05.06.2014 Views

نسخة pdf - جامعة القدس المفتوحة

نسخة pdf - جامعة القدس المفتوحة

نسخة pdf - جامعة القدس المفتوحة

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

جامعة القدس المفتوحة<br />

مجلة<br />

للأبحاث والدراسات


توجه املراسالت واألحباث على العنوان اآلتي:‏<br />

رئيس هيئة حترير جملة جامعة القدس املفتوحة<br />

جامعة القدس املفتوحة<br />

‏ص.ب:‏ 51800<br />

هاتف:‏ -2984491 02<br />

فاكس:‏ -2984492 02<br />

بريد الكرتوين:‏ hsilwadi@qou.edu<br />

تصميم وإخراج فني:‏<br />

قسم التصميم الجرافيكي واإلنتاج<br />

برنامج البحث العلمي والدراسات العليا<br />

جامعة القدس المفتوحة<br />

هاتف:‏ -2952508 02


املشرف العام<br />

أ.د.‏ يونس عمرو<br />

رئيس اجلامعة<br />

هيئة تحرير المجلة:‏<br />

رئيس التحرير<br />

أ.د.‏ حسن عبدالرمحن سلوادي<br />

مدير برنامج البحث العلمي والدراسات العليا<br />

هيئة التحرير<br />

أ.د.‏ يللاسللر الللمللاح<br />

أ.د.‏ علللللللي عللللودة<br />

د.م.‏ إسللللام عمرو<br />

د.‏ إنلللصلللاف عللبللاس<br />

د.‏ رشلللدي القواسمة<br />

د.‏ زيلللللللاد بلللركلللات<br />

د.‏ مللللاجللللد صللبلليللح<br />

د.‏ يللوسللف أبلللو فللارة


قواعد النشر والتوثيق<br />

تنشر اجمللة البحوث والدراسات األصلية املرتبطة بالتخصصات العلمية ألعضاء اهليئة التدريسية<br />

والباحثني يف جامعة القدس املفتوحة وغريها من اجلامعات احمللية والعربية والدولية،‏ مع اهتمام خاص<br />

بالبحوث املتعلقة بالتعليم املفتوح والتعليم عن بعد،‏ وتقبل أيضا األحباث املقدمة إىل مؤمترات علمية<br />

حمكمة واملراجعات والتقارير العلمية وترمجات البحوث.‏<br />

يرجى من األخوة الباحثني الراغبني يف نشر حبوثهم االقتداء بقواعد النشر والتوثيق االتية:‏<br />

‏.‏‎1‎تُقبل 1 األحباث باللغتني العربية واإلجنليزية.‏<br />

‎2‎أن . 2 ال يزيد حجم البحث عن 35 صفحة »8000 » كلمة تقريبا مبا يف ذلك اهلوامش<br />

واملراجع.‏<br />

‏.‏‎3‎أن 3 يتسم البحث باألصالة وميثل إضافة جديدة إىل املعرفة يف ميدانه.‏<br />

‎4‎يقدم . 4 الباحث حبثه منسوخا على ‏»قرص مرن / Disk A أو » CD مع ثالث نسخ مطبوعة منه،‏<br />

غري مسرتجعة سواء نشر البحث أم مل ينشر.‏<br />

‎5‎يرفق . 5 مع البحث خالصة مركزة يف حدود »100 - 150 » كلمة.ويكون هذا امللخص<br />

باللغة اإلجنليزية إذا كان البحث باللغة العربية ويكون باللغة العربية إذا كان البحث باللغة<br />

اإلجنليزية.‏<br />

.6 6 ينشر البحث بعد إجازته من حمكمني اثنني على األقل ختتارهم هيئة التحرير بسرية تامة من<br />

بني أساتذة خمتصني يف اجلامعات ومراكز البحوث داخل فلسطني وخارجها على أن ال تقل رتبة<br />

احملكم عن رتبة صاحب البحث.‏


مجلة<br />

جامعة القدس المفتوحة<br />

لألبحاث والدراسات<br />

‏.‏‎7‎أن 7 يتجنب الباحث أي إشارة قد تشري أو تدلل على شخصيته يف أي موقع من البحث.‏<br />

‏.‏‎8‎يزود 8 الباحث الذي نشر حبثه خبمس نسخ من العدد الذي نشر فيه،‏ باإلضافة إىل ثالث مستالت<br />

منه.‏<br />

‏.‏‎9‎تدون 9 اإلحاالت املرجعية يف هناية البحث وفق النمط اآلتي:‏ إذا كان املرجع أو املصدر<br />

كتابا فيثبت اسم املؤلف،عنوان الكتاب أو البحث،‏ اسم املرتجم أو احملقق ‏)مكان<br />

النشر،الناشر،‏ الطبعة،‏ سنة النشر(‏ اجلزء أو اجمللد،‏ رقم الصفحة،‏ أما إذا كان املرجع جملة<br />

فيثبت املؤلف،‏ عنوان البحث،‏ اسم اجمللة،‏ عدد اجمللة وتارخيها،‏ رقم الصفحة.‏<br />

‎10‎ترتب 10 املراجع واملصادر يف هناية البحث ‏»الفهرس«‏ حسب احلروف األجبدية لكنية / عائلة املؤلف<br />

ثم يليها اسم املؤلف،عنوان الكتاب أو البحث،‏ ‏)مكان النشر،الناشر،‏ الطبعة،‏ سنة النشر(‏ اجلزء<br />

أو اجمللد.‏<br />

111 بإمكان الباحث استخدام منط » APA» Style يف توثيق األحباث العلمية والتطبيقية،‏ حيث<br />

يشار إىل املرجع يف املنت بعد فقرة االقتباس مباشرة وفق الرتتيب التايل:‏ ‏»اسم عائلة املؤلف،سنة<br />

النشر،رقم الصفحة«.‏<br />

جميع األفكار في المجلة تعبّر عن آراء كاتبيها وال تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المجلة


المحتويات<br />

األحباث<br />

دور جامعة القدس املفتوحة في تنمية قيم اجملتمع املدني<br />

في محافظة اخلليل من وجهة نظر طلبتها.‏<br />

د.‏ نعمان عمرو/‏ د.‏ تيسير أبو ساكور .....................................................................11<br />

درجة ممارسة معلمي التربية اإلسالمية ومعلماتها ملهارات التفكير<br />

العليا من وجهة نظر طلبة املرحلة الثانوية في األردن.‏<br />

د.‏ جمال اخلالدي/‏ د.‏ أحمد الكيالني/‏ د.‏ محمد العوامرة ....................................47<br />

اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />

‏)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(.‏<br />

د.‏ حسن البرميل ......................................................................................................75<br />

دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس،‏ وبيت حلم،‏ ورام اهلل،‏<br />

في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني.‏<br />

د.‏ رجاء العسيلي/‏ أ.‏ نادية ربايعة ...........................................................................119<br />

الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية.‏<br />

د.‏ محمود األستاذ/‏ أ.‏ محمود الددح ......................................................................157


مجلة<br />

جامعة القدس المفتوحة<br />

لألبحاث والدراسات<br />

قَتْلُ‏ الغِيِلَةِ‏ ‏)االغتيال(‏ وموقفُ‏ الفقهِ‏ اإلسالميّ‏ منه–‏ دراسة مقارنة.‏<br />

د.‏ إسماعيل شندي .................................................................................................199<br />

مدى التزام شركة املساهمة بتصرفات مجلس إدارتها<br />

الذي جتاوز حدود سلطاته ‏)دراسة حتليلية مقارنة(.‏<br />

د.‏ حمدي بارود ...........................................................................................................239<br />

اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني ‎1967‎م - ‎1970‎م<br />

دراسة في املصادر والوثائق الفلسطينية.‏<br />

د.‏ عماد البشتاوي/‏ أ.‏ شبلي دودين .........................................................................265<br />

يهودية دولة إسرائيل:‏ جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية.‏<br />

د.‏ أسامة أبو نحل ....................................................................................................293<br />

التوجهات السياسية واملطلبية في فكر احلركة الطالبية في اجلامعات<br />

الفلسطينية:‏ تقومي نقدي في املمارسة العملية.‏<br />

د.‏ أمين يوسف ...........................................................................................................339


الأبحاث


دور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية<br />

قيم اجملتمع املدني يف حمافظة اخلليل<br />

من وجهة نظر طلبتها<br />

د.‏ نعمان عاطف سامل عمرو<br />

د.‏ تيسري عبد احلميد أبو ساكور<br />

مدير منطقة الخليل التعليمية/‏ جامعة القدس المفتوحة/‏ الخليل/‏ فلسطين.‏<br />

مدير منطقة دورا التعليمية/‏ جامعة القدس المفتوحة/‏ الخليل/‏ فلسطين.‏<br />

11


دور جامعة القدس املفتوحة في تنمية قيم اجملتمع<br />

املدني في محافظة اخلليل من وجهة نظر طلبتها<br />

د.‏ نعمان عمرو<br />

د.‏ تيسير أبو ساكور<br />

ملخص:‏<br />

هدفت الدراسة اإىل التعرف اإىل دور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية قيم املجتمع<br />

املدين يف حمافظة اخلليل من وجهة نظر الطلبة،‏ وفقاً‏ ملتغريات عدة:‏ وهي جنس الطالب،‏<br />

والعمر،‏ ومكان السكن،‏ والتخصص،‏ والسنة الدراسية.‏<br />

وقد تكون جمتمع الدراسة من طلبة جامعة القدس املفتوحة يف حمافظة اخلليل،‏<br />

والبالغ عددهم )10.000( طالب وطالبة يف الفصل الدراسي الثاين 2010/2009، وقد<br />

اختريت عينة عشوائية بلغ حجمها )1000( دارس ودارسة.‏<br />

وقد اأظهرت نتائج الدراسة اأن دور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية املجتمع املدين<br />

الفلسطيني كان متوسطاً‏ مبتوسط حسابي )3.53( ، كما تبني عدم وجود فروق ذات داللة<br />

اإحصائية تعزى ملتغري اجلنس،‏ بينما وجدت فروق ذات داللة اإحصائية تعزى ملتغري العمر<br />

ومكان السكن واحلالة االجتماعية والتخصص والسنة الدراسية.‏<br />

وخلصت الدراسة اإىل العديد من املقرتحات والتوصيات التي ميكن اأن تساهم يف<br />

زيادة دور اجلامعة يف تنمية قيم املجتمع املدين الفلسطيني.‏<br />

12


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

Abstract:<br />

This study investigates the role of Al-Quds Open University (QOU) in<br />

reinforcing or promoting the values of Palestinian civil society in Hebron<br />

Governorate in the light of several variables as: sex, age, residence, major<br />

and academic year.<br />

The subjects of the study consisted of (10000) university students in<br />

Hebron in the academic year 2009 \ 2010. However, a random sample of<br />

(1000) students was selected.<br />

The role of QOU in the reinforcement of values of civil society in<br />

Hebron, as the results indicate, is moderate or within the norm. It counted<br />

an average of (3.53). No statistically significant differences for sex variable<br />

were observed; however, there are differences attributed to other variables<br />

as: age, residence, marital status, major and academic year.<br />

The study presents several suggestions and recommendations that<br />

contribute to the development of the university role in the reinforcement of<br />

values of the Palestinian civil society.<br />

13


دور جامعة القدس املفتوحة في تنمية قيم اجملتمع<br />

املدني في محافظة اخلليل من وجهة نظر طلبتها<br />

د.‏ نعمان عمرو<br />

د.‏ تيسير أبو ساكور<br />

مقدمة:‏<br />

تعد اجلامعات قمة املوؤسسات الرتبوية يف املجتمع،‏ وهي مطالبة باأن تكون على<br />

وعي مبسوؤولياتها وبرسالتها يف املجتمع،‏ وهذه الرسالة ال تقف عند جمرد تلقني كم من<br />

املعلومات ملجموعة من الشباب الإعدادهم للمهن والوظائف التي يحتاج اإليها املجتمع يف<br />

تقدمه ومنوه،‏ واإمنا تتعدى رسالة اجلامعة هذا املعنى الضيق املحدود اإىل وظائف اأخرى<br />

اأكرث تنوعاً‏ وشموال ً فهناك الوظيفة االجتماعية،‏ والثقافية،‏ والسياسية،‏ واالقتصادية،‏<br />

واالإرشادية وعليه فهي ليست مركزاً‏ لتخريج املوظفني،‏ اأو مصنعاً‏ للشهادات وال مركزاً‏<br />

لالمتحانات ولكنها ‏صورة للمجتمع املثايل املطلوب الوصول اإليه.‏<br />

اإن وظيفة اجلامعات بشكل عام هي التعليم اجلامعي،‏ والبحث العلمي،‏ وخدمة املجتمع،‏<br />

وهذه االأهداف،‏ وجدت اأساساً‏ لتنمية الشخصية االإنسانية،‏ والوطنية،‏ وبلورتها،‏ وتطورها<br />

من خالل اإعادة ‏صياغة االإنسان،‏ وتعميق ‏شعوره الوطني،‏ وتوعية اأفراد املجتمع بشكل<br />

عام،‏ والشباب بشكل خاص،‏ وتنويرهم،‏ واإشاعة روح العلم واملنهج العلمي،‏ وتكوين مفاهيم<br />

علمية تسعى لتكريس التعددية الفكرية،‏ والدميقراطية،‏ والعدل االجتماعي،‏ واحلريات العامة<br />

يف ظل املتغريات،‏ واملستجدات الطارئة على الساحة االقتصادية واالجتماعية والسياسية<br />

والثقافية.‏ فالتعليم اجلامعي ْ ميدّ‏ املجتمع بجميع احتياجاته من املوارد البرشية الإحداث<br />

التنمية الشاملة يف املجتمع يف املجاالت كافة ‏سواء كانت ‏سياسية،‏ اأم اجتماعية،‏ اأم<br />

اقتصادية،‏ ويتم ذلك من خالل العملية االأكادميية التي جتري داخل القاعات،‏ اأو النشاطات<br />

التي جتري خارج القاعات الدراسية،‏ اأو من خالل الدراسات،‏ واالأبحاث العلمية التي جتري<br />

يف اجلامعات وتطبيق النتائج التي يتوصل اإليها ملا فيه خدمة املجتمع،‏ فاجلامعات هي<br />

املحرك،‏ والرافعة الرئيسة للتقدم،‏ والتطور يف املجتمع،‏ ولها ‏ساأن عظيم يف حياة االأمم،‏<br />

فهي من املقومات الرئيسة للدولة العرصية ‏)بدران والدهشان،‏ 2001( .<br />

فالعالقة بني اجلامعة واملجتمع عالقة تبادلية جدلية،‏ اأي اأن ما يصيب املجتمع<br />

من اأمراض،‏ اأو مشكالت اجتماعية،‏ اأو مظاهر للفساد املايل،‏ واالإداري،‏ واملعنوي ينعكس<br />

بدرجة اأو باأخرى على اجلامعة،‏ والعكس ‏صحيح،‏ وعليه فاإن حماوالت االإصالح والتطوير<br />

يجب اأال تكون يف جانب دون االآخر،‏ فاالإصالح يجب اأن يبداأ يف املجتمع واجلامعة يف اآن<br />

واحد،‏ وال بد من استناده اإىل اسرتاتيجية واضحة وحمددة املعامل واالأهداف والوسائل،‏<br />

وبغري ذلك فاإن حماوالت االإصالح ال ميكن اأن حتقق املطلوب ‏)بدران،‏ 1994( .<br />

14


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

فاجلامعات تشكل وسيلة فعالة يف املجتمع،‏ حيث تساعد على تكوين النظرة العلمية<br />

التي تهيئ اأفراد املجتمع لتستقبل بعض املتغريات ‏ضمن فلسفة املجتمع وقيمه وثقافته،‏<br />

كما اأنها تساهم يف املالءمة بني االأصالة واملعارصة،‏ وتُعِ‏ دُّ‏ االأفراد لتقبل املتغريات<br />

اجلديدة يف القرن احلادي والعرشين،‏ وال بد من التاأكيد على اأن اجلامعات اإذا حاولت بناء<br />

جسور قوية بينها وبني البيئة االجتماعية بشكل عام،‏ والبيئة املحلية بشكل خاص يف جو<br />

من التفاعل االإيجابي،‏ فاإنها تكون قد قدمت خدمة عامة كبرية يف تنمية املجتمع وبنائه<br />

وحتديثه.‏ ‏)التل،‏ 1998( .<br />

جتدر االإشارة اإىل اأن اجلامعات تختص بكل ما يتعلق بالتعليم اجلامعي والبحث العلمي<br />

الذي تقوم به كلياتها،‏ ومراكزها يف ‏سبيل خدمة املجتمع واالرتقاء به حضارياً،‏ متوخية<br />

املساهمة يف رقي الفكر،‏ وتقدم العلم وتنمية القيم االإنسانية،‏ وتزويد البالد باملتخصصني،‏<br />

والفنيني،‏ واخلرباء،‏ يف خمتلف املجاالت واإعداد االإنسان املزود باأصول املعرفة وطرائق<br />

البحث املتقدمة،‏ والقيم الرفيعة ليسهم يف بناء املجتمع وتدعيمه،‏ وصنع مستقبل الوطن،‏<br />

وخدمة االإنسانية،‏ وتهتم اجلامعات ببعث احلضارة العربية،‏ والرتاث التاريخي للشعب،‏<br />

وتقاليده االأصلية،‏ وتوثيق الروابط الثقافية والعلمية مع اجلامعات.‏ وهي موؤسسة اجتماعية<br />

من واجباتها اأيضاً‏ االرتقاء بالقيم كقيم احلرية والعدالة من خالل الدراسة،‏ والبحث لتعميق<br />

حقوق االإنسان وكرامته.‏ ‏)شحاته،‏ عمار،‏ 2003(.<br />

ومبا اأن جامعة القدس املفتوحة هي كربى اجلامعات الفلسطينية،‏ وقد تاأسست عام<br />

‎1990‎كمحاولة للرد على ‏سياسات االحتالل واملتمثلة يف اإغالق اجلامعات،‏ وسياسة<br />

منع التجوال،‏ ولها الدور االأكرب واالأبرز يف التاأثري يف املجتمع الفلسطيني كونها منترشة<br />

يف املناطق الفلسطينية كافة،‏ وتضم ما نسبته %40 من جمموع الطلبة اجلامعيني يف<br />

فلسطني،‏ وتطبق اجلامعة نظام التعليم املفتوح والتعلم عن بعد،‏ الذي يتيح للطالب التعلم<br />

مبرونة ويرس من حيث الوقت واملكان،‏ جاءت هذه الدراسة لبيان دور اجلامعة يف حمافظة<br />

اخلليل جنوب الضفة الغربية،‏ اإذ تعدُّ‏ املحافظة الكربى من حيث عدد السكان واملساحة،‏<br />

اإضافة اإىل وجود اأمناط ثقافية خاصة،‏ وااللتزام بالعادات والتقاليد االجتماعية.‏<br />

مشكلة الدراسة وأسئلتها:‏<br />

توؤدي اجلامعات عامة واملوؤسسات الرتبوية وجامعة القدس املفتوحة بخاصة دوراً‏<br />

كبرياً‏ يف خدمة املجتمع املحلي،‏ باالإضافة اإىل خدماتها االأخرى املتمثلة يف التعليم<br />

والبحث العلمي للنهوض باملجتمع،‏ والوصول اإىل جمتمع مدين متحرض يعرف كل فرد من<br />

اأبنائه حقوقه وواجباته،‏ جمتمع تسوده الدميقراطية وحقوق االإنسان واملساواة،‏ وتكريس<br />

املفاهيم احلضارية االجتماعية احلديثة وقيم املجتمع املدين.‏<br />

15


دور جامعة القدس املفتوحة في تنمية قيم اجملتمع<br />

املدني في محافظة اخلليل من وجهة نظر طلبتها<br />

د.‏ نعمان عمرو<br />

د.‏ تيسير أبو ساكور<br />

وعليه فاإن الدراسة ‏ستحاول الإجابة عن الأسئلة الآتية:‏<br />

1 ما دور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية قيم املجتمع املدين يف حمافظة اخلليل<br />

عند طلبة اجلامعة؟<br />

. ‎2‎هل توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة (0.05 = α)<br />

متوسطات استجابات طالب وطالبات جامعة القدس املفتوحة حول دور اجلامعة<br />

يف تنمية قيم املجتمع املدين الفلسطيني،‏ تعزى ملتغري اجلنس والعمر ومكان<br />

السكن واحلالة االجتماعية والتخصص والسنة الدراسية؟<br />

أهداف الدراسة:‏<br />

2 بني<br />

16<br />

1.<br />

تهدف هذه الدراسة اإىل التعرف اإىل دور جامعة القدس املفتوحة يف حمافظة اخلليل<br />

يف تنمية قيم املجتمع املدين الفلسطيني،‏ وذلك من خالل اإبراز دور اجلامعة يف هذا املجال،‏<br />

وكيف تقوم اجلامعة بهذا الدور؟،‏ واالأساليب املستخدمة لهذا الغرض،‏ واملقرتحات التي<br />

تساهم يف تنمية مبادئ املجتمع املدين يف فلسطني.‏<br />

أهمية الدراسة:‏<br />

تكتسب هذه الدراسة اأهميتها من كونها تبحث يف دور جامعة القدس املفتوحة يف<br />

تنمية قيم املجتمع املدين الفلسطيني وهو ليس من االأدوار التقليدية،‏ وهي التعلم وخدمة<br />

املجتمع والبحث العلمي،‏ وبيان اأهمية هذا الدور،‏ واإمكانية تطويره لتحقيق التنمية الشاملة<br />

يف املجتمع،‏ باعتبار اجلامعات مصادر التغيري،‏ واالإصالح يف املجتمع،‏ وليس لكونها<br />

توؤدي خدمات تعليمية داخل اأسوار اجلامعة فقط،‏ وكذلك اإفادة املهتمني والباحثني واإدارات<br />

اجلامعات،‏ وتزويد املكتبة العربية بالدراسات التي تفيد يف هذا املجال.‏<br />

حدود الدراسة:‏<br />

اقترصت الدراسة على طلبة جامعة القدس املفتوحة يف حمافظة اخلليل،‏ والتي تشمل<br />

منطقة اخلليل التعليمية،‏ ومنطقة دورا التعليمية،‏ ومركز يطا الدراسي يف الفصل الثاين<br />

للعام اجلامعي 2010/2009.<br />

مصطلحات الدراسة:‏<br />

‏◄◄املجتمع املدين:‏ يتمثل املجتمع املدين يف جمموعة من املوؤسسات والتنظيمات<br />

التي تساعد احلكومة يف عملها مثل:‏ ‏)االأحزاب واملجتمعات والنقابات واالأندية والتعاونيات<br />

واجلامعات واملدارس وخمتلف املوؤسسات التعليمية باالإضافة اإىل البلديات(‏ .


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

ويسمى املجتمع املدين الأن االنتماء اإليه يتجاوز االنتماء اإىل العائلة والقبيلة اأو<br />

العشرية حيث ينتمي املواطنون اإىل منظمات املجتمع املدين بشكل متساوٍ‏ ، بغض النظر عن<br />

العائلة واجلنس واللون والدين.‏ ‏)جامعة القدس املفتوحة،‏ 2006(<br />

‏◄◄جامعة القدس املفتوحة:‏ موؤسسة وطنية للتعليم العايل،‏ مركزها مدينة القدس<br />

الرشيف يف فلسطني،‏ تتمتع بشخصية اعتبارية ذات استقالل اإداري،‏ ومايل،‏ وفني.‏ تعمل<br />

على تقدمي خدماتها التعليمية باستخدام نظام التعليم املفتوح والتعليم عن بعد.‏ بداأت يف<br />

عام )1991( ، واأنساأت مناطق تعليمية ومراكز دراسية يف املدن الفلسطينية الكربى،‏ ‏ضمت<br />

يف البداية املئات من الدارسني،‏ وبداأ العدد باالزدياد ‏سنوياً‏ اإىل اأن اأصبح حوايل )60.000(<br />

يف العام )2008( . ‏)دليل جامعة القدس املفتوحة،‏ 2009( .<br />

ميثل الدور املظهر احلركي للوضع االجتماعي،‏ ويركز على احلقوق<br />

والواجبات،‏ اأي على التوقعات املعيارية املرتبطة باالأوضاع السائدة يف دنيا اجتماعية<br />

اأو نظام اجتماعي ما.‏ ‏)الهواري وعبد العزيز،‏ 1999(<br />

17<br />

‏◄◄الدور:‏<br />

‏»هي املبادئ واملعتقدات االأخالقية املقبولة واملتفق عليها من قِ‏ بَل الفرد<br />

واجلماعة«،‏ فهي ‏»االأشياء التي يعطيها الناس اهتماماً‏ خاصاً«‏ )1964 .)Sinclair,<br />

‏◄◄القيم:‏<br />

اإلطار النظري والدراسات السابقة:‏<br />

يعيش العامل عرص املعلومات،‏ والتقدم العلمي،‏ والتكنولوجي،‏ و تزايد مشكالت املجتمع<br />

‏سواء كانت ‏سياسية،‏ اأم اجتماعية،‏ اأم اقتصادية،‏ كل ذلك يوؤدي باجلامعات للقيام باأدوار<br />

اإضافية استجابة ملا يفرض من تغريات متسارعة،‏ وموؤثرات دولية،‏ وقومية،‏ ووطنية،‏ الأن<br />

اجلامعة هي العقل املفكر للمجتمع،‏ وهي ‏صانعة القرارات املوضوعية العلمية.‏<br />

اإن من واجبات اجلامعات كموؤسسة اجتماعية االرتقاء بقيم احلرية،‏ والعدالة واملساءلة<br />

والدميقراطية من خالل الدراسة،‏ والبحث لتعميق حقوق االإنسان،‏ وكرامته وذلك بزيادة<br />

الوعي لدى الشباب اجلامعي الذي بدوره يقوم بنقل هذه املفاهيم،‏ واالأفكار اإىل خارج اأسوار<br />

اجلامعة ليحقق التنمية الشاملة يف املجتمع.‏<br />

مفهوم القيم:‏<br />

كلمة قيمة كما اأوردها ،Collins English Dictionary هي ‏»املبادئ واملعتقدات<br />

الأخالقية املقبولة واملتفق عليها من قِبَل الفرد واجلماعة«‏ )1991 )Sinclair, ، والقيمة<br />

عبارة عن متثيالت رمزية،‏ اأو معرفية حلاجات الفرد،‏ اأو حاجات املجتمع.‏ وهي جمموعة


دور جامعة القدس املفتوحة في تنمية قيم اجملتمع<br />

املدني في محافظة اخلليل من وجهة نظر طلبتها<br />

د.‏ نعمان عمرو<br />

د.‏ تيسير أبو ساكور<br />

االعتقادات الوصفية التي تصف ما هو ‏صحيح وما هو خاطئ،‏ واالعتقادات التقوميية التي<br />

تبني ما اإذا كان موضوع االعتقاد خرياً‏ اأم ‏رشاً،‏ واالعتقادات االإرشادية التي توضح للفرد<br />

ما اإذا كان السلوك حمرماً‏ وغري مرغوب فيه نهائياً،‏ اأو اأنه ‏سلوك يفضَّ‏ ل االبتعاد عنه،‏ وعدم<br />

ممارسته 1996( )Beck, .<br />

وهي اإحدى اآليات الضبط االجتماعي التي توؤدي اإىل استقرار وتوازن البناء االإجتماعي<br />

اإذ اإن هناك اإجماعاً‏ عاماً‏ بني اأعضاء املجتمع عليها،‏ ويكون بناء الضبط يف املجتمعات<br />

احلديثة اأضعف ما يكون الأنه يعكس حالة عدم االلتزام بالقيم،‏ اأو املعايري االجتماعية.‏ والقيم<br />

تتمثل يف جمموعة من املعتقدات الشائعة بني اأعضاء املجتمع الواحد،‏ بخاصة فيما هو<br />

حسن اأو قبيح،‏ مرغوب اأو غري مرغوب،‏ ذات طابع فكري ومزاجي نحو االأشياء واملوضوعات<br />

املختلفة.‏ والقيم تعد فئة من ‏سمات الشخصية االأساسية مثلها مثل االجتاهات،‏ وامليول،‏<br />

واالستعدادات،‏ والبعض يرى اأن القيمة اأكرث حتديداً‏ من السمة،‏ وتشتمل عادة على جانب<br />

اإيجابي واآخر ‏سلبي،‏ كما تتسم القيمة باإمكانية تغيريها ‏)اأبو النيل،‏ 1988( .<br />

بعْدَ‏ استعراض معاين القيمة يف اصطالح العلماء بشكل عام،‏ تبنت هذه الدراسة<br />

التعريف التايل للقيم:‏ هي جمموعة من املعتقدات،‏ اأو االأفكار،‏ اأو النظم التي تدور حول االأمور<br />

االجتماعية،‏ اأو االقتصادية،‏ اأو السياسية،‏ اأو الدينية،‏ اأو الرتبوية املرغوب بها،‏ وتعمل على<br />

توجيه ‏سلوك الشباب داخل جمتمعهم بحيث تنظم عالقاتهم باأنفسهم وباالآخرين،‏ وبنظمهم،‏<br />

وجمتمعهم،‏ وتزودهم مبعنى احلياة الذي يجمعهم مع بعضهم.‏<br />

مفهوم اجملتمع املدني:‏<br />

اإن عملية بناء املجتمع الناجح متر من خالل بناء موؤسسات تتاألف فيما بينها لتشكل<br />

املجتمع املدين الذي يهتم بقضايا حقوق االإنسان والقضايا املتفرعة عنها و املرتبطة<br />

بها.‏<br />

فالسلطة واملسوؤولية والعدل متثل مفاهيم بارزة حتدد مدنية املجتمع،‏ اإنها ليست<br />

اأفكاراً‏ فحسب،‏ بل هي حاجات يجب اأن يتمسك بها بقصد استيعابها ومن ثم بناء منظومة<br />

قيم تنسجم معها تدفع باجتاه ممارستها واملواظبة عليها.‏ لقد باتت مشاركة كل ‏شخص<br />

يف املجتمع املدين ‏سمة من ‏سمات احلضارة االإنسانية هذه املشاركة التي تاأخذ اأشكاالً‏<br />

من السلوك املدين الذي يعكس االإميان مببادئ الدميقراطية واحرتام خصوصية االآخرين<br />

والعدالة،‏ وحتمل املسوؤولية واملساءلة.‏<br />

اإن االأهمية التي ميكن اإدراكها من املشاركة يف املجتمع املدين تربز من خالل تاأكيد<br />

عضوية الفرد يف املجتمع،‏ تلك العضوية التي بزيادتها يزداد النشاط والفعالية للصالح<br />

18


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

العام،‏ االأمر الذي يعكس االنتماء والعضوية االجتماعية،‏ ويرفع من مستوى حتمل املسوؤولية<br />

جتاه االآخرين حيث ‏سيحد ذلك من االختالفات والنزاعات التي يحل حملها جتسيد قيم<br />

مدنية مثل قبول التعددية،‏ وقبول االختالف،‏ واإدارة االختالف،‏ وحل النزاعات.‏<br />

اإن املجتمع املدين يتاألف من املوؤسسات السياسية واالقتصادية واالجتماعية<br />

والثقافية التي تعمل يف ميادين خمتلفة بشكل مستقل عن ‏سلطة الدولة لتحقق اأغراضاً‏<br />

‏سياسية ونقابية ومهنية وثقافية واجتماعية.‏<br />

وبالنظر اإىل املجتمع الفلسطيني بالرغم من تشتته يف بلدان عديدة من العامل،‏ وعدم<br />

وجوده يف بقعة واحدة،‏ باالإضافة اإىل غياب دولة استطاع اأن يوؤسس جمتمعاً‏ مدنياً‏ اتسع<br />

نطاقه من خالل اتساع منظماته واأطره اجلماهريية ومنظماته االأهلية ‏)غري احلكومية(‏ ،<br />

حيث اأصبحت عديدة من حيث عددها اأو تنوع اأهدافها.‏ ‏)جامعة القدس املفتوحة،‏ 2006(<br />

مهمات اجملتمع املدني الفلسطيين:‏<br />

املساهمة يف املسائل الوطنية احلاسمة مثل:‏ مسالة اإجناز االستقالل الوطني.‏<br />

نرش قيم الدميقراطية وحقوق االإنسان يف املجتمع.‏<br />

النضال من اأجل وحدة الشعب الفلسطيني يف املجتمع.‏<br />

تعزيز منظمات املجتمع املدين،‏ وتعزيز اعتمادها على الذات من حيث التمويل.‏<br />

19<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

وللوصول إىل جمتمع مدني ال بد من تنمية املفاهيم اآلتية:‏<br />

● ‏●اأولً-‏ الدميقراطية:‏<br />

الدميقراطية مفهوم قدمي حديث،‏ اعرتته تطورات عرب العصور التاريخية،‏ وهو ما زال<br />

حمتفظاً‏ بكثري من االأسس التي قام عليها،‏ منذ اأن اأصبحت الدميقراطية مفهوماً‏ ‏سياسياً‏ الأول<br />

مرة.‏ وعلى هذا االأساس تبدو الدميقراطية كاأي مفهوم من املفاهيم غامضة غري واضحة،‏<br />

ما مل تعرف تعريفاً‏ اإجرائياً‏ ينقلها من جمرد الكالم اإىل العمل،‏ ومن امليدان النظري اإىل<br />

امليدان التطبيقي.‏ اإن الدميقراطية كانت عسرية الفهم،‏ وهي يف الوقت نفسه عسرية التفسري،‏<br />

الأنها تستمد قوامها من املبادئ االإنسانية الكربى كاالأخالق والعدالة،‏ ولهذا يقال اإن فهم<br />

الدميقراطية يكمن يف العقل،‏ ‏)الشقاقي،‏ واخرون،‏ 1999(.<br />

ما الدميقراطية؟ هل هي حرية الراأي؟ اأم حرية تكوين االأحزاب والتجمعات؟ اأم هي<br />

حرية انتقاد احلكومة وتغيريها يف االنتخابات؟ اإن كل هذه االأشياء اأمور تدخل يف نطاق<br />

الدميقراطية.‏ لكن الدميقراطية اأوسع من ذلك بكثري،‏ وميكن تعريفها باأنها طريقة اتخاذ


دور جامعة القدس املفتوحة في تنمية قيم اجملتمع<br />

املدني في محافظة اخلليل من وجهة نظر طلبتها<br />

د.‏ نعمان عمرو<br />

د.‏ تيسير أبو ساكور<br />

القرارات مبشاركة جماعية.‏ وتكون اجلماعة التي يتخذ فيها القرار جمتمعاً‏ ‏سياسياً،‏ اأو نقابة<br />

عمالية،‏ اأو احتادا طالبياً،‏ اأو حزباً‏ ‏سياسياً،‏ اأو غري ذلك من اأشكال اجلماعات.‏ فالدميقراطية<br />

واملشتقة لغوياً‏ من كلمتني يونانيتني تعنيان ‏»حكم الشعب«‏ يتضمن من حيث اجلوهر<br />

اأن يحظى القرار املتعلق باجلماعة بقبول اأعضاء اجلماعة وموافقتهم.‏ ‏)الشقاقي,‏ اآخرون،‏<br />

.)1999<br />

● ‏●ثانياً-‏ حقوق الإنسان ‏)يف اطار ما يطرحه القانون الدويل(:‏<br />

تعدُّ‏ حقوق االإنسان من موضوعات الساعة املهمة لدى الدول واالأفراد على حد ‏سواء،‏<br />

بل اعتربت هذه احلقوق مقياساً‏ لتطور االأمم وتقدمها،‏ مما دفع كثرياً‏ من الدول اإىل املناداة<br />

بحقوق االإنسان على الرغم من اعتماد ذلك كشعارات براقة دومنا تنفيذ.‏<br />

وكثرياً‏ ما يتحدث رجال القانون عما يسمى باحلقوق العامة،‏ وهي احلقوق التي تثبت<br />

للشخص مبجرد وجوده،‏ اأي لكونه اإنسانا،‏ وتقرر للمحافظة على الذات االآدمية،‏ وقد اأدت كثري<br />

من الطروحات اإىل التاأكيد على حقيقة ال مناص منها،‏ وهي اأن املناداة بحقوق االإنسان اأو<br />

وجود النظريات يف هذا الساأن ال يعد كافياً،‏ بل البد من حتسني ذلك بشكل قانوين.‏<br />

وقد حدث ذلك بالفعل بصدور العديد من االإعالنات واملواثيق الدولية واالإقليمية،‏ ومن<br />

ذلك الإعالن العاملي حلقوق الإنسان الذي وافقت عليه اجلمعية العامة لالأمم املتحدة<br />

‏سنة )1984( بالإضافة اإىل امليثاق الأوروبي حلقوق الإنسان ‏سنة )1950( والتفاقية<br />

الصادرة عن الدول الأمريكية ‏سنة )1969( وامليثاق الأمريكي حلقوق الإنسان ‏سنة<br />

. )1981(<br />

من حق االإنسان احلصول على كل ما يحتاجه من اأساسات،‏ وبخاصة على ‏صعيد<br />

املاأكل وامللبس واملسكن والعناية الطبية واخلدمات االجتماعية الرضورية،‏ كما اأن له<br />

احلق يف اأن يوؤمن له ما يحتاجه يف حاالت الفقر واملرض والعجز اأو الشيخوخة اأو غري ذلك<br />

من الظروف اخلارجة عن اإرادة االإنسان التي تفقده اأسباب عيشه،‏ ويشكل ذلك عماد مبداأ<br />

املساواة والعدالة االجتماعية،‏ اإذ اإن توفري قدر كاف من التحصيل العلمي الأفراد املجتمع،‏<br />

ورفع املستوى االأدائي للمدارس واجلامعات وتاأهيل الكوادر الفنية،‏ ونرش العلم واملعرفة<br />

يف املجتمع يصب يف خدمة التقدم واالزدهار الذي يسهل مهمة حتقيق التطلعات املختلفة<br />

للبرش من ‏سهولة العيش والعدالة االجتماعية.‏<br />

اإن العقل املبدع واخلالق هو ثروة يجب تشجعيها،‏ فالعمل على تطوير قدرات الطالب<br />

الفكرية،‏ وحثه على البحث ومكافاأته معنوياً‏ هو حافز من اأجل تواصل التطوير الذاتي<br />

‏)الشقاقي واآخرون-‏ 1999(.<br />

20


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

تقسم حقوق الإنسان اإىل جمالني رئيسني هما:‏<br />

. أاحلقوق اجلماعية ومنها:‏ احلق يف التنمية،‏ وحق الشعوب يف تقرير مصريها.‏<br />

‏.باحلقوق الفردية ومنها:‏ احلق يف حرية الراأي والتعبري.‏ ‏)جامعة القدس املفتوحة،‏<br />

.)2008<br />

. تاأنواع حقوق االإنسان:‏<br />

احلقوق السياسية واملدنية التي نص عليها العهد الدويل للحقوق السياسية<br />

واملدنية،‏ وغالباً‏ ما تكون فردية.‏<br />

21<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

احلقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية،‏ وغالباً‏ ما تكون حقوقاً‏ جماعية.‏<br />

‏)جامعة القدس املفتوحة،‏ )2008(.<br />

● ‏●ثالثاً-‏ العمل التطوعي:‏<br />

يعد العمل التطوعي ركيزةً‏ اأساسية يف بناء املجتمع وتعزيز االنتماء والتماسك<br />

االجتماعي بني املواطنني،‏ والعمل التطوعي ممارسة اإنسانية ارتبطت ارتباطاً‏ وثيقاً‏ بكل<br />

معاين اخلري والعمل الصالح.‏ ويختلف يف حجمه وشكله واجتاهاته من جمتمع الآخر،‏<br />

فمن حيث احلجم يقل يف فرتات االستقرار ويزيد يف اأوقات الكوارث واحلروب،‏ ومن حيث<br />

الشكل فقد يكون جهداً‏ يدوياً‏ اأو تربعاً‏ باملال واجلهد والدم.‏ ومن االجتاه فقد يكون تلقائياً‏<br />

اأو موجهاً‏ من قبل الدولة اأو املوؤسسات االأهلية.‏ يساهم العمل التطوعي يف تعزيز القيم<br />

واملبادئ االإنسانية لدى املواطنني،‏ ويعدُّ‏ من تقاليد الشعب الفلسطيني،‏ وكان يسمى قدمياً‏<br />

‏)العونة(‏ ومازالت مظاهر العونة موجودة يف الريف الفلسطيني،‏ وبخاصة يف موسم قطف<br />

الزيتون،‏ وتطور يف ‏سنوات السبعينات نحو تاأسيس ‏»جلان العمل التطوعي«‏ التي متثَّل<br />

دورها يف تقدمي اخلدمات واملساعدات للمواطنني.‏ ‏)يحيى،‏ 1985(.<br />

ومما يزيد يف اأهمية العمل التطوعي اأنه يزيد من ترابط املواطنني مع بعضهم بعضاً،‏<br />

وزيادة تعلقهم باأرضهم ووطنهم،‏ والعمل على االشرتاك يف االأعمال التي تخدم الوطن،‏<br />

وينظم العالقة بني املواطنني،‏ ويساعدهم على التعرف على جمتمعهم،‏ ويساهم يف بث<br />

الوعي الثقايف واالجتماعي والسياسي بينهم،‏ وينمي روح التعاون.‏ ‏)يحيى،‏ 1985(.<br />

● ‏●رابعاً-‏ املحافظة على املمتلكات العامة:‏<br />

اإن اجلامعات واملدارس واملستشفيات واملساجد والكنائس واحلدائق وغريها هي<br />

ملكية عامة تقوم الدولة غالباً‏ ببنائها من ميزانيتها التي حصلت عليها من الرضائب<br />

التي جبتها من املواطنني،‏ ولذلك فاإن الرضيبة التي يدفعها الفرد اأو الشخصية االعتبارية


دور جامعة القدس املفتوحة في تنمية قيم اجملتمع<br />

املدني في محافظة اخلليل من وجهة نظر طلبتها<br />

د.‏ نعمان عمرو<br />

د.‏ تيسير أبو ساكور<br />

كالرشكات واملوؤسسات،‏ هي املساهمة التي نقدمها يف هذه املدرسة اأو يف ذلك املستشفى،‏<br />

وعليه فاإن للمواطن احلق يف اأن يتعلم يف اأي مدرسة حكومية وقضاء الوقت يف االأماكن<br />

العامة دون مقابل.‏ ‏)الشقاقي واخرون،‏ 1999(.<br />

مفهوم املمتلكات العامة:‏<br />

هي ما ميلكه اجلميع ويستفيد منه،‏ وتتنوع املمتلكات العامة على ‏شكل مرافق<br />

وخدمات منها املساجد واملكتبات العامة واحلدائق....‏ الخ<br />

اإن احلفاظ على املدرسة اأو على احلديقة العامة....‏ الخ،‏ يشكل اإسهاماً‏ يف بناء البلد<br />

وعدم احلفاظ عليها يعني اأنه ال نريد االستفادة منها،‏ فامللكية بشكل عام تعني قدرة املالك<br />

على الترصف مبا ميلك.‏ وامللكية العامة تعني متكني اجلميع من الترصف واالإفادة من هذه<br />

امللكية،‏ ولهذا فاإن املصلحة العامة تفرض علينا احلفاظ على املمتلكات العامة،‏ ولكن<br />

من الواضح اأنه اإذا ما حول القائمون على امللكية العامة هذه امللكية خلدمة مصاحلهم<br />

اخلاصة،‏ فاإن نزعة املحافظة على امللكية العامة لدى اجلمهور ‏ستضعف،‏ وذلك الأنهم<br />

اأصبحوا يشعرون باأن هذه امللكية ال تخصهم،‏ واأنها مل تعد بالفعل ملكية عامة،‏ هكذا فاإن<br />

الترصف يف امللكية العامة له مردود خطري جداً.‏ ‏)الشقاقي واخرون،‏ 1999(.<br />

دور اجلامعة يف تنمية مفهوم املواطنة:‏<br />

بالرجوع اإىل قوانني الرتبية والتعليم العايل كافة،‏ يتبني لنا اأن الهدف االأول الإنشاء<br />

اجلامعات هو تنشئة مواطنني موؤمنني باهلل منتمني لوطنهم ولعروبتهم متحلني بروح<br />

املسوؤولية مطلعني على تراث اأمتهم وحضارتهم معتزين بها متابعني لقضايا االإنسانية<br />

وقيمها وتطورها ‏)رشيد،‏ 1999( .<br />

وهذه الوظائف تعمل على اإشباع رغبات الطلبة الفكرية وحاجاتهم،‏ والعلمية،‏<br />

واالجتماعية والثقافية،‏ وتعمل على مساعدتهم،‏ وتكيفهم مع التطورات احلاصلة يف<br />

جمتمعهم،‏ وتسهل تعاملهم مع االآخرين يف بناء عالقات اجتماعية متطورة مع االآخرين<br />

تخضع للتفكري العقالين لالإنسان،‏ كما اأن للجامعات دوراً‏ كبرياً‏ يف توجيه عقول الشباب،‏<br />

واالعتزاز بالوطن العربي الكبري،‏ واالإميان بالوطن،‏ وقادته،‏ ورجاله،‏ وعلمائه،‏ وعليها<br />

تقوية مشاعر االنتماء اإىل االأمة اخلالدة،‏ واإبراز مفاخر هذه االأمة،‏ وانتصاراتها التاريخية<br />

يف الدين،‏ والعلم واخللق.‏ ‏)شلدان،‏ 2006( .<br />

ومن املفرتض يف مناهج اجلامعات الفلسطينية اأن تنمي مهارات طلبتها مبستوياتهم<br />

كافة،‏ وجتعلهم اأعضاء فاعلني مبا يهدف اإليه من تقومي ‏سلوكهم وتدريبهم على السلوك<br />

22


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

الوطني وتعويدهم على املشاركة االإيجابية يف االأنشطة الوطنية الداعمة حلقوق االإنسان،‏<br />

ويف جميع مظاهر احلياة االجتماعية املختلفة،‏ ومن املفرتض اأيضاً‏ اأن توؤثر يف ‏شخصياتهم<br />

وسلوكهم،‏ وتبرصهم باالأنظمة واملوؤسسات احلكومية دورها يف خدمة املواطنني.‏<br />

ومن املفرتض يف ‏سياسات اجلامعات الفلسطينية اأن تقارن بني ماضي البالد<br />

وحارضها حتى يفهموا معني التطور والتقدم واإبراز تاريخ النهضة احلضارية حتى<br />

تتضح للطالب اجلامعي التضحيات التي بذلها االآباء واالأجداد،‏ وتنمي اجلامعات العالقات<br />

االجتماعية بني الطلبة وبني املواطنني،‏ واإدراك العالقات القائمة بني اجلمهور وموؤسسات<br />

الدولة،‏ بني املواطنني ووالة االأمر،‏ وتقدم للطلبة املعلومات واحلقائق املتعلقة باملجتمع،‏<br />

وذلك يف ‏سياق املواقف االجتماعية التي يواجهونها يف حياتهم.‏ ‏)طلبة،‏ 1980( .<br />

اإن تدريس الطلبة يف اجلامعات الفلسطينية يستلزم غرس روح املواطنة بتنمية حب<br />

الوطن يف نفوس الطلبة،‏ وحب جمتمعهم والقيم املوجودة فيه،‏ والقدرة على اتخاذ القرار<br />

احلكيم،‏ اأي الوالء لوالة االأمر،‏ ومعرفة اأنظمة احلكومة واأنظمتها،‏ وتنمي لديهم القدرة على<br />

مناقشة االأفكار واالآراء للبحث عن احلقيقة.‏ ‏)القحطاين،‏ 1998( .<br />

اإن تعريف الفرد بحقوق الوطن من اأوجب الواجبات،‏ واإن االنتماء للوطن ‏رشف،‏<br />

واالنتساب اإليه فضيلة وافتخار،‏ واإن حب الوطن قربة اإىل اهلل،‏ ويتعبد اهلل مبساندة والته،‏<br />

والتكاتف مع اأهله ومواطنيه لصالح املجتمع.‏ ‏)زيد،‏ 1997( .<br />

ومن مظاهر دور اجلامعة يف تنمية مفاهيم املواطنة نذكر ما ياأتي:‏<br />

تعزيز االإميان باهلل واالنتماء لفلسطني واحرتام الكون واالإنسان.‏<br />

تعزيز الثقافة االإسالمية واحرتام االآخرين يف ظل ثقافتنا وحضارتنا.‏<br />

الشعب الفلسطيني جزء ال يتجزاأ من االأمة العربية،‏ وهو يعمل يف ‏سبيل وحدتها<br />

وحريتها وتطويرها ورفاهيتها.‏<br />

االإميان بالقيم واملبادئ االإنسانية التي حترتم االإنسان،‏ وتعزيز مكانة العقل،‏<br />

وحتض على العلم والعمل واالأخالق واملثل العليا.‏<br />

احرتام احلريات الفردية واجلماعية.‏<br />

العمل على ‏سيادة القانون بوصفه وسيلة لتحقيق العدالة واملساواة بني<br />

املواطنني.‏<br />

العدل االجتماعي،‏ واملساواة،‏ وتوفري فرص متكافئة جلميع الفلسطينيني دون<br />

متييز،‏ مبا فيهم ذوي االحتياجات اخلاصة.‏<br />

23<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />


دور جامعة القدس املفتوحة في تنمية قيم اجملتمع<br />

املدني في محافظة اخلليل من وجهة نظر طلبتها<br />

د.‏ نعمان عمرو<br />

د.‏ تيسير أبو ساكور<br />

اإعداد الطلبة حلياة تسودها روح العدل واملساواة واملشاركة والدميقراطية.‏<br />

24<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

<br />

<br />

<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

مراعاة برامج بث روح املواطنة واحلس املدين يف خمتلف املناهج بحث ال تنفصل<br />

املطالبة باحلقوق عن االلتزام بالواجبات.‏<br />

مراعاة تنمية الدميقراطية لتساعد الطلبة على اإجناز املسوؤوليات واملهمات امللقاة<br />

على عاتقهم بسعادة،‏ ووقف ظواهر العنف باأشكاله تامة.‏ ‏)منارصة،‏ 2007( .<br />

الدراسات السابقة:‏<br />

<br />

<br />

<br />

هدفت دراسة ‏)فايز الدويري،‏ 2009( اإىل معرفة دور اجلامعات الرسمية يف تعزيز<br />

مفهوم االأمن الوطني،‏ ومعرفة اإذا كان هناك فروق يف درجة وعي اأعضاء هيئة التدريس يف<br />

تعزيز مفهوم االأمن الوطني تعزى الأي متغري من متغريات:‏ اجلنس،‏ واجلامعة والتخصص،‏<br />

ومعرفة اإذا كان هناك اختالف يف درجة وعي الطلبة يف تعزيز مفهوم االأمن الوطني<br />

يعزى الأي متغري من متغريات:‏ اجلنس،‏ واجلامعة والتخصص الدراسي واملستوى الدراسي،‏<br />

ومعرفة اإذا كان هناك اختالف يف درجة وعي اأعضاء هيئة التدريس عن الطلبة يف تعزيز<br />

مفهوم االأمن الوطني.‏<br />

وتوصلت الدراسة اإىل نتائج عدة اأهمها:‏<br />

بلغ املتوسط احلسابي لدور اجلامعة بشكل عام ولكافة املجاالت ولكال عينتي<br />

الدراسة معاً‏ )3.50( فيما بلغ املتوسط احلسابي لدور اجلامعة بشكل عام )3.26( و<br />

)3.57( لعينة اأعضاء هيئة التدريس وعينة الطلبة على التوايل،‏ وجميعها تقع يف مستوى<br />

الوعي املتوسط.‏<br />

عدم وجود تفاوت يف درجة وعي اأعضاء هيئة التدريس حسب التخصص،‏ فيما<br />

ظهر تفاوت ذو داللة اإحصائية يعزى ملتغري اجلامعة لصالح اأعضاء هيئة التدريس يف<br />

جامعة موؤته مقارنة باأعضاء هيئة التدريس يف اجلامعة االأردنية وجامعة الريموك.‏<br />

وجود تفاوت يف درجة وعي الطلبة يعزى ملتغري اجلنس لصالح االإناث ملجايل<br />

مفهوم االأمن الوطني ودور اجلامعة،‏ ولصالح الذكور ملجال دور االأستاذ اجلامعي،‏ وعدم<br />

وجود تفاوت يف درجة وعي الطلبة لبقية املجاالت،‏ وهي جمال دور الطالب ودور املناهج<br />

ودور النشاطات غري االأكادميية،‏ وعدم وجود تفاوت يعزى ملتغري التخصص للمجاالت<br />

كافة ما عدا دور االأستاذ اجلامعي حيث كان لصالح طلبة الكليات االإنسانية،‏ فيما ظهر<br />

تفاوت يعزى ملتغري اجلامعة لصالح طلبة جامعة موؤته ملجال دور االأستاذ اجلامعي،‏<br />

ولصالح طلبة اجلامعة االأردنية ملجال النشاطات غري االأكادميية،‏ كما اأظهرت النتائج


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

تفاوتاً‏ يعزى ملتغري املستوى الدراسي لصالح طلبة السنة االأوىل موازنة مع طلبة السنة<br />

الثالثة يف جماالت دور اجلامعة،‏ ودور االأستاذ اجلامعي ودور الطالب.‏<br />

وجود تفاوت بني درجة وعي اأعضاء هيئة التدريس،‏ ودرجة وعي الطلبة لصالح<br />

الطلبة يف جماالت مفهوم االأمن الوطني ودور اجلامعة ودور الطالب ودور النشاطات غري<br />

االأكادميية.‏<br />

25<br />

<br />

<br />

وقام الزهراين )2005( باإجراء دراسة بعنوان جماالت العمل التطوعي يف امليدان<br />

الرتبوي،‏ بنيَّ‏ فيها اأن العمل التطوعي له اأبعاد متسقة وعميقة ويحتاج اإىل كثري من<br />

الدراسات واالأبحاث العلمية التي ‏ستسهم يف بناء قاعدة عريقة للعمل التطوعي يف العامل<br />

العربي واالإسالمي ومن القواعد العلمية ااأنه كلما زادت حركة العمل التطوعي يف جمتمع<br />

ما،‏ كلما زادت حركة البناء والرقي وحتقق االأمن والتكافل يف املجتمع.‏<br />

ونظراً‏ الأهمية العمل التطوعي يف حياة االأفراد واملجتمعات،‏ وعلى اجلانب االآخر ال<br />

يوجد االهتمام الكايف يف هذا التخصص،‏ وترجع اأهمية هذه الدراسة اإىل اأنها تسهم يف<br />

التعريف بالعمل التطوعي والدعوة اإليه ورضورته الرتبوية واالجتماعية والنفسية.‏<br />

واختتم الباحث دراسته بتوصيات عدة اأهمها:‏ دعوة وسائل االإعالم اإىل نرش<br />

اأدبيات العمل التطوعي وحثّ‏ مراكز البحوث واملوؤسسات اخلريية واجلامعات واملعاهد على<br />

اإعداد البحوث والدراسات النظرية وامليدانية يف جمال العمل اخلريي وتشجيع املواطنني<br />

على االنضمام اإىل اجلمعيات واملوؤسسات االجتماعية واخلريية،‏ وتوسيع جماالت االأعمال<br />

التطوعية،‏ ومراعاة استغالل الدافع الديني،‏ وبخاصة لدى الشباب واستثماره لصالح العمل<br />

التطوعي.‏<br />

وتناولت دراسة السيد )2004( العالقة بني الدولة واملجتمع املدين يف مرص.‏ وكان<br />

السوؤال الرئيس لهذه الدراسة:‏ ‏»ما اأثر بروز وتداول مفهوم املجتمع املدين يف<br />

النطاق العاملي،‏ وما ارتبط به من اإعالء قيم الدميقراطية واحرتام حقوق<br />

الإنسان وحماربة الفساد واحلكم اجليد،‏ على خريطة العالقة بني الدولة<br />

وموؤسسات املجتمع املدين يف مرص يف تسعينيات القرن العرشين؟«.‏<br />

وتناولت الدراسة يف اإطار نظري العالقة بني الدولة واملجتمع املدين،‏ من خالل وضع<br />

تعريفات اإجرائية لكل من مفهومي املجتمع املدين والدولة.‏ ثم تناولت اأثر تصاعد املجتمع<br />

املدين العاملي،‏ واأثره على ‏شكل العالقة بني الدولة والتنظيمات غري احلكومية.‏ ثم تناولت<br />

العمل على نساأة الدولة املرصية احلديثة،‏ واملجتمع املدين يف مرص من خالل حموري


دور جامعة القدس املفتوحة في تنمية قيم اجملتمع<br />

املدني في محافظة اخلليل من وجهة نظر طلبتها<br />

د.‏ نعمان عمرو<br />

د.‏ تيسير أبو ساكور<br />

االأحزاب السياسية،‏ والنقابات املهنية.‏ ثم تناول بصورة منفصلة عالقة الدولة بالنقابات<br />

العمالية وجمعيات رجال االأعمال.‏ ثم استعرضت الدراسة بالتحليل العالقة بني الدولة<br />

واجلمعيات االأهلية يف اإطار القوانني رقم 32 لسنة 153 1964، لسنة 84 1999، لسنة<br />

2002. واأنهى الباحث الدراسة بقسم خاص عن حمددات تفعيل طبيعة،‏ وجوانب،‏ وعوامل،‏<br />

تطور عالقة الدولة املرصية باجلمعيات االأهلية مع االهتمام باالإطار القانوين الذي يحكم<br />

العالقة بني الطرفني.‏ ‏)حسن السيد-‏ 2004( .<br />

ويف دراسة الشويحات )2003( التي هدفت اإىل معرفة درجة متثل طلبة اجلامعات<br />

االأردنية ملفاهيم املواطنة،‏ والتعرف على اأثر كل من اجلنس،‏ واملستوى التعليمي للوالدين<br />

ونوع املدرسة التي تخرج منها،‏ ونوع اجلامعة التي يدرس فيها،‏ ومستواه الدراسي،‏<br />

وحتصيله االأكادميي،‏ تكونت عينة الدراسة من )1866( طالب وطالبة،‏ وقد اأظهرت النتائج<br />

اأن متثل الطلبة ملفاهيم املواطنة كانت غري اإيجابية بنسبة %62، ومواقف اأفراد العينة<br />

اجتاه الوحدة الوطنية بنسبة %70، واملسوؤولية %66.4، واملشاركة والتضامن %65،<br />

والواجبات واملساواة %63، واالعتزاز %62.3، واأظهرت النتائج عدم حتديد مواقف الطلبة<br />

اجتاه قضايا املواطنة واملساواة واملشاركة السياسية.‏<br />

وهدفت دراسة العاجز 2002 اإىل التعرف على دور اجلامعات الفلسطينية يف حتقيق<br />

التنمية الشاملة وتوصلت اإىل نتائج اأهمها اأن دور اجلامعات،‏ والكليات يف التنافس<br />

لتحقيق النمو الشامل خدمة للعملية التعليمية وسعياً‏ لبناء الشخصية الفلسطينية املستقلة<br />

من جميع جوانبها ودور اجلامعات يف التنمية االقتصادية واالجتماعية من خالل تزويد<br />

املجتمع بكثري من اخلربات،‏ واملهارات الفنية،‏ واالإدارية لدفع عجلة التنمية االقتصادية<br />

وتنشيط خططها وتنمية القيم،‏ والنظم،‏ واملعايري،‏ واالجتاهات الالزمة لتشجيع التقدم<br />

وتوصلت اأيضا اإىل اأن العوامل التي تقف دون جناح اجلامعة يف تنمية املجتمع هي:‏ عدم<br />

متتع اجلامعات باالستقالل واحلرية االأكادميية وشح املوارد االقتصادية وتزايد اأعداد<br />

الطلبة واالأيديولوجيات التي حتكم اجلامعات ووجود فجوة بني اجلامعات،‏ واملجتمع،‏<br />

وضيق نظرة املجتمع اإىل اجلامعة.‏<br />

واأجرى رشيد،‏ 1999 دراسة حول دور اجلامعة يف املجتمع يف ‏ضوء الرتبية االإسالمية<br />

من وجهة نظر اأعضاء هيئة التدريس يف جامعة الريموك حيث تبني من نتائج الدراسة اأن<br />

دور اجلامعة جتاه الطلبة من وجهة نظر اأعضاء هيئة التدريس كان مرتفعاً‏ حيث تركز دور<br />

اجلامعة يف العناية بالصحة العامة للطالب من خالل توفري املراكز الصحية يف اجلامعة<br />

واالإرشاف على املطاعم واملرافق،‏ وتنمية خلق االستقامة بني الطلبة قوالً‏ وسلوكاً‏ وتشجيع<br />

26


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

الطلبة على املشاركة باالأنشطة الثقافية التي تنفذها اجلامعة،‏ وتنمية الروح القيادية لدى<br />

الطلبة باإرشاكهم يف ‏سوؤون اجلامعة املتعلقة بهم كاالإرشاد الطالبي واإدارة الندوات وتوجيه<br />

الطلبة نحو االلتزام باأخالقيات ومبادئ الرتبية االإسالمية.‏<br />

ويف دراسة مشاقبة )1993( , التي هدفت اإىل التعرف على واقع االجتاهات السياسية<br />

للطلبة اجلامعيني واإبراز العالقة بني االجتاهات السياسية للطلبة وعدد من املتغريات<br />

االقتصادية واالجتماعية،‏ كالدين،‏ والدخل،‏ واجلنس،‏ ومهنة الوالدين،‏ ومستوى تعليمهم،‏<br />

ودور التنمية السياسية،‏ والثقافية يف تشكل تلك االجتاهات،‏ تكون جمتمع الدراسة من طلبة<br />

جامعة الريموك،‏ واختريت عينة عشوائية بلغت )562( طالباً‏ وطالبة،‏ واأظهرت الدراسة<br />

وجود تفاوت بني اهتمامات الذكور واالإناث يف ممارسة العمل السياسي لصالح الذكور،‏<br />

واأظهرت الدراسة اأن ما نسبته %2.74 من الطلبة لديهم والء ‏سياسي قوي وانتماء وطني<br />

‏شديد،‏ كما اأظهرت الدراسة اهتماماً‏ كبرياً‏ لدى الطلبة باملبادئ الدميقراطية واحلريات<br />

العامة مع تدين االهتمام بالعشائرية.‏<br />

واأجرى كري دراسة )2003 :)Kerr, بعنوان توجهات الطلبة من عمر 14 ‏سنة يف 28<br />

دولة عن املواطنة،‏ وقد اأشارت الدراسة اإىل حقيقة،‏ وهي اأن تعليم الرتبية املدنية ‏)املواطنة(‏<br />

عملية معقدة حتمل فرصاً‏ واأبعاداً‏ كثرية للطلبة داخل املدرسة وخارجها.‏<br />

كما بينت الدراسة اأن العديد من الطلبة يعرفون عن مضامني الدميقراطية االأساسية،‏<br />

ولكنهم ما زالوا يفتقدون املعرفة العميقة للممارسة،‏ واأن هوؤالء يفهمون اأن الدميقراطية هي<br />

ممارسة التصويت يف االنتخابات،‏ وخلصت اإىل اأن الطلبة الذين تزداد معارفهم املدنية هم<br />

اأكرث قدرة على املشاركة يف اأنشطة ‏سياسية واأعمال تطوعية مثل الكبار.‏<br />

وهدفت دراسة منرتوب )2003 :)Mintrop, اإىل حتديد حمتوى مادة الرتبية،‏ املدنية<br />

فمن وجهة نظر املختصني واملعلمني والطالب واأثر املادة على ‏سلوك الطالب.‏ ووجد ان<br />

%90 من املعلمني يرون اأن هذه املادة جمدية للطالب والدولة.‏ ومل تكن نظرة املعلمني<br />

متطابقة حول اأهمية املوضوعات التقليدية يف الرتبية الوطنية مثل التاريخ الوطني،‏<br />

واإطاعة القانون،‏ واالنخراط يف االأحزاب السياسية واالحتادات العمالية واخلدمة العسكرية،‏<br />

وكذلك املوضوعات االأكرث حداثة مثل حقوق االإنسان والبيئة،‏ واملوضوعات ذات الصفة<br />

العاملية.‏<br />

كما اأظهرت الدراسة اأن الطالب يف ‏سن )14( ‏سنه ال مييلون اإىل االأمور السياسية.‏<br />

يف حني اأن %80 من هذه الفئة ترغب يف التصويت عندما يحني الوقت لذلك.‏ ويرون اأن<br />

التصويت ميثل مشاركتهم السياسية،‏ وفيما يتعلق باالأنشطة االجتماعية،‏ فان اأكرث من<br />

نصف هوؤالء الطالب يحبذون جمع املال الأسباب اجتماعية تعود بالنفع على املجتمع.‏<br />

27


دور جامعة القدس املفتوحة في تنمية قيم اجملتمع<br />

املدني في محافظة اخلليل من وجهة نظر طلبتها<br />

د.‏ نعمان عمرو<br />

د.‏ تيسير أبو ساكور<br />

واأجرى )2001 ,.J )Vogelgesang, Lori دراسة للتعرف على اأثر اجلامعة يف تطوير<br />

القيم املدنية وكيف يوؤثر عامل العرق واجلنس.‏ تركز هذه الدراسة على جمموعة املقاييس<br />

التي تعكس بعض القيم التي تدعم االنخراط يف الدميقراطية التعددية ‏)االلتزام بالفهم<br />

لالختالفات العرقية وااللتزام بالنشاطات االجتماعية(‏ . اشتملت عينة الدراسة )19.915(<br />

طالباً‏ وطالبة من جامعة Los Angelus- California مستعينة باستبانة ،HERI وقد اأكدت<br />

نتائج هذه الدراسة اأن التعددية يف اجلسم الطالبي ال تعزز اإيجابيا نتائج تطويرية يف<br />

جمال النشاط االجتماعي اأما بالنسبة لتعزيز فهم االأعراق املختلفة،‏ فاإن موؤرش تعددية<br />

اجلسم الطالبي ظهر واضحاً‏ لدى الطالب البيض،‏ ولكن االأثر كان ‏سلبياً.‏ واأظهرت نتائج<br />

الدراسة اأن التعامل مع الطلبة باختالف اأعراقهم واأجناسهم كوحدة واحدة تضع قناعاً‏ على<br />

العوامل املهمة التي توؤدي اإىل تطوير القيم.‏<br />

اأما دراسة ‏ستاركي )2000 )Starki, فقد هدفت اإىل التعرف اإىل تربية املواطنة يف كل<br />

من بريطانيا وفرنسا.‏ وقد وجد اأن كال الدولتني اهتمتا اأكرث بالرتكيز على تربية املواطنة<br />

يف اأواخر التسعينيات امليالدية.‏ اإال اأن نظام التعليم االجنليزي كان يهتم بخلق جمتمع<br />

متنوع الثقافات ولكنه متوحد يف وطنيته ووالئة.‏ يف الوقت الذي اأخذ النظام التعليمي<br />

الفرنسي على عاتقه التاأكيد على االلتزام بنبذ العنرصية وباملناداة بحقوق االإنسان<br />

ومعارضته املمارسات غري العادلة،‏ وهذا االختالف يف التوجه يعكس اختالف االأيدلوجية<br />

السياسية التي انطلق منها النظامان السياسيان يف بريطانيا وفرنسا.‏ ولقد انعكس ذلك على<br />

االختالف يف نوعية برامج تربية املواطنة املقدمة يف النظامني،‏ فبينما يقوم نظام التعليم<br />

الفرنسي بالتاأكيد على اندماج االأفراد يف اإطار النظام السياسي اجلمهوري،‏ يهدف النظام<br />

االجنليزي خللق جمتمع جدي وهوية وطنية جديدة.‏ ومهما كان االختالف بني النظاميني<br />

فاإنهما يتفقان على توعية املواطنني بواجباتهم وحقوقهم ودفعهم للعمل االيجابي يف<br />

خدمة الوطن وحتقيق مصاحله.‏<br />

واأجرى )1997 Abraheemm, )Almiccawy, دراسة حول الهوية الوطنية والنمو<br />

السياسي واالأخالقي لدى الطلبة الفلسطينيني النشطاء يف اجلامعات االإرسائيلية،‏ بهدف<br />

فهم الهوية اجلماعية،‏ والقيم الذاتية،‏ والنمو السياسي لدى الطلبة الفلسطينيني الناشطني<br />

‏ضمن املجتمع االإرسائيلي.‏ وقد اأوضحت الدراسة ‏صعوبة املوضوع بالنسبة للمصطلحات<br />

لغري اليهود يف املجتمع االإرسائيلي،‏ وبالنسبة لتصارع القيم واملعتقدات التي ترى اإرسائيل<br />

كدولة يهودية بطابع دميقراطي غربي ذوي احتياجات اأمنية عالية.‏ % 20 من املواطنني يف<br />

اإرسائيل من غري اليهود وهم حمرومون من احلقوق الدميقراطية من قبل الدولة املفروضة<br />

عليهم.‏ وبينت الدراسة اأن همَّ‏ الفلسطينيني املحافظة على هويتهم الفلسطينية،‏ وطابعهم<br />

الثقايف ‏ضمن الظروف التي يعيشونها.‏<br />

28


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

اجلامعات يف اإرسائيل هي املطاف الوحيد الذي ينخرط فيه الطالب عرباً‏ ويهوداً‏ مع<br />

بعض.‏ اشتملت عينة الدراسة على 17 طالباً‏ فلسطينياً‏ ناشطاً‏ من جامعات تل اأبيب وبن<br />

غوريون وحيفا وبنيت الدراسة على منهج البحث الكيفي عرب اأخذ املالحظات امليدانية،‏<br />

واملراقبة واملقابالت،‏ وكانت اأهداف الدراسة الأساسية:‏<br />

الريادة.‏<br />

29<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

الهوية اجلماعية والوعي السياسي.‏<br />

تغيري نظام التعليم الرسمي.‏<br />

الهويات الفردية والتفاعل بني اجلماعات.‏<br />

الوضع السياسي االجتماعي وااللتزامات املستقبلية.‏<br />

ويف دراسة ))1982( Leslie )Wood, حول اأثر برامج التبادل الطالبي يف تعزيز<br />

التوجهات املدنية وفهم االآخر استندت هذه الدراسة على نتائج دراسات ‏سابقة حول اأهمية<br />

برامج التبادل الطالبي يف زيادة الوعي السياسي،‏ واالجتماعي،‏ والثقايف لدى الطالب.‏<br />

لقد اُستطلعت اآراء الطالب الذين ‏شاركوا يف برامج التبادل من خالل استبانة مكونة<br />

من 28 بنداً‏ حول اآرائهم يف احلاجة لتقبل االآخر رغم االختالفات بينهم،‏ وحول رغبتهم<br />

يف حتقيق ‏سالم عاملي،‏ وانفتاحهم على التغريات العلمية،‏ واالجتماعية،‏ والسياسية.‏ وقد<br />

اأظهرت نتائج الدراسة التي اشتملت عينتها على 57 طالباً‏ من الذين ‏شاركوا يف مثل هذه<br />

الربامج كمجموعة جتريبية،‏ وعلى 37 طالباً‏ مل يشاركوا كمجموعة ‏ضابطة،‏ اأن هناك فرقاً‏<br />

يف الوعي السياسي من حيث تاأييد ‏سياسة بالدهم يف السياسات الصحيحة،‏ واخلاطئة<br />

تاأييداً‏ اأعمى.‏<br />

تعقيب على الدراسات السابقة:‏<br />

يالحظ اأن الدراسات السابقة اهتمت بدور اجلامعات يف العملية االأكادميية والبحث<br />

العلمي وتنمية اأداء الهيئة التدريسية وطرائق التدريس املتبعة،‏ وتطوير االإدارة اجلامعية.‏<br />

قلة الدراسات التي تناولت الدور التي تقوم بة اجلامعات الفلسطينية،‏ وبخاصة اأنه<br />

يقع على عاتقها دور كبري يف هذا املجال،‏ الأنها تتعامل مع الفئة االأكرب يف املجتمع،‏ وهي<br />

فئة الشباب الذين يُعدُّون اأمل االأمة ومستقبلها،‏ باالإضافة الأهمية هذا املجال نظرا للظروف<br />

التي يعيشها الشعب الفلسطيني.‏


دور جامعة القدس املفتوحة في تنمية قيم اجملتمع<br />

املدني في محافظة اخلليل من وجهة نظر طلبتها<br />

د.‏ نعمان عمرو<br />

د.‏ تيسير أبو ساكور<br />

♦<br />

♦<br />

هناك العديد من الدراسات تناولت دور اجلامعات يف تنمية وخدمة املجتمع،‏<br />

فمن املعروف اأن اجلامعة يف اأعمالها كافة اإمنا تخدم املجتمع،‏ فاإذا قامت بتخريج نوعية<br />

جيدة من اخلريجني فاإنها تخدم املجتمع،‏ واإذا قامت بعمل االأبحاث العلمية،‏ فاإنها تخدم<br />

املجتمع،‏ واإذا قامت بتوعية طلبتها ‏سياسيا،‏ واجتماعيا اإمنا تخدم املجتمع،‏ مما يعزز<br />

دورها كموؤسسة اجتماعية.‏<br />

جمتمع الدراسة وعينتها:‏<br />

تكوَّن جمتمع الدراسة من طلبة جامعة القدس املفتوحة يف حمافظة اخلليل يف الفصل<br />

الدراسي الثاين من العام اجلامعي 2009- 2010 والبالغ عددهم )10000( طالب وطالبة،‏<br />

وتكونت عينة الدراسة من )1000( طالب وطالبة اختريت بطريقة عشوائية.‏<br />

الجدول )1(<br />

خصائص العينة الديمغرافية<br />

املتغريات<br />

ذكر<br />

اجلنس<br />

اأنثى<br />

العدد<br />

النسبة املئوية<br />

67<br />

33<br />

84<br />

10<br />

6<br />

53<br />

45<br />

2<br />

79<br />

20<br />

1<br />

35<br />

9<br />

35<br />

21<br />

25<br />

22<br />

29<br />

24<br />

670<br />

330<br />

840<br />

100<br />

60<br />

530<br />

450<br />

20<br />

790<br />

200<br />

10<br />

350<br />

90<br />

350<br />

210<br />

250<br />

220<br />

290<br />

240<br />

العمر<br />

مكان السكن<br />

احلالة االجتماعية<br />

التخصص<br />

السنة الدراسية<br />

30<br />

25 -18<br />

33 -26<br />

41 -34<br />

مدينة<br />

ريف<br />

خميم<br />

اأعزب<br />

متزوج<br />

غري ذلك<br />

تربية<br />

تنمية اأرسية واجتماعية<br />

علوم اإدارية<br />

غري ذلك<br />

اأوىل<br />

ثانية<br />

ثالثة<br />

رابعة


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

أداة الدراسة:‏<br />

‏صمَّ‏ م الباحثان استبانه اشتملت على جمموعة من االأسئلة حول دور جامعة القدس<br />

املفتوحة يف تنمية قيم املجتمع املدين لدى الطلبة كما اُستطلعت اآراوؤهم باأسئلة مفتوحة<br />

حول املوضوع،‏ اإضافة اإىل استطالع اآراء جمموعة من الطلبة،‏ والطالبات يف اجلامعات<br />

الفلسطينية االأخرى،‏ واالستعانة باالأدب الرتبوي يف هذا املجال.‏<br />

صدق األداة:‏<br />

حتقق الباحثان من ‏صدق االأداة بعرضها على جمموعة من املحكمني من ذوي<br />

اخلربة واالختصاص،‏ كما حتقَّقا من ‏صدق االأداة بحساب معامل االرتباط بريسون لفقرات<br />

الدراسة مع الدرجة الكلية لالأداة حيث كانت دالة اإحصائيا،‏ مما يشري اإىل اتساق داخلي<br />

لفقرات االأداة.‏<br />

ثبات األداة:‏<br />

حُ‏ ‏سب الثبات بطريقة االتساق الداخلي حيث بلغت قيمة الثبات حسب معادلة كرونباخ<br />

الفا )0.94( ، مما يشري اإىل متتع االأداة بدرجة عالية من الثبات.‏<br />

منهج الدراسة:‏<br />

استخدم املنهج الوصفي يف جمع املعلومات والبيانات من خالل توزيع االستبانة<br />

املخصصة،‏ واإجراء بعض املقابالت مع جمموعة من الطالب والطالبات.‏<br />

املعاجلة اإلحصائية للبيانات:‏<br />

بعد جمع بيانات الدراسة،‏ راجعها الباحثان متهيدًا الإدخالها للحاسوب لعمل املعاجلة<br />

االإحصائية للبيانات،‏ وقد اأُدخلت باإعطائها اأرقاماً‏ معينة،‏ حيث اأعطيت االإجابة كبرية<br />

جدا 5 درجات،‏ كبرية 4 درجات،‏ متوسطة 3 درجات،‏ ‏ضعيفة درجتني،‏ وقليلة جداً‏ درجة<br />

واحدة،‏ بحيث كلما زادت الدرجة،‏ كما زاد دور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية مفهوم قيم<br />

املجتمع املدين تعزيز،‏ والعكس ‏صحيح.‏<br />

وقد متت املعاجلة االإحصائية للبيانات باستخراج االأعداد،‏ والنسب املئوية،‏<br />

واملتوسطات احلسابية،‏ واالنحرافات املعيارية،‏ ومعامل االرتباط بريسون Pearson(<br />

One way analy-( واختبار حتليل التباين االأحادي ، )t- test( واختبار ت ، )correlation<br />

31


دور جامعة القدس املفتوحة في تنمية قيم اجملتمع<br />

املدني في محافظة اخلليل من وجهة نظر طلبتها<br />

د.‏ نعمان عمرو<br />

د.‏ تيسير أبو ساكور<br />

)ses of variance ، واختبار توكي test( )Tukey ، ومعادلة الثبات كرونباخ األفا.‏ وذلك<br />

باستخدام برنامج الرزم االإحصائية .SPSS<br />

مفاتيح التحليل<br />

املتوسط احلسابي<br />

دور اجلامعة يف تنمية قيم املجتمع املدين<br />

32<br />

2.33 -1.00<br />

3.67 -2.34<br />

5.00 -3.68<br />

نتائج الدراسة ومناقشتها:‏<br />

◄<br />

منخفض<br />

متوسط<br />

كبري<br />

‏◄النتائج املتعلقة بالسوؤال الرئيس الذي ينص:‏ ‏»ما مستوى دور جامعة القدس<br />

املفتوحة يف تنمية قيم املجتمع املدين الفلسطيني يف حمافظة اخلليل من<br />

وجهة نظر الطلبة؟«‏<br />

لالإجابة عن السوؤال السابق اُستخرجت املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية<br />

لدور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية مفهوم املواطنة وحقوق االإنسان مرتبة حسب<br />

االأهمية،‏ وذلك كما هو واضح من خالل اجلدول )2( .<br />

الجدول )2(<br />

Q1<br />

المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لدور جامعة القدس المفتوحة<br />

في تنمية مفهوم قيم المجتمع المدني مرتبة حسب األهمية<br />

الفقرات<br />

تعزز اجلامعات الفلسطينية مبداأ االنتماء الوطني واحلرص على اأمن املواطن<br />

واستقراره<br />

تعود الطلبة على حرية التعبري واإبداء الراأي بعيدا عن جرح االآخرين<br />

تعزز اجلامعات الفلسطينية الهوية الوطنية الفلسطينية العربية<br />

تعرف الطلبة بخصائص وسمات املجتمع الفلسطيني<br />

تعرف الطلبة بحقوقهم وواجباتهم نحو وطنهم<br />

تعرف الطلبة بتاريخ وطنهم ومنجزاته وكفاح اآبائهم<br />

تنمي عند الطلبة مبداأ الدفاع عن ممتلكات ومكتسبات الوطن<br />

ترشد طلبتها على كيفية التعامل مع التقنية احلديثة وطرق استخدام احلاسوب<br />

وشبكة االنرتنت<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

3.96<br />

النحراف<br />

املعياري<br />

1.07<br />

1.11<br />

1.02<br />

1.00<br />

1.01<br />

1.13<br />

1.20<br />

1.18<br />

3.88<br />

3.82<br />

3.82<br />

3.80<br />

3.78<br />

3.64<br />

3.62<br />

Q18<br />

Q15<br />

Q4<br />

Q2<br />

Q6<br />

Q14<br />

Q21<br />

الدور<br />

كبري<br />

كبري<br />

كبري<br />

كبري<br />

كبري<br />

كبري<br />

متوسط<br />

متوسط


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

الفقرات<br />

تعود اجلامعات الفلسطينية طلبتها على نرش الوعي الصحي واالجتماعي والثقايف<br />

تنمي الوعي االأرسي وتعززه لدى طلبتها<br />

تشجع الرتابط واالألفة واملودة بني طلبة اجلامعات<br />

تنمي حب التضحية يف ‏سبيل احلق والوطن<br />

تعود الطلبة على اأهمية املحافظة على املمتلكات العامة<br />

تشجع الطلبة على التحصيل العلمي والتنافس الرشيف<br />

تعود الطلبة على استخدام االأسلوب العلمي يف حل املشكالت<br />

تنمية القيم والعادات االجتماعية لدى الطلبة<br />

تعرف الطلبة مبوؤسسات الوطن واأنظمته احلضارية<br />

تنمي قيم االعتزاز واالنتماء لالأمة العربية<br />

تعود الطلبة على االلتزام بقواعد االأمن والسالمة واحلماية الوطنية<br />

تدرب الطلبة على كيفية استثمار ثروات الوطن وخرياته واحلفاظ على منجزاته<br />

احلضارية<br />

تعزز العمل اجلماعي والتعاون البناء يف املجتمع<br />

تساهم يف تعزيز اجتاهات اإيجابية نحو حب العمل التطوعي وتقديره<br />

تعزز مبداأ العالقة االأخوية بني املدرس والطلبة<br />

تراعي النزاهة والعدالة يف توزيع املنح اجلامعية<br />

تساعد الطلبة الذين هم يف اأمس احلاجة للمساعدة املادية<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

النحراف<br />

املعياري<br />

الدور<br />

متوسط<br />

متوسط<br />

متوسط<br />

متوسط<br />

متوسط<br />

متوسط<br />

متوسط<br />

متوسط<br />

متوسط<br />

متوسط<br />

متوسط<br />

متوسط<br />

متوسط<br />

متوسط<br />

متوسط<br />

متوسط<br />

متوسط<br />

1.17<br />

1.06<br />

1.11<br />

1.29<br />

1.13<br />

1.09<br />

1.16<br />

1.14<br />

1.03<br />

1.14<br />

1.14<br />

1.22<br />

1.26<br />

1.17<br />

1.27<br />

1.50<br />

1.35<br />

3.60<br />

3.59<br />

3.59<br />

3.54<br />

3.53<br />

3.51<br />

3.49<br />

3.47<br />

3.47<br />

3.47<br />

3.47<br />

3.45<br />

3.43<br />

3.43<br />

3.29<br />

2.83<br />

2.80<br />

Q10<br />

Q3<br />

Q19<br />

Q17<br />

Q11<br />

Q20<br />

Q13<br />

Q5<br />

Q8<br />

Q7<br />

Q9<br />

Q16<br />

Q25<br />

Q12<br />

Q23<br />

Q22<br />

Q24<br />

الدرجة الكلية<br />

0.75 متوسط<br />

3.53<br />

تشري املعطيات الواردة يف اجلدول السابق اإىل اأن دور جامعة القدس املفتوحة يف يف<br />

تنمية مفهوم قيم ومبادئ املجتمع املدين كان متوسطاً،‏ حيث بلغ املتوسط احلسابي لها<br />

على الدرجة الكلية للمقياس )3.53( .<br />

فقد كان اأكرث االأدوار ‏شيوعاً‏ هو اأن اجلامعة تعزز مبداأ االنتماء الوطني واحلرص على<br />

اأمن املواطن واستقراره،‏ تبعها تعويد الطلبة على حرية التعبري واإبداء الراأي بعيدا عن جرح<br />

االآخرين،‏ ثم اعتزاز اجلامعات الفلسطينية بالهوية الوطنية الفلسطينية العربية،‏ ثم تعريف<br />

الطلبة بخصائص املجتمع الفلسطيني وسماته.‏<br />

يف حني كانت اأقل املظاهر ‏شيوعا هي مساعدة الطلبة الذين هم يف اأمس احلاجة<br />

للمساعدة املادية،‏ ثم اأن اجلامعة تراعي توزيع املنح اجلامعية بشكل عادل ونزيه،‏ ثم تعزيز<br />

مبداأ العالقة االأخوية بني املرشف االأكادميي والطالب،‏ تبعها تكوين اجتاهات اإيجابية نحو<br />

حب العمل التطوعي وتقديره.‏<br />

33


دور جامعة القدس املفتوحة في تنمية قيم اجملتمع<br />

املدني في محافظة اخلليل من وجهة نظر طلبتها<br />

د.‏ نعمان عمرو<br />

د.‏ تيسير أبو ساكور<br />

اجلنس<br />

ذكر<br />

اأنثى<br />

العدد<br />

وتعدُّ‏ هذه النتيجة من وجهة نظر الباحثني منطقية حيث تعدُّ‏ اجلامعات منارات للوعي<br />

الوطني والسياسي،‏ وبروز دور اجلامعات يف تنمية احلس الوطني وشحن الهمم لدى الطلبة<br />

يف مقاومة االحتالل من خالل املجالس واجلمعيات الطالبية والنرشات الثقافية واإقامة<br />

املهرجانات الطالبية،‏ والرحالت الطالبية يف ربوع الوطن لتعريف الطالب بوطنه واآثاره<br />

ومقدساته وتشجيع االأعمال التطوعية.‏<br />

كما اأن الطلبة ‏-وبسبب قلة املوارد املالية لدى اجلامعة وتدين املساعدات–‏ يشعرون<br />

باأن اجلامعات ال تراعي العدالة يف توزيع املساعدات،‏ كما اأن العالقة بني االأستاذ والطالب<br />

يجب اأن تبقى يف نطاق حمدد بحيث يعرف كل طرف ماله وما عليه.‏<br />

‏◄◄النتائج املتعلقة بالسوؤال الثاين الذي ينص:‏ ‏)هل توجد فروق ذات دللة<br />

اإحصائية عند مستوى الدللة (0.05 = α) بني استجابات طالب وطالبات<br />

جامعة القدس املفتوحة حول دور اجلامعة يف تنمية قيم املجتمع املدين<br />

يف حمافظة اخلليل تعزى ملتغري اجلنس والعمر ومكان السكن واحلالة<br />

الجتماعية والتخصص والسنة الدراسية(؟<br />

◄ ‏◄النتائج املتعلقة مبتغري اجلنس:‏<br />

للتحقق فيما اذا كانت هناك فروق ذات داللة اإحصائية اُستخدم اختبار ‏»ت«‏ ملعرفة<br />

الفروق يف دور جامعة القدس املفتوحة يف يف تنمية مفهوم تنمية قيم املجتمع املدين<br />

الفلسطيني تعزى ملتغري اجلنس،‏ وذلك كما هو واضح من خالل اجلدول )3( .<br />

الجدول )3(<br />

نتائج اختبار ‏»ت«‏ للفروق في دور جامعة القدس المفتوحة<br />

في تنمية قيم و المجتمع المدني الفلسطيني تعزى لمتغير الجنس<br />

املتوسط احلسابي<br />

النحراف املعياري<br />

34<br />

درجات احلرية<br />

998<br />

0.75<br />

3.56<br />

670<br />

قيمة ت املحسوبة<br />

1.861<br />

الدللة الإحصائية<br />

0.063<br />

0.76<br />

3.46<br />

330<br />

تشري املعطيات الواردة يف اجلدول السابق اإىل اأنه ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية<br />

عند مستوى الداللة (0.05 ≤ α) يف دور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية قيم املجتمع<br />

املدين الفلسطيني تعزى ملتغري اجلنس،‏ حيث كانت الداللة االإحصائية اأكرب من 0.05 وهي<br />

غري دالة اإحصائيا.‏ مما يوؤكد اأن اجلامعة وحسب اأنظمتها ال متيز بني الذكر واالأنثى،‏ واأن


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

اجلميع يتلقون اخلدمات نفسها ويشاركون يف االأنشطة كافة التي تقام يف اجلامعة عرب<br />

املجالس الطالبية وممارسة االأنشطة واخلدمات التعليمية.‏<br />

◄ ‏◄النتائج املتعلقة مبتغري العمر:‏<br />

للتحقق من وجود فروق ذات داللة اإحصائية استخدم اختبار حتليل التباين االأحادي<br />

للفروق يف دور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية مفهوم قيم املجتمع املدين الفلسطيني<br />

تعزى ملتغري العمر،‏ وذلك كما هو واضح من اجلدول )4( .<br />

مصدر التباين<br />

الجدول )4(<br />

نتائج اختبار تحليل التباين األحادي للفروق في دور جامعة القدس المفتوحة<br />

في تنمية مبادئ المجتمع المدني الفلسطيني تعزى لمتغير العمر<br />

جمموع املربعات<br />

درجات احلرية<br />

35<br />

2<br />

997<br />

999<br />

4.124<br />

566.950<br />

571.075<br />

متوسط املربعات<br />

2.062<br />

0.569<br />

درجات احلرية<br />

الدللة الإحصائية<br />

بني املجموعات<br />

داخل املجموعات 0.027<br />

املجموع<br />

3.626<br />

تشري املعطيات الواردة يف اجلدول السابق اإىل وجود فروق ذات داللة اإحصائية عند<br />

مستوى الداللة (0.05 ≤ α) يف دور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية قيم املجتمع املدين<br />

تعزى ملتغري العمر،‏ وملعرفة اجتاه هذه الفروق تك استخدام اختبار توكي test( )Tukey<br />

للمقارنات الثنائية البعدية،‏ وذلك كما هو واضح من خالل اجلدول )5( .<br />

الجدول )5(<br />

نتائج اختبار توكي test( )Tukey للمقارنات الثنائية البعدية للفروق في دور جامعة القدس المفتوحة<br />

في تنمية قيم المجتمع المدني تعزى لمتغير العمر<br />

املقارنات<br />

41 -34<br />

0.1933 -<br />

0.03307 - ·<br />

33 -26<br />

0.1373<br />

25 -18<br />

25 -18<br />

33 -26<br />

41 -34<br />

تشري املقارنات الثنائية البعدية اإىل اأن الفروق كانت بني الطلبة ذوي االأعمار 26-<br />

33، والطلبة ذوي الفئة العمرية من 34- 41، ولصالح الفئة العمرية من 34- 41 ‏سنة<br />

والذين كان دور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية مفهوم تعزيز قيم ومبادئ املجتمع<br />

املدين لديهم اأعلى ‏شيء،‏ وذلك كما هو واضح من خالل املتوسطات احلسابية يف اجلدول<br />

. )6(


دور جامعة القدس املفتوحة في تنمية قيم اجملتمع<br />

املدني في محافظة اخلليل من وجهة نظر طلبتها<br />

د.‏ نعمان عمرو<br />

د.‏ تيسير أبو ساكور<br />

الجدول )6(<br />

األعداد،‏ المتوسطات الحسابية،‏ واالنحرافات المعيارية للفروق في دور جامعة القدس المفتوحة<br />

في تنمية قيم المجتمع المدني الفلسطيني تعزى لمتغير العمر<br />

العدد العمر<br />

املتوسط احلسابي<br />

النحراف املعياري<br />

0.76<br />

3.53<br />

840<br />

25 -18<br />

0.69<br />

3.40<br />

100<br />

33 -26<br />

0.75<br />

3.73<br />

60<br />

41 -34<br />

مما يوؤكد اأن الطالب الذين ترتاوح اأعمارهم ما بني 34- 41 هم االأكرث تفهماً‏ الأهمية<br />

املبادئ التي تدعمها اجلامعة وتوؤكد على اأهميتها.‏<br />

◄ ‏◄النتائج املتعلقة مبتغري مكان السكن:‏<br />

اُستخدم اختبار حتليل التباين االأحادي للفروق يف دور جامعة القدس املفتوحة<br />

يف مفهوم تنمية قيم املجتمع املدين تعزى ملتغري مكان السكن،‏ وذلك كما هو واضح من<br />

اجلدول )7(<br />

الجدول )7(<br />

نتائج اختبار تحليل التباين األحادي للفروق في دور جامعة القدس المفتوحة<br />

في تنمية قيم المجتمع المدني تعزى لمتغير مكان السكن<br />

مصدر التباين<br />

جمموع املربعات<br />

درجات احلرية<br />

متوسط املربعات<br />

درجات احلرية<br />

الدللة الإحصائية<br />

5.747<br />

2<br />

بني املجموعات 11.494<br />

10.239<br />

0.561<br />

997<br />

559.581<br />

داخل املجموعات 0.000<br />

999<br />

املجموع 571.075<br />

تشري املعطيات الواردة يف اجلدول السابق اإىل وجود فروق ذات داللة اإحصائية عند<br />

مستوى الداللة (0.05 ≤ α) يف دور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية قيم املجتمع املدين<br />

الفبسطيني تعزى ملتغري مكان السكن،‏ والإيجاد مصدر هذه الفروق مت استخدام اختبار<br />

توكي test( )Tukey للمقارنات الثنائية،‏ وذلك كما هو واضح من اجلدول )8( .<br />

36


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

الجدول )8(<br />

نتائج اختبار توكي test( )Tukey للمقارنات الثنائية البعدية للفروق في دور جامعة القدس المفتوحة<br />

في تنمية قيم المجتمع المدني تعزى لمتغير مكان السكن<br />

املقارنات<br />

مدينة<br />

ريف<br />

خميم<br />

مدينة<br />

ريف<br />

0.01981<br />

37<br />

خميم<br />

0.2242 -<br />

0.04222 -<br />

تشري املعطيات الواردة يف اجلدول السابق اإىل اأن هناك فروقا بني الطلبة الذين<br />

يسكنون يف املدينة،‏ وطلبة االأرياف،‏ ولصالح طلبة املدن,‏ والذين كان دور اجلامعة يف<br />

تنمية قيم املجتمع املدين لديهم اأعلى ‏شيء.‏<br />

كذلك وجدت فروق بني طلبة االأرياف وطلبة املخيمات،‏ ولصالح طلبة املخيمات،‏<br />

الذين كان دور اجلامعة يف تنمية قيم املجتمع املدين من وجهة نظرهم.‏ وذلك كما هو<br />

واضح من خالل املتوسطات احلسابية يف اجلدول )9( .<br />

الجدول )9(<br />

األعداد،‏ المتوسطات الحسابية،‏ واالنحرافات المعيارية للفروق في دور جامعة القدس المفتوحة<br />

في تنمية قيم المجتمع المدني تعزى لمتغير مكان السكن<br />

مكان السكن<br />

مدينة<br />

ريف<br />

خميم<br />

العدد<br />

530<br />

450<br />

20<br />

املتوسط احلسابي<br />

3.62<br />

3.42<br />

3.84<br />

النحراف املعياري<br />

0.72<br />

0.78<br />

0.78<br />

حيث اإن الطلبة الذين يسكنون يف املخيمات املخصصة لالجئني الفلسطينيني<br />

يعايشون النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني،‏ فاملخيمات دائماً‏ مشعلة لالنتفاضات ‏ضد<br />

االحتالل للخروج من الواقع االأليم واالرصارللعودة اإىل ديارهم املحتلة وشعورهم دائماً‏<br />

بالظلم لفقدانهم ممتلكاتهم وبيوتهم واأراضيهم،‏ والتشتت الذي اأصابهم مما يجعلهم اأكرث<br />

تفهماً‏ لدور اجلامعات يف تنمية قيم املجتمع املدين للحصول على حقوقهم كبقية ‏شعوب<br />

العامل دون متييز.‏<br />

◄ ‏◄النتائج املتعلقة مبتغري احلالة الجتماعية:‏<br />

للتحقق من وجود فروق ذات داللة احصائية استخدم اختبار حتليل التباين االأحادي<br />

للفروق يف دور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية قيم املجتمع املدين تعزى ملتغري احلالة<br />

االجتماعية،‏ وذلك كما هو واضح من اجلدول )10( .


دور جامعة القدس املفتوحة في تنمية قيم اجملتمع<br />

املدني في محافظة اخلليل من وجهة نظر طلبتها<br />

د.‏ نعمان عمرو<br />

د.‏ تيسير أبو ساكور<br />

مصدر التباين<br />

الجدول )10(<br />

نتائج اختبار تحليل التباين األحادي للفروق في دور جامعة القدس المفتوحة<br />

في تنمية قيم المجتمع المدني تعزى لمتغير الحالة االجتماعية<br />

جمموع املربعات<br />

درجات احلرية<br />

38<br />

2<br />

997<br />

12.106<br />

558.969<br />

متوسط املربعات<br />

6.053<br />

0.561<br />

درجات احلرية<br />

الدللة الإحصائية<br />

بني املجموعات<br />

داخل املجموعات 0.000<br />

املجموع<br />

10.796<br />

999<br />

571.075<br />

تشري املعطيات الواردة يف اجلدول السابق اإىل وجود فروق ذات داللة اإحصائية عند<br />

مستوى الداللة (0.05 ≤ α) يف دور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية قيم واملجتمع<br />

املدين تعزى ملتغري احلالة االجتماعية،‏ والإيجاد مصدر هذه الفروق استخدم اختبار توكي<br />

test( )Tukey للمقارنات الثنائية البعدية،‏ وذلك كما هو واضح من اجلدول )11( .<br />

الجدول )11(<br />

نتائج اختبار توكي test( )Tukey للمقارنات الثنائية البعدية للفروق في دور جامعة القدس المفتوحة<br />

في تنمية قيم المجتمع المدني تعزى لمتغير الحالة االجتماعية<br />

املقارنات<br />

اأعزب<br />

متزوج<br />

غري ذلك<br />

اأعزب<br />

متزوج<br />

0.02509 -<br />

غري ذلك<br />

0.4051<br />

0.6560<br />

تشري املعطيات الواردة يف اجلدول السابق اإىل وجود فروق بني الطلبة العزاب،‏<br />

واملتزوجني،‏ ولصالح الطلبة املتزوجني،‏ الذين كان دور اجلامعة يف تنمية قيم املجتمع<br />

املدين من وجهة نظرهم اأعلى ‏شيء،‏ وذلك كما هو واضح من املتوسطات احلسابية يف<br />

اجلدول )12( .<br />

الجدول )12(<br />

األعداد،‏ المتوسطات الحسابية،‏ واالنحرافات المعيارية للفروق في دور جامعة القدس المفتوحة<br />

في تنمية قيم المجتمع المدني تعزى لمتغير الحالة االجتماعية<br />

احلالة الجتماعية<br />

اأعزب<br />

متزوج<br />

غري ذلك<br />

العدد<br />

790<br />

200<br />

10<br />

املتوسط احلسابي<br />

3.49<br />

3.74<br />

3.08<br />

النحراف املعياري<br />

0.76<br />

0.72<br />

0.00


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

ويرى الباحثان اأن الطلبة املتزوجني اأكرث تفهماً‏ لقيم املجتمع املدين حيث يشعر<br />

هوؤالء بقيمة هذه القيم لضمان مستقبل اأبنائهم وعيشهم يف ظل جمتمع تسوده احلرية<br />

والدميقراطية وحقوق االإنسان بسبب الوعي والتجربة واخلربة،‏ اأما الطالب االأعزب فلم يصل<br />

اإىل مرحلة تكوين االأرسة وشعوره باملسوؤولية املجتمعية بعد.‏<br />

◄ ‏◄النتائج املتعلقة مبتغري التخصص:‏<br />

للتحقق من وجود فروق ذات داللة اإحصائية استخدم اختبار حتليل التباين االأحادي<br />

للفروق يف دور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية قيم املجتمع املدين تعزى ملتغري<br />

التخصص،‏ وذلك كما هو واضح من اجلدول )13( .<br />

مصدر التباين<br />

الجدول )13(<br />

نتائج اختبار تحليل التباين األحادي للفروق في دور جامعة القدس المفتوحة<br />

في تنمية قيم المجتمع المدني تعزى لمتغير التخصص<br />

جمموع املربعات<br />

درجات احلرية<br />

39<br />

3<br />

996<br />

999<br />

4.286<br />

566.788<br />

571.075<br />

متوسط املربعات<br />

1.429<br />

0.569<br />

درجات احلرية<br />

الدللة الإحصائية<br />

بني املجموعات<br />

داخل املجموعات 0.05<br />

املجموع<br />

2.511<br />

تشري املعطيات الواردة يف اجلدول السابق اإىل وجود فروق ذات داللة اإحصائية عند<br />

مستوى الداللة (0.05 ≤ α) يف دور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية قيم املجتمع املدين<br />

تعزى ملتغري التخصص،‏ والإيجاد مصدر هذه الفروق استخدم اختبار توكي test( )Tukey<br />

للمقارنات الثنائية البعدية،‏ وذلك كما هو واضح من اجلدول )14( .<br />

الجدول )14(<br />

نتائج اختبار توكي test( )Tukey للمقارنات الثنائية البعدية للفروق في دور جامعة القدس المفتوحة<br />

في تنمية قيم المجتمع المدني تعزى لمتغير التخصص<br />

املقارنات<br />

تربية<br />

تنمية اأرسية واجتماعية<br />

علوم اإدارية<br />

غري ذلك<br />

تربية<br />

تنمية اأرسية واجتماعية<br />

0.1982<br />

علوم اإدارية<br />

0.0457 -<br />

0.02439<br />

غري ذلك<br />

0.0140<br />

0.1841 -<br />

0.0598<br />

تشري املعطيات الواردة يف اجلدول السابق اإىل اأن الفروق كانت بني طلبة برنامج<br />

التنمية االأرسية واالجتماعية،‏ وطلبة برنامج العلوم االإدارية ولصالح طلبة برنامج العلوم


دور جامعة القدس املفتوحة في تنمية قيم اجملتمع<br />

املدني في محافظة اخلليل من وجهة نظر طلبتها<br />

د.‏ نعمان عمرو<br />

د.‏ تيسير أبو ساكور<br />

االدارية الذين كان دور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية قيم املجتمع املدين اأكرث ‏شيء،‏<br />

وذلك كما هو واضح من املتوسطات احلسابية يف اجلدول )15( .<br />

الجدول )15(<br />

األعداد،‏ المتوسطات الحسابية،‏ واالنحرافات المعيارية للفروق في دور جامعة القدس المفتوحة<br />

في تنمية قيم المجتمع المدني تعزى لمتغير التخصص<br />

التخصص<br />

تربية<br />

تنمية اأرسية واجتماعية<br />

علوم اإدارية<br />

غري ذلك<br />

العدد<br />

املتوسط احلسابي<br />

3.54<br />

3.34<br />

3.58<br />

3.52<br />

40<br />

350<br />

90<br />

350<br />

210<br />

النحراف املعياري<br />

0.66<br />

0.98<br />

0.73<br />

0.84<br />

يالحظ اأن طلبة تخصص التنمية االجتماعية واالأرسية كانوا االأكرث تفهماً‏ ملبادئ<br />

املجتمع املدين وقيمه،‏ ويرى الباحثان اأن النتيجة منطقية بسبب تخصصهم الذي يهتم<br />

بالنواحي التي يهتم بها املجتمع املدين للوصول اإىل جمتمع مدين تصان فيه احلريات<br />

واحلقوق،‏ ويوؤدي كل واحد واجباته وياأخذ حقوقه،‏ ويكون مواطناً‏ ‏صاحلا ‏ًيدافع عن قضايا<br />

جمتمعه ويشعر دائماً‏ باملسوؤولية امللقاة على عاتقه.‏<br />

◄ ‏◄النتائج املتعلقة مبتغري السنة الدراسية:‏<br />

للتحقق من وجود فروق ذات داللة اإحصائية استخدم اختبار حتليل التباين االأحادي<br />

للفروق يف دور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية قيم املجتمع املدين تعزى ملتغري السنة<br />

الدراسية،‏ وذلك كما هو واضح من اجلدول )16( .<br />

مصدر التباين<br />

الجدول )16(<br />

نتائج اختبار تحليل التباين األحادي للفروق في دور جامعة القدس المفتوحة<br />

في تنمية قيم المجتمع المدني تعزى لمتغير السنة الدراسية<br />

جمموع املربعات<br />

26.849<br />

544.225<br />

درجات احلرية<br />

3<br />

996<br />

متوسط املربعات<br />

8.950<br />

0.546<br />

درجات احلرية<br />

الدللة الإحصائية<br />

بني املجموعات<br />

داخل املجموعات 0.000<br />

املجموع<br />

16.379<br />

999<br />

571.075<br />

تشري املعطيات يف اجلدول السابق اإىل وجود فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى<br />

الداللة (0.05 ≤ α) يف دور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية قيم املجتمع املدين تعزى<br />

ملتغري السنة الدراسية،‏ والإيجاد مصدر هذه الفروق استخدم اختبار توكي test( )Tukey


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

للمقارنات الثنائية البعدية،‏ وذلك كما هو واضح من اجلدول )17( .<br />

الجدول )17(<br />

نتائج اختبار توكي test( )Tukey للمقارنات الثنائية البعدية للفروق في دور جامعة القدس المفتوحة<br />

في تنمية قيم المجتمع المدني تعزى لمتغير السنة الدراسية<br />

املقارنات<br />

اأوىل<br />

ثانية<br />

ثالثة<br />

رابعة<br />

ثانية اأوىل<br />

41<br />

0.1662<br />

ثالثة<br />

0.04097<br />

0.02435<br />

رابعة<br />

0.0591<br />

0.1071<br />

0.03506<br />

تشري املقارنات الثنائية البعدية اإىل اأن الفروق كانت بني طلبة السنة االأوىل والثالثة،‏<br />

ولصالح طلبة السنة االأوىل والذين كان دور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية قيم املجتمع<br />

املدين من وجهة نظرهم اأعلى ‏شيء.‏<br />

كذلك وجدت فروق بني طلبة السنة الثانية وطلبة السنة الثالثة،‏ ولصالح طلبة السنة<br />

الثانية.‏<br />

اأيضا وجدت فروق بني طلبة السنة الثالثة،‏ وطلبة السنة الرابعة،‏ ولصالح طلبة السنة<br />

الرابعة،‏ وذلك كما هو واضح من املتوسطات احلسابية يف اجلدول )18( .<br />

الجدول )18(<br />

األعداد،‏ المتوسطات الحسابية،‏ واالنحرافات المعيارية للفروق في دور جامعة القدس المفتوحة<br />

في تنمية قيم المجتمع المدني تعزى لمتغير السنة الدراسية.‏<br />

السنة الدراسية<br />

اأوىل<br />

ثانية<br />

ثالثة<br />

رابعة<br />

العدد<br />

250<br />

220<br />

290<br />

240<br />

املتوسط احلسابي<br />

3.70<br />

3.53<br />

3.29<br />

3.64<br />

النحراف املعياري<br />

0.62<br />

0.92<br />

0.81<br />

0.56<br />

ويعزو الباحثان هذه النتيجة اإىل اأن طلبة السنة االأوىل يف اجلامعة يكون االندفاع<br />

لديهم كبري بسبب انتقالهم من املرحلة الثانوية القائمة على االأنظمة املدرسية التي تتسم<br />

باالنضباط والتعليمات املدرسية اإىل االأجواء اجلامعية القائمة على احلرية يف التعبري،‏<br />

ووجود القوى السياسية والتيارات احلزبية واجلاذبات املختلفة بني القوى واالطالع على<br />

الثقافات الواردة من املجتمعات السكانية،‏ مما يجعله يتاأثر برسعة واالندفاع نحو احلرية<br />

واالأعمال التطوعية وحقوق االإنسان.‏


دور جامعة القدس املفتوحة في تنمية قيم اجملتمع<br />

املدني في محافظة اخلليل من وجهة نظر طلبتها<br />

د.‏ نعمان عمرو<br />

د.‏ تيسير أبو ساكور<br />

التوصيات اليت تساهم يف زيادة دور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية قيم<br />

اجملتمع املدني الفلسطيين:‏<br />

لزيادة دور اجلامعات يف تعزيز قيم املجتمع املدين ومبادئه،‏ ال بدَّ‏ من االهتمام بجميع<br />

اجلوانب االجتماعية،‏ والسياسية،‏ والصحية،‏ والثقافية،‏ والرياضية لفئة الشباب،‏ التي تنمي<br />

لديهم العديد من املهارات،‏ والقيم االجتماعية،‏ واإكسابهم العديد من الصفات اجليدة التي<br />

جتعل منهم مواطنني ‏صاحلني لهم ذاتيتهم،‏ وحريتهم الفردية،‏ وتشعرهم باأنهم اأعضاء يف<br />

املجتمع لهم حقوقهم،‏ وعليهم واجباتهم،‏ اإضافة اإىل تنمية مشاعر احلب والود املتبادل<br />

مع االآخرين،‏ وتكريس احرتام االإنسان كفرد له كرامته،‏ واإشعاره باالنتماء لوطنه اأمته،‏<br />

كذلك الشعور باالنتماء،‏ والصداقة،‏ واالأمن،‏ وتنمية القدرة على اتخاذ القرارات املناسبة،‏<br />

واالهتمام باجلمعيات واملجالس الطالبية التي تكرس النهج الدميقراطي،‏ والعمل على طرح<br />

مساقات تهتم باملجتمع وبقضاياه وخصوصاً‏ فيما يتعلق بالدميقراطية وحقوق االإنسان،‏<br />

واالهتمام مببداأ املساءلة،‏ وبث اأفكار التسامح،‏ ومساعدة املحتاجني وكبار السن،‏ وتشجيع<br />

العمل التطوعي والتعاون بني اجلميع للنهوض باملجتمع،‏ وتشجيع اإقامة املوؤمترات<br />

والندوات وورش العمل واستضافة اخلرباء،‏ وحتسس مشكالت املجتمع والعمل على اإيجاد<br />

احللول لها،‏ للوصول اإىل جمتمع مدين متحرض يعيش فيه اجلميع باحرتام وكرامة.‏<br />

42


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

أوالً–‏ املراجع العربية:‏<br />

‎1‎اأبو . 1 اخليل،‏ ‏سليمان.‏ )2001 ) . مقومات املواطنة الصاحلة على ‏ضوء تعاليم االإسالم،‏<br />

نص حمارضة األقاها يف جامعة االإمام تركي بالرياض،‏ السعودية.‏<br />

‎2‎اأبو . 2 فودة،‏ حممد عطية.‏ )2006 ) . دور االإعالم الرتبوي يف تدعيم االنتماء الوطني لدى<br />

الطلبة اجلامعيني يف حمافظات غزة رسالة ماجستري غري منشورة،‏ فلسطني.‏<br />

‎3‎اأبو . 3 النيل،‏ حممود السيد )1988 ) ، علم النفس عرب احلضاري،‏ بريوت:‏ دار النهضة،‏<br />

‏ص‎144‎‏.‏<br />

‎4‎بدران . 4 ‏شبل،‏ )1994( . الرتبية املعارصة،‏ العدد 34 ‏ص . 5<br />

‎5‎بدران،‏ . 5 ‏شبل،‏ الدهشان،‏ جمال )2001 ) . التجديد يف التعليم اجلامعي،‏ دار قباء للطباعة<br />

والنرش والتوزيع،‏ القاهرة،‏ مرص.‏<br />

‎6‎التل،‏ . 6 اأحمد،‏ )1998 ) . التعليم العايل يف االأردن،‏ عمان.‏<br />

‎7‎جامعة . 7 القدس املفتوحة،‏ )2006 ) ، الرتبية واملجتمع والتنمية،‏ القدس،‏ فلسطني.‏<br />

‎8‎جامعة . 8 القدس املفتوحة،‏ )2008 ) ، مبادئ القانون وحقوق االإنسان،‏ القدس،‏ فلسطني.‏<br />

‎9‎جامعة . 9 القدس املفتوحة،‏ )2008 ) ، دليل اجلامعة،‏ القدس،‏ فلسطني.‏<br />

‎1010‎الدويري،‏ فايز )2009 ) ، دور اجلامعات يف تعزيز االأمن الوطني.‏ مركز املنشاوي<br />

للدراسات والبحوث www. mishawi. com<br />

111 رشيد،‏ اأحمد )1999 ) . دور اجلامعة يف املجتمع يف ‏ضوء الرتبية االإسالمية من وجهة<br />

نظر اأعضاء هيئة التدريس يف جامعة الريموك،‏ رسالة ماجستري غري منشورة–‏ جامعة<br />

الريموك – اإربد،‏ االأردن.‏<br />

‎1212‎الزهراين،‏ علي اإبراهيم )2005 (، جماالت العمل التطوعي يف امليدان الرتبوي،‏<br />

املدينة املنورة.‏ موؤسسة الشيخ عبد العزيز بن باز اخلريية-‏ ‏سلسلة مركز الدراسات<br />

والبحوث،‏‎3‎‏.‏<br />

) 13 . حب الوطن من منظور ‏رشعي،‏ مكتبة دار الرشد،‏ الرياض،‏<br />

‎13‎زيد،‏ عبد الكرمي.‏ )1997<br />

السعودية.‏<br />

43


دور جامعة القدس املفتوحة في تنمية قيم اجملتمع<br />

املدني في محافظة اخلليل من وجهة نظر طلبتها<br />

د.‏ نعمان عمرو<br />

د.‏ تيسير أبو ساكور<br />

‎1414‎السيد،‏ حسن حممد ‏سالمة،‏ )2004 ) ، العالقة بني الدولة واملجتمع املدين يف مرص<br />

رسالة دكتوراة غري منشورة،‏ جامعة القاهرة.‏<br />

‎1515‎‏شحاتة حسن،‏ عمار،‏ حامد )2003 ) . نحو تطوير التعلم يف الوطن العربي بني الواقع<br />

واملستقبل،‏ الدار املرصية اللبنانية،‏ القاهرة،‏ مرص – 197 198.<br />

‎1616‎الشقاقي،‏ واآخرون،‏ )1999 ) ، املدنيات والدميقراطية واملواطنة وحقوق االإنسان،‏<br />

الطبعة الثانية،‏ نابلس،‏ فلسطني.‏<br />

‎1717‎‏شلدان،‏ فايز )2006 ) . منوذج مقرتح لدور اجلامعات الرسمية االأردنية يف تنمية الوعي<br />

االجتماعي لدى الطلبة من وجهة نظر اأعضاء هيئة التدريس والطلبة،‏ رسالة دكتوراه<br />

غري منشورة.‏ اجلامعة االأردنية،‏ عمان،‏ االأردن.‏<br />

‎1818‎الشويحات،‏ ‏صفاء )2003 ) ، درجة متثل طلبة اجلامعات االأردنية ملفاهيم املواطنة<br />

الصاحلة،‏ رسالة دكتوراه غري منشورة اجلامعة االأردنية،‏ عمان االأردن<br />

‎1919‎طلبة،‏ فاطمة حممد.‏ )1980 ) . تاأثري منهج الرتبية القومية يف حتقيق اأهداف اجلانب<br />

املعريف باملرحلة االإعدادية،‏ القاهرة،‏ مرص.‏<br />

‎2020‎العاجز،‏ فوؤاد،‏ )2002 ) . دور اجلامعات الفلسطينية يف حتقيق التنمية الشاملة,‏ دراسة<br />

مقدمة للموؤمتر السنوي العارش يناير 2002 للجمعية املرصية للرتبية املقارنة واالإدارة<br />

التعليمية,‏ دار الفكر العربي القاهرة.‏<br />

‎2121‎عبد الرحمن،‏ عبد اهلل )2001( . علم االجتماع السياسي,‏ ‏)ط‎1‎ ) دار النهضة العربية<br />

للطباعة والنرش،‏ بريوت،‏ لبنان.‏<br />

222 لقحطاين،‏ ‏سامل علي ‏سامل.‏ )1998 ) . الرتبية الوطنية،‏ مفهومها،‏ اأهدافها،‏ تدريسها،‏<br />

رسالة دكتوراه،‏ كلية الرتبية جامعة امللك ‏سعود،‏ اأبها،‏ السعودية<br />

‎2323‎مشا قبة،‏ اأمني )1993 ) ، االجتاهات السياسية لدى الطلبة اجلامعيني دراسة ميدانية،‏<br />

جملة اأبحاث الريموك,‏‎9‎ )1( , -87 120<br />

‎2424‎منارصة،‏ علي.‏ )2007 ) . التجربة الفلسطينية يف جمال اإدماج حقوق االإنسان واملواطنة<br />

وثقافة العدل والسالم يف املناهج الدراسية،‏ ‏)د.‏ ط(‏ . دمشق،‏ ‏سوريا.‏<br />

25 25 موسوعة العلوم االجتماعية،‏ حترير ميشيل مان،‏ نقلها اإىل العربية عادل خمتار<br />

الهواري،‏ وسعيد عبد العزيز،‏ ‏»دار املعرفة اجلامعية،‏ بريوت،‏ 1999« ‏ص 612.<br />

‎2626‎يحيى،‏ حاج،‏ حممد،‏ )1985( ، العمل التطوعي–‏ اأداة للتنمية اجلماهريية وتنظيم<br />

املجتمع،‏ املجلد الرابع اآب-‏ 1985، جملة جامعة بيت حلم،‏ فلسطني.‏<br />

44


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

1.<br />

2.<br />

3.<br />

4.<br />

5.<br />

6.<br />

7.<br />

8.<br />

9.<br />

ثانياً–‏ املراجع األجنبية:‏<br />

Beck C. , “Renewal and Educational Leadership”, Paper Presented at<br />

the Toronto Conference on Values and Educational Leadership, Toronto,<br />

1996, p. 2.<br />

Sinclair, J. M. , Collins English Dictionary, Third Edition, (Birmingham:<br />

Harper Collins Publishers, 1991) , p. 1694.<br />

John E. Walsh. Education and political power, New York, the Center For<br />

Applied Research In Education, Inc. 1964, p2.<br />

Kerr David and others. (2003) . Citizenship an Education Age 14: Summary<br />

of the international finding and preliminary results for England.<br />

Almiccawy, Abraham (1997) , Identity, Moral and Political Development<br />

among Palestinian Student Activists in the Israeli Universities. Eric<br />

(ED417114) .<br />

Mintrop, H. (2003) . The old and new face of civic education: expert,<br />

teacher and student views, European Education research.<br />

Starkey, Carol, (2000) . Human Rights education in the elementary<br />

school: a case study of fourth grades response to democratic, Dissertation<br />

abstract international, Vol. 53<br />

Vogelgesang, Lori J. (2001) , The Impact of College on the Development<br />

of Civic Values: How Do Race and Gender Matter? Rice (ED451791) .<br />

Wood, Leslie; And Others, (1982) The Impact of a Student Exchange<br />

Program on Civic Attitudes and Understanding. Rice (ED225918) .<br />

45


دور جامعة القدس املفتوحة في تنمية قيم اجملتمع<br />

املدني في محافظة اخلليل من وجهة نظر طلبتها<br />

د.‏ نعمان عمرو<br />

د.‏ تيسير أبو ساكور<br />

46


درجة ممارسة معلمي الرتبية اإلسالمية<br />

ومعلماتها ملهارات التفكري العليا من وجهة<br />

نظر طلبة املرحلة الثانوية يف األردن<br />

د.‏ مجال خليل اخلالدي<br />

د.‏ أمحد حمي الدين الكيالني<br />

د.‏ حممد حسني العوامرة<br />

أستاذ مساعد/‏ قسم العلوم التربوية/‏ كلية اآلداب/‏ جامعة الزيتونة األردنية/‏ األردن.‏<br />

أستاذ مساعد/‏ كلية التربية وعلم النفس/‏ جامعة عمان العربية للدراسات العليا/‏ األردن.‏<br />

أستاذ مساعد/‏ قسم العلوم التربوية/‏ كلية اآلداب/‏ جامعة الزيتونة األردنية/‏ األردن.‏<br />

47


درجة ممارسة معلمي التربية اإلسالمية ومعلماتها ملهارات<br />

التفكير العليا من وجهة نظر طلبة املرحلة الثانوية في األردن<br />

د.‏ جمال اخلالدي<br />

د.‏ أحمد الكيالني<br />

د.‏ محمد العوامرة<br />

ملخص:‏<br />

هدفت هذه الدراسة الوصفية اإىل معرفة درجة ممارسة معلمي الرتبية االإسالمية<br />

ومعلماتها يف مرحلة التعليم الثانوي ملهارات التفكري العليا ‏)الناقد،‏ واالإبداعي(‏ ، من وجهة<br />

نظر الطلبة،‏ حيث قام الباحثون باختيار مديرية تربية لواء الرصيفة بالطريقة العشوائية،‏<br />

وبلغت عينة الدراسة )345( طالباً‏ و )417( طالبة،‏ وهي متثل )%10( من جمتمع الدراسي<br />

الكلي للعام الدراسي )2009 - 2010( م.‏<br />

وصمَّم الباحثون اأداة الدراسة التي اشتملت على )17( مظهراً‏ ‏سلوكياً‏ من مظاهر<br />

التفكري الناقد،‏ و )18( مظهراً‏ للتفكري االإبداعي،‏ وتاأكدوا من ‏صدق االأداة وثباتها،‏ واعتمد<br />

التدرج اخلماسي اأساسا لقياس درجة ممارسة املعلمني ملهارات التفكري العليا من وجهة<br />

نظر الطلبة.‏<br />

اأظهرت نتائج الدراسة اأن درجة ممارسة معلمي الرتبية االإسالمية ومعلماتها ملهارات<br />

التفكري العليا من وجهة نظر الطلبة كانت متوسطة على الدرجة الكلية للمقياس،‏ كما اأظهرت<br />

النتائج وجود فرق دال اإحصائياً‏ يعزى ملتغري مستوى اجلنس يف ممارسة مهارات التفكري<br />

االإبداعي لصالح الطالبات،‏ ووجود فرق دال اإحصائيا بني متوسطات مهارات التفكري الناقد<br />

لصالح الطلبة الذكور.‏<br />

واأوصت الدراسة باإعادة النظر يف برامج اإعداد وتدريب معلمي الرتبية االإسالمية،‏<br />

بحيث تاأخذ مهارات التفكري العليا االأهمية املناسبة،‏ وتضمني هذه املهارات يف مناهج<br />

الرتبية االإسالمية.‏<br />

48


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

Abstract:<br />

The aim of this study was to determine the extent to which the Islamic<br />

Education teachers practice higher thinking skills (critical, creative) in the<br />

secondary stage from the studentsʼ point of view. The study was applied in<br />

Al- Russaifa Educational Directorate.<br />

A sample consisting of (345) male students and (417) female students<br />

was randomly selected, and represented (10%) of the total study population<br />

for the academic year 2009\ 2010.<br />

The researchers designed the study tool which included in its final form<br />

(17) behavioristic items of the critical thinking indicators and (18) items of the<br />

creative thinking. Its reliability and validity were calculated. The 5- grades<br />

scale was used as a basis to measure the extent to which teachers practice<br />

higher thinking skills from studentsʼ point of view.<br />

The study results of the study showed that the Islamic education teachers<br />

practice of the higher thinking skills was medium on the total degree.<br />

A statistical significance difference was found for the gender variable in<br />

practicing the creative thinking skills in favor of the female students. As for<br />

critical thinking skills, there was statistical significance difference in favor of<br />

the male students.<br />

The study recommended reviewing the programs of preparing, training<br />

and qualifying the Islamic education teachers, so that the higher thinking<br />

skills have their priority in the Islamic education curricula.<br />

49


درجة ممارسة معلمي التربية اإلسالمية ومعلماتها ملهارات<br />

التفكير العليا من وجهة نظر طلبة املرحلة الثانوية في األردن<br />

د.‏ جمال اخلالدي<br />

د.‏ أحمد الكيالني<br />

د.‏ محمد العوامرة<br />

مقدمة الدراسة وخلفيتها النظرية:‏<br />

يشهد العامل اليوم تغريات غري مسبوقة،‏ األقت بظاللها على مناحي احلياة بعامة،‏<br />

واملنظومة الرتبوية بخاصة،‏ االأمر الذي يستنهض همم الرتبويني من اأجل اإعادة بناء هذه<br />

املنظومة الرتبوية لتكون اأكرث قدرة وكفاءة يف مسايرة التقدم،‏ بغية اإعداد جيل من الطلبة<br />

الذين لديهم القدرة على مواجهة مشكالت احلياة بفاعلية.‏<br />

اإن الرتبية احلقيقية هي تلك التي تتجاوز حدود املعلومة وصفحات املقرر الدراسي،‏<br />

اإىل ذلك املستوى االأسمى من توظيف اخلربات يف مواقف حياتية،‏ وال ميكن حتقيق ذلك اإال<br />

اإذا اُحرتمت اأساليب التفكري لدى الطلبة،‏ وكشفت طاقاتهم املبدعة،‏ ومنُ‏ يت ووُ‏ جهت لتحقيق<br />

املشاركة الفاعلة يف احلياة.‏<br />

وتسعى الرتبية بشكل عام،‏ والرتبية االإسالمية بشكل خاص اإىل بناء الشخصية<br />

االإنسانية املتكاملة اجلوانب،‏ حيث تكوين االإنسان املفعم بالعاطفة واملمتثل الأوامر اهلل<br />

تعاىل عقيدة وعبادة واأخالقا،‏ ذلك االإنسان العامل املفكر الذي يستغل كل مهاراته العقلية<br />

وعملياته الذهنية للكشف عن نواميس هذا الكون وتسخريه خلدمته.‏<br />

من هنا تربز احلاجة اإىل االهتمام بعمليات التفكري العليا،‏ من حيث تعليمها كمهارات<br />

مستقلة،‏ اأو تفعيلها من خالل املناهج املدرسية،‏ اإذ اأصبحت ‏رضورة تربوية،‏ الأنها تساعد<br />

يف حل كثري من املشكالت الرتبوية،‏ وعلى راأسها االستنزاف السلبي لطاقات املعلمني<br />

واملتعلمني على حد ‏سواء،‏ هذا باالإضافة اإىل اهتمام الرتبية االإسالمية بعملية التفكري<br />

وتنمية مهاراته باعتباره مطلباً‏ ‏رشعياً،‏ حيث ورد كثري من النصوص الرشعية التي حتث<br />

على التفكري والتدبر واستخدام العقل،‏ ومن ذلك قوله تعاىل:‏ ‏{قل انظروا ماذا يف السموات<br />

واالأرض}‏ ‏)يونس:‏ 101( ، وقوله تعاىل:‏ ‏{اأفال ينظرون اإىل االإبل كيف خلقت،‏ واإىل السماء<br />

كيف رفعت،‏ واإىل اجلبال كيف نصبت،‏ واإىل االأرض كيف ‏سطحت}‏ ‏)الغاشية:‏ 17- 20(،<br />

وقوله ‏صلى اهلل عليه وسلم:‏ ‏)اإذا حكم احلاكم فاجتهد ثم اأصاب فله اأجران،‏ واإذا حكم فاجتهد،‏<br />

ثم اأخطاأ فله اأجر(‏ ‏)صحيح مسلم،‏ كتاب االأقضية،‏ حديث رقم 3240( .<br />

وملا تركزت دعوة الرتبية االإسالمية على البحث وحسن التدبر واستخدام العقل،‏ فاإن<br />

املدرسة ‏-يف وقتنا احلارض-‏ هي مركز النشاط الفكري وبوؤرة البحث العلمي،‏ ويقع على<br />

املعلم العبء االأكرب يف تنفيذ روؤية املجتمع واأهداف املدرسة،‏ وذلك من خالل الطريقة التي<br />

ينظم بها املحتوى الدراسي وينفذه،‏ وهنا يتضح دور املعلم يف تهيئة املناخ املناسب<br />

لتنمية مهارات التفكري العليا لدى الطلبة.‏<br />

50


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

لقد اأولت الرتبية االإسالمية ملعلميها العناية اخلاصة واملكانة الرفيعة،‏ وذلك انطالقا<br />

من روح املنهج الذي يدرسه،‏ ورشف العلم الذي يحمله،‏ ومن هنا يجب اأن ميتاز هذا املعلم<br />

بااللتزام الديني واخللقي،‏ باالإضافة اإىل االإخالص والفطنة والذكاء،‏ واالإبداع يف التفكري<br />

والقدرة على طرح املشكالت ومناقشتها،‏ حتى يتمكن من اإنتاج جيل مفكر ناقد مبدع،‏ لديه<br />

القدرة على التقصي وارتياد املجهول بحثاً‏ عن املعرفة النافعة،‏ وتوظيفها يف مواجهة<br />

حتديات العرص ومشكالته.‏<br />

ومن اجلدير بالذكر اأن تعليم التفكري ومهاراته وتنميتها ليس وليد الصدفة،‏ بل ميكن<br />

اأن يُرعى ويُنمى،‏ وهذا ما يوؤكده )1989 )Machado, حيث يرى اأن االأطفال العاديني<br />

موهوبون،‏ واأن االأطفال املوهوبني جمرد اأطفال عاديني القوا العناية الفائقة،‏ فاإذا ‏سمحنا<br />

للقلة اأن تطور ذكاءها،‏ فاإنها ‏-ال مناص-‏ ‏ستحتكر القوة،‏ ويعطى مزيدا من الفرص<br />

للطغيان االأعظم،‏ فاخلالق عز وجل وهبنا العقل كطريق ينري العدل ومل مييز بني البرش،‏<br />

بل لقد ولدت االمتيازات على اأيدي البرش اأنفسهم،‏ ولذا ميكن رفع قدرات الطلبة التفكريية<br />

ودرجة ذكائهم اإىل اأعلى مستوى.‏ وهذا ما يوافق راأي )1989 )Rochka, حيث يعتقد اأن<br />

تربية االإبداع ممكنة الأي ‏شخص طبيعي عادي من وجهة نظر عقلية،‏ وتوجد براهني كثرية<br />

على اأن اأي ‏شخص عادي ميكن تطوير التفكري لديه بقليل اأو كثري بهذا االجتاه اأو ذاك.‏<br />

واأكد )2005 )White, يف كتابه الشهري ‏»كيف تضاعف ذكاءك»‏ اإىل اأن غالبية البرش<br />

متيل نحو استخدام )%10( اأو اأقل من قدراتهم العقلية،‏ تاركني بذلك خمزوناً‏ هائالً‏ من<br />

الطاقة العقلية املعطلة،‏ وما عليهم اإال اأن يستغلوا طاقاتهم ويتعلموا مهارات التفكري من<br />

اأجل زيادة فعاليتهم ومواجهة مشكالتهم،‏ وحتقيق اأهدافهم العظيمة.‏<br />

ومن هنا يجب اأن ال نكتفي باأن نساعد بعض االأفراد على اكتساب مهارات التفكري<br />

العليا ‏-كالتفكري االإبداعي والناقد-‏ واإمنا علينا اأن نساعد جميع الطلبة على ذلك،‏ وينبغي<br />

على املدرسة اأن تكون املكان الذي تنّمى فيه املواهب وتُطوَّر،‏ واأن عالقة املواهب بالتعليم<br />

اأكرث من اأهمية ارتباطها بالنضج والوسط املحيط ‏)حبيب،‏ 71( 2003، ، بل اإن موؤسسات<br />

الرتبية عليها اأن تسعى بالدرجة االأوىل اإىل تعليم الطلبة كيف يفكرون،‏ وتدريبهم على<br />

اأساليب التفكري السديدة حتى يستطيعوا اأن يتعايشوا يف هذا العامل،‏ ويشقوا طريقهم يف<br />

احلياة بنجاح ‏)حسني،‏ وفخرو،‏ 8( 7، 2002، .<br />

ويرى بعض الرتبويني مثل اجلمل )2005( وهندي )2005( اأن غالبية املناهج<br />

املدرسية تفتقر اإىل القدرة الكافية لعملية تزويد الطلبة باالأساس املعريف ملهارات التفكري<br />

العليا،‏ واأن التعليم املدرسي التقليدي،‏ يوؤثر بشكل ‏سلبي على اأمناط التفكري،‏ ولذا ال يجوز<br />

51


درجة ممارسة معلمي التربية اإلسالمية ومعلماتها ملهارات<br />

التفكير العليا من وجهة نظر طلبة املرحلة الثانوية في األردن<br />

د.‏ جمال اخلالدي<br />

د.‏ أحمد الكيالني<br />

د.‏ محمد العوامرة<br />

اأن ترتك عملية تنمية مهارات التفكري للصدفة،‏ بل ال بد من تهيئة املناخ املناسب لعملية<br />

التفكري،‏ وتنميتها واإطالق طاقات التفكري ‏-بخاصة االإبداعي والناقد-‏ لتكوين طلبة قادرين<br />

على الدخول بفعالية يف كل مناحي احلياة،‏ وتشكيل حارضهم ومستقبلهم.‏<br />

وتربز اأهمية مهارات التفكري العليا بشكل عام،‏ كمهارة االستدالل والرتكيب والتقومي<br />

وحل املشكالت،‏ ومهارات التفكري الناقد واالإبداعي بخاصة؛ يف كونها تنمي روح التساوؤل<br />

لدى الطلبة،‏ وتساعدهم يف فهم اأعمق للمعرفة،‏ وتقبل وجهات النظر املختلفة،‏ والتغلب على<br />

الصعوبات واتخاذ القرارات املناسبة.‏<br />

ويلحظ اأن العالقة بني التفكري االإبداعي والناقد عالقة وثيقة،‏ حيث يعمل التفكري<br />

االإبداعي على توليد اأفكار جديدة واأصيلة،‏ ويحدد السبب بني الظواهر،‏ اأما التفكري الناقد<br />

فيخضع االأفكار االإبداعية للتفسريات اخلاصة باملشكالت املطروحة ويربهن على مدى<br />

‏صحتها،‏ مما يعني اأن مهارات التفكري االإبداعي حتتاج اإىل التفكري الناقد.‏ وهذا ما يوؤكد<br />

عملية التواأمة بني التفكري الناقد واالإبداعي،‏ بل اإن كال التفكريين يعتربان كمتناظرين،‏<br />

ومتساندين يف الوقت نفسه،‏ ويقعان يف اأعلى ‏سلم مهارات التفكري العليا،‏ كما اأن بعض<br />

القدرات االأساسية التي يتضمنها التفكري االإبداعي مثل القدرة على االإحساس باملشكالت<br />

والقدرة على التخيل والتنظيم والتقومي،‏ مشابهة لبعض القدرات االأساسية التي يتضمنها<br />

التفكري الناقد ‏)ريان،‏ 235( 2004، .<br />

واإذا كان االإبداع يعني اأن توجد ‏شيئا ماألوفا من ‏شيء غري ماألوف،‏ واأن حتول املاألوف<br />

اإىل ‏شيء غري ماألوف،‏ كما ترى قطامي )2004، 51( ، فاإن التفكري االإبداعي؛ يعد عملية<br />

ذهنية يتفاعل فيه املتعلم مع اخلربات العديدة التي يواجهها،‏ بهدف استيعاب عنارص<br />

املوقف من اأجل الوصول اإىل فهم جديد اأو اإنتاج جديد،‏ يحقق حال اأصيال للمشكلة،‏ مبا<br />

يخدم املتعلم نفسه اأو جمتمعه ‏)جميد،‏ 202( 2008، .<br />

ويتضح من التعريف السابق دور التفكري االإبداعي يف تكوين اأبنية وتنظيمات جديدة<br />

جتعل الفرد لديه القدرة على ‏صناعة اإنتاج جديد،‏ واأصيل وذي قيمة،‏ فعملية االإبداع<br />

ظاهرة ذهنية متقدمة يعالج فيها الفرد االأشياء واملواقف واخلربات واملشكالت بطريقة<br />

فريدة اأو غري ماألوفة،‏ اأو بوضع جمموعة حلول ‏سابقة،‏ واخلروج بحل جديد،‏ وتعدّ‏ هذه<br />

مهمة وطنية،‏ اإذ اإن تدريب الطلبة على معاجلة القضايا التي يعارصونها باأساليب وطرق<br />

جديدة بعيدة عن التقليد يسهم يف تسليح الطلبة بقيم املعارصة،‏ وتساعدهم على التكيف<br />

بطريقة ناجحة ومتفوقة،‏ مما يزيد من نشاط الطلبة وفاعليتهم ووعيهم ملا يدور حولهم<br />

52


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

‏)قطامي،‏ 191( 2004، ، ومتر العملية الإبداعية ‏ضمن خطوات اأو مراحل اأربع،‏ وهي<br />

‏)الطيطي،‏ )65 ،2001 :<br />

‎1.1‎مرحلة التحضري اأو االإعداد:‏ Preparation<br />

‎2.2‎مرحلة االحتضان اأو االختمار:‏ Incubation<br />

‎3.3‎مرحلة االإرشاق اأو االإلهام:‏ illumination<br />

‎4.4‎مرحلة التحقق اأو اإعادة النظر:‏ Verification<br />

وتتضح املعامل االأساسية للتفكري االإبداعي بقدرة الفرد على االإنتاج،‏ ولذا فاإن<br />

املكونات اأو العنارص الأساسية التي تتشكل منها القدرة الإبداعية،‏ تتمثل فيما ياأتي<br />

‏)ريان،‏ )152 ،2004 :<br />

‎1.1‎الطالقة:‏ Fluency<br />

‎2.2‎املرونة:‏ Flexibility<br />

‎3.3‎احلساسية للمشكالت:‏ Sensitivity to the problems<br />

‎4.4‎االأصالة:‏ Originality<br />

اأما التفكري الناقد فقد اأصبحت احلاجة اإىل حتقيقه غاية اأساسية ملعظم السياسات<br />

الرتبوية،‏ وهدفاً‏ رئيساً‏ تسعى املناهج لتعليم مهاراته للطلبة.‏ ويعرف التفكير الناقد<br />

باأنه:‏ تقرير حقيقة املعرفة ودقتها وقيمتها واحلكم على االأخبار املستندة اإىل مصادر<br />

مقبولة،‏ وفحص املواد يف ‏ضوء الدليل ومقارنة احلوادث واالأخبار ثم االستنتاج<br />

. )Beyer, 1985, p. 274(<br />

وتعود اأهمية هذا التفكري اإىل املهارات التي يتضمنها،‏ مثل مهارة التمييز بني احلقائق<br />

وحتديد ‏صدق املصادر،‏ وحتديد دقة اخلرب ومدى ‏صدقه،‏ والكشف عن التحيز،‏ ومتييز<br />

املعلومات ذات العالقة من املعلومات التي ليست لها عالقة،‏ وكذا التنبوؤ واالستنباط<br />

وتعليل الظواهر،‏ ومناقشة املعلومات وتفسريها وتقومي فاعلية املناقشة واملعلومات،‏<br />

واخلروج بتعميمات،‏ مما يساهم يف بناء ‏شخصية تتصف باملوضوعية واملشاركة الفاعلة،‏<br />

والقدرة على حل املشكالت،‏ وهذا املقصود االأساس من الرتبية،‏ حيث اإن التفكري ‏رضورة<br />

حياتية ال غنى عنها ‏)ريان،‏ 2004، وجروان،‏ 1999( .<br />

ومما ‏سبق تتضح اأهمية دور معلمي الرتبية االإسالمية يف اإطالق القدرات الذهنية لدى<br />

الطلبة،‏ واستخدام املخزون الهائل من الطاقات العقلية حتقيقاً‏ ملراد اهلل تعاىل يف االأرض،‏<br />

اإذ اإن العلم ‏-باعتباره الهدف االأسمى يف الرشيعة االإسالمية-‏ ال يتم اإال بالتعلم،‏ والتعليم<br />

يعني التفكري،‏ والتفكري يقود اإىل االإبداع وحل املشكالت.‏<br />

53


درجة ممارسة معلمي التربية اإلسالمية ومعلماتها ملهارات<br />

التفكير العليا من وجهة نظر طلبة املرحلة الثانوية في األردن<br />

د.‏ جمال اخلالدي<br />

د.‏ أحمد الكيالني<br />

د.‏ محمد العوامرة<br />

مشكلة الدراسة:‏<br />

تعدُّ‏ تنمية التفكري لدى املتعلمني،‏ وال ‏سيما يف املرحلة الثانوية،‏ مطلباً‏ رئيساً‏ من<br />

متطلبات العملية التعليمية التعلمية،‏ وهو من الرضورة مبكان اأن يبقى ماثالً‏ يف عمليات<br />

التعلم والتعليم،‏ ‏سواء يف مناهج الرتبية االإسالمية اأم غريها،‏ ولذلك عملت وزارة الرتبية<br />

والتعليم االأردنية من خالل املديرية العامة للمناهج،‏ وبالتعاون مع املنظمة العربية<br />

للرتبية والثقافة،‏ على اإعداد املعلمني وتدريبهم،‏ ووضع اأطر عامة للمناهج املدرسية،‏ مبا<br />

يضمن تفعيل دور الطلبة يف احلصص الصفية،‏ وتنمية مهارات التفكري لديهم ‏)وزارة الرتبية<br />

والتعليم،‏ 2003( ، اإال اأن الدراسات واالأبحاث الرتبوية بشكل عام،‏ كدراسة )2008( Smith<br />

والشنيقات )2005( والربضي )2004( اأشارت يف نتائجها اإىل حمدودية تفعيل مهارات<br />

التفكري العليا يف احلصص الصفية،‏ بالرغم من اآثارها االإيجابية يف الطلبة،‏ كمساعدتهم<br />

يف تكوين اأبنية معرفية ذات معنى،‏ وتنمية قدرتهم على االستنباط واملحاكمة العقلية<br />

والتنبوؤ وتقومي املعلومات واتخاذ القرار،‏ مما يجعل االأمر لزاما على املعلمني عامة ومعلمي<br />

الرتبية االإسالمية بخاصة،‏ العمل على تنمية مهارات التفكري لدى طلبتهم،‏ وترسيخ مهاراته<br />

يف عقول الطلبة،‏ جلعلهم اأكرث كفاءة يف التعايش االإيجابي يف عرص التدفق املعريف،‏ وال<br />

يتم ذلك اإال من خالل التدريب املوجه،‏ الذي يُعد املعلم الكفء من اأهم عنارصه.‏ ولذلك<br />

برزت هذه الدراسة للكشف عن مدى درجة ممارسة معلمي ومعلمات الرتبية االإسالمية يف<br />

املرحلة الثانوية ملهارات التفكري العليا من وجهة نظر طلبتهم.‏<br />

أهمية الدراسة:‏<br />

54<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

اإن هذه الدراسة ‏-ويف حدود علم الباحثني-‏ هي االأوىل من نوعها والتي من املوؤمل<br />

اأن تسهم فيما ياأتي:‏<br />

الكشف عن درجة ممارسة معلمي الرتبية االإسالمية ومعلماتها ملهارات التفكري<br />

العليا.‏<br />

مساعدة موؤلفي مناهج الرتبية االإسالمية،‏ يف تضمني اأدلة مناهج الرتبية<br />

االإسالمية مبهارات التفكري العليا،‏ اشتقاقاً‏ من القائمة التي مت بناوؤها.‏<br />

يوؤمل اأن تقدم نتائج هذه الدراسة للمسوؤولني عن اإعداد املعلمني وتاأهيلهم قبل<br />

اخلدمة واأثنائها،‏ ملساعدتهم يف ممارسة مهارات التفكري العليا اأثناء تنفيذ احلصص<br />

الصفية،‏ مما يساعد يف حتسني اأداء املعلمني،‏ وتنمية قدرات املتعلمني على حد ‏سواء.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

أسئلة الدراسة:‏<br />

تهدف الدراسة اإىل الإجابة عن الأسئلة الآتية:‏<br />

‏.‏‎1‎ما 1 درجة ممارسة معلمي ومعلمات الرتبية االإسالمية يف املرحلة الثانوية ملهارات<br />

التفكري العليا من وجهة نظر طلبتهم؟<br />

‏.‏‎2‎هل 2 تختلف درجة ممارسة معلمي الرتبية االإسالمية ومعلماتها يف املرحلة<br />

الثانوية يف االأردن لتنمية مهارات التفكري العليا بحسب متغري اجلنس؟<br />

وقد انبثق عن السوؤال الثاين الفرضية الآتية:‏<br />

‏فرضية الدراسة:‏ ال توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطات درجة ممارسة<br />

معلمي الرتبية االإسالمية ومعلماتها ملهارات التفكري العليا تعزى اإىل متغري اجلنس،‏ من<br />

وجهة نظر الطلبة عند مستوى الداللة (0.05 ≤ α) .<br />

55<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

<br />

حدود الدراسة:‏<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦ ‏♦حدود زمانية:‏ الفصل االأول،‏ من العام الدراسي )2010/2009 ) م.‏<br />

حدود مكانية:‏ مديرية تربية لواء الرصيفة،‏ يف املدارس احلكومية يف االأردن.‏<br />

حدود برشية:‏ طلبة الصفني االأول والثاين الثانوي.‏<br />

حدود علمية تطبيقية:‏ مهارات التفكري العليا،‏ وحتددت يف الدراسة احلالية؛<br />

مبهارات التفكري الناقد،‏ ومهارات التفكري االإبداعي.‏<br />

♦ ‏♦اأداة الدراسة:‏ وتتحدد باالأداة التي اأُعدت حول درجة ممارسة معلمي الرتبية<br />

االإسالمية ومعلماتها ملهارات التفكري العليا.‏<br />

التعريفات اإلجرائية:‏<br />

تشمل الدراسة احلالية على مصطلحات ينبغي تعريفها اإجرائيا،‏ وهي:‏<br />

‏◄◄درجة املمارسة:‏ وهي الدرجة التي حتُ‏ دَّد يف ‏ضوء املقياس املعد لذلك،‏ مما يبعث<br />

على تعزيز مهارات التفكري العليا لدى الطلبة.‏<br />

‏◄◄مهارات التفكري العليا:‏ وهي املظاهر اأو االأمناط السلوكية التي يُظهرها املعلمون<br />

اأثناء التدريس الصفي،‏ وشملت هذه االأمناط السلوكية قائمتني اإحداهما للتفكري االإبداعي،‏<br />

واالأخرى للتفكري الناقد.‏


درجة ممارسة معلمي التربية اإلسالمية ومعلماتها ملهارات<br />

التفكير العليا من وجهة نظر طلبة املرحلة الثانوية في األردن<br />

د.‏ جمال اخلالدي<br />

د.‏ أحمد الكيالني<br />

د.‏ محمد العوامرة<br />

‏◄◄وجهة نظر الطلبة:‏ وهي التقديرات التي يسجلها الطلبة على املقياس املعد،‏<br />

والذي تُرصد من خالله درجة ممارسة معلمي الرتبية االإسالمية ومعلماتها ملهارات<br />

التفكري العليا.‏<br />

‏◄◄املرحلة الثانوية:‏ وهي حلقة الوصل بني التعليم االأساسي والتعليم العايل،‏ وهي<br />

مرحلة تعليم غري اإلزامية مدتها ‏سنتان،‏ وتشمل الصفني؛ االأول والثاين الثانوي،‏ بحسب<br />

قانون وزارة الرتبية والتعليم االأردنية،‏ رقم )27( ، لعام )1989( م.‏ ‏ص )16( .<br />

الدراسات السابقة:‏<br />

تتناول الدراسة احلالية ما اأمكن التوصل اإليه من الدراسات ذات الصلة العربية<br />

واالأجنبية،‏ مرتبة حسب تسلسلها الزمني،‏ مع مالحظة عدم توافر اأي دراسة ‏-يف حدود علم<br />

الباحثني-‏ حول تقصي درجة ممارسة معلمي ومعلمات الرتبية االإسالمية ملهارات التفكري<br />

العليا من وجهة نظر الطلبة.‏<br />

دراسة )2008 )Posner, ، التي هدفت اإىل استقصاء اأثر خصائص املعلم وسلوكه يف<br />

تطوير مهارات التفكري الناقد لدى الطلبة يف مادة العلوم،‏ وتكونت عينة الدراسة من )36(<br />

معلماً‏ ومعلمة ممن يُدرِّسون يف املدارس احلكومية االأمريكية للمرحلة الثانوية،‏ ومتثلت اأداة<br />

الدراسة يف بطاقة مالحظة عُ‏ بئت من خالل تصوير حصة ‏صفية لكل منهم،‏ وقُ‏ ‏سم املعلمون<br />

اإىل فئتني عليا ودنيا حسب عالمات طلبتهم للفصل االأول،‏ واأظهرت نتائج الدراسة اأن اأداء<br />

الطلبة الذين درَّسهم معلمو ومعلمات الفئة العليا اختلفت عن اأداء نظرائهم الذين درسهم<br />

معلمو ومعلمات الفئة الدنيا،‏ حيث اأظهر معلمو الفئة العليا متيزاً‏ واضحاً‏ يف استخدام املواد<br />

واملناقشة،‏ والتمهيد اجليد للدرس،‏ واإثارة دافعية الطلبة،‏ والتعليم من خالل املجموعات،‏<br />

وتفعيل االأنشطة الصفية،‏ اأما معلمو الفئة الدنيا ومعلماتها فقد اتصفوا بالتعليم املبارش،‏<br />

واستخدام احلاسوب لتقدمي كمية اأكرب من املعلومات،‏ وتركز جُ‏ لَّ‏ اهتمامهم باملنهج الدراسي<br />

املعتمد.‏<br />

واأجرى )2008 )Smith, ، دراسة هدفت اإىل التعرف اإىل مظاهر التفكري الناقد التي<br />

يركز عليها معلمو الرتبية االجتماعية ومعلماتها يف املدارس االإجنليزية للمرحلة االأساسية،‏<br />

ودرجة ‏شيوع تلك املظاهر يف ‏سلوك املعلمني،‏ حيث تكونت عينة الدراسة من )125( معلما<br />

و )125( معلمة من مدارس اململكة املتحدة،‏ اختريوا بطريقة االختيار العشوائي الطبقي<br />

التناسبي،‏ اأما اأداة الدراسة فكانت عبارة عن منوذج تصنيفي تُقاس من خالله درجة<br />

ممارسة مظاهر السلوك الناقد،‏ واأظهرت النتائج اأن نسبة االأمناط السلوكية ذات الصلة<br />

56


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

بالتفكري الناقد بلغت )%21( ، واأن نسبة املعلمني واملعلمات الذين يتجهون يف تدريسهم<br />

نحو تنمية التفكري الناقد بلغت )%8( ، مما يدل على تدين ممارسة املعلمني واملعلمات<br />

ملهارات التفكري الناقد.‏<br />

واأجرى دناوي )2007( ، دراسة تناولت بناء برنامج تدريبي يستند اإىل برنامج كورت<br />

)CORT( ، ودراسة مدى فاعليته يف تطوير مهارات التفكري،‏ حيث تكونت عينة الدراسة<br />

من )15( معلماً‏ و )28( معلمة،‏ اختريوا بالطريقة العشوائية البسيطة من اأصل )110(<br />

معلماً‏ ومعلمة ملادة الرتبية االإسالمية يف املدارس التابعة للمنطقة الغربية التعليمية يف<br />

دولة االإمارات العربية،‏ ومتثلت اأداة الدراسة يف تطوير برنامج تدريبي يف مهارات التفكري<br />

االإبداعي،‏ وتصميم بطاقة مالحظة لقياس مدى امتالك املعلمني لهذه املهارات،‏ حيث<br />

اأشارت النتائج اإىل وجود اأثر دال اإحصائيا للربنامج التدريبي يف متوسط اأداء املعلمني،‏<br />

ومل يكن هناك اأثر ملتغري اجلنس يف تطبيق الربنامج التدريبي.‏<br />

وسعت دراسة )2007 )Pratt, ، اإىل معرفة مدى مساهمة معلمي الدراسات االجتماعية<br />

يف تنمية مهارات التفكري االإبداعي والناقد،‏ يف )12( دائرة من دوائر الرتبية والتعليم يف<br />

الواليات املتحدة االأمريكية،‏ وشملت العينة )64( معلماً،‏ وكانت اأداة الدراسة عبارة عن<br />

بطاقة مالحظة ‏شملت )41( معياراً،‏ بحيث رُصدت )5( حصص دراسية لكل معلم،‏ واأظهرت<br />

النتائج اأن )%18( من معلمي الدراسات االجتماعية يسهمون يف تنمية مهارات التفكري<br />

االإبداعي والناقد بشكل مقبول،‏ واأن )%6( من املعلمني ترتاوح نسبة مساهمتهم يف تنمية<br />

مهارات التفكري ما بني )70- %85( ، وباقي املعلمني كانت نسبة مساهمتهم ليست ذات<br />

تاأثري اإيجابي.‏<br />

ويف دراسة )2007 )Salvin, ، التي هدفت اإىل معرفة وجهة نظر معلمي الدراسات<br />

االجتماعية للمرحلة الثانوية يف والية كاليفورنيا االأمريكية من تطبيق مهارات التفكري<br />

االإبداعي،‏ حيث اختري )30( معلماً‏ بالطريقة العشوائية،‏ ولوحظ مدى متكنهم من تدريس<br />

مهارات التفكري االإبداعي،‏ واستخدمت الدراسة ‏سجل املالحظة اأداةً‏ ‏سُ‏ جِّ‏ ل من خاللها ‏سلوك<br />

املعلمني داخل حجرات الدراسة مالحظة غري مبارشة،‏ عن طريق تسجيل اأداء املعلمني<br />

بجهاز فيديو،‏ واأظهرت نتائج الدراسة تدين مستوى استخدام اسرتاتيجيات التفكري االإبداعي<br />

من قبل املعلمني.‏<br />

وحاولت ررصص )2006( ، الكشف عن درجة ممارسة معلمي الرتبية االإسالمية<br />

للمرحلة االأساسية للمهارات االإبداعية وعالقتها بالتحصيل،‏ لدى عينة مكونة من<br />

)40( معلماً‏ ومعلمة يتبعون مديرية التعليم اخلاص يف حمافظة عمان للعام الدراسي<br />

57


درجة ممارسة معلمي التربية اإلسالمية ومعلماتها ملهارات<br />

التفكير العليا من وجهة نظر طلبة املرحلة الثانوية في األردن<br />

د.‏ جمال اخلالدي<br />

د.‏ أحمد الكيالني<br />

د.‏ محمد العوامرة<br />

)2006/2005(، واختريوا عشوائيا من املجتمع االأصلي،‏ وكانت اأداة الدراسة عبارة عن<br />

بطاقة مالحظة اشتملت على )38( فقرة،‏ ‏صممت لقياس مدى استخدام املهارات االأساسية<br />

للتفكري االإبداعي يف اأثناء املمارسات التدريسية،‏ واأشارت النتائج اإىل اأن درجة ممارسة<br />

معلمي الرتبية االإسالمية ومعلماتها للمهارات االإبداعية كانت بدرجة متوسطة،‏ ومل ترش<br />

النتائج اإىل وجود فروق دالة تعزى ملتغري اجلنس،‏ كما اأشارت اإىل وجود عالقة ارتباطية<br />

موجبة بني ممارسة معلمي الرتبية االإسالمية للمهارات االإبداعية ككل وحتصيل طلبتهم.‏<br />

وهدفت دراسة )2005 )scriven, ، اإىل الكشف عن مدى تركيز معلمي الدراسات<br />

االجتماعية يف املرحلة الثانوية يف الواليات املتحدة االأمريكية،‏ على تطوير االإجراءات<br />

الصفية التي تنمي مهارات التفكري العليا،‏ وشملت عينة البحث )50( مرشفاً‏ مدرسياً،‏<br />

واستخدمت بطاقة املالحظة كاأداة حتوي )57( مظهراً‏ لقياس االأمناط السلوكية املحفزة<br />

للتفكري يف داخل احلجرة الصفية،‏ حيث اأظهرت نتائج الدراسة توسط اأداء املعلمني يف تنمية<br />

مهارات التفكري العليا،‏ وحصلت ربط خربات الطلبة باحلياة على اأعلى درجة ممارسة،‏ يف<br />

مقابل حصول مساعدة الطلبة يف التنبوؤ مبجريات االأحداث على اأقل درجة ممارسة من قِ‏ بل<br />

املعلمني،‏ حسب وجهة نظر مرشفيهم.‏<br />

واأجرت الشنيقات )2005( ، دراسة هدفت اإىل الكشف عن مدى ممارسة معلمي الرتبية<br />

االإسالمية ومعلماتها للمرحلة االأساسية العليا يف االأردن ملهارات التفكري االإبداعي،‏ حيث<br />

اختري )60( معلماً‏ ومعلمة ممن يُدرِّسون منهج الرتبية االإسالمية للمرحلة االأساسية العليا<br />

يف منطقة اإربد االأوىل،‏ اختريوا بالطريقة العشوائية،‏ ومتثلت اأداة الدراسة ببناء برنامج<br />

تدريبي لتنمية مهارات التفكري االإبداعي لدى املعلمني،‏ واُستخدمت بطاقة املالحظة لقياس<br />

مدى ممارسة اأفراد العينة ملهارات التفكري االإبداعي،‏ واأظهرت النتائج تدين مستوى معرفة<br />

وممارسة معلمي الرتبية االإسالمية ملهارات التفكري االإبداعي،‏ كما بينت النتائج وجود<br />

فروق دالة يف مستوى املعرفة لدى املعلمني واملعلمات ملهارات التفكري االإبداعي لصالح<br />

الربنامج التدريبي املقرتح.‏<br />

واأجرى اأبو ريا )2004( ، دراسة بهدف الكشف عن دور املعلمني يف تنمية التفكري<br />

االإبداعي لدى طلبة املرحلة االإبتدائية يف فلسطني،‏ من وجهة نظر املعلمني اأنفسهم،‏ حيث<br />

اختري )41( معلماً‏ و )99( معلمة من معلمي ومعلمات املدارس العربية يف منطقة اجلليل،‏<br />

واستخدم ‏سجل املالحظة املبارشة كاأداة لقياس درجة ممارسة املعلمني واملعلمات<br />

ملهارات التفكري االإبداعي،‏ واأظهرت النتائج اأن املعلمني يقدّرون دورهم باملتوسط يف<br />

58


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

تنمية مهارات التفكري االإبداعي لدى طلبة املرحلة االإبتدائية،‏ باالإضافة اإىل وجود فروق<br />

ذات داللة اإحصائية تُعزى ملتغري اجلنس لصالح االإناث على االأداة ككل.‏<br />

وسعى )2004 )Caffarella, ، يف دراسته اإىل معرفة اأثر اجلزء االأول من برنامج<br />

)CORT( يف التدريب على كل من الطلبة واملعلمني،‏ يف املرحلة الثانوية يف الواليات<br />

املتحدة االأمريكية،‏ وتكونت العينة من )25( معلما ومعلمة،‏ و )420( طالبا وطالبة،‏<br />

ومتثلت اأداة الدراسة يف استخدام مقياس ‏)تورنس(‏ للتفكري االإبداعي،‏ ومقياس االإجناز يف<br />

االمتحانات املدرسية،‏ واأشارت نتائج الدراسة اإىل توسط استجابات املعلمني على برنامج<br />

)CORT( للتدريب االإبداعي،‏ وتدين درجة ممارستهم ملهارات التفكري االإبداعي،‏ باالإضافة<br />

اإىل زيادة ملحوظة اإحصائيا يف املستوى الذي قدر فيه الطلبة مهاراتهم التفكريية،‏ واأدى<br />

اإىل زيادة متوسط حتصيلهم الدراسي.‏<br />

وتناول احلمدي )2004( ، يف دراسته معرفة واقع ممارسة معلمي التاريخ ملهارات<br />

التفكري الناقد والتفكري االإبداعي يف املدارس الثانوية،‏ واختري اأفراد العينة بالطريقة<br />

العشوائية،‏ حيث تكونت من )60( معلماً‏ و )40( مديراً‏ من اإدارة التعليم مبنطقة املدينة<br />

املنورة،‏ وكانت اأداة الدراسة عبارة عن استبانة تكونت من )69( فقرة لقياس درجة<br />

ممارسة مهارات التفكري الناقد واالإبداعي لدى املعلمني واملديرين،‏ واأظهرت النتائج<br />

اخلاصة بتقديرات املعلمني اأن هناك فروقاً‏ ذات داللة بني واقع ممارسة املعلمني ملهارات<br />

التفكري الناقد وبني املستوى املقبول تربوياً‏ لصالح تقديرات املعلمني،‏ ومل توجد فروق بني<br />

واقع ممارسة املعلمني ملهارات التفكري االإبداعي،‏ اأما بالنسبة لتقديرات املديرين،‏ فاأظهرت<br />

النتائج وجود فروق يف ممارسة املديرين ملهارات التفكري االإبداعي والناقد،‏ وبني املستوى<br />

املقبول تربويا لصالح املستوى املقبول تربويا.‏<br />

وحاولت الربضي )2004( ، يف دراستها الكشف عن درجة معرفة معلمي الدراسات<br />

االجتماعية يف املرحلة الثانوية يف االأردن ملهارات التفكري الناقد،‏ ومدى ممارستهم<br />

لهذه املهارات،‏ حيث تكونت عينة الدراسة من )84( معلماً‏ ومعلمة ممن يدَّرسون مباحث<br />

الدراسات االجتماعية للصفني االأول والثاين الثانويني،‏ واختريوا بالطريقة العشوائية من<br />

اأصل )1675( معلما ومعلمة،‏ ومتثلت اأداة الدراسة ببناء قائمة لقياس مهارات التفكري<br />

الناقد ومدى امتالكها من قبل املعلمني،‏ ‏شملت االأداة )25( مهارة فرعية،‏ موزعة على<br />

خمسة جماالت رئيسة،‏ وجاءت نتائج الدراسة تشري اإىل اأن درجة اكتساب وممارسة معلمي<br />

الدراسات االجتماعية ملهارات التفكري الناقد كانت منخفضة،‏ كما اأظهرت النتائج فروقاً‏<br />

دالة اإحصائيا للربنامج التدريبي املقرتح لتنمية مهارات التفكري الناقد،‏ يف اكتساب<br />

وممارسة معلمي الرتبية االجتماعية ملهارات التفكري الناقد.‏<br />

59


درجة ممارسة معلمي التربية اإلسالمية ومعلماتها ملهارات<br />

التفكير العليا من وجهة نظر طلبة املرحلة الثانوية في األردن<br />

د.‏ جمال اخلالدي<br />

د.‏ أحمد الكيالني<br />

د.‏ محمد العوامرة<br />

تعقيب على الدراسات السابقة:‏<br />

● ‏●عدم وجود دراسات ذات ‏صلة تناولت متغريات الدراسة احلالية،‏ وهي درجة<br />

ممارسة معلمي الرتبية االإسالمية ومعلماتها ملهارات التفكري العليا من وجهة نظر الطلبة،‏<br />

