر–‏<br />

حوار مبارش والتاأكد من اأنها فعالة.‏<br />

من خالل النقر على اأيقونة برنامج اللقاءات والتاأكد من اأن<br />

برنامج اللقاءات موجود بالتفصيل.‏<br />

من خالل النقر على اأيقونة منوذج فارغ لالإجابة-‏ خاص<br />

بالنشاطات والتاأكد من اأنها فعالة.‏<br />

من خالل النقر على اأيقونة قالب فارغ لعرض تقدميي<br />

‏)بوربوينت(‏ والتاأكد من اأنها فعالة.‏<br />

من خالل النقر على اأيقونة منتدى االستخدام العام والدعم<br />

الفني والتاأكد من اأنها فعالة.‏<br />

من خالل النقر على اأيقونة منتدى االستخدام العام والدعم<br />

الفني،‏ والتاأكد من اأن الربجميات الالزمة مذكورة.‏<br />

من خالل النقر على اأيقونة منتدى االستخدام العام<br />

والدعم الفني،‏ والتاأكد من اأن روابط املساعدة التقنية اأو<br />

االأكادميية مذكورة.‏<br />

من خالل النقر على اأيقونة رابط الصف االفرتاضي،‏<br />

والتاأكد من اأنها فعاله.‏<br />

#<br />

.8<br />

.9<br />

.10<br />

.11<br />

.12<br />

.13<br />

.14<br />

.15<br />

.16<br />

.17<br />

.18<br />

.19<br />

.20<br />

.21<br />

.22<br />

316


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

Ú<br />

#<br />

.23<br />

.24<br />

.25<br />

.26<br />

.27<br />

.28<br />

.29<br />

عبارة القياس<br />

هل عدد االستطالعات )2( استطالع فما فوق؟<br />

هل الروابط ملصادر املكتبات املتوافرة عرب االإنرتنت<br />

موجودة؟<br />

هل منتدى االقرتاحات موجود؟<br />

Ú<br />

هل توجد مادة اإثرائية واحدة يف اأي وحدة من<br />

الوحدات؟<br />

هل هناك ارتباط ما بني املصادر وموضوع الوحدة<br />

بحيث تعمل على حتقيق اأهدافها؟<br />

هل املصادر االإثرائية ‏)تتضمن اأفكاراً‏ اأو مهارات اأو<br />

اجتاهات جديدة(‏ ؟<br />

هل هناك تنوع يف مصادر التعلم؟<br />

نسبة جودة تصميم الشكل العام للمقرر %<br />

املعيار الثاين:‏ الوحدة الدراسية مصممة بشكل جيد.‏<br />

األية الفحص<br />

من خالل عد االستطالعات املنساأة،‏ والتاأكد من فعالية<br />

االأيقونات اخلاصة.‏<br />

من خالل النقر على اأيقونة روابط ملصادر املكتبات<br />

املتوافرة عرب االإنرتنت،‏ والتاأكد من اأنه مت اإضافة روابط<br />

ملصادر املكتبات املتوافرة عرب االإنرتنت.‏<br />

من خالل النقر على اأيقونة منتدى االقرتاحات والتاأكد من<br />

فعاليتها.‏<br />

من خالل البحث عن مادة اإثرائية واحدة على االأقل يف اأي<br />

وحدة من وحدات املقرر والنقر على اأيقونة املادة االإثرائية<br />

والتاأكد من فعاليتها،‏ واأنه توجد مادة مكتوبة بداخلها.‏<br />

هذه معايري حمتوى تعليمي تفحص من قبل املتخصصني<br />

من االأكادمييني يف املحتوى التعليمي.‏<br />

حتُ‏ تسب من خالل تقسيم عدد االجابات الصحيحة على عدد<br />

املعايري الكلي والكل مرضوباً‏ يف 100.<br />

تفحص عبارات القياس يف هذا املعيار لكل وحدة دراسية كل على حدة حسب<br />

عددها.‏<br />

عبارة القياس<br />

هل اأهداف الوحدة موجودة؟<br />

هل اأقسام الوحدة موجودة؟<br />

هل التقومي ونظام العالمات موجود؟<br />

هل مصادر التعلم اخلاصة بالوحدة موجودة؟<br />

األية الفحص<br />

من خالل النقر على اأيقونة اأهداف الوحدة،‏ والتاأكد من<br />

اأن اأهداف الوحدة مذكورة.‏<br />

من خالل النقر على اأيقونة اأقسام الوحدة،‏ والتاأكد من<br />

اأن اأقسام الوحدة مذكورة.‏<br />

من خالل النقر على اأيقونة التقومي ونظام العالمات،‏<br />

والتاأكد من اأن التقومي ونظام العالمات للوحدة<br />

مذكوران حال وجود نشاط اأو حلقة نقاش لهذه الوحدة.‏<br />

من خالل النقر على اأيقونة مصادر التعلم اخلاصة<br />

بالوحدة،‏ والتاأكد من اأن مصادر التعلم اخلاصة<br />

بالوحدة مذكورة.‏<br />

#<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

.4<br />

317


معايير اجلودة في التعلم املدمج<br />

جامعة القدس املفتوحة منوذجاً‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف<br />

عبارة القياس<br />

هل تسجيل الصف االفرتاضي موجود؟<br />

هل مرسد مصطلحات الوحدة موجود؟<br />

نسبة جودة تصميم الوحدة الدراسية %<br />

األية الفحص<br />

من خالل النقر على اأيقونة تسجيل الصف االإفرتاضي،‏<br />

والتاأكد من اأن تسجيل الصف االإفرتاضي فعال.‏<br />

من خالل النقر على اأيقونة مرسد مصطلحات الوحدة،‏<br />

والتاأكد من اأن مرسد مصطلحات الوحدة مذكور.‏<br />

حتُ‏ تسب من خالل تقسيم عدد االإجابات الصحيحة على<br />

عدد املعايري الكلي والكل مرضوباً‏ يف 100.<br />

#<br />

.5<br />

.6<br />

Ú<br />

Ú املعيار الثالث:‏ الأنشطة مصممة بشكل جيد.‏<br />

#<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

.4<br />

.5<br />

.6<br />

.7<br />

.8<br />

.9<br />

.10<br />

.11<br />

.13<br />

عبارة القياس<br />

األية الفحص<br />

يتم عد النشاطات يف جميع الوحدات.‏<br />

هل عدد النشاطات من )3- 5(<br />

نشاطات؟<br />

من خالل فتح جميع النشاطات،‏ والتاأكد من اأن عالمة النشاطات متساوية.‏<br />

اأو من خالل التقومي ونظام العالمات املوجود للوحدة.‏<br />

هل عالمة كل النشاطات متساوية؟ اأو من خالل التقومي ونظام العالمات املوجود يف الشكل العام للمقر.‏<br />

من خالل فحص جميع الوحدات.‏<br />

هل يوجد نشاط يتمثل بامتحان قصري<br />

(Quiz) يف وحدةٍ‏ واحدة اأو اثنتني؟<br />

من خالل فحص النشاطات يف الوحدات الدراسية.‏<br />

هل االأنشطة االأخرى متنوعة؟ هل تعليمات النشاطات غري املقوَّمة من خالل التقومي ونظام العالمات املوجود يف الشكل العام للمقر.‏<br />

اأو تكون موجودة يف اأسفل الصفحة الرئيسية للمقرر.‏<br />

حمددة؟<br />

هل يرتبط النشاط مبوضوع الوحدة،‏<br />

هذه معايري حمتوى تعليمي تفحص من قبل املتخصصني من االأكادمييني<br />

ويعمل على حتقيق اأهدافها؟<br />

يف املحتوى التعليمي.‏<br />

هل النشاط اإثرائي ‏)يتضمن اأفكاراً‏ اأو مهارات جديدة(‏ ؟<br />

من خالل فتح النشاطات.‏<br />

هل يتوافر موضوع النشاط؟<br />

من خالل فتح النشاطات.‏<br />

هل تتوافر اأهداف للنشاط؟<br />

من خالل فتح النشاطات.‏<br />

هل تتوافر تعليمات واضحة للنشاط؟ هل يقوم املرشف بتحديد موعد بداية<br />

وانتهاء النشاط؟<br />

تفحص من خالل فتح النشاط والنقر على اأيقونة حدث هذه املهمة.‏<br />

هل يقوم املرشف بتقومي النشاط خالل<br />

72 ‏ساعة من املوعد املحدد؟<br />

.12<br />

هل يتضمن التقومي للنشاط تغذية<br />

راجعة للدارس؟<br />

318


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

عبارة القياس<br />

هل املدة الزمنية لفتح اأي نشاط ‏)غري<br />

االمتحان القصري(‏ هو 3 اأيام؟<br />

هل يفتح النشاط للتحميل مبارشة بعد<br />

االنتهاء من حلقة النقاش؟<br />

هل النشاط ظاهر للدارس ‏)غري مفعل<br />

عملية التحميل(‏ مع بداية حلقة<br />

النقاش؟<br />

نسبة جودة تصميم الأنشطة %<br />

األية الفحص<br />

تفحص من خالل فتح النشاط والنقر على اأيقونة حدث هذه املهمة.‏<br />

حتتسب من خالل تقسيم عدد االإجابات الصحيحة على عدد املعايري الكلي<br />

والكل مرضوباً‏ يف 100.<br />

#<br />

.14<br />

.15<br />

.16<br />

Ú<br />

Ú املعيار الرابع:‏ حلقات النقاش غري املتزامنة مصممة بشكل جيد.‏<br />

عبارة القياس<br />

هل عدد حلقات النقاش من )5-3( حلقات نقاش؟<br />

هل عالمة كل حلقات النقاش متساوية؟<br />

هل هناك تنوع يف اأساليب النقاش؟<br />

هل موضوع النقاش واضحاً‏ وحمدداً؟<br />

هل يرتبط النقاش مبوضوع الوحدة ويعمل على حتقيق اأهدافها؟<br />

هل النقاش اإثرائياً‏ ‏)يتضمن اأفكاراً‏ اأو مهارات اأو اجتاهات جديدة(‏ ؟<br />

هل يتوافر موضوع حللقة النقاش ‏)املمارسات اجليدة(‏ ؟<br />

هل يتوافر اأهداف واضحة حللقة النقاش؟<br />

هل تتوافر تعليمات واضحة حللقة النقاش؟<br />

هل يقوم املرشف بتحديد موعد بداية حلقة النقاش وانتهائها؟<br />

هل تُتابع املشاركات بشكل مستمر ويعمل على توجيهها؟<br />

هل تقوَّم حلقات النقاش خالل 72 ‏ساعة من اإغالقها؟<br />

هل املدة الزمنية القصوى لفتح اأي حلقة نقاش هو 7 اأيام؟<br />

نسبة جودة تصميم حلقات النقاش غري املتزامنة %<br />

األية الفحص<br />

يتم عد حلقات النقاش يف جميع الوحدات.‏<br />

من خالل فتح جميع حلقات النقاش والتاأكد من اأن<br />

عالمة حلقات النقاش متساوية.‏<br />

اأو من خالل التقومي ونظام العالمات املوجود<br />

للوحدة.‏<br />

اأو من خالل التقومي ونظام العالمات املوجود يف<br />

الشكل العام للمقر.‏<br />

هذه معايري حمتوى تعليمي تفحص من قبل<br />

املتخصصني من االأكادمييني يف املحتوى التعليمي.‏<br />

من خالل فتح حلقات النقاش.‏<br />

من خالل فتح حلقات النقاش.‏<br />

من خالل فتح حلقات النقاش.‏<br />

تفحص من خالل فتح حلقة النقاش والنقر على<br />

اأيقونة حدث هذا النشاط.‏<br />

حتتسب من خالل تقسيم عدد االجابات الصحيحة<br />

على عدد املعايري الكلي والكل مرضوباً‏ يف 100.<br />

#<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

.4<br />

.5<br />

.6<br />

.7<br />

.8<br />

.9<br />

.10<br />

.11<br />

.12<br />

.13<br />

319


معايير اجلودة في التعلم املدمج<br />

جامعة القدس املفتوحة منوذجاً‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف<br />

Ú<br />

Ú املعيار اخلامس:‏ عملية الإرشاف على املقرر تتم بشكل جيد.‏<br />

#<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

.4<br />

.5<br />

عبارة القياس<br />

هل يقوم املرشف بالرد على رسائل الدارسني<br />

باستمرار؟<br />

هل %10 من العالمات املخصصة باملودل<br />

للمشاركات غري املقيمة؟<br />

هل يقوم املرشف باستخدام اأدوات التفاعل<br />

واالتصال ؟ ) lesson.......... (Blog, Wiki,<br />

هل يقوم املرشف بتحرير ‏سريته الذاتية؟<br />

هل يقوم املرشف باإضافة ‏صورته على السرية<br />

الذاتية؟<br />

نسبة جودة عملية الإرشاف على املقرر %<br />

مالحظات:‏<br />

األية الفحص<br />

من خالل متابعة حلقات النقاش.‏<br />

من خالل التقومي ونظام العالمات املوجود يف الشكل<br />

العام للمقر.‏<br />

اأو تكون موجودة يف اأسفل الصفحة الرئيسية للمقرر.‏<br />

ممكن اأن تكون اأدوات التفاعل واالتصال<br />

lesson) (Blog, Wiki, موجودة يف الشكل العام<br />

للمقرر اأو يف الوحدات الدراسية اأو يف حلقات النقاش.‏<br />

من خالل النقر على اأيقونة اسم املرشف املوجودة يف<br />

الصفحة التي تظهر مبارشة بعد الدخول اإىل االأنشطة<br />

اأو التعيينات االإلكرتونية.‏<br />

حتتسب من خالل تقسيم عدد االإجابات الصحيحة<br />

على عدد املعايري الكلي والكل مرضوباً‏ يف 100.<br />

العالمة املخصصة للنشاط ‏ضعف العالمة املخصصة حللقة النقاش غري املتزامنة.‏<br />

تقومي النشاطات غري املقيمة:‏ اإشرتاك الدارس يف النشاطات غري املقوَّمة ولها<br />

.)%10(<br />

النشاطات غري املقومة هي:‏<br />

. أمرسد املصطلحات.‏<br />

. بمشاركة الدارس يف استطالعات الراأي/‏ االستبانات.‏<br />

. تعدد مرات الدخول خالل الفصل.‏<br />

. ثفاعليته مشاركاته خصوصاً‏ يف الصف االفرتاضي.‏<br />

‏•تقومي وضبط املعايري اخلاصة مبقررات املساعدين االأكادمييني )Tutors(<br />

يف املناطق واملراكز الدراسية<br />

320


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

Ú<br />

- ‏-تكون وترية تقومي املعايري اخلاصة مبقررات املساعدين االأكادمييني ( uT<br />

)tors يف املناطق واملراكز الدراسية بشكل دوري يف كل فصل دراسي.‏<br />

- ‏-تقوم عند بداية الفصل الدراسي بعد االأسبوع االأول اأو الثاين بحيث يُبلغ<br />

املساعدون ااالأكادمييون )Tutors( بذلك.‏<br />

- ‏-يتم الدخول اإىل املوقع االإلكرتوين http://eactivities.qou.edu ومن ثم<br />

اإدخال ‏)اسم املستخدم:‏ ،Quality وكلمة املرور:‏ 1092( ، حيث تظهر<br />

الشاشة التي يوجد بها املقررات االإلكرتونية حسب كل برنامج اأكادميي.‏<br />

- ‏-يُختار املقرر املراد تقوميه حسب اسم املقرر ورقمه واسم الربنامج<br />

االأكادميي حيث يتم الدخول اإليه حيث يظهر اسم املقرر ورقمه الشكل<br />

العام للمقرر والوحدات الدراسية للمقرر.‏<br />

- ‏-يتم التقومي لكل معيار كل على حده حسب عبارات القياس اخلاصة بكل<br />

معيار كاالآتي:‏<br />

Ú املعيار الأاول:‏ الشكل العام للمقرر مصمم بشكل جيد.‏<br />

عبارة القياس<br />

هل قام املرشف املساعد باإضافة اسمه يف<br />

امللصقة اخلاصة بخطة املقرر؟<br />

هل قام املرشف املساعد بتعديل البيانات اخلاصة<br />

باالتصال مع املرشف؟<br />

هل يُضاف موضوع جديد ملنتديات اخلطة<br />

‏)وتفحص لكل منتدى يف اخلطة(‏ ؟<br />

هل مت التاأكد من جمموع العالمات حللقات النقاش<br />

واالأنشطة/‏ اأو التعيني = ‎100‎؟<br />

هل حُ‏ ملت برنامج اللقاءات االسبوعية الوجاهية<br />

واالفرتاضية؟<br />

هل عُ‏ دل رابط الصف االفرتاضي؟<br />

األية الفحص<br />

من خالل امللصقة املوجودة على ‏صفحة املقرر<br />

يف االعلى.‏<br />

من خالل النقر على اأيقونة معلومات االتصال مع<br />

املرشف،‏ والتاأكد من اأن معلومات االتصال مع<br />

املرشف هي للمرشف نفسه مذكورة.‏<br />

يتم الدخول اإىل كل منتدى موجود يف الشكل العام<br />

للمقرر لفحص اأنه اأضيف موضوع جديد.‏<br />

من خالل فحص عالمات النشاطات وحلقات<br />

النقاش واالأنشطة غري املقيمة.‏<br />

من خالل النقر على اأيقونة برنامج اللقاءات،‏<br />

والتاأكد من اأن برنامج اللقاءات موجود<br />

بالتفصيل.‏<br />

من خالل النقر على اأيقونة رابط الصف<br />

االفرتاضي،‏ والتاأكد من اأن غرفة الصف<br />

االفرتاضي خاصة باملرشف نفسه.‏<br />

#<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

.4<br />

.5<br />

.6<br />

321


معايير اجلودة في التعلم املدمج<br />

جامعة القدس املفتوحة منوذجاً‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف<br />

#<br />

.7<br />

.8<br />

عبارة القياس<br />

هل اأضيفت موضوعات حلقات النقاش اأو املنتديات<br />

املتوافرة يف الوحدات/‏ وحدة واحدة على االأقل؟<br />

هل فُ‏ عّلت استطالعات الراأي ملدة ‏شهر اأو اأكرث؟<br />

‏)يتم فحصها لكل استطالع حسب عددها(‏<br />

هل مت التاأكد من اأن العلمات موزعة كالآتي:‏<br />

%60 اأنشطة<br />

.9<br />

.10<br />

%30 حلقات نقاش<br />

األية الفحص<br />

من خالل فتح حلقات النقاش اأو املنتديات<br />

والتاأكد من اأنه اأضيف موضوع حللقات النقاش<br />

اأو املنتديات.‏<br />

يتم فتح استطالعات الراأي،‏ والتاأكد من املقدرة<br />

على االختيار من بني اخليارات املوجودة.‏<br />

من خالل فتح النشاطات،‏ والتاأكد من اأن جمموع<br />

العالمات املخصصة للنشاطات هو 60.<br />

من خالل فتح حلقات النقاش،‏ والتاأكد من اأن<br />

جمموع العالمات املخصصة حللقات النقاش هو<br />

.30<br />

Ú<br />

Ú<br />

.11<br />

#<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

.4<br />

.5<br />

.6<br />

%10 النشاطات غري املقيمة؟<br />

نسبة جودة تصميم الشكل العام للمقرر %<br />

املعيار الثاين:‏ المتحان القصري مصمم بشكل جيد.‏<br />

التاأكد من العالمة املخصصة للنشاطات غري<br />

املقيمة هي 10, حيث اأنها غالباً‏ ما تكون اأسفل<br />

الصفحة الرئيسية للمقرر اأو يف بند التقومي ونظام<br />

العالمات يف املوجودة يف الشكل العام للمقرر.‏<br />

حتُ‏ ‏سب من خالل تقسيم عدد االإجابات الصحيحة<br />

على عدد املعايري الكلي والكل مرضوباً‏ يف 100.<br />

خاص بالمتحان القصري ‏)يتم الفحص لكل امتحان قصري موجود يف الوحدات الدراسية(‏<br />

عبارة القياس<br />

هل مت غلق االمتحانات القصرية بتاريخ ‏سابق للتاأكد من ‏رسيته؟<br />

هل مت التاأكد من اإخفاء التغذية الراجعة لالمتحان القصري/التعيني؟<br />

هل عدد املحاوالت مرة واحدة فقط؟<br />

هل عدد االأسئلة يف الصفحة الواحدة ال يزيد عن ‎2‎؟<br />

هل اأسئلة االمتحان القصري عشوائية؟<br />

هل عالمة االمتحان القصري حمددة يف االمتحان كما هي يف التعليمات؟<br />

نسبة جودة تصميم الإمتحان القصري<br />

األية الفحص<br />

تُفحص هذه املعايري بالتنسيق مع<br />

مركز التعلم املفتوح عن بعد.‏<br />

حتُ‏ ‏سب من خالل تقسيم عدد االإجابات<br />

الصحيحة على عدد املعايري الكلي<br />

والكل مرضوباً‏ يف 100.<br />

322


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

ب.‏ تقومي معايري املقررات الإلكرتونية املدجمة وضبطها ‏)التعيينات<br />

الإلكرتونية(‏ .<br />

‏•تكون وترية تقومي مقررات التعيينات االإلكرتونية املطروحة بشكل ثابت<br />

ملرة واحدة يف مرحلة التصميم واالرشاف.‏<br />

‏•تُقوَّم مقررات التعيينات االإلكرتونية قبل بداية الفصل الدراسي بشهر اأو<br />

اأكرث،‏ وذلك على مرحلتني كاالآتي:‏<br />

- ‏-مرحلة تقومي اإرشادية للمرشف بهدف اكتشاف االأخطاء يف عملية<br />

تصميم املقرر االإلكرتوين واإبالغ املرشف بها من اأجل تصحيحها.‏<br />

- ‏-مرحلة التقومي الفعلية للمقرر االإلكرتوين،‏ وتاأتي بعد مرحلة التقومي<br />

االإرشادية بحيث حتسب نسبة مئوية تقيس مدى التزام املرشف مبعايري<br />

تصميم املقررات االإلكرتونية املدجمة ‏)التعيينات االإلكرتونية(‏ .<br />

‏•الدخول اإىل املوقع االإلكرتوين http://moodle1.qou.edu ومن ثم النقر<br />

على اأيقونة دخول واإدخال ‏)اسم املستخدم:‏ ،Quality وكلمة املرور:‏<br />

. )1091<br />

‏•الذهاب اإىل فئات املقررات الدراسية،‏ واختيار الفصل الذي تطرح به<br />

املقررات حتت عنوان التعيينات االإلكرتونية،‏ مثال:‏ ‏)الفصل الثاين<br />

1092- التعيينات االإلكرتونية(‏ .<br />

‏•يُختار املقرر املراد تقوميه حسب رقم الفصل اخلاص به ويتم الدخول<br />

اإليه حيث يظهر اسم املقرر،‏ رقمة،‏ الشكل العام للمقرر،‏ واخلطة الزمنية<br />

لتصميم املقرر ‏)االأسبوع االأول:‏ حلقة نقاش لتسجيالت الصفوف<br />

االفرتاضية،‏ االأسبوع الثاين:‏ تعليمات التعيني + تعيني جتريبي،‏ االأسبوع<br />

الثالث:‏ التعيني االأول واالأسبوع الرابع:‏ التعيني الثاين(‏ .<br />

‏•تُقوَّم لكل معيار كل على حده حسب عبارات القياس اخلاصة بكل معيار<br />

كاالآتي:‏<br />

323


معايير اجلودة في التعلم املدمج<br />

جامعة القدس املفتوحة منوذجاً‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف<br />

Ú<br />

Ú املعيار الأول:‏ الشكل العام للمقرر مصمم بشكل جيد.‏<br />

عبارة القياس<br />

األية الفحص<br />

#<br />

.1<br />

.3<br />

هل اسم املقرر موجود؟<br />

2. هل رقم املقرر موجود؟ من خالل امللصقة املوجودة على ‏صفحة املقرر يف االأعلى.‏<br />

هل اسم املرشف موجود؟<br />

هل منتدى االأخبار موجود؟<br />

من خالل النقر على اأيقونة املنتدى،‏ والتاأكد من اأن االأيقونة<br />

فعالة.‏<br />

.4<br />

هل وصف املقرر موجود؟<br />

من خالل النقر على اأيقونة وصف املقرر،‏ والتاأكد اأنه يوجد<br />

وصف للمقرر.‏<br />

.5<br />

هل اأهداف املقرر موجودة؟<br />

من خالل النقر على اأيقونة اأهداف املقرر والتاأكد اأن اأهداف<br />

املقرر مذكورة.‏<br />

.6<br />

هل التقومي وتوزيع العالمات<br />

للمقرر موجودان؟<br />

هل وحدات املقرر موجودة؟<br />

هل مصادر التعلم للمقرر<br />

موجودة؟<br />

هل يوجد دليل عملي ‏)يف حال<br />

ان املادة ذات طابع عملي(‏ ؟<br />

هل نشاطات التعلم موجودة؟<br />

هل التواصل والتفاعل مع<br />

الدارسني موجودان؟<br />

هل معلومات االتصال مع<br />

املرشف موجودة؟<br />

هل االأسئلة االأكرث تكراراً‏<br />

(FAQ) موجودة؟<br />

من خالل النقر على اأيقونة التقومي،‏ وتوزيع العالمات للمقرر<br />

والتاأكد اأن التقومي وتوزيع العالمات للمقرر مذكورة.‏<br />

من خالل النقر على اأيقونة وحدات املقرر،‏ والتاأكد من اأن وحدات<br />

املقرر مذكورة.‏<br />

من خالل النقر على اأيقونة مصادر التعلم،‏ والتاأكد من مصادر<br />

التعلم مذكورة.‏<br />

من خالل النقر على اأيقونة دليل عملي يف حال اأن املادة ذات<br />

طابع عملي.‏<br />

من خالل النقر على اأيقونة نشاطات التعلم،‏ والتاأكد من اأن<br />

نشاطات التعلم مذكورة.‏<br />

من خالل النقر على اأيقونة التواصل،‏ والتفاعل مع الدارسني،‏<br />

والتاأكد من اأن معلومات التواصل والتفاعل مع الدارسني مذكورة.‏<br />

من خالل النقر على اأيقونة معلومات االتصال مع املرشف،‏<br />

والتاأكد من اأن معلومات االتصال مع املرشف مذكورة.‏<br />

من خالل النقر على اأيقونة االأسئلة االأكرث تكراراً‏ (FAQ) ،<br />

والتاأكد من اأن االأسئلة االأكرث تكراراً‏ (FAQ) مذكورة.‏<br />

.7<br />

.8<br />

.9<br />

.10<br />

.11<br />

.12<br />

.13<br />

.14<br />

324


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

عبارة القياس<br />

األية الفحص<br />

#<br />

.15<br />

هل حلقة نقاش عامة حول<br />

املقرر – حوار مبارش موجودة؟<br />

من خالل النقر على اأيقونة حلقة نقاش عامة حول املقرر – حوار<br />

مبارش والتاكد من انها فعالة.‏<br />

.16<br />

هل برنامج اللقاءات<br />

‏)وجاهي/عرب الصف<br />

االفرتاضي/‏ عملي اإن وجد/‏<br />

الساعات املكتبية(‏ موجود؟<br />

من خالل النقر على اأيقونة برنامج اللقاءات،‏ والتاأكد من اأن<br />

برنامج اللقاءات موجود بالتفصيل.‏<br />

.17<br />

هل منوذج فارغ لالجابة-‏<br />

خاص بالنشاطات موجود؟<br />

من خالل النقر على اأيقونة منوذج فارغ لالإجابة-‏ خاص<br />

بالنشاطات،‏ والتاأكد من اأنها فعالة.‏<br />

.18<br />

هل قالب فارغ لعرض تقدميي<br />

‏)بوربوينت(‏ موجود؟<br />

من خالل النقر على اأيقونة قالب فارغ لعرض تقدميي<br />

‏)بوربوينت(‏ ، والتاأكد من اأنها فعالة.‏<br />

.19<br />

هل منتدى االستخدام العام<br />

والدعم الفني موجود؟<br />

من خالل النقر على اأيقونة منتدى االستخدام العام والدعم<br />

الفني،‏ والتاأكد من اأنها فعالة.‏<br />

.20<br />

هل منتدى االستخدام العام<br />

والدعم الفني يتضمن تعريف<br />

بالربجميات املطلوبة؟<br />

(Microsoft Office\ Adobe<br />

Acrobat\ Flash\ Real<br />

Player....... )<br />

من خالل النقر على اأيقونة منتدى االستخدام العام والدعم الفني،‏<br />

والتاأكد من اأن الربجميات الالزمة مذكورة.‏<br />

.21<br />

هل منتدى االستخدام<br />

العام والدعم الفني يتضمن<br />

روابط للمساعدة التقنية اأو<br />

االأكادميية؟<br />

هل رابط الصف االفرتاضي<br />

موجود؟<br />

هل عدد االستطالعات )2(<br />

استطالع فما فوق؟<br />

هل روابط ملصادر املكتبات<br />

املتوفرة عرب االنرتنت<br />

موجودة؟<br />

من خالل النقر على اأيقونة منتدى االستخدام العام والدعم الفني،‏<br />

والتاأكد من اأن روابط للمساعدة التقنية اأو االأكادميية مذكورة.‏<br />

من خالل النقر على اأيقونة رابط الصف االفرتاضي،‏ والتاأكد من<br />

اأنها فعَّالة.‏<br />

من خالل عد االستطالعات املنساأة،‏ والتاأكد من فعالية<br />

االأيقونات اخلاصة.‏<br />

من خالل النقر على اأيقونة روابط ملصادر املكتبات املتوافرة<br />

عرب االإنرتنت،‏ والتاأكد من اأنه مت اإضافة روابط ملصادر املكتبات<br />

املتوافرة عرب االإنرتنت.‏<br />

من خالل النقر على اأيقونة منتدى االقرتاحات،‏ والتاأكد من<br />

فعاليتها.‏<br />

.22<br />

.23<br />

.24<br />

.25<br />

هل منتدى االقرتاحات موجود؟<br />

نسبة جودة الشكل العام للمقرر %<br />

حتُ‏ ‏سب من خالل تقسيم عدد االجابات الصحيحة على عدد<br />

املعايري الكلي والكل مرضوباً‏ يف 100<br />

325


معايير اجلودة في التعلم املدمج<br />

جامعة القدس املفتوحة منوذجاً‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف<br />

Ú<br />

Ú املعيار الثاين:‏ اخلطة الزمنية لتصميم املقرر جيدة.‏<br />

عبارة القياس<br />

هل عدد االأسابيع 4 اأسابيع؟<br />

هل االأسبوع االأول يحتوي على حلقة<br />

نقاش ‏)تسجيالت الصفوف االفرتاضية(‏ ؟<br />

هل االأسبوع الثاين يحتوي على تعليمات<br />

التعيني + تعيني جتريبي؟<br />

هل االأسبوع الثالث يحتوي على التعيني<br />

االأول؟<br />

هل االأسبوع الرابع يحتوي على التعيني<br />

الثاين؟<br />

نسبة جودة اخلطة الزمنية لتصميم<br />

للمقرر%‏<br />

األية الفحص<br />

من خالل عد االأسابيع على الصفحة الرئيسية<br />

للمقرر.‏<br />

من خالل الصفحة الرئيسية للمقرر.‏<br />

من خالل الصفحة الرئيسية للمقرر.‏<br />

من خالل الصفحة الرئيسية للمقرر.‏<br />

من خالل الصفحة الرئيسية للمقرر.‏<br />

حتُ‏ ‏سب من خالل تقسيم عدد االإجابات الصحيحة<br />

على عدد املعايري الكلي والكل مرضوباً‏ يف 100.<br />

#<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

.4<br />

.5<br />

Ú<br />

Ú املعيار الثالث:‏ التعيني التجريبي مصمم بشكل جيد<br />

326<br />

#<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

.4<br />

.5<br />

.6<br />

.7<br />

عبارة القياس<br />

هل عدد االأسئلة 10 اأسئلة؟<br />

األية الفحص<br />

تُفحص من خالل الدخول على التعيني التجريبي والضغط على اأيقونة معاينة.‏<br />

هل التعيني يشمل جميع الأنواع املختلفة للأسئلة املستخدمة يف التعيني؟<br />

‏صح وخطاأ<br />

اختيار من متعدد<br />

مطابقة<br />

اأكمل الفراغ<br />

هل عدد املحاوالت لالإجابة على<br />

التعيني التجريبي 3 مرات؟<br />

هل تعليمات منوذج اآلية االإجابة على<br />

التعيني االإلكرتوين موجودة جميعها؟<br />

نسبة جودة تصميم التعيني التجريبي %<br />

تُفحص من خالل الدخول على التعيني التجريبي والضغط على<br />

اأيقونة معاينة.‏<br />

تُفحص من خالل الدخول على التعيني التجريبي والضغط على<br />

اأيقونة حدث هذا االمتحان حتت بند حماوالت.‏<br />

من خالل النقر على اأيقونة تعليمات التعيني التجريبي يف<br />

االأسبوع الثاين،‏ والتاأكد من اأن التعليمات مذكورة جميعها<br />

حسب منوذج اآلية االإجابة على التعيني االإلكرتوين املوجود يف<br />

االستبانات اخلاصة مبعايري وعبارات قياس املقررات االإلكرتونية<br />

املدجمة ‏)التعيينات االإلكرتونية(‏ .<br />

حتُ‏ ‏سب من خالل تقسيم عدد االإجابات الصحيحة على عدد<br />

املعايري الكلي والكل مرضوباً‏ يف 100.


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

Ú<br />

Ú املعيار الرابع:‏ عملية الرشاف على التعيني التجريبي تتم بشكل جيد.‏<br />

#<br />

.1<br />

عبارة القياس<br />

هل التزويد بالتغذية الراجعة موجود؟<br />

نسبة جودة عملية الرشاف على التعيني التجريبي %<br />

األية الفحص<br />

من خالل الدخول اإىل التعيني التجريبي والنقر على<br />

اأيقونة حدث هذا االمتحان،‏ والتاأكد من وضع عالمة<br />

(Review على جميع اخلانات حتت عنوان )ü(<br />

. options)<br />

حتُ‏ ‏سب من خالل تقسيم عدد االإجابات الصحيحة على<br />

عدد املعايري الكلي والكل مرضوباً‏ يف 100.<br />

Ú<br />

Ú املعيار اخلامس:‏ التعيني الول مصمم بشكل جيد.‏<br />

عبارة القياس<br />

هل عدد االأسئلة من )50-30( ‏سوؤال<br />

موضوعي؟<br />

هل يلتزم املرشف باملواعيد املقررة للتعيني<br />

من خالل حتديد بداية ونهاية التعيني؟<br />

األية الفحص<br />

تُفحص من خالل الدخول على التعيني االأول والضغط<br />

على اأيقونة معاينة.‏<br />

تُفحص من خالل الدخول على التعيني االأول والضغط<br />

على اأيقونة حدث هذا االمتحان حتت بند توقيت.‏<br />

#<br />

.1<br />

.2<br />

هل يشمل التعيني جميع اأنواع الأسئلة املستخدمة ؟<br />

‏صح وخطاأ<br />

اختيار من متعدد<br />

مطابقة<br />

اإجابة قصرية<br />

هل نسبة اأسئلة ‏)اختيار من متعدد(‏ %50<br />

على االأكرث من اأسئلة التعيني؟<br />

هل عدد مرات االإجابة على التعيني مرة<br />

واحدة؟<br />

نسبة جودة تصميم التعيني الأول %<br />

تُفحص من خالل الدخول على التعيني االأول والضغط<br />

على اأيقونة معاينة.‏<br />

تُفحص من خالل الدخول على التعيني االأول والضغط<br />

على اأيقونة حدث هذا االمتحان حتت بند حماوالت.‏<br />

حتُ‏ ‏سب من خالل تقسيم عدد االإجابات الصحيحة<br />

على عدد املعايري الكلي والكل مرضوباً‏ يف 100.<br />

.3<br />

.4<br />

.5<br />

.6<br />

.7<br />

.8<br />

327


معايير اجلودة في التعلم املدمج<br />

جامعة القدس املفتوحة منوذجاً‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف<br />

Ú<br />

Ú املعيار السادس:‏ عملية الرشاف على التعيني الول تتم بشكل جيد.‏<br />

#<br />

عبارة القياس<br />

األية الفحص<br />

.1<br />

هل يلتزم املرشف بعدم اإظهار التغذية<br />

الراجعة والنتيجة قبل انتهاء موعد التعيني؟<br />

نسبة جودة عملية الإرشاف على التعيني الأول %<br />

تُفحص عبارة القياس التالية من خالل الدخول على التعيني<br />

االأول والضغط على اأيقونة حدث هذا االمتحان والتاأكد من اأنه مل<br />

تُوضع عالمة )ü( على جميع اخلانات حتت عنوان (Review<br />

.options)<br />

حتُ‏ ‏سب من خالل تقسيم عدد االإجابات الصحيحة على عدد<br />

املعايري الكلي والكل مرضوباً‏ يف 100.<br />

Ú<br />

Ú املعيار السابع:‏ التعيني الثاين مصمم بشكل جيد<br />

#<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

.4<br />

.5<br />

.6<br />

.7<br />

.8<br />

عبارة القياس<br />

هل عدد االأسئلة من )50-30( ‏سوؤال<br />

موضوعي؟<br />

هل يلتزم املرشف باملواعيد املقررة للتعيني<br />

من خالل حتديد بداية التعيني ونهايته؟<br />

هل يشمل التعيني جميع اأنواع الأسئلة املستخدمة؟<br />

‏صح وخطاأ<br />

اختيار من متعدد<br />

مطابقة<br />

اإجابة قصرية<br />

هل نسبة اأسئلة ‏)اختيار من متعدد(‏ %50<br />

على االأكرث من اأسئلة التعيني؟<br />

هل عدد مرات االإجابة على التعيني مرة<br />

واحدة؟<br />

األية الفحص<br />

تُفحص من خالل الدخول على التعيني الثاين والضغط<br />

على اأيقونة معاينة.‏<br />

تُفحص من خالل الدخول على التعيني الثاين والضغط<br />

على اأيقونة حدث هذا االمتحان حتت بند توقيت.‏<br />

تُفحص من خالل الدخول على التعيني الثاين والضغط<br />

على اأيقونة معاينة.‏<br />

تُفحص من خالل الدخول على التعيني الثاين والضغط<br />

على اأيقونة حدث هذا االمتحان حتت بند حماوالت.‏<br />

نسبة جودة تصميم التعيني الثاين %<br />

حتُ‏ ‏سب من خالل تقسيم عدد االإجابات الصحيحة على<br />

عدد املعايري الكلي والكل مرضوباً‏ يف 100.<br />

328


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

Ú<br />

Ú املعيار الثامن:‏ عملية الإرشاف على التعني الثاين تتم بشكل جيد.‏<br />

#<br />

.1<br />

عبارة القياس<br />

هل يلتزم املرشف بعدم اإظهار التغذية الراجعة<br />

والنتيجة قبل انتهاء موعد التعيني؟<br />

نسبة جودة عملية الإرشاف على التعيني الثاين %<br />

األية الفحص<br />

تُفحص عبارة القياس التالية من خالل الدخول على التعيني<br />

الثاين والضغط على اأيقونة حدث هذا االمتحان والتاأكد من اأنه مل<br />

تُوضع عالمة )ü( على جميع اخلانات حتت عنوان (Review<br />

. options)<br />

حتُ‏ ‏سب من خالل تقسيم عدد االإجابات الصحيحة على عدد املعايري<br />

الكلي والكل مرضوباً‏ يف 100.<br />

ج.‏ تقومي وضبط معايري اللقاءات اخلاصة بالصفوف الإفرتاضية:‏<br />

‏•تكون وترية تقومي لقاءات الصفوف االإفرتاضية بشكل دوري يف كل فصل<br />

دراسي.‏<br />

‏•تقوّم لقاءات الصف االفرتاضي ابتداءً‏ من نهاية الشهر االأول،‏ واإنتهاءً‏<br />

بالشهر الرابع من الفصل الدراسي،‏ وذلك حسب االإنتهاء من تسجيالت<br />

لقاءات الصفوف االإفرتاضية.‏<br />

Ú<br />

Ú املعيار الأول:‏ لقاء الصف الفرتاضي ‏)قبل بداية اجللسة(‏ جمهز بشكل جيد.‏<br />

#<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

.4<br />

.5<br />

.6<br />

.7<br />

عبارة القياس<br />

هل يكون املرشف موجوداً‏ قبل موعد اللقاء ب<br />

)15-10( دقيقة؟<br />

هل يقوم املرشف بالتعريف بنفسه قبل بدء<br />

اللقاء؟<br />

األية الفحص<br />

- تُفحص يف حال الدخول بشكل تزامني مع املرشف قبل بداية اللقاء.‏<br />

- اأو تُفحص يف حال اأن املرشف نوه اإىل ذلك يف حال اأنه مل يتم<br />

الدخول بشكل متزامن مع املرشف ‏)لقاء مسجل(‏ .<br />

- من خالل االستماع للتسجيل يف بدايته غالباً‏<br />

هل يقوم املرشف بتحرير Profile اخلاص به على الصف الإفرتاضي بحيث يتضمن:‏<br />

اسم املرشف<br />

الهاتف<br />

الربيد االإلكرتوين<br />

‏صورته<br />

هل يتاأكد املرشف من اأن االأدوات واالأجهزة<br />

املستخدمة ‏صاحلة لالإستخدام؟<br />

من خالل فحص الرشيحة االأوىل.‏<br />

من خالل فحص الرشيحة االأوىل.‏<br />

من خالل فحص الرشيحة االأوىل.‏<br />

من خالل فحص الرشيحة االأوىل.‏<br />

من خالل االستماع للتسجيل يف بدايته غالباً.‏<br />

329


معايير اجلودة في التعلم املدمج<br />

جامعة القدس املفتوحة منوذجاً‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف<br />

#<br />

عبارة القياس<br />

األية الفحص<br />

.8<br />

هل يعطي املرشف فرصة للدارسني للتعريف<br />

عن اأنفسهم قبل اللقاء ‏)ال داعي لتسجيل<br />

ذلك(‏ ؟<br />

من خالل االستماع للتسجيل يف بدايته غالباً.‏<br />

.9<br />

هل يجهّز املرشف بوربوينت مسبقاً؟<br />

اأن يقوم املرشف بعرض مادة بوربوينت.‏<br />

.10<br />

هل يقوم املرشف بالتاأكد من اأن كل<br />

املشاركني هم دارسون يف هذا املقرر؟<br />

هل يقوم املرشف بالتنويه بوجود الضيوف؟<br />

هل يقوم املرشف بتنبيه املشاركني اإىل اأن<br />

اللقاء مسجل،‏ وميكن لالآخرين االإطالع عليه؟<br />

هل يقوم املرشف باالستعانة بزميل اأو باأحد<br />

الدارسني املميزين اأو ‏)وجود جهاز كمبيوتر<br />

احتياطي )Back up كمساعد للقاء؟<br />

هل يُزود املرشف الدارسني بتعليمات<br />

املشاركة؟<br />

هل يطلب املرشف من الدارسني استخدام<br />

اأسماوؤهم؟<br />

هل يُعرِّف املرشف الدارسني بخطة اللقاء<br />

‏)التوزيع الزمني(‏ ؟<br />

هل يُسجل املرشف اللقاء؟<br />

هل الصوت جيد وواضح؟<br />

اأن يقوم املرشف بالتنويه لذلك من خالل التسجيل غالباًيف بدايته.‏<br />

اأن يقوم املرشف بالتنويه لذلك من خالل التسجيل يف غالباً‏ بدايته.‏<br />

اأن يقوم املرشف بالتنويه لذلك من خالل التسجيل.‏<br />

اأن يقوم املرشف بالتنويه لذلك من خالل التسجيل.‏<br />

اأو من خالل وجود جهاز كمبيوتر احتياطي مكتوب فيه كلمة<br />

Backup يف قائمة االأسماء الظاهرة على ميني ‏شاشة العرض.‏<br />

اأن يقوم املرشف بالتنويه لذلك من خالل التسجيل غالباً‏ يف بدايته.‏<br />

اأن يقوم املرشف بالتنويه لذلك من خالل التسجيل غالباً‏ يف بدايته.‏<br />

اأن يقوم املرشف بالتنويه لذلك من خالل التسجيل غالباً‏ يف بدايته.‏<br />

من خالل وجود لقاء مسجل.‏<br />

من خالل ‏سماع التسجيل.‏<br />

حتُ‏ ‏سب من خالل تقسيم عدد االجابات الصحيحة على عدد املعايري<br />

الكلي والكل مرضوباً‏ يف 100.<br />

.11<br />

.12<br />

.13<br />

.14<br />

.15<br />

.16<br />

.17<br />

.18<br />

نسبة جودة جتهيز لقاء الصف الفرتاضي %<br />

Ú<br />

املعيار الثاين:‏ عملية الإرشاف على تنفيذ لقاء الصف الفرتاضي ‏)اأثتاء<br />

اللقاء(‏ تتم بشكل جيد.‏<br />

Ú<br />

عبارة القياس<br />

هل يحدد املرشف اأهداف اللقاء وتعريفها للدارسني؟<br />

هل يستخدم املرشف عبارات تشجيعية حلث الدارسني على<br />

املشاركة؟<br />

هل يوجه املرشف اأسئلة متهيدية للدارسني؟<br />

األية الفحص<br />

اأن يقوم املرشف بالتنويه لذلك من خالل<br />

التسجيل يف بدايته غالباً.‏<br />

اأن يقوم املرشف بالتنويه لذلك من خالل<br />

التسجيل.‏<br />

اأن يقوم املرشف بالتنويه لذلك من خالل<br />

التسجيل.‏<br />

#<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

330


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

عبارة القياس<br />

هل يجيب املرشف على االأسئلة التي يوجهها الدارسون اأثناء اللقاء<br />

عرب التخاطب الكتابي؟<br />

هل ينتبه املرشف اإىل االأحاديث اجلانبية بني الدارسني يف اأثناء<br />

الرشح عرب التخاطب الكتابي؟<br />

هل يُرتب املرشف عملية املشاركة من خالل رفع االأيدي؟<br />

هل يرتك املرشف مساحة زمنية كافية للدارسني للمناقشة<br />

والتعبري عن اأفكارهم بحوايل‎%40‎ على االأقل من وقت اللقاء؟<br />

هل يظهر املرشف مبظهر جيد عرب الكامريا عند استخدامها؟<br />

هل يلتزم املرشف مبفردات السلوك اجليد؟<br />

هل يلتزم الدارسون مبفردات السلوك اجليد؟<br />

هل يستجيب املرشف النتقادات ومداخالت االآخرين بشكل<br />

اإيجابي؟<br />

هل يغلق املرشف التسجيل يف فرتة االسرتاحة؟<br />

هل يقوم املرشف باستخدام املوؤقت لتحديد الوقت الالزم لعرض<br />

اللقاء اأو لالإجابة على االسئلة؟<br />

هل يتم استخدام االنفعاالت املختلفة؟<br />

هل يحث املرشف الطالب على استخدام االنفعاالت؟<br />

هل يستخدم املرشف اسرتاتيجات التعلم ‏)العرض التقدميي,‏ quiz<br />

…. الخ ؟<br />

هل يقوم املرشف بتلخيص املادة العلمية يف نهاية اللقاء؟<br />

هل يستمع املرشف لتعليقات الدارسني ومالحظاتهم واأسئلتهم،‏<br />

واالإجابة عليها؟<br />

هل يتم تعزيز اللقاء بالوسائط املتعددة ‏)صوت،‏ ‏صور،‏ فيديو،‏<br />

وصالت ملواقع انرتنت،‏ فالش انيماشن.....‏ ) ؟<br />

هل يقوم املرشف باإجراء تصويت حول راأي الدارسني يف اللقاء؟<br />

هل ينبه املرشف الدارسني لرضورة مغادرة اللقاء للحصول على<br />

التسجيل يف نهاية اللقاء؟<br />

هل ينرش املرشف التسجيل للدارسني ‏)عرب املودل(‏ ، وذلك<br />

مبارشة بعد االنتهاء من اللقاء؟<br />

األية الفحص<br />

من خالل متابعة ‏شاشة التخاطب الكتابي.‏<br />

من خالل متابعة ‏شاشة التخاطب الكتابي.‏<br />

اأن يقوم املرشف بالطلب من الدارسني رفع اليد<br />

للمشاركة.‏<br />

من خالل متابعة التسجيل.‏<br />

يف حال اأن املرشف يستخدم الكامريا.‏<br />

من خالل ‏سماع التسجيل كامالً.‏<br />

من خالل ‏سماع التسجيل كامالً.‏<br />

من خالل ‏سماع التسجيل كامالً.‏<br />

من خالل مالحظة اخلروج من التسجيل ثم<br />

العودة اإليه،‏ بحيث اأن تظهر كلمات .… (left<br />

joined) على ‏شاشة الكتابة.‏<br />

اأن يقوم املرشف بالتنويه لذلك.‏<br />

من خالل متابعة اإشارات االنفعاالت املختلفة<br />

‏)اشارة الوجه والكف...‏ )<br />

اأن يقوم املرشف بالتنويه لذلك.‏<br />

من خالل متابعة التسجيل.‏<br />

من خالل متابعة التسجيل يف نهاية اللقاء.‏<br />

من خالل متابعة التسجيل وعمليات التخاطب<br />

الكتابي.‏<br />

من خالل فحص امللفات املوجودة يف ال<br />

.file transfer اأو يف recording index<br />

من خالل متابعة التسجيل يف نهايته.‏<br />

من خالل متابعة التسجيل يف نهايته.‏<br />

من خالل فحص اأنه يوجد تسجيل موجود يف<br />

املقرر االإلكرتوين املصمم من خالل املودل.‏<br />

#<br />

.4<br />

.5<br />

.6<br />

.7<br />

.8<br />

.9<br />

.10<br />

.11<br />

.12<br />

.13<br />

.14<br />

.15<br />

.16<br />

.17<br />

.18<br />

.19<br />

.20<br />

.21<br />

.22<br />

331


معايير اجلودة في التعلم املدمج<br />

جامعة القدس املفتوحة منوذجاً‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف<br />