اإال اأن هذه الدراسات كانت ذات اأهمية قصوى بالنسبة للباحثني،‏ الأنها ‏ساعدت يف رسم<br />

تصور عام ملنهجية الدراسة احلالية،‏ اإضافة اإىل اأنها ‏شكلت مرتكزاً‏ يف تصميم اأداة القياس<br />

اخلاصة بهذه الدراسة.‏<br />

● ‏●تركزت الدراسات السابقة على درجة ممارسة التفكري من وجهة نظر املعلمني<br />

اأنفسهم اأو مرشفيهم ومديريهم،‏ من غري االأخذ بعني االعتبار وجهة نظر الطلبة،‏ وبخاصة<br />

طلبة املرحلة الثانوية الذين ميتلكون القدرة على التقومي واإصدار االأحكام،‏ ومتابعة<br />

اإجراءات تنفيذ احلصة الصفية بصورة اأكرث دقة من طلبة املرحلتني االإعدادية اأو االأساسية<br />

يف الغالب.‏<br />

● ‏●اأشارت معظم الدراسات السابقة اإىل تدين مستوى درجة ممارسة املعلمني<br />

واملعلمات ‏-سواء يف املدارس العربية اأو االأجنبية-‏ يف تنمية مهارات التفكري بشكل عام<br />

والتفكري الناقد واالإبداعي بخاصة.‏<br />

الطريقة واإلجراءات:‏<br />

منهج الدراسة:‏<br />

استخدم الباحثون املنهج الوصفي املسحي ملالءمته اأغراض الدراسة احلالية.‏<br />

جمتمع الدراسة:‏<br />

اختريت مديرية تربية لواء الرصيفة بالطريقة العشوائية،‏ لتمثل جمتمع الدراسة،‏ وتعد<br />

اإحدى مديريات تربية الوسط يف االأردن،‏ وتكون جمتمع الدراسة من طلبة املرحلة الثانوية<br />

يف مديرية تربية لواء الرصيفة،‏ للعام الدراسي )2010/2009( م،‏ وبلغ عدد اأفراد الدراسة<br />

)7621( ، منهم )3454( طالبا و )4167( طالبة،‏ موزعني على )13( مدرسة للذكور،‏ و<br />

)15( مدرسة لالإناث.‏<br />

عينة الدراسة:‏<br />

اختري )%10( من جمتمع الدراسة االأصلي وذلك بالطريقة الطبقية العشوائية البسيطة،‏<br />

من طلبة املرحلة الثانوية،‏ يف مديرية تربية لواء الرصيفة،‏ بحيث بلغ عدد اأفراد العينة<br />

الذكور )345( طالبا،‏ وعدد االإناث )417( طالبة.‏<br />

60


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

أداة الدراسة:‏<br />

61<br />

♦<br />

♦<br />

قام الباحثون ببناء اأداة الدراسة لقياس درجة ممارسة معلمي الرتبية االإسالمية<br />

ومعلماتها ملهارات التفكري العليا من وجهة نظر الطلبة،‏ حيث ‏صُ‏ ممت استبانة يف ‏ضوء<br />

االأدب النظري املتعلق باملوضوع،‏ واملتمثل بدراسة دناوي )2007( و )2007( Pratt<br />

وررصص )2006( والشنيقات )2005( ، واشتملت االستبانة يف ‏صورتها االأولية على )25(<br />

مظهراً‏ ‏سلوكياً‏ ملهارات التفكري الناقد،‏ و )25( مظهراً‏ ‏سلوكياً‏ ملهارات التفكري االإبداعي،‏<br />

وبعد التاأكد من ‏صدق االأداة وثباتها واإجراء التعديالت البنائية واللغوية،‏ اأصبحت الأداة<br />

يف ‏صورتها النهائية تشمل قائمتني:‏<br />

‏♦القائمة االأوىل:‏ واشتملت يف ‏صورتها النهائية على )18 ) مظهراً‏ ‏سلوكياً،‏ وذلك<br />

لقياس درجة ممارسة املعلمني ملهارات التفكري االإبداعي.‏<br />

‏♦القائمة الثانية:‏ واشتملت يف ‏صورتها النهائية على )17 ) مظهراً‏ ‏سلوكياً،‏ وذلك<br />

لقياس درجة ممارسة املعلمني ملهارات التفكري الناقد.‏<br />

وقد اعتمدت الدراسة مقياس ليكرت للتدرج اخلماسي،‏ ملعرفة درجة ممارسة املعلمني<br />

ملهارات التفكري العليا،‏ حسب القائمة املصممة لذلك،‏ امللحق )1، 2( .<br />

وصُ‏ نفت درجة ممارسة معلمي الرتبية االإسالمية ومعلماتها ملهارات التفكري العليا<br />

اعتماداً‏ على املتوسطات احلسابية،‏ يف ثالثة مستويات ‏)منخفض،‏ ومتوسط،‏ ومرتفع(‏ ،<br />

وبتطبيق معادلة مدى الفئات،‏ اُعتربت الفئة التي حصلت على متوسط حسابي )1 – 2.33(<br />

فئة ذات مستوى منخفض،‏ والفئة )2.34 – 3.66( املستوى املتوسط،‏ والفئة )3.67 – 5(،<br />

املستوى املرتفع.‏<br />

صدق األداة:‏<br />

عُ‏ رضت االأداة بصورتها االأولية على )9( حمكمني من ذوي اخلربة واالختصاص،‏ حيث<br />

اُعتمدت الفقرات التي حصلت على نسبة اتفاق )%80( فما فوق،‏ وقد اأُجريت التعديالت بناء<br />

على مالحظات املحكمني،‏ بحيث اأصبحت االأداة بصورتها النهائية مكونة من )35( فقرة<br />

تقيس مهارات التفكري االإبداعي والناقد.‏<br />

ثبات األداة:‏<br />

حُ‏ دِّد ثبات االأداة بطريقة اإعادة تطبيق االختبار،‏ على عينة استطالعية من خارج عينة<br />

الدراسة،‏ تكونت من )46( طالباً‏ وطالبة يف املرحلة الثانوية،‏ وقد بلغ معامل الثبات لقائمة<br />

التفكري االإبداعي )%91( ، ولقائمة التفكري الناقد )%87( ، ولالأداة ككل )%89( ، وعدّ‏ معامل<br />

الثبات مقبوالً‏ لتحقيق اأغراض هذه الدراسة.‏


درجة ممارسة معلمي التربية اإلسالمية ومعلماتها ملهارات<br />

التفكير العليا من وجهة نظر طلبة املرحلة الثانوية في األردن<br />

د.‏ جمال اخلالدي<br />

د.‏ أحمد الكيالني<br />

د.‏ محمد العوامرة<br />

املعاجلة اإلحصائية:‏<br />

الستخراج نتائج الدراسة املتعلقة بسوؤال الدراسة وفرضيتها،‏ حول درجة ممارسة<br />

معلمي ومعلمات الرتبية االإسالمية ملهارات التفكري العليا يف املرحلة الثانوية يف االأردن،‏<br />

وتاأثره مبتغري اجلنس للطلبة،‏ فقد اُستخرج املتوسط احلسابي واالنحراف املعياري لفقرات<br />

جماالت التفكري العليا،‏ من خالل استجابة الطلبة على فقرات االستبانة،‏ واملوزعة حسب<br />

مقياس ليكرت اخلماسي.‏<br />

عرض نتائج الدراسة ومناقشتها:‏<br />

يتناول هذا اجلزء عرضا للنتائج التي توصلت اإليها الدراسة وعلى النحو االآتي:‏<br />

‏◄◄اأوال-‏ النتائج املتعلقة بالسوؤال االأول ومناقشتها:‏<br />

ما درجة ممارسة معلمي ومعلمات الرتبية الإسالمية ملهارات التفكري<br />

العليا ‏)الناقد والإبداعي(‏ يف املرحلة الثانوية يف الأردن من وجهة نظر<br />

طلبتهم؟<br />

لالإجابة عن هذا السوؤال حُ‏ ‏سبت املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية،‏ كما<br />

حددت الرتب ودرجة املمارسة لفقرات جمايل التفكري الناقد واالإبداعي كال على حدا،‏ لدى<br />

معلمي الرتبية االإسالمية ومعلماتها،‏ واجلداول االآتية تبني هذه النتائج.‏<br />

. أالنتائج املتعلقة مبهارات التفكري الناقد ومناقشتها:‏<br />

يوضح اجلدول االآتي درجة ممارسة الفقرات اخلاصة مبهارات التفكري الناقد،‏ لدى<br />

معلمي الرتبية االإسالمية ومعلماتها،‏ من وجهة نظر الطلبة،‏ ورتبة كل فقرة حسب نسبة<br />

تكرارها.‏<br />

الجدول )1(<br />

الرتبة الرقم<br />

1<br />

2<br />

3<br />

4<br />

المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية والرتبة ودرجة الممارسة لفقرات<br />

مجال التفكير الناقد لدى معلمي ومعلمات التربية اإلسامية مرتبة تنازليا<br />

الفقرة<br />

يدربني على التوصل اإىل تفسري ‏صحيح للقضايا واملسائل املطروحة<br />

يحثني على جمع البيانات من مصادر موثوقة ومتعددة<br />

يثري دافعيتي يف طرح موضوعات وقضايا جدلية قابلة للنقاش<br />

يرفع من درجة اإحساسي باملشكالت املطروحة<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

2.90<br />

2.87<br />

2.86<br />

2.84<br />

النحراف<br />

املعياري<br />

0.45<br />

0.51<br />

0.51<br />

0.55<br />

درجة<br />

املمارسة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

13<br />

2<br />

3<br />

1<br />

62


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

الرتبة الرقم<br />

الفقرة<br />

يتيح يل فرصة تلخيص االأفكار املطروحة واإعادة ‏صياغتها بلغتي اخلاصة<br />

يحثني على ‏صياغة اأسئلة تسهم يف فهم اأعمق للموضوعات املطروحة<br />

يساعدين يف التمييز بني االأفكار الرئيسة والتفاصيل اجلزئية<br />

يسهل يل روؤية الوجه االآخر لالأحداث<br />

يشجعني على بناء استنتاجات منطقية<br />

يشجعني على النقد البناء وتقبل الراأي االآخر<br />

يدربني على عملية التنبوؤ مبجريات االأحداث يف ‏ضوء املقدمات<br />

يدربني على ‏صياغة فرضيات وبناء توقعات<br />

يشجعني اإىل التعرف على الغموض يف القضايا املطروحة<br />

يحثني على التفكري باإيجاد البدائل واحللول املختلفة<br />

يساعدين يف تقييم املعلومات وبيان جوانب القوة والضعف فيها<br />

يساعدين يف حتديد قوة الربهان ومتييز املعلومات واحلكم عليها<br />

يساعدين على التمييز بني احلقائق واالآراء املطروحة<br />

الدرجة الكلية<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

النحراف<br />

املعياري<br />

درجة<br />

املمارسة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

منخفضة<br />

متوسطة<br />

0.56<br />

0.58<br />

0.67<br />

0.68<br />

0.71<br />

0.71<br />

0.77<br />

0.82<br />

0.82<br />

0.85<br />

0.89<br />

0.90<br />

0.97<br />

0.16<br />

2.83<br />

2.81<br />

2.75<br />

2.73<br />

2.72<br />

2.70<br />

2.64<br />

2.58<br />

2.58<br />

2.55<br />

2.47<br />

2.43<br />

2.24<br />

2.67<br />

5<br />

6<br />

7<br />

8<br />

9<br />

10<br />

11<br />

12<br />

12<br />

14<br />

15<br />

16<br />

17<br />

15<br />

16<br />

11<br />

10<br />

17<br />

14<br />

12<br />

4<br />

5<br />

9<br />

8<br />

7<br />

6<br />

يظهر من اجلدول السابق )1( اأن درجة ممارسة معلمي الرتبية االإسالمية ومعلماتها<br />

ملهارات التفكري الناقد يف املرحلة الثانوية يف االأردن من وجهة نظر طلبتهم كانت بشكل<br />

عام متوسطة،‏ اإذ بلغ املتوسط احلسابي )2.67( ، بانحراف معياري )0.16( ، وقد تراوحت<br />

فقرات هذا املجال بني الدرجة املنخفضة واملتوسطة،‏ وبلغت املتوسطات احلسابية للفقرات<br />

)2.90- 2.24( ، وقد جاءت باملرتبة االأوىل الفقرة )13( ‏»يدربني على التوصل اإىل<br />

تفسري ‏صحيح للقضايا واملسائل املطروحة«‏ مبتوسط حسابي )2.90( بانحراف معياري<br />

)0.45(، ويف املرتبة الثانية جاءت الفقرة )2( ‏»يحثني على جمع البيانات من مصادر<br />

موثوقة ومتعددة«‏ مبتوسط حسابي )2.87( وانحراف معياري )0.51( ، وجاءت الفقرة )7(<br />

‏»يساعدين يف حتديد قوة الربهان ومتييز املعلومات واحلكم عليها«‏ باملرتبة قبل االأخرية<br />

مبتوسط حسابي )2.43( بانحراف معياري )0.90( ، ويف املرتبة االأخرية كانت الفقرة<br />

)6( وهي ‏»يساعدين على التمييز بني احلقائق واالآراء املطروحة«‏ مبتوسط حسابي )2.24(<br />

وانحراف معياري )0.97( .<br />

ويظهر من خالل النتائج السابقة اأن درجة ممارسة معلمي الرتبية االإسالمية ومعلماتها<br />

ملهارات التفكري الناقد كانت متوسطة على الدرجة الكلية للمقياس،‏ مما يشري اإىل اأن عملية<br />

التعلم والتعليم مازالت تاأخذ ‏شكلها التقليدي،‏ بحيث يغطي املعلم باإجراءاته واأنشطته اأكرث<br />

63


درجة ممارسة معلمي التربية اإلسالمية ومعلماتها ملهارات<br />

التفكير العليا من وجهة نظر طلبة املرحلة الثانوية في األردن<br />

د.‏ جمال اخلالدي<br />

د.‏ أحمد الكيالني<br />

د.‏ محمد العوامرة<br />

فعاليات احلصة الصفية،‏ مما ينعكس ‏سلبياً‏ على املتعلم،‏ ويجعل منه متلقياً‏ اأكرث منه نشطاً‏<br />

فاعالً‏ يف جمريات احلصة الصفية،‏ مما يدفع الطلبة اإىل تقبل االآراء والنظريات املطروحة<br />

من قبل املعلم من غري تعريضها للنقاش والتمحيص يف اأغلب االأحيان،‏ وهذا ما اأشارت<br />

اإليه بوضوح الفقرة )6( ، التي متحورت حول التمييز بني احلقائق واالآراء املطروحة،‏ بحيث<br />

حصلت هذه الفقرة على اأقل درجة ممارسة من بني جمموع الفقرات،‏ ثم تبعها الفقرة )7(<br />

املتمثلة يف حتديد قوة الربهان واحلكم عليه وكانت بدرجة متوسطة،‏ ولكنها قريبة يف<br />

متوسطها وانحرافها املعياري من الفقرة )6( ، اأما باقي الفقرات التي حصلت على درجة<br />

ممارسة متوسطة،‏ فهي تشري اإىل عدم العناية الكافية،‏ وقلة االهتمام مبهارات التفكري<br />

الناقد،‏ مما يجعلها يف مرتبة هامشية،‏ وتفقد حقها االأصلي يف فعاليات احلصة الدراسية<br />

من قبل املعلمني بحسب وجهة نظر الطلبة،‏ وهذا ما اأشارت اإليه نتائج دراسة كل من الرشف<br />

)2008( و (2007( Pratt و (2005) Scriven والربضي )2004( .<br />

‏.بالنتائج املتعلقة مبهارات التفكري االإبداعي ومناقشتها:‏<br />

يوضح اجلدول االآتي درجة ممارسة الفقرات اخلاصة مبهارات التفكري االإبداعي،‏ لدى<br />

معلمي الرتبية االإسالمية ومعلماتها من وجهة نظر الطلبة،‏ ورتبة كل فقرة حسب نسبة<br />

تكرارها.‏<br />

الجدول )2(<br />

الرتبة الرقم<br />

1<br />

2<br />

3<br />

4<br />

5<br />

6<br />

7<br />

8<br />

8<br />

10<br />

11<br />

المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية والرتبة ودرجة الممارسة لفقرات<br />

مجال التفكير اإلبداعي لدى معلمي ومعلمات التربية اإلسامية مرتبة تنازليا<br />

الفقرة<br />

يتيح يل فرصة التقومي الذاتي الأفكاري<br />

يقودين لالبتعاد عن االأفكار التقليدية ‏)املاألوفة اأو الشائعة(‏<br />

يشجعني على التعلم الذاتي<br />

يدربني على تصنيف املعلومات واالأفكار يف فئات خاصة<br />

يساعدين يف التخلي عن املواقف واملفاهيم اخلاطئة التي امتلكها<br />

يضعني يف مواقف تثري الدهشة واحلرية قبل الرشوع يف الدرس<br />

يساعدين يف اإدراك مزيد من التفاصيل والتوسع يف التفكري<br />

يهيئ يل فرصة تطبيق املبادئ يف مواقف جديدة<br />

يقودين اإىل التحليل والفهم العميق للمحتوى<br />

يساعدين على املرور بخربات جديدة<br />

يدربني على اإنتاج كم كبري من االأفكار يف اأثناء املوقف التعليمي<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

2.92<br />

2.91<br />

2.85<br />

2.77<br />

2.76<br />

2.71<br />

2.70<br />

2.63<br />

2.63<br />

2.62<br />

2.60<br />

النحراف<br />

املعياري<br />

0.39<br />

0.41<br />

0.53<br />

0.64<br />

0.65<br />

0.70<br />

0.72<br />

0.78<br />

0.78<br />

0.79<br />

0.80<br />

درجة<br />

املمارسة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

12<br />

10<br />

11<br />

2<br />

9<br />

1<br />

18<br />

8<br />

16<br />

17<br />

5<br />

64


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

الرتبة الرقم<br />

الفقرة<br />

يحفزين على طرح اأسئلة وقضايا مثرية للجدل<br />

يثري لدي اخليال واحلدس يف ظل ظروف ‏صفية مشجعة<br />

يحثني للحصول على املعرفة بطرائق خمتلفة ومتنوعة<br />

يتيح يل فرصة اإصدار االأحكام<br />

يهيئ يل فرصة الستدعاء املعلومات وتكوين العالقات السببية واالستنتاجات<br />

يتيح يل حرية التعبري عن اأفكاري<br />

يساعدين على ربط اأفكاري بخرباتي السابقة<br />

الدرجة الكلية<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

النحراف<br />

املعياري<br />

درجة<br />

املمارسة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

0.84<br />

0.85<br />

0.86<br />

0.88<br />

0.86<br />

0.90<br />

0.91<br />

0.19<br />

2.54<br />

2.53<br />

2.53<br />

2.52<br />

2.51<br />

2.46<br />

2.41<br />

2.64<br />

12<br />

13<br />

13<br />

15<br />

16<br />

17<br />

18<br />

4<br />

6<br />

13<br />

7<br />

14<br />

3<br />

15<br />

يظهر من اجلدول السابق )2( اأن درجة ممارسة معلمي الرتبية االإسالمية ومعلماتها<br />

ملهارات التفكري االإبداعي يف املرحلة الثانوية يف االأردن من وجهة نظر طلبتهم كانت على<br />

الدرجة الكلية متوسطة،‏ اإذ بلغ املتوسط احلسابي )2.64( ، بانحراف معياري )0.19( ،<br />

وقد جاءت فقرات هذا املجال جميعها بدرجة متوسطة،‏ اإذ تراوحت املتوسطات احلسابية<br />

للفقرات بني )2.92- 2.41( ، وجاءت باملرتبة االأوىل الفقرة )12( ‏»يتيح يل فرصة التقومي<br />

الذاتي الأفكاري«‏ مبتوسط حسابي )2.92( بانحراف معياري )0.39( ، ويف املرتبة الثانية<br />

جاءت الفقرة )10( ‏»يقودين لالبتعاد عن االأفكار التقليدية ‏)املاألوفة اأو الشائعة(«‏ مبتوسط<br />

حسابي )2.91( بانحراف معياري )0.41( ، وجاءت الفقرة )3( ‏»يتيح يل حرية التعبري عن<br />

اأفكاري«‏ باملرتبة قبل االأخرية مبتوسط حسابي )2.46( بانحراف معياري )0.90( ، ويف<br />

املرتبة االأخرية كانت الفقرة )15( وهي ‏»يساعدين على ربط اأفكاري بخرباتي السابقة«‏<br />

مبتوسط حسابي )2.41( وانحراف معياري )0.91( .<br />

ويظهر من النتائج السابقة اأن درجة ممارسة معلمي الرتبية االإسالمية ومعلماتها<br />

ملهارات التفكري االإبداعي كانت متوسطة بشكل عام،‏ مما يشري اإىل تواضع نصيب مهارات<br />

التفكري االإبداعي يف احلصة الصفية،‏ وعدم اعتبار هذه املهارات فكرة مثالية وغاية يف اآن<br />

واحد،‏ بحيث تعطى حقها يف العملية التعليمية التعلمية على اعتبار اأنها حمور اأساسي يف<br />

التدريس،‏ وتسهل من تعامل الطلبة مع املستجدات والتغريات العاملية بخاصة يف عرص<br />

املتغريات املتسارعة،‏ وبالتايل فاإن هذه النتيجة تتفق مع نتائج الدراسات السابقة كدراسة<br />

دناوي )2007( و (2007) Salvin وررصص )2006( ، التي تشري نتائجها اإىل اأن مستوى<br />

اتقان املعلمني ملهارات التفكري االإبداعي دون املستوى املقبول تربوياً،‏ بل هناك تدنٍ‏<br />

يف درجة معرفة وممارسة معلمي الرتبية االإسالمية ملهارات التفكري االإبداعي،‏ وهذا ما<br />

65


درجة ممارسة معلمي التربية اإلسالمية ومعلماتها ملهارات<br />

التفكير العليا من وجهة نظر طلبة املرحلة الثانوية في األردن<br />

د.‏ جمال اخلالدي<br />

د.‏ أحمد الكيالني<br />

د.‏ محمد العوامرة<br />

اأكدته نتائج دراسة الشنيقات )2005( ، وبالتايل فاإن نتائج الدراسة احلالية تدل على تدين<br />

استخدام مهارات التفكري االإبداعي من قبل معلمي ومعلمات الرتبية االإسالمية،‏ بخاصة<br />

يف عملية اإتاحة الفرصة للطلبة للتعبري عن اأفكارهم،‏ وتكوين عالقات ‏سببية ‏صحيحة،‏<br />

كما يف الفقرات )3، 15( 14، ، وهذه املهارات اأكرث ما ميكن تنميتها يف دروس السرية<br />

النبوية واحلضارة االإسالمية للمرحلة الثانوية،‏ وذلك من خالل ربط اأحداث السرية بالواقع،‏<br />

االأمر الذي مينح الطلبة الفرصة للتعبري عن اآرائهم،‏ وينمي لديهم تكوين العالقات السببية<br />

واالستنتاجات املدعمة باالأدلة الصحيحة.‏<br />

وتتفق نتائج الدراسة احلالية ‏-من حيث تناولها ملهارات التفكري العليا-‏ مع معظم<br />

نتائج الدراسات السابقة التي اأشارت اإىل تدين مستوى درجة ممارسة املعلمني واملعلمات<br />

ملهارات التفكري بشكل عام،‏ والتفكري الناقد واالإبداعي بخاصة،‏ كدراسة (2008) Posner<br />

و (2008) Smith و (2007) Salvin وررصص )2006( والشنيقات )2005( والربضي<br />

)2004( ، ويرجع الباحثون ذلك اإىل عدم التمكن املعريف من قبل معلمي الرتبية االإسالمية<br />

ومعلماتها ملهارات التفكري الناقد واالإبداعي،‏ وعدم تدريبهم على هذه املهارات عمليا،‏ اأو<br />

عدم توضيح مهارات التفكري العليا للمعلمني بشكل نظري،‏ االأمر الذي يجعلهم يعزفون عن<br />

تنميتها واكسابها للطلبة،‏ هذا باالإضافة اإىل الدور الهامشي للمعلمني يف عمليات تخطيط<br />

املناهج التدريسية وتطويرها،‏ والربامج التدريبية التي يحتاجونها،‏ مما يشكل لديهم بعض<br />

املفاهيم اخلاطئة والقناعات السلبية يف دورهم الرتبوي،‏ ويصبح جلّ‏ اهتمامهم يتجه نحو<br />

تنفيذ املنهج املكتوب بكل جزئياته،‏ بعيداً‏ عن مهارات التفكري العليا واعتبار هذه املهارات<br />

اأنها مضيعة للوقت،‏ اأو ليست من وظيفة الرتبية االإسالمية.‏<br />

‏◄◄ثانيا-‏ النتائج املتعلقة بالسوؤال الثاين ومناقشتها:‏<br />

هل توجد فروق ذات دللة اإحصائية بني متوسط درجات معلمي الرتبية<br />

الإسالمية ومعلماتها يف ممارسة مهارات التفكري العليا من وجهة نظر<br />

الطلبة تعود اإىل متغري اجلنس بني املعلمني واملعلمات؟<br />

وقد انبثق عن هذا السوؤال الفرضية االآتية:‏<br />

ال توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطات درجة ممارسة معلمي الرتبية االإسالمية<br />

ومعلماتها ملهارات التفكري العليا تعزى ملتغري اجلنس من وجهة نظر الطلبة.‏<br />

من اأجل فحص الفرضية السابقة،‏ والتاأكد من مدى ‏صحتها،‏ حُ‏ ‏سبت املتوسطات<br />

احلسابية واالنحرافات املعيارية لدرجة ممارسة معلمي ومعلمات الرتبية االإسالمية يف<br />

66


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

ممارسة مهارات التفكري العليا من وجهة نظر الطلبة تبعاً‏ ملتغري اجلنس،‏ كما اُستخدم<br />

االختبار التائي test( -T( لعينتني مستقلتني،‏ كما يتضج من خالل اجلدول )3( .<br />

الجدول )3(<br />

المتوسطات الحسابية واختبار ‏»ت«‏ لدرجة ممارسة معلمي ومعلمات التربية اإلسامية<br />

في ممارسة مهارات التفكير العليا من وجهة نظر الطلبة تبعا لمتغير الجنس<br />

املجال<br />

العدد اجلنس<br />

املتوسط احلسابي<br />

النحراف املعياري<br />

قيمة ‏)ت(‏ املحسوبة<br />

مستوى الدللة<br />

0.000<br />

13.63<br />

0.15<br />

0.18<br />

2.55<br />

2.72<br />

345<br />

417<br />

التفكري االإبداعي<br />

ذكور<br />

اإناث<br />

0.000<br />

5.51<br />

0.17<br />

0.15<br />

2.70<br />

2.64<br />

345<br />

417<br />

التفكري الناقد<br />

ذكور<br />

اإناث<br />

تعني دالة إحصائيا عند مستوى الداللة )0.05 ≥ α(.<br />

يتضح من اجلدول )3( وجود فروق ذات داللة اإحصائية بني متوسطات درجة ممارسة<br />

معلمي ومعلمات الرتبية االإسالمية يف ممارسة مهارات التفكري االإبداعي،‏ من وجهة نظر<br />

الطلبة تبعاً‏ ملتغري اجلنس يف مهارات التفكري االإبداعي،‏ استنادا اإىل قيمة ‏)ت(‏ املحسوبة،‏<br />

اإذ بلغت )13.63( ، مبستوى داللة )0.000( ، وكان الفرق لصالح االإناث بدليل ارتفاع<br />

متوسطهن احلسابي الذي بلغ )2.72( ، عن املتوسط احلسابي للذكور الذي بلغ )2.55( ،<br />

مما يدل على رفض فرضية الدراسة يف هذا املجال.‏<br />

وتدل هذه النتيجة على اأن ممارسة معلمات الرتبية االإسالمية ملهارات التفكري االإبداعي<br />

كان اأفضل من مستوى ممارسة معلمي الرتبية االإسالمية من وجهة نظر الطلبة،‏ وبالتايل<br />

تتفق هذه النتيجة مع دراسة اأبو ريا )2004( ، التي اأشارت اإىل وجود فرق دال اإحصائياً‏ يف<br />

درجة ممارسة معلمي الرتبية االإسالمية ومعلماتها ملهارات التفكري االإبداعي تعزى ملتغري<br />

اجلنس لصالح املعلمات؛ ورمبا يعود ذلك اإىل كون املعلمات اأكرث قدرة ودافعية لتحفيز<br />

الطالبات على التعلم الذاتي،‏ واإتاحة الفرصة للتقومي الذاتي،‏ وطرح اأفكار غري ماألوفة،‏ مما<br />

يشجع الطالبات على تقبل املوضوعات التي تتسم بالغرابة واخلروج عن العزلة الفكرية،‏<br />

وطرح اأسئلة وقضايا مثرية للجدل من قبل الطالبات،‏ بخاصة يف املواضيع الفقهية،‏ التي<br />

غالباً‏ ما تشعر الطالبات بحرج من اإثارتها يف داخل االأرسة.‏<br />

67


درجة ممارسة معلمي التربية اإلسالمية ومعلماتها ملهارات<br />

التفكير العليا من وجهة نظر طلبة املرحلة الثانوية في األردن<br />

د.‏ جمال اخلالدي<br />

د.‏ أحمد الكيالني<br />

د.‏ محمد العوامرة<br />

كما يتضح من اجلدول )3( وجود فروق ذات داللة اإحصائية بني متوسطات درجة<br />

ممارسة معلمي ومعلمات الرتبية االإسالمية يف ممارسة مهارات التفكري الناقد من وجهة<br />

نظر الطلبة تبعاً‏ ملتغري اجلنس يف مهارات التفكري الناقد،‏ استنادا اإىل قيمة ‏)ت(‏ املحسوبة،‏<br />

اإذ بلغت )5.51( ، مبستوى داللة )0.000( ، وكان الفرق لصالح الذكور بدليل ارتفاع<br />

متوسطهم احلسابي الذي بلغ )2.70( ، عن املتوسط احلسابي لالإناث الذي بلغ )2.64( ،<br />

مما يدل على رفض فرضية الدراسة يف هذا املجال كذلك.‏<br />

وبالتايل اختلفت نتائج هذه الدراسة مع نتائج دراسة دناوي )2007( وررصص<br />

)2006( ، التي مل يلحظ فيهما اأثر ملتغري اجلنس يف تنمية مهارات التفكري العليا،‏ مما يشري<br />

اإىل اهتمام معلمي الرتبية االإسالمية ‏)الذكور(‏ مقارنة باملعلمات على طرح قضايا واقعية<br />

متصلة بحياة الطلبة،‏ مع حث طلبتهم على التمييز بني احلقائق وتفسري االستنتاجات من<br />

اأجل التوصل اإىل احللول الصحيحة،‏ وقد يعزى ذلك اإىل كون املعلمني اأكرث قدرة يف تدريب<br />

طلبتهم على مهارة النقد البنّاء،‏ وروؤية الوجه االآخر لالأحداث،‏ االأمر الذي يساعد الطلبة يف<br />

فهم اأعمق للموضوعات،‏ وغالباً‏ ما تُنمى هذه املهارات من خالل وحدة التفسري،‏ والسرية<br />

النبوية واحلضارة االإسالمية،‏ ال ‏سيما يف اأثناء تدريس املوضوعات التي تتناول الغزوات<br />

واملعارك االإسالمية،‏ وواقع العامل العربي واالإسالمي يف العرص احلارض،‏ وما يتعرض له<br />

من غزو ثقايف اأو عسكري.‏ وقد تدل هذه النتائج على اهتمام املعلمني ‏)الذكور(،‏ مقارنة<br />

باملعلمات على طرح قضايا واقعية متصلة بحياة الطلبة،‏ مع حث طلبتهم على التمييز بني<br />

احلقائق وتفسري االستنتاجات من اأجل التوصل اإىل حلول ‏صحيحة.‏<br />

ويف ‏ضوء النتائج السابقة ميكن القول باأن مستوى تنمية مهارات التفكري العليا لدى<br />

طلبة املرحلة الثانوية،‏ من قبل معلمي ومعلمات الرتبية االإسالمية،‏ كان دون املستوى<br />

املقبول تربويا،‏ بسبب ‏ضعف املعلمني واملعلمات يف ممارسة وتوظيف مهارات التفكري<br />

العليا بفاعلية داخل احلجرة الصفية،‏ مما يضفي الرتابة وامللل على احلصص الصفية،‏<br />

والرتكيز على عمليات التلقني واحلفظ،‏ من غري اأن يكون للمتعلم الدور الفعال يف اتخاذ<br />

القرار وحرية التعبري،‏ وربط اأفكاره باحلياة ومشكالتها،‏ وصياغة الفرضيات والتوصل اإىل<br />

االستنتاجات..‏ وغريها من مهارات التفكري العليا.‏<br />

68


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

التوصيات:‏<br />

اإن نتائج هذه الدراسة تقود اإىل عدد من التوصيات العلمية والعملية،‏ وهي<br />

كالآتي:‏<br />

‏.‏‎1‎اإعادة 1 النظر يف برامج اإعداد معلمي الرتبية االإسالمية وتدريبهم،‏ بحيث تاأخذ<br />

مهارات التفكري العليا االهتمام املناسب،‏ بعيدا عن التنظري املنقطع عن التطبيق.‏<br />

‏.‏‎2‎االإفادة 2 من الدراسة بشكل عام،‏ واأداتها بشكل خاص يف تطوير مهارات التفكري<br />

العليا،‏ وتضمينها يف مناهج الرتبية االإسالمية.‏<br />

‏.‏‎3‎اإجراء 3 دراسات اأخرى ذات ‏صلة،‏ متعلقة مبهارات التفكري العليا ومدى توافرها يف<br />

مناهج الرتبية االإسالمية مقارنة باأدلة هذه املناهج.‏<br />

.4 4 عقد ورش عمل ودورات وندوات تتناول تاأهيل املعلمني يف جمال حتديد مهارات<br />

التفكري العليا للطلبة وتطويرها.‏<br />

69


درجة ممارسة معلمي التربية اإلسالمية ومعلماتها ملهارات<br />

التفكير العليا من وجهة نظر طلبة املرحلة الثانوية في األردن<br />

د.‏ جمال اخلالدي<br />

د.‏ أحمد الكيالني<br />

د.‏ محمد العوامرة<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

أوالً-‏ املراجع العربية:‏<br />

70<br />

‏.‏‎1‎القراآن 1 الكرمي.‏<br />

‎2‎اأبو . 2 ريا،‏ ‏سعيد )2004 ) . دور املعلمني يف تنمية التفكري االإبداعي لدى طلبة املرحلة<br />

االإبتدائية يف منطقة اجلليل،‏ رسالة ماجستري غري منشورة،‏ جامعة الريموك،‏ اإربد:‏<br />

االأردن.‏<br />

‎3‎جروان،‏ . 3 فتحي عبد الرحمن )1999 ) . تعليم الكبار،‏ مفاهيم وتطبيقات،‏ العني،‏ االإمارات<br />

العربية املتحدة:‏ دار الكتاب اجلامعي.‏<br />

‎4‎اجلمل،‏ . 4 حممد )2005 ) . تنمية مهارات التفكري االإبداعي من خالل املناهج املدرسية،‏<br />

العني،‏ االإمارات العربية املتحدة:‏ دار الكتاب اجلامعي.‏<br />

‎5‎حبيب،‏ . 5 جمدي )2003 ) . اجتاهات حديثة يف تعليم التفكري،‏ الطبعة االأوىل،‏ القاهرة،‏<br />

مرص:‏ دار الفكر العربي.‏<br />

‎6‎حسني،‏ . 6 ثائر وفخرو،‏ عبد النارص )2002( . دليل مهارات التفكري،‏ 100 مهارة يف<br />

التفكري،‏ الطبعة االأوىل،‏ عمان،‏ االأردن:‏ جهينة للنرش والتوزيع.‏<br />

‎7‎احلمدي،‏ . 7 اإبراهيم )2004 ) . واقع ممارسة معلمي التاريخ يف املرحلة الثانوية باململكة<br />

العربية السعودية ملهارات التفكري الناقد واالإبداعي،‏ كما يقدرها املعلمون واملديرون،‏<br />

رسالة ماجستري غري منشورة،‏ جامعة الريموك،‏ اإربد:‏ االأردن.‏<br />

‎8‎دناوي،‏ . 8 موؤيد )2007 ) . فاعلية برنامج تدريبي قائم على برنامج كورت يف تطوير<br />

مهارات التفكري االإبداعي لدى معلمي ومعلمات الرتبية االإسالمية يف دولة االإمارات<br />

العربية املتحدة،‏ رسالة دكتوراة غري منشورة،‏ جامعة عمان العربية للدراسات العليا،‏<br />

عمان:‏ االأردن.‏<br />

‎9‎الربضي،‏ . 9 مرمي )2004 ) . اأثر برنامج تدريبي قائم على مهارات التفكري الناقد يف<br />

اكتساب معلمي الدراسات االجتماعية يف املرحلة الثانوية يف االأردن لتلك املهارات،‏<br />

ودرجة ممارستهم لها،‏ رسالة دكتوراة غري منشورة،‏ جامعة عمان العربية للدراسات<br />

العليا،‏ عمان:‏ االأردن.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

‎1010‎ررصص،‏ اإميان )2006 ) . درجة ممارسة معلمي الرتبية االإسالمية يف االأردن للمهارات<br />

االإبداعية وعالقتها بتحصيل طلبتهم،‏ رسالة ماجستري غري منشورة،‏ جامعة عمان<br />

العربية للدراسات العليا،‏ عمان:‏ االأردن.‏<br />

111 روشكا،‏ الكسندر )1989 ) . االإبداع العام واخلاص،‏ ترجمة غسان عبد احلي اأبو فخرو،‏<br />

الكويت،‏ عامل املعرفة:‏ الكويت.‏<br />

‎1212‎ريان،‏ حممد )2004 ) . مهارات التفكري ورسعة البديهة،‏ حقائب تدريبية،‏ الطبعة االأوىل،‏<br />

عمان،‏ االأردن:‏ دار حنني للنرش والتوزيع.‏<br />

‎1313‎الرشف،‏ عادل )2008 ) . فاعلية برنامج مقرتح يف مناهج الرتبية االإسالمية يف تنمية<br />

مهارة التفكري االستداليل لدى طلبة املرحلة الثانوية بدولة الكويت،‏ املجلة الرتبوية،‏<br />

جامعة الكويت،‏ العدد 89، املجلد 23، ‏ص )13- 49( .<br />

‎1414‎الشنيقات،‏ فداء )2005 ) . فاعلية برنامج تدريبي مقرتح يف تنمية مهارات التفكري<br />

االإبداعي لدى معلمي ومعلمات مبحث الرتبية االإسالمية للمرحلة االأساسية العليا يف<br />

االأردن،‏ رسالة دكتوراة غري منشورة،‏ جامعة عمان العربية للدراسات العليا،‏ عمان:‏<br />

االأردن.‏<br />

‎1515‎الطيطي،‏ حممد )2001 ) . تنمية قدرات التفكري االإبداعي،‏ الطبعة االأوىل،‏ عمان،‏ االأردن:‏<br />

دار املسرية للنرش والتوزيع والطباعة.‏<br />

‎1616‎قطامي،‏ نايفة )2004 ) . تعليم التفكري للمرحلة االأساسية،‏ الطبعة الثانية،‏ عمان،‏<br />

االأردن:‏ دار الفكر للطباعة والنرش والتوزيع.‏<br />

‎1717‎ماتشادو،‏ لويس )1989 ) . الذكاء الطبيعي لكل فرد،‏ ترجمة عادل عبد الكرمي ياسني،‏<br />

قربص:‏ دار الشباب للنرش والرتجمة والتوزيع.‏<br />

‎1818‎جميد،‏ ‏سوسن )2008 ) . تنمية مهارات التفكري االإبداعي الناقد،‏ الطبعة االأوىل،‏ عمان،‏<br />

االأردن:‏ دار ‏صفاء للنرش والتوزيع.‏<br />

‎1919‎النيسابوري،‏ مسلم بن احلجاج )1998 ) . ‏صحيح مسلم،‏ الرياض،‏ السعودية:‏ بيت<br />

االأفكار الدولية.‏<br />

‎2020‎هندي،‏ ‏صالح )2005 ) . احلاجات التدريبية ملعلمي الرتبية االإسالمية يف ‏سلطنة عمان<br />

من وجهة نظر املوجهني واملعلمني اأنفسهم وعالقتها ببعض املتغريات،‏ جملة دراسات،‏<br />

العلوم الرتبوية،‏ اجلامعة االأردنية،‏ املجلد 32، العدد 2، ‏ص )364- 382( .<br />

71


درجة ممارسة معلمي التربية اإلسالمية ومعلماتها ملهارات<br />

التفكير العليا من وجهة نظر طلبة املرحلة الثانوية في األردن<br />

د.‏ جمال اخلالدي<br />

د.‏ أحمد الكيالني<br />

د.‏ محمد العوامرة<br />

‎2121‎وات،‏ ‏سكوت )2005 ) . كيف تضاعف ذكاءك،‏ ترجمة مكتبة جرير،‏ الرياض،‏ السعودية:‏<br />

مكتبة جرير.‏<br />

222 وزارة الرتبية والتعليم االأردنية )2003 ) . نحو روؤية مستقبلية للنظام الرتبوي يف<br />

االأردن،‏ منتدى التعليم يف اأردن املستقبل،‏ عمان:‏ االأردن.‏<br />

‎2323‎وزارة الرتبية والتعليم االأردنية )1989 ) . جلنة ‏سياسة التعليم يف االأردن،‏ تقرير اللجنة،‏<br />

عمان:‏ االأردن.‏<br />

ثانياً-‏ املراجع األجنبية:‏<br />

1. Beyer, Barry (1985) . Teaching critical thinking. A Direct Approach.<br />

Social Education, 49 (n) . p (274) .<br />

2. Caffarella. Clark (2004) . Rewarding creative behavior, in experiments<br />

classroom creativity. retrieved from: from ERIC Document reproduction<br />

service, http: //eric. org/portal/223901. 01/12/2008.<br />

3. Posner,David (2008) . Relevant classroom assessment training for<br />

teachers. Retrieved from:<br />

www. moemagazine. net/article. php?action/html. 10/11/2008.<br />

4. Pratt, Donald. (2007) . Focus on critical and creative thinking skills<br />

across the curriculum. Retrieved from:<br />

http: //schoolar. google. com/scholar?9=extent. html. 15/11/2008.<br />

5. Salvin,Gibert (2007) . Creative teachers in secondary school. retrieved<br />

from:<br />

www. creative teachingsite. com/wallpapers- journ. html. 10/11/2008.<br />

6. Scriven,Robert (2005) . Developmental changes in sةteacher use of higher<br />

order thinking and content knowledge. Retrieved from:<br />

http: //www. thinking- effect. cognitive. abilities. 21/11/2008.<br />

7. Smith, Jhon (2008) . Teachers to exercise the degree of critical thinking<br />

skills. The Journal of Critical behavior , 23/1 (2008) p: (75- 103) .<br />

72


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

ملحق رقم )1(<br />

درجة ممارسة معلمي ومعلمات الرتبية الإسالمية<br />

ملهارات التفكري الإبداعي<br />

رقم<br />

املظهر السلوكي ‏»املوؤرشات السلوكية«‏<br />

مرتفعة<br />

جدا<br />

درجة املمارسة<br />

مرتفعة متوسطة منخفضة<br />

منخفضة<br />

جدا<br />

1 يضعني يف موقف تثري الدهشة واحلرية قبل الرشوع يف الدرس.‏<br />

2 يدربني على تصنيف املعلومات واالأفكار يف فئات خاصة.‏<br />

3 يتيح يل حرية التعبري عن اأفكاري.‏<br />

4 يحفزين على طرح اأسئلة وقضايا مثرية للجدل.‏<br />

5 يدربني على اإنتاج كم كبري من االأفكار يف اأثناء املوقف التعليمي.‏<br />

6 يثري لدي اخليال واحلدس يف ظل ظروف ‏صفية مشجعة.‏<br />

7 يتيح يل فرصة اإصدار االأحكام.‏<br />

8 يهيئ يل فرصة تطبيق املبادئ يف مواقف جديدة.‏<br />

9 يساعدين يف التخلي عن املفاهيم اخلاطئة التي امتلكها.‏<br />

10 يقودين لالبتعاد عن االأفكار التقليدية ‏)املاألوفة اأو الشائعة(‏ .<br />

11 يشجعني على التعلم الذاتي.‏<br />

12 يتيح يل فرصة التقومي الذاتي الأفكاري.‏<br />

13 يحثني للحصول على املعرفة بطرائق خمتلفة ومتنوعة.‏<br />

يهيئ يل الفرصة الستدعاء املعلومات وتكوين العالقات السببية<br />

اأو االستنباطية.‏<br />

14<br />

15 يشجعني على ربط اأفكاري بخرباتي السابقة.‏<br />

16 يقودين اإىل التحليل والفهم العميق للمحتوى.‏<br />

17 يساعدين على املرور بخربات جديدة.‏<br />

18 يساعدين يف اإدراك املزيد من التفاصيل والتوسع يف معلوماتي.‏<br />

73


درجة ممارسة معلمي التربية اإلسالمية ومعلماتها ملهارات<br />

التفكير العليا من وجهة نظر طلبة املرحلة الثانوية في األردن<br />

د.‏ جمال اخلالدي<br />

د.‏ أحمد الكيالني<br />

د.‏ محمد العوامرة<br />

ملحق رقم )2(<br />

درجة ممارسة معلمي ومعلمات الرتبية الإسالمية ملهارات التفكري الناقد<br />

رقم<br />

املظهر السلوكي ‏»املوؤرشات السلوكية«‏<br />

يرفع من درجة اإحساسي وشعوري باملشكالت والقضايا<br />

املطروحة للمناقشة.‏<br />

مرتفعة<br />

جدا<br />

درجة املمارسة<br />

مرتفعة متوسطة منخفضة<br />

منخفضة<br />

جدا<br />

1<br />

يحثني على جمع املعلومات والبيانات من مصادر<br />

موثوقة ومتعددة.‏<br />

2<br />

يثري دافعيتي يف طرح موضوعات وقضايا جدلية قابلة<br />

للنقاش.‏<br />

3<br />

4 يدربني على ‏صياغة فرضيات،‏ وبناء توقعات.‏<br />

يشجعني يف التعرف على الغموض يف القضايا<br />

واملشكالت املطروحة.‏<br />

5<br />

6 يساعدين على التمييز بني احلقائق واالآراء املطروحة.‏<br />

يساعدين يف متييز املعلومات واحلكم عليها.‏<br />

يدربني يف حتديد جوانب القوة والضعف لالأدلة<br />

واملعلومات.‏<br />

يحثني على التفكري باإيجاد البدائل واحللول املختلفة.‏<br />

7<br />

8<br />

9<br />

يسهل يل روؤية الوجه االآخر لالأحداث.‏<br />

يساعدين يف التمييز بني االأفكار الرئيسة والتفاصيل<br />

اجلزئية.‏<br />

يدربني على التنبوؤ مبجريات االأحداث يف ‏ضوء املقدمات.‏<br />

يحثني على التوصل اإىل تفسري ‏صحيح للقضايا واملسائل<br />

ذات العالقة.‏<br />

يشجعني على بناء استنتاجات منطقية.‏<br />

يحثني على ‏صياغة اأسئلة تسهم يف فهم اأعمق<br />

للموضوعات.‏<br />

يشجعني على النقد البناء وتقبل الراأي االآخر.‏<br />

يتيح يل فرصة تلخيص االأفكار املطروحة،‏ واإعادة<br />

‏صياغتها بلغتي اخلاصة.‏<br />

10<br />

11<br />

12<br />

13<br />

14<br />

15<br />

16<br />

17<br />

74


اجتاهات الالجئني الفلسطينيني<br />

حنو حق العودة<br />

‏)دراسة ميدانية يف الضفة الغربية<br />

وقطاع غزة(‏<br />

د.‏ حسن الربميل<br />

أستاذ مساعد في علم االجتماع/‏ منطقة بيت لحم التعليمية/‏ جامعة القدس المفتوحة.‏<br />

75


اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />

‏)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(‏<br />

د.‏ حسن البرميل<br />

ملخص:‏<br />

هدفت هذه الدراسة اإىل التعرف اإىل اجتاهات الالجئني الفلسطينيني يف الضفة الغربية<br />

وقطاع غزة نحو حق العودة،‏ وقد استخدم الباحث املنهج الوصفي لتحليل البيانات،‏<br />

ووزعت اأداة الدراسة على عينة طبقية من الالجئني الفلسطينيني القاطنني يف خميمات<br />

الضفة الغربية وقطاع غزة،‏ وتضمنت هذه الدراسة ‏سوؤال رئيس هو:‏ ما اجتاهات الالجئني<br />

الفلسطينيني يف الضفة الغربية وقطاع غزة نحو حق العودة؟ وتفرع عنه اأسئلة عدة تقيس<br />

اأثر املتغري املستقل وهو مكان السكن يف اجتاهات الالجئني نحو املواضيع الآتية:‏<br />

1. الراأي العام العاملي واأثره يف حق العودة.‏<br />

1 االأساليب التي ميكن من خاللها حتقيق العودة.‏<br />

2 احللول املقرتحة حلل قضيتهم.‏<br />

3 املفاوضات الفلسطينية االإرسائيلية واأثرها يف حق العودة.‏<br />

1.<br />

2.<br />

3.<br />

‏.‏‎4‎التوطني.‏ 4<br />

1.<br />

2.<br />

وبينت نتائج الدراسة على اأنه ال يوجد فروق ذات داللة اإحصائية عند (0.05 = α)<br />

نحو املواضيع االأنفة الذكر يف اجتاهات الالجئني نحو حق العودة تبعاً‏ ملكان السكن،‏ ومن<br />

جملة التوصيات التي اأكدت عليها الدراسة ما ياأتي:‏<br />

1 احلفاظ على املخيمات ومنع حتولها اإىل اأحياء متداخلة مع املدن.‏<br />

2 العمل على بناء ‏شبكة اتصال بني قطاعات الالجئني يف اأماكن تواجدهم يف<br />

العامل كافة.‏<br />

‏.‏‎3‎اعتبار 3 قضية الالجئني الفلسطينيني قضية ‏سياسية يف املقام االأول وهي جزء ال<br />

يتجزاأ من القضية الفلسطينية.‏<br />

‏.‏‎4‎‏صياغة 4 برنامج عمل وطني واجتماعي وسط جتمعات الالجئني يف كل مواقعهم،‏<br />

اأساسه حق العودة والنضال يف ‏سبيل اإقراره.‏<br />

‏.‏‎5‎رفض 5 مشاريع التوطني.‏<br />

76


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

Abstract:<br />

This study aimed at investigating the attitudes of the Palestinian refugees<br />

living in the West Bank and Gaza towards the right of return. The researcher<br />

used the descriptive approach of refugees in the West Bank and Gaza camps<br />

which included the following main question: what are the attitudes of the<br />

Palestinian refugees living in the West Bank and Gaza camps towards the<br />

right of return? This main question was then subdivided into various questions<br />

to measure the impact of the independent variable, the place of residence, on<br />

the refugeesʼ attitudes towards the following topics:<br />

1. The world general attitude and its impact on the right of return.<br />

2. The ways that can be used to achieve the return.<br />

3. The suggested solutions for the refugee cause.<br />

4. The Israeli Palestinian negotiations and their impact on the right of<br />

return.<br />

5. Refugee settlement.<br />

The results of the study showed that there were no statistical differences<br />

at (α = 0.05) towards the above mentioned topics related to the refugees’<br />

attitudes towards the right of return in relation to the place of residence. The<br />

present study confirmed the following recommendations:<br />

1. preserving the status of the camps and not trying to allow them to be<br />

integrated into cities.<br />

2. Working on constructing a communication network among the refugees in<br />

all the places all over the world.<br />

3. Assuring that the refugee issue is a political one in the first place and that<br />

it is part of the Palestinian cause.<br />

4. Formulating a social national program in all the Palestinian refugee areas<br />

which will be based on the right of return and the struggle to confirm it.<br />

5. Refusal of all the refugees’ settlement projects.<br />

77


اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />

‏)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(‏<br />

د.‏ حسن البرميل<br />

مقدمة:‏<br />

‏شهد املجتمع الفلسطيني عرب العقود العرشة املاضية حتوالت يف بنيته االجتماعية<br />

والدميوغرافية ناجتة عن الرصاعات املختلفة التي ‏شهدها هذا املجتمع،‏ وبخاصة الرصاع<br />

العربي االإرسائيلي الذي بداأت مالحمه يف اأواخر القرن التاسع عرش،‏ على اأثر انعقاد املوؤمتر<br />

الصهيوين االأول يف مدينة بال بسويرسا عام 1897، الذي اأقرَّ‏ يف برناجمه اإقامة وطن<br />

قومي لليهود على اأرض فلسطني،‏ هذا الرصاع الذي اأصبح واقعاً‏ ملموساً‏ يف العقد الثاين من<br />

القرن العرشين،‏ والذي اأدى اإىل اإعالن الدولة العربية يف اأربعينيات القرن العرشين.‏<br />

كان لهذا الكيان السياسي الغريب على اأرض فلسطني اآثارٌ‏ ‏سلبية على املجتمع<br />

الفلسطيني بجميع اأنساقه ومبختلف تفاعالته االجتماعية،‏ وبشكل خاص الدميوغرافية<br />

واالجتماعية منها.‏ اإذ اأحدثت العمليات العسكرية للمنظمات اليهودية تشوهاً‏ واضحاً‏ يف<br />

املضمون البنيوي للمجتمع الفلسطيني الذي ارتكز على عنرصين هما:‏ االأرض وما متثله من<br />

رمز للكيان،‏ ومصدر رزق لالإنسان الفلسطيني،‏ اإذ ‏صودرت معظم االأراضي الفلسطينية،‏ كما<br />

‏سارعت املنظمات اليهودية اإىل اإقامة جتمعات ‏سكنية للمستوطنني اليهود عليها.‏ ويتمثل<br />

العنرص الثاين يف البعد الدميوغرايف الذي تاأثر بشكل واضح بفعل املجازر الصهيونية<br />

‏ضد الفلسطينيني.‏ ومتثل جانب التحول اجلذري يف البناء االجتماعي الفلسطيني يف<br />

طبيعة التغريات التي استجدت على الفلسطينيني الذين طُ‏ ردوا من ديارهم قرساً،‏ مما اأدى<br />

اإىل حدوث ما يسميه علماء االجتماع بالهجرة القرسية.‏ ويصنف هذا النوع من الهجرة<br />

بالهجرة القرسية الداخلية،‏ التي متثلت يف تهجري مئات االآالف من الفلسطينيني من قراهم<br />

ومدنهم اإىل مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1948. ثم الهجرة القرسية اخلارجية<br />

التي توجهت فى معظمها اإىل االأقطار العربية املجاورة لفلسطني كاالأردن ولبنان وسوريا.‏<br />

وال يقل عدد املهجّ‏ رين اإىل هذه الدول عن املهجّ‏ رين الذين هُ‏ جِّ‏ روا اإىل مناطق الضفة الغربية<br />

وقطاع غزة.‏<br />

ومل تكن نتائج حرب حزيران يونيو عام 1967 اأقل وطاأة على املجتمع الفلسطيني،‏ اإذ<br />

اأفضى النزوح القرسي الثاين اإىل اإحداث تغري دميوغرافى موؤثر فى بنية املجتمع الفلسطينى<br />

بشكل كبري،‏ حيث اأحدث هذا التغري الدميوغرايف نوعاً‏ جديداً‏ من التجمعات السكانية<br />

الفلسطينية الطارئة،‏ اأطلق عليه اسم ‏»خميمات الالجئني«‏ ‏سواء داخل فلسطني اأم خارجها،‏<br />

ومعها ظهرت قضية الالجئني التى ما زالت حمل جدال ورصاع على املستويني الدويل<br />

واالإقليمي.‏ وتشكل قضية الالجئني الفلسطينيني اأهم جوانب القضية الفلسطينية املعارصة<br />

78


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

بشكل خاص،‏ والرصاع العربي االإرسائيلي بشكل عام.‏ وكان لعملية اقتالع مئات االآالف<br />

من الفلسطينيني من اأراضيهم على اأيدي املنظمات الصهيونية وتشتتهم يف دول عربية<br />

واأجنبية عدة منذ عام 1948 اأثر كبري يف اإبراز القضية الفلسطينية على املستويني السياسي<br />

واالإنساين.‏<br />

وقد حظيت قضية الالجئني الفلسطينيني ‏–وما زالت-‏ باهتمام دويل واإقليمي.‏<br />

واأضحت حمور اهتمام اجلمعية العامة لالأمم املتحدة وجملس االأمن الدويل التي اأصدرت<br />

قرارات تطالب ‏)اإرسائيل(‏ بالسماح بالعودة لهوؤالء الالجئني اإىل وطنهم.‏ كما اأنساأت املنظمة<br />

الدولية وكالة الغوث لتشغيل الالجئني الفلسطينيني يف البالد العربية التي نزحوا اإليها،‏ اإال<br />

اأن هذه املشاريع فشلت يف تطبيق اأهدافها لرفض اجلانب االإرسائيلي حق العودة اأو اجلانب<br />

العربي اإعادة التوطني.‏ وبقيت القضية على حالها اإىل اأيامنا هذه دون اأي تغيري،‏ حيث ما<br />

زال نصف الشعب الفلسطيني تقريباً‏ يعيش يف املخيمات يف ظروف اقتصادية واجتماعية<br />

ونفسية ‏سيئة جداً.‏<br />

وحتولت هذه القضية اإىل اأزمة ال جتد طريقها اإىل احلل فى املستقبل القريب فى ‏ضوء<br />

معطيات موؤمتر مدريد للسالم فى الرشق االأوسط الذى عقد عام 1991 بني منظمة التحرير<br />

الفلسطينية و ‏)اإرسائيل(‏ حيث اأُرجئ التفاوض على قضية الالجئني اإىل املرحلة النهائية<br />

من املفاوضات،‏ اإذ من املفرتض اأن تبداأ بعد ثالث ‏سنوات من الفرتة االنتقالية املحددة<br />

حسب ما ورد يف املادة اخلامسة من اتفاق اإعالن املبادئ بني منظمة التحرير الفلسطينية<br />

و ‏)اإرسائيل(‏ .<br />

عالوة على هذا مت التفريق بني موضوع الالجئني لعام 1948 وقضية النازحني عام<br />

1967. االأمر الذي يشكّل اإنذاراً‏ خطرياً‏ يف جتزئة قضية الالجئني واإفراغها من مضمونها<br />

السياسي يف املفاوضات املقبلة.‏<br />

واأمام هذا املوقف السياسى الذى ال يتسم بالوضوح فيما يتعلق بحق العودة،‏ تبنى<br />

الفلسطينيون بقوة خالل عقد التسعينيات اإثارة قضيتهم على الراأى العام عاملياً‏ واإقليميا<br />

وحملياً.‏ وساعد هذا االجتاه فى ازدياد الوعى الفلسطينى بقضيتهم من خالل عقد جلان<br />

متخصصة وموؤمترات متكررة فى املخيمات الفلسطينية،‏ وليرضب الفلسطينيون منوذجاً‏<br />

رائعاً‏ فى الفعل اجلمعى االإبداعى ممثالً‏ فى االإنتفاضة الفلسطينية كرد على حماوالت<br />

تزييف الوعى من جانب االحتالل االإرسائيلى باأساليب خمتلفة.‏<br />

اإن زخم الفعل والفعل املضاد لقضية الالجئني الفلسطينيني واملواكبة للتسوية<br />

السلمية قد حفّز الدارسني والباحثني على جميع املستويات الدولية واالإقليمية واملحلية<br />

79


اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />

‏)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(‏<br />

د.‏ حسن البرميل<br />

على اإجراء الدراسات املتنوعة،‏ التي تركزت يف اأغلبها على املنهج النظري.‏ وقد كانت هذه<br />

الدراسات حمل اهتمام كوكبة من الدارسني والباحثني العرب واالأجانب من خالل روؤى<br />

يغلب عليها التوجه السياسي والنظرة الفلسفية الذاتية.‏ بينما كان نصيب البحث االأمبرييقى<br />

من هذا االهتمام العلمى قليالً‏ السيما فيما يختص بحق العودة.‏ لهذا حتاول الدراسة احلالية<br />

االإسهام فى هذا اجلانب اأمبرييقياً‏ باستخدام قياس اجتاه الراأى العام الأصحاب القضية<br />

اأنفسهم من املقيمني داخل املخيمات فى الضفة الغربية وقطاع غزة.‏<br />

مشكلة الدراسة وأهدافها:‏<br />

‏شهد العامل يف نهاية القرن العرشين حركة تهجري واقتالع واسعة النطاق ملواطنني<br />

من اأوطانهم االأصلية،‏ واأصبحت ظاهرة االقتالع والتهجري غري اإنسانية حيث يقتلع فيها<br />

االإنسان من وطنه وممتلكاته بفعل االحتالالت العسكرية لهذه املناطق.‏ وتعد فلسطني<br />

منوذجاً‏ حيّاً‏ وجتسيداً‏ واقعياً‏ لهذا االإقتالع.‏ ففي اأواخر العقد الرابع من القرن العرشين ‏رشُ‏ ‏ِّد<br />

اأكرث من )800.000( فلسطيني بسبب احلرب االأوىل التي وقعت بني العرب و ‏)اإرسائيل(‏ عام<br />

1948. ومل ينقضِ‏ عقدان من الزمن اإال وقد حلّت نكبة ثانية اأطلق عليها نكسة حزيران يف<br />

اأواخر العقد السادس من القرن ذاته.‏ وقدّرت االإحصاءات اأن حوايل %20 من ‏سكان الضفة<br />

الغربية قد غادروها نتيجة لهذه احلرب ‏)عبد ربه،‏ 5- 1996: 6( .<br />

لهذه االأسباب وغريها كان لقطاع الالجئني الواسع حضوره العملي والواقعي يف جممل<br />

التفاعالت التي اأفرزتها القضية الفلسطينية عرب العقود اخلمسة االأخرية.‏ االأمر الذي جعل<br />

املوؤسسات الدولية تويل اهتماماً‏ خاصاً‏ بهذه القضية.‏ فقد ‏صدر القرار االأول املتعلق بعودة<br />

الالجئني الفلسطينيني،‏ وتعويضهم عن االأرضار التي حلقت بهم بفعل العمليات العسكرية<br />

للمنظمات اليهودية يف اأواخر العقد الرابع من القرن العرشين.‏ اإال اأن حجم الدعاية لهذا<br />

القرار مل يكن باملستوى املطلوب كما مل تستثمره الدول العربية بالشكل الصحيح خاصة<br />

يف املحافل الدولية.‏<br />

وبعد مرور اأربعني عاماً‏ ونيفٍ‏ ، بداأت االإرهاصات السياسية تاأخذ واقعاً‏ جديداً‏ يف<br />

املنطقة العربية حينما بداأت املفاوضات السياسية بني منظمة التحرير الفلسطينية و<br />

‏)اإرسائيل(‏ يف مدريد وبعدها يف اأوسلو،‏ اإذ مت التوصل اإىل اتفاق مبدئي بني املفاوضني<br />

من كال اجلانبني.‏ ومل تاأخذ قضية الالجئني حيّزاً‏ واسعاً‏ يف جمريات التفاوض السابق.‏<br />

واأجلت اإىل املرحلة النهائية.‏ االأمر الذي اأثار حفيظة الالجئني،‏ واأخذت التساوؤالت تظهر يف<br />

اأوساطهم حول حق العودة وتنفيذ قرار االأمم املتحدة اخلاص بعودة الالجئني اإىل ديارهم<br />

التي اأجربوا على هجرها قرسا.‏ وكان متوقعاً‏ اأن يتباين مردود هذه االتفاقات على الشارع<br />

80


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

الفلسطيني،‏ السيما داخل املخيمات فى الضفة الغربية وقطاع غزة بوصفهم اأصحاب<br />

املشكلة احلقيقيني.‏ فاإذا كان اجلميع يتفقون على ‏رضورة حل املشكلة واعتبار اأن عودة<br />

الالجئني ملواطنهم االأصلية حق واأمل،‏ فاإن اآلية حتقيق هذا الهدف قد تتباين بينهم وفق<br />

التباينات السياسية واالنتماءات احلزبية والفروق االقتصادية واالجتماعية.‏<br />

من هذا املنطلق جاءت فكرة هذه الدراسة،‏ وتبلورت مشكلتها فى التعرف على:‏ ‏»ما<br />

اجتاهات الالجئني الفلسطينيني يف الضفة الغربية وقطاع غزة نحو حق<br />

العودة؟ ويقصد باالجتاهات هنا:‏ التوجهات Trends مبعناها املحدود.‏<br />

أهمية الدراسة:‏<br />

تتعدد جوانب اأهمية دراسة قضية حق العودة لالجئني الفلسطينيني،‏ مما يجعل<br />

مناقشتها اأمراً‏ تكتنفه ‏صعوبات جمة،‏ تتباين يف قوتها وحجمها وفقاً‏ ملستوى التحليل لهذه<br />

القضية،‏ والتي حتولت بفعل تقادمها واالإرهاصات املتباينة حولها اإىل اأزمة مستعصية<br />

دون حلول تقبلها اأطراف الرصاع.‏<br />

يتمثل اجلانب االأول فى االرتباط العضوى بني قضية حق العودة لالجئني الفلسطينيني<br />

على مستوى الرصاع العربي–‏ االإرسائيلي،‏ و بني قضايا االأمن االأقليمى العربى الذى يواجه<br />

تهديدات كبرية واقعة عليه،‏ ‏سواء من داخله اأو من خارجه،‏ اإذ اإن التناقض يف النظام العربي<br />

خاصة فيما يتعلق بتحقيق توازن اإسرتاتيجي فعال مع ‏)اإرسائيل(‏ ومصادر التهديد االأخرى،‏<br />

قد اأدى اإىل طرح مدخل السالم والتسوية السلمية مع ‏)اإرسائيل(‏ ، مع ‏رضورة تقدمي تنازالت<br />

اسرتاتيجية وتكتيكية.‏ ولعل من اأهمها تاأجيل النظر فى حل قضية الالجئني الفلسطينيني<br />

اإىل املرحلة النهائية للمفاوضات السياسية وحتقيق السالم العادل مقابل االأرض.‏ واإىل<br />

االآن تشرتك كتابات وحتليالت عديدة عربية واأجنبية تناقش هذه القضية من خالل روؤى<br />

متباينة تتاأرجح بني االإنصاف واالنحياز غري املعلن لدوافع كامنة متباينة.‏ ومن ثم ميكن<br />

ربط اأزمة حق العودة لالجئني الفلسطينيني باأزمة النظام العربى وحاجته لصحوة قومية<br />

تفضى اإىل تنقية االأجواء العربية،‏ وحتقق اإجنازاً‏ يف حل اأزمة الرصاع االإرسائيلي الفلسطيني<br />

خاصة.‏ ولعل انبثاق االنتفاضة الفلسطينية االأوىل فى ديسمرب 1987 ميثل مردوداً‏ نفسياً‏<br />

رائعاً‏ لعملية تصحيح االأوضاع العربية واإعالناً‏ فى الوقت ذاته عن يقظة الوعى الفلسطينى<br />

ومقاومته لعملية تزييف الوعى من جانب ‏سلطات االحتالل االإرسائيلى و اغتصاب اأراضيه<br />

بعد تهجريه قرساً‏ منها واالإقامة فى خميمات متناثرة فى غزة والضفة الغربية.‏<br />

81


اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />

‏)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(‏<br />

د.‏ حسن البرميل<br />

ويتمثل اجلانب الثاين من اأهمية الدراسة فى اأنه رغم الرصاعات العربية التى عادت<br />

للظهور من جديد على اإثر الغزو العراقى للكويت واخلصومة بني ‏سوريا والعراق ثم تفكك<br />

االحتاد السوفيتى استمرت االنتفاضة الفلسطينية واتسعت وتطورت مما نراه عمالً‏ يدعم<br />

الراأى العام الفلسطينى نحو الصحوة ومقاومة االحتالل االإرسائيلى الأراضيه،‏ ورفض<br />

املكوث طويالً‏ فى املخيمات فى ظل ظروف معيشية اقتصادية واجتماعية ونفسية غري<br />

مرضية.‏ ولعل اإحساس الفلسطينيني مبزيد من الشعور بالياأس واالإحباط من قدرة النظام<br />

العربى على حل قضيتهم،‏ السيما املرتبطة بحق العودة فى ظل التعنت االإرسائيلى والدعم<br />

االأمريكى له،‏ قد اأفضى اإىل االنتفاضة الفلسطينية الثانية،‏ السيما بعد موؤمتر مدريد للسالم<br />

فى الرشق االأوسط فى نوفمرب عام 1991. وتنهار هذه الدبلوماسية حالياً‏ فى ظل اإعادة<br />

احتالل ‏)اإرسائيل(‏ ملناطق احلكم الذاتى الفلسطيني.‏ واإحساس الشعب الفلسطينى برضورة<br />

املقاومة حتى تكتب لهم اإرادة احلياة وعودتهم اإىل اأراضيهم االأصلية بدالً‏ من فكرة توطينهم<br />

فى دول اأخرى جماورة.‏<br />

على مستوى املجتمع الفلسطيني يعكس استمرار عملية االنتفاضة،‏ واشرتاك االأطفال<br />

والشباب ذكوراً‏ واإناثاً‏ فى عمليات املقاومة واالستشهاد مصداقية للوعي لدى هذه الفئة<br />

بقضية بالدهم.‏ ولالأسف تفتقر املكتبة العربية لدراسات اجتماعية ميدانية على الوعى<br />

والراأى العام لدى الفلسطينيني املقيمني قرساً‏ فى خميمات متناثرة فى الضفة الغربية<br />

وقطاع غزة.‏ واأن ما جنده من دراسات ال تعدو روؤى ذاتية نظرية تفتقر اإىل الشمولية،‏ ومن<br />

خالل ما ورد ‏سابقاً‏ ميكن اأن يخلص الباحث اإىل جانبني من هذه االأهمية اأحدهما نظري<br />

واالآخر تطبيقي.‏ وتكمن االأهمية النظرية للدراسة احلالية يف معاجلتها للفعل االجتماعي<br />

الفلسطيني كفعل ثوري من منظور ‏سوسيولوجي يستنبط مضمونه من االأطر النظرية<br />

االجتماعية املتباينة االجتاهات واملتعددة االأهداف.‏<br />

ولعل هذه املعاجلة النظرية التجريدية التى تبناها الباحث فى دراسته،‏ قلما تناولها<br />

الباحثون فى دراساتهم،‏ ومن هنا تاأتى هذه االأهمية فى قدرتها على التوفيق بني النظرية<br />

والتطبيق لتقدم بذلك اإضافة جديدة للرتاث السوسيولوجى احلديث.‏<br />

أما األهمية التطبيقية للدراسة فتتمثل فيما يأتي:‏<br />

اإن املتتبع للدراسات العربية واالأجنبية حول حق العودة قامت بتغطية اجلانب<br />

النظرى الذى غلب عليه الطابع االإنشائي،‏ ومن هنا تاأتى هذه الدراسة لتغطى النقص يف<br />

اجلانب االأمربيقي يف قياس اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة.‏ وقد متحورت<br />

الدراسة حول موضوع رئيس وجوهري يف القضية الفلسطينية واإغفاله اأو جتاوزه يعدُّ‏<br />

82


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

مساساً‏ بالثابت الوطني االسرتاتيجي املتمثل يف عودة الالجئني الفلسطينيني اإىل ديارهم<br />

االأصلية.‏<br />

ولقد جاءت نتائج هذه الدراسة كرد علمى وموضوعى على نتائج بعض الدراسات التى<br />

حاولت تشويه الالجئ الفلسطيني،‏ وزعزعة انتمائه اإىل وطنه االأصلي.‏ وتعدُّ‏ هذه النتائج<br />

ركيزة رئيسة للمفاوض الفلسطيني يف املرحلة التفاوضية النهائية،‏ وتعد اأيضاً‏ مرجعيةً‏<br />

له،‏ الأنها تعرب عن اجتاهات كم هائل من الالجئني الفلسطينيني فى خميمات الضفة الغربية<br />

وقطاع غزة نحو حق العودة اختري بطريقة علمية موضوعية مما يدعو الباحث اإىل تعميم<br />

نتائج دراسته.‏<br />

وجاءت هذه الدراسة لرتد على جميع املبادرات احلديثة والقدمية التى حاولت التنظري<br />

للتوطني والتعويض،‏ واإنهاء املطالبة بتطبيق قرار 194 الذى توؤكد مضامينه على عودة<br />

الالجئني الفلسطينيني اإىل ديارهم التى اأخرجوا منها بقوة السالح وتعويضهم عن اخلسائر<br />

التى حلقت بهم جراء هذا التهجري القرسي.‏<br />

مفاهيم الدراسة األساسية:‏<br />

،<br />

83<br />

◄<br />

‏◄◄الالجيء:‏ عرّف الالجيء يف قرار اجلمعية العامة لالأمم املتحدة رقم 302 بتاريخ<br />

1950/12/8 باأنه الشخص الذي كان قد عاش يف فلسطني قبل اندالع احلرب عام 1948،<br />

والذي فقد بسبب ذلك بيته ووسائل كسب معيشته.‏ ‏)الطويل،‏ 1996( 13: .<br />

‏◄النازح:‏ هو الفلسطيني الذي خرج من دياره يف فلسطني يف حرب حزيران 1967<br />

ويشمل هذا املصطلح الفلسطيني الذي كان خارج الضفة الغربية وقطاع غزة عندما اندلعت<br />

حرب 1967، كما يشمل ذلك الفلسطيني الذي غادر اأرضه بعد انتهاء احلرب،‏ ويحمل ترصيح<br />

مغادرة اإرسائيلية،‏ ومل يتمكن من الرجوع الأسباب خمتلفة مثل جتاوز االقامة يف اخلارج<br />

فوق ما هو مسموح به يف التصاريح التي يحملونها.‏ ‏)الطويل،‏ 1996( 14: .<br />

حتظى اأدبيات العلوم االجتماعية<br />

بتعريفات عديدة لالجتاه والتعريفات املرادفة له،‏ اإذ يتناول هذا التعريف مدارس فكرية<br />

عديدة نفسية وسلوكية واجتماعية،‏ وستتبنى هذه الدراسة تعريف ”Green“ لالجتاه الأن<br />

هذه الدراسة تهدف اإىل معرفة اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة،‏ الأن<br />

تعريف Green اشتمل على اجلوانب الثالثة لالجتاه ‏)السلوكي،‏ واملعريف والوجداين(‏ .<br />

وهذا ما نستنبطه يف تعريفه االآتي:‏ ‏»هو نسق اأو تنظيم ملشاعر الشخص ومعارفه وسلوكه،‏<br />

‏◄◄الجتاهات الجتماعية:‏ :Social Attitudes


اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />

‏)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(‏<br />

د.‏ حسن البرميل<br />

اأي استعداده للقيام باأعمال معينة،‏ يتمثل يف درجات من القبول والرفض ملوضوعات<br />

االجتاه«.‏ ‏)حممود،‏ )1979 :195 .<br />

الراأي العام للداللة<br />

له على االآراء الكلية لالأشخاص الذين يتمسكون بالقضايا التي توؤثر على مصلحة<br />

اجلماعة،‏ اإذ ميثل جتمعاً‏ لكل االأفكار واملعتقدات وامليول،‏ والطموحات واالآراء املختلفة<br />

‏◄◄الراأي العام:‏ :Public Opinion يستخدم )Bryce(<br />

. )Katz, 1954: 50- 51(<br />

هو ذلك احلق الذي يطالب به الالجئون<br />

الفلسطينيون وفروعهم بالعودة اإىل االأماكن التي كانوا يقطنونها،‏ تلك املساكن التي<br />

ارغموا على مغادرتها هم واآباوؤهم واأجدادهم وحق استعادتهم لالأمالك التي انتزعت منهم<br />

اأو تركوها،‏ ومن خالل هذه الروؤية فاإن مواصفات حق عودة الالجئني الفلسطينيني تتمحور<br />

حول البعدين االآتيني:‏<br />

‏◄◄حق العودة:‏ :Right of Return<br />

<br />

<br />

اأنه حق فردي،‏ لكنه ذو بعد جماعي الأنه يعني اأغلبية الشعب.‏<br />

‏اأنه حق ذو طبيعة ‏سياسية،‏ اإذ يعني استعادة املواطنة.‏ ‏)بابادجي،‏ ) 1996 42: .<br />

فرضية الدراسة:‏<br />

تسعى هذه الدراسة اإىل اختبار قبول اأو رفض الفرضية الآتية:‏<br />

ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية يف اجتاهات الالجئني الفلسطينني نحو حق العودة<br />

عند (0.05 = α) تعزى اإىل متغري السكن.‏<br />

تساؤالت الدراسة:‏<br />

تسعى هذه الدراسة اإىل الإجابة عن التساوؤل الرئيس الآتي:‏<br />

ما اجتاهات الالجئني الفلسطينيني يف الضفة الغربية وقطاع غزة نحو<br />

حق العودة؟ ويتفرع عنه التساوؤالت االآتية:‏<br />

● ‏●هل هناك فروق ذات داللة اإحصائية يف اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق<br />

العودة تبعاً‏ ملكان السكن ‏)الضفة وغزة(‏ .<br />

● ‏●هل هناك فروق ذات داللة اإحصائية يف اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق<br />

العودة نحو الراأي العام العاملي وحق العودة القانوين تبعاً‏ ملكان السكن ‏)الضفة وغزة(‏ .<br />

● ‏●هل هناك فروق ذات داللة اإحصائية يف اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو<br />

االأساليب التي ميكن من خاللها حتقيق العودة تبعاً‏ ملكان السكن ‏)الضفة وغزة(‏ .<br />

84


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

● ‏●هل هناك فروق ذات داللة اإحصائية يف اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو<br />

احللول املقرتحة بساأن قضيتهم تبعاً‏ ملكان السكن ‏)الضفة وغزة(‏ .<br />

● ‏●هل هناك فروق ذات داللة اإحصائية يف اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو<br />

املفاوضات الفلسطينية االرسائيلية وتاأثريها على حقهم يف العودة تبعاً‏ ملكان السكن<br />

‏)الضفة وغزة(‏ .<br />

● ‏●هل هناك فروق ذات داللة اإحصائية يف اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو<br />

توطينهم تبعاً‏ ملكان السكن ‏)الضفة وغزة(‏ .<br />

املعاجلة اإلحصائية:‏<br />

بعد جمع بيانات الدراسة قام الباحث مبراجعتها،‏ وذلك متهيداً‏ الإدخالها اإىل احلاسوب<br />

واأعطيت اأرقاماً‏ معينة،‏ وحُ‏ وِّلت االإجابات اللفظية اإىل رقمية،‏ وعوجلت هذه البيانات<br />

اإحصائيا باستخراج املتوسط احلسابي واالنحراف املعياري واستخدام اختبار T لكي<br />

يخترب الفرضية السابقة.‏<br />

الدراسات السابقة:‏<br />

يتناول هذا البحث بعضاً‏ من الدراسات التي اأجريت على الالجئني الفلسطينيني يف<br />

الوطن والشتات.‏ وقد تنوعت هذه الدراسات يف اأهدافها ومنهجيتها بهدف الوصول اإىل<br />

نتائج تخدم غايات تتعلق باأفكار الباحثني،‏ واأغراض ميكن وضعها يف بعض االأحيان<br />

يف موضع الشبهة،‏ وبخاصة تلك التي اأرشف على اإجرائها باحثون اإرسائيليون.‏ وسيقوم<br />

الباحث بتصنيف هذه الدراسات واستعراضها حسب وحدة املوضوع مراعياً‏ التسلسل الزمني<br />

يف اإجرائها،‏ وموضحاً‏ يف نهاية هذا اجلزء روؤية نقدية وتعليقاً‏ يتناول فيه الباحث جملة<br />

من القضايا املحورية املثرية للجدل والنقاش،‏ ويتخلل ذلك عملية مقارنة بني الدراسات<br />

من حيث اأهدافها ومستوياتها.‏<br />

احملور األول-‏ الدراسات اليت تناولت موقف الالجئني الفلسطينيني من اتفاق أوسلو:‏<br />

يف عام 1998 قام الباحث Gerhard Pulfer بدراسة ميدانية استخدم فيها اأداة<br />

املقابلة يف جمع املعلومات،‏ واختار عينة عشوائية يف قطاع غزة.‏ ومن بني االإجابات<br />

التي حصل عليها الباحث،‏ اأن اتفاقية اأوسلو مل تعد اأكرث من جمرد وعود فارغة،‏ واأن هذا<br />

االتفاق لن يسمح لهم بالعودة اإىل اأراضيهم االأصلية،‏ وقد عربّ‏ كثري من املبحوثني عن اأن<br />

85


اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />

‏)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(‏<br />

د.‏ حسن البرميل<br />

احلرب والوضع الذي كان ‏سائداً‏ قبل توقيع االتفاقية كان اأفضل بكثري من الوقت الراهن،‏<br />

اإذ اإن دخل الفرد اأصبح يف وضع ‏سيء مقارنة مع املاضي،‏ يضاف اإىل ذلك اأن التوقعات<br />

من عملية السالم قد حتطمت،‏ واأن اتفاق اأوسلو جتاهل قضية الالجئني،‏ اإذ مل تصبح هذه<br />

القضية اأولوية من اأولويات بنود هذا االتفاق )5 -3 )Pulfer, :1998 .<br />

ويف املخيمات الفلسطينية املقامة على االأراضي االأردنية،‏ اأجرت الباحثة Samar(<br />

)Hijjawi دراسة ‏سنة 1998 حاولت من خاللها التعرف على روؤية الالجئني الفلسطينيني<br />

نحو اتفاقية اأوسلو،‏ وبعض القضايا املتعلقة بقضية الالجئني ‏سنة 1998، واستخدمت<br />

الباحثة اأداة املقابلة،‏ حيث قامت مبقابلة اأشخاص عدة يف املخيمات الفلسطينية<br />

املوجودة يف االأردن.‏ وقد خرجت الباحثة مبعطيات عدة يف دراستها،‏ حيث عربّ‏ الالجئون<br />

عن خيبة اأملهم نحو الوضع الراهن،‏ وما يجري يف املفاوضات احلالية بني الفلسطينيني<br />

واالإرسائيليني،‏ وعكس الالجئون الفلسطينيون تشاوؤماً‏ كبرياً‏ نحو مستقبلهم السياسي،‏<br />

اإال اأنهم يف الوقت ذاته متنوا اأن تفتح اتفاقية اأوسلو الطريق نحو عودتهم اإىل فلسطني.‏<br />

86<br />

.)Hijjawi, 1998: 2- 6(<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

ويف دراسة استطالعية مشرتكة بني مركز القدس لالإعالم والتصالت ومركز Tami<br />

Steinmetz يف جامعة تل اأبيب،‏ اأجريت ‏سنة 1999 على عينة ‏شملت كالً‏ من الضفة الغربية<br />

وقطاع غزة،‏ والفلسطينيني داخل فلسطني املحتلة عام 1948، واالإرسائيليني،‏ وخلصت<br />

الدراسة اإىل النتائج االآتية:‏<br />

يرى معظم الفلسطينيني اأن قضية الالجئني هي ثاين اأصعب قضية بعد القدس<br />

واأهمها،‏ بينما يرى االإرسائيليون اأنها اأقل اأهمية،‏ وهي ليست ‏صعبة،‏ وميكن حلها يف اإطار<br />

املفاوضات النهائية.‏<br />

يعتقد االإرسائيليون باأن الوفد االإرسائيلي املفاوض يجب اأن يقنع ‏رشيكه الطرف<br />

الفلسطيني يف املفاوضات بقبول احلل الذي يدعو اإىل توطني الالجئني الفلسطينيني يف<br />

االأماكن التي يسكنون فيها االآن،‏ وعلى النقيض من ذلك فقد عرب الفلسطينيون يف الضفة<br />

الغربية وقطاع غزة والفلسطينيون داخل فلسطني املحتلة عام 1948، باأن احلل لقضية<br />

الالجئني الفلسطينيني يكمن يف عودتهم اإىل مواطنهم االأصلية التي ‏رشدوا منها ‏سنة<br />

1948 بفعل العمليات العسكرية اليهودية اآنذاك.‏ واأن على اإرسائيل تعويضهم بعد عودتهم<br />

اإىل اآراضيهم وفق قرار 194 الصادر عن االأمم املتحدة.‏ ( Communic aJerusalem and<br />

. )tion Centre, 1999: 15- 35


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

احملور الثاني-‏ الدراسات اليت تناولت موقف الالجئني الفلسطينيني من حق العودة أو<br />

التوطني:‏<br />

يف عام 1989 اأجرت الباحثة Hazboun( )Norma دراسة عن مشاريع التوطني<br />

االإرسائيلية التي اأقامت بعضها احلكومة االإرسائيلية لتوطني الالجئني الفلسطينيني،‏<br />

وذلك كاإجراء عملي لتسوية قضية الالجئني واإنهائها،‏ وقد اأشارت نتائج الدراسة اإىل اأن<br />

االسرتاتيجية التي تبنتها احلكومة االإرسائيلية يف قضية توطني الالجئني الفلسطينيني قد<br />

فشلت،‏ وهذا ما تبني بشكل واضح من خالل املشاركة الفعلية لالجئني يف ‏»مرشوع الشيخ<br />

رضوان«‏ يف فعاليات االنتفاضة،‏ وقد ‏رصح موظف يف وزارة الدفاع االإرسائيلية ‏»اأن<br />

هذا تغري حقيقي يف املوقف«‏ )1989 Oct. ,19 )Jerusalem Post, . ففي بعض االأحيان<br />

فاقت املواجهات مع القوات االإرسائيلية يف مرشوع الشيخ رضوان تلك التي كانت ‏سائدة<br />

يف باقي املخيمات الفلسطينية.‏<br />

وقد اأكدت الباحثة يف دراستها اأن متسك الالجئني الفلسطينيني بحقوقهم السياسية<br />

يتناقض بشدة مع االفرتاض االإرسائيلي الذي يرى اأن اإعادة توطني الالجئني الفلسطينيني<br />

يف قطاع غزة ‏سيبدد حلم العودة،‏ وهو حلم يلخصه ترصيح موشيه ديان وزير الدفاع<br />

االإرسائيلي االأسبق يف ‏شهر حزيران ‏سنة 1973، الذي يقول فيه ‏»اأنه طاملا بقي الالجئون<br />

يف خميماتهم،‏ فسيقول اأبناوؤهم اأنهم جاءوا من يافا اأو حيفا،‏ اأما اإذا انتقلوا من<br />

املخيمات فاإن هناك اأمالً‏ باأن يشعروا بارتباطهم بالأرض اجلديدة«‏ Jerusalem(<br />

. )Post, June 13, 1973<br />

من خالل الدراسة السابقة يالحظ اأن الباحثة قد اأكدت على اأن هناك عملية تواصل<br />

وامتداد تاريخي ‏سياسي،‏ ومن خالل تفاعالت هذه العملية حتددت معها ‏شخصية الالجئ<br />

الفلسطيني باعتباره فاعالً‏ تاريخياً‏ على امتداد مواقع الشتات،‏ حيث اأوجد الالجئون بينهم<br />

فهماً‏ مشرتكاً‏ حول مستقبل احلل لقضيتهم،‏ كما اأن املوقف االإرسائيلي املتعنت من حل<br />

قضية الالجئني بشكل عادل قد اأعاد من جديد اإنتاج اأشكال واأمناط جديدة للرفض بني<br />

اجلماهري الالجئة،‏ وخاصة ما يطرح بصدد توطينهم ودجمهم يف املجتمعات العربية،‏<br />

واإنهاء ظاهرة املخيم،‏ واأرجعت الدراسة التعنت االإرسائيلي اإىل استناده يف االأساس اإىل<br />

العقيدة االأمنية ‏»ووعي مفهوم القيادة االإرسائيلية الأمن كيانها االسرتاتيجي«‏ والتي<br />

تشكل عودة الالجئني تدمرياً‏ لهذا الكيان وكابوس املستقبل كما ورد يف الكتاب السنوي لِ‏<br />

‏)اإرسائيل(‏ يف ‏سنة 41( 1990 40- )Hazboun, 1996: .<br />

87


اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />

‏)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(‏<br />

د.‏ حسن البرميل<br />

ويف دراسة لِ‏ Jerry Afinson ‏سنة 1992 عن واقع الالجئني يف خميمات الضفة<br />

الغربية،‏ خرجت بنتائج عدة متحورت جميعها حول حق العودة،‏ وميكن تلخيصها على<br />

النحو االآتي:‏ عربّ‏ %32 من الذين استجوبوا عن رغبتهم برتك املخيم،‏ فيما رفض %38.4<br />

منهم ذلك رغم موقفهم السلبي من احلياة يف املخيم،‏ وقد اأظهرت نسبة كبرية من ‏سكان<br />

املخيمات متسكهم بالبقاء يف املخيم الأسباب وطنية،‏ وهم يرون اأن زوال املخيمات هو زوال<br />

لقضيتهم.‏ ومن هنا يخرج الباحث بنتيجة تتلخص يف اأن اأي حل عادل يجري العمل به حلل<br />

مشكلة الالجئني،‏ ال بًدَّ‏ له اأن ياأخذ باحلسبان العامل الوطني،‏ اإذا ما اأُريد اأن ينهي املشكلة<br />

بشكل عادل ونهائي؛ اإذ اإن الفلسطينيني قد عربوا عن والئهم الكبري لفلسطني التاريخية،‏<br />

وهذا يدلل على عمق متسكهم بفلسطينيتهم،‏ وعدم متسكهم باملخيم اأينما كان موقعه يف<br />

الضفة الغربية اأو قطاع غزة اأو االأردن اأو لبنان اأو ‏سوريا )11 -10 )Afinson, :1992 .<br />

وحول موضوع التوطني اأعدَّ‏ الباحث )Khashan( دراسة ‏سنة ‎1994‎م حتت عنوان<br />

توطني الفلسطينيني يف لبنان،‏ حاول الباحث اختبار متغريات عدة يف بحثه منها قوة<br />

وشدة الوعي واالإدراك لقضية توطني الفلسطينيني يف لبنان،‏ والتاأثري املتوقع على اأفراد<br />

اجلماعات الطائفية اللبنانية،‏ وموقف السياسة اللبنانية من ذلك.‏ ومن النتائج التي خرجت<br />

بها الدراسة،‏ اأن اللبنانيني قد عربّ‏ وا عن تخوفهم من مساألة توطني الالجئني الفلسطينيني يف<br />

لبنان،‏ وقد يشكل ذلك حرباً‏ اأهلية يف املجتمع اللبناين،‏ كما ‏سيوؤدي ذلك اإىل تعقيد اآخر من<br />

تعقيدات الرتكيبة الطائفية يف لبنان.‏ ومل يكن هذا االجتاه نابعاً‏ من كُ‏ ره اللبنانيني للوجود<br />

الفلسطيني يف لبنان،‏ واإمنا هو نابع من توجه وطني داعم لقضية الالجئني الفلسطينيني<br />

يف حق عودتهم اإىل اأوطانهم )14 -2 )Khashan, :1994 .<br />

ويالحظ اأن نتائج االستطالع الثامن للراأي العام الذي اأجراه مركز االأبحاث<br />

واالستطالعات الفلسطيني ‏سنة 1994، اأنها توافقت مع نتائج الدراسات السابقة،‏ حيث<br />

اأكدت على رفض الفلسطينيني لعملية التوطني،‏ ويف الوقت نفسه،‏ اأشارت هذه النتائج اإىل<br />

وجود تباين يف روؤية الالجئني نحو حتسني االأوضاع يف املخيمات،‏ اأو اإقامة مشاريع<br />

‏سكنية حديثة بدل وجود املخيمات،‏ Studies( Center for Palestine Research and<br />

.)Survey Research Unit, 1994: 1- 6<br />

ومن الدراسات التي اأجريت حول ‏)حق العودة(‏ دراسة اجلمعية الفلسطينية<br />

الأكادميية للشئون الدولية Palestinian Academic Society for International<br />

(PASSIA) ،Affairs التي قام بنرشها املكتب الصحفي لوزارة االإعالم الفلسطينية باللغة<br />

االإجنليزية ‏سنة 1995، وقد اأظهرت نتائج الدراسة اأن الالجئ يف املخيمات الفلسطينية<br />

املقامة على اأراضي الضفة الغربية متمسك بالعيش يف خميمه؛ الأن ذلك يعد ‏ضمانة نحو<br />

حقه يف العودة اإىل بلده الذي هجّ‏ ر منه.‏ )10 )PASSIA, :1995 .<br />

88


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

رؤية نقدية للدراسات السابقة:‏<br />

يستطيع املطلع على جممل ما توصلت اإليه الدراسات السابقة من نتائج،‏ اأن يخرج<br />

بجملة من املالحظات،‏ ميكن تلخيصها على النحو الآتي:‏<br />

‏♦اأولً:‏ هناك بعض الدراسات قد جردت قضية الالجئني الفلسطينيني من مضمونها<br />

الوطني والسياسي،‏ وركزت على اجلانب االإنساين واالقتصادي.‏<br />

89<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

ويف املقابل جند اأن بعض الدراسات التي اأجريت حول موضوع التوطني خلصت يف<br />

نتائجها اإىل اأن الالجئني يرفضون التوطني جملة وتفصيال،‏ ويحبذون البقاء يف داخل<br />

املخيم،‏ الأنه يشكل بالنسبة لهم العنوان الذي يضمن حقهم يف العودة اإىل ديارهم.‏ ويف<br />

الوقت نفسه وجدت بعض الدراسات اأن الالجئني الفلسطينيني ال ميانعون يف حتسني<br />

اأوضاعهم داخل املخيم،‏ ولكن برشط اأن ال يلغي االإطار اجلغرايف والسياسي له،‏ لكونه يعدُّ‏<br />

‏شاهداً‏ حياً‏ على النكبة التي اأحدثتها العصابات الصهيونية يف عامي 1947 و 1948<br />

بل ويف عام 1967 اأيضاً.‏ كما تبني اأن مشكلة الالجئني الفلسطينيني هي مشكلة ‏سياسية<br />

بالدرجة االأوىل،‏ وحتتاج اإىل حل ‏سياسي نابع من لب املشكلة ذاتها،‏ واأن طغيان التوجه<br />

االإنساين واالقتصادي على هذه املشكلة ما هو اإال تشويه للحقيقة،‏ وحماولة لتجاوز احللول<br />

العملية التي حتقق لها العدالة.‏<br />

‏♦ثانياً:‏ يوجد بعض املاآخذ املنهجية على الدراسات السابقة،‏ ‏سواء يف توقيت اإجراء<br />

الدراسة،‏ اأو يف طبيعة العينة التي جُ‏ معت املعلومات منها،‏ وقد يكون ذلك مرتبطاً‏ ببعض<br />

التوجهات واملاآرب اخلاصة لصاحب هذه الدراسات التي نضعها يف موضع الشبهة،‏ وخاصة<br />

تلك التي خرجت بنتائج ال تتوافق مع معطيات الطرح الوطني العام لالجئني واملتعلق بحق<br />

العودة.‏<br />

‏♦ثالثاً:‏ من خالل عملية استقرائية للدراسات السابقة يف خمتلف مراحل اإجرائها،‏<br />

يُالحظ اأن العامل الزمني مل يضعف من انتماء الالجئ اإىل اأرضه التي هُ‏ جر منها،‏ وهذا<br />

يدل على الوعي اجلمعي الذي تشكل عند الالجئني،‏ من خالل عملية التنشئة االجتماعية<br />

التي تعرضوا لها،‏ هذه التنشئة التي عربت عن دميومة التواصل مع الذاكرة الفلسطينية<br />

التاريخية،‏ التي توؤكد على اأن العودة هي الهاجس الذي عاش مع االأجداد وانتقل اإىل االآباء<br />

ليتحقق مع مسرية االأبناء مهما كانت الظروف.‏ وهذا يوؤكد بدوره فشل املقولة الصهيونية<br />

التي جاء بها قادة االإرهاب الصهيونية حينما قالوا:‏ ‏»اإن االآباء ميوتون،‏ واالأبناء ينسون«.‏


اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />

‏)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(‏<br />

د.‏ حسن البرميل<br />

‏♦رابعاً:‏ اأكدت الدراسات السابقة،‏ وبشكل خاص دراسة Tami Stainemetz اأن هناك<br />

اختالفاً‏ كبرياً‏ بني روؤية الفلسطينيني يف الضفة الغربية وغزة،‏ والفلسطينيني يف فلسطني<br />

املحتلة عام 1948 من جهة،‏ و بني االإرسائيليني من جهة اأخرى،‏ فقد عربّ‏ االإرسائيليون عن<br />

موقف عاطفي جتاه قضية الالجئني مع اأنهم يرفضون االعرتاف مبسئوليتهم نحوها،‏ ولكن<br />

املتتبع للترصيحات التي اأدىل بها قادة العصابات الصهيونية يف ‏سنة 1948 توؤكد هذه<br />

املسئولية،‏ وهذا ما اأشار اإليه اأمنون كابيليوك يف اأن منظمة االأرغون بزعامة بيغن وعصابة<br />

‏شترين كانوا يسعون اإىل طرد الفلسطينيني من اأرضهم،‏ حتى ولو مل يشاركوا يف املقاومة،‏<br />

وهذا ما وضحه ديفيد بن غوريون لقواته يف وصيته التي كانت تنص على العبارة التالية:‏<br />

‏»عليكم اأن ترضبوا بقسوة،‏ وبهدف حتطيم املدن العربية،‏ اأو طرد ‏سكانها منها،‏ حتى<br />

يتمكن ‏شعبنا القادم اأن يحل حملهم«‏ )4 Office, :1995 .)Press<br />

90<br />

<br />

<br />

♦<br />

♦<br />

<br />

<br />

ومن هنا يالحظ اأن املوقف االإرسائيلي الشعبي والرسمي ال ينظر اإىل قضية الالجئني<br />

من وجهة نظر احلقوق الوطنية املرشوعة وغري القابلة للترصف،‏ واإمنا يتعمد معاجلتها من<br />

مدخل عاطفي واإنساين قارص وبعيد عن الواقع.‏<br />

‏♦خامساً:‏ بعض املسوحات الواردة ‏سابقاً‏ والتي ‏شملت قطاعات ممثلة اإىل حد<br />

مقبول لتجمعات الالجئني الفلسطينيني،‏ ورغم تعددها،‏ فاإنها تلتقي على اإرصار اأكرثية<br />

الالجئني على حق العودة،‏ واأن اتفاقيات التسوية ال حتمل ما يطمئنهم على حقوقهم،‏ اإل اأن<br />

هناك مالحظتني اأشار اإليهما عادل ‏سمارة وهما:‏<br />

اأن هذه الدراسات قد اأجريت يف فرتة زمنية حافلة بالتطورات السلبية،‏ وهو االأمر<br />

الذي ميكن اأن يوؤثر على الروح املعنوية،‏ وشدة درجات الصمود وعدم االستسالم،‏ ورغم اأن<br />

االأكرثية الساحقة من الالجئني ما زالوا يرصّون على حق العودة،‏ اإال اأن التطورات السلبية<br />

املستمرة ميكن اأن توؤثر ‏سلباً‏ عليهم،‏ مما يدفع بعضاً‏ اأو كثرياً‏ منهم للقبول بحلول تتجاوز<br />

حق العودة،‏ ويف هذه احلالة ال يكون املسح اأو االستفتاء موضوعياً‏ وال ممثالً،‏ الأنه اأجري<br />

على اأفراد يف مناخات ‏سياسية واقتصادية ونفسية وحياتية غري ‏سوية وال مستقرة،‏ وال<br />

توحي بالتفاوؤل.‏<br />

اإن هذه املسوحات والدراسات مل تلمس اجلذر االأساسي ملشكلة الالجئني يف الوقت<br />

الراهن،‏ وهو متثيل الالجئني الأنفسهم،‏ وال يوجد هناك تفسري لهذا االأمر،‏ هل هو خشية<br />

القائمني على هذه الدراسات من تناول هذا االأمر،‏ اإما خوفاً‏ من منظمة التحرير الفلسطينية<br />

اأو حُ‏ باً‏ لها.‏ ‏)سمارة،‏ 133( 1999: .


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

‏♦سادساً:‏ اأظهرت الدراسات السابقة اأن ‏شكوكاً‏ قد تكونت عند الالجئ الفلسطيني<br />

يف قدرة املفاوضات السياسية بني الفلسطينيني واالإرسائيليني على التوصل اإىل حل عادل<br />

بساأن قضية الالجئني الفلسطينيني،‏ واأكدت يف الوقت نفسه اأن القوة والنضال املسلح،‏ هما<br />

الكفيالن بتحقيق عودة الالجئني،‏ وهذا ما اأثبتته التجربة النضالية التي خاضها حزب الله<br />

يف حتريره لالأراضي التي احتلتها ‏)اإرسائيل(‏ يف جنوب لبنان.‏<br />

91<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

‏♦سابعاً:‏ اأظهرت الدراسات السابقة اأن الالجئ الفلسطيني يدرك اأنه مطارد من<br />

االإرسائيليني الذين يحاولون اإلغاء ‏صفته كالجئ من جهة،‏ ويالحقونه ليعملوا معه ‏صفقات<br />

البيع كمالك لالأرض من جهة اأخرى،‏ واأنه مرفوض من املجتمع الذي اأجربته الظروف على<br />

العيش فيه،‏ ويعمل االآخرون على دجمه يف حياة تلك املجتمعات من جهة ثالثة.‏<br />

‏♦ثامناً:‏ كما اأكدت الدراسات على اأن الالجئني الفلسطينيني وبعد نصف قرن من<br />

الترشد واللجوء والشتات داخل الوطن وخارجه،‏ مل يفقدوا وعيهم االجتماعي وذاكرتهم<br />

التاريخية وال روابطهم االأرسية والقروية،‏ التي ما زالت توؤدي دوراً‏ متميزاً‏ يف حياة<br />

الالجئني االجتماعية املدعمة بالعودة كهدف مطروح،‏ والذي مثّل العامل االأكرث اأهمية<br />

يف متاسك الالجئني االجتماعي داخل املخيمات،‏ والذي ‏سيمكِّن مستقبالً‏ من اإعادة اإنتاج<br />

املجتمع الفلسطيني على اأرض فلسطني التاريخية اإذا ما ‏سنحت وتوافرت الظروف التي<br />

تسمح بعودة الالجئني الفلسطينيني.‏<br />

اإلجراءات املنهجية:‏<br />

أوالً-‏ جمتمع الدراسة:‏<br />

يعيش يف الضفة الغربية من نهر االأردن اجلزء املتبقى من فلسطني التاريخية عام<br />

1948 ما يزيد عن نصف مليون الجئ فلسطينى يشكلون %20 من جمموع الالجئني<br />

الفلسطينيني ويتوزعون على تسعة عرش خميماً‏ فلسطينياً‏ ‏)الصوباين،‏ 142( 1991: . اأما<br />

قطاع غزة فيعترب اجلزء اجلنوبى من االأراضى الفلسطينية،‏ وهو عبارة عن ‏رشيط حدودى<br />

تغطى الرمال ثلث مساحته البالغة 360 كم 2 وميتد مبحاذاة الشاطئ،‏ ويرتاوح عرضه من<br />

12 -5 كم ‏)الصوباين،‏ )142 :1991 .<br />

ويضم جمتمع البحث خميمات الضفة الغربية وقطاع غزة،‏ واستبعدت املخيمات<br />

الفلسطينية االأخرى الواقعة خارج النطاق اجلغرافى لفلسطني،‏ نظراً‏ لصعوبة التنقل وصعوبة<br />

الظروف غري املستقرة ‏سياسياً‏ واجتماعياً،‏ السيما منذ اندالع انتفاضة االأقصى املباركة.‏<br />

ويبني اجلدول )1( حجم جمتمع الدراسة الذى مت اجراء الدراسة عليه من الفئات العمرية<br />

التى تزيد عن عرشين عاماً.‏


اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />

‏)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(‏<br />

د.‏ حسن البرميل<br />

الجدول )1(<br />

حجم مجتمع الدراسة الذي أجريت الدراسة<br />

عليه من الفئات العمرية التي تزيد عن 20 عاماً‏<br />

%<br />

الرقم<br />

اسم املخيم<br />

الذكور<br />

الإناث<br />

املجموع<br />

حجم العينة<br />

حجم العينة<br />

من الذكور<br />

حجم العينة<br />

من الإناث<br />

26<br />

49<br />

113<br />

69<br />

91<br />

80<br />

42<br />

157<br />

3<br />

175<br />

109<br />

462<br />

51<br />

16<br />

50<br />

1494<br />

50.19<br />

27<br />

46<br />

90<br />

66<br />

87<br />

82<br />

44<br />

151<br />

3<br />

167<br />

109<br />

458<br />

50<br />

17<br />

49<br />

1446<br />

49.18<br />

53<br />

95<br />

204<br />

135<br />

178<br />

162<br />

86<br />

308<br />

6<br />

342<br />

218<br />

920<br />

101<br />

33<br />

99<br />

2940<br />

1.79<br />

3.24<br />

6.93<br />

4.58<br />

6.07<br />

5.52<br />

2.93<br />

10.48<br />

0.21<br />

11.63<br />

7.40<br />

31.28<br />

30.43<br />

1.14<br />

3.37<br />

100<br />

1053<br />

1903<br />

4076<br />

2694<br />

3568<br />

3244<br />

1727<br />

6165<br />

123<br />

6834<br />

4353<br />

18389<br />

2018<br />

662<br />

1981<br />

58790<br />

100<br />

513<br />

981<br />

2286<br />

1374<br />

1829<br />

1609<br />

847<br />

3135<br />

55<br />

3505<br />

2181<br />

9239<br />

1017<br />

325<br />

998<br />

29894<br />

50.85<br />

540<br />

922<br />

1790<br />

1320<br />

1739<br />

1635<br />

880<br />

3030<br />

68<br />

3329<br />

2172<br />

9150<br />

1001<br />

337<br />

983<br />

28896<br />

49.15<br />

عايدة<br />

عقبة جرب<br />

جنني<br />

العروب<br />

دير البلح<br />

الدهيشة<br />

عني بيت املاء<br />

بالطة<br />

‏سلواد<br />

املغازي<br />

عسكر<br />

النصريات<br />

الفوار<br />

عني السلطان<br />

الفارعة<br />

املجموع<br />

%<br />

-1<br />

-2<br />

-3<br />

-4<br />

-5<br />

-6<br />

-7<br />

-8<br />

-9<br />

-10<br />

-11<br />

-12<br />

-13<br />

-14<br />

-15<br />

من خالل املوؤرشات الواردة يف اجلدول )1( الذي يوضح حجم جمتمع الدراسة ‏)عدد<br />

االأشخاص الذين تزيد اأعمارهم عن عرشين عاماً(‏ يالحظ اأن خميم النصريات الذي يقع يف<br />

قطاع غزة قد حاز على اأعلى نسبة يف عينة الدراسة %31.28، ويرجع ذلك اإىل اأن هذا املخيم<br />

هو اأكرب املخيمات من حيث العدد يف عينة الدراسة،‏ اإذ بلغ عدد الذين يزيدون عن عرشين<br />

عاماً‏ فيه 18389 نسمة،‏ واحتل خميم املغازي املرتبة الثانية من حيث العدد اإذ بلغ 6834<br />

نسمة،‏ وشكلت نسبته %11.63 من املجموع العام،‏ ويقع هذا املخيم اأيضاً‏ يف قطاع غزة.‏<br />

اأما يف الضفة الغربية،‏ فقد حاز خميم بالطة على اأكرب نسبة من جمتمع الدراسة حيث بلغت<br />

%10.48، ويقع هذا املخيم قرب مدينة نابلس،‏ وسجّ‏ ل خميم ‏سلواد الواقع قرب مدينة رام<br />

اهلل اأقل النسب يف جمتمع الدراسة حيث بلغت نسبته %0.21 من جمتمع الدراسة.‏<br />

92


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

ومن حيث التوزيع اجلغرافى للمخيمات،‏ يقع خميما عايدة والدهيشة يف بيت حلم،‏<br />

ويقع خميما عقبة جرب وعني السلطان يف اأريحا،‏ ويقع خميم جنني يف مدينة جنني،‏ اأما<br />

خميما العروب والفوار فهما على مقربة من مدينة اخلليل،‏ وتقع خميمات عني بيت املاء،‏<br />

والفارعة،‏ وبالطة،‏ وعسكر يف مدينة نابلس،‏ وتقع خميمات املغازي والنصريات ودير البلح<br />

يف قطاع غزة.‏<br />

ومن الالفت للنظر يف معطيات اجلدول )1( اأن عدد االإناث كان اأكرب نسبياً‏ من عدد<br />

الذكور،‏ حيث بلغ عدد االإناث )29894( وشكلت نسبتهن %50.85 من جمتمع الدراسة،‏ يف<br />

حني بلغ عدد الذكور )28896( وبلغت نسبتهم %49.15 من جمتمع الدراسة.‏ ويرى الباحث<br />

اأن هذه النتيجة تعود الأسباب عديدة،‏ منها الزيادة يف عدد املواليد االإناث،‏ وهناك العوامل<br />

السياسية وما يتمخض عنها من مواجهات بني االحتالل االإرسائيلي والشباب الفلسطيني،‏<br />

مما يوؤدي اإىل فقدان كثري من الذكور يف هذه املواجهات.‏<br />

ومن العوامل التي اأدت اإىل تفوق عدد االإناث على الذكور،‏ هجرة الشباب الفلسطيني<br />

خارج الوطن،‏ ‏سعياً‏ وراء مصدر الرزق،‏ الذي من خالله يستطيع الالجئ حتسني دخله،‏<br />

ومساعدة اأرسته داخل املخيم التي تعاين من ظروف اقتصادية ‏سيئة.‏<br />

ثانياً-‏ عينة الدراسة:‏<br />

بلغ حجم العينة التي خضعت للدراسة 2940 مفردة،‏ وبلغ حجم جمتمع الدراسة<br />

للفئات العمرية اخلمس 58790 نسمة )28896 ذكوراً،‏ 29884 اإناث(‏ . ‏سُ‏ حب %5 من هذا<br />

العدد ليصبح حجم العينة 2940 مفردة )1446 من الذكور بنسبة % 49.18 من حجم العينة<br />

مقابل 1494 من االإناث بنسبة %50.12(. وباستخدام اأسلوب العينة الطبقية النسبية،‏ مُ‏ ثل<br />

اأفراد املجتمع االأصلي من حيث التوزيع النسبى لهم حسب اجلنس والفئة العمرية.‏<br />

ثالثاً-‏ مستوى التحليل والتفسري:‏<br />

اإن ما مييز البحث السوسيولوجي عن غريه من البحوث،‏ اأنه ال يختص بسلوك فردي اأو<br />

ظواهر فردية،‏ واإمنا يدرس ظواهر وعالقات وتوجهات واأفعال اجتماعية ذات داللةٍ‏ وانتشارٍ‏<br />

كبريين.‏ وملا كان البحث السوسيولوجي جهداً‏ هادفاً‏ ملعرفة اأكرث عن جمتمع البحث مما<br />

نتعلمه يف حياتنا االجتماعية العادية،‏ فاإن القيام مبثل هذا البحث كان ميكن اأن يتم باأكرث<br />

من منهج.‏ وتوجّ‏ ه الباحث اإىل اختيار املنهج اأو املناهج املالئمة يعتمد على اأمرين اأولهما<br />

ماهية اأهدافه التي يسعى لتحقيقها،‏ وثانيهما نوع املواد اأو املعلومات التي ميكنه اأن<br />

يحصل عليها.‏<br />

93


اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />

‏)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(‏<br />

د.‏ حسن البرميل<br />

والتقرير السوسيولوجي الذي ميثل خالصة البحث له ‏صفتان مميزتان:‏<br />

‏●الأوىل:‏ هي الدقة،‏ فالباحث االجتماعي ال بد اأن يكون منضبطاً‏ ودقيقاً‏ يف<br />

توصيفاته قدر االإمكان،‏ فاإذا استطاع عمل ذلك فاإنه يجد طريقه للحساب والقياس.‏ وحتى<br />

يكون البحث والتحليل دقيقني،‏ ينبغي اأن تتوافر فيهما خاصيتان اأساسيتان:‏ املوضوعية<br />

يف املالحظة والتشكك فيما دوّنه االآخرون،‏ وليس القصد باملوضوعية هنا اأن ينظر الباحث<br />

اإىل العامل بعقل اأجوف واإمنا على العكس من ذلك،‏ اأن يكون مستعداً‏ بالقدر نفسه ملواجهة<br />

حقائق قد توؤكد اأو تنفي معتقداته اأو تساوؤالته السابقة.‏ ومن جهة اأخرى،‏ فاإن الشك ال<br />

يقتضي من الباحث اأن يشك يف كل ‏شيء ‏سمعه اأو قراأه،‏ واإمنا يعني حماولة التمييز بني<br />

تقارير ميكن التحقق منها،‏ اأو ال ميكن التحقق منها،‏ ومبعنى اأوضح التمييز بني املعرفة<br />

والتحيّز.‏<br />

‏●اأما الصفة الثانية للتقرير السوسيولوجي فهي االسرتشاد باأفكار ‏سوسيولوجية.‏<br />

فالدقة وحدها ال جتعل الوصف ذا طبيعة ‏سوسيولوجية.‏ فاملحلل السوسيولوجي ينبغي اأن<br />

يكون لديه فيض من االأفكار التي تساعده على تشكيل الفروض املتعلقة مبوضوع دراسته.‏<br />

وهذه االأفكار اأو املفاهيم تشمل جزءاً‏ كبرياً‏ مما تعلمه كطالب لعلم االجتماع،‏ اإنها تشكل<br />

‏سالحه للتحليل ومرشده يف البحث.‏ ويود الباحث اأن يوؤكد اأن هذه املعطيات مل تغب عن فكره<br />

طوال فرتة البحث واإن بدا اأحياناً‏ متحمساً‏ ملواقف اأو اأفكار معينة ذات اأبعاد ‏سياسية لهول<br />

ما واجهه ويواجهه جمهور الالجئني الفلسطينيني على اأرض فلسطني واأرض الشتات.‏<br />

ومتشياً‏ مع ما هو معروف عند علماء االجتماع يف حتديدهم لنوعني من مستويات<br />

التحليل السوسيولوجي وهما:‏ مستوى علم اجتماع الوحدات الكربى ،Macro- Sociology<br />

وعلم اجتماع الوحدات الصغرى،‏ ياأتي مستوى التحليل الذي اتبعه الباحث هنا هو مستوى<br />

الوحدات الكربى.‏<br />

94<br />

●<br />

●<br />

نتائج الدراسة:‏<br />

بعد حرب عام 1948 وما رافقها من نتائج ‏سلبية على البناء االجتماعي للمجتمع<br />

الفلسطيني،‏ حترك الالجئون الفلسطينيون الذين نزحوا من ديارهم اإثر النكبة التي اأملّت<br />

بهم اإىل ثالثة مواقع خارج فلسطني،‏ وهي االأردن وسوريا ولبنان،‏ كما حترك قسم اآخر<br />

داخل فلسطني وتركزوا يف موقعني هما:‏ الضفة الغربية وقطاع غزة.‏ وبنزوحهم هذا ‏شكل<br />

الالجئون جتمعات طارئة داخل املجتمع الفلسطيني ‏سميت باملخيمات.‏<br />

وقد اأُجريت كثري من الدراسات على هذه التجمعات،‏ ‏سواء تلك التي تناولت اجلوانب<br />

االقتصادية واالجتماعية والدميوغرافية وعزلتها عن اجلوانب السياسية التي كانت


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

♦<br />

♦<br />

السبب الرئيس يف تشكيل ظاهرة املخيمات،‏ الأسباب موجهة لصالح موؤسسات ذات ‏صلة<br />

بالتوجهات االإرسائيلية،‏ وهناك دراسات قليلة ركزت على اجلانب السياسي للمخيم،‏ اإال<br />

اأن هذه الدراسات يف اأغلب اأهدافها جردت ظاهرة اللجوء من مضمونها الوطني،‏ وحاولت<br />

تثبيت مفاهيم يف ذهن الالجئ الفلسطيني،‏ تعلقت بالقبول باالأمر الواقع،‏ وحتسني االأحوال<br />

املعيشية،‏ واخلروج من االأوضاع املزرية التي يعيشها الالجئ داخل املخيم،‏ والعيش يف<br />

حياة كرمية ميلوؤها الرخاء.‏ وبعبارة اأدق حاولت هذه الدراسات اأن تُنظِّ‏ ر ملفهوم التوطني<br />

لالجئني الفلسطينيني،‏ وخروج بعضها بنتائج توحي للراأي العام،‏ اأن الالجئني الفلسطينيني<br />

‏سيقبلون مبشاريع التوطني اإذا ما عُ‏ رضت عليهم.‏ واأن حق العودة اأصبح ‏شعاراً‏ يخلو من<br />

مضامينه العملية.‏ لهذا جاءت هذه الدراسة لتبني زيف نتائج هذه الدراسات.‏<br />

ومما ال ‏شك فيه اأن اأوضاع املخيمات الفلسطينية متباينة يف الضفة الغربية وقطاع<br />

غزة،‏ فهل هذا التباين له اأثر يف تشكيل اجتاهات الالجئني نحو حق العودة؟ اأو بتساوؤل<br />

اأدق:‏ هل اإقليم السكن الذي يقطنه الالجئ الفلسطيني له عالقة يف ‏صياغة<br />

اجتاهاته نحو حق العودة؟ وهذا ما ‏ستجيب عنه النتائج امليدانية االآتية:‏<br />

روؤية الالجئ نحو الراأي العام العاملي وحق العودة القانوين حسب مكان السكن:‏<br />

الجدول )2(<br />

نتائج اختبار )T( التجاهات أفراد العينة<br />

نحو الرأي العام العالمي وحق العودة القانوني حسب مكان السكن<br />

قيمة T<br />

الرقم<br />

البند<br />

الضفة الغربية<br />

‏)العدد 1521(<br />

متوسط<br />

انحراف<br />

قطاع غزة<br />

العدد )1153(<br />

متوسط<br />

انحراف<br />

درجة<br />

احلرية<br />

الدللة<br />

الإحصائية<br />

0.003<br />

2.957<br />

2672<br />

1.19<br />

1.79<br />

1.08<br />

1.92<br />

1- حق العودة هو حق فردي اختياري<br />

0.127<br />

1.527 -<br />

2672<br />

0.86<br />

2.76<br />

0.83<br />

2.71<br />

ال ميتلك اأي ‏شخص كان التنازل عن حق<br />

العودة<br />

-2<br />

0.966<br />

0.042<br />

2672<br />

1.09<br />

2.20<br />

1.05<br />

3- حق العودة كفلته موؤسسات حقوق االإنسان 2.21<br />

0.032<br />

2.148<br />

2672<br />

1.13<br />

2.17<br />

1.04<br />

2.26<br />

قرار )194( يحدد بوضوح املكان الذي يحق<br />

لالجئني العودة اإليه بالضبط<br />

-4<br />

0.710<br />

0.372 -<br />

2672<br />

1.13<br />

2.51<br />

0.99<br />

2.50<br />

اإن ‏صياغة القرار )194( ينطبق على كل<br />

الالجئني الفلسطينيني<br />

-5<br />

95


اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />

‏)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(‏<br />

د.‏ حسن البرميل<br />

قيمة T<br />

الرقم<br />

البند<br />

الضفة الغربية<br />

‏)العدد 1521(<br />

متوسط<br />

انحراف<br />

قطاع غزة<br />

العدد )1153(<br />

متوسط<br />

انحراف<br />

درجة<br />

احلرية<br />

الدللة<br />

الإحصائية<br />

0.998<br />

0.003<br />

2672<br />

1.21<br />

2.05<br />

1.20<br />

2.05<br />

يحدد القرار )194( االإطار الزمني لعودة<br />

الالجئني اإىل ديارهم الفلسطينية<br />

-6<br />

0.089<br />

1.699<br />

2672<br />

1.08<br />

2.31<br />

1.03<br />

2.38<br />

يوؤكد قرار )194( باأن العودة يجب اأن تكون<br />

بناء على اخليار الشخصي لكل الجئ<br />

-7<br />

0.063<br />

1.858<br />

2672<br />

0.99<br />

2.58<br />

0.97<br />

2.66<br />

اإن التعامل مع قضية الالجئني كقضية<br />

خدمات بحتة تقدم من جانب بعض الدول هو<br />

حتايل على مفهوم حق العودة<br />

-8<br />

0.442<br />

0.768 -<br />

2672<br />

0.80<br />

2.75<br />

0.83<br />

2.73<br />

اإن تشكيل وكالة الغوث لتشغيل الالجئني<br />

الفلسطينيني (UNRWA) يعترب ‏شاهداً‏ على<br />

الظلم التاريخي الذي وقع على الفلسطينيني<br />

-9<br />

0.004<br />

2.915<br />

2672<br />

1.21<br />

2.19<br />

1.11<br />

2.32<br />

حق العودة حسب قرار )194( هو اإقرار بحق<br />

‏)اإرسائيل(‏ يف الوجود<br />

10<br />

0.049<br />

1.967<br />

2672<br />

1.05<br />

2.30<br />

1.07<br />

2.39<br />

اإن رفض العرب لقرار )194( يف عام 1948<br />

ناتج عن اعتقادهم وقتها برسعة القضاء<br />

على اإرسائيل<br />

11<br />

0.978<br />

0.028<br />

2672<br />

0.99<br />

2.38<br />

0.92<br />

2.38<br />

اأصبح هناك وعي لدى الراأي العام االأوروبي<br />

بقضية حق العودة لالجئني<br />

12<br />

0.020<br />

2.330<br />

2672<br />

0.90<br />

2.79<br />

0.90<br />

13 اإن حق العودة ال يسقط بالتقادم الزمني 2.88<br />

من خالل االطالع على اجلدول )2( ، يتبني اأنه ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند<br />

املستوى 0.05 يف اأغلب بنود هذا املحور الذي يتعلق باجتاهات الالجئني الفلسطينيني<br />

نحو الراأي العام العاملي،‏ وحق العودة القانوين حسب اإقليم السكن.‏<br />

ويف ثنايا هذا اجلدول،‏ اأظهر الالجئون اجتاهاً‏ يف الضفة الغربية يف العبارة الرابعة<br />

التي تتضمن اأن قرار )194( يحدد بوضوح املكان الذي يحق لالجئني العودة اإليه بالضبط،‏<br />

اإذ بلغ متوسط االجتاه لهذه العبارة عند الجئي الضفة 2.26 مقابل 2.17 عند الجئي قطاع<br />

غزة،‏ من خالل ذلك يستدل على اأن اجتاه الالجئني نحو هذه العبارة،‏ قد انبثق من معرفتهم<br />

باأن قرار )194( قد نص برصيح العبارة على اأن حق العودة لالجئني الفلسطينيني يقتضي<br />

السماح لهم بالعودة اإىل ديارهم.‏<br />

96


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

ويف السياق ذاته يالحظ اأن الالجئني الفلسطينيني،‏ قد عربّ‏ وا عن اجتاه قوي نوعاً‏ ما<br />

نحو العبارة احلادية عرشة التي تتضمن اأن رفض العرب لقرار )194( يف عام 1948، ناجت<br />

عن اعتقادهم وقتها برسعة القضاء على اإرسائيل،‏ اإال اأن قوة متوسط االجتاه عند الجئي<br />

الضفة كانت اأكرب من متوسط االجتاه عند الجئي قطاع غزة،‏ حيث بلغ يف الضفة 2.39<br />

مقابل 2.30 يف قطاع غزة.‏ وميكن تفسري هذا االجتاه باأن الالجئني كانوا على ثقة باأن<br />

الغربة لن تطول واأن الدول العربية ‏ستنترص على العصابات الصهيونية التي اأعلنت ‏)دولة<br />

اإرسائيل(‏ على اأرض فلسطني عام 1948، واأن خروجهم من قراهم ليس اإال مساألة وقت،‏ بل<br />

اإن كثريين من كبار السن بني اأوساط الالجئني اعتقدوا اأن خروجهم من قراهم لن يستمر<br />

اأكرث من اأسبوع،‏ مما حدا ببعضهم اإىل اأن يحمل مفاتيح بيته معه عند خروجه منه.‏<br />

ويالحظ يف اجلدول ذاته اأن الجئي الضفة الغربية اأظهروا اجتاهاً‏ نحو العبارة الثامنة<br />

التي تتضمن اأن التعامل مع قضية الالجئني كقضية خدمات بحتة تقدم من جانب بعض<br />

الدول هو حتايل على مفهوم حق العودة،‏ حيث بلغ متوسط االجتاه عندهم 2.66 مقابل<br />

2.58 يف قطاع غزة.‏ وبهذا يرفض الالجئون الفلسطينيون ربط قضيتهم بتقدمي املعونات<br />

واخلدمات بشكل جمرد باجلانب االإنساين،‏ بل ينظرون اإليها من منطلق ‏سياسي مرتبط<br />

بقضية اللجوء واأسبابه وطرق حله،‏ والذي اأكدته االأمم املتحدة يف قراراتها ذات الساأن<br />

بقضية الالجئني الفلسطينيني،‏ وبشكل خاص قرار )194( ، وهذا يعني استعادة املواطنة<br />

التي ‏سلبت منهم يف عام 1948 ‏)بابا دجي،‏ 42( 1996: .<br />

ويظهر الالجئون يف الضفة الغربية اجتاهاً‏ اإيجابياً‏ بلغ متوسطه 2.88 نحو العبارة<br />

الثالثة عرشة التي تتعلق باأن حق العودة ال يسقط بالتقادم الزمني،‏ مقابل 2.79 لدى الجئي<br />

قطاع غزة.‏ ومن خالل ذلك يستدل على اأن القرية اأو املدينة الفلسطينية تعيش يف ذاكرة<br />

الالجئ ووجدانه،‏ واأن الزمن لن يلغي حق ‏شعب ترشد بفعل التطهري العرقي الذي مارسته<br />

العصابات الصهيونية،‏ بدعم من الدول الغربية االستعمارية،‏ وتوّجته بقرار ‏سياسي يعرتف<br />

بهذا الكيان يف اأروقة االأمم املتحدة.‏ لذا نرى اأن الالجئ الفلسطيني قد اأدرك اأن قرار )194(<br />

يعطي حقاً‏ يف الوجود ‏)لدولة اإرسائيل(‏ ، حيث بلغ متوسط االجتاه عند الجئي الضفة الغربية<br />

على هذا الطرح 2.32 مقابل 2.19 عند الجئي قطاع غزة.‏<br />

خالصة االأمر،‏ يتضح لدى القارئ اأن الالجئني يف الضفة الغربية قد اأظهروا اجتاهاً‏<br />

اأكرث قوة للعبارات التي نوقشت ‏سابقاً‏ من الجئي قطاع غزة،‏ وهذا يعني اأن الوعي ببعض<br />

املضامني القانونية حلق العودة كان اأكرث نضجاً‏ عند الالجئني يف الضفة الغربية من<br />

قطاع غزة.‏<br />

97


اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />

‏)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(‏<br />

د.‏ حسن البرميل<br />

الرقم<br />

♦<br />

♦<br />

اإال اأن االجتاه لبعض مضامني هذا املحور كان ‏ضعيفاً‏ عند الالجئني الفلسطينيني<br />

لعدم اإدراكهم بشكل واضح للمضامني القانونية لقرار )194( .<br />

روؤية الالجئ الفلسطينى نحو االأساليب التى ميكن من خاللها حتقيق العودة حسب<br />

مكان السكن:‏<br />

الجدول )3(<br />

نتائج اختبار )T( التجاهات أفراد العينة<br />

نحو األساليب التي يمكن من خالها تحقيق العودة حسب مكان السكن<br />

البند<br />

الضفة الغربية<br />

العدد )1521(<br />

متوسط<br />

انحراف<br />

قطاع غزة<br />

العدد )1153(<br />

متوسط<br />

انحراف<br />

درجة<br />

احلرية<br />

قيمة T<br />

الدللة<br />

الإحصائية<br />

0.092<br />

0.364<br />

0.423<br />

0.183<br />

0.018<br />

0.898<br />

0.342<br />

0.738<br />

0.875<br />

1.685<br />

0.908 -<br />

0.801 -<br />

1.331 -<br />

2.363 -<br />

0.129<br />

0.950 -<br />

0.335 -<br />

0.157 -<br />

2672<br />

2672<br />

2672<br />

2672<br />

2672<br />

2672<br />

2672<br />

2672<br />

2672<br />

1.02<br />

1.07<br />

0.93<br />

1.11<br />

0.96<br />

1.03<br />

0.98<br />

0.99<br />

0.98<br />

2.71<br />

1.68<br />

2.75<br />

2.25<br />

2.76<br />

2.61<br />

2.95<br />

2.71<br />

2.62<br />

0.74<br />

0.93<br />

0.74<br />

1.01<br />

0.82<br />

0.85<br />

0.85<br />

0.90<br />

0.85<br />

2.77<br />

1.64<br />

2.73<br />

2.20<br />

2.68<br />

2.62<br />

2.91<br />

2.70<br />

2.62<br />

يجب على العامل الضغط على ‏)اإرسائيل(‏<br />

بقبول قرار االأمم املتحدة )194( املتعلق<br />

بحق العودة<br />

اإن عودة الالجئني الفلسطينيني تتحقق<br />

من خالل املفاوضات السياسية<br />

اإن عودة الالجئني الفلسطينيني تتحقق<br />

باستخدام القوة العسكرية<br />

تتحقق العودة من خالل مشاركة عربية<br />

فعّالة يف املحافل الدولية<br />

تتحقق العودة من خالل حرب عربية<br />

اإرسائيلية ‏شاملة<br />

حتقيق العودة يتم من خالل انتفاضة<br />

فلسطينية مسلحة<br />

الوحدة الوطنية الفلسطينية خطوة<br />

اأساسية لتحقيق العودة<br />

التالحم بني السلطة الوطنية الفلسطينية<br />

واجلماهري الفلسطينية ‏سيوؤدي اإىل تركيز<br />

الثابت الوطني حول حق العودة<br />

الضغط على املصالح االأمريكية يف<br />

املنطقة العربية ‏سيوؤدي اإىل اعرتاف<br />

اأمريكي بحق العودة<br />

-1<br />

-2<br />

-3<br />

-4<br />

-5<br />

-6<br />

-7<br />

-8<br />

-9<br />

98


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

قيمة T<br />

الرقم<br />

البند<br />

الضفة الغربية<br />

العدد )1521(<br />

متوسط<br />

انحراف<br />

قطاع غزة<br />

العدد )1153(<br />

متوسط<br />

انحراف<br />

درجة<br />

احلرية<br />

الدللة<br />

الإحصائية<br />

0.751<br />

0.557<br />

0.317 -<br />

0.588 -<br />

2672<br />

2672<br />

1.07<br />

1.10<br />

2.06<br />

2.01<br />

0.97<br />

1.00<br />

2.04<br />

1.99<br />

للجامعة العربية دور موؤثر يف الراأي<br />

العام العاملي حول حق العودة<br />

يقوم االإعالم العربي بدور موؤثر يف اإبراز<br />

حق العودة<br />

10<br />

11<br />

يتبني للمتفحص يف معطيات اجلدول )3( اأنه ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند<br />

املستوى 0.05 يف بنود هذا اجلدول ‏)باستثناء العبارة اخلامسة(‏ الذي يتعلق باجتاهات<br />

الالجئني الفلسطينيني نحو االأساليب التي من خاللها ميكن حتقيق العودة حسب اإقليم<br />

السكن.‏ وهذا يدل على اأن اجتاهات الالجئني الفلسطينيني يف الضفة الغربية وقطاع غزة<br />

نحو هذا املجال متشابهة ومتسقة.‏<br />

ومن خالل عملية استقرائية ملتوسطات االجتاه الذي اأظهره الالجئون نحو العبارات<br />

الواردة يف هذا اجلدول،‏ نالحظ اأن الالجئني ال يعلقون اآماالً‏ كبرية على املفاوضات<br />

السياسية كاأسلوب يحققون من خالله عودتهم اإىل ديارهم،‏ فقد اأظهر الالجئون اجتاهاً‏<br />

‏سلبياً‏ نحو املفاوضات السياسية اجلارية بني الفلسطينيني واالإرسائيليني بلغ متوسطه يف<br />

الضفة الغربية ، 1.64 و 1.68 يف قطاع غزة،‏ ومما يوؤكد اجتاههم نحو الطرح السابق ما<br />

اأبداه الالجئون نحو العبارة التي تتضمن اأن القوة العسكرية هي االأسلوب االأجنع يف حتقيق<br />

عودتهم،‏ واأظهر الالجئون اجتاهاً‏ اإيجابياً‏ قوياً‏ نحو الطرح السابق،‏ بلغ متوسطه لدى<br />

مبحوثي الضفة الغربية 2.62 ولدى مبحوثي قطاع غزة 2.61، ويعاود الالجئون ليوؤكدوا<br />

اجتاهاتهم نحو اأساليب حق العودة باأن هذا احلق لن يسرتد اإال بحرب ‏شاملة يخوضها<br />

العرب ‏ضد ‏)اإرسائيل(‏ ، اإذ بلغ متوسط االجتاه عند الجئي الضفة الغربية نحو الطرح السابق<br />

2.68 و 2.76 عند الجئي قطاع غزة.‏<br />

وتتفق هذه النتائج مع ما خلصت اإليه دراسة )IPCRI( التي اأجريت عام 1997، والتي<br />

هدفت اإىل التعرف على روؤية الالجئني الفلسطينيني يف الضفة الغربية وقطاع غزة نحو<br />

اتفاقية اأوسلو،‏ حيث اأشارت نتائج هذه الدراسة اإىل اأن الالجئني الفلسطينيني قد عربّ‏ وا<br />

عن خيبة اأملهم من هذه االتفاقية،‏ واأنها لن حتقق لهم اأية منفعة )9 -8 )IPCRI, :1997 .<br />

وتشارك دراسة حسني ‏شعبان التوافق يف االجتاهات التي اأبداها الالجئون نحو اتفاقيات<br />

99


اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />

‏)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(‏<br />

د.‏ حسن البرميل<br />

اأوسلو،‏ والتي اأظهر الالجئون الفلسطينيون عدم تاأييدهم للمفاوضات وال لالتفاقيات<br />

املوقعة بني اجلانبني االإرسائيلي والفلسطيني،‏ الأنها ال تضمن حقهم يف العودة اإىل اأوطانهم<br />

. )Sha’ban, 1998: 10- 13(<br />

كما توصلت اإىل النتائج نفسها كل من دراسة Pulfer( )Gerhard التي اأجراها<br />

‏سنة 1998 يف قطاع غزة،‏ ودراسة Hijjawi( )Samar التي قامت بها يف ‏سنة 1998 يف<br />

املخيمات الفلسطينية املقامة على االأراضي االأردنية،‏ حيث خلصت الدراستان السابقتان<br />

اإىل اأن اتفاقية اأوسلو مل تعد اأكرث من جمرد وعود كاذبة وفارغة،‏ واأن هذا االتفاق لن يسمح<br />

لالجئني بالعودة اإىل ديارهم االأصلية،‏ كما اأن اتفاقية اأوسلو تتجاهل قضية الالجئني<br />

الفلسطينيني )5 -3 )Pulfer, :1998 . وتوؤكد دراسة )Hijjawi( اأن مفاوضات السالم قد<br />

جتاوزت كرامة الالجئني،‏ وذلك الأن االإرسائيليني ال يحرتمون االتفاقيات التي يوقعونها<br />

مع الفلسطينيني )6 -2 )Hijjawi, :1998 وهذا ما توؤكده دراسة عبد الرحمن ‏سنة 1992 يف<br />

خميمات االأردن.‏<br />

وتتعارض نتائج الدراسات السابقة مع دراسة قام بها مركز البحوث والدراسات<br />

الفلسطينية يف نابلس التي خلصت فيها اإىل اأن ما نسبته %65 من املبحوثني اأعربوا<br />

عن تاأييدهم التفاقية اأوسلو ‏)مركز البحوث والدراسات الفلسطينية،‏ 4(. 1995: ونالحظ<br />

اأن العامل الزمني بني هذه الدراسة والدراسات السابقة قد اأدى دوراً‏ يف تغيري اجتاهات<br />

الالجئني نحو اتفاقية اأوسلو واملفاوضات بشكل عام.‏<br />

وقد اأظهر الالجئون اجتاهاً‏ اإيجابياً‏ قوياً‏ يف كل من الضفة الغربية وغزة نحو العبارة<br />

التي تتضمن اأن الوحدة الوطنية الفلسطينية خطوة اأساسية لتحقيق العودة،‏ حيث بلغ متوسط<br />

االجتاه لهذه العبارة لدى الجئي الضفة الغربية 2.91، وبلغ متوسط االجتاه للعبارة نفسها<br />

عند الجئي قطاع غزة 2.95. ويدل هذا على اأن حق العودة يعد قاسماً‏ مشرتكاً‏ جتمع عليه<br />

جميع ‏رشائح البناء االجتماعي الفلسطيني.‏ واأبدى الالجئون اجتاهاً‏ ‏ضعيفاً‏ نحو دور<br />

اجلامعة العربية يف اإبراز حق العودة،‏ حيث بلغ متوسط االجتاه عند الجئي الضفة الغربية<br />

2.04 مقابل 2.06 عند الجئي قطاع غزة،‏ ورمبا كان ‏سبب ذلك هو معرفة الالجئني بعجز<br />

وعدم جدّية اجلامعة العربية حول هذا املوضوع على مدار خمسة عقود مضت.‏<br />

كما يبدي الالجئون االجتاه الضعيف نفسه نحو دور االإعالم العربي يف اإبراز حق<br />

العودة.‏ ويرجع الباحث ‏سبب ذلك اإىل اأن الالجئني مدركون اأن قضيتهم مل تستحوذ على<br />

االهتمام الكايف يف اأروقة اجلامعة العربية،‏ اأو على الصعيد االإعالمي العربي،‏ الأنهم مل<br />

يلمسوا بشكل واقعي قرارات عملية تثري قضيتهم بشكل فعّال على الصعيدين العربي<br />

والعاملي.‏<br />

100


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

♦<br />

♦<br />

وخالصة االأمر،‏ اأن الالجئني يف الضفة الغربية وقطاع غزة مل يظهروا فروقاً‏ يف<br />

اجتاهاتهم نحو االأساليب التي ميكن من خاللها حتقيق العودة،‏ باستثناء العبارة التي<br />

تتضمن اأن العودة تتحقق من خالل حرب عربية اإرسائيلية ‏شاملة حيث كانت هذه العبارة<br />

دالة اإحصائياً،‏ وكانت الفروق لصالح الجئي قطاع غزة حيث بلغ متوسط االجتاه عندهم<br />

2.76 مقابل 2.68 عند الجئي الضفة الغربية.‏<br />

ويرى الباحث اأن الدول العربية تستطيع اأن توؤدي دوراً‏ يف هذا املجال،‏ من خالل<br />

الضغط على املصالح الغربية يف املنطقة العربية،‏ كي يجربوا الدولة العربية على تنفيذ<br />

قرارات االأمم املتحدة وخاصة قرار )194( كحد اأدنى.‏<br />

روؤية الالجئ نحو احللول املقرتحة بساأن قضية الالجئني حسب مكان السكن:‏<br />

الجدول )4(<br />

نتائج اختبار )T( التجاهات أفراد العينة<br />

نحو الحلول المقترحة بشأن قضية الاجئين حسب مكان السكن<br />

قيمة T<br />

الرقم<br />

البند<br />

الضفة الغربية<br />

العدد )1521(<br />

متوسط<br />

انحراف<br />

قطاع غزة<br />

العدد )1153(<br />

متوسط<br />

انحراف<br />

درجة<br />

احلرية<br />

الدللة<br />

الإحصائية<br />

0.427<br />

0.794 -<br />

2672<br />

0.97<br />

2.77<br />

0.77<br />

2.74<br />

اأقبل عودة الالجئني اإىل قراهم مع<br />

تعويض كلي عن الظلم الذي وقع عليهم<br />

-1<br />

0.768<br />

0.295<br />

2672<br />

1.00<br />

2.70<br />

0.81<br />

2.71<br />

تنفيذ قرار )194( الذي يدعو اإىل عودة<br />

الالجئني الفلسطينيني اإىل ديارهم التي<br />

هجّ‏ روا منها عام 1948<br />

-2<br />

0.482<br />

0.703 -<br />

2672<br />

1.35<br />

1.78<br />

1.29<br />

1.74<br />

عودة الالجئني الفلسطينيني من خارج<br />

فلسطني اإىل اأراضي السلطة الفلسطينية<br />

يعترب تطبيقاً‏ لقرار حق العودة<br />

-3<br />

0.012<br />

2.520 -<br />

2672<br />

1.22<br />

1.58<br />

0.94<br />

1.47<br />

اأقبل اجلنسية االإرسائيلية اإذا ما اأتيحت<br />

يل الفرصة يف العودة اإىل بلدي<br />

-4<br />

0.027<br />

2.210 -<br />

2672<br />

1.17<br />

2.30<br />

1.01<br />

2.21<br />

اإن جمع ‏شمل العائالت يعترب من<br />

اأشكال حق العودة<br />

-5<br />

0.079<br />

1.765 -<br />

2672<br />

1.16<br />

1.56<br />

0.99<br />

1.49<br />

مقايضة السيادة الفلسطينية على<br />

القدس بحق العودة<br />

-6<br />

101


اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />

‏)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(‏<br />

د.‏ حسن البرميل<br />

قيمة T<br />

الرقم<br />

البند<br />

الضفة الغربية<br />

العدد )1521(<br />

متوسط<br />

انحراف<br />

قطاع غزة<br />

العدد )1153(<br />

متوسط<br />

انحراف<br />

درجة<br />

احلرية<br />

الدللة<br />

الإحصائية<br />

0.015<br />

0.026<br />

0.193<br />

0.448<br />

0.008<br />

0.227<br />

0.489<br />

2.435 -<br />

2.225 -<br />

1.303<br />

0.759 -<br />

2.635 -<br />

1.210 -<br />

0.692 -<br />

2672<br />

2672<br />

2672<br />

2672<br />

2672<br />

2672<br />

2672<br />

1.07<br />

1.08<br />

1.16<br />

1.11<br />

1.17<br />

1.19<br />

1.26<br />

1.37<br />

1.37<br />

2.46<br />

1.29<br />

1.33<br />

1.42<br />

1.82<br />

0.84<br />

0.89<br />

0.99<br />

0.94<br />

0.85<br />

0.98<br />

1.12<br />

1.28<br />

1.28<br />

2.52<br />

1.26<br />

1.22<br />

1.37<br />

1.79<br />

التنازل االإرسائيلي عن املستوطنات<br />

يف الضفة الغربية وغزة مقابل عدم<br />

املطالبة بحق العودة<br />

اإتاحة الفرصة لالجئني الفلسطينيني<br />

بالهجرة اإىل اأمريكا وكندا<br />

اأقبل العودة ‏ضمن اإطار زمني طويل<br />

االأجل اإىل بلدي<br />

اأتنازل عن حق العودة واأقبل<br />

بالتعويض لو منحت يل جنسية عربية<br />

اأتنازل عن حق العودة واأقبل التعويض<br />

لو منحت يل جنسية اأجنبية<br />

االأوضاع االقتصادية التي اأعيشها االآن<br />

تقلل من مطالبتي بحق العودة<br />

عودة الالجئني الفلسطينيني اإىل<br />

ديارهم تشكل عامالً‏ لزيادة التنمية<br />

االقتصادية يف ‏)اإرسائيل(‏<br />

-7<br />

-8<br />

-9<br />

10<br />

11<br />

12<br />

13<br />

تشري نتائج معظم العبارات يف اجلدول )4( اأنه ال يوجد فروق ذات داللة اإحصائية عند<br />

املستوى 0.05 بني اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو احللول املقرتحة بساأن قضية<br />

الالجئني حسب اإقليم السكن،‏ وهذا يشري اإىل اأن االجتاهات متوافقة بني الالجئني يف الضفة<br />

الغربية والالجئني يف قطاع غزة نحو هذه العبارات التي حتمل االأرقام االآتية )1، 6، 3، 2،<br />

. )13 ،12 ،10 ،9<br />

فقد اأظهر الالجئون اجتاهاً‏ اإيجابياً‏ قوياً‏ يف الضفة الغربية نحو العبارة التي تتضمن<br />

قبولهم بالعودة مع التعويض عن الظلم الذي وقع عليهم خالل الفرتة التاريخية املاضية،‏<br />

وبلغ متوسط االجتاه عندهم 2.74، وكذلك اأبدى الالجئون يف غزة االجتاه نفسه نحو<br />

العبارة السابقة حيث بلغ متوسطه عندهم 2.77.<br />

يالحظ من خالل ما ‏سبق اأن عامل الزمن مل يلغِ‏ حق العودة ومل يبعده عن ذاكرة<br />

الالجئني كما تنباأ منظرو احلركة الصهيونية يف عام 1948، كما نالحظ اأن االجتاهات نحو<br />

102


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

حق العودة كانت قاسماً‏ مشرتكاً‏ بني الالجئني الفلسطينيني داخل فلسطني وبني الالجئني<br />

خارجها،‏ وتوؤكد هذه املعطيات اأن عامل التنشئة االجتماعية يف اأرسة الالجئ الفلسطيني<br />

لها دور بارز يف تثبيت حق العودة يف ذاكرة اأبنائها مهما تغري املكان اأو الزمان الذي<br />

يعيشه الالجئ.‏<br />

ويف ثنايا اجلدول السابق،‏ نالحظ الرفض القاطع الذي يبديه الالجئون نحو العبارة<br />

التي تقول باأن عودة الالجئني الفلسطينيني من خارج فلسطني اإىل اأراضي السلطة الفلسطينية<br />

يعدُّ‏ تطبيقاً‏ لقرار حق العودة.‏ حيث بلغ متوسط االجتاه السلبي نحو العبارة السابقة عند<br />

الجئي الضفة الغربية 1.74 و 1.78 عند الجئي قطاع غزة.‏ لذلك فاإن الالجئني يجمعون<br />

على اأن العودة تعني الرجوع اإىل القرى واملدن الفلسطينية التي خرج منها هوؤالء الالجئون<br />

كما نص قرار )194( بوضوح،‏ وقد اأظهر الالجئون اجتاهاً‏ اإيجابياً‏ قوياً‏ نحو الطرح السابق،‏<br />

حيث بلغ متوسط االجتاه عند الجئي الضفة 2.71 مقابل 2.70 يف غزة.‏<br />

وتشارك دراسة مركز القدس لالإعالم واالتصاالت ومركز Stainmetz( )Tami التي<br />

اأجريت ‏سنة 1999 النتيجة السابقة،‏ حيث اأكد هذا املركز يف دراسته اأن اأكرث من %80 من<br />

‏سكان الضفة الغربية وقطاع غزة الذين اُستجوبوا،‏ يعتقدون اأن تنفيذ قرار االأمم املتحدة<br />

)194( ، والذي يدعو اإىل تطبيق حق العودة لالجئني الفلسطينيني وتعويضهم،‏ ميكن اأن<br />

يستخدم كحل لقضية الالجئني.‏ ومع اأن هذا القرار يعطي احلق بالوجود ‏)لدولة اإرسائيل(‏<br />

، فاإن الفلسطينيني يرفضون رفضاً‏ كبرياً‏ القبول باجلنسية االإرسائيلية اإذا ما اأتيحت لهم<br />

الفرصة بالعودة اإىل ديارهم،‏ حيث عرب الالجئون الفلسطينيون عن اجتاه ‏سلبي نحو هذا<br />

الطرح يف الضفة الغربية بلغ متوسطه 1.47 مقابل 1.58 يف غزة.‏ وهذه العبارة دالة<br />

اإحصائياً،‏ حيث كانت الفروق لصالح الجئي غزة.‏ وتتوافق هذه النتيجة مع نتائج دراسة<br />

رياض عويضة التي اأجراها ‏سنة 1998، التي اأكدت اأن ما نسبته %72.2 من اأفراد العينة<br />

املبحوثة يرفضون حمل جواز السفر االإرسائيلي يف حالة رجوعهم اإىل ديارهم.‏<br />

وحول االدعاء االإرسائيلي الذي يذهب اإىل اأن حق العودة يتم من خالل ‏سماح السلطات<br />

االإرسائيلية بجمع ‏شمل العائالت من خارج فلسطني اإىل اأراضي السلطة الفلسطينية،‏ فاإن<br />

الالجئني الفلسطينيني يبدون اجتاهاً‏ ‏ضعيفاً‏ نحو هذا الطرح يف الضفة الغربية اإذ بلغ<br />

متوسطه 2.21 مقابل 2.30 يف قطاع غزة.‏ وواضح اأن هذه العبارة دالة اإحصائياً‏ عند<br />

املستوى 0.05، وكانت الفروق لصالح الالجئني يف قطاع غزة.‏<br />

ويظهر الالجئون اجتاهاً‏ ‏سلبياً‏ نحو العبارة التي تتضمن مقايضة السيادة الفلسطينية<br />

على القدس بحق العودة،‏ اإذ بلغ هذا املتوسط عند الجئي الضفة الغربية 1.49 وعند الجئي<br />

103


اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />

‏)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(‏<br />

د.‏ حسن البرميل<br />

قطاع غزة 1.56. وهذا يعني اأن الالجئني الفلسطينيني يعتربون اأن رجوعهم اإىل ديارهم ال<br />

يقل قدسية عن القدس الرشيف،‏ لذلك نراهم يرفضون جميع العروض واالغراءات واالأفكار<br />

التي تقدم لهم كالتنازل عن حق العودة مقابل تنازل ‏)اإرسائيل(‏ عن املستوطنات يف الضفة<br />

الغربية وقطاع غزة،‏ اإذ بلغ موؤرش االجتاه السلبي نحو هذا الطرح 1.28 عند الجئي الضفة<br />

الغربية،‏ مقابل 1.37 عند الجئي قطاع غزة.‏ وتعدُّ‏ هذه العبارة دالة اإحصائياً‏ عند املستوى<br />

0.05، حيث كانت درجة الرفض عند الجئي الضفة اأكرب من قطاع غزة.‏<br />

كما يرفض الالجئون الهجرة اإىل اأمريكا وكندا مقابل نسيانهم حق العودة،‏ اإذ بلغ<br />

موؤرش االجتاه السلبي نحو الطرح السابق 1.28 عند الجئي الضفة الغربية مقابل 1.37 عند<br />

الجئي قطاع غزة.‏ وتوجد فروق ذات داللة اإحصائية عند املستوى 0.05 لصالح الالجئني<br />

الضفة الغربية،‏ الأنهم عربوا عن اجتاه اأكرث ‏سلبية من الجئي قطاع غزة نحو هذه العبارة.‏<br />

ونالحظ االجتاه السلبي الرافض ملا تتضمنه العبارة احلادية عرشة الذي اأبداه<br />

الالجئون،‏ املتمثل فى عدم قبولهم التنازل عن حق العودة مقابل تعويض مايل ومنحهم<br />

جنسية اأجنبية،‏ كما تبني اأنه ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى 0.05 بني<br />

الجئي الضفة وغزة،‏ اإذ كانت درجة الرفض متقاربة عند العينتني.‏ حيث عربّ‏ الجئو الضفة<br />

الغربية عن اجتاه ‏سلبي بلغ متوسطه 1.22 مقابل 1.33 عند الجئي قطاع غزة للعبارة<br />

السابقة.‏<br />

وبالرغم من ‏سوء االأوضاع االقتصادية التي يعيشها الالجئون،‏ فاإن ذلك مل يقلل من<br />

مطالبتهم بحق العودة.‏ وهذا ما عربّ‏ عنه الالجئون يف الضفة باجتاه ‏سلبي بلغ موؤرشه<br />

1.37 مقابل 1.42 عند الجئي قطاع غزة نحو العبارة الثانية عرشة.‏<br />

ويوؤكد الالجئون اأن عودتهم اإىل ديارهم ال تعني انخراطهم يف املوؤسسة االقتصادية<br />

االإرسائيلية،‏ واأنهم لن يكونوا عامل تنمية ‏)لدولة اإرسائيل(‏ ، وهذا االجتاه يُستدل عليه<br />

من املوؤرش السلبي الذي اأبداه الالجئون نحو العبارة التي تتضمن اأن عودة الالجئني<br />

الفلسطينيني اإىل ديارهم تشكل عامالً‏ لزيادة التنمية االقتصادية يف ‏)اإرسائيل(‏ ، حيث بلغ<br />

متوسط الرفض لهذه العبارة 1.79 يف الضفة،‏ ويشابهه احلال يف قطاع غزة حيث بلغ<br />

متوسط الرفض للعبارة ذاتها 1.82.<br />

من خالل ما ورد ‏سابقاً‏ يتبني اأنه ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند املستوى<br />

0.05 يف اجتاهات الالجئني نحو احللول املقرتحة حلل قضية الالجئني حسب متغري<br />

السكن.‏<br />

روؤية الالجئ الفلسطيني نحو املفاوضات الفلسطينية االإرسائيلية وحق العودة<br />

حسب مكان السكن:‏<br />

104<br />

♦<br />


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

الجدول )5(<br />

نتائج اختبار )T( التجاهات أفراد العينة<br />

نحو المفاوضات الفلسطينية اإلسرائيلية وحق العودة حسب مكان السكن<br />

قيمة T<br />

الرقم<br />

البند<br />

الضفة الغربية<br />

العدد )1521(<br />

متوسط<br />

انحراف<br />

قطاع غزة<br />

العدد )1153(<br />

متوسط<br />

انحراف<br />

درجة<br />

احلرية<br />

الدللة<br />

الإحصائية<br />

0.961<br />

0.312<br />

0.748<br />

0.048<br />

1.011<br />

0.322 -<br />

2672<br />

2672<br />

2672<br />

1.13<br />

1.14<br />

1.19<br />

2.47<br />

2.49<br />

2.54<br />

1.01<br />

0.96<br />

1.00<br />

2.47<br />

2.54<br />

2.52<br />

اإن املفاوض الفلسطيني ‏سيتمسك باحلقوق<br />

الثابتة املتعلقة بحق العودة والتعويض<br />

يرتكز املفاوض الفلسطيني يف املفاوضات<br />

حول حق العودة على اأساس قانوين<br />

اإن تاأجيل بحث قضية الالجئني للمرحلة<br />

النهائية يف املفاوضات السياسية ‏سيشكل<br />

خطراً‏ على حق العودة والتعويض<br />

-1<br />

-2<br />

-3<br />

0.001<br />

3.663 -<br />

2672<br />

1.23<br />

2.44<br />

1.04<br />

2.28<br />

قد يتنازل املفاوض الفلسطيني عن حق<br />

العودة<br />

-4<br />

0.770<br />

0.292 -<br />

2672<br />

1.22<br />

2.07<br />

1.04<br />

2.05<br />

يثق الالجئ باملفاوض الفلسطيني بساأن<br />

حق العودة<br />

-5<br />

يتضح من بيانات اجلدول )5( اأن هناك فروقاً‏ ذات داللة اإحصائية عند املستوى<br />

0.05 يف العبارة الرابعة.‏<br />

ويالحظ اأن اجتاهات الالجئني يف الضفة نحو العبارة التي تتضمن اأن املفاوض<br />

الفلسطيني يرتكز يف املفاوضات حول حق العودة على اأساس قانوين قد كانت اأكرث قوة<br />

من اجتاهات الالجئني يف قطاع غزة،‏ اإذ بلغ متوسط االجتاه يف الضفة 2.54 مقابل 2.49<br />

يف غزة،‏ ويظهر الالجئون اجتاهاً‏ ‏ضعيفاً‏ نحو العبارة الرابعة التي تتضمن اأن املفاوض<br />

الفلسطيني قد يتنازل عن حق العودة،‏ حيث بلغ متوسط االجتاه نحو هذه العبارة عند الجئي<br />

الضفة 2.28 مقابل 2.44 يف قطاع غزة.‏<br />

وتشري املعطيات يف اجلدول ذاته اأنه ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند املستوى<br />

0.05 يف اجتاهات الالجئني يف العبارات )1، 5( 3، 2، . فقد عربّ‏ الالجئون عن اجتاه<br />

اإيجابي نحو العبارة التي تتضمن اأن تاأجيل بحث قضية الالجئني للمرحلة النهائية يف<br />

املفاوضات السياسية ‏سيشكل خطراً‏ على حق العودة والتعويض،‏ وبلغ متوسط هذا االجتاه<br />

يف الضفة الغربية 2.52 مقابل 2.54 يف قطاع غزة.‏<br />

105


اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />

‏)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(‏<br />

د.‏ حسن البرميل<br />

وتتوافق هذه النتيجة مع ما توصلت اإليه دراسة -IPCRI– ‏)املركز االإرسائيلي<br />

الفلسطيني للبحث واملعلومات(‏ ‏سنة 1998، حيث عارض %58 من االأفراد الذين قوبلوا<br />

عملية تاأخري املفاوضات اإىل املرحلة النهائية،‏ ويعتقد الالجئون اأن قضيتهم هي اأساس<br />

املشكلة الفلسطينية ككل،‏ واأن تاأجيلها اإىل مفاوضات احلل النهائي يعرب عن اإشارة واضحة<br />

بعدم اجلدّية جتاه هذا املوضوع من قبل املفاوضني.‏ )137 -94 )IPCRI, :1998<br />

ويظهر الالجئون اجتاهاً‏ ‏سلبياً‏ نحو املفاوض الفلسطيني،‏ ويبدون تشككهم نحو<br />

متسكه بحق العودة،‏ فقد بلغ متوسط االجتاه نحو هذا الطرح عند الجئي الضفة الغربية<br />

2.05 مقابل 2.07 يف قطاع غزة،‏ كما اأن الالجئني مل يظهروا اجتاهاً‏ اإيجابياً‏ قوياً‏ نحو<br />

العبارة التي تتضمن اأن املفاوض الفلسطيني ‏سيتمسك باحلقوق الثابتة املتعلقة بحق<br />

العودة والتعويض،‏ اإذ بلغ متوسط االجتاه عند الالجئني يف الضفة الغربية نحو هذه الفقرة<br />

2.47 واحلال نفسه يف قطاع غزة.‏<br />

ولعل ‏ضعف االجتاهات التي اأظهرها الالجئون نحو املفاوض الفلسطيني،‏ ناجت عن<br />

تغييب واضح لقضيتهم يف املفاوضات السياسية بني الفلسطينيني واالإرسائيليني،‏ وهذا<br />

الوضع اأثار لديهم تخوفاً‏ من جتاوز الثابت الوطني الذي دافع عنه الالجئون عرب العقود<br />

اخلمسة املاضية،‏ ودفعوا ثمناً‏ باهظاً‏ من اأجل التمسك بحق العودة.‏<br />

اإضافة اإىل ذلك،‏ اأن الالجئني قد ملسوا ‏ضعفاً‏ عاماً‏ يف االأداء التفاوضي الفلسطيني<br />

مع اجلانب االإرسائيلي،‏ ورمبا يكون هذا الضعف ناجتاً‏ عن نقص يف اخلربة التفاوضية.‏<br />

وخري دليل على ذلك اأن املفاوض الفلسطيني يف بداية مرحلة املفاوضات مل يتطرق اإىل<br />

قضية االأرسى الفلسطينيني،‏ ووقِّع على اإعالن املبادئ دون البحث يف هذه القضية ال من<br />

بعيد وال من قريب،‏ مما اأتاح الفرصة للوفد املفاوض االإرسائيلي يف املساومة على هوؤالء<br />

االأرسى مقابل تنازالت فلسطينية ‏سياسية،‏ وهذا يعدُّ‏ موؤرشاً‏ واضحاً‏ على ‏ضعف املفاوض<br />

الفلسطيني.‏<br />

ومن جهة اأخرى،‏ ميكن تفسري االجتاهات السلبية التي اأظهرها الالجئون نحو<br />

املفاوض الفلسطيني،‏ اأن الالجئ الفلسطيني يدرك اأن هناك عنارص قيادية فلسطينية<br />

يف السلطة الفلسطينية تبدي تنازالت علنية ورصيحة جتاه حق العودة قبل البدء بعملية<br />

املفاوضات حول املرحلة النهائية.‏<br />

ويتفق هذا الطرح مع دراسة حسني ‏شعبان الذي خلص يف دراسته اإىل اأن الالجئني<br />

الفلسطينيني قد عربوا عن استيائهم من اأداء قيادتهم الفلسطينية،‏ واأنهم عرفوها على<br />

حقيقتها.‏ )9 -8 )IPCRI, :1997 . وتشارك دراسة Hijjawi هذه النتيجة،‏ اإذ خلصت الباحثة<br />

اإىل اأن الالجئني الفلسطينيني يدركون اأن القيادة الفلسطينية غري قادرة على اسرتجاع<br />

حقوق الالجئني 6( 2- )Hijjawi, 1998: .<br />

106


♦<br />

♦<br />

مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

روؤية الالجئ نحو التوطني حسب مكان السكن:‏<br />

تشري النتائج الواردة يف اجلدول )6( اأنه ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند<br />

املستوى 0.05، بني اجتاهات الالجئني نحو التوطني ومتغري السكن يف معظم بنود هذا<br />