عبارة القياس<br />

هل يُرسل املرشف رابط التسجيل اإىل املوظف املعني لتنزيل<br />

التسجيل وتوفريه على قرص مدمج،‏ فالش،‏ اأو الهاتف النقال<br />

للدارسني MP4) (MP3، ، وذلك مبارشة بعد االنتهاء من اللقاء؟<br />

األية الفحص<br />

يتم بالتسيق مع مركز األ .ODLC<br />

#<br />

.23<br />

تصميم الباوربوينت املستخدم:‏<br />

هل القالب املستخدم هو القالب اخلاص بالربنامج؟<br />

يتم الفحص حسب القالب اخلاص بكل برنامج.‏<br />

.24<br />

هل الرشيحة الأوىل تتضمن:‏<br />

اسم اجلامعة وشعارها؟<br />

اسم املقرر؟<br />

رقم املقرر؟<br />

اسم الوحدة اأو الوحدات املتضمنة يف اللقاء؟<br />

اسم املرشف؟<br />

اسم العام والفصل الدراسي؟<br />

تاريخ اللقاء؟<br />

رقم اللقاء؟<br />

هل الرشيحة الثانية تتضمن اأهدافاً‏ للقاء؟<br />

فحص الرشيحة االأوىل<br />

فحص الرشيحة االأوىل<br />

فحص الرشيحة االأوىل<br />

فحص الرشيحة االأوىل<br />

فحص الرشيحة االأوىل<br />

فحص الرشيحة االأوىل<br />

فحص الرشيحة االأوىل<br />

فحص الرشيحة االأوىل<br />

فحص الرشيحة الثانية<br />

.25<br />

.26<br />

.27<br />

.28<br />

.29<br />

.30<br />

.31<br />

.32<br />

.33<br />

هل عدد الأسطر يف كل ‏رشيحة ل يزيد عن 6 اأسطر؟ ‏)يتم الفحص لكل ‏رشيحة حسب عددها(‏<br />

من خالل عد االسطر<br />

‏رشيحة 1<br />

‏رشيحة 2<br />

‏رشيحة 3..... الخ<br />

.34<br />

.35<br />

.36<br />

هل اخلط املستخدم للعناوين يف كل ‏رشيحة حجمه ،Bold 48 ‏)مع زيادة او نقصان بحدود 4( ؟<br />

تُفحص من خالل مقارنة حجم اخلط،‏ اأو اإذا اأمكن<br />

احلصول على عرض البوربوينت املستخدم من خالل<br />

املودل ملعرفة حجم اخلط احلقيقي املستخدم.‏<br />

‏رشيحة 1<br />

‏رشيحة 2<br />

‏رشيحة 3... الخ<br />

.37<br />

.38<br />

.39<br />

هل اخلط املستخدم للنص يف كل ‏رشيحة حجمه 40 ‏)مع زيادة او نقصان بحدود 4( ؟<br />

يتم الفحص من خالل مقارنة حجم اخلط،‏ اأو اذا امكن<br />

احلصول على عرض البوربوينت املستخدم من خالل<br />

املوديل ملعرفة حجم اخلط احلقيقي املستخدم.‏<br />

‏رشيحة 1<br />

‏رشيحة 2<br />

‏رشيحة 3...... الخ<br />

هل يوجد ‏صور واأشكال توضيحية؟<br />

هل االألوان واضحة ومنسقة؟<br />

من خالل متابعة التسجيل<br />

من خالل متابعة التسجيل<br />

.40<br />

.41<br />

.42<br />

.43<br />

.44<br />

332


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

#<br />

عبارة القياس<br />

األية الفحص<br />

.45<br />

هل الرشائح مرقمة؟<br />

من خالل مالحظة عرض البوربوينت وغالبا تكون<br />

االرقام اسفل الصفحة.‏<br />

من خالل متابعة التسجيل.‏<br />

.46<br />

.47<br />

هل يستخدم املرشف عبارات ختامية للقاء؟<br />

هل تستخدم ميزات الصف االفرتاضي – الغرف اجلانبية<br />

تبادل امللفات...‏ ؟<br />

من خالل مالحظة وجود اأيقونة ملف الغرف اجلانبية.‏<br />

.48<br />

هل يُرسل العرض للدارسني من خالل الصف االفرتاضي اأو<br />

املودل،‏ وذلك مبارشة بعد االنتهاء من اللقاء؟<br />

نسبة جودة الإرشاف على تنفيذ لقاء الصف الفرتاضي %<br />

من خالل فحص اأنه يوجد ملف عرض البوربوينت<br />

يف األ ،recording index اأو يف ،file transfer اأو اأن<br />

يكون موجود يف املقرر االإلكرتوين يف املودل.‏<br />

حتُ‏ ‏سب من خالل تقسيم عدد االإجابات الصحيحة على<br />

عدد املعايري الكلي والكل مرضوباً‏ يف 100.<br />

‏.‏‎7‎السجلت 7 والنماذج:‏<br />

اسم النموذج/السجل مكان احلفظ مدة احلفظ ‏)سنة(‏<br />

منوذج معايري اختيار منط التعلم املناسب للمقررات املدجمة<br />

. (F-BL-BLQC-01)<br />

منوذج ‏ضبط مقررات االأنشطة االإلكرتونية ‏)مودل 1(<br />

. (F-BL-BLQC-02)<br />

منوذج ‏ضبط مقررات التعيينات االإلكرتونية ‏)مودل 2(<br />

. (F-BL-BLQC-03)<br />

منوذج ‏ضبط معايري لقاءات الصفوف االفرتاضية<br />

. (F-BL-BLQC-04)<br />

منوذج قائمة فحص معايري تصميم املقرر املدمج بنمط البث الفيديوي التدفقي<br />

. Video Streaming (F-BL-BLQC-05)<br />

منوذج قائمة فحص معايري تصميم املقررات املدجمة بنمط املقررات املدجمة<br />

‏)القالب املدمج(‏ (F-BL-BLQC-06) .<br />

منوذج معايري اإعداد النص العلمي للوسيط املحوسب<br />

. (F-BL-BLQC-07)<br />

منوذج معايري اإنتاج الوسيط املحوسب<br />

(F-BL-BLQC-08)<br />

منوذج قائمة فحص معايري تصميم الوسائط التعليمية<br />

. (F-BL-BLQC-09)<br />

منوذج ‏ضبط مقررات االأنشطة االإلكرتوين اخلاصة باملرشفني االأكادمييني<br />

املساعدين (tutors) يف املناطق واملراكز الدراسية (F-BL-BLQC-10) .<br />

333


معايير اجلودة في التعلم املدمج<br />

جامعة القدس املفتوحة منوذجاً‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف<br />

‎8‎تعليمات 8. العمل ذات علقة Instructions( )Related Work<br />

‏•تعليمة عمل استخدام املوديل WI-BL-MUM<br />

(WORK INSTRUCTION– Blended Learning– Moodle Using Manual)<br />

‏•تعليمة عمل استخدام الصفوف االفرتاضية WI-BL-VCUM<br />

(WORK INSTRUCTION– Blended Learning– irtual Classes Using Manual)<br />

اخلامتة:‏<br />

اإن تبني جامعة القدس املفتوحة للتعلم املدمج،‏ والتحول نحوه تعدُّ‏ خطوة ريادية<br />

يف املجتمع الفلسطيني فرضتها التغريات الرسيعة يف تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت،‏<br />

حيث تعدُّ‏ تغريات جذرية يف االجتاهات واملعارف واملهارات املطلوبة،‏ ملواكبة التطورات<br />

للقرن الواحد والعرشين،‏ يعدُّ‏ هذا التحول مهماً؛ الأنه يعمق العمل نحو النوعية الرتبوية<br />

احلديثة يف جمال التعلم واملمارسات التطبيقية يف جمال توظيف التكنولوجيا يف التعلم،‏<br />

خللق بيئة تعلم حقيقية قادرة على حتقيق االأهداف الرتبوية والتعليمية بكفاءة عالية،‏<br />

االأمر الذي من ‏ساأنه توفري الفرصة لالنتقال بالنظام التعليمي من املمارسات التعليمية<br />

اإىل فرص واإمكانات تعليمية واإبداعية تنسجم وفلسفة التعلم املفتوح عن بعد.‏<br />

ومن اجلدير بالذكر اأن التعلم املدمج اأظهر كفاءة وفعالية يف جامعة القدس املفتوحة<br />

على الرغم من اأن اخلربة التي يتمتع بها اأعضاء الهيئة التدريسية هي خربة يف نظام<br />

اجلامعات التقليدية،‏ اإال اأنهم اأثبتوا كفاءة وقدرة يف جمال التعلم املدعم الكرتونياً،‏ ملا له<br />

من اأهمية واأفضلية يف ‏سبيل العلم والتعلم،‏ حيث تُنقل املعلومة وتوصل باأقرص وقت وجهد،‏<br />

واأكرث فائدة،‏ واأيضاً‏ اإكساب املرشفني والطالب املهارات الرضورية الالزمة للتعامل مع<br />

التكنولوجيا،‏ وتوفري بيئة تعلم تفاعلية قائمة على املتعة يف التعلم،‏ وعلى جمهود املتعلم<br />

يف البحث واالستقصاء.‏<br />

334


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد العشرون - حزيران 2010<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

‎1‎تقرير . 1 بناء القدرات – موؤرشات املقارنة املرجعية،‏ جامعة القدس املفتوحة،‏ . 2009<br />

‏.‏‎2‎تقرير 2 ‏شامل حول مراحل عمل ‏ضبط جودة التعلم االإلكرتوين،‏ جامعة القدس املفتوحة،‏<br />

.2009<br />

‏.‏‎3‎تقرير 3 مرحلي عن اخلطة االسرتاتيجية للتعلم االإلكرتوين،‏ جامعة القدس املفتوحة،‏<br />

.2009<br />

‏.‏‎4‎اجنلينا.‏ 4 ت.‏ وونغ،‏ تطويرالتعلم وهيئة التدريس يف التعليم املفتوح والتعلم عن بعد،‏<br />

جامعة القدس املفتوحة،‏ 2008.<br />

‎5‎اخلطة . 5 االسرتاتيجية جلامعة القدس املفتوحة 2011-2007 .<br />

‏.‏‎6‎دائرة 6 القبول والتسجيل واالمتحانات،‏ جامعة القدس املفتوحة،‏ نرشة اإحصائية الإعداد<br />

الدارسني امللتحقني باجلامعة للفصل الدراسي االأول من العام 2010/2009.<br />

‏.‏‎7‎خملوف،‏ 7 ‏شادية،‏ ‏)جتربة دائرة ‏ضبط النوعية يف جامعة القدس املفتوحة(‏ ورقة مقدمة<br />

اإىل موؤمتر النوعية يف التعليم اجلامعي الفلسطيني،‏ رام اهلل،‏ 2004/7/5-3.<br />

‎8‎منشورات . 8 جامعة القدس املفتوحة،‏ . 1991<br />

9 مرشوع بناء القدرات من خالل التقييم<br />

. ‎9‎نرشة مركز التعلم املفتوح عن بعد ODLC<br />

الذاتي جامعة القدس املفتوحة،‏ 2009.<br />

335


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.20 - June 2010<br />

References:<br />

1. Arman, N. and Manasra, G. , 2005, Software Engineering: An Established<br />

Engineering Discipline or Just a Computer Science/Information<br />

Technology Course, Engineering Education Conference, May 17-18,<br />

Palestine Polytechnic University, Hebron, Palestine.<br />

2.<br />

3.<br />

4.<br />

5.<br />

6.<br />

7.<br />

8.<br />

9.<br />

Conger, S. , 1993, The New Software Engineering, 1st Edition, Course<br />

Technology Press.<br />

Pressman, R. , 2000, Software Engineering: A Practitioner’s Approach,<br />

5th edition, McGraw Hill.<br />

Sommerville I. , 2001, Software Engineering, 6th edition, Addison-<br />

Wesley.<br />

McCauly, R. and Lackson, U. , 1998, Teaching Software Engineering<br />

Early- Experiences and Results, Frontiers in Education Conference,<br />

November 4-7, Tempe, Arizona, USA.<br />

Odeh, M. , 2003, A Reflective Approach to Improve Learning and<br />

Teaching of Software Engineering in Large Groups, The International<br />

Arab Journal of Information Technology, Vol. 1, No. 0.<br />

Newble, D. , and Cannon R. , 1991, A Handbook for Teachers in<br />

Universities and College, Kogan Page.<br />

Favela J. and Pena-Mora F. , 2001, An Experience in Collaborative<br />

Software Engineering Education, IEEE Software, pp. 47-52, March/<br />

April.<br />

Bennett, S. , McRobb, S. , and Farmer, R. , 2006, Object-Oriented<br />

Systems Analysis and Design using UML, 3rd edition, McGraw Hill.<br />

84


The Best Time to Teach Software Engineering<br />

Courses in Information Technology Programs<br />

Nabil Arman<br />

Khalid Daghameen<br />

application, give the students the chance to use all what they grasped during<br />

the whole period of the curriculum. The students would apply software<br />

engineering principles step by step. The questionnaire also shows such fact.<br />

5. Received Benefits:<br />

If students take most of the courses in an (IT) curriculum, a software<br />

engineering course will be taught with a concentration of the sound engineering<br />

principles. We advocate the idea that at least the courses of Programming<br />

Languages, Object-Oriented Programming, Database Systems, Operating<br />

Systems and Networking should be offered before a software engineering<br />

course in a curriculum. This means that a software engineering course should<br />

be offered as late as possible, just before a software graduation project (if the<br />

curriculum includes such a project) . If the project is offered as an introduction<br />

to the project (in one semester) and a project (in the next semester) (i.e. over<br />

two semesters) , the software engineering course should be offered with the<br />

introduction to the project to make the most out of the course, where students<br />

can apply all the principles they are learning to their graduation project.<br />

No one can deny that instructors of software engineering courses have a<br />

great influence on the students studying such courses. Therefore, in addition to<br />

the timing of software engineering courses offering, instructors’ qualifications<br />

and technical experience are of great importance and should be considered in<br />

a study like ours.<br />

6. Conclusion:<br />

Our argument states that a software engineering course should be given<br />

as late as possible in a computing curriculum. The results of the questionnaire<br />

match our argument regarding the time of teaching a software engineering<br />

course in any IT-related curriculum. We advocate the idea of teaching<br />

software engineering courses as late as possible. In our study, we showed<br />

that some courses should precede software engineering courses and others<br />

should follow. In other words, software engineering courses should precede<br />

the graduation project and it also should follow courses such as programming<br />

languages, data structure, algorithms, etc.<br />

83


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.20 - June 2010<br />

object-oriented course must precede a software engineering course, which<br />

supports our opinion.<br />

It would be a good idea to have some programming courses at the end<br />

of the curriculum. Those programming courses should be project-based<br />

courses, so that the students could implement their course projects using the<br />

new language and should follow the steps of the software engineering, if the<br />

courses are not project-based, then it won’t matter if such courses are leading<br />

or lagging software engineering. This is what we saw in the questionnaire<br />

when the students were in dispute about the visual programming course which<br />

is a programming course offered in the later years of the study. The dispute<br />

comes from the fact that the students weren’t implementing the concepts of<br />

Software engineering as they aren’t feeling the advantage of it.<br />

Computer basics courses such as digital design and computer organization<br />

and architecture have no dependency on software engineering or vice versa.<br />

This is what we found in the questionnaire. Such courses would make no<br />

difference if the student learns it before or after software engineering.<br />

System programming is one of the important courses in a computing<br />

discipline, or the course of such type like compilers design. Such courses<br />

should be project-based courses, so the students get benefit from a software<br />

engineering course taught before studying systems programming. The<br />

questionnaire results show that the system programming depends on the<br />

software engineering, and it should be offered with or after a software<br />

engineering course.<br />

Database concept courses might be theory and implementation using any<br />

databases tools or computer language. The theory part includes the design<br />

of a database system and the implementation would be part of a complete<br />

system. From the study we argue that such a course should be offered at least<br />

with or before a software engineering course but not after.<br />

The graduation project course, where the students should use all<br />

the concepts they have studied to develop a full-fledged software system/<br />

82


The Best Time to Teach Software Engineering<br />

Courses in Information Technology Programs<br />

Nabil Arman<br />

Khalid Daghameen<br />

Visual Programming 50% 50%<br />

Computer Graphics 50% 50%<br />

Operating Systems 75% 25%<br />

Systems Programming 30% 70%<br />

Digital Systems 80% 10% 10%<br />

Analysis can be conducted using SPSS or any other statistical software<br />

package. In this research, the data were so simple and there is no need to be<br />

analyzed using such tools.<br />

Most of the computing curriculums should have some programming<br />

courses, operating systems, database concepts, networking essentials, variety<br />

of programming languages, computer basics and design. Each course has an<br />

impact on the students, for example the outcome of the programming language<br />

course is that the student must develop a program for a specific problem.<br />

In our university, the students have the following courses in programming<br />

like Introduction to Programming, in which student learn programming basics<br />

(programming in small) and some related courses such as Data Structure and<br />

Algorithms Design and Analysis.<br />

Programming is the implementation phase in software engineering life<br />

cycle, which should be known to the student before studying the life cycle of<br />

the software development process itself. This fully matches the results of the<br />

questionnaire.<br />

After the students were able to program in small, they should be able to<br />

program in large, which is supported by object-oriented course. The objectoriented<br />

programming course teaches the students the concepts of objectoriented<br />

technology using one of the programming languages like C++ or<br />

Java. The object-oriented course objective is to equip them with the ability to<br />

analyze an existing object-oriented system, and modify such system. In this<br />

course, the student should first understand the object-oriented before they<br />

can apply and develop the object-oriented solution. Later, if they are able to<br />

analyze a complete Object-Oriented system (which is software engineering),<br />

they can decide if the system is process oriented or object oriented. So an<br />

81


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.20 - June 2010<br />

An answer for the question that if they had taken the software engineering<br />

course more than once was “No” , which means that they passed the course<br />

from the first time. We didn’t intend to have such result, but it was like this.<br />

Also we found that most of the sample has grade good for software engineering<br />

course.<br />

One of the questions that is mentioned above about in which course did<br />

you use the software engineering concepts? The results were as follow:<br />

- Object Oriented: 5%<br />

- Graduating Project: 95%<br />

- Database concepts: 30%<br />

- Visual Programming: 26%<br />

- Algorithms design and analysis: 0%<br />

- Computer Graphics: 5%<br />

- Operating Systems: 5%<br />

- Digital Design: 0%<br />

- Systems Programming: 50%<br />

The results were as we expected, the students use the concepts of Software<br />

engineering in the graduation project, which is offered in the last year. The<br />

issue with the 5% of the result was that those students were late and they<br />

didn’t start their graduation project yet. As for both the system programming<br />

and visual programming, those courses include a simple project for the course<br />

and some students use the concepts of software engineering for such project.<br />

As for the other courses, it seems that the students don’t use the concepts of<br />

Software engineering. This matches what we think of as to teach the software<br />

engineering course as late as possible.<br />

Another question about getting the opinion of the students of when<br />

to teach a software engineering course, the results were shown in the table<br />

below:<br />

Course name Before SW After SW With SW<br />

Data structure 95% 5%<br />

Object Oriented 65% 30% 5%<br />

Graduating Project 0% 90% 10%<br />

80


The Best Time to Teach Software Engineering<br />

Courses in Information Technology Programs<br />

Nabil Arman<br />

Khalid Daghameen<br />

Objects Identifications, Object-Oriented design and Object-Oriented<br />

implementation (building) . Therefore students should first learn what objectoriented<br />

technology is before starting to develop Object-Oriented systems.<br />

As for the instructor, who could be a matter of debate, as most academics<br />

are rarely involved in software industry. An instructor who never developed a<br />

software system will have difficulty teaching students how to build software<br />

system. Teaching software engineering depends a lot on the concepts that<br />

have been implemented, so the instructor who has never been in software<br />

engineering industry would find it hard to teach software engineering as he/<br />

she lacks the experience and real world examples, as most of the examples in<br />

the book are still theoretical.<br />

When to teach software engineering? This is a matter of debate and in<br />

this paper, we tried to answer this question. The rule of thumb for such is<br />