املحور والتي تقع حتت االأرقام االآتية ،2( )8 ،7 ،6 ،5 ،4 .<br />

الجدول )6(<br />

نتائج اختبار )T( التجاهات أفراد العينة نحو التوطين حسب مكان السكن<br />

قيمة T<br />

الرقم<br />

البند<br />

الضفة الغربية<br />

العدد )1521(<br />

متوسط<br />

انحراف<br />

قطاع غزة<br />

العدد )1153(<br />

متوسط<br />

انحراف<br />

درجة<br />

احلرية<br />

الدللة<br />

الإحصائية<br />

0.014<br />

0.067<br />

0.010<br />

0.687<br />

0.271<br />

0.731<br />

0.234<br />

0.771<br />

2.460 -<br />

1.830 -<br />

2.587 -<br />

0.403 -<br />

1.100 -<br />

0.344 -<br />

1.191 -<br />

0.291 -<br />

2672<br />

2672<br />

2672<br />

2672<br />

2672<br />

2672<br />

2672<br />

2672<br />

1.23<br />

1.25<br />

1.05<br />

1.23<br />

1.20<br />

1.14<br />

0.69<br />

0.68<br />

2.35<br />

1.76<br />

1.64<br />

2.22<br />

2.35<br />

2.41<br />

2.79<br />

2.76<br />

1.10<br />

1.10<br />

0.93<br />

1.13<br />

1.06<br />

1.00<br />

0.79<br />

0.76<br />

2.24<br />

1.67<br />

2.54<br />

2.20<br />

2.30<br />

2.39<br />

2.76<br />

2.75<br />

اإن حتسني االأوضاع املعيشية لالجئني<br />

يف املخيمات يعد مقدمة لتوطينهم<br />

اإن االأوضاع االقتصادية التي يعيشها<br />

الالجئ الفلسطيني قد جتربه على قبول<br />

خيار التوطني<br />

اإذا كان خيار التوطني خياراً‏ وحيداً‏<br />

من ‏)اإرسائيل(‏ فستكون هناك انتفاضة<br />

‏شعبية مسلحة<br />

اإن منح الفلسطينيني جنسية الدول<br />

املضيفة لهم ‏سيوؤدي اإىل مترير ‏سياسة<br />

التوطني<br />

اإن تقليص وكالة الغوث خلدماتها<br />

املقدمة لالجئني الفلسطينيني اإمنا<br />

يهدف اإىل توطني الالجئني<br />

اإن نقل ‏صالحية وكالة الغوث اإىل<br />

السلطة الوطنية الفلسطينية ‏سيوؤدي اإىل<br />

جتاوز حق العودة اإىل خيار التوطني<br />

اإن حتسني االأحوال املعيشية لالجئ<br />

داخل املخيم هي من حقه يف تخفيف<br />

معاناته<br />

اإن حتسني االأحوال املعيشية لالجئ<br />

داخل املخيم تعزز من ‏صموده اإىل حني<br />

عودته<br />

-1<br />

-2<br />

-3<br />

-4<br />

-5<br />

-6<br />

-7<br />

-8<br />

107


اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />

‏)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(‏<br />

د.‏ حسن البرميل<br />

ويالحظ اأن هناك فروقاً‏ ذات داللة اإحصائية عند املستوى 0.05 نحو العبارة التي<br />

تتضمن اأن حتسني االأحوال املعيشية لالجئني يف املخيمات يعد مقدمة لتوطينهم،‏ اإذ بلغ<br />

متوسط االجتاه عند الالجئني يف الضفة الغربية 2.24 مقابل 2.35 يف قطاع غزة.‏ كما<br />

يبدي الالجئون اجتاهاً‏ ‏سلبياً‏ نحو الطرح القائل اأن االأوضاع االقتصادية التي يعيشها<br />

الالجئ الفلسطيني،‏ قد جتربه على قبول خيار التوطني،‏ حيث بلغ متوسط االجتاه عند<br />

الالجئني يف الضفة الغربية 1.67، وبلغ يف قطاع غزة 1.76.<br />

وهذه النتيجة تتوافق مع نتائج دراسة الفسفوس التي اأجراها ‏سنة 1985، حيث دلت<br />

نتائج دراسته على رفض الالجئني خليار التوطني الذي طرحه بن بورات،‏ بالرغم من ‏سوء<br />

االأوضاع االقتصادية التي يعيشها الالجئون يف املخيمات الفلسطينية ‏)الفسفوس،‏ 1985:<br />

. )30 -10<br />

وتنسجم هذه النتيجة مع ما اأوردته دراسة مركز االأبحاث واالستطالعات الفلسطيني<br />

‏سنة 1994 التي اأكدت نتائجه على رفض الالجئني الفلسطينيني خليار التوطني.‏ Center(<br />

)for Palestine Research and Studies Survey Research Unite, 1994: 1- 6<br />

وتشري نتائج دراسة الباحثة Hazboun اإىل اأن اإعادة توطني الالجئني يف حي الشيخ<br />

رضوان قد فشل بشكل ذريع،‏ الأن الالجئني الفلسطينيني يف هذا احلي قد ‏شاركوا يف اأحداث<br />

االنتفاضة الفلسطينية عام 1987 بشكل قوي،‏ وهذا يوؤكد اأن خطة التوطني التي اقرتحتها<br />

اإرسائيل،‏ واملتمثلة باإنشاء حي الشيخ رضوان،‏ مل يبدد اأحالم الالجئني الفلسطينيني يف<br />

العودة اإىل قراهم التي هجروا عنها عام )41 1948 -40 )Hazboun, :1996 .<br />

ويالحظ اأن العبارة التي تتضمن اأنه اإذا كان خيار التوطني خياراً‏ وحيداً‏ من ‏)اإرسائيل(‏<br />

فستكون هناك انتفاضة مسلحة،‏ تظهر فروقاً‏ ذات داللة اإحصائية عند املستوى 0.05،<br />

وكانت الفروق لصالح الالجئني يف قطاع غزة،‏ اإذ بلغ متوسط االجتاه عندهم 2.64 مقابل<br />

2.54 عند الجئي الضفة الغربية.‏<br />

وتنسجم هذه النتائج مع ما توصلت اإليه دراسة -IPCRI– التي خلصت اإىل اأن<br />

الالجئني يف املخيمات الفلسطينية قد عربوا عن اجتاه قوي نحو تبني النضال املسلح،‏<br />

اإذا ما مت جتاهل حقوق الالجئني يف العودة وتعويضهم عن ‏سنوات احلرمان التي عانوا<br />

منها طوال اأكرث من خمسني عاماً‏ انقضت )137 -94 )ICPRI, :1998 . كما اأظهرت دراسة<br />

Sirhan اأن الالجئني الفلسطينيني يف خميمات لبنان يعتقدون اأن فلسطني لن تتحرر اإال من<br />

خالل الكفاح املسلح 0( 49- )Sirhan, 1970: .<br />

108


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

ومن خالل تفحص بيانات اجلدول )6( يالحظ اأن الالجئني اأظهروا اجتاهاً‏ قوياً‏ نحو<br />

العبارة التي تتضمن اأن حتسني االأحوال املعيشية لالجئ داخل املخيم هي من حقه حتى<br />

تساهم يف تخفيف معاناته،‏ اإذ بلغ متوسط االجتاه عند الجئي غزة نحو العبارة السابقة<br />

2.79 مقابل 2.76 عند الجئي الضفة الغربية،‏ ولعل ‏سوء االأوضاع االقتصادية والسكنية<br />

يف املخيمات يف قطاع غزة يفوق اأوضاع املخيمات يف الضفة الغربية،‏ مما ترك اأثراً‏ يف<br />

تشكيل هذا االجتاه عند الجئي قطاع غزة.‏ وتتفق هذه النتيجة مع ما متخضت عنه دراسة<br />

مركز االأبحاث واالستطالعات الفلسطيني،‏ اإذ عربّ‏ ت نسبة كبرية من الالجئني الفلسطينيني<br />

الذين خضعوا لالستطالع عن تاأييدهم لتحسني مستوى املعيشة داخل خميماتهم.‏ Center(<br />

)for Palestine Research and Studies Survey Research Unite, 1994: 1- 6<br />

كما تنسجم هذه النتيجة مع ما توصلت اإليه دراسة Jarrar الذي اأكد اأن الالجئني<br />

يطالبون بتحسني اأوضاعهم االقتصادية يف املخيمات اإىل حني عودتهم اإىل قراهم التي<br />

‏ستاأخذ زمناً‏ طويالً‏ 108( 104- )Jarrar, 1996: .<br />

ويظهر الالجئون اجتاهاً‏ اإيجابياً‏ قوياً‏ نحو العبارة التي تذهب اإىل اأن حتسني االأحوال<br />

املعيشية لالجئ داخل املخيم تعزز من ‏صموده اإىل حني عودته،‏ اإذ بلغ متوسط االجتاه لهذه<br />

العبارة عند الجئي الضفة الغربية 2.75 مقابل 2.76 يف قطاع غزة.‏<br />

وتتوافق هذه النتيجة مع نتائج دراسة املكتب الصحفي التابع لوزارة االإعالم<br />

الفلسطينية،‏ التي اأكدت نتائجه اأن الالجئ يف املخيمات الفلسطينية املقامة على اأراضي<br />

الضفة الغربية متمسك بالعيش يف خميمه،‏ الأن ذلك يعد ‏ضمانة نحو حقه يف العودة اإىل<br />

بلده الذي هُ‏ جر منه )10 )PASIA, :1995 .<br />

اأما بالنسبة لوكالة الغوث،‏ فقد عربّ‏ الالجئون عن اجتاه ‏ضعيف نحو تقليص خدماتها<br />

كمقدمة لتوطينهم،‏ وبلغ متوسط االجتاه عند الالجئني يف الضفة الغربية 2.30، وبلغ يف<br />

قطاع غزة 2.35، ونالحظ اأن خصائص االجتاه السابق نفسها انطبقت على العبارة التي<br />

تتضمن اأن نقل ‏صالحيات وكالة الغوث اإىل السلطة الوطنية الفلسطينية،‏ ‏سيوؤدي اإىل جتاوز<br />

حق العودة اإىل خيار التوطني،‏ حيث بلغ متوسط االجتاه نحو هذه العبارة عند الجئي الضفة<br />

الغربية 2.39، وبلغ يف قطاع غزة 2.41، وهو اجتاه ‏ضعيف يف جممله.‏<br />

ويالحظ اأن هناك تشابهاً‏ بني هذه النتيجة ونتائج دراسة رياض عويضة حيث اأكد<br />

الالجئون املستطلعون يف دراسته اأن وكالة الغوث ‏)بالرغم من اأنها حافظت على حق<br />

العودة باإبقاء مشكلة الالجئني حيّة(‏ فاإنها غري قادرة على تنفيذ قرارات ‏سياسية،‏ وقد وافق<br />

%74.9 من املبحوثني على اأن اإنهاء اأعمال وكالة الغوث يكون بشكل تدريجي،‏ ويجب اأن<br />

يكون مواكباً‏ لتطبيق حق العودة ‏)عويضة،‏ 110- 1998: 111( .<br />

109


اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />

‏)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(‏<br />

د.‏ حسن البرميل<br />

ولعل املفاهيم املتعلقة باللجوء واأسبابه تعد من املواضيع احلساسة واملختلف عليها<br />

بني طرفني من الباحثني،‏ طرف يوؤيد وجهة النظر االإرسائيلية،‏ ويوافق على ما طرحته من<br />

اأسباب لظهور مشكلة الالجئني،‏ وطرف معارض ‏)وطني(‏ يخالف تلك االآراء.‏<br />

مناقشة النتائج:‏<br />

يتناول هذا اجلزء من الدراسة معاجلة النتائج امليدانية التى اأسفرت عنها هذه الدراسة<br />

فى ‏ضوء االأطروحات النظرية التى متحورت حول مقولة الفعل االجتماعي يف ‏سياقه<br />

الوظيفي.‏ بعيداً‏ عن اإطاره االأيدولوجي الذي نساأ فيه.‏ وبناء عليه ميكن قولبة مفهوم حق<br />

العودة الذى عرب عنه الالجئون من خالل اجتاهاتهم وفق الروؤية السوسيولوجية الآتية:‏<br />

‏♦اأولً:‏ حق العودة اأصبح مرجعية الفعل االجتماعي الفلسطيني مبضامينه املختلفة،‏<br />

االجتماعية والسياسية واالقتصادية والرتبوية من جهة،‏ ومن جهة اأخرى ميثل هذا املفهوم<br />

االإطار الديناميكي للنضال الفلسطيني عرب اأكرث من خمسة عقود.‏<br />

‏♦ثانياً:‏ حق العودة ميثل قاعدة الضمري اجلمعي الذي يجمع عليه الالجئون<br />

الفلسطينيون يف الوطن والشتات.‏<br />

‏♦ثالثاً:‏ االإبداعية اجلمعية التي اأبداها الالجئون نحو حق العودة ارتكز على وحدة<br />

الهدف الذي ميثل قاعدة اأساسية للفعل االجتماعي الفلسطيني.‏<br />

‏♦رابعاً:‏ اإن التحليل االجتماعي ملفهوم حق العودة عند الالجئ الفلسطيني،‏ كما<br />

اأظهرها يف اجتاهاته،‏ يوضح ذلك اأن هناك تناغماً‏ بني العوامل الذاتية لالجئ ‏)االجتاهات(‏<br />

، والسلوك الفعلي الهادف الذي يندرج ‏ضمن بوتقة الفعل النضايل الفلسطيني يف مراحله<br />

املختلفة،‏ وعليه،‏ يستنتج الباحث من خالل دراسته اأن النسيج الكلي الذي عربّ‏ عنه الالجئون<br />

يف الضفة وغزة نحو حق العودة ال ميكن جتزئته.‏ فهناك حق فردي يف العودة،‏ ولكن هذا<br />

احلق ال يتم اإال يف اإطار كلي لالجئني،‏ ومن هنا،‏ يتفق الباحث مع الراأي القائل اأن قضية<br />

الالجئ ال ميكن جتزئتها،‏ اأو وسمها باالإنسانية مبعزل عن االإطار السياسي.‏<br />

‏♦خامساً:‏ اإنه ليس من املستغرب اأن يعكس الفعل االجتماعي لدى الالجئني<br />

الفلسطينيني اجتاهات راديكالية نحو قضيتهم يف اأحيان كثرية،‏ الأن الظروف املوضوعية<br />

التي عاشها الالجئ خالل اخلمسني عاماً،‏ قد ‏شكلت لديه ميالً‏ نحو الفعل الدموي ‏ضد<br />

االحتالل االإرسائيلي،‏ لذا يرى الباحث اأن الالجئ الفلسطيني استطاع اأن يعرب عن فعله يف<br />

اإطار املوقف احلقيقي الذي ينسجم مع هذا الفعل،‏ وهذا اأضفى على الفعل النضايل يف داخل<br />

املخيم ‏صفة الدميومة من جهة ‏)استمرارية ظاهرة اللجوء(‏ ووحدة االجتاه نحو حق العودة.‏<br />

110<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

وهذا يتفق مع التحليل السوسيولوجي عند ‏)بارسونز(‏ يف حتليله للفعل االجتماعي يف ‏ضوء<br />

ثنائية الفعل واملوقف.‏<br />

‏♦سادساً:‏ اإن قيمة االرتباط باالأرض عند الالجئ الفلسطيني قد حكمت اجتاهاته<br />

السياسية نحو العودة،‏ واأن التماثل اجلمعي يف روؤية الالجئ السياسية نحو حق العودة،‏<br />

ارتبط بالظروف الرشطية كنوع من املوؤثرات التي تخضع اإليها ترصفات الفرد،‏ والتي<br />

تتحكم يف مواقفه االجتماعية.‏<br />

‏♦سابعاً:‏ يتفق الباحث مع روؤية ‏)د.‏ علي ليلة(‏ يف اأن اإجناز الفعل وحتقيقه،‏ ال بد اأن<br />

حتكمه جمموعة من القيم االأساسية التي حتكم اختيارات الفاعل للغايات والوسائل،‏ لهذا<br />

استطاع الالجئ الفلسطيني اأن يعربّ‏ بوعي واضح من خالل اجتاهاته عن الوسائل املالئمة<br />

لتحقيق عودته.‏<br />

‏♦ثامناً:‏ توؤكد املعطيات السوسيولوجية اأن التجاور السكني بني جماعات متباينة<br />

اجتماعياً‏ وثقافياً،‏ يقلل من فرص التفاعل االجتماعى والتكيف،‏ اإال اأن هذه املعطيات<br />

ال تنطبق على واقع اجلماعات داخل املخيم الفلسطيني.‏ الأن هذه اجلماعات تشرتك فى<br />

هم ‏سياسى واحد وهو اللجوء،‏ لذلك يجسد مفهوم حق العودة عند هوؤالء الالجئني القاسم<br />

املشرتك الذى تتواصل من خالله االأجيال الفلسطينية داخل املخيم.‏<br />

‏♦تاسعاً:‏ اإن الفعل االجتماعى الفلسطينى هو عملية اإبداع جمعي مستقل دينامي<br />

متجدد،‏ متعدد الصيغ ومتفاوت من خالل املستويات االآتية:‏<br />

. أاإبداع الفكرة:‏<br />

اإنتاج وعى جمعي حقيقي مرتبط مبوضوعية بعمق روؤية كلية وتصور ‏شمويل اأتاح<br />

‏سيطرة فكرية على الواقع القائم واإعادة تنظيم عالقته،‏ اإبداع يف اكتشاف القوى الذاتية<br />

اخلالقة التى كانت اإمكانية الوصول اإليها متعذرة غائبة اأو حارضة،‏ ‏ضمن حصار كليات<br />

الواقع القائم.‏<br />

‏.باإبداع الفعل:‏<br />

الوصول اإىل قرار جمعى مبارش منظم واختيار مبادر واإيجابي يستجيب استجابة<br />

متحدية لواقع جمتمعى قائم،‏ فعل تغيريي موؤثر مرتبط بوسائله وموجه نحو نتائجه<br />

العملية ومتطور بتطور تفاعالته املمتدة.‏<br />

‏.تاإبداع الآلية:‏<br />

استثمار القوى والقدرات الذاتية الفعلية واملمكنة،‏ وتطويرها بصورة خالقة ومستقلة،‏<br />

البدء باستعمال طازج لتقنية موغلة فى البدائية،‏ حتريك خمزون طبيعى وفري ‏ساكن،‏<br />

111<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />


اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />

‏)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(‏<br />

د.‏ حسن البرميل<br />

واختيار وسائل مشحونة بالرموز،‏ غري قابلة للنفاذ اأو املصادرة،‏ واالعتماد على قوى<br />

اجتماعية جديدة بذهنية مقاومة ومفاهيم ومبادئ وقيم مغايرة غري راغبة بالتوقف اأو<br />

الرتاجع،‏ واإمنا تتعمق وتتصلب باملمارسة.‏<br />

‏.ثاإبداع القيمة:‏<br />

توجيه الفعل املوؤثر نحو اإجنازات ذات قيمة جمتمعية حالية ومستقبلية،‏ ‏صنع حقائق<br />

مادية ‏صلبة واإحداث حتوالت معنوية جديدة مهما بدت االآن غري مكتملة التشكل.‏ ‏)سارى،‏<br />

)21 :1990<br />

وبعد هذا التوظيف النظري العام لنتائج الدراسة ميكن استعراض ما اأسفرت عنه<br />

النتائج امليدانية من خالل التحليل املقارن بني متغريات هذه الدراسة،‏ وبني نتائج<br />

الدراسات السابقة على النحو الأتي:‏<br />

دلّت النتائج على اأن الالجئني الفلسطينيني يعتقدون اأن العودة لن تتحقق يف<br />

الأمد القريب،‏ واتفقت هذه النتيجة مع ما توصلت اإليه دراسة IPCRI ‏)املركز االإرسائيلي<br />

الفلسطيني للبحث واملعلومات(‏ ‏سنة 1998، اإذ عربّ‏ الالجئون الفلسطينيون الذين خضعوا<br />

لالستطالع عن اعتقادهم اأن العودة لن تتحقق يف غضون ثالث ‏سنوات اأو خمس ‏سنوات،‏<br />

اأو حتى خمس عرشة ‏سنة.‏ ورصح نصفهم باأنه ال يوجد عندهم اأمل يف حل قضيتهم خالل<br />

حياتهم،‏ وال يعتقدون باأن وضعهم كالجئني ‏سيتغري اأو ‏سيتبدل يف االأمد البعيد.‏ IPCRI,(<br />

:1998( 137 ، كما انسجم مع هذا الطرح ما توصلت اإليه دراسة عويضة،‏ حيث اأكد اأن<br />

الالجئني الفلسطينيني مل يكونوا مبعزل عن االأحداث،‏ اأو خارج املعادلة،‏ فهم يعلمون جيداً‏<br />

ميزان القوى،‏ ويدركون اأيضاً‏ اأن عودتهم مرتبطة به ارتباطاً‏ وثيقاً.‏ ومن خالل اإدراكهم<br />

حلالة الضعف الفلسطيني والعربي يف هذه املرحلة،‏ وعلى الرغم من متسكهم بحق العودة،‏<br />

فاإن غالبيتهم يدركون اأن حق العودة لن يتم يف االأمد القريب،‏ وهذا االإدراك نابع من وعي<br />

الالجئ الفلسطيني اأن ‏)اإرسائيل(‏ هي دولة قوية،‏ مما يوؤدي اإىل استمرار معاناتهم واحتالل<br />

اأرضهم.‏ ‏)عويضة،‏ 115( 1998:<br />

وعلى الرغم من ذلك فقد اأكد الالجئون الفلسطينيون اأن العودة ‏ستتحقق،‏ واأنهم موؤمنون<br />

بحتمية انتصار قضيتهم،‏ وهذا ما دعمته اأيضاً‏ نتائج دراسة IPCRI الواردة ‏سابقاً.‏ ويعتقد<br />

الالجئون الفلسطينيون اأن الظروف املستجدة عليهم لن تغريّ‏ من واقع حالهم،‏ فبالرغم<br />

من متسك الالجئني الفلسطينيني بخيار املقاومة،‏ فاإنهم يدركون اأن االأوضاع الراهنة،‏ لن<br />

توصلهم اإىل طموحاتهم،‏ نتيجة اخللل يف ميزان القوى بني االإرسائيليني والفلسطينيني.‏<br />

112


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

وبينت النتائج اأن هناك اإدراكاً‏ كبرياً‏ عكسه الالجئون الفلسطينيون نحو كيفية<br />

خروج اأجدادهم واآبائهم ‏سنة 1948 من بلدانهم.‏ فهم يعون بشكل كبري اأن جلوءهم كان<br />

قرسياً‏ بسبب العمليات االإرهابية التي قامت بها العصابات الصهيونية ‏سنة 1948 ‏ضد<br />

اأهليهم واأماكنهم.‏ وحاولت هذه العصابات طمس معامل القرى واملدن الفلسطينية من خالل<br />

تدمريها بشكل كلي،‏ واإقامة مستوطنات يهودية حديثة عليها،‏ كما اأطلقت اأسماء عربية على<br />

هذه القرى،‏ لكي تطمس بشكل كلي املعامل العربية الفلسطينية لهذه القرى واملدن املحتلة.‏<br />

وبالرغم من الواقع الذي فُ‏ رض بقوة السالح والبطش االإرسائيلي على االأرض<br />

الفلسطينية واأصحابها،‏ فاإن الالجئني الفلسطينيني يرفضون بشكل مطلق هذا الواقع،‏ وال<br />

يعرتفون به،‏ الأن حقهم الدائم يف اأرضهم اأقوى من واقعهم الزائل باإذن اهلل تعاىل.‏ وهذا ما<br />

اأكدته دراسة للباحث اأجراها ‏سنة 1992 على عينة من االأطفال الالجئني الفلسطينيني يف<br />

خميمي البقعة والوحدات يف االأردن.‏ ‏)عبد الرحمن،‏ 156( 1992:<br />

ويف نهاية هذه الدراسة ميكن التاأكيد على ما ياأتي:‏<br />

اإن هناك عملية تواصل وامتداد تاريخي وسياسي،‏ ومن خالل هذه العملية حتددت<br />

معها ‏شخصية الالجئ الفلسطيني،‏ باعتباره فاعالً‏ تاريخياً‏ على امتداد مواقع الشتات،‏<br />

واستطاع الالجئون اأن يشكلوا فهماً‏ مشرتكاً‏ لقضيتهم.‏<br />

اإن حق العودة هو مفهوم يدركه الالجئ الفلسطيني ويعيه ويتواصل معه عرب<br />

موؤسسات التنشئة االجتماعية وعلى راأسها االأرسة الفلسطينية.‏<br />

هناك امتداد وتواصل يربط حق العودة باالأجيال الفلسطينية احلديثة،‏ وهذا يوؤكد<br />

اأن الزمن ال يلغي احلقوق،‏ واإن تغريت موازين القوى،‏ واختلطت االأحكام القانونية.‏<br />

يشكل املخيم عنواناً‏ للجوء الفلسطيني،‏ وهو الذي يضمن حق الالجئني الفلسطينيني<br />

يف العودة اإىل ديارهم التي هجروا عنها عام 1948.<br />

اإن مشكلة الالجئ الفلسطيني ال ميكن جتريدها بشكل اإنساين واقتصادي مبعزل<br />

عن العامل السياسي.‏<br />

اإن حق العودة حق ثابت وطني اسرتاتيجي يتبناه الالجئ الفلسطيني،‏ وال ميكن<br />

جتاوزه باأي حال من االأحوال.‏<br />

الرفض املطلق للتوطني،‏ واملطالبة بتحسني االأوضاع داخل املخيمات الفلسطينية،‏<br />

الأن ذلك يساعد على بقاء الالجئني الفلسطينيني داخل املخيم،‏ ويُحد من احلراك اجلغرايف<br />

خارجه.‏<br />

113<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />


اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />

‏)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(‏<br />

د.‏ حسن البرميل<br />

يدرك الالجئ الفلسطيني بشكل قوي البدائل التي عرضت عليه يف الدراسة،‏ وهذا<br />

يشكّل اأرضية ‏سياسية متينة للمفاوض الفلسطيني يف عراكه مع املفاوض االإرسائيلي فيما<br />

يسمى مبفاوضات احلل النهائي.‏<br />

114<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

يرفض الالجئون اختزال قضيتهم وجتريدها من مضامينها،‏ وهم يرون اأن حتمية<br />

انتصارهم تتمثل يف العودة اإىل ديارهم وليس اإىل اأراضي السلطة الوطنية الفلسطينية.‏<br />

هناك اإميان عميق يف ‏ضمري الالجئ الفلسطيني برفض الكيان الصهيوين ووجوده،‏<br />

وعدم االعرتاف به،‏ واأن هذا االإميان يعربّ‏ عن ‏ضمري االإنسان العربي ووجدانه،‏ ورفضه<br />

لهذا الكيان الذي يهدد االأمن القومي العربي بشكل مبارش،‏ والالجئ الفلسطيني يجسد هذا<br />

الضمري يف روؤيته للعملية السلمية ويف رفضه لها،‏ واأن ما اأخذ بالقوة ال يسرتد اإال بالقوة.‏<br />

يتفق الباحث مع روؤية ‏)عويضة(‏ باأن مغادرة السياسيني واملثقفني قاعدة الالجئني<br />

واإقالعهم نحو قاعدة الظرف الزماين الراهن،‏ يعني اأنهم يضعون مشكلة الالجئني يف ذيل<br />

القائمة،‏ تاركني لها هامشاً‏ ‏ضيقاً‏ يخنقون فيه اأمل احلل العادل الذي يعيد احلق الأصحابه.‏<br />

واالأجدر البقاء مع نتائج الدراسة والتمسك باجتاهات الالجئني نحو حل قضيتهم،‏ اإن مل<br />

يكن يف الظرف الراهن،‏ فليرتك اإىل ظروف اأفضل.‏<br />

اإن الوحدة الوطنية الفلسطينية تُعد ركيزة رئيسة من ركائز حق العودة.‏<br />

يوؤكد الالجئون الفلسطينيون من خالل اجتاهاتهم،‏ اأن حتديد بقعة الدولة<br />

الفلسطينية اجلغرافية على جزء من فلسطني،‏ ال ميكنه اأن يلغي حق العودة لالجئني اإىل<br />

بقية اأنحاء فلسطني التاريخية.‏<br />

اإن االجتاهات الضعيفة التي عربّ‏ عنها الالجئون يف الدراسة نحو املفاوضات<br />

السياسية بني االإرسائيليني والفلسطينيني،‏ ناجتة عن اإدراك هوؤالء الالجئني اأن هذه<br />

املفاوضات قد حوّلت قرار )194( اإىل جمرد مطلب فلسطيني،‏ بعد اأن كان مرجعية للحركة<br />

الوطنية الفلسطينية.‏<br />

اإن حتسني اأوضاع الالجئني الفلسطينيني،‏ وبدون اأن يقرتن بعملية موازية<br />

الإعادتهم،‏ قد يوؤول اإىل جعل عملية حتسني االأوضاع اإىل عملية مساندة للتوطني.‏<br />

اإن النسيج الداخلي الفلسطيني اأقوى واأعمق من اأية تباينات،‏ واأن هذه االختالفات<br />

عززت طابع الوحدة الوطنية.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

التوصيات:‏<br />

يف ‏ضوء ما توصلت اإليه هذه الدراسة من نتائج،‏ فاإن الباحث يوصي مبا ياأتي:‏<br />

‏)وهو ما اأكدته موؤمترات الالجئني الفلسطينيني املختلفة(‏ :<br />

‏.‏‎1‎احلفاظ 1 على املخيمات احلالية،‏ ومنع حتولها اإىل اأحياء متداخلة مع املدن.‏<br />

‏.‏‎2‎يجب 2 حتويل حق العودة من مستوى الشعار اإىل مستوى خطة عمل.‏<br />

‏.‏‎3‎اإجراء 3 املزيد من الدراسات حول الالجئني الفلسطينيني،‏ وتفعيل قضيتهم من خالل<br />

اإقامة الندوات واللقاءات واملوؤمترات اجلماهريية.‏<br />

‏.‏‎4‎العمل 4 على بناء ‏شبكة اتصال بني قطاعات الالجئني يف اأماكن تواجدهم يف العامل<br />

كافة،‏ وبشكل خاص يف املخيمات داخل الوطن وخارجه.‏<br />

‏.‏‎5‎اعتبار 5 قضية الالجئني قضية ‏سياسية يف املقام االأول،‏ وهي جزء ال يتجزاأ من<br />

القضية الوطنية الفلسطينية.‏<br />

‏.‏‎6‎‏صياغة 6 برنامج عمل وطني واجتماعي وسط جتمعات الالجئني يف كل مواقعهم،‏<br />

اأساسه حق العودة والنضال يف ‏سبيل اإقراره،‏ وحتويل قضية الالجئني اإىل قضية قومية<br />

واإسالمية تشرتك يف املسوؤولية عنها جميع اأقطار االأمة العربية واالإسالمية.‏<br />

‏.‏‎7‎رفض 7 مشاريع التوطني الهادفة اإىل تصفية ملف الالجئني باعتبار التوطني ال<br />

يتناقض مع حق العودة فحسب،‏ ولكن باعتباره فتنة داخلية مع الدول املضيفة.‏<br />

.8 8 تعدُّ‏ نتائج هذه الدراسة مرجعية لكل مهتم بقضية الالجئني،‏ وذلك الأنها عربّ‏ ت عن<br />

قطاع واسع من الالجئني يف الضفة الغربية وقطاع غزة.‏<br />

115


اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />

‏)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(‏<br />

د.‏ حسن البرميل<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

أوالً-‏ املراجع العربية:‏<br />

‏.‏‎1‎الطويل،‏ 1 فالح،‏ الالجئون الفلسطينيون:‏ قضية تنتظر حالً،‏ اإربد:‏ مطبعة ابن خلدون،‏<br />

. )1996<br />

‏.‏‎2‎عبد 2 ربه،‏ ‏صالح،‏ الالجئون وحلم العودة اإىل اأرض الربتقال احلزين،‏ بيت حلم:‏ مركز<br />

املعلومات البديلة،‏ 1996.<br />

‏.‏‎3‎‏سمارة،‏ 3 عادل،‏ الالجئون الفلسطينيون بني حق العودة واستدخال الهزمية،‏ القدس،‏<br />

وكالة اأبو غوش للنرش والتوزيع،‏ 1999.<br />

‏.‏‎4‎الصوباين،‏ 4 ‏صالح،‏ اأوضاع خميمات قطاع غزه ومشاريع التوطني،‏ ‏صامد االقتصادي،‏<br />

السنة الثالثة،‏ العدد 84، عمان:‏ دار الكرمل للنرش والتوزيع،‏ نيسان – حزيران،‏ 1991.<br />

‏.‏‎5‎بابادجي،‏ 5 رمضان واآخرون،‏ حق العودة للشعب الفسطيني ومبادئ حتقيقه،‏ بريوت:‏<br />

موؤسسة الدراسات الفلسطينية،‏ 1996.<br />

‏.‏‎6‎حممود،‏ 6 السيد عبد احلليم،‏ علم النفس االجتماعي واالعالم،‏ القاهرة:‏ دار الثقافة للطباعة<br />

والنرش،‏ )1979 .<br />

‏.‏‎7‎مركز 7 البحوث والدراسات الفلسطينية،‏ نتائج استطالع للراأي العام الفلسطيني يف الضفة<br />

الغربية وقطاع غزه،‏ 13- 15 ترشين اأول،‏ نابلس،‏ 1995.<br />

‏.‏‎8‎الفسفوس،‏ 8 فايز،‏ اجتاهات الالجئني الفلسطينيني يف خميمات منطقة بيت حلم نحو<br />

مشاريع التوطني،‏ بيت حلم:‏ جامعة بيت حلم،‏ 1985.<br />

‏.‏‎9‎عويضة،‏ 9 رياض،‏ اجتاهات الالجئني الفلسطينني نحو احلل الدائم ملشكلتهم،‏ فلسطني،‏<br />

.1998<br />

‎1010‎‏ساري،‏ ‏سامل،‏ االبداعية اجلمعية:‏ دراسة يف االنتفاضة الفلسطينية،‏ املستقبل العربي،‏<br />

العدد 142، بريوت:‏ مركز دراسات الوحدة العربية،‏ 1990.<br />

11 1 عبد الرحمن،‏ حسن،‏ اجتاهات اأطفال املخيمات يف االأردن نحو االنتفاضة الفلسطينية،‏<br />

عمان:‏ اجلامعة االأردنية،‏ 1992.<br />

116


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

117<br />

ثانياً-‏ املراجع األجنبية:‏<br />

1. Pulfer, G. , Gazan Refugee perspective forward Oslo Accords, Bethlehem:<br />

Badil, 1998<br />

2. Hijjawi, S. , Palestinian Refugees in Jordan: Integrated and Hoping to<br />

Return, Amman: Badil, 1998.<br />

3. Jerusalem and Communication center, public opinion polls on Palestinian<br />

Attitudes towards Palestinian Refugees, No. , 34, Jerusalem, December,<br />

1999.<br />

4. Jerusalem post, June 13, 1973.<br />

5. Hazboun, N. , Israeli Resettlement scheme, for Palestinian Refugees in<br />

West Bank and Gaza strip Since 1967, Ramallah: Diaspora and Refugee<br />

center, Shamel, 1996.<br />

6. Afinson, J. , A Comprehensive Study about Palestinian Refugees in the<br />

West Bank, Rammallah: Palestinian national Authority, Ministry of<br />

Information, Press office, feb. m 1992.<br />

7. Katz, D. , public opinion and propaganda, New York: Holt Rinehart and<br />

winston Inc. , 1954.<br />

8. Khashan, H. , Palestinian Resettlement in Lebanon: Behind the Debate,<br />

Montreal studies on the Contemporary Arab world, April, 1994.<br />

9. Center for Palestine Research and Studies Survey Research Unit. Poll,<br />

No. 8, Jerusalem 1994.<br />

10. Palestinian Academic Society for International Affairs, (Passia) , The<br />

status Quo of Palestinian Refugees and their Attitudes towards proposed<br />

solutions, Ramallah: Palestinian National Authority, Ministry of<br />

Information, Press office, 1995.<br />

11. IPCRI, Oslo Accords –West bank Refugee perspectives, Bethlehem, Badil,<br />

1997.<br />

12. Sha’aban, H. , Palestinian Refugees in Lebanon, Political and social<br />

effects of the Oslo Accords, Bethlehem, 1998.<br />

13. IPCRI, the future of Palestinian Refugee issue in final status negotiations,<br />

Palestinian Refugees: their past, present and future, Jerusalem, 1998.<br />

14. Sirhan, B. , Palestinian children: The generation of liberation, Beirut:<br />

PLO, Research center, 1970.<br />

15. Jarrar, N. , The Question of Return from the point of view of the Palestinian<br />

Refugee, Nablus: Annajah national University, 1996.


اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />

‏)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(‏<br />

د.‏ حسن البرميل<br />

118


دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية<br />

يف حمافظات القدس،‏ وبيت حلم،‏ ورام اهلل،‏<br />

يف تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض<br />

باجملتمع احمللي الفلسطيين<br />

د.‏ رجاء زهري العسيلي<br />

أ.‏ نادية داود ربايعة<br />

أستاذ مشارك في التربية/‏ جامعة القدس المفتوحة/‏ الخليل.‏<br />

مشرفة أكاديمية غير متفرغة/‏ جامعة القدس المفتوحة/‏ بيت لحم.‏<br />

119


دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس،‏ وبيت حلم،‏ ورام اهلل،‏<br />

في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني<br />

د.رجاء العسيلي<br />

أ.‏ نادية ربايعة<br />

ملخص:‏<br />

تهدف هذه الدراسة اإىل الكشف عن دور اجلمعيات النسوية االإسالمية يف حمافظات<br />

القدس،‏ وبيت حلم،‏ ورام اهلل،‏ يف تثقيف املراأة الفلسطينية للنهوض باملجتمع املحلي،‏ من<br />

خالل الإجابة عن الأسئلة الآتية:‏<br />

‏.‏‎1‎ما 1 دور اجلمعيات النسوية االإسالمية يف حمافظات القدس،‏ وبيت حلم،‏ ورام اهلل،‏<br />

يف تثقيف املراأة الفلسطينية للنهوض باملجتمع املحلي؟<br />

‏.‏‎2‎ما 2 اأبرز الربامج التي تنفذها اجلمعيات النسوية االإسالمية يف حمافظات القدس،‏<br />

وبيت حلم،‏ ورام اهلل؟<br />

‏.‏‎3‎ما 3 اأبرز املعوقات التي تواجه اجلمعيات النسوية االإسالمية يف حمافظات القدس،‏<br />

وبيت حلم،‏ ورام اهلل؟<br />

تكون جمتمع الدراسة وعينتها من جميع اجلمعيات النسوية االإسالمية يف حمافظات<br />

القدس،‏ وبيت حلم،‏ ورام اهلل،‏ البالغ عددها )15( جمعية.‏ ولتحقيق هدف الدراسة،‏ طُ‏ ورت<br />

استبانة موزعة على )4( حماور،‏ ومقابلة ‏شخصية.‏ وقد جرى التحقق من ‏صدق اأداة<br />

الدراسة وثباتها.‏ وقد توصلت الدراسة اإىل اأن اجلمعيات النسوية تساهم يف حل املشكالت<br />

االقتصادية للمراأة؛ حيث حصلت على نسبة %100. وكذلك اأكدت جميع اجلمعيات على اأنها<br />

توؤدي دوراً‏ مهماً‏ على الصعيد االجتماعي،‏ فاجلانب الديني،‏ فالثقايف،‏ واأخرياُ‏ الرتبوي.‏ واأن<br />

اأبرز الربامج التي تنفذها اجلمعيات النسوية هي برامج التقثيف والتوعية الدينية،‏ تليها<br />

النشاطات الرتفيهية،‏ يف حني حصلت فقرة عمل حضانات لالأطفال على اأقل اهتمام.‏ وكان<br />

اأبرز املعوقات التي تواجه اجلمعيات النسوية املعوقات املالية،‏ ثم السياسية،‏ واالجتماعية،‏<br />

واأخرياً‏ االإدارية.‏ واإن اأهم اإجنازات اجلمعيات كانت اإنشاء مراكز حتفيظ القراآن الكرمي،‏ واإنشاء<br />

مراكز تثقيفية للنساء والفتيات،‏ لتمكينهن من مواجهة احلياة.‏<br />

120


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

Abstract:<br />

This study aims to investigate the role of Muslim women’s associations<br />

in the Governorates of Jerusalem, Bethlehem and Ramallah, in educating<br />

the Palestinian women for the advancement of the community, through<br />

answering the following questions:<br />

1. What is the role of Muslim women’s associations in the Governorates of<br />

Jerusalem, Bethlehem and Ramallah in the advancement of the Palestinian<br />

community?<br />

2. What is the role of Muslim women’s associations in the Governorates<br />

of Jerusalem, Bethlehem and Ramallah in educating the Palestinian<br />

women?<br />

3. What are the major programs carried out by Muslim women’s associations<br />

in the Governorates of Jerusalem, Bethlehem and Ramallah?<br />

4. What are the major obstacles facing Muslim women’s associations in the<br />

Governorates of Jerusalem, Bethlehem and Ramallah?<br />

The population of the study consisted of all (15) Muslim Women<br />

Association, distributed in the Governorates of Jerusalem, Bethlehem and<br />

Ramallah. To achieve the objective of the study a questionnaire was developed,<br />

and an interview.<br />

The study found that the women’s associations contribute to solving<br />

the economic problems of women. All the associations are playing an<br />

important role at the social level first, then the religious side, cultural and,<br />

finally, educational. The major programs implemented by the associations of<br />

women were religious awareness, recreational activities, while establishing<br />

a nursery for children of the least interesting achievements. The major<br />

obstacles faced by women’s associations were financial, political, social and,<br />

finally, management. The most important achievement was the establishment<br />

of associations centers teaching the Holy Quran, and the establishment of<br />

educational centers for women and girls, to enable them to cope with life.<br />

121


دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس،‏ وبيت حلم،‏ ورام اهلل،‏<br />

في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني<br />

د.رجاء العسيلي<br />

أ.‏ نادية ربايعة<br />

مقدمة:‏<br />

ال ‏شك يف اأن موضوع املراأة اأصبح ركناً‏ اأساسياً‏ يف احلياة العامة للمجتمعات<br />

كافة باختالف عاداتها،‏ وتقاليدها،‏ ومفاهيمها،‏ فاملراأة نصف املجتمع،‏ ولديها طاقات<br />

هائلة مثل الرجل،‏ واإن مل تستغل هذه الطاقة يف اخلري والبناء،‏ فاإنها ‏ستهدر يف ‏سفاسف<br />

االأمور.‏ وحرمان املجتمع من طاقات املراأة يُعدُّ‏ تبديداً‏ للنمو االقتصادي والوطني،‏ الذي<br />

بدوره يضعف التنمية االقتصادية للبلد.‏ ولعل املراأة الفلسطينية هي االأكرث تعرثاً‏ من بني<br />

نساء العامل على الصعيد االإنساين واحلياتي؛ الأنها ما فتئت تنساأ طفلة حتت حراب اجلند،‏<br />

وبنادق االحتالل تنمو وترتعرع،‏ وكحال اأي امراأة يف العامل،‏ تطمح املراأة الفلسطينية يف<br />

حياة رغيدة واآمنة،‏ ولكن يف هذا الوضع املنعكس عن االحتالل االإرسائيلي عليها واجبات<br />

وطنية كالعمل والنضال،‏ ليس من اأجل الدفاع عن قضاياها،‏ واإيجاد احللول لها فحسب،‏<br />

واإمنا اأيضاً‏ يف مواجهة اخلطر الصهيوين املتصاعد،‏ ومواجهة املخططات االستعمارية<br />

الصهيونية،‏ وللحد من التعدي الصارخ على مبادئ حقوق االإنسان،‏ ولن يتاأتى ذلك اإال من<br />

خالل املشاركة الفاعلة للمراأة الفلسطينية يف جميع املوؤسسات السياسية،‏ واالجتماعية،‏<br />

واالقتصادية...‏ الخ،‏ ومنحها القدر الكايف من املسوؤولية الإثبات ذاتها،‏ وتقدمي ما لديها من<br />

طاقات.‏ ‏)قعقور،‏ واآخرون،‏ 2002( .<br />

ولهذا فقد اأدركت املراأة الفلسطينية مبكراً‏ اأن خالصها من عبودية املجتمع،‏ ال ميكن اأن<br />

يتحقق اإال بخالصها من عبودية االحتالل،‏ وبتحرير وطنها من املحتل.‏ ولهذا فقد اندفعت<br />

اإىل ‏ساحة النضال،‏ واأصبح همّها وهَ‏ م الرجل،‏ هو حترير الوطن املسلوب،‏ ‏)فراونة،‏ 2005( ،<br />

لذا اأثبتت قدرتها على مواجهة الظروف القاسية يف هذا املجتمع،‏ وقد برز هذا الدور الفاعل<br />

للمراأة الفلسطينية يف عهد االنتداب الربيطاين،‏ حيث ‏شكلت جمموعة من اللجان النسائية<br />

للمساهمة يف االإسعاف وجمع التربعات؛ للدفاع عن الوطن بكل ما تستطيع تقدميه،‏ فلقد<br />

كانت ثورة ‎1929‎م،‏ نقطة التحول يف حياة املراأة الفلسطينية التي وجدت نفسها اأمام<br />

املسوؤولية امللقاة على عاتقها،‏ فقامت بعقد املوؤمترات التي كان اأولها يف تاريخ فلسطني<br />

عام ‎1929‎م،‏ يف مدينة القدس،‏ وكان هدفه تنظيم حركة نسوية قادرة على العمل املتواصل<br />

الإنقاذ الوطن،‏ وظهرت هذه اجلهود بعد نكبة ‎1948‎م،‏ حيث ‏ضاعفت عملها من اأجل التخفيف<br />

عن العائالت املنكوبة ‏)قعقور،‏ واآخرون،‏ 2002( .<br />

ويف عام ‎1967‎م،‏ حدث تطور نوعي اآخر على دور املراأة الفلسطينية يف انخراطها<br />

بالثورة ومشاركتها يف االأنشطة املختلفة قياساً‏ بدورها يف العقود السابقة،‏ فساهمت يف<br />

122


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

النضاالت السياسية،‏ وانخرطت يف منظمات املقاومة املختلفة،‏ وشكلت بعد ذلك العديد<br />

من االحتادات اخلاصة بها بهدف توحيد طاقاتها وجهودها،‏ وتطوير عملها واأنشطتها مبا<br />

يخدم اأهدافها ومنها:‏ احتاد جلان العمل النسائي الذي تاأسس يف رام اهلل عام 1978 حتت<br />

‏شعار ‏»نحو حركة نسائية جماهريية موحدة«،‏ واحتاد جلان املراأة العاملة،‏ وتاأسس<br />

يف عام 1978، كمنظمة نسائية دميقراطية تهدف اإىل حترير املراأة الفلسطينية،‏ ‏سياسياً،‏<br />

واقتصادياً،‏ واجتماعياً،‏ وثقافياً.‏ وجلان املراأة الفلسطينية التي تاأسست يف بيت حلم عام<br />

1981، ولها فروع رئيسة يف الضفة والقطاع،‏ وانخرطت املراأة يف النضال داخل فلسطني<br />

وخارجها،‏ وخاضت ببسالة معارك الدفاع عن الثورة الفلسطينية يف مواقع وساحات<br />

جغرافية ونضالية خمتلفة،‏ وانضوت حتت لواء منظمات املقاومة الفلسطينية،‏ فظهرت يف<br />

‏صور عدة،‏ فهي االأم التي حثت اأبناءها وبناتها على التعليم والعمل واالإنتاج،‏ واأرضعتهم<br />

حليب الثورة،‏ وهي املعلمة التي علمت االأجيال،‏ وهي العاملة الكادحة التي اأنتجت،‏ واملراأة<br />

املحرضة والداعية السياسية النشطة والقائدة اجلماهريية،‏ واملقاتلة ‏ضد االحتالل من<br />

اأجل احلرية واالستقالل،‏ ‏شاركت بالقلم واحلجارة،‏ ويف العمل املسلح،‏ كما لعبت املراأة<br />

الفلسطينية دوراً‏ حمورياً‏ يف حماية التقاليد والرتاث الوطني،‏ وغرس احرتام القيم الوطنية.‏<br />

‏)فراونة،‏ )2005 .<br />

وقد اأدى االحتالل االإرسائيلي اإىل،‏ مضاعفة مسوؤولية املراأة جتاه اأبناء ‏شعبها،‏<br />

فوجدت نفسها مدفوعة اإىل تكثيف العمل من اأجل تخفيف اآالم ومعاناة الذين ‏رشدوا،‏<br />

وهدمت بيوتهم،‏ واعتقل رجالهم،‏ فشكلت جمعيات وموؤسسات؛ لتطوير العمل االجتماعي<br />

النسائي ملواجهة املشكالت املتزايدة،‏ خاصة يف ظل الواقع االقتصادي املتدهور،‏ ومع<br />

دخول االنتفاضة،‏ ويف ظل غياب الدولة،‏ عادت احلركة النسوية لتسد العجز الذي فرضته<br />

الظروف السياسية،‏ فصعدت اأعمال االإغاثة وخدمات رعاية االأطفال،‏ وتعليم النساء املهارات<br />

التقليدية جنباً‏ اإىل جنب مع مقاومة االحتالل من قبل املنظمات النسوية التابعة للفصائل<br />

السياسية،‏ ومع دخول السلطة الوطنية الفلسطينية،‏ وما ‏صحب ذلك من تغريات ‏سياسية<br />

وجمتمعية،‏ تزايد االهتمام برتسيخ اأسس جمتمع مدين،‏ يضمن مشاركة املراأة والرجل يف<br />

عملية البناء،‏ فشاركت املراأة الفلسطينية يف املنظمات غري احلكومية،‏ ووجدت يف هذه<br />

املنظمات متنفساً‏ حقيقياً‏ يف ظل غياب الدولة،‏ واأعطتها الفرصة الإثبات وجودها كمواطن<br />

فاعل يف املجتمع،‏ ومشارك حقيقي يف قضاياه ومشكالته،‏ ويتمثل النشاط االأهلي للنساء<br />

يف اأمناط متعددة،‏ من اأقدمها واأكرثها ‏شيوعا اجلمعيات اخلريية النسائية،‏ وهي اجلمعيات<br />

التي ترتبط بالفلسفة التقليدية للرب واالإحسان،‏ وقد قامت املنظمات غري احلكومية يف<br />

123


دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس،‏ وبيت حلم،‏ ورام اهلل،‏<br />

في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني<br />

د.رجاء العسيلي<br />

أ.‏ نادية ربايعة<br />

فلسطني تاريخياً‏ وتقليدياً‏ بدور اأساسي وفاعل يف توفري اخلدمات الصحية،‏ والتعليمية،‏<br />

والثقافية،‏ وحمو االأمية،‏ والتدريب على املهن احلرة،‏ والقيام باأنشطة مدرة للدخل ملكافحة<br />

الفقر والعوز،‏ وتقدمي اخلدمات والرعاية االجتماعية اإىل الفئات املحتاجة من املجتمع<br />

الفلسطيني وخاصة من الفقراء،‏ وحمدودي الدخل،‏ واملعاقني،‏ واملسنني،‏ والنساء الفقريات<br />

يف املخيمات،‏ والقرى،‏ واملدن.‏ ‏)يوسف واآخرون،‏ 2005( .<br />

ويف ‏ضوء السابق،‏ حاولت هذه الدراسة التعرف اإىل تلك اجلمعيات االإسالمية بشكل<br />

معمق من خالل تواصل الباحثتني مع اجلمعيات بشكل ‏شخصي،‏ والبحث يف االأدب الرتبوي<br />

املتعلق باملوضوع،‏ اتضح اأن عدد اأعضاء الهيئة االإدارية يف اجلمعيات النسوية االإسالمية<br />

يرتاوح ما بني - 13 11 عضواً،‏ واأن عدد اأعضاء الهيئة العامة فيها يرتاوح ما بني - 51<br />

100 عضو،‏ واأن غالبية اجلمعيات النسوية االإسالمية مسجلة تسجيالً‏ قانونياً‏ لدى اجلهات<br />

الرسمية املسئولة عنها،‏ واأن غالبية اجلمعيات هي جمعيات منتخبة،‏ واأكدت على ذلك<br />

مديرات اجلمعيات،‏ واأن اأبرز مصادر الدخل الرئيسة للجمعيات عن طريق دعم املوؤسسات<br />

الدينية لها ومن ثم التربعات.‏ وملعرفة املزيد عن دور اجلمعيات االإسالمية يف تثقيف املراأة<br />

الفلسطينية متت بلورة مشكلة الدراسة واأسئلتها.‏<br />

مشكلة الدراسة وأسئلتها:‏<br />

نظراً‏ لكرثة اجلمعيات النسوية االإسالمية يف الفرتة االأخرية بشكل ملحوظ،‏ ويف اأماكن<br />

‏شتى يف رحاب فلسطني،‏ وكرثة احلديث عن دور هذه اجلمعيات النسوية االإسالمية يف<br />

التثقيف والنهوض باملراأة املسلمة واملجتمع املحلي الفلسطيني ما بني مثمن جلهودها<br />

ودورها الفاعل،‏ ومقلل من ‏ساأنها واأهميتها،‏ تعالج هذه الدراسة دور هذه اجلمعيات النسوية<br />

االإسالمية،‏ من حيث كونه موضوعاً‏ جديراً‏ بالبحث والدراسة،‏ وللوقوف عن كثب على دور<br />

هذه اجلمعيات وكل ما يتعلق بها،‏ وبناء على ذلك حُ‏ ددت مشكلة الدراسة يف الإجابة<br />

عن الأسئلة الآتية:‏<br />

‏.‏‎1‎ما 1 دور اجلمعيات النسوية االإسالمية يف حمافظات القدس،‏ وبيت حلم،‏ ورام اهلل،‏<br />

يف تثقيف املراأة الفلسطينية للنهوض باملجتمع املحلي؟<br />

‏.‏‎2‎ما 2 اأبرز الربامج التي تنفذها اجلمعيات النسوية االإسالمية يف حمافظات القدس،‏<br />

وبيت حلم،‏ ورام اهلل؟<br />

‏.‏‎3‎ما 3 اأبرز املعوقات التي تواجه اجلمعيات النسوية االإسالمية يف حمافظات القدس،‏<br />

وبيت حلم،‏ ورام اهلل؟<br />

124


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

أهمية الدراسة:‏<br />

تنبثق اأهمية هذه الدراسة من كونها تتناول احلديث عن ‏رشيحة مهمة من ‏رشائح<br />

املجتمع وهي املراأة،‏ وباحلديث عن واقعها ودورها يف جمتمعها الذي تعيش فيه وتنتمي<br />

اإليه،‏ كما اأنها توضح الصورة الكاملة عن دور اجلمعيات النسوية االإسالمية،‏ ومكانة النساء<br />

املسلمات فيها؛ الإزالة االأفكار السلبية التي حرص االحتالل على غرسها يف نفوس اأبنائنا،‏<br />

وهي اأن اإسالمنا العظيم يفرق بني الرجل واملراأة،‏ واأن املراأة ال دور لها،‏ فتظهر اأهمية هذه<br />

الدراسة بوضوح عندما يتوصل القارئ اإىل اأن هذه اجلمعيات حقيقة استطاعت اأن تغري هذه<br />

النظرة يف الواقع الفلسطيني.‏ فضال عن اأن هذه الدراسة تعدُّ‏ الدراسة االأوىل يف فلسطني-‏<br />

حسب علم الباحثتني-‏ التي تناولت دراسة موضوع مهم وجوهري يهم قطاعاً‏ كبرياً‏ يف<br />

املجتمع الفلسطيني.‏<br />

أهداف الدراسة:‏<br />

ترنو الدراسة اإىل حتقيق الأهداف الآتية:‏<br />

1 التعرف اإىل دور اجلمعيات النسوية االإسالمية الفلسطينية يف التثقيف والنهوض<br />

باملراأة املسلمة واملجتمع املحلي الفلسطيني يف حمافظات القدس،‏ وبيت حلم،‏ ورام اهلل،‏<br />

وذلك من خالل اإلقاء الضوء على براجمها،‏ والقضايا التي تهتم بها،‏ والدور الذي توؤديه<br />

خلدمة جمتمعها.‏<br />

‏.‏‎2‎اإلقاء 2 الضوء على اأهم اإجنازات اجلمعيات النسوية االإسالمية الفلسطينية،‏ واملعوقات<br />

التي تواجه تلك اجلمعيات يف حمافظات القدس،‏ وبيت حلم،‏ ورام اهلل.‏<br />

‏.‏‎3‎التعرف 3 على اأماكن وجود هذه اجلمعيات النسوية االإسالمية،‏ لتسهيل االتصال بها<br />

والتعاون معها.‏<br />

125<br />

1.<br />

حمددات الدراسة:‏<br />

1.<br />

تتحدد الدراسة واإمكانية تعميم نتائجها يف ‏ضوء املحددات الآتية:‏<br />

1 املحدد الزمني،‏ اقترص احلديث عن اجلمعيات النسوية االإسالمية العاملة واملرخصة<br />

للعام ‎2006/2005‎م،‏ يف العام ‎2009/2008‎م.‏<br />

‏.‏‎2‎املحدد 2 املكاين،‏ اقترصت الدراسة على اجلمعيات النسوية االإسالمية املوجودة يف<br />

حمافظة القدس ‏)جمعية الوفاء،‏ وجمعية نساء االإسالم،‏ وجمعية ‏سيدات ‏صورباهر،‏ وجمعية


دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس،‏ وبيت حلم،‏ ورام اهلل،‏<br />

في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني<br />

د.رجاء العسيلي<br />

أ.‏ نادية ربايعة<br />

الرعاية للمراأة العربية(‏ . وحمافظة بيت حلم ‏)جمعية النقاء النسائية االإسالمية اخلريية،‏<br />

وجمعية ‏سيدات نحالني،‏ وجمعية نساء اأم ‏سلمونة،‏ ومركز بيت حلم للنشاط النسوي،‏ ومركز<br />

االأمل النسوي(‏ ، وحمافظة رام اهلل ‏)جمعية ‏سنابل العطاء،‏ وجمعية اخلنساء،‏ وجمعية الهدى،‏<br />

وجمعية ‏سيدات ‏سلواد،‏ وجمعية ‏سيدات دير دبوان،‏ وجمعية النور النسائية(‏ .<br />

‏.‏‎3‎املحدد 3 البرشي،‏ اقترص على روؤساء هذه اجلمعيات النسوية االإسالمية،‏ اأو من<br />

ينوب عنهم.‏<br />

‏.‏‎4‎تتحدد 4 نتائج الدراسة باالأداة املستخدمة.‏<br />

مصطلحات الدراسة:‏<br />

126<br />

◄<br />

‏◄◄اجلمعية النسوية الإسالمية:‏ هي الشخصية االعتبارية،‏ ويكون لها ذمة مالية<br />

مستقلة،‏ ولها حق متلك االأموال املنقولة وغري املنقولة،‏ والترصف فيها يف حدود حتقيق<br />

اأهدافها،‏ ولها احلق يف فتح فرع لها اأو اأكرث داخل فلسطني،‏ وذلك مبوافقة وزارة الداخلية<br />

ووزارة االختصاص.‏ ‏)النظام االأساسي للجمعية،‏ مادة 5,4، وزارة الداخلية،‏ 2000( .<br />

‏◄التثقيف:‏ هو التقومي والتهذيب لغة.‏ يقول امليداين:‏ ‏»وتثقيف الرمح هو تقوميه<br />

وتهذيبه واإزالة اعوجاجه،‏ فاملثقف هو الرجل املهذب،‏ ‏صاحب الفكر املستقل..«.‏ ‏)امليداين،‏<br />

2004( . والتثقيف هو:‏ اأسلوب بنائي للعقلية،‏ يعطي االأفكار واملفاهيم،‏ وينتج القناعات<br />

واملقاييس.‏ ‏)البقاش،‏ 2007( .<br />

هو االنتقال من حال اإىل حال اأخرى،‏ من حالة التخلف والتاأخر والفقر<br />

والضياع والتشتت،‏ اإىل العيش بحالة اأفضل،‏ وهي حال التقدم والتطور والغنى.‏ ‏)العليو،‏<br />

. )2000<br />

‏◄◄النهوض:‏<br />

األدب النظري:‏<br />

أوال:‏ وضع املرأة الفلسطينية:‏<br />

للمراأة الفلسطينية دور بارز يف السياسة،‏ فقد استطاعت اأن تشكل نسيج الوعي ملقاومة<br />

االحتالل،‏ فعرب مسريتها الطويلة عاشت من التجارب اأمرّها لتصل اإىل مرحلة من اخلربة<br />

والتمرس،‏ ال ‏سبيل الإغفالها منذ بدايات انخراطها االأول يف املجتمع والسياسة،‏ ‏)يوسف،‏<br />

واآخرون،‏ 2005( ، فالتغريات السياسية التي مرت على املجتمع الفلسطيني اأتاحت للنساء<br />

فرصة املشاركة يف مراحل النضال كافة،‏ وجنباً‏ اإىل جنب مع الرجل يف مواجهة االحتالل<br />

االإرسائيلي،‏ وقدمت كثرياًَ‏ من التضحيات،‏ وسطرت اأعظم البطوالت يف ‏سبيل حتقيق اأهداف


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

‏شعبها.‏ وباحتالل اإرسائيل للضفة الغربية وقطاع غزة بعد هزمية ‎1967‎م،‏ ازدادت حاجة<br />

النساء للعمل حتت ‏ضغط تفاقم االأوضاع املعيشية،‏ مما اأثر على وضع االأرسة الفلسطينية،‏<br />

وبالتايل على وضع املراأة التي اأصبح عليها اأن تتحمل اأعباء اإضافية من اأجل حتسني<br />

وضع االأرسة املعيشي،‏ اإىل جانب اأعبائها املنزلية،‏ وتربية االأبناء،‏ فوجدت نفسها مدفوعة<br />

اإىل تكثيف العمل من اأجل تخفيف اآالم الذين ‏رشدوا ومعاناتهم،‏ وهدمت بيوتهم،‏ واعتقل<br />

رجالهم،‏ فشكلت جمعيات وموؤسسات تواجه املشكالت املتجددة،‏ فغلب على دورها الطابع<br />

اخلدماتي الرسيع الذي ينتهي مبجرد تقدمي اخلدمة اأو املعونة،‏ ولكن مبرور السنوات<br />

مترست النساء الفلسطينيات يف العمل االجتماعي،‏ واأصبح اأكرث قدرة على استيعاب الظرف<br />

التاريخي الذي وضعن فيه،‏ ‏)قعقور،‏ واآخرون،‏ 2002( .<br />

وبالرغم من الدور اجلاد والرائع الذي لعبته النساء الفلسطينيات يف التصدي البطويل<br />

لقوات االحتالل،‏ فاإن نظرة املراأة لنفسها وتقوميها لدورها بقيت يف اإطار النظرة املحافظة<br />

التقليدية القائمة على اأساس تقسيم العمل التقليدي اجلائر بني الذكر واالأنثى،‏ كما اأن نظرة<br />

املجتمع للمراأة بقيت اأسرية هذه النظرة الضيقة،‏ مما قلل من احتماالت تطور وعيها وزيادة<br />

مشاركتها يف ‏صنع القرار الوطني الفلسطيني السياسي،‏ واالقتصادي،‏ واالجتماعي،‏<br />

وتغيري هذه النظرة لن يحدث فجاأة،‏ بل هو مرتبط ارتباطاً‏ ‏شديداً‏ بالرتبية والتعليم<br />

واملنهج االجتماعي السائد،‏ فبعض الظواهر االجتماعية السلبية السائدة يف املجتمع<br />

كالزواج املبكر،‏ واالستغالل االقتصادي،‏ وواملوقف من تعليمها،‏ ودور العائلة يف مراقبة<br />

ترصفاتها،‏ وخضوعها يف كثري من االأحيان ملجموعة من العادات والتقاليد والقيم لوجود<br />

رواسب اجتماعية عميقة،‏ اأعاق من حركة املراأة وتطورها،‏ ‏)كتاب،‏ واآخرون 1991( .<br />

عانت املراأة من التمييز واالضطهاد بسبب اجلنس ‏)كونها امراأة(‏ ، ولكنها استطاعت<br />

احلصول على بعض حقوقها،‏ وما زال الوضع يتطلب نضاالً‏ دوؤوباً‏ النتزاع ما تبقى من<br />

احلقوق،‏ وبخاصة اأنها ما زالت تعاين من قيود تقليدية اجتماعية خمتلفة،‏ فهي مهمشة،‏<br />

وتعيش حتت اأوضاع جائرة وجمحفة ببعض حقوقها،‏ مثل:‏ عدم املساواة يف االأجور،‏<br />

وبعدها عن مراكز ‏صنع القرار،‏ والقيادة،‏ واملراكز السياسية،‏ وغريها،‏ وحتى يف الناحية<br />

الرياضية،‏ فال تتوافر املراكز،‏ اأو الصاالت،‏ اأو النوادي الرياضية التي تتناسب وعادات<br />

كل منطقة وتقاليدها،‏ والتي تهتم مبمارسة الرياضة،‏ يف اأجواء تعطي للمراأة حرية قي<br />

قضاء وقتها،‏ والرتفيه عن نفسها،‏ يف مكان يقدم لها ما يخلصها من متاعب احلياة وقسوة<br />

االحتالل،‏ واالأمراض النفسية والعصبية التي ال حرص لها،‏ ‏)العسيلي،‏ 2005( ، وحتى الواقع<br />

127


دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس،‏ وبيت حلم،‏ ورام اهلل،‏<br />

في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني<br />

د.رجاء العسيلي<br />

أ.‏ نادية ربايعة<br />

الصحي للمراأة،‏ تهدده العديد من املخاطر يف مراحل حياتها املختلفة،‏ وخاصة الزواج<br />

واحلمل،‏ والوالدة املبكرة،‏ ومن اأهم املشكالت التي تواجه املراأة يف جمال الصحة،‏ الوالدة<br />

على احلواجز نتيجة للحصار،‏ واالإغالق،‏ وهو ما يعرض حياتها للخطر،‏ وزيادة االأعباء<br />

املنزلية امللقاة على عاتقها،‏ وعدم حتكم املراأة يف ‏سلوكها االإجنابي؛ بسبب نظرة املجتمع<br />

لها يف هذا املجال ‏)قعقور،‏ واآخرون،‏ 2002( .<br />

ثانياً:‏ نشأة اجلمعيات اخلريية يف اجملتمع الفلسطيين:‏<br />

يف ‏سياق احلديث عن نساأة اجلمعيات،‏ البد من التطرق اإىل احلديث عن احلركة<br />

االجتماعية،‏ ‏»وهي تلك اجلهود املنظمة التي يبذلها جمموعة من املواطنني بهدف تغيري<br />

االأوضاع،‏ اأو السياسات،‏ اأو الهياكل القائمة لتكون اأكرث اقرتاباً‏ من القيم الفلسفية العليا<br />

التي توؤمن بها احلركة«‏ ‏)غامن،‏ 2005( . وللحركات االجتماعية اأشكال عدة،‏ متثل قطاعات<br />

ورشائح عديدة يف املجتمعات،‏ كاحلركة العمالية،‏ واحلركة النسوية،‏ واحلركة الطالبية،‏<br />

وحركة الدفاع عن حقوق االإنسان،‏ وحركة الدفاع عن البيئة...‏ اإلخ،‏ ويكون للحركات<br />

االجتماعية دور يف تغيري النظم والقوانني وتطويرها،‏ ولها دور على الصعيد السياسي.‏<br />

‏)جامعة القدس،‏ ب.‏ ت(‏ . واحلركات االجتماعية لها عالقة وثيقة مع االأحزاب السياسية،‏<br />

فعادة تنساأ احلركات االجتماعية من ‏صلب االأحزاب السياسية،‏ التي يكون لها برامج<br />

واأهداف حمددة واأيديولوجية واضحة املعامل،‏ فمدى جناح احلزب يف استقطاب اجلماهري<br />

حول اأهدافه ميكنه من تشكيل حركة جماهريية واسعة ملتزمة باأهدافه وبراجمه،‏ لذلك<br />

مثل هذه احلركات املنبثقة عن االأحزاب يرتبط مستقبلها مبستقبل االأحزاب،‏ ولكن ليس<br />

بالرضورة اأن ينطبق هذا على جميع احلركات االجتماعية يف ‏شتى اأماكن تواجدها،‏ حيث<br />

اإن هناك العديد من جتارب احلركات االجتماعية قامت مبعزل عن االأحزاب مثل جتربة<br />

بعض دول اأمريكا الالتينية.‏ ‏)جقمان،‏ 2000( .<br />

وارتبط العمل النسوي الفلسطيني بالنضال الوطني واحلركة الشعبية الفلسطينية،‏ منذ<br />

انبعاثه يف بداية القرن العرشين،‏ وعُ‏ ربِّ‏ عن ذلك من خالل النشاطات النسوية،‏ وتاأسيس<br />

اجلمعيات واالحتادات،‏ هذا اإىل جانب اأن قيادة احلركة النسوية جاءت منسجمة مع<br />

تركيبة القيادة السياسية،‏ فغالبا ما كانت رئاسة احلركة النسائية ترتبط بزوجات القادة<br />

السياسيني وقريباتهم،‏ لذلك فقد تركز نشاط احلركة واأهدافها على العمل الوطني،‏ والنضايل،‏<br />

والسياسي،‏ للتخلص من السيطرة االستعمارية واالنتداب الربيطاين،‏ وضد وعد بلفور باإقامة<br />

دولة يهودية،‏ وضد الهجرة اليهودية ‏)املرزوقي،‏ واآخرون،‏ 2000( ، والتوسع الصهيوين بني<br />

عامي ‎1948‎م-‏ ‎1929‎م،‏ وقد ‏شكلت هذه املرحلة بدايات اإنشاء منظمات نسائية،‏ والتي<br />

عدّت الحقاً‏ نواة حلركة اجتماعية نسائية يف فلسطني.‏ ‏)جامعة القدس،‏ ب.‏ ت(‏ .<br />

128


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

وقد قامت املراأة مبمارسة العمل اجلماعي والتطوعي،‏ الذي اأخذ ‏شكالً‏ من اأشكال العمل<br />

املنظم،‏ فعُقِدَ‏ املوؤمتر االأول للنساء يف فلسطني عام ‎1929‎م،‏ حيث حرضه عددٌ‏ كبريٌ‏ من<br />

النساء،‏ ومن خمتلف املدن الفلسطينية،‏ وانبثقت عنه جلنة تنفيذية؛ ملتابعة قرارات املوؤمتر<br />

وتوصياته،‏ وكان من قراراته:‏ رفض وعد بلفور،‏ وحشد الطاقات واجلهود لتاأسيس حكومة<br />

وطنية برملانية،‏ وتشكيل اجلمعيات الطوعية النسوية يف خمتلف املدن الفلسطينية،‏ ويف<br />

خمتلف جماالت االأنشطة واخلدمات االجتماعية واالإنسانية،‏ وتطوير الصناعات الوطنية،‏<br />

ومقاطعة البضائع واملنتجات االإرسائيلية،‏ هذا اإىل جانب املشاركة يف التظاهرات<br />

واالعتصامات ودعم املناضلني واأرسهم.‏ ‏)كتاب واآخرون،‏ 1991( .<br />

ومع تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية عام ‎1964‎م،‏ بداأت احلركة النسوية الفلسطينية<br />

احلديثة بالتبلور،‏ متمثلة بتلك املنظمات واملجموعات والرشائح النسوية التي عربت عن<br />

نفسها يف اأشكال تنظيمية جديدة،‏ ووضعت اأهدافاً‏ وخططاً‏ واآليات عمل جديدة لتواكب<br />

التغيريات التي حدثت على مستوى البناء السياسي،‏ والتنظيمي،‏ واالجتماعي،‏ ‏)اأرصغلي،‏<br />

2003( ، وقد متخض عن ذلك نشوء االأطر النسائية اجلماهريية بشكل واضح وجلي يف<br />

اأواخر السبعينيات وعقد الثمانينيات،‏ ويعود ذلك اإىل املنظمات السياسية الفلسطينية،‏<br />

وعلى وجه اخلصوص ومببادرة من اجلبهة الدميقراطية،‏ حيث تزامن هذا التوجه مع التزام<br />

عال من عدد واسع من النساء،‏ وبغض النظر عن انتماءاتهن السياسية،‏ مستفيدات من<br />

تراكم اخلربات وجتربة العمل االأهلي،‏ الذي بداأ مع بدايات القرن العرشين،‏ ويحملن معهن<br />

املوروث الفكري املتعلق باأهمية العمل النضايل والتطوعي،‏ والوعي الكايف لنقاط ‏ضعف<br />

العمل االأهلي،‏ وخصوصاً‏ من حيث ‏ضعف اتساع القاعدة املنتسبة للجمعيات،‏ ليتم عالج<br />

ذلك من خالل فتح اأبواب االنتساب لتضم يف ‏سنوات قليلة اآالف النساء من خمتلف الفئات<br />

االجتماعية واملستويات التعليمية،‏ يجمعها معاً‏ اأهداف مشرتكة يف مقدمتها التخلص من<br />

االحتالل،‏ والنهوض باأوضاع املراأة على املستويات كافة.‏ ‏)املرزوقي،‏ واآخرون،‏ 2000( .<br />

وما اإن اأُعلن عن تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية عام ‎1965‎م،‏ حتى قامت جمموعة<br />

من النساء بتنظيم موؤمتر نسوي يف القدس،‏ انبثق عنه االحتاد العام للمراأة الفلسطينية،‏<br />

وكان من اأهم توصياته الرتكيز على اأهمية تنظيم النساء،‏ بهدف مقاومة االحتالل،‏ وحترير<br />

فلسطني بالدرجة االأوىل،‏ ولكن التوزيع اجلغرايف وواقع التشتت نفسه،‏ وعدم وجود روؤية<br />

اجتماعية خاصة مبكانة املراأة يف املجتمع وحقوقها لدى االأحزاب،‏ كل ذلك اأثر على<br />

مشاركة املراأة يف النضال واملقاومة،‏ واقترص العمل الوطني على الطالبات واملتعلمات،‏<br />

وبعض احلزبيات،‏ وارتكز العمل النسوي عرب اجلمعيات على العمل االإغاثي واالإنساين<br />

‏)املرزوقي،‏ واآخرون،‏ 2000( .<br />

129


دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس،‏ وبيت حلم،‏ ورام اهلل،‏<br />

في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني<br />

د.رجاء العسيلي<br />

أ.‏ نادية ربايعة<br />

وقد ‏شهدت السنوات االأوىل لالنتفاضة زخماً‏ لنشاط املنظمات النسوية من حيث العدد<br />

املنتسب لهذه املنظمات،‏ اأو الذي ينشط يف اإطارها،‏ ومتكنت بذلك من توسيع دائرة عملها<br />

لتصل اإىل اأوسع قطاع ‏شعبي يف جميع املناطق،‏ وبذلك متكنت من احلصول على الدعم<br />

الشعبي والدويل،‏ وبفضل التنسيق والعمل املشرتك بينها،‏ متكنت من حتقيق العديد من<br />

االأهداف واالإجنازات،‏ ويف مقدمتها بناء كادر نسوي واعٍ‏ لقضاياه،‏ ميتلك اخلربة الكافية<br />

يف احلشد،‏ والدعاية،‏ والتحريض،‏ واالتصال لتحقيق هذه االأهداف،‏ االأمر الذي مكنهن من<br />

طرح قضايا املراأة عرب جمموعة من الربامج،‏ ‏ساهمت يف نقل قضية املراأة من كونها قضية<br />

تتعلق بالنساء فقط اإىل كونها قضية تهم املجتمع باأكمله.‏ ‏)املرزوقي،‏ واآخرون،‏ 2000( .<br />

ومن املالحظ اأنه من الصعوبة مبكان الفصل بني احلركة النسوية الفلسطينية ونشوء<br />

احلركة الوطنية الفلسطينية،‏ يف مراحل وجودها كافة،‏ وهنا اأيضا فاإن تنوع التنظيمات<br />

التي اشتملت عليها احلركة النسوية الفلسطينية،‏ بداأ بالعديد من اجلمعيات اخلريية التي<br />

تقدم خدمات متنوعة للجمهور النسائي،‏ ومروراً‏ باالحتاد العام للمراأة الفلسطينية،‏ وكذلك<br />

العديد من االأطر النسوية اجلماهريية واملرتبطة عضوياً‏ باالأحزاب السياسية،‏ وصوالً‏ اإىل<br />

العديد من املراكز النسوية املتخصصة التي بداأت بالظهور اإبان االنتفاضة،‏ فقد جاء هذا<br />

التنوع يف االأشكال التنظيمية ليغطي اأكرب قاعدة ممكنة من القطاعات النسوية،‏ وليشتمل<br />

على تنوع اآخر على مستوى االأهداف والروؤى والربامج التي تعكس درجة الوعي واملعرفة<br />

باحتياجات املراأة يف كافة مواقع تواجدها.‏ اإذن فاإن عدداً‏ من اجلمعيات النسوية واملراكز<br />

النسوية،‏ تدخل ‏ضمن احلركة النسوية التي عربت عن براجمها ونشاطها وطبيعة عملها<br />

اأثناء االنتفاضة الفلسطينية عام ‎1987‎م.‏ ‏)اأرصغلي،‏ 2003( .<br />

وقد تاأسست معظم اجلمعيات خالل اأربع مراحل تاريخية مرتبطة بالتطورات السياسية<br />

لالأراضي الفلسطينية،‏ وهي السنوات 1948، و 1967، و‎1987‎‏،‏ و‎1993‎‏،‏ وتتوزع اجلمعيات<br />

االأهلية يف فلسطني على مدن الضفة الغربية وقطاع غزة،‏ اإال اأنها ترتكز يف مدينتني رئيستني<br />

هما:‏ القدس ورام اهلل،‏ وتاأتي مدينة نابلس يف املرتبة الثالثة،‏ ولعل ذلك يعود لسهولة<br />

االتصال بالعامل اخلارجي،‏ واإىل العالقة مع اجلهات املانحة العربية واالإقليمية،‏ ‏)تقومي<br />

دور املنظمات غري احلكومية يف االأراضي املحتلة،‏ 1999( . اإن خضوع هذه اجلمعيات<br />

لقانون كان يرشف عليه املحتل جعلها هدفاً‏ ‏سهالً‏ ملنع نشاطاتها السياسية والوطنية،‏<br />

وذلك عن طريق التدخل يف االأنشطة الوطنية املختلفة،‏ واإلغائها،‏ اأو حتى النشاطات التي<br />

استهدفت جمع التربعات لتمويل مشاريع تلك اجلمعيات،‏ وهو ما اأثر يف دورها السياسي<br />

اأثناء فرتة االحتالل،‏ ولكن مع ذلك اأدت تلك اجلمعيات دوراً‏ مهماً‏ يف تاأكيد االنتماء للهوية<br />

الوطنية،‏ واأيضاً‏ عملت تلك اجلمعيات على تلبية احلاجات العملية للنساء وعلى تطوير<br />

130


♦<br />

♦<br />

♦<br />

مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

اآليات ‏صمود العائالت ‏ضحايا ‏سياسات االحتالل،‏ وخاصة يف ظل غياب ‏سلطة وطنية<br />

تعمل على تقدمي مثل تلك املساعدات.‏ ولكن بعد تاأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية عملت<br />

السلطة على حتويل تلك اجلمعيات من اأدوات تقدمي خدمات اإىل منظمات تنموية تسعى<br />

لتغيري وضعية املراأة واالأرسة اإىل االأفضل،‏ ليس عن طريق تلبية احتياجات املراأة العملية<br />

فقط،‏ واالسرتاتيجية اأيضاً،‏ مبعنى حتويل ‏سياساتها من النهج اخلريي اإىل النهج التنموي،‏<br />

وبخاصة اأن بعضها متيز بكونه يف مناطق ريفية حمرومة من خدمات التنمية املركزية.‏<br />

‏)اأرصغلي،‏ )2003 .<br />

ثالثاً:‏ نشأة اجلمعيات النسوية اإلسالمية ودورها يف تثقيف املرأة للنهوض باجملتمع<br />

الفلسطيين:‏<br />

لقد تشكلت املنظمات النسوية االإسالمية الأول مرة يف تاريخ احلركة الوطنية والنسائية<br />

الفلسطينية،‏ حيث تاأسست جمعية هدى االإسالم عام ‎1996‎م،‏ وتبعتها جمعية اخلنساء عام<br />

‎1997‎م،‏ وقبل ذلك اأسست جمعية نساء االإسالم،‏ ‎1982‎م وجمعية نساء االإسالم،‏ ‎2000‎م.‏<br />

ويف املرحلة احلالية تركز عمل اجلمعيات النسائية االإسالمية حديثة التكوين على برامج<br />

مشابهة لتلك التي كانت تقوم بها اجلمعيات اخلريية اأو االأطر النسوية يف بداية تكوينها،‏<br />

ولهذه اجلمعيات النسوية الإسالمية دور يف النهوض يف املجتمع املحلي الفلسطيني<br />

من خالل:‏<br />

‏♦الربامج التنموية:‏ مثل توفري فرص عمل للنساء.‏ لتصبح املراأة عنرصاً‏ فاعالً‏<br />

يف املجتمع،‏ وكذلك من خالل عمل معارض ومشاريع من اإنتاج هذه اجلمعيات،‏ كاملنتج<br />

املحلي،‏ واالأشغال اليدوية،‏ وعمل املطرزات،‏ وتعليم املراأة الزراعة،‏ واالعتماد على نفسها،‏<br />

بحيث تكون هذه املراأة منتجة وغري مستهلكة فقط،‏ فهناك برامج توظيف للنساء يف هذه<br />

اجلمعيات،‏ ودورات تعقدها يف فن اخلياطة والتفصيل وحياكة املالبس والربادي،‏ ودورات<br />

يف التصنيع الغذائي،‏ ويف فن التجميل وتصفيف الشعر،‏ وكذلك اإعطاء النساء دورات يف<br />

احلاسوب والسكرتارية التنفيذية وتعليمهن اللغة العربية.‏<br />

‏♦برامج توعية وتدريب قيادات ‏شابة وتدريب جمتمعي ، وتدريب على االندماج<br />

يف احلياة املجتمعية بحيث ال تطغى رسالة على االأخرى،‏ اأي رسالة االأمومة مع العمل<br />

خارج املنزل.‏<br />

‏♦الناحية الجتماعية:‏ عن طريق االهتمام بالزيارات امليدانية،‏ والربامج االإغاثية،‏<br />

من مساعدات عاجلة ‏ضمن ظروف الطوارئ،‏ ومساعدة االأيتام،‏ وكذلك كفالة االأرس املحتاجة<br />

131


دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس،‏ وبيت حلم،‏ ورام اهلل،‏<br />

في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني<br />

د.رجاء العسيلي<br />

أ.‏ نادية ربايعة<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

وغري القادرة على اخلروج للعمل،‏ وتقدمي احلقيبة املدرسية لطالب املدارس،‏ وتقدمي كسوة<br />

العيد لالأطفال.‏<br />

‏♦على الصعيد الديني:‏ من خالل توعية املراأة باحلقوق الربانية ورسالة االأمومة،‏<br />

لرتتقي بطريقة تفكريها،‏ ويف فهم اأمور دينها،‏ وحتى تنطلق وتصبح عضواً‏ فاعالً‏ يف<br />

املجتمع،‏ وعقد دورات يف التجويد وحفظ القراآن الكرمي،‏ ومراكز لتحفيظ القراآن خاصة<br />

بالفتيات،‏ والرحالت التي يغلب عليها الطابع الديني،‏ والقيام بعمل حفالت مبناسبة عيد<br />

االأضحى والفطر.‏<br />

‏♦عقد دورات اإرشادية يف تربية الطفل،‏ ودورات اإسعاف اأويل ، وسلسلة حمارضات<br />

تثقيفية عن تاأثري املخدرات واالإدمان على املجتمع الفلسطيني وبخاصة الشباب،‏<br />

وحمارضات عديدة اأخرى من اإرشاد نفسي وغريه،‏ وحمارضات يف التخطيط االسرتاتيجي،‏<br />

ويف السالمة املنزلية،‏ والزراعة البيتية،‏ وعن االنتخابات،‏ فهناك العديد من املحارضات<br />

حولها،‏ وعقد خميمات ‏صيفية،‏ وبازارات،‏ ومعارض.‏<br />

‏♦الدور الثقايف:‏ مثل مكافحة االأمية عند النساء،‏ وتوفري مكتبة لهن يف مقر اجلمعية،‏<br />

ودورة حمو اأمية احلاسوب،‏ وفتح حضانة،‏ وروضة،‏ ومدرسة لالأطفال،‏ وكذلك فتح نادٍ‏<br />

للطفل،‏ ومكتبة لالأطفال وحديقة عامة،‏ واإعطاء االأم حمارضات وندوات عن كيفية اأساليب<br />

تدريس االأطفال.‏<br />

‏♦الدور الصحي والرياضي:‏ من خالل تقدمي اخلدمات لالأم احلامل،‏ ودورات ‏صحية<br />

وتثقيفية،‏ ولياقة بدنيه،‏ واإسعافات اأولية..‏ الخ،‏<br />

‏♦الدور الرتبوي:‏ تقدمي املحارضات الثقافية وورشات العمل،‏ واإعطاء دورات<br />

متخصصة يف قضايا النساء،‏ واإنشاء الروضات واملدارس واملشاركة يف االحتفاالت...‏<br />

الخ<br />

رابعاً:‏ التعريف باجلمعيات النسوية اإلسالمية عينة الدراسة:‏<br />

تناولت الدراسة خمس عرشة جمعية نسوية اإسالمية موزعة يف حمافظات<br />

القدس،‏ وبيت حلم،‏ ورام اهلل،‏ هي:‏<br />

‏◄◄جمعية ‏سيدات ‏سلواد اخلريية:‏<br />

تاأسست هذه اجلمعية عام ‎1991‎م،‏ وهي جمعية نسوية اإسالمية نشطة تخدم جميع<br />

االأهايل يف ‏سلواد،‏ تاأسست يف البداية من عرش نساء فقط،‏ اأما االآن فقد جتاوز عدد االأعضاء<br />

132


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

والهيئة العامة االأربعني امراأة،‏ ومن اأهم اأسباب نساأتها:‏ عدم وجود ناد،‏ اأو مركز نسوي،‏<br />

اأو موؤسساتي خاص بالنساء،‏ ومن اأهم اجنازاتها:‏ اإنشاء مركز للمعوقني،‏ واإنشاء حضانة<br />

لالأطفال.‏<br />

‏◄◄جمعية ‏سنابل العطاء النسائية:‏<br />

تاأسست هذه اجلمعية عام ‎2004‎م،‏ كفرع جلمعية الهدى،‏ ويف عام‎2006‎م،‏ كجمعية<br />

مستقلة،‏ وهذه اجلمعية تعد اجلمعية الوحيدة يف قرى غرب رام اهلل املرخصة حالياً،‏ ومن<br />

اأهم اأسباب نساأتها:‏ الشعور بجهل النساء والفتيات باأمور الدين االإسالمي بالشكل الصحيح،‏<br />

ووجود بعض املغالطات واالأفكار غري السليمة،‏ ومن اأهم اجنازاتها:‏ مرشوع املطبخ<br />

االإنتاجي،‏ وعقد املخيمات الصيفية،‏ ونرشات توعية دينية،‏ وصحية.‏<br />

‏◄◄جمعية الرعاية للمراأة العربية:‏<br />

تاأسست عام ‎1994‎م،‏ وهي تقدم املساعدات لرشائح املجتمع كافة،‏ بغض النظر عن<br />

كونه مسلماً‏ اأو غري مسلم،‏ اأو منتمياً‏ الأي اإطار اأو فئة اأو حزب،‏ وهي ترى نفسها عنواناً‏<br />

فلسطينياً‏ للنساء للجوء اإليها،‏ وترى اأن من اأهم مبادئها التي قامت عليها االرتقاء مبستوى<br />

النساء بشكل عام يف منطقة القدس،‏ تقوم بنرش الوعي االإسالمي يف الوسط النسوي املقدسي<br />

بشكل خاص الفتقاره لذلك،‏ وهذه اجلمعية مغلقة حالياً.‏<br />

‏◄◄جمعية ‏صورباهر النسائية الإسالمية:‏<br />

تاأسست هذه اجلمعية عام ‎1982‎م،‏ من اأهم اأهدافها:‏ توعية املراأة،‏ والعناية بكافة<br />

‏سوؤونها على خمتلف املستويات واالأصعدة،‏ ورفع مستواها الثقايف،‏ واالجتماعي،‏ واملهني،‏<br />

ومن اأهم اإجنازاتها:‏ اإنشاء مطبخ اإنتاجي،‏ وحضانة لالأطفال،‏ مرشوع اللياقة البدنية.‏<br />

◄◄ جمعية نساء الإسالم:‏<br />

اأسست عام ‎1982‎م،‏ وكانت هذه اجلمعية ‏سابقاً‏ فرعاً‏ ‏صغرياً‏ تابعاً‏ جلمعية الزكاة،‏ اأما<br />

حاليا فهي تابعة لرياض االأقصى،‏ ومقر اجلمعية يف االأساس كان يف القدس،‏ ولكن االحتالل<br />

االإرسائيلي ال يريد ذلك،‏ ويسعى دائما اأال تكون هناك جمعيات،‏ وال حتى موؤسسات اإسالمية<br />

يف منطقة القدس،‏ مما اأدى اإىل نقل مقر اجلمعية اإىل منطقة الرام،‏ وهي تابعة للقدس،‏ ولكن<br />

مع وضع اجلدار،‏ مل تدخل يف منطقة القدس وفصلت عنها،‏ ومن اأهم اأسباب نساأتها:‏ تخليص<br />

املراأة املسلمة،‏ واملقدسية بالذات،‏ من غبار اجلهل والضالل،‏ وحماية الفتاة اأخالقياً،‏ ومن<br />

اأهم اإجنازاتها:‏ املدرسة،‏ والروضة ‏سابقاً،‏ واملخيمات الصيفية،‏ والنرشات،‏ والدورات يف<br />

خمتلف املجالت.‏<br />

133


دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس،‏ وبيت حلم،‏ ورام اهلل،‏<br />

في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني<br />

د.رجاء العسيلي<br />

أ.‏ نادية ربايعة<br />

‏◄◄جمعية النقاء النسائية<br />

الإسالمية:‏<br />

تاأسست هذه اجلمعية عام ‎1998‎م،‏ وتاألفت من عدد من االأعضاء املتعلمات والطبيبات<br />

امللتزمات على االأغلب،‏ والسجينات بالذات،‏ حتى اإن فكرة التاأسيس لهذه اجلمعية قد جاءت<br />

من رحم اأفكار اأخوات ‏سجينات ‏)جمعية النقاء النسائية االإسالمية،‏ 2006( ، وهذه اجلمعية<br />

اأغلقتها حاليا قوات االحتالل،‏ ولكن عملها مستمر رغم اإغالقها،‏ ومن اأهم اإجنازاتها:‏ اإنشاء<br />

روضة ومدرسة لالأطفال،‏ ومركز الدوحة الطي اجلراحي،‏ وعقد دروس وعظ واإرشاد على<br />

مستوى حمافظة بيت حلم.‏<br />

‏◄◄جمعية نساء اأم ‏سلمونة:‏<br />

تاأسست هذه اجلمعية عام ‎2004‎م،‏ ويظهر نشاطها من خالل الدورات التي تعقد<br />

بها،‏ حيث ياأتي اإليها عدد من املحارضين من خارج البلدة من حمافظة بيت حلم وغريها،‏<br />

ومن املالحظ اأن هذه اجلمعية تعمل بالتعاون مع املجلس القروي يف مشاريع كثرية ومن<br />

اأهم اأسباب نساأتها:‏ توعية املراأة من ناحية دينية،‏ وحتفيظها القراآن الكرمي،‏ وتعزيز ثقتها<br />

بنفسها،‏ ومن اأهم اإجنازاتها مرشوع العمل مقابل الغذاء.‏<br />

‏◄◄جمعية ‏سيدات نحالني:‏<br />

تاأسست هذه اجلمعية عام ‎2004‎م،‏ وتضم جمموعة من الناشطات،‏ وهي مرتبطة<br />

باملجلس القروي يف نحالني،‏ ومن اأهم اأسباب نساأتها:‏ عدم وجود اأي جمعية نسوية تخدم<br />

القطاع النسوي يف تلك البلدة،‏ ومن اأهم اإجنازاتها فتح روضة خاصة باالأطفال،‏ ومرشوع<br />

العمل مقابل الغذاء.‏<br />

‏◄◄مركز بيت حلم للنشاط النسوي:‏<br />

كان هذا املركز تابعاً‏ لوكالة الغوث الدولية يف عام ‎1956‎م،‏ وينشط يف جمال<br />

اخلياطة،‏ ويف عام ‎1994‎م،‏ ‏شُ‏ كلت هيئات اإدارية من اأجل تسليم املركز للمجتمع املحلي<br />

عن طريق الهيئات،‏ ويف ‎2005‎م رخص املركز من وزارة الداخلية،‏ وهو مركز نسوي غري<br />

ربحي،‏ يقدم برامج وخدمات تفيد النساء،‏ ومن اأهم اأسباب نساأته:‏ تقدمي تدريب للنساء<br />

والطالبات اللواتي مل يحالفهن احلظ يف اإكمال الدراسة،‏ ورفع مستوى املراأة الثقايف<br />

والعلمي،‏ واإخراجها من الواقع الذي تعيش فيه،‏ ومن اأهم اإجنازاته:‏ فتح حضانة،‏ وصالون<br />

للتجميل،‏ ومرشوع اللياقة البدنية للنساء،‏ ومرشوع اخلياطة.‏<br />

‏◄◄مركز الأمل النسوي:‏<br />

وهو مركز افتتحته جمعية رعاية اليتيم يف بيت حلم،‏ وهو مركز ثقايف تاأهيلي،‏ يقدم<br />

براجمه يف قوالب عدة،‏ منها قالب املحارضات االأسبوعية الدورية،‏ وقالب الدورات العلمية،‏<br />

134


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

والثقافية،‏ والتاأهيلية،‏ واإالرشادية،‏ والطبية،‏ وقالب الطبق اخلريي،‏ وقالب احتفاالت<br />

التخريج والتكرمي،‏ وقالب املجالت الدورية وغري الدورية،‏ وقالب االأنشطة املتنوعة حسب<br />

املناسبات والفعاليات.‏ ‏)نحو املعايل،‏ 2004( ، وهو موؤسسة تاأهيلية ثقافية تعليمية<br />

ترفيهية تربوية للمراأة،‏ على اختالف مستواها الثقايف ومراحلها العمرية،‏ ولكن ال تقدم<br />

خدماتها للنساء فقط،‏ بل تفتح اأبوابها للجميع،‏ وال تخص فئة معينة،‏ ولكنها باملقابل تركز<br />

على االأرامل بشكل خاص،‏ وهذا املركز موؤسس منذ عام ‎1998‎م،‏ ولكن مل يتم تفعيله اإال يف<br />

عام ‎2001‎م،‏ ومن اأهم اأسباب نساأته:‏ رعاية االأرامل وتوجيههن،‏ وتوعية املراأة وتثقيفها<br />

وتعليمها،‏ وتربية الفتيات واالأطفال تربية ‏سليمة،‏ ومن اأهم اإجنازاته:‏ اإصدار املجلة السنوية<br />

‏»نحو املعايل«،‏ وافتتاح منتدى ‏»حرائر االسالم«‏ للفتيات،‏ وتنفيذ بعض املشاريع،‏ مثل:‏<br />

مرشوع املكتبة العامة.‏<br />

‏◄◄جمعية اخلنساء النسائية:‏<br />

تاأسست عام ‎1996‎م،‏ حيث اأُسست جلنة نسائية تابعة للجنة اخلريية االإسالمية،‏<br />

وهي جمعية الهدى اليوم،‏ ومن اأهم اأسباب نساأتها:‏ النهوض باملراأة الفلسطينية،‏ بعيداً‏ عن<br />

اإشكاالت املوروث من العادات والتقاليد التي نبذها االإسالم،‏ وحتريرها مما يحاك ‏ضدها،‏<br />

الإبعادها عن دينها،‏ وقيمها واأخالقها،‏ ومن اأهم اإجنازاتها:‏ اإنشاء مركز النور لتحفيظ القراآن<br />

الكرمي،‏ واإنشاء نواة ركن الطفولة،‏ الذي يضم اأجهزة حاسوب،‏ وتلفاز،‏ وفيديو،‏ ومكتبة ثرية<br />

بالكتب يف املواد املختلفة.‏<br />

‏◄◄جمعية الهدى النسائية الإسالمية:‏<br />

تاأسست هذه اجلمعية عام ‎1996‎م،‏ وكانت يف بداية االأمر جلنة نسائية للجمعية<br />

اخلريية االإسالمية يف البرية،‏ ثم بعد ذلك حصلت على ترخيص مستقل حتى اأصبحت<br />

جمعية قائمة بحد ذاتها،‏ ومن اأهم اأسباب نساأتها:‏ توعية املراأة الفلسطينية،‏ وتثقيفها،‏<br />

واإغناء فكرها،‏ والرغبة يف املساهمة الفاعلة يف تقدمي اخلدمات االجتماعية،‏ واالإنسانية،‏<br />

والتعليمية،‏ والصحية،‏ ومن اأهم اإجنازاتها:‏ مركز الستخدام احلاسوب واالإنرتنت،‏ ومركز<br />

خدمات جامعية،‏ ومعهد ‏»مرمي البتول«.‏<br />

‏◄◄جمعية الوفاء اخلريية النسائية:‏<br />

تاأسست هذه اجلمعية عام ‎1997‎م،‏ ومن اأهم اأسباب نساأتها:‏ خدمة املراأة الفلسطينية،‏<br />

وخدمة االأرسة،‏ وخدمة الطفل الفلسطيني،‏ ومن اأهم اجنازاتها:‏ املطبخ االإنتاجي،‏ وبرنامج<br />

تاأهيل املراأة،‏ ومركز النور لتحفيظ القراآن الكرمي.‏<br />

135


دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس،‏ وبيت حلم،‏ ورام اهلل،‏<br />

في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني<br />

د.رجاء العسيلي<br />

أ.‏ نادية ربايعة<br />

‏◄جمعية النور النسائية:‏<br />

136<br />

◄<br />

تاأسست هذه اجلمعية عام ‎2005‎م،‏ وهي فرع جلمعية الهدى،‏ ومن اأهم اأسباب نساأتها:‏<br />

وجود تيارات فكرية خمتلفة غري اإسالمية،‏ تقوم بخدمة اأعضائها التاأسيسيني،‏ واأقربائهم،‏<br />

فنساأت هذه اجلمعية خلدمة جميع اأفراد املجتمع،‏ بغض النظر عن فكرهم وحزبهم،‏ ومن<br />

اأهم اإجنازاتها:‏ مركز حتفيظ القراآن الكرمي،‏ واملطبخ االإنتاجي.‏<br />

‏◄◄جمعية ‏سيدات دير دبوان اخلريية:‏<br />

كانت هذه اجلمعية مغلقة من عام ‎2000‎م حتى عام ‎2005‎م،‏ وفتحت يف ‎2006‎م،‏<br />

ومن اأهم اأسباب نساأتها:‏ النهوض باملراأة الفلسطينية بشكل عام،‏ من جميع النواحي،‏<br />

ومن اأهم اإجنازاتها:‏ مرشوع النادي الرياضي،‏ ومرشوع التكافل االجتماعي لكبار السن<br />

واملعاقني.‏<br />

الدراسات السابقة:‏<br />

من املالحظ اأن هناك كماً‏ ‏ضئيالً‏ من الدراسات التي تناولت اجلمعيات النسائية يف<br />

العامل العربي عامة،‏ ويف فلسطني ‏-بوجه خاص-،‏ وقد ندر فيها احلديث عن اجلمعيات<br />

النسائية االإسالمية.‏ فمن هنا مل جتد الباحثتان اأدبيات تناقش اأو تدرس اجلمعيات النسوية<br />

االإسالمية يف فلسطني،‏ ‏سوى دراسة ‏)اجلعربي،‏ 2004( ، وبعض النرشات املوجزة عن<br />

بعض اجلمعيات النسائية االإسالمية،‏ اخلاصة بكل جمعية على حدة.‏<br />

هدفت دراسة ‏)اجلعربي،‏ 2004( اإىل التعرف اإىل دور املراأة يف العمل السياسي يف<br />

فلسطني من روؤية اإسالمية؛ ملعرفة االأحكام الرشعية نحو عمل املراأة السياسي،‏ ولتسليط<br />

الضوء على االأعمال واالأنشطة التي تقوم بها بعض اجلمعيات واملراكز يف احلركات<br />

االإسالمية،‏ يف الضفة الغربية وقطاع غزة،‏ وداخل االأراضي املحتلة عام ‎1948‎م،‏ فتناولت<br />

الباحثة اأربع جمعيات نسائية اإسالمية فقط وهي:‏ جمعية اخلنساء النسائية يف البرية،‏<br />

وجمعية الهدى يف رام اهلل،‏ والنقاء يف بيت حلم،‏ وجمعية الشابات املسلمات يف قطاع غزة،‏<br />

وتتحدث عن تاأسيس هذه اجلمعيات وفروعها ومشاريعها املوجهة للمراأة،‏ ونشاطاتها،‏<br />

فهذه اجلمعيات لها نشاطات ثقافية،‏ مثل وجود مكتبات ثقافية ومراكز حمو اأمية،‏ ورياض<br />

االأطفال،‏ باالإضافة اإىل االأنشطة الرتفيهية،‏ واالأنشطة االجتماعية،‏ من تقدمي املساعدات<br />

املادية والعينية لالأرس الفقرية واملحتاجة،‏ اإضافة اإىل كفالة اأيتام،‏ واأنشطة تعليمية،‏<br />

ووجود حضانات،‏ ومراكز لتحفيظ القراآن الكرمي،‏ ومراكز لياقة بدنية،‏ باالإضافة اإىل عقد<br />

دورات يف االإسعافات االأولية،‏ وكذلك االأنشطة املوسمية،‏ بحيث يكون الهدف منها عرض<br />

منتجات اجلمعية،‏ من معجنات واأشغال يدوية.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

وتبني الباحثة يف دراستها اأن هناك عدداً‏ من اجلمعيات لها نشاطات على اجلانب<br />

الرتبوي،‏ فقد اأسست جمعية النقاء حضانة وروضة،‏ ومدرسة اأساسية،‏ باالإضافة اإىل<br />

اجلانب الصحي،‏ من خالل فتح عيادة طوارئ للرجال واأخرى للنساء،‏ والتي طورت بافتتاح<br />

مركز طبي جراحي،‏ اإضافة اإىل اأهداف اأخرى،‏ تتمثل يف رعاية املراأة املسلمة،‏ وحفظها من<br />

االنحراف،‏ والعمل على اإبراز دورها يف احلياة،‏ واالأخذ بيدها،‏ وحتقيق الروابط بني املراأة<br />

وقطاعات املجتمع االأخرى،‏ والعمل على توفري فرص التعليم املهني للمراأة،‏ وكذلك العمل<br />

على توعية الفتاة والطفل الفلسطيني،‏ من خالل دورات وندوات ثقافية،‏ ومن اأهدافها اأيضاً‏<br />

املساعدة على حفظ القراآن الكرمي،‏ وعقد دورات تالوة وجتويد،‏ والعمل على تنشئة جيل<br />

مسلم يتحلى باخللق الكرمي،‏ وكذلك تشري الباحثة اإىل اخلطط املستقبلية لهذه اجلمعيات<br />

على االأصعدة كافة،‏ وعدد النساء املستفيدات من خدمات هذه اجلمعيات،‏ والرشائح التي<br />

تخدمها معظم هذه اجلمعيات،‏ كاالأرس املحتاجة والفقرية وكفالة االأيتام،‏ اإضافة اإىل<br />

اهتمامها باملراأة بالدرجة االأوىل.‏<br />

وهدفت دراسة ‏)العسيلي،‏ 2005( اإىل التعرف اإىل دور وروؤيا موؤسسات املجتمع<br />

املدين،‏ والقطاع اخلاص يف املسرية الدميقراطية واالإصالح،‏ حيث توضح اأن تاريخ تشكيل<br />

اجلمعيات االأهلية يف فلسطني يعود اإىل بداية القرن العرشين،‏ كما تبني اأن هذه اجلمعيات<br />

قدمت اخلدمات واملساعدات اخلريية لالآخرين،‏ وكان لظروف االحتالل املتتالية على<br />

فلسطني،‏ دور يف تشكيل كثري من اجلمعيات اخلريية،‏ التي ‏سعت لتقدمي خدمات االإغاثة،‏<br />

والرعاية لالأطفال واالأرس املرشدة واملهجرة،‏ كما تشري اإىل اأن الفلسطينيني قد ‏شكلوا<br />

موؤسساتهم االجتماعية،‏ والنقابية،‏ والسياسية،‏ يف ظل غياب ‏سلطة الدولة الفلسطينية<br />

املستقلة،‏ حتت قمع ‏سلطات االحتالل االإرسائيلي،‏ وعلى الرغم من طغيان العامل الوطني<br />

على عمل هذه املوؤسسات،‏ فاإنها ‏سعت لتقدمي اخلدمات االإنسانية،‏ والرتبوية،‏ والثقافية،‏<br />

والصحية للمواطنني،‏ كما استطاعت الوصول اإىل الفئات والقطاعات االجتماعية الضعيفة<br />

واملهمشة،‏ وتقدمي اخلدمات الرضورية لها،‏ وراأت اأن تقدمي هذه اخلدمات هو هدف<br />

وطني يساعد املواطنني على الصمود.‏ وتبني الدراسة اأيضا اأنه قد اأصبح للمنظمات غري<br />

احلكومية دور عاملي يف بلورة اسرتاتيجيات وسياسات عاملية تقوم بتنفيذها؛ لتتصدى<br />

للعديد من املشكالت التي تواجه االإنسان يف خمتلف مناحي احلياة،‏ ومع جميع فئاته<br />

وجنسه،‏ وبخاصة قضايا املراأة،‏ والطفل،‏ والبطالة،‏ والفقر،‏ والبيئة،‏ واخلدمات الصحية،‏<br />

واالإسعافات االأولية،‏ ورعاية وتاأهيل املعوقني،‏ ومالجئ العجزة،‏ ومراكز التدريب املهني،‏<br />

باالإضافة لتقدمي الغذاء والكساء وغريها،‏ فقد اأسهمت هذه املنظمات بشكل فاعل يف احلد<br />

من مشكالت املجتمع.‏<br />

137


دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس،‏ وبيت حلم،‏ ورام اهلل،‏<br />

في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني<br />

د.رجاء العسيلي<br />

أ.‏ نادية ربايعة<br />

اأما دراسة ‏)الشطي،‏ واآخرون،‏ 2001(، فقد حتدثت عن تنظيم النساء اجلماعات النسائية<br />

الرسمية وغري الرسمية يف الرشق االأوسط،‏ واسهبت هذه الدراسة يف احلديث عن اجلمعيات<br />

النسائية يف العراق وعمان ومرص وتونس ولبنان وغريها،‏ لكنها مل تتطرق بنفس القدر<br />

عن اجلمعيات النسائية يف فلسطني،‏ واأشارت فقط اإىل وجود جمعيات نسائية يف الضفة<br />

الغربية،‏ ومل يكن هناك اأي تخصيص جلمعيات نسائية اإسالمية.‏ وركز املحور الثاين على<br />

العالقة بني اجلمعيات النسائية واحلركات السياسية وحركات املقاومة الوطنية،‏ وقد برز<br />

هذا املحور يف االأدبيات التي تتحدث عن اجلمعيات النسائية يف فلسطني.‏<br />

وحتدثت دراسة ‏)احلوراين،‏ ب.ت(‏ عن اجلمعيات اخلريية يف الضفة الغربية الفلسطينية<br />

وقطاع غزة،‏ وبينت اأن الظروف التي مرت بها فلسطني على جميع االأصعدة من حروب<br />

واحتالل،‏ كان لها االأثر االأكرب يف زرع اأول بذرة لعمل اخلري وظهور اجلمعيات اخلريية،‏<br />

فانتظم العديد من املواطنني يف جتمعات خريية بدافع الغرية الوطنية،‏ على اعتبار اأنها<br />

البديل عن املوؤسسات احلكومية البعيدة عن خدمة املواطن،‏ واقتضت ظروف االحتالل<br />

الربيطاين اآنذاك اأن يغلب على هذه التجمعات العنرص النسوي دون الرجال؛ بسب اخلطر<br />

املفروض على اأي جتمع للرجال،‏ ووصول النساء اإىل البيوت كان اأيرس،‏ واأقل مراقبة.‏ وتبني<br />

اأيضاً‏ اأن اأوائل العرشينيات من هذا القرن،‏ ‏شهدت ظهور اجلمعيات اخلريية ‏شبة املنظمة<br />

دون ترخيص حكومي،‏ والتي من اأهم اأولوياتها،‏ رعاية اأرس الشهداء،‏ واالأيتام،‏ ومشوهي<br />

احلرب،‏ واإيواء العجزة،‏ وتقدمي املعونات للفئات املترضرة،‏ وتذكر الدراسة اأيضا خدمات<br />

املوؤسسات واجلمعيات اخلريية،‏ من رعاية ‏سوؤون السجناء ومكافحة االأمية،‏ ورياض<br />

االأطفال،‏ وغريها،‏ ثم تبني مشكالت العمل التطوعي االجتماعي من ‏ضعف التمويل،‏ وعدم<br />

توافر الكوادر الفنية املدربة يف اجلمعيات،‏ والظروف االقتصادية،‏ والنفسية الصعبة،‏ التي<br />

تسود الضفة والقطاع.‏<br />

وحتدثت دراسة ‏)املرزوقي واآخرون،‏ 2000( ، عن احلركة النسوية الفلسطينية،‏<br />

وجتربة العمل النسوي الفلسطيني بني اجلماهريي واحلكومي،‏ وعن املنظمات االأهلية<br />

الفلسطينية النسوية،‏ من حيث مدى التزامها بثقافة الدميقراطية،‏ على مستوى احلياة<br />

الداخلية؛ اأي من حيث العضوية،‏ حيث تبني اأن هذه املنظمات فتحت باب االنتساب للنساء<br />

كافة،‏ برشط املوافقة على نظام هذه املنظمات االأهلية الداخلي وبراجمها،‏ فتبني اأن معظم<br />

املوؤسسات اجلماهريية النسوية تفتقد لنظام موؤسسي،‏ واأنه ال يتم حتديد واضح ملهمَّات<br />

االأعضاء والعامالت،‏ وكذلك من حيث الربامج،‏ فاإنها يف الغالب حتدد بناء على توجهات<br />

االإطار،‏ وكذلك تتحدث الدراسة عن التمويل لهذه املنظمات،‏ وكيف اأنه اعتمد على الدعم<br />

احلزبي واخلارجي لتنفيذ االأنشطة التي تقوم بها هذه املنظمات.‏ وتتحدث الدراسة عن دور<br />

138


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

هذه املنظمات يف ترسيخ قواعد الدميقراطية،‏ من خالل بعض املبادئ ذات العالقة،‏ مثل<br />

املساواة وعدم التمييز القائم على اأساس اجلنس،‏ اأو الدين،‏ اأو العرق،‏ فاللوائح الداخلية<br />

للمنظمات النسوية االأهلية تشري اإىل مبداأ املساواة وعدم التمييز بني اجلنسني،‏ ومن خالل<br />

االأنشطة التي تنفذها لرتسيخ ذلك،‏ فقد نُفذ عددٍ‏ من الربامج لرفع الوعي يف قضايا النوع<br />

االجتماعي،‏ وتتحدث كذلك عن حرية االنتماء السياسي والعقائدي،‏ وكيف اأن هناك قبوالً‏<br />

بالتعددية السياسية،‏ وكيف اأصبحت العضوية يف االإطار والعمل به قارصة على نساء لهن<br />

االنتماء السياسي نفسه،‏ بغض النظر عن الدين،‏ وتشري كذلك اإىل حرية التفكري واالإبداع<br />

وحرية االختيار،‏ ‏سواء يف التعليم اأو العمل اأو الزواج،‏ وحق التعبري عن الراأي،‏ وحق االستماع<br />

وحق العمل والتمتع مبستوى معيشة الئق،‏ وكذلك تتعرض الدراسة اإىل حتليل نقاط القوة<br />

والضعف للمنظمات النسوية اجلماهريية،‏ على املستوى املوؤسسي،‏ وعلى مدى التزام هذه<br />

املنظمات بثقافة الدميقراطية.‏<br />

وعرّفت دراسة ‏)الربغوثي،‏ 1997( اجلمعيات النسوية الفلسطينية التطوعية،‏ ودورها<br />

يف الفلكلور الفلسطيني،‏ وبينت اأن اجلمعيات الفلسطينية بداأت يف مدن معينة قبل غريها<br />

مثل القدس،‏ ويافا،‏ وحيفا،‏ ونابلس،‏ بينما ظهر يف القرى عددٌ‏ حمدودٌ‏ من اجلمعيات مثل<br />

جمعية تعاون القرى التي تاأسست يف قرية اإجزم عام ‎1924‎م،‏ واقترصت على القرى<br />

املجاورة لعكا وحيفا،‏ وجمعية احتاد القرى العربية يف اللد التي تاأسست عام ‎1927‎م،‏<br />

واقترصت على قرى الساحل اجلنوبي،‏ اأما يف منطقة البادية فكان هناك جمعية واحدة،‏ هي<br />

جمعية البدو العربية التي تاأسست يف بئر السبع يف اأواسط الثالثينيات لغايات اجتماعية.‏<br />

ويضيف الربغوثي باأن ظهور اجلمعيات الفلسطينية ارتبط بظهور املجتمع املدين من ناحية<br />

والفئة املثقفة من ناحية ثانية؛ وذلك ملا للمدن الفلسطينية عامة،‏ والقدس ويافا،‏ وعكا،‏<br />

وحيفا،‏ من مكانة،‏ فهي االأوفر حظاً‏ فيما يتعلق بتوافر العاملني.‏ ويقول الربغوثي:‏ ‏»اإنه من<br />

املالحظ اأن اجلمعيات بداأت يف هذه املدن قبل غريها،‏ واأنها ظلت ظاهرة مدنية حتى حدوث<br />

النكبة عام ‎1948‎م«.‏ ويذكر اأن عدد اجلمعيات ازداد بشكل الفت للنظر يف مرحلة االنتداب<br />

الربيطاين،‏ وشهدت االأربعينيات اإنشاء جمعيات التضامن النسائي يف القدس،‏ واملجدل،‏<br />

ويافا،‏ والطور،‏ واللد،‏ وعكا،‏ وحيفا،‏ واتخذت معظم هذه اجلمعيات اأسماء ذات طابع قومي<br />

مثل جمعية االحتاد النسائي العربي،‏ التي تاأسست يف نابلس عام ‎1921‎م،‏ ويف بيت حلم<br />

عام ‎1947‎م،‏ وجمعية السيدات العربيات،‏ التي تاأسست يف القدس عام ‎1929‎م،‏ وبعضها<br />

اتخذ الطابع الديني مثل جمعية القديسة تريزا،‏ يف القدس ‏)‏‎1922‎م(‏ ، وجمعية تهذيب الفتاة<br />

االإسالمية،‏ التي تاأسست يف حيفا يف اأعوام العرشينيات،‏ واتخذت بعض اجلمعيات النسائية<br />

طابعاً‏ تخصصياً‏ مثل جمعية رعاية الطفل،‏ يف رام اهلل ‏)‏‎1944‎م(‏ ، وجمعية ‏سيدات بيت<br />

جاال ‏)‏‎1944‎م(‏ ، وجمعية التضامن االجتماعي النسائي،‏ يف عكا ‏)‏‎1949‎م(‏ .<br />

139


دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس،‏ وبيت حلم،‏ ورام اهلل،‏<br />

في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني<br />

د.رجاء العسيلي<br />

أ.‏ نادية ربايعة<br />

اأما دراسة ‏)الصفدي،‏ واأبو غضيب،‏ وحمدان،‏ 1995( فقد هدفت اإىل التعرف اإىل<br />

املوؤسسات النسوية اإىل اأين؟ تكونت عينة الدراسة من املوؤسسات النسوية املسجلة لدى<br />

‏شبكة املنظمات غري احلكومية،‏ وتبني هذه الدراسة اأن معظم املنظمات يف دول العامل<br />

تقوم بتاأدية خدمات لقطاعات اجتماعية مهمشة ال تركز عليها السلطة،‏ اأو اأنها ليست من<br />

اأولوياتها،‏ ولذلك يُعدُّ‏ عمل هذه املنظمات مكمالً‏ لدور السلطة وليس بديالً‏ عنها،‏ مما اأصبح<br />

دافعاً‏ رئيساً‏ لكثري من رائدات احلركة النسوية يف فلسطني للعمل من اأجل ترسيخ املنجزات<br />

التي قدمتها النساء خالل مراحل نضال الشعب الفلسطيني،‏ لذلك ترى معظم املوؤسسات<br />

النسوية ‏رضورة العمل على حمورين:‏ يتمثل االأول يف االنضمام اإىل ‏شبكة املنظمات غري<br />

احلكومية،‏ التي وضعت ‏ضمن اأهدافها االسرتاتيجية العمل على حتقيق املساواة الكاملة<br />

للمراأة واإنصافها،‏ وتعزيز دورها ومساهمتها يف جميع االأنشطة التنموية.‏ اأما الثاين فيتمثل<br />

يف دعم تواجد النساء يف اأجهزة السلطة الوطنية الفلسطينية،‏ ولتعزيز هذا التواجد تشكّل<br />

جملس ‏سوؤون املراأة،‏ الذي يسعى اإىل ‏ضمان متثيل النساء يف جميع االأجهزة الوزارية ويف<br />

مواقع حساسة التخاذ القرار،‏ وذكر فيه اأيضاً‏ اأهداف املنظمات الفلسطينية.‏ وتبني هذه<br />

الدراسة اأنه من احلكمة تقسيم املهمَّات بني اأجهزة السلطة واملنظمات االأهلية،‏ بحيث تتفرغ<br />

اأجهزة السلطة ملشاريع البنية التحتية،‏ وتطوير املرافق واإعادة تاأهيل القطاعات احلكومية<br />

‏شبه املدمرة،‏ اأما املنظمات االأهلية فيعطى لها املجال لرتكز على القطاعات االجتماعية<br />

التي ليست من اأولويات السلطة والعمل النسوي يقع يف دائرتها،‏ وهو ما ال مينع من اأن<br />

تضع احلكومة قانوناً‏ ينظم العالقة بينها وبني منظمات املجتمع املدين.‏ وتبني الدراسة<br />

اأن غياب ‏سلطة وطنية فلسطينية على مدى عقود طويلة،‏ دفع هذه اجلمعيات اإىل الرتكيز<br />

على خدمة قطاعات اجتماعية حيوية ومهمشة يف هذا املجتمع،‏ مما يوؤكد اأن العمل االأهلي<br />

كان البديل يف بعض املجاالت عن اجلهات احلكومية التي من املفروض اأن تقوم بهذا<br />

العبء.‏ وتبني الدراسة االأهداف االإسرتاتيجية للموؤسسات النسوية،‏ املتمثلة يف اإدراج قضايا<br />

النوع االجتماعي يف كافة هيئات التخطيط،‏ واإرشاد املراأة،‏ ودعمها اجتماعيا،‏ وقانونيا،‏<br />

وصحيا،‏ واقتصاديا،‏ وحمل اأدوات التغيري للواقع االجتماعي للمراأة.‏<br />

تعقيب على الدراسات السابقة:‏<br />

لوحظ من العرض السابق اأنه مل ياأت اأي ذكر بالنسبة للجمعيات النسوية االإسالمية،‏<br />

فلم يكن هناك دراسات ‏سابقة تختص بدراسة هذه اجلمعيات االإسالمية بالذات،‏ اإمنا تتحدث<br />

الدراسات عن اجلمعيات النسوية بشكل عام،‏ وعن براجمها واأنشطتها،‏ وتاأسيسها،‏ وحتدثت<br />

الدراسات عن البعد التنظيمي للجمعيات النسائية وظهورها ‏شبه املنظم ودون ترخيص<br />

140


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

حكومي،‏ فانها كانت تقوم بدافع الغرية الوطنية،‏ على اعتبار اأنها البديل عن املوؤسسات<br />

احلكومية البعيدة عن خدمة املواطن،‏ وكيف اقتضت ظروف االحتالل اأن يغلب على هذه<br />

التجمعات العنرص النسائي دون الرجال.‏<br />

ويف املحور الربناجمي تركزت جميع االأدبيات السابقة الذكر على اإبراز اأهم اأولويات<br />

اجلمعيات النسائية يف دعم النضال الفلسطيني واملتمثلة يف رعاية اأرس الشهداء،‏ واالأيتام،‏<br />

والعناية باجلرحى،‏ وتقدمي املعونات للفئات املترضرة،‏ واإغاثة االأرس املحتاجة،‏ اإضافة<br />

اإىل النشاطات الثقافية والرياضية.‏<br />

وتشيد الدراسات السابقة بقدرة هذه اجلمعيات التطوعية على اإثبات وجودها عرب<br />

تلبية احتياجات االأرسة واملجتمع واملراأة،‏ وتقدمي خدمات االإغاثة والرعاية الصحية،‏<br />

وتطوير الربامج السياسية،‏ والتعليم والتدريب املهني وتاأسيس مشاريع اإنتاجية تدر دخال<br />

للجمعية،‏ وتوفر فرص عمل للمراأة املعيلة الأرستها،‏ كما يف كتاب تقومي دور املنظمات غري<br />

احلكومية يف االأراضي املحتلة.‏<br />

وركزت اجلمعيات على املراأة،‏ فتشري بعض االأدبيات املتعلقة باجلمعيات النسوية<br />

يف فلسطني،‏ اأن هذه اجلمعيات تعمل على تطوير قدرات املراأة ومهاراتها،‏ وتقوية دورها<br />

االقتصادي واالجتماعي والثقايف والسياسي،‏ والسعي لتحسني واقعها ودفعها اإىل اأن تاأخذ<br />

دوراً‏ اأكرث فاعلية،‏ ورفع مستواها االقتصادي واالجتماعي والصحي،‏ ورعاية املراأة العاملة<br />

وتوعيتها لدورها يف املجتمع،‏ وخلق جيل ‏سوي قيادي،‏ وتقدمي اخلدمات الصحية للنساء<br />

واحلوامل واملرضعات.‏<br />

طريقة الدراسة وإجراءاتها:‏<br />

جمتمع الدراسة وعينتها:‏<br />

استخدم املنهج الوصفي املسحي للدراسة احلالية،‏ حيث تكون جمتمع الدراسة<br />

وعينتها من جميع اجلمعيات النسوية االإسالمية يف حمافظات القدس،‏ وبيت حلم،‏ ورام<br />

اهلل،‏ البالغ عددها )15( جمعية،‏ منها ثالث جمعيات نسائية اإسالمية يف حمافظة بيت حلم،‏<br />

ومركزان نسويان،‏ اأحدهما جزء من جمعية اإسالمية غري نسوية،‏ هو مركز االأمل النسوي،‏<br />

الذي هو جزء من جمعية رعاية اليتيم،‏ وثالث جمعيات نسوية اإسالمية يف القدس،‏ واحدة<br />

يف مدينة القدس،‏ وواحدة يف ‏صورباهر التابعة للقدس،‏ وواحدة يف العيزرية-‏ على اعتبار<br />

اأنها تابعة للقدس-،‏ وسبع جمعيات نسائية اإسالمية يف حمافظات رام اهلل والبرية.‏ ويوضح<br />

ذلك اجلدول )1(.<br />

141


دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس،‏ وبيت حلم،‏ ورام اهلل،‏<br />

في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني<br />

د.رجاء العسيلي<br />

أ.‏ نادية ربايعة<br />

الجدول )1(<br />

معطيات عامة عن الجمعيات،‏ تتضمن أسماء الجمعيات النسائية اإلسامية في محافظة القدس،‏<br />

اسم اجلمعية<br />

جمعية ‏سيدات ‏صور باهر<br />

جمعية الرعاية للمراأة العربية<br />

جمعية الوفاء اخلريية النسائية<br />

جمعية النور النسائية<br />

جمعية ‏سنابل العطاء النسائية<br />

نساء االإسالم<br />

جمعية ‏سيدات دير دبوان<br />

اخلريية<br />

جمعية ‏سيدات ‏سلواد اخلريية<br />

جمعية الهدى النسائية<br />

االإسالمية<br />

جمعية اخلنساء النسائية<br />

مركز بيت حلم للنشاط النسوي<br />

جمعية النقاء النسائية<br />

االإسالمية اخلريية<br />

مركز االأمل النسوي<br />

جمعية نساء اأم ‏سلمونة للتنمية<br />

والتطوير<br />

جمعية ‏سيدات نحالني<br />

أدوات الدراسة:‏<br />

وبيت لحم،‏ ورام اهلل،‏ وتاريخ تأسيسها وأماكن وجودها وعناوينها.‏<br />

‎1982‎م<br />

‎1994‎م<br />

‎1997‎م<br />

‎2005‎م<br />

تاريخ التاأسيس<br />

‎2004‎م،‏ كفرع جلمعية الهدى،‏ لالإرشاد.‏<br />

‎2006‎م كجمعية مستقلة<br />

‎1982‎م<br />

142<br />

1.<br />

‎1988‎م<br />

‎1991‎م<br />

‎1996‎م<br />

‎1997‎م<br />

‎1956‎م،‏ وكانت تابع لوكالة الغوث،‏<br />

‎2005‎م،‏ رخص وسلّم للمجتمع املحلي.‏<br />

‎1998‎م<br />

‎1998‎م<br />

‎2004‎م<br />

‎2004/6/5‎م<br />

مكان<br />

اجلمعية<br />

القدس<br />

القدس<br />

العيزرية<br />

رام اهلل<br />

رام اهلل<br />

رام اهلل<br />

رام اهلل<br />

رام اهلل<br />

رام اهلل<br />

رام اهلل<br />

بيت حلم<br />

بيت حلم<br />

بيت حلم<br />

بيت حلم<br />

بيت حلم<br />

‏صورباهر<br />

‏شارع نور الدين<br />

حي االإسكان<br />

العنوان<br />

بيت رميا/‏ بني زيد الغربية<br />

بيت لقيا<br />

الرام ‏/اأول دخلة قرص الضيافة<br />

دير دبوان<br />

‏سلواد<br />

البرية/‏ قرب مدرسة املغرتبني<br />

مدينة البرية/‏ ‏شارع القدس الرئيسي<br />

السينما ‏/مقابل فندق ‏شربد<br />

الدوحة/‏ ‏شارع االستقالل<br />

‏شارع الصف<br />

اأم ‏سلمونة/‏ بجانب املجلس القروي<br />

نحالني/‏ بقرب املجلس القروي<br />

تكونت اأدوات الدراسة من استبانة،‏ وسوؤال مقايل،‏ وقد اأعدت الستبانة على<br />

النحو الآتي:‏<br />

1 اُستعني يف بناء االستبانة باالأدب الرتبوي املتصل مبوضوع الدراسة،‏ واالستفادة<br />

من اآراء املحكمني واملختصني.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

‏.‏‎2‎اشتملت 2 االستبانة يف اجلزء االأول على املعلومات العامة عن اجلمعية وهي:‏ اسم<br />

اجلمعية،‏ ومكان اجلمعية،‏ وتاريخ التاأسيس،‏ والعنوان.‏<br />

‏.‏‎3‎تكونت 3 االستبانة من )4( حماور و )28 ) ‏سوؤاالً،‏ لتغطية جميع املحاور املراد<br />

الوصول اإليها لهذه الدراسة.‏<br />

‏.‏‎4‎اأُعدَّ‏ 4 ‏سوؤال مقايل حول اأهم اإجنازات اجلمعيات.‏<br />

‏.‏‎5‎اعتمدت 5 الدراسة على منهجني:‏ االأول:‏ املنهج الكمي،‏ من خالل االستبانة،‏ والثاين:‏<br />

الكيفي،‏ من خالل السوؤال املقايل،‏ ومقابلة مديرات اجلمعيات النسوية االإسالمية للحصول<br />

على املعلومات واالحصاءات من خالل الزيارات الشخصية املتكررة.‏<br />

املعاجلة اإلحصائية:‏<br />

استخدمت يف املعاجلة االإحصائية لهذه الدراسة االأعداد والنسب املئوية،‏<br />

وذلك باستخدام برنامج الرزم االإحصائية SPSS) Statistical Package for Social<br />

. )Cronbach alpha( ومعامل الثبات كرونباخ األفا ، )Sciences<br />

صدق األداة وثباتها:‏<br />

حتققت الباحثتان من ‏صدق اأداة الدراسة،‏ بعرضها على جمموعة من املحكمني من<br />

ذوي اخلربة واالختصاص،‏ من اأجل اإبداء الراأي حول مالءمة الفقرات الأغراض الدراسة<br />

من حيث الصياغة واملضمون،‏ وقد اأُخذ مبالحظات املحكمني،‏ ودُققت االستبانة لغوياً،‏<br />

واعتربت موافقة املحكمني على املقياس مبثابة ‏صدق له.‏ وحُ‏ ‏سب الثبات بطريقة االتساق<br />

الداخلي،‏ حيث بلغت قيمة الثبات )0.79( حسب كرونباخ األفا Alpha( )Cronbach ، وهو<br />

معامل ثبات مقبول اإحصائياً.‏<br />

نتائج الدراسة ومناقشتها:‏<br />

◄<br />

‏◄مناقشة السوؤال االأول:‏ ما دور اجلمعيات النسوية الإسالمية يف حمافظات<br />

القدس،‏ وبيت حلم،‏ ورام اهلل،‏ يف تثقيف املراأة الفلسطينية للنهوض باملجتمع<br />

املحلي؟ لالإجابة عن هذا السوؤال اُستخرجت االأعداد والنسب املئوية،‏ وذلك كما هو واضح<br />

يف اجلدول )2( و )3( .<br />

143


دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس،‏ وبيت حلم،‏ ورام اهلل،‏<br />

في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني<br />

د.رجاء العسيلي<br />

أ.‏ نادية ربايعة<br />

السوؤال<br />

الجدول )2(<br />

األعداد والنسب المئوية الستجابات المبحوثات حول مساهمة الجمعيات<br />

النسوية اإلسامية في النهوض بالمجتمع المحلي الفلسطيني.‏<br />

هل اأحدثت اجلمعية تغريا فعليا على املجتمع الفلسطيني؟<br />

هل اأحدثت اجلمعيات النسوية تغيرياً‏ فعلياً‏ على املراأة الفلسطينية؟<br />

هل تساهم اجلمعية يف حل االإشكاالت االقتصادية للمراأة؟<br />

هل تساهم اجلمعية يف حل االإشكاالت االقتصادية للمنتفعني؟<br />

144<br />

الإجابات<br />

نعم<br />

ال<br />

نعم<br />

ال<br />

نعم<br />

ال<br />

نعم<br />

ال<br />

العدد<br />

14<br />

1<br />

14<br />

1<br />

15<br />

-<br />

14<br />

1<br />

النسبة املئوية<br />

%93.3<br />

%6.7<br />

%93.3<br />

%6.7<br />

%100<br />

-<br />

%93.3<br />

%6.7<br />

يوضح اجلدول )2( ، اأن جميع املبحوثات وبنسبة %100 اأكدن اأن جمعياتهن تساهمن<br />

يف حل املشكالت االقتصادية للمراأة،‏ ولقد اأكدت %93.3 من املبحوثات اأن اجلمعيات<br />

النسوية االإسالمية قد اأحدثت تغرياً‏ فعلياً‏ يف املجتمع الفلسطيني،‏ ولقد اأكدت %93.3<br />

من املبحوثات اأن اجلمعيات النسوية االإسالمية ‏ساهمت يف حل االإشكاالت االقتصادية<br />

للمنتفعني ‏)اأطفال،‏ وفقراء،‏ ومرضى..‏ الخ(‏ ، كما اأكدت %93.3 من املبحوثات اأن اجلمعيات<br />

اأحدثت تغرياً‏ فعلياً‏ على املراأة املسلمة.‏ ويكون ذلك اإما من خالل توفري فرص عمل للنساء،‏<br />

اأو من خالل املساعدات املالية املقطوعة،‏ كما اأن العديد من اجلمعيات النسوية االإسالمية<br />

تعمل على تشغيل النساء اللواتي اأزواجهن عاطلون عن العمل،‏ وبذلك تساهم اجلمعية يف<br />

حل املشكلة االقتصادية للمراأة وللمجتمع،‏ فيكون فيه مساعدة للرجل بشكل غري مبارش من<br />

الناحية االقتصادية،‏ اأما بالنسبة للقروض،‏ فال توجد اأية جمعية قدمت قروضاً‏ للنساء.‏<br />

اأما توفري فرص عمل للنساء،‏ فذلك اإما من خالل التوظيف يف اجلمعية نفسها،‏<br />

كسكرترية اأو معلمة لياقة بدنية اأو يف احلضانة،‏ اأو من خالل العمل يف خميم ‏صيفي،‏ اأو<br />

يكون من خالل تدريب املراأة وتاأهيلها،‏ اأو من خالل تقدمي مشاريع اأو دورات،‏ كمرشوع<br />

توفري بيت بالستيكي،‏ بالتعاون مع موؤسسات اأخرى اأو مرشوع تربية اأغنام،‏ واإعطاء املراأة<br />

دورات حاسوب،‏ ودورات اأعمال يدوية،‏ اأو دورات يف زراعة الفطر،‏ اأو من خالل تشغيل<br />

النساء يف املطبخ االإنتاجي وعمل املعجنات،‏ واالأشغال اليدوية.‏<br />

وبشكل عام ميكن القول اإن اجلمعيات النسوية االإسالمية اأحدثت تغيرياً‏ فعلياً‏ يف<br />

املجتمع الفلسطيني،‏ حيث اأن غالبية هذه اجلمعيات النسوية االإسالمية،‏ قد اأجابت باأنها<br />

اأحدثت تغيرياً‏ على املجتمع الفلسطيني،‏ عدا جمعية نسوية واحدة،‏ ومركزاً‏ نسوياً‏ واحداً،‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

حيث اأنه اأحدث تغيرياً‏ جزئياً‏ على املجتمع،‏ ومنها موافقة الرجال على مشاركة النساء يف<br />

اأنشطة املركز،‏ ومل يعد هناك معارضة للقدوم للجمعيات النسوية واملراكز،‏ وتقبلوا فكرة<br />

وجود اجلمعيات واملراكز.‏ ومن اجلمعيات من ترى اأنها اأحدثت تغيرياً‏ يف املجتمع من خالل<br />

براجمها التثقيفية يف خمتلف املوضوعات،‏ اإىل اإعطاء املحارضات والدورات التدريبية،‏<br />

من خالل اأنشطة املخيمات الصيفية،‏ والدورات لطالب املراحل الثانوية،‏ واملساعدات<br />

الرمضانية،‏ والطرود الغذائية.‏<br />

من هنا استطاعت بعض اجلمعيات اأن تقنع الناس بالعمل التطوعي واخلدمة<br />

االجتماعية بشكل عام،‏ واأصبح املجتمع يتقبل اأكرث فكرة العمل اخلريي التطوعي،‏ وبالتايل<br />

فقد اأحدثت هذه اجلمعيات تغيرياً‏ اجتماعياً‏ واقتصادياً‏ من خالل توفري فرص عمل،‏ وعملت<br />

على خدمة االأرسة واملجتمع والطفل،‏ من خالل بناء مرشوع تنموي ودورات تنمية برشية<br />

للفتيات وكفالة االأيتام.‏ ومن اجلمعيات من ترى اأنها قد اأحدثت تغيرياً،‏ ولكن على نطاق<br />

‏ضيق الأنها اأغلقت من قبل االحتالل،‏ ولو قدّر لها االستمرار لكانت تسري قدماً‏ يف حتقيق<br />

روؤيتها،‏ وهي الريادة والقيادة على مستوى الوطن،‏ وحتى على مستوى املراأة العربية،‏ ومنها<br />

من ترى اأنها اأحدثت هذا التغيري عن طريق تفعيل دور املراأة يف املجتمع الفلسطيني.‏<br />

ومن اجلمعيات من راأت اأنها قد اأحدثت تغيرياً‏ من خالل اإميانها بعمل املراأة،‏ الأن<br />

عملها يساهم يف مساعدة اأرستها وبالتايل مساعدة املجتمع كله،‏ فمن هنا عملت على<br />

التعريف بدور املراأة واأنها ال بد اأن تخرج من البيت،‏ واأن تخدم وتنهض باملجتمع،‏ وال بد<br />

اأن يكون هناك موؤازرة من قبل الرجل لها يف ذلك،‏ وهذا ما حققته هذه اجلمعيات من تغيري<br />

الرجل واملراأة على الصعيد االجتماعي.‏<br />

الجدول )3(<br />

األعداد والنسب المئوية ألبرز المجاالت التي تعمل بها الجمعيات النسوية<br />

اإلسامية للنهوض بالمرأة في محافظة القدس،‏ وبيت لحم ورام اهلل.‏<br />

اأبرز املجالت<br />

املجال الديني<br />

االجتماعي<br />

السياسي والنضايل<br />

االقتصادي<br />

الثقايف<br />

العلمي<br />

الرتبوي<br />

العدد<br />

نعم<br />

النسبة املئوية<br />

%93.3<br />

%100<br />

%20<br />

%66.7<br />

%93.3<br />

%66.7<br />

%93.3<br />

145<br />

14<br />

15<br />

3<br />

10<br />

14<br />

10<br />

14<br />

العدد<br />

1<br />

-<br />

12<br />

5<br />

1<br />

5<br />

1<br />

ل<br />

النسبة املئوية<br />

%6.7<br />

-<br />

%80<br />

%33.3<br />

%6.7<br />

%33.3<br />

%6.7


دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس،‏ وبيت حلم،‏ ورام اهلل،‏<br />

في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني<br />

د.رجاء العسيلي<br />

أ.‏ نادية ربايعة<br />

يتضح من اجلدول )3( ، اأن جميع اجلمعيات وبنسبة %100 قد اأكدت اأنها توؤدي<br />

دوراً‏ على الصعيد االجتماعي،‏ تالها االهتمام باجلوانب الدينية،‏ والثقافية،‏ والرتبوية<br />

وبنسبة مئوية %93.3، تالها يف املقام اخلامس،‏ والسادس،‏ بالتساوي االهتمام باجلوانب<br />

االقتصادية،‏ والعلمية،‏ وبنسبة مئوية %66.7، واأخرياً‏ اأكدت %20 من اجلمعيات النسوية<br />

االإسالمية اأنها توؤدي دوراً‏ على الصعيد السياسي والنضايل.‏ من الواضح اأن جميع<br />

اجلمعيات النسوية االإسالمية لها دورٌ‏ فاعلٌ‏ وواضحٌ‏ على الصعيد االجتماعي،‏ اإذ اأن جمعية<br />

الرعاية للمراأة العربية،‏ تقوم بالبحث االجتماعي،‏ عن االأرس الفقرية واملحتاجة،‏ واالأرس<br />

‏صاحبة عدد االأفراد الكبرية،‏ والتي عجز رب االأرسة عن توفري املستلزمات االأساسية لها،‏<br />

وعدم االكتفاء بذلك،‏ واإمنا مبساعدتها من خالل املساعدات املالية املتوفرة،‏ اأو من خالل<br />

املرشوعات التي تقوم بها هذه اجلمعيات وغريها،‏ كجمعية النور،‏ حتى يستفيد منها<br />

اأصحاب االحتياجات الضعيفة والفقراء واالأيتام،‏ وكذلك العمل على زيارتهم،‏ وتقدمي<br />

املساعدة املعنوية لهم،‏ وكفالة االأيتام،‏ وطالبات العلم،‏ من خالل اإيجاد مصادر لتغطية<br />

هذه النفقات،‏ ومن اجلمعيات التي عملت على توفري مثل هذه املصادر،‏ جمعية الرعاية<br />

للمراأة العربية،‏ حيث اإنها كانت ناجحة يف اإيجاد مصادر،‏ لتغطية هذه النفقات،‏ ‏سواء من<br />

املجتمع املحلي اأم العاملي،‏ وهي اجلمعية الوحيدة التي تعاملت مع دول عديدة يف اأوروبا<br />

والواليات املتحدة االأمريكية،‏ وهو ما اأدى اإىل تسليط الضوء عليها؛ لقدرتها على االتصال<br />

مع اجلمعيات العاملية جللب مصادر التمويل،‏ اإضافة اإىل وجود مرشوع املطبخ،‏ يف منطقة<br />

القدس.‏ وهناك دور للجمعيات على الصعيد االجتماعي،‏ من خالل مرشوع كسوة العيد،‏<br />

وتقدمي الطرود الغذائية،‏ وخاصة للصائم يف ‏شهر رمضان،‏ وتوفري حليب وغريه للمعاقني<br />

واملحتاجني،‏ وعند بداية العام الدراسي تقوم هذه اجلمعيات بالتعاون مع اأهل اخلري،‏<br />

على توفري احلقائب املدرسية،‏ وتوزيع املالبس،‏ ومن خالل مشاركة الشعب الفلسطيني<br />

يف اأحزانه واأفراحه،‏ والزيارات يف حالة املرض اأو وصول من السفر من حج اأو عمرة،‏<br />

فتتم زيارة النساء اللواتي كن يف هذه الرحالت،‏ واملباركة لهن عن طريق جلنة خاصة<br />

بالزيارات االجتماعية،‏ كما هو يف اأحد املراكز النسوية،‏ والزيارات امليدانية للمسنني.‏ ويف<br />

فرتة االنتفاضة،‏ وزَّعت اجلمعيات نرشات تبني كيفية حفظ االأطعمة دون ثالجة بسبب قطع<br />

الكهرباء،‏ وتقدمي املساعدة لالأرس املحتاجة والفقرية،‏ بسبب العدوان الصهيوين على جميع<br />

اأفراد املجتمع،‏ حيث اإن اأبواب العمل قد اأغلقت اأمام كثريين منهم،‏ واأصبح كثريون منهم<br />

عاطالً‏ عن العمل.‏<br />

ومن الواضح اأن غالبية اجلمعيات النسوية االإسالمية لها دورٌ‏ فاعلٌ‏ وواضحٌ‏ على<br />

الصعيد الديني،‏ وهذا الدور يكون من خالل توعية املراأة وتثقيفها دينياً،‏ عن طريق<br />

146


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

املحارضات والندوات الدينية،‏ من اإقامة دورات تفسري،‏ وحتفيظ قراآن،‏ وجتويد للفتيات<br />

والنساء واالأطفال،‏ وعمل مسابقات يف ‏شهر رمضان.‏<br />

اأما بالنسبة لدور اجلمعيات على الصعيد الثقايف،‏ فقد ظهر اأن معظم اجلمعيات لها دور<br />

على هذا الصعيد،‏ وذلك من خالل التوعية الثقافية للمراأة والفتاة،‏ عن طريق املحارضات،‏<br />

والنرشات،‏ والدورات الثقافية والدينية،‏ وكذلك باإنشاء مكتبة،‏ ومن خالل اإنشاء منتديات<br />

للفتيات،‏ والقيام برحالت ترفيهية،‏ وتفعيل املخيمات الصيفية،‏ ودورات لغات وتنمية<br />

برشية.‏<br />

اأما بالنسبة لدور اجلمعيات على الصعيد الرتبوي،‏ فقد اتضح اأن بعض اجلمعيات<br />

لها دور على هذا الصعيد،‏ من خالل اإنشاء الروضات واملدارس ووجودها يف بعض هذه<br />

اجلمعيات،‏ كجمعية نساء االإسالم وجمعية النقاء،‏ واأيضا من خالل املناسبات الدينية،‏<br />

كاملشاركة يف االحتفاالت من خالل اإلقاء كلمات ومرسحيات،‏ كما عملت جمعية نساء<br />

االإسالم بالتعاون مع رياض االأقصى يف القدس،‏ على زيارة اليتيمات،‏ ومن خالل الدورات،‏<br />

ودورات اإرشاد نفسي وقانوين،‏ ودورات يف املدارس عن الصحة،‏ وعن ‏سن املراهقة،‏ كما يف<br />

جمعية النور،‏ والنقاء،‏ ونساء اأم ‏سلمونة،‏ وجمعية ‏سيدات دير دبوان.‏<br />

اأما على الصعيد السياسي والنضايل،‏ فتبني اأن غالبية هذه اجلمعيات ليس لها دور<br />

واضح،‏ ولقد ارجعت جميع املبحوثات ذلك اإىل القيود املفروضة على اجلمعيات االإسالمية<br />

من قبيل التهديد باالإغالق،‏ ومصادرة مقتنياتها املادية وغري املادية،‏ وبخاصة املوجودة<br />

يف منطقة القدس،‏ حيث عربت مديرات اجلمعيات،‏ باأنه من الصعب عليها اأن يكون لها<br />

دور على الصعيد السياسي؛ الأنه ‏سيكون ‏سببا يف اإغالقها.‏ ومن املالحظ اأن املوؤسسات<br />

االإسالمية يف القدس ال تستطيع اأن تعمل بحرية الأخذ دورها يف توعية املجتمع الإخراجه<br />

من ‏سياسة التجهيل بشكل عام،‏ فقضايا املتابعة االأمنية تعوق عمل اجلمعيات االإسالمية<br />

داخل منطقة القدس،‏ وبالتايل يوؤدي اإىل اأن يطغى على ‏سياسات اجلمعيات النسائية احليطة<br />

واحلذر قدر االإمكان،‏ فمجرد العمل يف مثل هذه اجلمعيات هو نضال بحد ذاته.‏ وبالرغم من<br />

ذلك فاإن املبحوثات اأكدن اأنهن يشاركن يف االعتصامات واملسريات التضامنية،‏ واملسريات<br />

اخلاصة باالأرسى؛ للتضامن معهم ومع ذويهم،‏ ومواساتهم،‏ وكذلك مبسريات لالحتجاج<br />

على اأوضاع معينة،‏ كاالحتجاج على اجلدار ومصادرة االأراضي من قبل قوات االحتالل،‏<br />

واإعطاء دورات تثقيفية يف فرتة االنتخابات،‏ وكيفية املشاركة فيها،‏ وتوعية املراأة بكيفية<br />

االنتخابات وبطريقة اإجرائها.‏<br />

147


دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس،‏ وبيت حلم،‏ ورام اهلل،‏<br />

في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني<br />

د.رجاء العسيلي<br />

أ.‏ نادية ربايعة<br />

اأما بالنسبة لدور اجلمعيات على الصعيد االقتصادي،‏ فتبني اأن غالبية هذه اجلمعيات<br />

تهتم بتاأهيل االأرامل للعمل،‏ وتزويدهن مباكينات للخياطة،‏ ودورات للتجميل،‏ ومشاريع<br />

الطبخ باأجر..‏ الخ.‏<br />

‏◄◄مناقشة السوؤال الثاين:‏ ما اأبرز الربامج التي تنفذها اجلمعيات النسوية<br />

الإسالمية يف حمافظات القدس،‏ وبيت حلم،‏ ورام اهلل؟ لالإجابة عن هذا السوؤال<br />

اُستخرجت االأعداد والنسب املئوية،‏ وذلك كما هو واضح يف اجلدول )4( :<br />

الجدول )4(<br />

األعداد والنسب المئوية ألبرز البرامج التي تنفذها الجمعيات<br />

النسوية اإلسامية في محافظة القدس،‏ وبيت لحم،‏ ورام اهلل.‏<br />

اأبرز الربامج التي تنفذها اجلمعية<br />

برامج تثقيف وتوعية دينية للنساء<br />

برامج تثقيف وتوعية وطنية للنساء<br />

برامج تثقيف وتوعية دينية لالأطفال<br />

برامج تثقيف وتوعية وطنية لالأطفال<br />

تدريب مهني للنساء والشابات يف قضايا السكرتاريا واالإدارة<br />

دورات تدريب خياطة ونسيج اأو تطريز<br />

حضانة ورياض اأطفال<br />

قروض للمشاريع الصغرية<br />

تشغيل النساء يف مشاريع اجلمعية<br />

اإصدار نرشات دينية<br />

معارض ومهرجانات<br />

نشاطات ترفيهية<br />

148<br />

نعم موجود<br />

العدد النسبة املئوية<br />

%100<br />

15<br />

ل غري موجود<br />

العدد النسبة املئوية<br />

-<br />

%40<br />

%20<br />

%66.7<br />

%73.3<br />

%40<br />

%53.3<br />

%86.7<br />

%13.3<br />

%53.3<br />

%26.7<br />

%6.7<br />

-<br />

6<br />

3<br />

10<br />

11<br />

6<br />

8<br />

13<br />

2<br />

8<br />

4<br />

1<br />

%60<br />

%80<br />

%33.3<br />

%26.7<br />

%60<br />

%46.7<br />

%13.3<br />

%86.7<br />

%46.7<br />

%73.3<br />

%93.3<br />

9<br />

12<br />

5<br />

4<br />

9<br />

7<br />

2<br />

13<br />

7<br />

11<br />

14<br />

عند مالحظة استجابات مديرات اجلمعيات النسوية االإسالمية يف حمافظات القدس،‏<br />

وبيت حلم ورام اهلل،‏ حول اأبرز الربامج التي تنفذها اجلمعيات النسوية االإسالمية،‏ فقد جاء<br />

يف املرتبة االأوىل برامج التثقيف والتوعية الدينية،‏ حيث اأكدت على ذلك جميع املبحوثات<br />

وبنسبة %100، تالها يف املقام الثاين النشاطات الرتفيهية بنسبة مئوية %93.3، ثم<br />

تشغيل النساء يف مشاريع اجلمعية بنسبة مئوية %86.7، وبرامج التثقيف والتوعية الدينية


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

لالأطفال بنسبة مئوية %80، وعمل املعارض واملهرجانات بنسبة مئوية %73.3، وبرامج<br />

التثقيف والتوعية الوطنية للنساء،‏ ودورات تدريب اخلياطة والتطريز،‏ حيث اأكدت على ذلك<br />

ما نسبته %60 من املبحوثات.‏ يف حني اأكدت غالبية املبحوثات اأن تنفيذ الربامج<br />

الآتية قليلة نوعاً‏ ما يف اجلمعيات وهي:‏<br />

تقدمي قروض للمشاريع الصغرية للنساء،‏ حيث اأكدت اأغلبية املبحوثات وبنسبة<br />

%86.7 عدم قيام جمعياتهن بتقدمي القروض للمشاريع.‏<br />

149<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

التدريب املهني للنساء والشابات يف قضايا السكرتاريا واالإدارة،‏ حيث اأكدت<br />

%73.3 من املبحوثات اأن هذه الربامج ال تُنفذ يف اجلمعيات.‏<br />

‏تقدمي برامج توعية وطنية لالأطفال حيث اأكدت % 66.7 من املبحوثات اأنهن ال<br />

ينفذن برامج وطنية تثقيفية لالأطفال.‏<br />

‏عمل حضانات لالأطفال،‏ حيث نفت % 53.3 من املبحوثات عمل حضانات<br />

لالأطفال،‏<br />

‏اإصدار نرشات دينية،‏ حيث اأكدت % 53.3 من املبحوثات اأن جمعياتهن ال تصدر<br />

نرشات دينية.‏<br />

ولوحظ اأن اجلمعيات النسوية االإسالمية تويل اأهمية كبرية للجانب الدعوي من<br />

خالل طرح قضايا املراأة وجميع حقوقها من منظور اإسالمي ‏رشعي،‏ الأن مفهوم العادات<br />

والتقاليد يغلب على الرشيعة االإسالمية يف املجتمع،‏ فاالأمور يف كثري من االأحيان تعود<br />

للعادات والتقاليد وليس للدين،‏ كحق املراأة يف املرياث والزواج،‏ ولكن،‏ ومن خالل الندوات<br />

التي تقوم بها هذه اجلمعيات،‏ اأصبح هناك تغيري فكري،‏ قد تغلب نوعا ما على العادات.‏<br />

وكذلك العمل على رفع مستوى املراأة الثقايف واالجتماعي والصحي واملهني<br />

والسياسي،‏ من خالل تعريفها مبا يجري حولها من اأحداث وبخاصة يف فرتة االنتخابات،‏<br />

والرقي والنهوض بواقعها،‏ واخلروج بها من التقوقع على نفسها،‏ من خالل الدورات<br />

واملحارضات التي تعقدها هذه اجلمعيات،‏ واخلاصة بها وباأطفالها،‏ والعمل على تدريب<br />

املراأة؛ لتوفري فرص عمل لها ومساعدتها من ناحية اقتصادية.‏ ومن اأهم القضايا التي<br />

تطرحها بعض اجلمعيات هي الناحية التعليمية للمراأة،‏ االأنشطة والدورات،‏ كدورات االإرشاد<br />

يف جمال التعليم،‏ واختيار التخصصات،‏ واختيار املهنة،‏ بالتعاون مع اجلامعات يف جميع<br />

اأرجاء الوطن.‏ ومن القضايا التي تطرحها هذه اجلمعيات،‏ النهوض واالهتمام بالطفل باأن<br />

ينال جميع حقوقه،‏ كحقه يف التعليم واللعب والرتفيه،‏ وكذلك فاإن اإحدى اجلمعيات تعمل<br />

على عقد دورات يف االأمومة والطفولة.‏


دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس،‏ وبيت حلم،‏ ورام اهلل،‏<br />

في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني<br />

د.رجاء العسيلي<br />

أ.‏ نادية ربايعة<br />

‏◄مناقشة السوؤال الثالث:‏ ما اأبرزاملعوقات التي تواجه اجلمعيات النسوية<br />

الإسالمية يف حمافظة القدس،‏ وبيت حلم ورام اهلل؟ لالإجابة عن هذا السوؤال<br />

اُستخرجت االأعداد والنسب املئوية،‏ وذلك كما هو واضح يف اجلدول )5( :<br />

الجدول )5(<br />

150<br />

◄<br />

األعداد والنسب المئوية ألبرز المعيقات التي تواجه الجمعيات<br />

النسوية اإلسامية في محافظة القدس،‏ وبيت لحم ورام اهلل.‏<br />

املعيقات التي تواجه اجلمعيات النسوية<br />

الإسالمية يف حمافظتي القدس وبيت حلم<br />

مالية<br />

اجتماعية<br />

‏سياسية<br />

اإدارية<br />

العدد<br />

14<br />

نعم<br />

النسبة املئوية<br />

%93.3<br />

العدد<br />

1<br />

ل<br />

النسبة املئوية<br />

%6.7<br />

%86.7<br />

%60<br />

%93.3<br />

13<br />

9<br />

14<br />

%13.3<br />

%40<br />

%6.7<br />

2<br />

6<br />

1<br />

يتضح من اجلدول )5( ، اأن اأبرز املعوقات التي تواجه اجلمعيات النسوية االإسالمية<br />

يف حمافظة القدس،‏ وبيت حلم،‏ ورام اهلل،‏ كانت املعوقات املالية،‏ حيث اأكدت على ذلك ما<br />

نسبته %93.3 منهن،‏ ثم املعوقات السياسية بنسبة %40، فاملعوقات االجتماعية بنسبة<br />

%13.3 من املبحوثات،‏ واأخرياً‏ العوائق االإدارية بنسبة %6.7 من املبحوثات.‏ وتبنيّ‏ اأن<br />

العائق املادي هو العائق االأول واالأساسي،‏ الذي يقف يف وجه جميع هذه اجلمعيات يف<br />

حتقيق كافة اأهدافها،‏ ومن ثم ياأتي العائق السياسي،‏ فاالحتالل هو ‏سبب تقطيع اأوصال<br />

الوطن،‏ فهناك مراقبة دائمة ومستمرة ملثل هذه اجلمعيات من قبل قوات االحتالل،‏ وبخاصة<br />

اجلمعيات املوجودة والقريبة من منطقة القدس،‏ وهناك مصادرة جلميع موجودات اإحدى<br />

هذه اجلمعيات من قبل االحتالل،‏ والتخريب دائم لها،‏ مما اأدى ببعض اجلمعيات اإىل نقل<br />

املقر،‏ فالظروف املادية مرتبطة بدرجة كبرية بالظروف السياسية،‏ التي تعوق ومتنع<br />

وصول االأموال واملساعدات،‏ واحلواجز التي تعوق القيام بالرحالت،‏ باالإضافة اإىل وجود<br />

اجلدار الذي اأقامته قوات االحتالل،‏ الذي فصل اإحدى اجلمعيات عن املجتمع املقدسي،‏ وكان<br />

ياأتيها كثري من الناس من خمتلف املناطق،‏ اأما اليوم فانقطع االتصال بسبب اجلدار.‏ ومن<br />

املعوقات االأخرى التي تقف اأمام هذه اجلمعيات العائق االجتماعي،‏ وتعاين منه جمعيتان<br />

نسائيتان،‏ حيث اإن السيدات يف البداية،‏ مل تكن نظرتهن واعية ومتفهمة للعمل التطوعي،‏<br />

والعمل اخلريي.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

نتيجة السؤال املقالي:‏<br />

ما اأهم اإجنازات اجلمعيات النسوية الإسالمية يف حمافظات القدس،‏<br />

وبيت حلم،‏ ورام اهلل؟<br />

لقد تبني من خالل السوؤال املقايل الذي وُ‏ جِّ‏ ه ملديريات اجلمعيات النسوية االإسالمية<br />

اأن اأبرز االجنازات التي حققتها تلك اجلمعيات كاالآتي:‏<br />

‏.‏‎1‎اإنشاء 1 مراكز لتحفيظ القراآن الكرمي،‏ ونواة ركن الطفولة الذي فيه اأجهزة حاسوب،‏<br />

وتلفاز،‏ وفيديو،‏ وحضانات الأطفال الأمهات املعلمات والعامالت،‏ وخميمات ‏صيفية.‏<br />

باالضافة اإىل عقد دورات تقوية لطالب املدارس،‏ واإنشاء مركز ثقايف للنساء والفتيات؛<br />

الإعطاء دورات لتعلم احلاسوب واللغة العربية،‏ وفن الطهي،‏ وغريه من املواضيع التي تزيد<br />

من كفاءة املراأة املهنية واالأكادميية.‏ واإصدار نرشات توعية ‏صحية ودينية،‏ ويف بعض<br />

اجلمعيات طورت هذه النرشات اإىل جمالت دورية يف مواضيع خمتلفة.‏ وافتتاح منتدى<br />

للفتيات،‏ يشمل حمارضات وورشات عمل،‏ وتنمية مواهب وقدرات ‏شابة،‏ من كشافة<br />

وفرقة للدبكة والتمثيل.‏ وعقد دورات متنوعة،‏ وندوات وحمارضات يف حمو االأمية والوعظ<br />

واالإرشاد وغريها،‏ ومعارض واحتفاالت.‏ والرحالت التي حتافظ على اإقامتها اجلمعيات.‏<br />

واإنشاء مركز طبي.‏ واإنشاء مرشوع املطبخ االإنتاجي،‏ وهو يف بعض اجلمعيات يغطي بعض<br />

مصاريف اجلمعية وبراجمها من خالل حتضري الوجبات وبيعها.‏ وعقد برنامج تاأهيل املراأة<br />

والفتيات،‏ من ناحية اخلياطة والسرياميك واالأشغال اليدوية.‏<br />

‏.‏‎2‎توظيف 2 الفتيات يف اجلمعية،‏ عن طريق برنامج البطالة،‏ وهو برنامج طرحته<br />

السلطة الوطنية الفلسطينية للعاطلني عن العمل.‏ واإنشاء مرشوع اللياقة البدنية ملمارسة<br />

الرياضة اليومية.‏ واإنشاء ‏شبكة من العالقات مع موؤسسات املجتمع املحلي.‏ واإنشاء مركز<br />

معوقني،‏ واإحدى اجلمعيات تقوم بتنظيم رحالت وتقدمي تعزيزات لهم،‏ ومرشوع نادٍ‏ لهم<br />

ولكبار السن.‏<br />

ومن اجلمعيات املقدسية املوجودة يف القدس،‏ التي اأغلقت من قبل قوات<br />

الحتالل،‏ راأت اأن لها اإجنازات على ثالثة مستويات وهي كالآتي:‏<br />

‏.‏‎1‎اإجنازات 1 على مستوى الوطن:‏ فقد كانت هذه اجلمعية منوذجا للجمعيات النسوية<br />

الراعية والرامية لتجميع اجلهود على مستوى الوطن،‏ ‏سواء اأكانت موؤسسات نسوية اإسالمية<br />

151


دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس،‏ وبيت حلم،‏ ورام اهلل،‏<br />

في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني<br />

د.رجاء العسيلي<br />

أ.‏ نادية ربايعة<br />

اأم غري اإسالمية،‏ حيث كانت اجلمعية تخصص جهداً‏ ووقت مقتطفاً‏ من وقت اأعضائها<br />

وموظفيها عرب التنقل ما بني اجلمعيات،‏ والبدء بزمام املبادرة ومتابعة حمارض اجللسات<br />

واإدارة اللقاءات.‏<br />

‏.‏‎2‎على 2 مستوى االأرسة املقدسية:‏ العمل على اإصالح االأرسة من خالل تقدمي الربامج<br />

الهادفة واملشاريع البناءة،‏ وتنوير املراأة وتاأهيلها كيف تكون زوجة ‏صاحلة واأما فاضلة<br />

ناجحة،‏ وعلى مستوى التعامل مع الزوج واالأبناء واالأرسة،‏ واإدارة البيت اقتصادياً‏<br />

ومعنوياً.‏<br />

‏.‏‎3‎على 3 مستوى الفئة الشابة:‏ اإيجاد ثلة من الفتيات اللواتي اأُعددن كقيادات ‏شابة،‏ من<br />

اأجل اأن يشكلن قاعدة ‏صلبة للجمعية وللفتيات والشابات،‏ اللواتي هن ‏رس التغيري؛ لكونهن<br />

‏شابات موؤهالت يدرسن همومهن،‏ ويسعني اأن يكن قائدات على مستوى الفتيات واملجتمع<br />

الإحداث التغيري االإيجابي املطلوب.‏<br />

التوصيات:‏<br />

‏.‏‎1‎‏رضورة 1 توفري الدعم املايل لهذه اجلمعيات؛ للحفاظ عليها والستمرارية عملها.‏<br />

‏.‏‎2‎‏رضورة 2 التنسيق بني اجلمعيات النسائية للعمل على تنويع الربامج وتبادلها.‏<br />

‏.‏‎3‎احلفاظ 3 على اجلمعيات العاملة يف مدينة القدس؛ لرتسيخ وجود اأهل القدس فيها<br />

ودعمهم.‏<br />

.4 4 تفعيل برامج مشرتكة بني اجلمعيات واملجتمع املحلي ملساعة اجلمعيات لتصبح<br />

اأكرث فاعلية.‏<br />

152


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

‎1‎اأبو . 1 زيد،‏ اأ.‏ ‏)مارس،‏ 2005( ، بوادر تراجع احلركة النسوية.‏ العربي،‏ 556. ‏ص ‏ص 43-<br />

39. احتاد اجلمعيات اخلريية )1976( ، القدس.‏<br />

‎2‎اأرصغلي،‏ . 2 ع،‏ اأبو رقطي،‏ ب.‏ )2003 ) ، دراسات وتقارير حول وضعية املراأة الفلسطينية.‏<br />

حترير د.‏ علياء اأرصغلي،‏ تدقيق حتسني يقني.‏ م‎1‎‏.‏ منشورات مفتاح.‏<br />

‎3‎الربغوثي،‏ . 3 ع.‏ ‏)اأيلول،‏ ) 1997 ، اجلمعيات النسائية الفلسطينية التطوعية ودورها يف<br />

الفلكلور الفلسطيني.‏ الرتاث واملجتمع،‏ 30. ‏ص ‏ص 32- 30.<br />

4 مستقبل احلركات االجتماعية السياسية يف<br />

فلسطني«.‏ احلركات االجتماعية والسياسية يف فلسطني،‏ ‏ص 8. 9،<br />

5 تقييم دور املنظمات غري احلكومية يف االأراضي املحتلة وفرص التشابك فيما بينها يف<br />

اإطار السلطة الفلسطينية )1999( ، اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي اآسيا.‏ ج‎2‎‏.‏<br />

اأسكوا.‏ االأمم املتحدة،‏ نيويورك.‏ جامعة القدس ‏)ب.‏ ت(‏ ، احلركات االجتماعية واملراأة.‏<br />

) 6 ، املراأة والعمل السياسي يف فلسطني روؤية اإسالمية.‏ جامعة<br />

القدس،‏ فلسطني.‏ ‏)رسالة ماجستري غري منشورة(‏ .<br />

) 7 ، احلركات اجلماهريية والتحول الدميقراطي يف فلسطني.‏ احلركات<br />

االجتماعية والسياسية يف فلسطني،‏ ‏ص‎29‎‏.‏<br />

. ‎8‎جمعية النقاء النسائية االإسالمية )2006<br />

. ‎9‎جمعية نساء االسالم )2000<br />

10 احلوراين،‏ ع.‏ اأ.‏ ‏)ب.‏ ت(‏ : اجلمعيات اخلريية يف الضفة الغربية وقطاع غزة.‏<br />

111 دليل املنظمات غري احلكومية يف الضفة الغربية )2006 ) : مكتب املنسق اخلاص لالأمم<br />

املتحدة بالتعاون مع الهيئة الفلسطينية للمنظمات غري احلكومية وحقوق االإنسان،‏<br />

مطبعة االإخوة.‏<br />

‎1212‎الشطي،‏ ن،‏ واآخرون )2001 ) : تنظيم النساء اجلماعات النسائية الرسمية وغري الرسمية<br />

يف الرشق االأوسط.‏ ترجمة معني االإمام.‏ الطبعة االأوىل.‏ دار املدى،‏ دمشق.‏<br />

‎1313‎الصفدي،‏ ‏س،‏ اأبو غضيب،‏ ع،‏ حمدان،‏ ن.‏ )1995 ) : منظمات حكومية اأم غري حكومية؟<br />

املوؤسسات النسوية اإىل اأين،‏ مركز ‏سوؤون املراأة،‏ نابلس.‏<br />

‎1414‎الطويل،‏ اأ.‏ )1988 ) ، ‏سجينات الوطن السجني،‏ الطبعة االأوىل،‏ دار االأسوار،‏ عكا.‏<br />

. ‎4‎الربغوثي،‏ م.‏ ‏)نيسان/ابريل،‏ )2000 ، «<br />

5.<br />

. ‎6‎اجلعربي،‏ ع.‏ )2004<br />

. ‎7‎جقمان،‏ ج.‏ )2000<br />

) ، فلسطني،‏ الدوحة.‏<br />

8 ) : القدس.‏ مطبعة الرسالة.‏<br />

9 10<br />

153


دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس،‏ وبيت حلم،‏ ورام اهلل،‏<br />

في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني<br />

د.رجاء العسيلي<br />

أ.‏ نادية ربايعة<br />

‎1515‎العسيلي،‏ ر.‏ )2005( ، ‏»الرياضة النسائية يف حمافظة اخلليل بني الواقع واملاأمول«.‏<br />

رسالة جامعة القدس املفتوحة،‏ 12. ‏ص‎54‎‏.‏<br />

‎1616‎قعقور،‏ ه،‏ واآخرون )2002 ) ، املراأة الفلسطينية ومعركة الصمود،‏ الطبعة االأوىل.‏ رام<br />

اهلل.‏<br />

‎17‎كتاب،‏ اإ،‏ العسلي،‏ ن،‏ تراكي،‏ ل،‏ اجلواد،‏ اإ،‏ حمامي،‏ ر.‏ )1991<br />

قضايا املراأة االجتماعية،‏ الطبعة االأوىل.‏ مركز بيسان للبحوث واالإمناء،‏ رام اهلل.‏<br />

‎1818‎املرزوقي،‏ اإ،‏ واآخرون )2000 ) ، احلركة النسائية الفلسطينية،‏ اإشكاليات التحول<br />

الدميقراطي واسرتاتيجيات مستقبلية،‏ الطبعة االأوىل.‏ موؤسسة مواطن،‏ رام اهلل.‏<br />

. 19 مركز االمل النسوي،‏ جمعية رعاية اليتيم.‏<br />

‎20‎وزارة الداخلية،‏ النظام االأساسي للجمعية،‏ مادة 2000 5,4،<br />

‎2121‎يوسف،‏ اأ،‏ واآخرون )2005 ) ، دور وروؤيا موؤسسات املجتمع املدين والقطاع اخلاص يف<br />

املسرية الدميقراطية واالإصالح.‏ اجلامعة العربية االأمريكية.‏ جنني.‏<br />

2 وزارة الداخلية )2000( ، النظام االأساسي للجمعية،‏ مادة 5,4<br />

) 17 : موؤمتر االنتفاضة وبعض<br />

‎19‎نحو املعايل )2004( ، العدد 4<br />

. 20<br />

. 22<br />

مواقع االنرتنت:‏<br />

‎1‎البقاش،‏ . 1 م.‏ م.‏ )2007 ) : منتدى القصة العربية،‏ قراءة يف مكونات االأدب املمدرى يف<br />

رواية:‏ نساء مستعمالت.‏<br />

(http: //www. arabicstory. net/forum/lofiversion/index. php/t821. html,15. 2.<br />

2008)<br />

‎2‎فراونة،‏ . 2 ع.‏ ع.‏ )2005 ) : الشبكة العربية ملعلومات حقوق االإنسان،‏ املراأة الفلسطينية<br />

عطاء بال حدود.‏<br />

(http: //www. hrinfo. net/Palestine/palestinebehindbars/2005/pr0321.<br />

shtml,15. 2. 2008)<br />

. ‎3‎امليداين،‏ ح.‏ )2004<br />

) 3 : هل هي ثقافة اأم بالده.‏<br />

‎4‎غامن،‏ . 4 اإ.‏ ا.‏ )2005 ) : احلركات االجتماعية:‏ حتوالت البنية و انفتاح املجال.‏<br />

www. libya- web. net/main/index. php?catid=4&dsid=12&did=4,16. 11. 2006)<br />

(http: //<br />

‎5‎اأبو . 5 عبد العزير،‏ ع.‏ )2005 ) : عامل االأرسة،‏ من هي املراأة وما هي حقوقها.‏<br />

(http: //www. lahaonline. com/index. php?option=content&id=7737&task=vie<br />

w&sectionid=1,15. 2. 2008)<br />

) 6 : قضايا معارصة،‏ النهضة يف الوطن العربي البدايات واالآفاق.‏<br />

. ‎6‎العليو،‏ ز.‏ ط.‏ )2000<br />

(http: //www. balagh. com/islam/1p0owwf7. htm,8. 2. 2007)<br />

) 7 : اأرسانا خلف القضبان،‏ اأسريات فلسطني اأجمل بنات العامل.‏<br />

. ‎7‎حمامة 2006(<br />

(http: //www. hamama. ca/vb3/shothread. php?p=14884,16. 11. 2006)<br />

154


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

مالحق البحث<br />

استبانة للراأي<br />

اأختي رئيسة اجلمعية املحرتمة:‏<br />

حتية واحرتاماَ‏ وبعد،‏<br />

تهدف هذه االستبانة للتعرف على دور اجلمعيات النسوية االإسالمية الفلسطينية،‏ يف<br />

التثقيف والنهوض باملراأة املسلمة واملجتمع املحلي الفلسطيني،‏ الرجاء التكرم باالإجابة<br />

على اأسئلة االستبانة بكل دقة وموضوعية،‏ علما بان اأسئلة االستبانة لن تستخدم اإال<br />

لالأغراض العلمية فقط،‏ وستعامل برسية.‏<br />

اجلزء الأول:‏ معلومات عامة عن اجلمعية:‏<br />

‏.‏‎1‎اسم 1 اجلمعية:‏ .....................................<br />

‏.‏‎2‎مكان 2 اجلمعية:‏ ....................................<br />

‏.‏‎3‎تاريخ 3 التاأسيس:‏ ..................................<br />

‏.‏‎4‎العنوان:‏ 4 ..........................................<br />

اجلزء الثاين:‏ الرجاء وضع نعم اأو ل يف املكان الذي يناسبك<br />

الرقم<br />

درجة مساهمة اجلمعيات النسوية الإسالمية يف النهوض باملجتمع املحلي الفلسطيني<br />

هل اأحدثت اجلمعية تغريا فعليا على املجتمع الفلسطيني<br />

هل اأحدثت اجلمعيات النسوية تغيري فعلي على املراأة الفلسطينية<br />

هل تساهم اجلمعية يف حل االإشكاالت االقتصادية للمراأة<br />

هل تساهم اجلمعية يف حل االإشكاالت االقتصادية للمنتفعني<br />

املجاالت التي تعمل بها اجلمعيات للنهوض باملراأة يف حمافظة القدس،‏ وبيت حلم ورام اهلل.‏<br />

املجال الديني<br />

االجتماعي<br />

السياسي والنضايل<br />

ل نعم<br />

1<br />

2<br />

3<br />

4<br />

5<br />

6<br />

7<br />

155


دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس،‏ وبيت حلم،‏ ورام اهلل،‏<br />

في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني<br />

د.رجاء العسيلي<br />

أ.‏ نادية ربايعة<br />

الرقم<br />

درجة مساهمة اجلمعيات النسوية الإسالمية يف النهوض باملجتمع املحلي الفلسطيني<br />

156<br />

8<br />

9<br />

10<br />

11<br />

12<br />

13<br />

14<br />

15<br />

16<br />

17<br />

18<br />

19<br />

20<br />

21<br />

23<br />

24<br />

25<br />

26<br />

27<br />

28<br />

االقتصادي<br />

الثقايف<br />

العلمي<br />

الرتبوي<br />

الربامج التي تنفذها اجلمعيات النسوية االإسالمية يف حمافظة القدس،‏ وبيت حلم ورام اهلل.‏<br />

برامج تثقيف وتوعية دينية للنساء<br />

برامج تثقيف وتوعية وطنية للنساء<br />

برامج تثقيف وتوعية دينية لالأطفال<br />

برامج تثقيف وتوعية وطنية لالأطفال<br />

تدريب مهني للنساء والشابات يف قضايا السكرتاريا واالإدارة<br />

دورات تدريب خياطة ونسيج اأو تطريز<br />

حضانة ورياض اأطفال<br />

قروض للمشاريع الصغرية<br />

تشغيل النساء يف مشاريع اجلمعية<br />

اإصدار نرشات دينية<br />

معارض ومهرجانات<br />

نشاطات ترفيهية<br />

املعيقات التي تواجه اجلمعيات النسوية االإسالمية يف حمافظة القدس وبيت حلم ورام اهلل<br />

مالية<br />

اجتماعية<br />

‏سياسية<br />

اإدارية<br />

‏سوؤال املقابلة:‏<br />

ل نعم<br />

ما اأهم اإجنازات اجلمعيات النسوية االإسالمية يف جمال التثقيف والنهوض باملراأة يف<br />

املجتمع املحلي الفلسطيني؟<br />

...................................................................................................................... 1. 1<br />

...................................................................................................................... 2. 2<br />

...................................................................................................................... 3. 3<br />

..................................................................................................................... 4. 4<br />

‏شكراً‏ لتعاونكم


الوعي بالتشريعات البيئية<br />

عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />

د.‏ حممود حسن األستاذ<br />

أ.‏ حممود حممد الددح<br />

أستاذ المناهج وطرائق التدريس المشارك/‏ كلية التربية/‏ جامعة األقصى/‏ غزة/‏ فلسطين.‏<br />

ماجستير في أصول التربية/‏ كلية التربية/‏ جامعة األقصى/‏ غزة/‏ فلسطين.‏<br />

157


الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />

د.‏ محمود األستاذ<br />

أ.‏ محمود الددح<br />

ملخص:‏<br />

تهدف الدراسة بشكل عام اإىل التعرف اإىل مستوى الوعي بالترشيعات البيئية لدى<br />

الطلبة،‏ ودور اجلامعات الفلسطينية يف تنميتها،‏ ولهذا استخدم الباحث املنهج الوصفي<br />

التحليلى،‏ كما اختريت عينة عشوائية بسيطة مبعدل )%15( من جمتمع الدراسة،‏ فتكونت<br />

العينة من )600( طالب وطالبة،‏ واأعدّ‏ اختبار الوعي بالترشيعات البيئية،‏ واإستبانة لدور<br />

اجلامعات يف تنميته،‏ وتوصلت الدراسة اإىل اأن هناك ‏ضعفاً‏ يف معرفة طلبة اجلامعات<br />

الفلسطينية باملواثيق والترشيعات البيئية ‏سواء على الصعيد الدويل منها،‏ اأم على الصعيد<br />

املحلي الفلسطيني،‏ حيث مل يزد مستوى معرفتهم بتلك الترشيعات عن %70 يف احلد<br />

االأدنى،‏ ولقد احتلت معرفة الطلبة باملواثيق الدولية البيئية املرتبة االأوىل بتكرار )42( ،<br />

ونسبة مئوية %7، اأما معرفتهم بالترشيعات البيئية الفلسطينية،‏ فكانت يف املرتبة الثالثة<br />

بتكرار )20( ، ونسبة مئوية %3.3. وهذا يعني غياب الثقافة البيئية الفلسطينية املتعلقة<br />

بالترشيعات والقوانني البيئية.‏ ولقد كانت هناك فروق دالة اإحصائياً‏ يف مستوى الوعي<br />

بهذه الترشيعات،‏ ترجع ملتغري اجلنس،‏ ونوع اجلامعة،‏ وكانت هذه الفروق لصالح الذكور<br />

من جهة،‏ وطلبة اجلامعة االإسالمية من جهة اأخرى.‏<br />

158


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

Abstract:<br />

This study aimed at identifying the role of the Palestinian universities in<br />

developing environmental regulations awareness among students. Therefore,<br />

the analytical descriptive approach has been used. A simple random sample<br />

has been selected at (15%) of the population. The overall sample came to be<br />

(600) male and female Palestinian students. So two tools have been prepared:<br />

a questionnaire about the role of the Palestinian universities in developing<br />

environmental regulations awareness and environmental regulations test.<br />

The study found that there are a weakness in the awareness of international<br />

& local environmental regulations for the student of Palestinian Universities,<br />

so the level of this awareness is less than (70%) , Therefore, the awareness<br />

of international environmental regulations takes the first mark with (42)<br />

frequencies and (7) Percentage but the awareness of local environmental<br />

regulations takes the third rank with (20) frequency & (3.3) percent. This<br />

means that the Culture & literacy of Palestinian environmental regulations<br />

was absent. There are statistically significant differences at (α ≤ 0.01) in<br />

the studentsʼ responses about the total role of the Palestinian universities<br />

in developing environmental regulations awareness attributed to gender for<br />

males favor and for the Islamic University favor.<br />

159


الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />

د.‏ محمود األستاذ<br />

أ.‏ محمود الددح<br />

مقدمة:‏<br />

حتتل قضايا البيئة موقع الصدارة يف ‏سلم اأولويات الدول املتقدمة والنامية<br />

واهتماماتهما على حد ‏سواء،‏ اإذ تواجه هذه الدول حتديات بيئية واسعة النطاق ناجمة عن<br />

االآثار السلبية للتعامل مع البيئة،‏ وما من ‏شك يف اأن العامل منذ اأوائل القرن املاضي اجته<br />

اإىل حشد جهود دولية عديدة،‏ ووضع العديد من االتفاقيات واملعاهدات والربوتوكوالت<br />

املتعلقة بالبيئة،‏ ‏سواء على املستوى الثنائي اأم االإقليمي اأم الدويل بهدف حماية البيئة<br />

واملحافظة عليها نظيفة ومالئمة حلياة االإنسان،‏ بحيث يتوجب على الدول التي تصادق<br />

على هذه االتفاقيات اأو بعضها،‏ اأن تلتزم باتخاذ التدابري الترشيعية والتنظيمية واالإدارية،‏<br />

لتنفيذ بنود تلك االتفاقيات،‏ وتطبيقها على املستوى الوطني.‏<br />

وعلى املستوى الفلسطيني فقد نص القانون االأساسي الفلسطيني على اأن البيئة<br />

املتوازنة النظيفة حق من حقوق االإنسان،‏ واأن احلفاظ عليها وحمايتها من اأجل اأجيال<br />

احلارض واملستقبل مسئولية وطنية من الدرجة االأوىل ‏)سيسامل واآخرون،‏ 1993( .<br />

وجتدر االإشارة اإىل اأن معظم النصوص الترشيعية الفلسطينية املتعلقة بحماية البيئة<br />

مل توجه مبارشة اإىل البيئة الفلسطينية بشكل خاص،‏ بل تناول بعضها جوانب من البيئة<br />

وفق تصور حمدود،‏ اأي اأن الصورة الكاملة حلالة البيئة الفلسطينية غائبة عن اأذهان<br />

املرشعني،‏ مما جعل تلك النصوص غري كافية وغري مالئمة للحاجة التي تتطلبها تطورات<br />

العرص،‏ اإذ يغيب عن هذه النصوص املعيار العلمي املرجعي يف حتديد املخالفات املتعلقة<br />

بالبيئة،‏ مما يعني تعريض تطبيق النص القانوين لالجتهاد واخلروج به عن مقاصده<br />

‏)بارود،‏ )107 :1996 .<br />

وملا كان هذا حال النصوص،‏ فقد استدعت احلاجة الإعادة النظر يف الترشيعات<br />

الفلسطينية املتعلقة بالبيئة،‏ والدعوة اإىل اإجراء املزيد من التعديالت عليها لتتالءم مع<br />

املستويات املطلوبة من الصحة والسالمة البيئية،‏ خاصة يف اجلوانب املتعلقة بالبيئة<br />

الزراعية،‏ التي ترتبط مبارشة باحتياجات املواطن الفلسطيني من ماأكل وملبس،‏ كما ترتبط<br />

باملوارد الطبيعية احليوية التي تدعو الرضورة اإىل ‏صيانتها واحلفاظ عليها وتنميتها بشكل<br />

مستدام )Mansi,1998( .<br />

ومع جميء السلطة الوطنية الفلسطينية،‏ بداأت املحاوالت الفلسطينية للتعاطي مع<br />

مشكالت البيئة،‏ وحتديد اجلهات املخولة مبتابعتها،‏ لذا فقد اأنساأت السلطة الوطنية يف<br />

ترشين اأول من عام 1994 دائرة التخطيط البيئي يف وزارة التخطيط والتعاون الدويل،‏<br />

160


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

حيث كان من ‏صالحياتها متابعة االإدارة البيئية يف مناطق السلطة الوطنية،‏ ويف الوقت<br />

نفسه تشكلت يف وزارات الصحة والزراعة واحلكم املحلي دوائر للسوؤون البيئية،‏ االأمر الذي<br />

‏شكل ازدواجية يف الصالحيات،‏ وتسبب يف عدم حتديد املسوؤوليات واملرجعيات املحددة<br />

التخاذ القرارات يف ‏سوؤون االإدارة البيئية )2000 )Jad, .<br />

ويف كانون اأول ‏)ديسمرب(‏ من عام ‎1996‎م اأُنشئت ‏سلطة جودة البيئة مبرسوم رئاسي،‏<br />

اأنيط بها املهمات االإدارية املتعلقة بالبيئة كافة،‏ اإال اأن الدوائر اخلاصة بالبيئة يف كل وزارة<br />

من الوزارات واصلت عملها وفق خططها وبراجمها اخلاصة،‏ ويف عام ‎1998‎م اأنشئت وزارة<br />

‏سوؤون البيئة،‏ واعتربت املرجعية االأساسية للسوؤون البيئية يف فلسطني،‏ ويف عام ‎2002‎م<br />

‏صدر مرسوم رئاسي بتحويل وزارة ‏سوؤون البيئة اإىل ‏سلطة جودة البيئة،‏ واأعطيت املهمات<br />

والصالحيات نفسها التي كانت للوزارة.‏<br />

ويف ‏ضوء ذلك،‏ تزايد االهتمام بالتعليم البيئي والرتبية البيئية،‏ وبخاصة بعد الوصول<br />

اإىل قناعة اأكيدة باأنه ميكن تغيري وتعديل ‏سلوك االإنسان،‏ وتغيري نظرته للبيئة وعالقته بها،‏<br />

من خالل التعليم النظامي،‏ ومن خالل الرتبية البيئية التي تستخدم فيها اأساليب ومناهج<br />

متنوعة حتتكم اإىل القوانني والترشيعات البيئية ‏)سليمان،‏ 1997( 180: .<br />

لذا فقد اأصبحت احلاجة اأكرث اإحلاحاً‏ لوجود تربية بيئية تغرس يف النفوس اأهمية<br />

املحافظة على البيئة،‏ الأن يف ذلك حمافظة على االإنسان ذاته على املدى البعيد،‏ ورضورة<br />

العمل على تنمية الوعي بحقوق االإنسان البيئية مبا يتمشى مع التطور االجتماعي<br />

واالقتصادي والتقني.‏ ذلك اأنه البد من حماية هذه البيئة من االإنسان ذاته،‏ االأمر الذي<br />

يتطلب تنمية الوعي لديه بالترشيعات البيئية وقوانينها من خالل اأوسع قاعدة ممكنة<br />

‏)الرشنوبي،‏ )2003 :26 .<br />

ومن هذا املنطلق،‏ فاإن االإنسان مسئول مسوؤولية اأخالقية اإزاء بيئته،‏ فهو من خالل<br />

انتمائه لها عليه اأن يصنع بيئة تطيب فيها احلياة،‏ وعليه اأن يفكر كيف نكون اأحباء للبيئة،‏<br />

واأن نقف يف وجه تلوثها،‏ واأن جند احللول العملية ملشكالتها ‏)الفرا،‏ 1993( 24: .<br />

ويف هذا السياق توؤدي اجلامعة دوراً‏ اأساسياً‏ يف تشكيل الوعي بالترشيعات البيئية<br />

لدى الطلبة،‏ ‏سواء يف اإطار تزويدهم باملعلومات البيئية الصحيحة،‏ اأو تشكيل االجتاهات<br />

واملواقف جتاه قضايا البيئة وترشيعاتها املحلية والعاملية،‏ واجلامعة موؤسسة اإحدى<br />

وظائفها االأساسية خدمة البيئة ‏)اخلطيب،‏ 1995( 125: ، والتوجه الدويل اليوم جلامعات<br />

العامل يف-اإطار الرتبية البيئية-‏ يدور حول الوعي البيئي لدى الدارسني،‏ وبخاصة يف جمال<br />

الترشيعات البيئية.‏ لذا فاإن التعليم اجلامعي الفلسطيني البد اأن يوؤدي دوراً‏ يف احلفاظ على<br />

161


الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />

د.‏ محمود األستاذ<br />

أ.‏ محمود الددح<br />

البيئة،‏ وحسن استغاللها،‏ وحل مشكالتها يف اإطار من الوعي بالقوانني والترشيعات البيئية،‏<br />

حيث ينصب التعليم اجلامعي على فئة الشباب،‏ والشباب اجلامعي الفلسطيني هم الرشيحة<br />

التي متثل اأداة التغيري يف املجتمع،‏ فاإذا اأُعدّوا اإعداداً‏ جيداً‏ من خالل توسيع مداركهم،‏<br />

وزيادة معارفهم ووعيهم بحقوقهم البيئية ‏ضمن االإطار القانوين بكيفية املحافظة على<br />

البيئة واستثمار مواردها بشكل مناسب،‏ والعمل على تنميتها،‏ فاإنهم بذلك يكونون قادرين<br />

على اتخاذ قرارات بيئية ‏سليمة عند انخراطهم يف العمل،‏ كذلك ‏سينعكس ‏سلوكهم البيئي<br />

بدرجة اأو باأخرى على ‏سلوك طلبتهم يف املستقبل،‏ اإذ مييل الطلبة عادة اإىل حماكاة ‏سلوك<br />

معلميهم،‏ وبالتايل تبدو احلاجة اإىل هذه الدراسة من اأجل تعزيز السلوك البيئي لدى طلبة<br />

اجلامعات،‏ اأو تعديل هذا السلوك اإن مل يكن باملستوى املطلوب ‏)احلفار:‏ 1990( 256: .<br />

ونظراً‏ الأهمية هذا املوضوع،‏ اأكدت العديد من اجلهود والدراسات الرتبوية الفلسطينية<br />

على اأهمية السلوك البيئي بشكل عام والقيم البيئية وترشيعاتها بشكل خاص،‏ فركزت على<br />

‏رضورة تضمينها يف املناهج الدراسية،‏ حيث اأكد االأغا واأبو دف )1996( على ‏رضورة تبني<br />

منظومة قيمية للتعليم الفلسطيني،‏ وذلك يف املوؤمتر الدويل الثاين للدراسات الفلسطينية،‏<br />

الذي عُ‏ قد يف غزة من قبل جلنة تطوير املناهج الفلسطينية،‏ كما اأكدت معظم دراسات املوؤمتر<br />

الرتبوي الثاين الذي عُ‏ قد برام اهلل )1999( بعنوان:‏ ‏)املناهج الفلسطينية روؤية مستقبلية(‏<br />

على ‏رضورة االهتمام بالبيئة وتنمية اجتاهات اإيجابية نحوها لدى املتعلمني من اأبناء<br />

الشعب الفلسطيني من خالل مناهجه.‏ وتشري العديد من االأبحاث اإىل اأهمية دراسة السلوك<br />

البيئي لهذه الفئة من الطلبة،‏ حيث عقدت كلية الرتبية احلكومية بغزة موؤمترها العلمي<br />

االأول حول البيئة واملجتمع يف الفرتة ما بني 26- 23 مارس ‎1997‎م كما عقدت اجلامعة<br />

االإسالمية بغزة يومها البيئي حول البيئة والسلوكيات البيئية يوم 3- 6- 1998. كما<br />

اأوصت دراسة الفرا )1997( اإىل ‏رضورة تطوير برامج اإعداد املعلمني وتزويدها مبساقات<br />

تُعنى باالأخالقيات وتهتم بنرش الوعي البيئي.‏ كما اأوضحت دراسة االأستاذ واأبو جحجوح<br />

)1999( اأن هناك اهتمامً‏ ا فلسطينيًا واضحً‏ ا من قبل مصممي املناهج بوزارة الرتبية<br />

والتعليم باملنظومة التعليمية بشكل عام،‏ وبالقيم البيئية بشكل خاص،‏ وذلك من خالل<br />

بحث هدف اإىل الكشف عن توازن القيم يف مناهج العلوم الفلسطينية.‏ وكذلك قام تيسري<br />

نشوان )1997( بدراسة فلسطينية هدفت اإىل معرفة مدى اكتساب طلبة املدارس بقطاع<br />

غزة لالجتاهات البيئية املرغوبة،‏ وتوصلت اإىل اأن عدد الطلبة الذين كانت اجتاهاتهم<br />

البيئية ايجابية يزيد عن )%50( من العدد الكلي للطلبة.‏<br />

يف ‏ضوء هذه املرتكزات واجلهود تبدو احلاجة ماسة اإىل وجود تربية بيئية قائمة<br />

على الترشيعات بصورة تطبيقية وليست نظرية،‏ يف عرص ‏ساء فيه استخدام البيئة،‏ لذا<br />

162


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

فقد جاءت فكرة هذه الدراسة حول الوعي بالترشيعات البيئية لدى الطلبة ودور اجلامعات<br />

الفلسطينية يف تنميتها.‏<br />

مشكلة الدراسة وأسئلتها:‏<br />

يف ‏ضوء ما ‏سبق تتحدد مشكلة الدراسة يف السوؤال الرئيس االآتي:‏<br />

ما واقع الوعي بالترشيعات البيئية لدى طلبة اجلامعات الفلسطينية؟<br />

وما دور اجلامعات يف تنمية ذلك؟<br />

ويشتق من السوؤال الرئيس الأسئلة الفرعية الآتية:‏<br />

ما مستوى وعي الطلبة يف اجلامعات الفلسطينية بالترشيعات البيئية؟<br />

1 ما دور اجلامعات الفلسطينية يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية لدى الطلبة؟<br />

2 اإىل اأي مدى يختلف دور اجلامعات الفلسطينية يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية<br />

3 لدى الطلبة باختالف كل من:‏ اجلنس،‏ التخصص،‏ اجلامعة،‏ املعدل الرتاكمي للطلبة؟<br />

ما التصور املقرتح لتحسني دور اجلامعات يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية<br />

4 لدى طلبة اجلامعات؟<br />

163<br />

1.<br />

2.<br />

3.<br />

4.<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

أهداف الدراسة:‏<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

تهدف الدراسة بشكل عام اإىل التعرف اإىل مستوى الوعي بالترشيعات البيئية لدى<br />

الطلبة،‏ ودور اجلامعات الفلسطينية يف تنمية ذلك وبشكل حمدد تهدف اإىل:‏<br />

حتديد مستوى وعي طلبة اجلامعات الفلسطينية بالترشيعات البيئية.‏<br />

التعرف اإىل دور اجلامعات الفلسطينية يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية لدى<br />

الطلبة،‏ واإىل اأي مدى يختلف هذا الدور باختالف متغريات اجلنس والتخصص واجلامعة<br />

واملعدل الرتاكمي للطلبة.‏<br />

اقرتاح تصور لتنمية الوعي بالترشيعات البيئية لدى طلبة اجلامعة.‏<br />

أهمية الدراسة:‏<br />

♦<br />

ترجع اأهمية الدراسة اإىل كونها:‏<br />

تتناول موضوعاً‏ مهماً،‏ يربط بني البيئة من جهة،‏ وبني حقوق االإنسان من جهة<br />

ثانية،‏ ويخرج بفكرة جديدة وهي الترشيعات البيئية،‏ وهو من املوضوعات النادرة التي متَّ‏<br />

تناولها يف البيئة الفلسطينية.‏


الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />

د.‏ محمود األستاذ<br />

أ.‏ محمود الددح<br />

‏♦تركز الدراسة على فئة طلبة اجلامعات كعينة مستهدفة،‏ حيث اأن طلبة اجلامعات<br />

ميثلون املحور االأكرث اأهمية،‏ واالأكرث تاأثرياً‏ يف جمريات املجتمع الفلسطيني،‏ ذلك من<br />

منطلق اأنهم ‏سيقودون دفة احلياة يف املستقبل،‏ وهم عنوان املرحلة،‏ واالأقدر على اإحداث<br />

التغيري املجتمعي والبيئي نحو االأفضل.‏<br />

164<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

تسهم هذه الدراسة يف اإبراز فكرة التفاعل بني الطالب اجلامعي وحقوقه البيئية،‏<br />

ومعاونته على اإدراك تصور متكامل لالإنسان يف اإطار بيئته.‏<br />

قد يفيد من هذه الدراسة الشئون االأكادميية باجلامعات الفلسطينية بغرض<br />

التخطيط ملساق دراسي خاص بالترشيعات البيئية لالإنسان كمتطلب جامعي،‏ حيث اإن<br />

هذه الثقافة عاملية،‏ وغري متوافرة يف بالدنا.‏<br />

قد يفيد من هذه الدراسات املوؤسسات التي تهتم بشئون البيئية،‏ وتلك التي تهتم<br />

بحقوق االإنسان،‏ وذلك من اأجل ‏صياغة مواد ترشيعية واضحة تتعلق بالترشيعات البيئية<br />

لالإنسان.‏<br />

تقدم الدراسة تصوراً‏ مقرتحاً‏ حول دور اجلامعات الفلسطينية يف تنمية الوعي<br />

بالترشيعات البيئية لالإنسان،‏ مما يفيد ‏صانعي القرار يف اجلامعات اإىل ‏رضورة االستفادة<br />

من هذا التصور عند التخطيط ملراجعة اخلطط الدراسية يف اجلامعات،‏ واإضافة مساق جديد<br />

يتعلق بالترشيعات البيئية.‏<br />

حدود الدراسة:‏<br />

اقترصت الدراسة على الطلبة من اجلنسني يف املستوى الرابع من مرحلة البكالوريوس<br />

يف اجلامعات الفلسطينية الثالث وهي:‏ ‏)االإسالمية-‏ االأزهر-‏ االأقصى(‏ يف العام اجلامعي<br />

.2008/2007<br />

تعريف مصطلحات الدراسة:‏<br />

يتبنى الباحثان التعريفات الآتية:‏<br />

‏◄◄الوعي بالترشيعات البيئية:‏ ويقصد به مدى اإملام طلبة اجلامعات بالترشيعات<br />

البيئية يف املجاالت االآتية:‏ جمال املواثيق البيئية الدولية،‏ وجمال القوانني والترشيعات<br />

البيئية املحلية،‏ وجماالت الترشيعات البيئية التي تتعلق بكل من مياه الرشب والهواء واإدارة<br />

املياه العادمة وشبكات الرصف الصحي واإدارة املخلفات الصلبة واإدارة املوارد البيئية


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

والتنوع احليوي والبيئة البحرية والتصحر.‏ ويقاس اإجرائياً‏ يف هذه الدراسة بالعالمة التي<br />

يحصل عليها الطالب يف االختبار املعد لذلك يف املجاالت املذكورة.‏<br />

‏◄◄دور اجلامعات:‏ ويقصد به يف هذه الدراسة كل ما تقوم به اجلامعات الفلسطينية<br />

بغزة من جهود تتعلق بالترشيعات البيئية كاملوؤمترات والندوات وورشات العمل واملعارض<br />

والبحوث واملجالت الفنية والعمل االأكادميي.‏ ويقاس اإجرائياً‏ يف هذه الدراسة بالعالمة<br />

التي يحصل عليها الطالب على االإستبانة املعدة لذلك،‏ والتي تضم االأدوار االآتية للجامعة:‏<br />

الدور االأكادميي والدور الثقايف والدور البحثي والدور االإعالمي والدور الفني.‏<br />

الدراسات السابقة:‏<br />

ملا كان البحث العلمي منشطاً‏ اإنسانياً،‏ يتسم بالرتاكمية من جهة،‏ وبالعاملية من<br />

جهة اأخرى،‏ فاإن هذه الدراسة تتناول الدراسات والبحوث ذات العالقة،‏ وذلك على الرغم<br />

من قلة الدراسات التي تتناول الترشيعات والقوانني واملواثيق البيئية،‏ ومن الدراسات<br />

التي اهتمت مبوضوع الرتبية البيئية دراسة مسلماني )1985( التي هدفت اإىل وضع<br />

منهاج يف الرتبية البيئية لطلبة معاهد املعلمني يف االأردن،‏ وقياس مدى فعاليته يف تنمية<br />

املفاهيم واالجتاهات البيئية،‏ وكذلك دراسة عبد العال )1986( التي هدف فيها اإىل وضع<br />

برنامج تنمَّى من خالله مفاهيم الرتبية البيئية يف مناهج العلوم البيولوجية لدور املعلمني<br />

واملعلمات.‏<br />

اأما دراسة الشافعي )1990( فقد هدفت اإىل بناء برنامج الرتبية البيئية لطالب كليات<br />

الرتبية،‏ وقياس فاعليته باإعداد وحدة دراسية من وحداته وجتربتها عملياً.‏ ومن النتائج<br />

التي توصلت اإليها الدراسة:‏ وجود فروق ذات داللة اإحصائية يف تنمية االجتاهات نحو<br />

حفظ الطاقة لصالح التطبيق البعدى.‏ يف حني هدفت دراسة النجدي )1990( اإىل معرفة اأثر<br />

مقرر علوم الرتبية البيئية على تنمية االجتاهات نحو البيئة،‏ وحتصيل بعض املفاهيم لدى<br />

املعلمني اأثناء اخلدمة.‏<br />

اأما دراسة ‏صديق وعطوة )1991( فقد هدفت اإىل تقصى اأثر استخدام منهج مستقل<br />

للرتبية على تنمية الوعي البيئي لدى طلبة ‏شعبة التعليم االأساسي بكلية الرتبية يف<br />

املنصورة ودمياط.‏ كذلك هدفت دراسة عبد اهلل )1992( اإىل معرفة القيم البيئية السائدة<br />

لدى طلبة جامعة الزقازيق مبرص،‏ واإىل معرفة العوامل التي توؤثر يف اكتساب الطلبة لتلك<br />

القيم البيئية،‏ واأثر التفاعالت املتبادلة بني تلك العوامل وبعضها واأثر ذلك على القيم البيئية<br />

للطلبة.‏<br />

165


الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />

د.‏ محمود األستاذ<br />

أ.‏ محمود الددح<br />

ويف هذا االإطار فقد هدفت دراسة كل من مبارك واحلدابي )1992( اإىل الكشف عن<br />

االجتاهات البيئية لدى طالب كلية الرتبية بجامعة ‏صنعاء.‏ حيث تبني اأن الطالب الذين<br />

درسوا مقرر الرتبية البيئية كان اجتاههم العام نحو الرتبية البيئية اإيجابيا.‏ كذلك دراسة<br />

الفرا )1993( التي ركزت على ‏رضورة تدريس الرتبية البيئية،‏ واإىل ‏رضورة اإدخالها يف<br />

مناهج التعليم يف فلسطني بهدف تكوين ما يسمى بالضمري البيئي.‏ اأما دراسة كيم Kim,(<br />

1994( فقد هدفت اإىل قياس العالقة بني املفاهيم واالجتاهات البيئية لدى طالب الكلية<br />

الكورية.‏ يف حني هدفت دراسة ياجن )1994 )Yang, اإىل وضع االأسس الرئيسة لسياسة<br />

تربية معلم املرحلة الثانوية يف تايوان تربية بيئية.‏<br />

ويف ‏ضوء ذلك اأعد ‏سباستو وسميث )1994 Smith, )Sebasto & دراسة هدفت اإىل<br />

معرفة اجتاهات املدرسني نحو الرتبية البيئية،‏ ومدى تركيزهم على مفاهيم الرتبية البيئية<br />

يف تدريسهم،‏ اإذ استخدم الباحثان لهذا الغرض مقياس ليكرتي لالجتاهات البيئية،‏ واستبانة<br />

للتعرف اإىل مدى تناول مفاهيم الرتبية البيئية اأثناء تدريسهم،‏ واأشارت نتائج الدراسة اإىل<br />

اأن اجتاهات املعلمني نحو الرتبية البيئية عالية االإيجابية،‏ ولكن يقضي املدرسون اأقل<br />

من ‏ساعة اأسبوعيا يف التدريس حول البيئة وقضاياها.‏ وهدفت هذه الدراسة اأيضاً‏ اإىل<br />

قياس اجتاهات املعلمني نحو بعض املفاهيم البيئية الرئيسة،‏ اأما دراسة زميرمان )1996<br />

)Zimmerman, فقد هدفت اإىل حتديد القيم البيئية لدى الطلبة اجلامعيني باملكسيك.‏ كذلك<br />

هدفت دراسة الفرا )1997( اإىل التعرف على اأثر برامج كلية الرتبية بجامعة االأزهر بغزة<br />

على الرتبية البيئية لدى الطلبة اخلريجني باملستوى الرابع.‏ كذلك هدفت دراسة الرشبيني<br />

)1997( اإىل معرفة مدى فاعلية برنامج الرتبية البيئية املقرر على طلبة التعليم االإبتدائى<br />

بكلية الرتبية بطنطا يف تنمية القيم البيئية لدى طلبة هذه الشعبة.‏ ولقد توصلت دراسة<br />

‏صيدم )2007( اإىل اأن مستوى القيم البيئية لدى طلبة اجلامعات اأقل من %70 كمتوسط<br />

افرتاضي،‏ واأن هذه القيم مل تتاأثر باجلنس واأن مستوى القيم البيئية لدى طلبة التخصصات<br />

العلمية اأفضل من اأقرانهم يف التخصصات االأدبية.‏<br />

اأما الدراسات التي ركزت على موضوع الترشيعات البيئية،‏ فمنها دراسة اآل ‏صادق<br />

)1998( التي األقت الضوء على اأهم االأنظمة الترشيعية للحماية البيئية يف اململكة العربية<br />

السعودية وبعض الدول العربية واالأجنبية،‏ فاأكدت على ‏رضورة هذه الترشيعات من منطلق<br />

اأن املشكالت البيئية ال تعرتف باحلدود،‏ واأكدت هذه الدراسة على اأن الترشيعات البيئية<br />

تشمل جوانب عديدة،‏ فهي تشمل احلماية الربية والبحرية والزراعية والرثوة احليوانية<br />

والنباتية،‏ واحلماية من االإشباع واملخلفات الصناعية والكيميائية،‏ ومنها ما يهتم بحماية<br />

166


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

املصادر املائية والتخلص من خملفات الرصف الصحي،‏ واأوصت باأن احلاجة ما زالت<br />

ماسة لوضع املزيد من القوانني الترشيعية للحفاظ على البيئة.‏ ودراسة اجلندي )2000(<br />

التي ‏رشحت مفهوم الترشيع البيئي يف ‏ضوء حمورية الدور املتوقع لها يف احلد من التلوث<br />

والتدهور البيئي وحتقيق التنمية املستدامة القائمة على التوازن الدقيق بني تنفيذ خطط<br />

التنمية ومراعاة االعتبارات البيئية.‏ كذلك توصلت دراسة بابكر )2004 )Babiker, اإىل<br />

‏ضعف االستخدام االسرتاتيجي للترشيعات البيئية يف الكويت يف جمال ‏صناعة الكيماويات<br />

والبرتوكيماويات،‏ واأن الترشيعات املحلية متثل التحدي االأكرب باملوازنة مع الترشيعات<br />

البيئية العاملية.‏<br />

اأما دراسة الزعبي ومنصور )2004 Mansur, )Al- Zuʼbi and فقد األقت الضوء<br />

على اآثار الترشيعات البيئية املتعلقة باتفاقية الرشاكة االأردنية – االأوروبية على ‏صادرات<br />

االأسمدة االأردنية،‏ وتوصلت اإىل اأن تكاليف االلتزام بهذه الترشيعات ليست قليلة،‏ واأنه كلما<br />

ازدادت الكفاءة يف االإنتاج،‏ كلما انخفضت التكاليف بشكل ملحوظ.‏ ولقد هدفت دراسة<br />

‏سحر حافظ )2006( اإىل التعرف اإىل مستوى االلتزامات املرصية جتاه االتفاقيات<br />

واملعاهدات الدولية يف جمال حماية البيئة،‏ ومدى االمتثال لتطبيقها،‏ وتوصلت الدراسة<br />

اإىل اأنه على الرغم من توفر جهاز ‏سوؤون البيئة،‏ وهو اجلهة املركزية املسئولة عن متابعة<br />

تطبيق التزامات مرص جتاه االتفاقات الدولية وهو مسئول عن متابعة تطبيق الترشيعات<br />

الوطنية يف جمال البيئة،‏ وكذلك جهاز االإدارة العامة للتفتيش البيئي،‏ فال يوجد حرص<br />

‏شامل جلميع اأحكام االلتزامات الواردة يف االتفاقيات واملعاهدات البيئية،‏ وكذلك عدم<br />

مواكبة الترشيعات املحلية لها،‏ واالفتقار اإىل اآلية وظيفية الإدارة تنفيذ ومتابعة تلك<br />

االتفاقيات.‏ كذلك حاولت دراسة خنيس )2007( بيان العالقة بني اإدارة حماية البيئة<br />

يف ‏ضوء الترشيع البيئي اجلزائري موازنة ببعض الترشيعات البيئية لبعض الدول،‏ وعلى<br />

املستوى الفلسطيني فقد توصلت دراسة العيسة )1996( اإىل غياب ترشيع بيئي فلسطيني<br />

يف عهد االحتالل،‏ واأن ترسيخ مثل هذه الترشيعات ‏رضورة حتمية وحتتل اأولوية،‏ واأنه لن<br />

يتم ذلك اإال بزول االحتالل.‏<br />

التعليق على الدراسات السابقة:‏<br />

يالحظ مما ‏سبق،‏ تعدد الدراسات التي تناولت الوعي البيئي واالجتاهات والقيم البيئية<br />

لدى طلبة اجلامعات اأو من يف مستواهم من معاهد املعلمني،‏ اأو لدى املعلمني اأنفسهم،‏<br />

وقد جاءت هذه الدراسات يف بلدان خمتلفة واتبعت مناهج خمتلفة،‏ كاملنهج الوصفي<br />

واملنهج التجريبي واملنهج البنائي،‏ كذلك استخدمت اأدوات بحثية متعددة كاالختبارات<br />

167


الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />

د.‏ محمود األستاذ<br />

أ.‏ محمود الددح<br />

واالستبانات واملقابالت،‏ وتوصلت معظمها اإىل نتائج ذات قيمة بيئية اأو تربوية،‏ كان<br />

اأهمها ‏رضورة تصميم برامج خاصة لتنمية الوعي البيئي.‏ كذلك تعددت الدراسات التي<br />

تناولت الترشيعات البيئية،‏ ومما يلفت االنتباه اأن جميع هذه الدراسات ركزت على القضايا<br />

البيئية من جهة،‏ والوعي البيئي من جهة اأخرى وفق اأبعاد معينة،‏ اإال اأنه ال توجد دراسات-‏<br />

فيما اطلع عليه الباحثان-‏ تركز على القوانني والترشيعات البيئية والوعي بها من منظور<br />

تربوي عدا دراسة العيسة )1996( ، ‏سواء كان ذلك على املستوى املحلي اأم االإقليمي اأم<br />

العاملي،‏ وهذا يشري اإىل قلة االهتمام بهذا احلقل من الترشيعات االإنسانية،‏ االأمر الذي جعل<br />

هذه الدراسة تتميز عن غريها من الدراسات يف تناولها لدور اجلامعات يف تنمية الوعي<br />

بالترشيعات البيئية.‏<br />

اإلطار النظري:‏<br />

التشريعات البيئية يف فلسطني:‏<br />

ال ‏شك يف اأن الترشيعات البيئية ‏-على مستوى العامل-‏ مل تعد قادرة على مواجهة<br />

التلوث البيئي الذي حتدثه الطبيعة واالإنسان على حد ‏سواء،‏ لذا كان البد اأن تتكاتف اجلهود<br />

لوضع اسرتاتيجية موحدة حلماية البيئة هدفها حتقيق رفاهة االإنسان،‏ واالرتقاء مبستواه<br />

اإىل االأفضل،‏ وفق ‏رشوط بيئية ‏سليمة،‏ اأما على مستوى فلسطني،‏ فالواقع الذي نشهده اليوم<br />

من تلوث جلميع عنارص البيئة،‏ بسبب عدم وجود ترشيع يستطيع اأن يقف يف وجه هذا<br />

التلوث،‏ خلق نوعاً‏ من االضطراب البيئي.‏ واحلال يختلف متاماً‏ يف فلسطني عنها يف باقي<br />

البلدان العربية،‏ من حيث الترشيعات املتعلقة بالبيئة،‏ فبينما حتاول الدول العربية وضع<br />

ترشيعات وقوانني خاصة بالبيئة،‏ جند اأنه يف فلسطني كانت ‏سلطات االحتالل عن طريق<br />

االإدارة املدنية ‏سواء يف الضفة الغربية اأو قطاع غزة هي املسئولة عن االأوضاع البيئية<br />

بصفة عامة،‏ مبا يف ذلك الترشيعات،‏ والقوانني واللوائح واالأنظمة Research( Applied<br />

)Institute, 1997 ولعل هذا ما ‏ساعد على تفاقم املشكالت البيئية داخل الوطن املحتل،‏<br />

حيث مل تساهم االإدارة املدنية ‏سواء يف قطاع غزة اأو الضفة الغربية،‏ ولو بقدر بسيط يف<br />

معاجلة البيئة وحمايتها،‏ ومل تضع قوانني اأو لوائح خاصة بذلك،‏ وحتى اإن وجدت هذه<br />

اللوائح،‏ فلم تتابع االإدارة املدنية تنفيذها ‏)مازن ‏سيسامل واآخرون،‏ 1993( .<br />

ويف اإطار ما ‏سبق ميكن القول اإن الترشيعات التي عنيت بالبيئة يف فلسطني،‏ مل تتناول<br />

يف اأغلب االأحيان عنارص وتكوينات البيئة بطريقة مبارشة،‏ واإمنا هي جمموعة ترشيعات<br />

لها ‏صلة بشكل اأو باآخر بالبيئة وموضوعاتها،‏ فمكونات البيئة حسب روؤية املتخصصني<br />

مل متسها الترشيعات بطريقة مبارشة.‏ )1997 Institute, )Applied Research وملا كانت<br />

168


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

هذه هي حال الواقع القانوين للبيئة يف فلسطني،‏ فاإن احلاجة تبدو ماسة ملزيد من اجلهود<br />

الإعادة النظر يف الترشيعات الفلسطينية املتعلقة بالبيئة،‏ وتزداد الدعوة اإىل اإجراء املزيد<br />

من التعديالت عليها لتتالءم مع املستويات املطلوبة من الصحة والسالمة البيئية Mansi,(<br />

. )1998<br />

اإن وضع ترشيعات حلماية البيئة يف فلسطني،‏ ل بد اأن يعتمد على مبادئ<br />

اأساسية عدة منها:‏ اأن يكون الهدف النهائي للترشيعات هو االإنسان الفلسطيني،‏ الذي<br />

يبغي احلياة بطريقة اأفضل من التي يعيشها اليوم.‏ واأن يكون هناك توازن بني ‏رضورات<br />

التنمية وسالمة البيئة،‏ فال نستطيع اأن نخطو خطوة واحدة اإىل االإمام دومنا مشاريع تنموية<br />

‏صناعية،‏ جتارية،‏ زراعية ولكن وفق معايري،‏ وترشيعات بيئية نتعلم منها كيف نغري من<br />

اأسلوب حياتنا نحو البيئة.‏<br />

األطر العامة للتشريعات واحلقوق البيئية يف فلسطني:‏<br />

يعد موضوع الترشيع البيئي من املواضيع املستجدة يف النظم القانونية العربية<br />

عامة،‏ والقوانني الفلسطينية خاصة،‏ وهو اأيضا من املواضيع التي تعد حديثة التنظيم يف<br />

النظم القانونية الدولية،‏ ومع ذلك فاإن احلق يف بيئة نظيفة يعد من اجليل الثالث حلقوق<br />

االإنسان،‏ وهي الترشيعات القائمة على التعاون االجتماعي،‏ والتي تتطلب عمالً‏ حملياً‏<br />

اإقليماً‏ ودولياً‏ مشرتكا.‏ )1998 )Mansi, .<br />

فمن حيث االإطار القانوين الدويل للحق يف البيئة:‏ فقد بلغ عدد االتفاقيات واملعاهدات<br />

والربوتوكوالت املتعلقة بالبيئة نحو )152( اتفاقية خالل الفرتة من 1921- 1991،<br />

ويتمثل الهدف االأساسي لهذه املعاهدات واالتفاقيات،‏ يف حماية البيئة واملحافظة عليها<br />

نظيفة ومالئمة حلياة االإنسان،‏ بحيث توجب على الدول التي ‏صادقت على هذه االتفاقيات<br />

اأو بعضها،‏ اأن تلتزم باتخاذ التدابري الترشيعية والتنظيمية واالإدارية،‏ لتنفيذ بنود تلك<br />

االتفاقيات،‏ وتطبيقها على املستوى الوطني.‏ ومن اأمثلة التفاقيات الدولية:‏ اتفاقية<br />

منظمة العمل الدولية رقم )169( ، واإعالن ريو )1992( ، واإعالن بكني 1983، وقرار الهيئة<br />

العامة لالأمم املتحدة يف عام )1990( .<br />

ومن حيث االإطار الدستوري:‏ فقد نصت املادة )33( من القانون االأساسي الفلسطيني<br />

على اأن ‏»البيئة املتوازنة النظيفة حق من حقوق الإنسان،‏ واحلفاظ على البيئة<br />

الفلسطينية وحمايتها من اأجل اأجيال احلارض واملستقبل مسئولية وطنية«.‏ وتشكل<br />

هذه املادة معياراً‏ نستطيع من خالله حتديد مدى التقارب ما بني ‏سياسات التنمية وحق<br />

االإنسان يف بيئة نظيفة،‏ كما تشري اإىل االأولوية يف اإجراءات احلماية والوقاية للبيئة<br />

الفلسطينية،‏ واعتبارها مسئولية وطنية.‏<br />

169


الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />

د.‏ محمود األستاذ<br />

أ.‏ محمود الددح<br />

اأما من حيث الإطار القانوين املحلي:‏ فاإنه على الرغم من اأن الترشيعات الفلسطينية<br />

يف جمال البيئة تعد حديثة العهد،‏ فما زال هناك ‏ضعف واضح يف تعزيز هذه الترشيعات،‏<br />

كونها تتجاهل مواضيع املشاركة املجتمعية،‏ وكيفية التعامل مع حقوق االأفراد،‏ ومن هذه<br />

الترشيعات:‏ قانون الدفاع املدين رقم )3( لسنة 1998، وقانون املدن واملناطق الصناعية<br />

احلرة رقم )10( لسنة 1998، وقانون املصادر الطبيعية رقم )1( لسنة 1999، وقانون<br />

البيئة رقم )7( لسنة 2000( 1999 )Jad, .<br />

أهداف الرتبية البيئية يف اجلامعة:‏<br />

يرى وليم ‏ستاب Stapp( )William اأن الهدف العام للرتبية البيئية هو:‏ ‏»اإعداد<br />

مواطن اإيجابي لديه معرفة بالبيئة ‏)الطبيعة – واالجتماعية-‏ والسيكولوجية-‏ واجلمالية..‏<br />

الخ(‏ ، ولديه اهتمامات بالبيئة ودراية مبشكالتها،‏ ومزود باجتاهات ايجابية نحو حماية<br />

البيئة من التلوث واالإهدار واستنزاف املوارد،‏ وملتزم بتحمل املسئولية،‏ ولديه القدرة على<br />

اتخاذ القرار ومزود مبهارة العمل الفردي واجلماعي«‏ )495 )Staap,1989: .<br />

ويف ‏سياق هذا الهدف للرتبية البيئية،‏ ميكن حتديد بعض االأهداف اخلاصة للرتبية<br />

البيئية فيما ياأتي:‏<br />

اإبراز الوقائع التاريخية التي تدل على حسن استخدام بعض املصادر الطبيعية اأو<br />

‏سوء استغاللها،‏ وما يرتتب على ذلك من اآثار ونتائج اجتماعية واقتصادية.‏<br />

اإعداد مواطن اإيجابي لديه القدرة على اتخاذ القرارات املتعلقة بالبيئة وطرق<br />

حمايتها واملحافظة عليها مما يتهددها من اأخطار.‏<br />

‏رشح التعاون بني االأفراد واجلماعات يف اجلمال البيئي ويف الرتبية البيئية<br />

وتوضيحها مبا يف ذلك املجتمع الدويل ذاته.‏<br />

توضيح الرتابط والتداخل بني االإنسان وبيئته،‏ وما بها من مصادر وكائنات<br />

حية.‏<br />

تنمية وتعميق الفهم بالنسبة للمصادر الطبيعية وطرق ‏صيانتها وحسن<br />

استغاللها.‏<br />

ترشيد استخدام املوارد الطبيعية املعرضة للتلف والنفاذ دون تفريط اأو اإهدار.‏<br />

وتعد هذه االأهداف على درجة كبرية من االأهمية بحيث ينبغي اأن توضع يف االعتبار<br />

عند التخطيط الأي برنامج يف الرتبية البيئية ‏سواء اأكان هذا الربنامج ‏سيقدم للصغار اأم<br />

170<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

للكبار،‏ على اأن يراعي تكييف هذه االأهداف وصياغتها مبا يتناسب مع اجلماعة التي ‏سيقدم<br />

لها الربنامج ‏)غنامي،‏ 78( 1990: .<br />

مشكالت الرتبية البيئية على املستوى اجلامعي:‏<br />

تعاين الرتبية البيئية على املستوى اجلامعي من مشكالت متعددة ‏شكلت معوقات<br />

فعلية لغايات الرتبية البيئية واأهدافها،‏ ومن هذه املشكالت:‏<br />

اإن كثرياً‏ من اجلامعات مل تدرك مبا فيه الكفاية اأن الرتبية يجب اأن متد الطالب<br />

اجلامعي بنوع خاص من العالقة بينه وبني البيئة،‏ وبذلك كانت اأهداف الرتبية البيئية يف<br />

تلك اجلامعات غامضة ومبهمة.‏<br />

171<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

‏ضعف القالب الرتبوي لالجتاه البيئي يف الرتبية البيئية على املستوى اجلامعي،‏<br />

ففي كثري من اجلامعات يحتوي املنهج على مواد دراسية منفصلة توؤخذ فرادى متجزئة،‏<br />

مع اأنه ينبغي اأن تقدم مادة البيئة مبفهومها التكاملي.‏<br />

تشكو الرتبية البيئية يف اجلامعات من اأنها مل تدرك اأن عليها اأن تعد الناشئني،‏ ال<br />

ملستقبلهم هم فقط،‏ بل ملستقبل اأبنائهم من بعدهم،‏ وملستقبل االأمة التي يعيشون فيها،‏<br />

والكوكب الذي يعيشون فوقه.‏<br />

تعاين الرتبية البيئية على املستوى اجلامعي من معوق اآخر،‏ هو اأن بعض رجال<br />

الرتبية مييلون كل امليل اإىل اأن يعتربوا املواد املتعلقة مبنهج البيئة مواد علمية،‏ مبعنى<br />

اأنهم يدرجونها يف مساق العلوم املنفصلة.‏<br />

مما ‏سبق يتضح اأن اإحدى املشكالت الرئيسية للرتبية البيئية يف اجلامعات،‏ يتمثل يف<br />

اإهمال موضوع الترشيعات البيئية التي يف ‏ضوئها تتم معرفة احلقوق والواجبات البيئية<br />

لدى املتعلمني،‏ االأمر الذي يف ‏ضوئه حتدد السلوكات واملمارسات البيئية لديهم.‏<br />

الطريقة واإلجراءات:‏<br />

منهج الدراسة:‏<br />

يف ‏ضوء اأهداف الدراسة،‏ فقد استخدم املنهج الوصفي التحليلي،‏ الذي يقوم على وصف<br />

الظاهرة قيد البحث من جميع جوانبها،‏ وحتليل بنيتها،‏ ومعرفة جممل العالقات والروابط<br />

بني مكوناتها دون تدخل من الباحث يف نتائجها،‏ والظاهرة املراد دراستها وحتليلها يف<br />

هذه الدراسة هي واقع الوعي بالترشيعات البيئية لدى الطلبة ودور اجلامعات الفلسطينية<br />

يف تنمية ذلك.‏


الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />

د.‏ محمود األستاذ<br />

أ.‏ محمود الددح<br />

جمتمع الدراسة:‏<br />

ويشمل جميع طلبة املستوى الرابع يف اجلامعات الفلسطينية يف حمافظات غزة.‏<br />

والبالغ عددهم حوايل )4000( طالب وطالبة حسب اإحصائيات عمادات القبول والتسجيل<br />

يف اجلامعات الفلسطينية الثالثة،‏ وهي:‏ اجلامعة االإسالمية،‏ جامعة االأقصى،‏ جامعة<br />

االأزهر.‏<br />

عينة الدراسة:‏<br />

لقد اختريت عينة عشوائية بسيطة مبعدل )%15( من جمتمع الدراسة،‏ للكشف عن دور<br />

اجلامعات الفلسطينية يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية،‏ فتكونت العينة من )600(<br />

طالب وطالبة.‏<br />

خصائص العينة:‏<br />

اتسمت عينة الدراسة من طلبة اجلامعات الفلسطينية يف قطاع غزة باأنها من اجلنسني،‏<br />

اجلدول )1( يوضح ذلك.‏<br />

الجدول )1(<br />

عينة الدراسة وفق المتغيرات الديمغرافية<br />

النسبة %<br />

املتغري<br />

الفئة<br />

العدد<br />

%50<br />

%50<br />

300<br />

300<br />

اجلنس<br />

ذكر<br />

اأنثى<br />

%33.3<br />

االإسالمية 200<br />

%33.3<br />

%33.3<br />

200<br />

200<br />

اجلامعة<br />

االأقصى<br />

االأزهر<br />

%12.3<br />

74<br />

من -60( )70<br />

%53.7<br />

%30.7<br />

322<br />

184<br />

من -71( )80<br />

املعدل الرتاكمي من )81- 90(<br />

%3.3<br />

91 فاأكرث 20<br />

%56<br />

%44<br />

336<br />

264<br />

التخصص<br />

اآداب<br />

علوم<br />

172


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

أدوات الدراسة:‏<br />

لتحقيق اأهداف الدراسة،‏ والإجابة على تساوؤلتها،‏ اأُعدت اأداتان هما:‏<br />

اختبار الوعي بالترشيعات البيئية،‏ واستبانة دور اجلامعات يف تنمية الوعي<br />

بالترشيعات البيئية.‏<br />

أوالً:‏ اختبار الوعي بالتشريعات البيئية:‏<br />

ويهدف هذا االختبار اإىل التعرف اإىل واقع الوعي بالترشيعات البيئية لدى طلبة<br />

اجلامعات الفلسطينية بقطاع غزة.‏<br />

● ● خطوات بناء الختبار:‏<br />

قام الباحثان مبراجعة ما اأتيح لهما من االأدب البيئي،‏ وبعض الدراسات واالأبحاث<br />

املحلية املرتبطة بالبيئة والترشيعات البيئية.‏ كما وجَّ‏ ه الباحثان ‏سوؤاالً‏ مفتوحاً‏ لعينة من<br />

طلبة اجلامعات،‏ وكان هذا السوؤال هو:‏ اأذكر الترشيعات البيئية التي تعرفها؟ ومن<br />

هذه املصادر،‏ استطاع الباحثان اأن يحددا )13( ‏سوؤاالً‏ مفتوحاً‏ تعرب عن مدى وعي طلبة<br />

اجلامعات بالترشيعات البيئية يف املجاالت االآتية:‏ جمال املواثيق الدولية البيئية،‏ وجمال<br />

القوانني والترشيعات البيئية املحلية،‏ وجمال الترشيعات البيئية التي تتعلق مبياه الرشب،‏<br />

وجمال الترشيعات البيئية التي تتعلق بالهواء،‏ وجمال الترشيعات البيئية التي تتعلق<br />

باإدارة املياه العادمة،‏ وجمال الترشيعات البيئية التي تتعلق بشبكات الرصف الصحي،‏<br />

وجمال الترشيعات البيئية التي تتعلق باإدارة املخلفات الصلبة،‏ وجمال الترشيعات البيئية<br />

التي تتعلق باإدارة املوارد البيئية،‏ وجمال الترشيعات البيئية التي تتعلق بالتنوع احليوي،‏<br />

وجمال الترشيعات البيئية التي تتعلق بالبيئة البحرية،‏ وجمال الترشيعات البيئية التي<br />

تتعلق بالتصحر،‏ وجمال اأسباب عدم الوعي بالترشيعات البيئية.‏<br />

ويف ‏ضوء التعريف االإجرائي ملفهوم الوعي بالترشيعات البيئية،‏ ‏صاغ الباحثان<br />

جمموعة من االأسئلة اخلاصة بكل جمال من املجاالت،‏ ثم عرض االختبار على جلنة<br />

من املحكمني من اأساتذة الرتبية البيئية والعلوم يف جامعات قطاع غزة ‏)امللحق 1( ،<br />

وذلك للتاأكد من اأن االأسئلة توضح ما يفيد التعبري عن جماالت االختبار ودرجة اإشباعها،‏<br />

ومدى مالءمة االأسئلة لكل جمال منها،‏ وبعد مراجعة التكرارات اخلاصة بكل ‏سوؤال من<br />

اأسئلة االختبار من قبل هيئة التحكيم،‏ بقيت اأسئلة االختبار كما هي مكونة من )13( ‏سوؤاالً‏<br />

كما يصفه امللحق )2( . كما وضعت طريقة لالستجابة،‏ بحيث تاأخذ املعرفة لكل حق من<br />

الترشيعات البيئية درجة واحدة لكل استجابة ‏صحيحة.‏ كذلك اُتخذت االإجراءات لتقنني<br />

االختبار والتحقق من ‏صدقه وثباته،‏ حيث طُ‏ بق االختبار على عينة استطالعية مكونة من<br />

)30( طالباً‏ وطالبة.‏<br />

173


الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />

د.‏ محمود األستاذ<br />

أ.‏ محمود الددح<br />

● ‏●صدق الختبار:‏<br />

تاأكد الباحثان من ‏صدق االختبار عن طريق ‏صدق املحكمني،‏ كما تاأكدا من ‏صدق<br />

االختبار عن طريق ‏صدق االتساق الداخلي:‏ حيث اأوجدا معامل االتساق الداخلي لالختبار<br />

من خالل حساب معامل االرتباط بني درجة كل جمال،‏ وبني املجموع الكلى لدرجات<br />

االختبار كله،‏ وذلك باستخدام معامل بريسون كما يوضحها اجلدول )2( :<br />

الجدول )2(<br />

صدق االتساق الداخلي الختبار الوعي بالتشريعات البيئية<br />

البيان<br />

جمال املواثيق الدولية البيئية.‏<br />

جمال القوانني والترشيعات البيئية املحلية.‏<br />

جمال الترشيعات البيئية.‏<br />

جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق مبياه الرشب.‏<br />

جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق بالهواء.‏<br />

جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق باإدارة املياه العادمة.‏<br />

جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق بشبكات الرصف الصحي.‏<br />

جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق باإدارة املخلفات الصلبة.‏<br />

جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق باإدارة املوارد البيئية.‏<br />

جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق بالتنوع احليوي.‏<br />

جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق بالبيئة البحرية.‏<br />

جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق بالتصحر.‏<br />

جمال اأسباب عدم الوعي بالترشيعات البيئية<br />

معامل بريسون<br />

مستوى الدللة<br />

0.01<br />

0.01<br />

0.01<br />

0.01<br />

0.01<br />

0.01<br />

0.01<br />

0.01<br />

0.01<br />

0.01<br />

0.01<br />

0.01<br />

0.01<br />

0.61<br />

0.77<br />

0.81<br />

0.79<br />

0.61<br />

0.71<br />

0.80<br />

0.79<br />

0.63<br />

0.60<br />

0.65<br />

0.76<br />

0.70<br />

يالحظ من اجلدول )2( اأن جميع جماالت اختبار الوعي بالترشيعات البيئية مرتبطة<br />

اإحصائياً‏ عند (0.01 ≤ α) مع املجموع الكلي لالختبار،‏ وهذا يعني اأن اختبار الوعي<br />

بالترشيعات البيئية يتمتع باتساق داخلي يعرب عن ‏صدقه.‏<br />

● ‏●ثبات الختبار:‏<br />

تاأكد الباحثان من ثبات االختبار عن طريق التجزئة النصفية:‏ حيث جزئ االختبار<br />

اإىل نصفني،‏ االأسئلة الفردية مقابل االأسئلة الزوجية،‏ ثم حسب معامل ارتباط بريسون بني<br />

النصفني على كل جمال يف االختبار،‏ ثم عُ‏ دّل طول لكل منهما باستخدام معامل ‏سبريمان/‏<br />

براون،‏ واجلدول )3( يوضح ذلك.‏<br />

174


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

الجدول )3(<br />

ثبات التجزئة النصفية الختبار الوعي بالتشريعات البيئية<br />

البيان<br />

جمال املواثيق الدولية البيئية.‏<br />

جمال القوانني والترشيعات البيئية املحلية.‏<br />

جمال الترشيعات البيئية.‏<br />

جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق مبياه الرشب.‏<br />

جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق بالهواء.‏<br />

جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق باإدارة املياه العادمة.‏<br />

جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق بشبكات الرصف الصحي.‏<br />

جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق باإدارة املخلفات الصلبة.‏<br />

جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق باإدارة املوارد البيئية.‏<br />

جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق بالتنوع احليوي.‏<br />

جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق بالبيئة البحرية.‏<br />

جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق بالتصحر.‏<br />

جمال اأسباب عدم الوعي بالترشيعات البيئية<br />

معامل بريسون<br />

معامل ‏سبريمان/‏ براون<br />

0.79<br />

0.82<br />

0.89<br />

0.84<br />

0.76<br />

0.87<br />

0.88<br />

0.81<br />

0.85<br />

0.78<br />

0.83<br />

0.84<br />

0.80<br />

0.66<br />

0.70<br />

0.81<br />

0.73<br />

0.62<br />

0.78<br />

0.80<br />

0.69<br />

0.74<br />

0.65<br />

0.71<br />

0.73<br />

0.68<br />

يالحظ من اجلدول )3( اأن قيم معامالت ارتباط بريسون،‏ وقيم معامالت ‏سبريمان/‏<br />

براون الختبار الوعي بالترشيعات البيئية يشريان اإىل اأن االختبار يتمتع بدرجة ثبات<br />

جيدة،‏ توؤكد ‏صالحيته لالستخدام.‏ كما مت التاأكد من ثباته اأيضاً‏ عن طريق معامل األفا<br />

كرونباخ،‏ حيث يشري ارتفاع معامل (α) اإىل اإن اأسئلة االختبار تعرب عن مضمون واحد،‏ كما<br />

اأن هذا املعامل يدل على احلد االأدنى ملعامل الثبات،‏ ويوضح اجلدول )4( قيم معامل (α)<br />

لالختبار ككل.‏<br />

الجدول )4(<br />

ثبات اختبار الوعي بالتشريعات البيئية كما تعبر عنه معامات α كرونباخ<br />

البيان<br />

جمال املواثيق الدولية البيئية.‏<br />

جمال القوانني والترشيعات البيئية املحلية.‏<br />

جمال الترشيعات البيئية.‏<br />

جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق مبياه الرشب.‏<br />

جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق بالهواء.‏<br />

معامل α كرونباخ<br />

0.77<br />

0.70<br />

0.78<br />

0.82<br />

0.71<br />

175


الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />

د.‏ محمود األستاذ<br />

أ.‏ محمود الددح<br />

البيان<br />

جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق باإدارة املياه العادمة.‏<br />

جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق بشبكات الرصف الصحي.‏<br />

جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق باإدارة املخلفات الصلبة.‏<br />

جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق باإدارة املوارد البيئية.‏<br />

جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق بالتنوع احليوي.‏<br />

جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق بالبيئة البحرية.‏<br />

جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق بالتصحر.‏<br />

جمال اأسباب عدم الوعي بالترشيعات البيئية<br />

معامل α كرونباخ<br />

0.78<br />

0.80<br />

0.76<br />

0.70<br />

0.75<br />

0.74<br />

0.79<br />

0.70<br />

يالحظ من اجلدول )4( اأن قيم معامالت (α) كرونباخ الختبار الوعي بالترشيعات<br />

البيئية باأبعاده املختلفة،‏ تشري اإىل اأن االختبار يتمتع بدرجة ثبات داخلي جيدة،‏ توؤكد<br />

وحدة مضمونه وبالتايل ‏صالحيته لالستخدام.‏<br />

ثانياً:‏ استبانة دور اجلامعات الفلسطينية يف تنمية الوعي بالتشريعات البيئية:‏<br />

وتهدف هذه االستبانة اإىل التعرف اإىل طبيعة دور اجلامعات الفلسطينية يف تنمية<br />

الوعي بالترشيعات البيئية لدى الطلبة يف املجتمع الفلسطيني.‏<br />

● ‏●خطوات بناء الإستبانة:‏<br />

راجع الباحثان ما اأتيح لهما من االأدب البيئي املرتبط بالبيئة والترشيعات البيئية،‏<br />

ثم رجعا اإىل بعض الدراسات واالأبحاث املحلية ذات العالقة لالستفادة منها يف بناء<br />

االستبانة.‏ كما وجَّ‏ ها ‏سوؤاالً‏ مفتوحاً‏ لعينة من طلبة اجلامعات الفلسطينية وكان هذا السوؤال<br />

هو:‏ ما دور اجلامعة يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية؟ وما الفعاليات<br />

اخلاصة بذلك؟ ومن هذه املصادر،‏ استطاع الباحثان اأن يحددا )5( جماالت تعرب عن<br />

دور اجلامعات يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية.‏ وفى ‏ضوء التعريف االإجرائي لدور<br />

اجلامعات يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية،‏ ‏صاغ الباحثان )43( فقرة،‏ تغطي كل<br />

جمال من املجاالت.‏<br />

وبعد اإعداد االستبانة وصياغة فقراتها وفق جماالتها املختلفة باأسلوب واضح<br />

ومفهوم،‏ ومراجعتها لغوياً،‏ عُ‏ رضت على جلنة من املحكمني من اأساتذة الرتبية والعلوم<br />

176


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

البيئية يف جامعات قطاع غزة ‏)امللحق 1( ، وذلك للتاأكد من اأن الفقرات توضح ما يفيد<br />

التعبري عن جماالت االستبانة ودرجة اإشباعها،‏ ومدى مالءمة الفقرات يف كل جمال منها.‏<br />

وبعد مراجعة التكرارات اخلاصة بكل فقرة من فقرات االستبانة من قبل هيئة التحكيم<br />

استبعدت الفقرات التي حصلت على اأقل من % 80 من املوافقة،‏ فاأصبحت االستبانة كما<br />

يصفها اجلدول )5( .<br />

الجدول )5(<br />

جدول مواصفات استبانة دور الجامعات في تنمية الوعي بالتشريعات البيئية<br />

البيان<br />

اأرقام الفقرات<br />

املجموع<br />

النسبة املئوية<br />

14.7<br />

5<br />

الدور االأكادميي 1- 5<br />

23.5<br />

8<br />

الدور الثقايف 6- 13<br />

17.6<br />

6<br />

الدور البحثي 14- 19<br />

20.5<br />

7<br />

الدور االإعالمي 20- 26<br />

23.5<br />

8<br />

الدور الفني 27- 34<br />

100<br />

34<br />

الدور ككل<br />

وضعت طريقة لالستجابة بحيث يختار الطالب االستجابات التي يراها مناسبة ‏ضمن<br />

تدرج رباعي لدور اجلامعات يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية،‏ بحيث ياأخذ التدريج<br />

للدور املرتفع الدرجة )4( ، والدور املتوسط الدرجة )3( ، والدور املنخفض الدرجة )2( ،<br />

والدور املعدوم الدرجة )1( . كما اأتخذت االإجراءات لتقنني االستبانة والتحقق من ‏صدقها<br />

وثباتها،‏ حيث طُ‏ بقت االستبانة على عينة استطالعية مكونة من )60( طالباً‏ وطالبة.‏<br />

● ‏●صدق الإستبانة:‏<br />

تاأكد الباحثان من ‏صدق االستبانة عن طريق ‏صدق املحكمني:‏ حيث عرضت االستبانة<br />

على جلنة حمكمني،‏ واأخذ الباحثان مبا اأقرته هذه اللجنة من حذف لبعض الفقرات،‏ وتعديل<br />

لبعضها االآخر حتى وصل عدد فقراتها اإىل )34( فقرة.‏<br />

كذلك استخدم االتساق الداخلي،‏ حيث حُ‏ ‏سب معامل االرتباط بني درجة كل بعد،‏ وبني<br />

املجموع الكلى لدرجات االستبانة كلها،‏ وذلك من اأجل اإيجاد التجانس الداخلي لالستبانة،‏<br />

والإيجاد هذه االرتباطات اُستخدم معامل بريسون كما يوضحها اجلدول )6( .<br />

177


الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />

د.‏ محمود األستاذ<br />

أ.‏ محمود الددح<br />

الجدول )6(<br />

صدق االتساق الداخلي الستبانة دور الجامعات الفلسطينية في تنمية الوعي بالتشريعات البيئية<br />

البيان<br />

الدور االأكادميي<br />

الدور الثقايف<br />

الدور البحثي<br />

الدور االإعالمي<br />

الدور الفني<br />

معامل بريسون<br />

0.79<br />

178<br />

مستوى الدللة<br />

0.01<br />

0.01<br />

0.01<br />

0.01<br />

0.01<br />

0.75<br />

0.80<br />

0.77<br />

0.81<br />

يالحظ من اجلدول )6( اأن جميع جماالت استبانة دور اجلامعات الفلسطينية يف<br />

تنمية الوعي بالترشيعات البيئية مرتبطة اإحصائياً‏ عند (0.01 ≤ α) مع املجموع الكلي<br />

لالستبانة،‏ وهذا يعني اأن استبانة دور اجلامعات الفلسطينية يف تنمية الوعي بالترشيعات<br />

البيئية يتمتع باتساق داخلي،‏ مما يعني ‏صدق االستبانة ملا اأعدت له.‏<br />

● ‏●ثبات الستبانة:‏<br />

تاأكد الباحثان من ثبات االستبانة عن طريق التجزئة النصفية،‏ حيث جُ‏ زئت االستبانة<br />

اإىل نصفني،‏ الفقرات الفردية مقابل الفقرات الزوجية،‏ ثم حسب معامل ارتباط بريسون بني<br />

النصفني على االستبانة كلها،‏ ولكل بعد من اأبعادها،‏ ثم عُ‏ دل طول كل منهما باستخدام<br />

معامل ‏سبريمان/‏ براون،‏ واجلدول )7( يوضح ذلك.‏<br />

الجدول )7(<br />

ثبات التجزئة النصفية الستبانة دور الجامعات الفلسطينية في تنمية الوعي بالتشريعات البيئية<br />

البيان<br />

الدور االأكادميي<br />

الدور الثقايف<br />

الدور البحثي<br />

الدور االإعالمي<br />

الدور الفني<br />

الدور ككل<br />

معامل بريسون<br />

0.70<br />

معامل ‏سبريمان/‏ براون<br />

0.82<br />

0.87<br />

0.88<br />

0.91<br />

0.86<br />

0.90<br />

0.78<br />

0.80<br />

0.84<br />

0.76<br />

0.82<br />

يالحظ من اجلدول )7( اأن قيم معامالت ارتباط بريسون،‏ وقيم معامالت ‏سبريمان/‏<br />

براون الستبانة دور اجلامعات يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية باأبعادها اخلمسة،‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

تشري اإىل اأن االستبانة تتمتع بدرجة ثبات جيدة،‏ توؤكد ‏صالحيته لالستخدام.‏ كذلك استخدم<br />

معامل األفا كرونباخ،‏ ويوضح اجلدول )8( قيم معامل α لالستبانة كلها ولكل بعد من<br />

اإبعادها.‏<br />

الجدول )8(<br />

ثبات إستبانة دور الجامعات الفلسطينية في تنمية الوعي بالتشريعات البيئية<br />

البيان<br />

الدور االأكادميي<br />

الدور الثقايف<br />

الدور البحثي<br />

الدور االإعالمي<br />

الدور الفني<br />

الدور ككل<br />

معامل α كرونباخ<br />

0.77<br />

0.75<br />

0.80<br />

0.79<br />

0.82<br />

0.76<br />

يالحظ من اجلدول )8( اأن قيم معامالت (α) كرونباخ الستبانة دور اجلامعات<br />

الفلسطينية يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية باأبعاده اخلمسة تشري اإىل اأن االستبانة<br />

تتمتع بدرجة ثبات داخلي جيدة توؤكد وحدة مضمونه،‏ وبالتايل ‏صالحيته لالستخدام.‏<br />

خامساً:‏ املعاجلات اإلحصائية:‏<br />

لالإجابة عن اأسئلة الدراسة اُستخدمت الرزمة االإحصائية للعلوم االجتماعية ،)SPSS(<br />

حيث استخدمت التكرارات والنسب املئوية للكشف عن مستوى وعي الطلبة يف اجلامعات<br />

الفلسطينية بالترشيعات البيئية،‏ كما استخدم اختبار ‏)ت(‏ لعينتني مستقلتني للتاأكد من<br />

‏صحة الفرضيات املتعلقة باأثر كل من اجلنس والتخصص يف دور اجلامعات يف تنمية<br />

الوعي بالترشيعات البيئية،‏ كذلك استخدم اختبار حتليل التباين االأحادي للتاأكد من ‏صحة<br />

الفرضيات املتعلقة بكل من اجلامعة واملعدل الرتاكمي يف دور اجلامعات يف تنمية الوعي<br />

بالترشيعات البيئية،‏ واختبار ‏شيفيه البعدي يف حال وجود فروق دالة اإحصائياً‏ باستخدام<br />

حتليل التباين،‏ ثم اختبار ‏شيفيه البعدي.‏<br />

نتائج الدراسة:‏<br />

‏◄◄اإجابة السوؤال االأول:‏ ينص السوؤال االأول على ما ياأتي:‏ ما مستوى وعي طلبة<br />

اجلامعات الفلسطينية بالترشيعات البيئية؟ والإجابة هذا السوؤال،‏ استخدمت<br />

التكرارات والنسب املئوية،‏ واجلدوالن )9 ‏)اأ،‏ ب((‏ يوضحان ذلك.‏<br />

179


الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />

د.‏ محمود األستاذ<br />

أ.‏ محمود الددح<br />

الجدول ‏)‏‎9‎أ(‏<br />

التكرارات والنسب المئوية لمستوى وعي الطلبة بالتشريعات البيئية الدولية والمحلية<br />

%<br />

جمالت الوعي<br />

التكرار<br />

الرتتيب<br />

1<br />

7<br />

42<br />

الوعي باملواثيق الدولية التي كفلت حقوق االإنسان<br />

بشكل عام وحقوقه البيئية بشكل خاص<br />

3<br />

3.3<br />

20<br />

الوعي بالقوانني والترشيعات البيئية التي اقرها<br />

املجلس الترشيعي وسلطة اجلودة البيئية يف فلسطني<br />

2<br />

5<br />

30<br />

الوعي بالترشيعات البيئية لالإنسان التي اأفضت اإليها<br />

املواثيق الدولية والترشيعات البيئية<br />

يالحظ من اجلدول ‏)‏‎9‎اأ(‏ ‏ضعف معرفة طلبة اجلامعات الفلسطينية باملواثيق<br />

والترشيعات البيئية ‏سواء على الصعيد الدويل منها اأم على الصعيد املحلي الفلسطيني،‏<br />

حيث مل يرتق مستوى معرفتهم بتلك الترشيعات اإىل‎%70‎ يف احلد االأدنى،‏ حيث احتلت<br />

معرفة الطلبة باملواثيق الدولية البيئية املرتبة االأوىل وبتكرار )42( ونسبة مئوية )%7(،<br />

كما احتلت معرفتهم بالترشيعات البيئية بشكل عام املرتبة الثانية بتكرار )30( ونسبة<br />

مئوية )%5( ، اأما معرفتهم بالترشيعات البيئية الفلسطينية،‏ فكانت يف املرتبة الثالثة<br />

واالأخرية بتكرار )20( ونسبة مئوية )%3.3( . وهذا يعني غياب الثقافة البيئية الفلسطينية<br />

املتعلقة بالترشيعات والقوانني البيئية يف الوقت الذي تنترش فيه ثقافة البيئة الدولية،‏ واإن<br />

كانت بنسبة غري مرتفعة.‏<br />

ويرجع السبب يف ذلك اإىل اأن القوانني واملواثيق البيئية الدولية معممة ومنترشة عرب<br />

اأجهزة االإعالم واملوؤسسات البيئية كافة مما اأدى اإىل تداولها بني االأفراد بشكل نسبي،‏ اأما<br />

القوانني والترشيعات البيئية الفلسطينية،‏ فقد تكون غري معلنة،‏ اأو مل تُعلن يف الصحف<br />

واأجهزة االإعالم،‏ وقد تكون متخصصة وذات خصوصية ببعض املوؤسسات ذات العالقة<br />

االأمر الذي جعلها غري معروفة للطلبة،‏ اأو اأن اجلامعات الفلسطينية مل تعط املوضوع االأهمية<br />

املطلوبة.‏<br />

وتتفق هذه النتيجة مع نتيجة دراسة العيسة )1996( التي توؤكد غياب ترشيع بيئي<br />

فلسطيني رسمي بسبب االحتالل االإرسائيلي،‏ كما تتفق مع دراسة اآل ‏صادق )1998( التي<br />

توؤكد على ‏رضورة االإملام بالترشيعات الالزمة جلميع جوانب البيئة،‏ واأن هناك حاجة<br />

لوضع املزيد من القوانني والترشيعات البيئية،‏ كما تتفق مع دراسة حافظ )2006( التي<br />

توؤكد عدم توافر حرص ‏شامل جلميع الترشيعات البيئية.‏<br />

180


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

الجدول ‏)‏‎9‎ب(‏<br />

التكرارات والنسب المئوية لمستوى وعي الطلبة بالتشريعات البيئية الخاصة<br />

بعناصر البيئة المحلية ومكوناتها<br />

جمالت الوعي<br />

التكرار<br />

% الرتتيب<br />

1<br />

32.7<br />

196<br />

الوعي بالترشيعات البيئية املتعلقة باستخدام املياه<br />

2<br />

29<br />

174<br />

الوعي بالترشيعات البيئية املتعلقة بالهواء اجلوي الصحي<br />

6<br />

14<br />

84<br />

الوعي بالترشيعات البيئية املتعلقة باإدارة املياه العادمة<br />

8<br />

9.7<br />

الوعي بالترشيعات البيئية املتعلقة بخدمات ‏شبكات الرصف الصحي 58<br />

5<br />

16<br />

الوعي بالترشيعات البيئية املتعلقة بحماية البيئة من املخلفات الصلبة 96<br />

4<br />

17.3<br />

الوعي بالترشيعات البيئية املتعلقة بالتمتع باملوارد الطبيعية يف البيئة 104<br />

9<br />

1.7<br />

الوعي بالترشيعات البيئية املتعلقة باأهمية التنوع احليوي كرضورة بيئية 10<br />

3<br />

23<br />

138<br />

الوعي بالترشيعات البيئية املتعلقة بالتعامل مع البيئة البحرية<br />

7<br />

13.3<br />

80<br />

الوعي بالترشيعات البيئية املتعلقة بحماية البيئة من التصحر<br />

كما يتضح من اجلدول ‏)‏‎9‎ب(‏ اأن هناك ‏ضعفاً‏ يف معرفة طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />

بالترشيعات البيئية الفلسطينية املتعلقة بكل من املاء والهواء...‏ الخ ذلك اأن مستوى<br />

معرفتهم مل يصل اإىل )%50( حيث احتل الوعي بالترشيعات البيئية املتعلقة باستخدام<br />

املياه املرتبة االأوىل،‏ بتكرار )196( ونسبة مئوية )%32.7( ، كذلك احتل الوعي<br />

بالترشيعات البيئية املتعلقة بالهواء اجلوي الصحي املرتبة الثانية،‏ بتكرار )174( ونسبة<br />

مئوية )%29( . كذلك احتل الوعي بالترشيعات البيئية املتعلقة بالتعامل مع البيئة البحرية<br />

املرتبة الثالثة،‏ بتكرار )138( ونسبة مئوية )%23( ، كذلك احتل الوعي بالترشيعات البيئية<br />

املتعلقة بالتمتع باملوارد الطبيعية يف البيئة املرتبة الرابعة،‏ بتكرار )104( ونسبة مئوية<br />

)%17.3(، اأيضاً‏ احتل الوعي بالترشيعات البيئية املتعلقة باملخلفات الصلبة املرتبة<br />

اخلامسة،‏ بتكرار )96( ونسبة مئوية )%16( ، واحتل الوعي بالترشيعات البيئية املتعلقة<br />

باإدارة املياه العادمة املرتبة السادسة،‏ بتكرار )84( ونسبة مئوية )14( . كذلك احتل<br />

الوعي بالترشيعات البيئية املتعلقة بحماية البيئة من التصحر املرتبة السابعة،‏ بتكرار<br />

)80( ونسبة مئوية )%13.3( ، واحتل الوعي بالترشيعات البيئية املتعلقة بخدمات ‏شبكات<br />

الرصف الصحي املرتبة الثامنة،‏ بتكرار )58( ونسبة مئوية )%9.7( . كذلك احتل الوعي<br />

بالترشيعات البيئية املتعلقة باأهمية التنوع احليوي كرضورة بيئية املرتبة التاسعة<br />

واالأخرية،‏ بتكرار )10( ونسبة مئوية )%1.7( .<br />

181


الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />

د.‏ محمود األستاذ<br />

أ.‏ محمود الددح<br />

ومما ‏سبق يتضح اأنه على الرغم من ‏ضعف مستوى املعرفة التام بهذه الترشيعات فاإن<br />

معرفتهم ذات ‏سلم اأولويات يبداأ بالترشيعات البيئية التي تتعلق باملاء ثم بالبيئة البحرية<br />

ثم بالهواء،‏ ومرد هذه النتائج من منظور الباحثني اأن املاء والهواء يشكالن عصب حياة<br />

االإنسان يف اأي مكان يف العامل،‏ واأن معايري اجلودة لكليهما معروفة لدى اأي فرد،‏ وهي<br />

متثل ممارسة حياتية يومية،‏ ينبه اإليها يومياً‏ يف كل وسائل االإعالم،‏ وتدعو اإليها املناهج<br />

الدراسية،‏ ذلك اإن ‏ضعف جودتهما يودي بحياة الناس مبارشة ودون اإنذار،‏ وبالتايل فاإن<br />

معرفة طلبة اجلامعات بالترشيعات البيئية التي تتعلق مبياه الرشب من جهة،‏ ونوعية<br />

الهواء من جهة ثانية،‏ احتلت اأولوية،‏ كذلك فاإن معرفتهم بالترشيعات البيئية املتعلقة<br />

بالبيئة البحرية جاءت يف املرتبة الثالثة،‏ والسبب يف ذلك اأيضاً‏ اأن قطاع غزة يقع على<br />

‏شاطئ بحر غزة،‏ ويقضي معظم السكان كثرياً‏ من اأوقاتهم اإما على ‏شاطئ البحر بهدف<br />

التنزه اأو يف السباحة،‏ وكثري منهم ميتهن مهنة ‏صيد االأسماك،‏ مما يجعل عالقتهم مع البيئة<br />

البحرية عالقة حميمة،‏ االأمر الذي ‏ساهم يف تنمية معرفتهم بهذا النوع من الترشيعات.‏ اأما<br />

كون ‏ضعف معرفتهم ‏شبه املطلقة بالترشيعات البيئية املتعلقة بكل من التصحر وشبكات<br />

الرصف الصحي والتنوع احليوي،‏ فقد يعود السبب يف ذلك اإىل غياب هذه اجلوانب يف حياة<br />

الفلسطينيني،‏ ذلك اأن قطاع غزة يخلو من الصحاري نظراً‏ لصغر مساحته من جهة وكرثة<br />

عدد ‏سكانه من جهة ثانية،‏ وكذلك عدم توافر ‏شبكات ‏رصف ‏صحي باملعني املطلوب يف<br />

العديد من املدن والقرى،‏ وتنعدم هذه الشبكات يف املخيمات التي متثل معظم مساحة<br />

القطاع،‏ اأما التنوع احليوي،‏ فيكاد ينعدم يف قطاع غزة لعدم توافر مناطق مناسبة غري<br />

ماأهولة بالسكان،‏ وبشكل عام فاإن ‏ضعف مستوى الوعي بالترشيعات البيئية الفلسطينية<br />

قد يرجع اإىل عدم تناول اجلامعات الفلسطينية بغزة لهذه الترشيعات،‏ وهذا ما اتضح بعد<br />

مراجعة قواعد البيانات اخلاصة باجلامعات عينة الدراسة.‏<br />

وتتفق هذه النتائج مع دراسة عبد اهلل )1992( التي توؤكد ‏ضعف القيم البيئية لدى<br />

طلبة اجلامعات،‏ وكذلك دراسة ‏صيدم )2007( التي وجدت اأن مستوى القيم البيئية لدى<br />

طلبة اجلامعات الفلسطينية اأقل من )%70( ، كذلك تتفق مع دراسة اآل ‏صادق )1998( التي<br />

توؤكد عدم توافر ترشيعات جلميع جوانب البيئة،‏ وكذلك دراسة حافظ التي توؤكد عدم توافر<br />

حرص ‏شامل للترشيعات البيئية يف جميع مكونات البيئة.‏<br />

‏◄◄اإجابة السوؤال الثاين:‏ ينص السوؤال الثاين على ما ياأتي:‏ ما دور اجلامعات<br />

الفلسطينية يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية لدى طلبتها؟ ولالإجابة<br />

عن هذا السوؤال،‏ استخدمت املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية والنسب املئوية<br />

والرتتيب واجلدول )10( يوضح ذلك.‏<br />

182


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

الجدول )10(<br />

المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية والنسب المئوية لدور الجامعات<br />

في تنمية الوعي بالتشريعات البيئية<br />

دور اجلامعات<br />

املتوسط احلسابي<br />

النحراف املعياري<br />

النسبة املئوية<br />

الرتتيب<br />

5<br />

16.04<br />

3.32<br />

الدور االأكادميي 10.96<br />

1<br />

24.75<br />

40.85<br />

الدور الثقايف 16.91<br />

4<br />

16.88<br />

3.93<br />

الدور البحثي 11.53<br />

3<br />

19.89<br />

4.32<br />

الدور االإعالمي 13.59<br />

2<br />

22.40<br />

4.59<br />

15.30<br />

الدور الفني<br />

-<br />

50.2<br />

17.9<br />

الدور بشكل عام 68.30<br />

يالحظ من اجلدول )10( اأن دور اجلامعات بشكل عام يف تنمية الوعي بالترشيعات<br />

البيئية لدى الطلبة بلغت النسبة املئوية له )%50.2( ، واأن الدور الثقايف للجامعات يف<br />

تنمية الوعي بالترشيعات البيئية احتل املرتبة االأوىل بنسبة مئوية )%24.75( . واأن الدور<br />

الفني للجامعات يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية احتل املرتبة الثانية بوزن نسبي<br />

)%22.40( ، واأن الدور االإعالمي للجامعات يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية احتل<br />

املرتبة الثالثة بوزن نسبي )%19.89( ، واأن الدور البحثي للجامعات يف تنمية الوعي<br />

بالترشيعات البيئية احتل املرتبة الرابعة بنسبة مئوية )%16.88( . واأن الدور االأكادميي<br />

للجامعات يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية احتل املرتبة اخلامسة بنسبة مئوية<br />

. )%16.04(<br />

يف ‏ضوء هذه النتائج يتضح انخفاض مستوى دور اجلامعات الفلسطينية يف تنمية<br />

الوعي بالترشيعات البيئية لدى طلبتها،‏ ويرجع السبب يف ذلك اإىل اأن اجلامعات تركز على<br />

املوضوعات البيئية مبا تشمله من مفاهيم ومكونات وعنارص وطاقة وموارد وبرامج حماية<br />

واستثمار ومشكالت واقعية اأكرث من تركيزها على قضايا الترشيعات يف جمال البيئة،‏ على<br />

اعتبار اأن هذه الترشيعات هي حتصيل حاصل،‏ واأن الكل يعرفها وهي حق طبيعي مكتسب<br />

ومعروف،‏ وهذا ما اتضح عند مراجعة قواعد البيانات يف اجلامعات الفلسطينية،‏ فلم يجد<br />

الباحثان مساقات دراسية خاصة بذلك يف متطلبات اجلامعة،‏ واإمنا قد مير املساق الدراسي<br />

على هذه املوضوعات مرور الكرام،‏ كذلك مل تتناول الندوات واالأيام الدراسية واملوؤمترات<br />

التي تعقد يف اجلامعات هذه املوضوعات،‏ اإضافة اإىل ذلك فاإن اجلامعات مل تتطرق اإىل<br />

قضية الترشيعات البيئية من خالل نرشات خاصة اأو اأخبار بيئية على مواقع االنرتنت<br />

اخلاصة باجلامعات.‏<br />

183


الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />

د.‏ محمود األستاذ<br />

أ.‏ محمود الددح<br />

كما يتضح اأيضاً‏ اأن الدور الثقايف للجامعات يحتل املرتبة االأوىل يف ذلك،‏ وهذا<br />

يرجع اإىل تعدد االأنشطة الثقافية التي تقودها اجلامعات واملتمثلة يف الندوات والدورات<br />

واالستدعاء للخرباء واأصحاب القرار واإنتاج النرشات واملنشورات واالإحصاءات املصاحبة<br />

النتهاكات االحتالل للبيئة،‏ وما يرافقها من حمالت توعية.‏ اأما كون الدور االأكادميي<br />

للجامعة يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية يحتل املرتبة االأخرية،‏ فمرده اإىل ‏ضعف<br />

اخلطة الدراسية يف جمال الترشيعات البيئية،‏ السيما عدم توافر مساق دراسي حول<br />

الترشيعات البيئية،‏ وغياب مركز بحوث ودراسات يختص بالشئون البيئية،‏ وعدم تبني<br />

اخلطة االأكادميية الأعمال بيئية تطوعية.‏<br />

وتتفق هذه النتائج مع دراسة ‏صيدم )2007( التي توصلت اإىل اأن مستوى القيم<br />

واالأخالقيات البيئية لدى طلبة اجلامعات الفلسطينية اأقل من )%70( ، كما تتفق مع دراسة<br />

االأغا واأبو دف )1996( التي اأكدت على ‏رضورة تبني منظومة قيمية يف التعليم الفلسطيني،‏<br />

وكذلك دراسة االأستاذ واأبو جحجوح )1999( برضورة االهتمام بالقيم البيئية،‏ وتختلف<br />

مع الدراسات التي اأكدت على فاعلية مناهج الرتبية البيئية يف تنمية املفاهيم واالجتاهات<br />

واالأخالق البيئية مثل دراسة مسلماين )1985( ، ودراسة عبد العال )1986( ، ودراسة<br />

الشافعي )1990( ، ودراسة ‏صديق وعطوة )1991( ، ودراسة مبارك واحلدابي )1992( ،<br />

ودراستا الفرا ،1993( )1997 .<br />

‏◄◄اإجابة السوؤال الثالث ‏)اأ(‏ : ينص السوؤال )3- اأ(‏ على ما ياأتي:‏ اإىل اأي مدى تقوم<br />

اجلامعات الفلسطينية بدورها يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية من<br />

منظور طلبتها وفق متغري اجلنس؟ ولالإجابة عن هذا السوؤال،‏ اُستخدم االإحصائي<br />

‏)ت(‏ لعينتني مستقلتني واجلدول )11( يوضح ذلك.‏<br />

الجدول )11(<br />

نتائج اختبار ‏)ت(‏ لعينتين مستقلتين للكشف عن أثر الجنس دور الجامعات<br />

في تنمية الوعي بالتشريعات البيئية<br />

البيان<br />

النوع الجتماعي<br />

العدد<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

النحراف<br />

املعياري<br />

قيمة ‏)ت(‏<br />

املحسوبة<br />

الدللة الإحصائية<br />

دالة عند α( ≤ )0.01<br />

دالة عند α( ≤ )0.01<br />

3.28<br />

3.84<br />

3.22<br />

3.37<br />

4.99<br />

4.60<br />

11.40<br />

10.52<br />

17.66<br />

16.16<br />

300<br />

300<br />

300<br />

300<br />

الدور االأكادميي<br />

الدور الثقايف<br />

ذكر<br />

اأنثى<br />

ذكر<br />

اأنثى<br />

184


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

البيان<br />

النوع الجتماعي<br />

العدد<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

النحراف<br />

املعياري<br />

قيمة ‏)ت(‏<br />

املحسوبة<br />

الدللة الإحصائية<br />

2.05 دالة عند α( ≤ )0.01<br />

1.45<br />

4.01<br />

3.84<br />

4.46<br />

4.16<br />

4.65<br />

4.15<br />

18.21<br />

17.51<br />

11.86<br />

11.20<br />

13.85<br />

13.34<br />

15.67<br />

14.93<br />

70.46<br />

66.15<br />

300<br />

300<br />

300<br />

300<br />

300<br />

300<br />

300<br />

300<br />

الدور البحثي<br />

الدور االإعالمي<br />

الدور الفني<br />

دور اجلامعة بشكل عام<br />

ذكر<br />

اأنثى<br />

ذكر<br />

اأنثى<br />

ذكر<br />

اأنثى<br />

ذكر<br />

اأنثى<br />

غري دالة<br />

دالة عند α( ≤ )0.01<br />

دالة عند α( ≤ )0.01<br />

1.97<br />

2.95<br />

‏قيمة ‏»ت«‏ الجدولية تساوي )1.96( عند 0.01( ≥ )α ، ودرجة حرية 598( )<br />

‏قيمة ‏»ت«‏ الجدولية تساوي )2.57( عند 0.01( ≥ )α ، ودرجة حرية 598( )<br />

يالحظ من اجلدول )11( اأن قيمة ‏)ت(‏ املحسوبة اأكرب من قيمة ‏)ت(‏ اجلدولية عند<br />

(0.05 ≤ α) على دور اجلامعة بشكل عام،‏ وعلى جميع االأبعاد ما عدا البعد االإعالمي،‏ مما<br />

يعني اأنه توجد فروق دالة اإحصائياً‏ عند (0.05 ≤ α) يف استجابات الطلبة حول الدور<br />

البيئي للجامعات الفلسطينية يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية ترجع ملتغري اجلنس<br />

ولصالح الذكور.‏<br />

ويرجع السبب يف ذلك اإىل كون الطالب الذكور اأكرث تنوراً‏ من الطالبات يف ‏سوؤون<br />

احلياة بشكل عام،‏ واأن لديهم الفرصة ملتابعة معظم نشاطات اجلامعة من ندوات وورشات<br />

عمل وحضور حمارضات ثقافية طارئة وموؤمترات عامة...‏ اإلخ،‏ وهذا ما مل تتح الفرصة له<br />

للطالبات بحكم طبيعتهن االأنوثية من جهة،‏ وبحكم طبيعة عادات املجتمع وتقاليده التي<br />

ال تعطي الفرصة لالأنثى لقضاء اأوقات فراغها خارج اإطار البيت اأو العمل اجلاد.‏<br />

وتختلف هذه النتائج مع دراسة ‏صيدم )2007( التي توصلت اإىل اأن القيم البيئية لدى<br />

طلبة اجلامعات مل تتاأثر باجلنس.‏<br />

‏◄◄اإجابة السوؤال الثالث ‏)ب(‏ : ينص السوؤال )3- ب(‏ على ما ياأتي:‏ اإىل اأي مدى<br />

تقوم اجلامعات الفلسطينية بدورها يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية<br />

من منظور طلبتها وفق متغري التخصص؟ ولالإجابة عن هذا السوؤال،‏ اُستخدم<br />

االإحصائي ‏)ت(‏ لعينتني مستقلتني واجلدول )12( يوضح ذلك.‏<br />

185


الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />

د.‏ محمود األستاذ<br />

أ.‏ محمود الددح<br />

الجدول )12(<br />

نتائج اختبار ‏)ت(‏ لعينتين مستقلتين للكشف عن أثر التخصص في دور الجامعات<br />

في تنمية الوعي بالتشريعات البيئية<br />

البيان<br />

التخصص<br />

العدد<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

النحراف<br />

املعياري<br />

قيمة ‏)ت(‏<br />

املحسوبة<br />

الدللة الإحصائية<br />

1.12 -<br />

3.41<br />

3.21<br />

10.82<br />

11.13<br />

336<br />

264<br />

الدور االأكادميي<br />

علمي<br />

اإنساين<br />

غري دالة<br />

1.03<br />

4.96<br />

4.71<br />

17.09<br />

16.68<br />

336<br />

264<br />

الدور الثقايف<br />

علمي<br />

اإنساين<br />

غري دالة<br />

1.54<br />

4.08<br />

3.73<br />

11.75<br />

11.25<br />

336<br />

264<br />

الدور البحثي<br />

علمي<br />

اإنساين<br />

غري دالة<br />

3.92 دالة عند α( ≤ )0.01<br />

4.50<br />

3.94<br />

14.20<br />

12.82<br />

336<br />

264<br />

الدور االإعالمي<br />

علمي<br />

اإنساين<br />

1.61<br />

4.66<br />

4.49<br />

15.57<br />

14.96<br />

336<br />

264<br />

الدور الفني<br />

علمي<br />

اإنساين<br />

غري دالة<br />

1.75<br />

18.67<br />

16.99<br />

69.44<br />

66.85<br />

336<br />

264<br />

دور اجلامعة بشكل عام<br />

علمي<br />

اإنساين<br />

غري دالة<br />

‏قيمة ‏»ت«‏ الجدولية تساوي )1.96( عند 0.01( ≥ )α ، ودرجة حرية 598( )<br />

‏قيمة ‏»ت«‏ الجدولية تساوي )2.57( عند 0.05( ≥ )α ، ودرجة حرية 598( )<br />

يالحظ من اجلدول )12( اأن قيمة ‏)ت(‏ املحسوبة اأصغر من قيمة ‏)ت(‏ اجلدولية عند<br />

(0.05 ≤ α) على دور اجلامعة بشكل عام،‏ وعلى جميع االأبعاد ما عدا البعد االإعالمي،‏ مما<br />

يعني اأنه ال توجد فروق دالة اإحصائياً‏ عند (0.05 ≤ α) يف استجابات الطلبة حول الدور<br />

البيئي للجامعات الفلسطينية يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية ترجع ملتغري التخصص،‏<br />

اأما الفروق يف الدور االإعالمي فهي لصالح ذوي التخصص العلمي.‏ ويرجع السبب يف ذلك<br />

اإىل كون قضايا الوعي بالترشيعات البيئية من حيث اإدارة كل من املياه واملوارد...‏ الخ،‏<br />

والترشيعات املرتبطة بكل منها هي قضايا تهم كل الطلبة من اجلنسني،‏ وبغض النظر عن<br />

التخصص،‏ ‏سواء كان يف العلوم اأم يف االإنسانيات.‏<br />

وتختلف هذه النتائج مع نتيجة دراسة ‏صيدم )2007( التي ترى اأن القيم البيئية لدى<br />

طلبة التخصصات العلمية اأفضل منها لدى طلبة التخصصات االإنسانية.‏<br />

186


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

‏◄◄اإجابة السوؤال الثالث ‏)ج(‏ : ينص السوؤال )3- ج(‏ على ما ياأتي:‏ اإىل اأي مدى<br />

تقوم اجلامعات الفلسطينية بدورها يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية<br />

من منظور طلبتها وفق متغري اجلامعة؟ ولالإجابة عن هذا السوؤال،‏ واختيار ‏صحة<br />

الفرضية املتعلقة به،‏ اُستخدم االإحصائي حتليل التباين االأحادي واجلدول )13( يوضح<br />

ذلك.‏<br />

الجدول )13(<br />

نتائج تحليل التباين األحادي للكشف عن أثر الجامعة في دور الجامعات<br />

في تنمية الوعي بالتشريعات البيئية<br />

املجال<br />

الدور االأكادميي<br />

الدور الثقايف<br />

الدور البحثي<br />

الدور االإعالمي<br />

الدور الفني<br />

دور اجلامعة بشكل عام<br />

البيان<br />

جمموع<br />

املربعات<br />

درجات<br />

احلرية<br />

متوسط<br />

املربعات<br />

قيمة ف<br />

املحسوبة<br />

الدللة الإحصائية<br />

4.88 دالة عند α( ≤ )0.01<br />

22.6 دالة عند α( ≤ )0.01<br />

10.25 دالة عند α( ≤ )0.01<br />

4.46 دالة عند α( ≤ )0.01<br />

2.22 غري دالة<br />

8.82 دالة عند α( ≤ )0.01<br />

53.44 2 106.89<br />

بني املجموعات 10.94 597 6534.30<br />

خالل املجموعات 599 6641.19<br />

املجموع 498.42 2 996.85<br />

بني املجموعات 21.98 597 13122.64<br />

خالل املجموعات 599 14119.49<br />

املجموع 154.140 2 308.28<br />

بني املجموعات 15.03 597 8977.18<br />

خالل املجموعات 599 9285.4<br />

املجموع 82.48 2 164.97<br />

بني املجموعات 18.45 597 11019.42<br />

خالل املجموعات 599 11184.39<br />

املجموع 46.72 2 93.45<br />

بني املجموعات 21.04 597 12561.34<br />

خالل املجموعات 599 12654.79<br />

املجموع 2783.16 2 5566.33<br />

بني املجموعات 315.27 597 188217.24<br />

خالل املجموعات 599 193783.57<br />

املجموع ‏قيمة ‏»ف«‏ الجدولية تساوي .4( )61 عند 0.01( ≥ )α ، ودرجة حرية 597.2( )<br />

‏قيمة ‏»ف«‏ الجدولية تساوي )3( عند 0.05( ≥ )α ، ودرجة حرية 597.2( )<br />

187


الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />

د.‏ محمود األستاذ<br />

أ.‏ محمود الددح<br />

◄<br />

يالحظ من اجلدول )13( اأن قيمة ‏)ت(‏ املحسوبة اأكرب من قيمة ‏)ت(‏ اجلدولية عند<br />

(0.05 ≤ α) على دور اجلامعة بشكل عام،‏ وعلى جميع االأبعاد ما عدا البعد الفني،‏ مما يعني<br />

اأنه توجد فروق دالة اإحصائياً‏ عند (0.05 ≤ α) يف استجابات الطلبة حول الدور البيئي<br />

للجامعات الفلسطينية يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية ترجع ملتغري اجلامعة التي<br />

ينتمي اإليها الطالب.‏ وللكشف عن اجتاه الفروق،‏ اُستخدم اختبار ‏شيفيه البعدي،‏ ووجد اأن<br />

الفروق لصالح طلبة اجلامعة االإسالمية.‏ ويرجع السبب يف ذلك اإىل كون اجلامعة االإسالمية<br />

جامعة عريقة يف غزة يزيد عمرها عن 30 ‏سنة،‏ مرت مبراحل عديدة من التطور،‏ وحصلت<br />

على درجة االأيزو يف اجلودة والنوعية مقارنة ببقية اجلامعات املحلية،‏ التي قد تعد حديثة<br />

النساأة باملقارنة مع اجلامعة االإسالمية،‏ وبالتايل لها اأنظمتها االأكادميية املتطورة التي<br />

‏ساهمت يف فتح العديد من التخصصات البيئية املهنية،‏ وهي متتلك طاقماً‏ تدريسياً‏ موؤهالً‏<br />

جيداً‏ يف جماالت البيئة،‏ اإضافة اإىل ذلك حصولها على منح دولية عدة للمساهمة يف<br />

حتسني الظروف البيئية بقطاع غزة،‏ والسيما مرشوع حتلية املياه،‏ ومرشوع تطوير وادي<br />

غزة،‏ ومرشوع املخلفات الصلبة،‏ ومرشوع حتسني ‏رشوط الصيد...‏ الخ،‏ كما اأنها تعاونت<br />

مع بلديات حمافظات غزة يف كثري من االأنشطة البيئية التي ‏ساهمت يف التنمية البيئية يف<br />

القطاع،‏ االأمر الذي جعل الطلبة يقومونها بدرجة اأفضل من بقية اجلامعات.‏<br />

‏◄اإجابة السوؤال الثالث ‏)د(‏ : ينص السوؤال )3- د(‏ على ما ياأتي:‏ اإىل اأي مدى تقوم<br />

اجلامعات الفلسطينية بدورها يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية من<br />

منظور طلبتها وفق متغري املعدل الرتاكمي؟ ولالإجابة عن هذا السوؤال،‏ اُستخدم<br />

حتليل التباين االأحادي واجلدول )14( يوضح ذلك.‏<br />

الجدول )14(<br />

نتائج تحليل التباين األحادي للكشف عن أثر المعدل التراكمي في دور الجامعات<br />

في تنمية الوعي بالتشريعات البيئية<br />

البيان<br />

جمموع<br />

املربعات<br />

قيمة ف<br />

املحسوبة<br />

الدللة الإحصائية<br />

188<br />

املجال<br />

درجات<br />

احلرية<br />

متوسط<br />

املربعات<br />

0.62 غري دالة<br />

4025 دالة عند α( ≤ )0.01<br />

6.88 3 20.66<br />

بني املجموعات 11.10 596 6620.53<br />

خالل املجموعات 599 6641.19<br />

املجموع 98.61 3 295.85<br />

بني املجموعات 23.19 596 13823.64<br />

خالل املجموعات 599 14119.49<br />

املجموع الدور االأكادميي<br />

الدور الثقايف


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

املجال<br />

الدور البحثي<br />

الدور االإعالمي<br />

الدور الفني<br />

دور املعدل الرتاكمي بشكل عام<br />

جمموع درجات متوسط<br />

البيان<br />

املربعات احلرية املربعات<br />

قيمة ف<br />

املحسوبة<br />

الدللة الإحصائية<br />

4.30 دالة عند α( ≤ )0.01<br />

1.51 غري دالة<br />

2.54 غري دالة<br />

2.50 غري دالة<br />

56.71 3 197.13<br />

بني املجموعات 15.24 596 9088.32<br />

خالل املجموعات 599 9285.46<br />

املجموع 28.15 3 84.46<br />

بني املجموعات 18.62 596 11099.92<br />

خالل املجموعات 599 11184.39<br />

املجموع 53.37 3 160.11<br />

بني املجموعات 20.96 596 12494.68<br />

خالل املجموعات 599 12654.79<br />

املجموع 803.93 3 2411.80<br />

بني املجموعات 321.09 596 191371.77<br />

خالل املجموعات 599 193783.57<br />

املجموع ‏قيمة ‏»ف«‏ الجدولية تساوي )3.78( عند 0.01( ≥ )α ، ودرجة حرية 596.3( )<br />

‏قيمة ‏»ف«‏ الجدولية تساوي )2.6( عند 0.05( ≥ )α ، ودرجة حرية 596.3( )<br />

يالحظ من اجلدول )14( اأن قيمة ‏)ت(‏ املحسوبة اأصغر من قيمة ‏)ت(‏ اجلدولية عند<br />

(0.05 ≤ α) على دور اجلامعة بشكل عام،‏ وعلى جميع االأبعاد ما عدا البعدين الثقايف<br />

والبحثي،‏ مما يعني اأنه ال توجد فروق دالة اإحصائياً‏ عند (0.05 ≤ α) يف استجابات الطلبة<br />

حول الدور البيئي للجامعات الفلسطينية يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية ترجع ملتغري<br />

املعدل الرتاكمي.‏<br />

وللكشف عن اجتاه الفروق يف البعدين الثقايف والبحثي،‏ اُستخدم اختبار ‏شيفيه<br />

البعدي،‏ فكانت الفروق دائماً‏ لصالح الطلبة ذوي املعدل الرتاكمي االأعلى.‏ ويرجع السبب<br />

يف ذلك اإىل كون قضايا البيئة والترشيعات البيئية متثل اأهمية لكل فرد،‏ ولكل طالب بغض<br />

النظر عن مستوى حتصيله،‏ فالقضية ثقافية اأكرث منها حتصيلية.‏<br />

‏◄◄اإجابة السوؤال الرابع:‏ ينص السوؤال الرابع على ما ياأتي:‏ ما مالمح التصور<br />

املقرتح لتحسني دور اجلامعات يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية<br />

لدى طلبتها؟ ولالإجابة عن هذا السوؤال،‏ عقد الباحثان ورشة عمل،‏ توصال بوساطتها اإىل<br />

املالمح االآتية للتصور املقرتح يف ‏ضوء االأدوار املتعددة للجامعات:‏<br />

189


الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />

د.‏ محمود األستاذ<br />

أ.‏ محمود الددح<br />

مالمح التصور البيئي املتعلقة بالدور األكادميي واإلداري للجامعات:‏<br />

● ‏●اعتماد فلسفة اأكادميية بيئية ذات منهجية خاصة للجامعة تعتمد على جمموعة<br />

من القواعد واالأسس والثوابت البيئية الوطنية التي من ‏ساأنها اأن تظهر الصورة احلقيقية<br />

للبيئة وترشيعاتها القانونية يف املجتمع الفلسطيني.‏<br />

● ‏●توفري االإمكانات املادية والفنية واملعنوية لتطوير اأداء الكوادر البرشية من<br />

االأساتذة على اإعداد وتطوير الربامج اجلامعية ذات الطابع البيئي القانوين.‏<br />

● ‏●العمل على اعتماد ميزانية خاصة تلبي متطلبات العمل واحتياجاته يف اجلامعات<br />

من منظور بيئي قانوين.‏<br />

● ‏●استقطاب الكفاءات الفلسطينية البيئية من اخلارج واالستفادة من خرباتها الطويلة<br />

يف دعم الترشيعات البيئية.‏<br />

● ‏●اإعداد برامج دراسية بيئية تستهدف تعريف الطلبة بحقوقهم وواجباتهم البيئية،‏<br />

فضالً‏ عن اإثارة اهتمامهم برضورة املشاركة الفعلية يف ‏صنع القرارات البيئية والسياسية<br />

وتقرير مصريهم البيئي.‏<br />

● ‏●حتديد اأهداف كل برنامج دراسي بدقة،‏ واأن تكون هذه االأهداف مرتبطة ببيئة<br />

املجتمع ومشكالته وجتمع بني احلقوق والواجبات.‏<br />

مالمح التصور البيئي املتعلقة بالدور الثقايف للجامعات:‏<br />

● ‏●زيادة نسبة التعليقات والتحليالت البيئية،‏ الأنها اأكرث فعالية يف تنمية وعي<br />

الطالب وثقافته باالأحداث والقضايا البيئية املختلفة وترشيعاتها.‏<br />

● ‏●رضورة نرش املضامني البيئية التي تتعلق مبشكالت البيئة يف الدول العربية<br />

والدول االأجنبية من منظور قانوين،‏ ففي ذلك اإثراء للنشاط البيئي القانوين.‏<br />

● ‏●رضورة اإرشاك الطلبة يف الربامج احلوارية والنقاشات البيئية،‏ وذلك بطرح القضايا<br />

البيئية اليومية على ‏صحف وجمالت احلائط يف اجلامعات.‏<br />

● ● ‏رضورة توفري مكتبة خاصة تضم كل ما يتعلق بربامج البيئة ‏سواء كانت اأبحاث<br />

اأم دراسات اأم اأخبار اأم معلومات اأم تسجيالت كاسيت وفيديو،‏ على املستوى املحلي اأو<br />

القومي اأو الدويل بهدف متابعة التطورات واالأحداث املتعلقة بالبيئة وترشيعاتها.‏<br />

190


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

‏●استدعاء كوادر متخصصة يف جمال اإعداد الربامج البيئية يكون لها خلفيات<br />

ومهارات واختصاصات متنوعة.‏<br />

191<br />

●<br />

● ‏●عرض برامج بيئية ذات قضايا ومشكالت مرتبطة بالواقع الفلسطيني،‏ تعطى<br />

من خالله فرصة للطالب،‏ لتبني مواقف اإيجابية نحو تلك القضايا يف اإطار من احلقوق<br />

البيئية.‏<br />

● ‏●تعزيز االجتاه االإيجابي لدى طلبة اجلامعات نحو العمل البيئي واملشاركة البيئية<br />

الفاعلة يف املجتمع من اأجل الصالح العام.‏<br />

مالمح التصور البيئي املتعلقة بالدور البحثي للجامعات:‏<br />

● ‏●دراسة واقع البيئة الفلسطينية والتعرف على خصائصها واحتياجاتها ومشكالتها<br />

بهدف حتديد ما ينبغي تبنيه من ترشيعات بيئية.‏<br />

● ‏●دراسة واقع البناء البيئي القانوين للمتعلمني بهدف حتقيق التوازن بني احلقوق<br />

والواجبات البيئية من خالل وضع خطط واسرتاتيجيات حمددة للتعامل معهم.‏<br />

مالمح التصور البيئي املتعلقة بالدور اإلعالمي للجامعات:‏<br />

● ‏●اأن تتبني اجلامعات فلسفة بيئية اإعالمية فلسطينية واضحة املعامل,‏ بحيث تساهم<br />

يف ‏صقل وتدعيم الهوية الفلسطينية البيئية مبا يعزز احلقوق والواجبات.‏<br />

● ‏●اأن تعمل دوائر االإعالم يف اجلامعات على توعية الشباب اجلامعي،‏ وبخاصة على<br />

الصعيد القانوين مبا يعدل من قيمهم وعاداتهم وتقاليدهم،‏ ويوؤدي اإىل تكوين اجتاهات<br />

ايجابية نحو البيئة نابعة من الترشيعات البيئية.‏<br />

مالمح التصور البيئي املتعلقة بالدور الفين للجامعات:‏<br />

● ‏●اأن تقوم اجلامعات بعمل معارض للفن التشكيلي واملرسحي والثقايف تراعي فيه<br />

اخلصوصية الفلسطينية للبيئة وترشيعاتها.‏<br />

● ‏●اأن تقوم اجلامعات بعرض اأفالم تفضح من خاللها االنتهاكات االإرسائيلية للبيئة<br />

الفلسطينية.‏<br />

● ‏●اأن تعقد اجلامعات مسابقات بيئية تستهدف نرش ثقافة الترشيعات البيئية.‏


الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />

د.‏ محمود األستاذ<br />

أ.‏ محمود الددح<br />

ومن اأجل تنفيذ هذا التصور املقرتح والتغلب على معوقاته،‏ يرى الباحثان<br />

اأهمية القيام باجلهود الآتية:‏<br />

‏رضورة تكاتف كل اجلهود واخلربات من اأجل ‏صياغة ترشيعات ولوائح وقوانني<br />

فلسطينية،‏ تتالءم مع الظروف الطبيعية والبرشية يف فلسطني،‏ حتى ال ندع املشاريع<br />

التنموية التي نشهدها اليوم تعتدي على البيئة بجميع عنارصها يف ظل غياب ترشيع<br />

بيئي رسمي.‏<br />

192<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

‏رضورة تشكيل موؤسسة خاصة حلماية البيئة،‏ يكون لها استقالل مايل واإداري،‏<br />

وتتمتع بشخصية اعتبارية،‏ ذات ‏صالحيات واسعة تُلقى على عاتقها املحافظة على البيئة<br />

يف كل اأنحاء الوطن.‏<br />

‏رضورة اإدخال البعد البيئي كمادة منهجية اإىل املدارس واملعاهد واجلامعات،‏<br />

من اأجل تنمية االجتاهات،‏ واملفاهيم،‏ والقدرات البيئية عند االأفراد،‏ من اأجل حتقيق تنمية<br />

مستدامة،‏ وحتى يتم تغيري ‏سلوك االأفراد نحو البيئة.‏<br />

‏رضورة اأن تقوم اجلامعات بعقد الندوات واملوؤمترات الثقافية املتعلقة باالأحوال<br />

والظروف البيئية على اأن يشارك الشباب اجلامعي من خاللها،‏ ‏سواء كان ذلك عن طريق<br />

االإسهام باالأبحاث العلمية اأم املناقشة.‏<br />

توفري ‏سبل احلصول على املعلومات البيئية،‏ خاصة عن الوسط املحيط بحيث<br />

يتسنى للطالب احلصول عليها.‏<br />

اإلزام كليات اجلامعة بتدريس مواد تنصب على دراسة البيئة املحيطة وظروفها<br />

واأحوالها وكيفية حتسينها وتنميتها،‏ على اأن تعمم هذه الدراسات على السنوات الدراسية<br />

كافة بكل كلية.‏<br />

‏رضورة ربط اجلامعة بالبيئة املحيطة بحيث تشجع اجلامعات هيئاتها العلمية<br />

وطالبها على دراسة البيئة املحيطة باجلامعة ودراسة مشكالتها،‏ وحماولة اإيجاد حلول<br />

مناسبة لها.‏<br />

تكوين اأرسة بكل كلية الأصدقاء البيئة تهدف اإىل تبصري الطالب مبشكالت البيئة<br />

الفلسطينية وباخلطة القومية للحفاظ على البيئة وتعمري الصحاري،‏ ولعل هذا االجتاه قائم<br />

بالفعل يف بعض كليات اجلامعات.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

تنظيم معسكرات تهدف اإىل خدمة البيئة املحيطة،‏ يشارك فيها طالب اجلامعات<br />

مع اإمكانية تخصيص جزء من درجة اأعمال السنة يف املواد املتعلقة بالبيئة مما يشجعهم<br />

على حضور هذه املعسكرات.‏<br />

193<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

ميكن للجامعة تنظيم يوم كل ‏شهر خلدمة البيئة،‏ يشارك فيه اأعضاء الهيئة<br />

التدريسية مع الطالب يف بعض االأعمال البيئية كالقيام بتشجري اأحد املناطق املحيطة<br />

باجلامعة واالإسهام يف نظافة احلرم اجلامعي،‏ وغري ذلك من االأعمال التي تعد مبثابة بيان<br />

عملي حلث الشباب اجلامعي على االهتمام بالبيئة.‏<br />

االتصال باجلامعات االأخرى على املستوى االإقليمي والدويل من خالل التبادل<br />

الثقايف مع هذه اجلامعات واإيفاد بعثات طالبية للجامعات املختلفة واستقبال بعثات<br />

طالبية منها،‏ بهدف تعميق مفاهيم البيئة لدى الطالب وتوعيتهم باملشكالت البيئية<br />

املختلفة والوقوف على اأساليب التغلب عليها.‏<br />

توفري بنك للمعلومات البيئية ميكن الشباب اجلامعي من اللجوء اإليه وقتما يشاء،‏<br />

ونرش البحوث العلمية التي تنصب على اأهمية البيئة ورضورة حمايتها.‏<br />

التوصيات:‏<br />

يف ‏ضوء النتائج التي مت التوصل اإليها،‏ يوصي الباحثان مبا ياأتي:‏<br />

‏.‏‎1‎‏رضورة 1 اأن تعزز اجلامعات الفلسطينية دورها البحثي يف جمال تنمية الوعي<br />

بالترشيعات البيئية،‏ وذلك بالرتكيز على اإنتاج بحوث مهنية ورسائل جامعية وبحوث<br />

تخرج،‏ تستهدف القوانني واحلقوق والترشيعات البيئية.‏<br />

‏.‏‎2‎اأن 2 جتتهد اجلامعات الفلسطينية املجال الثقايف،‏ بعقد موؤمترات وندوات وورش<br />

عمل وحمارضات ودورات واستدعاء خرباء ملناقشة قضايا البيئة من منظور ترشيعي<br />

وقانوين.‏<br />

‏.‏‎3‎‏رضورة 3 تنمية الوعي بالترشيعات البيئية من حقوق وواجبات لدى الطالبات،‏<br />

باعتبار اأنهن اأمهات املستقبل،‏ ويقع على عاتقهن دور رئيس يف تنشئة االأبناء على<br />

الترشيعات البيئية.‏<br />

‏.‏‎4‎‏رضورة 4 اأن توجه اجلامعات دورها االإعالمي يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية<br />

لدى طلبة التخصصات االإنسانية،‏ على اعتبار اأن طلبة التخصصات العلمية يدرسون<br />

مساقات اأكادميية ذات عالقة بذلك.‏


الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />

د.‏ محمود األستاذ<br />

أ.‏ محمود الددح<br />

‏.‏‎5‎من 5 املوؤمل اأن تعيد كل من جامعة االأقصى واالأزهر النظر يف براجمها واأدوارها<br />

فيما يتعلق بتنمية الترشيعات البيئية،‏ واأن تبذال قصارى جهديهما يف اإبراز هذا الدور<br />

للطلبة.‏<br />

‏.‏‎6‎‏رضورة 6 لفت انتباه الطلبة ذوي املعدالت الرتاكمية املتوسطة واملنخفضة<br />

واملرتفعة على حد ‏سواء الأهمية الترشيعات البيئية.‏<br />

‏.‏‎7‎‏رضورة 7 اأن يبذل طلبة اجلامعات جهودهم يف تنمية مستوى وعيهم باملواثيق<br />

والترشيعات البيئية ‏سواء كانت هذه الترشيعات عاملية اأم حملية،‏ وذلك بهدف تكوين<br />

ثقافة قانونية تتعلق بالبيئة لديهم.‏<br />

‏.‏‎8‎‏رضورة 8 اإملام طلبة اجلامعات الفلسطينية والوعي بالترشيعات البيئية املتعلقة<br />

بكل من املاء والهواء والبيئة البحرية واملوارد الطبيعية واملخلفات الصلبة واإدارة املياه<br />

العادمة والتصحر وشبكات الرصف الصحي والتنوع احليوي على حد ‏سواء.‏<br />

‏.‏‎9‎‏رضورة 9 اأن تضع اجلامعات الفلسطينية خططاً‏ اإسرتاتيجية خماسية وعرشية<br />

تستهدف رفع مستوى دورها يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية لدى طلبتها.‏<br />

‎1010‎من االأهمية مبكان اأن تعزز اجلامعات دورها االأكادميي يف تنمية الوعي<br />

بالترشيعات البيئية من خالل تدريس مساق دراسي اأو جزء من مساق كمتطلب جامعي.‏<br />

‎111‎يتوجب على اجلامعات الفلسطينية اأن تفعل دورها الفني من اأجل تنمية الوعي<br />

بالترشيعات البيئية،‏ وذلك من خالل الفنون التشكيلية واملرسحية...‏ اإلخ.‏<br />

‎1212‎‏رضورة اأن تهتم اجلامعات الفلسطينية بدورها االإعالمي يف تنمية الوعي<br />

بالترشيعات البيئية،‏ وذلك من خالل اإصدار النرشات واملطبوعات اخلاصة بذلك.‏<br />

دراسات وحبوث مقرتحة:‏<br />

استكمالً‏ لأفكار هذا البحث،‏ يقرتح الباحثان اإجراء الدراسات الآتية:‏<br />

‏.‏‎1‎معوقات 1 اجلامعات يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية.‏<br />

‏.‏‎2‎مستوى 2 معرفة طالب التعليم العام بالترشيعات البيئية.‏<br />

‏.‏‎3‎مدى 3 تضمن املناهج الفلسطينية للترشيعات البيئية.‏<br />

‏.‏‎4‎مدى 4 تناول االإعالم لقضايا الترشيعات البيئية.‏<br />

‏.‏‎5‎االنتهاكات 5 البيئية يف املجتمع الفلسطيني.‏<br />

194


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

أوالً-‏ املراجع العربية:‏<br />

‎1‎االأستاذ،‏ . 1 حممود واأبو جحجوح،‏ يحيي )1999 ) . توازن القيم فى مناهج العلوم<br />

الفلسطينية الواقع واملمكن.‏ بحث مقدم اإىل موؤمتر الرتبية فى عامل متغري.‏ املنعقد يف<br />

جامعة الريموك.‏ كلية الرتبية والفنون فى الفرتة من 1999- 29- 27. اإربد:‏ االأردن.‏<br />

‎2‎االأغا،‏ . 2 اإحسان واأبو دف،‏ حممود )1996 ) . نحو منظومة قيم للرتبية الفلسطينية.‏ ورقة<br />

عمل مقدمة اإىل املوؤمتر الدويل الثاين للدراسات الفلسطينية.‏ التعليم الفلسطيني تاريخاً،‏<br />

واقعاً‏ ورضورات للمستقبل.‏ بريزيت – غزة:‏ من 13- 15 كانون اأول.‏<br />

‎3‎اآل . 3 ‏صادق،‏ عبد الوهاب )1998 ) . االأنظمة الترشيعية للحماية البيئية.‏ جملة الرتبية،‏<br />

العدد )126( ، السنة )27( : 298- 293، ‏سبتمرب،‏ اللجنة الوطنية القطرية للرتبية<br />

والثقافة والعلوم.‏<br />

‎4‎بارود،‏ . 4 نعيم ‏)‏‎1996‎م(‏ . تقييم االآثار البيئية للمشاريع الصناعية يف مدينة عمان<br />

الكربى،‏ رسالة دكتوراه غري منشورة،‏ جامعة اخلرطوم،‏ السودان.‏<br />

‎5‎برنامج . 5 االأمم املتحدة للبيئة )1989 ) . احلالة البيئية يف االأراضي الفلسطينية.‏ فلسطني:‏<br />

برنامج االأمم املتحدة االإمنائي.‏<br />

‎6‎اجلندي،‏ . 6 حممد )2000 ) . الترشيعات البيئية.‏ جامعة القاهرة:‏ مركز دراسات واستشارات<br />

االإدارة العامة.‏<br />

‎7‎حافظ،‏ . 7 ‏سحر )2006 ) . االلتزامات املرصية جتاه االتفاقيات واملعاهدات الدولية يف<br />

جمال حماية البيئة ومدى االمتثال لتطبيقها.‏ جملة اأسيوط للدراسات البيئية،‏ العدد<br />

)30( : 133- 155. مركز الدراسات والبحوث البيئية.‏ جامعة اأسيوط.‏<br />

‎8‎احلفار،‏ . 8 ‏سعيد )1990 ) . الرتبية البيئية على املستوى اجلامعي ومشكالتها،‏ ندوة الرتبية<br />

البيئية،‏ الرياض:‏ مكتب الرتبية العربي لدول اخلليج.‏<br />

‎9‎حمزة،‏ . 9 اأحمد )1993 ) . الترشيعات البيئية يف الوطن العربي،‏ جملة الدراسات واأبحاث<br />

البيئة،‏ العدد الثالث،‏ عمان:‏ اجلمعية االأردنية ملكافحة تلوث البيئة.‏<br />

‎1010‎اخلطيب،‏ عامر )1995 ) . اأصول الرتبية الثقافية واالجتماعية.‏ غزة:‏ مطبعة مقداد.‏<br />

195


الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />

د.‏ محمود األستاذ<br />

أ.‏ محمود الددح<br />

111 خنيس،‏ ‏سوسن )2007 ) . اإدارة حماية البيئة وقانون البيئة يف ‏ضوء الترشيع البيئي<br />

اجلزائري:‏ منظور بيئي مقارن.‏ جملة البحوث االإدارية،‏ السنة )25( ، العدد )1( ، يناير،‏<br />

مركز االستشارات والبحوث والتطوير،‏ اأكادميية السادات للعلوم االإدارية.‏<br />

‎1212‎‏سليمان،‏ حممد )1997 ) . الرتبية البيئية يف الوطن العربي،‏ جملة ‏سوؤون عربية،‏ العدد<br />

90، يونيو.‏<br />

‎1313‎‏سيسامل،‏ مازن واآخرون )1993( . جمموعة القوانني الفلسطينية،‏ االأجزاء . 32 30،<br />

‎1414‎الرشبينى،‏ غادة )1997 ) . القيم البيئية لدى طالب ‏شعبة التعليم االإبتدائى بكلية الرتبية<br />

جامعة طنطا.‏ رسالة ماجستري غري منشورة.‏ طنطا:‏ جامعة طنطا.‏<br />

‎1515‎الرشنوبي،‏ حممد )2003 ) . مشكالت البيئة املعارصة،‏ دراسة يف العالقات بني االإنسان<br />

والبيئة،‏ القاهرة:‏ مكتبة االأجنلو املرصية.‏<br />

‎1616‎‏صديق،‏ ‏صالح وعطوة،‏ حممد )1997 ) . اأثر استخدام منهج مستقل للرتبية البيئية يف<br />

تنمية الوعي البيئي لدى طالب كلية الرتبية.‏ املوؤمتر العلمي الثالث للجمعية املرصية<br />

باملناهج.‏ االإسكندرية:‏ اأغسطس.‏<br />

‎1717‎‏صيدم،‏ ليلى )2007 ) . املشكالت البيئية يف املجتمع الفلسطيني وعالقتها بالقيم<br />

البيئية لدى طلبة اجلامعات الفلسطينية.‏ رسالة دكتوراه غري منشورة يف العلوم البيئية.‏<br />

كلية الدراسات العليا،‏ جامعة العامل االأمريكية.‏<br />

‎1818‎عبد العال،‏ حتية )1986 ) . تصميم برنامج لتنمية مفاهيم الرتبية البيئية فى مناهج<br />

العلوم البيولوجية لدور املعلمني واملعلمات.‏ رسالة دكتوراه غير منشورة.‏ كلية الرتبية:‏<br />

جامعة اأسيوط.‏<br />

‎1919‎عبد اهلل،‏ حممود )1992 ) . القيم البيئية لدى ‏شباب اجلامعات.‏ رسالة ماجستري غري<br />

منشورة.‏ القاهرة:‏ جامعة عني ‏شمس.‏<br />

‎2020‎العيسة،‏ ‏شوقي )1996( . البنية التحتية والترشيع البيئي.‏ جملة االأمل،‏ العدد )1 ) ،<br />

اللجنة الوطنية الفلسطينية للرتبية والثقافة والعلوم.‏<br />

) 21 . من اأساليب الرتبية البيئية يف املضمون املدرسي ‏)الرتبية<br />

‎21‎غنامي،‏ مهني )1990<br />

الغذائية(‏ . ندوة الرتبية البيئية.‏ مكتب الرتبية العربي لدول اخلليج.‏<br />

196


2<br />

مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

22 الفرا،‏ فاروق )1993 ) . الرتبية البيئية واحلاجة اإىل اإدخال مفاهيمها يف مناهج التعليم<br />

يف فلسطني،‏ املوؤمتر الرتبوي االأول:‏ تطوير التعليم يف االأراضي املحتلة،‏ ومن اأين يبداأ،‏<br />

غزة،‏ جامعة االأزهر.‏ 12- 1993/10/14.<br />

‎2323‎الفرا،‏ فاروق )1997 ) . ‏)اأثر برنامج كلية الرتبية بجامعة االأزهر بغزة على الرتبية<br />

البيئية لدى اخلريجني باملستوى الرابع(.‏ دراسات فى املناهج وطرق التدريس.‏ العدد<br />

الرابع واالأربعون.‏ اجلمعية املرصية للمناهج وطرق التدريس.‏ جامعة عني ‏شمس.‏ كلية<br />

الرتبية.‏<br />

‎2424‎مبارك وفتحي واحلدابي،‏ داود )1992 ) . ‏)االجتاهات البيئية لدى طالب كلية الرتبية<br />

بجامعة ‏صنعاء(.‏ جملة الرتبية العربية.‏ العدد السادس عرش.‏ يوليو.‏ 1992.<br />

‎2525‎مسلماين،‏ اإبراهيم )1985 ) . منهاج مقرتح فى الرتبية البيئية لطلبة معاهد املعلمني<br />

يف االأردن.‏ رسالة دكتوراه غري منشورة.‏ كلية الرتبية.‏ القاهرة:‏ جامعة عني ‏شمس.‏<br />

‎2626‎نشوان،‏ تيسري )1997 ) . االجتاهات البيئية لدى طالب املرحلة االإعدادية مبدارس<br />

قطاع غزة.‏ رسالة ماجستري غري منشورة.‏ جامعة عني ‏شمس.‏ برنامج الدراسات العليا<br />

املشرتك مع جامعة االقصى بغزة.‏<br />

‎2727‎وزارة ‏سوؤون البيئة )2000 ) ، تقرير حول املمارسات االإرسائيلية جتاه البيئة<br />

الفلسطينية.‏ رام اهلل – فلسطني.‏<br />

197


الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />

د.‏ محمود األستاذ<br />

أ.‏ محمود الددح<br />

ثانياً-‏ املراجع األجنبية:‏<br />

1. Al- ZuʼbiB. And Mansur, y. (2004) . The Impact of EU Environmental<br />

Regulations on Fertilizer Exports: A case Study of Jordon (1982- 2001) .<br />

Dirasat. Human and Social Sciences, Volume (31) , No- (3) , The Deanship<br />

of Academic Research, University of Jordon.<br />

2. Applied Research Institute (1997) , The Status of the Environmental in the<br />

West Bank.<br />

3. Babiker, M. (2004) . The impact of Environmental Regulations on Exports:<br />

A case Study of Kuwait Chemical and Petrochemical industry. Arab<br />

Economic Journal. No. (32, 33) , year (12) , Arab Society for Economic<br />

Research.<br />

4. Isaac, Jade (2000) , The Environmental Impact of the Israeli Occupation.<br />

Jerusalem.<br />

5. Kim, Youghi. (1994) . Environmental Attitudes and Intenesion of Korean<br />

Colledge Students Diss. Abs. Int. Vol. 55. No. (4) .<br />

6. Mansi. Kamel (1998) , Socio- economic Situation and Environment<br />

Implications in the West Bank and Gaza Strip. Palestinian Environment<br />

Authority. Al- Biereh- Palestine.<br />

7. Sebasto, S. & smith,Th (1994) . EE in ILLinois and Wisconsin: Atale TWO<br />

states. The Journal Environmental Education. 28 (4) . 26- 36.<br />

8. Staap, William B. (1989) : Model Program foe Environmental Education,<br />

prospects Review, Vol. 11, No. 4, P. 495.<br />

9. UNESCO: Education & The Learning Environment In world Education,<br />

Report (UNESCO, 1991) , PP. 17- 18.<br />

10. Yang, jing – shin: (1994) . Perceptions of preservice secondary secondary<br />

School Teachers In Taiwan. concerning Environmental Education. Diss.<br />

Abs Int. vol 54. No. (8) .<br />

11. Zimmermann, l. (1996) . The Development of Environmental values. The<br />

Journal of Environmental Education. 28 (1) .<br />

198


قَتْلُ‏ الغِيلَة ‏)االغتيال(‏<br />

وموقفُ‏ الفقهِ‏ اإلسالميّ‏ منه–‏ دراسة مقارنة<br />

د.‏ إمساعيل شندي<br />

أستاذ الفقه المقارن المشارك في قسم التربية اإلسالمية/‏ منطقة الخليل التعليمية/‏ جامعة القدس المفتوحة.‏<br />

199


قَتْلُ‏ الغِ‏ يِلَةِ‏ ‏)االغتيال(‏ وموقفُ‏ الفقهِ‏ اإلسالميّ‏ منه<br />

دراسة مقارنة<br />

د.‏ إسماعيل شندي<br />

ملخص:‏<br />

يقوم هذا البحث على دراسة موضوع:‏ ‏»قتل الغيلة ‏)االغتيال(‏ وموقف الفقه االإسالمي<br />

منه-‏ دراسة مقارنة«،‏ وقد انبنى من متهيد وثالثة مباحث،‏ خُ‏ ‏صِّ‏ ‏صَ‏ التمهيد لبيان حرمة<br />

االعتداء على النفس البرشية،‏ واملبحث االأول للتعريف بقتل الغِ‏ يلَة،‏ والثاين للتكييف الفقهي<br />

لقتل الغِ‏ يلَة واالأثر املرتتب عليه،‏ والثالث للمناقشة والرتجيح.‏<br />

وقد خلص الباحث اإىل اأن ثَمَّة خالفاً‏ بني الفقهاء يف فهمهم للمقصود بقتل الغِ‏ يلَة،‏<br />

ويف التكييف الفقهي لهذا النوع من القتل ومن ثمَّ‏ يف االأثر املرتتب عليه.‏<br />

200


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

Abstract:<br />

This research is based on studying the subject of algelah killing<br />

(assassination) and the positions of Islamic jurisprudence (fiqih) towards<br />

it- in a comparative study. This research is composed of a prelude, three<br />

topics. The prelude is devoted to the prohibition of assault on human psyche.<br />

The first topic deals with definition of algelah killing (assassination) ; the<br />

second tackles the fiqih adaptation for algelah killing (assassination) and the<br />

effects following it and the third is devoted to the discussion and outweighing<br />

of different points of view.<br />

The research concludes that there is disagreement among scholars<br />

(fuqaha’) in their understanding of what algelah killing means, the fiqih<br />

adaptation for this type of killing and hence the impact following it.<br />

201


قَتْلُ‏ الغِ‏ يِلَةِ‏ ‏)االغتيال(‏ وموقفُ‏ الفقهِ‏ اإلسالميّ‏ منه<br />

دراسة مقارنة<br />

د.‏ إسماعيل شندي<br />

مقدمة:‏<br />

احلمد هلل رب العاملني،‏ والصالة والسالم على اإمام املتقني،‏ وقائد الغر امليامني،‏<br />

حممد بن عبد اهلل،‏ وعلى اآله واأصحابه ومن وااله،‏ وبعد:‏<br />

فقد حرَّم اهلل ‏–عز وجل-‏ قتل النفس البرشية بغري حق،‏ وشدد النكري على اأولئك الذين<br />

يقرتفون هذا اجلرم العظيم،‏ فيسفكون الدماء الربيئة،‏ ويعتدون على بنيان اهلل يف االأرض،‏<br />

وتوعدهم بالعذاب االأليم جرَّاء فعلهم الذي اقرتفوه.‏ وقد تنوع االعتداء على النفس البرشية<br />

بالقتل من حيث؛ العَمْد،‏ وشبه العَمْد،‏ واخلطاأ )1( ، وجاءت العقوبة االإسالمية تبعاً‏ لهذا<br />

التنوع،‏ فهناك عقوبة لقتل العَمْد،‏ واأخرى لشبه العَمْد،‏ وثالثة للخطاأ.‏<br />

وقد يحدث القتل جهاراً‏ اأمام اأعني الناس،‏ اأو ‏رساً‏ على وجه اخلديعة والتحَ‏ يُّل،‏ وهو<br />

املسمَّى بقتل ‏)الغيلة(‏ اأو ‏)االغتيال )2( ) ، وقد تناول فقهاء املذاهب الفقهية القدامى هذا<br />

النوع من القتل بالبحث والتحليل،‏ وهو موضع خالف بينهم من حيث؛ تفسريه،‏ وتكييفه<br />

الفقهي،‏ ومن ثمَّ‏ يف االأثر املرتتب عليه.‏ ومل اأجد ‏–بعد البحث الدقيق واالستقصاء-‏ اأحداً‏<br />

من املعارصين اأفرد هذا املوضوع بالبحث غري الشيخ عادل بن عبد اهلل املطرودي )3( ،<br />

حيث جاء بحثه خمترصاً،‏ وبالتايل مل يكن كافياً‏ الأن ياأخذ هذا املوضوع احلسَّ‏ اس حقه<br />

من الدراسة والتحليل،‏ ومل يتناوله الباحث من زواياه كافة،‏ وقد ذكر ‏–يف نهاية بحثه-‏ اأن<br />

املوضوع ال يزال بحاجة اإىل دراسة وحترير،‏ واأن ما قام به ال يفي بحق املساألة،‏ وذَكَ‏ رَ‏<br />

فيه اأن بحثاً‏ اآخر قد نرش يف هذا املجال حتت عنوان ‏»قتل الغيلة«‏ ‏ضمن اأبحاث هيئة كبار<br />

العلماء يف اململكة العربية السعودية،‏ لكنني مل اأستطع احلصول على هذا االأخري.‏<br />

ونظراً‏ الأهمية هذا املوضوع كونه يعالج مساألة يكرث ‏سوؤال الناس عنها،‏ وهي تالمس<br />

واقعهم؛ من حيث انتشار هذا النوع من القتل يف املجتمع املسلم،‏ ولكون مادته مبعرثة<br />

يف بطون اأُمَّ‏ اتِ‏ الكتب الفقهية القدمية،‏ مما يجعل الوصول اإليها اأمراً‏ عسرياً‏ على القارئ،‏<br />

ولعدم وفرة بحث يكون يف متناول اأيدي القراء،‏ يعالج املوضوع من زواياه كافة،‏ ويبني<br />

راأي الرشع فيه،‏ واعتماداً‏ على ما ختم به الشيخ املطرودي بحثه من اأن هذه املساألة ال<br />

تزال بحاجة اإىل دراسة وحترير،‏ علماً‏ باأن الشيخ كان قد اطلع على البحث الذي اأُعِ‏ دَّ‏ من<br />

قبل هيئة كبار العلماء املشار اإليه ‏سابقاً،‏ واستفاد منه كما ظهر يف هوامش بحثه،‏ الأجل<br />

ذلك كله،‏ ارتاأيت اأن اأخوض غمار هذه املساألة احلسَّ‏ اسة،‏ واأكتب فيها خدمة للعلم الرشعي،‏<br />

يف حماولة للوصول اإىل القول الراجح باإذن اهلل،‏ مستخدماً‏ املنهج الوصفي،‏ ومستفيداً‏ من<br />

املنهجني االستنباطي واالستقرائي،‏ وسمَّيت البحث:‏ ‏»قتل الغيلة ‏)االغتيال(‏ وموقف الفقه<br />

202


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

االإسالمي منه–‏ دراسة مقارنة«،‏ وجعلته يف متهيد،‏ وثالثة مباحث،‏ ثم النتائج والتوصيات،‏<br />

وذلك على النحو االآتي:‏<br />

● ‏●التمهيد:‏ حرمة االعتداء على النفس البرشية.‏<br />

● ‏●املبحث االأول:‏ تعريف قتل الغِ‏ يِلَة.‏<br />

● ‏●املبحث الثاين:‏ التكْيِّيف الفقهي لقتل الغِ‏ يِلَة واالأثر املرتتب عليه.‏<br />

● ‏●املبحث الثالث:‏ املناقشة والرتجيح.‏<br />

203<br />

● ‏●النتائج والتوصيات.‏<br />

التمهيد:‏<br />

♦<br />

♦<br />

حرمة االعتداء على النفس البشرية:‏<br />

لقد حرَّمت الرشيعة االإسالمية االعتداء على النفس البرشية بغري حق )4( ، واعتربت<br />

ذلك من اجلرائم الكربى التي توجب العقاب يف الدنيا واالآخرة.‏ وقد ‏شدد الشارع احلكيم<br />

النكري على اأولئك الذين يعتدون على النفس البرشية فيتلفونها دومنا وجه حق،‏ وعَ‏ دَّ‏ هذا<br />

الفعل من الكبائر التي ال جرَم اأنها ‏سوف توؤدي بصاحبها اإىل الوَيْلِ‏ )5( والثُّبُور )6( . بل<br />

اإن من العلماء من اعترب القتل اأكرب الكبائر )7( بعد الكفر )8( ، وقد قامت االأدلة من الكتاب<br />

والسنة واالإجماع على حترمي االعتداء على النفس البرشية بالقتل:‏<br />

‏◄◄فمن الكتاب:‏<br />

♦ ‏♦قول اهلل ‏–تعاىل-‏ : ‏{وَمَ‏ نْ‏ يَقْتُلْ‏ مُ‏ وؤْمِ‏ ناً‏ مُ‏ تَعَمِّداً‏ فَجَ‏ زَاوؤُهُ‏ جَ‏ هَ‏ نَّمُ‏ خَ‏ الِداً‏ فِ‏ يهَ‏ ا وَغَ‏ ‏ضِ‏ بَ‏<br />

اهللَّ‏ ُ عَ‏ لَيْهِ‏ وَلَعَنَهُ‏ وَاأَعَ‏ دَّ‏ لَهُ‏ عَ‏ ذَاباً‏ عَ‏ ظِ‏ يماً}‏ )9( . وجه الداللة:‏ اإن يف االآية تهديداً‏ ‏شديداً،‏ ووعيداً‏<br />

اأكيداً‏ ملن اقرتف هذا الذنب العظيم )10( ‏)اأي القتل(‏ ، وال ‏شك اأن هذا الوعيد بالعذاب والغضب<br />

واللعنة،‏ لهو دليل على التحرمي كما هو معلوم عند االأصوليني )11( .<br />

♦ ‏♦وقول اهلل-‏ تعاىل-‏ : ‏{وَالَ‏ تَقْتُلُوا النَّفْسَ‏ الَّتِي حَ‏ رَّمَ‏ اهللَّ‏ ُ اإِالَّ‏ بِاحلْ‏ ‏َقِّ‏ وَمَ‏ نْ‏ قُ‏ تِلَ‏ مَ‏ ظْ‏ لُوماً‏<br />

فَقَدْ‏ جَ‏ عَلْنَا لِوَلِيِّهِ‏ ‏سُ‏ لْطَ‏ اناً‏ فَالَ‏ يُرشْ‏ ‏ِفْ‏ يفِ‏ الْقَتْلِ‏ اإِنَّهُ‏ كَ‏ انَ‏ مَ‏ نْصُ‏ وراً}‏ )12( . وجه الداللة:‏ يف االآية<br />

نهيٌ‏ ‏رصيحٌ‏ عن قتل النفس املعصومة اإال باحلق )13( ، ومعلوم عند جمهور االأصوليني اأن<br />

النهي يدل على التحرمي ما مل ترصفه قرينة اإىل غريه )14( )15( ، وال وجود لهذه القرينة هنا،‏<br />

فيبقى النهي على التحرمي.‏<br />

وما ورد يف وصف عباد الرحمن من قول اهلل-‏ تعاىل-‏ : ‏{وَالَّذِينَ‏ الَ‏ يَدْعُ‏ ونَ‏ مَ‏ عَ‏ اهللَّ‏ ِ<br />

اإِلَهاً‏ اآَخَ‏ رَ‏ وَالَ‏ يَقْتُلُونَ‏ النَّفْسَ‏ الَّتِي حَ‏ رَّمَ‏ اهللَّ‏ ُ اإِالَّ‏ بِاحلْ‏ ‏َقِّ‏ يَزْنُونَ‏ وَمَ‏ نْ‏ يَفْعَلْ‏ ذَلِكَ‏ يَلْقَ‏ اأَثَاماً‏ يُضَ‏ اعَ‏ فْ‏


قَتْلُ‏ الغِ‏ يِلَةِ‏ ‏)االغتيال(‏ وموقفُ‏ الفقهِ‏ اإلسالميّ‏ منه<br />

دراسة مقارنة<br />

د.‏ إسماعيل شندي<br />

لَهُ‏ الْعَذَابُ‏ يَوْمَ‏ الْقِيَامَ‏ ةِ‏ وَيَخْ‏ لُدْ‏ فِ‏ يهِ‏ مُ‏ هَ‏ اناً}‏ )16( . وجه الداللة:‏ بينت هذه االآية اأن من االأشياء<br />

التي ال تقع من عباد اهلل:‏ اأنهم ال يقتلون النفس التي حرمها اهلل اإال باحلق،‏ كما اأنها رتبت<br />

العقوبة ملن يرتكب هذا اجلرم العظيم الذي قرنه اهلل-‏ عز وجل-‏ بالرشك )17( ، قال القرطبي:‏<br />

‏»ودلت هذه االآية على اأنه ليس بعد الكفر اأعظم من قتل النفس بغري احلق...«‏ )18( .<br />

204<br />

‏◄◄ومن السنة:‏<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

◄<br />

‏♦عن اأبي هريرة – رضي اهلل عنه-‏ اأن رسول اهلل ‏–صلى اهلل عليه وسلم-‏ قال:‏<br />

‏»اجْ‏ تَنِبُوا السَّ‏ بْعَ‏ املْ‏ ‏ُوبِقَاتِ‏ )19( ، قَالُوا يَا رَسُ‏ ولَ‏ اهللَّ‏ ِ وَمَ‏ ا هُ‏ نَّ‏ ؟ قَالَ‏ : الرشِّ‏ ‏ْكُ‏ بِاهللَّ‏ ِ، وَالسِّ‏ حْ‏ رُ،‏ وَقَتْلُ‏<br />

النَّفْسِ‏ الَّتِي حَ‏ رَّمَ‏ اهللَّ‏ ُ اإِالَّ‏ بِاحلْ‏ ‏َقِّ‏ ، وَاأَكْ‏ لُ‏ الرِّبَا،‏ وَاأَكْ‏ لُ‏ مَ‏ الِ‏ الْيَتِيمِ،‏ وَالتَّوَيلِّ‏ يَوْمَ‏ الزَّحْ‏ فِ‏ ، وَقَذْفُ‏<br />

املْ‏ ‏ُحْ‏ ‏صَ‏ نَاتِ‏ املْ‏ ‏ُوؤْمِ‏ نَاتِ‏ الْغَافِ‏ الَ‏ تِ‏ » )20( .<br />

‏♦وعن عبد اهلل بن عمرو ‏–رضي اهلل عنهما-‏ اأن النبي ‏–صلى اهلل عليه وسلم-‏ قال:‏<br />

‏»لَزَوَالُ‏ الدُّنْيَا اأَهْ‏ وَنُ‏ عَ‏ لَى اهللَّ‏ ِ مِ‏ نْ‏ قَتْلِ‏ رَجُ‏ لٍ‏ مُ‏ ‏سْ‏ لِمٍ‏ » )21( .<br />

‏♦وعن اأبي الدرداء ‏–رضي اهلل عنه-‏ قال:‏ ‏سمعت رسول اهلل ‏–صلى اهلل عليه<br />

وسلم-‏ يقول:‏ ‏»كُ‏ لُّ‏ ذَنْبٍ‏ عَ‏ ‏سَ‏ ى اهللَّ‏ ُ اأَنْ‏ يَغْفِرَهُ‏ اإِالَّ‏ مَ‏ نْ‏ مَ‏ اتَ‏ مُ‏ ‏رشْ‏ ‏ِكاً‏ اأَوْ‏ مُ‏ وؤْمِ‏ نٌ‏ قَتَلَ‏ مُ‏ وؤْمِ‏ ناً‏<br />

مُ‏ تَعَمِّداً)‏‎22‎‏(‏ » )23( .<br />

‏♦وعن عبادة بن الصامت ‏–رضي اهلل عنه-‏ اأن النبي ‏–صلى اهلل عليه وسلم-‏ قال:‏<br />

‏»مَ‏ نْ‏ قَتَلَ‏ مُ‏ وؤْمِ‏ ناً‏ فَاعْ‏ تَبَطَ‏ )24( بِقَتْلِهِ‏ ملَ‏ ْ يَقْبَلْ‏ اهللَّ‏ ُ مِ‏ نْهُ‏ ‏رشَ‏ ‏ْفاً‏ )25( وَالَ‏ عَ‏ دْالً‏ )26( » )27( .<br />

♦ ‏♦وعن اأبي بكرة ‏–رضي اهلل عنه-‏ اأن النبي ‏–صلى اهلل عليه وسلم-‏ قال:‏ ‏»لَوْ‏ اأنَّ‏ اأَهْ‏ لَ‏<br />

السَّ‏ مَوَاتِ‏ واالأَرْضِ‏ اجْ‏ تَمَعُوا عَ‏ لَى قَتْلِ‏ مُ‏ ‏سْ‏ لِمٍ‏ لَكَبَّهُ‏ مُ‏ اهللُ‏ جَ‏ مِ‏ يِعَاً‏ عَ‏ لَى وُ‏ جُ‏ وهِ‏ هم يفِ‏ النَّارِ«‏ )28( .<br />

‏◄ووجه الدللة من النصوص احلديثية السابقة ، اأنها تدل مبنطوقها الرصيح على<br />

حترمي قتل النفس املعصومة بغري حق،‏ وتُبنيِّ‏ عظيم جرم من ارتكب هذه اجلرمية القبيحة،‏<br />

وحتذِّر املسلمني من اأن يتواطئوا،‏ اأو يعينوا على ارتكابها )29( .<br />

،<br />

)30(<br />

‏◄◄واأما الإجماع:‏ فهو منعقد على حترمي قتل النفس االإنسانية بغري وجه حق<br />

قال ابن قدامة:‏ ‏»واأجمع املسلمون على حترمي القتل بغري حق«‏ )31( .<br />

وقد امتد النهي عن القتل بغري حق ليشمل كل املواطنني يف الدولة االإسالمية،‏ مبا يف<br />

ذلك الذميُّون )32( ، فقد قال ‏–صلى اهلل عليه وسلم-‏ : ‏»مَ‏ نْ‏ قَتَلَ‏ مُ‏ عَاهَ‏ داً‏ ملَ‏ ْ يَرِحْ‏ رَائِحَ‏ ةَ‏ اجلْ‏ ‏َنَّةِ،‏<br />

وَاإِنَّ‏ رِيحَ‏ هَ‏ ا تُوجَ‏ دُ‏ مِ‏ نْ‏ مَ‏ ‏سِ‏ ريَةِ‏ اأَرْبَعِ‏ نيَ‏ عَ‏ اماً«‏ )33( .