“What before how” , for example you couldn’t teach data structure before<br />

having the students knowledge about a programming language. This means<br />

that the curriculum must have a programming language course at least before<br />

getting into a data structure course. The same thing applies for a software<br />

engineering course. There are many courses in the curriculum that should be<br />

taught before a software engineering course and others that should be taught<br />

after a software engineering course.<br />

The questionnaire contains some of the questions about teaching<br />

software engineering, such as:<br />

♦ In which course of the following have you used the concepts of the<br />

software engineering?<br />

♦ What is the percentage of the dependency of some courses on software<br />

engineering and vice versa? The questionnaire contains also some<br />

introduction about the questioned person.<br />

The questionnaire was conducted in Palestine Polytechnic University,<br />

the intended group of study was mostly senior and graduate students.<br />

It is found that more than 95% of the students took the software engineering<br />

course in the third year, which means it is two years before graduating. The<br />

5% of those had problems due to failure in some courses which caused the<br />

delay of taking that course. The curriculum in the PPU for Computer Systems<br />

Engineering has the software engineering in the third year.<br />

79


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.20 - June 2010<br />

be taught, and the instructor himself is part of the argument for software<br />

engineering course. This make’ it different from any other course.<br />

To give an example for the textbook, let us take a look at one of the Deitel<br />

and Deitel books for teaching programming languages. Such textbooks contain<br />

comments and guides for software engineering. Teaching a programming<br />

language, using such textbooks for freshman and sophomore students, is<br />

confusing compared to senior and junior students, as those are familiar with<br />

such comments.<br />

If a programming language textbook discusses analysis and design for<br />

Object Oriented, it would make understanding the programming language<br />

itself harder and more complicated. So, the fact that the instructor should<br />

choose a book that not only matches the students’ level but also concentrates<br />

on the subject matter.<br />

Software Engineering material; system planning, system analysis,<br />

system design, system testing and maintenance, is the same for different<br />

methodologies: process oriented, data oriented or object oriented. In addition,<br />

there are a lot of other things that a software engineering course could have<br />

like formal systems, web systems, agile systems and prototype systems.<br />

Many things of the above points deserve more attention. Lets’ take a<br />

system plan which involves system size estimation, decision making, economic<br />

issues, tasks network, time plan, sources estimation, cost estimation, etc. This<br />

requires that students study some techniques in economics, like taking an<br />

economic engineering management course before the software engineering<br />

course.<br />

Another example, designing Object Oriented system is a lot different<br />

from the implementation of Object Oriented system using any computer<br />

programming language. Building Object-Oriented system comes in the late<br />

phases of Object-Oriented Engineering, which has requirements gathering,<br />

78


The Best Time to Teach Software Engineering<br />

Courses in Information Technology Programs<br />

Nabil Arman<br />

Khalid Daghameen<br />

find out the main reasons behind that, we have decided to conduct this study<br />

to be able to specify why this is happening.<br />

3. Teaching Software Engineering Courses:<br />

In teaching software engineering courses, many phases of software<br />

systems development are explained. For example, in the system design phase,<br />

many decisions have to be taken including:<br />

♦ The decision regarding the system, whether it will be running as a<br />

centralized system or distributed. This affects the choice of the operating<br />

system to be used.<br />

♦ The decision regarding the number of tiers of the client/server system,<br />

whether it is one-tier, two-tier, or n-tier systems. This affects the whole<br />

implementation of the system. One tier will be the easiest to implement<br />

but the most constrained. Two-tier client/server system will be more<br />

difficult to implement, but it will have some well-known advantages.<br />

It will include a decision of the web-server to be used and the network<br />

protocol to be used. If the system is three-tier client/server system,<br />

decisions regarding the web-server, application server, and the database<br />

server have to be made.<br />

♦ The decision regarding the choice of the data model for the database,<br />

whether it is relational data model, object-oriented data model, objectrelational<br />

data model, etc.<br />

♦ The decision regarding the choice of the programming language to be<br />

used in the implementation.<br />

Generally, software engineering courses cover many details that are<br />

not supposed to be covered. For example, database modeling concepts are<br />

covered. If a database course was taken before the software engineering<br />

course, then there would be no need for such coverage. Instead, the focus will<br />

be on the general principles of the software engineering practices.<br />

4. Analysis of the Questionnaire:<br />

Software Engineering course must be part of any computing program<br />

such as Computer Science, Information Systems, Computer Engineering,<br />

etc. This course must have software engineering concepts, theories, ideas,<br />

techniques that the student must have to endure his career.<br />

Teaching Software Engineering course involve many things, from<br />

choosing the textbook, the material that should be taught, when it should<br />

77


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.20 - June 2010<br />

1.<br />

Introduction:<br />

Many information technology (IT) majors/ curriculums, including<br />

computer science, computer systems engineering, computer information<br />

systems to name just a few, include software engineering courses (at least one<br />

course) to teach students the software engineering principles. After reviewing<br />

the (IT) curriculums, we have noticed that software engineering courses are<br />

taught early in the study years, before a number of courses like database<br />

systems, operating systems, computer networks, etc.<br />

Many issues regarding the teaching and practice of software engineering<br />

have been presented in the literature (Arman and Manasra, 2005; Conger, 1993;<br />

Pressman, 2000; Sommerville, 2001; McCauly and Lackson, 1998; Odeh,<br />

2003; Newble and Cannon, 1991; Favela and Pena-Mora, 2001; Bennett et<br />

al., 2006). Some researchers focused on the teaching of software engineering<br />

such as teaching in large groups or small groups. Odeh’s argument was about<br />

teaching software engineering in large groups (Odeh, 2003). In our study,<br />

our argument is about the “time”/ “when” of offering a software engineering<br />

course. Some courses should be offered before a software engineering course<br />

and others must be offered after the software engineering courses.<br />

In this paper, we argue that many supporting courses, like database<br />

systems, operating systems, networking essentials, to name just a few, to<br />

software development must be taught as early as possible and a software<br />

engineering course should be taught as late as possible to emphasize the sound<br />

engineering principles rather than focusing on the details that are covered in<br />

other courses. We conducted a survey regarding that and the results were in<br />

favour of our argument.<br />

2. Motivation:<br />

As mentioned before, most students have weaknesses in applying the<br />

sound software engineering principles and best practices. In an attempt to<br />

76


The Best Time to Teach Software Engineering<br />

Courses in Information Technology Programs<br />

Nabil Arman<br />

Khalid Daghameen<br />

Abstract:<br />

The best time for teaching software engineering courses has been an<br />

issue of debate for a long time, in addition to the issue of how to teach<br />

software engineering courses. Some researchers are arguing that teaching in<br />

large groups is better than small groups. Others are advocating a projectbased<br />

approach. Recently, we have noticed that there is an evident weakness<br />

among our students in applying and using software engineering principles in<br />

advanced courses that require major software projects. We have also noticed<br />

that many software graduation projects lack the concrete and correct usage<br />

of sound software engineering principles. In an attempt to determine the<br />

main reasons behind that, we reviewed the study plans of many IT- related<br />

departments, which generally distribute courses over years and semesters,<br />

and found that software engineering courses are taught early in the plans.<br />

However, we argue that such courses should be taught as late as possible to<br />

emphasize the engineering principles rather than focusing on the details that<br />

are covered in other courses. We conducted a survey regarding that and the<br />

results were in favour of our argument.<br />

Keywords:<br />

Software Engineering, Software Engineering Education.<br />

75


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.20 - June 2010<br />

@ZòÉ‹fl<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

74


The Best Time to Teach<br />

Software Engineering Courses<br />

in Information Technology<br />

Programs<br />

Nabil Arman<br />

Khalid Daghameen<br />

Department of Mathematics and Computer Science, Palestine Polytechnic<br />

University, Hebron, Palestine.<br />

Department of Electrical and Computer Engineering, Palestine Polytechnic<br />

University, Hebron, Palestine.<br />

73


Constructing the Medical Thesaurus as a Tool for Indexing<br />

Yousef Abuzir<br />

28. Lawrence D. W. and Laflamme L. Using online databases to find journal<br />

articles on injury prevention and safety promotion research: key journals<br />

and the databases that index them, Inj. Prev. 2008;14;91-95<br />

29. Chang, C. , Beghtol, C. , Mackenzie, S. , Maurice, P. , Peck, S. , Rogmans,<br />

W. , et al. ,. Thesaurus of Injury Prevention Terminology. SMARTRISK,<br />

Toronto 2003.<br />

30. Gallagher, L. A. , Thesaurus of Psychological Index Terms, vol. iv, 10th<br />

ed. American Psychological Association, Washington, DC 2005..<br />

31. Gore, G. , Searching the medical literature. Injury Prevention 9, 103–<br />

104, 2003.<br />

32. McCray, A. T. , The nature of lexical knowledge. Methods of Information<br />

in Medicine 37, 353–360. 1998<br />

33. Lawrence D. W. , Using online databases to find peer-reviewed journal<br />

articles on injury prevention and safety promotion research: a study of<br />

textword queries by SafetyLit users, Injury Prevention 2007;13: 232–<br />

236.<br />

34. Murphy L. S. , Reinsch S. et all, Searching biomedical databases on<br />

complementary medicine: the use of controlled vocabulary among<br />

authors, indexers and investigators, BMC Complementary and Alternative<br />

Medicine 2003, 3: 3<br />

35. IJzereef1 L. , Kamps J. and de Rijke M. , Biomedical Retrieval: How<br />

Can a Thesaurus Help? LNCS 3761,pp. 1432-1448, 2005.<br />

36. A. C. Yu, “Methods in biomedical ontology,” J. Biomed. Ontol. , vol. 30,<br />

no. 3, pp. 252–266, 2006.<br />

37. Taboada M. , Lal´ın R. , and Mart´ınez D. , An Automated Approach to<br />

Mapping External Terminologies to the UMLS, IEEE TRANSACTIONS<br />

ON BIOMEDICAL ENGINEERING, VOL. 56, NO. 6, , page 1598-<br />

1605, JUNE 2009.<br />

38. S. Riedel, E. Klein Genic interaction extraction with semantic and<br />

syntactic chains, In Proceedings of ICML05 Workshop on Learning<br />

Language in Logic (LLL05) , 2005.<br />

39. Kim M. Y. , Detection of Protein Subcellular Localization based on a<br />

Full Syntactic Parser and Semantic Information, Proceedings of the Fifth<br />

International Conference on Fuzzy Systems and Knowledge Discovery<br />

(FSKD. 2008) , 2008.<br />

71


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.20 - June 2010<br />

20. NAKAYAMA K. , HARA T. and NISHIO Sh. A Thesaurus Construction<br />

Method from Large ScaleWeb Dictionaries, Proceeding of the 21st<br />

International Conference on Advanced Networking and Applications<br />

(AINA’07) , 2007.<br />

21. Kongthon A. , Haruechaiyasak Ch. And Thaiprayoon S. Constructing<br />

Term Thesaurus using Text Association Rule Mining, Proceedings of<br />

ECTI-CON 2008<br />

22. Popek G. and Katarzyniak R. P. Agent-based Generation of Personal<br />

Thesaurus, Proceedings of the First Asian Conference on Intelligent<br />

Information and Database Systems (ACIIDS. 2009) , 2009.<br />

23. Milne D. , Medelyan O. and Witten I. H. Mining Domain-Specific<br />

Thesauri from Wikipedia: A case study, Proceedings of the 2006 IEEE/<br />

WIC/ACM International Conference on Web Intelligence (WI 2006)<br />

Main Conference Proceedings (WI’06) , 2006.<br />

24. Shah NH, Jonquet C, Chiang AP, Butte AJ, Chen R and Musen<br />

MA, Ontology-driven indexing of public datasets for translational<br />

bioinformatics , Centre for Biomedical Informatics, Feb. 2009.<br />

25. Shah NH, Rubin DL, Supekar KS, Musen MA. , Ontology-based<br />

annotation and query of tissue microarray data, AMIA Annu Symp Proc.<br />

2006: 709-13.<br />

26. Lowe, HJ; Barnett, GO. Understanding and using the medical subject<br />

headings (MeSH) vocabulary to perform literature searches. JAMA.<br />

1994 Apr 13;271 (14) : 1103–1108.<br />

27. Lawrence DW. Searching the scholarly literature for injury preventionrelated<br />

articles. Proceedings of the National Injury & Violence Prevention<br />

Research Conference, Oct 10 2007, Columbus, OH, USA: Nationwide<br />

Children’s Hospital and the Society for Advancement of Violence and<br />

Injury Research (SAVIR) 2007.<br />

70


Constructing the Medical Thesaurus as a Tool for Indexing<br />

Yousef Abuzir<br />

11.<br />

Sintichakis M. and Constantopoulos P. , A Method for Monolingual<br />

Thesauri Merging. In Proc. 20th International Conference on Research<br />

and Development in Information Retrieval, ACM SIGIR, Philadeplphia<br />

PA, USA, July 1997.<br />

12. Voorhees E. M, “Using WordNet to Disambiguate Word Sense for Text<br />

Retrieval” , Proc ACM SIGIR’93, Pittsburgh, 1993, 171-180.<br />

13. Miller G. A. , WordNet: a lexical database for English” , Communications<br />

of the ACM, 38 (11) , 39–41, 1995.<br />

14. Liddy, E. D. and Paik W. , Statistically-guided word sense disambiguation.<br />

In Proceedings of AAAl Fall ’92 Symposium on Probabilistic Approaches<br />

to Natural Language (Boston, Mass.). AAAI, Menlo Park, Calif.<br />

(1992).<br />

15. Chodorow M. S. , Byrd R. J. and Heidorn G. , Extracting semantic<br />

hierarchies from a large on-line dictionary, In 23ed annual meeting of the<br />

association for computational Lingustics, pp 299-304, Chicago, Illinois,<br />

July, 1985.<br />

16. Markowitz J. , Ahlswede T. and Evens M, Semantically significant<br />

patterns in dictionary definition. In Proc. of ACL-24, pp 112-119, 1986.<br />

17. Tingting He and Jing, Li. Building relationships for hypernym and<br />

hyponym among Cilin synsets under the guidance of WordNet, SWCL,<br />

2004.<br />

18. Tingting HE, LI J. and Donghong, JI. Discovering ISO Relations among<br />

Synsets in a Flat Thesaurus Automatically, Proceeding ofNLP-KE’05,<br />

2005.<br />

19. Shepherd M. , Watters C. and Young J. , Context Thesaurus for the<br />

Extraction of Metadata from Medical Research Papers , Proceedings of<br />

the 37th Hawaii International Conference on System Sciences – 2004.<br />

69


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.20 - June 2010<br />

References:<br />

1.<br />

2.<br />

3.<br />

4.<br />

5.<br />

6.<br />

7.<br />

8.<br />

9.<br />

Roe S. K. and Thomas A. R. , “The Thesaurus: Review, Renaissance, and<br />

Revision” , Routledge, 2004<br />

Salton G. , McGill M. J. , Introduction to modern information retrieval.<br />

McGraw Hill, New York, 1983.<br />

Aitchison J. , Gilchrist A. , and Bawden D. , Thesaurus Construction.<br />

3ed. ASLIB, 1997.<br />

Abuzir Y. , Vervenne D. , Kaczmarski P. and Vandamme F. , “Extracting<br />

Semantic Relationships between Terms using IKEM Tool” , KIM/KIT<br />

NEWS, Vol. 15, nr. 3, Nov. 2000.<br />

Golub K. , The Role of Different Thesauri Terms and Captions in<br />

Automated Subject Classification, Proceedings of the 2006 IEEE/WIC/<br />

ACM International Conference on Web Intelligence (WI 2006 Main<br />

Conference Proceedings) (WI’06) , 2006.<br />

Crouch C. J. , An approach to the automatic construction of global<br />

thesauri, Information Processing & Management, 26 (5) : 629-40, 1990.<br />

Qui Y. and Frei H. P. , Concept Based Query Expansion. Proc. of the 16th<br />

Int. ACM SIGIR Conf. on R&D in Information Retrieval, Pittsburgh,<br />

SIGIR Forum, ACM Press, June 1993.<br />

G. Grefenstette, Use of syntatic context to produce term association lists<br />

for text retrieval. In SIGIR’92, pp. 89--97, 1992.<br />

Ruge G. , Experiments on linguistically based term associations. In<br />

RIAO’91, pp. 528-545, 1991.<br />

10. Mili H. , Rada R. “Merging Thesauri: Principles and Evaluation” . IEEE<br />

Transactions On Pattern Analysis and Machine Intelligence, 10 (2) : 204-<br />

220, 1988.<br />

68


Constructing the Medical Thesaurus as a Tool for Indexing<br />

Yousef Abuzir<br />

terms and the relationships between them. The information is often presented<br />

in an implicit way, and we aim at rendering it explicitly so that (ATCT) tool<br />

can make good use of it. The choice of the prearranged list as a source of<br />

information to construct thesaurus provides us with accurate results.<br />

The main purpose of the Medical thesaurus will involve its use to index<br />

online documents related to Medicine. Once this tool is incorporated, users will<br />

be able to search for abstracts of articles from professional journals, reports<br />

from academic institutions and organizations, and proceedings of relevant<br />

conferences in a more comprehensive and systematic fashion. It is also<br />

envisioned that this tool will have a much broader application. Specifically, the<br />

Medical thesaurus offers medical resource centers, a taxonomic structure that<br />

facilitates consistent indexing of information resources, ultimately enabling<br />

professionals to conduct more effective and efficient information search.<br />

67


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.20 - June 2010<br />

in the thesaurus. Each scope note will be automatically mapped to the best<br />

matching concept (s) or term (s) in the thesaurus.<br />

Finally the results of the thesaurus merging process can be viewed<br />

through our thesaurus manager tool.<br />

Since the field of information retrieval is constantly evolving, new online<br />

search systems is required to know all of the different words that may apply<br />

to a concept in order to conduct a thorough search. These new online search<br />

engines have the same limitations as other text keyword based retrieval<br />

systems. This endeavor will create a multilingual thesaurus that maps concepts<br />

across many disciplines at an international level.<br />

5.<br />

Conclusion:<br />

We described our tool, which is an automatic tool for thesaurus<br />

construction from prearranged lists (ATCT) . We examined our tool with<br />

different types of prearranged lists. These prearranged lists may be a table of<br />

content, index of books or any other arranged lists (Dictionaries) . (ATCT)<br />

can be used to extract the terms and the relationships from these lists using<br />

heuristic rules and other syntactic information in any specific domain.<br />

(ATCT) is an ideal tool for developing fast and accurate thesaurus form<br />

prearranged lists of terms based on patterns extraction function used in our<br />

tool. Examining the other approaches, we can see that their approaches are<br />

limited to extract association or hierarchical relationships between terms while<br />

our tool (ATCT) can extract all types of relationships of thesaurus. (ATCT)<br />

tool can extract the hierarchical, equivalence , association and scope notes<br />

relationships between terms.<br />

Our experiment shows that a prearranged list is a good place to find<br />

terms and their semantic relations to build a thesaurus automatically. The<br />

structure of these electronic lists can contain significant information about<br />

66


Constructing the Medical Thesaurus as a Tool for Indexing<br />

Yousef Abuzir<br />

In many cases, a scope note provides a definition of the term and suggests<br />

another term to compare. In many thesauri, scope notes are provided only for<br />

cases in which searchers and indexers have to be instructed on the differences<br />

of terms, and for a term whose scope is unclear. In our medical thesaurus,<br />

scope notes are added to the terms in most cases to make their scope, meaning,<br />

usage and history clearer. Our main goal is to provide scope notes for all terms<br />

of the thesaurus. In our work, all of the terms will have definitions taken from<br />

machine-readable medical dictionaries to extract their definitions in order to<br />

populate the Scope Note field of our medical thesaurus. We believe that the<br />

inclusion of definitions for the majority of medical terms in the thesaurus will<br />

be a substantial aid to end-users as well as search intermediaries<br />

In our approach, we have three phases for thesaurus updating and merging.<br />

The input of this process will be machine readable medical dictionaries and<br />

the result will be the new update multilingual thesaurus, This process will<br />

pass through three phases as shown in figure 3.<br />

The first phase is Extraction; the input of this phase is readable medical<br />

dictionaries. The terms, definitions and translation will be extracted from<br />

these dictionaries and represented into an internal way that is recognized by<br />

the second phase.<br />

Merging is the second phase which is the core of the matching process.<br />

A mapping processes will be applied to the output of the first phase. These<br />

processes will automatically generate various index terms (keywords,<br />

concepts, and relations) and the translations of these terms into French and<br />

English languages. The structure of the thesaurus will be used to create<br />

associations between new terms and the scope notes annotations and concepts<br />

65


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.20 - June 2010<br />

4.6 The Medical Thesaurus:<br />

We are developing a thesaurus that clarifies important medical concepts<br />

and standardizes their corresponding terms. The primary purpose of the<br />

medical thesaurus is to index documents so that users can conduct online<br />

searches from a variety of starting points to retrieve related information with<br />

satisfactory completeness and with a minimum amount of irrelevant material.<br />

Other purposes could include providing definitions of terms, describing<br />

the scope of the concepts covered by each term, and demonstrating the<br />

interrelationships of concepts.<br />

Although there are many reasons for creating this thesaurus, it is not<br />

intended to impose an ‘‘official language’’ upon practitioners in any field.<br />

If the standard vocabulary is to be widely accepted and successfully used,<br />

it will need to include all the various terms for each concept, their spelling<br />

variants, and words in use by non-experts that refer to the key concepts. Such<br />

a thesaurus would not only be an indispensable tool for facilitating access to<br />

documents but would also provide a multidisciplinary glossary of the medical<br />

terms.<br />

Figure (3)<br />

Updating and Merging the Thesaurus<br />

64


Constructing the Medical Thesaurus as a Tool for Indexing<br />

Yousef Abuzir<br />

This regards to the different characters coding systems (see table 2) . Other<br />

functions were implemented to find these codes and replaced them with the<br />

correct characters. For the task at hand the results of the parsing are highly<br />

satisfactory. The noisy list of terms and the relationships (5%) were analyzed<br />

automatically and manually and added to the thesaurus.<br />

Figure (2)<br />

Medical thesaurus<br />

The Medical Thesaurus contains different relationships, hierarchical<br />

relationships BT/ NT, equivalence relationships U/UF (Use/ Used for),<br />

associative relationship RT (Related Terms) and the SN (scope note) . Figure<br />

-2 shows the thesaurus. The first draft version of the thesaurus contains<br />

3185 terms. The second phase of this thesaurus is concerned with building<br />

a multilingual thesaurus that support English and French languages. A tool<br />

(Figure 3) to update and merge thesauri was tested and will be used for the<br />

process of building the multilingual Thesaurus from Medical Databases (1) , and<br />

machine readable Dictionaries<br />

(1)<br />

CORK Database.<br />

63


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.20 - June 2010<br />

Hepatitis<br />

-B 24/24 - 25/77 - 26/62<br />

-C 23/94<br />

The minus sign indicates a<br />

compound term. The system<br />

will form a new term by<br />

replacing by adding Hepatitis.<br />

The new term Hepatitis-A<br />

The last example is the patterns Zie ook (see also) will give us the<br />

association relation between AIDS and HIV-infective, and the system will<br />

transform it to the thesaurus.<br />

4.4 Summary:<br />

A number of text preprocessing tasks were done to the list in order to<br />

prepare the terms for use in our automatic conversion tool. The preprocessing<br />

includes text operations like extracting and finding the boundary of the terms,<br />

removing special characters and character conversion. We also remove list of<br />

page numbers following the terms.<br />

During text extraction we apply the following heuristic rules while<br />

constructing the thesaurus.<br />

♦ All terms that start with uppercase characters is considered as BT term in<br />

the thesaurus structure.<br />

♦ All terms that start with lowercase characters are considered as NT term<br />

in the thesaurus structure. We can see from this that all terms starting<br />

with lowercase characters considered as NT for the upper term that start<br />

with uppercase characters.<br />

♦ Parenthesis was converted into UF Relationships.<br />

♦ See used to represent the equivalence relationships.<br />

♦ See also used to represent the association relationships.<br />

4.5 Evaluation:<br />

Finally, testing our approach on different real-world terminologies within<br />

the medicine or research realm helps evaluate the scope of the method’s<br />

application. Our approach was tested to create a thesaurus using the (ATCT)<br />

and using the thesaurus in indexing medical databases. A sample of prearranged<br />

lists were used to construct the Medical Thesaurus and we compared our<br />

manual thesaurus with the automatic thesaurus construction automatically. At<br />

present, (95%) of the entries have been completely analyzed without error by<br />

our tool based on the set of rules used in the text extractions for single terms<br />

or to compose a compound term and relationships extraction. The other (5%)<br />

of the entries are basically spelling mistalres and some other minor errors.<br />