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

املبحث األول:‏<br />

تعريفُ‏ قتلِ‏ الغِيِلةِ:‏<br />

205<br />

:<br />

)34(<br />

‏القَتْلُ‏ يف اللغة<br />

يطلق القَتْلُ‏ يف اللغة على االإماتة،‏ يقال:‏ قَتَلَه يَقْتُله قَتْالً:‏ اإِذا اأَماته برضْب،‏ اأَو حَ‏ جَ‏ ر،‏<br />

اأَو ‏سُ‏ مٍّ،‏ اأَو علَّةٍ‏ ، ... اإلخ،‏ واملَنِيَّةُ‏ قَاتِلَةٌ،‏ وكذلك قَتَّله.‏ وقَتَل به غريَه:‏ اأَي قتله مكانه،‏ ومنه قول<br />

الشاعر )35( : ‏]الطويل[.‏<br />

)36(<br />

قَتَلتُ‏ بعبد اهلل خريَ‏ لِداتِه ذُوؤاباً‏ فلم اأَفخَ‏ رْ‏ بذاك واأَجْ‏ زَعا<br />

ورجل قَتِيل:‏ اأي مَ‏ قْتول،‏ واجلمع قُ‏ تَالء،‏ وقَتْلى وقَتاىل.‏ واأَقْتَل الرجلَ‏ : عرَّضه للقَتْل،‏<br />

واأَصْ‏ ربَ‏ ه عليه.‏ ويف احلديث:‏ ‏»اإِنَّ‏ اأَشَ‏ دَّ‏ اأَهْ‏ لِ‏ النَّارِ‏ عَ‏ ذَابًا يَوْمَ‏ الْقِيَامَ‏ ةِ‏ مَ‏ نْ‏ قَتَلَ‏ نَبِيَّاً،‏ اأَوْ‏ قَتَلَهُ‏<br />

نَ‏ بِ‏ يٌّ‏ » )37( . واملَقْتَل مَ‏ فْعَل:‏ من القَتْل،‏ وتَقاتَل القوم،‏ واقتَتَلوا،‏ وتقَتَّلوا،‏ وقَتَّلوا،‏ وقِ‏ تَّلوا.‏<br />

واملُقاتَلة:‏ القتال،‏ وقد قاتَله قِ‏ تاالً‏ وقِ‏ يتاالً.‏ واملُقاتِلة:‏ الذين يَلُون القِتال،‏ ويف الصحاح:‏<br />

‏»القوم الذين يَصْ‏ لحون للقتال«‏ )38( .<br />

‏القَتْلُ‏ يف الصطالح:‏<br />

عرفه احلنفية باأنه:‏ ‏»فعلٌ‏ من العباد تزولُ‏ به احلياة«‏ )39( ، وعرفه املالكية بقولهم:‏<br />

‏»هو كل فعل يُفِيتُ‏ الرُّوحَ‏ » )40( ، وهو عند الشافعية:‏ ‏»الفعل املُفَوِّت للرُّوح«‏ )41( ، وعند<br />

احلنابلة:‏ ‏»فعلُ‏ ما يكونُ‏ ‏سبباً‏ لزهوق النفس،‏ وهو مفارقة الروح البَدَن«‏ )42( .<br />

وتعريف احلنفية هو اأوضح التعريفات الواردة،‏ وهو التعريف املختار عندي،‏ من حيث<br />

كونه اأضاف القتل اإىل فعل العبد،‏ وهذا ما يناسب ‏سياق املوضوع الذي اأنا بصدد بحثه،‏<br />

وهو يعني:‏ اأن يقوم ‏شخص باإزهاق روح اإنسان متحقق احلياة،‏ بفعل من ‏ساأنه عادة اأن<br />

يزهق الروح،‏ ويفارق احلياة،‏ ‏سواء كان هذا الفعل مبارشة،‏ اأو ‏سبباً،‏ جرحاً‏ اأو غريه،‏ الأنه يف<br />

النهاية يوؤدي اإىل مفارقة احلياة )43( ، وبناء على ذلك فال يُسمَّى املوت قتالً‏ عند الفقهاء،‏<br />

اإال اإذا حصل بوقوع فعل ‏شخص على ‏شخص اآخر،‏ الأنهم يقصدون من القتل يف هذا املقام<br />

القتل املعترب جناية،‏ ‏سواء كان عمداً،‏ اأو ‏شبه عمد،‏ اأو خطاأ،‏ وبعكس ذلك ال يعتربونه قتالً،‏<br />

فقتل املرتد )44( ورجم الثيب الزاين ال يعترب عندهم قتالً،‏ فال يوجب القصاص )45( على<br />

من قام بتنفيذه،‏ الأنه قتل بحق،‏ فمن املعروف اأنه ال يحل دم امرئ مسلم اإال باإحدى ثالث:‏<br />

‏»الثَّيِّبُ‏ الزَّاينِ‏ ، وَالنَّفْسُ‏ بِالنَّفْسِ‏ ، وَالتَّارِكُ‏ لِدِينِهِ‏ املْ‏ ‏ُفَارِقُ‏ لِلْجَ‏ مَاعَ‏ ةِ«‏ )46( )47( .


قَتْلُ‏ الغِ‏ يِلَةِ‏ ‏)االغتيال(‏ وموقفُ‏ الفقهِ‏ اإلسالميّ‏ منه<br />

دراسة مقارنة<br />

د.‏ إسماعيل شندي<br />

206<br />

:<br />

)48(<br />

‏الغِيِلَةُ‏ يف اللغة<br />

الغِ‏ يِلَةُ‏ يف اللغة:‏ اسم مشتق من الفعل الثالثي غيل:‏ والغَيْلُ‏ : هو اللَّبَ‏ الذي ترضِ‏ عه<br />

املراأَة ولدَها وهي تُوؤْتَى.‏ وقيل الغَيْل:‏ اأَن تُرضِ‏ ع املراأَة ولدَها على حَ‏ بَل،‏ واسم ذلك اللب<br />

الغَيْل اأَيضاً‏ )49( . والغائلة:‏ احلِ‏ قْد الباطن،‏ اسم كالوابِلَة،‏ وفالن قليل الغائلة واملَغالة:‏ اأَي<br />

قليل الرشّ.‏ والغَوائل:‏ الدواهي.‏<br />

والغِ‏ يلة:‏ اخلَدِيعة واالغْ‏ تِيال،‏ وقُ‏ تِل فالن غِ‏ يلة:‏ اأَي خُ‏ دْعة،‏ وهو اأَن يَخْ‏ دَعَ‏ هُ،‏ فيذهب<br />

به اإِىل موضع،‏ فاإِذا ‏صار اإِليه قتله.‏ قال االأصمعي:‏ ‏»قتل فالن فالناً‏ غيلة،‏ اأي يف اغتيال وخفية،‏<br />

وقيل:‏ هو اأن يخدع االإنسان حتى يصري اإىل مكان قد استخفى له فيه من يقتله،‏ قال ذلك<br />

اأبو عبيد«‏ )50( .<br />

وتطلق الغِ‏ يلة يف كالم العرب مبعنى:‏ اإِيصال الرشَّ‏ ّ، والقتل اإِليه من حيث ال يعلم وال<br />

يشعُ‏ ر،‏ وقتله غِ‏ يلة:‏ اإِذا قتله من حيث ال يعلم.‏ وغَ‏ الَ‏ فُ‏ الناً‏ كذا وكذا:‏ اإِذا وصل اإِليه منه ‏رشّ،‏<br />

ومنه قول الشاعر )51( : ‏]الطويل[.‏<br />

)52(<br />

واأصْ‏ بَحَ‏ بَيْتُ‏ الهَجْ‏ رِ‏ قَدْ‏ حَ‏ الَ‏ دُوُنَهُ‏ وَغالَ‏ امْرَاأً‏ ما كان يخشى غوائِلَه<br />

اأَي اأَوصل اإِليه الرشَّ‏ َّ من حيث ال يعلم فيستعدّ،‏ ويقال:‏ قد اغْ‏ تاله:‏ اإِذا فعل به ذلك،‏ وهو<br />

اأَن يُخْ‏ دَع،‏ ويُقتَل يف موضع ال يراه فيه اأَحد،‏ والغِ‏ يلة فِ‏ عْلة من االغتيال،‏ ويف حديث الدعاء:‏<br />

‏»واأَعوذ بك اأَن اأُغْ‏ تال من حتتي«‏ )53( ، اأَي اأُدْهَ‏ ى من حيث ال اأَشعرُ،‏ يريد به اخلَسْ‏ ف.‏<br />

يتضح للباحث مما ‏سبق اأن قتل الغِ‏ يِلَة عند اأهل اللغة يعني:‏ اأن يَخْ‏ دَعَ‏ ‏شخصٌ‏ اآخرَ،‏<br />

فيذهب به اإىل موضع خفية،‏ فاإذا ‏صار فيه قتله )54( . وهل يختلف قتل الغيلة يف اللغة عنه<br />

يف الفقه؟ هذا ما ‏سوف اأوضحه من خالل عرض اأقوال الفقهاء فيه:‏<br />

‏قتل الغِيِلَة يف اصطالح الفقهاء:‏<br />

عرفه احلنفية باأنه:‏ ‏»اأَنْ‏ يَخْ‏ دَعَ‏ هُ‏ فَيَذْهَ‏ بَ‏ بِهِ‏ اإىلَ‏ مَ‏ وْضِ‏ عٍ‏ ، فَاإِذَا ‏صَ‏ ارَ‏ اإلَيْهِ‏ قَتَلَهُ«‏ )55( .<br />

وعرفه جمهور املالكية باأنه:‏ ‏»القتل خفية الأخذ املال«‏ )56( ، فقد نقل احلطاب عن ابن<br />

عرفة والباجي قولهما عن ابن القاسم:‏ ‏»قَتْلُ‏ الْغِ‏ يلَةِ...‏ هو قَتْلُ‏ الرَّجُ‏ لِ‏ خُ‏ فْيَةً‏ الِ‏ أَخْ‏ ذِ‏ مَ‏ الِهِ«‏ )57( .<br />

وقال الفاكهاين:‏ ‏»وَنُقِلَ‏ عَ‏ نْ‏ اأَصْ‏ حَ‏ ابِنَا،‏ وَاأ ‏َظُ‏ نُّهُ‏ الْبَوْينِ‏ َّ، اأَنَّهُ‏ اشْ‏ رتَ‏ ‏َطَ‏ يفِ‏ ذَلِكَ‏ اأَنْ‏ يَكُ‏ ونَ‏ الْقَتْلُ‏<br />

عَ‏ لَى مَ‏ الٍ‏ » )58( . وعرفه بعض املالكية باأنه:‏ ‏»القتل على وجه التَّحَ‏ يُّل واخلديعة«‏ )59( ، وقال<br />

اآخرون منهم:‏ ‏»هو القتل على وجه القصد الذي ال يجوز عليه اخلطاأ«،‏ جاء يف مواهب اجلليل:‏<br />

‏»قَالَ‏ البَاجِ‏ ي:‏ مِ‏ نْ‏ اأَصْ‏ حَ‏ ابِنَا مَ‏ نْ‏ يَقُولُ‏ هُ‏ وَ‏ الْقَتْلُ‏ عَ‏ لَى وَجْ‏ هِ‏ الْقَصْ‏ دِ‏ الَّذِي الَ‏ يَجُ‏ وزُ‏ عَ‏ لَيْهِ‏ اخلْ‏ ‏َطَ‏ اأُ«‏<br />

)60( . وقتل الغِ‏ يِلَة عند الشافعية:‏ ‏»اأن يخدعه فيذهب به اإىل موضع فيقتله«‏ )61( . وجاء يف<br />

حتفة املحتاج:‏ ‏»اأَنْ‏ يَخْ‏ دَعَ‏ هُ‏ فَيَذْهَ‏ بَ‏ بِهِ‏ ملِ‏ ‏َحَ‏ لٍّ‏ خَ‏ الٍ‏ ، ثُمَّ‏ يَقْتُلَهُ«‏ )62( . وعرفه احلنابلة باأنه:‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

‏»الْقَتْلُ‏ عَ‏ لَى غِ‏ رَّةٍ‏ ؛ كَ‏ اَلَّذِي يَخْ‏ دَعُ‏ اإنْسَ‏ اناً،‏ فَيُدْخِ‏ لُهُ‏ بَيْتاً‏ اأَوْ‏ نَحْ‏ وَهُ،‏ وَغَ‏ ريْ‏ ‏َهُ‏ فَيَقْتُلُهُ،‏ وَيَاأْخُ‏ ذُ‏ مَ‏ الَهُ‏<br />

وَ‏ غَ‏ ريَْ‏ هُ«‏ )63( . اأما الظاهرية،‏ فلم اأعرث لهم على تعريف حمدد لقتل الغيلة،‏ والظاهر من خالل<br />

كالم ابن حزم عن حكم هذا النوع من القتل،‏ اأن املراد به:‏ القتل على وجه اخلديعة )64( ، وهو<br />

بهذا يتفق مع احلنفية والشافعية.‏<br />

يظهر للباحث مما ‏سبق بجالء اأن احلنفية والشافعية وابن حزم الظاهري يتفقون على<br />

اأن املقصود بقتل الغيلة:‏ اأن يخدع اإنسان اآخر بغرض قتله،‏ وهم بهذا يتفقون مع الغيلة<br />

مبعناها اللغوي.‏ اأما املالكية،‏ فقد حتصَّ‏ ل من خالل النظر يف مصادرهم ثالثة اأقوال:‏ االأول:‏ اأن<br />

قتل الغِ‏ يِلَة هو القتل خفية الأخذ املال،‏ وهذا قول اجلمهور منهم،‏ وبه قال احلنابلة اأيضاً.‏<br />

والثاين:‏ وافقوا به احلنفية والشافعية،‏ وهو القتل على وجه اخلديعة.‏ والثالث:‏ القتل على<br />

وجه القصد الذي ال يجوز عليه اخلطاأ،‏ وذلك باأن يضجعه فيذبحه )65( .<br />

والذي يرتجح لدى الباحث يف هذا املوضوع اأن قتل الغيلة يعني:‏ القتل على وجه<br />

اخلديعة والتحيل،‏ ‏سواء كان ذلك الأجل املال اأم غريه.‏<br />

املبحث الثاني:‏<br />

التكْيِّيف الفقهي لقتل الغِيِلَة واألثر املرتتب عليه:‏<br />

اختلف الفقهاء يف التكْيِّيف الفقهي لقتل الغيلة،‏ ومن ثمَّ‏ يف االأثر املرتتب عليه،‏ والسبب<br />

يف ذلك،‏ اختالفهم يف اعتبار هذا النوع من القتل من الفساد يف االأرض الذي ورد بساأنه<br />

قول اهلل ‏–تعاىل-‏ : ‏{اإِمنَّ‏ ‏َا جَ‏ زَاءُ‏ الَّذِينَ‏ يُحَ‏ ارِبُونَ‏ اهللَّ‏ َ وَرَسُ‏ ولَهُ‏ وَيَسْ‏ عَوْنَ‏ يفِ‏ االْ‏ أَرْضِ‏ فَسَاداً‏<br />

اأَنْ‏ يُقَتَّلُوا اأَوْ‏ يُصَ‏ لَّبُوا اأَوْ‏ تُقَطَّ‏ عَ‏ اأَيْدِيهِ‏ مْ‏ وَاأَرْجُ‏ لُهُ‏ مْ‏ مِ‏ نْ‏ خِ‏ الَ‏ فٍ‏ َ اأوْ‏ يُنْفَوْا مِ‏ نَ‏ االْ‏ أَرْضِ‏ { )66( ، اأم اأنه<br />

ليس كذلك،‏ وللفقهاء يف التكييف الفقهي لقتل الغيلة قولن:‏<br />

، واختاره<br />

207<br />

<br />

)68(<br />

‏القول الأول:‏ يندرج قتلُ‏ الغيلةِ‏ ‏ضمن احلِ‏ رابة )67( ، وهو قول املالكية<br />

ابن تيمية من احلنابلة )69( ، وهو مروي عن اأبي الزناد )70( )71( ، جاء يف مواهب اجلليل<br />

عن ابن القاسم قوله:‏ ‏»قَتْلُ‏ الْغِ‏ يلَةِ‏ حِ‏ رَابَةٌ،‏ وَهُ‏ وَ‏ قَتْلُ‏ الرَّجُ‏ لِ‏ خُ‏ فْيَةً‏ الِ‏ أَخْ‏ ذِ‏ مَ‏ الِهِ«‏ )72( . وجاء<br />

يف حاشية العدوي على كفاية الطالب:‏ ‏»الْغِ‏ يلَةُ‏ قَتْلُ‏ اإنْسَ‏ انٍ‏ الِ‏ أَخْ‏ ذِ‏ مَ‏ الِهِ،‏ وَاحلْ‏ ِ رَابَةُ‏ كُ‏ لُّ‏ فِ‏ عْلٍ‏<br />

يُقْصَ‏ دُ‏ بِهِ‏ اأَخْ‏ ذُ‏ املْ‏ ‏َالِ‏ عَ‏ لَى وَجْ‏ هٍ‏ تَتَعَذَّرُ‏ االِ‏ ‏سْ‏ تِغَاثَةُ‏ مَ‏ عَهُ‏ عَ‏ ادَةً‏ مِ‏ نْ‏ رَجُ‏ لٍ‏ اأَوْ‏ امْ‏ رَاأ<br />

ابن تيمية:‏ ‏»واأما اإذا كان يقتل النفوس ‏رشِ‏ ‏َّاً؛ الأخذ املال،‏ مثل الذي يجلس يف خان يكريه<br />

الأبناء السبيل،‏ فاإذا انفرد بقوم منهم قتلهم،‏ واأخذ اأموالهم،‏ اأو يدعو اإىل منزله من يستاأجره<br />

خلياطةٍ‏ ، اأو طبٍّ‏ ، اأو نحو ذلك،‏ فيقتله وياأخذ ماله،‏ وهذا يُسمَّى القتل غيلة،‏ ... فاإذا كان الأخذ<br />

املال فهل هم كاملحاربني؟ اأو يجري عليهم حكم القَوَد؟ فيه قوالن للفقهاء:‏ اأحدهما:‏ اأنهم<br />

‏َةٍ‏ » )73( . وقال


قَتْلُ‏ الغِ‏ يِلَةِ‏ ‏)االغتيال(‏ وموقفُ‏ الفقهِ‏ اإلسالميّ‏ منه<br />

دراسة مقارنة<br />

د.‏ إسماعيل شندي<br />

كاملحاربني،‏ ... والثاين:‏ اأن املحارب هو املجاهر بالقتال،‏ واأن هذا املغتال يكون اأمره اإىل<br />

ويل الدم،‏ واالأول اأشبه باأصول الرشيعة،‏ بل قد يكون ‏رضر هذا الأشد،‏ الأنه ال يدرى به«‏ )74( .<br />

واحلرابة )75( عند املالكية تكون باإخافة الناس يف الطريق،‏ بقصد منعهم من السلوك،‏ اأو<br />

بقصد اأخذ مالهم،‏ اأو بقصد الغلبة على الفروج )76( . واملحارب عندهم:‏ ‏»هو قاطع الطريق،‏<br />

ملنع ‏سلوك،‏ اأو اأخذ مال حمرتم،‏ على وجه يتعذر معه الغوث،‏ اأو مذهب عقل لذلك،‏ اأو خمادع<br />

مميز،‏ الأخذ ما معه داخل زقاق،‏ ليالً‏ اأو نهاراً،‏ الأخذ مال بقتال«‏ )77( ، وقال االإمام مالك:‏<br />

‏»املحارب عندنا،‏ من حمل على الناس،‏ يف مرص،‏ اأو برية وكابرهم عن اأنفسهم،‏ واأموالهم،‏<br />

دون نائرة )78( ، وال ذَحْ‏ ل )79( وال عدوان«‏ )80( . وقال ابن عرفة:‏ ‏»احلرابة اخلروج الإخافة<br />

السبيل،‏ باأخذ مال حمرتم،‏ مبكابرة قتال،‏ اأو خوفه،‏ اأو اإذهاب عقل،‏ اأو قتل خفية،‏ اأو ملجرد<br />

قطع الطريق وال الإمارة وال نائرة وال عداوة«‏ )81( .<br />

♦ ‏♦الأثر املرتتب على اعتبار قتل الغِيلَة حرابة:‏<br />

ترتب على اعتبار قتل الغيلة حرابة عند اأصحاب هذا القول،‏ اأن فاعل ذلك يعاقب حَ‏ دَّاً)‏‎82‎‏(‏<br />

ال قَوَدَاً،‏ وتكون العقوبة وفق ما جاء يف قول اهلل ‏–تعاىل-‏ : ‏{اإِمنَّ‏ ‏َا جَ‏ زَاءُ‏ الَّذِينَ‏ يُحَ‏ ارِبُونَ‏<br />

اهللَّ‏ َ وَرَسُ‏ ولَهُ‏ وَيَسْ‏ عَوْنَ‏ يفِ‏ االْ‏ أَرْضِ‏ فَسَ‏ اداً‏ اأَنْ‏ يُقَتَّلُوا اأَوْ‏ يُصَ‏ لَّبُوا اأَوْ‏ تُقَطَّ‏ عَ‏ اأَيْدِيهِ‏ مْ‏ وَاأَرْجُ‏ لُهُ‏ مْ‏ مِ‏ نْ‏<br />

خِ‏ الَ‏ فٍ‏ اأَوْ‏ يُنْفَوْا مِ‏ نَ‏ االْ‏ أَرْضِ‏ ذَلِكَ‏ لَهُ‏ مْ‏ خِ‏ زْيٌ‏ يفِ‏ الدُّنْيَا وَلَهُ‏ مْ‏ يفِ‏ االْ‏ آَخِ‏ رَةِ‏ عَ‏ ذَابٌ‏ عَ‏ ظِ‏ يمٌ‏ اإِالَّ‏ الَّذِينَ‏<br />

تَابُوا مِ‏ نْ‏ قَبْلِ‏ اأَنْ‏ تَقْدِرُوا عَ‏ لَيْهِ‏ مْ‏ فَاعْ‏ لَمُ‏ وا اأَنَّ‏ اهللَّ‏ َ غَ‏ فُورٌ‏ رَحِ‏ يمٌ}‏ )83( . ويكون االأمر فيه اإىل<br />

االإمام )84( ، وليس لويل الدم،‏ وال يجوز لالإمام اأن يعفو عن اجلاين،‏ اإال اأن يتوب قبل اأن يقدر<br />

عليه )85( ، فاإن تاب قبل اأن يقدر عليه،‏ فيكون الواجب عندئذ القصاص )86( ، قال القريواين:‏<br />

‏»وقتل الغيلة ال عفو فيه«‏ )87( ، وقال الشارح:‏ ‏»وقتل الغيلة،‏ وهي قتل االإنسان الأخذ ماله،‏<br />

ال عفو فيه،‏ اأي ال يجوز العفو فيه،‏ اأو ال عفو نافذ فيه،‏ ... الأن قتله على هذا الوجه يف معنى<br />

املحاربة،‏ واملحارب بالقتل يجب قتله،‏ ... واإمنا مل يجب العفو فيها،‏ الأنها حق اهلل ‏–تعاىل-‏<br />

وعلى هذا فهو مقتول حدَّاً‏ ال قَوَدَاً«‏ )88( ، وقال املرداوي:‏ ‏»واختار الشيخ تقي الدين ‏-رحمه<br />

اهلل-‏ اأن العفو ال يصح يف قتل الغيلة،‏ لتعذر االحرتاز كالقتل مكابرة«‏ )89( .<br />

أدلة الفقهاء القائلني باعتبار قتل الغيلة من احلرابة:‏<br />

استدلوا من الكتاب،‏ والسنة،‏ واالأثر،‏ واملعقول:‏<br />

● ‏●اأولً-‏ من الكتاب:‏<br />

قول اهلل ‏–تعاىل-‏ : ‏{اإِمنَّ‏ ‏َا جَ‏ زَاءُ‏ الَّذِينَ‏ يُحَ‏ ارِبُونَ‏ )90( اهللَّ‏ َ وَرَسُ‏ ولَهُ‏ وَيَسْ‏ عَوْنَ‏ يفِ‏ االْ‏ أَرْضِ‏<br />

فَسَاداً‏ اأَنْ‏ يُقَتَّلُوا اأَوْ‏ يُصَ‏ لَّبُوا اأَوْ‏ تُقَطَّ‏ عَ‏ َ اأ يْدِيهِ‏ مْ‏ وَاأَرْجُ‏ لُهُ‏ مْ‏ مِ‏ نْ‏ خِ‏ الَ‏ فٍ‏ اأَوْ‏ يُنْفَوْا مِ‏ نَ‏ االْ‏ أَرْضِ‏ ذَلِكَ‏<br />

لَهُ‏ مْ‏ خِ‏ زْيٌ‏ يفِ‏ الدُّنْيَا وَلَهُ‏ مْ‏ يفِ‏ االْ‏ آَخِ‏ رَةِ‏ عَ‏ ذَابٌ‏ عَ‏ ظِ‏ يمٌ}‏ )91( . ووجه الداللة من هذه االآية،‏ اأنها<br />

بيَّنَت عقوبة املحارب،‏ الساعي يف االأرض بالفساد،‏ وهذا النوع من القتل حِ‏ رابة )92( .<br />

208


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

● ‏●ثانياً-‏ من السنة:‏<br />

. أعَ‏ نْ‏ اأَنَسٍ‏ ‏-رَضِ‏ يَ‏ اهللَّ‏ ُ عَ‏ نْهُ-‏ : ‏»اأَنَّ‏ يَهُ‏ ودِيّاً‏ رَضَّ‏ رَاأْسَ‏ جَ‏ ارِيَةٍ‏ بَنيْ‏ َ حَ‏ جَ‏ رَيْنِ‏ قِ‏ يلَ‏ مَ‏ نْ‏ فَعَلَ‏<br />

هَ‏ ذَا بِكِ‏ ؟ اأَفُ‏ الَ‏ نٌ‏ ؟ اأَفُ‏ الَ‏ نٌ‏ ؟ حَ‏ تَّى ‏سُ‏ مِّيَ‏ الْيَهُ‏ ودِيُّ‏ ، فَاأَوْمَ‏ اأَتْ‏ بِرَاأْسِ‏ هَ‏ ا،‏ فَاأُخِ‏ ذَ‏ الْيَهُ‏ ودِيُّ‏ فَاعْ‏ رتَ‏ ‏َفَ‏ ، فَاأ ‏َمَ‏ رَ‏<br />

بِهِ‏ النَّبِيُّ‏ ‏-صَ‏ لَّى اهللَّ‏ ُ عَ‏ لَيْهِ‏ وَسَ‏ لَّمَ-‏ فَرُضَّ‏ رَاأْسُ‏ هُ‏ بَنيْ‏ َ حَ‏ جَ‏ رَيْنِ‏ » )93( . ووجه الداللة يف احلديث،‏<br />

اأنه مل يرد اأن النبي ‏–صلى اهلل عليه وسلم-‏ قد ‏شاور اأهل اجلارية املقتولة،‏ باعتبار اأنهم<br />

اأولياء دمها،‏ مما يدل على اأن هذا النوع من القتل حرابة،‏ واأن اأمره لالإمام )94( .<br />

‏.بوعَ‏ نْ‏ اأَنَسٍ‏ بن مالك ‏–رضي اهلل عنه-‏ قَالَ‏ : ‏»قَدِمَ‏ اأُنَاسٌ‏ مِ‏ نْ‏ عُ‏ كْلٍ‏ )95( اأَوْ‏ عُ‏ رَيْنَةَ‏ )96(،<br />

فَاجْ‏ تَوَوُ‏ ا )97( املْ‏ ‏َدِينَةَ،‏ فَاأَمَ‏ رَهُ‏ مُ‏ النَّبِيُّ‏ ‏-صلى اهلل عليه وسلم–‏ بِ‏ لِ‏ قَ‏ ا حٍ‏ )98( ، وَاأَنْ‏ يَرشْ‏ ‏َبُوا مِ‏ نْ‏<br />

اأَبْوَالِهَ‏ ا وَاأ ‏َلْبَانِهَ‏ ا،‏ فَانْطَ‏ لَقُوا،‏ فَلَمَّا ‏صَ‏ حُّ‏ وا قَتَلُوا رَاعِ‏ ىَ‏ النَّبِيِّ‏ ‏-صلى اهلل عليه وسلم-‏ وَاسْ‏ تَاقُ‏ وا<br />

النَّعَمَ،‏ فَجَ‏ اءَ‏ اخلْ‏ ‏َربَ‏ ُ يفِ‏ اأَوَّلِ‏ النَّهَ‏ ارِ،‏ فَبَعَثَ‏ يفِ‏ اآثَارِهِ‏ مْ،‏ فَلَمَّا ارْتَفَعَ‏ النَّهَ‏ ارُ‏ جِ‏ يءَ‏ بِهِ‏ مْ،‏ فَقَطَ‏ عَ‏<br />

اأَيْدِيَهُ‏ مْ‏ وَاأ ‏َرْجُ‏ لَهُ‏ مْ،‏ وَسُ‏ مِ‏ رَتْ‏ )99( اأَعْ‏ يُنُهُ‏ مْ‏ وَاأ ‏ُلْقُوا يفِ‏ احلْ‏ ‏َرَّةِ‏ )100( يَسْ‏ تَسْ‏ قُونَ‏ فَالَ‏ يُسْ‏ قَوْنَ‏ . قَالَ‏ اأَبُو<br />

قِ‏ الَبَةَ:‏ فَهَ‏ وؤُالَءِ‏ ‏رشَ‏ ‏َقُ‏ وا،‏ وَقَتَلُوا،‏ وَكَ‏ فَرُوا بَعْدَ‏ اإِميَانِهِ‏ مْ،‏ وَحَ‏ ارَبُوا اهللَّ‏ َ وَرَسُ‏ ولَهُ‏ )101( .<br />

● ● ثالثاً-‏ من الأثر:‏<br />

عن عُ‏ مَرَ‏ بْنِ‏ اخلْ‏ ‏َطَّ‏ ابِ‏ ‏-رضي اهلل عنه-‏ اأنه قَتَلَ‏ نَفَراً‏ خَ‏ مْسَ‏ ةً‏ اأَوْ‏ ‏سَ‏ بْعَةً‏ بِرَجُ‏ لٍ‏ وَاحِ‏ دٍ‏ قَتَلُوهُ‏<br />

قَتْلَ‏ غِ‏ يلَةٍ‏ ، وَقَالَ‏ : لَوْ‏ متَ‏ ‏َاالَ‏ أَ‏ عَ‏ لَيْهِ‏ اأَهْ‏ لُ‏ ‏صَ‏ نْعَاءَ‏ لَقَتَلْتُهُ‏ مْ‏ جَ‏ مِ‏ يعاً‏ )102( )103( . ووجه الداللة اأن عمر<br />

‏–رضي اهلل عنه-‏ مل يرتك االأمر اإىل اأولياء الدم،‏ فدل ذلك على اأن عقوبة هذا الفعل لالإمام<br />

دون االأولياء،‏ لذلك فهو حِ‏ رابة.‏<br />

● ‏●رابعاً-‏ من املعقول:‏<br />

وهو اأن هذا النوع من القتل من الفساد يف االأرض،‏ وبالتايل فاإن من ارتكبه يعترب<br />

حمارباً‏ فيقتل حَ‏ دَّاً،‏ ال قَوَدَاً‏ )104( . القول الثاين:‏ ال يدخل قتل الغِ‏ يِلَة ‏ضمن احلرابة )105( ، واإمنا<br />

يندرج ‏ضمن قتل العَمْد )106( ، وهو مذهب احلنفية )107( ، والشافعية )108( ، واحلنابلة )109(<br />

والظاهرية )110( ، وابن املنذر،‏ واإسحاق )111( )112( . االأثر املرتتب على عدم اعتبار قتل<br />

الغِ‏ يلَة من قبيل العَمْد،‏ وليس من احلِ‏ رابة:‏ ترتب على اعتبار قتل الغِ‏ يِلَة من قبيل القتل العمد،‏<br />

)113(<br />

وليس من احلرابة عند هوؤالء الفقهاء،‏ اأن عقوبة هذا النوع من القتل هي نفس عقوبة<br />

القتل عمْداً،‏ ويكون االأمر فيها اإىل اأولياء الدم،‏ ال اإىل السلطان،‏ قال حممد بن احلسن:‏ ‏»قال<br />

اأبو حنيفة ‏-رضي اهلل عنه-‏ : من قتل رجالً‏ عمداً،‏ قتل غِ‏ يِلَة،‏ اأو غري غِ‏ يِلَة،‏ فذلك اإىل اأولياء<br />

القتيل،‏ فاإن ‏شاءوا قتلوا،‏ واإن ‏شاءوا عفوا«‏ )114( ، وقال حممد بن احلسن تعليقاً:‏ ‏»فمن قتل<br />

وليُّه،‏ فهو وليُّه يف دمه دون السلطان،‏ اإن ‏شاء قتل،‏ واإن ‏شاء عفا،‏ وليس اإىل السلطان من<br />

ذلك ‏شيء«‏ )115( ، وقال الشافعي:‏ ‏»كل من قتل يف حرابة،‏ اأو ‏صحراء،‏ اأو مرص،‏ اأو مكابرة،‏<br />

209


قَتْلُ‏ الغِ‏ يِلَةِ‏ ‏)االغتيال(‏ وموقفُ‏ الفقهِ‏ اإلسالميّ‏ منه<br />

دراسة مقارنة<br />

د.‏ إسماعيل شندي<br />

اأو قتل غِ‏ يِلَة على مال اأو غريه،‏ اأو قتل نائرة،‏ فالقصاص والعفو اإىل االأولياء،‏ وليس اإىل<br />

السلطان من ذلك ‏شيء،‏ اإال االأدب اإذا عفا الويل«‏ )116( .<br />

أدلة الفقهاء القائلني باعتبار قتل الغِيِلَة من قبيل القتل العمْد:‏<br />

استدلوا من الكتاب،‏ والسنة،‏ واالأثر،‏ واملعقول:‏<br />

● ‏●اأولً-‏ من الكتاب:‏<br />

. أقول اهلل-‏ تعاىل-‏ : ‏{وَالَ‏ تَقْتُلُوا النَّفْسَ‏ الَّتِي حَ‏ رَّمَ‏ اهللَّ‏ ُ اإِالَّ‏ بِاحلْ‏ ‏َقِّ‏ وَمَ‏ نْ‏ قُ‏ تِلَ‏ مَ‏ ظْ‏ لُوماً‏<br />

فَقَدْ‏ جَ‏ عَلْنَا لِوَلِيِّهِ‏ ‏سُ‏ لْطَ‏ اناً‏ فَالَ‏ يُرشْ‏ ‏ِفْ‏ يفِ‏ الْقَتْلِ‏ اإِنَّهُ‏ كَ‏ انَ‏ مَ‏ نْصُ‏ وراً}‏ )117( .<br />

‏.بوقول اهلل ‏–تعاىل-‏ : ‏{يَا اأَيُّهَ‏ ا الَّذِينَ‏ اآَمَ‏ نُوا كُ‏ تِبَ‏ عَ‏ لَيْكُ‏ مُ‏ الْقِصَ‏ اصُ‏ يفِ‏ الْقَتْلَى احلْ‏ ‏ُرُّ‏<br />

بِاحلْ‏ ‏ُرِّ‏ وَالْعَبْدُ‏ بِالْعَبْدِ‏ وَاالْ‏ أُنْثَى بِاالْ‏ أُنْثَى فَمَنْ‏ عُ‏ فِيَ‏ لَهُ‏ مِ‏ نْ‏ اأَخِ‏ يهِ‏ ‏شَ‏ يْ‏ ءٌ‏ فَاتِّبَاعٌ‏ بِاملْ‏ ‏َعْرُوفِ‏ وَاأَدَاءٌ‏<br />

اإِلَيْهِ‏ بِاإ ‏ِحْ‏ ‏سَ‏ انٍ‏ ذَلِكَ‏ تَخْ‏ فِيفٌ‏ مِ‏ نْ‏ رَبِّكُ‏ مْ‏ وَرَحْ‏ مَةٌ‏ فَمَنِ‏ اعْ‏ تَدَى بَعْدَ‏ ذَلِكَ‏ فَلَهُ‏ عَ‏ ذَابٌ‏ اأ<br />

ووجه الدللة من هاتني الآيتني الكرميتني:‏ اأنَّ‏ الشارع احلكيم قد جعل االأمر ‏-عند<br />

حصول القتل-‏ لويل املقتول دون السلطان،‏ فهو ‏-اأي الويل-‏ الذي ميلك العفو اأو القصاص،‏<br />

ومل يفرِّق بني قتل الغِ‏ يِلَة وغريه )119( . قال حممد بن احلسن تعليقاً‏ على االآيتني:‏ « فلم يسمِّ‏ يف<br />

ذلك قتل الغِ‏ يِلَة وال غريها،‏ فمن قتل وليُّه فهو وليُّه«‏ )120( . وقال ابن حزم ‏–بعد ذكر االآيتني-‏ :<br />

« فعم ‏–تعاىل-‏ كل قتل كما ذكر ‏–تعاىل-‏ وجعل العفو يف ذلك للويل«‏ )121( .<br />

● ‏●ثانياً-‏ من السنة:‏<br />

َ لِيمٌ}‏ )118( .<br />

قول النبي ‏–صلى اهلل عليه وسلم-‏ : ‏»اأَالَ‏ اإِنَّكُ‏ مْ‏ يَا مَ‏ عْرشَ‏ َ خُ‏ زَاعَ‏ ةَ‏ )122( قَتَلْتُمْ‏ هَ‏ ذَا الْقَتِيلَ‏<br />

مِ‏ نْ‏ هُ‏ ذَ‏ يْ‏ لٍ‏ )123( ، وَاإِينِّ‏ عَ‏ اقِ‏ لُهُ،‏ فَمَنْ‏ قُ‏ تِلَ‏ لَهُ‏ بَعْدَ‏ مَ‏ قَالَتِي هَ‏ ذِهِ‏ قَتِيلٌ،‏ فَاأَهْ‏ لُهُ‏ بَنيْ‏ َ خِ‏ ريَ‏ ‏َتَنيْ‏ ِ، اأَنْ‏<br />

يَاأْخُ‏ ذُوا الْعَقْلَ‏ ، اأَوْ‏ يَقْتُلُوا«‏ )124( . ووجه الداللة يف احلديث الرشيف،‏ اأن قول النبي ‏–صلى اهلل<br />

عليه وسلم-‏ ‏»فَاأ ‏َهْ‏ لُهُ‏ بَنيْ‏ َ خِ‏ ريَ‏ ‏َتَنيْ‏ ِ«، دليل على اأن اأمر القتل اإىل اأهل القتيل،‏ دون غريهم )125( ،<br />

فهم الذين ميلكون اأن يترصفوا يف ذلك بالقصاص اأو العفو )126( . وقال ابن حزم تعليقاً‏<br />

على احلديث:‏ ‏»ونحن نشهد بشهادة اهلل اأن اهلل ‏–تعاىل-‏ لو اأراد اأن يخص من ذلك قتل غيلة،‏<br />

اأو حرابة،‏ ملا اأغفله وال اأهمله ولبينه ‏صلى اهلل عليه وسلم«‏ )127( .<br />

● ‏●ثالثاً-‏ من الأثر:‏<br />

. أعن عُ‏ مَرَ‏ بْنِ‏ اخلْ‏ ‏َطَّ‏ اب ‏ِ-رَضِ‏ يَ‏ اهللَّ‏ ُ عَ‏ نْهُ-‏ اأَنَّهُ‏ اأُتِىَ‏ بِرَجُ‏ لٍ‏ قَدْ‏ قَتَلَ‏ عَ‏ مْداً،‏ فَاأَمَ‏ رَ‏ بِقَتْلِهِ،‏<br />

فَعَفَا بَعْضُ‏ االأَوْلِيَاءِ،‏ فَاأ ‏َمَ‏ رَ‏ بِقَتْلِهِ،‏ فَقَالَ‏ ابْنُ‏ مَ‏ ‏سْ‏ عُودٍ‏ : كَ‏ انَتِ‏ النَّفْسُ‏ لَهُ‏ مْ‏ جَ‏ مِ‏ يعاً،‏ فَلَمَّا عَ‏ فَا هَ‏ ذَا<br />

اأَحْ‏ يَا النَّفْسَ‏ ، فَالَ‏ يَسْ‏ تَطِ‏ يعُ‏ اأَنْ‏ يَاأْخُ‏ ذَ‏ حَ‏ قَّهُ‏ حَ‏ تَّى يَاأ ‏ْخُ‏ ذَ‏ غَ‏ ريْ‏ ‏ُهُ،‏ قَالَ‏ : فَمَا تَرَى؟ قَالَ‏ : اأَرَى اأَنْ‏ جتَ‏ ْ عَلَ‏<br />

الدِّيَةَ‏ عَ‏ لَيْهِ‏ يفِ‏ مَ‏ الِهِ،‏ وَتَرْفَعَ‏ حِ‏ ‏صَّ‏ ةَ‏ الَّذِي عَ‏ فَا،‏ فَقَالَ‏ عُ‏ مَرُ‏ ‏-رَضِ‏ يَ‏ اهللَّ‏ ُ عَ‏ نْهُ-‏ : وَاأَنَا اأَرَى ذَلِكَ‏ »<br />

. )128(<br />

210


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

ووجه الدللة،‏ اأن عمر قد وافق ابن مسعود ‏-رضي اهلل عنهما-‏ يف اأن االأمر لالأولياء<br />

واأن عفو اأحدهم يسقط احلق يف القصاص،‏ الأن القصاص ال يتجزاأ،‏ ومل يساأال ‏–اأي عمر وابن<br />

مسعود-‏ اأقتل غِ‏ يِلَة هذا اأم ال؟ )129( .<br />

‏.بوعن حمَّاد،‏ عن اإبراهيم النخعي،‏ قال:‏ ‏»من عفا من ذي ‏سهم،‏ فعفوه عفو،‏ قد اأجاز<br />

عمر وابن مسعود العفو من اأحد االأولياء،‏ ومل يساألوا:‏ اأقتل غيلة كان ذلك اأم غريه«‏ )130( .<br />

‏.توعن ‏سمَّاك بن الفضل ‏»اأنَّ‏ عروة كتب اإىل عمر بن عبد العزيز يف رجل خنق ‏صبياً‏<br />

على اأوضاح )131( له حتى قتله،‏ فوجدوه واحلبل اإىل يده،‏ فاعرتف بذلك،‏ فكتب اأن ادفعوه<br />

اإىل اأولياء الصبي،‏ فاإن ‏شاءوا قتلوه«‏ )132( .<br />

● ‏●رابعاً-‏ من املعقول:‏<br />

فالأن هذا القتيل قتيل يف غري املحاربة،‏ فكان اأمره اإىل وليِّه،‏ كسائر القتلى )133( .<br />

املبحث الثالث:‏<br />

<br />

املناقشة والرتجيح:‏<br />

<br />

<br />

♦ ‏♦اأولً:‏ مناقشة اأدلة القائلني باأن قتل الغِيلَة من احلرابة:‏<br />

لقد نوقشت اأدلة الفقهاء القائلني باأنَّ‏ قتل الغيلة من احلرابة مبا ياأتي:‏<br />

اأما االستدالل باآية احلرابة،‏ فنوقش:‏ ‏»باأن االآية ال تخلو من اأن تكون على الرتتيب<br />

اأو التخيري فاإن كانت على الرتتيب،‏ فاملالكية ال يقولون بهذا،‏ واإن كانت على التخيري-‏ وهو<br />

قولهم-‏ فليس يف االآية ما يدعونه من اأن قاتل احلرابة والغِ‏ يِلَة ال خيار فيه لويل القتيل،‏<br />

فخرج قولهم عن اأن يكون له متعلق اأو ‏سبب يصح فبطل ما قالوه«‏ )134( .<br />

‏اإن عدم ورود استشارة النبي ‏–صلى اهلل عليه وسلم-‏ الأهل اجلارية يف حديث<br />

الرضخ ال ينفي كون اخليار الأولياء الدم،‏ فقد ورد التخيري يف نصوص اأخرى،‏ جاء يف<br />

املحلَّى قوله:‏ « اأما حديث اليهودي الذي رضخ راأس اجلارية على اأوضاحها،‏ فليس فيه اأن<br />

رسول اهلل-‏ ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ مل يشاور وليَّها،‏ وال اأنه ‏شاوره،‏ وال اأنه قال اختار لويل<br />

املقتول يف الغِ‏ يِلَة اأو احلِ‏ رابة،‏ فاإذ مل يقل ذلك ‏-عليه الصالة والسالم-‏ فال يحل ملسلم اأن<br />

ينسب ذلك اإىل رسول اهلل ‏-صلى اهلل عليه وسلم-‏ ... ويقول عليه ما مل يقل،‏ فكيف وهذا<br />

اخلرب حجة عليهم،‏ فاإنهم ال يختلفون يف اأن قاتل الغِ‏ يِلَة اأو احلِ‏ رابة ال يجوز البتة اأن يقتل<br />

رضخاً‏ يف الراأس باحلجارة،‏ وال رجماً،‏ وهذا ماال يقوله اأحد من الناس،‏ فصح يقيناً‏ اإذ قتله<br />

رسول اهلل ‏-صلى اهلل عليه واآله وسلم-‏ رضخاً‏ باحلجارة،‏ اأنه اإمنا قتله قَوَدَاً‏ باحلجارة،‏<br />

211


قَتْلُ‏ الغِ‏ يِلَةِ‏ ‏)االغتيال(‏ وموقفُ‏ الفقهِ‏ اإلسالميّ‏ منه<br />

دراسة مقارنة<br />

د.‏ إسماعيل شندي<br />

واإذ قتله قَوَدَاً‏ بها،‏ فحكم قتل القَوَد اأن يكون باخليار يف ذلك اأو العفو للويل،‏ واإذ ذلك كذلك<br />

بال ‏شك،‏ فقد ‏صح عن النبي ‏-صلى اهلل عليه وسلم-‏ اأنه قال:‏ ‏»من قتل له قتيل فاأهله بني<br />

خريتني«‏ )135( اإىل اآخره،‏ فنحن على يقني من اأن فرضاً‏ على كل اأحد اأن يضم هذا احلكم اإىل<br />

هذا اخلرب،‏ وليس ‏سكوت الرواة عن اأن رسول اهلل ‏-صلى اهلل عليه وسلم-‏ خري وليَّها مبسقط<br />

ما اأوجبه رسول اهلل ‏-صلى اهلل عليه وسلم-‏ يف القتل؛ من تخيري وليِّه،‏ بل بال ‏شك يف اأنه<br />

‏-عليه الصالة والسالم-‏ مل يخالف ما اأمر به،‏ وال يخلو هذا مما ذكرنا من قبول الزيادة<br />

املروية يف ‏سائر النصوص اأصالً،‏ ولو كان هذا الفعل تخصيصاً‏ اأو نسخاً‏ لبينه ‏-عليه<br />

السالم-«‏ )136( ، ثم اإنه قد يكون لالأنصارية ويل،‏ لكنه ‏صغري ال خيار له،‏ فاختار النبي<br />

‏–صلى اهلل عليه وسلم-‏ القَوَدَ‏ عندئذٍ‏ )137( .<br />

‏اأما حديث العُرَنيني،‏ فليس فيه ما يدل على اأن النبي ‏–صلى اهلل عليه وسلم-‏ مل<br />

يشاور اأولياء الرعاء،‏ وال اأنه قال ال خيار يف هذا لويل املقتول،‏ ولذلك فهو غري ‏صالح<br />

لالحتجاج )138( ، كما ميكن اأن يقال فيه اأن الرعاء قد يكونون غرباء ال ويل لهم )139( .<br />

212<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

‏واأما االستدالل بفعل عمر بن اخلطاب ‏–رضي اهلل عنه-‏ وقوله:‏ ‏»واهلل لو متاالأ عليه<br />

اأهل ‏صنعاء جميعهم لقتلتهم به«،‏ فيمكن اأن يجاب عنه باأن املقصود به:‏ اأي الأمكنت الويل<br />

من استيفاء القَوَدِ‏ منهم )140( .<br />

اأما اعتبار قتل الغِ‏ يِلَة من الفساد يف االأرض ويدخل يف احلِ‏ رابة،‏ فهو على اأصل<br />

املالكية يف مفهوم احلِ‏ رابة،‏ ومفهوم احلِ‏ رابة هذا حمل اختالف الفقهاء،‏ فهو غري مُ‏ ‏سَ‏ لَّم.‏<br />

♦ ‏♦ثانياً-‏ مناقشة اأدلة القائلني باأن قتل الغِيلة من العَمْد:‏<br />

ميكن اأن تناقش )141( هذه االأدلة مبا ياأتي:‏<br />

اأما االآيتان،‏ فيجاب عن االستدالل بهما،‏ باأنهما تخصان القتل الذي يكون على غري<br />

وجه الغِ‏ يِلَة،‏ وهو الذي يكون ويل الدم فيه باخليار،‏ وهذا ما ال خالف فيه،‏ واإمنا اخلالف يف<br />

نوع اآخر من القتل ‏–اأي قتل الغِ‏ يِلَة-‏ وقد وردت اأدلة اأخرى تبني خمالفة هذا النوع من القتل<br />

لغريه يف العقوبة من حيث حتتُّمها،‏ وكونها لالإمام ال للويل.‏<br />

واأما احلديث،‏ فيناقش مبا نوقشت به االآيتان،‏ وذلك باأن يُحمل على غري هذا النوع<br />

من القتل.‏ فبما اأن النصوص قد وردت يف كال االأمرين،‏ دل ذلك ‏-واهلل اأعلم-‏ على اأن نوعاً‏<br />

من القتل يعترب من الفساد يف االأرض واأمره لالإمام.‏<br />

‏واأما الدليل الرابع واخلامس،‏ اللذان رويا عن عمر بن اخلطاب وابن مسعود ‏–رضي<br />

اهلل عنهما-‏ فمنقطعان )142( ، وبالتايل فال يصلحان لالحتجاج.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

واأما ما جاء عن ‏سمَّاك بن الفضل،‏ وحُ‏ كْم عمر بن عبد العزيز فيه،‏ فيمكن اأن يناقش<br />

باأن عمر بن عبد العزيز ‏–رضي اهلل عنه-‏ قد حكم يف قضية عنده،‏ وحكم احلاكم يرفع<br />

اخلالف ال ‏سيما وهو ‏–اأي عمر رحمه اهلل-‏ من اأهل االجتهاد )143( .<br />

213<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

واأما الدليل السابع،‏ فهو مبني على مفهوم احلِ‏ رابة،‏ ومفهومها حمل خالف.‏<br />

♦ ‏♦ثالثاً-‏ الرتجيح:‏<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

بعد اإجالة النظر يف اأدلة الطرفني اأجدين اأميل اإىل اعتبار قتل الغيلة من احلرابة،‏ ومن<br />

ثم فيكون اأمره اإىل السلطان،‏ وذلك ملا ياأتي:‏<br />

قوة راأي املالكية يف تفسريهم للحِ‏ رابة باعتبارها تشمل القتل على وجه التحيل<br />

واخلديعة،‏ والقتل خفية الأجل املال وغريه،‏ الأن حماربة اهلل ‏–عز وجل-‏ الواردة يف االآية،‏<br />

ال تنحرص يف فعل معني،‏ واإمنا متتد لتشمل اأنواعاً‏ اأخرى من الرشَّ‏ )144( ، وهل هناك حِ‏ رابة<br />

اأشد من اأن يُتجاوز السلطان،‏ فيخدع االإنسان املسلم االآمن ويختطف ومن ثم يقتل،‏ اأو يوؤخذ<br />

من البيت اأو الشارع اأو السوق،‏ ليقتل الأجل ماله،‏ اأو غريه؟<br />

قوة االأدلة التي استند اإليها القائلون بذلك،‏ من حيث كونها ‏رصيحة يف اأن نوعاً‏<br />

من القتل يكون حكمه لالإمام،‏ واإال فكيف ميكن اأن يفهم اأمر النبي ‏–صلى اهلل عليه وسلم-‏<br />

بقتل اليهودي الذي رضخ راأس اجلارية دون استشارة اأهلها،‏ وهو الذي قال:‏ ‏»من قتل<br />

له قتيل فهو بخري النظرين«،‏ لوال علمه ‏–صلى اهلل عليه وسلم-‏ اأن نوعاً‏ من القتل يكون<br />

فيه االأمر لالإمام وليس للويل،‏ وكيف ميكن اأن نفهم اأمر عمر بقتل اجلماعة الذين اشرتكوا<br />

يف القتل دون اأن يستشري االأولياء،‏ وهو يعلم قول النبي ‏-صلى اهلل عليه وسلم-‏ هذا،‏ لوال<br />

اأنه عرف اأن هذا النوع من القتل يعترب من الفساد يف االأرض،‏ ومن ثم فيكون االأمر فيه<br />

اإىل االإمام.‏<br />

اإن يف هذا القول جمعاً‏ بني االأدلة الواردة يف املساألة،‏ فتحمل االأدلة التي فيها<br />

حصول القتل من االإمام دون استشارة االأولياء على اأن ذلك من احلرابة،‏ وحتمل االأدلة التي<br />

فيها جعل االأمر لالأولياء على اأن ذلك يف القتل الذي ليس حرابة.‏<br />

اإن الذي يظهر من كالم اأصحاب هذا القول واأدلتهم هو تركيزهم على وجوب قتل<br />

قاتل الغِ‏ يِلَة دون اأن يخوضوا يف تفصيل هذا القتل،‏ اأي اأن دخوله يف احلِ‏ رابة هو من حيث<br />

حتتُّم القتل،‏ ويف هذا رد على اعرتاض ابن حزم الظاهري يف مساألة قتل الذي قتل اجلارية<br />

برض راأسه بني حجرين.‏ ويف هذا املعنى يقول ابن عرفة:‏ ‏»وال يُقتص من القاتل الزائد<br />

حني القتل بحرية اأو اإسالم اإال القاتل لغِ‏ يِلَة...،‏ فيقتل احلر بالعبد،‏ واملسلم بالكافر،‏ لكن ليس<br />

قصاصاً،‏ بل لدفع فساد،‏ كقتل املحارب،‏ الأنه يف معناه«‏ )145( .


قَتْلُ‏ الغِ‏ يِلَةِ‏ ‏)االغتيال(‏ وموقفُ‏ الفقهِ‏ اإلسالميّ‏ منه<br />

دراسة مقارنة<br />

د.‏ إسماعيل شندي<br />

اخلامتة والتوصيات:‏<br />

استناداً‏ اإىل ما تقدم بيانه حول ‏»قتل الغيلة وموقف الفقه االإسالمي منه–‏ دراسة<br />

مقارنة«،‏ خلص الباحث اإىل النتائج الأساسية الآتية:‏<br />

1 قتل الغِ‏ يِلَة من حيث معناه االصطالحي،‏ جمال خالف بني الفقهاء:‏<br />

. أفهو عند املالكية يف القول املعتمد واحلنابلة:‏ القتل خفية الأخذ املال.‏<br />

‏.بوهو عند احلنفية واملالكية يف قولهم الثاين،‏ والشافعية والظاهر من قول ابن حزم<br />

الظاهري:‏ القتل على وجه التَّحَ‏ يُّل واخلديعة،‏ وهو ما اختاره الباحث.‏<br />

‏.توهو عند املالكية يف قولهم الثالث:‏ القتل على وجه القصد الذي ال يجوز عليه<br />

اخلطاأ.‏<br />

2 اختلف الفقهاء يف التَّكْيِّيف الفقهي لقتل الغيلة:‏<br />

. أفهو عند املالكية وابن تيمية من احلنابلة واأبي الزناد من احلِ‏ رابة،‏ وهو ما اختاره<br />

الباحث.‏<br />

‏.ب وهو عند احلنفية،‏ والشافعية،‏ واحلنابلة،‏ والظاهرية،‏ من قبيل القتل العمد،‏ وليس<br />

من احلرابة.‏<br />

3 اختلف الفقهاء يف االأثر املرتتب على التكييف الفقهي لقتل الغيلة:‏<br />

فمن اعتربه من الفقهاء حرابة،‏ جعل عقوبته كعقوبة احلرابة نفسها،‏ وبالتايل فيكون<br />

االأمر فيه اإىل السلطان،‏ وليس له العفو.‏ ومن اعتربه من قبيل القتل العمد،‏ وليس من احلرابة<br />

جعل عقوبته كعقوبة القتل عمداً،‏ ويكون االأمر فيه اإىل الويل،‏ وهو باخليار بني القصاص<br />

واأخذ الدية.‏<br />

تلك هي اأبرز النتائج التي توصل اإليها الباحث من خالل هذه الدراسة،‏ والتي عززت<br />

عنده التوصيات الآتية:‏<br />

1 يوصي الباحث العلماء برضورة القيام بدورهم يف توعية املسلمني وحتذيرهم من<br />

ارتكاب جرمية قتل الغيلة،‏ وغريها من جرائم القتل االأخرى.‏<br />

2 يوصي الباحث العلماء برضورة بيان االأحكام الرشعية املتعلقة بهذا النوع من<br />

القتل،‏ من خالل الدروس،‏ واخلطب،‏ واملحارضات،‏ واملقاالت،‏ حتى يتجنب الناس الوقوع<br />

يف هذه اجلرمية اخلطرية.‏<br />

3 يدعو الباحث اأويل االأمر اإىل ‏رضورة العودة اإىل نظام العقوبات االإسالمي،‏ وتطبيقه<br />

يف جرمية قتل الغيلة وغريها من اجلرائم االأخرى.‏<br />

4 يدعو الباحث العلماء وطالب العلم اإىل مزيد من العناية بالفقه االإسالمي،‏ وبيان<br />

قدرته على وضع احللول السليمة لكل ما حتتاجه البرشية يف ‏شتى مناحي حياتها.‏<br />

214<br />

1.<br />

2.<br />

3.<br />

1.<br />

2.<br />

3.<br />

4.


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

اهلوامش:‏<br />

‏.‏‎1‎ما 1 ذكرته يف اأنواع االعتداء على النفس بالقتل،‏ هو التقسيم الذي اختاره حممد بن<br />

احلسن من احلنفية،‏ ومالك يف رواية عنه،‏ والشافعية واحلنابلة،‏ وقد نسبه ابن قدامة اإىل<br />

اأكرث اأهل العلم.‏ وهو ما ‏سارت عليه القوانني الوضعية.‏ اأما احلنفية،‏ فاملشهور عندهم<br />

اأن القتل خمسة اأنواع،‏ وهي:‏ العمد،‏ وشبه العمد،‏ واخلطاأ،‏ واجلاري جمرى اخلطاأ،‏ والقتل<br />

بالتسبب.‏ واأما املالكية والظاهرية،‏ فالقتل عندهم نوعان:‏ عمد،‏ وخطاأ،‏ وال وجود لشبه<br />

العمد عندهم.‏ انظر فيما مضى:‏ الزيلعي،‏ تبيني احلقائق،‏ 97/6. والشيباين،‏ االأصل،‏<br />

394/4. ومالك،‏ املدونة،‏ 306/6. والبغدادي،‏ املعونة،‏ 1306/3. والرشبيني،‏ مغني<br />

املحتاج،‏ 2/4. وابن قدامة،‏ املغني،‏ 321/9. وابن حزم،‏ املحلى،‏ 343/10- 344.<br />

والتقسيم الثالثي هو الراجح عندي،‏ الأنه املتفق مع منطوق االأحاديث الرشيفة،‏ ومن<br />

ذلك ما رواه النسائي يف ‏سننه،‏ 444/14، برقم:‏ )4714( ، وصححه االألباين يف ‏صحيح<br />

وضعيف ‏سنن النسائي،‏ 368/10، برقم:‏ )4796( ، من قول النبي ‏–صلى اهلل عليه وسلم:‏<br />

‏»اأال واإن كل قتيل خطاأ العمد اأو ‏شبه العمد قتيل السوط والعصا مائة من االإبل منها اأربعون<br />

يف بطونها اأوالدها«،‏ والأن ‏شبه العمد ما قد اأخذ ‏شبهاً‏ من العمد،‏ وشبهاً‏ من اخلطاأ،‏ فلم يكن<br />

له حكم اأحدهما على التجريد.‏ واأما ما جرى جمرى اخلطاأ،‏ فقد اأحلقه اجلمهور بالقتل اخلطاأ،‏<br />

كما اأحلقوا القتل بالتسبب بالقتل العمد.‏ البغدادي،‏ املعونة،‏ 1306/3. واأبو رخية،‏ الوجيز<br />

يف اأحكام احلدود والقصاص،‏ ‏ص‎193‎‏.‏<br />

‏.‏‎2‎االغتيال 2 والغيلة مبعنى واحد يف املوضوع الذي نحن بصدد بحثه،‏ كما دلت املعاجم<br />

اللغوية.‏ ابن منظور،‏ لسان العرب،‏ 146/10، مادة غول.‏<br />

‎3‎‏شبكة . 3 االإنرتنت،‏ املوسوعة الشاملة،‏ . www. islamport. com<br />

.4 4 حدد الشارع احلكيم احلاالت التي تقتل فيها النفس االإنسانية املعصومة،‏ وذلك بقول<br />

النبي ‏–صلى اهلل عليه وسلم-‏ : ‏»الَ‏ يَحِ‏ لُّ‏ دَمُ‏ امْ‏ رِئٍ‏ مُ‏ ‏سْ‏ لِمٍ‏ يَشْ‏ هَ‏ دُ‏ اأَنْ‏ الَ‏ اإِلَهَ‏ اإِالَّ‏ اهللَّ‏ ُ وَاأَينِّ‏<br />

رَسُ‏ ولُ‏ اهللَّ‏ ِ اإِالَّ‏ بِاإِحْ‏ دَى ثَالَثٍ‏ : النَّفْسُ‏ بِالنَّفْسِ‏ ، وَالثَّيِّبُ‏ الزَّانِى،‏ وَاملْ‏ ‏َارِقُ‏ مِ‏ نَ‏ الدِّينِ‏ التَّارِكُ‏<br />

اجلْ‏ ‏َمَاعَ‏ ةَ«.‏ وكذلك حال الدفاع املرشوع عن النفس،‏ اأو العضو،‏ على اختالف بني الفقهاء<br />

يف وجوب اأو جواز دفع املعتدي يف هذه احلالة،‏ وهم متفقون على وجوب دفع املعتدي<br />

على العرض،‏ واإن اأدى ذلك اإىل قتله،‏ ويكون دمه هدراً.‏ اأما اإذا كان االعتداء على املال،‏<br />

فمذهب اجلمهور اأن دفع املعتدي يف هذه احلالة جائز ال واجب،‏ ويرى املالكية اأن<br />

الدفاع عن املال يكون واجباً‏ بعد االإنذار،‏ ويف رواية اأخرى اأنه ال يجوز الدفاع عن املال<br />

اإن كان يسرياً.‏ انظر:‏ البخاري،‏ ‏صحيح البخاري،‏ 445/22، رقم:‏ )6878( . ومسلم،‏<br />

215


قَتْلُ‏ الغِ‏ يِلَةِ‏ ‏)االغتيال(‏ وموقفُ‏ الفقهِ‏ اإلسالميّ‏ منه<br />

دراسة مقارنة<br />

د.‏ إسماعيل شندي<br />

‏صحيح مسلم،‏ 25/9، حديث رقم:‏ )3175( . والزيلعي،‏ تبيني احلقائق،‏ 110/6.<br />

والدردير،‏ الرشح الكبري،‏ 357/4. والعدوي،‏ حاشية العدوي على ‏رشح اخلرشي،‏<br />

112/8. والنووي،‏ منهاج الطالبني،‏ ‏ص 305. والرشبيني،‏ مغني املحتاج،‏ 195/4.<br />

والبهوتي،‏ كشاف القناع،‏ 156. 155، 154/6، وابن مفلح،‏ املبدع،‏ 156. 155/9،<br />

وابن ‏ضويان،‏ منار السبيل،‏ 351/2.<br />

‏.‏‎5‎اأَصْ‏ 5 لُ‏ الوَيْلِ‏ يف اللغة:‏ العَذاب والهَ‏ الك،‏ يُدْعَ‏ ى به ملِ‏ ‏َنْ‏ وقع يف هَ‏ لَكة يَسْ‏ تَحِ‏ قُّها،‏ تَقُول:‏ وَيْلٌ‏<br />

لزيد،‏ ومنه وَيْلٌ‏ للمُ‏ طَ‏ فِّفِني،‏ فاإِن وَقع يف هَ‏ لَكة مل يستَحِ‏ قَّها قلت:‏ وَيْح.‏ ووَيْلٌ:‏ وادٍ‏ يف<br />

جهنَّم.‏ وقيل:‏ بابٌ‏ من اأَبوابها،‏ ويف احلديث عن اأَبي ‏سعيد اخلُدْريّ‏ قال:‏ قال رسول اهلل-‏<br />

‏صلى اهلل عليه و ‏سلم-‏ : الوَيْلُ‏ وادٍ‏ يف جهنم يَهْوِي فيه الكافِ‏ ر اأَربعني خَ‏ رِيفاً‏ قبل اأَن يبلغ<br />

قَعْرَه«.‏ انظر:‏ ابن منظور،‏ لسان العرب،‏ 422/15- 423، مادة ‏)ويل(‏ . واحلديث اأخرجه<br />

احلاكم يف املستدرك،‏ 393/3، برقم:‏ )3873( ، وقال:‏ هذا حديث ‏صحيح االإسناد،‏ ومل<br />

يخرجاه.‏ وصححه الذهبي يف التلخيص.‏<br />

‏.‏‎6‎الثُّبُورِ:‏ 6 هو الهالك،‏ وقد ثَربَ‏ َ، يَثْربُ‏ ُ، ثُبُوراً.‏ وثَربَ‏ ‏َهُ‏ اهلل:‏ اأَهلكه اإِهالكاً‏ ال ينتعش،‏ فمن هنالك<br />

يدعو اأَهل النار واثُبُوراه فيقال لهم:‏ ال تدْعوا اليوم ثُبُوراً‏ واحداً،‏ وادْعُ‏ وا ثُبُوراً‏ كَ‏ ثِرياً.‏ ابن<br />

منظور،‏ لسان العرب،‏ 82/2، مادة ‏)ثرب(‏ . وابن كثري،‏ تفسري القراآن العظيم،‏ 262/3.<br />

‏.‏‎7‎الكبائر:‏ 7 جمع مفرده كبرية،‏ وهي الفعلة القبيحة،‏ وتطلق الكبائر على كل ما اأوجب حداً‏<br />

يف الدنيا،‏ كالزنا ورشب اخلمر،‏ اأو وعيداً‏ يف االآخرة؛ كاأكل الربا،‏ وشهادة الزور،‏ وعقوق<br />

الوالدين.‏ ابن منظور،‏ لسان العرب،‏ 15/12، مادة ‏)كرب(‏ . وقلعجي وقنيبي،‏ معجم لغة<br />

الفقهاء،‏ ‏ص 376.<br />

. ‎8‎الرشبيني،‏ مغني املحتاج،‏ 2/4<br />

. ‎9‎‏سورة النساء،‏ االآية رقم )93<br />

‎1010‎ابن كثري،‏ تفسري القراآن العظيم،‏ . 460/1<br />

1 جامعة القدس املفتوحة،‏ اأصول الفقه )1( ، ‏ص‎78‎<br />

216<br />

. 8<br />

. ) 9<br />

. 11<br />

‎1212‎‏سورة االإرساء،‏ االآية رقم )33 ) .<br />

‎1313‎الرازي،‏ مفاتيح الغيب،‏ 44/10. وابن كثري،‏ تفسري القراآن العظيم،‏ . 36/3<br />

‎1414‎قلت اإىل غريه دون حرصه يف الكراهة،‏ بسبب اأن النهي كما يرصف اإىل الكراهة ميكن اأن<br />

يرصف اإىل التاأييس،‏ كنحو قوله ‏–تعاىل-‏ : ‏{ال تعتذروا اليوم}‏ ‏]سورة التحرمي/‏‎7‎‏[،‏<br />

اأو الدعاء،‏ كنحو قوله ‏–تعاىل-‏ : ‏{ربنا ال تزغ قلوبنا بعد اإذ هديتنا}‏ ‏]سورة اآل


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

عمران/‏‎8‎‏[،‏ اأو االإرشاد،‏ كنحو قوله ‏–تعاىل-‏ : ‏{يا اأيها الذين اآمنوا ال تساألوا عن اأشياء<br />

اإن تبد لكم تسوؤكم}.‏ ‏]سورة املائدة/‏‎101‎‏[.‏ زيدان،‏ الوجيز يف اأصول الفقه،‏ ‏ص 301.<br />

والزحيلي،‏ اأصول الفقه االإسالمي،‏ 233/1- 234.<br />

‎1515‎البخاري،‏ كشف االأرسار،‏ 294/2. والزركشي،‏ البحر املحيط،‏ . 224/3 وزيدان،‏ الوجيز<br />

يف اأصول الفقه،‏ ‏ص‎302‎‏.‏<br />

217<br />

‎1616‎‏سورة الفرقان،‏ االآيتان رقم )68، ) 69 .<br />

‎1717‎الطربي،‏ جامع البيان،‏ 302/19. والقرطبي،‏ اجلامع الأحكام القراآن،‏ . 75/13 وابن<br />

كثري،‏ تفسري القراآن العظيم،‏ 460/1.<br />

‎1818‎القرطبي،‏ اجلامع الأحكام القراآن،‏ . 76/13<br />

‎1919‎املوبقات:‏ اأي املهلكات.‏ ابن االأثري،‏ النهاية يف غريب احلديث واالأثر،‏ . 146/5 وابن<br />

منظور،‏ لسان العرب،‏ 201/15، مادة ‏)وبق(‏ . وابن حجر،‏ فتح الباري،‏ 232/10.<br />

‎2020‎رواه البخاري يف ‏صحيحه،‏ 142/10، حديث رقم:‏ )2766 ) .<br />

‎2121‎رواه الرتمذي يف اجلامع الصحيح،‏ 16/4، برقم:‏ )1395 ) ، مرفوعاً‏ وموقوفاً‏ ورجح<br />

املوقوف.‏ وذكره االألباين يف ‏صحيح وضعيف ‏سنن الرتمذي،‏ 395/3، برقم:‏ )1395(،<br />

واأشار اإليه بلفظ:‏ ‏»صحيح«.‏<br />

222 يف هذا احلديث داللة على عدم قبول توبة القاتل،‏ وقد اختلف الفقهاء يف ذلك،‏ ومذهب<br />

ابن عباس اأن توبته غري مقبولة،‏ استدالالً‏ بقوله ‏–تعاىل-‏ : ‏{ومن يقتل موؤمناً‏ متعمداً‏<br />

فجزاوؤه جهنم خالداً‏ فيها وغضب اهلل عليه ولعنه واأعد له عذاباً‏ عظيماً}‏ ‏]سورة<br />

النساء/‏‎93‎‏[.‏ ومذهب اجلمهور-‏ وهو الراجح-‏ اأنها مقبولة،‏ استدالالً‏ بقوله ‏–تعاىل-‏ :<br />

‏{اإن اهلل ال يغفر اأن يرشك به ويغفر ما دون ذلك ملن يشاء}.‏ ‏]سورة النساء/‏‎48‎‏[،‏<br />

وقوله ‏–تعاىل-‏ : ‏{اإن اهلل يغفر الذنوب جميعاً}‏ ‏]سورة الزمر/‏‎53‎‏[،‏ ويف احلديث<br />

عن النبي-‏ ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ قال:‏ ‏»اإن رجالً‏ قتل مائة رجل ظلماً،‏ ثم ‏ساأل:‏ هل<br />

له من توبة؟ فدل على عامل،‏ فساأله،‏ فقال:‏ ومن يحول بينك وبني التوبة،‏ ولكن اخرج<br />

من قرية السوء،‏ اإىل القرية الصاحلة،‏ فاعبد اهلل فيها،‏ فخرج تائباً،‏ فاأدركه املوت يف<br />

الطريق،‏ فاختصمت فيه مالئكة الرحمة ومالئكة العذاب،‏ فبعث اهلل اإليهم ملكاً،‏ فقال:‏<br />

قيسوا ما بني القريتني،‏ فاإىل اأيهما كان اأقرب،‏ فاجعلوه من اأهلها،‏ فوجدوه اأقرب اإىل<br />

القرية الصاحلة بشرب،‏ فجعلوه من اأهلها«.‏ والأن التوبة تصح من الكفر،‏ فمن القتل اأوىل.‏<br />

واالآية حممولة على من مل يتب،‏ اأو على اأن هذا جزاوؤه اإن جازاه،‏ وله العفو اإذا ‏شاء.‏


قَتْلُ‏ الغِ‏ يِلَةِ‏ ‏)االغتيال(‏ وموقفُ‏ الفقهِ‏ اإلسالميّ‏ منه<br />

دراسة مقارنة<br />

د.‏ إسماعيل شندي<br />

انظر:‏ البخاري،‏ ‏صحيح البخاري،‏ 289/11، حديث رقم:‏ )3211( . ومسلم،‏ ‏صحيح<br />

مسلم،‏ 338/13، حديث رقم:‏ )3967( . والقرطبي،‏ اجلامع الأحكام القراآن،‏ 332/5.<br />

والبجريمي،‏ حاشية البجريمي على اخلطيب،‏ 99/4. وابن قدامة،‏ املغني،‏ 320/9-<br />

.321<br />

‎2323‎رواه اأبو داود يف ‏سننه،‏ 100/4- 101 ، كتاب الفنت واملالحم،‏ باب يف تعظيم قتل<br />

املوؤمن،‏ رقم:‏ )4270( . وابن ماجة يف ‏سننه،‏ 874/2، كتاب الديات،‏ باب التغليظ يف<br />

قتل مسلم ظلماً،‏ رقم:‏ )2619( ، عن الرباء بن عازب،‏ وذكره االألباين يف ‏صحيح ‏سنن<br />

اأبي داود،‏ 804/3، حتت رقم:‏ )3588( . وصحيح ‏سنن ابن ماجة،‏ 92/2، حتت رقم:‏<br />

)2121( ، واأشار اإليه بلفظ:‏ ‏»صحيح«.‏<br />

‎2424‎ذكر اأبو داود عن خَ‏ الِدُ‏ بْنِ‏ دِهْ‏ قَانَ‏ قال:‏ ‏سَ‏ اأَلْتُ‏ يَحْ‏ يَى بْنَ‏ يَحْ‏ يَى الْغَسَّ‏ اينِ‏ َّ عَ‏ نْ‏ قَوْلِهِ‏ اعْ‏ تَبَطَ‏<br />

بِقَتْلِهِ،‏ قَالَ‏ الَّذِينَ‏ يُقَاتِلُونَ‏ يفِ‏ الْفِتْنَةِ‏ فَيَقْتُلُ‏ اأَحَ‏ دُهُ‏ مْ،‏ فَريَ‏ ‏َى اأَنَّهُ‏ عَ‏ لَى هُ‏ دىً‏ الَ‏ يَسْ‏ تَغْفِرُ‏ اهللَّ‏ َ<br />

يَعْنِي مِ‏ نْ‏ ذَلِكَ‏ . ‏سنن اأبي داود،‏ 101/4. قال ابن االأثري:‏ ‏»وهذا التفسريُ‏ يدُلُّ‏ على اأنه<br />

من الغِ‏ بْطةِ‏ بالغني املعجمة،‏ وهي الفَرَح والرشُّ‏ ورُ‏ وَحُ‏ ‏سْ‏ ن احلال،‏ الأنَّ‏ القاتل يفرَحُ‏ بقتل<br />

خَ‏ ‏صْ‏ مِ‏ ه،‏ فاإذا كان املَقْتُولُ‏ موؤمناً‏ وفَرح بقَتْله دَخَ‏ ل يف هذا الوعِ‏ يد.«‏ وقال اخلطَّ‏ ابي:‏<br />

‏»اعتَبَطه قَتْله:‏ اأي قَتَله ظلْماً‏ الَ‏ عن قِ‏ ‏صَ‏ اصِ‏ . انظر:‏ ابن االأثري،‏ النهاية يف غريب االأثر،«‏<br />

.172/3<br />

‎2525‎الرشَّ‏ ف:‏ التَّوبَة.‏ وقيل النَّافِ‏ لَة.‏ النهاية يف غريب االأثر،‏ . 24/3<br />

‎2626‎العَدْل:‏ الفِدْية وقيل:‏ الفَرِيضَ‏ ة،‏ اأي اأن اهلل ‏–عز وجل-‏ ال يقبل منه الفريضة التي كتبها<br />

عليها عند اأدائه لها.‏ النهاية يف غريب االأثر،‏ 24/3.<br />

‎2727‎رواه اأبو داود يف ‏سننه،‏ 100/4- 101 ، كتب الفنت واملالحم،‏ باب يف تعظيم قتل<br />

املوؤمن،‏ رقم:‏ )4270( ، وذكره االألباين يف ‏صحيح ‏سنن اأبي داود،‏ 804/3، حتت رقم:‏<br />

)3589( ، واأشار اإليه بلفظ:‏ ‏»صحيح«.‏<br />

‎2828‎رواه الطرباين يف املعجم الصغري،‏ 340/1، رقم:‏ )565 ) . وذكره االألباين يف ‏صحيح<br />

الرتغيب والرتهيب،‏ 316/2، برقم:‏ )2443( ، واأشار اإليه بلفظ:‏ ‏»صحيح لغريه«.‏<br />

‎2929‎ابن حجر،‏ فتح الباري،‏ 184/12- 185. واملباركفوري،‏ حتفة االأحوذي،‏ . 28/4<br />

واالآبادي،‏ عون املعبود،‏ 236/11- 237.<br />

. 30<br />

‎30‎الرشبيني،‏ مغني املحتاج،‏ 2/4. والبجريمي،‏ حاشية البجريمي على اخلطيب،‏ 100/4<br />

واملطيعي،‏ تكملة املجموع،‏ 266/20. وابن قدامة،‏ املغني،‏ 319/9.<br />

218


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

219<br />

‎3131‎ابن قدامة،‏ املغني،‏ . 319/9<br />

‎3232‎الذميون:‏ جمع مفرده ذمي،‏ والذمي من اأمضي له عقد الذمة،‏ وعقد الذمة:‏ ‏»عهد يعطى<br />

للمواطنني غري املسلمني يف دولة االإسالم باحلفاظ على اأرواحهم واأموالهم وعدم<br />

املساس باأديانهم«.‏ قلعجي وقنيبي،‏ معجم لغة الفقهاء،‏ ‏ص‎214‎‏.‏<br />

3 رواه البخاري يف ‏صحيحه،‏ 286/11، برقم:‏ )3166<br />

‎3434‎ابن منظور،‏ لسان العرب،‏ 33/11- 37 ، مادة ‏)قتل(‏ .<br />

‎3535‎الشاعر هو دريد بن الصمة،‏ وهو اأحد الشجعان املشهورين،‏ وذوى الراأي يف اجلاهلية،‏<br />

قتل يف يوم حنني.‏ انظر:‏ ابن قتيبة الدينوري،‏ الشعر والشعراء،‏ ‏ص 160- 161.<br />

‎3636‎املربد،‏ الكامل يف اللغة واالأدب،‏ . 313/1<br />

‎3737‎اأخرجه اأحمد يف املسند،‏ 209/8، برقم:‏ )3674( . والطرباين يف املعجم الكبري،‏ 66/9-<br />

67، برقم:‏ )10364( . والبيهقي يف ‏شعب االإميان،‏ 401/16، برقم:‏ )7645( . وذكره<br />

االألباين يف السلسلة الضعيفة واملوضوعة،‏ 158/3، واأشار اإليه بلفظ:‏ ‏»ضعيف«.‏ واملراد<br />

ب:‏ ‏»اأَوْ‏ قَتَلَهُ‏ نَبِيٌّ‏ » اأي من قَتَله وهو كافر كقَتْله اأُبيَّ‏ بن خَ‏ لَف يوم بدْر،‏ ال كمَن قَتَله تطهرياً‏<br />

له يف احلَدِّ‏ كماعِ‏ زٍ.‏ ابن منظور،‏ لسان العرب،‏ 33/11.<br />

‎3838‎اجلوهري،‏ الصحاح يف اللغة،‏ ، 61/2 مادة ‏)قتل(‏ .<br />

‎3939‎قاضي زادة،‏ تكملة فتح القدير،‏ 203/10. والبابرتي،‏ العناية،‏ . 203/10<br />

‎4040‎القرطبي،‏ اجلامع الأحكام القراآن،‏ . 302/6<br />

. ) 33<br />

‎4141‎الرشبيني،‏ مغني املحتاج،‏ . 329/3<br />

‎4242‎البهوتي،‏ كشاف القناع،‏ . 504/5<br />

‎4343‎جامعة القدس املفتوحة،‏ فقه العقوبات،‏ ‏ص‎262‎ .<br />

444 الردة تعني الرجوع عن االإسالم اإىل الكفر.‏ قال النووي:‏ ‏»هي قطع االإسالم بنية اأو<br />

قول كفر اأو فعل«‏ واملرتد هو الذي يرجع عن االإسالم اإىل الكفر.‏ انظر:‏ النووي،‏ منهاج<br />

الطالبني ورشح الرشبيني عليه،‏ 133/4- 134.<br />

‎4545‎يراد بالقصاص:‏ اأن يفعل باجلاين مثل ما فعل،‏ اأو هو معاقبة اجلاين على جرمية القتل<br />

والقطع واجلرح عمداً‏ مبثلها،‏ اأو هو اأن يعاقب املجرم مبثل ما فعل،‏ فيقتل كما قتل اأو<br />

يجرح كما جرح،‏ وعرفه بعضهم باأنه:‏ القود،‏ ذلك اأنهم كانوا يقودون اجلاين بحبل اأو<br />

بغريه.‏ انظر:‏ الطحطاوي،‏ حاشية الطحطاوي،‏ 260/4.


قَتْلُ‏ الغِ‏ يِلَةِ‏ ‏)االغتيال(‏ وموقفُ‏ الفقهِ‏ اإلسالميّ‏ منه<br />

دراسة مقارنة<br />

د.‏ إسماعيل شندي<br />

واجلرجاين،‏ التعريفات،‏ ‏ص‎176‎‏.‏ والزرقا،‏ املدخل الفقهي العام،‏ 613/2. وعبد القادر<br />

عودة،‏ الترشيع اجلنائي االإسالمي،‏ 663/1.<br />

‎4646‎اأخرجه مسلم يف ‏صحيحه،‏ 25/9، برقم:‏ )3175( . واأبو داود يف ‏سننه،‏ ، 124/4 برقم:‏<br />

. )4351(<br />

‎4747‎جامعة القدس املفتوحة،‏ فقه العقوبات،‏ ‏ص‎262‎ .<br />

‎4848‎ابن منظور،‏ لسان العرب،‏ 159/10- 161 ، مادة ‏)غيل(‏ .<br />

‎4949‎ومنه قول رَسُ‏ ولَ‏ اهللَّ‏ ِ ‏-صَ‏ لَّى اهللَّ‏ ُ عَ‏ لَيْهِ‏ وَسَ‏ لَّمَ-‏ : ‏»لَقَدْ‏ هَ‏ مَمْتُ‏ اأَنْ‏ اأَنْهَ‏ ى عَ‏ نْ‏ الْغِ‏ يلَةِ‏ حَ‏ تَّى<br />

ذَكَ‏ رْتُ‏ اأَنَّ‏ الرُّومَ‏ وَفَارِسَ‏ يَصْ‏ نَعُونَ‏ ذَلِكَ‏ فَالَ‏ يَرشُ‏ ُّ اأَوْالَ‏ دَهُ‏ مْ«.‏ اأخرجه مسلم يف ‏صحيحه،‏<br />

،323/7 برقم:‏ )2612( .<br />

220<br />

‎5050‎االأزهري،‏ تهذيب اللغة،‏ . 100/3<br />

‎5151‎هو الشمردل بن ‏رشيك بن عبد امللك بن روؤبة بن مكرم بن ‏ضبارى بن عبيد بن ثعلبة بن<br />

يربوع.‏ وهو ‏شاعر اإسالمي من ‏شعراء الدولة االأموية،‏ كان يف اأيام جرير والفرزدق،‏ تويف<br />

نحو ‏سنة ‎80‎ه.‏ اأبو الفرج االأصبهاين،‏ االأغاين،‏ 23/4. والزركلي،‏ االأعالم،‏ 176/3.<br />

‎5252‎اأبو الفرج االأصبهاين،‏ االأغاين،‏ 24/4. وابن حمدون،‏ التذكرة احلمدونية،‏ . 7/2<br />

‎5353‎اأخرجه اأبو داود يف ‏سننه،‏ ، 321/4 كتاب االأدب،‏ اأبواب النوم،‏ باب ما يقول اإذا اأصبح،‏<br />

برقم:‏ )5074( . والنسائي يف ‏سننه،‏ 455/16، برقم:‏ )5434( ، وذكره االألباين يف<br />

‏صحيح ‏سنن اأبي داود،‏ 955/3- 956، برقم:‏ )4235( ، واأشار اإليه بلفظ:‏ ‏»صحيح«.‏<br />

‎5454‎وهو ‏-اأي قتل الغيلة-‏ يختلف عن الفتك والغدر يف اأن الفتك يعني:‏ اأن يقتله من حيث<br />

يراه وهو غارٌّ‏ غافِ‏ ل غري مستعدٍّ.‏ اأما الغدر فهو اأن يقتل بعد اإعطاء االأمان.‏ ابن منظور،‏<br />

لسان العرب،‏ 177/10. وابن االأثري،‏ النهاية يف غريب احلديث واالأثر،‏ 409/3. وانظر:‏<br />

اأطفيش،‏ ‏رشح النيل وشفاء العليل،‏ 239/30.<br />

555 ‏شلبي،‏ حاشية ‏شلبي على تبيني احلقائق،‏ . 250/1<br />

‎5656‎احلطاب،‏ مواهب اجلليل،‏ . 406/17<br />

‎5757‎احلطاب،‏ مواهب اجلليل،‏ . 406/17 وقال الباجي:‏ ‏»يفِ‏ الْعُتْبِيَّةِ‏ وَاملْ‏ ‏َوَّازِيَّةِ‏ قَتْلُ‏ الْغِ‏ يلَةِ‏ مِ‏ نْ‏<br />

املْ‏ ‏ُحَ‏ ارَبَةِ‏ اإِالَّ‏ اأَنْ‏ يَغْتَالَ‏ رَجُ‏ الً‏ اأَوْ‏ ‏صَ‏ بِيّاً‏ فَيَخْ‏ دَعَ‏ هُ‏ حَ‏ تَّى يُدْخِ‏ لَهُ‏ مَ‏ وْضِ‏ عاً‏ فَيَاأْخُ‏ ذَ‏ مَ‏ ا مَ‏ عَهُ‏ فَهُ‏ وَ‏<br />

كَ‏ املْ‏ ‏ُحَ‏ ارَبَةِ‏ فَهَ‏ ذَا بَنيِّ‏ ٌ يفِ‏ اأَحَ‏ دِ‏ الْوَجْ‏ هَ‏ نيْ‏ ِ. انظر:‏ الباجي،‏ املنتقى ‏رشح املوطاأ،‏ 116/7«.<br />

‎5858‎احلطاب،‏ مواهب اجلليل،‏ . 406/17


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

‎5959‎الباجي،‏ املنتقى،‏ . 116/7<br />

‎6060‎احلطاب،‏ مواهب اجلليل،‏ . 406/17<br />

‎6161‎االأنصاري،‏ فتح الوهاب،‏ . 308/2<br />

‎6262‎الهيتمي،‏ حتفة املحتاج،‏ . 150/40<br />

‎6363‎الرحيباين،‏ مطالب اأويل النهى،‏ . 244/17<br />

‎6464‎انظر:‏ ابن حزم،‏ املحلى،‏ ، 518/10 وما بعدها.‏<br />

‎6565‎انظر:‏ ابن رشد،‏ بداية املجتهد،‏ 593/2- 594 . وهذا النوع يكون فيه القصاص حتماً،‏<br />

كما لو قتل الرجل ابنه على هذا النحو؛ باأن يضجعه فيذبحه،‏ فاملالكية يوجبون<br />

القصاص على االأب يف هذه احلالة باعتبارها قتل غيلة،‏ بخالف اجلمهور.‏ انظر:‏<br />

التسويل،‏ البهجة يف ‏رشح التحفة،‏ 380/2. والقرطبي،‏ اجلامع الأحكام القراآن،‏ 250/2.<br />

والكاساين،‏ بدائع الصنائع،‏ 235/7. والرشبيني،‏ مغني املحتاج،‏ 18/4. وابن قدامة،‏<br />

املغني،‏ -360/9 .362<br />

6 ‏سورة املائدة،‏ االآية رقم )33<br />

‎6767‎احلِ‏ رَابَةُ‏ مشتقة من احلرب،‏ واحلَرْبُ‏ يف اللغة:‏ نقيض السِّ‏ لْم،‏ وياأتي مبعنى:‏ القتال،‏<br />

والشِّ‏ دَّةُ،‏ والعداء،‏ واملعصية،‏ واحلَرَبُ‏ : اأن يُسْ‏ لَبَ‏ االإنسان ماله،‏ يقال:‏ حَ‏ رَبَهُ‏ يَحْ‏ رُبُهُ:‏ اإذا<br />

اأخذ ماله.‏ وهو حمَ‏ ْ رُوبٌ‏ ، وحَ‏ رِيبٌ‏ . وحَ‏ رِيبَةُ‏ الرجل:‏ ماله الذي ‏سُ‏ لِبَهُ،‏ ال يسمَّى بذلك اإال بعد<br />

اأن يُسْ‏ لَبَهُ.‏ وحُ‏ رِبَ‏ دينه:‏ اأي ‏سُ‏ لِبَ‏ دينه.‏ واحلَارِبُ‏ : املشَ‏ لِّحُ‏ : اأي الغاصب الناهب.‏ واحلَرِبُ‏ :<br />

الغضب،‏ اأو اشتداد الغضب.‏ ابن منظور،‏ لسان العرب،‏ 99/3- 104، مادة ‏)حرب(‏ .<br />

والفريوزاآبادي،‏ القاموس املحيط ‏ص‎93‎‏-‏ 94، مادة ‏)حرب(‏ . وابن فارس،‏ معجم<br />

مقاييس اللغة ‏ص‎258‎‏،‏ مادة ‏)حرب(‏ . والرازي،‏ خمتار الصحاح ‏ص‎54‎‏،‏ مادة حرب.‏<br />

واالأصفهاين،‏ مفردات األفاظ القراآن،‏ ‏ص‎225‎‏،‏ مادة ‏)حرب(‏ .<br />

‎6868‎وقد اأجاز املالكية قتل املسلم بالكافر اإذا قتله حرابة،‏ ملا روي عن عبد اهلل بن عامر<br />

اأنه كتب اإىل عثمان بن عفان ‏–رضي اهلل عنه-‏ اأن رجالً‏ من املسلمني عدا على دهقان<br />

فقتله على ماله،‏ فكتب اإليه عثمان اأن اقتله،‏ فاإن هذا قتل غيلة على احلرابة.‏ وملا روي<br />

عن احلارث بن عبد الرحمن اأن رجالً‏ مسلماً‏ يف زمان اأبان بن عثمان بن عفان قتل<br />

نبطياً‏ بذي حميت على مال،‏ قال:‏ فراأيت اأبان بن عثمان اأمر باملسلم فقتل بالنبطي،‏<br />

لقتله اإياه غيلة،‏ فراأيته حتى ‏رضبت عنقه«.‏ وعن اأبي الزناد اأنه ‏شهد اأبان بن عثمان<br />

اإذ قتل مسلماً‏ بنرصاين قتله قتل غيلة.‏ انظر:‏ عليش،‏ منح اجلليل،‏ 5/9. واملواق،‏ التاج<br />

. ) 66<br />

221


قَتْلُ‏ الغِ‏ يِلَةِ‏ ‏)االغتيال(‏ وموقفُ‏ الفقهِ‏ اإلسالميّ‏ منه<br />

دراسة مقارنة<br />

د.‏ إسماعيل شندي<br />

واالإكليل،‏ 249/12. والعدوي،‏ حاشية العدوي على ‏رشح كفاية الطالب الرباين،‏ 82/7.<br />

وابن جزي،‏ القوانني الفقهية،‏ ‏ص‎238‎‏.‏ وابن حزم،‏ املحلى،‏ 519/10.<br />

‎69‎ابن تيمية،‏ جمموع الفتاوى،‏ 317/28. وابن مفلح،‏ الفروع،‏ 669/5<br />

االإنصاف،‏ 6/10. واختار القاضي احلنبلي اأن قاتل االأئمة يقتل حداً‏ الأن فساده اأعظم<br />

من فساد املحارب.‏<br />

70 هو عبد اهلل بن ذكوان القرشي،‏ اأبو عبد الرحمن املدين،‏ املعروف باأبي الزناد،‏ قال ابن<br />

حجر:‏ « ثقة فقيه،‏ تويف ‏سنة ‎130‎ه.‏ انظر:‏ ترجمته يف:‏ ابن حجر،‏ تقريب التهذيب،‏ ‏ص<br />

.358<br />

‎71‎ابن حزم،‏ املحلى،‏ 518/10<br />

‎72‎احلطاب،‏ مواهب اجلليل،‏ 406/17<br />

‎73‎العدوي،‏ حاشية العدوي على ‏رشح كفاية الطالب الرباين،‏ 82/7<br />

‎74‎ابن تيمية،‏ جمموع الفتاوى،‏ 316/28- 317<br />

75 تكون احلرابة يف دار االإسالم غالباً،‏ ومن رعاياها،‏ ال من اأعدائها،‏ الأن قطع الطريق<br />

من غري رعايا الدولة االإسالمية على رعايا دار االإسالم هي احلرب احلقيقية.‏ اأبو زهرة،‏<br />

اجلرمية والعقوبة يف الفقه االإسالمي ‏)العقوبة(‏ ، ‏ص‎127‎‏.‏<br />

76 ويف ‏شمول احلرابة االعتداء على الفروج قال االإمام ابن العربي يف كتابه اأحكام<br />

القراآن ما نصه:‏ ‏»لقد كنت اأيام تولية القضاء،‏ قد رفع اإيل اأمر قوم خرجوا حماربني اإىل<br />

رفقة،‏ فاأخذوا منهم امراأة،‏ مغالبة على نفسها من زوجها،‏ ومن جملة املسلمني معه،‏<br />

فاحتملوها،‏ ثم جُ‏ دَّ‏ فيهم الطلب،‏ فاأخذوا،‏ وجيء بهم فساألت من كان ابتالين اهلل به من<br />

املفتني،‏ فقالوا:‏ ليسوا حماربني؛ الأن احلرابة اإمنا تكون يف االأموال،‏ ال يف الفروج،‏ فقلت<br />

لهم:‏ اإنا هلل،‏ واإنا اإليه راجعون!‏ اأمل تعلموا اأن احلرابة يف الفروج اأفحش منها يف االأموال،‏<br />

واأن الناس كلهم لريضون اأن تذهب اأموالهم،‏ وحتُ‏ ْ رَبَ‏ من بني اأيديهم،‏ وال يُحْ‏ رَبُ‏ املرء يف<br />

زوجته وبنته،‏ ولو كان فوق ما قال اهلل عقوبة،‏ لكانت ملن يسلب الفروج«.‏ ابن العربي،‏<br />

اأحكام القراآن،‏ 95/2.<br />

الشنقيطي،‏ تبيني املسالك لتدريب السالك اإىل اأقرب املسالك،‏ 520/4<br />

78 النَاأْرُ:‏ هو الهيجان،‏ ونَاأ ‏َرَتْ‏ نَائِرَةٌ‏ يف الناس:‏ اأي هاجت هائجة،‏ والقتل لنائرة:‏ اأي لعداوة<br />

بني القاتل واملقتول ويف هذا النوع القصاص ويجوز للويل العفو وفيه.‏ ابن منظور،‏<br />

لسان العرب،‏ 6/14، مادة ‏)ناأر(‏ . وجممع اللغة العربية،‏ املعجم الوسيط،‏ 895/2، مادة<br />

ناأر.‏ والغنيمي،‏ الفواكه الدواين،‏ 45/7.<br />

. 69 واملرداوي،‏<br />

. 71<br />

. 72<br />

. 73<br />

. 74<br />

75<br />

. 777<br />

78<br />

222<br />

70<br />

76


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

‎7979‎الذَّحْ‏ ل:‏ هو الثاأر،‏ وقيل:‏ طلب مكافاأة بجناية جنيت عليك،‏ اأو عداوة اأوتيت اإليك،‏ وقيل:‏<br />

هو العداوة واحلقد،‏ وجمعه اأذحال،‏ وذحول.‏ لسان العرب البن منظور،‏ 27/5- 28،<br />

مادة ‏)ذحل(‏ .<br />

‎80‎اجلامع الأحكام القراآن للقرطبي،‏ 151/6<br />

‎81‎منح اجلليل لعليش،‏ ج‎9‎ ‏ص‎336‎<br />

. 80<br />

. 81<br />

82<br />

82 احلد يف اللغة املنع،‏ والفصل بني الشيئني،‏ ويف اصطالح الفقهاء:‏ عقوبة مقدرة ‏رشعاً‏<br />

حقاً‏ هلل.‏ ابن منظور لسان العرب،‏ 79/3- 83، مادة ‏)حدد(‏ ، والرشبيني،‏ مغني<br />

املحتاج،‏ 155/4. وعقوبة احلرابة عند مالك تكون على التخيري،‏ حيث يرتك االأمر<br />

الجتهاد االإمام،‏ يختار العقوبة املناسبة واالأردع للمحارب،‏ اإن قتل فال بد قتله،‏ وليس<br />

لالإمام تخيري يف قطعه وال يف نفيه،‏ واإمنا التخيري يف قتله اأو ‏صلبه.‏ واأما اإن اأخذ املال<br />

ومل يقتل فال تخيري يف نفيه،‏ واإمنا التخيري يف قتله اأو ‏صلبه اأو قطعه من خالف.‏ واأما<br />

اإذا اأخاف السبيل فقط فاالإمام عنده خمري يف قتله اأو ‏صلبه اأو قطعه اأو نفيه.‏ ومعنى<br />

التخيري عنده اأن االأمر راجع يف ذلك اإىل اجتهاد االإمام،‏ فاإن كان املحارب ممن له الراأي<br />

والتدبري،‏ فوجه االجتهاد قتله اأو ‏صلبه،‏ الأن القطع ال يرفع ‏رضره واإن كان ال راأي له<br />

واإمنا هو ذو قوة وباأس قطعه من خالف،‏ واإن كان ليس فيه ‏شيء من هاتني الصفتني<br />

اأخذ باأيرس ذلك فيه،‏ وهو الرضب والنفي.‏ ابن رشد،‏ بداية املجتهد،‏ 678/2.<br />

‎83‎‏سورة املائدة،‏ االآيتان،‏ )33- 34<br />

223<br />

. ) 83<br />

84<br />

84 ويقتل احلر بالعبد،‏ الأن القتل يف الغيلة للفساد ال للقصاص،‏ وما يجري يف النفس يجري<br />

فيما دون النفس اإذا حدثت اجلناية غيلة واملراأة فيه كالرجل.‏ مالك،‏ املدونة،‏ 427/6.<br />

كتاب الديات.‏ وعليش،‏ منح اجلليل،‏ 5/9- 6. واحلطاب،‏ مواهب اجلليل،‏ 407/17.<br />

واملواق،‏ التاج واالإكليل،‏ 392/11.<br />

‎8585‎القريواين،‏ الرسالة،‏ ‏ص‎573‎‏.‏ واحلطاب،‏ مواهب اجلليل،‏ . 407/17 وعليش،‏ منح اجلليل،‏<br />

.6/9<br />

. 86<br />

. 87<br />

. 888<br />

. 89<br />

‎86‎احلطاب،‏ مواهب اجلليل،‏ 407/17<br />

‎87‎القريواين،‏ الرسالة،‏ ‏ص 573<br />

االآبي،‏ الثمر الداين،‏ ‏ص‎573‎‏-‏ 574<br />

‎89‎املرداوي،‏ االإنصاف،‏ 6/10<br />

‎9090‎حماربة اهلل ‏–عز وجل-‏ الواردة يف االآية هي من باب املجاز ال احلقيقة،‏ الأن اهلل<br />

‏–تعاىل-‏ ال يحارب وال يغالب،‏ وال يشاق،‏ ملا هو عليه من ‏صفات اجلالل،‏ وعموم


قَتْلُ‏ الغِ‏ يِلَةِ‏ ‏)االغتيال(‏ وموقفُ‏ الفقهِ‏ اإلسالميّ‏ منه<br />

دراسة مقارنة<br />

د.‏ إسماعيل شندي<br />

القدرة واالإرادة على الكمال،‏ وما وجب له من التنزه عن االأضداد واالأنداد،‏ والأن ذلك<br />

يقتضي اأن يكون كل واحد من املتحاربني يف جهة،‏ واجلهة على اهلل ‏–تعاىل-‏ حمال،‏<br />

ولذلك فاإن معنى االآية:‏ يحاربون اأولياء اهلل،‏ وقد عرب بنفسه عن اأوليائه اإكباراً‏ الإذايتهم،‏<br />

كما عرب بنفسه عن الفقراء يف قوله ‏–تعاىل-‏ : ‏{من ذا الذي يقرض اهلل قرضاً‏ حسناً}‏<br />

‏)البقرة/‏‎245‎‏(‏ ، لطفاً‏ بهم ورحمة لهم،‏ وحثاً‏ على االستعطاف عليهم،‏ وكشفاً‏ للغطاء<br />

عنهم،‏ ومثل ذلك يف ‏صحيح مسلم،‏ 440/12، وفيه:‏ ‏»عبدي مرضت فلم تعدين،‏ وجعت<br />

فلم تطعمني،‏ وعطشت فلم تسقني،‏ فيقول:‏ وكيف ذلك واأنت رب العاملني؟ فيقول:‏ مرض<br />

عبدي فالن فلم تعده،‏ ولو عدته لوجدتني عنده،‏ وكل هذا على اهلل حمال؟ ، ولكنه كنى<br />

بذلك عنه ترشيفاً‏ له،‏ وكذلك االآية.‏ انظر:‏ ابن العربي،‏ اأحكام القراآن،‏ 91/2. والقرطبي،‏<br />

اجلامع الأحكام القراآن،‏ 150/6«.<br />

224<br />

‎9191‎‏سورة املائدة،‏ االآية رقم )33 ) .<br />

‎9292‎احلطاب،‏ مواهب اجلليل،‏ . 406/17 والعدوي،‏ حاشية العدوي على ‏رشح كفاية الطالب<br />

الرباين،‏ 82/7.<br />

‎9393‎اأخرجه البخاري يف ‏صحيحه،‏ 259/8، برقم:‏ )2236 ) . ويف رواية اأخرى اأنه قتلها<br />

على اأوضاح لها.‏ فعَنْ‏ َ اأنَسٍ‏ ‏-رَضِ‏ يَ‏ اهللَّ‏ ُ- عَ‏ نْهُ‏ اأ ‏َنَّ‏ يَهُ‏ ودِيّاً‏ قَتَلَ‏ جَ‏ ارِيَةً‏ عَ‏ لَى اأَوْضَ‏ احٍ‏ لَهَ‏ ا<br />

فَقَتَلَهَ‏ ا بِحَ‏ جَ‏ رٍ‏ فَجِ‏ يءَ‏ بِهَ‏ ا اإِىلَ‏ النَّبِيِّ‏ ‏صَ‏ لَّى اهللَّ‏ ُ عَ‏ لَيْهِ‏ وَسَ‏ لَّمَ‏ وَبِهَ‏ ا رَمَ‏ قٌ‏ فَقَالَ‏ : اأَقَتَلَكِ‏ فُ‏ الَ‏ نٌ‏ ؟<br />

فَاأَشَ‏ ارَتْ‏ بِرَاأْسِ‏ هَ‏ ا اأَنْ‏ الَ‏ ، ثُمَّ‏ قَالَ‏ الثَّانِيَةَ،‏ فَاأَشَ‏ ارَتْ‏ بِرَاأْسِ‏ هَ‏ ا اأَنْ‏ الَ‏ ، ثُمَّ‏ ‏سَ‏ اأَلَهَ‏ ا الثَّالِثَةَ‏ فَاأ ‏َشَ‏ ارَتْ‏<br />

بِرَاأْسِ‏ هَ‏ ا اأَنْ‏ نَعَمْ،‏ فَقَتَلَهُ‏ النَّبِيُّ‏ ‏-صَ‏ لَّى اهللَّ‏ ُ عَ‏ لَيْهِ‏ وَسَ‏ لَّمَ-‏ بِحَ‏ جَ‏ رَيْنِ‏ انظر:‏ البخاري،‏ ‏صحيح<br />

البخاري،‏ 173/21، رقم:‏ )6371( . ومسلم،‏ ‏صحيح مسلم،‏ 12/9، رقم:‏ )3165( .<br />

‎9494‎ذكره ابن حزم كدليل للقائلني باأن قتل الغيلة من احلرابة،‏ دون اأن يسلم بذلك لهم.‏ انظر:‏<br />

ابن حزم،‏ املحلى،‏ 519/10.<br />

‎9595‎قال السمعاين:‏ هم بطن من متيم،‏ وقال ابن االأثري مستدركاً:‏ قلت:‏ هكذا قال السمعاين،‏<br />

اأن عكالً‏ بطن من متيم،‏ وليس بصحيح،‏ واإمنا عكل اسم اأمة المراأة من حمري،‏ يقال لها:‏<br />

بنت ذي اللحية،‏ فتزوجها عوف بن قيسب وائل بن عبد منة بن اأد بن طابخة،‏ فولدت له<br />

جشماً،‏ وسعداً،‏ وعلياً،‏ ثم هلكت احلمريية،‏ فحضنت عكل ولدها،‏ فغلبت عليهم،‏ ونسبوا<br />

اإليها،‏ وعكل من جملة الرباب الذين حتالفوا على بني متيم.‏ انظر:‏ السمعاين،‏ االأنساب،‏<br />

223/4. وابن االأثري،‏ اللباب،‏ 351/2- 352.<br />

‎9696‎نسبة اإىل عرينة بن نذير بن قرس بن عبقر بن اأمنا بن اأراش،‏ وهم بطن من بجيلة.‏ انظر:‏<br />

السمعاين،‏ االأنساب،‏ 182/4- 183.


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

225<br />

10<br />

‎9797‎اجلوى:‏ احلرقة،‏ وشدة الوجد،‏ وجوي من باب ‏صدي فهو جوٍ‏ واجتويت البلد:‏ كرهت<br />

املقام به،‏ واإن كنت يف نعمة.‏ واملقصود هنا اأنه اأصابهم اجلوى وهو املرض وداء<br />

اجلوف اإذا تطاول،‏ وذلك اأنه مل يوافقهم هواوؤها واستوخموها.‏ انظر:‏ الرازي،‏ خمتار<br />

الصحاح،‏ ‏ص‎50‎‏،‏ مادة ‏)جوى(‏ . وابن االأثري،‏ النهاية يف غريب احلديث واالأثر،‏ 318/1.<br />

والشوكاين،‏ نيل االأوطار،‏ 333/7.<br />

‎9898‎اللقاح:‏ جمع مفرده لَقُحَ‏ ة،‏ ومعناه:‏ الناقة احللوب الغزيرة اللب.‏ جممع اللغة العربية،‏<br />

املعجم الوسيط،‏ 834/2، مادة ‏)لقحت(‏ .<br />

‎9‎‏سَ‏ 999 مَرَ‏ اأعينهم اأو ‏سمَّر:‏ واملعنى:‏ كحلوا باأميال قد اأحميت،‏ وقيل:‏ اأنه اأكحلهم مبسامري<br />

حمماة،‏ وقال ابن حجر:‏ واملشهور يف اأكرث الروايات:‏ ‏سمل:‏ اأي فقاأ اأعينهم.‏ ابن حجر،‏<br />

فتح الباري،‏ 113/12. واالآبادي،‏ عون املعبود،‏ 14/12.<br />

‎10100‎احلَرَّة:‏ اأرض ذات حجارة ‏سود نخرة،‏ كاأنها اأحرقت بالنار،‏ وهي اأرض خارج املدينة<br />

معروفة،‏ واألقوا فيها الأنها اأقرب املكان الذي فعلوا فيه ما فعلوا.‏ الرازي،‏ خمتار<br />

الصحاح،‏ ‏ص 55، مادة ‏)حرر(‏ . واالآبادي،‏ عون املعبود،‏ 14/12. والشوكاين،‏ نيل<br />

االأوطار،‏ 333/7.<br />

‎10101‎اأخرجه البخاري يف ‏صحيحه،‏ 412/1، برقم:‏ )233(. ومسلم يف ‏صحيحه،‏ ، 239/11<br />

برقم:‏ )4447( .<br />

102 اأخرجه البخاري بلفظ:‏ ‏»عَ‏ نْ‏ نَافِ‏ عٍ‏ عَ‏ نْ‏ ابْنِ‏ عُ‏ مَرَ‏ رَضِ‏ يَ‏ اهللَّ‏ ُ عَ‏ نْهُ‏ مَا اأَنَّ‏ غُ‏ الَ‏ مً‏ ا قُ‏ تِلَ‏ غِ‏ يلَةً‏<br />

فَقَالَ‏ عُ‏ مَرُ:‏ لَوْ‏ اشْ‏ رتَ‏ ‏َكَ‏ فِ‏ يهَ‏ ا اأَهْ‏ لُ‏ ‏صَ‏ نْعَاءَ‏ لَقَتَلْتُهُ‏ مْ،‏ وَقَالَ‏ مُ‏ غِ‏ ريَةُ‏ بْنُ‏ حَ‏ كِ‏ يمٍ‏ عَ‏ نْ‏ اأَبِيهِ‏ اإ ‏ِنَّ‏<br />

اأَرْبَعَةً‏ قَتَلُوا ‏صَ‏ بِيًّا فَقَالَ‏ عُ‏ مَرُ‏ مِ‏ ثْلَهُ«.‏ انظر:‏ البخاري،‏ ‏صحيح البخاري،‏ 203/21، قال<br />

ابن حجر:‏ « هُ‏ وَ‏ خمُ‏ ْ تَرشَ‏ مِ‏ نْ‏ االْ‏ أَثَر الَّذِي وَصَ‏ لَهُ‏ اِبْن وَهْ‏ ب وَمِ‏ نْ‏ طَ‏ رِيقه قَاسِ‏ م بْن اأَصْ‏ بَغَ‏<br />

وَالطَّ‏ حَ‏ اوِ‏ يّ‏ وَالْبَيْهَ‏ قِيّ‏ ، قَالَ‏ اِبْن وَهْ‏ ب:‏ حَ‏ دَّثَنِي جَ‏ رِير بْن حَ‏ ازِم،‏ اأَنَّ‏ املْ‏ ‏ُغِ‏ ريَة بْن حَ‏ كِ‏ يم<br />

الصَّ‏ نْعَاينِ‏ َّ حَ‏ دَّثَهُ‏ عَ‏ نْ‏ اأَبِيهِ،‏ اأَنَّ‏ اِمْ‏ رَاأَة بِصَ‏ نْعَاء غَ‏ ابَ‏ عَ‏ نْهَ‏ ا زَوْجهَ‏ ا،‏ وَتَرَكَ‏ يفِ‏ حِ‏ جْ‏ رهَ‏ ا اِبْناً‏<br />

لَهُ‏ مِ‏ نْ‏ غَ‏ ريْ‏ هَ‏ ا غُ‏ الَ‏ ماً‏ يُقَال لَهُ‏ اأُصَ‏ يْل،‏ فَاتَّخَ‏ ذَتْ‏ املْ‏ ‏َرْاأَة بَعْد زَوْجهَ‏ ا خَ‏ لِيالً،‏ فَقَالَتْ‏ لَهُ:‏ اإِنَّ‏<br />

هَ‏ ذَا الْغُالَ‏ م يَفْضَ‏ حُ‏ نَا فَاقْتُلْهُ،‏ فَاأَبَى،‏ فَامْ‏ تَنَعَتْ‏ مِ‏ نْهُ،‏ فَطَ‏ اوَعَ‏ هَ‏ ا،‏ فَاجْ‏ تَمَعَ‏ عَ‏ لَى قَتْل الْغُالَ‏ م<br />

الرَّجُ‏ لُ‏ وَرَجُ‏ لٌ‏ اآخَ‏ رُ،‏ وَاملْ‏ ‏َرْاأَةُ،‏ وَخَ‏ ادِمُ‏ هَ‏ ا،‏ فَقَتَلُوهُ،‏ ثُمَّ‏ قَطَّ‏ عُوهُ‏ اأَعْ‏ ‏ضَ‏ اء،‏ وَجَ‏ عَلُوهُ‏ يفِ‏ عَ‏ يْبَة-‏<br />

... وِ‏ عَ‏ اءٌ‏ مِ‏ نْ‏ اأَدَم-‏ فَطَ‏ رَحُ‏ وهُ‏ يفِ‏ رَكِ‏ يَّة-‏ ... هِ‏ يَ‏ الْبِئْر الَّتِي ملَ‏ ْ تَطْ‏ وَ-‏ يفِ‏ نَاحِ‏ يَة الْقَرْيَة<br />

لَيْسَ‏ فِ‏ يهَ‏ ا مَ‏ اء،‏ فَذَكَ‏ رَ‏ الْقِصَّ‏ ة وَفِ‏ يهِ:‏ فَاأ ‏ُخِ‏ ذَ‏ خَ‏ لِيلُهَ‏ ا فَاعْ‏ رتَ‏ ‏َفَ‏ ، ثُمَّ‏ اِعْ‏ رتَ‏ ‏َفَ‏ الْبَاقُ‏ ونَ‏ ، فَكَتَبَ‏<br />

يَعْلَى-‏ وَهُ‏ وَ‏ يَوْمئِذٍ‏ اأَمِ‏ ريٌ-‏ بِشَ‏ ‏ْاأ نِهِ‏ مْ‏ اإ ‏ِىلَ‏ عُ‏ مَر،‏ فَكَتَبَ‏ ِ اإ لَيْهِ‏ عُ‏ مَرُ‏ بِقَتْلِهِ‏ مْ‏ جَ‏ مِ‏ يعاً،‏ وَقَالَ‏ :<br />

وَاَهللَّ‏ ِ لَوْ‏ اأَنَّ‏ اأَهْ‏ ل ‏صَ‏ نْعَاء اِشْ‏ رتَ‏ ‏َكُ‏ وا يفِ‏ قَتْله لَقَتَلْتهمْ‏ اأَجْ‏ مَعِ‏ نيَ«.‏ انظر:‏ ابن حجر،‏ ففتح


قَتْلُ‏ الغِ‏ يِلَةِ‏ ‏)االغتيال(‏ وموقفُ‏ الفقهِ‏ اإلسالميّ‏ منه<br />

دراسة مقارنة<br />

د.‏ إسماعيل شندي<br />

الباري،‏ 228/12. وبلفظ املنت انظر:‏ مالك،‏ املوطاأ،‏ 317/5، رقم:‏ )1368( . وابن<br />

اأبي ‏شيبة،‏ 391/6، رقم:‏ )145( . والدارقطني،‏ ‏سنن الدار قطني،‏ 202/3. والبيهقي،‏<br />

السنن الكربى،‏ 41/8، رقم:‏ )15973( . وذكر ابن حجر يف فتح الباري،‏ 228/12،<br />

قصة مشابهة عن عمر فقال:‏ ‏»وَرَوَيْنَا نَحْ‏ و هَ‏ ذِهِ‏ الْقِصَّ‏ ة مِ‏ نْ‏ وَجْ‏ ه اآخَ‏ ر عِ‏ نْد الدَّارَقُ‏ طْ‏ نِيِّ‏<br />

وَيفِ‏ فَوَائِد اأَبِي احلْ‏ ‏َسَ‏ ن بْن زَجنْ‏ َ وَيْهِ‏ بِسَ‏ نَدٍ‏ جَ‏ يِّد اإِىلَ‏ اأَبِي املْ‏ ‏ُهَ‏ اجِ‏ ر عَ‏ بْد اهللَّ‏ بْن عُ‏ مَريْ‏ ‏َةَ‏ مِ‏ نْ‏<br />

بَنِي قَيْس بْن ثَعْلَبَة قَالَ‏ : كَ‏ انَ‏ رَجُ‏ ل يُسَ‏ ابِق النَّاس كُ‏ لّ‏ ‏سَ‏ نَة بِاأَيَّامٍ‏ ، فَلَمَّا قَدِمَ‏ وَجَ‏ دَ‏ مَ‏ عَ‏<br />

وَلِيدَتِهِ‏ ‏سَ‏ بْعَةَ‏ رِجَ‏ الٍ‏ يَرشْ‏ ‏َبُونَ‏ فَاأ ‏َخَ‏ ذُوهُ‏ فَقَتَلُوهُ،‏ فَذَكَ‏ رَ‏ الْقِصَّ‏ ةَ‏ يفِ‏ اِعْ‏ رتِ‏ ‏َافِ‏ هِ‏ مْ‏ وَكِ‏ تَاب االْ‏ أَمِ‏ ريِ‏<br />

اإِىلَ‏ عُ‏ مَرَ‏ وَيفِ‏ جَ‏ وَابِهِ‏ اأَنْ‏ ارشْ‏ ‏ِبْ‏ اأَعْ‏ نَاقهمْ،‏ وَاقْتُلْهَ‏ ا مَ‏ عَهُ‏ مْ،‏ فَلَوْ‏ اأَنَّ‏ اأَهْ‏ ل ‏صَ‏ نْعَاء اِشْ‏ رتَ‏ ‏َكُ‏ وا<br />

يفِ‏ دَمه لَقَتَلْتهمْ،‏ وَهَ‏ ذِهِ‏ الْقِصَّ‏ ة غَ‏ ريْ‏ االْ‏ أُوىلَ‏ وَسَ‏ نَده جَ‏ يِّد«.‏<br />

226<br />

‎10103‎ابن حزم،‏ املحلى،‏ . 521/10<br />

‎10104‎عليش،‏ منح اجلليل،‏ 5/9. والغنيمي،‏ الفواكه الدواين،‏ . 45/7 وابن تيمية،‏ جمموع<br />

الفتاوى،‏ .317 ،316/28<br />

‎10105‎اختلف هوؤالء الفقهاء فيما يشمله لفظ احلِ‏ رابة؛ فهي عند احلنفية:‏ ‏»اخلروج على<br />

املارَّة،‏ الأخذ املال على ‏سبيل املغالبة،‏ على وجه ميتنع املارَّة عن املرور،‏ وينقطع<br />

الطريق،‏ ‏سواء كان القطع من جماعة،‏ اأو من واحد،‏ بعد اأن يكون له قوة القطع«،‏ وقال<br />

الشافعية:‏ ‏»هي الربوز الأخذ مال،‏ اأو لقتل،‏ اأو اإرعاب،‏ مكابرة،‏ اعتماداً‏ على الشوكة،‏<br />

مع البعد عن الغوث«.‏ وقال احلنابلة:‏ ‏»هي تعرض املكلفني امللتزمني للناس بسالح،‏<br />

ولو بعصا،‏ وحجارة،‏ يف ‏صحراء اأو بنيان،‏ اأو بحر،‏ الأخذ مالهم قهراً،‏ جماهرة.‏<br />

واملحاربون عندهم:‏ هم املكلفون،‏ امللتزمون،‏ الذين يعرضون للناس بسالح،‏ ولو<br />

بعصا،‏ وحجارة يف ‏صحراء،‏ اأو بنيان،‏ اأو بحر،‏ فيغصبونهم ماالً‏ حمرتماً‏ قهراً،‏<br />

جماهرة.‏ وقال ابن حزم الظاهري:‏ ‏»املحارب هو املكابر،‏ املخيف الأهل الطريق،‏<br />

املفسد يف ‏سبيل االأرض ‏سواء بسالح،‏ اأو بال ‏سالح اأصالً،‏ ‏سواء ليالً،‏ اأو نهاراً،‏ يف<br />

مرص،‏ اأو يف فالة،‏ اأو يف قرص اخلليفة،‏ اأو اجلامع،‏ ‏سواء قدموا على اأنفسهم اإماماً،‏ اأو<br />

مل يقدموا ‏سوى اخلليفة نفسه،‏ فعل ذلك بجنده،‏ اأو غريه،‏ منقطعني يف الصحراء،‏ اأو<br />

اأهل قرية،‏ ‏سكاناً‏ يف دورهم،‏ اأو اأهل حصن كذلك،‏ اأو اأهل مدينة عظيمة،‏ اأو غري عظيمة<br />

كذلك،‏ واحداً‏ كان،‏ اأو اأكرث،‏ كل من حارب املار،‏ واأخاف السبيل،‏ بقتل نفس،‏ اأو اأخذ<br />

مال،‏ اأو جلراحة،‏ اأو النتهاك فرج،‏ فهو حمارب،‏ عليه،‏ وعليهم ‏–كرثوا اأو قلوا-‏ حكم<br />

املحاربني املنصوص عليه«.‏ الكاساين بدائع الصنائع،‏ 90/7. والرشبيني،‏ مغني<br />

املحتاج،‏ 180/4. والبهوتي،‏ كشاف القناع،‏ 149/6- 150. وابن حزم،‏ املحلى،‏<br />

.308/11


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

106 وضابط قتل العمد عند احلنفية هو:‏ ‏»اأَنْ‏ يَقْصِ‏ دَ‏ الْقَتْلَ‏ بِحَ‏ دِيدٍ‏ لَهُ‏ حَ‏ دٌّ‏ اأَوْ‏ طَ‏ عْنٌ‏ كَ‏ السَّ‏ يْفِ‏ ،<br />

وَالسِّ‏ كِّنيِ‏ وَالرُّمْ‏ حِ‏ ، وَاالْ‏ إِشْ‏ فَى،‏ وَاالْ‏ إِبْرَةِ،‏ وَمَ‏ ا اأَشْ‏ بَهَ‏ ذَلِكَ‏ ، اأَوْ‏ مَ‏ ا يَعْمَلُ‏ عَ‏ مَلَ‏ هَ‏ ذِهِ‏ االَْ‏ أشْ‏ يَاءَ‏ يفِ‏<br />

اجلْ‏ ‏َرْحِ‏ ، وَالطَّ‏ عْنِ‏ كَ‏ النَّارِ،‏ وَالزُّجَ‏ اجِ‏ ، وَلِيطَ‏ ةِ‏ الْقَصَ‏ بِ‏ ، وَاملْ‏ ‏َرْوَةِ،‏ وَالرُّمْ‏ حِ‏ الَّذِي الَ‏ ‏سِ‏ نَانَ‏ لَهُ،‏<br />

وَنَحْ‏ وِ‏ ذَلِكَ‏ ، وَكَ‏ ذَلِكَ‏ االْ‏ آلَةُ‏ املْ‏ ‏ُتَّخَ‏ ذَةُ‏ مِ‏ نْ‏ النُّحَ‏ اسِ‏ ، وَكَ‏ ذَلِكَ‏ الْقَتْلُ‏ بِحَ‏ دِيدٍ‏ الَ‏ حَ‏ دَّ‏ لَهُ‏ كَ‏ الْعَمُ‏ ودِ،‏<br />

وَصَ‏ نْجَ‏ ةِ‏ املْ‏ ‏ِيزَانِ‏ ، وَظَ‏ هْرِ‏ الْفَاأْسِ‏ ، وَاملْ‏ ‏َرْوِ‏ ، وَنَحْ‏ وُ‏ ذَلِكَ‏ عَ‏ مْدٌ‏ يفِ‏ ظَ‏ اهِ‏ رِ‏ الرِّوَايَةِ،‏ وَرَوَى<br />

الطَّ‏ حَ‏ اوِ‏ يُّ‏ عَ‏ نْ‏ اأَبِي حَ‏ نِيفَةَ‏ ‏-رَضِ‏ يَ‏ اهللَّ‏ ُ عَ‏ نْهُ‏ مْ-‏ اأَنَّهُ‏ لَيْسَ‏ بِعَمْدٍ،‏ فَعَلَى ظَ‏ اهِ‏ رِ‏ الرِّوَايَةِ‏<br />

الْعِ‏ ربْ‏ ‏َةُ‏ لِلْحَ‏ دِيدِ‏ نَفْسِ‏ هِ‏ ‏سَ‏ وَاءٌ‏ جَ‏ رَحَ‏ اأَوْ‏ الَ‏ ، وَعَ‏ لَى رِوَايَةِ‏ الطَّ‏ حَ‏ اوِ‏ يِّ‏ الْعِ‏ ربْ‏ ‏َةُ‏ لِلْجَ‏ رْحِ‏ نَفْسِ‏ هِ‏<br />

حَ‏ دِيداً‏ كَ‏ انَ‏ اأَوْ‏ غَ‏ ريْ‏ ‏َهُ‏ وَكَ‏ ذَلِكَ‏ اإذَا كَ‏ انَ‏ يفِ‏ مَ‏ عْنَى احلْ‏ ‏َدِيدِ‏ كَ‏ الصُّ‏ فْرِ،‏ وَالنُّحَ‏ اسِ‏ ، وَاالْ‏ آنُكِ‏ ،<br />

وَالرَّصَ‏ اصِ‏ ، وَالذَّهَ‏ ب،‏ وَالْفِضَّ‏ ة فَحُ‏ كْمُ‏ هُ‏ حُ‏ كْم احلْ‏ ‏َدِيدِ«،‏ وعند املالكية:‏ ‏»اأن يقصد القاتل<br />

اإىل القتل برضب حمدد اأو مثقل اأو باإحراق اأو تغريق اأو خنق اأو ‏سم اأو غري ذلك«.‏<br />

وعند الشافعية:‏ ‏»هو اأن يعمد الرجل فيصيبه بالسالح الذي يتخذ لينهر الدم ويذهب<br />

يف اللحم وذلك الذي يعقل كل اأحد اأنه السالح املتخذ للقتل واجلراح وهو احلديد<br />

املحدد كالسيف والسكني واخلنجر وسنان الرمح واملخيط وما اأشبهه مما يشق بحده<br />

اإذا ‏رضب اأو رمى به اجللد واللحم دون ثقله فيجرح«،‏ وعند احلنابلة:‏ ‏»اأَنْ‏ يَقْتُلَ‏ قَصْ‏ داً‏<br />

مبِ‏ ‏َا يَغْلِبُ‏ عَ‏ لَى الظَّ‏ نِّ‏ مَ‏ وْتُ‏ املْ‏ ‏َقْتُولِ‏ بِهِ‏ عَ‏ املِ‏ اً‏ بِكَوْنِ‏ املْ‏ ‏َقْتُولِ‏ اآدَمِ‏ يّاً‏ مَ‏ عْصُ‏ وماً«.‏ انظر<br />

فيما مضى:‏ الكاساين،‏ بدائع الصنائع،‏ 233/7. وابن جزي،‏ القوانني الفقهية،‏ 226.<br />

والشافعي،‏ االأم،‏ 6/6. والبهوتي،‏ كشاف القناع،‏ 505/5.<br />

‎10107‎الشيباين،‏ احلجة على اأهل املدينة،‏ . 382/4<br />

227<br />

10<br />

‎10108‎الشافعي،‏ االأم،‏ . 349/7<br />

‎10109‎ابن قدامة،‏ املغني،‏ 336/9- 337 .<br />

‎11110‎ابن حزم،‏ املحلى،‏ . 521/10<br />

‎11111‎هو اإسحاق بن اإبراهيم بن خملد احلنظلي التميمي،‏ املروزي،‏ عامل خراسان يف<br />

عرصه،‏ وهو اأحد كبار احلفاظ،‏ اأخذ عنه االإمام اأحمد بن حنبل والبخاري،‏ ومسلم،‏<br />

والرتمذي،‏ والنسائي،‏ وغريهم،‏ ولد ‏سنة ‎161‎ه،‏ وتويف بنيسابور ‏سنة ‎238‎ه.‏ انظر<br />

ترجمته يف:‏ االأصبهاين،‏ حلية االأولياء،‏ 234/9- 238. وابن العماد،‏ ‏شذرات الذهب،‏<br />

.173 -172/3 والزركلي،‏ االأعالم،‏ .292/1<br />

‎11112‎ابن قدامة،‏ املغني،‏ 336/9. وابن بطال،‏ ‏رشح البخاري،‏ . 51/8<br />

‎11113‎وقد اختلف هوؤالء يف عقوبة القتل عمداً،‏ فهي عند احلنفية والشافعية يف قول،‏<br />

واحلنابلة يف رواية،‏ القصاص عيناً،‏ واأما الدية فتكون حال العفو عن القصاص،‏


قَتْلُ‏ الغِ‏ يِلَةِ‏ ‏)االغتيال(‏ وموقفُ‏ الفقهِ‏ اإلسالميّ‏ منه<br />

دراسة مقارنة<br />

د.‏ إسماعيل شندي<br />

وذهب الشافعية يف القول الثاين،‏ واحلنابلة يف الراجح من املذهب،‏ والظاهرية،‏ اإىل<br />

اأن موجب العمد اأحد ‏شيئني؛ القصاص اأو الدِّيَة،‏ ويكون ذلك على التخيري،‏ اأي اأن<br />

املجني عليه اأو ويل الدم يكون باخليار،‏ اإما اأن يقتص،‏ واإما اأن ياأخذ الدِّيَة.‏ وتظهر<br />

ثمرة اخلالف يف اأنه ال يصار اإىل الدية على القول االأول اإال بالصلح عليها،‏ وال بد من<br />

موافقة اجلاين،‏ اأما على القول الثاين فيصار اإليها كعقوبة حددها الشارع احلكيم وخري<br />

ويل الدم بينها وبني القصاص.‏ انظر:‏ الرسخسي،‏ املبسوط،‏ 60/26. واملرغيناين،‏<br />

الهداية،‏ 501/4. والطوري،‏ تكملة البحر الرائق،‏ 353/8. واملزين،‏ خمترص املزين،‏<br />

345/8. والشريازي،‏ املهذب،‏ 68/5. والرشبيني،‏ مغني املحتاج،‏ 48/4. واملطيعي،‏<br />

تكملة املجموع،‏ 397/20. وابن قدامة،‏ املغني،‏ 575. 474/9، وابن ‏ضويان،‏ منار<br />

السبيل،‏ 283/2. وابن النجار،‏ منتهى االإرادات،‏ 410/2. واملرداوي،‏ االإنصاف،‏<br />

3/10. وابن حزم،‏ املحلى،‏ 360/10- 361.<br />

‎11‎الشيباين،‏ احلجة على اأهل املدينة،‏ 382/4<br />

115 املصدر السابق نفسه.‏<br />

‎11‎الشافعي،‏ االأم،‏ 349/7<br />

‎11‎‏سورة االإرساء،‏ االآية رقم )33<br />

‎11‎‏سورة البقرة،‏ االآية رقم )178<br />

‎11119‎الشيباين،‏ احلجة على اأهل املدينة،‏ 382/4- 383 . والبهوتي،‏ كشاف القناع،‏<br />

. 114<br />

11<br />

. 116<br />

. ) 117<br />

. ) 118<br />

533. 532/5- وابن حزم،‏ املحلى،‏ 521/10.<br />

. 120<br />

. 121<br />

12<br />

‎12‎الشيباين،‏ احلجة على اأهل املدينة،‏ 382/4- 383<br />

‎12‎ابن حزم،‏ املحلى،‏ 521/10<br />

122 قبيلة من ولد ربيعة،‏ وهم حلى،‏ واأفصى،‏ ابنا حارثة بن عمرو بن عامر،‏ واأولد ربيعة<br />

عمراً،‏ واأولد عمرو كعباً،‏ ومليحاً،‏ وسعداً،‏ وعوفاً،‏ وعدياً،‏ وسُ‏ مُّوا خزاعة النخزاعهم من<br />

بني عمرو بن عامر،‏ واالنخزاع:‏ التخلف،‏ والتقاعس.‏ القرطبي،‏ التعريف باالأنساب<br />

والتنويه بذوي االأحساب،‏ ‏ص 38. وابن منظور،‏ لسان العرب 82/4- 83.<br />

123 هُ‏ ذَيْل:‏ حَ‏ يٌّ‏ من مُ‏ ‏رشَ‏ ، وهو هُ‏ ذَيْل بن مُ‏ دْرَكَ‏ ة بن اإلياس بن مُ‏ ‏رشَ‏ ، وقيل:‏ هي قبيلةٌ‏<br />

228<br />

12<br />

من خِ‏ نْدَف،‏ اأعرقت يف الشعر،‏ والنسبة اإليها هُ‏ ذَيل.‏ انظر:‏ ابن منظور،‏ لسان العرب،‏<br />

.67 -66/15<br />

‎12124‎اأخرجه اأبو داود يف ‏سننه،‏ 170/4- 171 ، كتاب الديات،‏ باب ويل العمد يرضى<br />

بالدِّيَة،‏ برقم:‏ )4504( . والرتمذي يف ‏سننه،‏ 21/4- 22، كتاب الديات،‏ باب ما


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

جاء يف حكم ويل القتيل يف القصاص والعفو،‏ برقم:‏ )1406( ، وقال:‏ حسن ‏صحيح.‏<br />

واأحمد يف املسند،‏ 332/10، برقم:‏ )27230( . واحلديث ‏صحيح،‏ انظر:‏ االألباين،‏<br />

‏صحيح ‏سنن اأبي داود،‏ 853/3، رقم:‏ )3779( . واالألباين،‏ ‏صحيح وضعيف ‏سنن<br />

الرتمذي،‏ ،406/3 رقم:‏ )1406( .<br />

‎12125‎فاإن مل يكن للمقتول ويل فوليه السلطان،‏ فله اأن يقتص اأو اأن يعفو على الدية،‏ وليس<br />

له العفو جماناً.‏ البهوتي،‏ كشاف القناع،‏ 532/5- 533. والرحيباين،‏ مطالب اأويل<br />

النهى،‏ 244/17.<br />

‎12126‎البهوتي،‏ كشاف القناع،‏ 532/5- 533. والرحيباين،‏ مطالب اأويل النهى،‏ . 244/17<br />

وابن حزم،‏ املحلى،‏ 521/10. وابن بطال،‏ ‏رشح البخاري،‏ 51/8.<br />

229<br />

‎12127‎ابن حزم،‏ املحلى،‏ . 521/10<br />

‎12128‎اأخرجه البيهقي يف السنن الكربى،‏ 105/8- 106، برقم:‏ )16074 ) ، وكذا يف معرفة<br />

السنن واالآثار،‏ 178/13، برقم:‏ )5087( ، وقال:‏ هذا منقطع.‏<br />

‎12129‎الشافعي،‏ االأم،‏ . 349/7<br />

‎13130‎اأخرجه البيهقي يف معرفة السنن واالآثار،‏ 179/13، برقم:‏ )5088 ) ، وقال:‏ هذا الذي<br />

رواه اإبراهيم النخعي منقطع.‏<br />

‎13131‎االأوضاح:‏ جمع وَضَ‏ ح:‏ وهو نَوْع من احلُلِّيِ‏ ، يُعْمَل من الفِضَّ‏ ة،‏ ‏سُ‏ مِّيت بها لبياضها.‏<br />

ابن االأثري،‏ النهاية يف غريب احلديث واالأثر،‏ 196/5.<br />

‎13132‎اأخرجه عبد الرزاق يف املصنف،‏ 275/9، رقم:‏ . 17186 وابن حزم يف املحلى،‏<br />

.519/10<br />

‎13133‎ابن قدامة،‏ املغني،‏ . 337/9<br />

‎13134‎ابن حزم،‏ املحلى،‏ . 521/10<br />

‎13135‎‏سبق تخريجه يف الهامش )124 ) من البحث نفسه.‏<br />

‎13136‎ابن حزم،‏ املحلى،‏ . 520/10<br />

‎13137‎املصدر السابق،‏ . 521/10<br />

‎13138‎ابن حزم،‏ املحلى،‏ . 520/10<br />

‎13139‎املصدر السابق،‏ . 521/10<br />

‎14140‎ابن قدامة،‏ املغني،‏ . 337/9


قَتْلُ‏ الغِ‏ يِلَةِ‏ ‏)االغتيال(‏ وموقفُ‏ الفقهِ‏ اإلسالميّ‏ منه<br />

دراسة مقارنة<br />

د.‏ إسماعيل شندي<br />

‎14141‎مل يعرث الباحث يف املصادر املتوافرة على مناقشة الأدلة اجلمهور ‏سوى ما ورد يف<br />

النقطة الرابعة،‏ وما عداها هو من الباحث نفسه.‏<br />

‎14142‎احلديث املنقطع هو الذي يسقط من اإسناده رجل،‏ اأو يذكر فيه رجل مبهم.‏ ومن العلماء<br />

من قال:‏ املنقطع مثل املرسل،‏ وهو كل ما ال يتصل اإسناده،‏ غري اأن املرسل اأكرث ما<br />

يطلق على ما رواه التابعي عن رسول اهلل ‏صلى اهلل عليه وسلم.‏ قال ابن الصالح:‏<br />

وهذا اأقرب،‏ وهو الذي ‏صار اإليه طوائف من الفقهاء وغريهم،‏ وهو الذي ذكره اخلطيب<br />

البغدادي يف كفايته.‏ ابن كثري،‏ اختصار علوم احلديث،‏ ‏ص 47- 48.<br />

‎14143‎املطرودي،‏ قتل الغيلة،‏ ‏ص . 3 نقالً‏ عن بحث قتل الغيلة،‏ من جملة اأبحاث هيئة كبار<br />

العلماء باململكة العربية السعودية.‏<br />

‎14144‎ابن كثري،‏ تفسري القراآن العظيم،‏ . 44/2<br />

‎14145‎انظر:‏ عليش،‏ منح اجلليل،‏ 5/9. واملرداوي،‏ االإنصاف،‏ . 6/10<br />

230


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

1 القراآن الكرمي.‏<br />

‎2‎االآبادي،‏ . 2 حممد ‏شمس احلق،‏ عون املعبود ‏رشح ‏سنن اأبي داود،‏ ط‎1‎ ، بريوت،‏ دار الكتب<br />

العلمية،‏ ‎1410‎ه-‏ ‎1990‎م.‏<br />

3 االآبي،‏ ‏صالح عبد السميع،‏ الثمر الداين يف تقريب املعاين ‏رشح رسالة ابن اأبي زيد<br />

القريواين،‏ ‏)د،‏ ط(‏ ، بريوت،‏ دار الكتب العلمية،‏ ‏)د،‏ ت(‏ .<br />

‎4‎ابن . 4 االأثري،‏ جمد الدين املبارك بن حممد،‏ ت ‎606‎ه،‏ النهاية يف غريب احلديث واالأثر،‏<br />

حتقيق طاهر الزاوي،‏ وحممود الطناحي،‏ ‏)د،‏ ط(‏ ، بريوت،‏ دار الفكر،‏ ‏)د،‏ ت(‏ .<br />

‎5‎ابن . 5 االأثري،‏ حممد بن حممد،‏ ت‎630‎ه،‏ اللباب يف تهذيب االأنساب،‏ باالأفست،‏ بغداد،‏<br />

مكتبة املثنى،‏ ‏)د،‏ ت(‏ .<br />

‎6‎اأحمد . 6 بن حنبل،‏ ت ‎241‎ه،‏ املسند،‏ ‏)د،‏ ط(‏ ، مرص،‏ موؤسسة قرطبة،‏ ‏)د،‏ ت(‏ .<br />

‎7‎االأزهري،‏ . 7 حممد بن اأحمد،‏ ت‎370‎ه،‏ تهذيب اللغة،‏ املكتبة الشاملة،‏ االإصدار الثاين.‏<br />

‎8‎االأصبهاين،‏ . 8 اأحمد بن عبد اهلل،‏ ت‎430‎ه،‏ حلية االأولياء،‏ ط‎2‎ ، بريوت،‏ دار الكتاب اللبناين،‏<br />

‎1387‎ه-‏ ‎1967‎م.‏<br />

‎9‎االأصفهاين،‏ . 9 احلسني بن حممد،‏ ت‎502‎ه،‏ مفردات األفاظ القراآن،‏ حتقيق ‏صفوان عدنان<br />

داودي،‏ ط‎1‎‏،‏ دمشق وبريوت،‏ دار القلم،‏ والدار الشامية،‏ ‎1412‎ه-‏ ‎1992‎م.‏<br />

‎1010‎االأصفهاين،‏ علي بن احلسني،‏ ت‎356‎ه،‏ االأغاين،‏ املكتبة الشاملة،‏ االإصدار الثاين.‏<br />

11 اأطفيِّش،‏ حممد بن يوسف،‏ ت‎1332‎ه،‏ ‏رشح كتاب النيل وشفاء العليل،‏ املكتبة الشاملة،‏<br />

االإصدار الثاين.‏<br />

12 االألباين،‏ حممد نارص الدين،‏ ‏سلسلة االأحاديث الضعيفة واملوضوعة،‏ املكتبة الشاملة،‏<br />

االإصدار الثاين.‏<br />

‎1313‎االألباين،‏ حممد نارص الدين،‏ ‏صحيح الرتغيب والرتهيب،‏ ط‎5‎ الرياض،‏ مكتبة املعارف،‏<br />

‏)د،‏ ت(‏ .<br />

14 االألباين،‏ حممد نارص الدين،‏ ‏صحيح وضعيف ‏سنن الرتمذي،‏ املكتبة الشاملة،‏ االإصدار<br />

الثاين.‏<br />

‎1515‎االألباين،‏ حممد نارص الدين،‏ ‏صحيح ‏سنن اأبي داود،‏ ط‎1‎ ، الرياض،‏ مكتب الرتبية لدول<br />

اخلليج العربي،‏ ‎1409‎ه-‏ ‎1989‎م.‏<br />

231<br />

1.<br />

3.<br />

1<br />

12<br />

14


قَتْلُ‏ الغِ‏ يِلَةِ‏ ‏)االغتيال(‏ وموقفُ‏ الفقهِ‏ اإلسالميّ‏ منه<br />

دراسة مقارنة<br />

د.‏ إسماعيل شندي<br />

‎1616‎االألباين،‏ حممد نارص الدين،‏ ‏صحيح ‏سنن ابن ماجة،‏ ط‎3‎ ، الرياض،‏ مكتب الرتبية لدول<br />

اخلليج العربي،‏ ‎1408‎ه-‏ ‎1988‎م.‏<br />

‎1717‎االألباين،‏ حممد نارص الدين،‏ ‏صحيح وضعيف ‏سنن اأبي داود،‏ املكتبة الشاملة،‏ االإصدار<br />

الثاين.‏<br />

‎1818‎االألباين،‏ حممد نارص الدين،‏ ‏صحيح وضعيف ‏سنن النسائي،‏ املكتبة الشاملة،‏ االإصدار<br />

الثاين.‏<br />

‎1919‎االأنصاري،‏ زكريا االأنصاري،‏ ت‎918‎ه،‏ فتح الوهاب برشح منهج الطالب،‏ املكتبة<br />

الشاملة،‏ االإصدار الثاين.‏<br />

‎2020‎البابرتي،‏ حممد بن حممود،‏ ت ‎786‎ه،‏ العناية يف ‏رشح الهداية،‏ ‏)د،‏ ط(‏ ، بريوت،‏ دار<br />

الفكر،‏ ‏)د،‏ ت(‏ .<br />

‎2121‎الباجي،‏ ‏سليمان بن خلف،‏ ت ‎471‎ه،‏ اأو ‎494‎ه،‏ املنتقى ‏رشح املوطاأ،‏ ط‎1‎ ، مرص،‏<br />

مطبعة السعادة،‏ ‎1332‎ه.‏<br />

222 البجريمي،‏ ‏سليمان البجريمي،‏ حاشية البجريمي على اخلطيب،‏ ‏)د،‏ ط(‏ ، بريوت،‏ دار<br />

املعرفة،‏ ‎1398‎ه - ‎1978‎م.‏<br />

‎2323‎البخاري،‏ عبد العزيز بن اأحمد،‏ ت ‎730‎ه،‏ كشف االأرسار عن اأصول البزدوي،‏ املكتبة<br />

الشاملة،‏ االإصدار الثاين.‏<br />

‎2424‎البخاري،‏ حممد بن اإسماعيل،‏ ت ‎256‎ه،‏ ‏صحيح البخاري،‏ املكتبة الشاملة،‏ االإصدار<br />

الثاين.‏<br />

‎2525‎ابن بطال،‏ علي بن خلف،‏ ت‎449‎ه،‏ ‏رشح البخاري،‏ املكتبة الشاملة،‏ االإصدار الثاين.‏<br />

‎2626‎البغدادي،‏ عبد الوهاب بن علي،‏ ت‎422‎ه،‏ املعونة على مذهب عامل املدينة االإمام مالك<br />

بن اأنس،‏ حتقيق حَ‏ ميش عبد احلق،‏ ‏)د،‏ ط(‏ ، بريوت،‏ دار الفكر،‏ ‎1415‎ه - ‎1995‎م.‏<br />

‎2727‎البهوتي،‏ منصور بن يونس،‏ ت‎1046‎ه،‏ كشاف القناع عن منت االإقناع،‏ ‏)د،‏ ط(‏ ،<br />

بريوت،‏ دار الفكر،‏ ‎1402‎ه - ‎1982‎م.‏<br />

‎2828‎البيهقي،‏ اأحمد بن احلسني،‏ ت‎458‎ه،‏ السنن الكربى،‏ حتقيق حممد عبد القادر عطا،‏ ط‎1‎ ،<br />

بريوت،‏ دار الكتب العلمية،‏ ‎1414‎ه - ‎1994‎م.‏<br />

29 ه،‏ ‏شعب االإميان،‏ حتقيق حممد السعيد بسيوين<br />

‎29‎البيهقي،‏ اأحمد بن احلسني،‏ ت‎458‎<br />

زغلول،‏ ط‎1‎‏،‏ بريوت،‏ دار الكتب العلمية،‏ ‎1410‎ه.‏<br />

232


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

‎3030‎البيهقي،‏ اأحمد بن احلسني،‏ ت‎458‎ه،‏ معرفة السنن واالآثار،‏ املكتبة الشاملة،‏ االإصدار<br />

الثاين.‏<br />

‎3131‎الرتمذي،‏ حممد بن عيسى،‏ ت‎297‎ه،‏ اجلامع الصحيح،‏ ‏)د،‏ ط(‏ ، بريوت،‏ دار اإحياء<br />

الرتاث العربي،‏ ‏)د،‏ ت(‏ .<br />

‎32‎التسويل،‏ علي بن عبد السالم،‏ ت‎1258‎ه،‏ البهجة يف ‏رشح التحفة،‏ ط‎3‎<br />

املعرفة،‏ ‎1397‎ه - ‎1977‎م.‏<br />

33 ابن تيمية،‏ اأحمد بن عبد احلليم،‏ ت ‎728‎ه،‏ جمموع الفتاوى،‏ ‏)د،‏ ط(‏ ، ‏)د،‏ ت(‏ .<br />

‎3434‎جامعة القدس املفتوحة،‏ اأصول الفقه )1( ، ط‎1‎ ، منشورات جامعة القدس املفتوحة،‏<br />

، 32 بريوت،‏ دار<br />

233<br />

.1996<br />

3<br />

‎3535‎جامعة القدس املفتوحة،‏ فقه العقوبات،‏ ط‎1‎ ، منشورات جامعة القدس املفتوحة،‏<br />

.1999<br />

ت(‏ .<br />

4<br />

‎3636‎اجلرجاين،‏ علي بن حممد،‏ ت ‎816‎ه،‏ التعريفات،‏ ط‎3‎ ، بريوت،‏ دار الكتب العلمية،‏<br />

‎1408‎ه-‏ ‎1988‎م.‏<br />

‎3737‎ابن جزي،‏ حممد بن اأحمد،‏ ت‎741‎ه،‏ القوانني الفقهية،‏ ‏)د،‏ ط(‏ ، بريوت،‏ دار القلم،‏ ‏)د،‏<br />

‎3838‎اجلوهري،‏ اإسماعيل بن حماد،‏ ت‎393‎ه،‏ الصحاح،‏ املكتبة الشاملة،‏ االإصدار الثاين.‏<br />

‎3939‎احلاكم،‏ حممد بن عبد اهلل،‏ ت‎405‎ه،‏ املستدرك على الصحيحني،‏ فهرسة عبد الرحمن<br />

الشامي،‏ املكتبة الشاملة،‏ االإصدار الثاين.‏<br />

‎4040‎ابن حجر،‏ اأحمد بن علي،‏ ت‎852‎ه،‏ تقريب التهذيب،‏ حتقيق حممد عوامة،‏ ‏)د،‏ ط(‏ ،<br />

بريوت،‏ دار ابن حزم للطباعة،‏ ‎1420‎ه-‏ ‎1999‎م.‏<br />

‎4141‎ابن حجر،‏ اأحمد بن علي،‏ ت‎852‎ه،‏ فتح الباري ‏رشح ‏صحيح البخاري،‏ ‏)د،‏ ط(‏ ، بريوت،‏<br />

دار الفكر،‏ ‏)د،‏ ت(‏ .<br />

‎4242‎ابن حزم،‏ علي بن حزم،‏ ت‎456‎ه،‏ املحلى باالآثار،‏ حتقيق جلنة اإحياء الرتاث،‏ ‏)د،‏ ط(‏ ،<br />

بريوت،‏ دار اجليل،‏ ودار االآفاق اجلديدة،‏ ‏)د،‏ ت(‏ .<br />

‎4343‎احلطاب،‏ حممد بن حممد،‏ ت‎954‎ه،‏ مواهب اجلليل لرشح خمترص خليل،‏ املكتبة<br />

الشاملة،‏ االإصدار الثاين.‏<br />

44 ابن حمدون،‏ حممد بن احلسن،‏ ت‎562‎ه،‏ التذكرة احلمدونية،‏ املكتبة الشاملة،‏ االإصدار<br />

الثاين.‏


قَتْلُ‏ الغِ‏ يِلَةِ‏ ‏)االغتيال(‏ وموقفُ‏ الفقهِ‏ اإلسالميّ‏ منه<br />

دراسة مقارنة<br />

د.‏ إسماعيل شندي<br />

‎4545‎الدارقطني،‏ علي بن عمر،‏ ت‎385‎ه،‏ ‏سنن الدارقطني،‏ ‏)د،‏ ط(‏ ، بريوت،‏ دار اإحياء الرتاث<br />

العربي،‏ ‎1413‎ه-‏ ‎1993‎م.‏<br />

‎4646‎اأبو داود،‏ ‏سليمان بن االأشعث،‏ ت‎275‎ه،‏ ‏سنن اأبي داود،‏ ‏)د،‏ ط(‏ ، بريوت،‏ دار اجليل،‏<br />

‎1408‎ه-‏ ‎1988‎م.‏<br />

‎4747‎الدردير،‏ اأحمد الدردير،‏ ت‎1201‎ه،‏ الرشح الكبري،‏ ‏)د،‏ ط(‏ ، بريوت،‏ دار الفكر،‏ ‏)د،‏ ت(‏ .<br />

‎4848‎الذهبي،‏ حممد بن اأحمد،‏ ت‎748‎ه،‏ التلخيص،‏ مطبوع مع املستدرك للحاكم،‏ املكتبة<br />

الشاملة،‏ االإصدار الثاين.‏<br />

‎4949‎ابن رشد،‏ حممد بن اأحمد،‏ ت‎595‎ه،‏ بداية املجتهد ونهاية املقتصد،‏ حتقيق:‏ اأبو عبد<br />

الرحمن عبد احلكيم بن حممد،‏ ‏)د،‏ ط(‏ ، القاهرة،‏ املكتبة التوفيقية،‏ ‏)د،‏ ت(‏ .<br />

‎5050‎الرازي،‏ حممد بن اأبي بكر،‏ ت‎666‎ه،‏ خمتار الصحاح،‏ ‏)د،‏ ط(‏ ، بريوت،‏ مكتبة لبنان<br />

نارشون،‏ ‎1995‎م.‏<br />

‎5151‎الرازي،‏ حممد بن عمر،‏ ت ‎606‎ه،‏ مفاتيح الغيب،‏ املكتبة الشاملة،‏ االإصدار الثاين.‏<br />

‎5252‎الرحيباين،‏ مصطفى السيوطي،‏ مطالب اأويل النهى يف ‏رشح غاية املنتهى،‏ املكتبة<br />

الشاملة،‏ االإصدار الثاين.‏<br />

‎5353‎اأبو رخية،‏ ماجد اأبو رخية،‏ الوجيز يف اأحكام احلدود والقصاص،‏ ط‎1‎ ، عمان،‏ دار عمار<br />

للنرش والتوزيع،‏ ‎1421‎ه-‏ ‎2001‎م.‏<br />

‎5454‎ابن رشد،‏ حممد بن اأحمد،‏ ت‎595‎ه،‏ بداية املجتهد ونهاية املقتصد،‏ حتقيق:‏ عبد احلكيم<br />

بن حممد،‏ ‏)د،‏ ط(‏ ، القاهرة،‏ ‏)د،‏ ت(‏ .<br />

555 ه-‏<br />

الزحيلي،‏ وهبة مصطفى،‏ اأصول الفقه االإسالمي،‏ ط‎1‎‏،‏ دمشق،‏ دار الفكر،‏ 1406<br />

‎1986‎م.‏<br />

‎5656‎الزرقا،‏ مصطفى اأحمد،‏ املدخل الفقهي العام،‏ ط‎10‎‏،‏ دمشق،‏ مطبعة طربين،‏ ‎1387‎ه-‏<br />

‎1968‎م.‏<br />

‎5757‎الزركشي،‏ حممد بن بهادر،‏ ت ‎794‎ه،‏ البحر املحيط يف اأصول الفقه،‏ املكتبة الشاملة،‏<br />

االإصدار الثاين.‏<br />

‎5858‎الزركلي،‏ خري الدين،‏ االأعالم،‏ ط‎9‎‏،‏ بريوت،‏ دار العلم للماليني،‏ ‎1990‎م.‏<br />

‎5959‎اأبو زهرة،‏ حممد بن اأحمد،‏ ت‎1394‎ه،‏ العقوبة،‏ ‏)د،‏ ط(‏ ، القاهرة،‏ دار الفكر العربي،‏<br />

‏)د،‏ ت(‏ .<br />

234


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

‎6060‎زيدان،‏ عبد الكرمي،‏ الوجيز يف اأصول الفقه،‏ ط‎2‎‏،‏ بريوت،‏ موؤسسة الرسالة،‏ ‎1407‎ه-‏<br />

‎1987‎م.‏<br />

‎61‎الزيلعي،‏ عثمان بن علي،‏ ت‎743‎ه،‏ تبيني احلقائق ‏رشح كنز الدقائق،‏ ط‎1‎<br />

املطبعة االأمريية ببوالق،‏ ‎1315‎ه.‏<br />

‎62‎السمعاين،‏ عبد الكرمي بن حممد،‏ ت‎562‎ه،‏ االأنساب،‏ ط‎1‎‏،‏ بريوت،‏ دار اجلنان،‏ 1408<br />

‎1988‎م.‏<br />

‎63‎الشافعي،‏ حممد بن اإدريس،‏ ت‎204‎ه،‏ االأم،‏ ط‎2‎‏،‏ بريوت،‏ دار الفكر،‏ 1403<br />

‎1983‎م.‏<br />

‎6464‎الرشبيني،‏ حممد اخلطيب،‏ ت‎977‎ه،‏ مغني املحتاج اإىل معرفة معاين األفاظ املنهاج،‏<br />

‏)د،‏ ط(‏ ، بريوت،‏ دار الفكر،‏ ‏)د،‏ ت(‏ .<br />

‎6565‎‏شلبي،‏ اأحمد بن حممد،‏ ت‎1021‎ه،‏ حاشية ‏شلبي على تبيني احلقائق،‏ باالأفست،‏<br />

القاهرة،‏ دار الكتاب االإسالمي،‏ ‏)د،‏ ت(‏ .<br />

66 الشنقيطي،‏ حممد الشيباين،‏ ت‎1363‎ه،‏ تبيني املسالك لتدريب السالك اإىل اأقرب<br />

املسالك،‏ ‏)د،‏ ط(‏ ، دار الغرب االإسالمي،‏ ‏)د،‏ ت(‏ .<br />

67 67 الشوكاين،‏ حممد بن علي،ت‎1250‎ه،‏ نيل االأوطار ‏رشح منتقى االأخبار من كالم ‏سيد االأخيار،‏<br />

‏)د،‏ ط(‏ ، بريوت،‏ دار اجليل،‏ ‏)د،‏ ت(‏ .<br />

‎6868‎الشيباين،‏ حممد بن احلسن،‏ ت‎189‎ه،‏ االأصل،‏ ط‎1‎ ، تصحيح وتعليق اأبي الوفاء االأفعاين،‏<br />

بريوت،‏ عامل الكتب،‏ ‎1410‎ه-‏ ‎1990‎م.‏<br />

‎6969‎الشيباين،‏ حممد بن احلسن،‏ ت‎189‎ه،‏ احلجة على اأهل املدينة،‏ رتب اأصوله وعلق عليه<br />

مهدي حسن الكيالين القادري،‏ ط‎3‎‏،‏ بريوت،‏ عامل الكتب،‏ ‎1403‎ه-‏ ‎1983‎م.‏<br />

‎7070‎ابن اأبي ‏شيبة،‏ عبد اهلل بن اأبي ‏شيبة،‏ ت‎235‎ه،‏ املصنف،‏ املكتبة الشاملة،‏ االإصدار<br />

الثاين.‏<br />

‎71‎الشريازي،‏ اإبراهيم بن علي،‏ ت ‎476‎ه،‏ املهذب،‏ حتقيق حممد الزحيلي،‏ ط‎1‎<br />

وبريوت،‏ دار القلم،‏ والدار الشامية،‏ ‎1417‎ه-‏ ‎1996‎م.‏<br />

‎72‎ابن ‏ضويان،‏ اإبراهيم بن حممد،‏ ت‎1353‎ه،‏ منار السبيل يف ‏رشح الدليل،‏ ط‎2‎<br />

مكتبة املعارف،‏ ‎1405‎ه-‏ ‎1985‎م.‏<br />

‎7373‎الطرباين،‏ ‏سليمان بن اأحمد،‏ ت ‎360‎ه،‏ املعجم الصغري،‏ ط‎1‎ ، حتقيق حممد ‏شكور حممود<br />

احلاج اأمرير،‏ بريوت وعمّان،‏ املكتب االإسالمي،‏ ودار عمّار،‏ ‎1405‎ه-‏ ‎1985‎م.‏<br />

، 61 مرص،‏<br />

62 ه-‏<br />

63 ه-‏<br />

، 71 دمشق<br />

، 72 الرياض،‏<br />

235<br />

6


قَتْلُ‏ الغِ‏ يِلَةِ‏ ‏)االغتيال(‏ وموقفُ‏ الفقهِ‏ اإلسالميّ‏ منه<br />

دراسة مقارنة<br />

د.‏ إسماعيل شندي<br />

‎7474‎الطرباين،‏ ‏سليمان بن اأحمد،‏ ت ‎360‎ه،‏ املعجم الكبري،‏ حتقيق حمدي بن عبد املجيد<br />

السلفي،‏ ط‎2‎‏،‏ املوصل،‏ مكتبة العلوم واحلكم،‏ ‎1404‎ه-‏ ‎1983‎م.‏<br />

‎7575‎الطربي،‏ حممد بن جرير،‏ ت ‎310‎ه،‏ جامع البيان عن تاأويل اآي القراآن،‏ حتقيق اأحمد<br />

‏شاكر،‏ ط‎1‎‏،‏ بريوت،‏ موؤسسة الرسالة،‏ ‎1420‎ه-‏ ‎2000‎م.‏<br />

‎7676‎الطحطاوي،‏ اأحمد الطحطاوي،‏ ت‎1231‎ه،‏ حاشية الطحطاوي على الدر املختار،‏ طبع<br />

باالأفست،‏ بريوت،‏ دار املعرفة،‏ ‎1975‎م.‏<br />

، 777 بريوت،‏ دار<br />

ابن الطوري،‏ عبد القادر بن عثمان،‏ ت‎1030‎ه،‏ تكملة البحر الرائق،‏ ط‎3‎<br />

املعرفة،‏ ‎1413‎ه-‏ ‎1993‎م.‏<br />

‎7878‎عبد الرزاق،‏ عبد الرزاق بن همام،‏ ت‎211‎ه،‏ املصنف،‏ املكتبة الشاملة،‏ االإصدار<br />

الثاين.‏<br />

‎7979‎عبد القادر عودة،‏ ت‎1954‎م،‏ الترشيع اجلنائي االإسالمي،‏ ‏)د،‏ ط(‏ ، القاهرة،‏ مكتبة دار<br />

الرتاث،‏ ‏)د،‏ ت(‏ .<br />

‎8080‎العدوي،‏ علي بن اأحمد،‏ ت‎1189‎ه،‏ حاشية العدوي على ‏رشح اخلرشي،‏ ‏)د،‏ ط(‏ ، بريوت،‏<br />

دار الفكر،‏ ‏)د،‏ ت(‏ .<br />

‎8181‎العدوي،‏ علي بن اأحمد،‏ ت‎1189‎ه،‏ حاشية العدوي على ‏رشح كفاية الطالب الرباين،‏<br />

املكتبة الشاملة،‏ االإصدار الثاين.‏<br />

‎8282‎ابن العربي،‏ حممد بن عبد اهلل،‏ ت‎543‎ه،‏ اأحكام القراآن،‏ ط‎1‎ ، بريوت،‏ دار الفكر،‏<br />

‎1409‎ه-‏ ‎1988‎م.‏<br />

‎8383‎عليش،‏ حممد عليش،‏ ت‎1299‎ه،‏ منح اجلليل لرشح خمترص خليل،‏ ‏)د،‏ ط(‏ ، بريوت،‏ دار<br />

الفكر،‏ ‎1409‎ه-‏ ‎1988‎م.‏<br />

‎8484‎ابن العماد،‏ عبد احلي بن اأحمد،‏ ت‎1089‎ه،‏ ‏شذرات الذهب يف اأخبار من ذهب،‏ حتقيق عبد<br />

القادر وحممود االأرناوؤوط،‏ ط‎1‎‏،‏ دمشق وبريوت،‏ دار ابن كثري،‏ ‎1408‎ه-‏ ‎1988‎م.‏<br />

‎8585‎الغنيمي،‏ اأحمد بن غنيم،‏ ت‎1120‎ه،‏ الفواكه الدواين ‏رشح رسالة ابن اأبي زيد القريواين،‏<br />

املكتبة الشاملة،‏ االإصدار الثاين.‏<br />

‎8686‎ابن فارس،‏ اأحمد بن فارس،‏ ت‎395‎ه،‏ معجم املقاييس يف اللغة،‏ حتقيق:‏ ‏شهاب الدين<br />