62


Constructing the Medical Thesaurus as a Tool for Indexing<br />

Yousef Abuzir<br />

♦<br />

♦<br />

The state of the first character in the terms. There are two states, terms<br />

with capital letters and terms with small letters.<br />

Terms or letters have special characters like + or – at the first position or<br />

at the end of the terms<br />

We have gathered more information about how to discover the relations;<br />

Table 2 shows sample rules used to discover the relations.<br />

We used a set of rules to find the relations. The tool first tries parsing the<br />

entries in the list with the primary set of patterns. If no patterns are found, the<br />

tool adds terms to the thesaurus list. For example the term Bromocriptine will<br />

be added to the thesaurus as a term.<br />

Let us take another sample, Table 2 shows an example with the terms<br />

Vitaminen that has 6 NT terms. The hierarchy is discovered by the heuristic<br />

rules. We illustrate how we extract the hierarchical relation using the above<br />

rules. This process is performed on all terms in the list and then all the<br />

hierarchical relations are found by this rule.<br />

Table (2)<br />

Sample from the prearrange list<br />

Example<br />

Description<br />

reumato ‹ de 23/76<br />

ANSI to ASCII code<br />

conversion<br />

Bromocriptine 27/2 Thesaurus term<br />

Antipsychotic, see neuroleptica<br />

AIDS see also HIV- infectie 24/55 - 24/56 - 24/89<br />

Vitaminen<br />

congenitale afwijkingen 24/13<br />

supplementen 26/49<br />

vitamine A 24/13<br />

vitamine B6 en B12 27/53<br />

vitamine E 27/30<br />

vitamine K 24/14 - 27/81<br />

Occurrence of Zie equivalence<br />

relation<br />

Occurrence of Zie ook<br />

Association relation<br />

Hierarchical relations. Terms<br />

that start with uppercase<br />

characters are considered as<br />

BT while the terms which<br />

follow that term and start<br />

with lowercase characters are<br />

considered as NT terms.<br />

61


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.20 - June 2010<br />

Broader Term BT. Other terms that do not start with capital letters are Narrow<br />

Terms NT. Such rules are used to identify the hierarchical relationships in the<br />

list.<br />

4.2 Information Type:<br />

Let us now concentrate on the nature of the information that should be<br />

used by the system. We have identified three types of information:<br />

● Relationships in which the terms are extracted:<br />

- Hierarchical Relationship (BT/ NT) ,<br />

- Association relationship<br />

- Equivalence relationship<br />

● Determining the position and replacement of the special characters to<br />

form a complete term.<br />

● ANSI to ASCII character table lookup<br />

These might be termed as the assumptions of our tool.<br />

According to the information mentioned before, the first class of<br />

information identifies and defines the terms and the relationships between<br />

the terms. The second one introduces the rules to form complete terms. This<br />

is of crucial importance in term extraction because it avoids making incorrect<br />

interpretations of the terms. The latter is called the terms correcting.<br />

4.3 Structure of the lists:<br />

In general, the structure of the list is a sequence of lines. Each of these<br />

lines consists of set of words represent a term or more and the relationships<br />

between terms in addition to the set of page number (s) related to that term.<br />

The main structure used in the list is as follows (Table 2) :<br />

♦ Characters conversion from ANSI to ASCII code.<br />

♦ Single term.<br />

♦ Terms have an association or equivalence relations. These are multiple<br />

terms.<br />

60


Constructing the Medical Thesaurus as a Tool for Indexing<br />

Yousef Abuzir<br />

and uses special syntactic structure to represent the relationships. The<br />

advantage of the prearranged list is that some of its structures are used<br />

very often and it gives hints for the ways to create a thesaurus or extract<br />

information.<br />

♦<br />

♦<br />

4.<br />

The simplicity of the sentences (limit length, limit number of patterns)<br />

leads us to more limits of set rules to extract the relationships.<br />

The prearranged lists are a rich resource of terms.<br />

Medical Thesaurus Construction:<br />

4.1 General:<br />

In this section, we present the structure of the prearranged lists and the<br />

relationships we are seeking. The methods used to extract the relationships<br />

and the results obtained are shown. This section presents the steps, ideas,<br />

process, and heuristics leading to automatic construction of thesaurus from<br />

prearranged list.<br />

Our approach to construct a medical thesaurus is based on sets of<br />

heuristics rules. The first step involves parsing the list using our tool:<br />

Automatic Thesaurus Converter Tool (ATCT) . The resulting parse structure<br />

is then subjected to a set of heuristics rules whose goal is to identify the<br />

syntactic and lexical patterns which are consistently associated with some<br />

specific semantic relations.<br />

The list was analyzed automatically as a whole and a number of rules<br />

were discovered. By using these rules, (ATCT) can organize the list into a<br />

structured thesaurus. A procedure for extracting and using these rules was<br />

developed and the Results were positive.<br />

Different heuristics rules were used to discover and characterize the<br />

relationships between terms. The goal at this stage is to be existted between<br />

the terms in the list. Analyzing the list shows that uppercase or lowercase states<br />

of the letter are considered to be an indication of hierarchical relationships<br />

between terms. Terms beginning with capital letters were considered as<br />

59


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.20 - June 2010<br />

Figure (1)<br />

Automatic Thesaurus Construction Tool ((ATCT))<br />

3.2 Characteristics of the Prearranged Lists:<br />

Deciding to work with prearranged lists reflects our belief that the<br />

prearranged lists are a good source for thesaurus construction. These lists are<br />

rich in domain information and terms.<br />

The scope of the vocabulary used in the prearranged lists is not the same<br />

as in the unrestricted text. Moreover, the language used in the prearranged lists<br />

is appropriately called structured. The regularity of the language used within<br />

the prearranged lists definition lies in the frequent occurrence of lexical and<br />

syntactic patterns to express particular semantic relationships.<br />

Now, let us summarize our justification for choosing the prearranged<br />

lists as our source for thesaurus construction:<br />

♦<br />

♦<br />

The prearranged lists give strong enough information for thesaurus<br />

construction. They are a very good starting point.<br />

The prearranged lists contain the same vocabulary as a plain text,<br />

58


Constructing the Medical Thesaurus as a Tool for Indexing<br />

Yousef Abuzir<br />

productive to use a thesaurus that was constructed to facilitate finding<br />

material[35].<br />

Research oriented to promote using controlled vocabularies is<br />

an extensively recognized topic in a biomedical community [36]. The<br />

proliferation of biomedical terminologies and the need to use them in many<br />

health care activities, as well as in information retrieval have increased their<br />

value as knowledge resources. Providing interoperability between different<br />

knowledge sources is also a critical issue for efficient information, sharing in<br />

other communities [37].<br />

To improve performance in detecting protein subcellular localization<br />

information, the author attempted to use semantic information from the Word<br />

Net thesaurus. Furthermore, they demonstrated that syntactic and semantic<br />

information is important for the performance of this method [38,39].<br />

3. An Overview:<br />

We propose an efficient thesaurus construction method based on<br />

prearranged lists. In the following sections, we describe our approach in detail<br />

after describing the characteristics of the prearranged lists.<br />

3.1 Basic Strategy:<br />

A thesaurus is a data structure that defines semantic relations between<br />

words. Relations have been extracted from prearranged list in a two step<br />

procedure:<br />

♦ First: parsing the list,<br />

♦ Second: using patterns to find the relationships.<br />

The first step involves parsing the list using our tool (Automatic Thesaurus<br />

Construction Tool ((ATCT)) figure-1) . The resulting parsing structures are<br />

then subjected to a set of heuristic rules whose goal is to identify the occurrence<br />

of these patterns which are an indication of some specific relations. These<br />

patterns are used to decide what relationships should be attached to the term<br />

in the list.<br />

57


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.20 - June 2010<br />

Popek G. and Katarzyniak R. P described an approach to extract relations.<br />

Extracting relations presented in their work based on finding relations between<br />

concepts in general needs all allowed combinations of concepts and hedges<br />

to be checked results in great complexity if done without planning. There<br />

are two main ideas for this task. The first one is to remember the sets for<br />

each property X once they are extracted. Most likely the sets will be used<br />

multiple times and it is a waste of resources to calculate them every time.<br />

The second idea is to find dependencies between co-occurrence of relations.<br />

In using these dependencies, some cases can be excluded from the search.<br />

Because of that, dependencies between co-occurrence of relations are listed<br />

and used in an algorithm for a determination and update of thesaurus to<br />

potentially reduce its complexity [22]. Another important step is to take into<br />

consideration knowledge stored in the thesauri. It should be used at least in<br />

such areas as planning.<br />

Milne D. , Medelyan O. and Witten I. H. ,Mining , have shown how to<br />

construct domain- and corpus specific thesauri from Wikipedia. Comparing<br />

terms and semantic relations to those in a manually created thesaurus<br />

demonstrates excellent coverage of domain terminology, and of synonymy<br />

relations between terms [23].<br />

There are many studies [24], [25], [26], [27], [28], [29], [30], [31], [32],<br />

[33], [34] that are a series of investigations that may help to shed light on the<br />

knowledge, skills, and practices that researchers and practitioners use when<br />

seeking medical literature. A thorough search of the literature is important.<br />

Incomplete literature search may result in a distorted interpretation of the body<br />

of research on a topic. Decisions that are based on incomplete information are<br />

poorly informed and may waste time, work effort, and money especially if<br />

that information is gathered from a few familiar sources using only search<br />

terms that are familiar.<br />

Although searching by keywords is usually highly focused, there are<br />

cases where a keywords search may produce excessive irrelevant information,<br />

particularly for words with multiple meanings. Thus, it is probably more<br />

56


Constructing the Medical Thesaurus as a Tool for Indexing<br />

Yousef Abuzir<br />

The second approach is merging existing thesauri [10], [11]. This<br />

approach is appropriate when two or more thesauri for a given subject exist<br />

that need to be merged into a single unit. If a new thesaurus can indeed be<br />

served by merging two or more existing thesauri, then a merger perhaps is<br />

likely to be more efficient than producing the thesaurus from scratch.<br />

The simplest approach to construct a thesaurus automatically is to<br />

reuse existing online lexicographic databases, such as Word Net [12], [13]<br />

Longman’s subject codes [14]<br />

One important relation between terms is the hierarchy relation. It has<br />

given a lot of importance in recent work on knowledge extraction and<br />

thesaurus construction from dictionaries [15], [16].<br />

In recent years, novel methods for thesaurus construction based on<br />

structured documents are getting much attention. Tingting et al proposed an<br />

unsupervised method for relation discovery in a flat thesaurus. The key idea<br />

includes mapping synsets in a flat thesaurus to Mapped Areas in Word Net,<br />

and getting the relations among synsets according to the average distances<br />

between the Mapped Areas in Word Net’s semantic structure. They have made<br />

experiments to discover the relations of Immediate Super-Ordinate among<br />

nouns in Cilin and they did not discover other relations in Cilin automatically<br />

[17,18].<br />

Shepherd et al. , described an approach to the automatic extraction of<br />

metadata from medical research papers. Medical research papers tend to<br />

have stereotypic prescribed sections, such as introduction, methods, and<br />

conclusions. The approach described uses context thesauri and the semantic<br />

structure of the documents to extract metadata based on these stereotypic<br />

sections and if they appear in the appropriate sections and in the size of the<br />

context windows from that document [19].<br />

Kongthon A. etal. , proposed a method to analyze the link structure of<br />

Web-based dictionaries to construct an association thesaurus. In their project,<br />

they extracted term associations only and not other term relations such as<br />

“is-a” or “part-of.” (Hierarchical relations) [20, 21].<br />

55


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.20 - June 2010<br />

The work presented focuses on the extraction of the different relationships<br />

(hierarchical, association and equivalence relationships) that best characterize<br />

the term in these lists. Part of this research outlines how Medical Thesauri may<br />

help resolve a number of common difficulties encountered when searching<br />

online recourses.<br />

An important part of this work will be the idea of using prearranged lists<br />

to construct a thesaurus automatically. The main basic elements that will be<br />

studied in our work to construct a thesaurus from prearranged lists are:<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

The choice of the list.<br />

The type of the relationships.<br />

Discovering of the patterns that represent the relations between terms.<br />

The use of the patterns to extract the relationships.<br />

To discover the different relationships of the thesaurus, we need to<br />

examine the format or structure of these lists. Each list has a different format<br />

to represent relationships and different patterns to discover these relationships.<br />

We developed a tool to extract these patterns automatically from the list and<br />

the terms related to these patterns to create the thesaurus.<br />

In section 2 we discuss related work. Section 3 looks at all the steps<br />

to transform the terms found in the list into thesaurus. We also show the<br />

extraction of the relation’s type as we build the thesaurus. Section 4 discusses<br />

the construction of the medical thesaurus from a prearranged list like book<br />

index. Finally, we give our conclusion in section 5.<br />

2. Related Work:<br />

Various techniques and approaches were used to construct thesaurus.<br />

Building manual thesauri requires a lot of human labor from linguists or domain<br />

experts and they are expensive to build. Since it is difficult and expensive<br />

to build thesauri manually, many researchers attempted to construct thesauri<br />

automatically [3]. There are different approaches to construct a thesaurus.<br />

The first approach, on designing a thesaurus from document collection, is<br />

a standard one [2], [4], [6], [7], [8], [9]. Here the idea is to use a collection<br />

of documents as the source for thesaurus construction. This assumes that a<br />

representative body of text is available. By applying statistical or linguistic<br />

procedures, we can identify important terms as well as their significant<br />

relationships. These can be viewed as the raw information from which<br />

prearranged list or dictionaries are made.<br />

54


Constructing the Medical Thesaurus as a Tool for Indexing<br />

Yousef Abuzir<br />

to assign appropriate terms to individual documents. It is also an important<br />

tool for formulating good search strategies. Thesauri can be used to suppress<br />

retrieval of non-relevant documents (i.e. increasing precision) by using narrow<br />

terms. It can also be used to retrieve more relevant documents (i.e. increasing<br />

recall) by expanding the query with related terms [5].<br />

Undoubtedly, thesaurus technology indicates an innovative approach<br />

in advanced document management, especially in the field of document<br />

indexing and retrieval [1], [2], [3]. Every day millions of people are searching<br />

for information stored in documents somewhere locally, in an intranet or on<br />

the Internet, in order to find the specific information they want to find at a<br />

specific time. Another characteristic feature of a thesaurus is using concepts<br />

for indexing which allows a document to be ranked as relevant to a query<br />

even if the query term itself does not occur in the text, but only a related term<br />

which denotes the same concept applied to document retrieval. This means<br />

that thesaurus based indexing allows documents to be retrieved even if one<br />

or more of some given words in a search string do not match any word or<br />

combination of words in the documents.<br />

The number of researches relevant to medicine is increasing rapidly<br />

in many disciplines. A Medical thesaurus identifies and clarifies important<br />

concepts from these disciplines and standardizes their corresponding terms.<br />

The Medical thesaurus may be used as an indexing and search tool so that<br />

users can conduct online searches with satisfactory completeness but with<br />

a minimum amount of irrelevant material. Without the Medical thesaurus,<br />

researchers may miss important or relevant information related to their<br />

discipline studies or researches.<br />

This work shows that standard prearranged lists (e.g. index of books<br />

and other list) define highly connected terms linked through basic semantic<br />

relations. It deals with the exploitation of The prearranged list of terms for<br />

the automatic construction of thesaurus. The prearranged list provides us<br />

with more information that is not easily obtained from raw text to construct<br />

a thesaurus.<br />

53


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.20 - June 2010<br />

1.<br />

Introduction:<br />

This work focuses on automatic construction of medical thesauri from<br />

prearranged lists and the use of these thesauri. The thesaurus is designed in<br />

order to help researchers and searchers in the domain of Medicine to gain an<br />

understanding of the semantic structure of the concepts and the keywords<br />

of their queries and to receive a quick answer concerning their queries with<br />

specific keywords. A thesaurus has long been a concern in lexicography, and<br />

recently, it has found many applications in machine translation, information<br />

retrieving, and computational lexical semantics, etc. [1], [2], [3], [4].<br />

A thesaurus is a structured system of terms encoding explicitly semantic<br />

relations like synonyms, hyponyms, hyperonyms, part-whole relations,<br />

associations, etc. Table 1 shows the relationships between terms in thesauri:<br />

♦ The equivalence relationship<br />

♦ The hierarchical relationship<br />

♦ The associative relationship<br />

Table (1)<br />

Rrelationships between terms<br />

Relationship Indicator Abbreviation<br />

Equivalence<br />

Use<br />

Used for<br />

52<br />

none or U<br />

UF<br />

Hierarchy<br />

Broader term BT<br />

Narrower term NT<br />

Association Related term RT<br />

Scope Notes<br />

SN<br />

A thesaurus provides a precise and controlled dictionary that can be<br />

used to coordinate document indexing and retrieval. It can also be used to<br />

help searchers write some precise queries. A well-designed thesaurus can be<br />

very useful in subject searching in an online document collection. It is an<br />

irreplaceable tool as an aid in indexing. An indexer can consult the thesaurus


Constructing the Medical Thesaurus as a Tool for Indexing<br />

Yousef Abuzir<br />

Abstract:<br />

There is an interest in extracting knowledge and retrieving information<br />

automatically from the current availability of a large collection of electronic<br />

resources and from the academic literature available on the Web. Much of<br />

Thus, researchers may miss relevant, even critical, information in parallel<br />

or disparate fields, which in turn may lead them to recreate information<br />

already developed or to miss important information that could advance each<br />

discipline. A Medical thesaurus identifies and clarifies important concepts<br />

from these disciplines and standardizes their corresponding terms. This paper<br />

reviews the structure, construction and use of Medical thesauri, and outlines<br />

how Medical Thesauri may help resolve a number of common difficulties<br />

encountered when searching these recourses. The increasing importance of<br />

the medical online resources as information resource makes the thesaurus an<br />

aid tool for both professionals and non-experts.<br />

Keywords:<br />

Medical thesaurus, Thesauri use, thesaurus construction, indexing,<br />

information retrieval.<br />

51


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.20 - June 2010<br />

Zszj€a@òÉ‹fl<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

ATCT<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

50


Constructing the Medical<br />

The saurus as a Tool<br />

for Indexing<br />

Yousef Abuzir<br />

Computer Information Systems Department, AlQuds Open University,<br />

Palestine.<br />

49


Employing New Technology In English Language<br />

Teaching/ Learning At Al- Quds Open University<br />

Ibrahim Al-Shaer<br />

Appendix 2<br />

Distribution of students’ population with respect to the independent<br />

variables:<br />

Age<br />

18- 29 y<br />

30- 39 y<br />

Above 40<br />

Educational Region<br />

Gaza and Khan Younis<br />

Ramallah<br />

Bethlehem and Hebron<br />

Nablus and Salfeet<br />

Gaza and Khan Younis<br />

Ramallah<br />

Bethlehem and Hebron<br />

Nablus and Salfeet<br />

Place of<br />

Residence<br />

male<br />

Sex<br />

female<br />

Total<br />

city 2 3 5<br />

village 2 3 5<br />

camp 1 10 11<br />

city 2 2 4<br />

village 0 23 23<br />

camp 2 0 2<br />

city 0 9 9<br />

village 1 10 11<br />

city 0 9 9<br />

village 1 10 11<br />

camp 1 0 1<br />

village 0 2 2<br />

camp 0 4 4<br />

city 0 2 2<br />

village 0 3 3<br />

city 0 1 1<br />

village 1 3 4<br />

camp 0 1 1<br />

city 0 3 3<br />

village 3 3 6<br />

Ramallah city 2 0 2<br />

Nablus and Salfeet village 0 1 1<br />

Gaza and Khan Younis city 0 2 2<br />

Total 18 104 122<br />

47


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.20 - June 2010<br />

Appendices<br />

Appendix 1<br />

Distribution of academic supervisors’ population with respect to the<br />

independent variables:<br />

Region Academics Experience Qualification<br />

Bethlehem<br />

Ramallah<br />

Khan Younis<br />

Gaza<br />

Nablus<br />

Salfeet<br />

Hebron<br />

Male<br />

Sex<br />

Female<br />

Total<br />

6- 11y M.A 2 2<br />

Full- time<br />

M.A 1 1<br />

more than 12y<br />

Ph.D 2 2<br />

Part- time 1- 5y M.A 1 1<br />

Full- time 6- 11y M.A 1 1<br />

Part- time<br />

6- 11y M.A 1 1<br />

more than 12y M.A 1 1<br />

Part- time 6- 11y M.A 2 2<br />

more than 12y M.A 1 1<br />

Full- time 1- 5y M.A 2 2<br />

Part- time more than 12y Ph.D 1 1<br />

Full- time 6- 11y Ph.D 1 3 4<br />

Part- time<br />

Full- time<br />

Part- time<br />

Full- time<br />

Part- time<br />

6- 11y M.A 4 4<br />

1- 5y M.A 1 1<br />

1- 5y<br />

M.A 1 1<br />

Ph.D 1 1<br />

6- 11y M.A 1 1<br />

more than 12y<br />

M.A 1 1<br />

Ph.D 1 1<br />

6- 11y Ph.D 1 1<br />

1- 5y M.A 1 1<br />

6- 11y M.A 1 1<br />

1- 5y Ph.D 1 1<br />

Total 26 7 33<br />

46


Employing New Technology In English Language<br />

Teaching/ Learning At Al- Quds Open University<br />

Ibrahim Al-Shaer<br />

45. Sung, K. W. (2001) . “Changing the terrain of English Teaching: An<br />

inquiry approach using multimedia.” Multimedia- Assisted Language<br />

Learning, 4, 57- 85.<br />

46. Tallent- Runnels, M. K. , Thomas, J. A. , and Lan, W. Y. (2006) . “Teaching<br />

Courses Online: A Review of the Research.” In: Review of Educational<br />

Research, 76 (1) , 93- 135.<br />

47. Urdan, T. A. d Weggen, C. C (2000) . Corporate E- learning: Exploring<br />

A New Frontier, WRHAMBRECHT + CO.<br />

48. Ushioda, Eiko (1997).“The Role of Motivational Thinking in Autonomous<br />

Language Learning.” In: D. Little and B Voss (Eds.) , Language Centers:<br />

Planning for the New Millennium. (38 – 50) . Plymouth, UK: Cercles.<br />

49. Volery, T. , and Lord, D. (2000) . “Critical Success Factors in Online<br />

Education.” The International Journal of Educational Management, 14<br />

(5) , 216–223.<br />

50. Warschauer, M. (2000) . “Online Learning in Second Language<br />

Classrooms: An Ethnographic Study.” In: M. Warschauer and R. Kern<br />

(Eds.) , Network- based Language Teaching: Concepts and Practice (41-<br />

58) . Cambridge: Cambridge University Press.<br />

51. Weller M. J and Mason, R. D. (2000) “Evaluating an Open University Web<br />

Course: Issue and Innovations.” In: Asensio, M. , Foster, J. , Hodgson,<br />

V. and McConnell, D. (Eds.) , Proceeding of Networked Learning 2000,<br />

Lancaster,<br />

http://www-tec.open.ac.uk/tel/people/weller/martin/lancs.html<br />

52. Wulf, K. (1996) “Training via the Internet: Where Are We?” Training<br />

and Development. 50 (5) .<br />

53. Yang, Shu Ching (2001) . “Language Learning on the World Wide Web:<br />

An Investigation of EFL Learners Attitudes and Perceptions.” Journal of<br />

Educational Computing Researches. 24 (2) , 155- 181.<br />

54. Zhang, D. and Nunamaker, J. F. (2004) . “A National Language Approach<br />

to Content Based Video Indexing and Retrieval for Interactive E-<br />

Learning.” IEEE Transactions on Multimedia. 6 (3) , 450- 458.<br />

45


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.20 - June 2010<br />

36. Hedderich, N. (1997) . “Peer Tutoring via Electronic Mail.” In: American<br />

Society for Training and Development.<br />

www.elearninggurus.com/articles.html (Accessed 22 June, 2009).<br />

37. Jonassen, D. H. , and Reeves T. C. (1996) . “Learning with technology:<br />

Using computers as cognitive tools.” In: D. H. Jonassen (ed.) , Handbook<br />

of research for educational communications and technology (693- 719) .<br />

New York: Simon and Schuster Macmillan.<br />

38. Kung, Shiao- Chuan and Chuo, Tun- Whei (2002) . “Students’ Perceptions<br />

of English Learning through ESL/ EFL Websites.” TESL- EJ. 6 (1) .<br />

39. Sabry and AlShawi (2008) . “Information Systems for Interactive<br />

Learning: Design Perspective.” European and Mediterranean Conference<br />

on Information Systems (EMCIS 25- 26, 2008) , Al Bustan Rotana Hotel,<br />

Dubai.<br />

40. Salaberry, R. (2000) , “Application of Technology in second Language<br />

Teaching: A Retrospective.” Modern Language Journal, 85 (1) .<br />

41. Soong, B. M. H. , Chan, H. C. , Chua, B. C. , and Loh, K. F. (2001) .<br />

“Critical success factors for on- line course resources.” Computers and<br />

Education, 36 (2) , 101–120.<br />

42. Sproull, L. and Kiesler, S. (1991) . Connections: New ways of working<br />

in the networked organization. Cambridge, Massachusetts: MIT Press.<br />

43. Stephenson, J. (2001) . “Teaching and Learning Online.” Pedagogies for<br />

New Technologies, Kogan Page, London.<br />

44. Stratfold, M. and McAndrew, P. (2002) . “Interactive Multimedia in<br />

Teaching and Learning.” H802 Course Guide, Block 3, Open University,<br />

Milton Keynes.<br />

44


Employing New Technology In English Language<br />

Teaching/ Learning At Al- Quds Open University<br />

Ibrahim Al-Shaer<br />

28. Fredericksen, E, Pickett, A, Shea, P. , Pelz, W. and Swan, K. (2000) ,<br />

“Student Satisfaction and Perceived Learning with On- line Courses:<br />

Principles and Examples from the SUNY Learning Network” , Journal<br />

of Asynchronous Learning Network. 4 (2)<br />

http://www.aln.org/alnweb/journal/vol4_issue2/le/Fredericksen/LEfredericksen.htm.<br />

[Accessed 6 April, 2009].<br />

29. Galloway, J. P. (1997) . “How Teachers Use and Learn to Use Computers.”<br />

Technology and Teacher Education Annual Journal. Published by<br />

the Association for the Advancement of Computing in Education,<br />

Charlottesville, VA.<br />

30. Galloway, J. P. (2008) . “Contemporary Issues in Teaching and Learning<br />

with Technology.” In: Encyclopedia of Information Science and<br />

Technology, 2nd Edition,<br />

http://64.225.158.80/reference/details.asp?ID=8266 andv= table Of<br />

Contents.<br />

31. Gonzalez- Bueno, M. (1998) . “The Effects of Electronic Mail on Spanish<br />

L2 Discourse.” Language Learning and Technology. 1 (2) , 55- 70.<br />

32. Hansen, E. A. (2001) . “Comparison of Online and Traditional Interaction<br />

of Students.” Online Conference on Teaching Online in Higher Education<br />

(TOHE) . [Accessed 07, Nov. , 2008]<br />

http://www.ipfw.edu/as/tohe/2001/Papers/hansen.htm<br />

33. Harper, K. C. , Chen, K and Yen, D. C. (2004) . “Distance learning,<br />

virtual classrooms, and teaching pedagogy in the Internet environment.”<br />

In: Technology in Society. 26 (4) , 585- 598.<br />

34. Harris, D. (1999) . “Creating a Complete Learning Environment.” In:<br />

French, D. , Hale, C. , Johnson, C. , and Farr (1999) , Internet Based<br />

Learning: An Introduction and Framework for Higher Education and<br />

Business, Stylus Publishing LLC, 139- 179.<br />

35. Hawkridge, D. (2002) . “Characteristics of Media, Texts, and<br />

Technologies.” H802 Block 4 Study Guide, section 5, Open University,<br />

Milton Keynes.<br />

43


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.20 - June 2010<br />

19. Cook, J and Cook, L. (1998) , “How Technology Enhances the Quality of<br />

Student- Centered Learning.” Quality Progress. 31 (7) , 59- 63.<br />

20. Cuban, L. (2001) . Overbought and Undersold: Computers in the<br />

Classroom. Cambridge, Massachusetts: Harvard University Press.<br />

21. DiMatteo, A. (1991) . “Communication, Writing, Learning: An<br />

Antiinstrumentalist View of Network Writing.” Computers and<br />

Composition, 8 (3) , 519.<br />

22. Dillon, C. L. , and Guawardena, C. N. (1995) . “A framework for the<br />

evaluation of telecommunications- based distance education.” Paper<br />

presented at the 17th Congress of the International Council for Distance<br />

Education, Open University, Milton Keynes.<br />

23. Eastmond, D. V. (1995) . “Alone but Together: Adult Distance Study<br />

through Computer Conferencing.” In: Kirka, S. (1996) Distance<br />

Learning, the Internet, and the World Wide Web. ERIC Digests. ERIC<br />

Clearinghouse on Adult and Vocational Education Columbus, OH,<br />

http://www.ed.gov/databases/ERIC_Digests/ed395214.html [Accessed<br />

25 Sept. 2008].<br />

24. Egbert, J. , Paulus, T. M. , and Nakamichi, Y. (2002) . “The impact of<br />

call instruction on classroom computer use: A foundation for rethinking<br />

technology in teacher education.” Language Learning and Technology,<br />

6 (3) , 108- 126.<br />

25. Evans, T. , and Hawkridge, D. (2002) “Definitions and the Set Book.”<br />

H802 Block, 4 Study Guide, Section 1, Open University, Milton<br />

Keynes.<br />

26. Fisher, T. (1999) . “A new professionalism? Teacher Use of Multimedia<br />

Portable Computers with Internet Capability.” Paper Presented at SITE<br />

99. (ERIC Document No. 432268)<br />

27. Fotos, S. (2004) . “Writing as Talking: E- Mail Exchange for Promoting<br />

Proficiency and Motivation in the Foreign Language Classroom.” In: S.<br />

Fotos and C. M. Browne (Eds.) . New Perspectives on CALL for Second<br />

Language Classrooms. London: Lawrence Erlbaum Associates.<br />

42


Employing New Technology In English Language<br />

Teaching/ Learning At Al- Quds Open University<br />

Ibrahim Al-Shaer<br />

10. Beauvois, M. H. (1997) . “Computer- Mediated Communication (CMC):<br />

Technology for Improving Speaking and Writing.” In: Michael D. Bush<br />

and Robert M. Terry (Eds.) , Technology- Enhanced Language Learning.<br />

(165- 184) . Lincolnwood, IL: National Textbook Company.<br />

11.<br />

Blake, R. (2000) . “Computer Mediated Communication: A Window on<br />

L2 Spanish Interlanguage.” Language Learning and Technology. 4 (1) ,<br />

120- 136<br />

12. Boyle, T. (1997) . Design for Multimedia Learning, Perentice Hall<br />

Europe.<br />

13. Braine, G. (2004) . “Teaching Second and Foreign Language Writing<br />

on LANs.” In: S. Fotos and C. M. Browne (Eds.) . New Perspectives on<br />

CALL for Second Language Classrooms. London: Lawrence Erlbaum<br />

Associates.<br />

14. Brandl, Klaus (2002) . “Integrating Internet- Based Reading Materials<br />

Into The Foreign Language Curriculum: From Teacher- To- Student-<br />

Centered Approaches.” Language Learning and Technology. 6 (3) , 87-<br />

107.<br />

15. Brown, Kenneth (2005) . “A Field Study of Employee E- Learning<br />

Activity and Outcomes.” Human Resource Development Quarterly. 16<br />

(4) .<br />

16. Campbell, A. P. (2004).“Using LiveJournal for Authentic Communication<br />

in EFL Classes.” The Internet TESL Journal. Vol. 10, No. 9. [Accessed<br />

5, Oct. 2008]<br />

http://iteslj.org/Techniques/Campbell-LiveJournal/<br />

17. Chavez, C. (1997) . “Students take flight with Daedalus: Learning<br />

Spanish in a networked classroom.” Foreign Language Annals, 30 (1) ,<br />

27- 37.<br />

18. Cloette, Elsabe (2001) “Electronic Education System Model.” Computers<br />

and Education. 36, 171- 182.<br />

41


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.20 - June 2010<br />

References:<br />

1. AbdalHaqq, I. (1995) . “Infusing Technology into Preservice Teacher<br />

Education.” ERIC Digest.<br />

http://www.ed.gov/databases/ERIC_Digests/ed389699.html [Accessed<br />

Nov. 12, 2008].<br />

2. Abouchedid, K. and Eid, G. M. (2004) . “E- Learning Challenges in the<br />

Arab World: Revelations from a case study profile.” Quality Assurance<br />

in Education. 12 (1) , 15- 27.<br />

3. Alexander, Shirly (2001) . “E- Learning Development and Experiences,”<br />

Education + Training, 43 (4/ 5) , 240- 248.<br />

4. Al- Hashash, Saad (2007) . “Bridging the Gap Between ESL and EFL:<br />

Using Computer Assisted Language Learning as a Medium.” Indian<br />

Journal of Applied Linguistics. Continuum International Publishing<br />

Group Ltd.<br />

5. Ardito C. et. al. (2006) “An approach to usability evaluations of e-<br />

learning applications,” Univ. Access Inf. Soc. 4, 270- 283.<br />

6. Barker, T. and Kemp, F. (1990) . “Networking theory: A postmodern<br />

pedagogy for the written classroom.” In: C. Handa (Ed.) , Computers<br />

and Community: Teaching Composition in the Twenty- first Century.<br />

Portsmouth, New Hampshire: Heinemann<br />

7. Bates, A. W. (1993) . “Theory and Practice in the Use of Technology in<br />

Distance Education.” H802 Block 4 Readings (2002) , Open University,<br />

Milton Keynes, 213- 233.<br />

8. Bates, A. W. (1995) “Technology, Open Learning and Distance<br />

Education.” In: Kirka, S. (1996) . Distance Learning, the Internet, and<br />

the World Wide Web. ERIC Digests. ERIC Clearinghouse on Adult and<br />

Vocational Education Columbus, OH,<br />

http://www.ed.gov/databases/ERIC_Digests/ed395214.html [Accessed<br />

15 Nov. 2008].<br />

9. Bataineh, R. and Baniabdelrahman, A. (2006). “Jordanian EFL Students’<br />

Perceptions of their Computer Literacy.” International Journal of<br />

Education and Development using Information and Communication<br />

Technology (IJEDICT) . 2 (2) , 35- 50<br />

40


Employing New Technology In English Language<br />

Teaching/ Learning At Al- Quds Open University<br />

Ibrahim Al-Shaer<br />

As for future research, since this study was conducted during the<br />

preparatory phase of integrating e- learning into EFL teaching- cum- learning<br />

process, a more comprehensive study is needed to evaluate the experience,<br />

especially when all the parties involved become more immersed in the<br />

endeavour.<br />

In pursuance of this study, and since QOU is introducing e- learning<br />

without discarding currently- used mode of teaching- learning, it is of<br />

paramount importance to conduct an experimental study to assess the impact<br />

of using either mode on the learning outcome or on the achievement of the<br />

EFL learners at QOU.<br />

Since this study has mainly dealt with participants’ attitudes, expectations,<br />

and readiness, another line of research would be to investigate the impact of<br />

participants’ personal characteristics such as age, sex, economic status among<br />

other factors on the success of the e- learning scheme.<br />

In summary, the essence of distance and open education is based on the<br />

idea that the rigidity of the supporting media usually hinders learning. That’s<br />

why QOU, as the main provider of this mode of learning in the Middle East,<br />

should be diligent to take into account its learners’ personal expectations,<br />

unique talents, abilities, and interests. QOU administrators and media<br />

designers should take such issues into account in order not to confine those<br />

EFL learners in what to learn and how. Owing to the widely acknowledged<br />

differences between learning from printed materials and learning from new<br />

technologies, QOU should use a mix of both with its EFL learners in order<br />

to give them the freedom to choose their preferred media. Once EFL tutors<br />

and students become accustomed to using new technologies, a right balance<br />

between currently used methods and online EFL learning/ teaching should be<br />

struck to ensure the general language development and enhance the learners’<br />

English proficiency. E- learning can be very useful for EFL at QOU, but we<br />

should not rush it lest we get it wrong. The medium (i. e. new technology)<br />

should not overshadow the message (i. e. academic content).<br />

39


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.20 - June 2010<br />

The same results show that more new technologies need to be secured<br />

and EFL tutors and EFL students need more training to be able to deal with<br />

new technologies in their EFL classes. It becomes clear that QOU should use<br />

new technologies in EFL only if efficiency and positive results are guaranteed.<br />

Since not all learners should be given the same treatment, the media to be used<br />

should differ depending on the practical constraints present in the context of<br />

EFL at QOU. Perhaps a few scenarios for the future relationships between EFL<br />

classroom work and computer- based teaching can be envisaged. Therefore,<br />

and with that in mind, I would like to make the following suggestions for<br />

practice:<br />

●<br />

●<br />

If QOU wants its EFL learners to achieve maximum benefit from new<br />

technologies, EFL learners should be given the chance to contribute<br />

to the choice of the type of media to be used. I believe that media<br />

selection should not be totally left in the hands of media designers and<br />

administrators as this may have negative impact on the tutor- learner<br />

interaction. Further, EFL students can find more variety and choice if<br />

the type of new technology to be used is transferable into print so that<br />

EFL learners who may have little access or no access to new technology<br />

can make use of this service. So, QOU should not introduce any type of<br />

media without making sure that it has already equipped its EFL learners<br />

with the required technologies, software, study guides or training on how<br />

to use that type of media.<br />

QOU EFL tutors should receive training on how to deal with e- learning<br />

issues and to acquire the rules of making Web- based supplements and<br />

create them on the local level if possible. EFL tutors at QOU should<br />

be advised and encouraged to use EFL Web portals to share their own<br />

materials, to get access to available EFL resources. In fact, it would be<br />

more useful if EFL experts at QOU could add Web- based course book<br />

supplements to the already used English course books (as CD- ROMs or<br />

Web- based materials) .<br />

38


Employing New Technology In English Language<br />

Teaching/ Learning At Al- Quds Open University<br />

Ibrahim Al-Shaer<br />

However, such challenges shouldn’t be taken as an excuse for not<br />

integrating new technologies in our EFL classes. On the contrary, new<br />

technologies are already with us and are expected to spread out. In fact,<br />

today institutions of higher education in general and QOU in particular face<br />

educational, academic, and societal pressures to integrate new technologies<br />

in the teaching- cum- learning process. The need to teach more learners<br />

more efficiently, more cheaply and with less staff may drive us towards new<br />

technology.<br />

In fact, using new technologies with EFL students can have further<br />

benefits relating to language teaching and learning, especially in the context<br />

of EFL teaching and learning at QOU. When EFL students use e- learning,<br />

they get more reading and writing practice (Barker and Kemp, 1990; Sproull<br />

and Kiesler, 1991; and DiMatteo, 1991) . Moreover, Fotos (2004) , Braine<br />

(2004) Pennington (2004) , and Blake (2000) have all agreed that when EFL<br />

students use the communication tools available in the Internet (email, chat,<br />

computer conferencing, … etc.) , more interactivity can be achieved, and thus<br />

their language proficiency is enhanced.<br />

6. Conclusions and Ecommendations:<br />

The present study examined the availability of modern technologies for<br />

EFL learners at QOU; the interest of QOU EFL learners and tutors in this issue;<br />

the practical constraints of using the different types of new technologies, as<br />

well as the potential benefits of introducing new ways of delivering instruction<br />

and self- study activities using new technology to promote EFL learning and<br />

teaching.<br />

The data analysis clearly shows that EFL tutors and students’ concern<br />

is no longer whether or not to use new technologies in EFL classes at QOU.<br />

Most EFL tutors and students at QOU felt highly motivated to use modern<br />

technologies in the classroom, but their concern lies in taking their needs,<br />

wants, and expectations into account.<br />

In the light of the results obtained about the language needs and<br />

expectations of EFL students and tutors at QOU, it seems logical to combine<br />

the current mode of teaching/ learning at QOU (i. e. face- to- face meetings,<br />

print materials and textbooks) with the various modes of e- learning. The<br />

former is needed to help students develop sound grammatical knowledge and<br />

lexical base, and the latter is needed to enhance the students’ basic English<br />

language skills and to develop their linguistic knowledge.<br />

37


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.20 - June 2010<br />

Similarly, when QOU experts decide on using a certain type of media<br />

with EFL students at QOU, it is important to be aware of the linguistic factors<br />

involved in the way the learning message is packaged and how the learner<br />

himself will interpret such a message. This involves both the tutor (as a<br />

speaker or writer) and the learner (as a hearer or reader) .<br />

By the same token, if QOU experts do not take into account the cultural<br />

and social values associated with the given technologies and media, the impact<br />

of using them with EFL learners may be negative and even destructive. To<br />

borrow Nunan’s (2002: 27) example, a tutor may view using the telephone<br />

as a means of intervention in a teaching- cum- learning situation, the student<br />

may however take it as a means of intrusion. A study conducted by Volery<br />

and Lord (2000) amongst 47 students enrolled in an e- learning- based<br />

management course at an Australian university, found three factors as critical<br />

for achieving success in implementing e- learning. The first has to do with<br />

technology including ease of access and navigation, interface design and<br />

level of interaction. The second concerns the tutor’s characteristics including<br />

attitudes towards students, technical competence and classroom interaction.<br />

The third involves the student’s prior use of technology.<br />

Similarly, Soong et al (2001) concluded that critical success factors for<br />

e- learning include human factors, technical skill, experience, and attitudes<br />

of tutors and students, level of collaboration, and technology infrastructure,<br />

which should be judged in a holistic manner by e- learning adopters.<br />

In the same vein, Dillon and Guawardena (1995) and Leidner and<br />

Jarvenpaa (1993) found out that technology, tutor’s qualities, and student’s<br />

qualities represent the three decisive factors for measuring the efficiency of<br />

e- learning setting.<br />

In short, drawing heavily on the results of the questionnaire surveys and<br />

the written comments of both EFL students and tutors, it can be concluded that<br />

EFL tutors and students generally view using media as helpful and positive<br />

in the context of teaching English as a foreign language at QOU. But the<br />

emerging difficulties suggest that we should not take new technology on its<br />

own as a magic solution for all EFL classroom problems. Much works needs<br />

to be done to provide EFL students with efficient Internet service, educational<br />

software of high quality, and to give the students and the tutors all necessary<br />

training. Any flaw in one of these issues would have a very negative impact<br />

on the whole process.<br />

36


Employing New Technology In English Language<br />

Teaching/ Learning At Al- Quds Open University<br />

Ibrahim Al-Shaer<br />

that learning control in the context of distance learning, unlike conventional<br />

education, should be exercised mostly by the learner. A medium in distance<br />

education must be explicit for the learner in terms of its objectives, design,<br />

potentials, and limitations. This goes in line with Al- Hashash’s idea (2007:<br />

8) that learners should be given the responsibility for many of the learning<br />

decisions in the course of using CALL.<br />

Furthermore, QOU, as an open learning provider, is required to consider<br />

the potential effects of the inherent issues on the learners’ progress. For<br />

example, it is important to account for the psychological, linguistic, social<br />

and cultural factors involved in the design and use of media on the learners’<br />

progress.<br />

Psychologically speaking, two students expressed their worries about<br />

feeling isolated. In their view, the diversity of text- based communications<br />

among learners from different places increased their sense of isolation.<br />

They claimed that they had to pay attention to content and the form of their<br />

messages. But few students adopted a different view saying that Computer<br />

Mediated Communication (CMC) helped them to interact with each other<br />

and also with their tutors. They added that collaboration and communication<br />

in CMC brought about learning not only for them as individuals but also for<br />

them as a group. One EFL student asserted in his written comments that he<br />

never felt isolated in his CMC, and pointed out that he felt a decline in his<br />

sense of isolation and an improvement in his confidence level as he used to<br />

communicate regularly with his tutors and peers.<br />

Three EFL students complained that they so often felt overwhelmed by<br />

the too many messages and the large amount of information when they actively<br />

participated in the various modes of e- learning. Consider, for example, what<br />

one student, in the written comments, has to say in this respect: “I am already<br />

beginning to feel being overwhelmed by horrendous amount of messages<br />

arriving daily. “Two major obstacles to using computer conferencing can be<br />

derived from the student’s comment. The first has to do with the possible<br />

delay in getting a response and the fact that some learners do not read their<br />

email or messages regularly. The second concerns the overflow of messages<br />

that arrive daily as this would make the learner unable to concentrate and keep<br />

up with other collaborators. To help students overcome this problem, tutors<br />

should advise them regarding where and how to use EFL web sites. This goes<br />

in line with Paulson’s (2001) idea that students always need guidance in the<br />

use of Internet resources.<br />

35


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.20 - June 2010<br />

conferencing should receive the technical support from the help desk as the<br />

need arises. Novice users of computers for such courses also need help in<br />

how to install or download a program. Instructions must be provided to them;<br />

otherwise, participants will become frustrated in using new technologies.<br />

Rigidity in this regard could hinder any real progress.<br />

The second factor that is essential for ensuring successful incorporation<br />

of new technology in EFL at QOU concerns securing all required equipment<br />

and technology. The integration of any type of media should be subject to the<br />

economic situation in Palestine as the economic constraints are at their tightest.<br />

In our survey, two EFL students complained about the poor infrastructure of<br />

the telecommunication network in their remote areas. One student complained<br />

that when he had to login to certain e- learning sessions from his home, he<br />

faced financial troubles with his parents as that doubled their telephone and<br />

Internet bills. Therefore, he had to depend mostly on the printed materials (e.g.<br />

set books, course guide, study guide and articles). Three EFL students stated<br />

that they had to use the computer labs on campus due to the non- existence of<br />

this service in their remote villages.<br />

But using the computer labs on campus for English classes requires the<br />

EFL tutor to overcome a number of common problems and difficulties, ranging<br />

from getting easy access to the computer labs which might be engaged by IT<br />

classes to making sure that the Internet lab has sufficiently fast connection,<br />

as this will have a great influence on the choice of online tasks. With slower<br />

connection, EFL tutors may find themselves obliged to choose fewer on- line<br />

tasks. Moreover, the student- computer ratio may constrain the nature of the<br />

EFL learning/ teaching tasks if too many students have to use one computer.<br />

Here the EFL tutor has to form bigger groups, where the entire group would<br />

do some offline language activities and only one member would do some<br />

online work; or assign all members online access on a rotating basis. Lyman<br />