اأبو عمرو،‏ ط‎1‎‏،‏ بريوت،‏ دار الفكر،‏ ‎1415‎ه-‏ ‎1994‎م.‏<br />

‎87‎الفريوز اآبادي،‏ حممد بن يعقوب،‏ ت ‎817‎ه،‏ القاموس املحيط،‏ ط‎4‎<br />

الرسالة،‏ ‎1415‎ه-‏ ‎1994‎م.‏<br />

، 87 بريوت،‏ موؤسسة<br />

236


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

888 قاضي زاده،‏ اأحمد بن قودر،‏ ت‎988‎ه،‏ تكملة فتح القدير،‏ ‏)د،‏ ط(‏ ، بريوت،‏ دار الفكر،‏<br />

‏)د،‏ ت(‏ .<br />

‎8989‎ابن قتيبة،‏ عبد اهلل بن مسلم،‏ ت‎276‎ه،‏ الشعر والشعراء،‏ املكتبة الشاملة،‏ االإصدار<br />

الثاين.‏<br />

‎9090‎ابن قدامة،‏ حممد بن عبد اهلل،‏ ت‎620‎ه،‏ املغني ‏رشح خمترص اخلرقي،‏ ‏)د،‏ ط(‏ ، بريوت،‏<br />

دار الفكر،‏ ‏)د،‏ ت(‏ .<br />

‎9191‎القرطبي،‏ حممد بن اأحمد،‏ ت‎671‎ه،‏ اجلامع الأحكام القراآن،‏ دون ذكر طبعة وال دار<br />

نرش.‏<br />

‎9292‎القرطبي،‏ اأبو احلسن اليمني،‏ التعريف باالأنساب والتنويه بذوي االأحساب،‏ املكتبة<br />

الشاملة،‏ االإصدار الثاين.‏<br />

‎9393‎قلعجي وقنيبي،‏ حممد رواس،‏ وحامد قنيبي،‏ معجم لغة الفقهاء،‏ ط‎2‎ ، بريوت،‏ دار<br />

النفائس،‏ ‎1408‎ه-‏ ‎1988‎م.‏<br />

‎9494‎القريواين،‏ عبد اهلل بن عبد الرحمن،‏ ت‎386‎ه،‏ رسالة ابن اأبي زيد القريواين،‏ ‏)د،‏ ط(‏ ،<br />

بريوت،‏ دار الكتب العلمية،‏ ‏)د،‏ ت(‏ .<br />

‎9595‎الكاساين،‏ عالء الدين بن مسعود،‏ ت‎587‎ه،‏ بدائع الصنائع يف ترتيب الرشائع،‏ ط‎2‎ ،<br />

بريوت،‏ دار الكتب العلمية،‏ ‎1406‎ه-‏ ‎1986‎م.‏<br />

‎9696‎ابن كثري،‏ اإسماعيل بن كثري،‏ ت‎774‎ه،‏ اختصار علوم احلديث،‏ بتعليق اأحمد حممد<br />

‏شاكر،‏ ط‎1‎‏،‏ بريوت،‏ دار الكتب العلمية،‏ ‎1403‎ه-‏ ‎1983‎م.‏<br />

‎9797‎ابن كثري،‏ اإسماعيل بن كثري،‏ ت‎774‎ه،‏ تفسري القراآن العظيم،‏ ط‎2‎ ، بريوت،‏ دار القلم،‏<br />

‏)د،‏ ت(‏ .<br />

‎9898‎ابن ماجة،‏ حممد بن يزيد،‏ ت ‎275‎ه،‏ ‏سنن ابن ماجة،‏ حتقيق حممد فوؤاد عبد الباقي،‏<br />

‏)د،‏ ط(‏ ، بريوت،‏ دار الفكر،‏ ‏)د،‏ ت(‏ .<br />

999 مالك،‏ مالك بن اأنس،‏ ت‎179‎ه،‏ املوطاأ،‏ املكتبة الشاملة،‏ االإصدار الثاين.‏<br />

‎10100‎مالك،‏ مالك بن اأنس،‏ ت‎179‎ه،‏ املدونة الكربى،‏ ‏)د،‏ ط(‏ ، بريوت،‏ دار ‏صادر،‏<br />

‏)د،‏ ت(.‏<br />

101 10 املباركفوري،‏ حممد بن عبد الرحمن،‏ حتفة االأحوذي برشح جامع الرتمذي،‏ املكتبة<br />

الشاملة،‏ االإصدار الثاين.‏<br />

237


قَتْلُ‏ الغِ‏ يِلَةِ‏ ‏)االغتيال(‏ وموقفُ‏ الفقهِ‏ اإلسالميّ‏ منه<br />

دراسة مقارنة<br />

د.‏ إسماعيل شندي<br />

‎10102‎املربد،‏ حممد بن يزيد،‏ ت ‎286‎ه،‏ الكامل يف اللغة واالأدب،‏ املكتبة الشاملة،‏ االإصدار<br />

الثاين.‏<br />

‎10103‎املرداوي،‏ علي بن ‏سليمان،‏ ت‎885‎ه،‏ االإنصاف يف معرفة الراجح من اخلالف،‏<br />

حتقيق حامد الفقي،‏ ‏)د،‏ ط(‏ ، بريوت،‏ دار اإحياء الرتاث العربي،‏ ‎1377‎ه-‏ ‎1957‎م.‏<br />

104 جممع اللغة العربية،‏ املعجم الوسيط،‏ ‏)د،‏ ط(‏ ، تركيا،‏ دار الدعوة،‏ ‏)د،‏ ت(‏ .<br />

‎10‎املرغيناين،‏ علي بن عبد اجلليل،‏ ت‎593‎ه،‏ الهداية ‏رشح بداية املبتدي،‏ ط‎1‎<br />

دار الكتب العلمية،‏ ‎1410‎ه-‏ ‎1990‎م.‏<br />

‎10106‎املزين،‏ اإسماعيل بن يحيى،‏ ت‎264‎ه،‏ خمترص املزين،‏ مطبوع يف نهاية اجلزء الثامن<br />

من كتاب االأم للشافعي،‏ ط‎2‎‏،‏ بريوت،‏ دار الفكر،‏ ‎1403‎ه-‏ ‎1983‎م.‏<br />

‎10107‎مسلم،‏ مسلم بن احلجاج،‏ ت ‎264‎ه،‏ ‏صحيح مسلم،‏ املكتبة الشاملة،‏ االإصدار<br />

الثاين.‏<br />

108 املطيعي،‏ حممد جنيب،‏ تكملة املجموع،‏ ‏)د،‏ ط(‏ ، جدة،‏ دار االإرشاد،‏ ‏)د،‏ ت(‏ .<br />

‎10‎ابن مفلح،‏ حممد بن مفلح،‏ ت‎763‎ه،‏ الفروع،‏ راجعه عبد الستار اأحمد فراح،‏ ط‎4‎<br />

بريوت،‏ عامل الكتب،‏ ‎1405‎ه-‏ ‎1985‎م.‏<br />

‎11‎ابن مفلح،‏ اإبراهيم بن حممد،‏ ت‎884‎ه،‏ املبدع يف ‏رشح املقنع،‏ ط‎2‎<br />

املكتب االإسالمي،‏ ‎1406‎ه-‏ ‎1986‎م.‏<br />

10<br />

، 105 بريوت،‏<br />

10<br />

، 109<br />

، 110 دمشق وبريوت،‏<br />

‎11111‎ابن منظور،‏ حممد بن مكرم،‏ ت‎711‎ه،‏ لسان العرب،‏ حتقيق وتعليق علي ‏شريي،‏<br />

ط‎2‎‏،‏ بريوت،‏ موؤسسة التاريخ االإسالمي،‏ ودار اإحياء الرتاث العربي،‏ ‎11412‎ه-‏<br />

‎1992‎م.‏<br />

‎11‎املوصلي،‏ عبد اهلل بن حممود،‏ ت‎683‎ه،‏ االختيار لتعليل املختار،‏ ط‎3‎<br />

املعرفة،‏ ‎1395‎ه-‏ ‎1975‎م.‏<br />

‎11113‎ابن النجار،‏ حممد بن اأحمد،‏ ت ‎972‎ه،‏ منتهى االإرادات،‏ حتقيق عبد الغني عبد<br />

اخلالق،‏ ‏)د،‏ ط(‏ ، بريوت،‏ عامل الكتب،‏ ‏)د،‏ ت(‏ .<br />

‎11114‎النسائي،‏ اأحمد بن علي،‏ ت‎303‎ه،‏ ‏سنن النسائي،‏ املكتبة الشاملة،‏ االإصدار الثاين.‏<br />

‎11115‎النووي،‏ يحيى بن ‏رشف،‏ ت‎676‎ه،‏ منهاج الطالبني،‏ ‏)د،‏ ط(‏ ، عدن،‏ مكتبة الثقافة،‏<br />

‏)د،‏ ت(‏ .<br />

‎11116‎الهيثمي،‏ علي بن اأبي بكر،‏ ت‎807‎ه،‏ جممع الزوائد ومنبع الفوائد،‏ املكتبة الشاملة،‏<br />

االإصدار الثاين.‏<br />

، 112 بريوت،‏ دار<br />

238


مدى التزام شركة املساهمة بتصرفات<br />

جملس إدارتها الذي جتاوز حدود سلطاته<br />

‏»دراسة حتليلية مقارنة«‏<br />

د.‏ محدي حممود بارود<br />

أستاذ مساعد/‏ كلية الحقوق/‏ جامعة األزهر/‏ غزة.‏<br />

239


مدى التزام شركة املساهمة بتصرفات مجلس إدارتها<br />

الذي جتاوز حدود سلطاته - ‏»دراسة حتليلية مقارنة«‏<br />

د.‏ حمدي بارود<br />

ملخص:‏<br />

استهدفت الدراسة بيان مدى التزام ‏رشكة املساهمة بترصفات جملس اإدارتها الذي<br />

جتاوز حدود ‏سلطاته،‏ حيث ظهر حرص املرشع على حماية الغري الذي تعامل مع جملس<br />

االإدارة،‏ فاألزم الرشكة بتلك الترصفات،‏ غري اأن ذلك مرشوط بكون الغري حسن النية،‏ ال يعلم<br />

بتجاوز جملس االإدارة لسلطاته،‏ اأما اإذا كان ‏سيئ النية،‏ فال تلتزم الرشكة بذلك.‏<br />

240


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

Abstract:<br />

The purpose of this research is to study the degree of responsibility of the<br />

Joint- Stock Company towards the actions of the Board of Directors, which<br />

exceeded the limits of their power. Meanwhile, lawmakers are enthusiastic to<br />

protect others who deal with the Board of Directors. Therefore, the company<br />

will be committed by these actions on condition that the others were acting in<br />

good will and they did not know that the Board of Directors exceeded their<br />

responsibilities. But if they were acting in bad will, the company will not be<br />

committed.<br />

241


مدى التزام شركة املساهمة بتصرفات مجلس إدارتها<br />

الذي جتاوز حدود سلطاته - ‏»دراسة حتليلية مقارنة«‏<br />

د.‏ حمدي بارود<br />

مقدمة:‏<br />

جملس اإدارة ‏رشكة املساهمة بوصفه اجلهاز التنفيذي للرشكة،‏ يضطلع بجميع<br />

الصالحيات والسلطات الالزمة لتحقيق اأغراض الرشكة،‏ غري اأن ذلك يكون ‏ضمن توجيهات<br />

اجلمعية العامة وقراراتها،‏ وتنفيذاً‏ لالأحكام الواردة يف القانون ويف نظام الرشكة.‏ وعادة<br />

ما يبني نظام الرشكة حدود ‏سلطات املجلس واختصاصاته،‏ واإذا خال من بيان ذلك،‏ وهو<br />

فرض نادر،‏ كان للمجلس اأن يقوم بكل االأعمال الداخلة يف غرض الرشكة،‏ وال يخرج عن<br />

ذلك ‏سوى االأعمال التي تدخل يف اختصاص اجلمعية العامة )1( .<br />

وبذلك،‏ اعرتُ‏ ف ملجلس االإدارة ‏-يف ‏سبيل تسيري اأمور الرشكة-‏ بسلطات واسعة،‏<br />

ال يحد منها ‏سوى القيود التي ترد بنص يف القانون،‏ اأو يف نظام الرشكة،‏ اأو يف قرارات<br />

‏صادرة من اجلمعية العامة للمساهمني يف حدود اختصاصاتها )2( . واأعمال جملس االإدارة<br />

التي يجريها يف حدود ‏سلطاته واختصاصاته تلزم الرشكة دون اأعضاء املجلس،‏ وكذلك<br />

يعدُّ‏ ملزماً‏ للرشكة كل عمل اأو ترصف يصدر من اإحدى جلان املجلس،‏ اأو من ينوب عنه<br />

من اأعضائه يف االإدارة،‏ يف اأثناء ممارسته الأعمال االإدارة املعتادة،‏ حتى ولو اأساء املجلس<br />

استعمال اسم الرشكة باأن عقد مع الغري عقداً،‏ ولكن استخدم نتيجته ملصلحة االأعضاء<br />

الشخصية،‏ فالرشكة تظل ملتزمة بذلك.‏ اأما اإذا جتاوز املجلس حدود ‏سلطاته،‏ فاإن الرشكة<br />

بحسب االأصل ال تلتزم بتلك االأعمال التي يجريها )3( . وعلى ذلك تلتزم الرشكة بالترصفات<br />

التي يقوم بها جملس االإدارة باسم الرشكة وحلسابها اإذا ما متت تلك الترصفات يف حدود<br />

القيود الواردة على ‏سلطاته.‏ فاإذا مل تراعَ‏ تلك القيود،‏ باأن قام جملس االإدارة مبخالفتها،‏<br />

فاإنه يعد متجاوزاً‏ لسلطاته.‏ ويف هذه احلاالت يثور التساوؤل عن مدى التزام الرشكة يف<br />

مواجهة الغري بهذا الترصف؟ . وحرصاً‏ من املرشع على حماية الغري الذي تعامل مع جملس<br />

االإدارة،‏ اأجاز لهم االحتجاج بتلك الترصفات يف مواجهة الرشكة.‏ ومفاد ذلك التزام الرشكة<br />

بترصفات جملس االإدارة الصادرة بالتجاوز حلدود ‏سلطته )4( . غري اأن التزام الرشكة،‏ يف<br />

مواجهة الغري بترصفات جملس االإدارة الذي جتاوز حدود ‏سلطاته،‏ مرشوط بكون ذلك الغري<br />

حسن النية،‏ اأي ال يعلم بتجاوز جملس االإدارة لسلطاته،‏ اأما اإذا كان الغري ‏سيئ النية يعلم<br />

بتجاوز جملس االإدارة لسلطاته،‏ فاالأصل اأال تلتزم الرشكة بذلك )5( .<br />

ويرجع اختيارنا ملوضوع البحث،‏ استكماالً‏ للدراسة التي بداأناها حول موضوعات<br />

جملس اإدارة ‏رشكة املساهمة )6( ، يف حماولة منا الإزالة الغموض الذي يكتنف مساألة التزام<br />

242


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

الرشكة بترصفات جملس االإدارة الذي جتاوز حدود ‏سلطاته،‏ باعتبارها من املوضوعات<br />

التي مل حتظَ‏ بالدراسة الكافية يف القانون املقارن بوجه عام )7( .<br />

وعليه ‏سوف تقترص دراستنا على مساألة التزام ‏رشكة املساهمة يف مواجهة الغري<br />

بترصفات جملس االإدارة الذي جتاوز حدود ‏سلطاته،‏ وحيث اإن دراستنا ‏ستنصب على<br />

معاجلة هذه املساألة،‏ لذلك يخرج عن نطاق الدراسة مسئولية جملس االإدارة املرتتبة على<br />

جتاوز تلك السلطات،‏ كما يخرج عن نطاق الدراسة بداهةً‏ السلطات ذاتها التي يتمتع بها<br />

جملس االإدارة والقيود التي ترد عليها،‏ هذا اإضافة لسوء استعمال جملس االإدارة لسلطاته اأو<br />

التعسف يف استعمال تلك السلطات.‏<br />

خطة البحث:‏<br />

يف ‏ضوء ما ‏سبق،‏ يقتضي موضوع البحث تقسيمه اإىل مبحثني،‏ نخصص االأول<br />

لدراسة ‏سلطة متثيل الرشكة يف مواجهة الغري،‏ بينما نكرس املبحث الثاين لدراسة مدى<br />

التزام الرشكة بترصفات جملس االإدارة التي متت بالتجاوز لسلطاته.‏<br />

املبحث األول:‏<br />

سلطة متثيل الشركة يف مواجهة الغري:‏<br />

تقتضي الدراسة يف هذا املبحث،‏ اأن نتناول ‏-بدايةً-‏ حتديد املقصود بالغري،‏ ثم<br />

‏سلطة متثيل الرشكة يف مواجهة الغري،‏ على النحو الآتي:‏<br />

، يف دراستنا هذه<br />

)8(<br />

‏●اأول:‏ حتديد املقصود بالغري:‏ لعل حتديد املقصود بالغري<br />

يقترص على كل من يتعامل مع من له ‏سلطة يف متثيل الرشكة،‏ باعتبار ذلك الغري اأجنبيا<br />

عن الوضع الظاهر،‏ وخدع مبوقف من له ‏سلطة يف متثيل الرشكة،‏ وذلك بغية السماح لذلك<br />

الغري،‏ الذي تعاقد مع جملس االإدارة اأو اأحد اأعضائه الذي جتاوز حدود ‏سلطاته،‏ بالرجوع<br />

على الرشكة واإلزامها بالترصف الذي قام به املجلس.‏<br />

وما يعنينا يف هذا املقام هو موقف الغري الذي خُ‏ دع مبجلس االإدارة الذي جتاوز<br />

حدود ‏سلطاته،‏ ال مبوقف االأخري،‏ ويستوي حسن نية اأعضاء املجلس اأو ‏سووؤها،‏ ولكن يلزم<br />

اأن يكون الغري الذي تعاقد مع املجلس حسن النية،‏ دون اأن ينسب اإليه اأي خطاأ.‏<br />

ولعل الفكرة املشرتكة للغري تنحرص يف اأن اأثراً‏ قانونياً‏ معيناً‏ قد ميتد لشخص تقضي<br />

املبادئ العامة للقانون بحمايته من اأن ميتد اإليه فيعدُّ‏ من الغري بالنسبة اإىل هذا االأثر )9( .<br />

وهناك من الترشيعات من يطلق كلمة الغري دون حتديد،‏ كما فعل املرشع املرصي<br />

يف املادة )45( من قانون الرشكات رقم )159( لسنة 1981، حني اأضاف لها وصف<br />

243<br />


مدى التزام شركة املساهمة بتصرفات مجلس إدارتها<br />

الذي جتاوز حدود سلطاته - ‏»دراسة حتليلية مقارنة«‏<br />

د.‏ حمدي بارود<br />

االأجنبي عن الرشكة،‏ وذلك يف جمال نصوصه حول اسرتداد احلصص،‏ وقد ذهبت وزارة<br />

العدل املرصية اإىل اأن مفهوم الغري له معنى يشمل الرشكاء وغري الرشكاء )10( .<br />

ولكن الغري يف عالقته مع ممثلي الرشكة،‏ ليس ‏شخصاً‏ اأجنبياً‏ عن العقد،‏ اإمنا هو طرفٌ‏<br />

فيه،‏ دون اأن يعلم بتجاوز السلطة.‏ وعليه فالغري هو كذلك بالنسبة للظاهر ذاته،‏ يف حني اأنه<br />

هو املتعاقد االآخر بالنسبة للترصف الذي اأجراه مع ممثل الرشكة )11( .<br />

‏●ثانيا:‏ ‏سلطة متثيل الرشكة يف مواجهة الغري:‏ االأصل اأن ‏سلطة متثيل الرشكة يف<br />

مواجهة الغري تكون لكل اأعضاء جملس االإدارة ‏سواء كانوا جمتمعني اأم منفردين )12( ، ولكن<br />

املرشع خرج عن هذا االأصل،‏ وقرر لرئيس جملس االإدارة ‏سلطة متثيل الرشكة يف مواجهة<br />

الغري،‏ فهو يعد رئيساً‏ للرشكة وممثلها لدى الغري واأمام جميع اجلهات،‏ ومن ثم فهو ميارس<br />

الصالحيات املخولة له كافة لتحقيق غرضها مبوجب اأحكام القانون واللوائح الصادرة<br />

واالأنظمة االأخرى املعمول بها يف الرشكة،‏ كما يتوىل تنفيذ كافة القرارات الصادرة عن<br />

املجلس بالتعاون مع اجلهاز التنفيذي يف الرشكة.‏ لذا يجب اأن يكون رئيس جملس االإدارة<br />

متفرغاً‏ الأعمال الرشكة،‏ ويحدد جملس االإدارة يف هذه احلالة املهمَّات والصالحيات التي<br />

يحق للرئيس ممارستها بوضوح،‏ كما يحدد املجلس اأتعابه والعالوات التي يستحقها،‏<br />

ويشرتط يف ذلك اأال يكون رئيساً‏ متفرغاً‏ ملجلس اإدارة ‏رشكة مساهمة اأخرى اأو مديراً‏ عاماً‏<br />

الأية ‏رشكة مساهمة اأخرى )13( .<br />

ويالحظ اأن السلطات التي منحها املرشع لرئيس جملس االإدارة ال تختلف عن تلك<br />

التي يتمتع بها املجلس،‏ باستثناء ‏سلطة الرئيس يف متثيل الرشكة.‏ وتاأسيساً‏ على ذلك يرى<br />

البعض من الفقه بحق اأن رئيس جملس االإدارة ال يعدُّ‏ منافساً‏ فيما يتمتع به من ‏سلطات<br />

ملجلس االإدارة الذي ميلك تعيني رئيسه اأو عزله )14( . كما يالحظ اأيضاً‏ اأن رئيس جملس<br />

االإدارة واإن كان ميثل الرشكة يف عالقتها مع الغري،‏ اإال اأن االإدارة الداخلية يضطلع بها<br />

جملس االإدارة )15( . واإذا كان كل منهما يتمتع بسلطة اتخاذ القرارات التي تتطلبها اإدارة<br />

الرشكة،‏ اإال اأن جملس االإدارة من الناحية العملية ال يعدُّ‏ العضو الرئيسي لالإدارة،‏ واإمنا<br />

يقترص دوره على الرقابة على اأعمال رئيس جملس االإدارة الذي يتخذ املبادرة،‏ اأما املجلس<br />

فال يتدخل اإال يف القرارات االإسرتاتيجية.‏ ومع ذلك يستطيع جملس االإدارة اأن ميلي اإرادته<br />

على رئيس املجلس،‏ ويخضعه لرقابته نظراً‏ ملا ميلكه من ‏سلطة يف عزل رئيسه اإذا جتاوز<br />

‏سلطاته )16( .<br />

واإذا كان االأصل اأن رئيس جملس اإدارة الرشكة هو الذي ميثلها يف التعاقد مع الغري،‏<br />

اإال اأنه قد يحدث اأن يعني جملس االإدارة وكالء عنه للتعاقد باسم الرشكة،‏ مما قد يوؤدي اإىل<br />

244<br />


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

منازعات كثرية بني الغري والرشكة،‏ خاصة حول اإثبات وجود تفويض من جملس االإدارة<br />

لهوؤالء الوكالء )17( .<br />

لذا جند ترشيعات الرشكات توجب اأن ينتخب جملس اإدارة الرشكة باالإضافة اإىل<br />

الرئيس ونائبه،‏ من بني اأعضائه واحداً‏ اأو اأكرث يكون له اأو لهم حق التوقيع عن الرشكة<br />

منفردين اأو جمتمعني وفقاً‏ ملا يقرره املجلس يف هذا الساأن،‏ ويف حدود الصالحيات التي<br />

يفوضها اإليهم.‏ ويتوجب على املجلس اأن يزود مراقب الرشكات بنسخ عن قراراته بانتخاب<br />

االأعضاء املفوضني بالتوقيع عن الرشكة،‏ وبنماذج عن توقيعاتهم،‏ وذلك خالل ‏سبعة اأيام<br />

من تاريخ ‏صدورها.‏ كما يحق ملجلس اإدارة الرشكة تفويض اأي موظف يف الرشكة بالتوقيع<br />

عنها،‏ وذلك يف حدود الصالحيات التي يفوضها اإليه )18( .<br />

ويالحظ على النص اأنه قرص ذلك التفويض بالتوقيع عن الرشكة على املوظفني فيها<br />

دون غريهم،‏ ونرى اإمكانية اأن يكونوا من غري املوظفني يف الرشكة،‏ كما هو الساأن يف<br />

قانون الرشكات املرصي وفقا للمادة )53( ، ذلك اأن كل هوؤالء االأشخاص ياأخذون حكم<br />

الوكيل،‏ والوكيل عن الرشكة قد يكون موظفاً‏ اأو غري موظف كاملحامي اأو اأي ‏شخص من<br />

اأصحاب املهن احلرة قد تعينه الرشكة.‏ ويرى البعضُ‏ من الفقه بحق اأن يف هذا التعيني<br />

اإفراطاً‏ غري مسوغ يف حتديد االأشخاص الذين يقومون بالتعاقد نيابةً‏ عن الرشكة مما قد<br />

يوؤدي اإىل التضارب يف االختصاص )19( . رمبا هذا هو السبب الذي جعل قانون الرشكات<br />

االأردين،‏ ومرشوع قانون الرشكات الفلسطيني يقرصه على املوظفني يف الرشكة فقط.‏<br />

سلطة متثيل الشركة يف مشروع قانون الشركات الفلسطيين:‏<br />

ملجلس االإدارة ‏سلطات عامة واسعة يف اإدارة الرشكة،‏ فله الصالحية الكاملة يف اإنفاذ<br />

مقررات اجلمعية العامة،‏ والقيام بجميع االأعمال التي يستوجبها ‏سري الرشكة على الوجه<br />

املاألوف،‏ والتي ال تعد من قبيل االأعمال اليومية،‏ وليس لهذه السلطات من حد اأو حتفظات اإال<br />

ما هو مقرر يف القانون اأو نظام الرشكة.‏ ويالحظ يف القوانني املختلفة اأنها حتدد ‏سلطات<br />

جملس االإدارة بصيغة عامة،‏ تاركة تفصيالتها اإىل نظام الرشكة بحسب الغرض الذي قامت<br />

من اأجل حتقيقه،‏ لتجنب كل تردد اأو تساوؤل يثار بساأنها.‏ واحلكمة من ذلك،‏ تكمن يف منح<br />

جملس االإدارة بعض الصالحيات التي تفوق الصالحيات االإدارية،‏ كاأعمال البيع اأو التاأمني<br />

على عقارات الرشكة،‏ اأو اإجراء عقود املصاحلة اأو التحكيم اأو التنازل،‏ هذا من جهة.‏ ومن<br />

جهة اأخرى،‏ تكمن احلكمة من ذلك يف التقليل من ‏سقف الصالحيات االإدارية التي تعود<br />

للمجلس قانوناً‏ )20( . ولقد اأكدت قوانني الرشكات العربية هذا النظر،‏ فنصت ‏رصاحة على<br />

‏سلطات جملس االإدارة )21( ، وكذلك فعل مرشوع قانون التجارة الفلسطيني،‏ حني قضى باأن<br />

245


مدى التزام شركة املساهمة بتصرفات مجلس إدارتها<br />

الذي جتاوز حدود سلطاته - ‏»دراسة حتليلية مقارنة«‏<br />

د.‏ حمدي بارود<br />

ملجلس اإدارة الرشكة املساهمة اأو مديرها العام الصالحيات الكاملة يف اإدارة الرشكة يف<br />

احلدود التي يبينها نظامها،‏ وله القيام باالأعمال والترصفات التي يقتضيها غرض الرشكة<br />

عدا ما احتفظ به القانون،‏ اأو نظام الرشكة للجمعية العامة،‏ وعليه اأن يتقيد بتوجيهات<br />

اجلمعية العامة وقراراتها )22( .<br />

سلطة متثيل الشركة يف قانون الشركات الفرنسي:‏<br />

لقد اأعطى قانون الرشكات الفرنسي ملجلس االإدارة ‏سلطات واسعة،‏ فطبقاً‏ لنص املادة<br />

)98( من قانون الرشكات الفرنسي يكون ملجلس اإدارة ‏رشكة املساهمة ‏سلطات واسعة<br />

للترصف يف كل الظروف باسم الرشكة يف حدود غرضها،‏ باستثناء ما نص عليه القانون<br />

‏رصاحة وجعله من اختصاص اجلمعية العامة.‏ والرشكة تلتزم بكل الترصفات واأعمال<br />

جملس االإدارة،‏ حتى لو مل تتعلق بغرض الرشكة،‏ برشط اأال يثبت علم الغري بتجاوز الترصف<br />

لغرض الرشكة،‏ اأو اأن الغري ال ميكنه اجلهل بهذا التجاوز،‏ وذلك طبقاً‏ للظروف التي مت فيها<br />

الترصف،‏ وال يكفي جمرد نرش نظام الرشكة الإثبات علم الغري.‏ كما ال يحتج يف مواجهة<br />

الغري بالقيود الواردة على ‏سلطات جملس االإدارة يف نظام الرشكة.‏<br />

وعلى الرغم من السلطات الواسعة التي اأعطاها املرشع الفرنسي ملجلس اإدارة<br />

‏رشكة املساهمة،‏ فاإنه اأعطى رئيس جملس االإدارة ‏سلطات واسعة تستغرق جزءاً‏ كبرياً‏ من<br />

اختصاصات وسلطات جملس االإدارة،‏ جند ذلك واضحاً‏ يف نص املادة )1/13( من قانون<br />

الرشكات التجارية الفرنسي التي تقضي باأن ‏»رئيس جملس اإدارة ‏رشكة املساهمة يضطلع<br />

وحتت مسئوليته،‏ باالإدارة العامة للرشكة،‏ كما ميثل الرشكة يف عالقتها مع الغري،‏ ويتمتع<br />

الرئيس باأوسع السلطات ليترصف يف كل الظروف باسم الرشكة.‏ وذلك مع مراعاة ما ينص<br />

عليه القانون ‏رصاحة باأنه من ‏سلطات اجلمعية العمومية للمساهمني«.‏<br />

من النص يتضح باأن املرشع الفرنسي حدد ‏سلطات جملس االإدارة وسلطات املدير<br />

بطريقة مماثلة،‏ فكل منهما يتمتع بسلطة اتخاذ القرارات،‏ اإال اأن جملس االإدارة غالباً‏ ما يثبت<br />

العمل،‏ وخاصة يف الرشكات الكبرية ذات االأعداد الكبرية من املساهمني،‏ اأما رئيس جملس<br />

االإدارة فهو الذي يضطلع بالتعاقد مع الغري،‏ ويكتفي املجلس بالرقابية على الرئيس )23( .<br />

سلطة متثيل الشركة يف قانون الشركات املصري:‏<br />

لقد ‏سلك املرشع املرصي مسلكاً‏ مشابهاً‏ للمرشع الفرنسي،‏ اإذ جنده ينصُّ‏ على ‏سلطات<br />

واسعة ملجلس االإدارة،‏ وفقاً‏ لنص املادة )54( من القانون رقم 159 لسنة 1981 التي<br />

246


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

تقضي باأن ‏»ملجلس االإدارة كل السلطات املتعلقة باإدارة الرشكة والقيام بكافة االأعمال<br />

الالزمة لتحقيق غرضها،‏ وذلك عدا ما استثني بنص خاص يف القانون،‏ اأو نظام الرشكة<br />

من اأعمال اأو ترصفات تدخل يف اختصاص اجلمعية العامة«.‏ كما نصت املادة )53( على<br />

اأن ‏»يكون لكل من اجلمعية العامة وجملس االإدارة واملوظفني اأو الوكالء الذين تعينهم من<br />

هاتني اجلهتني،‏ حق اإجراء الترصفات عن الرشكة،‏ وذلك يف حدود نصوص هذا القانون<br />

وعقد الرشكة ولوائحها«.‏ ويالحظ ما يف هذا النص االأخري من توسع ‏شديد من دائرة<br />

االأشخاص الذين يكون لهم احلق يف متثيل الرشكة يف عالقاتها مع الغري،‏ فقد يكون الوكيل<br />

عن الرشكة موظفاً‏ فيها اأو غري موظف كمحام اأو اأي ‏شخص من اأصحاب املهن احلرة،‏ مما<br />

ميكن اأن يثري مساألة خطرية تتمثل يف وقوع الغري يف حرية مبناها من هو املخول حقيقة<br />

بالتعاقد ومتثيل الرشكة معه،‏ بل قد يوؤدى ذلك اإىل التضارب يف االختصاص،‏ مما يعوق<br />

نشاط الرشكة )24( . فالغري اأمامه العديد من االأشخاص يجوز لهم حسب النص التعاقد نيابة<br />

عن الرشكة،‏ مما قد يدخله يف الغلط نتيجة تعاقده مع اأحد هوؤالء املذكورين.‏<br />

لكن الواضح من نص املادة )54( اأن املرشع املرصي قد تبنى االجتاه احلديث يف<br />

الترشيعات املقارنة،‏ اإذ اإن املرشع يعطي جملس االإدارة احلرية الكاملة يف التحرك بسلطة<br />

واسعة،‏ مادامت قراراته ال تخالف نصاً‏ يف القانون،‏ اأو تتعارض وغرض الرشكة،‏ اأو اأن<br />

تشكّل تهديداً‏ لكيان الرشكة.‏<br />

ولقد قضت حمكمة النقض املرصية بتمتع جملس االإدارة بسلطات واسعة يف قيامه<br />

باإدارة ‏سوؤون الرشكة،‏ اإال اأن هذه السلطة يجب اأال تتجاوز الغرض الذي اأُنشئت من اأجله،‏<br />

كما اأنها تخضع للقيود املقررة مبقتضى القواعد االآمرة يف القانون.‏ فقد جاء يف حيثيات<br />

حكم حمكمة النقض الصادر بتاريخ 21 يناير 1971، اأنه واإن كانت املادة )31( من نظام<br />

الرشكة،‏ تنصُّ‏ على اأن ملجلس االإدارة اأوسع ‏سلطة يف اإدارة ‏سوؤونها،‏ اإال اأن هذه السلطة<br />

يجب اأال جتاوز الغرض الذي اأُنشئت الرشكة من اأجله،‏ كما اأنها تخضع للقيود املقررة<br />

مبقتضى القواعد االآمرة الواردة يف القانون.‏ وملا كانت املادة )40( من قانون الرشكات ال<br />

جتيز للرشكة املساهمة تقدمي اأي تربع اإال يف احلاالت ويف احلدود الواردة بها،‏ واشرتطت<br />

لصحة التربع يف جميع االأحوال ‏صدور قرار من جملس االإدارة بناءً‏ على ترخيص عام من<br />

اجلمعية العمومية متى جتاوزت قيمة التربع مائة جنيه،‏ وكان من الثابت من تقريرات<br />

احلكم املطعون فيه اأن الدين الثابت يف ذمة مورث املطعون عليهم مبوجب السندات االإذنية<br />

املستحقة االأداء عن جزء من الدين قدره )2254( جنيهاً،‏ وعن الفوائد دون اأي مقابل من<br />

جانب املدين وغري متنازع فيه،‏ وكان االتفاق املوؤرخ يف 1963/4/26 الذي تضمن ‏»اأن<br />

التنازل ال يعد ‏صلحاً‏ واإمنا اإبراء من جزء من الدين وهو عمل تربعي حمض ال ميلك جملس<br />

247


مدى التزام شركة املساهمة بتصرفات مجلس إدارتها<br />

الذي جتاوز حدود سلطاته - ‏»دراسة حتليلية مقارنة«‏<br />

د.‏ حمدي بارود<br />

االإدارة اإجراءه اأو اإجازته،‏ وبالتايل فال ميلك التنازل عن هذا احلق الأحد اأعضائه اأو الأحد<br />

املديرين،‏ واإال كان عمله باطالً‏ طبقاً‏ لنص املادة )102( من القانون املذكور،‏ كما اأن<br />

املادة )31( من نظام الرشكة،‏ واإن اأعطت جملس االإدارة ‏سلطة اإجراء التسويات والصلح<br />

والتنازل عن التاأمينات،‏ فاإنها مل تخول له ‏سلطة التنازل عن الديون،‏ لتعارض ذلك مع<br />

الغرض الذي قامت الرشكة من اأجله«‏ )25( .<br />

ويالحظ باأن قانون الرشكات االأردين يتفق يف هذا الصدد مع القانون املرصي يف<br />

اإعطاء الصالحيات الواسعة ملجلس اإدارة ‏رشكة املساهمة،‏ مع تقييد هذه السلطات باأحكام<br />

القانون وقرارات الهيئة العامة للرشكة )26( ، وما يدخل ‏ضمن اختصاص الرشكة )27( .<br />

كما يالحظ باأن مرشوع قانون الرشكات الفلسطيني ذهب اإىل نفس ما ذهب اإليه كل<br />

من القانونني املرصي واالأردين،‏ فاختصاصات جملس االإدارة حمددة يف نظام الرشكة<br />

غالباً،‏ فمجلس االإدارة يقوم بجميع االأعمال الالزمة لتحقيق اأغراض الرشكة،‏ ويتمتع<br />

جملس االإدارة بذلك بالسلطات كافة التي من ‏ساأنها اأن تعطيه احلق يف ممارسة هذه<br />

االأعمال وبالكيفية التي يراها حمققة الأغراض الرشكة،‏ فيما عدا ما استثني بنص خاص<br />

‏سواء ورد ذلك يف القانون اأو يف نظام الرشكة.‏<br />

ولكن التساوؤل الذي يثار هنا،‏ اإىل اأي مدى تصل هذه السلطات الواسعة ملجلس اإدارة<br />

‏رشكة املساهمة؟ . الراأي مستقر على اأن ملجلس اإدارة الرشكة مزاولة كافة االأعمال التي<br />

يقتضيها غرض الرشكة،‏ دون تفرقة بني اأعمال االإدارة واأعمال الترصف،‏ وال يحد من<br />

هذه السلطات اإال ما ينصُّ‏ عليه قانون الرشكات اأو نظام الرشكة،‏ اأو ما يدخل يف ‏سلطات<br />

اجلمعية العامة )28( . ولقد استقر كل من الفقه والقضاء على عدم التفرقة بني ما يعد من<br />

اأعمال االإدارة واأعمال الترصف بالنسبة لترصفات جملس االإدارة،‏ فهو يتمتع بحرية كاملة<br />

يف ترصفاته ما دام ذلك يف حدود حتقيق غرض الرشكة ‏سواء تعلق االأمر باأعمال االإدارة<br />

اأو اأعمال الترصف.‏ هذا ما جنده مستقراً‏ يف الترشيعات املقارنة كافة،‏ باستثناء القانون<br />

الفرنسي،‏ الذي تداركه يف القانون الصادر يف 12 يوليو ‏سنة 1967، حيث نص ‏رصاحة<br />

على لفظ ‏سلطة الترصف ملجلس االإدارة باالإضافة اإىل ‏سلطة االإدارة.‏<br />

وقد هدفت الترشيعات من وراء ذلك اإىل حماية الغري حسن النية املتعامل مع ‏رشكة<br />

املساهمة يف كل ما ميكن اأن يجريه جملس االإدارة من معامالت معه باسم الرشكة )29( .<br />

فقد ارتاأت تلك الترشيعات اأن من يتعامل من الغري مع الرشكة،‏ اإمنا هو يتعامل على اأساس<br />

الظاهر اأمامه اأن جملس االإدارة مبا اأعطاه القانون من ‏سلطات،‏ اإمنا هو خمول باالأعمال<br />

248


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

كافة من اإدارة وترصف،‏ ملا يعطيه للغري من اطمئنان يف عدم الوقوع يف الغلط بانعدام<br />

‏سلطة جملس االإدارة فيما يجريه من ترصفات،‏ ‏سواء تعلقت باالإدارة اأو بالترصف.‏<br />

نخلص اإىل اأنه باستقراء نصوص الترشيعات يف هذا الصدد،‏ جندها تتفق مع موقف<br />

الفقه والقضاء )30( ، اللذين ال يركزان بالنسبة لهذه السلطات على الصفة القانونية للعمل<br />

الذي ياأتيه جملس االإدارة،‏ ‏سواء تعلق بالترصف اأو باالإدارة،‏ بقدر ما يكون على اأهمية العمل<br />

ذاته بالنسبة للرشكة ومدى تناسبه مع غرضها،‏ مما يعني اأنه حتى ‏سلطة جملس االإدارة يف<br />

الترصف مقيدة باأهمية العمل بالنسبة للرشكة،‏ فاإذا ما جتاوز هذا القيد،‏ فاإن هذا الترصف<br />

ال يرسي يف حق الرشكة.‏ لكن هذا القول يوؤدي اإىل االإجحاف بحق الغري حسن النية ممن<br />

يتعاملون مع الرشكة،‏ لذلك جند الترشيع املقارن،‏ وكذلك الفقه والقضاء،‏ يقررون حماية<br />

الغري حسن النية الذي ال يسعفه يف غالب االأحيان الوقت الكايف ملراجعة السجل التجاري<br />

ملعرفة مدى ‏سلطات جملس االإدارة )31( ، كذلك جند القانون يرتب مسئولية الرشكة جتاه<br />

الغري عن ترصفات جملس اإداراتها املتجاوزة لغرض الرشكة.‏<br />

املبحث الثاني:‏<br />

مدى التزام الشركة بتصرفات جملس اإلدارة اليت متت بالتجاوز لسلطاته:‏<br />

متهيد وتقسيم:‏<br />

تلتزم الرشكة ‏-يف االأصل-‏ بترصفات جملس اإدارتها التي اأجراها يف حدود ‏سلطاته<br />

املقررة له،‏ واإذا ما جتاوز املجلس تلك السلطات،‏ كاأن قام باإجراء ترصفات جتاوز فيها<br />

غرض الرشكة،‏ اأو تتعارض معه،‏ اأو تخالف القيود النظامية،‏ فاإن هذه الترصفات ال تلزم<br />

الرشكة.‏ ولكن االأخذ بهذا االأصل على اإطالقه،‏ ميكن اأن يكون حمالً‏ للنقد،‏ ملجافاته للواقع<br />

الذي يقتضي اأن تلتزم الرشكة بترصفات جملس اإدارتها املتجاوز لسلطاته اإذا كان الغري<br />

املتعامل مع الرشكة حسن النية،‏ يجهل اأن املجلس متجاوزاً‏ لسلطاته فيما مت من ترصف.‏<br />

ومقتضى ذلك اأن الرشكة ال تلتزم بترصفات جملس اإدارتها التي متت بالتجاوز لسلطاته،‏ اإذا<br />

كان الغري يعلم،‏ اأو كان مبقدوره وفقاً‏ للظروف املحيطة بالترصف اأن يعلم بذلك التجاوز،‏<br />

اإذ يعدُّ‏ الغري يف هذه احلالة ‏سيئ النية،‏ وال جمال للقول بحمايته.‏ وعلى ذلك،‏ فهذا اإجمال<br />

يحتاج اإىل تفصيل،‏ لذا ‏سنقسم الدراسة يف هذا املبحث اإىل مطلبني،‏ ندرس يف االأول اأثر<br />

حسن نية الغري على التزام الرشكة بترصفات جملس االإدارة التي متت بالتجاوز لسلطاته،‏<br />

اأما الثاين فنخصصه لدراسة اأثر ‏سوء نية الغري على التزام الرشكة بترصفات جملس االإدارة<br />

التي متت بالتجاوز لسلطاته.‏<br />

249


مدى التزام شركة املساهمة بتصرفات مجلس إدارتها<br />

الذي جتاوز حدود سلطاته - ‏»دراسة حتليلية مقارنة«‏<br />

د.‏ حمدي بارود<br />

‏●املطلب الأول:‏ اأثر حسن نية الغري على التزام الرشكة بترصفات جملس االإدارة<br />

التي متت بالتجاوز لسلطاته:‏<br />

250<br />

●<br />

‏موقف الفقه والقضاء:‏<br />

الشك اأن هناك ‏صعوبة يف اإلزام الغري بوجوب الرجوع اإىل نظام الرشكة الذي اأُشهر<br />

ليتعرف على مدى ما يتمتع به جملس االإدارة من ‏سلطات،‏ لتعارضه مع الواقع العملي الذي<br />

يكشف عن مرونة ورسعة يف اإبرام العقود مع الرشكة )32( . فالرشكة ال تكون ملزمة جتاه<br />

الغري باأعمال جملس االإدارة اإال اإذا ‏صدرت يف حدود ‏سلطاته،‏ حتى مع فرض اإشهار القيود<br />

النظامية وغريها مما قد يرد على تلك السلطات )33( . ولكن هذا االأصل يظل حمالً‏ للنقد اإذا<br />

مل ياأخذ يف االعتبار مصلحة الغري حسن النية،‏ الذي تعامل مع جملس اإدارة الرشكة،‏ وهو<br />

يجهل اأن املجلس اأو اأحد اأعضائه قد جتاوز ‏سلطاته،‏ اأو اأن ذلك الغري قد اعتقد بناءً‏ على<br />

اأسباب مرشوعة،‏ اأن الترصف الذي اأجراه مما يدخل ‏ضمن اختصاصات املجلس.‏<br />

لذلك فقد ذهب الفقه والقضاء اإىل حتميل الرشكة املسوؤولية يف مواجهة الغري عن<br />

اأعمال املجلس الذي يتعدى حدود ‏سلطاته متى كانت الرشكة قد خولته ‏سلطات ظاهرة من<br />

‏ساأنها اإيقاع الغري حسن النية يف غلط.‏ وحتى يسمح للغري،‏ الذي تعاقد مع جملس االإدارة اأو<br />

اأحد اأعضائه الذي جتاوز حدود ‏سلطاته،‏ بالرجوع على الرشكة واإلزامها بتلك الترصفات،‏<br />

فقد استند بعضهم اإىل قواعد املسئولية التقصريية،‏ وفقاً‏ حلكم املادة )163( مدين مرصي.‏<br />

وكذلك على اأساس مسئولية املتبوع عن فعل التابع،‏ تطبيقاً‏ لنص املادة )174( مدين<br />

مرصي )34( . وهناك من استند اإىل نظرية الوكالة الظاهرة،‏ باعتبارها وسيلة تصلح كاأساس<br />

للقول مبسئولية الرشكة اأمام الغري عن اأعمال وترصفات جملس االإدارة متى قامت ‏شواهد<br />

من ‏ساأنها اأن تولد لدى الغري االعتقاد يف ‏صحة ‏سلطات املجلس ومداها )35( .<br />

ومبقتضى الوكالة الظاهرة،‏ اأعطى القضاء املرصي )36( والفرنسي،‏ للغري احلق يف<br />

الرجوع على الرشكة ملطالبتها بتنفيذ االلتزامات املربمة مع املجلس.‏ على اعتبار اأن<br />

جملس االإدارة وكيالً‏ عن الرشكة،‏ ومن ثم فهي تساأل عن جتاوزه حلدود الوكالة اأو انحرافه<br />

بها عن اأغراضها،‏ حني يكون الغري حسن النية،‏ ال يعلم بالفعل بحقيقة الوضع،‏ ومل يكن<br />

هناك ما يستدعي اأو يفرتض علمه بذلك.‏<br />

‏موقف مرشوع قانون الرشكات الفلسطيني:‏<br />

جاء مرشوع قانون الرشكات الفلسطيني موؤكداً‏ على حماية الغري حسن النية،‏ وفق<br />

ما قضت به املادة )207( )37( منه،‏ التي نصت على اأنه:‏ »2- تعد االأعمال والترصفات<br />

التي يقوم بها وميارسها املجلس اأو مدير الرشكة باسمها ملزمة لها يف مواجهة الغري


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

الذي يتعامل مع الرشكة بحسن نية،‏ ولها الرجوع عليه بقيمة التعويض عن الرضر الذي<br />

حلق بها،‏ وذلك بغض النظر عن اأي قيد يرد يف نظام الرشكة اأو عقد تاأسيسها.‏ 3- ويعد<br />

الغري الذي تتعامل معه الرشكة حسن النية ما مل يثبت غري ذلك على اأنه ال يلزم ذلك الغري<br />

بالتحقق من وجود اأي قيد على ‏صالحيات جملس االإدارة اأو مدير عام الرشكة اأو على<br />

‏سلطتهم يف اإلزام الرشكة مبوجب عقدها اأو نظامها«.‏<br />

وعلى ذلك فاالأعمال والترصفات التي يجريها جملس االإدارة اأو املدير العام باسم<br />

الرشكة،‏ تكون ملزمة للرشكة يف مواجهة الغري الذي تعامل مع الرشكة بحسن نية،‏ ويعد<br />

الغري الذي تعامل مع الرشكة حسن النية ما مل تثبت الرشكة عكس ذلك،‏ حيث ال يلزم الغري<br />

بالتحقق من وجود قيد على ‏صالحيات جملس االإدارة اأو على ‏سلطته يف اإلزام الرشكة مبوجب<br />

عقد تاأسيسها اأو نظامها،‏ لذا ال يجوز للرشكة اأن حتتج على الغري حسن النية بالقيود الواردة<br />

يف نظام الرشكة على ‏سلطة جملس االإدارة القانونية ما دام الترصف يف حدود االإدارة<br />

املعتادة التي تدخل يف غرض الرشكة،‏ فاإنه يكون ملزماً‏ لها،‏ ولو ‏صدر باملجاوزة لسلطة<br />

جملس االإدارة النظامية.‏ كما ال يجوز للرشكة اأن حتتج يف مواجهة الغري حسن النية بكون<br />

االإجراءات املقررة يف نظام الرشكة مل تتبع بساأن الترصف،‏ اأو باأن جملس االإدارة اأو بعض<br />

اأعضائه مل يعينوا على الوجه الذي نصَّ‏ عليه نظام الرشكة اأو القانون،‏ طاملا كان الترصف<br />

يف حدود االإدارة املعتادة التي تدخل يف غرض الرشكة.‏ غري اأنه يجوز االحتجاج بالقيود<br />

الواردة على ‏سلطة جملس االإدارة يف مواجهة الغري ‏سيئ النية،‏ متى اأثبتت الرشكة اأنه كان<br />

عاملاً‏ بها،‏ وحينئذ ال يكون الترصف ملزماً‏ للرشكة،‏ بل يلزم اأعضاء املجلس ‏شخصياً،‏ ما<br />

مل تقره اجلمعية العامة )38( .<br />

‏موقف قانون الرشكات الفرنسي واملرصي:‏<br />

يرى البعض من الفقه بحق )39( اأنه يصعب اجلزم حالياً‏ وبعد ‏صدور قانون الرشكات<br />

الفرنسي يف ‎24‎يوليو ‏سنة 1966، وخاصة بعد تعديل نص املادة )98( منه،‏ وبعد ‏صدور<br />

قانون الرشكات املرصي اجلديد رقم )159( لسنة 1981، اأن نظرية الوكالة الظاهرة ما<br />

زالت تصلح ‏سنداً‏ قانونياً‏ حلماية الغري حسن النية الذي يتعامل مع جملس االإدارة الذي<br />

جتاوز حدود ‏صالحياته،‏ الأن كال القانونني قد بالغ يف حماية الغري حسن النية يف هذه<br />

احلالة بنصوص ‏رصيحة.‏<br />

ولقد نصت الفقرة الثانية من املادة )98( من قانون الرشكات الفرنسي،‏ على التزام<br />

الرشكة يف مواجهة الغري بترصفات جملس االإدارة التي ال تتعلق بغرض الرشكة.‏ وطبقاً‏ لهذا<br />

النص،‏ تلتزم الرشكة بكل الترصفات التي قام بها جملس االإدارة متجاوزاً‏ حدود ‏سلطاته،‏<br />

251


مدى التزام شركة املساهمة بتصرفات مجلس إدارتها<br />

الذي جتاوز حدود سلطاته - ‏»دراسة حتليلية مقارنة«‏<br />

د.‏ حمدي بارود<br />

‏سواء بقيامه بترصف ال يدخل يف غرض الرشكة،‏ اأو بقيامه بترصف يتعارض مع غرض<br />

الرشكة االأساسي )40( .<br />

وجاء قانون الرشكات املرصي اجلديد،‏ على غرار القانون الفرنسي )41( ، مستحدثاً‏<br />

نصوصاً‏ جديدة يف هذا الصدد،‏ فيها تفضيل ملصلحة الغري حسن النية على مصلحة<br />

الرشكة،‏ بحيث حتمى ذلك الشخص الذي تعاقد مع الرشكة بحسن نية،‏ وعلى اأساس من<br />

الظاهر،‏ دون علمٍ‏ منه بحقيقة ‏سلطة من يتعاقد معه.‏ اإذ تنصُّ‏ املادة )1/54( منه على<br />

اأنه ‏»يعترب ملزماً‏ للرشكة اأي عمل اأو ترصف يصدر من اجلمعية العامة اأو جملس االإدارة اأو<br />

اأحد جلانه اأو من ينوب عنه من اأعضائه يف االإدارة يف اأثناء ممارسته الأعمال االإدارة على<br />

الوجه املعتاد«.‏ وحرصاً‏ من املرشع على حماية الغري حسن النية الذي يتعامل مع ممثلي<br />

الرشكة،‏ فقد نص ‏رصاحة يف املادة )1/55( على اأن يكون للغري حسن النية اأن يحتج بتلك<br />

الترصفات يف مواجهة الرشكة،‏ ولو كان الترصف ‏صادراً‏ بالتجاوز لسلطة مصدره،‏ اأو مل<br />

يتبع بساأنه االإجراءات املقررة قانونا.‏<br />

ويستفاد من هذا النص التزام الرشكة بالترصفات الصادرة بالتجاوز لسلطة<br />

مصدرها حتى ولو كانت مشهرة،‏ رغم عدم النص ‏رصاحة على ذلك،‏ اإذ لو كانت ‏سلطات<br />

القائم بالترصف حلساب الرشكة غري مشهرة،‏ ملا كان املرشع بحاجة اإىل نص املادة<br />

)1/55( السابق )42( .<br />

واأكدت املادة )56( القاعدة نفسها ملصلحة الغري حسن النية،‏ يف مواجهة الرشكة<br />

بالنسبة الأي ترصف يجريه اأحد موظفي الرشكة اأو وكالئها اإذا قدمه جملس االإدارة اأو<br />

اجلمعية العامة على اأنه ميلك ‏سلطة الترصف نيابة عنها،‏ واعتمد الغري على ذلك يف تعامله<br />

مع الرشكة.‏<br />

وجاء نص املادة )2/57( الذي ال يجيز للرشكة اأن تتمسك يف مواجهة الغري حسن<br />

النية باأن جملس اإدارتها اأو بعض اأعضائه اأو مديري الرشكة اأو غريهم من املوظفني اأو<br />

الوكالء،‏ مل يعينوا على الوجه الذي يتطلبه القانون اأو نظام الرشكة،‏ طاملا كانت ترصفاتهم<br />

فى حدود املعتاد بالنسبة ملن كان فى مثل وضعهم فى الرشكات التي متارس نوع النشاط<br />

نفسه الذي تقوم به الرشكة.‏<br />

بهذا يتضح اأن قانون الرشكات املرصي،‏ قد عدَّ‏ الغري حسن النية رغم االإشهار اأو<br />

النرش،‏ كما عدَّه غري مكلف بالرجوع اإىل نظام الرشكة ليتحقق من مدى ‏سلطة املجلس اأو<br />

اجلمعية اأو اختصاص املوظفني اأو الوكالء.‏<br />

وكذلك يتضح اأنه قد اأفرط يف حماية الغري الذي يتعامل مع الرشكة اعتماداً‏ على<br />

الوضع الظاهر،‏ ومبا اإن املرشع قد ربط هذه احلماية بحسن نية الغري،‏ فيكون بذلك قد وازن<br />

252


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

بني االعتبارات املتناقضة التي تكتنف هذا االأمر )43( . بل يكون املرشع يف ذلك قد اأكد<br />

احرتام الوضع الظاهر الذي يقوم عليه التعامل التجاري،‏ الذي يعد دعامة من دعائمه،‏ كما<br />

يرتتب عليه استقرار يف املعامالت )44( .<br />

املطلب الثاني:‏<br />

أثر سوء نية الغري على التزام الشركة بتصرفات جملس اإلدارة اليت متت بالتجاوز<br />

لسلطاته:‏<br />

راأينا كيف اأن الرشكة تلتزم بترصفات جملس اإدارتها املتجاوز لسلطاته اإذا كان الغري<br />

الذي تعامل معه حسن النية،‏ مل يكن يعلم بهذا التجاوز،‏ ومل يكن مبقدوره اأن يعلم به.‏ اأما<br />

اإذا كان الغري املتعامل مع جملس اإدارة الرشكة يعلم بتجاوز املجلس لسلطاته،‏ اأو كان يف<br />

مقدوره اأن يعلم بتجاوز املجلس لسلطاته،‏ فال تلتزم الرشكة يف مواجهته بهذا الترصف.‏<br />

وعلى ذلك،‏ اإذا كان الغري ‏سيء النية،‏ فال يجوز االحتجاج يف مواجهة الرشكة بنتائج<br />

الترصفات التي قام بها جملس االإدارة متجاوزاً‏ حدود ‏سلطاته.‏ لذا ‏سنقوم بتحديد<br />

املقصود بسوء نية الغري،‏ وعلى من يقع عبء اإثباته:‏<br />

● ‏●اأولً:‏ حتديد املقصود بسوء نية الغري:‏<br />

الغري ‏سيئ النية هو من كان يعلم باأوجه النقص والعيب يف الترصف الذي اأجراه<br />

مع جملس اإدارة الرشكة بالتجاوز لسلطاته.‏ لذلك يعدُّ‏ ‏سيئ النية ومن ثم فهو غري جدير<br />

باحلماية،‏ ذلك اأن هذا الغري كان مبقدوره اأن يعلم بالنظر اإىل ‏سبق تعامله مع الرشكة يف<br />

مثل هذا الترصف الذي يريد التمسك به يف مواجهتها )45( . لذا كان منطقياً‏ القول باأن الرشكة<br />

ال تلتزم يف مواجهة هذا الغري ‏سيئ النية بترصفات جملس اإدارتها التي متت بالتجاوز<br />

لسلطاته.‏<br />

ومل يرش مرشوع قانون الرشكات الفلسطيني اإيل هذه احلالة،‏ مكتفياً‏ مبا قرره يف<br />

املادة )207( اخلاصة بالغري حسن النية،‏ واملرشوع بذلك قد ‏سلك مسلكاً‏ مشابهاً‏ لقانون<br />

الرشكات االأردين،‏ الذي مل يرش بدوره للغري ‏سيء النية.‏ وميكن تربير هذا السكوت،‏ باأن ‏سوء<br />

نية الغري يستفاد ‏ضمناً‏ ومبفهوم املخالفة للغري حسن النية،‏ غري اأنه على الرغم من هذا<br />

التربير،‏ كان االأجدر بالنص ‏رصاحة على ذلك اأسوة بالترشيعات االأخرى،‏ كقانون الرشكات<br />

املرصي اجلديد،‏ الذي جاء حمدداً‏ لسوء النية يف املادة )1/58( منه التي نصت على اأنه:‏<br />

‏»ال يعترب حسن النية،‏ يف حكم املواد السابقة،‏ من يعلم بالفعل اأو كان مبقدوره اأن يعلم<br />

بحسب موقعه بالرشكة اأو عالقته بها باأوجه النقص اأو العيب يف الترصف املراد التمسك<br />

به يف مواجهه الرشكة«.‏<br />

253


مدى التزام شركة املساهمة بتصرفات مجلس إدارتها<br />

الذي جتاوز حدود سلطاته - ‏»دراسة حتليلية مقارنة«‏<br />

د.‏ حمدي بارود<br />

وكذلك فعل قانون الرشكات الفرنسي،‏ يف املادة )98( بعد تعديلها مبرسوم<br />

‎20‎ديسمرب‎1969‎‏،‏ اإذ تقضي بالتزام الرشكة بترصفات جملس االإدارة الذي جتاوز ‏سلطاته،‏<br />

ما مل تثبت الرشكة اأن الغري كان يعلم بتجاوز هذه الترصفات لغرض الرشكة،‏ اأو كان الغري<br />

ال ميكنه اأن يجهل هذا التجاوز بالنظر اإىل الظروف املحيطة بالترصف.‏ ومن ثم ال يعترب<br />

الغري عاملاً‏ بتجاوز غرض الرشكة،‏ وبالتايل جتاوز جملس االإدارة لسلطاته،‏ مبجرد نرش<br />

النظام االأساسي للرشكة )46( . فعلم الغري بتجاوز اأعضاء جملس االإدارة بترصفاتهم قرينة<br />

على ‏سوء نية الغري،‏ فاإذا ما ثبت علم الغري بتجاوز هذه الترصفات لسلطات املجلس اأو<br />

غرض الرشكة،‏ كان هذا الغري ‏سيئ النية.‏<br />

هكذا يفرتض يف الغري حسن النية مادام ال يعلم باأوجه العيب يف الترصف الذي مت،‏<br />

ويعدُّ‏ ‏سيئ النية ومن ثم غري جدير باحلماية،‏ الغري الذي كان مبقدوره اأن يعلم بالنظر اإىل<br />

‏سبق تعامله مع الرشكة يف مثل الترصف الذي يريد التمسك به يف مواجهتها،‏ فالقانون<br />

ال يتطلب العتباره ‏سيئ النية اأن يكون عاملاً‏ بالفعل باأوجه العيب يف الترصف املراد<br />

التمسك به يف مواجهة الرشكة،‏ بل يكفي اأن يكون يف مقدوره اأن يعلم،‏ ولو مل يتسنَ‏ له<br />

العلم فعالً)‏‎47‎‏(‏ . ومن جماع ما ‏سبق،‏ يلزم لتوافر ‏سوء نية الغري،‏ ومن ثم عدم التزام الرشكة<br />

بنتائج الترصفات التي قام بها جملس االإدارة متجاوزاً‏ ‏سلطاته،‏ وجود ‏رشطني:‏<br />

‏الرشط الأول-‏ العلم بسلطات جملس اإدارة الرشكة:‏ فيجب اأن يعلم الغري بغرض<br />

الرشكة،‏ باعتبار اأن غرض الرشكة ميثل االأساس القانوين حلدود ‏سلطات جملس االإدارة.‏<br />

ومن ثم يجب الإثبات ‏سوء نية الغري اإثبات اأن هذا الغري كان على علم بغرض الرشكة؛ اأي<br />

بالنشاط الذي متارسه،‏ واملنصوص عليه يف نظامها االأساسي.‏ واإن كان هذا االإثبات ال<br />

يستلزم بالرضورة اإثبات اطالع املتعاقد بالفعل على نظام الرشكة واإمنا قد يعلم،‏ طبقاً‏<br />

للظروف املحيطة بالتعاقد،‏ بغرض الرشكة )48( .<br />

وال يشرتط علم الغري فعالً‏ بحقيقة الترصف،‏ بل يكتفي باأن يكون مبقدوره اأن يعلم<br />

بذلك،‏ حتى لو مل يتسنَ‏ له العلم فعالً،‏ ذلك اأنه قد يكون بالنظر اإىل ‏صلته بالرشكة على<br />

بينةٍ‏ باأحوالها اأكرث ممن ال تربطهم ‏صلة بها،‏ لذا فيلزم اأن يكون لذلك اأثره يف تقدير حسن<br />

نيته )49( .<br />

وحماية للغري حسن النية،‏ مل تعطَ‏ ترشيعات الرشكات )50( للرشكة احلق،‏ وهي يف<br />

‏سبيلها الإقامة الدليل على ‏سوء نية من تعامل معها،‏ التمسك بكون العقد والنظام االأساسي<br />

قد مت ‏شهرهما،‏ بحيث يكون يف مقدور من يطلع عليهما التعرف على حدود ‏سلطات جملس<br />

االإدارة.‏ فاملرشع مل يتطلب من الغري املتعامل مع الرشكة،‏ بالرجوع اإىل نظام الرشكة<br />

254


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

املشهر ليتحقق من مدى تلك السلطات )51( . كما اأن النرش ال ينهض بذاته دليالً‏ على علم<br />

الغري بالعيب الذي ‏شاب الترصف الذي اأُجري معه على خالف هذه االختصاصات اأو القيود،‏<br />

اإذ يستطيع الغري حسن النية التدليل بالوسائل كافة على عدم علمه مبدى اختصاصات<br />

جملس االإدارة )52( . ويجوز للمحكمة اأن تعتد باعتقاد الغري يف ‏صحة الترصف الذي قام به<br />

جملس االإدارة،‏ طاملا اأن الرشكة مل تقم الدليل على علم الغري املتعاقد بغرض الرشكة.‏ فهذا<br />

العلم ال يفرتض ملجرد نرش نظام الرشكة،‏ واإمنا يجب على املحكمة اأن تتاأكد من علم الغري<br />

بالنظام االأساسي وبنوده.‏<br />

وال يكفي جمرد تكرار التعامل مع الرشكة واعتباره دليالً‏ اأكيداً‏ على علم الغري بغرض<br />

من الرشكة،‏ نظراً‏ الأن الغرض قد يكون من االتساع بحيث يصعب على كل متعاقد مع<br />

الرشكة العلم الدقيق بغرض الرشكة.‏ واإن كان من املمكن استنتاج ‏سوء نية الغري من العلم<br />

الفعلي بغرض الرشكة )53( .<br />

‏الثاين:‏ علم الغري بتجاوز الترصف لسلطات جملس االإدارة:‏ ال يكفي العتبار الغري<br />

‏سيئ النية جمرد العلم بغرض الرشكة اأو عدم اجلهل به،‏ اإمنا يجب اأن يعلم ويدرك الغري اأن<br />

الترصف الذي يربمه جملس اإدارة ‏رشكة املساهمة اأو رئيس املجلس،‏ قد يتجاوز غرض<br />

الرشكة اأو ‏سلطات املجلس؛ اإذ ال توجد عالقة بني الغرض والترصف،‏ ويتمتع القاضي<br />

يف هذا الساأن بسلطة تقديرية )54( . وميكن الوقوف،‏ اأحياناً،‏ على ‏سوء النية من الظروف<br />

اخلاصة التي اأحاطت بالترصف اأو العقد الذي اأبرمه جملس االإدارة،‏ عندما يكون الغري<br />

بحسب وظيفته،‏ اأو موقعه،‏ اأو عالقته بالرشكة يف وضع ال ميكنه اأن يدعى جهله بغرض<br />

الرشكة،‏ وبتجاوز جملس االإدارة لسلطاته )55( . فالرشيك يف الرشكة ال يستطيع اأن يتمسك<br />

بجهله بغرض الرشكة،‏ كما اأن الرشكة االأم ال تستطيع اأن تدعي جهلها بغرض الرشكة،‏ كما<br />

اأن الرشكة االأم ال تستطيع اأن تدَّعي جهلها بغرض الرشكة التابعة،‏ اأو الوليدة،‏ اأو بسلطات<br />

جملس اإدارة االأخرية )56( .<br />

● ‏●ثانياً-‏ عبء اإثبات ‏سوء نية الغري:‏<br />

العربة دائماً‏ فى ‏سوء نية الغري بالعلم فعالً،‏ فاالأصل اأن يكون الغري حسن النية،‏ لذا<br />

يجب على الرشكة،‏ اإذا ادّعت خالف ذلك اأن تثبت العكس،‏ ولكن اإذا كان الشخص الذي تعامل<br />

مع الرشكة تربطه بها ‏صلة،‏ كما لو كان من العاملني بها اأو حسب عالقته بها،‏ كما اإذا<br />

تكررت معامالته معها،‏ فاإن القانون ال يقتضي العتباره ‏سيء النية اأن يكون عاملاً‏ بالفعل<br />

بالعيب الذي يشوب ترصفها،‏ بل يكفي اأن يكون مبقدوره اأو بوسعه اأن يعلم بذلك لو مل<br />

255


مدى التزام شركة املساهمة بتصرفات مجلس إدارتها<br />

الذي جتاوز حدود سلطاته - ‏»دراسة حتليلية مقارنة«‏<br />

د.‏ حمدي بارود<br />

يتسن له العلم فعال؛ الأنه بالنظر اإىل ‏صلته بالرشكة يكون على بيّنة بحقيقة الوضع اأكرث<br />

من غريه ممن ال تربطهم بها ‏صلة،‏ ومن ثم يتعني اأخذ ذلك فى االعتبار عند تقدير ‏سوء<br />

نيته )57( . وهناك من الفقه من يرى باأن عبء اإثبات حسن النية يقع على عاتق الغري الذي<br />

يريد التمسك فى مواجهه الرشكة بالترصف،‏ اأو بالعقد الذي مت على خالف االأصول املتبعة<br />

فى هذا الساأن )58( . واإن اأرادت الرشكة التنصل من ترصفات املجلس املجاوزة حلدود<br />

‏سلطاته،‏ اإثبات ‏سوء نية الغري الذي تعامل معها،‏ وذلك باإقامة الدليل على اأن الغري كان<br />

يعلم بالفعل،‏ اأو كان يف مقدوره اأن يعلم،‏ باأوجه العيب الذي ‏شاب الترصف الذي يتمسك به<br />

يف مواجهة الرشكة )59( .<br />

وهذا ما فعله املرشع الفرنسي،‏ حيث جعل عبء اإثبات ‏سوء نية الغري يقع على عاتق<br />

الرشكة،‏ اإن هي اأرادات التنصل من الترصفات التي قام بها املجلس بالتجاوز لسلطاته،‏<br />

وذلك وفق ما قضت به املادة )98( من قانون الرشكات الفرنسي،‏ التي نصت على اإلزام<br />

الرشكة بترصفات جملس اإدارتها الذي جتاوز ‏سلطاته،‏ ما مل تثبت الرشكة اأن الغري كان يعلم<br />

بتجاوز هذه الترصفات لغرض الرشكة.‏ يف حني مل يذكر قانون الرشكات املرصي اجلديد<br />

‏رصاحة اأن عبء االإثبات يقع على عاتق الرشكة،‏ وكذلك احلال بالنسبة لقانون الرشكات<br />

االأردين رقم )22( لسنة 1997، والنهج ذاته ‏سلكه مرشوع قانون الرشكات الفلسطيني.‏<br />

فهذه القوانني الثالثة افرتضت حسن نية الغري ما مل يثبت عكس ذلك،‏ لكنها مل حتدد على<br />

من يقع عبء االإثبات.‏ فهي رغم وضعها تعريفاً‏ كان الزماً‏ للغري حسن النية،‏ فاإنها انطوت<br />

على تعقيد ‏شديد يف اإثبات ‏سوء النية بالنسبة للغري املتعاقد،‏ االأمر الذي قد يوؤدى اإىل اإفالت<br />

ترصفات كثرية مع متعاقدين يتصفون بسوء النية من نطاق عدم نفاذ هذه الترصفات يف<br />

مواجهة الرشكة،‏ وهي ترصفات متت مع متعاقدين ال يتمتعون حقيقة،‏ وبحسب املعيار<br />

املوضوعي بحسن نية )60( .<br />

وعليه يتوجب تطبيق املبداأ العام يف مادة حسن اأو ‏سوء نية الغري،‏ فما دام اأن حسن<br />

النية مفرتض،‏ وعلى من يدعى ‏سوء نية الغري اإقامة الدليل على ذلك،‏ ومن ثم يقع على<br />

عاتق الرشكة عبء اإثبات ‏سوء نية الغري،‏ اأي املتعاقد مع جملس االإدارة،‏ وذلك حتى تتنصل<br />

من مسئوليتها عن نتائج الترصفات التي اأبرمها املجلس متجاوزاً‏ ‏سلطاته )61( . وعلى<br />

الرشكة اإقامة الدليل على علم الغري بغرض الرشكة،‏ وباأن الترصف الذي اأجراه جملس<br />

االإدارة يتجاوز هذا الغرض،‏ اأو يتعارض معه،‏ اأي يتجاوز حدود ‏سلطات جملس االإدارة،‏<br />

التي يقيدها غرض الرشكة )62( .<br />

256


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

خامتة:‏<br />

ملا كانت دراستنا قد استهدفت اأساساً‏ اإظهار مدى التزام الرشكة بترصفات جملس<br />

االإدارة التي متت بالتجاوز لسلطاته،‏ يف ‏ضوء اأحكام مرشوع قانون الرشكات الفلسطيني،‏<br />

وقانون الرشكات االأردين،‏ وكذلك يف ‏ضوء اأحكام قانون الرشكات املرصي اجلديد،‏ وقانون<br />

الرشكات الفرنسي.‏ وحتى نتمكن من الوقوف على االأثر املرتتب على جتاوز جملس االإدارة<br />

لسلطاته بالنسبة للرشكة يف مواجهة الغري،‏ ارتاأينا تقسيم الدراسة اإىل مبحثني،‏ تناولنا يف<br />

املبحث االأول ‏سلطة متثيل الرشكة يف مواجهة الغري،‏ وكرسنا املبحث الثاين لبيان مدى<br />

التزام الرشكة بنتائج هذا التجاوز،‏ والذي يختلف باختالف ما اإذا كان الغري املتعامل مع<br />

الرشكة حسن النية اأو ‏سيء النية.‏<br />

وحدَّدنا يف املبحث االأول املقصود بالغري،‏ ثم من ميلك ‏سلطة متثيل الرشكة يف<br />

مواجهته،‏ والحظنا اإفراط القانوننيْ‏ الفرنسي واملرصي يف تعداد االأشخاص املفوضني<br />

بالتوقيع عن الرشكة،‏ على خالف القانون االأردين ومرشوع قانون الرشكات الفلسطيني<br />

اللذان قرصا ذلك على جملس االإدارة واملوظفني يف الرشكة فقط.‏<br />

وبيَّنا يف املبحث الثاين االأثر املرتتب على جتاوز جملس االإدارة لسلطاته،‏ وخلصنا<br />

اإىل اأن ترصفاته تلزم الرشكة اإذا كان الغري حسن النية.‏ بينما ال تلزمها اإذا كان ‏سيئ النية،‏<br />

غري اأنه يقع على عاتق الرشكة عبء اإثبات ‏سوء نية الغري،‏ ونظراً‏ لصعوبة هذا االإثبات<br />

تظل الرشكة يف الغالب ملتزمة بتلك الترصفات.‏ فاملرشع اإذ حاول التوفيق بني املصالح<br />

املتعارضة،‏ مصلحة الرشكة والرشكاء من جهة،‏ ومصلحة الغري من جهة اأخرى،‏ اإال اأنه<br />

انحاز فيما نعتقد ملصلحة الغري،‏ حتى واإن كان ‏سيئ النية.‏<br />

ولعل اأهم ما خلصنا اإليه من دراستنا هذه،‏ يتمثل يف النتيجتني الآتيني:‏<br />

االأوىل:‏ االإفراط غري املربر يف حتديد االأشخاص الذين يقومون بالتعاقد نيابة عن<br />

الرشكة،‏ مما قد يوؤدي اإىل التضارب يف االختصاص.‏<br />

الثانية:‏ التزام الرشكة غالباً‏ يف مواجهة الغري بالترصفات التي اأجراها جملس<br />

االإدارة بالتجاوز لسلطاته.‏<br />

لذا نوصي برضورة اإعادة النظر يف ترشيعات الرشكات اخلاصة بالتزام الرشكة<br />

بترصفات جملس االإدارة املتجاوزة لصالحياته،‏ وذلك بالعمل على تخفيف عبء اإثبات<br />

‏سوء نية الغري امللقى دائماً‏ على كاهلها.‏<br />

257<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />


مدى التزام شركة املساهمة بتصرفات مجلس إدارتها<br />

الذي جتاوز حدود سلطاته - ‏»دراسة حتليلية مقارنة«‏<br />

د.‏ حمدي بارود<br />

اهلوامش:‏<br />

، 3<br />

، 4 دار النهضة<br />

5.<br />

6.<br />

7.<br />

8.<br />

‏.‏‎1‎انظر 1 بحثا لنا بعنوان:‏ ‏سلطات جملس اإدارة ‏رشكة املساهمة والقيود الواردة عليها<br />

‏»دراسة مقارنة«،‏ مقبول للنرش يف جملة جامعة القدس املفتوحة.‏<br />

‎2‎د.‏ . 2 اأبو زيد رضوان،‏ ود.‏ نعيم رضوان،‏ الرشكات التجارية،‏ ‏ص‎620‎ ، دار الفكر العربي.‏<br />

. ‎3‎د.‏ ثروت حبيب،‏ دروس يف القانون التجاري،‏ الرشكات التجارية،‏ ‏ص‎496‎‏،‏ ط‎1983‎<br />

مكتبة اجلالء اجلديدة باملنصورة.‏<br />

. ‎4‎د.‏ ‏سميحة القليوبي،‏ الرشكات التجارية،‏ اجلزء الثاين،‏ ‏ص‎460‎‏،‏ ط‎1993‎<br />

العربية.‏<br />

5 د.‏ ‏صالح اأمني اأبو طالب،‏ جتاوز السلطة يف جملس اإدارة ‏رشكة املساهمة،‏ دراسة مقارنة<br />

يف القانون املرصي والفرنسي،‏ ط‎1999‎‏،‏ دار النهضة العربية.‏<br />

6 حيث قمنا بدراسة ‏سلطات جملس اإدارة ‏رشكة املساهمة والقيود الواردة عليها ‏»دراسة<br />

مقارنة«،‏ وهو بحث مشار اإليه اأعاله.‏ وسيتبعه بحث اآخر متعلق مبسئولية جملس االإدارة<br />

املرتتبة على جتاوز تلك السلطات.‏<br />

7 باستثناء الدراسة التي قام بها ‏-فيما نعلم-‏ الدكتور/‏ ‏صالح اأمني اأبو طالب،‏ حول<br />

جتاوز السلطة يف جملس اإدارة ‏رشكة املساهمة،‏ دراسة مقارنة يف القانون املرصي<br />

واملشار اإليها اأعاله.‏<br />

8 مصطلح الغري،‏ يعد من املصطلحات القدمية التي عرفها القانون الروماين،‏ انظر يف<br />

تفصيل ذلك:‏ د.‏ عاطف حممد كامل،‏ الغري يف القانون املدين املرصي،‏ رسالة دكتوراه<br />

مقدمة اإىل كلية احلقوق جامعة االإسكندرية ‏ص‎3‎ وما بعدها،‏ 1976.<br />

. ‎9‎د.‏ عبد الرازق السنهوري،‏ الوسيط يف القانون املدين،‏ اجلزء الثاين،‏ ‏ص‎199‎‏،‏ ط‎1964‎<br />

10 د.‏ عبد الرحمن السيد حممد قرمان،‏ حق الرشكاء يف اسرتداد احلصص،‏ رسالة دكتوراه،‏<br />

كلية احلقوق،‏ جامعة القاهرة،‏ ‏سنة 1994، ‏ص‎140‎‏.‏<br />

11 د.‏ ‏سعودي حسن ‏رسحان،‏ نحو نظرية حلماية الغري حني النية يف الرشكات التجارية،‏<br />

رسالة دكتوراه،‏ كلية احلقوق،‏ جامعة القاهرة،‏ ‏سنة 1982، ‏ص‎190‎‏.‏<br />

‎12‎د.‏ حممد بهجت عبد اهلل قايد،‏ حول نظام جديد الإدارة ‏رشكة املساهمة،‏ ‏ص‎46‎<br />

ط‎1993‎‏،‏ دار النهضة العربية.‏<br />

‎13‎املادة )1/203- 2( من املرشوع والتي تتطابق مع نص املادة )152<br />

الرشكات االأردين.‏<br />

. 9<br />

10<br />

، 12<br />

) 13 من قانون<br />

1<br />

258


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

‎1414‎د.‏ ‏صالح اأمني اأبو طالب،‏ جتاوز السلطة يف جملس اإدارة ‏رشكة املساهمة،‏ ‏ص‎39‎ ،<br />

مرجع ‏سابق.‏<br />

‎15‎د.‏ حممد بهجت عبد اهلل قايد،‏ حول نظام جديد الإدارة ‏رشكة املساهمة،‏ ‏ص‎48‎<br />

‏سابق.‏<br />

‎16‎د.‏ ‏صالح اأمني اأبو طالب،‏ جتاوز السلطة يف جملس اإدارة ‏رشكة املساهمة،‏ ‏ص‎10‎<br />

مرجع ‏سابق.‏<br />

‎17‎د.‏ حممود ‏سمري الرشقاوي،‏ الرشكات التجارية،‏ ‏ص‎189‎ وما بعدها،‏ ط‎1986‎<br />

النهضة العربية.‏<br />

‎1818‎املادة )189( من املرشوع والتي تتطابق مع نص املادة )137 ) من قانون الرشكات<br />

االأردين.‏<br />

‎19‎د.‏ حممود ‏سمري الرشقاوي،‏ نفس املرجع السابق،‏ ‏ص 190<br />

20 د.‏ اإلياس ناصيف،‏ موسوعة الرشكات التجارية،‏ الرشكات القابضة ‏)هولدنغ(‏ والرشكات<br />

املحصور نشاطها خارج لبنان ‏)اأوف ‏شور(‏ ، ‏ص‎132‎‏،‏ ط‎2003‎‏.‏<br />

، 15 مرجع<br />

، 16<br />

، 17 دار<br />

. 19<br />

20<br />

‎21‎كالقانون السوري يف املادة )190( ، والقانون اللبناين يف املادة )157<br />

السعودي يف املادة )73( ، كذلك نص املادة )54( من قانون الرشكات املرصي رقم<br />

)159( لسنة 1981، الذي يقضي باأن ‏»ملجلس االإدارة كل السلطات املتعلقة باإدارة<br />

الرشكة والقيام بكافة االأعمال الالزمة لتحقيق غرضها،‏ وذلك فيما عدا ما استثني<br />

بنص خاص يف القانون اأو نظام الرشكة من اأعمال اأو ترصفات تدخل يف اختصاص<br />

اجلمعية العامة«.‏ وكذلك القانون العراقي الذي نص يف املادة )109( على اأن ‏»يتوىل<br />

جملس االإدارة املهام االإدارية واملالية والتخطيطية والتنظيمية والفنية الالزمة لسري<br />

نشاط الرشكة عدا ما كان منها داخال يف اختصاصات الهيئة العامة«.‏ اإضافة اإىل<br />

ما قضت به املادة )124( من قانون الرشكات االأردين القدمي لعام 1964، باأنه<br />

‏»ملجلس االإدارة السلطات والصالحيات للقيام بجميع االأعمال التي تكفل ‏سري العمل<br />

يف الرشكة وفقا لغاياتها.‏ ويعني نظام الرشكة احلدود والرشوط التي يسمح ملجلس<br />

االإدارة االستدانة ورهن عقارات الرشكة واإعطاء الكفاالت،‏ ويستثنى من ذلك الرشكات<br />

املساهمة التي تتعاطى االأعمال املرصفية«.‏<br />

22 املادة )1/207( من املرشوع والتي تتطابق مع نص املادة )156 ) من قانون الرشكات<br />

االأردين رقم )22( لسنة 1997.<br />

‎23‎د.‏ حممود ‏سمري الرشقاوي،‏ الرشكات التجارية،‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص – 189 190<br />

‎24‎د.‏ اأبو زيد رضوان،‏ الرشكات التجارية،‏ دار الفكر العربي،‏ 1989، ‏ص‎621‎<br />

) 21 ، والقانون<br />

. 23<br />

. 24<br />

259<br />

2


مدى التزام شركة املساهمة بتصرفات مجلس إدارتها<br />

الذي جتاوز حدود سلطاته - ‏»دراسة حتليلية مقارنة«‏<br />

د.‏ حمدي بارود<br />

‎2525‎طعن رقم 36 225/ ق،‏ جلسة 21 يناير 1971، املجموعة الثانية لسنة 22- ‏ص<br />

.100<br />

. 26<br />

‎26‎املادة )156 / اأ(‏ من قانون الرشكات االأردين رقم )22( لسنة 1997<br />

‎2727‎د.‏ فوزي حممد ‏سامي،‏ ‏رشح القانون التجاري،‏ اجلزء الرابع،‏ ط‎1996‎ ، دار الثقافة للنرش<br />

والتوزيع،‏ عمان االأردن،‏ ‏ص‎467‎‏.‏<br />

املرجع السابق،‏ ‏ص 467.<br />

‎28‎د.‏ ‏سميحة القليوبي،‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص 461<br />

‎29‎د.‏ ‏سميحة القليوبي،‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص 461<br />

‎30‎د.‏ اأبو زيد رضوان،‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص 622<br />

‎31‎نقض فرنسي 13 مايو 1974، املجلة الفصلية للقانون التجاري 1975، ‏ص‎864‎<br />

‎32‎د.‏ ‏صالح اأمني اأبو طالب،‏ جتاوز السلطة يف جملس اإدارة ‏رشكة املساهمة،‏ ‏ص‎66‎<br />

مرجع ‏سابق.‏<br />

3 د.‏ هاين حممد دويدار،‏ التنظيم القانوين للتجارة،‏ الرشكات التجارية،‏ ‏ص‎566‎<br />

بعدها،‏ ط‎1997‎‏،‏ املوؤسسة للدراسات والنرش والتوزيع.‏<br />

34 د.‏ ‏سليمان مرقص فى تعليقه على حكم حمكمة النقض املرصية الصادر فى<br />

1936/5/14، جملة القانون واالقتصاد ‏س‎7‎ ‏ص 348. وكذلك انظر:‏ د.‏ اأنور ‏سلطان،‏<br />

مصادر االلتزام،‏ طبعة 1966، ‏ص‎67‎<br />

‎35‎د.‏ عبد الرازق السنهوري،‏ الوسيط يف ‏رشح القانون املدين،‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص‎616‎<br />

‎36‎الطعن رقم 225 لسنة 36، الصادر بتاريخ 21 من يناير 1971<br />

‎3737‎تتطابق مع املادة )156 ) من القانون االأردين.‏<br />

‎38‎املذكرة االإيضاحية مرشوع قانون الرشكات الفلسطيني،‏ ‏ص‎318‎‏-‏ 319<br />

‎39‎د.‏ ‏صالح اأمني اأبو طالب،‏ جتاوز السلطة يف جملس اإدارة ‏رشكة املساهمة،‏ ‏ص‎68‎<br />

مرجع ‏سابق.‏<br />

‎40‎املرجع السابق نفسه،‏ ‏ص‎69‎<br />

‎4141‎د.‏ ‏سميحة القليوبي،‏ الرشكات التجارية،‏ اجلزء الثاين،‏ ‏ص‎466‎ مرجع ‏سابق<br />

‎42‎د.‏ ‏سميحة القليوبي،‏ الرشكات التجارية،‏ اجلزء الثاين،‏ ‏ص‎463‎<br />

‎43‎د.‏ اأبو زيد رضوان،‏ الرشكات التجارية،‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص‎624‎<br />

4 د.‏ ‏سميحة القليوبي،‏ الرشكات التجارية،‏ ‏ص‎466‎‏-‏ 467<br />

‎45‎د.‏ ‏سعودي حسن ‏رسحان،‏ مرجع ‏سبق ذكره،‏ ‏ص 196<br />

. 28<br />

. 29<br />

. 30<br />

. 31<br />

، 32<br />

33 وما<br />

. 35<br />

. 36<br />

. 38<br />

، 39<br />

260<br />

. 40<br />

، 42 مرجع ‏سابق.‏<br />

. 43<br />

. 44<br />

. 45<br />

34


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

‎4646‎د.‏ ‏صالح اأمني اأبو طالب،‏ جتاوز السلطة يف جملس اإدارة ‏رشكة املساهمة،‏ ‏ص‎72‎ ،<br />

مرجع ‏سابق.‏<br />

47 د.‏ ‏سعودي حسن ‏رسحان،‏ نحو نظرية حلماية الغري حسن النية املتعاملني مع الرشكات<br />

التجاري،‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص‎196‎‏.‏<br />

48 د.‏ ‏صالح اأمني اأبو طالب،‏ جتاوز السلطة يف جملس اإدارة ‏رشكة املساهمة املرجع<br />

السابق ‏ص‎73‎‏-‏ 74.<br />

49 د.‏ ‏سعودي حسن ‏رسحان،‏ نحو نظرية حلماية الغري حسن النية يف الرشكات التجارية،‏<br />

مرجع ‏سابق،‏ ‏ص 196.<br />

50 كالقانون الفرنسي،‏ واملرصي،‏ واالأردين،‏ وكذلك املرشوع.‏<br />

51 د.‏ حممد فريد العرينى،‏ القانون التجاري،‏ ‏رشكات االأموال،‏ دار املطبوعات اجلامعية،‏<br />

50<br />

51<br />

ط 2001، ‏ص 367.<br />

. 52<br />

. 53<br />

54<br />

‏ص .75 -74<br />

5<br />

261<br />

47<br />

48<br />

49<br />

56<br />

‎52‎د.‏ اأبو زيد رضوان،‏ الرشكات التجارية،‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص – 625 626<br />

‎53‎د.‏ ‏صالح اأمني اأبو طالب،‏ جتاوز السلطة،‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص 74<br />

54 د.‏ ‏صالح اأمني اأبو طالب،‏ جتاوز السلطة يف جملس اإدارة ‏رشكة املساهمة،‏ مرجع ‏سابق،‏<br />

55 حيث قضت حمكمة استئناف باريس باأن االأعمال التي يقوم بها جملس االإدارة والتي<br />

جتاوز اختصاصاتهم املحددة يف النظام االأساسي للرشكة تلزمهما،‏ اإال اإذا كان الغري<br />

يعلم ذلك اأو ال يستطيع اإنكار علمه بذلك،‏ اأما اإذا كانت الظروف املحيطة بالواقعة<br />

بعيدة عن كون الغري يعلم اأو ينكر علمه باأن االأعمال التي قام بها رئيس جملس االإدارة<br />

اأو املجلس ال تدخل يف اختصاصه فاإن هذا من ‏ساأنه اأن يدخل يف االعتقاد اأن هذه<br />

االأعمال مل تكن خمالفة لسلطاته،‏ وبذلك تكون الرشكة ملتزمة بهذه االأعمال.‏<br />

56 د.‏ ‏صالح اأمني اأبو طالب،‏ جتاوز السلطة يف جملس اإدارة ‏رشكة املساهمة،‏ مرجع ‏سابق،‏<br />

‏ص‎75‎‏.‏<br />

‎57‎د.‏ على يونس،‏ الرشكات التجارية،‏ طبعة 1990، ‏ص‎508‎<br />

‎58‎د.‏ اأبو زيد رضوان،‏ مرجع ‏سبق ذكره،‏ ‏ص 625<br />

59 د.‏ حممد فريد العريني القانون التجاري،‏ ‏رشكات االأموال،‏ دار املطبوعات اجلامعية،‏ ط<br />

. 57<br />

. 58<br />

59<br />

،2001 ‏ص .367<br />

. 60<br />

. 61<br />

62<br />

‎60‎د.‏ حممود ‏سمري الرشقاوي،‏ الرشكات التجارية،‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص 194<br />

‎61‎د.‏ ‏صالح اأمني اأبو طالب،‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص 76<br />

62 املرجع نفسه.‏


مدى التزام شركة املساهمة بتصرفات مجلس إدارتها<br />

الذي جتاوز حدود سلطاته - ‏»دراسة حتليلية مقارنة«‏<br />

د.‏ حمدي بارود<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

‎1‎د.‏ . 1 اأبو زيد رضوان،‏ ود.‏ نعيم رضوان،‏ الرشكات التجارية،‏ دار الفكر العربي،‏ ط‎1989‎ .<br />

‏.‏‎2‎د.‏ 2 اإلياس ناصيف،‏ موسوعة الرشكات التجارية،‏ الرشكات القابضة ‏)هولدنغ(‏ والرشكات<br />

املحصور نشاطها خارج لبنان ‏)اأوف ‏شور(‏ ، ط‎2003‎‏.‏<br />

‎3‎د.‏ . 3 اأنور ‏سلطان،‏ مصادر االلتزام،‏ طبعة . 1966<br />

‎4‎د.‏ . 4 ثروت حبيب،‏ دروس يف القانون التجاري،‏ الرشكات التجارية،‏ ط‎1983‎ ، مكتبة<br />

اجلالء اجلديدة باملنصورة.‏<br />

‏.‏‎5‎د.‏ 5 حمدي حممود بارود،‏ بحث بعنوان:‏ ‏سلطات جملس اإدارة ‏رشكة املساهمة والقيود<br />

الواردة عليها ‏»دراسة مقارنة«،‏ مقبول للنرش يف جملة جامعة القدس املفتوحة.‏<br />

‏.‏‎6‎د.‏ 6 ‏سعودي حسن ‏رسحان،‏ نحو نظرية حلماية الغري حني النية يف الرشكات التجارية،‏<br />

رسالة دكتوراه،‏ كلية احلقوق،‏ جامعة القاهرة،‏ ‏سنة 1982.<br />

‎7‎د.‏ . 7 ‏سميحة القليوبي،‏ الرشكات التجارية،‏ اجلزء الثاين،‏ ط‎1993‎ ، دار النهضة العربية.‏<br />

‏.‏‎8‎د.‏ 8 ‏صالح اأمني اأبو طالب،‏ جتاوز السلطة يف جملس اإدارة ‏رشكة املساهمة،‏ دراسة مقارنة<br />

يف القانون املرصي والفرنسي،‏ ط‎1999‎‏،‏ دار النهضة العربية.‏<br />

‏.‏‎9‎د.‏ 9 عاطف حممد كامل،‏ الغري يف القانون املدين املرصي،‏ رسالة دكتوراه مقدمة اإىل<br />

كلية احلقوق جامعة االإسكندرية،‏ 1976.<br />

‎1010‎د.‏ عبد الرازق السنهوري،‏ الوسيط يف القانون املدين،‏ اجلزء الثاين،‏ ط‎1964‎ .<br />

111 د.‏ على يونس،‏ الرشكات التجارية،‏ طبعة . 1990<br />

‎1212‎د.‏ فوزي حممد ‏سامي،‏ ‏رشح القانون التجاري،‏ اجلزء الرابع،‏ ط‎1996‎ ، دار الثقافة للنرش<br />

والتوزيع،‏ عمان االأردن.‏<br />

‎1313‎د.‏ حممد بهجت عبد اهلل قايد،‏ حول نظام جديد الإدارة ‏رشكة املساهمة،‏ ط‎1993‎ ، دار<br />

النهضة العربية.‏<br />

14 14 د.‏ حممد فريد العريني القانون التجاري،‏ ‏رشكات االأموال،‏ دار املطبوعات اجلامعية،‏ ط<br />

.2001<br />

262


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

<br />

‏نحو قانون واحد للرشكات،‏ ط‎1991‎ ، منساأة املعارف باالإسكندرية.‏<br />

‎1515‎د.‏ حممود ‏سمري الرشقاوي،‏ الرشكات التجارية،‏ ط‎1986‎ ، دار النهضة العربية.‏<br />

‎1616‎د.‏ حممود خمتار بريري،‏ الشخصية املعنوية للرشكة التجارية،‏ ‏رشوط اكتسابها وحدود<br />

االحتجاج بها،‏ دار الفكر العربي،‏ ط 1985.<br />

‏قانون املعامالت التجارية،‏ دار الفكر العربي،‏ . 1986<br />

‎1717‎د.‏ مصطفى كمال وصفي،‏ املسئولية املدنية الأعضاء جملس االإدارة،‏ رسالة دكتوراه،‏<br />

كلية احلقوق،‏ جامعة القاهرة،‏ ‏سنة 1951.<br />

‎1818‎د.‏ مفلح عواد القضاة،‏ الوجود الواقعي والوجود القانوين للرشكة الفعلية،‏ رسالة<br />

دكتوراه،‏ كلية احلقوق،‏ جامعة القاهرة،‏ ‏سنة 1985.<br />

‎1919‎د.‏ نعمان خليل جمعة،‏ اأركان الظاهر كمصدر للحق،‏ رسالة دكتوراه،‏ كلية احلقوق،‏<br />

جامعة القاهرة،‏ ‏سنة 1977.<br />

، 20 املوؤسسة<br />

‎20‎د.‏ هاين حممد دويدار،‏ التنظيم القانوين للتجارة،‏ الرشكات التجارية،‏ ط‎1997‎<br />

للدراسات والنرش والتوزيع.‏<br />

263


مدى التزام شركة املساهمة بتصرفات مجلس إدارتها<br />

الذي جتاوز حدود سلطاته - ‏»دراسة حتليلية مقارنة«‏<br />

د.‏ حمدي بارود<br />

264


اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني<br />

‎1967‎م - ‎1970‎م<br />

دراسة يف املصادر والوثائق الفلسطينية<br />

د.‏ عماد رفعت البشتاوي<br />

أ.‏ شبلي دودين<br />

أستاذ مساعد في قسم التاريخ والعلوم السياسية/‏ كلية اآلداب/‏ جامعة الخليل.‏<br />

مشرف أكاديمي غير متفرغ/‏ منطقة دورا التعليمية/‏ جامعة القدس المفتوحة.‏<br />

265


اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني ‎1967‎م ‏-‏‎1970‎م د.‏ عماد البشتاوي<br />

أ.‏ شبلي دودين<br />

دراسة في املصادر والوثائق الفلسطينية<br />

ملخص:‏<br />

تناول هذا البحث اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني يف الفرتة املمتدة بني عامي<br />

‎1967‎م - ‎1970‎م،‏ وهي الفرتة التي ‏شهدت نساأة اجلبهة الشعبية،‏ السيما بعد التحوالت<br />

الكبرية التي حدثت على ‏صعيد احلركة الوطنية الفلسطينية بشكل عام،‏ وحركة القوميني<br />

العرب بشكل خاص،‏ بعد حرب حزيران ‎1967‎م.‏ كما تطرَّق البحث اإىل اأبرز املوؤمترات التي<br />

عقدتها اجلبهة الشعبية والتحوالت الفكرية واالنشقاقات التي واجهتها،‏ ويعرض البحث<br />

اأيضاً‏ لعالقة اجلبهة الشعبية مع منظمة التحرير الفلسطينية.‏<br />

266


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

Abstract:<br />

The present research is concerned with the Popular Front for the<br />

Liberation of Palestine during 1967 - 1970. This period witnessed the<br />

foundation of the Popular Front, especially after the great changes that<br />

took place to the National Palestinian Movement in general, and the Arab<br />

Nationalist Movement in particular, after June 1967 war. The research also<br />

deals with the most significant conferences held by the Popular Front, the<br />

intellectual changes, and the disintegrations it faced. The research also<br />

reflects on the relations of the Popular Front with the PLO.<br />

267


اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني ‎1967‎م ‏-‏‎1970‎م د.‏ عماد البشتاوي<br />

أ.‏ شبلي دودين<br />

دراسة في املصادر والوثائق الفلسطينية<br />

مقدمة:‏<br />

‏شهدت حقبة الستينيات من القرن املاضي اأحداثاً‏ ‏سياسية مهمة يف تاريخ القضية<br />

الفلسطينية،‏ من بينها هزمية عام 1967، التي اأدخلت كثريين يف ‏سجاالت ‏سياسية لتحديد<br />

من هو املسوؤول عن تلك الهزمية،‏ من بينهم حركة القوميني العرب التي اعتربت بنهجها جزءاً‏<br />

من تلك الهزمية،‏ االأمر الذي عجل يف تشكيل تيارات وتنظيمات من رحم احلركة تعمل خارج<br />

اإطارها كتنظيم اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني،‏ الذي اأعلن عن نفسه يف ‎1967/12/11‎م<br />

تنظيماً‏ ثورياً‏ ماركسياً،‏ يتبنى اأسلوب الكفاح املسلح وحرب التحرير الشعبية طريقاً‏ لتحرير<br />

فلسطني.‏<br />

حتاول الدراسة وضع تصور واضح عن نساأة اجلبهة الشعبية والرصاعات الفكرية<br />

واالأيديولوجية التي عصفت بها،‏ وما نتج عنها من انشقاقات،‏ كما تهدف الدراسة للتعريف<br />

باأيديولوجية اجلبهة واسرتاتيجيتها السياسية والتنظيمية وعالقتها مع منظمة التحرير<br />

الفلسطينية.‏ يف الفرتة املمتدة بني عامي ‏)‏‎1967‎م - ‎1970‎م(‏ نظراً‏ ملا متثله هذه الفرتة<br />

من اأهمية بسبب حرب عام ‎1967‎م وتداعياتها على خمتلف االأصعدة،‏ كما ارتاأينا التوقف<br />

عند عام ‎1970‎م من اأجل عدم اخلوض يف اأحداث اأيلول ‎1970‎م يف االأردن التي هي بحاجة<br />

اإىل دراسة مستقلة.‏<br />

لقد راعت الدراسة جمع املعلومات من الوثائق وحتليلها،‏ وذلك من خالل تبني املنهج<br />

التحليلي للخروج بدراسة علمية موضوعية.‏ ومن اأهم الوثائق التي اعتمدت عليها الدراسة<br />

كمصدر رئيسي الوثائق الفلسطينية العربية ‎1965‎م - ‎1969‎م،‏ والكتاب السنوي للقضية<br />

الفلسطينية ‎1964‎م - ‎1969‎م،‏ فعلى الرغم من قيمة هذه الوثائق واأهميتها،‏ فاإن االأبحاث<br />

والكتب التي حتدثت عن التنظيمات الفلسطينية مل تلتفت لها,‏ ورجع الباحث كذلك اإىل بعض<br />

املصادر االأولية،‏ اإضافة اإىل املذكرات الشخصية ذات العالقة املبارشة،‏ مثل:‏ نايف حوامته<br />

يتحدث،‏ وكتاب جورج حبش التجربة النضالية الفلسطينية.‏<br />

نشأة اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني:‏<br />

اإن احلديث عن الظروف التي اأدت اإىل نساأة اجلبهة الشعبية،‏ يتطلب التوقف عند موؤمتر<br />

حركة القوميني العرب الذي عقد يف بريوت يف نيسان ‎1963‎م،‏ حيث ‏شاركت فيه معظم<br />

فروع احلركة،‏ وقد طرح املوؤمتر وثيقة نظرية توؤكد على االنحياز نحو االشرتاكية،‏ استجابة<br />

للتحديات التي عصفت باملنطقة،‏ وقد استجابت كل الفروع لهذا التحول،‏ باستثناء قيادة<br />

268


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

الفرع االأردين،‏ وبذلك ‏شق كل فرع من فروع احلركة طريقه،‏ واأخذ عنوانه وصاغ برناجمه<br />

اخلاص لوحده بسبب التطورات املوضوعية لكل فرع )1( .<br />

وعن ذلك يقول جورج حبش:‏ بداأنا يف حركة القوميني العرب نناقش املساألة<br />

الفلسطينية،‏ هل نبقى نناضل ‏ضمن خط حركة القوميني العرب؟ اأو التفكري بعمل مستقل؟<br />

وكان القرار فصل اأعضاء احلركة من فروع لبنان والكويت وسوريا لوضعهم يف وضع<br />

تنظيمي ميكنهم من تلقي مادة تنظيمية تثقيفية استعداداً‏ للعمل العسكري،‏ وبعد نساأة<br />

منظمة التحرير الفلسطينية وفرز قيادة ‏سياسية عسكرية،‏ بداأت عملياتها العسكرية من<br />

خالل التنظيمات الفلسطينية على الساحة الفلسطينية،‏ وقد اقتضى االأمر تفكرياً‏ جدياً‏ يف<br />

تاأسيس جبهة تضم تلك التنظيمات )2( .<br />

ومن هنا كانت بوادر االنقسام يف حركة القوميني العرب تخضع لسجاالت ‏سياسية<br />

ترجمت بشكل اأساسي بهزمية عام ‎1967‎م،‏ التي ‏شكلت ‏صدمة كبرية،‏ السيما بعد ‏سقوط<br />

الرهان على القوات العربية،‏ فكانت حركة القوميني العرب من اأكرث املتاأثرين بهذه النكسة،‏<br />

علماً‏ باأنها كانت قد دعت مسبقاً،‏ وقبل قيام احلرب اإىل توحيد الصفوف والتعبئة العامة<br />

وااللتحاق باجلبهات )3( ، وعقب انتهاء احلرب عقدت منظمات حركة القوميني العرب<br />

العديد من املوؤمترات فنتج عنها فك االرتباط بني احلركة والنارصية،‏ متهمة اإياها بالفشل<br />

واملسوؤولية عن الهزمية )4( ، وما تالها من قرارات هزيلة يف موؤمتر اخلرطوم يف اآب ‎1967‎م،‏<br />

والتي ركزت على مبداأ العمل السياسي الإزالة اآثار العدوان،‏ على اأن يكون العمل مرشوطاً‏<br />

بجملة من املبادئ مثل عدم االعرتاف باإرسائيل وعدم التفاوض معها )5( .<br />

ونتيجة لهزمية عام ‎1967‎م،‏ وحماولة حتديد املسوؤول عنها،‏ حاولت احلركة اأن<br />

ترسم لنفسها منحى ثورياً‏ ملعاجلة تلك الهزمية،‏ بوضع اجلماهري العربية يف قلب املعركة<br />

بعدما اأُبعدت عنها بحسب وصف احلركة،‏ مما يعدُّ‏ ‏سبباً‏ رئيساً‏ للهزمية،‏ ومن هنا فاإن حركة<br />

القوميني العرب كانت ترى نفسها املعربة عن املوقف اجلماهريي،‏ لذلك رفضت املشاريع<br />

الغربية املطروحة حلل القضية الفلسطينية،‏ السيما املرشوع الربيطاين )6( ، الذي اأقره<br />

جملس االأمن يف هذا املجال )7( .<br />

وعلى الرغم من هذا املوقف السياسي حلركة القوميني العرب،‏ فاإن الواقع احلقيقي<br />

كان ينذر بخالفات عميقة عقب الهزمية فظهر فيها تيارات خمتلفة فمنها ما اأيد البقاء على<br />

احلركة وخطها القومي،‏ ومنها ما اعترب اأن نهج احلركة جزء من هزمية حزيران،‏ وبهذا بداأت<br />

بوادر االنشقاق،‏ فربزت تيارات اعتنقت املاركسية اللينينية،‏ مسرتشدة بالتجربة الكوبية<br />

والفيتنامية مثل اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني )8( .<br />

269


اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني ‎1967‎م ‏-‏‎1970‎م د.‏ عماد البشتاوي<br />

أ.‏ شبلي دودين<br />

دراسة في املصادر والوثائق الفلسطينية<br />

)9(<br />

وردت االإشارات االأوىل عن ظهور تنظيم اجلبهة الشعبية يف 7 كانون اأول 1967،<br />

وعرفت نفسها على اأنها تنظيم موحد لقوى فدائية كانت تعمل قبل 5 حزيران 1967، واأنها<br />

تلقت اأوامر للقيام بعمليات فدائية يف 27 ترشين ثاين 1967، وهكذا اأصبحت االأجواء مهياأة<br />

لصدور البيان التاأسيسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطني والذي ‏صدر يف 1967/12/11<br />

واأعلن رسمياً‏ عن نشوء احلركة وفلسفتها ونظرتها القومية والعاملية )10( . وقد اأوضح<br />

البيان السياسي الأول للجبهة اأنها تشكلت من التنظيمات الآتية:‏<br />

● ‏●منظمة اأبطال العودة.‏<br />

● ‏●جبهة التحرير الفلسطينية بفروعها ‏)فرقة الشهيد عبد اللطيف ‏رشورو،‏ فرقة الشهيد<br />

عز الدين القسام،‏ فرقة الشهيد عبد القادر احلسيني(‏ .<br />

● ‏●اجلبهة القومية لتحرير فلسطني ‏)منظمة ‏شباب الثاأر(‏ .<br />

وعلى ‏صعيد الكفاح املسلح:‏ راأت اجلبهة اأن الهزمية التي حلقت بالقوات العربية،‏ قد<br />

اأحدثت مرحلة جديدة من العمل الثوري يف مقارعة الصهيونية،‏ باعتماد الكفاح املسلح<br />

منهجاً‏ رئيساً‏ يف استعادة االأرض،‏ الأنه النهج التاريخي الصحيح يف التحرر،‏ وعلى الرغم<br />

من اأن اخلطاب قد جاء بلغة مميزة خماطباً‏ الفالحني والفقراء والصامدين فاإنه فتح الباب<br />

اأمام القوى والفئات كافة الإحداث لقاء وطني ثوري عريض للوصول للوحدة الوطنية.‏<br />

وحول قضية االأرض اأظهر البيان اهتماماً‏ واضحاً‏ بالصمود حيث رُفع ‏شعار ‏)منوت<br />

ول نهاجر(‏ على اعتبار اأن االأرض ملك للجماهري،‏ واأن الدفاع عنها واجب مقدس يقع على<br />

عاتق كل من يسكن عليها.‏<br />

وحول نظرتِها القومية والعاملية:‏ فقد راأت اجلبهة الشعبية اأن اجلبهة الفلسطينية هي<br />

امتداد للجبهة العربية على اعتبار اأن اجلماهري الفلسطينية يف قتالها جزء ال يتجزاأ من<br />

احلركة النضالية للشعوب العربية،‏ كذلك االرتباط العضوي بني هذه الشعوب يف كفاحها<br />

‏ضد اخلطر نفسه والعدو نفسه )11( .<br />

مؤمتر آب عام ‎1968‎والصراع الفكري داخل اجلبهة الشعبية:‏<br />

منذ نساأتها مل تطرح اجلبهة الشعبية يف وثائقها واأدبياتها روؤية ‏سياسية من منطلق<br />

االشرتاكية العلمية يف معركتها التحريرية،‏ وكان طرحها يقوم على فكر ‏سياسي حترري مل<br />

يشكل متايزاً‏ عن بقية التنظيمات الفلسطينية االأخرى على الساحة الفلسطينية،‏ ومع مرور<br />

الوقت اأخذت اجلبهة الشعبية جتنح نحو اليسار لتشكل متايزاً‏ فكرياً‏ جديداً‏ لها،‏ فاأصبحت<br />

تسرتشد بالتجربة الفيتنامية والكوبية يف ‏رضب املصالح الصهيونية واالإمربيالية )12( ،<br />

270


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

وقد عرب جورج حبش عن ذلك بالقول:‏ بعد االنفصال بني ‏سوريا ومرص راأيت بنفسي القوى<br />

التي قامت بهذا الدور،‏ فاأدركت اأن هناك ‏رصاعاً‏ طبقياً،‏ ثم درست جتربة فيتنام،‏ والتنظيم<br />

الذي يقوم على اأساس ماركسي،‏ والذي يسرتشد باملنهج اجلديل،‏ ويلتزم مصلحة الطبقة<br />

املستغلة وقارنته بالنظام الربجوازي الصغري،‏ فاأدركت الفارق،‏ فكان التزامي باملاركسية<br />

بعد عام ‎1967‎م )13( .<br />

اإن نقطة التحول احلقيقية يف مسرية اجلبهة الشعبية يف انحيازها الفكري اإىل<br />

اأيديولوجيا الربوليتاريا،‏ عرب عنها موؤمتر اآب وقراراته،‏ حني بنيَّ‏ اأن فشل الربجوازية الصغرية<br />

التي تشكلت عقب نكبة عام ‎1948‎م،‏ وتسببت يف نكسة ‎1967‎م،‏ بسبب براجمها الغوغائية<br />

دون اأن تسرتشد بالتجربة الفيتنامية والكوبية،‏ وراأى املوؤمتر اأن التسلح باأيديولوجية<br />

الربوليتاريا هو الكفيل مبقارعة االستعمار والصهيونية واالمربيالية العاملية )14( .<br />

مل تكن الوحدة التي اأعلنت تاأسيس اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني اأكرث من وحدة<br />

اسمية،‏ حيث اأرص كل تنظيم مشكل للجبهة على االحتفاظ بعضويته ومنطلقاته السياسية<br />

وقواته الفدائية،‏ لذلك دخلت اجلبهة يف مرحلة من التاأمل يف عام )15( 1968 ، فمن<br />

ناحية اُعتقل جورج حبش يف ‏سوريا )16( ، ومن ناحية اأخرى اتهم اليساريون يف اجلبهة<br />

‏-ومعظمهم من الشباب خريجي اجلامعات من املتاأثرين بالتمرد اليساري يف اأوروبا،‏<br />

وبكتابات ماوتسي تونغ وجيفارا-‏ اتهموا قيادة احلرس القدمي باأنهم مل يبادروا للعمل<br />

املسلح تاركني زمام املبادرة حلركة فتح )17( .<br />

لقد تركت هذه االأحداث اأثراً‏ ‏سيئاً‏ ظهرت اآثاره يف موؤمتر احلركة االأول الذي جرى<br />

التحضري له يف االأردن يف اآب ‎1968‎م،‏ وبخاصة اأن احلركة مل تكن اأكرث من جمرد تنظيم<br />

ثوري يعمل داخل منظمة التحرير الفلسطينية،‏ االأمر الذي دفع باليسار لتعزيز حضوره يف<br />

املوؤمتر من خالل جتميع دور العنارص اليسارية وتفعيلها يف احلركة باجتاه اإشاعة الفكر<br />

املاركسي )18( ، معتمداً‏ على يارس عبد ربه وحممد كتمتو وهما من اأقطاب اليسار ومسوؤويل<br />

التنظيم املدين يف االأردن ‏ضمن اللجنة القيادية التي ‏شكلتها حركة القوميني العرب عقب<br />

اخلالف مع اأحمد جربيل الذي اأنهى عالقته معها يف 23 نيسان ‎1968‎م،‏ واختار اليمني كالً‏<br />

من وديع حداد وهاين الهندي ملواجهة اليسار،‏ لقد ‏شكلت اأحداث املوؤمتر خالفاً‏ ‏شديداً‏ بني<br />

اأقطاب اليسار واليمني بعدما فاز اليسار يف انتخابات القيادة االأمر الذي اأثار غضب اليمني<br />

الذي دعا لالنتخابات مرة اأخرى فسحب اليساريون بعض مرشحيهم يف خطوة تكتيكية،‏<br />

لكي يتبنى املوؤمتر التقرير السياسي الذي كان قد اأعده نايف حوامته بعنوان برنامج اآب )19( ،<br />

وحرض املوؤمتر كل من نايف حوامته واأبو علي مصطفى وحمد الفرحان وعبد الكرمي حمد<br />

271


اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني ‎1967‎م ‏-‏‎1970‎م د.‏ عماد البشتاوي<br />

أ.‏ شبلي دودين<br />

دراسة في املصادر والوثائق الفلسطينية<br />

وعمر القاسم وعبد الغني هللو وسعيد البطل وحمدي مطر ود.‏ نظمي خورشيد ومها بسطامي<br />

وحسني ‏سامل،‏ وغاب عن املوؤمتر جورج حبش الذي كان رهني السجن يف ‏سوريا )20( .<br />

احتوى قرار املوؤمتر على مقدمة حتليلية،‏ ‏صورت جذور االأزمة الفلسطينية التي<br />

ترتبط جدلياً‏ بني تطورات الوضع الفلسطيني ووضع الرشق االأوسط ابتداءً‏ من التاريخ<br />

العثماين حتى ‏صدور وعد بلفور وقيام الدولة اليهودية،‏ حينما استغلت االإمربيالية العاملية<br />

والصهيونية االأنظمة االإقطاعية الربجوازية الكبرية التي ارتبطت مصاحلها باالستعمار،‏<br />

فوقفت مكتوفة االأيدي اأمام االستعمار،‏ ودلل التقرير على ‏صحة هذه املعطيات،‏ فمثالً‏<br />

جاءت هزمية عام 1948 على يد قيادات فلسطينية اإقطاعية دينية ‏)احلاج اأمني احلسيني(،‏<br />

واأحزاب برجوازية كبرية،‏ مثل:‏ ‏)حزب الدفاع واالستقالل(‏ ، واأنظمة اإقطاعية عربية مثل<br />

امللوك والروؤساء العرب )21( .<br />

وتعرض التقرير لنكبة عام ‎1948‎م،‏ وهزمية حزيران عام ‎1967‎م،‏ واعتربها نتيجة<br />

طبيعية للتكوين الطبقي واالقتصادي والعسكري واالأيديولوجي حلركة التحرير الفلسطينية<br />

والعربية التي اأفرزت الطبقة الربجوازية الصغرية،‏ والتي تسلمت مقاليد احلكم رغم ‏ضعفها<br />

وتخلفها فتحالفت مع االستعمار فدخلت حرب عام ‎1948‎م،‏ بجيوش هزيلة فكانت النكبة،‏<br />

واستدل التقرير على ‏صحة ذلك بقول عبد النارص يف اأثناء حصار الفالوجة حينما قال:‏ ‏»اأن<br />

الهزمية ليست هنا يف املعركة واإمنا يف القاهرة يف نظام فاروق الإقطاعي الربجوازي<br />

املتحالف مع الستعمار«،‏ لذلك دعا التقرير اإىل تصفية تلك االأنظمة الربجوازية االإقطاعية<br />

املسوؤولة عن نكبة عام ‎1948‎م،‏ الإسقاط حتالف االإقطاع وراأس املال واالستعمار،‏ وبناء<br />

قاعدة اقتصادية مستقلة عن السوق الراأسمالية،‏ وقاعدة ‏سياسية واجتماعية معادية<br />

لالستعمار واالإمربيالية والصهيونية )22( .<br />

واسرتشد التقرير بالتجربة الفيتنامية والكوبية كنموذج يحتذى به،‏ حيث متكنت كل<br />

من فيتنام وكوبا رغم ‏ضعف اإمكاناتهما اأن تقفا يف وجه االإمربيالية االأمريكية على الرغم<br />

من تفوقها العسكري،‏ ويعود ذلك اإىل اأنظمة تلك الدول الوطنية الثورية ذات التكوين الطبقي<br />

الربوليتاري والفالحي الفقري الذي يضع طاقات البالد يف خدمة الثورة والتحرر،‏ ويقوم<br />

على تصفية االمتيازات الطبقية،‏ وبناء قاعدة مادية تقوم على االستقالل االقتصادي<br />

والسياسي من خالل الصناعة الثقيلة والزراعة.‏ ويف املقابل بنيَّ‏ التقرير اأن االقتصاد<br />

الذي تبنته الربجوازية الصغرية يف البالد العربية مل ميكنها من الصمود اأمام الهجمة<br />

االمربيالية،‏ الأن ذلك االقتصاد مبني على التصنيع اخلفيف واحللول الزراعية،‏ ويف مساألة<br />

العالقة االأيديولوجية بقيت الربجوازية الصغرية على قمة الهرم االجتماعي والسياسي،‏<br />

272


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

وبقيت اجلماهري العريضة من الفالحني والفقراء يف قاع الهرم،‏ وبهذا بقيت الربجوازية<br />

الصغرية متحكمة يف جممل التحوالت وحركة التحرر الوطني،‏ فدخلت حرب حزيران عام<br />

‎1967‎م بهذا الربنامج الهزيل ‏سياسياً‏ واقتصادياً،‏ فاأسقطها يف هزمية عام ‎1967‎م )23( .<br />

وقد بنيّ‏ التقرير اأن اأمام هذه االأنظمة اإما االستفادة من التجربة الفيتنامية الكوبية<br />

باإحداث اإنقالب ‏شامل على برناجمها الوطني عن طريق اجلماهري خلوض حرب حترير<br />

‏شعبية،‏ اأو البقاء على براجمها التي تسببت يف هزمية عام ‎1967‎م،‏ وخلص التقرير من<br />

هذه املساألة بالقول اإن خمسة عرش ‏شهراً‏ قد مرت على الهزمية دون موؤرش يف تغيري تلك<br />

االأنظمة لرباجمها،‏ كما اأن التوجه ‏صوب القرارات الدولية مثل قرار 242 اأفرغ القضية من<br />

حمتواها،‏ ووجهها ‏صوب التصفية )24( .<br />

ويف حديث الفتٍ‏ للنظر حتدث التقرير عن اإخفاقات املقاومة الفلسطينية مبا فيها<br />

اجلبهة الشعبية بعد اأن انساقت وراء اليمني الرجعي الفلسطيني والعربي الذي رفع ‏شعار عدم<br />

التدخل يف القضايا العربية مستفيداً‏ من التجربة اجلزائرية وغري مدركٍ‏ لطبيعة العدو )25( .<br />

وحول قضية الوحدة الوطنية الفلسطينية خلص التقرير اإىل اأن حركة املقاومة<br />

الفلسطينية قد قفزت على حقائق التاريخ الفلسطيني،‏ حينما فرست ‏شعار الوحدة الوطنية<br />

يف ‏صالح االإطارات الطبقية والسياسية والرجعية التي تخلت تاريخياً‏ عن حركة التحرر<br />

الوطني،‏ وانتقد تشكيلة املجلس الوطني الذي جمع القوى الرجعية،‏ كما اأكد التقرير على<br />

اأهمية الوحدة الوطنية مبسماها الصحيح الذي يكفل تشكيل جبهة حترير وطنية عريضة<br />

متثل الطبقات الثورية يف املجتمع الفلسطيني،‏ واأن اخلالص الوطني يقوم على اأيديولوجيا<br />

الربولتياريا املعادية لالستعمار،‏ التي تعتمد على الطبقات االأكرث ثورية،‏ مع ‏رضورة رفع<br />

الوعي الوطني لدى اجلماهري،‏ بعيداً‏ عن التهريج،‏ ورفض برامج الهزمية،‏ وقرارات جملس<br />

االأمن )26( .<br />

االنشقاقات عن اجلبهة الشعبية:‏<br />

كانت اأحداث موؤمتر اآب وما تخلله من ‏سجاالت ‏سياسية واأعمال عنف موؤرشاً‏ حقيقياً‏<br />

الإحداث انشقاقات داخل اجلبهة الشعبية،‏ وبخاصة حينما اتهم اليساريون اأقطاب اليمني<br />

باأنهم تنكروا لقرارات موؤمتر اآب )27( ، الذي تاأخر نرشه لبعض الوقت بضغط من اليمني،‏ االأمر<br />

الذي اعتربه اأحمد جربيل الشعرة التي قصمت ظهر البعري،‏ فاأعلن عن قيام اجلبهة الشعبية<br />

لتحرير فلسطني ‏)القيادة العامة(‏ يف 10 ترشين ثاين )28( 1968 ، واتخذ لنفسه ‏شعاراً‏<br />

)29(<br />

مميزاً‏ بندقيتان متقاطعتان على خريطة فلسطني مكتوب عليها ‏)فداء-‏ عودة-‏ حترير(‏<br />

273


اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني ‎1967‎م ‏-‏‎1970‎م د.‏ عماد البشتاوي<br />

أ.‏ شبلي دودين<br />

دراسة في املصادر والوثائق الفلسطينية<br />

وللحقيقة اأن اأحمد جربيل كان قد اأعد نفسه مسبقاً‏ لالنشقاق حينما اأعلن يف 23 حزيران<br />

‎1968‎م انفصاله عن حركة القوميني العرب،‏ وحقه يف اتخاذ اسم اجلبهة الشعبية لتحرير<br />

فلسطني،‏ واجتذبت القيادة العامة حوايل ربع مقاتلي اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني،‏<br />

واحتفظت مبعسكر تدريب جبهة التحرير الفلسطينية قرب دمشق وانضم اأحمد زعرور،‏<br />

وفضل ‏رشورو،‏ وطالل ناجي اإىل اأحمد جربيل،‏ وعينت اجلبهة الشعبية مصطفى الزبري<br />

مكان اأحمد جربيل قائداً‏ عسكرياً‏ للجبهة )30( .<br />

وحول االنشقاق قال جورج حبش اإن اخلالفات السياسية والتنظيمية والعسكرية كانت<br />

وراء عملية االنشقاق،‏ فكانت روؤية اجلبهة تختلف عن روؤية اأحمد جربيل الذي كان يعتقد اأن<br />

طريقته هي االأفضل دائماً‏ )31( .<br />

‏شكل انشقاق اأحمد جربيل جزءاً‏ من الرصاع الذي استمر بني جناحني االأول يساري<br />

واالآخر قومي داخل اجلبهة الشعبية منذ موؤمتر اآب حينما اتهم اجلناح اليساري اجلناح<br />

اليميني باأنه يحاول حسم اخلالفات الفكرية والسياسية داخل احلركة بقوة السالح<br />

واختطاف عنارص اليسار واعتقالهم،‏ واأنه رفض فكرة الطالق الدميقراطي )32( ، االأمر الذي<br />

استدعى كما يقول نايف حوامته:‏ حماولة احتواء املشكلة الإبقاء التعايش،‏ ونقل الطرف<br />

االآخر للمواقع اليسارية من خالل حوار جريء يف عمان،‏ لكن املحاوالت باءت بالفشل<br />

بسبب تعنت االجتاه القومي وحماولته الضغط،‏ واستخدام العنف،‏ لذلك كان القرار االإعالن<br />

عن تشكيل اجلبهة الشعبية الدميقراطية لتحرير فلسطني يف ‎1969/2/21‎م )33( .<br />

ورداً‏ على ذلك اأوضح جورج حبش اأن ‏سبب اخلالف داخل اجلبهة هو اأن بعضهم حاول<br />

تفجري ‏رصاع طبقي،‏ بينما املطلوب هو جر املزيد من قطاعات الشعب الفلسطيني لساحة<br />

القتال.‏ واأعلن بيان للجبهة الشعبية رداً‏ على ادعاء املعارضني،‏ اأنها مل تتنكر لقرارات موؤمتر<br />

اآب،‏ حينما تبنت االشرتاكية العلمية دليالً‏ نظرياً‏ على غرار الثورات التحررية يف العامل مثل<br />

كوبا وفيتنام والصني،‏ وذهب البيان اإىل اأنه اُتفق يف موؤمتر اآب على اأنه وخالل مرحلة<br />

التحرر الوطني،‏ البد من حتالف طبقي يشمل كل الطبقات بقيادة الطبقة الكادحة يف ظل<br />

االأيديولوجية االشرتاكية،‏ كما اتهم البيان املعارضني باأنهم جيوب انتهازية رفضوا النزول<br />

للقتال واالإقامة يف املخيمات،‏ ورفضوا االحتكام اإىل موؤمتر عام تصاحلي،‏ واأرصوا على<br />

حمل اسم اجلبهة خللق مزيد من البلبلة والتشويش،‏ لكن التقرير مل ينكر اعتقال عنارص من<br />

املعارضني وتقدميهم ملحاكم ‏شعبية.‏ بهذا اجتهت االأمور اإىل طريق مسدود وحدثت ‏صدامات<br />

بني الطرفني يف 18 ‏شباط ‎1969‎م ثم تكرر الصدام بعد يومني،‏ واأسفر عن مقتل ‏شخص<br />

واإصابة ثالثة بجروح،‏ علماً‏ اأن الصدام وقع بسبب حماولة املعارضني توزيع منشورات<br />

تتعلق بهجوم اجلبهة الشعبية على طائرة العال االإرسائيلية يف 18 ‏شباط )34( .<br />

274


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

واأخرياً‏ كان بيان اجلناح التقدمي الذي اأعلن قيام اجلبهة الشعبية الدميقراطية يف<br />

‏شباط ‎1969‎م والذي بني اأن بذور اخلالف مردها اإىل حركة القوميني العرب،‏ فعقب هزمية<br />

حزيران ‎1967‎م،‏ كانت احلركة تعاين تناقضاً‏ بني تيارين متعاكسني االأول مييني برجوازي<br />

والثاين يساري تقدمي ثوري،‏ وبنساأة اجلبهة الشعبية عمل اجلناح اليميني على وضع قيادة<br />

اجلبهة بيد عنارص راأسمالية وبرجوازية كبرية ووضع املقاومة الفلسطينية يف قبضة<br />

اليمني الرجعي الفلسطيني والعربي،‏ بحكم موقعها القيادي على اأكتاف الطبقات العاملة<br />

والفقرية وحاربت هذه القيادات اليمينية اأي حماولة للتغيري الثوري،‏ لهذا حاول اجلناح<br />

التقدمي رفض برنامج اليمني الربجوازي،‏ وطرح برناجماً‏ ثورياً‏ مستفيداً‏ من دروس هزمية<br />

حزيران،‏ يتمثل يف رفض ركوب اليمني الفلسطيني ظهر املقاومة،‏ والعمل على حتويل كل<br />

مقاتل اإىل ‏سياسي ثوري،‏ وكل تنظيمات اجلبهة اإىل ميليشيا ‏شعبية متارس دورها الثوري<br />

يف حماية العمل الفدائي،‏ لكن اليمني الربجوازي الذي استحوذ على قيادة اجلبهة اأبقى على<br />

مواقفه فانقلب على قرارات موؤمتر نيسان ‎1968‎م،‏ وقام بحملة اعتقاالت لالأطر التقدمية،‏<br />

ومع ذلك اأبقى اليسار على ‏سياسة ‏ضبط النفس االأمر الذي استدعى عقد موؤمتر اآب )35( .<br />

ورداً‏ على هذه االتهامات من اجلناح املعارض بينت اجلبهة اأن التعارض بني قوى<br />

الثورة االأساسية املتمثلة بالعمال والفالحني والربجوازية الصغرية ‏صحيح،‏ لكن مدى<br />

مساهمة اأي طبقة من الطبقات يف معركة التحرر الوطني ‏شيء وموقعها يف معسكر الثورة<br />

‏شيء اآخر،‏ واأن الربجوازية الصغرية متحالفة مع العمال والفالحني يف مرحلة التحرر<br />

الوطني،‏ وبالتايل ال يجوز اأن توضع يف املعسكر املضاد،‏ الأنها عملياً‏ ‏ضمن معسكر<br />

الثورة )36( .<br />

ورداً‏ على قول الفريق املعارض اأن حركة املقاومة الفلسطينية قد وقعت اأسرية يف<br />

اأيديولوجية اليمني الرجعي الفلسطيني والعربي،‏ اأوضحت اجلبهة باأنه البد من التمييز بني<br />

الربجوازية الصغرية الفلسطينية والربجوازية الصغرية العربية،‏ فالربجوازية الصغرية<br />

الفلسطينية،‏ وبحكم وجودها خارج السلطة فهي جزء من اإسرتاتيجية حرب التحرير الشعبية<br />

بينما الربجوازية الصغرية العربية،‏ فهي جزء من اسرتاتيجية ال تريد التصدي الإرسائيل<br />

واالمربيالية،‏ الأنها حتاول احلفاظ على امتيازاتها )37( .<br />

ورداً‏ على بيان االنشقاق الذي اتهم اجلبهة الشعبية باأنها متثل تياراً‏ برجوازياً‏ ميينياً‏<br />

ال ميكن حتويله اإىل موقع يساري ثوري،‏ اأوضحت اجلبهة اأن االأساس النظري الذي انطلقت<br />

منه هو ذلك االأساس النظري الذي انطلقت منه حركة القوميني العرب،‏ والذي يقوم على<br />

تسليم مقاليد القيادة اإىل الطبقات والفئات االجتماعية الكادحة،‏ واأن السبيل الوحيد لتحرير<br />

275


اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني ‎1967‎م ‏-‏‎1970‎م د.‏ عماد البشتاوي<br />

أ.‏ شبلي دودين<br />

دراسة في املصادر والوثائق الفلسطينية<br />

فلسطني هو الكفاح الشعبي املسلح،‏ وبهذا فاإن البنية الطبقية لتنظيمها اعتمد اأساساً‏ اأبناء<br />

العمال والفالحني والفقراء،‏ باالإضافة اإىل وجود عدد قليل من اأبناء الربجوازية الصغرية<br />

الوطنية الذي ال يغري من التكوين اليساري الذي تستند اإليه )38( .<br />

وتعقيباً‏ على االأحداث التي اأعقبت موؤمتر اآب اأوضح البيان التاأسيسي للجبهة الشعبية<br />

الدميقراطية،‏ اأنه ‏-ومنذ اللحظات االأخرية للموؤمتر-‏ فُ‏ رضت قيادة توفيقية على املوؤمتر<br />

بقوة السالح،‏ واأن اجلناح اليميني قد تنكر لقرارات املوؤمتر على النحو الآتي:‏<br />

اأن ميني اجلبهة قد رفض نتائج انتخابات اللجنة املركزية التي ‏سقط فيها<br />

276<br />

♦<br />

♦<br />

اليمني.‏<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

‏♦قام اليمني ‏-ومنذ كانون اأول ‎1968‎م-‏ بسلسلة من اأعمال العنف ‏ضد اجلناح<br />

التقدمي مثل اإضعاف القواعد التنظيمية التقدمية وحماولة تصفيتها يف االأردن،‏ اإضافة<br />

اإىل عمليات االعتقاالت يف كانون االأول وحماوالت وديع حداد تصفية اليسار.‏ وخروجاً‏<br />

من املاأزق بني التقرير اأن اليسار قرر الدعوة اإىل موؤمتر دميقراطي الإبقاء التعايش بني<br />

اليسار واليمني،‏ لكن جورج حبش رفض،‏ وذهب البيان اإىل اأن جورج حبش قد رفض فكر<br />

الطالق الدميقراطي الذي طرحه اليسار،‏ واندفع اليمني منتهزاً‏ غياب القيادات الفلسطينية<br />

يف القاهرة يف اجتماعات املجلس الوطني،‏ وفتح النار لفرض حلول بالقوة بسبب اإفالسه<br />

الدميقراطي،‏ االأمر الذي استدعى اليسار واأجربه على القيام بعمل مضاد )39( .<br />

واإزاء هذا املوقف اأظهر البيان اأن اجلناح التقدمي متكن من عقد ‏سلسلة من املوؤمترات<br />

لكل الفروع الفلسطينية حتت راية اجلبهة الشعبية،‏ وقد انتهت موؤمترات اليسار مع الفروع<br />

على اتخاذ القرارات الآتية:‏<br />

االلتزام بقرارات موؤمتر اآب.‏<br />

اإدانة ممارسة حركة القوميني العرب التي يديرها ميني اجلبهة الشعبية التي<br />

احتكمت اإىل البنادق يف حل التناقضات الفكرية والسياسية.‏<br />

اإنهاء العالقة مع ميني حركة القوميني العرب ومع ميني اجلبهة الشعبية والعمل<br />

املستقل اأيديولوجياً‏ وسياسياً‏ وفكرياً.‏<br />

اجلديدة )40( .<br />

تبقى اللجنة املركزية التي انتخبت يف موؤمتر اآب حلني عقد املوؤمتر القادم للجبهة


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

وقد خلص الدكتور جورج حبش ‏سبب اخلالف مع اجلبهة الشعبية الدميقراطية<br />

بالقول عن املنشقني:‏<br />

كانوا ينظرون اإىل منظمة التحرير الفلسطينية على اأنها اإفراز برجوازي واأن التعامل<br />

معها فيه اإعطاء ‏رشعية للربجوازية يف قيادة احلركة الفلسطينية.‏<br />

277<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

كانوا يقولون عن قيادة منظمة التحرير الفلسطينية اأنها قيادة ميينية تقليدية.‏<br />

كانوا يرون اأن التجمع الوطني يف االأردن ال فائدة منه،‏ واأدانوا دخول اجلبهة<br />

الشعبية فيه.‏<br />

طالبوا بخوض معركة مع الربجوازية الصغرية،‏ واتهموا عبد النارص باجلب<br />

والتخاذل.‏<br />

عاملياً‏ كانوا على يسار ماوتسي تونغ مبائة مرت،‏ وخاضوا معارك وجداالت فكرية<br />

مع االحتاد السوفيتي.‏<br />

طرحوا مبداأ الدميقراطية التامة يف البناء العكرسي.‏<br />

واأضاف حبش اأنه ناقش حوامته يف هذه االأمور،‏ لكنه كان يرص دائماً‏ على اأن اجلبهة<br />

هي تنظيم برجوازي ال ميكنه اأن يتحول اإىل حزب ثوري،‏ ويضيف حبش قائالً:‏ ‏»اأننا تركنا<br />

املجال حلوامته ورفاقه العمل داخل التنظيم لتحويله اإىل ما يريدون،‏ اإل اأنه كان<br />

يقول اإن وجوده ورفاقه يف التنظيم كان موؤقتاً‏ لستخراج العنارص اليسارية من<br />

اجلبهة،‏ واأمام هذا الإرصار حدثت عملية النشقاق«.‏ كما اتهم حبش فتح ‏رصاحة باأنها<br />

‏ساعدت وباركت عملية االنشقاق )41( .<br />

ورداً‏ على اتهامات املنشقني بينت اجلبهة الشعبية اأن موؤمتر اآب مل يتشكل على اأساس<br />

انتخابات دميقراطية ‏شملت قواعدها كافة،‏ حيث مل يكن للجبهة وصف تنظيمي ونظام<br />

داخلي يفرز موؤمتراً‏ حزبياً‏ منظماً،‏ واأن اجلناح املنشق كان قد رتب لذلك مسبقاً،‏ ونفت اجلبهة<br />

الشعبية استعمال السالح لفرض قيادة توفيقية،‏ واأن فكرة القيادة التوفيقية كانت مببادرة<br />

من املنشقني حينما اأدركوا خلو القيادة االأوىل من رموز ‏سياسية وتنظيمية وعسكرية،‏<br />

واتفق على اأن جترى انتخابات دميقراطية بعد ثالثة اأشهر من خالل موؤمتر اآخر )42( .<br />

وحول التنكر لقرارات موؤمتر اآب،‏ والتنكر للعنارص اليسارية،‏ بينت اجلبهة الشعبية اأن<br />

املنشقني قاموا بانتحال اسمها يف بياناتهم،‏ وخروجاً‏ من املاأزق عُ‏ قد اجتماع مع قياديني<br />

بارزين من كوادر االنشقاق،‏ وعرض عليهم تقدمي تقريرين للموؤمتر بحيث يعرض كل فريق


اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني ‎1967‎م ‏-‏‎1970‎م د.‏ عماد البشتاوي<br />

أ.‏ شبلي دودين<br />

دراسة في املصادر والوثائق الفلسطينية<br />

وجهة نظره،‏ واأن تعاد االنتخابات يف املناطق التي رفض فيها الفريق املنشق ‏رشعية<br />

االنتخابات،‏ لكن الفريق املنشق اشرتط فصل بعض العنارص القيادية واإعادة توزيع<br />

السالح،‏ واأمام رفض هذين االقرتاحني عرض على املنشقني اأن يعملوا بصورة مستقلة<br />

لكنهم رفضوا اأيضاً،‏ فتم اتخاذ اإجراءات انضباطية بحقهم ‏شملت احتجاز 14 عضواً‏<br />

ممن كانوا يجمعون االأموال يف ‏صناديق حتمل اسم اجلبهة الشعبية مت االإفراج عن 11<br />

عنرصاً،‏ منهم يف حني اأبقي على ثالثة عنارص؛ الأنهم مسوؤولون عن ‏صدور بيان موؤمتر<br />

عمان اليساري الذي عرض اأمن اجلبهة للخطر،‏ واأعلنت اجلبهة اأن طريف الرصاع يتحملون<br />

مسوؤولية الصدامات الدموية التي حدثت )43( .<br />

وقد استدعى االأمر تدخل منظمة التحرير الفلسطينية،‏ فعقدت اللجنة التنفيذية ملنظمة<br />

التحرير الفلسطينية اجتماعاً‏ مطوالً‏ لها يف مقر منظمة التحرير الفلسطينية بحضور ممثلني<br />

من كال الطرفني ملعاجلة اخلالفات القائمة بينهما،‏ وصدر بيان عن اللجنة التنفيذية<br />

يف 1969/5/4 اأشارت فيه باأنها استطاعت وبالتعاون الواعي بني اأطراف اجلبهة من<br />

تطويق االأزمة ووضع حد لكل التجاوزات )44( . كما ‏صدر بيان عن اجلبهة الشعبية لتحرير<br />

فلسطني يف ‎1969/5/4‎م،‏ اأعلنت فيه عن ‏شجبها واستنكارها الستعمال السالح يف غري<br />

موضعه،‏ واأنها ‏شكلت جلنة عمل دائمة ملراقبة االأحداث )45( . كذلك اأصدرت اجلبهة الشعبية<br />

الدميقراطية بياناً‏ يف 1969/5/4 اأعلنت فيه عن استنكارها اللجوء للعنف ‏سواء ما ‏صدر<br />

منها اأو عليها )46( .<br />

اإلسرتاتيجية السياسية والتنظيمية للجبهة الشعبية عام 1969:<br />

عقدت اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني موؤمتراً‏ عاماً‏ لها يف ‏شباط 1969، وُ‏ ‏ضع<br />

خالله تقرير ‏سياسي وتنظيمي وعسكري ‏شامل.‏ وقد اأكد التقرير على اأهمية الفكر السياسي<br />

العلمي الذي يرشد الثورة ويحدد اسرتاتيجيتها،‏ واأن القتال دون فكر ‏سياسي يعني الوقوع<br />

يف اخلطاأ،‏ وبالتايل تتشتت قوة الثورة،‏ ودلل التقرير على اأن الهزائم التي تعرض لها الشعب<br />

الفلسطيني ‏سببها عدم توافر النضج لديه يف الظروف املوضوعية املحيطة بقضيته )47( .<br />

وحدد التقرير اأعداء الثورة اإضافة اإىل اإرسائيل كالًّ‏ من الصهيونية واالمربيالية<br />

العاملية والرجعية العربية املتمثلة باالإقطاع والراأسمالية وقد نظر التقرير اإىل االأنظمة<br />

العربية احلاكمة على اأنها اأنظمة رجعية ال متثل راأسمالية مستقلة،‏ واإمنا فروع ‏ضعيفة<br />

للراأسمالية الغربية،‏ واأن تاأييدها السطحي حلركات التحرر الوطني لن ميكنها من استئصال<br />

االستعمار وبناء اقتصاد حر،‏ الأنها تدرك اأن تناقضها الرئيسي مع اجلماهري التي حتاول<br />

278


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

القضاء على تلك االأنظمة الرجعية،‏ لذلك اأكد التقرير على اأن حتديد الرجعية العربية اأمر يف<br />

غاية االأهمية ملنع تلك االأنظمة من ‏رضب الثورة وهزميتها )48( .<br />

ويف حديثه عن االأعداء واالأصدقاء:‏ قسم التقرير العامل اإىل معسكرين،‏ هما:‏<br />

االإمربيالية العاملية بقيادة اأمريكا،‏ ومعسكر القوى االشرتاكية والشعوب املضطهده مثل<br />

االحتاد السوفييتي وقد تبلورت ‏صورة االإمربيالية ومعاملها بتجميع القوى الراأسمالية<br />

االستعمارية يف معسكر واحد بقيادة اأمريكا،‏ لكن بعض التناقضات اجلزئية ظهرت يف<br />

هذا املعسكر بسبب التنافس االستعماري اإال اأن اأمريكا بقيت املسيطرة بسبب التحالفات<br />

التي عقدتها ملواجهة املعسكر االشرتاكي،‏ وتطويقه من خالل اإرشاك قوى اجتماعية حملية<br />

يف عملية الربح لكسب تاأييدها اأثناء فرتة استعمارها،‏ كما وسعت الحتواء حركات التحرر<br />

حيناً،‏ والتلويح باستخدام القوة حيناً‏ اآخر،‏ وطبقت هذه السياسة على القضية الفلسطينية<br />

لذلك فاإن الثورة الفلسطينية ترى يف االإمربيالية عدوها االأول،‏ واأن الشعوب املستعبدة هي<br />

‏صديقها االأول،‏ لهذا البد من التحالف بني حركة التحرر الفلسطينية والعربية مع حركات<br />

التحرر يف اآسيا واأفريقيا وفيتنام وكوبا وكوريا الشمالية )49( .<br />

وخلص التقرير يف هذا الصدد اإىل اأن احلرب التقليدية الكالسيكية مع االإمربيالية<br />

والعدو الصهيوين باأسلحته املتطورة لن تكون يف ‏صالح الثورة،‏ واأن البديل االأمثل هي<br />

حرب العصابات وحرب التحرير الشعبية )50( وميز التقرير بني الشعب اليهودي ودولة<br />

اإرسائيل معترباً‏ اأن حركة التحرير الفلسطينية ليست عدواً‏ للشعب اليهودي،‏ واأن هدف<br />

الثورة هو حتطيم دولة اإرسائيل وكيانها العسكري القائم على التوسع والتحالف مع القوى<br />

االستعمارية،‏ كما نظر التقرير للحركة الصهيونية على اأنها حركة عنرصية عدوانية اتخذت<br />

من اآالم الشعب اليهودي مدخالً‏ خلدمة مصاحلها،‏ لذا فاإن اجلبهة الشعبية تسعى الإقامة<br />

دولة دميقراطية يف فلسطني يعيش فيها اليهود والعرب كمواطنني متساوين يف احلقوق<br />

والواجبات )51( .<br />

وعلى ‏صعيد قوى الثورة،‏ قسم التقرير قوى الثورة اإىل ‏صعيدين:‏ االأول فلسطيني<br />

والثاين عربي.‏ فعلى الصعيد الفلسطيني يرى التقرير اأن حتديد قوى الثورة اإما اأن يكون<br />

بنظرة طبقية،‏ فال يجوز النظر اإىل الطبقات كافة على اأنها متتلك الطاقة الثورية نفسها،‏<br />

بحكم وضعها بدون اأرض وخارج وطنها اأو بنظرة غري طبقية،‏ بحكم اأنه ال يكون الرصاع<br />

طبقياً‏ اإال يف مرحلة الثورة االشرتاكية،‏ اأما يف مرحلة التحرر الوطني،‏ فاإن كل الطبقات<br />

تشكل تناقضاً‏ مع اإرسائيل،‏ واأمام هذين التصورين اعترب التقرير اأن هذا النمط من التفكري<br />

279


اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني ‎1967‎م ‏-‏‎1970‎م د.‏ عماد البشتاوي<br />

أ.‏ شبلي دودين<br />

دراسة في املصادر والوثائق الفلسطينية<br />

يوؤدي اإىل الضياع روؤية القوى الطبقية الثورية وغيابها،‏ وال ميكنها من وضع برامج ثورية<br />

جذرية للقضية.‏ لذلك حدد التقرير طبقات الثورة على النحو الآتي:‏<br />

‏●اأولً-‏ العمال والفالحني:‏ واعتربهم التقرير عماد الثورة مبا يعانون من ظلم<br />

واستبداد واستغالل االمربيالية وحلفائها،‏ واستشهد التقرير بالوضع البائس يف املخيمات<br />

الفلسطينية.‏<br />

● ثانياً-‏ الربجوازية الصغرية:‏ وقد بني التقرير اأن هذه الطبقة ال تعيش اأوضاع<br />

الطبقة العاملة،‏ بل يعيشون حياة توفر لهم املتطلبات االأساسية مع بعض الفائض الذي<br />

يجعلهم يطمحون للوصول للربجوازية الكبرية )52( ، واأن املوقف الثوري من هذه الطبقة<br />

يتحدد يف نقطتني،‏ االأوىل:‏ باالإمكان اأن تكون هذه الطبقة حليفة للثورة والثانية:‏ اأن هذا<br />

احلليف ليس هو مادة الثورة،‏ وبالتايل يجب احلذر،‏ واأن يكون التعامل واعياً‏ لكي ال تتسلل<br />

هذه الطبقة لقيادة الثورة )53( .<br />

‏●ثالثاً-‏ الربجوازية الكبرية:‏ يرى التقرير اأن هذه الطبقة متثل برجوازية جتارية<br />

ومرصفية مرتبطة مبصالح االمربيالية التجارية واملرصفية،‏ واأن عددها ال يتجاوز %1<br />

من الشعب )54( ، لذلك فاإن هذه الطبقة ليست مستعدة حلمل السالح اأو االستعداد للموت<br />

دفاعاً‏ عن الوطن،‏ فالرهان على هذه الطبقة هو بعرثة وتشتيت لقوى االأمة،‏ واإدخالها يف<br />

‏رصاع داخلي )55( .<br />

وعلى اأية حال،‏ فاإن التقرير رسم تصوره للجبهة الوطنية العريضة من خالل قيام<br />

جبهة متثل العمال والفالحني والربجوازية الصغرية،‏ لكن التقرير ركز على بعد اأيديولوجي<br />

مهم اأال وهو تعبئة الفالحني والعمال يف تنظيم ‏سياسي ثوري يتسلح باالشرتاكية العلمية،‏<br />

اأما الربجوازية الصغرية،‏ فليس باالإمكان تعبئتها مبفهوم االشرتاكية العلمية،‏ واإمنا مبنطق<br />

الشعارات التحررية العاملية لكي ال تعيش حياة تنظيمية تلزمها مبا هو فوق طاقتها )56( .<br />

وبالعودة للحديث عن قوى الثورة على الصعيد العربي:‏ يرى التقرير اأن اسرتاتيجية<br />

العمل الثوري العربي تتطابق واسرتاتيجية العمل الثوري الفلسطيني،‏ واأن اأساس التطابق<br />

وقوع اأجزاء من االأراضي العربية مثل ‏سيناء واجلوالن حتت االحتالل،‏ كما هو احلال<br />

الفلسطيني،‏ لذلك فاإن اإسرتاتيجية معركة التحرير الفلسطينية تتطلب تعبئة القوى الثورية<br />

كافة،‏ وحشدها يف البلدان العربية بشكل عام،‏ والدول العربية املحيطة باإرسائيل بشكل<br />

خاص.‏ وقسم التقرير الدول العربية اإىل قسمني:‏<br />

‏●اأولً-‏ الأنظمة الرجعية الراأسمالية:‏ وتشكل العالقة مع هذا النوع من االأنظمة<br />

عالقة تصادقية فهذه االأنظمة مثَّلتها طبقة االإقطاعيني واالأرس االستقراطية الربجوازية<br />

280<br />

●<br />

●<br />

●<br />


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

مثل قيادة اأمني احلسيني يف فلسطني وشكري القوتلي يف ‏سوريا،‏ وقد هدفت هذه الطبقة<br />

برصاعها مع االستعمار اإىل الوصول اإىل استقالل ‏شكلي لتصبح على راأس السلطة،‏ وبذلك<br />

‏ستبقى ‏رشيكة لالستعمار يف استغالل الكادحني.‏<br />

‏●ثانياً-‏ الأنظمة الوطنية:‏ مثل هذا النوع من االأنظمة قيادة جمال عبد النارص<br />

الذي استطاع اأن يتخلص من احلماية الربيطانية،‏ واأحدث اإصالحات زراعية ودفع مبرص<br />

نحو التحول االشرتاكي.‏<br />

281<br />

●<br />

وقد بني التقرير اأن التقومي الثوري لهذه االأنظمة،‏ يكون عرب تقومي نتائج هزمية حزيران<br />

عام ‎1967‎م فمنذ اأواسط الستينيات اأصبحوا يتحركون ‏ضمن برامج وخمططات تفرضها<br />

الطبيعة الطبقية لتلك االأنظمة،‏ وهنا بداأت اأزمة تكوين االأنظمة واأزمة خمططاتها،‏ فعلى<br />

الرغم من اأنها ‏رضبت مصالح االإقطاع والراأسمالية،‏ فاإنها اأبقت على الربجوازية الصغرية<br />

ومصاحلها،‏ وبهذا تشابكت مصاحلها مع مصالح الربجوازية الصغرية،‏ وشكلت معها طبقة<br />

فوقية اأرادت ‏–على الرغم من عدائها لالستعمار-‏ احلفاظ على مصاحلها فطرحت التصدي<br />

لالستعمار من خالل املوؤسسة العسكرية؛ الأن احلرب الشعبية تعني اأن يتبواأ القيادة اأبناء<br />

الطبقات الكادحة التي تضحي باأرواحها،‏ ولذلك طرحت فكراً‏ ‏سياسياً‏ مائعاً‏ من القضية،‏<br />

مما اأدى اإىل هزمية عام ‎1967‎م،‏ وبهذا مل تكن هزمية عام ‎1967‎م هزمية عسكرية بقدر ما<br />

كانت هزمية للربجوازية الصغرية وبراجمها الهزيلة )57( .<br />

عالقة اجلبهة الشعبية مبنظمة التحرير الفلسطينية:‏<br />

باحلديث عن عالقة اجلبهة الشعبية مبنظمة التحرير الفلسطينية،‏ البد من التعرف اإىل<br />

موقف حركة القوميني العرب ‏)احلركة الأم للجبهة الشعبية(‏ ، فقد اعتربت احلركة اأن<br />

قيام املنظمة مهم للقضية الفلسطينية ‏رشيطة اأن تكون تنظيماً‏ ثورياً‏ هدفه حترير فلسطني،‏<br />

ومبنياً‏ على قاعدة انتخابية حرة،‏ واإذا تعذر ذلك فال باأس من جلنة حتضريية ممثلة جلميع<br />

املنظمات،‏ كما دعت احلركة لتجنيد الفلسطينيني يف وحدات عسكرية نظامية تخضع لقيادة<br />

يقودها جهاز تنفيذي يف ذلك الكيان،‏ واأن يكون املجلس الوطني هو السلطة العليا،‏ وهو<br />

الذي ينتخب اللجنة التنفيذية ملدة عامني وتنتخب بدورها رئيسها )58( .<br />

لكن احلركة وبعد اختيار الشقريي رئيساً‏ للجنة التنفيذية،‏ حتفظت على اأدائه ومواقفه<br />

فاعتربت اأن املنظمة مل حتقق الهدف الذي قامت من اأجله،‏ لذلك ‏-وبعد عقد املوؤمتر الفلسطيني<br />

االأول يف القدس وقبيل انعقاد املوؤمتر الثاين يف القاهرة-‏ دعت احلركة اإىل اإعادة هيكلة<br />

املنظمة لتصبح منظمة جماهرية ثورية حتشد الطاقات الفلسطينية اإىل ‏ساحات القتال،‏


اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني ‎1967‎م ‏-‏‎1970‎م د.‏ عماد البشتاوي<br />

أ.‏ شبلي دودين<br />

دراسة في املصادر والوثائق الفلسطينية<br />

وبعد انعقاد املوؤمتر الثاين بينت احلركة اأن املنظمة بقيادة الشقريي،‏ وبعد عام من العمل<br />

مل توفر املناخ املناسب للعمل الثوري )59( ، وبهذا ميزت احلركة بني دعمها لقيام املنظمة<br />

باعتبارها فرصة ثمينة مفتوحة اأمام الشعب الفلسطيني،‏ وبني نقدها للشقريي ‏صاحب<br />

السلطة الفردية،‏ واأن البديل لذلك هو العمل اجلماعي )60( .<br />

ويف بيانها الصادر بتاريخ ‎1967/12/19‎م،‏ اأيدت اجلبهة الشعبية مذكرة اللجنة<br />

التنفيذية ملنظمة التحرير الفلسطينية،‏ والتي طالبت باإقالة الشقريي عن رئاسة املنظمة،‏<br />

وقد عللت اجلبهة موقفها بالقول:‏ اإن التنظيمات الفلسطينية قد حاولت دفع املنظمة نحو<br />

مواقع ثورية،‏ اإال اأنها كانت تصطدم بعقبات اأهمها عقلية الشقريي واأسلوبه يف العمل الذي<br />

حول املنظمة اإىل هيكل فارغ،‏ بعدما حولها اإىل موؤسسة ديكتاتورية فردية،‏ بدالً‏ من اأن تكون<br />

موؤسسة تضع اإمكانياتها حتت ترصف املقاومة،‏ لذلك ثمنت اجلبهة موقف اللجنة التنفيذية<br />

بالدعوة الإقالة الشقريي،‏ وطالبت باإعادة تشكيل املنظمة على اأسس ثورية لوضع اإمكانات<br />

املنظمة يف خدمة املقاومة،‏ ورضورة تهيئة الظروف الإيجاد نوع من اللقاء والتنسيق بني<br />

املنظمات الفلسطينية،‏ وتخليص املنظمة من ‏سطوة التسلط الفردي واالرجتايل )61( .<br />

وعلى اإثر الضغوط املتزايدة على الشقريي قدم استقالته يف )62( 1967/12/24 ،<br />

وبعد االستقالة وجهت اجلبهة الشعبية بتاريخ 1968/1/6 مذكرة للجنة التنفيذية ملنظمة<br />

التحرير الفلسطينية ‏رشحت فيها ما تراه مناسباً‏ يف طبيعة مهمة املنظمة،‏ واأن االأزمة يف<br />

املنظمة مل تنته باستقالة الشقريي،‏ حيث اإن استقالته تشكل مدخالً‏ للمراجعة املطلوبة<br />

لتحسني اأداء عملها واأساليبه لكرس طوق العزلة الذي لفها،‏ ولن يتحقق ذلك اإال بالتعاون<br />

بني املنظمة والقوى االأخرى على الساحة الفلسطينية )63( .<br />

ووجهت اجلبهة الشعبية مذكرة للجنة التحضريية للوحدة الوطنية الفلسطينية يف اأيار<br />

1968، اأوضحت فيها اأنها ال متانع من االشرتاك يف املجلس الوطني التابع ملنظمة التحرير<br />

الفلسطينية ‏رشيطة اأن يكون ممثالً‏ للقوى املقاتلة كافة،‏ واأن ال تكون النسب العددية يف<br />

املجلس عائقاً‏ اأمام الوحدة )64( ، وبانعقاد املجلس الوطني الرابع يف ‏شهر متوز ‎1968‎م،‏<br />

يف القاهرة وجهت اجلبهة الشعبية مذكرة للمجلس ‏رشحت فيها اأبعاد القضية الفلسطينية<br />

وتصورها لطبيعة املعركة،‏ واإسرتاتيجية التصدي ومتطلباتها،‏ ونظرتها يف اإعادة هيكلة<br />

منظمة التحرير الفلسطينية ‏)اللجنة التنفيذية ودوائرها(‏ ومهمَّات تلك الدوائر )65( .<br />

وكانت اجلبهة الشعبية قد اأعلنت عن موافقتها على االشرتاك يف دورة املجلس الوطني<br />

الرابعة بعدما اُتفق على تشكيلة االأعضاء املمثلة يف املجلس،‏ والذي انتخب فيه السيد عبد<br />

282


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

املحسن القطان رئيساً‏ له،‏ وانتخب وديع حداد وزهري حمسن نائبني للرئيس )66( . لكن<br />

اجلبهة الشعبية،‏ ومن خالل موؤمترها االأول يف اآب ‎1968‎م عادت وحتفظت على تشكيلة<br />

املجلس الوطني،‏ حينما اعتربته قد جمع قوى رجعية،‏ وعلى راأسها ‏شلة املليونريية من<br />

اأصحاب البنوك وكبار املقاولني التي اشرتطت اأن تكون على راأس املجلس الوطني )67( .<br />

‏شهد عام ‎1969‎م توتراً‏ كبرياً‏ يف عالقة اجلبهة الشعبية مبنظمة التحرير الفلسطينية<br />

ففي دورة املجلس الوطني اخلامسة التي انعقدت بني 1- 4 ‏شباط ‎1969‎م،‏ كان عدد<br />

مقاعد املجلس الوطني 105 مقاعد،‏ موزعة كاالآتي:‏ )33( لفتح،‏ و )12( للجبهة الشعبية و<br />

)12( للصاعقة و )11( للجنة التنفيذية و )5( جليش التحرير و )1( للصندوق القومي و )3(<br />

لالحتادات و )28( للمستقلني،‏ وفور االإعالن عن التشكيلة السابقة اأعلنت اجلبهة الشعبية<br />

عن رفضها االشرتاك يف املجلس،‏ وانتخبت جلنة تنفيذية جديدة مل تشرتك فيها اجلبهة<br />

الشعبية )68( .<br />

وعقد املجلس الوطني دورته السادسة يف الفرتة املمتدة من 1- 6 اأيلول 1969 ووسع<br />

عضويته اإىل 112 عضواً‏ مل يحرض منهم ‏سوى 102 عضو،‏ ورفضت اجلبهة الشعبية جمدداً‏<br />

االإشرتاك يف دورة املجلس،‏ وعن اأسباب عدم املشاركة اأظهرت اجلبهة اأن عدم مشاركتها<br />

ال يعني عدم اهتمامها مبوضوع الوحدة الوطنية،‏ اأو املصلحة تنظيمية للجبهة،‏ واإمنا<br />

لتحفظات على منظمة التحرير من حيث تكوينها وغموض مواقفها،‏ وعدم الوضوح بني<br />

القوى املشاركة فيها،‏ وبالتايل،‏ فاإن املنظمة ل تشكل اإطاراً‏ ‏صحيحاً‏ للوحدة الوطنية<br />

بسبب الثغرات الآتية:‏<br />

‏.‏‎1‎التكوين:‏ 1 بينت اجلبهة اأن املنظمة تعيش واقعاً‏ مكتبياً‏ وبريوقراطياً‏ ال يصلح لقيادة<br />

املقاتلني واجلماهري،‏ واأن املنظمة قد اأهملت البناء العسكري،‏ وبالتايل فاإن البناء املكتبي<br />

والبريوقراطي قد استحوذ على ميزانية املنظمة،‏ بدالً‏ من اأن تذهب تلك املخصصات للقتال<br />

واملقاتلني،‏ وبهذا فاإن املنظمة ليس باإمكانها اأن تقود ثورة اإال اإذ حتولت مبكاتبها اإىل<br />

القواعد العسكرية وخميمات الالجئني.‏<br />

‏.‏‎2‎الغموض 2 يف موقف املنظمة:‏ وبخاصة يف عالقاتها مع الدولة العربية،‏ وال ‏سيما<br />

الرجعية منها.‏ وقد استدل البيان بتجارب الدول العربية الفاشلة خالل ثورة عام ‎1936‎م<br />

ونكبة ‎1948‎م ونكسة ‎1967‎م،‏ واأوضح البيان اأن تلك االأنظمة حتاول ‏رضب العمل الفدائي<br />

واحتواءه،‏ لذلك ينبغي على املنظمة اأن تطرح هذه املسائل بوضوح لتصبح اإطاراً‏ ‏سليماً‏<br />

للوحدة )69( .<br />

283


اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني ‎1967‎م ‏-‏‎1970‎م د.‏ عماد البشتاوي<br />

أ.‏ شبلي دودين<br />

دراسة في املصادر والوثائق الفلسطينية<br />

‏.‏‎3‎املصالح 3 الستعمارية:‏ اأظهرت اجلبهة اأن ‏رضب املصالح االستعمارية يتطلب<br />

حتديد من هو العدو،‏ وذهب البيان اأن معسكر العدو هم اإرسائيل واحلركة الصهيونية<br />

واالمربيالية العاملية واالأنظمة الرجعية العربية،‏ لذلك البد من التصدي لهذه القوى من قبل<br />