(1998) and Warschaver (2000) have reported similar problems relating to the<br />

cost of the equipment needed to connect to the Internet, inequality of access<br />

between the haves and have- nots, and disappointing slow connections.<br />

The third factor and perhaps the most central one that arises out of our<br />

data analysis is to predict the impact of using one type of media rather than<br />

the other on the learners’ performance and development. Some EFL tutors<br />

and students at QOU stressed the idea that any learning tool should provide<br />

for control of the learning process. Clearly, they showed awareness of the fact<br />

34


Employing New Technology In English Language<br />

Teaching/ Learning At Al- Quds Open University<br />

Ibrahim Al-Shaer<br />

generally enhances greater proficiency in IT skills, which promotes personal<br />

employability and competitiveness. When they practice e- learning, students<br />

acquire techniques like extracting information, analyzing websites, producing<br />

summaries or reports …etc.<br />

Obviously, the success of incorporation is conditional upon three factors.<br />

The first has to do with the EFL tutors and students’ readiness and proper<br />

training in using the new technology. Although the majority of EFL tutors and<br />

students feel somehow they possess the basic computer skills, the remaining<br />

percentage of them who still feel that they are at a disadvantage in terms of<br />

their basic computer skills or computer access or educational software should<br />

be given the needed support.<br />

When EFL students have different levels of computer skills and<br />

experiences, their tutors are expected to deal with mixed- computer- ability<br />

groups, and they might be asked to occasionally give some technical support.<br />

In this case, the EFL tutors may be required to have advanced computer<br />

skills, which may suggest a shift in their role, from language providers to<br />

technical supporters. In the written comments, two students and even one<br />

tutor expressed their fears that e- learning and Internet- based learning may<br />

turn out to be time- consuming and thus boring (or even disappointing) for<br />

students who lack the skill and the experience required for dealing with<br />

unexpected technical problems.<br />

This result goes in line with Egbert et al’s (2002) finding that tutors with<br />

prior experience in Computer- Assisted Language Learning (CALL) usually<br />

use activities based on this type of learning in their classrooms. He adds that<br />

shortage in time, support and resources hinder the use of CALL activities.<br />

Cloete (2001: 172) finds it compulsory for institutions in the process of<br />

getting involved in e- learning schemes to have bright and precise knowledge<br />

of the capabilities, constraints and impact of using such schemes. Distant EFL<br />

learners should not be left to struggle with the technological complexity of<br />

new media or to suffer from the cultural and social unfamiliarity.<br />

Moreover, EFL students need proper training on how to transfer materials<br />

across different media so that they would be able to use the form that best<br />

suits their abilities and needs. If learners get this training and practice this<br />

skill at home, they will gain more confidence. Perhaps a help desk would be<br />

helpful here to provide technical support to participants in on- line courses via<br />

e- mail and telephone. Participants of Internet- based courses and computer<br />

33


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.20 - June 2010<br />

5.<br />

General Discussion:<br />

Putting the findings above together clearly shows that EFL tutors and<br />

students acknowledge the value of new technology in enhancing their learning<br />

tools and in developing their language skills. The data reveal interesting<br />

findings concerning EFL tutors and students’ motivation, preferences and<br />

expectations. To begin with motivation, the results show that EFL tutors and<br />

students are highly motivated to use new technologies in their classes, and<br />

they feel that the available EFL materials at QOU are motivating for them<br />

to use in their teaching and learning process. This goes in line with Ushioda<br />

(1997) and Mathieu & Martinean’s (1997) conclusions that motivation to<br />

learn represents the basic mediator of the relationship between individual and<br />

situational characteristics and learning outcomes.<br />

As for their preferences, apart from the finding that EFL tutors expressed<br />

a strong preference for using the tape- recorder, the overall results showed<br />

that EFL tutors and students alike expressed desire to use computer- mediated<br />

learning, making use of computer software and the Internet. Further, EFL<br />

tutors and students expressed high expectations of the value of using new<br />

technology in their EFL classes towards enhancing their language skills,<br />

especially the oral ones.<br />

On the face of it and in the light of these positive attitudes, the ground<br />

appears to be paved for QOU administration to embark on the project of<br />

incorporating e- learning into its EFL teaching- cum- learning process. But<br />

it seems that there is so much more to an e- learning endeavor than simply<br />

having computers or knowing how to merely perform discrete mechanical<br />

operations in a program (Galloway, 2008: 6) .<br />

Perkins (1986) argues that knowledge is not something teachable in the<br />

traditional sense, but it is a process of design that entails taking decision on<br />

the part of the learner as to which part of the information to be transformed,<br />

highlighted, internalized and represented.<br />

In the same vein, Chavez (1997) and Jonassen and Reeves (1996) tend<br />

to perceive learning with technology as a cognitive tool which promotes<br />

the learner’s cognitive abilities to think critically, to solve problems, and to<br />

learn independently. This means that learners can utilize new technologies<br />

and design their own learning material, which makes them fully immersed<br />

in the learning process. Besides, Stephenson (2001) suggests that e- learning<br />

32


Employing New Technology In English Language<br />

Teaching/ Learning At Al- Quds Open University<br />

Ibrahim Al-Shaer<br />

The data presented in Table (4) show that a very low percentage of EFL<br />

tutors and students actually used the Internet services in their EFL practices.<br />

It seems that tutors only marginally use the available technologies in their<br />

EFL classes. One EFL tutor commented he, as an EFL tutor, doesn’t consider<br />

new technologies as part of his job; his job is merely to teach English.<br />

Regarding the actual use of new technologies in EFL classes, EFL Tutors<br />

rated satellite TV as the least used technology in their classrooms (24.6%) ,<br />

and students rated computer conferencing as the least used in their classes<br />

(26.4%) . The results also show that (60.6%) of EFL tutors often used the tape<br />

recorder in their classes, and (49.8%) of the students confirmed that. Besides,<br />

(56.8%) of the tutors used the Internet as an information source, and only<br />

(37%) of the students shared that view.<br />

This finding is an indicator that EFL tutors actually use the computer<br />

to prepare or supplement their teaching but not to deliver teaching. In<br />

a survey conducted by Galloway (1997) , it was found that a majority of<br />

teachers declared using mostly word processing in their work, and hardly any<br />

declared using telecommunications, hypermedia, databases, or spreadsheets.<br />

AbdalHaqq (1995) attributes tutors’ refraining from using new technologies in<br />

their classes to the tendency of teacher education to concentrate on “older and<br />

simpler” teaching applications of computer technology, instead of focusing on<br />

multimedia, problem solving applications, and other recent learning media.<br />

This result, at least at this very early stage, can be easily understood;<br />

some tutors might still have doubts and reservations about the effectiveness<br />

of using new technologies in EFL language learning and teaching; others<br />

might be uncertain as to how to integrate new technology into their longstanding<br />

teaching methods. This again stresses the need for combining new<br />

technologies with effective techniques of conventional EFL practices.<br />

Close examination of the basic statistics presented in the table above<br />

clearly shows that apart from using the tape recorder and the computer as<br />

word processor or for problem solving, the overall results indicate that the<br />

extent to which computers are used by tutors in their EFL classes is low and<br />

below standards.<br />

It is clear that EFL at QOU still heavily relies on the traditionally used<br />

print materials as a medium for learning because they are perhaps more<br />

familiar, more practical and cheaper. This finding is by no means exceptional.<br />

Bataineh and Baniabdelrahman (2006: 36) state that there has been a shortage<br />

in the use of computers in the Jordanian classroom. Even in America, Cuban<br />

(2001: 50) found that American tutors use computers for their research rather<br />

than in the classroom.<br />

31


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.20 - June 2010<br />

Table (4)<br />

The percentages of technologies used in EFL classes<br />

Technology<br />

N<br />

Mean<br />

Scale5<br />

Std.<br />

Deviation<br />

Percentage<br />

Degree<br />

S T S T S T S T S T<br />

TapeRecorder<br />

Cable TV<br />

Satellite TV<br />

115 33.00 2.49 3.03 1.28 1.24 49.8 60.6 L M<br />

115 31.00 1.48 1.39 0.86 0.76 29.6 27.8 L L<br />

115 31.00 1.37 1.23 0.91 0.56 27.4 24.6 L L<br />

Video<br />

Internet<br />

Computer<br />

112 31.00 1.58 1.81 0.90 0.95 31.6 36.2 L L<br />

E-mailwithnativespeakers 113 31.00 1.49 2.42 0.97 1.34 29.8 48.4 L L<br />

Chatwithnativespeakers 111 31.00 1.43 2.26 0.98 1.26 28.6 45.2 L L<br />

Internetasinformationsource 109 32.00 1.85 2.84 1.32 1.53 37 56.8 L M<br />

Computerconferencing 108 29.00 1.32 1.59 0.83 0.87 26.4 31.8 L L<br />

WordProcessor 110 32.00 2.10 2.44 1.35 1.46 42 48.8 L L<br />

Tutorials 108 32.00 1.79 1.94 1.11 1.34 35.8 38.8 L L<br />

Games 111 31.00 1.68 1.74 1.10 1.12 33.6 34.8 L L<br />

ProcessTools 111 32.00 1.79 1.88 1.05 1.24 35.8 37.6 L L<br />

ProblemSolving 115 32.00 2.48 2.09 1.27 1.35 49.6 41.8 L L<br />

• Scale out of 5<br />

• L = Low (49% and below)<br />

• M = Moderate (from 50% to 75%)<br />

• H = High (75% and above)<br />

• N = number of respondents<br />

• S = EFL Students<br />

• T = EFL Tutors<br />

30


Employing New Technology In English Language<br />

Teaching/ Learning At Al- Quds Open University<br />

Ibrahim Al-Shaer<br />

Despite EFL tutors’ high desire and expectation for using new technologies<br />

in their classes, the actual practice as shown in Figure (5) seems to be far<br />

from fulfilling such desires and expectations. According to the obtained<br />

results, (82%) of EFL tutors actually gave their students printed materials,<br />

and (58%) of them used audio materials, and (42.42%) of the population used<br />

the computer. A limited number of EFL tutors (30%) resorted in practice to<br />

using multi- media, and only (18%) actually used CD- Rom.<br />

As for the students’ results, in descending order of their actual use in the<br />

EFL classes, the learning materials are: printed materials (47 %) , computer<br />

materials (37 %) , CD Rom (20%) , audio materials (14%) , video (9%) , and<br />

multimedia (9%) .<br />

As shown in Figure (5) above, a considerable proportion of EFL students<br />

and tutors reported the availability of computer services in the university and<br />

that they had easy access to such services. However, active computers and<br />

multimedia use rarely took place. For example, only (9%) of tutors and (18%)<br />

of the students said that they actually used multimedia in their EFL classes<br />

at QOU. It becomes clear that few EFL tutors at QOU integrate technologies<br />

in their classes. This requires QOU to work more on setting out the scene for<br />

its EFL tutors to increase their motivation and to spare them any negative<br />

experiences or failures. Fisher (1999) found that tutors’ success in using new<br />

technology is positively reflected in their attitudes.<br />

These findings do suggest that levels of confidence in the use of printed<br />

materials among both EFL tutors and students are still strong despite the<br />

positive attitudes towards using new technologies. This also goes in line with<br />

one student’s remark when saying: “From my experience of using both the<br />

computer and the book, I usually find it is easier to read from a book than a<br />

screen because it is inconvenient and tiring reading onscreen.”<br />

This echoes Rowntree’s (1992: 9) idea that “if several media are combined<br />

then perhaps there is more chance that all will get at least some of their<br />

preferred medium.” As an example, Rowntree (ibid) states that (interactive<br />

multimedia CD- ROM may need the simple back- up of a printed booklet.<br />

Otherwise, learners may leave their “work- station” with nothing to remind<br />

them of what they have studied).<br />

It seems that combining more than one type of media for courses in<br />

distance education is prevalent and widely accepted not only by learners<br />

but also by experts. Since different kinds of media have different effects on<br />

learners’ learning, it is important to select a combined set of media that suit<br />

the large numbers of learners taking into consideration learners’ experiences,<br />

backgrounds, ages, and accessibility to selected media. By these combined<br />

media the learner will be at least at ease in using one of them.<br />

29


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.20 - June 2010<br />

But as shown in Figure (4) above, (47.5%) of the EFL students and<br />

(45.45%) of tutors reported that they had no access to computers. Here it seems<br />

that tutors confound easy access to computers with computers availability and<br />

time availability. All full- timers at QOU have their own computers, and some<br />

part- timers reported that they did not have easy access to computers mainly<br />

because of time limitation. But no matter what, this finding is alarming as<br />

computer accessibility is a prerequisite to success. Ardito (2006: 270) stresses<br />

the need for making sure that users can have easy access to e- learning facilities<br />

lest a digital divide arises in such socially and culturally vital application<br />

ground. Moreover, Cloette (2001: 172) regards the availability of technology<br />

as one of the basic factors that make people feel the need for electronic access<br />

to educational services.<br />

4. 3 Tutoring and Technical Support in EFL Classes at<br />

QOU:<br />

When EFL tutors and students were asked about the extent to which the<br />

various types of new technologies are actually used in their EFL classes, the<br />

results were as follows:<br />

Figure (5)<br />

The materials given by tutors/<br />

received by students in the EFL classes<br />

28


Employing New Technology In English Language<br />

Teaching/ Learning At Al- Quds Open University<br />

Ibrahim Al-Shaer<br />

social and professional responsibilities, and students with disabilities cannot<br />

attend regular classes at fixed times and places. As such, they usually need<br />

and deeply appreciate flexibility in time and place of e- learning courses. This<br />

of course requires close monitoring, proper timing and constant tutor control<br />

over time to ensure students use their time efficiently. Otherwise, technology,<br />

at least in the beginning, may become a time consumer although it can be<br />

sometimes a time savor.<br />

Another important finding is that (57.38%) of EFL students and (66.67%)<br />

of tutors reported having the basic computer skills. This finding is not surprising<br />

in the era of Information and Technology as university students are expected<br />

to possess the basic computer skills. But using computers as a major medium<br />

in learning and teaching goes beyond simply mastering the basic computer<br />

skills. Still, both students and tutors need proper training to enhance the level<br />

of their proficiency in specific computer- oriented operations. Abouchedid<br />

and Eid (2004) examined in their study of e- learning challenges in the Arab<br />

World the attitudes of 294 male and female Lebanese university professors<br />

regarding the use of e- learning in Arab educational institutions. Although<br />

the majority of respondents showed acceptance of using e- learning, some<br />

expressed reservations pertaining to the lack of training on the part of tutors<br />

and doubts that this technology might not yield the desired results when it<br />

involves teamwork. In two studies conducted by Weller and Mason (2000)<br />

and Fredericksen et. al. (2000), students consistently viewed their tutors and<br />

colleagues’ messages and support as the most influential factor in their online<br />

learning experience.<br />

The obtained results also reveal that (66.67%) of EFL tutors and (59.02%)<br />

of students reported the scarcity of educational software. When I checked<br />

this result with the lab technicians I found that various types of educational<br />

software are available in the study centers, but it seems that part- time EFL<br />

tutors at QOU need more orientation on the available educational software.<br />

27


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.20 - June 2010<br />

4. 2 Basic Requirements:<br />

When EFL tutors and students were asked about the availability of the<br />

basic requirements for integrating new technologies into their EFL classes,<br />

the results were as follows:<br />

Figure (4)<br />

Note: There are some missing values because some respondents did not<br />

choose either option.<br />

The interesting finding here is that (62.3%) of EFL students felt that they<br />

had no time to use technology compared to only (38.3%) of EFL tutors who<br />

felt so. Alexander (2001: 242) describes time as the “new distance” instead of<br />

“long distance.” He claims that time constraint has become one of the main<br />

reasons behind students’ withdrawal from courses. But Brown (2005: 467)<br />

takes the learners’ motivation as a key predictor of the time they spend on<br />

using e- learning. That is why Mantyla and Woods (2001: 330) emphasize the<br />

idea that e- learning courses need self- motivated and independent learners.<br />

In the written comments, one student expressed concern about<br />

computer- based learning taking more time than planned, due to the amount<br />

of information and sometimes technical problems. Besides their study, most<br />

QOU students, as housewives and full- time employees, have additional<br />

26


Employing New Technology In English Language<br />

Teaching/ Learning At Al- Quds Open University<br />

Ibrahim Al-Shaer<br />

importance of motivation in this regard. Ardito et al (2006: 271) claim that the<br />

level of the student’s motivation and attitude represents a major determinant<br />

of the success of any medium. If a poorly designed medium makes students<br />

feel confused or lost, it will deter efficient learning. Garrison (1990 - cited in<br />

Sabry and AlShawi, 2008: 4) claim that learners who consistently communicate<br />

with other learners felt more motivated and reported more exciting learning<br />

experiences.<br />

5.<br />

The extent to which EFL tutors encourage students to use new technologies<br />

in their EFL learning:<br />

Table (2)<br />

N Mean Std. Deviation Percentage Degree<br />

Tutors 33 4.30 0.72 86 high<br />

Students 116 3.16 1.14 63.2 moderate<br />

According to the results above, EFL Tutors (86%) and students (63.2%),<br />

though to varying degrees, acknowledge that EFL tutors at QOU encourage<br />

their students to use new technologies in their EFL learning.<br />

6.<br />

The extent to which the available EFL materials motivate tutors and<br />

students to use technologies:<br />

Table (3)<br />

N Mean Std. Deviation Percentage Degree<br />

Tutors 33 3.42 1.12 68.4 moderate<br />

Students 111 3.38 1.28 67.6 moderate<br />

The results presented in Table (3) above clearly reveal that a majority of<br />

EFL tutors (68%) and EFL students (68%) find the available EFL materials<br />

at QOU motivating for them to use new technologies. This is an encouraging<br />

finding. Unless users find available technologies motivating, they will be<br />

frustrated and all e- learning efforts may become futile.<br />

25


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.20 - June 2010<br />

3.<br />

QOU Tutors and students’ expectations for the use of technology in their<br />

EFL classes:<br />

Figure (3)<br />

Again, the results in Figure (3) are in harmony with what has been discussed<br />

above. 88% of the tutors’ population expect that using new technology will<br />

involve learners’ auditory and visual sensations simultaneously. By the same<br />

token, 70% of the students expect to employ new technologies in chatting to<br />

improve their speaking and listening skills as well as to share knowledge with<br />

native speakers. Clearly, tutors and students seem to put emphasis on getting<br />

the students involved in a two- way interaction.<br />

4.<br />

The extent to which tutors and students are motivated to use technologies<br />

in their teaching/ learning of English as a foreign language:<br />

Table (1)<br />

N Minimum Maximum Mean Std. Deviation<br />

Tutors 33 3 5 4.39 0.70<br />

Students 116 1 5 3.94 1.17<br />

As shown in table (1) , EFL tutors and students felt highly motivated<br />

(means 4,39 ; 3,94 respectively) to use technologies in their EFL teaching<br />

and learning. This result is encouraging owing to the widely acknowledged<br />

24


Employing New Technology In English Language<br />

Teaching/ Learning At Al- Quds Open University<br />

Ibrahim Al-Shaer<br />

2.<br />

The potential benefits of using technologies in the teaching of English as<br />

a foreign language as seen by both EFL tutors and students at QOU:<br />

Figure (2)<br />

In descending order of their importance, the potential benefits of<br />

using technologies in EFL as seen by EFL students at QOU are: speaking<br />

skill (57%), share knowledge (52%) , listening skill (51%) , reading skill<br />

(32%) , and writing skill (30%) . As for tutors, the potential benefits of using<br />

technologies in EFL classes, and in descending order of their importance,<br />

were as follows: listening skill (91%) , speaking skill (85%) , reading skill<br />

(70%) , share knowledge (67%) , and writing skill (61%) .<br />

These results clearly reveal the EFL tutors and students’ common interest<br />

in utilizing new technologies to improve the students’ oral skills. This result<br />

can be explained in terms of the students’ need to practice listening and<br />

speaking due to the lack of exposure to English spoken naturally in their<br />

surrounding environment. However, tutors and students alike have not ignored<br />

the importance of new technologies in teaching the other skills. In fact, in the<br />

written comments, one academic supervisor reported that she felt the dividing<br />

line between her and her learners blurred as students helped their peers, and<br />

she had the chance to find out more about her subject matter.<br />

23


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.20 - June 2010<br />

students, 52. 46%) ranked computer software as one of their top preferences to<br />

be used in the classroom. Although (82%) of the tutors showed a preference for<br />

using the tape recorder, only (34%) of the students showed interest in the tape<br />

recorder to be used in their learning. It seems that tutors are more concerned<br />

with brushing up their students’ skills in listening- comprehension. Perhaps,<br />

tutors find the tape recorder easier to use and control. The use of computer<br />

software has come second in terms of the tutors’ preferences, followed by the<br />

Internet and video films.<br />

Overall, although the results show that EFL tutors generally expressed a<br />

strong preference for using new technologies in their EFL classes more than<br />

students, EFL students rated using Internet in their EFL learning as their first<br />

preference and EFL tutors rated it as their third preference. EFL tutors seem<br />

to be more attached to using traditionally used tools such the tape recorder<br />

and somehow resist change towards integrating the Internet in their classes.<br />

This may be also attributed to the idea that new generations are more open or<br />

accustomed to using new technology in their daily life than old generations.<br />

Lazarus (2003) and Tallent- Runnel, et al. (2006) argue that tutors are<br />

required to adjust their old- fashioned teaching practices and pedagogical<br />

techniques for the online environment. Some tutors may find it hard to replace<br />

their established teaching practices and skills with new ones. Other tutors may<br />

feel overwhelmed by the too many messages and the mounting information<br />

load. From my experience, the built- in features in a software like Elluminate,<br />

if smartly used, can address many of these challenges and can help producing<br />

a learning environment that combines satisfaction with accomplishment and<br />

interaction with comfort. For the sake of giving students online learning of<br />

high quality, Olson and Wisher (2008) base the tutors’ new task on the choice<br />

and coordination of pedagogy, technology and content.<br />

22


Employing New Technology In English Language<br />

Teaching/ Learning At Al- Quds Open University<br />

Ibrahim Al-Shaer<br />

4.<br />

Results and Analysis:<br />

4. 1 EFL Tutors and Students’ Motivation,<br />

Preferences, and Expectations:<br />

When EFL tutors and students were asked about their motivation,<br />

preferences, and expectations regarding integrating new technologies in their<br />

EFL classes at QOU, the results were as follows<br />

1.<br />

The technologies tutors and students prefer to use/ be used in their EFL<br />

classes:<br />

Preferred Technologies<br />

Figure (1)<br />

As shown in Figure (1) above, in descending order, the technologies<br />

students preferred to use in their learning were: Internet (54%) , computer<br />

software (52%) , tape recorder (34%) , video (25%) , satellite TV (17%) , and<br />

cable TV (10%) .<br />

EFL tutors (18. 18%) and students (9. 84%) viewed cable TV as the least<br />

preferred technology to be used in the classroom, and they (tutors, 69. 7%;<br />

21


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.20 - June 2010<br />

3.<br />

Methodology:<br />

3. 1 Subjects:<br />

Students: The student population of the study consisted of all fourth<br />

year English major students (from seven educational regions following QOU:<br />

Bethlehem and Hebron from the South; Ramallah from the Middle; Nablus<br />

and Salfeet for the North; and Gaza and Khan Younis from Gaza Strip. Data<br />

were collected through an anonymous survey instrument administrated to<br />

(185) students (147 females and 38 males) at QOU during the first semester<br />

of 2008/ 2009. Respondents for the study consisted of (122) (i. e. a response<br />

rate of 66%) .<br />

Academic Supervisors: Their population consisted of all EFL academic<br />

supervisors (33) representing the seven educational regions of the University<br />

mentioned above. In terms of years of experience, (24%) of these supervisors<br />

have (1- 5) years of experience; (24%) ranged between (6- 11) years; and (52%)<br />

have more than (12) years of experience. As for their academic qualifications,<br />