كل فصائل املنظمة التي ينبغي اأن تتوحد،‏ واأن الدعوة للوحدة ال يعني الوحدة االأيديولوجية،‏<br />

واإمنا الوحدة الوطنية والسياسية.‏<br />

‏.‏‎4‎واقع 4 التنظيمات الفلسطينية:‏ اأوضحت اجلبهة اأن واقع التنظيمات الفلسطينية<br />

ومواقع االختالف واالتفاق بينها تفرض نوعاً‏ معيناً‏ من العالقات،‏ البد اأن ياأخذ طابعاً‏<br />

جبهوياً؛ الأنها الصيغة الوحيدة للعمل املشرتك،‏ وتوفر لكل تنظيم حقه يف ممارسة نشاطه<br />

السياسي والعسكري،‏ واأن طبيعة منظمة التحرير الفلسطينية احلالية،‏ ال تشكل ‏صيغة للقاء<br />

تلك القوى الوطنية.‏<br />

‏.‏‎5‎املجلس 5 الوطني واللجنة التنفيذية:‏ اأكدت اجلبهة اأن االتفاق النظري يف القضايا<br />

اخلالفية ال يشكل طريقاً‏ جيداً‏ للتعاون،‏ واأن الضمانة الوحيدة للعمل املشرتك عن طريق<br />

تشكيل هيئات املنظمة القيادية بشكل يضمن متثيل جميع املنظمات فيها )70( .<br />

وبينت اجلبهة اأن االتصاالت التي متت بينها،‏ وبني اللجنة التنفيذية ملنظمة التحرير<br />

الفلسطينية مل تسفر عن حتقيق نتائج يف هذا املوضوع،‏ لذلك فاإن اشرتاك اجلبهة يف<br />

الهيئات التنفيذية ملنظمة التحرير دون االشرتاك يف املجلس الوطني لن يكون فعاالً‏ )71( .<br />

284


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

اخلامتة:‏<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

‏♦شكلت هزمية عام ‎1967‎م بروز ظاهرة العمل الفلسطيني املستقل خارج اإطار<br />

احلركات واالأحزاب القومية بظهور التنظيمات الفلسطينية،‏ بعد فشل الرهان على القوات<br />

العربية واالأنظمة العربية،‏ معتربة اأن مرحلة جديدة من العمل الثوري يف اسرتجاع فلسطني<br />

قد بداأت باأسلوب الكفاح املسلح،‏ ومسرتشدة بالتجارب الثورية يف العامل.‏<br />

مل تكن اجلبهة الشعبية يف بداية نساأتها اأكرث من جمرد تنظيم ثوري،‏ لذلك عقدت<br />

اجلبهة موؤمترها االأول يف اآب ‎1968‎م يف حماولة لبلورة اأيديولوجية واضحة للجبهة،‏ اإال<br />

اأن اأحداث املوؤمتر كشفت التباين الواضح بني اأقطابها،‏ ممَّا ترتب عليه اأوضاعاً‏ واإفرازات<br />

اأدخلت اجلبهة يف ‏سجاالت فكرية ترتب عليها انشقاقات عديدة.‏<br />

انشقت اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني ‏)القيادة العامة(‏ عن اجلبهة الشعبية متذرعة<br />

بذرائع عدة،‏ منها تنكر اليمني لقرارات موؤمتر اآب،‏ كما انشقت اجلبهة الشعبية الدميقراطية<br />

بقيادة نايف حوامته للمسوغات السابقة نفسها،‏ واأيضاً‏ التهام حوامته الأقطاب اليمني<br />

باضطهاد اأقطاب اليسار وقتلهم واعتقالهم،‏ وهو ما اأنكره زعيم اجلبهة الشعبية جورج<br />

حبش،‏ معترباً‏ اأن املنشقني حاولوا تفجري ‏رصاع طبقي يف الوقت الذي يحتاج فيه الشعب<br />

الفلسطيني اإىل حتالف طبقي يف مرحلة التحرر الوطني.‏<br />

بعد عملية االنشقاق التي تعرضت لها اجلبهة الشعبية دخلت اجلبهة يف عملية تاأمل<br />

جديدة برهن عليها موؤمتر ‏شباط عام 1969، الذي رسم االإسرتاتيجية السياسية والتنظيمية<br />

للجبهة،‏ وحُ‏ ‏سم املوقف االأيديولوجي لها بشكل نهائي بتبني املاركسية اللينيينة.‏<br />

‏♦شهدت عالقة اجلبهة الشعبية مبنظمة التحرير الفلسطينية ‏–منذ نشوء املنظمة-‏<br />

توتراً‏ حني انتقدت اجلبهة زعيم املنظمة اأحمد الشقريي،‏ وراأت اأنه اأفرغ املنظمة من حمتواها<br />

بقراراته االرجتالية،‏ ويف مرحلة ما بعد الشقريي استمرت اجلبهة يف توجيه االنتقادات<br />

اإىل هيكلية املنظمة،‏ وتشكيلة املجلس الوطني،‏ االأمر الذي منع اجلبهة من املشاركة يف<br />

الدورتني اخلامسة والسادسة للمجلس الوطني الفلسطيني.‏<br />

285


اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني ‎1967‎م ‏-‏‎1970‎م د.‏ عماد البشتاوي<br />

أ.‏ شبلي دودين<br />

دراسة في املصادر والوثائق الفلسطينية<br />

اهلوامش:‏<br />

‎1‎عماد . 1 نداف،‏ نايف حوامتة يتحدث،‏ ‏ص . 46<br />

‎2‎فوؤاد . 2 مطر،‏ حكيم الثورة،‏ ‏ص‎115‎ .<br />

‎3‎الوثائق . 3 الفلسطينية العربية لعام 1967، وثيقة رقم )191( ، ‏ص . 267<br />

‎4‎باسل . 4 الكبيسي،‏ حركة القوميني العرب،‏ ‏ص‎50‎ .<br />

‎5‎الوثائق . 5 الفلسطينية العربية لعام ،1967 وثيقة رقم )685( ، ‏ص -973 974 .<br />

‏.‏‎6‎املرشوع 6 الربيطاين:‏ عرضته بريطانيا على جملس االأمن بساأن النزاع العربي االإرسائيلي،‏<br />

واأقره جملس االأمن يف الثاين والعرشين من ترشين الثاين عام 1967، وجاء القرار على<br />

‏شكل اإبداء رغبات دولية اأكرث منه اإىل قرارات تنفيذية،‏ وقد نص القرار على حق اإرسائيل<br />

يف الوجود،‏ ووضع حدود ثابتة لها واأمنها وسالمتها،‏ واإنهاء حالة احلرب معها،‏ كما<br />

وجتاهل القرار حق العودة لالجئني،‏ واعرتف القرار بحق املرور يف املمرات الدولية<br />

خاصة العقبة وقناة السويس،‏ وهكذا جاء القرار يف جمموعه حمققاً‏ الأمال اإرسائيل<br />

ومطالبها،‏ وخميباً‏ الآمال العرب وقرارات موؤمتراتهم،‏ الوثائق الفلسطينية العربية لعام<br />

،1967 وثيقة رقم )661( ، -943 .944<br />

‎7‎الوثائق . 7 الفلسطينية العربية لعام 1967، وثيقة رقم )672( ، ‏ص‎956‎‏-‏ . 957<br />

‎8‎باسل . 8 الكبيسي،‏ حركة القوميني العرب،‏ ‏ص 75- 76 .<br />

‏.‏‎9‎عن 9 تسمية اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني،‏ اأوضح جورج حبش باأنه ‏صاحب الفكرة يف<br />

اإطالق هذه التسمية التي نوقشت باستفاضة،‏ بعدما اأطلق كل تنظيم اقرتاحاً،‏ واأضاف<br />

قائالً:‏ اأن كل كلمة يف املسمى لها معنى،‏ فكلمة جبهة لها مضمون ‏سياسي،‏ والإعطاء<br />

التنظيم طابعاً‏ طبقياً‏ كانت كلمة الشعبية،‏ واأما كلمتا حترير فلسطني،‏ فهما لتحديد<br />

الهدف السياسي لهذا التنظيم.‏ فوؤاد مطر،‏ حكيم الثورة،‏ ‏ص 118.<br />

‎1010‎الكتاب السنوي للقضية الفلسطينية لعام 1967، ‏ص . 139<br />

111 الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، وثيقة رقم )704( ، ‏ص‎1000‎ .<br />

‎1212‎الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، وثيقة رقم )352( ، ‏ص‎400‎ .<br />

‎1313‎جورج حبش،‏ التجربة النضالية،‏ ‏ص 29- 30 .<br />

‎1414‎الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، وثيقة رقم )577( ، ‏ص . 653<br />

286


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

‎1515‎يزيد ‏صانع احلركة الوطنية الفلسطينية،‏ ‏ص‎341‎‏-‏ . 345<br />

‎1616‎اُعتقل جورج حبش يف ‏سوريا مع زميليه فايز قدوره وعلي بشناق بتاريخ ، 1968/3/19<br />

يف اأثناء لقائه مع مسوؤول عسكري ‏سوري يف حماولة من جورج حبش استعادة اأسلحة<br />

‏صودرت من مقاتلي اجلبهة،‏ وفشلت كل الوساطات العربية الإطالق ‏رساحه،‏ والذي<br />

استمر 232 يوماً‏ فتدخلت اجلبهة الشعبية بعملية عسكرية واأطلقت ‏رساحه مع زمالئه<br />

بتاريخ 24 ترشين ثاين 1968، الوثائق العربية الفلسطينية لعام 1968، وثيقة رقم<br />

)749( ، ‏ص‎868‎‏،‏ وتشري دراسة اأخرى اأن جورح حبش قد اعتقل حينما اتهمت ‏سوريا<br />

حركة القوميني العرب بالتاآمر للقيام بانقالب عسكري مع ‏شخصيات معارضة بقيادة<br />

جمال االأتاسي،‏ يزيد ‏صايغ،‏ احلركة الوطنية الفلسطينية،‏ ‏ص 342.<br />

‎1717‎يزيد ‏صايغ،‏ احلركة الوطنية الفلطسينية،‏ ‏ص . 345<br />

‎1818‎عماد نداف،‏ نايف حوامته يتحدث،‏ ‏ص . 52<br />

‎1919‎يزيد ‏صايغ،‏ احلركة الوطنية الفلسطينية،‏ ‏ص 343- 345 .<br />

‎2020‎عماد نداف،‏ نايف حوامته يتحدث،‏ ‏ص . 53<br />

‎2121‎الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، وثيقة رقم )577( ، ‏ص 653- 655 .<br />

222 الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، وثيقة رقم )577( ، ‏ص‎655‎‏-‏ . 657<br />

‎2323‎الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، وثيقة رقم )577( ، ‏ص . 658<br />

‎2424‎الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، وثيقة رقم )577( ، ‏ص . 659<br />

‎2525‎الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، وثيقة رقم )577( ، ‏ص‎660‎<br />

‎2626‎الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، وثيقة رقم )577( ، ‏ص 664- 671 .<br />

‎2727‎الكتاب السنوي للقضية الفلسطينية لعام 1969، ‏ص . 95<br />

‎2828‎يزيد ‏صايغ،‏ احلركة الوطنية الفلسطينية،‏ ‏ص . 344<br />

‎2929‎الكتاب السنوي للقضية الفلسطينية لعام 1969، ‏ص 123- 124 .<br />

‎3030‎يزيد ‏صايغ،‏ احلركة الوطنية الفلسطينية،‏ ‏ص . 344<br />

‎3131‎فوؤاد مطر،‏ حكيم الثورة،‏ ‏ص‎119‎ .<br />

‎3232‎الكتاب السنوي للقضية الفلسطينية لعام 1969، ‏ص‎95‎ .<br />

287


اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني ‎1967‎م ‏-‏‎1970‎م د.‏ عماد البشتاوي<br />

أ.‏ شبلي دودين<br />

دراسة في املصادر والوثائق الفلسطينية<br />

333 عماد نداف،‏ نايف حوامته يتحدث،‏ ‏ص . 56<br />

‎3434‎الكتاب السنوي للقضية الفلسطينية لعام 1969، ‏ص 96- 97 .<br />

‎3535‎الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، وثيقة رقم )77( ، ‏ص‎64‎‏-‏ . 65<br />

‎3636‎الكتاب السنوي للقضية الفلسطينية لعام 1969، ‏ص‎97‎ .<br />

‎3737‎الكتاب السنوي للقضية الفلسطينية لعام 1969، ‏ص‎98‎ .<br />

‎3838‎الكتاب السنوي للقضية الفلسطينية،‏ لعام 1969، ‏ص‎99‎ .<br />

‎3939‎الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، وثقة رقم )77( ، ‏ص‎67‎ .<br />

‎4040‎الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، وثقة رقم )77( ، ‏ص 67- 68 .<br />

‎4141‎فوؤاد مطر،‏ حكيم الثورة،‏ ‏ص 120- 122 .<br />

‎4242‎الكتاب السنوي للقضية الفلسطينية لعام 1969، ‏ص . 102<br />

‎4343‎الكتاب السنوي للقضية الفلسطينية لعام 1969، ‏ص . 102<br />

444 الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، وثيقة رقم )195( ، ‏ص 200- 201 .<br />

‎4545‎الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، وثيقة رقم )196( ، ‏ص 200- 201<br />

‎4646‎الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، وثيقة رقم )197( ، ‏ص . 201<br />

‎4747‎الكتاب السنوي للقضية الفلسطينية لعام 1969، ‏ص 103- 104 .<br />

‎4848‎الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، وثيقة رقم )77( ، ‏ص‎79‎ .<br />

‎4949‎الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، وثيقة رقم )77( ، ‏ص . 89<br />

‎5050‎يف حديث جلورج حبش يف اآذار 1969 حول موجبات احلرب الشعبية بني اأن االشرتاكية<br />

العلمية هي االأساس العقائدي للثورة،‏ وحينما ‏سئل هل تعني باالشرتاكية العلمية<br />

املاركسية قال حبش نعم اأنها املاركسية،‏ التي تعطي اأولوية للكفاح املسلح مثل<br />

االأحزاب املاركسية الصينية والكوبية والفيتنامية،‏ اإن مثل تلك االأحزاب لهو الكفيل<br />

باستعادة فلسطني من خالل حرب التحرير الشعبية وحرب العصابات وليس عن طريق<br />

احلرب الكالسيكية غري املتكافئة،‏ ويف نيسان 1969 اأعاد جورج حبش تاأكيده على اأن<br />

املاركسية هي الطريق الوحيد اإىل النرص حتى ولو استمرت هذه احلرب طويالً.‏ الوثائق<br />

الفلسطينية العربية لعام 1969، وثيقة رقم )92( ، ‏ص‎98‎‏.‏<br />

288


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

‎5151‎الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، وثيقة رقم )77( ، ‏ص 89- 92 .<br />

‎5252‎الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، وثيقة رقم )77( ، ‏ص‎81‎‏-‏ . 82<br />

‎5353‎الكتاب السنوي للقضية الفلسطينية لعام 1969، ‏ص‎104‎ .<br />

‎5454‎الوثائق الفلسطينية لعام 1969، وثيقة رقم )77( ، ‏ص‎82‎ .<br />

555 الكتاب السنوي للقضية الفلسطينية لعام 1969، ‏ص‎104‎ .<br />

‎5656‎الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، وثيقة رقم . 84 77،<br />

‎5757‎الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، وثيقة رقم )77( ، ‏ص‎84‎‏-‏ . 88<br />

‎5858‎الكتاب السنوي للقضية الفلسطينية لعام 1964، ‏ص‎96‎ .<br />

‎5959‎الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1965، وثيقة رقم )94( ، ‏ص 23- 246 .<br />

‎6060‎الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1965، وثيقة رقم )165( ، ‏ص‎476‎‏-‏ . 477<br />

‎6161‎الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، وثيقة رقم )720( ، ‏ص 1018- 1019 .<br />

‎6262‎الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، وثيقة رقم )725( ، ‏ص‎1025‎ .<br />

‎6363‎الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، وثيقة رقم )3( ، ‏ص . 2<br />

‎6464‎الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، وثيقة رقم )330( ، ‏ص 378- 379 .<br />

‎6565‎الوثائق الفلسطينية العربية لعام‎1968‎‏،‏ وثيقة رقم )452( ، ‏ص‎505‎‏-‏ . 510<br />

666 الكتاب السنوي للقضية الفلسطينية لعام 1968، ‏ص‎70‎ .<br />

‎6767‎الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، وثيقة رقم )577( ، ‏ص . 664<br />

‎6868‎الكتاب السنوي للقضية الفلسطينية لعام 1969، ‏ص‎66‎‏-‏ . 67<br />

‎6969‎الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، وثيقة رقم )361( ، ‏ص‎362‎‏-‏ . 366<br />

‎7070‎الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، وثيقة رقم )361( ، ‏ص‎362‎‏-‏ . 366<br />

‎7171‎الكتاب السنوي للقضية الفلسطينية لعام 1969، ‏ص‎69‎‏-‏ . 70<br />

289


اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني ‎1967‎م ‏-‏‎1970‎م د.‏ عماد البشتاوي<br />

أ.‏ شبلي دودين<br />

دراسة في املصادر والوثائق الفلسطينية<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

أوالً-‏ الوثائق:‏<br />

أ.‏ الوثائق الفلسطينية العربية:‏<br />

‎1‎الوثائق . 1 الفلسطينية العربية لعام ، 1965 موؤسسة الدراسات الفلسطينية،‏<br />

290<br />

بريوت،‏ 1967.<br />

‎2‎الوثائق . 2 الفلسطينية العربية لعام ، 1967 موؤسسة الدراسات الفلسطينية،‏<br />

بريوت،‏ 1969.<br />

‎3‎الوثائق . 3 الفلسطينية العربية لعام ، 1968 موؤسسة الدراسات الفلسطينية،‏<br />

بريوت،‏ 1970.<br />

‎4‎الوثائق . 4 الفلسطينية العربية لعام ، 1969 موؤسسة الدراسات الفلسطينية،‏<br />

بريوت،‏ 1971.<br />

ب.‏ الكتاب السنوي:‏<br />

‎1‎الكتاب . 1 السنوي للقضية الفلسطينية لعام ، 1964 موؤسسة الدراسات الفلسطينية،‏<br />

بريوت،‏ 1966.<br />

‎2‎الكتاب . 2 السنوي للقضية الفلسطينية لعام ، 1967 موؤسسة الدراسات الفلسطينية،‏<br />

بريوت،‏ 1969.<br />

‎3‎الكتاب . 3 السنوي للقضية الفلسطينية لعام ، 1968 موؤسسة الدراسات الفلسطينية،‏<br />

بريوت،‏ 1971.<br />

‎4‎الكتاب . 4 السنوي للقضية الفلسطينية لعام ، 1969 موؤسسة الدراسات الفلسطينية،‏<br />

بريوت،‏ 1972.<br />

ثانياً-‏ املذكرات الشخصية:‏<br />

‏.‏‎1‎حبش،‏ 1 جورج:‏ التجربة النضالية الفلسطينية،‏ حوار حممد ‏سويد،‏ موؤسسة الدراسات<br />

الفلسطينية،‏ بريوت،‏ 1988.<br />

. ‎2‎نداف،‏ عماد:‏ نايف حوامته يتحدث،‏ دار اجلليل للنرش،‏ 1997<br />

. ‎3‎مطر،‏ فوؤاد:‏ حكيم الثورة،‏ هاي اليت،‏ لندن،‏ 1984<br />

. 2<br />

. 3


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

ثالثاً-‏ املراجع:‏<br />

‎1‎‏صايغ،‏ . 1 يزيد:‏ احلركة الوطنية الفلسطينية 1949- 1993 ، موؤسسة الدراسات الفلسطينية،‏<br />

بريوت،‏ 2003.<br />

‏.‏‎2‎الكبيسي،‏ 2 باسل:‏ حركة القوميني العرب،‏ مطبعة النارص،‏ القدس،‏ د.‏ ت.‏<br />

291


اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني ‎1967‎م ‏-‏‎1970‎م د.‏ عماد البشتاوي<br />

أ.‏ شبلي دودين<br />

دراسة في املصادر والوثائق الفلسطينية<br />

292


يهودية دولة إسرائيل:‏<br />

جذور املصطلح وتأثريه<br />

على القضية الفلسطينية<br />

د.‏ أسامة حممد أبو حنل<br />

أستاذ مشارك في التاريخ الحديث والمعاصر/‏ كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية/‏ جامعة األزهر/‏ غزة.‏<br />

293


يهودية دولة إسرائيل:‏<br />

جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />

د.‏ أسامة أبو نحل<br />

ملخص:‏<br />

اإن مساألة قضية يهودية دولة اإرسائيل،‏ التي طرحها قادتها يف االآونة االأخرية من<br />

خالل ترصيحاتهم،‏ تُعد من اأخطر القضايا املطروحة يف منطقة الرشق االأوسط؛ الأنها تهدد<br />

مصري القضية الفلسطينية،‏ وتنذر باندثارها متاماً،‏ وبخاصة اإذا ما وُ‏ ‏ضع هذا الطرح حمل<br />

التنفيذ الفعلي على االأرض،‏ واأصبح اأمراً‏ واقعاً،‏ دون فعل ‏شيء ملموس من اجلانب العربي.‏<br />

وللحقيقة فاإن طرح ‏)يهودية الدولة(‏ مل يكن وليد هذه الترصيحات،‏ بل ‏سبقها يف<br />

التاريخ احلديث ترصيحات للعديد من القادة الصهاينة،‏ وحتديداً‏ يف النصف الثاين من<br />

القرن التاسع عرش،‏ واأيضاً‏ ما ‏صدر عن الساسة االإنكليز خالل النصف االأول من القرن<br />

العرشين،‏ كما يف ترصيح بلفور عام 1917، وتقرير اللجنة امللكية ‏)تقرير جلنة بيل(‏ عام<br />

1937، واأخرياً‏ القرار الدويل رقم 181، الذي ‏صدر عن اجلمعية العامة لالأمم املتحدة عام<br />

.1947<br />

ويف راأينا تكمن خطورة ترصيحات قادة اإرسائيل فيما يتعلق بيهودية ‏)الدولة(؛<br />

باأنها ‏ستوؤدي اإىل اإحلاق االأذى بالقضية الفلسطينية برمتها وكل ملفاتها،‏ واإفراغها من<br />

مضمونها،‏ وستجعل من الفلسطينيني ومن دولتهم املنتظرة جمرد رقم ثانوي ال قيمة له<br />

يف منطقة الرشق االأوسط.‏<br />

294


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

Abstract:<br />

The issue of Israel, which has been raised by the Israeli leaders in recent<br />

times as a Jewish state is considered as the most serious issue in the Middle<br />

East; because it threatens the fate of the Palestinian issue, and will completely<br />

demolish it especially if the Israelis implement it on the ground and make it<br />

real, without doing anything to face the Arab official regimes.<br />

In fact, speaking about the (Jewish State), was not initiated only in these<br />

statements, but was preceded by what has been declared in modern history<br />

by Zionist leaders' statements particularly in the second half of the nineteenth<br />

century. This was also what the British politicians issued during the first half<br />

of the twentieth century, as in the Balfour Declaration in 1917, and the report<br />

of the Royal Commission (Peel commission report) in 1937, and finally the<br />

UN Security Council Resolution 181, issued by the General Assembly of the<br />

United Nations in 1947.<br />

In our view, the seriousness of the statements of the Israeli leaders<br />

regarding the Jewish State will cause a great harm to the whole Palestinian<br />

issue and all its files, and will empty it of all its content, and will make the<br />

Palestinians and their expected state a minor issue that has no value in the<br />

Middle East.<br />

295


يهودية دولة إسرائيل:‏<br />

جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />

د.‏ أسامة أبو نحل<br />

مقدمة:‏<br />

اإن احلديث عن يهودية دولة اإرسائيل وجذور نساأتها من املوضوعات النادرة يف<br />

تاريخنا املعارص،‏ ويكتسب هذا املوضوع اأهميته من تكرار حديث قادة دولة اإرسائيل عن<br />

يهودية دولتهم؛ وحق اليهود باأن تكون دولتهم دولة يهودية خالصة من اأي جنس عرقي<br />

اأو ديني مغاير لليهودية؛ اأو مبعنى اآخر،‏ فاإنهم يبتغون دولة عنرصية متاماً‏ ال يشاركهم<br />

فيها اأحد.‏<br />

ومهما يكن من اأمر؛ فاإن مصطلح يهودية الدولة ليس باجلديد؛ بل هو قدمي جديد<br />

اإن جاز التعبري،‏ فهذا املصطلح ظهر بدايةً‏ مع رواد احلركة الصهيونية يف القرن التاسع<br />

عرش،‏ ثمَّ‏ اأكّ‏ ده الزعيم الصهيوين ‏»تيودور هرتزل«‏ يف املوؤمتر الصهيوين الأول يف بازل<br />

السويرسية عام ‎1897‎م،‏ ومع اندالع احلرب العاملية االأوىل منحت احلكومة الربيطانية<br />

ترصيحاً‏ لليهود،‏ ‏سُ‏ مي باسم ‏»ترصيح بلفور«‏ عام ‎1917‎م؛ يقضي بحقهم يف اأن يكون<br />

لهم وطن قومي على اأرض فلسطني،‏ وخالل فرتة انتداب بريطانيا على فلسطني،‏ اأقرّت<br />

احلكومة الربيطانية تقرير اللجنة امللكية ‏)تقرير جلنة بيل(‏ عام ‎1937‎م،‏ الذي ينص<br />

على تقسيم فلسطني اإىل دولتني:‏ اإحداهما عربية واالأخرى يهودية؛ اأي اأن هذا التقرير وضع<br />

مساألة الدولة اليهودية الأول مرة يف بوؤرة االهتمام الدويل؛ وذلك بعد اأن كان ‏صك االنتداب<br />

على فلسطني،‏ ينص على ‏رضورة تنفيذ ما ‏صدر يف ترصيح بلفور من اإقامة وطن قومي<br />

لليهود.‏<br />

اأما القرار الدويل 181 لعام ‎1947‎م،‏ والذي ‏صدر عن اجلمعية العامة لالأمم املتحدة،‏<br />

فقد كان القرار الرسمي لتطبيق تقسيم فلسطني فعلياً‏ اإىل دولتني:‏ عربية ويهودية،‏ واعتُرب<br />

هذا القرار ملزماً‏ للجميع،‏ وال يجوز رفضه اأو نقضه.‏<br />

ومع بداية اإرهاصات التسوية السلمية لقضايا احلل النهائي عام 2007، بداأت اإرسائيل<br />

يف التهرب من استحقاقاتها عرب تسويقها ملساألةٍ‏ خطرية،‏ هي ‏رضورة االعرتاف الفلسطيني<br />

والعربي بيهودية دولتها،‏ وشاركها الرئيس االأمريكي ‏»جورج بوش االبن«‏ برضورة تنفيذ<br />

ذلك املطلب،‏ ومن بعده الرئيس احلايل ‏»باراك اأوباما«.‏<br />

وتنبع اأهمية هذه الدراسة،‏ من خطورة الطرح الذي عرضه قادة اإرسائيل يف املحافل<br />

كافة،‏ ‏سواء االإقليمية منها اأو الدولية،‏ ملِ‏ ا ‏سيرتتب على وضع هذا الطرح على اأرض الواقع<br />

من خماطر جسيمة على القضية الفلسطينية،‏ مما ينتفي معه حق الفلسطينيني باملطالبة<br />

296


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

بعودة الالجئني الفلسطينيني اإىل ديارهم التي ‏رشُ‏ دوا منها عام ‎1948‎؛ واأيضاً‏ اخلطر الذي<br />

يستشعره الفلسطينيون داخل اإرسائيل وهم الذين تزيد نسبتهم اىل اإجمايل عدد ‏سكان<br />

اإرسائيل عن 20 باملائة؛ الأن مصطلح ‏)يهودية الدولة(‏ يحمل يف طياته ‏–بالتاأكيد-‏ توجهاً‏<br />

اإرسائيلياً‏ لطرد اأبناء فلسطني من وطنهم بزعم احلفاظ على نقاء الدولة اليهودية,‏ يستوي<br />

يف ذلك فلسطينيو اأراضي ‎1967‎م واأراضي ‎1948‎م.‏<br />

وقد اعتمدت الدراسة اأساساً‏ على املنهج الوصفي التحليلي؛ نظراً‏ النعدام املراجع التي<br />

حتدثت عن مساألة يهودية دولة اإرسائيل،‏ اأو الدولة اليهودية،‏ والتي مرَّ‏ الكثريون عليها مرور<br />

الكرام،‏ دون اإدراك ملخاطرها،‏ كما ‏ستوضحها الدراسة.‏<br />

فاإن وُ‏ فقت يف هذه الدراسة؛ فاإن التوفيق من عند اهلل؛ واإن قرشّ‏ ت فهذا منتهى مقدرتي<br />

يف الوصول اإىل النتائج التي توصلتُ‏ اإليها؛ كما اأنني اأمتنى من الباحثني االآخرين،‏ العمل<br />

على بحث هذه القضية من زوايا عدة،‏ الإماطة اللثام عن املخططات االإرسائيلية لتهويد كل<br />

فلسطني التاريخية حلساب مصاحلهم االستعمارية.‏<br />

مصطلح الوطن القومي اليهودي يف اسرتاتيجية الساسة اإلنكليز:‏<br />

بادئ ذي بدء فاإن على الباحث اأيَّاً‏ كان،‏ االإقرار باجلرمية الكربى التي ارتكبتها<br />

بريطانيا العظمى يف اختالق دولة اإرسائيل على اأرض فلسطني التاريخية،‏ فلوال اجلرمية ملِ‏ ا<br />

وُ‏ ‏ضِ‏ عت هذه الدولة على اخلريطة السياسية ملنطقة الرشق االأوسط،‏ واأصبحت فيما بعد العباً‏<br />

اأساسياً‏ فيها؛ ذلك اأنه مهما اأُوتي قادة احلركة الصهيونية من براعة،‏ فالدور الربيطاين كان<br />

مبثابة الرشيان الرئيسي الذي اندفعت من خالله الطموحات الصهيونية اليهودية بقوة،‏<br />

لتجد بعد ذلك كل املعوقات،‏ وقد بداأت بالتالشي بخطىً‏ حثيثة،‏ نحو الهدف املنشود يف<br />

اإقامة تلك الدولة.‏<br />

وبدايات الهتمام الربيطاين مبساألة اإعادة اليهود اإىل فلسطني تعود تاريخياً‏<br />

اإىل القرن السابع عرش،‏ عندما قامت جماعة دينية تُسمى ‏»البيورتان«‏ )Puritanism(<br />

بالثورة،‏ وجنحوا من خاللها يف التحكم يف ‏سوؤون اإنكلرتا،‏ حيث طالبوا خالل تلك الفرتة<br />

باإعادة اليهود اإىل فلسطني )1( .<br />

ومنذ منتصف القرن التاسع عرش اأضحت فلسطني حمط اهتمام احلركة الصهيونية،‏<br />

وذلك الأسباب عدة،‏ منها يف املقام االأول:‏ تعاطف بريطانيا العظمى االإجنليكانية،‏ ذلك<br />

املذهب القريب من املذهب الربوتستانتي مع اليهود يف اإقامة وطن قومي لهم يف فلسطني،‏<br />

امتثاالً‏ ملِ‏ ا ورد يف العهد القدمي من عودة اليهود اإليها،‏ واإعادة بناء هيكل ‏سليمان املزعوم<br />

297


يهودية دولة إسرائيل:‏<br />

جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />

د.‏ أسامة أبو نحل<br />

يف مدينة القدس،‏ لذلك وجدنا الفايكونت ‏»باملرستون«‏ (Palmerston) رئيس الوزراء<br />

الربيطاين،‏ بنيّ‏ بوضوح يف رسالةٍ‏ بعث بها اإىل السفري االإنكليزي يف االآستانة،‏ املنافع<br />

السياسية واملادية التي ‏ستعود على السلطان العثماين،‏ من جرّاء تشجيع الهجرة اليهودية<br />

اإىل فلسطني؛ واأن عودة اليهود اإليها بدعوة من السلطان نفسه وحتت حمايته،‏ ‏سوف تشكّل<br />

‏سداً‏ منيعاً‏ يف وجه خمططات حممد علي باشا حاكم مرص اأو من ‏سيخلفه،‏ يف االستيالء<br />

على اأمالك الدولة العثمانية )2( .<br />

وكانت بريطانيا متهيداً‏ لوضع االأقوال موضع اأفعال،‏ قد افتتحت لها اأول قنصلية<br />

غربية يف مدينة القدس عام 1838، ووجّ‏ هت معظم جهودها ونشاطها حلماية اجلالية<br />

اليهودية يف فلسطني؛ فاأضحت مساألة حماية اليهود الشغل الشاغل لتلك القنصلية،‏ فقد<br />

اأبدى ‏»باملرستون«‏ رغبة ‏صادقة حلماية اليهود يف فلسطني،‏ الأسبابٍ‏ وُ‏ ‏صفت باالإنسانية<br />

من جهة،‏ وللمنافع التي من املتوقع احلصول عليها لكلٍّ‏ من السلطان العثماين واإنكلرتا من<br />

جهةٍ‏ ثانية،‏ ولرغبته الشخصية بعودة اليهود اإىل فلسطني،‏ ونيته استغالل ذلك الوجود داخل<br />

الدولة العثمانية،‏ لتعزيز النفوذ الربيطاين يف منطقة الرشق من جهة ثالثة )3( .<br />

وكان من اأهم اأهداف قادة احلركة الصهيونية،‏ ثمَّ‏ املنظمة الصهيونية العاملية،‏ هو<br />

اإقامة دولة حتمل اسماً‏ تاريخياً‏ ‏رشِ‏ فاً،‏ يف حماولةٍ‏ من جانب هوؤالء القادة لرتسيخ مفهوم<br />

اإرسائيل ككيان تاريخي،‏ حمل املسمى نفسه يف التاريخ القدمي؛ وعلى الرغم من اأن فكرة<br />

هذا الكيان هو كيان يهودي يف االأساس؛ فاإن هوؤالء القادة ابتعدوا يف البدايات عن توصيف<br />

الكيان بسمة دينية كالدولة اليهودية،‏ خلشيتهم من رفض العامل لهذا الكيان؛ وبخاصة<br />

اأن دول العامل يف القرن التاسع عرش كانت تنحى منحى النمط القومي،‏ اأو على اأقل تقدير<br />

النمط القطري؛ فارتاأى قادة احلركة الصهيونية استخدام النمط القومي؛ على اعتبار اأن<br />

دولة اإرسائيل املزمع اإنشاوؤها ‏ستكون للقومية اليهودية التي جتمع بني اأجنحتها كل ‏شتات<br />

اليهود يف العامل؛ مع عملهم الدوؤوب على اأن يحمل اأي قرار بخصوص دولتهم اسم الدولة<br />

اليهودية،‏ الستخدامه عندما تقتضي الظروف ذلك.‏<br />

والثابت تاريخياً‏ اأن انعقاد املوؤمتر الصهيوين االأول مبدينة بازل يف ‏سويرسا عام<br />

‎1897‎م،‏ الذي ‏ضمَّ‏ كل التجمعات الصهيونية يف العامل،‏ كان مبثابة االإعالن االأول الإنشاء<br />

الدولة اليهودية،‏ فمن خالله وُ‏ ‏ضعت اللبنات االأوىل واملقومات االأساسية الرضورية لقيام<br />

تلك الدولة على اأرض الواقع،‏ وظهر ذلك جلياً‏ من خالل حتديد املوؤمتر الأهدافه،‏ والتي كان<br />

من اأهمها:‏ خلق وطن للشعب اليهودي يف فلسطني يضمنه القانون العام؛ وقد تعمّد موؤمتر<br />

بازل اأن يستعمل يف قراره الرئيس تعبري ‏»وطن«‏ (Hermstaeete) اأو (Home) الأسبابٍ‏<br />

دبلوماسية،‏ بينما كان الهدف احلقيقي للموؤمتر منذ البداية هو ‏»دولة يهودية«،‏ ولتحقيق<br />

298


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

هذا الهدف ال بد من وسائل لتنفيذها،‏ منها:‏ العمل على استعمار فلسطني بوساطة العمال<br />

الزراعيني والصناعيني اليهود وفق اأسس مناسبة،‏ وتقوية الشعور والوعي القومي اليهودي<br />

وتغذيته،‏ بل اأكرث من ذلك فقد األّف ‏»تيودور هرتزل«‏ Herzl) (Theodor عام ‎1895‎م كتاباً‏<br />

اأسماه ‏)الدولة اليهودية(‏ ، ونرشه يف العام التايل،‏ ‏رشح فيه اأفكاره حول املساألة اليهودية<br />

واحللول التي يتوخاها لها )4( .<br />

يتضح لنا مما ‏سبق؛ اأن فكرة اإنشاء الدولة اليهودية كانت الأساس لدى قادة<br />

الفكر الصهيوين وعلى راأسهم ‏»هرتزل«؛ لذا كان من اأولوياتهم تقوية الوعي القومي<br />

عند يهود العامل،‏ كما لو كانوا جميعاً‏ من اأصولٍ‏ واحدة متحدة،‏ يجمعهم نسب متاأصّ‏ ل ولغة<br />

واحدة جتمع بينهم؛ على الرغم من اأن تلك االأمور من الصعب توكيدها،‏ يف ظل تعدد التواجد<br />

اليهودي يف اأنحاء العامل كافة،‏ وعدم حتدثهم جميعاً‏ باللغة العربية،‏ بل بلغاتِ‏ البلدان التي<br />

عاشوا فيها،‏ وجاء كتاب ‏»هرتزل«‏ عن الدولة اليهودية ليدعم تلك الفكرة بني اليهود،‏ ولكن<br />

كما ‏سبقت االإشارة مل تكن فكرة اإنشاء وطن يحمل اسماً‏ دينياً‏ وقتذاك حمبذاً،‏ مما اضطر<br />

هوؤلء القادة بعد ‏»هرتزل«‏ لختيار اسمٍ‏ تاريخيٍ‏ من وجهة نظرهم هي:‏ ‏»دولة<br />

اإرسائيل«.‏<br />

وكان االستعمار االستيطاين عند احلركة الصهيونية جمرد اأداة خللق القومية والدولة<br />

القومية،‏ وليس لقومية قائمة ومتحققة بالفعل؛ لذا رسمت تلك احلركة خططها للعمل على<br />

اإجالء ‏سكان فلسطني االأصليني الإقامة دولة يهودية قومية ‏رشِ‏ ف؛ واعتربوا اأن التاريخ<br />

اليهودي القدمي هو ‏صك ملكية اليهود لفلسطني )5( .<br />

ومهما يكن من اأمر؛ فاإن اهتمام ‏»هرتزل«‏ بالتوجه نحو بريطانيا لتنفيذ املخططات<br />

الصهيونية،‏ مل يكن ‏سابقاً‏ لتوجهه نحو اأملانيا ثمَّ‏ الدولة العثمانية،‏ بل اأتى يف املرتبة<br />

الثالثة،‏ وذلك عندما اضطرت احلكومة الربيطانية عام 1902، اإىل تشكيل جلنة ملكية<br />

للتحقيق يف الهجرة اليهودية اإىل بريطانيا،‏ بسبب زيادة هجرة يهود روسيا وبولندا اإىل<br />

االأحياء الرشقية من لندن؛ وخشيتها من اأن يوؤدي ذلك الزدياد املعارضة،‏ وبالتايل ظهور<br />

موجة من الال ‏سامية داخل املجتمع الربيطاين،‏ وكان ‏»هرتزل«‏ قد اأدىل بشهادته اأمام هذه<br />

اللجنة؛ فاأعلن اأن اليهود يحملون عقدة الال ‏سامية معهم اأينما حلّوا؛ وراأى اأن احلل الوحيد<br />

لهذه املشكلة هو اإقامة وطن قومي لليهود خارج اأوروبا )6( ؛ علماً‏ باأن ‏»هرتزل«‏ كان قد<br />

فشل يف العام نفسه يف احلصول على موافقة السلطان العثماين عبد احلميد الثاين يف اإقامة<br />

مستوطنٍ‏ يهودي يف فلسطني يتمتّع بحكم ذاتي،‏ رغم الوسائل واالإغراءات كافة التي اتبعها<br />

مع السلطان )7( .<br />

299


يهودية دولة إسرائيل:‏<br />

جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />

د.‏ أسامة أبو نحل<br />

ويف عام 1905 كان حزب املحافظني الربيطاين قد دعا ‏رساً‏ اإىل عقد موؤمترٍ،‏ يهدف<br />

اإىل اإيجاد اآلية معينة حتافظ على تفوق ومكاسب الدول االستعمارية اإىل اأطول اأمد ممكن،‏<br />

وقدّم فكرة املرشوع حلزب االأحرار احلاكم اآنذاك،‏ حيث كان يراأس احلكومة وقتذاك ‏»هرني<br />

كامبل برنمان«‏ Bnrman) (Henry Campbell ، ومبوجب ذلك انعقد املوؤمتر الذي ‏ضمَّ‏<br />

الدول االستعمارية يف ذاك الوقت،‏ واستمرت مناقشات املوؤمتر وجلساته ملدة ‏سنتني،‏ ويف<br />

نهاية املوؤمتر عام 1907، خرج املشاركون يف املوؤمتر بوثيقة ‏رسية اأسموها ‏»وثيقة<br />

كامبل«،‏ نسبة اإىل رئيس الوزراء الربيطاين.‏ ولتحقيق ذلك الهدف دعا املوؤمتر اإىل اإقامة<br />

دولة يف فلسطني،‏ تكون مبثابة حاجز برشي قوي وغريب ومعادٍ‏ ، يفصل اجلزء االأفريقي من<br />

املنطقة العربية عن القسم االآسيوي منه،‏ للحيلولة دون حتقيق وحدة الشعوب العربية )8( .<br />

على اأن اأول جناح رسمي حققته املنظمة الصهيونية العاملية،‏ يف ‏سبيل اإقامة وطن<br />

قومي لليهود يف فلسطني،‏ كان الترصيح الذي ‏صدر عن وزير اخلارجية الربيطاين اللورد<br />

‏»اآرثر جيمس بلفور«‏ Balfour) (Arthur .J ، اإىل اللورد اليهودي ‏»ليونيل والرت روتشيلد«‏<br />

Rothschild( )Lionel Walter رئيس املنظمة الصهيونية العاملية يف 2 ترشين ثانٍ‏<br />

‏)نوفمرب(‏ 1917، وضمّنه الوعد بتسهيل حتقيق وطن قومي يهودي يف فلسطني )9( ؛ ويعود<br />

هذا النجاح الأن هذا الترصيح ‏صدر عن مسوؤول رسمي يف دولة عظمى؛ وبناءً‏ على ذلك<br />

اأضحى حترّك املنظمة الصهيونية العاملية،‏ نحو حتقيق هذا الهدف يكتسب ‏رشعية من<br />

اأعطى ما ال ميلك ملن ال يستحق.‏<br />

ونتيجةً‏ حلال القلق التي ‏سادت فلسطني بعد االحتالل الربيطاين لها،‏ وتفشّ‏ ي ظاهرة<br />

االنتقادات التي عمّت الصحف الربيطانية ووصلت اإىل جملس اللوردات )10( ، اضطر ‏»ونستون<br />

ترششل«‏ Churchill( )Winston رئيس الوزراء الربيطاين اإىل اإصدار الكتاب الربيطاين<br />

االأبيض يف عام 1922، وذلك لتهدئة خماوف عرب فلسطني؛ فاأشار اإىل اأن عبارات ترصيح<br />

بلفور ال تشري اإىل حتويل فلسطني بجملتها وجعلها وطناً‏ قومياً‏ لليهود؛ واإمنا تعني اأن وطناً‏<br />

كهذا ‏سوف يتم تاأسيسه يف فلسطني؛ وطماأن اليهود باأن وجودهم يف فلسطني هو حق لهم<br />

وليس منحة؛ واأن معنى ترقية الوطن القومي اليهودي يف فلسطني،‏ هو زيادة رقي الطائفة<br />

اليهودية مبساعدة اليهود املوجودين يف جميع اأنحاء العامل،‏ حتى تُصبح مركزاً‏ يكون فيه<br />

الشعب اليهودي كله حمط اهتمام وفخر من الناحيتني:‏ الدينية والقومية؛ ولذا فاإن هذا<br />

السبب هو الذي جعل من الرضوري،‏ ‏ضمان اإنشاء الوطن القومي اليهودي ‏ضماناً‏ دولياً؛<br />

واالعرتاف رسمياً‏ باأنه يستند اإىل ‏صلة تاريخية قدمية )11( .<br />

اأما النجاح الثاين الذي حققته املنظمة الصهيونية العاملية نحو حتقيق هدفها<br />

املنشود،‏ فكان اإصدار عُ‏ ‏صبة االأمم لصك االنتداب على فلسطني يف 24 متوز ‏)يوليه(‏<br />

300


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

‎1922‎م،‏ والذي اأصبح نافذ املفعول يف 29 اأيلول ‏)سبتمرب(‏ ‎1923‎م،‏ فقد تضمّن الصك<br />

مواد عدة جاءت كلها لصالح اليهود والوطن القومي اليهودي يف فلسطني،‏ منها:‏ املادتان<br />

الرابعة والسادسة،‏ باالعرتاف بالوكالة اليهودية كهيئة عمومية الإمالء املشورة لالإدارة<br />

الربيطانية والتعاون معها وخدمة اليهود املتواجدين يف فلسطني،‏ واملادة السابعة التي<br />

نصّ‏ ت على جعل اجلنسية الفلسطينية مشرتكة لكلٍ‏ من العرب واليهود؛ غري اأن املادتني<br />

اخلامسة عرشة والثالثة والعرشين اأقرتا بالفرق بني اجلنسية العربية واجلنسية اليهودية،‏<br />

وعملتا على اإثبات هذا الفرق من خالل جعلهما اللغتني العربية والعربية لغتني رسميتني<br />

يف البلد )12( .<br />

ودون التطرّق لكيفية جناح املهاجرين الصهاينة اليهود بالوصول اإىل فلسطني وزرعها<br />

باملستعمرات االستيطانية؛ منذ الربع االأخري من القرن التاسع عرش؛ فاإن زعماء املنظمة<br />

الصهيونية العاملية متكّنوا،‏ وخالل فرتة االنتداب الربيطاين على فلسطني،‏ من حتقيق كثري<br />

من النجاحات التي جعلت حلم اإقامة دولة قومية يهودية يف فلسطني قاب قوسني اأو اأدنى،‏<br />

فاملساعدات الربيطانية خلدمة املرشوع الصهيوين،‏ مل تكل منذ ما قبل احلرب العاملية<br />

االأوىل وحتى اأواخر احلرب العاملية الثانية،‏ عندما ‏سلّمت بريطانيا الراية للواليات املتحدة<br />

االأمريكية،‏ لتتحمّل مسئوليتها يف مساعدة املرشوع الصهيوين يف حلظاته االأخرية؛ وقبل<br />

اأن يُبرص النور على اأرض الواقع.‏<br />

مصطلح الدولة اليهودية يف تقرير اللجنة امللكية الربيطانية لعام 1937:<br />

‏شهِ‏ دت العالقات السياسية الصهيونية–‏ الربيطانية خالل الفرتة ما بني عامي<br />

1936– 1939، تطورات غاية يف االأهمية ملواجهة تطورات الثورة الفلسطينية الكربى،‏<br />

التي اندلعت عام ‎1936‎م على الصعيدين:‏ السياسي والعسكري،‏ فكاد التعاون بني الطرفني<br />

ياأخذ طابع التعاون الكامل،‏ فقد عمدت احلكومة الربيطانية اإىل اإصدار مشاريع ‏سياسية<br />

بساأن القضية الفلسطينية؛ وذلك بعد اأن فشلت جميع حماوالتها للقضاء على تلك الثورة<br />

بالفشل الذريع،‏ ولكي تخرج بريطانيا من ذلك املاأزق اأصدرت خالل تلك الفرتة اأربعة<br />

مشاريع ‏سياسية،‏ فكان مرشوع اللجنة امللكية عام ‎1937‎م،‏ ومرشوع اللجنة الفنية ‏)جلنة<br />

وودهيد(‏ عام ‎1938‎م،‏ ثمَّ‏ تالها موؤمتر لندن عام ‎1939‎م،‏ واأخرياً‏ اإصدار الكتاب االأبيض<br />

يف العام نفسه )13( .<br />

وفيما يتعلق مبرشوع اللجنة امللكية،‏ فقد ‏شكّلت احلكومة الربيطانية جلنة حتقيق<br />

يف الدوافع التي اأدّت لتلك الثورة برئاسة اللورد ‏»بيل«‏ ،)Peel( وكان من اأبرز مهماتها<br />

التثبّت بعد تفسري نصوص االنتداب تفسرياً‏ ‏صحيحاً،‏ عمَّا اإذا كان لدى العرب الفلسطينيني<br />

301


يهودية دولة إسرائيل:‏<br />

جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />

د.‏ أسامة أبو نحل<br />

اأو اليهود،‏ اأية عالقات مرشوعة ناجمة عن الطريقة التي اُتبعت فيما مضى،‏ اأو التي تتبع<br />

يف تنفيذ االنتداب،‏ والقيام لدى اقتناعها باستناد اأية ظالمة من تلك الظالمات اإىل اأساسٍ‏<br />

‏صحيح،‏ برفع التواصي الإزالة تلك الظالمات ومنع تكرارها )14( ، ثمَّ‏ رفعت اللجنة امللكية<br />

تقريراً‏ باخلصوص اإىل احلكومة الربيطانية يف 22 حزيران ‏)يونيه(‏ ‎1937‎م،‏ التي نرشته<br />

يف 7 متوز ‏)يوليه(‏ من العام نفسه )15( ، ورغم انحياز التقرير لصالح اليهود يف فلسطني؛ اإالَّ‏<br />

اأنه كان اأهم واأدق تقرير كُ‏ تب حول القضية الفلسطينية خالل فرتة االنتداب الربيطاين؛ فقد<br />

اأكّ‏ د التقرير اأن االأسباب الرئيسية للثورة تكمن يف:‏ رغبة العرب يف االستقالل القومي،‏ وكره<br />

العرب الإنشاء الوطن القومي اليهودي وتخوفهم منه )16( .<br />

وخالصة االأمر بالنسبة للتقرير املذكور؛ استحالة اأن يحكم فلسطني باأرسها اأيٌّ‏ من<br />

العرب اأو اليهود،‏ وليس ثمة ما مينع اأيّاً‏ منهما من تويل احلكم يف قسمٍ‏ منها؛ اإن كان ذلك<br />

ممكناً،‏ فالتقسيم يُفسح املجال لتوطيد اأوارص السالم يف النهاية،‏ االأمر الذي ال يتيحه اأي<br />

مرشوع اآخر )17( ، فعرضت اللجنة مرشوعاً‏ ينص على تقسيم فلسطني اإىل دولتني:‏ اإحداهما<br />

عربية تُضم اإىل ‏رشق االأردن،‏ واالأخرى يهودية،‏ مع اإبقاء االأماكن املقدسة مع ممر اإىل<br />

يافا حتت ‏سلطة االنتداب الربيطاين،‏ وطلبت اللجنة اإنهاء االنتداب على فلسطني واستبداله<br />

بنظام املعاهدات مع الدولتني املقرتحتني،‏ واأوصت اللجنة بتعيني جلنة لتخطيط احلدود<br />

بني الدولتني )18( .<br />

ومع موافقة احلكومة الربيطانية على قرار تقسيم فلسطني يف 7 متوز ‏)يوليه(‏ ‎1937‎م؛<br />

فاإن القيادة املوحدة للفلسطينيني رفضت هذا القرار جملةً‏ وتفصيالً،‏ اأما القيادة الصهيونية<br />

ورغم ارتياحها اإىل مبداأ التقسيم الذي يوؤدي اإىل قيام الدولة اليهودية،‏ فقد حددت موقفها<br />

من القرار نفسه من منطلقني مهمني:‏ االأول:‏ ‏شعورها برضورة حتقيق السيادة اليهودية،‏ اأو<br />

اإقامة دولة يهودية يف فلسطني؛ باأنه العنرص اجلوهري يف البناء االأيديولوجي الصهيوين؛<br />

لذلك كان من البديهي اأن ترحّ‏ ب القيادة الصهيونية بالفرصة املواتية لتحقيقه؛ حتى ولو<br />

يف جزء من اأرض امليعاد ‏–حسب وصفها–‏ الأنه ‏سيكون مبثابة خطوة اأوىل نحو حتويل<br />

فلسطني كلها اإىل دولة يهودية؛ ودار اخلالف بني القادة الصهاينة حول اأن بعضهم مل<br />

يرضَ‏ باملرشوع طمعاً‏ يف املزيد،‏ وبعضهم االآخر خاف على مصري الدولة اليهودية يف<br />

املرشوع املقرتح.‏ والثاين:‏ اأن التعاون مع بريطانيا ‏سيوؤلف حجر االأساس يف السياسة<br />

الصهيونية؛ وهذا يعني اأن القيادة الصهيونية ربطت مصريها باالإمربيالية الربيطانية؛ غري<br />

اأن هذا االرتباط مل يلغِ‏ وجود تيار ميثّل الرغبة يف جذب املنظمة الصهيونية ومرشوعها<br />

يف فلسطني اإىل جانب االإمربيالية االأمريكية،‏ التي بداأت تترسب اإىل منطقة الرشق االأوسط،‏<br />

االأمر الذي بدا جلياً‏ يف املوؤمتر الصهيوين العرشين،‏ يف - 3 17 اآب ‏)اأغسطس(‏ 1937 يف<br />

302


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

زيوريخ بسويرسا،‏ حيث مل تُرفض فكرة التقسيم باملطلق،‏ بل خوّل املوؤمتر اللجنة التنفيذية<br />

الصهيونية،‏ ‏سلطة مفاوضة احلكومة الربيطانية للتحقق من الرشوط التي تعرضها هذه<br />

الإنشاء الدولة اليهودية املقرتحة )19( .<br />

وقد وضّ‏ ح ‏»حاييم وايزمان«‏ Weizmann) (Chaim ‏سبب قبول احلركة الصهيونية<br />

بقرار التقسيم بالقول:‏ ‏»مل يكن بوسعها اأن تتجاهل اخلطر املهدد،‏ الذي دنا واأصبح معلقاً‏<br />

فوق روؤوس يهود اأوروبا،‏ وبسبب ما يكون لدولة يهودية من احتماالت لتخليص وتنجية،‏<br />

بات رفض التقسيم رفضاً‏ باتاً‏ اأمراً‏ مستحيالً«‏ )20( .<br />

وملَّا كان ‏»وايزمان«‏ قد وافق على املرشوع الربيطاين،‏ فخالل اجتماعه مع ‏»اأورمسبي<br />

غور«‏ Gorr( )Ormsby وزير املستعمرات الربيطاين،‏ وعد ببذل قصارى جهده حلمل املوؤمتر<br />

الصهيوين على املوافقة على مرشوع التقسيم،‏ ومساعدة االإنكليز على اإجالء السكان<br />

الفلسطينيني عن منطقة اجلليل ونقلهم اإىل ‏رشقي االأردن؛ كما ذكر ‏»وايزمان«‏ اأن الفرنسيني<br />

كذلك موافقون على فكرة التقسيم واإقامة دولة يهودية )21( . واملعلوم اأن ‏»وايزمان«‏ كان<br />

اأول زعيم ‏صهيوين يوافق على مرشوع التقسيم،‏ فقد ملّح اإىل اإمكانية موافقة الصهاينة<br />

على فكرة تقسيم فلسطني اإىل نظام كانتونات )22( ، وذلك بعد اإدالئه بشهادته اأمام جلنة<br />

التحقيق امللكية يف 23 كانون اأول ‏)ديسمرب(‏ ‎1936‎؛ باأنه ‏سيكون على استعداد لدراسة<br />

املقرتحات املتعلّقة بذلك النظام،‏ يف حال تقدميها بعناية فائقة )23( ؛ كما اأن ‏»وايزمان«‏<br />

كان يرى اأن اإقامة الدولة اليهودية يف جزءٍ‏ من اأرض امليعاد ‏–حسب وصفه–‏ ‏سيكون<br />

مبثابة خطوة اأوىل،‏ نحو حتويل فلسطني كلها اإىل دولة يهودية؛ فعندما ‏رصّح ‏»ديفيد بن<br />

غوريون«‏ Gurion( )David Ben- رئيس الوكالة اليهودية وقتذاك باأن اأرض اإرسائيل ال<br />

تتجزّاأ؛ رد عليه ‏»وايزمان«‏ باأن النقب لن يفر )24( ، ومل ميضِ‏ طويالً‏ حتى بداأ ‏»بن غوريون«‏<br />

يقتنع مبزايا مرشوع التقسيم؛ بعد اأن كان من اأشد املعارضني له،‏ وذلك بعد اأن غلّب مصلحة<br />

اليهود العليا على خالفاته الشخصية مع ‏»وايزمان«،‏ بل اأبدى حماساً‏ بالغاً‏ للمرشوع )25( .<br />

ويف 15 متوز ‏)يوليه(‏ ‎1937‎م،‏ حرصت احلكومة الربيطانية على توضيح ‏سياستها<br />

جتاه مرشوع التقسيم وما يرتتّب عليه؛ فاأدىل ‏»نيفل تشمربلني«‏ Chamberlain( )Neville<br />

بترصيحٍ‏ حول السياسة الربيطانية يف فلسطني؛ بنيّ‏ فيه اأهداف احلكومة الربيطانية العاجلة<br />

التي ‏ستقدم اإىل الربملان قبل انفضاض دورة انعقاده؛ اأما االإجراءات اخلاصة التي ‏ستتبع<br />

بالنسبة للمعاهدات املقرتحة يف تقرير بيل،‏ فسوف تكون موضع بحث يف املستقبل؛ ويبدو<br />

اأن بريطانيا كانت تهدف من وراء ذلك اإىل احلصول على موافقة عصبة االأمم على التقسيم،‏<br />

وكانت مناقشات جملس العموم قد متيّزت بهجومٍ‏ ‏شديد على مرشوع التقسيم الذي اقرتحته<br />

303


يهودية دولة إسرائيل:‏<br />

جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />

د.‏ أسامة أبو نحل<br />

‏»جلنة بيل«‏ امللكية،‏ ويعود السبب يف ذلك اإىل جهود النواب الذين اأيدوا قرار التقسيم،‏ لكنهم<br />

مل يوؤيدوا مرشوع اللجنة امللكية،‏ الذين كانوا يرون فيه عدم حتقيق مطالب الوطن القومي<br />

اليهودي )26( .<br />

وملّا ازدادت الثورة الفلسطينية عنفاً‏ ‏ضد السلطات الربيطانية،‏ اضطرت احلكومة<br />

الربيطانية لتشكيل جلنة حتقيق فنية جديدة،‏ عُ‏ رفت باسم جلنة وودهيد ( Woo dJohn<br />

)head وذلك بهدف وضع مرشوع تقسيم جديد،‏ ياأخذ يف اعتباره جلنة التحقيق امللكية،‏<br />

ويكون هدف تلك اللجنة تقدمي اقرتاحات ملرشوع تقسيم ثالثي مفصّ‏ ل )27( . ومهما يكن من<br />

اأمر؛ فبعد وصول اللجنة للقدس يف 27 نيسان ‏)اأبريل(‏ ‎1938‎م،‏ ورفض القيادات الفلسطينية<br />

االجتماع بها،‏ اأكّ‏ دت احلكومة الربيطانية على لسان املسرت ‏»مالكوم مكدونالد«‏ Malcolm(<br />

)McDonald وزير املستعمرات على قبولها مببداأ التقسيم واقتناعها به؛ الأنه اأجنع السبل<br />

حلل املشكلة الفلسطينية،‏ وبعد مغادرة اللجنة فلسطني نرشت احلكومة الربيطانية تقرير<br />

اللجنة يف 9 ترشين ثانٍ‏ ‏)نوفمرب(‏ من العام نفسه،‏ وبرصف النظر عن مكونات التقرير؛ فقد<br />

اأقرّت اللجنة بصعوبة التقسيم بشكله احلايل،‏ واقرتحت ‏شكالً‏ معدالً‏ للتقسيم رغم اأنه ‏سيحرم<br />

الدولتني:‏ العربية واليهودية من االستقالل يف اإدارة ‏شئونهما املالية،‏ ولكن بعد مراعاة<br />

بعض التحفظات يصلح الأن يكون اأساساً‏ للتسوية،‏ يف حال استعداد احلكومة الربيطانية<br />

لتحمل تلك التبعات املالية؛ واأمام تلك الصعاب تخلت بريطانيا نهائياً‏ عن مرشوع التقسيم<br />

القتناعها باستحالة تنفيذه؛ واأنها ‏ستواصل االضطالع مبسئولياتها يف حكم فلسطني<br />

كلها )28( .<br />

ومع ما يكتسبه الرسد التاريخي ملِ‏ ا ذكرناه ‏سابقاً‏ من اأهمية،‏ يبقى لنا اأن نحلل<br />

تلك االأمور؛ فاإن ما يعنينا يف املقام االأول هو بيان اأهمية ظهور مصطلح الوطن القومي<br />

اليهودي اأو الدولة اليهودية الأول مرة يف وثائق دولية رسمية،‏ ‏سوف يُبنى عليها فيما<br />

بعد؛ فاإن كان همّ‏ القادة الصهاينة هو اإنشاء وطن قومي لليهود يف فلسطني فهذا ‏ساأنهم؛<br />

ولكن اأن تقوم دولة عظمى كربيطانيا بتبني هذا النهج فهنا تكمن املشكلة.‏ ويحق للباحث<br />

املنصف اأن يتساءل عن السبب الذي دعا بريطانيا للقبول بحق اليهود باإقامة<br />

دولة يهودية يف فلسطني،‏ طبقاً‏ ملشاريعها املتعاقبة لتقسيم فلسطني اإىل<br />

دولتني:‏ اإحداهما عربية والأخرى يهودية،‏ وذلك خالل فرتة الثورة الفلسطينية<br />

الكربى ما بني عامي 1936- 1939، كما يحق لنا التساوؤل اأيضاً‏ عن السبب الذي<br />

دعا بريطانيا لتوصيف الدولة اخلاصة بالفلسطينيني بالدولة العربية،‏<br />

وليس الدولة الفلسطينية.‏<br />

304


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

وكنا قد اأرشنا من قبل اإىل اأن مساألة نساأة الدول،‏ ‏سواء ما كان منها موجوداً‏ بالفعل اأو<br />

وُ‏ جد من العدم،‏ كانت من اأهم القضايا التي ‏شهدها القرن التاسع عرش،‏ لكن تلك الدول كانت<br />

مبجملها قومية اأو وطنية،‏ لكنها مل حتمل اسماً‏ دينياً؛ فاإذا ما اأراد اليهود توصيف دولتهم<br />

التي يبتغونها مبسمى ديني فهذا ‏ساأنهم؛ لكن اأن تتبنى دولة عظمى اأو املجتمع الدويل ذلك<br />

االسم لدولة يريدون خلقها من العدم،‏ فتلك مساألة اأخرى.‏ فالواضح مما ‏سبق؛ اأن بريطانيا<br />

االإجنليكانية واملتعاطفة مع اليهود واحلركة الصهيونية يف اإنشاء وطن قومي لهم،‏ اأرادت<br />

السري حتى اآخر الشوط يف هذا التعاطف،‏ حتى ولو اأدّى االأمر الإنشاء دولة حتمل اسماً‏ دينياً‏<br />

كالدولة اليهودية؛ ويبدو اأن اللوبي الصهيوين القوي املتواجد داخل اأروقة حكومة ‏صاحب<br />

اجلاللة،‏ كان له تاأثريه القوي والنافذ يف اإصدار تعليمات لها قوة القانون لصالح اليهود<br />

على حساب الفلسطينيني،‏ ‏سكان فلسطني التاريخية االأصليني،‏ واختيار اللورد ‏»هربرت<br />

‏صموئيل«‏ اليهودي كاأول مندوبٍ‏ ‏سامٍ‏ بريطاين على فلسطني،‏ ‏صبَّ‏ يف هذا االجتاه،‏ حيث<br />

عمل كل ما يف وسعه ليحقق اليهود ماآربهم يف فلسطني،‏ خاصةً‏ يف جمال نقل ملكية<br />

االأراضي لهم،‏ ومنحهم كل االمتيازات الالزمة لتسهيل تلك املهمة التي حملها على عاتقه.‏<br />

اإذن تقع املسئولية االأوىل على بريطانيا بحكم وقوع فلسطني التاريخية حتت عهدتها<br />

واإدارتها املوؤقتة،‏ ريثما تُنقل السلطة يف البالد لسكانها االأصليني ‏)اأي:‏ الفلسطينيون(‏ ؛ غري<br />

اإنها مل تلتزم مبا قطعته على نفسها بعد احتاللها لفلسطني،‏ بل عملت حثيثاً‏ على ‏رسعة<br />

تطبيق ما ورد يف ترصيح بلفور،‏ ‏ضاربةً‏ عرض احلائط مبصالح الفلسطينيني الوطنية،‏<br />

وذلك بالعمل على اقتطاع جزء من اأمالكهم ومنحها الأناس ال تربطهم ‏صلة وطنية بفلسطني،‏<br />

فكانت فلسطني بذلك اأول بلد تشهد حالة والدة وطن لطائفة دينية،‏ يحمل اأتباعها جنسيات<br />

خمتلفة وال ميتّون لفلسطني بصلة تاريخية؛ اإذ ال يجوز للباحث املنصف اأيَّاً‏ كانت هويته<br />

وجنسيته ودينه؛ اأن يُطلق عليهم مصطلح ‏شعب؛ الأن القوم الذين ميكن اأن نُطلق عليهم<br />

اسم ‏شعب هم ممن يعيشون يف بيئة جغرافية واحدة،‏ وليسوا اأناساً‏ يعتنقون ديانة معينة<br />

مبعرثين يف كافة اأنحاء املعمورة؛ واإالَّ‏ جلاز ملعتنقي الديانة االإسالمية مثالً‏ اأن يطالبوا<br />

باإقامة دولة اإسالمية يف اإسبانيا؛ وجلاز ملعتنقي الديانة املسيحية اأن يطالبوا باإنشاء دولة<br />

‏صليبية يف فلسطني الأنها مهد السيد املسيح.‏<br />

وملَّا ‏شعرت بريطانيا العظمى باأن الفلسطينيني ال يقبلون بسيادتهم عليها،‏ وال بزرع<br />

اأناس اآخرين غريهم يف فلسطني،‏ ليستولوا على اأراضيهم وممتلكاتهم كاليهود الذين قدموا<br />

من كل فجٍ‏ عميق؛ فبعد اأن ‏شعرت بريطانيا بحالة الغليان وتفاقم الثورات ‏ضدها من هوؤالء<br />

الفلسطينيني،‏ خاصةً‏ ما جرى يف الثورة الفلسطينية الكربى – 1936 ‎1939‎؛ نقول اإن<br />

بريطانيا عمدت اإىل القضاء على تلك الثورة من خالل اإصدار تقارير غاية يف اخلطورة،‏ من<br />

305


يهودية دولة إسرائيل:‏<br />

جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />

د.‏ أسامة أبو نحل<br />

خالل جلان ‏شكّلتها حكومتها،‏ وكان هدفها من وراء ذلك كله اإيجاد حل نهائي للمساألة<br />

الفلسطينية،‏ وذلك بخلق دولتني على اأرض فلسطني التاريخية،‏ اإحداهما:‏ عربية واالأخرى<br />

يهودية.‏<br />

ويبدو اأن بريطانيا ‏صاحبة اخلربة االستعمارية العريقة،‏ كانت تعي كل حرفٍ‏<br />

اختطته يف تقاريرها تلك،‏ فهي عندما اأوصت بدولة عربية مل تكن تعني دولة فلسطينية<br />

يف املقام االأول؛ بل عنت من وراء ذلك اأن باإمكان اأي زعيم عربي ليس من اأصل فلسطيني<br />

اأن يراأس تلك الدولة املقرتحة،‏ كامللك عبد اهلل االأول ملك اإمارة ‏رشق االأردن على وجه<br />

التحديد )29( ، فالتالعب باملصطلحات،‏ كان من اأهم مقومات السياسة الربيطانية جتاه<br />

املساألة الفلسطينية؛ وعلى الرغم من الرفض الفلسطيني لقرارات تقسيم فلسطني التي<br />

اأصدرتها بريطانيا جملةً‏ وتفصيالً؛ اإالَّ‏ اأن الفلسطينيني والعرب معاً‏ مل يرفضوا تلك القرارات<br />

الأنها حملت مسمى دولة عربية اأو دولة يهودية؛ بل رفضوها الأنهم يعارضون مبداأ التقسيم<br />

اأساساً‏ ومن حيث املبداأ.‏ وبريطانيا عندما وصّ‏ فت الدولة اخلاصة باليهود بالدولة اليهودية،‏<br />

مل ياأتِ‏ توصيفها هذا من فراغ،‏ فمن الناحية االأوىل:‏ اأرادت من وراء ذلك تاأكيد االلتزام<br />

بهذا التوصيف،‏ فهي مل تقرتح مسمى دولة اإرسائيل بدالً‏ من مسمى الدولة اليهودية،‏ وذلك<br />

لتنفيذ رغبة املنظمة الصهيونية العاملية باملسمى الذي تبتغيه،‏ حتى اإذا مل تتمكن تلك<br />

املنظمة من اإطالق هذه التسمية لصعوبة الوضع السياسي والعسكري،‏ حتتفظ بحقها فيما<br />

بعد باالإدعاء بيهودية الدولة املقرتحة،‏ االأمر الذي ‏سنبحثه فيما بعد،‏ ومن الناحية االأخرى:‏<br />

فبحكم انتماء بريطانيا للمذهب االإجنليكاين املوؤمن بحتمية عودة اليهود اإىل اأرض امليعاد<br />

‏–حسب وجهة نظرهم–‏ فاإنها،‏ وقد ‏سنحت لها الفرصة لفرض نفوذها على فلسطني،‏ قد<br />

وجدت الفرصة ‏سانحة اأمامها وال بد من استغاللها لتنفيذ تلك احلتمية باإقامة وطن قومي<br />

يهودي يف فلسطني.‏<br />

واإزاء اقتناع بريطانيا بصعوبة تنفيذ خمططاتها الرامية الإقامة وطن قومي يهودي يف<br />

فلسطني؛ واأن ‏سياستها جتاه تلك املخططات تراوح مكانها،‏ بداأت تفكّر جدياً‏ باالنسحاب من<br />

فلسطني،‏ وثمة اأسباب عدة دعت بريطانيا للتخلي عن فلسطني،‏ منها:‏ اأنها فقدت مقوماتها<br />

كدولة عظمى من الطراز االأول من جهة،‏ وكنتيجة ملجريات احلرب العاملية الثانية،‏ قفزت<br />

الواليات املتحدة كدولة موؤهلة لوراثة اأمالك بريطانيا يف منطقة الرشق االأوسط عامة<br />

وفلسطني خاصة من جهةٍ‏ ثانية؛ واالأهم من ذلك كله اأن بريطانيا مل تُرد بعد نهاية احلرب<br />

العاملية الثانية؛ اأن تفقد ما تبقى لديها من روابط ومصالح مع العامل العربي؛ ومبا اأن<br />

الواليات املتحدة تنتمي اأيضاً‏ للمذهب الربوتستانتي،‏ فقد اأخذت على عاتقها االستمرار يف<br />

تنفيذ ما عجزت عنه بريطانيا من خالل مشاريعها لتقسيم فلسطني.‏<br />

306


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

وقد وصف ‏»وايزمان«‏ اأثر نهاية احلرب العاملية الثانية على اليهود قائالً:‏ ‏»كانت<br />

احلقبة التي جاءت تواً‏ يف اأعقاب احلرب،‏ حقبة مليئة مبر اخليبة لكلٍ‏ من الثنني:‏<br />

الشعب اليهودي واحلركة الصهيونية؛ وصحيح اأن بطالن الأحالم مل يكن نصيبنا<br />

لوحدنا،‏ ولكن قلّت املطالب املعادلة ملطالبنا...«‏ )30( ، االأمر الذي دعاه لزيارة الواليات<br />

املتحدة،‏ حامالً‏ يف قرارة نفسه توكيد املسرت ‏»ترششل«؛ باأنه اختط لليهود خطة لصالح<br />

املرشوع اليهودي؛ واأنه ‏)اأي:‏ وايزمان(‏ والرئيس ‏»فرانكلني روزفلت«‏ )1933- 1945(<br />

Roosevelt( )Franklin قادران على تنفيذها؛ وبخاصة اأن نهاية احلرب ‏ستشهد تبديالً‏<br />

يف مكانة الوطن القومي اليهودي )31( . غري اأن بريطانيا اضطرت يف نهاية املطاف اإىل<br />

رفع القضية الفلسطينية اإىل هيئة االأمم املتحدة،‏ لتتخلّص من تلك املشكلة الشائكة،‏ بعدما<br />

وفّرت لليهود بالقوة والعنف واالإرهاب،‏ املقومات االأساسية الإقامة وطن قومي لهم يف<br />

فلسطني،‏ تاركةً‏ لغريها اإكمال املهمة.‏<br />

مصطلح الدولة اليهودية يف اسرتاتيجية الساسة األمريكيني:‏<br />

‏صحيح اأن املوقف الربيطاين من مساعدة اليهود على اإقامة وطن قومي لهم يف<br />

فلسطني،‏ ‏سبق املوقف االأمريكي بفرتةٍ‏ طويلة،‏ وهذا اأمر مفهوم بحكم اخلربة االستعمارية<br />

الطويلة،‏ والباع الطويل لربيطانيا يف فرض ‏سياستها على الدول االستعمارية االأوروبية<br />

االأخرى،‏ فغالباً‏ ما كانت لها الغلبة بهذا اخلصوص.‏<br />

ومهما يكن من اأمر؛ فاإن نشاط الواليات املتحدة الإقامة املرشوع الصهيوين وتنفيذه،‏<br />

بداأ بصورة مبكرة رافقت التطور االستعماري االأمريكي الستعمار منطقة الرشق،‏ فالواليات<br />

املتحدة ‏شاركت الدول االأوروبية االستعمارية تطلعاتها يف السيطرة على اأقاليم الدولة<br />

العثمانية،‏ التي كانت تلفظ اأنفاسها االأخرية،‏ كما تعاونت مع تلك الدول على اإنهاء وجودها،‏<br />

وتصارعت معها على املكاسب التي كانت تلك الدول تسعى للحصول عليها،‏ ومما يدلل على<br />

ذلك؛ ما ذكره ‏»وليام بيل«‏ Bell) (William املندوب االأمريكي اخلاص يف مرص يف تقارير<br />

‏رسية؛ باأن اإقامة كومنولث يهودي يف فلسطني ‏سوف يتطور،‏ ليصبح مركزاً‏ اأمامياً‏ للواليات<br />

املتحدة يف الرشق؛ واأضاف باأن الدولة اليهودية التي ‏سوف تُقام ‏ستقع حتماً‏ حتت ‏سيطرة<br />

اليهود االأمريكيني )32( .<br />

وكانت الواليات املتحدة قد ‏شاركت بريطانيا منذ الربع االأول من القرن التاسع عرش،‏<br />

مساعيها الإقامة الدولة اليهودية يف فلسطني من خالل دعم نشاطات دينية تبشريية،‏ تقوم<br />

بالرتكيز على العهد القدمي ‏)التوراة(‏ ، وذلك متهيداً‏ لتهيئة العقول لقبول فكرة اإقامة الدولة<br />

اليهودية يف فلسطني؛ ففي عام 1819 اأرسل املجلس االأمريكي للتبشري يف اخلارج،‏ ممثلني<br />

307


يهودية دولة إسرائيل:‏<br />

جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />

د.‏ أسامة أبو نحل<br />

له اإىل القدس لتاأسيس بعثة تبشريية فيها،‏ متهيداً‏ الإقامة نظام واسع للتبشري؛ غري اأن تلك<br />

اللجنة فشلت يف احلصول على الرتاخيص الالزمة من السلطات العثمانية،‏ فاأقاموا مركزاً‏<br />

لهم يف مدينة بريوت عام )33( 1823 .<br />

ومع بداية اشتعال احلرب العاملية االأوىل،‏ مل يكن اهتمام الرئيس االأمريكي ‏»ودروو<br />

ويلسون«‏ Wilson( )Woodrow بالصهيونية عميقاً‏ مبا يكفي؛ ولكن موقف ‏»ويلسون«‏ هذا<br />

تغريّ‏ خالل احلملة االنتخابية الرئاسية االأمريكية عام 1916، فاأبدى اهتماماً‏ باليهود<br />

املتواجدين يف فلسطني،‏ فوجّ‏ ه الأول مرة نداءً‏ اإىل الناخبني اليهود على اأساس اهتمامهم<br />

بالصهيونية،‏ وخالل هذه االنتخابات اأُدخل ما ‏سُ‏ مي ب ‏»التصويت اليهودي«‏ يف معادلة<br />

السياسات االأمريكية الداخلية )34( . وكان ‏»ديفيد هنرت ميلر«‏ Miller( )Dived .H املستشار<br />

القانوين للرئيس ‏»ويلسون«؛ قد اأشار اإىل اأن قاعدة تقرير املصري التي نادى بها ‏»ويلسون«؛<br />

من ‏ساأنها اأن حتول دون اإنشاء دولة يهودية يف فلسطني؛ اإالَّ‏ اأن مستشاري الرئيس ‏»ويلسون«‏<br />

اأعدّوا مذكرة قُ‏ دمت اإىل موؤمتر باريس للسالم عام 1919، نصت على االعرتاف بالدولة<br />

اليهودية حينما تربز اإىل الوجود )35( . وبقيت السياسة الأمريكية ثابتة على مواقفها طيلة<br />

عقدين من الزمن،‏ تواىل خاللها على الرئاسة ثالثة روؤساء اأمريكيني،‏ اتبعوا السياسة<br />

نفسها فيما يخص القضية الفلسطينية وهم:‏ ‏»وارين هاردينغ«‏ )1921- 1923(<br />

،)Calvin Coolidge( )1929 - 1923( و ‏»كالفني كوليدج«‏ ،)Warren G. Harding(<br />

و ‏»هربرت هوفر«‏ )1929 - 1933( Hoover) (Herbert ، ولكن االلتزام االأمريكي جتاه<br />

احلركة الصهيونية بداأ فعلياً‏ مع نهاية احلرب العاملية الثانية؛ الأن الفرتة ما بني احلربني<br />

العاملية االأوىل والثانية،‏ ‏شهدت نوعاً‏ من الدعم وليس االلتزام الفعّال؛ اأي اأن الواليات<br />

املتحدة اأخذت دور بريطانيا الداعم بل واملتطابق مع موقف احلركة الصهيونية )36( .<br />

وكان الزعماء الصهاينة يدركون اأهمية موؤسسة الكونغرس يف جناح مرشوعهم؛<br />

وكان ثمة اعتقاد باأن الدعم االأمريكي ‏سيوؤمّ‏ ن لهم تنفيذ ترصيح بلفور،‏ فاجتهوا اإىل<br />

جملسي:‏ الشيوخ والنواب،‏ ومتكنوا من كسب دعم اأهم كبار الشخصيات يف االإدارة االأمريكية<br />

والكونغرس،‏ وكان على راأس هوؤالء الرئيس ‏»وارين غامالييل هاردينغ«‏ )1921 - 1923(<br />

Harding( )Warren .G و ‏»هرني كابوت لودج«‏ Lodge( )Henry .C ، فقد قدّم االأخري<br />

مذكرة ملجلس الشيوخ يف 2 نيسان ‏)اأبريل(‏ 1922، جاء فيها:‏ ‏»مبا اأن الوليات املتحدة<br />

توؤيد اإقامة وطن قومي للشعب اليهودي يف فلسطني،‏ وفقاً‏ لنص اإعالن احلكومة<br />

الربيطانية يف 2 ترشين ثانٍ‏ ‏)نوفمرب(‏ 1917... لذلك يجب اأن يكون لليهود وطن<br />

قومي يف البلد،‏ الذي كان مهد عرقهم،‏ وحيث عاشوا وعملوا لآلف السنني؛ واأن<br />

308


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

بريطانيا ‏ستوؤمن لهم احلماية«.‏ اأما يف جملس النواب فقد قدّم النائب ‏»هاملتون فيرش«‏<br />

مرشوع قرار للمجلس يف الرابع من الشهر نفسه،‏ طالب فيه مبساعدة الشعب اليهودي من<br />

اأجل اإعادة بناء وطنه القدمي يف اأرض اآبائه،‏ مع االأخذ باالعتبار حقوق جميع السكان يف<br />

فلسطني )37( . وسُ‏ جِّ‏ ل قرار جملس النواب ‏–بالفعل-‏ يف حمرض الكونغرس كتوصية مبرشوع،‏<br />

ويف 11 اأيلول ‏)سبتمرب(‏ 1922 استلم جملس النواب التصديق من وزارة اخلارجية،‏ ثمَّ‏ وقّع<br />

عليه الرئيس ‏»هاردينغ«،‏ والذي جاء فيه ‏»اتخذ جملسا الشيوخ والنواب يف الوليات<br />

املتحدة الأمريكية جمتمعني يف الكونغرس،‏ قراراً‏ بتاأييد الوليات املتحدة الأمريكية<br />

لإقامة وطن قومي للشعب اليهودي يف فلسطني؛ ويُفهم بوضوح اأنه لن يحدث اأية<br />

اإساءة للحقوق املدنية والدينية للمسيحيني والطوائف الأخرى غري اليهودية يف<br />

فلسطني...«‏ )38( .<br />

يتضح مما ‏سبق بيانه؛ اأن االإدارة االأمريكية وموؤسساتها الدستورية،‏ قد تبنت رسمياً‏<br />

كل حرفٍ‏ ورد يف ترصيح بلفور،‏ دون اأي تعديل يُذكر،‏ وبذلك اأخذ روؤساء الواليات املتحدة<br />

على عاتقهم منذ ذلك احلني اإلزام اأنفسهم باملوقف الصهيوين،‏ وبالتايل اأخذ كل رئيسٍ‏ تالٍ‏<br />

بالتعبري عن تعاطفه مع احلركة الصهيونية وباأهدافها،‏ يف اإقامة الوطن القومي اليهودي<br />

يف فلسطني.‏<br />

وكنتيجة منطقية لفشل احلكومة الربيطانية يف اإقرار ما ورد يف تقرير اللجنة امللكية<br />

‏)تقرير بيل(‏ يف عام ‎1937‎م،‏ من تقسيم فلسطني اإىل دولتني:‏ عربية ويهودية،‏ فقد اضطرت<br />

الحقاً‏ الإصدار الكتاب االأبيض عام ‎1939‎م،‏ والذي حدد عدد املهاجرين اليهود اإىل فلسطني<br />

ب 75,000 مهاجر يف مدة خمس ‏سنوات،‏ وحتديده لفرتة انتقالية مدتها عرش ‏سنوات،‏<br />

يتم خاللها نقل السلطة تدريجياً‏ اإىل الفلسطينيني،‏ كان رد القادة الصهاينة على هذا<br />

الكتاب؛ باأن نقلوا قاعدة عملياتهم السياسية من لندن اإىل واشنطن،‏ حيث ‏ضاعفوا جهودهم<br />

للحصول على التزام ‏سياسي اأمريكي،‏ ومن جهةٍ‏ اأخرى اجتهوا اإىل تقوية نشاطهم العسكري<br />

يف فلسطني؛ االأمر الذي اأكّ‏ ده ‏»بن غوريون«‏ باأنه كان مقتنعاً؛ باأن امليدان الرئيسي جلهود<br />

الصهيونية خارج فلسطني ليس بريطانيا؛ واإمنا الواليات املتحدة االأمريكية )39( .<br />

وكان موؤمتر ‏»بلتيمور«‏ الصهيوين الذي انعقد يف مدينة نيويورك االأمريكية يف اآيار<br />

‏)مايو(‏ 1942، هو التاريخ الرسمي لكي تتبنى االإدارات االأمريكية املتعاقبة فيما بعد،‏<br />

ليس خدمة مرشوع اإنشاء دولة اإرسائيل فحسب،‏ بل اإقامة دولة يهودية بكل ما يعني هذا<br />

املصطلح من توصيف ديني،‏ ال يوجد له مثيل يف اأنحاء املعمورة كافة،‏ فخالل هذا املوؤمتر<br />

اأعلن املجتمعون فيه ‏رضورة اإقامة الدولة اليهودية،‏ بحيث تكون جزءاً‏ من العامل الدميقراطي<br />

309


يهودية دولة إسرائيل:‏<br />

جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />

د.‏ أسامة أبو نحل<br />

اجلديد،‏ اأي عامل ما بعد احلرب العاملية الثانية،‏ واإطالق الهجرة اليهودية،‏ واإنشاء جيش<br />

يهودي له رايته اخلاصة واالعرتاف به،‏ وكانت تلك اأول مرة تظهر فيها نواياهم احلقيقية<br />

وبصورة علنية ويف موؤمتر رسمي،‏ فاأصبحت تلك املقررات بذلك برنامج احلركة اليهودية<br />

اجلديد؛ مع االإشارة اإىل اأن احلزبني االأمريكيني:‏ الدميقراطي واجلمهوري اأخذا يف التنافس<br />

خالل انتخابات الكوجنرس ورئاسة الدولة بعد عام 1944، السرتضاء اليهود االأمريكيني<br />

كسباً‏ الأصواتهم )40( . فقد اأكّ‏ د الرئيس ‏»فرانكلني روزفلت«‏ يف ترشين اأول ‏)اأكتوبر(‏ ‎1944‎م،‏<br />

يف رسالةٍ‏ وجهها اإىل موؤمتر عقده الصهاينة االأمريكيون،‏ التزام حزبه بتحقيق االأهداف<br />

الصهيونية،‏ وهو ما تناغم مع ما خططت له احلركة الصهيونية،‏ بحيث يتجاهل وجود<br />

قومية وهوية فلسطينية يف ‏سياسته نحو فلسطني )41( .<br />

ومن االإنصاف االإشارة هنا ولو بسطورٍ‏ مقتضبة اإىل اأن السياسة اخلارجية االأمريكية<br />

جتاه املساألة الفلسطينية ابتداءً‏ من عام 1944، وما رافقها من ارمتاء احلزبني الرئيسيني<br />

يف الواليات املتحدة يف اأحضان اللوبي الصهيوين فيها،‏ وتنافسهما لتسهيل املقوّمات<br />

كافة الإعالن والدة الكيان اليهودي اجلديد،‏ قد بزَّت السياسة الربيطانية منذ اإصدار ترصيح<br />

بلفور وحتى انتهاء فرتة االنتداب على فلسطني،‏ فما عجزت بريطانيا عن تقدميه،‏ عملت<br />

القوة العظمى اجلديدة والوريثة الرسمية للسياسة االستعمارية يف منطقة الرشق االأوسط،‏<br />

على حتقيقه مبختلف السبل.‏<br />

اأما الرئيس ‏»هاري ترومان«‏ )1945 - 1953( Truman( )Harry .S ، فقد عمل كل<br />

ما يف وسعه خلدمة املرشوع الصهيوين؛ على اعتبار اأن الدولة اليهودية القادمة ‏ستكون<br />

مناوئة للمد السوفيتي يف منطقة الرشق االأوسط،‏ وحارساً‏ ملصالح الواليات املتحدة يف<br />

املنطقة )42( ، ويف عهده اأيضاً‏ بات هدف الصهيونية واضحاً‏ ال لبس فيه،‏ وال يقترص على<br />

اإلغاء الكتاب االأبيض وتشجيع الهجرة،‏ بل على اإقامة الدولة اليهودية )43( .<br />

القرار الدولي 181 وتثبيت مصطلح الدولة اليهودية:‏<br />

وملَّا كانت عالقة اليهود وممثليهم يف املنظمة الصهيونية العاملية،‏ قد ترسّ‏ خت مع<br />

االإدارة االأمريكية خاصة يف فرتة حكم الرئيس ‏»ترومان«؛ فاإنهم كانوا موؤيدين بشدة للقرار<br />

الربيطاين برفع القضية اإىل املوؤسسة الدولية االأوىل؛ التي اأسسها املنترصون بعد اأن وضعت<br />

احلرب العاملية الثانية اأوزارها،‏ وهم الداعمون اأصالً‏ حلق اليهود يف اإنشاء وطن قومي<br />

لهم يف فلسطني،‏ وبرصف النظر عن اخلدمات اجلليلة التي قدّمها ‏»ترومان«‏ للمرشوع<br />

الصهيوين،‏ فقد دخلت القضية الفلسطينية منعطفاً‏ خطرياً‏ عام ‎1947‎م.‏<br />

310


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

وعلى اأية حال؛ فقد قررت بريطانيا نهائياً‏ اإحالة القضية الفلسطينية اإىل االأمم<br />

املتحدة،‏ التي تخضع فيها الدول الصغرى لنفوذ الواليات املتحدة،‏ ففي 28 نيسان ‏)اأبريل(‏<br />

1947 انعقدت اجللسة االأوىل بناءً‏ على طلبٍ‏ بريطاين،‏ وكانت جلنة ‏سياسية قد تشكّلت<br />

واستمعت لالأطراف كافة،‏ وانتهت اإىل قرارٍ‏ بتاأليف جلنة دولية لتقصي احلقائق يف القضية<br />

الفلسطينية ‏)يونسكوب(‏ )UNSCOP( ، تشرتك فيها اإحدى عرشة دولة،‏ مهمتها بحث<br />

املشكلة الفلسطينية من جميع جوانبها،‏ والتعرّف على اأحوال اليهود يف اأوروبا؛ واأن ترفع<br />

هذه اللجنة توصياتها اإىل االأمني العام لالأمم املتحدة يف وقتٍ‏ ال يتجاوز االأول من اأيلول<br />

‏)سبتمرب(‏ من العام نفسه )44( .<br />

ودون احلاجة للتطرّق ملجريات اللجنة الدولية وما دار خاللها،‏ توصّ‏ لت تلك اللجنة اإىل<br />

مرشوعني:‏ يقضي االأول:‏ بتقسيم فلسطني اإىل دولتني:‏ اإحداهما عربية واالأخرى يهودية،‏<br />

وهو ما ‏سُ‏ مي مبرشوع االأكرثية؛ على اأن تُصبح الدولتان املقرتحتان مستقلتني بعد مرحلة<br />

انتقال تدوم عامني،‏ ويجب عليهما املوافقة على دستور كلٍ‏ منهما،‏ ثمَّ‏ توقّع معاهدة توطيد<br />

النظام والتعاون االقتصادي،‏ واإقامة احتاد اقتصادي يهدف اإىل استثمار املرافق العامة؛<br />

على اأن تتوىل بريطانيا احلكم يف مرحلة االنتقال حتت اإرشاف االأمم املتحدة.‏ ويقضي<br />

املرشوع الثاين:‏ ويُسمى مبرشوع االأقلية بقيام حكومتني يف فلسطني مستقلتني استقالالً‏<br />

ذاتياً،‏ وتتاألف منهما دولة احتادية عاصمتها القدس،‏ ويُنتخب جملس تاأسيسي لوضع<br />

الدستور،‏ وتتناول ‏سلطة احلكومة االحتادية قضايا الدفاع والسوؤون اخلارجية واملصالح<br />

االقتصادية املشرتكة،‏ وينتخب جملس االحتاد رئيس الدولة )45( .<br />

ومهما يكن من اأمر؛ فبعد مناورات عدة من جانب الواليات املتحدة،‏ ‏صوّتت اجلمعية<br />

العامة لالأمم املتحدة يف 29 ترشين ثانٍ‏ ‏)نوفمرب(‏ ‎1947‎م على املرشوع االأول ‏)اأي:‏<br />

مرشوع االأغلبية(،‏ وحاز املرشوع الذي حمل اسم القرار رقم )181( على اأغلبية اأصوات<br />

االأعضاء )46( ؛ وتبلغ مساحة الدولة اليهودية يف هذا القرار %55 من اأرض فلسطني التاريخية،‏<br />

وتشمل اجلليل والنقب ومعظم السهل الساحلي،‏ بينما قبل اإصدار هذا القرار مل يكن اليهود<br />

ميلكون ‏سوى خُ‏ مس اأراضي هذه املنطقة،‏ وهو على اأية حال تقسيم ‏شبيه مبا طالب به<br />

القادة الصهاينة يف مذكرة الوكالة اليهودية اإىل موؤمتر لندن يف اآب ‏)اأغسطس(‏ )47( 1946 .<br />

والواضح اأن بريطانيا ‏ضغطت على االأمم املتحدة التخاذ قرار التقسيم دون دراسة<br />

كافية،‏ ويف وقتٍ‏ قصري ال يُسمح خالله للدبلوماسية العربية باتخاذ االإجراءات الكفيلة<br />

باإقرار احلقوق الوطنية الفلسطينية،‏ كما ‏ضغطت على عددٍ‏ كبري من اأعضاء اجلمعية العامة،‏<br />

311


يهودية دولة إسرائيل:‏<br />

جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />

د.‏ أسامة أبو نحل<br />

‏سواء كان ذلك اأثناء عملية اختيار اأعضاء اللجنة الدولية اأم اأثناء التصويت على القرار<br />

الصادر عنها )48( ؛ كما اأنها اأعدّت برناجمها اخلاص باالنسحاب من فلسطني،‏ بالتنسيق<br />

مع قادة احلركة الصهيونية،‏ لكي تتمكن االأخرية من اإقامة دولتها،‏ واالستيالء على اأكرب<br />

مساحة ممكنة من اأراضي فلسطني )49( . ويبدو اأن ثمة اتفاقاً‏ متَّ‏ بني احلكومة الربيطانية<br />

وامللك عبد اهلل االأول،‏ ‏سبق التصويت على القرار 181، فربيطانيا وصلت اإىل راأي نهائي من<br />

حيث موقفها من القضية،‏ فقررت القبول بقيام كيان يهودي مستقل يف فلسطني،‏ ما دام<br />

ذلك ال يتعارض مع استمرار مصاحلها يف املنطقة،‏ من خالل اتفاقها مع امللك عبد اهلل يف<br />

احلفاظ على تلك املصالح من وراء ‏ضم القسم العربي الذي ‏سيقره قرار التقسيم اإىل مملكته<br />

اخلاضعة لربيطانيا مبارشة؛ والواضح اأن السيناريو الذي اأعده االإنكليز لكي يستويل عبد<br />

اهلل على املنطقة العربية من قرار التقسيم،‏ هو دخوله احلرب بعدما تنسحب هي نهائياً‏ من<br />

فلسطني )50( .<br />

ويبقى لنا اأن نتساءل عن الدافع وراء اإرصار الدول الكربى على اإصدار الأمم<br />

املتحدة نصاً‏ ‏رصيحاً،‏ يقضي بتقسيم فلسطني اإىل دولتني،‏ اإحداهما يهودية؟؛<br />

واأن نتساءل كذلك عن السبب الذي دعا احلركة الصهيونية اإىل قبول ذلك القرار،‏<br />

والسبب وراء تسمية تلك الدولة باسم دولة اإرسائيل؟<br />

‏سبق واأن اأرشنا اإىل اأن بريطانيا،‏ وضعت اللبنة االأوىل لبناء الوطن القومي اليهودي،‏<br />

من خالل اإصدار ترصيح بلفور عام ‎1917‎م،‏ ثمَّ‏ رصّ‏ ت املدماك االأول يف ذلك البنيان<br />

باإصدار تقرير اللجنة امللكية ‏)تقرير بيل(‏ عام ‎1937‎م؛ وعلى الرغم من اأن هذا التقرير مل<br />

ياأخذ ‏صفة دولية؛ فاإنه يبقى القالب الذي على اأساسه ‏صِ‏ يغ وحُ‏ بك قرار تقسيم فلسطني رقم<br />

181 لعام 1947، برصف النظر عن االختالفات يف رسم احلدود يف التقريرين.‏ ومع ذلك<br />

يبقى القرار 181 االأهم واالأخطر؛ الأنه حمل ‏صفة قانونية ملزمة من االأمم املتحدة لتطبيقه<br />

على اأرض الواقع،‏ رغم ما فيه من ظلمٍ‏ بحق الفلسطينيني اأصحاب االأرض االأصليني،‏ الذين<br />

بات من حقهم فقط ‏–طبقاً‏ لقرار التقسيم–‏ %45 من فلسطني ليقيموا عليها دولة؛ هذا<br />

اإن ‏صدقت نوايا املخططني للقرار ‎181‎؛ فالقرار ينص على تقسيم فلسطني اإىل دولتني:‏<br />

اإحداهما عربية،‏ واالأخرى يهودية،‏ ففيما يخص الدولة العربية؛ مل يذكر القرار ‏رصاحة على<br />

اأن مسوؤولية احلكم فيها للفلسطينيني؛ واإمنا تعمّد واضع القرار استخدام ‏صيغة مبهمة قابلة<br />

للتاأويل،‏ فلم يحدد القرار جنسية تلك الدولة العربية وال جنسية رئيسها،‏ وهذا اأمرٌ‏ ال يجوز<br />

يف القانون الدويل؛ واإالَّ‏ لكنا ‏سمعنا عن دولة التينية اأو غري ذلك.‏<br />

312


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

وفيما يخص تسمية الدولة االأخرى التي ‏شملها قرار التقسيم بالدولة اليهودية؛ فاالأمر<br />

ال يحتاج لكثريٍ‏ من العناء لنتاأكد اأن االإمربيالية الربيطانية ووريثتها يف حكم منطقة الرشق<br />

االأوسط الواليات املتحدة االأمريكية الربوتستانتية؛ داأبتا معاً‏ على تنفيذ خمططات احلركة<br />

الصهيونية منذ القرن التاسع عرش،‏ بتحويل فلسطني اإىل وطن قومي لليهود اأوالً،‏ ثمَّ‏ اإىل<br />

دولة يهودية ثانياً.‏<br />

ومن املعلوم اأن ثمة فرقاً‏ قانونياً‏ بني مصطلحي:‏ الوطن القومي والدولة،‏ فاالأول<br />

يُسمح باالإقامة فيه الأناس دون احلق لهم بامتالك السلطة،‏ اأما االآخر فهو عبارة عن اأرضٍ‏<br />

وشعبٍ‏ وسيادةٍ‏ كاملةٍ‏ غري منقوصةٍ‏ )51( . فالدول الكربى وبتاأثريٍ‏ من القادة الصهاينة<br />

والوكالة اليهودية،‏ عملت على اإبقاء جذوة فكرة التقسيم قائمة،‏ كما كان االأمر مع تقرير<br />

جلنة بيل عام 1937، ولكن مع اإدخال بعض التعديالت اجلوهرية،‏ ليتالءم ومصالح الدولة<br />

اليهودية املقرتحة؛ والواضح اأن التاأثري املهم واالأبرز كان من جهات ثالث هي:‏ بريطانيا<br />

والواليات املتحدة واالحتاد السوفيتي،‏ ولكل طرفٍ‏ من تلك االأطراف مسوغاته يف التاأثري.‏<br />

فربيطانيا القوة املنتدبة على فلسطني؛ تريد اأن تُنهي انتدابها بعد اأن رسّ‏ خت اأقدام<br />

اليهود يف فلسطني،‏ من خالل فتحها باب الهجرة على مرصاعيه اأمامهم،‏ ومن ثمَّ‏ وضع<br />

حجر اأساس الدولة اليهودية،‏ كفكرة ميكن التعاطي معها،‏ وهذا ما ظهر جلياً‏ من خالل<br />

تقرير جلنة بيل،‏ وبذلك تكون بريطانيا هي ‏صاحبة الفضل االأول واالأهم يف حتقيق ماآرب<br />

احلركة الصهيونية،‏ يف املطالبة بدولة يهودية بدالً‏ من وطن قومي يهودي،‏ كما ‏سبقت<br />

االإشارة.‏<br />

اأما الواليات املتحدة؛ فبحكم تبني االإدارة االأمريكية وموؤسساتها الترشيعية،‏ ونفوذ<br />

وسائل االإعالم واللوبي الصهيوين فيها للمخططات الصهيونية،‏ فقد عمدت منذ بداية احلرب<br />

العاملية الثانية،‏ وحتى ‏صدور قرار التقسيم الدويل رقم 181، اإىل جعل احللم اليهودي بخلق<br />

دولة يهودية من العدم،‏ حقيقة واقعة على االأرض،‏ وبالتايل باالإمكان اعتبار جهود الرئيس<br />

‏»ترومان«‏ يف هذا الصدد،‏ املعْلم الرئيس لتنفيذ ذلك احللم.‏ وال يفوتنا االإشارة هنا اإىل اأن<br />

انتماء بريطانيا اإىل املذهب االإجنليكاين والواليات املتحدة اإىل املذهب الربوتستانتي-‏<br />

اللذين يوؤمنان برضورة اإعادة اليهود اإىل فلسطني،‏ ومن ثمَّ‏ خلق دولة يهودية على اأراضيها<br />

– قد اأدى دوراً‏ مهماً‏ وبارزاً‏ يف هذا املضمار؛ وبالتايل فاإن العامل الديني اأدى دوراً‏ واضحاً‏<br />

يف التنسيق بني الطرفني مع احلركة الصهيونية،‏ التي استفادت من دعمهما؛ على الرغم من<br />

اأن نظامي احلكم يف الدولتني علماين وليس ثيوقراطياً.‏<br />

313


يهودية دولة إسرائيل:‏<br />

جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />

د.‏ أسامة أبو نحل<br />

1.<br />

اأما االحتاد السوفيتي؛ فاإن مل يكن دوره بارزاً‏ كدوري:‏ بريطانيا والواليات املتحدة،‏<br />

لكنه اأراد من استصدار قرار التقسيم الدويل 181 وحتقيقه اأمور عدة،‏ منها:‏<br />

1 عدم قيام دولة قومية لليهود؛ الأنه اأصالً‏ ال يعرتف بالقوميات؛ وبخاصة اأنه كدولة<br />

مبنيّة على قوميات متعددة االإثنيات،‏ كان هدفه ‏صهر تلك القوميات يف بوتقة واحدة،‏ هي<br />

بوتقة الفيدرالية الروسية؛ لذا فاإنه اأراد للدولة اليهودية اأن تكون دولة اإثنية ال قومية.‏<br />

‏.‏‎2‎اإنه 2 اأراد التخلّص نهائياً‏ من االأقلية اليهودية املتواجدة على اأرضه،‏ بتشجيعها على<br />

الهجرة اإىل تلك الدولة املقرتحة.‏<br />

‏.‏‎3‎اإن 3 االحتاد السوفيتي مل يكن وقتذاك قد دخل مرحلة احلرب الباردة مع الواليات<br />

املتحدة يف منطقة الرشق االأوسط،‏ وبالتايل مل تكن له مصالح ‏سياسية واقتصادية مع<br />

الدول العربية،‏ فكان بذلك من اأوائل الدول التي اعرتفت بقرار التقسيم املذكور.‏<br />

وفيما يخص السبب الذي دعا احلركة الصهيونية اإىل قبول ذلك القرار،‏ والسبب وراء<br />

تسمية تلك الدولة باسم دولة اإرسائيل،‏ فتلك احلركة وجدت من املفيد االستفادة من الظروف<br />

الدولية اجلديدة،‏ يف ظل تطور املوقف االأمريكي اجلديد يف التعامل مع دول املنطقة من<br />

جهة،‏ وتناغم ‏سياساتها مع الدول االأوروبية ومنظومة الدول الكربى من جهةٍ‏ اأخرى.‏ لذا<br />

وجدنا موقف اليهود مما دار قُ‏ بيل انتهاء جلنة تقصي احلقائق ‏)يونسكوب(‏ من اأعمالها،‏<br />

موقفاً‏ متقدماً‏ واإيجابياً‏ يف التعامل مع اأعضائها،‏ فقد قدّمت الوكالة اليهودية مذكرات<br />

عدة اإىل تلك اللجنة،‏ ثمَّ‏ اأوفدت ‏شخصيات ‏صهيونية عدة لالجتماع مع اأعضاء اللجنة،‏ فقد<br />

اأشار ‏»هليل ‏سيلفر«‏ Silver( )Hillel اأحد هوؤالء االأشخاص الذين قابلوا اللجنة اإىل بيانٍ‏<br />

ذُ‏ كر فيه اقتناع الوكالة اليهودية بجدوى اهتمام هيئة دولية مبشكلة فلسطني؛ وادّعى اأن<br />

الوكالة مفوّضة مبوجب ‏صك االنتداب للتحدث باسم يهود العامل يف اأمور الوطن القومي<br />

اليهودي؛ واأوضح اأنه بينما الوطن القومي ما زال حتت التاأسيس؛ فاإن املجتمع الدويل<br />

يتطلع اإىل استكمال الهجرة اليهودية يف فلسطني،‏ وخلق الدولة اليهودية فيها )52( ، اأما<br />

املوؤمتر الصهيوين العام الذي كان جمتمعاً‏ يف زيوريخ وقت اإعالن تقرير اللجنة يف 31 اآب<br />

‏)اأغسطس(،‏ فقد وافق على املرشوع االأول ‏)اأي:‏ املرشوع الذي يوصي بالتقسيم(‏ باأغلبية 51<br />

‏صوتاً‏ ‏ضد 1653.<br />

وعلى اأية حال؛ فقد فرح قادة احلركة الصهيونية بقرار التقسيم،‏ ورغم عدم قناعتهم<br />

بحجم الدولة املقرتحة؛ اإالَّ‏ اأنهم كانوا مرسورين الأن الدولة اليهودية ‏سرتى النور وفق<br />

القانون الدويل،‏ ومل يعودوا بحاجة القتصار حجتهم على احلقوق الدينية والتاريخية؛<br />

ناهيك عن اأن قرار التقسيم كان ذا ‏صبغة قانونية اأقوى من ترصيح بلفور،‏ فقرار التقسيم<br />

314


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

ينص على اإقامة دولة يهودية،‏ بينما ترصيح بلفور نصَّ‏ على اإقامة وطن قومي يهودي<br />

فقط )54( .<br />

وتبقى نقطة مهمة مفادها اأن قراري:‏ جلنة بيل عام ‎1937‎م والقرار رقم 181 لعام<br />

‎1947‎م؛ مل يكن ‏ضمن حدود الدولة اليهودية فيهما منطقة الضفة الغربية،‏ اأو ما يُطلق<br />

عليها االإرسائيليون يهودا والسامرة )55( ، واحلقيقة فاإن ذلك اأمرٌ‏ ليس مبستغرب؛ فاليهود<br />

مل يهتموا منذ بداية اهتماماتهم بالهجرة اإىل فلسطني باالستقرار يف املناطق املتكدسة<br />

بالسكان العرب،‏ ما عدا مدينة اخلليل؛ لذا فعند ‏صدور القرار 181، مل يكن لهم وجود ذو بال<br />

يف تلك املنطقة،‏ لكن هذا ال يعني اأنهم اأخرجوها من حساباتهم املستقبلية.‏<br />

وفيما يتعلق بتسمية الدولة اليهودية املقرتحة باإرسائيل؛ فاإنها مل تلقَ‏ كثرياً‏ من<br />

الدراسات واالهتمام؛ واإننا من باب االجتهاد نقول اإن هذا االأمر متَّ؛ الأن القائمني على اأمر<br />

الزعامة الصهيونية وقتذاك ك ‏»ديفيد بن غوريون«‏ وغريه،‏ مل يكونوا من املتدينني اأصالً‏<br />

بل اتسموا بالفكر العلماين،‏ فاآثروا تسمية الدولة اليهودية املقرتحة باسم ‏»دولة اإرسائيل«،‏<br />

لتكون مقبولة دولياً‏ واإقليمياً؛ ومع ذلك فاإنهم احتفظوا الأنفسهم يف احلق بتغيري هذا االسم<br />

الحقاً‏ اإذا ما اقتضت الظروف ذلك؛ ناهيك عن الدولة املقرتحة لليهود مل تكن خالية من<br />

اجلنس العربي بعد لالإدعاء بنقاء دولتهم اليهودية؛ اإذن من وجهة نظرهم يجب اإخالء تلك<br />

الدولة من العرب الفلسطينيني اأوالً،‏ ثمَّ‏ اإعالن يهودية الدولة رسمياً.‏<br />

ومن الأدلة التي تبنيّ‏ علمانية قادة اإرسائيل ك ‏»ديفيد بن غوريون«؛ اأنه ‏شكك<br />

مبا ورد يف العهد القدمي من رواياتٍ‏ واأساطري؛ فبينما نصْ‏ التوراة يقول اإن عدد بني اإرسائيل<br />

الذين خرجوا مع موسى عليه السالم من اأرض مرص هم ‏ستمائة األف عدا االأوالد؛ جند اأن<br />

‏»بن غوريون«‏ يف اإحدى جلسات الكنيست االإرسائيلي؛ يرجّ‏ ح جدياً‏ باأن ذلك العدد مل يتجاوز<br />

600 فقط اأو اأقل؛ الأن مثل هذا العدد هو الذي كان باإمكان اأي قائد كموسى قيادته،‏ وتدبري<br />

‏سوؤونه يف مثل ذلك الزمان )56( . وبناءً‏ على ما ‏سبق ذكره؛ وجدنا قادة دولة اإرسائيل منذ<br />

اإعالن والدتها يف 14 اآيار ‏)مايو(‏ 1948، وحتى العام 2007 مل يُظهروا اأية اإشارة ليهودية<br />

دولتهم،‏ لكن الظروف االإقليمية والدولية املعارصة يف العام االأخري،‏ حتّمت على قادتها<br />

اإعادة التفكري من جديد بتبني يهودية الدولة،‏ كما ‏سرتد االإشارة الحقاً.‏<br />

حماوالت إحياء مصطلح يهودية دولة إسرائيل من خالل تصرحيات قادتها:‏<br />

بادئ ذي بدء يجب اأن نذكر ما تعنيه يهودية الدولة عند االإرسائيليني بناءً‏ على وجهة<br />

نظرهم،‏ ثمَّ‏ ننطلق لتفنيد وجهة النظر تلك،‏ فحسب وجهة نظر اإرسائيلية رسمية،‏ وهي وزارة<br />

اخلارجية االإرسائيلية؛ فاإن ‏»دولة اإرسائيل هي اأولً‏ واأخرياً‏ دولة يهودية,‏ يف ‏ضوء حق<br />

315


يهودية دولة إسرائيل:‏<br />

جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />

د.‏ أسامة أبو نحل<br />

الشعب اليهودي يف دولة مستقلة واحدة تابعة له,‏ ويف ‏ضوء العالقة التاريخية<br />

املذكورة يف التوراة بني الشعب اليهودي واأرض اإرسائيل...«‏ )57( .<br />

ودون اأن نخوض يف تفاصيل التاريخ القدمي؛ فالثابت تاريخياً‏ اأن مكوث بني اإرسائيل<br />

على اأرض فلسطني كان دائماً‏ مكوثاً‏ موؤقتاً،‏ ومل يحمل ‏صفة الدميومة مطلقاً‏ من لدن يعقوب<br />

عليه السالم،‏ وحتى طردهم نهائياً‏ منها على اأيدي الرومان؛ والثابت تاريخياً‏ اأيضاً‏ اأنه مل<br />

يكن لهم طيلة مكوثهم يف فلسطني،‏ ال عادات وال لغة وال ثقافة وال خطط مستقبلية،‏ وحتى<br />

عقيدتهم كانت حمل ‏شبهات؛ فمع بداية دعوة موسى عليه السالم لهم عبدوا العجل يف<br />

‏صحراء ‏سيناء وهو بني ظهرانيهم،‏ وحيناً‏ عبدوا االآلهة الوثنية الكنعانية زمن حكم القضاة،‏<br />

وحيناً‏ عبدوا االإله متوز يف بابل اأثناء فرتة السبي البابلي.‏ اأما موضوع اللغة فهو فرية<br />

اأرادوا من خاللها اإرجاع تاريخهم اإىل اأزمنة ‏سحيقة؛ لكن الثابت تاريخياً‏ اأن اللغة العربية<br />

مل تكن موجودة اأصالً‏ مع بداية ظهور بني اإرسائيل؛ واإمنا اللغة العربية ابتكرها الكاهن<br />

عزرا اأثناء السبي البابلي وليس قبل ذلك مطلقاً،‏ فاإبراهيم عليه السالم كان يتحدث باللغة<br />

االأكادية العراقية،‏ واسحق ويعقوب باللغة الكنعانية حيث وُ‏ لدوا،‏ ويوسف وموسى باللغة<br />

الهريوغليفية املرصية حيث تربيا ونساأ،‏ وداود وسليمان باللغة الكنعانية حيث وُ‏ جدا )58( .<br />

اأضف اإىل ذلك وهو االأهم اأن يهود اليوم الذين يطالبون بدولة يهودية على اأرض<br />

فلسطني،‏ ليسوا هم بنو اإرسائيل الذين نزلت عليهم الرساالت واالأنبياء؛ فموسى عليه السالم<br />

مل تتنزّل عليه ديانة خمصوصة تُدعى ‏»الديانة اليهودية«،‏ بل دعاه ربه لنرش ‏»دعوة<br />

التوحيد اأو الإسالم«،‏ كما نزلت على االأنبياء من قبله من لدَّن نوح واإبراهيم وحتى حممد،‏<br />

فاالأنبياء كافة كلّفهم اهلل بنرش ديانة واحدة ال ثاين لها وهي التوحيد،‏ بالتايل فالقوم اأو<br />

الشعب الذين بُعث فيهم موسى ليسوا الشعب اليهودي،‏ بل هم بنو اإرسائيل؛ فاأصبح اأتباعه<br />

يتسمَّون ب ‏»املوسويني«‏ نسبة اإليه؛ فاإذا مل يكن ثمة يهودٌ‏ ال يف زمن موسى وال يف زمني:‏<br />

داود وسليمان عليهم السالم؛ فاإن الثابت تاريخياً‏ اأن مصطلح الشعب اليهودي ظهر للعلن<br />

وللمرة االأوىل،‏ يف اأواخر فرتة مكوث بني اإرسائيل يف بابل زمن الكاهن عزرا الذي اخرتع<br />

باالشرتاك مع ملك الفرس ‏»ارحتششتا االأول«‏ )465 - 425 ق.‏ م(‏ ما تسمّى اليوم بالديانة<br />

اليهودية،‏ نسبةً‏ اإىل منطقة يهوذا الفلسطينية التي اأُجلوا عنها زمن امللك الكلداين ‏»نبوخذ<br />

نرشَّ‏ » )59( . وبناءً‏ على التوصيف السابق؛ واأيَّاً‏ كان مصدر ديانة اليهود؛ والتي نفضّ‏ ل اأن<br />

نطلق عليها مصطلح ‏»الرشيعة اليهودية«؛ فاإن ما يُطلق عليه اليوم اسم الشعب اليهودي<br />

هو تسمية خاطئة؛ فالشعوب ال تتسمّى باأسماء دياناتها؛ واإالَّ‏ جلاز للبعض التسمي بالشعب<br />

االإسالمي اأو الشعب املسيحي اأو الشعب البوذي...‏ الخ.‏<br />

316


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

ومهما يكن من اأمر؛ فمنذ العام 2007 وترصيحات القادة الإرسائيليني مل تتوقف<br />

اإىل الدعوة بيهودية دولة اإرسائيل )60( ، مبناسبة اأو بدون مناسبة؛ وقد وردت تلك<br />

الترصيحات على لسان كلٍ‏ من:‏ ‏»شمعون برييز«(‏Peres (Shimon رئيس اإرسائيل،‏ و<br />

‏»اأيهود اأوملرت«‏ Olmert) (Ehud رئيس الوزراء السابق عن حزب كادميا،‏ و ‏»تسيبي ليفني«‏<br />

Benjamin Netanya-( وزيرة اخلارجية يف حكومته،‏ و ‏»بنيامني نتنياهو«‏ (Tzipi Livni(<br />

(Avigdor Lieberman) رئيس الوزراء احلايل عن حزب الليكود،‏ و ‏»اأفيغدور ليربمان«‏ )hu<br />

وزير خارجيته احلايل،‏ وكان ‏»نتنياهو«‏ قد ‏رصّح عند افتتاح الدورة الشتوية للكنيست<br />

االإرسائيلي عام 2009: باأن ‏»حق وجود دولة يهودية وحق الدفاع عن النفس،‏ هما<br />

اثنان من اأركان وجود ‏شعبنا،‏ وهناك ترابط عضوي بني هذين احلقنيْ‏ ...« )61( ؛ والواضح<br />

هنا فيما يخص قوله ‏»دولة خاصة بنا«،‏ اأي:‏ دولة يهودية؛ وبذلك ميكن القول اإن مصطلح<br />

اأو تسمية ‏»دولة اإرسائيل«‏ باتت جزءاً‏ من املاضي-‏ حسب وجهة نظره.‏<br />

وكان نتنياهو من قبل،‏ قد اأدىل بكلمة خالل جلسة الكنيست الإحياء ذكرى زئيف<br />

جابوتينسكي زعيم التيار التصحيحي الصهيوين اليميني وحركة ‏»بيتار«،‏ يف 22 متوز<br />

‏)يوليه(‏ 2009، اأكّ‏ د فيها:‏ ‏»اإننا نطرح يف هذه الأيام بالذات مطلباً‏ حازماً‏ وحاسماً‏<br />

وواضحاً،‏ ينص على اعرتاف الفلسطينيني باإرسائيل كدولة الشعب اليهودي،‏ كدولة<br />

يهودية؛ اإن هذا العرتاف ‏ضمن اتفاق السالم يُعترب اأمراً‏ اأساسياً‏ ومبدئياً‏ ورضورياً...‏<br />

غري اأن السالم هو الذي يستوجب هذا العرتاف؛ اإذ لن يكون السالم يف اأفضل احلالت–‏<br />

بغياب اعرتاف فلسطيني بدولة اإرسائيل كدولة قومية للشعب اليهودي–‏ اإلَّ‏ اتفاقاً‏<br />

خالياً‏ من اأي مضمون حقيقي يسمح للفلسطينيني برتبية اأطفالهم على النظر اإىل<br />

جريانهم اليهود؛ باأنهم يقيمون دون حق يف اأرض مغتصبة يجب حتريرها فيما بعد<br />

بطرق اأخرى«‏ )62( .<br />

وهنا،‏ وحسب ما قاله نتنياهو؛ باالإمكان التوقّف عند نقطة مهمة وخطرية جداً؛ تفيد<br />

باأن كل ما يعني االإرسائيليني من اعرتاف الفلسطينيني ثم بقية العرب بيهودية دولتهم؛<br />

ينصب يف االأساس على اأن ميسح الفلسطينيون ويزيلون من اأذهانهم،‏ ومن ثمَّ‏ من اأذهان<br />

اأطفالهم؛ باأن فلسطني التاريخية كانت يف يومٍ‏ من االأيام ملكٌ‏ لهم؛ بل االأكرث من ذلك هو<br />

اإقرار الفلسطينيني رسمياً‏ باأن هوؤالء اليهود الذين وفدوا اإىل فلسطني من كل فجٍّ‏ عميق،‏ هم<br />

اأصحاب االأرض احلقيقيني؛ وباأن الفلسطينيني مل يكونوا ‏سوى مغتصبني ملمتلكات اليهود<br />

منذ مئات السنني.‏<br />

317


يهودية دولة إسرائيل:‏<br />

جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />

د.‏ أسامة أبو نحل<br />

ثمَّ‏ تعددت كذلك مرشوعات القوانني املقدمة للكنيست االإرسائيلي بحظر االحتفال<br />

بيوم النكبة الذي يحتفل به فلسطينيو اإرسائيل ‏سنوياً،‏ ورضورة تاأكيد الوالء واالنتماء<br />

الإرسائيل وحظر املشاركة يف االنتخابات االإرسائيلية لتلك االأحزاب العربية التي ال تعرتف<br />

باإرسائيل كدولة يهودية )63( . واحلقيقة فاإن اختيار هذا التاريخ مل ياأتِ‏ من فراغ؛ واإمنا هو<br />

تاريخٌ‏ مدروس بدقة وعناية فائقة؛ وباإمكان الباحث اأو املوؤرخ اأو السياسي من باب<br />

الجتهاد وبعض الدراية بالساأن الإرسائيلي؛ اأن يحدد دوافع تلك الترصيحات:‏<br />

فاإن العمل على تاأسيس يهودية الدولة،‏ بداأ رسمياً‏ منذ ‏شهر كانون ثانٍ‏<br />

‏)يناير(‏ 1991 بالتحديد؛ وذلك خالل عملية عاصفة الصحراء،‏ التي قامت بها الواليات<br />

املتحدة االأمريكية مع حلفائها من نحو 30 دولة،‏ مبا فيها بعض الدول العربية؛ الإخراج<br />

العراق من الكويت،‏ ونتيجة للتعاطف:‏ الرسمي والشعبي الفلسطينيني مع العراق،‏ فقد<br />

عمدت اإرسائيل اإىل فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية،‏ فحسب ما ذكرت ‏»عمرية هس«‏<br />

Hass) (Amira الصحفيّة بجريدة ‏»ها اآرتس«‏ االإرسائيلية؛ باأن عملية الفصل تلك اأدّت<br />

للتضييق على ‏سكان تلك املناطق؛ حيث مل يعد مبقدورهم التنقّل بني تلك املناطق اإالَّ‏<br />

بترصيح اأمني من اجليش االإرسائيلي؛ وبالتايل فاإن فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية<br />

مل يتم يف اأعقاب االنسحاب االإرسائيلي من قطاع غزة خالل ‏شهر اآب ‏)اأغسطس(‏ 2005، بل<br />

يف عام 1991. وعملية الفصل تلك كانت اأول خطوة فعلية وعملية لتطبيق ‏سياسة يهودية<br />

الدولة،‏ وذلك من خالل حرش الفلسطينيني يف معازل برشية،‏ غري مرتبطة جغرافياً،‏ متهيداً‏<br />

القتالعهم منها،‏ اأو تشجيعهم على الهجرة منها اإىل اخلارج )64( .<br />

318<br />

‏◄◄فاأولً:‏<br />

‏◄◄وثانياً:‏ بعد تولية الرئيس االأمريكي ‏»جورج بوش االبن«‏ Bush) (George .W<br />

‏سدة احلكم يف الواليات املتحدة؛ راأى قادة اإرسائيل اأن الفرصة الذهبية لتنفيذ خمططاتهم<br />

دُفعةٍ‏ واحدة باتت وشيكة؛ فالرئيس االأمريكي واأركان اإدارته ينتمون اإىل التيار املسيحي<br />

الصهيوين،‏ الذي يوؤمن بخدمة دولة اإرسائيل وخدمة اليهود اإمياناً‏ مطلقاً؛ وبناءً‏ عليه فكمرثى<br />

الدولة اليهودية اأضحت ناضجة اأكرث من اأي وقتٍ‏ مضى؛ واستغلّ‏ قادة اإرسائيل عدة مناخات<br />

‏صعبة مرّت بالعامل،‏ منها:‏ اأحداث 11 اأيلول ‏)سبتمرب(‏ 2001، وغزو اأفغانستان يف اأواخر<br />

العام نفسه،‏ واحتالل العراق يف عام 2003، ورضوخ معظم اأنظمة احلكم يف العامل مبا فيها<br />

االأنظمة الرسمية العربية واالإسالمية للهيمنة االأمريكية،‏ ووفاة الرئيس الفلسطيني يارس<br />

عرفات اأواخر العام 2004، الذي كان ميثّل ‏صِ‏ مام االأمان للسياسة الفلسطينية واملقاومة<br />

الوطنية معاً؛ فبوفاته فقد الشعب الفلسطيني الزعيم الكاريزما،‏ فانحدر الفلسطينيون من<br />

‏سيءٍ‏ اإىل اأسواأ.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

319<br />

◄◄ وثالثاً:‏<br />

اأرادت اإرسائيل وما زالت تريد استغالل ما تشهده الساحة الفلسطينية من<br />

انقسام ‏سياسي بني الفصائل والتنظيمات الفلسطينية،‏ والتي تشهد يف هذه االأيام انفصاماً‏<br />

يف ‏شخصيتها الوطنية من جهة؛ واأرادت وما زالت تريد اأن تستغل الرصاع الدموي بني قطبي<br />

السياسة الفلسطينية:‏ حركة التحرير الوطني الفلسطيني ‏)فتح(‏ ، وحركة املقاومة االإسالمية<br />

‏)حماس(‏ من جهةٍ‏ اأخرى؛ حيث يعتقد قادة اإرسائيل اأنه مبقدورهم استغالل تلك اخلالفات<br />

والرصاعات لتنفيذ اأجندتهم اخلاصة،‏ بفرض ما يريدون على املفاوض الفلسطيني.‏<br />

ومع دخول املفاوضات االإرسائيلية الفلسطينية منعطفاً،‏ يقتضي الدخول<br />

يف تسوية ‏سلمية لقضايا احلل النهائي كالقدس والالجئني واحلدود واملياه،‏ اأعاد قادة<br />

اإرسائيل مساألة يهودية دولتهم اإىل السطح من جديد،‏ بل اأكرث من ذلك فقد طالبوا الفلسطينيني<br />

باالعرتاف بيهودية دولة اإرسائيل،‏ كرشطٍ‏ مسبق للتفاوض حول تلك القضايا؛ وهم بذلك<br />

يدركون اأنهم يضعون ‏رشطاً‏ تعجيزياً‏ يعلمون مسبقاً‏ استحالة حتقيقه،‏ وذلك للتنصّ‏ ل متاماً‏<br />

من اأية التزامات مستحقة عليهم حلساب الطرف الفلسطيني.‏<br />

‏◄◄ورابعاً:‏<br />

ويف السياق نفسه؛ فاإن الربوفيسور ‏»شلومو زانت«‏ Zant) (hlomo اأستاذ الدراسات<br />

التاريخية بجامعة تل اأبيب،‏ اعترب يف مقابلة اأجرتها معه ‏صحيفة ‏»فرانكفورتر روند<br />

‏شاو«‏ االأملانية؛ اأن اإرصار قادة اإرسائيل على مطالبة الفلسطينيني باالعرتاف بها كدولة<br />

يهودية؛ فاإنه ميثّل تطوراً‏ خطرياً‏ يف بلدٍ‏ ربع ‏سكانه من غري اليهود )65( . ويف دراسة اأخرى<br />

للربوفيسور ناجي ‏رشاب،‏ اأستاذ العلوم السياسة بجامعة االأزهر – غزة؛ اأوضح من خاللها<br />

اأن اخلطاب السياسي االإرسائيلي يكشف على كل مستوياته،‏ طبيعة االأزمة التي تعيشها<br />

اإرسائيل واأبعادها،‏ وهى اأزمة ممتدة ‏صاحبت وما زالت قيام اإرسائيل،‏ فعلى الرغم من قيام<br />

اإرسائيل كدولة؛ اإالَّ‏ اأن هذه الدولة ما زالت تعانى من اأزمات متعددة تقف وراء ‏سلوكها<br />

السياسي،‏ فما زالت اأزمة هوية الدولة دون حل،‏ هل هي هوية يهودية،‏ اأو هوية اإرسائيلية،‏<br />

اأو هوية ‏صهيونية،‏ اأو هوية عربانية؛ ومع ذلك فاإن املطالبة بالهوية اليهودية تثري العديد<br />

من املشكالت حول من هو اليهودي؟ ويتضح ذلك من خالل مطالبة الفلسطينيني والعرب<br />

باالعرتاف بيهودية الدولة؛ فالهوية ال تُطلب من االآخرين بقدر ما هي عنارص تتوافر<br />

وترتاكم وتتفاعل برشياً‏ ومكانياً‏ على مدار ‏سنوات متعددة،‏ وهذا ما مل تنجح فيه اإرسائيل<br />

حتى االآن )66( .<br />

كما ينحو الدكتور عبد العليم حممد املنحى نفسه بقوله؛ اإن اأهم العنارص التي تسهم<br />

يف ظهور مطلب يهودية دولة اإرسائيل واأولويته علي ما عداه،‏ يتمثل يف حرية املجتمع<br />

االإرسائيلي بساأن الهوية؛ وهو ما يعني اأن ثمة خلالً‏ يف انتقال تلك الشفرة اخلاصة بالهوية<br />

بني االأجيال املختلفة من جمتمع املستوطنني واملهاجرين اليهود, واإذا ما اأصبح هذا اخللل


إسرائيل:‏<br />

دولة يهودية الفلسطينية<br />

القضية على وتأثيره املصطلح جذور نحل<br />

أبو أسامة د.‏ اأن<br />

الطبيعي من فاإنه اليوم؛ اإرسائيل يف احلال هو كما االأجيال من لعدد مهمة منزلة يف من<br />

ويصبح التفكك،‏ خطر تواجه قد االإرسائيلية،‏ اجلماعة هنا وهي املعنية اجلماعة تكون هذا<br />

واأن املصري؛ هذا من اجلماعة اإنقاذ باأمل الهوية ماهية حول االأمر استيضاح الرضوري ‏ . )67( اإرسائيل دولة يهودية عن االأخري الدفاع خط العنرص دولتهم<br />

داخل العربية الدميوغرافية ازدياد يف يرون اإرسائيل قادة اإن منو<br />

ومعدل مضطرد،‏ عربي منو معدل ظل يف دولتهم،‏ يهودية على وشيكاً‏ مستقبلياً‏ خطراً‏ الهجرة<br />

عنرص على تعتمد اإرسائيل دولة فاإن ولذلك اآخر؛ اإىل حنيٍ‏ من ينخفض يهودي اأعدائها؛<br />

مع حروبها يف القتل اأو الطبيعية الوفاة بسبب نقصانه يتم ما لتعويض،‏ اخلارجية الدميوغرايف؛<br />

املاأزق هذا من باخلروج ‏شيء اأي قبل معنية فاإرسائيل اأمر من يكن ومهما الفلسطينية،‏<br />

السلطة اأراضي اإىل برتحيلهم اإرسائيل يف العربية الكثافة من تتخلّص باأن وذلك عبد<br />

الدكتور ذكر فقد لذلك وتاأكيداً‏ حالياً.‏ املطروحة االقرتاحات من حال كل على وهو لظهور<br />

االأذهان هياأت التي والعوامل العنارص منظومة ‏ضمن ينخرط اأنه حممد؛ العليم باملساواة<br />

املطالبة نحو ‎1948‎ عرب من كبري قطاع اجتاه اإرسائيل،‏ دولة يهودية مطلب مع<br />

املطالبة هذه تعارض وعدم ووطنهم،‏ اأراضيهم يف وجودهم من تشتق التي واملواطنة،‏ . )68( ‏ اإرسائيل دولة مواجهة يف القومي الوعي وترقية والفلسطيني،‏ العربي االنتماء تاأكيد 320<br />

‏◄◄وخامساً:‏<br />

الصبغة<br />

ذي اللبناين اهلل حزب على حربها يف الذريع اإرسائيل فشل فاإن بعد<br />

باتت اإرسائيل اأن مفادها للعيان؛ مهمة نتيجة اإىل اأدّى 2006، العام ‏صيف االإسالمية العربية<br />

املقاومة حركات مع تديره عسكري ‏رصاع اأي حسم على قادرة غري احلرب تلك 2000،<br />

‏)مايو(‏ اآيار يف اُضطرت التي فاإرسائيل ؛ العربية(‏ اجليوش ‏)وليس االإسالمية معاهدة<br />

فرض من تتمكن اأن ودون اهلل؛ حزب ‏رضبات حتت اللبناين اجلنوب من لالنسحاب باأي<br />

االإتيان من اهلل،‏ حزب لتكتيف ‏رشوط جمرد فرض حتى اأو اللبنانية،‏ الدولة مع ‏سالم من<br />

اسرتاتيجي جزء اأي واحتالل التقدّم عن بعد فيما عجزها ثمَّ‏ اإرسائيل،‏ ‏ضد عسكري عمل اإرسائيل<br />

قادة اإفالس اإىل اأدّى ذلك اأن نرى املذكورة؛ 2006 حرب خالل اللبنانية االأراضي اإىل<br />

القادة هوؤالء جلاأ ثمَّ‏ ومن ‏»اإرسائيل«،‏ ب املتمثلة القومية الدولة هوية على احلفاظ يف اأو<br />

‏صيغة الإقرار وذلك 1948، عام دولتهم عليه اأسسوا الذي التقسيم لقرار االأصلي النص اأنظار<br />

للفت منهم حماولةٍ‏ يف االأفول،‏ يف جنمها بداأ التي دولتهم على اثنية دينية ملسة جديد.‏<br />

من معهم التعاطف يف العامل ‏◄◄وسادساً:‏<br />

تدل<br />

الدولة،‏ يهودية حول االأخرية اإرسائيل قادة ترصيحات فاإن اأمر؛ من يكن ومهما فلسطني<br />

يف االستيطاين االستعماري مرشوعهم انهيار وبداية الضعف،‏ على قاطعة داللة احلياة<br />

‏)اأي:‏ جديد؛ من القدمية اليهودية الرشنقة داخل اليهود تقوقع وعودة التاريخية،‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

داخل اجليتو(‏ ؛ فلو كان مبقدور القادة االإرسائيليني اإعالن يهودية دولتهم،‏ لكان ذلك يف<br />

تقديري ممكناً‏ بعد غزوهم للبنان ‏صيف العام 1982، بعدما اأفقدوا الثورة الفلسطينية<br />

قدراتها العسكرية،‏ ومن قبل كانوا قد وقعّوا مع مرص معاهدة كامب ديفيد للسالم عام<br />

1979، فحيّدوها عن الرصاع العربي االإرسائيلي،‏ وكان النظام االإقليمي العربي يف ذلك<br />

الوقت يف حالة ‏شبه انهيار.‏<br />

فاإن تلك الترصيحات تزامنت مع قُ‏ رب انتهاء والية الرئيس االأمريكي<br />

‏»بوش االبن«؛ فاأراد اأصحابها استغالل ما تبقّى له من نفوذٍ‏ وسلطة لتحقيق ماآربهم.‏<br />

321<br />

‏◄◄وسابعاً:‏<br />

اإن رحيل الرعيل االأول للقادة املوؤسسني لدولة اإرسائيل-‏ ومل يتبقِّ‏ منهم<br />

‏سوى ‏»شمعون برييز«‏ رئيس الدولة–‏ يبدو اأنه بداأ يوؤثّر ‏سلباً‏ على فكر قادة اإرسائيل وذلك<br />

بسبب ‏سطوة االأحزاب الدينية الواضحة على اخلريطة السياسية االإرسائيلية يف االآونة<br />

االأخرية،‏ كما اأدّت ‏سطوة رجال الدين اليهود املتزمتني على جزءٍ‏ من املجتمع االإرسائيلي،‏<br />

اإىل الدفع قُ‏ دماً‏ نحو ‏سياسة تهويد كل ‏شيء كل اأرض فلسطني التاريخية،‏ وكذلك االأمر يف<br />

خامتة املطاف اإعالن ‏»يهودية الدولة«.‏<br />

‏◄◄وثامناً:‏<br />

ومهما يكن من اأمر؛ فاإن ترصيحات القادة االإرسائيليني االأخرية،‏ ال ميكن املرور عليها<br />

مرور الكرام فهي من االأهمية مبكان،‏ بحيث يجب االنتباه اإىل دالالتها االآنية واملستقبلية؛<br />

فترصيحات قادة احلركة الصهيونية خالل القرن التاسع عرش وحتى منتصف القرن<br />

العرشين،‏ ثمَّ‏ ترصيحات قادة دولة اإرسائيل يف االآونة االأخرية؛ اإمنا تخرج من معنيٍ‏ واحد،‏<br />

وقد اأُعدَّت بدقة متناهية،‏ لتكون فيما بعد قرارات راسخة على اأرض الواقع؛ لذلك فاإن تلك<br />

الترصيحات تاأتي يف ‏سياق ما يُرتبُ‏ له ويُعدّ‏ للمرحلة املقبلة.‏<br />

واجلدير بالذكر هنا اأن اإرسائيل كدولة؛ تريد اأن جتعل من ‏)الدولة اليهودية(‏ مبداأ؛ يُتهم<br />

من يحاربه باأنه اإمنا يحارب السامية،‏ ففي اإحدى حلقات التقرير التلفزيوين املسائي tNigh<br />

line يف عام 2004، الذي يُقدّم على ‏شبكة ،ABC- TV طرح مقدم الربنامج السوؤال االآتي:‏ هل<br />

من العداء للسامية اأن تنتقد ‏سياسات حكومة اإرسائيل جتاه الفلسطينيني؟ ،<br />

فاأجاب ‏ضيف الربنامج،‏ وكان رئيساً‏ لرابطة مكافحة التشهري ‏)اليهودية(‏ : اإن اإرسائيل دولة<br />

ذات ‏سيادة،‏ وانتقاد ‏سياساتها مسموح به بطبيعة احلال،‏ لكنه حذَّر من مغبّة معارضة مبداأ<br />

‏»الدولة اليهودية«؛ الأنه ‏سيكون جتاوزاً‏ للخطوط وعداءً‏ حمضاً‏ للسامية )69( .<br />

وفيما يخص ردة الفعل الفلسطينية واالإقليمية العربية على تلك الترصيحات؛ فاإنها<br />

مل تتعدَّ‏ يف قليلٍ‏ منها جمرد االستنكار واالإدانة،‏ ومل تتجاوزها اإىل مرحلة الفعل الذي مينع<br />

تطبيقها فعلياً،‏ ثمَّ‏ ملَّا انعقد ‏»موؤمتر اأنابوليس«‏ للسالم يف 27 ترشين ثانٍ‏ ‏)نوفمرب(‏ 2007،


يهودية دولة إسرائيل:‏<br />

جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />

د.‏ أسامة أبو نحل<br />

حمل املوؤمتر للعرب رسائل خطرية؛ يُفرتض اأن يكونوا قد وعوها جيداً‏ واطّ‏ لعوا عليها قبل<br />

املوؤمتر،‏ حيث استخدم الرئيس االأمريكي ‏)بوش االبن(‏ يف خطابه االفتتاحي للموؤمتر مصطلح<br />

‏»الدولة اليهودية«‏ يف وصف اإرسائيل،‏ وهو مصطلح ال يقوم على اأي اأساس،‏ ومل تعرتض<br />

عليه من الدول العربية اإالَّ‏ القليل )70( ، وهذا االإعالن من الرئيس ‏»بوش«‏ عن ‏»يهودية الدولة«،‏<br />

يجايف اأبسط مبادئ القانون الدويل واملحلي يف جوانب عدة اأهمها:‏ اأن االإدارة االأمريكية<br />

ال تعرتف مبفهوم الشعب اليهودي،‏ ففي 1964 اأرسلت وزارة اخلارجية االأمريكية رسالة<br />

اإىل احلاخام ‏»برغر«‏ ‏)‏Burger‏(؛ تقول فيما معناه اأن الواليات املتحدة تعرتف باإرسائيل<br />

دولة لها مواطنوها من خمتلف االأديان واالأعراق؛ واأن الواليات املتحدة ال تقبل التميز على<br />

هذا االأساس،‏ وال تقبل متييز مواطنيها االأمريكيني اإذا كانوا يهوداً‏ اأو غري ذلك،‏ ولذلك فال<br />

يوجد يف القانون معنىً‏ لتعبري ‏»الشعب اليهودي«؛ وكذلك االأمر فاإن القرار الصادر من االأمم<br />

املتحدة رقم 181، والذي ينص على تقسيم فلسطني،‏ ال يعطي متيزاً‏ لليهود؛ واأيضاً‏ ال ميكن<br />

اأن يصدر قرار عن االأمم املتحدة يدعو اإىل دولة اأو نظام مبني على اأساس عرقي اأو ديني؛<br />

بل اإن الفصلني الثاين والثالث من القرار رقم 181 بيّنا بوضوح حماية احلقوق السياسة<br />

والدينية واالجتماعية والثقافية لكل فئة من السكان دون متييز )71( .<br />

تبعات إعالن يهودية الدولة على القضية الفلسطينية:‏<br />

ومن التبعات اجلسام التي ‏ستنتج عن اإعالن ‏»يهودية الدولة«؛ اأنها تعطي اإرسائيل<br />

ترخيصاً‏ وحقاً‏ يف طرد الفلسطينيني املواطنني يف اإرسائيل،‏ اأو تعتربهم غرباء يحملون<br />

تراخيص اإقامة ميكن اإلغاوؤها يف اأي وقت،‏ االأمر الذي تسعى اإليه اإرسائيل منذ زمن،‏<br />

فانسحابها من غزة عام 2005، وبناء اجلدار الفاصل يف الضفة الغربية،‏ ياأتي يف ‏سياق<br />

احلفاظ على يهودية الدولة )72( . وبالتايل فاإن يهودية الدولة تلغي حقاً‏ غري قابل للترصّف،‏<br />

هو حق العودة لالجئني الفلسطينيني الذين طردتهم اإرسائيل عام ‎1948‎م،‏ وهذا اأمر غري<br />

ممكن يف القانون الدويل؛ كما اأن يهودية الدولة تعني استيالء اإرسائيل قانونياً،‏ وبال مقابل<br />

على كل فلسطني التاريخية بكل حمتوياتها )73( .<br />

وباالإمكان اإضافة نقطة مهمة جداً؛ وهي اأن خطر االعرتاف بيهودية الدولة يعني<br />

اعتبار نضال الفلسطينيني منذ مطلع القرن الفائت وحتى يومنا هذا الغياً‏ وال قيمة له؛<br />

واأنهم كانوا جمرد اإرهابيني حاربوا اليهود الأخذ حق هو من حقوق االأخريين،‏ وبالتايل<br />

يصبح اليهود هم ‏سكان فلسطني االأصليني والعرب هم الدخالء الذين كانوا يغتصبون<br />

حقهم.‏<br />

322


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

وخالل زيارة الرئيس االأمريكي ‏»جورج بوش االبن«‏ لبعض دول منطقة الرشق<br />

االأوسط،‏ ومنها اإرسائيل واأراضي السلطة الفلسطينية واململكة العربية السعودية يف مطلع<br />

العام ‎2008‎؛ قال خالل وجوده يف اإرسائيل برصيح العبارة؛ باأنه موؤمن باأمن الدولة<br />

اليهودية ل دولة اإرسائيل،‏ مع تبنيه ليهودية دولة اإرسائيل؛ فلم ينطق اأحد من زعماء<br />

الدول العربية التي زارها،‏ ببنت ‏شفة معرتضاً‏ على ما تفوّه به ‏»بوش«‏ )74( .<br />

ومهما يكن من اأمر؛ فاإن على السلطة الفلسطينية اإذا ما اأرادت اأن تضغط من اأجل<br />

فعل ‏شيء،‏ لالعرتاض على ترصيحات القادة االإرسائيليني بهذا اخلصوص،‏ وذلك يف الوقت<br />

الذي ال تستطيع معه من منع اإعالن يهودية الدولة؛ باأن تلوّح باإمكانية حل نفسها متذرّعةً‏<br />

بفشل املفاوضات السلمية،‏ حتى ال تتحمّل وزر اإعالن قرار يهودية الدولة رسمياً؛ الأنه لو<br />

حدث ذلك يف ظل وجودها فاإنها بذلك تعطي املرشوعية لهذا القرار؛ فالسلطة الفلسطينية<br />

لن تخرس كثرياً‏ اإذا ما حلّت نفسها؛ واإمنا هي تعود بذلك اإىل ‏صفوف الشعب الفلسطيني من<br />

جديد؛ بعد اأن تتبنى خيار املقاومة من جديد.‏ واملوقف الرسمي الفلسطيني والعربي واإن<br />

كان هشاً،‏ فهذا ال يعني بحالٍ‏ من االأحوال اتخاذ موقف الصمت،‏ الذي يكاد يكون مريباً،‏<br />

وميكن تاأويله على وجوه عدة؛ فاإذا كان املوقف العربي خمزياً،‏ فاملفرتض اأالَّ‏ يكون املوقف<br />

الفلسطيني ‏صاحب القضية االأول كذلك؛ فاإذا كانت اإرسائيل قد متادت يف بناء املستوطنات<br />

على االأراضي املحتلة عام 1967، ومتادت يف تهويد مدينة القدس اإىل اأبعد مما يتصوره<br />

العقل واملنطق،‏ ومل تكن ردة الفعل الفلسطينية ذات بال؛ فلو اأعلنت اإرسائيل رسمياً‏ يهودية<br />

دولتها،‏ وبقيت ردة الفعل الفلسطينية على ما هي عليه؛ فاإن الدولة اليهودية القادمة ‏سوف<br />

تكون قد وصلت يف حماولتها الإلغاء الوجود الفلسطيني برمته اإىل اآخر الشوط.‏<br />

خامتة الدراسة والتوصيات:‏<br />

بعد النتهاء من الدراسة التي بني اأيدينا،‏ بالإمكان الوقوف عند بعض حمطاتها:‏<br />

مل يكن مصطلح الدولة اليهودية وليد حلظة الترصيحات التي ‏صدرت عن مسوؤولني<br />

واأحزاب اإرسائيلية موؤخراً،‏ التي اأدىل بها وما زال قادة اإرسائيل حول يهودية الدولة؛ واإمنا<br />

هو قدمي وُ‏ جد اأساساً‏ يف ترصيحات املوؤمترات الصهيونية املتعاقبة ومقرراتها،‏ حتى اإعالن<br />

والدة دولة اإرسائيل من العدم.‏<br />

ثمَّ‏ حاول االإنكليز اإحياء هذا املصطلح اأكرث من مرة،‏ ابتداءً‏ من ترصيح بلفور الشهري<br />

عام 1917، مروراً‏ بتقرير جلنة بيل عام 1937، وانتهاءً‏ بقرار تقسيم فلسطني الصادر عن<br />

اجلمعية العامة لالأمم املتحدة رقم 181 لعام 1947.<br />

323


يهودية دولة إسرائيل:‏<br />

جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />

د.‏ أسامة أبو نحل<br />

اإن طرح قادة اإرسائيل الإعادة اإحياء فكرة اإحياء يهودية الدولة يف عام 2007<br />

بالذات،‏ كان الهدف منه استغالل ظروف اإقليمية ودولية عدة،‏ منها:‏ تواجد اإدارة اأمريكية<br />

يتزعمها املسيحيون الصهاينة،‏ واأحداث 11 اأيلول ‏)سبتمرب(‏ 2001، وغزو القوات االأمريكية<br />

الأفغانستان واحتالل العراق،‏ واالنقسام على الساحة الفلسطينية،‏ وغري ذلك من الظروف.‏<br />

اإن ‏سكوت االأنظمة الرسمية العربية على ترصيحات قادة اإرسائيل فيما يخص يهودية<br />

الدولة،‏ مينح تلك الترصيحات الرشعية لوضعها موضع التنفيذ،‏ االأمر الذي بتنا نستشعره<br />

يف االآونة االأخرية.‏<br />

اإن طرح قادة اإرسائيل الإعادة اإحياء فكرة اإحياء يهودية الدولة؛ يبدو اأنه اأمر غري<br />

قابل للتطبيق العملي؛ الأن نسبة الفلسطينيني يف اإرسائيل تزيد على 20 باملائة من اإجمايل<br />

السكان.‏<br />

وميكن القول اإنه يف حال اإعالن ‏»يهودية الدولة«؛ فسوف يرتتّب على ذلك منح<br />

اإرسائيل ترخيصاً‏ وحقاً‏ يف طرد الفلسطينيني املواطنني يف اإرسائيل،‏ اأو اعتبارهم غرباء<br />

يحملون تراخيص اإقامة ميكن اإلغاوؤها يف اأي وقت.‏<br />

واأخرياً‏ فاإن خطر االعرتاف بيهودية الدولة يعني يف التحليل االأخري،‏ اعتبار نضال<br />

الفلسطينيني منذ مطلع القرن الفائت وحتى يومنا هذا ال قيمة له؛ واأن الفلسطينيني كانوا<br />

جمرد اإرهابيني حاربوا اليهود الغتصاب حق هو من حقوق االأخريين،‏ وبالتايل يصبح<br />

اليهود هم ‏سكان فلسطني االأصليون،‏ والعرب هم الدخالء الذين كان هدفهم اغتصاب<br />

حقهم.‏<br />

واأهم التوصيات التي توصّ‏ لت اإليها الدراسة هي:‏<br />

.1 1 العمل بحذر ‏شديد مع املصطلحات الصهيونية والغربية التي فُ‏ رضت على املساألة<br />

الفلسطينية.‏<br />

.2 2 بذل اجلهود يف املحافل الدولية كافة للحيلولة دون اإبراز مصطلح يهودية الدولة<br />

‏سواء من جانب العرب عامةً‏ والفلسطينيني خاصةً.‏<br />

.3 3 اأن متتنع السلطة الفلسطينية عن االستمرار يف املفاوضات السلمية مع اإرسائيل،‏<br />

الإجبارها على الرتاجع عن مطلبها باالعرتاف بيهودية الدولة.‏<br />

.4 4 اأن يتخذ العرب موقفاً‏ موحداً‏ جتاه الواليات املتحدة االأمريكية،‏ لكي جترب قادة<br />

اإرسائيل عن الرتاجع حول اأطروحاتهم حول يهودية الدولة.‏<br />

324


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

اهلوامش:‏<br />

Albert M. Hyamson, Palestine Under Mandate 1920- 1948, Greenwood1 .1<br />

.Press, London 1976, pp. 1- 2<br />

‎2‎عبد . 2 الوهاب الكيايل،‏ تاريخ فلسطني احلديث،‏ ط‎10‎ ، املوؤسسة العربية للدراسات والنرش،‏<br />

بريوت 1990، ‏ص‎23‎‏-‏ 24.<br />

‎3‎املرجع . 3 السابق،‏ ‏ص‎23‎ .<br />

Charles Webster (Sir) , The Foreign Policy of Palmerston 1830- 1841, Britain,<br />

The Liberal Movement and the Eastern Question, Vol. 2, G. Bell & Sons,<br />

London 1951, p. 761; Barbara Tuchman, Bible and Sword, England and Palestine<br />

from the Bronze Age to Balfour, University Press New York, New York,<br />

1956, p. 61.<br />

‎4‎تيودور . 4 هرتزل،‏ الدولة اليهودية،‏ نسخة مرتجمة للعربية،‏ بنظام ، PDF ‏صفحات<br />

متفرقة.‏<br />

. 5<br />

. ‎5‎الكيايل،‏ تاريخ فلسطني احلديث،‏ ‏ص‎30‎<br />

Regina Sharif, Non Jewish Zionism, its Roots in Western History, Zed6 .6<br />

.Press, London, 1983, p. 74<br />

‎7‎الكيايل،‏ . 7 تاريخ فلسطني احلديث،‏ ‏ص‎31‎ ، وموؤسسة الدراسات الفلسطينية،‏ فلسطني:‏<br />

تاريخها وقضيتها،‏ منشورات جامعة القدس املفتوحة،‏ املكتبة اجلامعية،‏ نابلس،‏ د.‏<br />

ت،‏ ‏ص‎41‎‏،‏<br />

N. Mandel, The Arabs and Zionism before World War I, London, 1976,8 .8<br />

.pp. 10- 12<br />

http: //basheer. me/blog/%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%82%D8%A9- %<br />

D9%83%D8%A7%D9%85%D8%A8%D9%84.<br />

‎9‎كامل . 9 حممود خلة،‏ فلسطني واالنتداب الربيطاين 1922- 1939، ط‎2‎ ، املنساأة العامة<br />

للنرش والتوزيع واالإعالن،‏ طرابلس 1982، ‏ص‎53‎‏.‏<br />

وكانت فكرة اأن تكون فلسطني وطناً‏ قومياً‏ لليهود،‏ قد طُ‏ رحت يف وقتٍ‏ مبكر من احلرب<br />

العاملية االأوىل،‏ كجزءٍ‏ من النظام العاملي اجلديد وقتذاك،‏ بواسطة ‏»هربرت ‏صموئيل«‏ ( rHe<br />

)bert Samuel الذي كان يشغل حينذاك وزيراً‏ يف احلكومة الربيطانية،‏ فبعد حمادثات<br />

خاصة مع السري ‏»اإدوارد غراي«‏ Grey( )Edward وزير الدولة للسوؤون اخلارجية،‏ قدّم<br />

325


يهودية دولة إسرائيل:‏<br />

جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />

د.‏ أسامة أبو نحل<br />

‏»صموئيل«‏ يف 9 ترشين ثانٍ‏ ‏)نوفمرب(‏ 1914، مسودة مذكرة حكومية اإىل رئيس احلكومة<br />

‏»هربرت اسكويث«‏ Asquith( )Herbert ، يدعو فيها اإىل اإقامة دولة يهودية يف فلسطني<br />

حتت احلماية الربيطانية؛ وعلى الرغم من اأن اقرتاح ‏»صموئيل«‏ مل يوؤخذ على حممل اجلد<br />

يف حينه؛ اإالَّ‏ اأن ‏»مارك ‏سايكس«‏ Sykes( )Mark مستشار وزارة اخلارجية الربيطانية<br />

يف ‏سوؤون الرشق االأوسط،‏ بادر اإىل اإجراء مفاوضات مع اأبرز املوؤيدين للصهيونية،‏ وكان<br />

‏»سايكس«‏ على قناعة باأن اليهود ميثلون قوة ذات ‏ساأن يف الكثري من البالد،‏ ورمبا يقومون<br />

بتخريب قضية احللفاء.‏<br />

Bernard Wasserstein, The British in Palestine; the Mandatory Government<br />

and the Arab- Jewish Conflict, 1917- 1929, Oxford, 1991, p. 74; David Fromkin,<br />

A peace to End All peace; Creating the Modern Middle East, 1914- 1922,<br />

London, 1991, pp. 196- 197; Sahar Huneidi, A Broken Trust: Herbert Samuel,<br />

Zionism and the Palestine 1920- 1925, L. B Tauris Publishers, London-<br />

New York, p. 11.<br />

‎1010‎الكيايل،‏ تاريخ فلسطني احلديث،‏ ‏ص‎163‎‏-‏ . 164<br />

111 خلة،‏ فلسطني واالنتداب الربيطاين،‏ ‏ص‎150‎ ، وموؤسسة الدراسات الفلسطينية،‏ فلسطني:‏<br />

تاريخها وقضيتها،‏ ‏ص‎69‎‏-‏ 70.<br />

‎1212‎خلة،‏ فلسطني واالنتداب الربيطاين،‏ ‏ص‎163‎‏-‏ ، 167 وملزيد من التفاصيل اأنظر:‏<br />

.N. Bentwich, The Mandates System, London 1951, pp. 21- 51<br />

‎1313‎اإسالم جودت مقدادي،‏ العالقات الصهيونية الربيطانية يف فلسطني 1936- 1948 ،<br />

رسالة ماجستري غري منشورة،‏ اجلامعة االإسالمية بغزة،‏ غزة 2009، ‏ص‎37‎‏.‏<br />

Martin Sicker, The Pangs of the Messiah; The troubled birth of the Jewish1414<br />

.State, Praege. Westport, CT, 2000, p. 122<br />

John Marlow, The seat of Pilate, an account of the Palestine mandate,1515<br />

Gresset Press, London, 1959, p. 128; Charles D. Smith: Palestine and<br />

the Arab- Israeli Conflict, Second Edition, St. Martin’s Press, New York<br />

.1992, p. 97<br />

‎1616‎خلة،‏ فلسطني واالنتداب الربيطاين،‏ ‏ص‎666‎‏-‏ . 674<br />

Bernard Reich, Arab- Israeli conflict and conciliation, documentary his- 17 17<br />

tory, Queen Wood Press, New York, 1995, p. 49; Smith: Palestine and<br />

.the Arab- Israeli Conflict, p. 97<br />

Esco Foundation for Palestine (Author) , Palestine A study of Jewish,1818<br />

326


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

Arab and British Polices, Vol. 1, Yale University Press, New York, CT,<br />

1947, p. 1150; Sara Rey, The Gaza Strip, The political economy of<br />

development, Institute for Palestine study, Washington, DC, 1995, p. 33;<br />

.Smith: Palestine and the Arab- Israeli Conflict, p. 97<br />

‎1919‎خلة،‏ فلسطني واالنتداب الربيطاين،‏ ‏ص‎685‎‏-‏ ، 691 وصالح مسعود بويصري،‏ جهاد<br />

‏شعب فلسطني خالل نصف قرن،‏ ط‎2‎‏،‏ ‏سلسلة كتاب القراءة للجميع،‏ منشورات وزارة<br />

الثقافة الفلسطينية،‏ غزة 2001، ‏ص‎251‎‏-‏ 252، وحاييم وايزمان:‏ ملخص كتاب<br />

التجربة واخلطاأ،‏ ترجمة:‏ وديع البستاين،‏ مطبعة احلكيم،‏ النارصة 1964، ‏ص‎248‎‏-‏<br />

،263<br />

.Jewish Virtual Library: The 1936 Riots, www. us- israel. org<br />

אברהם פולופאנזון،‏ דוד בן גוריון ומדינת ישראל,‏ הוצאת עם עובד.‏ תל אביב 1974, עמ ʼ31.<br />

‏)اأبراهام فولفانزون،‏ ديفيد بن غوريون ودولة اإرسائيل،‏ اإصدارات:‏ ‏شعب عامل،‏ تل<br />

اأبيب 1974، ‏ص‎31‎‏(.‏<br />

‎2020‎وايزمان،‏ ملخص كتاب التجربة واخلطاأ،‏ ‏ص‎256‎ .<br />

‎21‎الكيايل،‏ تاريخ فلسطني احلديث،‏ ‏ص‎284‎<br />

. 21<br />

2 שלמה לב-‏ עמי,‏ במאבק ובמרד-‏ ההגנה,‏ אצ”ל והלח »-1918 1948<br />

הביטחון,‏ 1976( תל אביב , עמ ‘68.<br />

” 22 ‏)הוצאת משרד<br />

‏)شلومو ليف-‏ عامي،‏ يف الرصاع والتمرد،‏ الهاغاناه واإتسل وليحي 1918- 1948،<br />

وزارة الدفاع االإرسائيلية،‏ تل اأبيب 1976، ‏ص‎68‎‏(.‏<br />

Jewish, Virtual Library: Peel Commission; The Israeli foreign Ministry,2323<br />

.www. us- israel. org<br />

‎2424‎שלמה،‏ במאבק ובמרד-‏ ההגנה,‏ אצ”ל והלח،‏ עמ . 45<br />

‎2525‎שלמה،‏ במאבק ובמרד،‏ עמ ، 46 יצחק אבנרי,‏ מרד ההגירה-‏ תוכנית בן גוריון,‏ תל אביב,‏<br />

1970, עמ ʼ45. ‏)اإسحاق اأفنريي،‏ مترد الهجرة – خطة بن غوريون،‏ تل اأبيب 1970،<br />

‏ص‎45‎‏(‏ .<br />

‎2626‎خلة،‏ فلسطني واالنتداب الربيطاين،‏ ‏ص‎693‎‏-‏ . 695<br />

‎2727‎حدد ‏»اأورمسبي غور«‏ Gorr( )Ormsby وزير املستعمرات يف 28 ‏شباط ‏)فرباير(‏<br />

1938 اأعضاء اللجنة،‏ التي ‏سيرتاأسها السري ‏»جون وودهيد«،‏ ومل تتاألف اللجنة من<br />

327


يهودية دولة إسرائيل:‏<br />

جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />

د.‏ أسامة أبو نحل<br />

خرباء عسكريني؛ واإمنا ‏ستاأخذ براأي هوؤالء اخلرباء عند بروز مشاكل؛ ومن املعلوم اأن<br />

‏»اأورمسبي غور«،‏ قدّم يف اأواخر عام 1937 مذكرة اإىل حكومته،‏ طالب فيها بانتهاج<br />

‏سياسة بنّاءة يف فلسطني،‏ ثمَّ‏ تبعته وزارة اخلارجية بعرض موقفها،‏ فظهرت بوادر<br />

خالف بني الوزارتني،‏ حيث كانت وزارة اخلارجية تسعى اإىل حل باإمكانه اإرضاء العرب<br />

الفلسطينيني،‏ بينما كانت وزارة املستعمرات من املوؤيدين ملرشوع التقسيم.‏<br />

خلة،‏ فلسطني واالنتداب الربيطاين،‏ ‏ص‎714‎‏-‏ 719،<br />

Gideon Biger, The boundaries of modern Palestine, 1840- 1947, Routledge,<br />

London, 2004, pp. 197- 198.<br />

‎2828‎خلة،‏ فلسطني واالنتداب الربيطاين،‏ ‏ص‎721‎‏-‏ ، 724 وبويصري،‏ جهاد ‏شعب فلسطني،‏<br />

صص 267- 272، ووايزمان:‏ ملخص كتاب التجربة،‏ ‏ص‎263‎‏،‏ و sReich, Arab- I<br />

.raeli conflict, p. 44<br />

. 29<br />

‎29‎الكيايل،‏ تاريخ فلسطني احلديث،‏ ‏ص‎283‎<br />

‎30‎وايزمان،‏ ملخص كتاب التجربة واخلطاأ،‏ ‏ص‎285‎<br />

‎31‎املرجع السابق،‏ ‏ص‎285‎‏-‏ 286<br />

32 فائق حمدي طهبوب،‏ ‏»الصهيونية االأمريكية ودورها يف تقسيم فلسطني«،‏ جملة املوؤرخ<br />

. 30<br />

. 31<br />

32<br />

العربي،‏ العدد 48، السنة 19، بغداد ‎1414‎ه )1994( ، ‏ص‎22‎‏.‏<br />

George Lenczowski, United states Interests in the Middle East, New York, 333<br />

.1973, pp. 83- 84<br />

Frank Manuel, The Realities of American- Palestine Relations, Washing-3434<br />

.ton, pp. 175- 176<br />

35<br />

35 وحيد عبد احلميد،‏ العالقات الفلسطينية االأمريكية،‏ يف:‏ غسان ‏سالمة واآخرين:‏ السياسة<br />

االأمريكية والعرب،‏ ط‎2‎‏،‏ مركز دراسات الوحدة العربية،‏ بريوت 1985، ‏ص‎166‎‏.‏<br />