(66%) of them have M. A degrees and (33%) Ph. D degrees. It has also turned<br />

out that (55%) of the tutors are full- timers, (45%) part- timers, (79%) males<br />

and (21%) females.<br />

3. 2 Tool of Investigation (Questionnaires):<br />

Two questionnaires were developed on the basis of a thorough review<br />

of theoretical literature pertaining to e- learning and EFL as well as on<br />

the researcher’s personal experience as an academic supervisor and an<br />

administrator dealing with issues related to the implementation of e- learning<br />

at QOU. The two questionnaires were presented to a panel of experts to<br />

eliminate any threats to their validity. Reliability of the two questionnaires was<br />

established using Cronbach’s Alpha. For the tutors’ questionnaire, Cronbach’s<br />

Alpha was (0.87) , and for the students’ questionnaire it was (0.82) .<br />

20


Employing New Technology In English Language<br />

Teaching/ Learning At Al- Quds Open University<br />

Ibrahim Al-Shaer<br />

embraces features such as whiteboard, e- mail, chat, … etc. For example, the<br />

whiteboard in virtual classrooms is comparable to the blackboard and the<br />

drawing/ writing tools replace chalk. The chat tool allows for real- time or<br />

synchronous interaction which is parallel to face- to- face communication.<br />

Further, live audio and video tools which correspond to the live interaction<br />

add a human touch to sessions.<br />

The second facility has to do with assessment which incorporates tools<br />

such as application sharing, quiz manager, and online exams. The application<br />

sharing window, for example, can be used for visual feedback of what is being<br />

shared with others, and the quiz manager allows users to make up quizzes of<br />

different testing forms. The feature of whiteboard sharing can be also utilized<br />

for note exchanges, online exams, or grading assignments.<br />

The third facility which concerns providing additional support to<br />

students embraces search engines, calendars, … etc. For instance, tutors and<br />

students can utilize the feature of the web tour to carry out on- line surveys<br />

and to share links related to other resources. Moreover, session recordings are<br />

readily available to students to replay whenever and wherever they want, so<br />

that they can grab hold of the whole course in case they missed live sessions.<br />

So, students could have more control over their learning where the knowledge<br />

is not just transferred but accumulated and processed via a virtual classroom.<br />

With the different modes of interactions like student- student, student- tutor,<br />

tutor- tutor, and student- others, the student can exercise a synthesis of learning<br />

styles.<br />

As for tutors, virtual classes display a fine array of online teaching<br />

management tools, and tutors can fix a session online via a calendar at their<br />

convenience. They can communicate with their students via a two- way audio<br />

and text chat or by means of an online whiteboard to share text or documents.<br />

They can conduct one- to- one live sessions. The online environment grants<br />

the tutors more flexibility to employ various teaching styles. So, tutors become<br />

facilitators instead of being just instructors in traditional meetings. In dealing<br />

with a team of students, the tutor plays the role of facilitator but in one- toone<br />

interactions he can play the role of instructor. This flexibility in virtual<br />

classroom overshadows the rigid teaching pattern of a physical classroom.<br />

Given this background of new technologies in terms of their limitations<br />

and prospects, added to the associated shift in the tutors and students’ roles,<br />

this study will, hopefully, clarify how e- learning can be properly implemented<br />

and utilized in the domain of EFL at QOU.<br />

19


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.20 - June 2010<br />

As far as EFL is concerned, Sung (2001) gave an overview of websites<br />

designed by Korean students to explore certain social practices. Using<br />

multimedia videos and websites, the students showed immense progress in<br />

their acquisition of English through activities based on their own culture.<br />

Sung concluded that the authoring process enhanced the social development<br />

of the students’ language abilities. In another study conducted in (2001) , on<br />

“learning on the World Wide Web” , Yang investigated EFL learners’ attitudes<br />

and perceptions of English learning through web resources. Yang concluded<br />

that computer- learning networks have the potential to empower students in<br />

well- designed language learning environments. Yang also found out that<br />

this mode of learning reinforces the students’ skills in reading, writing and<br />

problem solving. The students in general evaluated their experience in using<br />

the web resources as positive.<br />

In a similar study conducted by Kung and Chuo (2002), students’ attitudes<br />

towards using English materials selected from websites proved to be positive.<br />

ESL/ EFL students, according to the study, felt that the teaching strategies<br />

used by the teachers were effective and necessary.<br />

2. 2. 3 Virtual Classrooms:<br />

A virtual classroom is a medium for delivering live quasi- classroom<br />

sessions that can be accessed by tutors and students at their convenience<br />

provided they have Internet connection. So, the term “virtual classroom” is<br />

used as a label term for those learning spaces that stand entirely autonomous<br />

of physical classrooms. In other words, virtual classes enable academic<br />

institutions to overcome the barriers of time and place (Harper et. el. , 2004:<br />

587). To increase interaction, virtual classrooms combine collaborative and<br />

independent learning styles. So what distinguishes a virtual classroom from<br />

a physical one is that while a physical classroom is a real room that can be<br />

visited at a fixed time, a virtual classroom is a classroom- like session that can<br />

be accessed via the Internet, either synchronously or asynchronously, without<br />

having to travel to a real room.<br />

The world market in technology offers nowadays several live e- learning<br />

programs like Elluminate, Interwise, Webex, … etc. QOU has been using<br />

Elluminate as a virtual learning environment to deliver carefully selected and<br />

designed courses since 2008. The virtual classroom, at least via Elluminate,<br />

has three sets of technological facilities. The first concerns participation which<br />

18


Employing New Technology In English Language<br />

Teaching/ Learning At Al- Quds Open University<br />

Ibrahim Al-Shaer<br />

2. 2. 2 Web- Based Learning:<br />

Web- based learning incorporates tools such as e- mail, chat, static Web<br />

pages, interactive Web pages, … etc. Li and Hart (1996) assert that the Web’s<br />

multimedia capabilities and interactive functions have made it an attractive<br />

medium to conduct teaching and learning. All kinds of information whether in<br />

print, images, video or audio can be delivered by the Web. Not only hypertext<br />

as a dimension of the Web provides, as Boyle (1997: 14) suggests, a highly<br />

flexible access and navigation through an information world, but it also<br />

provides a nonlinear structure to the document rather than a linear one such<br />

as print- based materials. Boyle (ibid.) adds that the user gains substantial<br />

freedom of access to individual nodes and to move between them, which<br />

helps him/ her to structure the information access depending on his/ her needs<br />

at a given time.<br />

This indicates that hypertext is an interactive technology in which learners<br />

receive responses and respond in turn. Harris (1999: 154) points out that in<br />

e- mail, the interactivity comes from sending and receiving e- mail messages.<br />

Thus, the instruction is text- based. He (ibid.) argues that while static Web<br />

pages do not have interactivity built in, interactive Web pages have builtin<br />

interactivity. Harris (ibid.) also asserts that “instead of just viewing the<br />

content, the participant interacts with other participants or the instructor.”<br />

Nowadays web resources are available and accessible to everyone.<br />

Web has many advantages such as the existence of hyperlinks on a page to<br />

link information together, which will increase learning. Information on the<br />

Web is always subject to updating. In Internet- based learning, learners can<br />

save time of traveling to campuses and also save transportation costs too.<br />

Lyman (1999: 104) points out that “Internet- based learning has a tremendous<br />

potential for saving time and money as well as alleviating related problems of<br />

transportation, childcare, and lack of family support.”<br />

But at the same time, computers, modems and Internet connections are<br />

costly, especially in remote areas, if the learner is required to use them at home.<br />

A limitation of Internet- based learning, as Harris (1999: 145) suggests, is that<br />

there is no chance to see immediate reactions or body language. A remedy to<br />

these problems and to the absence of eye contact, suggested by Newlands et<br />

al. (1997: 277- 278) , is that tutors should be much more precise in their use<br />

of language. Another limitation of the Internet- based learning is that it is<br />

primarily reading and writing- based medium. Therefore, learners with sight<br />

problems or who have poor skills in reading will be disadvantaged.<br />

17


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.20 - June 2010<br />

2. 2 Overview of New Technologies in Distance/ Open<br />

Education:<br />

The term “new technology” is used here to cover virtual classrooms,<br />

computer conferences, web pages, multimedia CD ROMs, electronic<br />

mail,…etc. Recently, QOU has employed several modes of new e- learning<br />

technologies to deliver carefully- selected courses. For example, since 2004,<br />

multimedia rooms have been set up in all study centers to enable students<br />

make use of supporting media such as CD Rom, VCR, VHS, …etc. Then,<br />

QOU adopted a new strategy to utilize the website over the Internet to<br />

enhance communication among tutors and students. After that, the university<br />

established an Open and Distance Learning Center (ODLC) to make use of<br />

new strategies and technologies to enhance learning at distance. For example,<br />

ODLC developed a specially- designed website based on Moodle software<br />

system www.moodle.com. This learning environment has been used to<br />

deliver offline sessions for students. Further, since 2008, QOU has extended<br />

its e- learning strategy to employ virtual classes. For this purpose, Elluminate<br />

system has been used to deliver online sessions. This section will be devoted to<br />

giving an overview of these three modes of e- learning technologies, namely,<br />

multimedia, web pages, and virtual classrooms.<br />

2. 2. 1 Multimedia:<br />

Multimedia cover the use of text, images, animation, audio, and video<br />

to deliver information (Zhang and Nunamaker, 2004: 450) . These different<br />

modes of media, which are placed together within the same space (known as<br />

hypermedia) are all linked and can be accessed on any computer. Instructional<br />

multimedia offer a nonlinear structure and so learners can access the content<br />

in a random fashion. This facility enables users to search through the Internet<br />

at their own pace, utilizing a variety of media. Al- Hashash, (2007: 4) points<br />

out that when multimedia involve the learners’ auditory and visual sensations<br />

simultaneously, and allow them some sort of doing and participation, they<br />

grant them an effective learning tool. In a study conducted by Sabry and<br />

Baldwin (2003) , it was found that hypermedia technology with its rich<br />

environment could serve learners with diverse needs. Najjar (1996: 3) rightly<br />

points out that computer- based multimedia instruction enables the learners to<br />

learn according to their own pace. In other words, computer- based materials<br />

are more conducive to effective self- learning as they allow the learners to<br />

make progress when they are ready.<br />

16


Employing New Technology In English Language<br />

Teaching/ Learning At Al- Quds Open University<br />

Ibrahim Al-Shaer<br />

questions (SAQ) to check on the student’s comprehension and assimilation of<br />

the material in addition to some exercises and drills to which he/ she can find<br />

answers at the end of each unit to provide immediate feedback.<br />

The idea is that students have to read each unit on their own at home,<br />

interact with the material, and follow the instructions provided while reading.<br />

Students then have to prepare questions regarding problematic points which<br />

they could not grasp to be discussed with their supervisors at their weekly<br />

or bi- weekly face- to- face class meetings. In other words, supervisors are<br />

not lecturers in the traditional sense; rather, they are facilitators who receive<br />

questions, highlight and elucidate certain points as raised by students.<br />

2. Theoretical Foundations:<br />

2. 1 Preview:<br />

Despite the advantages of printed materials discussed above, textbookbased<br />

learning always faces the challenge of coping with the ever- changing<br />

information- rich world. In this vein, Cook and Cook (1998) said that “Rapidly<br />

changing political, social, and economic environments often made textbooks<br />

and articles outdated soon after they are published.” The criteria for selecting<br />

appropriate media should ensure the fulfillment of the learning objective,<br />

because some media represent things better than others. Unfortunately,<br />

decisions are usually taken by media designers on behalf of the tutor and the<br />

student, which have a steering effect on their interaction. In some cases of<br />

media selection, learners may not gain the same benefits because some media<br />

may suit a group of learners and may not suit another group, depending on their<br />

educational and social backgrounds, experiences, wants, needs, and cultural<br />

orientations. In this respect, Evans and Hawkridge (2002: 13) point out that<br />

“to select media for education, you need to understand which media may be<br />

best for what forms of teaching and learning, but there are also questions of<br />

interests, values, power and social change involved.” Similarly, Bates (1993:<br />

221) asserts that we need to pick out the medium which best suits the given<br />

mode of presentation and the main composition of the subject matter.<br />

15


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.20 - June 2010<br />

1.3 English Learning and Teaching Context at QOU:<br />

As a prelude to further treatment, it is logical to evoke the foreign language<br />

teaching context at QOU by highlighting its main characteristics. The current<br />

situation of learning a foreign language at QOU is the continuation of language<br />

instruction from the secondary school, students leaving school around the<br />

intermediate level and starting the tertiary English at this level. Due to various<br />

social and professional reasons, it is the case that many students opt to major<br />

in English, even if their starting language level is lower than intermediate.<br />

This has a detrimental effect on the quality of language instruction by creating<br />

mixed- ability groups.<br />

Although QOU does not require its students to sit for an entrance exam<br />

or a placement test, it is stipulated by the English Department that any student<br />

willing to specialize in English must have an average of (75%) in English 1<br />

and English 2 (two foundation courses) , provided that his/ her total mark<br />

in either course is not less than (70%) . Currently the average amount of<br />

language instruction is (133) credit hours, distributed among four academic<br />

years. Language groups differ in size from (10) to almost (30) students, with<br />

mixed ability groups when it was not possible to organize a few language<br />

level groups.<br />

The English language program at QOU adopts a cyclic approach. The first<br />

cycle covers all basic language skills (e. g. listening courses, reading courses,<br />

writing courses, …etc) . The second cycle aims at enhancing the students’<br />

linguistic knowledge (e. g. theoretical and applied linguistics courses) . The<br />

third cycle deals with developing the students’ skills in teaching English as a<br />

foreign language. The fourth cycle gives the students the chance to read and<br />

appreciate western literature.<br />

1. 4 Currently Used Textbooks and Print Materials<br />

As in many institutions all over the world, QOU still heavily relies on<br />

printed materials as a medium for learning. QOU has designed and prepared<br />

its course textbooks, including English ones, in a way that suits self- learning<br />

or independent study. When students read their textbooks they have a tutor<br />

or supervisor embodied in the material. The author of the textbook takes<br />

the student through the material, step- by- step, providing self- assessment<br />

14


Employing New Technology In English Language<br />

Teaching/ Learning At Al- Quds Open University<br />

Ibrahim Al-Shaer<br />

1. 2 Significance and Objectives:<br />

As mentioned above, learning English as a foreign language within the<br />

context of open and distance education requires more supporting measures.<br />

Al- Quds Open University (QOU) adopts the philosophy of open education<br />

where EFL students and others mainly study at home with minimal number<br />

of face- to- face meetings. Language is a skill and this entails a lot of practice<br />

and exposure to this language from its native speakers. Without creative<br />

supporting measures (e.g. modern technologies) compensating for this lack<br />

of environmental support, EFL students learning at a distance might show<br />

substandard achievement in language skills.<br />

According to its strategic plan, QOU is now in the process of introducing<br />

e- learning in various modes (e. g. virtual teaching/ learning, web- based<br />

learning, multimedia, … etc.) in certain academic programs. Urdan and Weggen<br />

(2000) view e- learning as the delivery of course content via electronic media,<br />

such as Internet, Intranets, satellite broadcast, audio/ video tape, interactive<br />

TV, and CD- ROM. In a year’s time, e- learning will be extended to include<br />

English language courses offered for English major students. With this in<br />

mind, it is our purpose in this study to examine the extent to which:<br />

♦ such technologies are available for EFL learners at QOU;<br />

♦ QOU EFL learners are interested in this issue;<br />

♦ QOU EFL learners actually make use of the available technologies; and<br />

new ways of delivering instruction and self- study activities using the<br />

Web resources to learn English could present solutions to the problems<br />

facing EFL students at QOU.<br />

Put differently, this study is meant to answer the following research<br />

questions:<br />

♦ To what extent are QOU students and tutors of EFL interested in making<br />

use of technology?<br />

♦ What technologies are available for EFL students at QOU?<br />

♦ To what extent do tutors make use of the available technologies with<br />

their EFL students?<br />

♦ What are the implications of using new technology for EFL learning and<br />

teaching at QOU?<br />

13


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.20 - June 2010<br />

1.<br />

Introduction:<br />

1. 1 Preview:<br />

EFL students in Palestine usually learn through a textbook, some<br />

teaching materials, cassette tape player, and they rarely have contact with<br />

native speakers of English and their culture. Once EFL learners get out of<br />

their classrooms, they can hardly practise the target language as they resume<br />

their daily life using their mother tongue. As a make- up measure for the lack<br />

of environmental support, traditional foreign language teaching normally<br />

involves a lot of face- to- face instruction. But interaction in an EFL classroom<br />

is limited to few students (Hansen 2001), and they have little chance to<br />

practise their English Language owing to time restrictions (Campbell, 2004).<br />

If this is the case with traditional face- to- face teaching, what about foreign<br />

language teaching and learning in distance and open education where there is<br />

little formal face- to- face instruction? Undoubtedly, more creative measures<br />

compensating for not only the lack of the informal environmental support but<br />

also for the lack of formal instruction are needed.<br />

In the newly- emerging teaching and learning methods, there has been a<br />

growing interest in an effective integration of modern technologies in EFL,<br />

especially computers and new technologies (Brandl, 2002: 87). Beauvois<br />

(1997) asserts that Computer Mediated Communication (CMC) increases<br />

total class participation to 100%. Gonzalez- Bueno (1998) notes that students<br />

hesitant to speak in face- to- face contexts are more willing to participate<br />

in the electronic context. In fact, many studies (e.g. Salaberry 2000, Blake,<br />

2000; Fotos, 2004; Braine, 2004) nowadays suggest that new technologies,<br />

if smartly used, could build the EFL learners basic language skills, and could<br />

develop their autonomy. There is every expectation that new technologies<br />

will facilitate EFL learners and tutors’ work, equip them with more materials<br />

of better quality.<br />

12


Employing New Technology In English Language<br />

Teaching/ Learning At Al- Quds Open University<br />

Ibrahim Al-Shaer<br />

Abstract:<br />

This study aimed to explore the feasibility of using new technologies in<br />

teaching/ learning EFL at Al- Quds Open University (QOU) . For this purpose,<br />

two questionnaires were developed and distributed amongst (122) fourthyear<br />

English major students and (33) EFL tutors. The study revealed that most<br />

EFL tutors and students at QOU felt highly motivated, had the basic computer<br />

skills, showed strong preference, and pinned high expectations on using new<br />

technologies in their EFL classes. According to the study, about half of EFL<br />

tutors and students had easy access to computers. But the majority of them<br />

highlighted the scarcity of educational software, and EFL students expressed<br />

more concern than their tutors about time limitations. Although EFL tutors<br />

and students found the technologies available in their study centers motivating<br />

and auxiliary for developing their learning tools and language skills, active<br />

use of new technologies in EFL learning/ teaching is not satisfactory, and<br />

the levels of confidence in the currently- used print materials and methods<br />

are still strong. In the light of these mixed results, theoretically speaking, the<br />

ground seems to be paved for QOU administration to embark on the project<br />

of incorporating e- learning into its EFL teaching- cum- learning process.<br />

However, practically speaking, given the technical, economic, social, and<br />

cultural constraints brought up by some EFL students, the study recommends<br />

that QOU should, at least at this early stage, combine new technologies with<br />

the current mode of teaching and learning. Using such a blend with its EFL<br />

learners, QOU can give them the freedom to choose their preferred media.<br />

Once the required technologies, efficient Internet services and educational<br />

software of high quality are all secured, and EFL tutors and students become<br />

properly trained and accustomed to using new technologies, more daring<br />

steps towards the integration of new technologies into EFL learning/ teaching<br />

at the expense of currently used methods can be taken.<br />

Keywords:<br />

Al- Quds Open University, New technology, EFL teaching/ learning,<br />

Virtual Classroom, Multimedia, Web- based Learning, Training, Palestine.<br />

11


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.20 - June 2010<br />

ZòÉ‹fl<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

10


Employing New Technology In<br />

English Language Teaching/<br />

Learning At Al- Quds<br />

Open University<br />

Ibrahim Al-Shaer<br />

Director of Bethlehem Educational Region, Al-Quds Open University.<br />

9


Al-Quds Open Uni ver sity<br />

Journal of<br />

for Research & Studies<br />

Contents<br />

Employing New Technology In English Language<br />

Teaching/ Learning At Al- Quds Open University<br />

Ibrahim Al-Shaer ....................................................................................... 9<br />

Constructing the Medical Thesaurus as a Tool for Indexing<br />

Yousef Abuzir ...........................................................................................49<br />

The Best Time to Teach Software Engineering<br />

Courses in Information Technology Programs<br />

Nabil Arman<br />

Khalid Daghameen ....................................................................................73


Al-Quds Open Uni ver sity<br />

Journal of<br />

for Research & Studies<br />

9. References should follow rules as follows:<br />

(a) If the reference is a book, then it has to include the author name,<br />

book title, translator if any, publisher, place of publication, edition,<br />

pub li cation year, page number.<br />

(b) If the reference is a magazine, then it has to include the author,<br />

paper title, magazine name, issue number order by last name of<br />

the au thor.<br />

10. References have to be arranged in alphabetical order by last name of the<br />

author.<br />

11. The researcher can use the APA style in documenting scientific and applied<br />

topics where he points to the author foot notes.<br />

Opinions expressed in this journal are solely those of their authors


Guidelines for Authors<br />

The Journal of Al-Quds Open Uni ver sity For Research & Studies Publishes<br />

Original research documents and sci en tific studies for faculty members and<br />

re searchers in Alquds Open University and other local, Arab, and International<br />

universities with special focus on topics that deal with open education and distance<br />

learning. The Journal accepts pa pers offered to sci en tific conferences.<br />

Researchers who wish to publish their papers are required to abide by the<br />

following rules:<br />

1.<br />

Papers are accepted int both English and Arabic.<br />

2. each paper should not exceed 35 pages or 8000 words including foot notes<br />

and references.<br />

3.<br />

Each paper has to add new findings or extra knowledge in its field.<br />

4. Papers have to be on a floppy diskette “Disk A “or on a CD accom pa nied by<br />

three hard copies. Nothing is returnable in ei ther case: published or not.<br />

5. An abstract of 100 to 150 words has to be included. The lan guage of the<br />

abstract has to be English if the paper is in Arabic and has to be Arabic if<br />

the paper is in English.<br />

6. The paper will be published if it is accepted by at least two re visers. The<br />

Journal will appoint the revisers who has the same degree or higher than<br />

the researcher himself.<br />

7.<br />

The researcher should not include anything personal in his pa per.<br />

8. The owner of the published paper will receive five copies of the Journal in<br />

which his paper is published.


Younis Amro<br />

President of the University<br />

Hasan A. Silwadi<br />

Director of Scientific Research & Graduate Studies Program<br />

Taysir Jbara<br />

Ali Odeh<br />

Yaser Al. Mallah<br />

Insaf Abbas<br />

Rushdi Al - Qawasmah<br />

Awatif Siam<br />

Majid Sbeih


For correspondence and sending research<br />

use the following address:<br />

Chief of the Editorial Board of the Journal of<br />

Al-Quds Open University for Research & Studies<br />

Al-Quds Open University<br />

P.O. Box ; 51800<br />

Tel: 02-2984491<br />

Fax: 02-2984492<br />

Email: hsilwadi@qou.edu<br />

Design and Artistic production:<br />

Graphic Design and Production Department<br />

Scientific Research and Higher Studies Program<br />

Al-Quds Open University<br />

Tel: 02-2952508


Al-Quds Open Uni ver sity<br />

Journal of<br />

for Research & Studies

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!