Robert W. Stookey, America and the Arab States: An Uneasy Encoun-3636<br />

ter, Wiley, New York , 1975, p. 46; Nadava Sofran, From War: The Arab<br />

Israeli Confrontation 1948- 1967, 1st. ed, western Publishing Company,<br />

.New York 1969, pp. 92 – 98<br />

‎3737‎طهبوب،‏ ‏»الصهيونية االأمريكية ودورها يف تقسيم فلسطني،‏ ‏ص‎24‎‏،‏ نقالً‏ عن:‏ New<br />

.York Times, April 14, 1922, p. 16; April 5, 1922, p. 3<br />

‎3838‎طهبوب،‏ ‏»الصهيونية االأمريكية ودورها يف تقسيم فلسطني«،‏ ‏ص‎24‎‏-‏ ، 25 نقالً‏ عن:‏<br />

.National Archives, State Dep. , File 867; N. 01/311A<br />

328


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

. Walid Khaldi, From Haven to Conquest, Beirut, 1976, p. 673939<br />

‎4040‎موؤسسة الدراسات الفلسطينية،‏ فلسطني.‏ تاريخها وقضيتها،‏ ‏ص‎115‎‏-‏ ، 116<br />

.Christoper Sykes, Crossroads to Israel, London, 1965, p. 195<br />

Arakie Margaret, The Broken Sword of Justice: America, Israel and The4141<br />

.Palestine Tragedy, Quartet Books, London, 1973, P. 77<br />

William R. Polk, The United States and the Arab world, 3ed. , Mass Har-4242<br />

.vard University Press Cambridge, 1978, P. 363<br />

‎4343‎طهبوب،‏ ‏»الصهيونية االأمريكية ودورها يف تقسيم فلسطني«،‏ ‏ص‎34‎ .<br />

Biger, The boundaries of modern Palestine, p. 213; Joseph Dunner, The 444<br />

republic of Israel, it’s history and it’s promise, Whittles house, New York,<br />

.1950, p. 77; Smith: Palestine and the Arab- Israeli Conflict, p. 135<br />

Resolution Adopted on the Reported of the AD HOC Committee on the4545<br />

Palestinian Question; http: //www. un. org; Smith, Palestine and the Arab-<br />

Israeli Conflict, P. 137; Michael Cohen, Palestine, Retreat from the mandate:<br />

The Making of British Policy, 1936- 1945, Holmes and Meier, New<br />

.York, 1978, p. 267<br />

Marlow, The Seat of Pilate, p. 244- 245; Smith, Palestine and the Arab-4646<br />

.Israeli Conflict, p. 138<br />

‎4747‎اأنيس ‏صايغ،‏ الهاشميون وقضية فلسطني،‏ املكتبة العرصية وجريدة املحرر،‏ بريوت<br />

1966، ‏ص‎223‎‏.‏<br />

Noah Lucus, The modern history of Israel, Praeger, New York, 1975, p.4848<br />

.232<br />

. Biger, The boundaries of modern Palestine, pp. 214- 2154949<br />

‎5050‎‏صايغ،‏ الهاشميون وقضية فلسطني،‏ ‏ص‎223‎‏-‏ . 224<br />

‎5151‎مقدادي،‏ العالقات الصهيونية الربيطانية،‏ ‏ص‎120‎ .<br />

‎5252‎واصف عبوشي،‏ فلسطني قبل الضياع،‏ قراءة جديدة يف املصادر الربيطانية،‏ ترجمة:‏<br />

علي اجلرباوي،‏ رياض الريس للكتب والنرش،‏ لندن 1985، ‏ص‎348‎‏.‏<br />

. Marlow, The Seat of Pilate, p. 2425353<br />

329


يهودية دولة إسرائيل:‏<br />

جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />

د.‏ أسامة أبو نحل<br />

‎5454‎عبوشي،‏ فلسطني قبل الضياع،‏ ‏ص‎373‎ ، واأحمد طرابني،‏ فلسطني يف عهد االنتداب<br />

الربيطاين،‏ املوسوعة الفلسطينية،‏ القسم 2، ج‎2‎‏،‏ ط‎1‎‏،‏ بريوت 1990، ‏ص‎1084‎‏.‏<br />

Rachel Maissy- Noy, “Palestinian historiography in relation to the terri- 555<br />

tory of Palestine”, Middle Eastern Studies, Volume 42, Issue 6 November<br />

.2006, p. 897<br />

‎5656‎حممد اأديب العامري،‏ عروبة فلسطني يف التاريخ،‏ املكتبة العرصية،‏ ‏صيدا – بريوت<br />

330<br />

1972، ‏ص‎117‎‏.‏<br />

http: //www. altawasul. com/ MFAAR/israel+and+the+middle+east/5757<br />

peace+process/FAQ+israel+the+conflict+and+peace+process+112007.<br />

htm#jewish<br />

‎5858‎ملزيد من التفاصيل،‏ اأنظر:‏ اأسامة اأبو نحل،‏ وعصام خميمر،‏ تاريخ فلسطني القدمي:‏<br />

بني روايات العهد القدمي والدراسات احلديثة،‏ ط‎1‎‏،‏ مكتبة القدس،‏ غزة 2008، الفصل<br />

اخلامس.‏<br />

59 ملزيد من التفاصيل،‏ اأنظر:‏ املرجع السابق،‏ الفصل السابع.‏<br />

60 ملزيد من التفاصيل عن ترصيحات القادة االإرسائيليني حول يهودية الدولة،‏ اأنظر:‏<br />

موقع وزارة اخلارجية االإرسائيلية:‏<br />

http: //www. altawasul. com/MFAAR/government/communiques++and<br />

+policy+statements/2009/Joint- Press- Conference- of- PM- Netanyahu-<br />

and- Chancellor- of- Germany- Angela- Merkel- in- Berlin- 27082009;<br />

http: //www. altawasul. com/MFAAR/about+the+ministry+arab+site/<br />

latest+dev elopments/2009/isaac- levanon- interview- alrai-- 11102009;<br />

http: //www. altawasul. com/MFAAR/about+the+ministry+arab+site/<br />

former+foreign+ministers/tsipi+livni/speeches/clinton- livni- joint- pressconference-<br />

full- stake- out- 0303200; http: //www. altawasul. com/MFAAR/<br />

government/communiques++and+policy+statements/2009/peres- interviewwith-<br />

alray- alkuwaitiya- 23082009; http: //www. altawasul. com/MFAAR/government/communiques++and+policy+statements/2006/olmert+speech+in+t<br />

he+knesset+new+gov+04052006. htm;http: //www. altawasul. com/MFAAR/<br />

government/communiques++and+policy+statements/2008/Address- by-<br />

PM- Olmert- to- the- TAU- INSS- Annual- Conference18122008;http: //www.<br />

altawasul. com/MFAAR/about+the+ministry+arab+site/the+foreign+minister/<br />

interviews+and+speeches/Joint- press- conferenc- FM- Liberman- and- US-<br />

Secy- of- State- Clinton- 17062009; http: //www. altawasul. com/MFAAR/<br />

59<br />

60


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

government/communiques++and+policy+statements/2009/PM- Netanyahus-<br />

Speech- at- the- Saban- Forum- 15112009. htm;http: //www. altawasul.<br />

com/MFAAR/government/communiques++and+policy+statements/2009/netanyahu-<br />

speech- in- the- Knesset- 12102009. htm<br />

http: //www. altawasul. com/MFAAR/government/communiques++and+p6161<br />

olicy+statements/2009/netanyahu- speech- in- the- Knesset- 12102009.<br />

.htm<br />

‎6262‎كلمة رئيس الوزراء االإرسائيلي بنيامني نتانياهو خالل جلسة الكنيست الإحياء ذكرى<br />

زئيف جابوتينسكي زعيم التيار التصحيحي الصهيوين اليميني وحركة ‏»بيتار«،‏ مكتب<br />

رئيس الوزراء االإرسائيلي،‏ il/PMOAr/Communication/ http: //www. pmo. gov.<br />

Speeches/speechjabo220709. htm?DisplayMode=Search<br />

‎6363‎عبد العليم حممد:‏ ‏»يهودية دولة اإرسائيل..‏ ملاذا االآن«،‏ ‏صحيفة االأهرام املرصية،‏ العدد<br />

4 ،44770 يوليه .2009<br />

‎6464‎عمرية هس الصحفية بجريدة ‏»هااآرتس«‏ االإرسائيلية،‏ خالل برنامج عن القضية<br />

الفلسطينية،‏ بثته قناة احلوار الفضائية بتاريخ 2009/12/26.<br />

‎6565‎مقالة بعنوان،‏ ‏»موؤرخ اإرسائيلي:‏ ليس هناك ‏شعب يهودي واإرسائيل مثل الطفل اللقيط«،‏<br />

http: //www. ti4it. com/vb/showthread. php?t=6613<br />

666 ناجي ‏رشاب،‏ ‏»اإرسائيل:‏ اأزمة قوة اأم اأزمة اأيديولوجية اأم اأزمة قيادة«.‏ مقال منشور يف<br />

موقع ‏شبكة االنرتنت لالإعالم العربي ‏)اأمني(‏ ، بتاريخ 2009/12/16،<br />

http: //www. amin. org/articles. php?t=opinion&id=8660<br />

‎6767‎عبد العليم حممد:‏ ‏»يهودية دولة اإرسائيل«.‏<br />

68 املرجع السابق.‏<br />

69 خالد وليد حممود:‏ ‏»يهودية دولة ‏»اإرسائيل«..‏ مغزى الطرح والتوقيت؟ »، مقال منشور<br />

يف موقع اإخوان اأون الين،‏ بتاريخ 2007/12/4، ikhwanonline. http: //www.<br />

com/Article. asp?Page=1&ArtID=32610&SecID=452<br />

، 70 ثنائية االخرتاق<br />

331<br />

68<br />

69<br />

‎70‎اأحمد اإبراهيم حممود،‏ واآخرون،‏ حال االأمة العربية 2007- 2008<br />

والتفتيت،‏ حترير،‏ اأحمد يوسف اأحمد ونيفني مسعد،‏ مركز دراسات الوحدة العربية،‏<br />

بريوت،‏ اأبريل 2008، ‏ص‎120‎‏،‏ واأحمد جواد الوادية،‏ السياسة اخلارجية االأمريكية<br />

جتاه القضية الفلسطينية 2001- 2008، رسالة ماجستري غري منشورة،‏ جامعة<br />

االأزهر–‏ غزة،‏ غزة 2009، ‏ص‎150‎‏.‏


يهودية دولة إسرائيل:‏<br />

جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />

د.‏ أسامة أبو نحل<br />

‎7171‎حممود:‏ حال االأمة العربية،‏ ‏ص‎120‎ .<br />

‎7272‎حممد عبد الهادي،‏ ‏»من وطن قومي لليهود يف فلسطني اإىل دوله فلسطينية على اأرض<br />

اإرسائيل«،‏ ‏صحيفة االأهرام املرصية 2008/1/17، العدد 44236، والوادية،‏ السياسة<br />

اخلارجية االأمريكية،‏ ‏ص‎150‎‏.‏<br />

‎7373‎حممود:‏ حال االأمة العربية،‏ ‏ص‎123‎‏-‏ . 124<br />

‎7474‎اأسامة اأبو نحل،‏ مقال بعنوان:‏ ‏»عُ‏ ربان اليوم والرِدّة اإىل عرص اجلاهلية«،‏ يف موقع<br />

حميط االإخباري،‏ بتاريخ 2008/1/20،<br />

وموقع وزارة اخلارجية االإرسائيلية،‏<br />

http: //www. moheet. com/show_files. aspx?fid=78691<br />

http: //www. altawasul. com/MFAAR/this+is+israel/history/important+events/<br />

bush%20visit%20to%20israe<br />

332


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

أوالً–‏ الرسائل العلمية غري املنشورة:‏<br />

‎1‎اأحمد . 1 جواد الوادية،‏ السياسة اخلارجية االأمريكية جتاه القضية الفلسطينية 2001-<br />

2008، رسالة ماجستري غري منشورة،‏ جامعة االأزهر – غزة،‏ غزة 2009.<br />

. ‎2‎اإسالم جودت مقدادي،‏ العالقات الصهيونية الربيطانية يف فلسطني 1936- 1948<br />

رسالة ماجستري غري منشورة،‏ اجلامعة االإسالمية بغزة،‏ غزة 2009.<br />

، 2<br />

ثانياً–‏ املراجع العربية:‏<br />

‎1‎اأحمد . 1 اإبراهيم حممود،‏ واآخرون،‏ حال االأمة العربية 2007- 2008 ، ثنائية االخرتاق<br />

والتفتيت،‏ حترير،‏ اأحمد يوسف اأحمد ونيفني مسعد،‏ مركز دراسات الوحدة العربية،‏<br />

بريوت،‏ اأبريل 2008.<br />

. ‎2‎اأحمد طرابني،‏ فلسطني يف عهد االنتداب الربيطاين،‏ املوسوعة الفلسطينية،‏ القسم 2<br />

ج‎2‎‏،‏ ط‎1‎‏،‏ بريوت 1990.<br />

‏.‏‎3‎اأسامة 3 اأبو نحل،‏ وعصام خميمر ‏)الدكتور(‏ ، تاريخ فلسطني القدمي:‏ بني روايات العهد<br />

القدمي والدراسات احلديثة،‏ ط‎1‎‏،‏ مكتبة القدس،‏ غزة 2008.<br />

‏.‏‎4‎اأنيس 4 ‏صايغ،‏ الهاشميون وقضية فلسطني،‏ املكتبة العرصية وجريدة املحرر،‏ بريوت<br />

.1966<br />

. ‎5‎‏صالح مسعود بويصري،‏ جهاد ‏شعب فلسطني خالل نصف قرن،‏ ط‎2‎<br />

القراءة للجميع،‏ منشورات وزارة الثقافة الفلسطينية،‏ غزة 2001.<br />

. ‎6‎عبد الوهاب الكيايل ‏)الدكتور(‏ ، تاريخ فلسطني احلديث،‏ ط‎10‎<br />

للدراسات والنرش،‏ بريوت 1990.<br />

. ‎7‎كامل حممود خلة ‏)الدكتور(‏ ، فلسطني واالنتداب الربيطاين 1922- 1939، ط‎2‎<br />

املنساأة العامة للنرش والتوزيع واالإعالن،‏ طرابلس 1982.<br />

‏.‏‎8‎موؤسسة 8 الدراسات الفلسطينية،‏ فلسطني:‏ تاريخها وقضيتها،‏ منشورات جامعة القدس<br />

املفتوحة،‏ املكتبة اجلامعية،‏ نابلس،‏ د.‏ ت.‏<br />

. ‎9‎حممد اأديب العامري،‏ عروبة فلسطني يف التاريخ،‏ املكتبة العرصية،‏ ‏صيدا –<br />

، 2<br />

، 5 ‏سلسلة كتاب<br />

، 6 املوؤسسة العربية<br />

، 7<br />

9 بريوت<br />

.1972<br />

333


يهودية دولة إسرائيل:‏<br />

جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />

د.‏ أسامة أبو نحل<br />

‎1010‎وحيد عبد احلميد،‏ العالقات الفلسطينية االأمريكية،‏ يف:‏ غسان ‏سالمة واآخرين:‏ السياسة<br />

االأمريكية والعرب،‏ ط‎2‎‏،‏ مركز دراسات الوحدة العربية،‏ بريوت 1985.<br />

ثالثاً‏ – املراجع املرتمجة:‏<br />

‎1‎تيودور . 1 هرتزل،‏ الدولة اليهودية،‏ نسخة مرتجمة للعربية،‏ بنظام . PDF<br />

‏.‏‎2‎حاييم 2 وايزمان:‏ ملخص كتاب التجربة واخلطاأ،‏ ترجمة:‏ وديع البستاين،‏ مطبعة احلكيم،‏<br />

النارصة 1964.<br />

‏.‏‎3‎واصف 3 عبوشي،‏ فلسطني قبل الضياع،‏ قراءة جديدة يف املصادر الربيطانية،‏ ترجمة:‏<br />

علي اجلرباوي،‏ رياض الريس للكتب والنرش،‏ لندن 1985.<br />

رابعاً‏ – الدوريات والصحف:‏<br />

‏.‏‎1‎عبد 1 العليم حممد:‏ ‏»يهودية دولة اإرسائيل..‏ ملاذا االآن«،‏ ‏صحيفة االأهرام املرصية،‏ العدد<br />

4 ،44770 يوليه .2009<br />

‏.‏‎2‎فائق 2 حمدي طهبوب،‏ ‏»الصهيونية االأمريكية ودورها يف تقسيم فلسطني«،‏ جملة املوؤرخ<br />

العربي،‏ العدد 48، السنة 19، بغداد ‎1414‎ه )1994( .<br />

‏.‏‎3‎حممد 3 عبد الهادي،‏ ‏»من وطن قومي لليهود يف فلسطني اإىل دوله فلسطينية على اأرض<br />

اإرسائيل«،‏ ‏صحيفة االأهرام املرصية 2008/1/17، العدد 44236.<br />

Rachel Maissy- Noy, “Palestinian historiography in relation to the terri-4.<br />

4<br />

tory of Palestine”, Middle Eastern Studies, Volume 42, Issue 6 November<br />

.2006<br />

خامساً‏ – مواقع الشبكة اإلليكرتونية والفضائيات العربية:‏<br />

1. Jewish Virtual Library: The 1936 Riots, www. us- israel. org.<br />

2. Jewish, Virtual Library: Peel Commission; The Israeli foreign Ministry,<br />

www. us- israel. org.<br />

3. Resolution Adopted on the Reported of the AD HOC Committee on the<br />

Palestinian Question; http: //www. un. org.<br />

4. http: //www. altawasul. com/MFAAR/israel+and+the+middle+east/<br />

peace+process/FAQ+israel+the+conflict+and+peace+process+11200<br />

7. htm#jewish.<br />

334


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

5. http: //www. altawasul. com/MFAAR/government/communiques++and+<br />

policy+statements/2009/Joint- Press- Conference- of- PM- Netanyahuand-<br />

Chancellor- of- Germany- Angela- Merkel- in- Berlin- 27082009;<br />

http: //www. altawasul. com/MFAAR/about+the+ministry+arab+site/<br />

latest+dev elopments/2009/isaac- levanon- interview- alrai-- 11102009;<br />

http: //www. altawasul. com/MFAAR/about+the+ministry+arab+site/<br />

former+foreign+ministers/tsipi+livni/speeches/clinton- livni- jointpress-<br />

conference- full- stake- out- 0303200; http: //www. altawasul.<br />

com/MFAAR/government/communiques++and+policy+statements<br />

/2009/peres- interview- with- alray- alkuwaitiya- 23082009; http: //<br />

www. altawasul. com/MFAAR/government/communiques++and+poli<br />

cy+statements/2006/olmert+speech+in+the+knesset+new+gov+040<br />

52006. htm;http: //www. altawasul. com/MFAAR/government/commu<br />

niques++and+policy+statements/2008/Address- by- PM- Olmert- tothe-<br />

TAU- INSS- Annual- Conference18122008;http: //www. altawasul.<br />

com/MFAAR/about+the+ministry+arab+site/the+foreign+minister/<br />

interviews+and+speeches/Joint- press- conferenc- FM- Liberman- and-<br />

US- Secy- of- State- Clinton- 17062009; http: //www. altawasul. com/<br />

MFAAR/government/communiques++and+policy+statements/2009/PM-<br />

Netanyahus- Speech- at- the- Saban- Forum- 15112009. htm;http: //www.<br />

altawasul. com/MFAAR/government/communiques++and+policy+state<br />

ments/2009/netanyahu- speech- in- the- Knesset- 12102009. htm.<br />

6. http: //www. altawasul. com/ MFAAR/government/communiques++and+<br />

policy+statements/2009/netanyahu- speech- in- the- Knesset- 12102009.<br />

htm.<br />

7. http: //www. pmo. gov. il/PMOAr/ Communication/Speeches/<br />

speechjabo220709. htm?DisplayMode=Search.<br />

8. http: //basheer. me/blog/%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%82%D8%A<br />

9- %D9%83%D8%A7%D9%85%D8%A8%D9%84.<br />

9 اأسامة اأبو نحل،‏ مقال بعنوان:‏ ‏»عُ‏ ربان اليوم والرِدّة اإىل عرص اجلاهلية«،‏ يف موقع<br />

حميط االإخباري،‏ بتاريخ 2008/1/20،<br />

http: //www. moheet. com/show_files. aspx?fid=78691<br />

‎1010‎مقالة بعنوان،‏ ‏»موؤرخ اإرسائيلي:‏ ليس هناك ‏شعب يهودي واإرسائيل مثل الطفل اللقيط«،‏<br />

http: //www. ti4it. com/vb/showthread. php?t=6613<br />

9.<br />

335


يهودية دولة إسرائيل:‏<br />

جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />

د.‏ أسامة أبو نحل<br />

111 وموقع وزارة اخلارجية االإرسائيلية،/‏com/MFAAR http: //www. altawasul.<br />

this+is+israel/history/important+events/bush%20visit%20to%20israe<br />

12 ناجي ‏رشاب،‏ ‏»اإرسائيل:‏ اأزمة قوة اأم اأزمة اأيديولوجية اأم اأزمة قيادة«.‏ مقال منشور يف<br />

موقع ‏شبكة االنرتنت لالإعالم العربي ‏)اأمني(‏ ، بتاريخ 2009/12/16،<br />

http: //www. amin. org/articles. php?t=opinion&id=8660<br />

13<br />

يف موقع اإخوان اأون الين،‏ بتاريخ 2007/12/4، ikhwanonline. http: //www.<br />

.com/Article. asp?Page=1&ArtID=32610&SecID=452<br />

14<br />

13 خالد وليد حممود:‏ ‏»يهودية دولة ‏»اإرسائيل«..‏ مغزى الطرح والتوقيت؟«،‏ مقال منشور<br />

14 عمرية هس الصحفية بجريدة ‏»هااآرتس«‏ االإرسائيلية،‏ خالل برنامج عن القضية<br />

الفلسطينية،‏ بثته قناة احلوار الفضائية بتاريخ 2009/12/26.<br />

336<br />

سادساً–‏ املراجع األجنبية:‏<br />

1. Albert M. Hyamson, Palestine Under Mandate 1920- 1948, Greenwood<br />

Press, London 1976.<br />

2. Arakie Margaret, The Broken Sword of Justice: America, Israel and The<br />

Palestine Tragedy, Quartet Books, London, 1973.<br />

3. Barbara Tuchman, Bible and Sword, England and Palestine from the<br />

Bronze Age to Balfour, University Press New York, New York, 1956.<br />

4. Bernard Reich, Arab- Israeli conflict and conciliation, documentary<br />

history, Queen Wood Press, New York, 1995.<br />

5. Bernard Wasserstein, The British in Palestine; the Mandatory Government<br />

and the Arab- Jewish Conflict, 1917- 1929, Oxford, 1991.<br />

6. Charles D. Smith: Palestine and the Arab- Israeli Conflict, Second<br />

Edition, St. Martin’s Press, New York 1992.<br />

7. Charles Webster (Sir) , The Foreign Policy of Palmerston 1830- 1841,<br />

Britain, The Liberal Movement and the Eastern Question, Vol. 2, G. Bell<br />

& Sons, London 1951.<br />

8. Christoper Sykes, Crossroads to Israel, London, 1965.<br />

9. David Fromkin, A peace to End All peace; Creating the Modern Middle<br />

East, 1914- 1922, London, 1991.<br />

10. Esco Foundation for Palestine (Author) , Palestine A study of Jewish,<br />

Arab and British Polices, Vol. 1, Yale University Press, New York, CT,<br />

1947.<br />

12


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

11. George Lenczowski, United states Interests in the Middle East, New York,<br />

1973.<br />

12. Gideon Biger, The boundaries of modern Palestine, 1840- 1947, Routledge,<br />

London, 2004.<br />

13. Frank Manuel, The Realities of American- Palestine Relations,<br />

Washington.<br />

14. John Marlow, The seat of Pilate, an account of the Palestine mandate,<br />

Gresset Press, London, 1959.<br />

15. Joseph Dunner, The republic of Israel, it’s history and it’s promise,<br />

Whittles house, New York, 1950.<br />

16. Martin Sicker, The Pangs of the Messiah; The troubled birth of the Jewish<br />

State, Praege. Westport, CT, 2000.<br />

17. Michael Cohen, Palestine, Retreat from the mandate: The Making of<br />

British Policy, 1936- 1945, Holmes and Meier, New York, 1978.<br />

18. N. Bentwich, The Mandates System, London 1951.<br />

19. N. Mandel, The Arabs and Zionism before World War I, London, 1976.<br />

20. Nadava Sofran, From War: The Arab Israeli Confrontation 1948- 1967,<br />

1st. ed, western Publishing Company, New York 1969.<br />

21. Noah Lucus, The modern history of Israel, Praeger, New York, 1975.<br />

22. Robert W. Stookey, America and the Arab States: An Uneasy Encounter,<br />

Wiley, New York , 1975.<br />

23. Regina Sharif, Non Jewish Zionism, its Roots in Western History, Zed<br />

Press, London, 1983.<br />

24. Sahar Huneidi, A Broken Trust: Herbert Samuel, Zionism and the<br />

Palestine 1920- 1925, L. B Tauris Publishers, London- New York.<br />

25. Sara Rey, The Gaza Strip, The political economy of development, Institute<br />

for Palestine study, Washington, DC, 1995.<br />

26. Walid Khaldi, From Haven to Conquest, Beirut, 1976.<br />

27. William R. Polk, The United States and the Arab world, 3ed. Mass Harvard<br />

University Press Cambridge, 1978.<br />

337


يهودية دولة إسرائيل:‏<br />

جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />

د.‏ أسامة أبو نحل<br />

سابعاً–‏ املراجع العربية:‏<br />

‎1‎אברהם . 1 פולופאנזון،‏ דוד בן גוריון ומדינת ישראל,‏ הוצאת עם עובד.‏ תל אביב . 1974<br />

‏)اأبراهام فولفانزون،‏ ديفيد بن غوريون ودولة اإرسائيل،‏ اإصدارات:‏ ‏شعب عامل،‏ تل<br />

اأبيب )1974 .<br />

. ‎2‎שלמה לב-‏ עמי,‏ במאבק ובמרד-‏ ההגנה,‏ אצ”ל והלח »-1918 1948<br />

הביטחון,‏ 1976( תל אביב.‏<br />

” 2 ‏)הוצאת משרד<br />

‏)شلومو ليف-‏ عامي،‏ يف الرصاع والتمرد،‏ الهاغاناه واإتسل وليحي 1918- 1948،<br />

وزارة الدفاع االإرسائيلية،‏ تل اأبيب 1976.<br />

‎3‎יצחק . 3 אבנרי,‏ מרד ההגירה-‏ תוכנית בן גוריון,‏ תל אביב,‏ . 1970<br />

‏)اإسحاق اأفنريي،‏ مترد الهجرة–‏ خطة بن غوريون،‏ تل اأبيب 1970( .<br />

338


التوجهات السياسية واملطلبية يف فكر<br />

احلركة الطالبية يف اجلامعات الفلسطينية:‏<br />

تقويم نقدي يف املمارسة العملية<br />

د.‏ أمين طالل يوسف<br />

أستاذ مشارك في العلوم السياسية والعالقات الدولية/‏ كلية العلوم واآلداب/‏ الجامعة العربية األمريكية/‏ جنين.‏<br />

339


التوجهات السياسية واملطلبية في فكر احلركة الطالبية في<br />

اجلامعات الفلسطينية:‏ تقومي نقدي في املمارسة العملية<br />

د.‏ أمين طالل يوسف<br />

ملخص:‏<br />

حتتل احلركة الطالبية يف اجلامعات الفلسطينية اأهمية خاصة,‏ بسب تداخل املهمَّات<br />

واملسوؤوليات واالأدوار التي اأدتها احلركة يف املفاصل التاريخية املهمة من عمر الشعب<br />

الفلسطيني.‏ يشتمل البحث على مقدمة موجزة تتضمن مشكلة البحث واالأهداف واالأهمية<br />

واملنهجية املتبعة,‏ ال ‏سيما يف ظل نقص االأدبيات املرتبطة بهذا املوضوع.‏ منهجية البحث<br />

وصفية حتليلية استمدت كثرياً‏ من املعطيات من املصادر االأولية والثانوية مبا فيها الكتب<br />

واملجالت واأوراق املوؤمترات واملقابالت مع قادة العمل الطالبي من خمتلف األوان الطيف<br />

السياسي.‏ من نتائج البحث اأن احلركة الطالبية اأدت اأدواراً‏ اإيجابية يف مقارعتها لالحتالل,‏<br />

اإال اأن العمل الطالبي واجلماهريي تراجع بعد العام 1993. هناك عرض ‏رسيع الأهم املراحل<br />

التاريخية التي مرت بها احلركة الطالبية منذ فرتة االنتداب الربيطاين,‏ مروراً‏ بهزمية عام<br />

1967, وانتهاءً‏ بالتوقيع على اتفاقية اأوسلو يف عام 1993. فاإضافة اإىل املسوؤوليات<br />

الوطنية التي قامت بها احلركة الطالبية بكفاءة عالية,‏ يتعرض هذا البحث اإىل املهمَّات<br />

االأخرى التي تكفلت احلركة الطالبية القيام بها,‏ خاصة النقابية واملطلبية املرتبطة بخدمة<br />

جموع الطلبة من خالل مواجهة املشكالت امللحة التي تواجههم داخل احلرم اجلامعي على<br />

‏شاكلة قضايا االأقساط والتخفيف عن كاهل الطالب مالياً‏ , فضالً‏ عن قضايا متصلة<br />

باالأجواء االأكادميية واالنتخابات الطالبية,‏ والدميوقراطية الطالبية.‏<br />

340


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

Abstract:<br />

Student movement in the Palestinian universities occupies special<br />

importance because of the overlapping nature of its tasks, responsibilities and<br />

roles carried out during the main historical periods in the life of the Palestinian<br />

people. This research includes general introduction that contains research<br />

problem, objectives, importance and methodology which is descriptive and<br />

analytical. A lot of data is obtained from primary and secondary resources<br />

including books, journals, conference papers and interviews with student<br />

leaders from different political affiliations. One result of this research is that<br />

student movement played positive roles in fighting the Occupation, but the<br />

student activities and mass work regressed after 1993. There is quick survey<br />

of the major historical stages of the student movement, starting from the<br />

British Mandate, passing through to the defeat of 1967 and ending up with<br />

Oslo Agreement in 1993. Along with the national and political tasks carried<br />

out by the student movement, this research also covers other non- political<br />

responsibilities including issues related to financial matters, university fees,<br />

helping students financially, providing healthy academic atmosphere as well<br />

as conducting student elections and enhancing students’ democracy.<br />

341


التوجهات السياسية واملطلبية في فكر احلركة الطالبية في<br />

اجلامعات الفلسطينية:‏ تقومي نقدي في املمارسة العملية<br />

د.‏ أمين طالل يوسف<br />

مقدمة:‏<br />

يعد تاريخ احلركة الطالبية يف االأراضي الفلسطينية حديثاً‏ نسبياً‏ , يرجع اإىل فرتة<br />

اخلمسينيات من القرن العرشين حيث متثل بظهور احلركات والروابط الطالبية التي<br />

‏ضمت بني اأجنحتها مئات الطلبة الفلسطينيني الدارسني يف الدول العربية املجاورة,‏ وقد<br />

ظهرت هذه الروابط الطالبية يف املنايف متاأثرة مبجموعة من العوامل واملتغريات الدولية<br />

واالإقليمية واملحلية.‏ فعلى الصعيد املحلي اأُنشئت دولة االحتالل على االأراضي الفلسطينية<br />

عام ‎1948‎بعد تهجري مئات االآالف من الفلسطينيني الذين هجروا قرساً‏ وعنوة,‏ واأجربوا على<br />

اللجوء اإىل الدول العربية املجاورة,‏ حيث بقي االأمل يراودهم بالعودة اإىل الديار مرة اأخرى,‏<br />

اأما على املستوى االإقليمي العربي,‏ فقد ظهرت النارصية واالأفكار القومية,‏ خاصة بعد ثورة<br />

متوز يف مرص عام 1952, التي اأنهت امللكية واأسست اجلمهورية,‏ ثم اأصبحت جمهورية<br />

عبد النارص النواة االأوىل لتصدير االأفكار الثورية والقومية اإىل البلدان العربية املجاورة,‏<br />

لذلك كانت هذه الروابط الطالبية الفلسطينية قد اعتنقت االأفكار القومية والنارصية,‏ واآمنت<br />

برضورة التغيري املتطرف الشمويل من اأجل تنظيف اجلبهة العربية,‏ واالنطالق بحلة جديدة<br />

لتحرير فلسطني,‏ وكرست ‏شعار:‏ ‏»اأن الوحدة العربية هي طريق حترير فلسطني«.‏ اأما<br />

دولياً,‏ فكانت احلرب الباردة قد بداأت تداعياتها تتوغل اإىل املنطقة معلنة حرباً‏ خفيه بني<br />

الواليات املتحدة االأمريكية واالحتاد السوفيتي السابق,‏ وظهور املعادالت الدولية واملحاور<br />

االإقليمية خدمة ملصالح الدول الكربى.‏<br />

اإن طلبة املدارس الثانوية,‏ وطلبة اجلامعات كما هو معروف وبحسب تركيبتهم<br />

من اأكرث ‏رشائح املجتمع يف اأغلب بلدان العامل ‏سعياً‏ وراء التغيري,‏ بكل ‏صوره واأشكاله<br />

السياسية,‏ واالقتصادية,‏ واالجتماعية,‏ ملا متلكه هذه الرشيحة من دافعية قوية باجتاه<br />

بناء جمتمعات عرصية,‏ وحديثة,‏ ومتطورة قادرة على استيعاب قدراتهم وطموحاتهم<br />

واإمكاناتهم.‏ لقد اأثبتت التجارب املتعددة يف البلدان العربية واالأجنبية,‏ اأن اجلامعات كانت,‏<br />

وما زالت,‏ االأمكنة املناسبة واملالئمة التي انطلقت منها الثورات واالنتفاضات الشعبية,‏<br />

وبقيت املعاقل املتقدمة واحلرة التي حاربت االحتالل واالستعمار اخلارجي,‏ فضالً‏ عن<br />

مقاومة االأنظمة الدكتاتورية والسلطوية التي تسعى لقمع الشعوب,‏ واإبقائها يف حالة من<br />

اخلوف واأجواء الرهبة.‏ فالطلبة واملجتمع االأكادميي داخل اجلامعات ميثلون روح التغيري<br />

نحو االأفضل,‏ وهم الذين يحتضنون العلم واملعرفة والنظرة الثاقبة كاأدوات لتحسني ظروف<br />

العيش العام,‏ والنهوض باحلرية االإنسانية.‏<br />

342


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

بالنسبة للحركة الطالبية الفلسطينية,‏ فقد اأثريت بعض االأسئلة واإشارات االستفهام<br />

حول مالحمها وسماتها واآليات عملها,‏ ومدى متثيلها جلموع الطلبة,‏ وبخاصة يف االأمور<br />

اخلدماتية واملطلبية.‏ اإطالق اسم احلركة على اأي تنظيم اإنساين جمعي يحمل يف طياته<br />

وجود منظومة قوانني ولوائح داخلية,‏ اإضافة اإىل التفاعل االإيجابي الذي يساهم يف<br />

النهاية يف حماية حقوق االأفراد املنتمني لهذه احلركة وحرياتهم.‏ من هنا دخلت مساألة<br />

وجود حركة طالبية فلسطينية منظمة يف ‏سجال النقاشات واملداوالت واللقاءات وورشات<br />

العمل,‏ فضالً‏ عن املوؤمترات العلمية واالأكادميية التي انعقدت يف مناسبات عدة لتناول<br />

هذه القضية.‏ كما مت تداول مدى ارتباط احلركة الطالبية الفلسطينية مع قضايا جمتمعية<br />

اأخرى مثل الدميقرطة واحلريات العامة واحلقوق االإنسانية،‏ ومستقبل البناء املوؤسساتي<br />

يف فلسطني.‏ اقرتح بعضهم تنظيم عمل احلركات والكتل الطالبية املتواجدة يف الساحات<br />

اجلامعية ‏ضمن منظومة قوانني فاعلة تدعم حقوق الشباب والشابات يف التعليم اأوالً,‏ ويف<br />

ممارسة حياة جامعية منتجة ومثمرة ثانياً.‏<br />

اأصبح غياب التثقيف السياسي والنقابي واملطلبي يف اأوساط الطلبة من املعوقات<br />

الرئيسة التي تواجه العمل الطالبي على خمتلف اجلبهات واالأصعدة،‏ وبخاصة فيما يتعلق<br />

بتمثيل الطلبة يف همومهم ومشكالتهم بعيداً‏ عن التسييس واملناكفات احلزبية بني الكتل<br />

املختلفة,‏ فضالً‏ عن خلط املطلبي بالسياسي مما اأفقده جزءاً‏ من حمتواه االأصلي والرشعي,‏<br />

وبخاصة اأن فئات من الطلبة الفلسطينيني تعيش اأوضاعاً‏ معيشية ‏صعبة يف ظل ممارسات<br />

االحتالل وقلة موارد الدخل العائلي.‏<br />

مشكلة البحث:‏<br />

تكمن مشكلة البحث يف حتليل العالقة الرتابطية والتداخلية بني مسارين مهمني<br />

‏سيطرا على برنامج العمل الطالبي منذ انطالقة احلركة الطالبية املعارصة يف الضفة<br />

الغربية وقطاع غزة.‏ انصب املسار االأول حول قضية مقاومة االحتالل االإرسائيلي,‏ وتنمية<br />

روح املقاومة الفلسطينية,‏ وهذا بدوره ارتبط مع املسار الثاين,‏ وهو اجلانب اخلدماتي<br />

املطلبي القائم على معاجلة املشكالت الطالبية مثل قضايا االأقساط اجلامعية واالأجواء<br />

التعليمية السائدة يف اجلامعات الفلسطينية.‏ تتعمق مشكلة البحث اأكرث واأكرث يف ‏صلب<br />

القضية املبحوثة,‏ وتلج اإىل جوهرها من اأجل اإدراك كيفية تعايش هذين املسارين يف<br />

مشكلة البحث,‏ واأيهما طغى على الآخر يف ‏سياق الكتابة عن هذا املوضوع<br />

تاريخياً؟ وما اأسباب طغيان مسار على اآخر؟ وملاذا مل تستطع احلركة<br />

الطالبية اأن توازن بني هذين املسارين ملا فيه خدمة الطلبة الفلسطينيني؟<br />

وكيف ‏سينعكس ذلك على نتائج الدراسة يف النهاية واستخالصاتها؟<br />

343


التوجهات السياسية واملطلبية في فكر احلركة الطالبية في<br />

اجلامعات الفلسطينية:‏ تقومي نقدي في املمارسة العملية<br />

د.‏ أمين طالل يوسف<br />

أهداف البحث:‏<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

يسعى هذا البحث اإىل حتقيق الأهداف الآتية:‏<br />

تتبع املفاصل التاريخية املهمة التي مرت بها احلركة الطالبية الفلسطينية منذ<br />

انطالقتها حتى اليوم.‏<br />

معرفة ‏سمات احلركة الطالبية الفلسطينية,‏ ومدى انعكاس هذه السمات على اآليات<br />

عمل هذه احلركة داخل اجلامعات الفلسطينية.‏<br />

اإدراك وحتليل الظروف املجتمعية العامة التي عملت يف ظلها احلركة الطالبية,‏<br />

وانعكاس مثل هذه البيئة على نشاطات الكتل الطالبية،‏ وبخاصة فيما يتعلق بقضايا<br />

العمل التطوعي ومساعدة الطلبة الإكمال مشوارهم العلمي والتعليمي يف وقت يعيش فيه<br />

الفلسطينيون ظروفاً‏ ‏صعبة وقاسية.‏<br />

تقومي التجربة الدميقراطية الطالبية من خالل قراءة ‏شعاراتها واأطروحاتها<br />

وبراجمها االنتخابية واأساليبها الدعائية,‏ ومدى انسجام هذه الربامج مع متطلبات العمل<br />

الطالبي والعملية التعليمية.‏<br />

البحث يف التغيريات البنيوية املهمَّة ‏سواء على مستوى الربامج اأو على مستوى<br />

اآليات وديناميات العمل التي تبنتها احلركة الطالبية بعد قدوم السلطة الوطنية,‏ واالآثار<br />

التي تركتها عملية اأوسلو يف عام 1993 على املنظمات الشعبية واجلماهريية,‏ واالحتادات<br />

والنقابات.‏<br />

استعراض اأهمية التعليم العايل بالنسبة للفلسطينيني يف زمن التهجري والشتات<br />

واالحتالل,‏ ومدى قدرة احلركة الطالبية اجلامعية على تدعيم النشاطات التعليمية<br />

واالأكادميية من خالل توفري االأجواء اجلامعية والتدريسيه الصحية.‏<br />

دراسة الرابط بني التجارب الطالبية يف اجلامعات الفلسطينية وموؤسسات النظام<br />

السياسي الفلسطيني,‏ ومعرفة انعكاسات املشاركة السياسية لطلبة اجلامعات على جممل<br />

احلياة السياسية الفلسطينية،‏ وبخاصة بعد االنتخابات الترشيعية االأخرية التي جرت<br />

عام 2006, والتي تركت انعكاسات واآثاراً‏ على بنية النظام السياسي الفلسطيني واحلياة<br />

السياسية الفلسطينية عموماً.‏<br />

344


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

أسئلة البحث واملنهجية:‏<br />

يجيب البحث عن الأسئلة الفرتاضية الآتية:‏<br />

كيف ميكن دراسة تاريخ احلركة الطالبية الفلسطينية ‏ضمن اإطار علمي ومنهجية<br />

عقالنية؟<br />

345<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

ما املفاصل التاريخية املهمة التي مرت بها احلركة الطالبية يف االأراضي<br />

الفلسطينية يف اآخر نصف قرن مضى؟<br />

ما العالقة بني املطلبي والسياسي يف نشاطات احلركة الطالبية الفلسطينية؟<br />

اأيهما طغى على احلركة الطالبية املطلبي اأم السياسي وملاذا؟<br />

كيف ميكن تقومي اآليات عمل احلركة الطالبية خاصة يف مساومتها مع اإدارة<br />

اجلامعات؟<br />

كيف انعكست االنتخابات الطالبية على جممل احلياة السياسية الفلسطينية؟<br />

ملاذا اأثر اتفاق اأوسلو على عمل املنظمات الشعبية واجلماهريية,‏ وعلى موؤسسات<br />

منظمة التحرير الفلسطينية؟<br />

ما مدى تاأثري اتفاق اوسلو على نشاط احلركة الطالبية؟<br />

هل اتبع طرق عالج واضحة لتقومي الضعف الذي اأصاب احلركة الطالبية؟<br />

اأما بالنسبة للمنهجية,‏ فقد اعتمد الباحث يف عرض البحث وحتليل االأسئلة االفرتاضية,‏<br />

والولوج اإىل املحتوى واملضمون على املنهجية التاريخية,‏ الوصفية,‏ التحليلية.‏ هذه<br />

املنهجية تتضمن الرجوع اإىل املراحل التاريخية املختلفة من عمر احلركة الطالبية,‏<br />

واستعراض هذه املراحل بطريقة نقدية من خالل الرجوع اإىل بعض املصادر االأولية<br />

والثانوية مبا فيها الكتب واملجالت والدوريات والنرشات التثقيفية,‏ فضالً‏ عن املقابالت<br />

الشخصية مع قادة العمل الطالبي مبن فيهم مسوؤويل الكتل الطالبية وقادتهم واأعضاء<br />

جمالس الطلبة من ‏سنوات متنوعة ‏سابقة.‏ لقد ‏شملت املقابالت كل اأطياف العمل الطالبي<br />

الفلسطيني مبن فيهم الوطنيني واليساريني واالإسالميني وبعض املستقلني.‏ لكن يود الباحث<br />

اأن يورد اأن املقابالت قد اقترصت على جامعات الضفة الغربية فقط بسبب ‏صعوبة اإجراء<br />

مثل هذه املقابالت مع طلبة جامعات قطاع غزة بسبب عوامل مرتبطة بالبعد اجلغرايف<br />

ومعوقات يخلقها االحتالل,‏ وظروف معقدة مر بها الفلسطينيون يف القطاع يف اأثناء اإجناز<br />

هذه الدراسة بسبب االقتتال الداخلي والرصاعات احلزبية والفصائلية.‏


التوجهات السياسية واملطلبية في فكر احلركة الطالبية في<br />

اجلامعات الفلسطينية:‏ تقومي نقدي في املمارسة العملية<br />

د.‏ أمين طالل يوسف<br />

أهمية التعليم العالي بالنسبة للفلسطينيني:‏<br />

اإن الكتابة يف موضوع التعليم بشكل عام,‏ والتعليم العايل بشكل خاص يف فلسطني<br />

يعد قضية مشوقة وحمفزة جداً,‏ كون اأغلب الفلسطينيني يلجاأون اإىل التعليم لتثبيت الهوية،‏<br />

ولتاأمني فرصة عمل جيدة يف ظل اأوضاع معيشية قاسية.‏ فبالرغم من ظروف القهر والترشيد<br />

واالحتالل االستيطاين التي عانى منها الشعب الفلسطيني,‏ وما زال،‏ ورغم غياب الدولة<br />

الكيانية التي ترعى العملية التعليمية,‏ والتنمية الشاملة املستدامة،‏ ‏سجل الفلسطينيون<br />

قفزات نوعية متسارعة ومتصاعدة على مستوى الكم والكيف يف العملية التعليمية مقارنة<br />

بالدول الشعوب االأخرى على مستوى املنطقة.‏ التعليم مهم وحاسم الأي عملية تعمري واإعادة<br />

بناء،‏ ورضوري يف العملية التنموية عموماً,‏ الأن اإحداث التنمية الشاملة،‏ التي حتمل ‏صفات<br />

االستدامة والثبات والتوازن،‏ يف املجاالت السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية<br />

والفكرية كافة ال يتم اأو يكتمل،‏ واإمنا يبقى منقوصاً‏ دون موؤرشات تعليمية واضحة.‏<br />

يكفي اأن نذكر يف هذا السياق اأن احلكم على اأي عملية دمقرطة حقيقية ال يتم اإال بعد<br />

تفحص املوؤرشات التعليمية املختلفة,‏ وبخاصة اأن زيادة نسبة التعليم يف اأوساط الشعوب<br />

يسهم بشكل مبارش يف حتسني اأدائها االقتصادي ومستواها املعيشي،‏ ‏-وهذا بدوره-‏<br />

ينعكس اإيجابا على املشاركة السياسية والتثقيف السياسي الواعي،‏ والذي يعد متطلباً‏ مهمّاً‏<br />

يف حياة الشعب الفلسطيني يف معركته لنيل احلرية واالستقالل،‏ ويف معركته نحو مزيد من<br />

التحررية ‏)التحررية ماأخوذة من اللربلة نسبة اإىل الليربالية السياسية والتعددية الثقافية<br />

والفكرية(‏ ، والدميقرطة واالنفتاح السياسي واالقتصادي والثقايف.‏<br />

عاش الفلسطيني فرتة ‏ضياع فكري وثقايف ووجداين يف فرتة ما بعد النكبة يف العام<br />

1948, وذلك بسبب خسارته الأرضه،‏ وبسبب تدمري مئات القرى التي ‏شكلت احلاضنة<br />

الطبيعية لنمو منظومة القيم االجتماعية وتشكيلها,‏ واملفردات الثقافية املهمة التي طاملا<br />

اعتز بها الفلسطيني،‏ كونها املغناطيس الطبيعي التي اجنذبت نحوها كل اأركان احلياة<br />

الفلسطينية.‏ يف هذا السياق يرى حسن خرض اأن النكبة وما واكبها من تهجري وترشيد<br />

واغرتاب،‏ قد اأصابت الفلسطيني باالأرضار الفادحة واخلسائر التي ال ميكن تعويضها،‏ الأن<br />

خسارة %78 من فلسطني االنتدابية كان له اآثار وتداعيات,‏ واأصداء على احلياة الفلسطينية<br />

على املستويات السياسية واالجتماعية والثقافية واملعنوية كافة.‏ خرس الفلسطينيون<br />

على املستويني النفسي واالجتماعي املدن الساحلية كحيفا ويافا وعكا وصفد والتي<br />

مثلت احلاضنة الطبيعية لنمو الطبقة الوسطى،‏ وشكلت ‏»املعمل االجتماعي لتوليد االأفكار<br />

واحلركات السياسية والثقافية.‏ كما اأن النكبة يف العام 1948 اأثرت ‏سلباً‏ على عملية اإنتاج<br />

346


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

النخب السياسية القادرة على اتخاذ قرارات مصريية يف معركة الفلسطيني للعودة واسرتداد<br />

)1(<br />

احلقوق«.‏<br />

اأمام هذه املعضلة التاريخية واملاأساة االإنسانية,‏ ‏شكل التعليم،‏ ورضورات احلصول<br />

على املعرفة والعلم يف بقاع الشتات واالغرتاب,‏ جواز ‏سفر لتاأهيل الفلسطيني وتسليحه<br />

بطريقة جيدة للبقاء فوق ‏صفحات احلياة يف زمن ‏شهد اندثار العديد من االأمم والشعوب،‏<br />

ولعل الهنود احلمر اأفضل مثال على ذلك.‏ ولهذا اأصبح االستثمار االجتماعي الفلسطيني يف<br />

التعليم جزءاً‏ من اإسرتاتيجية الفلسطيني لالنتصار على ظروف الشتات وللمحافظة على<br />

)2(<br />

وجوده الثقايف واالإنساين يف دول الطوق العربية,‏ ويف العامل ككل.‏<br />

وقد ‏شكلت نكسة 1967 ‏رضبة اأخرى وجهها االحتالل لنسيج احلياة االجتماعية<br />

والثقافية الفلسطينية,‏ حيث اأصبح اأخطبوط االحتالل يلف فلسطني ‏شماالً‏ وجنوباً,‏ ‏رشقاً‏<br />

وغرباً.‏ وزادت اإجراءات االحتالل القمعية/‏ التعسفية يف اإفراغ احلياة الفلسطينية من<br />

رحيقها الثقايف ومكونها االإنساين,‏ ويف اإلغاء طابعها احلضاري,‏ ويف اتباع ‏سياسة تغيبية<br />

‏شاملة.‏ ويجدول عبد اجلواد ‏صالح يف اأثناء تناوله وحتليله الإجراءات االحتالل القمعية<br />

يف فرتة ما بعد 1967, جمموعة من اخلطوات التعسفية التي قام بها االحتالل على ‏شكل<br />

خطة ‏شاملة ومربجمة ملحاربة الفلسطينيني ثقافياً‏ وحضارياً.‏ ومن هذه االإجراءات:‏ تفريغ<br />

املوؤسسات التعليمية من الكوادر والطاقات والكفاءات العالية من خالل خلق ظروف عامة<br />

جترب هذه الطاقات على الهجرة خارج الوطن.‏ اإضافة اإىل ‏سياسة اقتحام املدارس والكليات<br />

واجلامعات,‏ ومنع الطلبة من الوصول اإىل املراكز التعليمية لدفعهم اإىل ترك مقاعد الدراسة<br />

وتشجيعهم على العمل داخل اإرسائيل كقوة عاملة رخيصة,‏ وبالتايل استنزاف املوارد<br />

البرشية يف الضفة الغربية وغزة.‏<br />

كما اأن ‏سلطات االحتالل جلاأت اإىل ‏سياسة االعتقاالت،‏ وفرض االإقامات اجلربية على<br />

الطلبة واملحارضين على حدٍ‏ ‏سواء,‏ وحظرت تدريس العديد من املساقات الرتبوية,‏ وخاصة<br />

االإنسانية واجلغرافية والتاريخية التي تتناول املراحل واملفاصل التاريخية املهمة التي<br />

)3(<br />

مرت بها القضية الفلسطينية.‏<br />

‏شكل قدوم السلطة الوطنية والعودة اإىل اأرض الوطن يف اأعقاب اتفاقيات اأوسلو يف<br />

1993 البدايات االأوىل لنساأة كيانية ‏شبه مستقلة فوق االأرض الفلسطينية,‏ حيث جتسدت<br />

هذه السلطة ‏شبه الدوالنية اأو نصفها على اأرض الواقع من خالل تاأسيس املوؤسسات<br />

والوزارات واالأجهزة املدنية والعسكرية,‏ وبداأ النظام السياسي الفلسطيني,‏ مبوؤسساته<br />

السياسية واالجتماعية واالقتصادية والرتبوية,‏ يبلور مالمح وسمات حمددة.‏ )4( ومن هذه<br />

347


التوجهات السياسية واملطلبية في فكر احلركة الطالبية في<br />

اجلامعات الفلسطينية:‏ تقومي نقدي في املمارسة العملية<br />

د.‏ أمين طالل يوسف<br />

الوزارات اخلدمية التي اأُنشئت وزارة التعليم العايل ملا لها من دور حيوي حاسم يف تاأهيل<br />

عرشات االآالف من الطلبة الفلسطينيني الطاحمني لدخول قطاع التعليم العايل.‏<br />

مع حلول العام 2005, كان هناك اإحدى عرشة جامعة فلسطينية,‏ وثالث عرشة كلية<br />

جامعية,‏ وحوايل تسع عرشة كلية متوسطة متنح درجة الدبلوم والبكالوريوس واملاجستري<br />

والدكتوراه.‏ )5( وقد حاولت السلطة الوطنية وضع اسرتاتيجية وطنية ‏شاملة لرفع ‏ساأن<br />

التعليم العايل ومكانته يف فلسطني ملا لهذا القطاع االإنساين احليوي من دور مهم يلعبه<br />

يف التنمية البرشية والتنمية املجتمعية عموماً.‏ ولعل من مالمح هذه االإسرتاتيجية الشاملة<br />

مساعدة اجلامعات الفلسطينية يف خلق واإنتاج قوة عاملة ‏شابة وموؤهلة تستطيع اأن تتكيف<br />

مع املتغريات والتطورات املتالحقه التي يشهدها ‏سوق العمل الفلسطيني,‏ بحيث تكون<br />

قادرة على رفد االقتصاد الوطني الناشئ بالقوة البرشية الالزمة الإحداث التنمية،‏ الأن<br />

)6(<br />

االإنسان يبقى العنرص االأهم يف اأي عملية تنموية.‏<br />

وقد خرجت اإىل حيز الوجود بعض االهتمامات يف التفكري اجلدي لتناول قضايا التعليم<br />

العايل على ‏شكل استثمار اجتماعي/‏ اقتصادي يتطلب اأوالً‏ واأخرياً‏ جهداً‏ جماعياً‏ متكامالً‏<br />

حللحلة جمموعة من املشكالت املعقدة واملتشابكة,‏ على راأسها املشكالت املالية والوضع<br />

املايل الصعب التي وصلت اإليه اجلامعات الفلسطينية،‏ ثم ‏رضورة النظر والتمعن يف ‏سبل<br />

التوسع بالتعليم العايل بشكل يتناسب مع احتياجات السوق،‏ خاصة قطاع التعليم املهني<br />

والتقني والصناعي والفندقي والعلوم املنزلية،‏ والتي طاملا احتلت مكانة متدنية على ‏سلم<br />

االأولويات االجتماعية.‏ كما اأن احلاجة ظهرت لتفعيل البحث العلمي,‏ ووضع املوازنات<br />

الرضورية لذلك من اأجل خلق جيل عقالين باحث عن احلقيقة,‏ ومتطلع بشوق ورغبة ‏شديدة<br />

للمضي باملجتمع اإىل اأرقى ‏صوره ودرجاته,‏ وبخاصة يف زمن التطور التكنولوجي الهائل،‏<br />

ويف زمن عوملة العلم واملعرفة والسياسة واالقتصاد والثقافة واملعلومات.‏<br />

اإضافة اإىل ذلك حاولت الوزارة جاهدة اعتماد معايري واضحة لضبط اجلودة والنوعية<br />

يف التعليم العايل،‏ واعتماد اأسس ومعايري جديدة لرتخيص املوؤسسات التعليمية،‏ والربامج<br />

)7(<br />

والتخصصات املختلفة،‏ ‏سواء ملنح درجة البكالوريوس اأو درجة املاجستري.‏<br />

ويرى رمزي ريحان،‏ اخلبري الرتبوي،‏ املطلع على ‏سوؤون التعليم العايل يف فلسطني,‏<br />

اأن التعليم العايل يف اأغلب دول العامل هو قطاع ديناميكي متنامٍ‏ , واأن التجربة الفلسطينية<br />

يف هذا السياق ال يجب اأن يستهان بها الأنها اأثبتت اأوالً‏ واأخرياً‏ قدرة الفلسطيني على<br />

الصمود والبقاء,‏ وعلى الرغم من التجربة االحتاللية االستيطانية االإقتالعية.‏ فقد اأسهم<br />

قطاع التعليم يف اجتذاب الكفاءات العلمية واخلربات االأكادميية.‏ ففي عام 1997، كان<br />

348


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

هناك اأكرث من 28000 فلسطيني يحملون درجات بكالوريوس وماجستري حصلوا عليها<br />

من جامعات فلسطينية داخل الوطن.‏ وقد اأظهرت الدراسة التي اأعدها جرير القدوة ملصلحة<br />

وزارة الرتبية والتعليم العايل التزايد املطرد يف اأعداد الطلبة امللتحقني باجلامعات<br />

الفلسطينية،‏ ففي العام الدراسي 1994/1993، بلغ عدد الطلبة امللتحقني باجلامعات<br />

الفلسطينية الثمانية حوايل 22966. اختار ما يقارب %60.4 منهم الدراسات االإنسانية<br />

مثل االآداب والرتبية والفنون والقانون واأصول الدين والفندقة كحقل معريف متخصص،‏<br />

بينما اختار %39.6 الكليات ذات الطابع العلمي يف الهندسة والعلوم والتجارة والصيدلة<br />

واملهن الطبية والصحية.‏ هذه االأعداد من الطلبة امللتحقني باجلامعات واملعاهد العليا<br />

والكليات املتوسطة ظلت يف تزايد مستمر حيث بلغت نسبة الزيادة خالل الفرتة الواقعة ما<br />

بني – 1994/1993 2003/2002 حوايل %3، 233. حيث وصلت اأعداد هوؤالء الطلبة اإىل<br />

)8(<br />

ما يقارب 104000 طالب وطالبة يف العام الدراسي 2003/2002.<br />

هذه االأرقام واالإحصاءات واملوؤرشات الرقمية اإن دلت على ‏شيء فاإمنا تدل وتشري<br />

على اأن التعليم العايل يف االأراضي الفلسطينية بداأ يتبلور اأكرث فاأكرث يف اآخر عرش ‏سنوات<br />

وراح ياأخذ ‏صفة القطاع االستثماري يف االإنسان,‏ ويف نشاطه االقتصادي واالجتماعي<br />

والثقايف.‏ من الناحية االقتصادية،‏ ينظر اإىل التعليم العايل كاستثمار اآين يتمثل مردوده<br />

املستقبلي يف زيادة الدخل القومي عن طريق ارتفاع اإنتاجية املتعلم وحامل الشهادة<br />

العلمية.‏ لكن للتعليم العايل اآفاقاً‏ تتعدى البعد االقتصادي البحت لتشمل هذه الرضا<br />

االجتماعي واالإنتاج العلمي والثقايف بجميع اأشكاله ودوره يف تعزيز الهوية الوطنية<br />

والقومية.‏ )9( حاولت وزارة التعليم العايل منذ قدومها وضع اسرتاتيجية عقالنية فاعلة<br />

للتعامل مع مدخالت العملية الرتبوية والتعليمية,‏ ومع خمرجاتها على حدٍ‏ ‏سواء.‏ لكن مع<br />

مرور الوقت توسع مفهوم االسرتاتيجية،‏ واأصبح يضم جماالت اأخرى اإدارية واقتصادية<br />

وتربوية،‏ واأصبحت االسرتاتيجية اأكرث املصطلحات توازناً‏ وعقالنية يف حقل معريف معني؛<br />

الأنها تعكس التخطيط والتفكري احليوي واملنطق السليم يف التعامل مع االأشياء والقضايا<br />

)10(<br />

واملشكالت.‏<br />

بدايات احلركة الطالبية الفلسطينية:‏<br />

تعود البدايات االأوىل للحركة الطالبية الفلسطينية املعارصة اإىل خمسينيات القرن<br />

املاضي،‏ بالتحديد يف 1959/11/29، وهي ذكرى تاأسيس الحتاد العام لطلبة<br />

فلسطني،‏ وقد جاءت هذه املناسبة بعد عرش ‏سنوات من قرار تقسيم فلسطني,‏ الذي اأصدرته<br />

االأمم املتحدة عام 1947. فقد توافد رموز الطلبة الفلسطينيني وممثلوهم يف لبنان وسوريا<br />

349


التوجهات السياسية واملطلبية في فكر احلركة الطالبية في<br />

اجلامعات الفلسطينية:‏ تقومي نقدي في املمارسة العملية<br />

د.‏ أمين طالل يوسف<br />

ومرص اإىل القاهرة الإعالن انطالق هذه املوؤسسة الوطنية الفلسطينية,‏ والتي كان على راأس<br />

اأولوياتها يف تلك الفرتة وضع اللوائح الداخلية واالأنظمة النقابية التي تعنى بعمل االحتاد<br />

ونشاطاته,‏ وقدرته للوصول اإىل عقول الطلبة الفلسطينيني,‏ وقلوبهم الذين عاشوا يف ‏شتات<br />

عظيم واغرتاب موؤمل يف اأعقاب النكبة.‏ وقد استفاد االحتاد فعالً‏ من وجوده على اأرض مرص<br />

النارصية التي بداأت تويل اهتماماً‏ خاصاً‏ بقضية العرب االأوىل,‏ وهي ‏ضياع فلسطني،‏<br />

ورضورة تعميق اجلهود العربية والفلسطينية,‏ وجتذيرها يف اسرتداد االأرض,‏ واحلقوق يف<br />

فلسطني.‏<br />

اإال اأن بعض االأدبيات واملصادر,‏ القليلة نسبياً,‏ تعمقت يف تناول احلركة الطالبية<br />

الفلسطينية يف فرتة ما قبل نكبة عام 1948, فاأرجعت النشاطات الطالبية يف فلسطني اإىل<br />

عرشينيات القرن املاضي,‏ اأي اإىل الفرتة التي ‏سبقت االنتداب الربيطاين,‏ وازدياد الهجمة<br />

الصهيونية الرشسة على فلسطني.‏ يف هذه الفرتة,‏ كان عدد الدارسني الفلسطينيني يف<br />

اجلامعات خارج فلسطني يف اأماكن خمتلفة ومتعددة منها على ‏سبيل املثال ال احلرص<br />

االآستانة والقاهرة وبريوت وباريس,‏ قليالً‏ جداً,‏ وانحرصت هذه الفئة يف العائالت الوجاهية<br />

والغنية واالإقطاعية التي كان مبقدورها اإرسال اأوالدها اإىل اخلارج من اأجل التعليم.‏ ومع هذا<br />

قاوم الطلبة الفلسطينيون الهجمة الصهيونية على فلسطني من خالل املظاهرات واملسريات<br />

ونرش الوعي الوطني واجلماهريي بني اأوساط الشعوب العربية واالإسالمية,‏ موضحني لهم<br />

خماطر املرشوع الصهيوين يف فلسطني )11( . اإال اأن النشاطات الطالبية والشبابية يف تلك<br />

الفرتة كانت ‏ضعيفة وغري منظمة نسبياً‏ بسبب عدم وجود حركة طالبية وشبابية فلسطينية<br />

واضحة الروؤى واالأهداف,‏ وبسبب ‏ضعف التعليم العايل,‏ وقلة املراكز التعليمية اجلامعية<br />

داخل فلسطني.‏<br />

تشكلت جمموعة من الروابط الطالبية واملنتديات الثقافية والشبابية واالأدبية يف<br />

فلسطني حيث كان جزء من نشاطها يقوم على مقاومة الصهيونية,‏ وهجمتها االستيطانية<br />

يف فلسطني.‏ فقد اأسس الطلبة الفلسطينيون الدارسون يف االأزهر الرشيف عام 1914 جمعية<br />

مقاومة الصهيونية التي عمدت اإىل مقاومة الوجود الصهيوين بكل الوسائل املمكنة,‏<br />

وعملت على تاأسيس فروع للجمعية يف بعض املدن السورية والفلسطينية بهدف تنشيط<br />

النشاطات االقتصادية والزراعية والتجارية يف فلسطني ودعمها,‏ وخلق حالة من التوعية<br />

يف اأوساط الفالحني الفلسطينيني من اأجل التشبث باأراضيهم )12( . اأما الشبيبة النابلسية<br />

فقد تاأسست يف بريوت عام 1913, وضمت مائة طالب من مدينة نابلس برعاية جنيب<br />

نصار,‏ حيث هدفت اإىل حماية حقوق الطلبة الفلسطينيني املتواجدين يف بريوت,‏ وخلق<br />

االأجواء املناسبة,‏ للنهوض باالأمة العربية والفكر القومي واالأفكار السورية.‏ اأما جمعية<br />

350


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

العلم االأخرض,‏ فقد تشكلت على هيئة جمعية طالبية عربية يف االآستانة,‏ حيث ‏ضمت الطلبة<br />

العرب والفلسطينيني،‏ وبرز من بني ‏صفوفهم عاصم بسيسو ومصطفى احلسيني وشكري<br />

غوشة.‏ وكان من اأهدافها تقوية الروابط العربية والقومية بني الطلبة العرب والنهوض<br />

بالفكر العروبي والقومي متشياً‏ مع احلركة النهضوية العربية االإصالحية التي ظهرت يف<br />

اأواخر القرن التاسع عرش وبدايات القرن العرشين واأصبح يطلق عليها فكرياً‏ حركة النهضة<br />

العربية )13( .<br />

‏شهدت فرتة االنتداب الربيطاين اأحداثاً‏ وتطورات متتابعة كان لها تاأثري على ‏رشائح<br />

الشعب الفلسطيني مبا فيهم الطلبة والشباب خصوصا اأحداث ثورة عام 1929. وقد ‏شارك<br />

الطالب يف اأحداث الثورة من خالل تاأسيس اللجنة العليا للطالب التي قادت العمل الطالبي,‏<br />

وقامت بتنظيم املوؤمترات واللقاءات الطالبية والشبابية يف فلسطني واخلارج )14( . يف<br />

اأعقاب اأحداث ثورة عام 1929, انعقد املوؤمتر الطالبي الفلسطيني الأول يف مدينة عكا<br />

حيث رفع ‏شعار:‏ ‏»حماربة الإجنليز راأس الأفعى«,‏ وكان من مقرراته الدعوة اإىل االإرضاب<br />

العام احتجاجاً‏ على الهجرة الصهيونية واالنتداب الربيطاين الذي كان يسهل هذه الهجرة<br />

اليهودية املنظمة،‏ ويدعمها ‏رساً‏ وعالنية.‏ وصدر عن املوؤمتر بعض القرارات املهمَّة منها<br />

تاأليف فرقة كشافة عربية يف فلسطني,‏ والدعوة اإىل مقاطعة البضائع االأجنبية,‏ واملطالبة<br />

بتدريس تاريخ البلدان العربية وجغرافيتها لتعكس ماضيها االأصيل )15( .<br />

تاأججت املشاعر الفلسطينية عموماً‏ خالل ثورة عام 1936 ‏ضد االنتداب الربيطاين<br />

يف فلسطني بحيث انتفضت جموع الفلسطينيني ‏ضد ‏سياسات االنتداب,‏ ويف هذه الفرتة<br />

انعقد موؤمتر جلان طلبة فلسطني يف مدينة يافا حيث اأيد املوؤمتر االستمرار باالإرضاب<br />

الكبري,‏ وشجع عدم دفع الرضائب,‏ اإضافة اإىل نرشه جملة توعوية ملنع بيع االأراضي<br />

لليهود,‏ وتعميق فكرة مقاطعة البضائع االأجنبية,‏ وتشكيل جلان الطلبة واالأندية الطالبية<br />

يف القرى واالأرياف,‏ فضالً‏ عن اإصدار عدد خاص عن الطلبة الفلسطينيني الدارسني يف<br />

املدارس الثانوية,‏ ويف املعاهد العليا يف اخلارج,‏ ينقل هموم الناس ويوجههم اإىل الطريق<br />

الصحيح )16( . يف الفرتة نفسها ظهرت اأيضا العديد من االأحزاب السياسية مبا فيها احلزب<br />

الشيوعي الفلسطيني,‏ وحزب االستقالل,‏ وحزب الدفاع الوطني , واحلزب العربي الفلسطيني,‏<br />

حيث اعتمدت هذه االأحزاب على الشباب والطلبة املتعلمني يف ‏صياغة برامج هذه االأحزاب,‏<br />

وحتديد اأهدافها ووسائلها يف السياسة والنضال )17( .<br />

مثلت جمعيات ‏»اخلطابة«‏ واالأندية االأدبية واالجتماعية التعبري االأول لدور احلركة<br />

الطالبية الناشئة يف فلسطني,‏ ومن خاللها مارست االأنشطة املتعددة مبا فيها الرياضية<br />

والسياسية والثقافية,‏ وبالرغم من ‏سياسة بريطانيا التجهيلية ‏ضد الشعب الفلسطيني من<br />

351


التوجهات السياسية واملطلبية في فكر احلركة الطالبية في<br />

اجلامعات الفلسطينية:‏ تقومي نقدي في املمارسة العملية<br />

د.‏ أمين طالل يوسف<br />

حيث قلة املدارس وحماولة طمس الهوية الوطنية,‏ وعدم وجود جامعة وطنية يف تلك<br />

الفرتة,‏ فاإن الفئة القليلة من الطالب واملتعلمني اأدركوا خطة بريطانيا يف تسهيل مهمة<br />

تهويد فلسطني.‏ ومن هنا تعالت االأصوات املحذرة من هذه املخططات الظالمية من خالل<br />

الدعوة اإىل تشكيل احتاد طالبي فلسطيني من اأجل جتميع الطاقات،‏ وحتشيدها لصالح<br />

االأهداف واالأغراض الوطنية والنضالية.‏<br />

مع هذا ل ميكن اإطالق ‏صفة احلركة على النشاطات الطالبية يف هذه الفرتة,‏<br />

بسبب جمموعة من العوامل واملتغريات:‏<br />

● ‏●الطابع املدرسي للنشاط الطالبي بسبب افتقار فلسطني اإىل املعاهد الدراسية<br />

العليا.‏<br />

● ‏●البساطة واملحدودية يف النشاطات والفعاليات الطالبية املنظمة حيث افتقر<br />

العنرص الطالبي لعامل التنظيم وتنسيق اجلهود والفعاليات.‏<br />

● ‏●مل يكن التعليم يف هذه املرحلة اإحدى وسائل التحول االجتماعي واالقتصادي يف<br />

املجتمع الفلسطيني بسبب وجود وسائل واأدوات اأخرى )18( .<br />

● ‏●اقتصار التعليم على العائالت االإقطاعية والوجاهية,‏ وعلى الفئات العليا يف<br />

املجتمع الفلسطيني بسبب الفقر والفوارق الطبقية واالجتماعية واالقتصادية،‏ حيث بقي<br />

الريف الفلسطيني مبجمله مهمشاً‏ فيما يتعلق بالنشاطات الطالبية )19( .<br />

● ‏●شيوع ظاهرة املدارس االأجنبية يف فلسطني مما ‏شكل خطراً‏ داهماً‏ على الثقافة<br />

الوطنية والتعليم االأصيل،‏ متثل ذلك يف جهل الطلبة اخلريجني بالعادات والتقاليد االأصيلة<br />

ملواقع ‏سكناهم من جانب,‏ وعدم توفيقهم يف اأخذ ما يلزم الواقع الفلسطيني من ابتكارات<br />

واخرتاعات،‏ مما جعلهم لقمة ‏سائغة حتولوا من خاللها اإىل كتلة ‏)عضوية ‏رسيعة الذوبان<br />

يف بطن االستعمار(‏ )20( .<br />

انطالقة العمل الطالبي الفاعل بعد نكسة عام 1967:<br />

بعد تاأسيس االحتاد العام لطلبة فلسطني يف ترشين ثاين عام 1959, نشطت الروابط<br />

الطالبية الفلسطينية,‏ واتسعت دائرة النشاطات والفعاليات الفلسطينية خاصة يف فروع<br />

االحتاد يف ‏سوريا ولبنان ومرص.‏ وبالرغم من اأن الظروف الصعبة التي مرت بها القضية<br />

الفلسطينية واالأمة العربية عموماً,‏ وبخاصة بعد انتصار النارصية يف مرص,‏ والبعثية<br />

يف ‏سوريا والعراق,‏ ونشوب حرب اليمن واخلسارة العربية الفادحة يف حرب حزيران عام<br />

1967, فاإن االحتاد العام لطلبة فلسطني حافظ على ترابطه الداخلي,‏ وطور كثرياً‏ من براجمه<br />

352


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

وفعالياته وطرق تواصله مع الطلبة الفلسطينيني,‏ ومع مقتضيات القضية الفلسطينية.‏ لقد<br />

عرفت الساحة الفلسطينية عرب ‏سنني النضال الطويلة العديد من اخلالفات يف وجهات النظر<br />

جتاه العديد من القضايا اجلوهرية مثل اتفاق جنيف عام 1974, وبرنامج النقاط العرشة<br />

ملنظمة التحرير الفلسطينية,‏ واتفاق اأوسلو عام 1993, وما اأحدثته هذه االتفاقيات من<br />

خالفات وانقسامات وتداعيات يف الساحة الفلسطينية,‏ اإال اأن جتربة االحتاد العام لطلبة<br />

فلسطني اأثبت اأن االحتاد كان قادراً‏ على استيعاب هذه اخلالفات الداخلية ذات الطابع<br />

الفصائلي,‏ واستطاع فعالً‏ من جتاوزها,‏ وهضمها مبا يتالءم مع ظروف الشتات الفلسطيني<br />

واأوضاع الطلبة الفلسطينيني،‏ وبخاصة اأولئك الذين يدرسون يف اخلارج )21( . هذه الورقة<br />

البحثية لن تتناول جتربة االحتاد العام لطلبة فلسطني كون نشاطاته تركزت يف اأوساط<br />

الطلبة الفلسطينيني يف اخلارج,‏ واإمنا احلركة الطالبية يف اجلامعات الفلسطينية حيث<br />

التماس املبارش مع االأرض ومقاومة املحتل,‏ ومع هذا يعتقد الباحث جازماً‏ اأن هاتني<br />

التجربتني مرتبطتان بشكل وثيق,‏ وميثالن منوذجاً‏ ال باأس به للعمل الطالبي يف داخل<br />

فلسطني وخارجها.‏<br />

مع مرور الوقت,‏ ومع طغيان اأحداث القضية الفلسطينية على مرسح االأحداث يف<br />

الرشق االأوسط،‏ ومع زيادة اإقبال الفلسطينيني على التعليم،‏ توسع االحتاد العام لطلبة<br />

فلسطني ليضم االآن اأكرث من خمسني فرعاً‏ خاصة يف الدول العربية ودول اأوروبا الرشقية<br />

والدول الغربية.‏ بعد انتكاسة عام 1967، تعمقت جتربة العمل الطالبي داخل الوطن,‏ بسبب<br />

االأحداث املوؤملة التي مرت بها املنطقة العربية خصوصاً‏ بعد خسارة ما تبقى من فلسطني<br />

االنتدابية,‏ وبسبب ‏سياسة التهويد واالستيطان واملصادرات التي اتبعها االحتالل لتغيري<br />

اجلغرافيا والدميوغرافيا يف الضفة الغربية وغزة.‏ وقد كان طلبة اجلامعات يف مقدمة<br />

حركة وطنية بداأت تنمو بقوة ملقاومة املحتل,‏ وكانت وسائل النضال يف تلك الفرتة ‏سلمية<br />

العنفية وشعبية يف ظل ميزان قوى مييل لصالح االحتالل.‏<br />

بعد منتصف السبعينيات,‏ دخلت جمموعة من العوامل واملتغريات ‏ساهمت يف تقوية<br />

احلركة الطالبية الفلسطينية ومتتني عودها,‏ ومن هذه العوامل اأن القضية الفلسطينية<br />

دخلت مرحلة جديدة خاصة بعد االنتخابات البلدية التي جرت يف كربى املدن الرئيسة<br />

يف الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1976، حيث اأفرزت هذه االنتخابات رموزاً‏ وطنية<br />

حمسوبة على منظمة التحرير الفلسطينية.‏ كما اأن الليكود وصل اإىل احلكم يف اإرسائيل,‏ وهو<br />

احلزب الذي تبنى ‏سياسة تكثيف االستيطان ومصادرة االأراضي,‏ وبداأ قادته يفكرون جدياً‏<br />

يف اإمكانية ‏ضم الضفة الغربية اإىل الكيان االإرسائيلي )22( . فضالً‏ عن اتساع دائرة التعليم<br />

353


التوجهات السياسية واملطلبية في فكر احلركة الطالبية في<br />

اجلامعات الفلسطينية:‏ تقومي نقدي في املمارسة العملية<br />

د.‏ أمين طالل يوسف<br />

العايل يف فلسطني,‏ وزيادة اأعداد الطالب واملوؤسسات التعليمية الثانوية واجلامعية حيث<br />

ظهرت جامعات فلسطينية مثل النجاح وبريزيت وبيت حلم واالإسالمية )23( .<br />

قبل احلديث عن طبيعة الدور الذي تقوم به احلركة الطالبية يف دمقرطة احلياة<br />

الطالبية والسياسية الفلسطينية,‏ يود الباحث اأن يورد النقاط الآتية كخصائص بارزة<br />

متتاز بها احلركة الطالبية الفلسطينية يف الضفة الغربية وقطاع غزة:‏<br />

● ‏●جاء تشكيل املجالس الطالبية يف اجلامعات الفلسطينية على خلفية التناقض مع<br />

االحتالل االإرسائيلي,‏ ومل ياأت على اأساس ‏رصاع بني الطلبة واإدارات اجلامعات.‏ ومع هذا<br />

استمرت املحاوالت اجلادة للربط بني النضال الوطني ‏ضد االحتالل وسياساته االقصائية<br />

التهجريية من جهة,‏ وبني دمقرطة احلياة الطالبية من جهة اأخرى )24( .<br />

● ‏●الكتل الطالبية املختلفة هي باالأساس امتداد للحركات والفصائل والتنظيمات<br />

السياسية الفلسطينية التي تواجدت يف الشتات الفلسطيني قبل التوقيع على اتفاق اأوسلو.‏<br />

من وجهة نظر بعض نشطاء الطلبة داخل اأسوار اجلامعات الفلسطينية اأن خمتلف احلركات<br />

الطالبية,‏ وما تنتمي اإليه من فكر اإسالمي اأو وطني اأو يساري غري قادرة على اتخاذ قرارات<br />

مستقلة يف السوؤون الطالبية العامة بعيداً‏ عن قياداتها السياسية.‏ لذلك يتساءل بعض<br />

رموز وقيادات احلركة الطالبية حول اأهلية ومصداقية احلديث عن حركة طالبية فلسطينية<br />

فاعلة,‏ بعيداً‏ عن التنظيمات والفصائل واالأحزاب،‏ وبخاصة اأن بعض الفصائل تدخلت يف<br />

)25(<br />

كل ‏صغرية وكبرية يف عمل الكتل الطالبية<br />

● ‏●تعرضت احلركة الطالبية الفلسطينية اإىل حالة من الترشذم والتكلس السياسي<br />

والتنظيمي بعد التوقيع على اتفاق اأوسلو,‏ بسبب بروز اهتمامات وتناقضات جديدة على<br />

الساحة الفلسطينية.‏ وقد امتازت احلركات الطالبية والبنى اجلماهريية عموماً‏ باجلمود<br />

واخلطابية والشعاراتية والرومانسية والطوباوية احلاملة بعيداًُ‏ عن الواقعية,‏ فضال عن<br />

الترشذم واالنقسام حيث جاء بناء موؤسسات السلطة الوطنية على حساب املنظمات الشعبية<br />

واالحتادات النقابية )26( .<br />

● ‏●مل تستطع احلركة الطالبية الفلسطينية بناء هيكل تنظيمي ياأخذ مسمى ‏»جملس<br />

اأعلى«,‏ ‏»هيئة وطنية«‏ اأو غري ذلك من املسميات حتى يكون مبقدوره اأن يعكس هموم الطلبة،‏<br />

ويتناول قضاياهم ومشكالتهم بعيداً‏ عن السياسة احلزبية الضيقة،‏ وبعيداً‏ عن املناكفات<br />

الفصائلية التي اأرضت بالعمل الطالبي النقابي السلمي التعاوين.‏<br />

● ● بقيت مشاركة الطالبات الفلسطينيات يف النشاط الطالبي داخل اجلامعات<br />

حمدودة،‏ وال تعكس اأعدادهن وحجمهن,‏ وبدالً‏ من ذلك اأخذت هذه املشاركة الطابع الشكلي<br />

354


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

والتجميلي.‏ اإن مراجعة نسبة متثيل الطالبات يف جمالس الطلبة ميكن اأن تستخدم كموؤرش<br />

ملعرفة مدى اإدماج النوع االجتماعي اأو اجلندر يف العملية التعليمية يف اجلامعات.‏ منذ<br />

بداية السبعينيات،‏ وحتى اليوم مل تصل نسبة الطالبات داخل املجالس الطالبية اأكرث من<br />

%11, واإن اأغلب الكتل الطالبية استخدمت هذا الوجود بني الطالبات الستقطاب هذه القاعدة<br />

الطالبية العريضة وتوسيع القاعدة الشعبية,‏ دومنا رغبة يف خدمة النوع االجتماعي )27( .<br />

الدميقراطية الطالبية:‏<br />

355<br />

●<br />

●<br />

على مستوى اآخر،‏ ميارس اآالف الطلبة الفلسطينيني داخل اأسوار اجلامعات دميقراطية<br />

‏شبابية من خالل مشاركتهم يف جتربة انتخاب ممثليهم يف جمالس الطلبة للعناية باأمورهم<br />

وسوؤونهم اليومية وقضاياهم متعددة االأوجه واملظاهر،‏ التعليمي منها،‏ والسياسي والنقابي<br />

واالأكادميي.‏ اإن الدراسات البحثية املحكمة ذات الساأن الرفيع التي تناولت احلركة الطالبية<br />

الفلسطينية،‏ والتي هي يف احلقيقة قليلة جداً،‏ توصلت اإىل نتيجة مفادها اأن جمالس<br />

الطلبة يف اجلامعات الفلسطينية عرب تاريخها الطويل قامت مبهمتني رئيسيتني:‏<br />

‏●الأوىل واحلاسمة كانت وما زالت ‏سياسية الطابع ونضالية املحتوى،‏ تتمثل<br />

مبقارعة االحتالل وخلق جيل طالبي واع وقادر على فهم املعوقات والتناقضات املفصلية<br />

املهمَّة التي مرت بها قضية الشعب الفلسطيني،‏ لدرجة اأضحت معها احلركة الطالبية تتسيد<br />

املقاعد االأمامية يف احلركة النضالية الفلسطينية،‏ وبخاصة يف اأعقاب نكسة عام 1967.<br />

ورغم اأن النكسة نتج عنها خسارة ما تبقى من اأراضي فلسطني االنتدابية،‏ فاإنها منت ‏شعوراً‏<br />

وطنياً‏ فلسطينياً‏ عارماً‏ داخل املوؤسسات النقابية واالحتادات املهنية،‏ مبا فيها املجالس<br />

الطالبية،‏ مفاده اأن حترير فلسطني لن يتم اإال باأيد فلسطينية وجهد فلسطيني مدعوم بعمق<br />

)28(<br />

عربي واإسالمي واسع ورحب<br />

‏●والثانية هي باالأصل خدماتية اجتماعية واأكادميية ونقابية الطابع تهدف اإىل<br />

مساعدة الطالب الفلسطيني الإكمال مشواره التعليمي من خالل توفري اأجواء مريحة للعلم<br />

والتعلم،‏ ومن خالل مد يد املساعدة للطلبة املحتاجني للوصول اإىل املقاعد اجلامعية،‏<br />

وتاأمني املنح والقروض واملساعدات,‏ وضمان التنسيق اجليد مع اإدارات اجلامعات ووزارة<br />

التعليم العايل بهذا اخلصوص )29( .<br />

حتاول الكتل والتنظيمات الطالبية املختلفة دائماً‏ فرض ذاتها,‏ والرتويج لربناجمها<br />

السياسي واخلدماتي،‏ بحيث تقدمه باألوان واأشكال خمتلفة للطالب الفلسطيني،‏ وبخاصة<br />

الطلبة اجلدد الذين دخلوا احلرم اجلامعي دون اأن يكون لهم اخلربة واملعرفة الكاملة<br />

بالعمل الطالبي.‏ اإن زيارة قصرية الإحدى اجلامعات الفلسطينية اأيام االنتخابات ‏ستنعش


التوجهات السياسية واملطلبية في فكر احلركة الطالبية في<br />

اجلامعات الفلسطينية:‏ تقومي نقدي في املمارسة العملية<br />

د.‏ أمين طالل يوسف<br />

الصدر والذاكرة,‏ وسيمتزج هذا الشعور الوطني اجلارف باألوان العلم الفلسطيني الذي يزين<br />

البنايات واالأسطح واالأركان،‏ وتختلط األوانه مع األوان الربيع الدافئة حيث اأن انتخابات<br />

املجالس الطالبية يف اجلامعات الفلسطينية حتدث يف هذا الفصل اجلميل،‏ كما متتزج األوان<br />

العلم مع ‏صور الشهداء واالأرسى واملحررين،‏ وبخاصة اوؤلئك الذين ينتمون للحركة الطالبية<br />

باألوانها واأطيافها السياسية كافة.‏ تختلط ‏صور الشهداء والشعارات الوطنية مع املنشورات<br />

والكتيبات التي توزعها كتل العمل الطالبي لتحتوي على اأهدافها واأطروحاتها واأفكارها<br />

واإجنازاتها,‏ وما تنوي فعال ‏ًتقدميه اإذا ما اأتيح لها فرصة الوصول اإىل مقاعد جملس الطلبة,‏<br />

وبالتايل املساهمة يف بناء احلياة الدميوقراطية وتطويرها داخل اجلامعات )30( .<br />

يكتسب الطلبة,‏ باللغة السياسية,‏ خالل وجودهم يف اجلامعات ملدة اأربع ‏سنوات<br />

مهارات اإضافية من خالل عملهم التطوعي يف الكتل والتنظيمات الطالبية،‏ فهم االأقدر على<br />

اإدارة احلمالت االنتخابية والدخول يف املناظرات السياسية والفكرية،‏ اإضافة اإىل مهاراتهم<br />

اخلطابية والكالمية على مستوى الشخصية واالأداء،‏ خاصة املرتبط بالقدرة للوصول اإىل<br />

اأصوات الطلبة الذين مل يحددوا بعد ملن ‏سيصوتون يوم االنتخابات الكبري.‏ اإن هذا التمرين<br />

االنتخابي له فعال استحقاقاته يف تفريخ قيادات ‏شابة من خمتلف الفئات والطبقات<br />

االجتماعية,‏ وبخاصة من االأرياف واملخيمات والطبقة الوسطى )31( .<br />

من هنا ميكن للتنظيمات والفصائل املختلفة اأن تستفيد من هذه اخلربة الطالبية<br />

العالية يف اإدارة احلملة االنتخابية وتفعيل الدعاية االنتخابية،‏ وبخاصة اأن الشعب<br />

الفلسطيني قد مر باستحقاقات انتخابية عديدة على مستوى البلديات واملجلس الترشيعي<br />

والرئاسة الفلسطينية وبالتحديد عام 2005. فالطلبة ميتلكون من اخلربة واجلراأة واملرونة<br />

احلد الكايف لضمان حملة انتخابية ناجحة وواعية،‏ تستطيع اأن تقرع كل االأبواب,‏ وحتفز<br />

خمتلف الفئات يف املجتمع الفلسطيني للخروج باأعداد كبرية يوم االنتخابات،‏ ال ‏سيما اأن<br />

االنتخابات يف السياق الفلسطيني اأصبحت استفتاءً‏ وطنياً‏ ‏شامالً,‏ وجزءاً‏ من حركة وطنية<br />

نضالية فلسطينية,‏ ما زالت تقاوم للوصول اإىل احلرية واالستقالل.‏ هذا حتماً‏ ينعكس اإيجاباً‏<br />

على الهوية الوطنية الفلسطينية،‏ ويسهم يف تثبيت االإنسان الفلسطيني على اأرضه يف ظل<br />

معادلة دميوغرافية ‏سكانية يحاول االحتالل استغاللها لتهجري الفلسطينيني بطريقة ناعمة<br />

من خالل بناء املستوطنات واجلدار العازل،‏ وقتل اإمكانيات احلياة واملستقبل يف االأراضي<br />

الفلسطينية )32( .<br />

يف بعض اجلامعات،‏ تدخل الكتل الطالبية يف حتالفات وعالقات تضامنية ائتالفية<br />

قبل االنتخابات اأو بعدها،‏ بناء على اآيديولوجية مشرتكة اأو برنامج ‏سياسي وطني متقارب,‏<br />

وقابل للتطبيق على اأرض الواقع.‏ هنا تظهر قدرة كل اجتاه اأو تكتل طالبي للدخول يف<br />

356


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

معرتك املساومات واملفاوضات مع االجتاهات والكتل االأخرى لتنسيق جهودها الطالبية<br />

‏ضمن اتفاقية اأو تفاهم ‏ضمني يكفل توزيع املصادر واملوارد والغنائم يف فرتة ما بعد<br />

االنتخابات،‏ اإذا ما قدر لهذا التكتل اأن يفوز.‏ اإن التجربة االئتالفية والعالقات التضامنية<br />

املوؤقتة بني توجهات ‏سياسية وحزبية خمتلفة،‏ هي اإحدى مظاهر الدميقراطيات الربملانية<br />

املعارصة التي متتاز بتنوع وتعدد االأحزاب واأطروحاتها وبراجمها السياسية واالقتصادية<br />

واالجتماعية،‏ يف ظل عدم قدرة حزب واحد اأن يحصل على اأغلبية ‏ساحقة يف الربملان تكون<br />

كافية لتمكينه من تشكيل احلكومة لوحده،‏ مما يضطره للدخول يف اتفاقيات ائتالفية مع<br />

اأحزاب ‏صغرية اأو كبرية بناء على تفاهم ‏ضمني اأو اتفاق مكتوب يضمن توزيعاً‏ عادالً‏<br />

ملقاعد املجلس )33( . لكن املشكلة اأن التحالفات بني الكتل الطالبية افتقدت املهنية واالأبعاد<br />

النقابية,‏ حيث بقي الرتكيز على البعد السياسي واملصلحي اأساسه معارضة السلطة الوطنية<br />

واتفاق اأوسلو.‏ فعلى ‏سبيل املثال ال احلرص،‏ ورغم االختالفات املنهجية واالأيديولوجية<br />

والفكرية بني الكتل االإسالمية واليسارية,‏ فاإنها دخلت يف حتالف واحد ملعارضة القوى<br />

الطالبية املوؤيدة حلركة فتح والسلطة الوطنية )34( .<br />

اإن التجربة الدميقراطية الواعية بني اأوساط الطلبة يف رحاب اجلامعات ميكن اأن تسهم<br />

بالتاأكيد يف تعزيز التوجهات الدميقراطية,‏ وتقوية البنيان الداخلي للمجتمع الفلسطيني اإن<br />

اُستغلت على الوجه االأمثل من قبل الكتل الطالبية واإدارات اجلامعات،‏ بتعدديته وتنوعه<br />

الثقايف والديني والسياسي واالجتماعي.‏ فاملجتمع املدين الفلسطيني الذي يضم املساجد<br />

والكنائس واالحتادات النقابية واالأحزاب السياسية املعارضة واملنظمات الثقافية<br />

واالإنسانية واحتادات املراأة والطلبة والشباب،‏ يوؤدي دوراً‏ حمورياً‏ يف تعزيز موؤرشات<br />

الدميقراطية يف املجتمع الفلسطيني.‏ اإن تنمية املجتمع املدين وتقويته يعد من اأهم املداخل<br />

النظرية التي تساهم يف اإحداث حتول دميقراطي،‏ خاصة اإذا اقرتن تطور املجتمع املدين<br />

مع متطلبات ورشوط مسبقة اأخرى من اأهمها تعميق الثقافة السياسية الناضجة واأنسنة<br />

التعليم،‏ وبث قيم التسامح والتعددية السياسية والفكرية والدينية واالجتماعية,‏ وتقبل<br />

االآخر والتعايش معه )35( .<br />

هناك اآليات خمتلفة ومتعددة للتحول الدميقراطي،‏ وما زالت اأصداء احلوارات<br />

والنقاشات والندوات املتخصصة تدور حول اأفضل الطرق والوسائل التي تفضي اإىل<br />

فضاء دميقراطي حقيقي.‏ من بني هذه املداخل واالآليات التي تبناها بعضهم مدخل<br />

االإصالح والتجديد املوؤسساتي يف بنية النظام القائم مبوؤسساته ومكوناته الرسمية وغري<br />

الرسمية,.‏ فدرجة املاأسسة والبناء الداخلي املنظم واالستقالل املايل لالإحتادات والنقابات<br />

النسوية والطالبية والعمالية والطوعية واملهنية,‏ وتقوية الدميقراطية الداخلية لالأحزاب<br />

357


التوجهات السياسية واملطلبية في فكر احلركة الطالبية في<br />

اجلامعات الفلسطينية:‏ تقومي نقدي في املمارسة العملية<br />

د.‏ أمين طالل يوسف<br />

والقوى السياسية ‏سينعكس اإيجاباً‏ على النظام السياسي الفلسطيني ككل.‏ فكلما كانت<br />

االأنظمة واللوائح الداخلية واضحة,‏ وكلما كانت املمارسات احلزبية والنقابية تعلي من<br />

‏ساأن التعددية السياسية والفكرية،‏ فقد اأسهم هذا يف ماأسسة التجربة الدميقراطية الوطنية,‏<br />

وعقلنة االأنظمة والقوانني واملعايري التي تعنى بالعملية السياسية عموماً‏ )36( .<br />

اإن تعزيز هذا الشعور,‏ وهذه املمارسات يتطلب عقد الورشات والندوات الدورية<br />

املتخصصة التي تتناول اأمور احلركة الطالبية,‏ ومشاكل طلبة اجلامعات،‏ وبخاصة يف<br />

هذا الزمن الذي تعاين فيه احلركة التعليمية الفلسطينية مشاكل جمة ومعقدة.‏ فعملية<br />

التثقيف السياسي والنقابي اأمست ‏رضورة وطنية،‏ حيث تُعنى جمالس الطلبة املنتخبة،‏<br />

وعمادات ‏سوؤون الطلبة،‏ وممثلو الكتل الطالبية بعملية التوعية من خالل مساعدة الطلبة<br />

لالإملام باأبجديات احلركة الطالبية الفلسطينية،‏ من حيث البدايات واملراحل التي مرت<br />

بها وظروفها احلالية.‏ هذه الورشات املتخصصة ‏ستساعد بالتعريف باملوؤسسات القيادية<br />

والتنظيمية التي قادت العمل الطالبي داخل الوطن وخارجه،‏ كما اأنها ‏ستساعد يف معرفة<br />

العالقة العضوية/‏ الوجدانية بني كتل العمل الطالبي وفصائل العمل الوطني املقاوم.‏ كما<br />

اأن للحركة الطالبية دوراً‏ يف تدعيم املوؤرشات الدميقراطية من خالل املشاركة الفاعلة يف<br />

عملية االنتخابات,‏ واالإصالح السياسي واالجتماعي والتعليمي،‏ كما اأنها قادرة على رفد<br />

النخب السياسية الفلسطينية بكوادر جديدة )37( .<br />

تسييس احلركة الطالبية:‏<br />

اأسهمت احلركة الطالبية يف تفريخ قيادات فصائلية وحزبية وجمتمعية,‏ ومل يكن دور<br />

الكتل الطالبية منصباً‏ على اإيجاد قيادات طالبية واإبرازها فحسب,‏ بل تعدى االأمر اإىل ‏صقل<br />

قدرات هذه الكفاءات والقيادات الذين اأهلوا خالل فرتة دراستهم يف اجلامعات ومتتينها.‏<br />

وقد نشطت هذه القيادات الطالبية بعد تخرجها من اجلامعات يف قيادة العمل املجتمعي<br />

العام,‏ ويف اإطار الفصائل واالأحزاب الفلسطينية,‏ ويف منظمات املجتمع املدين,‏ كما ‏شارك<br />

بعض هذه القيادات يف اإدارة موؤسسات السلطة التنفيذية والترشيعية واالأجهزة املدنية<br />

واالأمنية )38( .<br />

اإن تاريخ احلركة الطالبية الفلسطينية,‏ ‏سواء داخل الضفة الغربية وقطاع غزة اأم يف<br />

الشتات واملنايف,‏ مل يختلف كثرياً،‏ ومل يتمايز عن تاريخ فصائل العمل الوطني الفلسطيني<br />

بكل اأطيافه واألوانه السياسية واحلزبية.‏ حتى اإن بعضهم يستطيع االدعاء يف هذا السياق<br />

اأن بعض القيادات الطالبية الفاعلة والنافذة ‏ضمن القاعدة اجلماهريية قد استطاعت من<br />

استغالل قدراتها وطاقاتها القيادية والتعبوية لبناء وتاأسيس فصائل واأحزاب فلسطينية,‏<br />

358


●<br />

●<br />

مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

ال ‏سيما يف خمسينيات القرن العرشين.‏ اإن احلديث عن احلركة الطالبية الفلسطينية يف<br />

املضامني وظروف النساأة،‏ والتاأسيس يعني مالحظتني جوهريتني:‏<br />

‏●الأوىل اأن احلركة الطالبية نفسها كانت مساهمة حمورية يف التاأسيس والتنظري<br />

لالأحزاب الفلسطينية خاصة يف بداياتها االأوىل,‏ وهذا ينطبق على حركة القوميني العرب<br />

اجلبهة الشعبية وحركة فتح وغريها من الفصائل,‏ اإضافة اإىل االأحزاب واحلركات االإسالمية<br />

خاصة االإخوان املسلمني.‏<br />

‏●اأما املالحظة الثانية فمتعلقة باحلركات الطالبية التي اأنتجتها االأحزاب<br />

والفصائل السياسية,‏ وهي تشكل االأطر الطالبية يف داخل االأراضي الفلسطينية كافة,‏ وقد<br />

تزامنت نساأة هذه الروابط الطالبية مع قيام العديد من اجلامعات الفلسطينية يف نهاية<br />

السبعينيات وبداية الثمانينيات.‏<br />

لقد غرقت احلركة الطالبية الفلسطينية يف النشاطات السياسية واحلزبية حيث عمدت<br />

الفصائل واالأحزاب املختلفة اإىل زيادة درجة التاأطري والتجنيد والتعبئة يف ‏صفوف الطلبة؛<br />

الأنهم ميثلون الرشائح املتعلمة,‏ اإضافة اإىل الدور الريادي للحركة الطالبية يف رفد احلركة<br />

الوطنية الفلسطينية يف الداخل واخلارج بالكوادر والقيادات الوطنية املوؤهلة فكرياً‏ وسياسياً‏<br />

للعمل يف ‏صفوف املنظمات الفلسطينية.‏ لقد ‏شكلت اجلامعات واملعاهد والكليات املتوسطة<br />

املنابر واملحطات املهمَّة للمناكفات السياسية واحلزبية والنقاشات الطويلة وللدعايات<br />

االنتخابية لفصيل اأو تنظيم ‏سياسي ما,‏ حيث اإن حالة اجلدل السياسي استغلت ملهاجمة<br />

اخلصوم من اأتباع الفصائل االأخرى ولزيادة وعى جموع الطلبة بالربامج السياسية<br />

واالنتخابية للفصائل واالأحزاب السياسية.‏ ومبا اأن احلركة الطالبية الفلسطينية انطلقت<br />

يف اأوج املواجهة مع االحتالل االإرسائيلي,‏ فقد عملت جاهدة الستنفاذ كل خيارات مقاومة<br />

االحتالل عرب منرب اجلامعات ومن خالل العمل اجلاد والدوؤوب لتجنيد الطلبة وتاأطريهم<br />

وتثقيفهم ‏سياسيا حتى يقوموا مبهمة مقاومة االحتالل بطريقة واعية ومثمرة وعقالنية.‏<br />

يف هذا السياق نفسه يجب اأن ال ننسى اأو نتناسى االأدوار االجتماعية والتوعوية<br />

املهمة التي تقوم بها احلركة الطالبية بالتحديد على ‏صعيد العالقات االجتماعية بني<br />

الطلبة اأنفسهم,‏ وتنظيم النشاطات الثقافية واالجتماعية لتمتني هذه العالقات.‏ كما كان<br />

هناك تركيز على الرشائح الضعيفة والفقرية يف اأوساط الطلبة من اأجل ‏ضمان حصولهم<br />

على التعليم ومواصلة مشوارهم العلمي,‏ وحق اجلميع يف التعليم اأوالً،‏ ويف املشاركة يف<br />

كل االأنشطة الطالبية ثانياً.‏ لقد اقرتن العمل والنشاط االجتماعي والثقايف يف اأجندة<br />

العمل الطالبي مع نشاطات نقابية ومطلبية،‏ ال يستهان بها جلّها متعلقة مبستوى وطبيعة<br />

359


التوجهات السياسية واملطلبية في فكر احلركة الطالبية في<br />

اجلامعات الفلسطينية:‏ تقومي نقدي في املمارسة العملية<br />

د.‏ أمين طالل يوسف<br />

اخلدمات املقدمة للطلبة,‏ والتخفيف عنهم فيما يتصل باالأقساط اجلامعية,‏ والعمل على<br />

توفري املنح واملساعدات املادية للطلبة الفقراء واأبناء االأرسى واجلرحى والشهداء,‏ اإضافة<br />

اإىل جهد بذل لتنسيق النشطات الطالبية من خالل النوادي واللجان والعمادات املختلفة,‏<br />

ومبشاركة اأساتذة ونقابيني واإدارة اجلامعات.‏<br />

تضارب الربامج الوطنية واملطلبية يف فرتة ما بعد اوسلو:‏<br />

مبا اأن الهّم السياسي والنضايل يحتل احليز االأكرب يف اأولويات الفلسطينيني يف ظل<br />

االحتالل مبا فيهم القطاعات الطالبية,‏ اإال اأن الواقع االقتصادي واملايل الصعب الذي<br />

متر به الضفة الغربية وقطاع غزة يحتم على الكتل الطالبية واحتادات املجالس الطالبية<br />

التخفيف من معاناة الطلبة وبخاصة املحتاجني منهم,‏ من خالل تفعيل دور ‏صناديق<br />

مساعدة الطالب املحتاج.‏ يف الورشات الطالبية املختلفة التي حرضتها وحارضت فيها,‏<br />

حيث كانت ترتفع بعض االأصوات التي تدعو اإىل اإنشاء الصناديق املالية التي تنمي النزعة<br />

االستثمارية بعيداً‏ عن ثقافة االستهالك والعوز املستمر,‏ وهذا من املمكن اأن يتحقق اإذا<br />

فعالً‏ حتركت الكتل الطالبية املختلفة كجسد واحد,‏ رغم الفوارق السياسية واالآيديولوجية<br />

فيما بينها,‏ لتبني مشاريع استثمارية تاأخذ منط املرشوعات الصغرية بحيث تُنفذ داخل<br />

اجلامعة وخارجها،‏ ويكون املردود النهائي لصالح ‏صندوق الطالب املحتاج )39( . يف هذا<br />

السياق اأود التشديد على اأن دراسات اجلدوى االقتصادية للمرشوعات الصغرية ودراسات<br />

السوق من حيث متطلباته واآليات العرض والطلب فيه ميكن اأن يقوم بها طلبة متخصصون<br />

يف جمال االإدارة واالقتصاد والتسويق مبساعدة واإرشاف اأساتذة اجلامعة التي يدرسون<br />

فيها.‏ اإن دخول االأكادمييني والباحثني امليدانيني على اخلط يساعد كثرياً‏ يف تفعيل العالقة<br />

االإيجابية بني الطالب واملحارض من جهة,‏ ويساعد يف حتسني فرص جناح مثل هذه<br />

املشاريع من جهة اأخرى )40( . من الفوائد واملكاسب الأخرى التي ميكن جنيها من فكرة<br />

تفعيل املشاريع الصغرية لطلبة اجلامعات المور الآتية:‏<br />

‏ضمان كفاية حاجة الطالب الفقري،‏ وعدم اعتماده الدائم على املساعدات املالية<br />

اخلارجية ذات الطابع اخلريي,‏ وهنا تكمن اأهمية العمل الطالبي املطلبي رغم تداخل هذا<br />

البعد مع البعد الوطني )41( .<br />

تشجيع ثقافة االستثمار وعقلية املنفعة املتبادلة ‏)البزنس(‏ يف اأوساط الطلبة<br />

مقابل القضاء على ثقافة االستهالك والتواكل,‏ وحث املجالس الطالبية لتبني مثل هذه<br />

الفلسفة وهذا التوجه ملا له من نتائج عملية ومفيدة لقطاع الطالب يف فلسطني وبخاصة<br />

اإذا اأدركنا اأن االقتصاد الفلسطيني اأصبح ريعياً‏ اأي معتمداً‏ على املساعدات واملنح املالية<br />

اخلارجية )42( .<br />

360<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

زيادة انتماء الطالب جلامعته من خالل خلق فرص واآفاق جديدة له تساهم يف<br />

متتني اأوارص العالقة مع املسئولني واالأكادمييني،‏ الأن مثل هذه العالقة ميكن استثمارها<br />

خلدمة الطلبة فيما يتعلق باالأقساط اجلامعية والنشاطات الطالبية االأخرى )43( .<br />

361<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

اإن هذه النشاطات متثل اأرضية جيدة وحقل تدريب واسعاً‏ للطلبة تضيف مفاهيم<br />

وروؤى واأفكاراً‏ واقعية براجماتية تساعد الطالب على فهم الواقع كما هو،‏ بعيداً‏ عن<br />

رومانسيات الشباب ومثاليتهم؛ الأن فهم الواقع كما هو,‏ يساعد يف التعاطي معه اإيجابياً‏<br />

بالتحديد بعد التخرج حيث يصادف الطالب العديد من املشاكل واملعوقات مبا فيها اإيجاد<br />

فرص عمل مناسبة اأو العثور عليها يف ظل ‏سوق عمل حمدود،‏ وغري معقد يف تركيبته<br />

اخلدماتية )44( .<br />

لذلك ميكن القول اإنه بالرغم من الوعي السياسي واالآيديولوجي والفصائلي الذي<br />

تتمتع به خمتلف القوى والكتل الطالبية فهناك مساحة واسعة ورحبة للتطوير والتطور<br />

خاصة باجتاه بناء ‏شخصية علمية ومعرفية للطالب الفلسطيني رغم الظروف االستثنائية<br />

القاهرة التي مير بها.‏ فنشاطاته واسعة وموارده متوافرة وسهلة التحصيل داخل احلرم<br />

اجلامعي,‏ اإذ تشتمل على االأساتذة واملحارضين والقاعات والتجهيزات املختلفة التي ميكن<br />

استخدامها بشكل اإيجابي وفعّال الإثارة مواضيع اجتماعية واقتصادية وثقافية بعيداً‏ عن<br />

السياسية والتسييس,‏ ولربط الطالب مع املجتمع املحلي الذي يعيش فيه دومنا نسيان<br />

الوطن السليب حتت االحتالل )45( .<br />

اإن اإجنازات احلركة الطالبية النقابية واملطلبية متعددة وواسعة,‏ وال ميكن حرصها<br />

يف بحث واحد,‏ لكن اأغلبها يقع حتت عناوين عريضة مثل التقسيط للطلبة املحتاجني,‏<br />

وتخفيض االأقساط اجلامعية,‏ ومساعدة الطلبة يف عملية تسجيل املساقات،‏ وبخاصة الطلبة<br />

اجلدد,‏ والدخول يف مفاوضات مع اإدارات اجلامعات خاصة حينما يتعلق االأمر بالسوؤون<br />

الطالبية واالأكادميية واملالية,‏ فضال عن تنظيم الرحالت واملسابقات الثقافية والرياضية<br />

واالحتفال باملناسبات الوطنية والدينية,‏ وعمل الدورات والورشات املختلفة للطلبة يف<br />

اأمور وقضايا تهمهم )46( . لكن احلركة الطالبية الفلسطينية دخلت يف اأزمة املوازنة بني<br />

االأهداف النضالية من جهة,‏ واملطلبية والنقابية من جهة اأخرى خاصة يف مرحلة ما بعد<br />

اوسلو بسبب الرتاجع يف العمل اجلماهريي )47( .<br />

اإن اكرب حتدٍّ‏ يواجه احلركة الطالبية اليوم هو حالة الترشذم واالنقسام والتفتت بني<br />

الكتل الطالبية على اأسس واعتبارات حزبية واآيديولوجية,‏ وصلت يف نهاية السبعينيات<br />

والثمانينيات اإىل درجة االقتتال الدموي )48( . اإضافة اإىل عملية اإقحام اجلوانب واالأبعاد


التوجهات السياسية واملطلبية في فكر احلركة الطالبية في<br />

اجلامعات الفلسطينية:‏ تقومي نقدي في املمارسة العملية<br />

د.‏ أمين طالل يوسف<br />

املطلبية والنقابية وزجها بالسياسي التي ال ميكن السكوت عنه,‏ الأنه يقحم الطلبة يف<br />

تناقضات ورصاعات تغذيها خمتلف الكتل الطالبية على الساحة اجلامعية,‏ ناهيك عن<br />

تدخل االأحزاب والتنظيمات السياسية من اخلارج )49( . وبهذا الزج واخللط بني املطلبي<br />

والسياسي حتولت اجلامعات من حاضنة للعقول اإىل مدرسة جامدة,‏ ومن تصدير احلريات<br />

اإىل تصدير االأزمات,‏ ومن اأداة للتغيري اإىل ناقل لالزمات الداخلية الفلسطينية.‏<br />

إشكاليات احلركة الطالبية:‏<br />

هناك عوامل اأدت اإىل حمدودية العمل النقابي يف اجلامعات الفلسطينية،‏ اأهمها:‏ فقدان<br />

احلركة الطالبية لقيادات كثرية بسبب االعتقال من قبل السلطات االإرسائيلية،‏ االأمر الذي<br />

خلق اختالالً‏ يف اجلسم الطالبي،‏ وبروز عدد من املمارسات العفوية التي مل تكن يف ‏صالح<br />

الطلبة اأو واقعهم ومستقبلهم االأكادميي،‏ كما اأن انخفاض املستوى الثقايف واالأكادميي<br />

لدى نسبة كبرية من الطلبة افقدهم كثرياً‏ من االهتمام باجلانب النقابي يف اجلامعة )50( .<br />

ويف هذا السياق,‏ يجب االإشارة اإىل النشاطات السلبية لبعض الطلبة داخل احلرم اجلامعي،‏<br />

خاصة خالل ‏سنوات االنتفاضة الثانية,‏ ومنها على ‏سبيل املثال ال احلرص التعصب<br />

الفصائلي وثقافة الشتائم والسباب,‏ اإضافة اإىل تدخل بعض االأطر الطالبية يف عمل<br />

املدرسني واملحارضين وحماولة ابتزازهم يف وضع العالمات واحلصول على امتيازات<br />

اأخرى.‏<br />

لقد طغى العمل احلزبي ملعظم الطلبة اجلامعيني ‏»املوؤطرين«‏ على العمل النقابي،‏<br />

بحيث حتوصل الطالب ‏ضمن دائرة ‏ضيقة،‏ وتبوتق ‏ضمن اإطار حزبي معني،‏ وما عليه اإال<br />

اإن ينفذ تعاليم وقرارات وتوجهات املسئولني عنه من احلزب الذي ينتمي اإليه.‏ يضاف اإىل<br />

ذلك،‏ اأنه بسبب احتكار ‏»احلزبني الكبريين«‏ حماس وفتح ملعظم حيز الساحة السياسية<br />

الفلسطينية،‏ اأدى اإىل نقل هذا املشهد اإىل اجلامعات،‏ للتحوصل واختزال املجالس الطالبية<br />

يف قيادة حتكم وتوجه الكتل التابعة لها،‏ ما اأدى اإىل مضاعفة الشلل النقابي وفقدانه<br />

للتعددية النقابية )51( .<br />

اإن من اأوضح التجليات التي توؤكد طغيان العمل السياسي على النقابي لدى طلبة<br />

اجلامعات,‏ هي ‏»املناظرة«‏ بحيث يتبني من خاللها اأن املزايدات والتجاذبات احلزبية لهذه<br />

الكتلة الطالبية اأو تلك هي التي تكون حمور املناظرة،‏ بعيداً‏ ‏-يف كثري من االأحيان-‏ عن<br />

هموم الطلبة وحاجاتهم،‏ لذا ميكن القول اإن جمالس الطلبة اجلامعية قد فقدت وظيفتها<br />

االأساسية بشكل كبري )52( .<br />

اإذا حققت هذه الكتلة اأو تلك اإجنازات حمددة،‏ فاإنها توظفها ملصلحة تنظيمها احلزبي،‏<br />

وهذا ما اأفقد الكتل الطالبية عامل اجلذب والتجنيد املطلوب واملصداقية يف اأوساط الطلبة،‏<br />

362


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

كما اأن جمالس الطلبة اأصبحت ‏»مراكز جتنيد للحزب«‏ ال مراكز اأو جمالس تخدم<br />

الطالب,‏ وتسانده اأمام التحديات التي تواجه،‏ ال ‏سيما يف قضية االأقساط والتشغيل،‏<br />

والتثقيف،‏ والعمل التطوعي واملجتمعي،‏ وغريها من االحتياجات التي يتخرج الطالب من<br />

جامعته وهو يفتقد اإىل معرفة مسلماتها واأبسط القواعد املتعلقة بها.‏ هذا اإضافة اإىل ‏ضعف<br />

الوعي السياسي والثقافة احلزبية حيث تركيز الكتل الطالبية على اأعداد الطلبة املنتمني لها,‏<br />

وليس نوعيتهم اأسهم يف النهاية يف تخريج جيل اأو حتى اأجيال غري ملمة باأبجديات احلركة<br />

الطالبية,‏ وال يدركون حتى الربامج السياسية واالأيديولوجية واالجتماعية لالجتاهات<br />

احلزبية املنطوين يف ظلها )53( .<br />

اإن تراجع العمل النقابي مقابل طغيان العمل السياسي اأثر ‏سلباً‏ على الطلبة غري<br />

‏»املسيسيني«‏ اأو الطلبة غري املسجلني يف تنظيم حزبي معني وهم نسبة كبرية،‏ بحيث فقدوا<br />

اأو حرموا من احلق يف الدعم السياسي واملايل والنقابي وغريها من احلقوق كاملساعدة التي<br />

ينالها عدد ال باأس به من الطلبة املنتمني اإىل اأحزاب،‏ ال ‏سيما الكبرية منها.‏ وعلى الرغم<br />

من اأن بعض الطلبة مدركون الأهمية العمل النقابي,‏ وسلبية ارتباطه باحلزب السياسي<br />

واالآيديولوجيا,‏ فاإن الثقافة العربية مبا حتمله من ‏»عبودية وتقليد اأعمى«‏ للحزب واأهدافه،‏<br />

تغيب هذا االإدراك,‏ ففلسطني جزء من الوطن العربي حيث ينمو التحزب الضيق على حساب<br />

احلزبية الرحبة )54( .<br />

هناك ‏سلوك ‏سيء ومقيت لدى طلبة بعض الكتل اجلامعية،‏ يتمثل يف تصيد خطاأ هذه<br />

الكتلة اأو تلك،‏ وذلك بهدف اإضعافها يف املناظرة,‏ وتقليل نسب جناحها يف االنتخابات،‏ مع<br />

املالحظة هنا اأن معظم هذه االأخطاء تتحوصل يف البعد السياسي واحلزبي اأكرث مما هي<br />

اأخطاء نقابية اأو طالبية.‏ كذلك فان تغليب البعد احلزبي على النقابي اأتاح الإدارة اجلامعات<br />

اإن تضعف الكتل الطالبية،‏ لعدم اهتمامها بالساأن الطالبي العام اأو بسبب التفافها كثرياً‏<br />

حول التجاذبات واملنافسات احلزبية املقيتة )55( .<br />

من هنا ميكن القول اإن الطلبة قد غيِّبوا عن الفعل السياسي,‏ باستثناء اأصواتهم التي<br />

يدلون فيها وقت انتخابات جمالس الطلبة من اأجل تسجيل انتصار ملصلحة هذا الفصيل اأو<br />

ذاك.‏ وتبقى املطالب النقابية يف ذيل اهتمامات احلركة الطالبية,‏ فلم تعد جمالس الطلبة حتقق<br />

اجنازات نقابية ومطلبيه,‏ اإضافة اإىل ‏ضعف املساهمة يف اخلدمات املجتمعية والتطوعية,‏<br />

وتراجع اأدوارها واأدائها يف تطوير العلمية والتعليمية واالأكادميية يف اجلامعات,‏ فضالً‏ عن<br />

تراجع دورها يف الدفاع عن الفئات املهشمة والضعيفة مما اأدى اإىل حرمان عدد ال باس<br />

به من الطلبة من الدراسة بسبب ارتفاع االأقساط اجلامعية وضنك العيش عموماً.‏ اإن تراجع<br />

دور املجالس الطالبية تزامن مع ارتفاع وترية ونطاق النشاطات للكتل الطالبية احلزبية,‏<br />

363


التوجهات السياسية واملطلبية في فكر احلركة الطالبية في<br />

اجلامعات الفلسطينية:‏ تقومي نقدي في املمارسة العملية<br />

د.‏ أمين طالل يوسف<br />

حيث ‏سعت هذه الكتل اإىل تعميق براجمها احلزبية والفصائلية على حساب الربامج النقابية<br />

املطلبية,‏ مما اأدى يف نهاية املطاف اإىل تراجع النشاطات اجلماعية واجلمعية للطلبة ككل.‏<br />

قابل ذلك زيادة عدد واأشكال االأنشطة الفصائلية,‏ بعد اأن كانت االأنشطة اجلمعية التضامنية<br />

حارضة يف كل املناسبات والظروف يف اجلامعات الفلسطينية,‏ عرب بوابات العمل التطوعي<br />

واملظاهرات واالحتجاجات املطلبية والوطنية والشعارات العريضة التي كانت ترفع يف<br />

املناسبات الوطنية مكرسة بذلك اأبعاد وطنية ونقابية وحدوية جامعة وموحدة )56( .<br />

وبالرغم من اأن ‏سنوات الثمانينيات والتسعينيات من القرن املاضي ‏شهدت بروزاً‏<br />

وتاأثرياً‏ للعمل السياسي واحلزبي يف اجلامعات فاإن العمل النقابي خاصة اأخذ حقه من<br />

االهتمام,‏ واإن كان بدرجة اأقل،‏ يف حني اأنه بعد حقبة اأوسلو,‏ ‏شهد العمل النقابي تراجعاً‏ من<br />

حيث اهتمام الكتل،‏ وكذلك الطلبة غري احلزبيني،‏ وذلك حلساب العمل السياسي الذي تراجع<br />

هو االآخر ولكن بنسبة قليلة )57( .<br />

اإن معظم االأحزاب السياسية يف فلسطني ‏شهدت بعد اأوسلو اأزمات تنظيمية واآيديولوجية<br />

نُقلت بشكل غري مبارش اإىل اجلسم الطالبي,‏ مما اأدى اإىل بروز مظاهر االإحباط،‏ والالمباالة،‏<br />

وبعض مظاهر االنقسام والترشذم يف اأوساط الطلبة.‏ املطلوب من الكتل الطالبية هو تغيري<br />

خطابها مبا يخدم ما هو وطني ونقابي يف اآن معاً‏ مع مراعاة التوازن يف اخلطاب واملمارسة<br />

العملية بني هذين البعدين مع التحيز اأكرث بقليل للبعد النقابي,‏ الأنه يسهم يف النهاية يف<br />

خدمة البعد الوطني.‏ اإن االهتمام بالقضايا النقابية واالجتماعية والعمل اجلاد على حل<br />

املشكالت امللحة للطلبة يلعب دوراً‏ مهماً‏ يف زيادة حيوية طلبة اجلامعات,‏ ويسهم اأيضا يف<br />

ترتيب تثبيت الفلسطينيني وموؤسساته العلمية والتعليمية على االأرض الفلسطينية )58( .<br />

خامتة وتوصيات:‏<br />

بالرجوع اإىل مشكلة البحث واالأسئلة االفرتاضية التي طرحها الباحث يف مقدمته,‏ ميكن<br />

اجلزم اأن االأطروحات واجلوانب السياسية قد طغت على برامج احلركات والكتل الطالبية.‏<br />

وقد جاء هذا الطغيان على حساب اجلوانب املطلبية والدميوقراطية الداخلية,‏ وعلى حساب<br />

العالقة بني خمتلف الكتل الطالبية.‏ ومرد هذا االستنتاج والقراءة النقدية يعود اإىل الظروف<br />

االستثنائية التي مرت بها القضية الفلسطينية يف اآخر قرن,‏ وما عاناه الشعب الفلسطيني<br />

من احتالل واستعمار واستيطان وتهجري انعكست على جممل احلياة الفلسطينية.‏<br />

اإن نكبة 1948, وما تالها من نكسة اأخرى عام 1967, اأقنعت الفلسطينيني من اأن<br />

املشوار النضايل والكفاحي لتثبيت الهوية الوطنية يجب اأن يستعمل كل االأدوات والوسائل<br />

364


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

365<br />

1.<br />

2.<br />

3.<br />

4.<br />

5.<br />

6.<br />

7.<br />

املتاحة,‏ العسكرية والسياسية والثقافية واملدنية.‏ وقد جاء هذا الدور النضايل على حساب<br />

االعتبارات الداخلية للحركة الطالبية,‏ وعلى مدى قدرتها خلدمة العملية الرتبوية والتعليمية<br />

والطالبية.‏<br />

اإن تسييس اجلامعات واحلركة الطالبية يف فرتة ما بعد قدوم السلطة الوطنية،‏ اأدى<br />

دوراً‏ ‏سلبياً‏ يف تراجع العمل اجلماهريي والنقابي واملطلبي للكتل الطالبية،‏ وبخاصة فيما<br />

يتعلق باأمور وقضايا تالمس حياة الطلبة داخل اجلامعات مثل مستقبل العملية التعليمية,‏<br />

والتخصصات العلمية واالأقساط اجلامعية,‏ فضال عن الدميوقراطية الداخلية يف اإطار الكتل<br />

الطالبية ومدى انسجامها على مستوى الربامج ومتثيل الطلبة.‏ وعلى الرغم من املهمة<br />

املحورية التي قامت بها احلركة الطالبية يف دمقرطة احلرم اجلامعي من خالل املنافسة<br />

احلرة والنزيه,‏ فاإن دخول االأحزاب السياسية والتنظيمات داخل اأسوار اجلامعات اأسهم يف<br />

متحور اهتمامات احلركة الطالبية باجتاه رفع الشعارات الوطنية والسياسية العريضة على<br />

حساب اجلوانب اخلدمية واملطلبية التي تهم كل الطالب اجلامعيني.‏<br />

من العرض السابق ميكن تقدمي التوصيات الآتية:‏<br />

1 الفصل بني الكتل الطالبية والتنظيمات السياسية يف الربامج والروؤى من اأجل خلق<br />

عالقة تقوم على االستقاللية والتكاملية،‏ وليس على اأساس التبعية.‏<br />

2 تفعيل اجلهد الطالبي باجتاه خلق جسم طالبي اأو هيئة طالبية اأو جملس وطني<br />

ميثل كل الطالب داخل اجلامعات الفلسطينية.‏<br />

3 الفصل بني الوطني والسياسي من جهة والنقابي واملطلبي من جهة اأخرى من<br />

خالل عقد املناظرات والورشات الطالبية التي تتناول هذا املوضوع.‏<br />

4 العمل على تفعيل مشاركة الطالبات يف العملية االنتخابية والدميوقراطية،‏ وزيادة<br />

متثيل الطالبات داخل املجالس الطالبية.‏<br />

5 عقد الورشات والندوات من اأجل تعريف الطلبة بتاريخ احلركة الطالبية الفلسطينية<br />

ومساهماتها يف تعزيز الدميوقراطية واملشاركة السياسية واحلزبية والنقابية.‏<br />

6 تكثيف التواصل االإيجابي احلي والصحي بني املجالس الطالبية واإدارة اجلامعات<br />

ملا لذلك من انعكاسات على دمقرطة االأجواء وتخفيف التوترات التي تنساأ من فرتة اإىل<br />

اأخرى.‏<br />

7 تفعيل النشاطات الطالبية املشرتكة التي تضم كل الكتل الطالبية،‏ وتعزيز ثقافة<br />

احلوار فيما بينها ملا لذلك من تداعيات ايجابية على التواصل الطالبي اجلاد خدمة للطالب<br />

اأنفسهم.‏


التوجهات السياسية واملطلبية في فكر احلركة الطالبية في<br />

اجلامعات الفلسطينية:‏ تقومي نقدي في املمارسة العملية<br />

د.‏ أمين طالل يوسف<br />

2.<br />

3.<br />

4.<br />

اهلوامش:‏<br />

‏.‏‎1‎حسن 1 خرض،‏ خصوصية نشوء وتكوين النخبة الفلسطينية،‏ معهد اإبراهيم اأبو لغد<br />

للدراسات الدولية،‏ جامعة بري زيت،‏ 2003، ‏ص.‏ 13.<br />

2 جربيل حممد،‏ التعليم العايل الفلسطيني بني القطاع العام واخلصخصة،‏ القدس:‏ منتدى<br />

اأبحاث السياسيات االجتماعية واالقتصادية يف فلسطني،‏ 1999، ‏ص.‏ 1- 2.<br />

3 عبد اجلواد ‏صالح،‏ املشكالت الذاتية ملوؤسسات التعليم العايل يف الضفة وقطاع غزة،‏<br />

نيقوسيا:‏ دار الصمود العربي،‏ 1982، ‏ص.‏ 10- 11.<br />

4 جميل هالل،‏ النظام السياسي الفلسطيني بعد اوسلو دراسة حتليلية نقدية،‏ بريوت:‏<br />

موؤسسة الدراسات الفلسطينية ورام اللة:‏ مواطن املوؤسسة الفلسطينية لدراسة<br />

الدميقراطية،‏ 1998.<br />

5.<br />

5 اجلامعات الفلسطينية هي:‏ االأزهر،‏ االإسالمية،‏ االأقصى،‏ اخلليل،‏ بوليتيكنك فلسطني،‏<br />

القدس اأبو ديس،‏ بيت حلم،‏ بريزيت،‏ النجاح الوطنية،‏ العربية االأمريكية وجامعة<br />

القدس املفتوحة.‏ اأما الكليات اجلامعية فهي:‏ فلسطني التقنية/طولكرم،‏ فلسطني<br />

التقنية/العروب،‏ فلسطني التقنية/رام اللة للبنات،‏ فلسطني التقنية/دير البلح،‏ العلوم<br />

والتكنولوجيا/خانيونس،‏ العلوم الرتبوية/جمتمع املراأة،‏ العلوم الرتبوية/جمتمع<br />

رام اللة ابن ‏سينا للتمريض،‏ فلسطني للتمريض/خانيونس،‏ الدعوة االإسالمية/‏<br />

قلقيلية،‏ الدعوة االإسالمية/غزة،‏ كلية بيت حلم للكتاب املقدس،‏ معهد وجدي اأبو غربية<br />

التكنولوجي.‏ الكليات املتوسطة هي:‏ االأمة/القدس،‏ االإبراهيمية/القدس،‏ العرصية/‏<br />

رام اللة،‏ الروضة/نابلس،‏ النجاح/نابلس،‏ هشام حجاوي التكنولوجية/نابلس،‏ املهن<br />

التطبيقية/بوليتيكنك فلسطني/اخلليل،‏ الدراسات املتوسطة/االأزهر،‏ العلوم املهنية<br />

والتطبيقية/االإسالمية،‏ املجتمع العربية/رفح،‏ تدريب/غزة،‏ غزة السياحية،‏ ‏صحة<br />

املجتمع/رام اللة،‏ اخلليل للتمريض،‏ احلاجة عندليب العمد للتمريض/نابلس،‏ كلية<br />

التمريض يف جمعية اإنعاش االأرسة/رام اللة،‏ كلية التمريض مستشفى الكاريتاس/‏<br />

بيت حلم،‏ كلية التمريض/املقاصد،‏ كلية جمتمع طاليتا/بيت حلم.‏<br />

‎6‎تقرير . 6 التنمية البرشية يف فلسطني ، 2004 برنامج دراسات التنمية يف جامعة بريزيت،‏<br />

،2005 ‏ص.‏ .47<br />

7.<br />

7 د.‏ جابي برامكي،‏ جتربة التعليم العايل يف فلسطني منذ االحتالل:‏ نساأته،‏ االإشكاليات<br />

واالإجنازات،‏ السياسية الفلسطينية،‏ مركز البحوث الدراسات الفلسطينية،‏ نابلس،‏ السنة<br />

السابعة,‏ عدد ,2000 ،26 ‏ص.‏ -6 .14<br />

8.<br />

8 رمزي ريحان،‏ التعليم العايل الفلسطيني والتنمية،‏ السياسية الفلسطينية،‏ مركز البحوث<br />

والدراسات الفلسطينية،‏ نابلس،‏ السنة السابعة عدد 2000، 26، ‏ص.‏ 15- 23.<br />

366


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

‎9‎مصدر . 9 ‏سابق،‏ رمزي ريحان،‏ ‏ص.‏ . 19<br />

http: //home. att. net/nickols/stratrgy_definision. htm1010<br />

, 11<br />

1 بيان نويهض احلوت,‏ القيادات واملوؤسسات السياسية يف فلسطني 1917- 1948<br />

بريوت:‏ موؤسسة الدراسات الفلسطينية,‏ 1986, ‏ص.‏ 41<br />

‎1212‎املصدر السابق,‏ ‏ص.‏ 41<br />

‎1313‎املصدر السابق,‏ ‏ص.‏ 41<br />

‎1414‎املصدر السابق,‏ ‏ص.‏ 41- 42<br />

15 وليد ‏سامل,‏ املنظمات املجتمعية التطوعية والسلطة الوطنية الفلسطينية نحو عالقة<br />

تكاملية,‏ رام اهلل:‏ منتدى اأبحاث السياسات االجتماعية واالقتصادية,‏ 1999, ‏ص.‏<br />

367<br />

15<br />

65 -55<br />

16<br />

,2000 ‏ص.‏ 15<br />

17<br />

19<br />

20<br />

16 عماد غياضة,‏ احلركة الطالبية الفلسطينية املمارسة والفاعلية,‏ رام اهلل:‏ مواطن,‏<br />

17 جميل هالل,‏ التنظيمات واالأحزاب السياسية الفلسطينية بني مهام الدميوقراطية<br />

الداخلية والدميوقراطية السياسية والتحرر الوطني,‏ رام اهلل:‏ مواطن,‏ 2006, ‏ص.‏ 42-<br />

43<br />

‎1818‎عماد غياضة,‏ مصدر ‏سابق,‏ ‏ص.‏ 17<br />

19 جميل هالل,‏ تكوين النخب السياسية الفلسطينية منذ نشوء احلركة الوطنية الفلسطينية<br />

اإىل ما بعد قيام السلطة الوطنية,‏ رام اهلل:‏ مواطن,‏ 2002, ‏ص.‏ 15- 27.<br />

20 اإبراهيم اأبو لغد وحماد حسني ‏)حمرران(‏ , التعليم الفلسطيني تاريخاً,‏ واقعاً‏ ورضورات<br />

املستقبل,‏ املوؤمتر الدويل الثاين للدراسات الفلسطينية,‏ جامعة بريزيت,‏ 1997, ‏ص.‏<br />

.191 -190<br />

21<br />

23<br />

21 نارص اأبو عزيز,‏ االإحتاد العام لطلبة فلسطني تاريخ-‏ واقع-‏ افاق,‏ الدورة الثقافية<br />

للموؤسسات االأهلية النسوية,‏ مديرية التوجيه السياسي,‏ ‏ص.‏ 6<br />

222 عماد غياضة,‏ مصدر ‏سابق , ‏ص.‏ 88- 90<br />

23 عبد اجلواد ‏صالح,‏ موؤسسات التعليم العايل يف الضفة الغربية وقطاع غزة,‏ ‏صامد<br />

االقتصادي,‏ السنة اخلامسة,‏ عدد 1983, 44, ‏ص.‏ 39- 57<br />

24 عزت عبد الهادي واآخرون,‏ املوؤسسات الوطنية االنتخابات والسلطة,‏ رام اهلل:‏ مواطن,‏<br />

24<br />

,1994 ‏ص.‏ 14<br />

25<br />

الفرتة -1995 ,1996 بتاريخ -20 -2 2007<br />

25 مقابلة مع اإبراهيم اأبو الهيجاء,‏ منسق الكتلة االإسالمية يف جامعة النجاح الوطنية يف


التوجهات السياسية واملطلبية في فكر احلركة الطالبية في<br />

اجلامعات الفلسطينية:‏ تقومي نقدي في املمارسة العملية<br />

د.‏ أمين طالل يوسف<br />

‎2626‎عماد غياضة,‏ مصدر ‏سابق,‏ ‏ص.‏ 157- 164<br />

27 ايلني كتاب,‏ احلركة الطالبية الفلسطينية واإبعادها االجتماعية النسوية يف جمدي<br />

املالكي ‏)حترير(‏ , احلركة الطالبية الفلسطينية ومهمات املرحلة جتار واآراء,‏ رام اهلل:‏<br />

مواطن,‏ 2000, ‏ص.‏ 141.<br />

‎2828‎نارص اأبو عزيز,‏ مصدر ‏سابق,ص.‏ 7<br />

‎2929‎املصدر السابق,‏ ‏ص.‏ 7- 8<br />

‎3030‎عماد غياضة,‏ مصدر ‏سابق,‏ ‏ص.‏ 88- 90<br />

‎3131‎مقابلة ‏شخصية مع اإبراهيم اأبو الهيجاء,‏ بتاريخ 20- 2- 2007<br />

‎3232‎مقابلة ‏شخصية مع اإبراهيم اأبو الهيجاء بتاريخ 20- 2- 2007<br />

33 مقابلة ‏شخصية مع طارق دغلس,‏ احد قيادات حركة الشبيبة الطالبية يف اجلامعة<br />

3<br />

العربية االأمريكية بتاريخ 13- 3- 2007.<br />

34<br />

368<br />

27<br />

34 فتحي خرض,‏ دور احلركة الطالبية يف جامعة النجاح الوطنية يف ترسيخ مفهوم<br />

املشاركة السياسية 1994- 2000, نابلس:‏ جامعة النجاح الوطنية,‏ 2008, ‏ص.‏<br />

140 ‏)رسالة ماجستري غري منشورة(‏<br />

‎35‎مقابلة ‏شخصية مع طارق دغلس بتاريخ 13- 3- 2007<br />

. 35<br />

. 36<br />

. 37<br />

‎36‎مقابلة ‏شخصية مع طارق دغلس بتاريخ 13- 3- 2007<br />

‎37‎مقابلة ‏شخصية مع اإبراهيم اأبو الهيجاء,‏ بتاريخ 12- 3- 2007<br />

‎3838‎فتحي خرض,‏ مصدر ‏سابق,‏ ‏ص.‏ 129<br />

39 مقابلة تلفونية مع عالء حميدان,‏ رئيس جملس الطلبة عن الكتلة االإسالمية يف الفرتة<br />

39<br />

,2004 -2001 جامعة النجاح الوطنية,‏ بتاريخ -22 -2 .2007<br />

40<br />

يف الفرتة -2004 ,2006 بتاريخ -21 -2 .2007<br />

41<br />

الكتلة االإسالمية,‏ -1995 ,1996 بتاريخ -20 -2 .2007<br />

42<br />

عن كتلة الشبيبة الطالبية 2006- 2007, بتاريخ 10- 3- 2007.<br />

43<br />

يف اجلامعة العربية االأمريكية 2006- 2007, بتاريخ 12- 3- 2007.<br />

40 مقابلة تلفونية مع رامي االأقرع,‏ احد قادة الكتلة االإسالمية يف جامعة النجاح الوطنية<br />

41 مقابلة تلفونية مع منذر مشاقي,‏ رئيس جملس الطلبة يف جامعة النجاح الوطنية عن<br />

42 مقابلة ‏شخصية مع احمد العامر,‏ رئيس جملس الطلبة يف اجلامعة العربية االأمريكية<br />

43 مقابلة ‏شخصية مع زياد الرشقاوي,‏ عضو جملس الطلبة عن حركة الشبيبة الطالبية


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

444 مقابلة ‏شخصية مع معتز كميل,‏ رئيس جملس الطلبة عن حركة الشبيبة الطالبية يف<br />

اجلامعة العربية االأمريكية -2005 ,2006 بتاريخ -10 -3 .2007<br />

45 مقابلة ‏شخصية مع اأماين عبيدلة,‏ عضوة جملس الطلبة عن حركة الشبيبة الطالبية يف<br />

45<br />

اجلامعة العربية االأمريكية -2005 ,2006 بتاريخ -10 -3 .2007<br />

46<br />

يف اجلامعة العربية االأمريكية,‏ 2006- 2007, بتاريخ 11- 3- 2007<br />

47<br />

اجلامعة العربية االأمريكية -2005 ,2006 بتاريخ -12 -3 .2007<br />

48<br />

اخلليل -1993 ,1994 بتاريخ,‏ -18 -1 .2007<br />

49<br />

ابو ديس -1997 ,1998 بتاريخ -22 -1 .2007<br />

50<br />

بيت حلم -2000 ,2001 بتاريخ -19 -1 .2007<br />

51<br />

- 52<br />

.2007 -2<br />

53<br />

,2007 -2006 بتاريخ -26 -2 .2007<br />

, 54<br />

بتاريخ -23 -2 .2007<br />

5<br />

ديس -1996 ,1997 بتاريخ -28 -2 .2007<br />

46 مقابلة ‏شخصية مع زياد الرشقاوي,‏ عضو جملس الطلبة عن حركة الشبيبة الطالبية<br />

47 مقابلة ‏شخصية مع معتز كميل,‏ رئيس جملس الطلبة عن حركة الشبيبة الطالبية يف<br />

48 مقابلة تلفونية مع وصفي الدبابسة,‏ من قيادات حركة الشبيبة الطالبية يف جامعة<br />

49 مقابلة تلفونية مع حممد عزت جعافرة,‏ من قيادات حركة الشبيبة الطالبية يف القدس<br />

50 مقابلة تلفونية مع حمسن خليل من كتلة القطب الطالبي عن اجلبهة الشعبية يف جامعة<br />

51 مقابلة مع تلفونية وصفي دبابسة,‏ مصدر ‏سابق.‏<br />

‎52‎مقابلة تلفونية مع طارق عبد املنعم اأبو خلف,‏ مستقل,‏ جامعة بريزيت,‏ بتاريخ 23<br />

53 مقابلة تلفونية مع ‏سوسن مزهر عن اجلماعة االإسالمية يف الكلية التقنية للبنات<br />

‎54‎مقابلة تلفونية مع راسم حممود اأبو علي,‏ مستقل يف جامعة اخلليل 2001- 2002<br />

55 مقابلة تلفونية مع عوين الشوامرة من قيادات حركة الشبيبة يف جامعة القدس اأبو<br />

‎5656‎فتحي خرض,‏ مصدر ‏سابق,‏ ‏ص.‏ 72<br />

57 مقابلة تلفونية مع امين خليل من قيادات الكتلة االإسالمية يف جامعة القدس املفتوحة<br />

57<br />

يف رام اهلل -2006 ,2007 بتاريخ -22 -2 .2007<br />

58<br />

الدميوقراطية يف جامعة بريزيت 2001- 2002, بتاريخ 26- 2- 2007.<br />

58 مقابلة تلفونية مع عنان اأبو حسني من قيادات كتلة الوحدة الطالبية عن اجلبهة<br />

369


التوجهات السياسية واملطلبية في فكر احلركة الطالبية في<br />

اجلامعات الفلسطينية:‏ تقومي نقدي في املمارسة العملية<br />

د.‏ أمين طالل يوسف<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

‏.‏‎1‎اأبو 1 عزيز,‏ نارص,‏ االإحتاد العام لطلبة فلسطني تاريخ-‏ واقع-‏ اآفاق,‏ الدورة الثقافية<br />

للموؤسسات االأهلية النسوية,‏ مديرية التوجيه السياسي.‏<br />

‏.‏‎2‎اأبو 2 لغد,‏ اإبراهيم وحماد حسني ‏)حمرران(‏ , التعليم الفلسطيني تاريخاً,‏ واقعاً‏ ورضورات<br />

املستقبل,‏ املوؤمتر الدويل الثاين للدراسات الفلسطينية,‏ جامعة بريزيت,‏ 1997.<br />

‏.‏‎3‎برامكي,‏ 3 جابي،‏ جتربة التعليم العايل يف فلسطني منذ االحتالل:‏ نساأته،‏ االإشكاليات<br />

واالإجنازات،‏ السياسية الفلسطينية،‏ مركز البحوث الدراسات الفلسطينية،‏ نابلس،‏ السنة<br />

السابعة,‏ عدد 2000. 26،<br />

‎4‎تقرير . 4 التنمية البرشية يف فلسطني ، 2004 برنامج دراسات التنمية يف جامعة بريزيت،‏<br />

.2005<br />

‎5‎احلوت,‏ . 5 بيان نويهض,‏ القيادات واملوؤسسات السياسية يف فلسطني 1917- 1948 ,<br />

بريوت:‏ موؤسسة الدراسات الفلسطينية,‏ 1986.<br />

‏.‏‎6‎خرض,‏ 6 حسن،‏ خصوصية نشوء وتكوين النخبة الفلسطينية،‏ معهد اإبراهيم اأبو لغد<br />

للدراسات الدولية،‏ جامعة بري زيت،‏ 2003.<br />

‏.‏‎7‎خرض,‏ 7 فتحي,‏ دور احلركة الطالبية يف جامعة النجاح الوطنية يف ترسيخ مفهوم<br />

املشاركة السياسية 1994- 2000, نابلس:‏ جامعة النجاح الوطنية,‏ 2008.<br />

‏.‏‎8‎ريحان,‏ 8 رمزي،‏ التعليم العايل الفلسطيني والتنمية،‏ السياسية الفلسطينية،‏ مركز البحوث<br />

والدراسات الفلسطينية،‏ نابلس،‏ السنة السابعة عدد 2000. 26،<br />

‏.‏‎9‎‏سامل,‏ 9 وليد,‏ املنظمات املجتمعية التطوعية والسلطة الوطنية الفلسطينية نحو عالقة<br />

تكاملية,‏ رام اهلل:‏ منتدى اأبحاث السياسات االجتماعية واالقتصادية,‏ 1999.<br />

‎1010‎‏صالح,‏ عبد اجلواد,‏ موؤسسات التعليم العايل يف الضفة الغربية وقطاع غزة,‏ ‏صامد<br />

االقتصادي,‏ السنة اخلامسة,‏ عدد 1983. 44, انظر اأيضا,‏ املشكالت الذاتية ملوؤسسات<br />

التعليم العايل يف الضفة وقطاع غزة،‏ نيقوسيا:‏ دار الصمود العربي،‏ 1982.<br />

11 1 عبد الهادي,‏ عزت واآخرون,‏ املوؤسسات الوطنية االنتخابات والسلطة,‏ رام اهلل:‏ مواطن,‏<br />

.1994<br />

370


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />

‎1212‎غياضة,‏ عماد,‏ احلركة الطالبية الفلسطينية املمارسة والفاعلية,‏ رام اهلل:‏ مواطن,‏<br />

.2000<br />

‎1313‎كتاب,‏ اآيلني,‏ احلركة الطالبية الفلسطينية واإبعادها االجتماعية النسوية يف جمدي<br />

املالكي ‏)حترير(‏ , احلركة الطالبية الفلسطينية ومهمات املرحلة جتار واآراء,‏ رام اهلل:‏<br />

مواطن,‏ 2000.<br />

‎1414‎حممد,‏ جربيل،‏ التعليم العايل الفلسطيني بني القطاع العام واخلصخصة،‏ القدس:‏ منتدى<br />

اأبحاث السياسيات االجتماعية واالقتصادية يف فلسطني،‏ 1999.<br />

15 15 هالل,‏ جميل,‏ التنظيمات واالأحزاب السياسية الفلسطينية بني مهام الدميقراطية<br />

الداخلية والدميقراطية السياسية والتحرر الوطني,‏ رام اهلل:‏ مواطن,‏ 2006, اأيضا تكوين<br />

النخب السياسية الفلسطينية منذ نشوء احلركة الوطنية الفلسطينية اإىل ما بعد قيام<br />

السلطة الوطنية,‏ رام اهلل:‏ مواطن,‏ 2002, اأيضا النظام السياسي الفلسطيني بعد اأوسلو<br />

دراسة حتليلية نقدية،‏ بريوت:‏ موؤسسة الدراسات الفلسطينية ورام اهلل:‏ مواطن املوؤسسة<br />

الفلسطينية لدراسة الدميقراطية،‏ 1998.<br />

371


التوجهات السياسية واملطلبية في فكر احلركة الطالبية في<br />

اجلامعات الفلسطينية:‏ تقومي نقدي في املمارسة العملية<br />

د.‏ أمين طالل يوسف<br />

املقابالت:‏<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

اأبو حسني,‏ عنان,‏ جامعة بريزيت.‏<br />

اأبو خلف,‏ طارق عبد املنعم,‏ جامعة بريزيت.‏<br />

اأبو علي,‏ راسم حممود,‏ جامعة اخلليل.‏<br />

االأقرع,‏ رامي,‏ جامعة النجاح الوطنية.‏<br />

اأبو الهيجاء,‏ اإبراهيم,‏ جامعة النجاح الوطنية.‏<br />

جعافرة,‏ حممد عزت,‏ جامعة القدس اأبو ديس.‏<br />

حميدان,‏ عالء,‏ جامعة النجاح الوطنية.‏<br />

خليل,‏ اأمين,‏ جامعة القدس املفتوحة يف رام اهلل.‏<br />

خليل,‏ حمسن,‏ جامعة بيت حلم.‏<br />

الدبابسة,‏ وصفي,‏ جامعة اخلليل.‏<br />

دغلس,‏ طارق,‏ اجلامعة العربية االأمريكية-‏ جنني.‏<br />

الشوامرة,‏ عوين,‏ جامعة القدس اأبو ديس.‏<br />

الرشقاوي,‏ زياد,‏ اجلامعة العربية االأمريكية-‏ جنني.‏<br />

‏♦العامر,‏ احمد,‏ اجلامعة العربية االأمريكية ‏–جنني.‏<br />

عبيدلة,‏ اأماين,‏ اجلامعة العربية االأمريكية-‏ جنني.‏<br />

كميل,‏ معتز,‏ اجلامعة العربية االأمريكية-‏ جنني.‏<br />

مشاقي,‏ منذر,‏ جامعة النجاح الوطنية.‏<br />

مزهر,‏ ‏سوسن،‏ الكلية التقنية للبنات/‏ رام اهلل.‏<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

372


Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />

and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />

Khaled Dweikat<br />

10. Jacobs, G. M. & Ball, J. (1996) : An investigation of the structure of<br />

group activities in ELT coursebooks. ELT Journal, vol. 50/2, 99- 107.<br />

11.<br />

12.<br />

13.<br />

14.<br />

15.<br />

Jahangard, A. (2007, June) . Evaluation of EFL materials taught at<br />

Iranian public high schools. Asian EFL Journal, 9 (2) , 1- 15. Retrieved<br />

June 22, 2007, from<br />

http: //www. asian- efl- journal. com/June_07_aj. php<br />

Lee, Kang- Young (2009) . Treating culture: What 11 high school EFL<br />

conversation textbooks in South Korea1 do. English Teaching: Practice<br />

and Critique May, 2009, Volume 8, Number 1. available at:<br />

http: //education. waikato. ac. nz/research.<br />

Litz, D. (n. d.) . Textbook evaluation and ELT management: A South<br />

Korean case study. Asian EFL Journal, n. a., pp. 1- 53. Retrieved June<br />

22, 2007, from http: //www. asian- efl- journal. com/Litz_thesis. <strong>pdf</strong><br />

Mahmoud, Ahmed. (2006) . Analyzing “ English for Palestine IV” in<br />

Terms of the Characteristics of a Good English Textbook. The Islamic<br />

University Journal. Gaza, Palestine.<br />

Mahmoud, Ahmed. (2009) . Analyzing «English for Palestine- 10» in<br />

Terms of The Characteristics of a Good English Textbook. Journal of<br />

Al- Quds Open University for Research and Studies. No. 13, June 2008<br />

pp. 9- 32.<br />

16. Muʼmen, G (1992) . «Teachersʼ Evaluation of PETRA The English<br />

Language Textbooks for the Seventh and Eighth Grades in Jordan. M.<br />

A. Thesis. University of Jordan, Amman, Jordan.<br />

17.<br />

18.<br />

19.<br />

Pusporini, Nuryantiningsih (2008) . A Content Analysis on English<br />

e- Book for Junior High School Grade VII, ”English In Focus”.<br />

http: //www. asian- efl- journal. com<br />

Reda, G. (2003) : “English coursebooks: Prototype texts and basic<br />

vocabulary norms. “ ELT Journal, vol. 57/3, 260- 268.<br />

Shatnawi, Mohammad Hussein (2005). The cultural dimension in TEFL:<br />

A case study of the Cutting Edge Series. Unpublished Ph. D. Dissertation.<br />

Amman Arab University for Graduate Studies.<br />

79


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />

References:<br />

1.<br />

Abbas, Insaf. Cultural Dimensions in English for Palestine Textbooks<br />

for Grades 10, 11&12, Second National Symposium on Quality English<br />

Teaching: EFL Enhancement in the New Millennium, June 27, 2009<br />

Birzeit University.<br />

2. Al. Momani, Naʼeem. (1998) . An Evaluation of EFL textbooks (AMRA)<br />

for the First and Second Secondary Classes in Jordan from Studentsʼ,<br />

Teachersʼ and Supervisorsʼ Perspectives. Unpublished M. Ed. Thesis.<br />

Yarmouk University.<br />

3.<br />

4.<br />

5.<br />

6.<br />

7.<br />

8.<br />

9.<br />

Ansary, Hasan and Babaii, Esmat. (2003) Subliminal Sexism in Current<br />

ESL/EFL Textbooks. http: //www. asian- efl- journal. com<br />

Ansary, H., & Babaii, E. (2002) . Universal characteristics of EFL/ESL<br />

textbooks: A step towards systematic textbook evaluation. The Internet<br />

TESL Journal, VIII, 2. Retrieved June 22, 2007, from<br />

http: //iteslj. org/Articles/<br />

Bataineh, Ruba. (2004) . The Representation of the Local Environment<br />

in Language Curricula: A case Study of Jordanians Tenth Grade English<br />

Textbooks. Damascus University Journal, Vol. VIII, 2004.<br />

Hamiloglu, Kamile and Karlıova, Hayriye (2009) . A Content Analysis<br />

on the Vocabulary Presentation in EFL Course Books. Ozean Journal of<br />

Social Sciences 2 (1) , 2009<br />

Hasan, Ali S. and Raddatz, Volker (2008) . Analysis of EFL elementary<br />

textbooks in Syria and Germany: cognitive, affective and procedural<br />

aspects in their inter- cultural context. Journal of Intercultural<br />

Communication, issue 17, June 2008. URL:<br />

http: //www. immi. se/intercultural/<br />

Hutchinson, T., & Torres, E, (1994) . The Textbook as Agent of Change.<br />

ELT Journal, 48 (4) , 315- 348.<br />

Inal, B. (2006) . Coursebook selection process and some of the most<br />

important criteria to be taken into consideration in foreign language<br />

teaching. Journal of Arts and Sciences, May, 2006 (5) , pp. 19- 29.<br />

78


Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />

and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />

Khaled Dweikat<br />

To sum up, the results of this content analysis can support the idea that<br />

“English for Palestine” textbook, described as a modern, communicative<br />

English course, has been especially written for schools in Palestine to help<br />

students learn English and to encourage them to become confident users<br />

of English and that it has been developed in consultation with local and<br />

international ELT experts although listening was neglected in the workbook.<br />

Recommendations:<br />

In the light of the results of this content analysis study, the researcher<br />

recommends the following:<br />

1.<br />

2.<br />

3.<br />

4.<br />

5.<br />

6.<br />

«English for Palestine» textbook should have included straightforward<br />

and well- defined objectives.<br />

«English for Palestine» textbook should be revised and modified so as to<br />

include more relevant subject matters that are strongly related to the life<br />

and culture of the students because the textbook still has some irrelevant<br />

topics that do not encourage the students to express their own culture<br />

and life.<br />

The textbook should have included more meaningful and communicative<br />

exercises and activities that motivate the students to speak the language.<br />

The textbook should have included more group work activities and<br />

exercises so as to enable the students help each other and to learn using<br />

different sources of learning.<br />

The textbook should have been balanced in terms of the types and the<br />

number of study skills which it promotes.<br />

The workbook should be provided with a number of exercises and<br />

activities that aim at improving the listening skill either in the classroom<br />

or at home.<br />

77


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />

To answer this question, the researcher used One- Way ANOVA test.<br />

Tables 20, 21 reveal the findings of this test.<br />

Table (20)<br />

The Mean Scores and Standards Deviations of the teachers’ attitudes according to Qualification<br />

Domain Qualification N Mean Standard Deviation<br />

diploma 5 3.30 0.327<br />

Total degree<br />

B. A 49 3.55 0.394<br />

M. A and more 5 3.42 0.325<br />

Domain<br />

Total 59 3.51 0.385<br />

Table (21)<br />

Findings of One- Way ANOVA for teachers' attitudes according to Qualification<br />

Source of<br />

variation<br />

Sum of<br />

squares<br />

Degrees of<br />

freedom<br />

Mean<br />

squares<br />

Between groups 0.394 3 0.131<br />

F- value Sig<br />

Total degree<br />

Within groups 8.20 56 0.149<br />

Total 8.59 59<br />

0.881 0.457<br />

Table 19 shows that there were no statistically significant differences<br />

at α = 0.05 between the teachers’ attitudes towards the usefulness and<br />

appropriateness of the exercises and activities that can be attributed to<br />

qualification variable.<br />

This means that teachers, regardless the degree or qualifications<br />

they obtained, seem to have the same attitudes towards usefulness and<br />

appropriateness of the exercises and activities. This might be explained by<br />

the fact that all teachers have to attend some obligatory training workshops<br />

which are frequently organized by the Ministry of Education for the sake<br />

of rehabilitating the experienced and inexperienced teachers in relation to<br />

the new curricula. Moreover, it might be argued that those teachers who are<br />

diploma holders seem to have long experiences in teaching EFL materials<br />

which may help them compensate for the lack of higher degrees (B. A or<br />

more.<br />

76


Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />

and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />

Khaled Dweikat<br />

To answer this question, the researcher used One- Way ANOVA. The<br />

findings of this test are shown in Tables 18, 19.<br />

Table (18)<br />

The Mean Scores and Standards Deviations<br />

of the teachers’ attitudes according to Experience<br />

Domain Experience N Mean Standard Deviation<br />

Total degree<br />

1- 4 years 7 3.758 0.473<br />

5- 8 years 13 3.490 0.388<br />

9 - 12 years 16 3.547 0.342<br />

13 and more 23 3.433 0.374<br />

Total 59 3.515 0.385<br />

Table (19)<br />

Findings of One- Way ANOVA for teachers' attitudes according to Experience<br />

Domain<br />

Source of<br />

variation<br />

Sum of<br />

squares<br />

Degrees of<br />

freedom<br />

Mean<br />

squares<br />

F- value Sig<br />

Total degree<br />

Between groups 0.594 3 0.198<br />

Within groups 8.002 56 0.145<br />

Total 8.59 59<br />

75<br />

1.360 0.265<br />

Table 19 shows that there were no statistically significant differences at<br />

α= 0.05 between teachers' attitudes towards the usefulness and appropriateness<br />

of the exercises and activities that can be attributed to experience variable.<br />

This means that regardless their experience in teaching English as<br />

a foreign language, the teachers in this study had similar attitudes<br />

towards the usefulness and appropriateness of the exercises and<br />

activities which might be explained by the idea that this textbook<br />

is somehow a new one and the experience of teaching it is not<br />

so long for all teachers and that the new teachers have to attend<br />

training workshops that aim to qualify them to bee experienced<br />

teachers in the field.<br />

C.<br />

Are there statistically significant differences at α = 0.05 between<br />

teachers’ attitudes towards the usefulness and appropriateness of the<br />

exercises and activities that can be attributed to qualification?


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />

11. Results Related to the Eleventh Question: Are there statistically<br />

significant differences at α = 0.05 between teachers’ attitudes towards<br />

the usefulness and appropriateness of the exercises and activities that<br />

can be attributed to sex, experience and qualification variables?<br />

To answer this question, it is better to be divided into the following minor<br />

questions according to the independent variables of the study.<br />

A.<br />

Are there statistically significant differences at α = 0.05 between<br />

teachers’ attitudes towards the usefulness and appropriateness of the<br />

exercises and activities that can be attributed to sex?<br />

To answer this question, the researcher used the t- test for independent<br />

samples and Table 17 shows the findings of this test.<br />

Table (17)<br />

Findings of the Independent t- Test on the Differences<br />

between the Teachers’ attitudes due to Sex<br />

Male (n=25)<br />

Female (n=34)<br />

Domain<br />

Mean<br />

Standard<br />

deviation<br />

Mean<br />

Standard<br />

deviation<br />

F<br />

Sig*<br />

Total degree 3.63 0.381 3.43 0.370 0.060 0.807<br />

Table 17 shows that there were no statistically significant differences at<br />

α= 0.05 between teachers’ attitudes towards the usefulness and appropriateness<br />

of the exercises and activities that can be attributed to sex. This means that<br />

both male and female teachers have to some extent similar attitudes towards<br />

the usefulness and appropriateness of the exercises and activities which<br />

might be due to the fact that they mostly have similar educational background<br />

and experiences in teaching this textbook in particular which is a new one.<br />

Moreover, the results might be explained by the fact the male and female<br />

teachers participated in a training workshops which aimed at empowering<br />

them and enabling them to employ the best methods in teaching<br />

B.<br />

Are there statistically significant differences at α = 0.05 between<br />

teachers’ attitudes towards the usefulness and appropriateness of the<br />

exercises and activities that can be attributed to experience?<br />

74


Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />

and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />

Khaled Dweikat<br />

usefulness and appropriateness of the exercises and activities in favor of the<br />

teachers whose means were higher than the means of the students.<br />

These results revealed that the teachers’ attitudes towards the usefulness<br />

and appropriateness of the exercises and activities were higher and more<br />

positive than the students’ attitudes which might be due to the maturity of<br />

teachers and the good experience they have gained throughout teaching this<br />

textbook or other similar textbooks. In addition, teachers are expected to<br />

have better thinking skills and a more comprehensive picture of what they<br />

are teaching.<br />

The results seem to be in disagreement with Al- Momani (1998) whose<br />

study found no significant differences between the supervisors’ and teachers’<br />

perspectives regarding the above mentioned strengths and weaknesses in<br />

AMRA textbooks.<br />

10. Results Related to the Tenth Question - Are there statistically significant<br />

differences at α = 0.05 between the students’’ attitudes towards the<br />

usefulness and appropriateness of the exercises and activities of the<br />

Tenth Grade textbook “ English for Palestine due to sex variable?<br />

To answer this question, the researcher used the t- test for independent<br />

samples and Table (16) shows the findings of this test.<br />

Table (16)<br />

Domain<br />

Findings of the Independent t- Test on the Differences between<br />

the Students’ attitudes due to Sex<br />

Male (n=59)<br />

Mean<br />

Standard<br />

deviation<br />

Female (n=52)<br />

Mean<br />

Standard<br />

deviation<br />

F<br />

Sig*<br />

Total degree 3.42 0.55 2.98 0.66 1.034 0.312<br />

Table (16) shows that there were no statistically significant differences<br />

at α = 0.05 between the students’ attitudes towards the usefulness and<br />

appropriateness of the exercises and activities that can be attributed to sex.<br />

This means that both male and female students have, to some extent, similar<br />

attitudes towards the usefulness and appropriateness of the exercises and<br />

activities which might be explained by the idea that both of them have the<br />

same educational background and that they a live under the same conditions.<br />

73


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />

when teaching English for Palestine and other similar textbooks are centered<br />

around one main objective; to help students become more confident in using<br />

English for meaningful communication at school and outside which seems<br />

to agree with Al- Momani (1998) who found that the objectives of AMRA<br />

textbooks were based on teaching English for communication which met the<br />

students’ needs and interests.<br />

On the other hand, the students feel that the various types of exercises<br />

and activities which cover different themes, skills, aims, and structures seem<br />

to encourage their participation in the classroom which may lead them to<br />

build more confidence in using English for communicative purposes. This<br />

can be supported by the idea that exercises and activities, when designed<br />

appropriately can motivate learners participation by introducing a slice of real<br />

life into classrooms in more complete communicative context.<br />

The results seem to agree with Kumsung (1996) who found that activities<br />

designed to encourage dialogues among Korean learners based upon cultural<br />

generalizations. The results also seem to agree with that of Abbas (2009) who<br />

found that each unit in the Tenth Grade textbook contained a reading passage<br />

followed by various activities involving all language skills based to a great<br />

extent on the thematic, lexical and structural content of the reading material.<br />

9. Results Related to the Ninth Question: Are there statistically significant<br />

differences at α = 0.05 between the teachers’ attitudes and students’<br />

attitudes towards the usefulness and appropriateness of the exercises<br />

and activities of “English for Palestine?<br />

To answer this question, the researcher used the Independent t- test. The<br />

findings are shown in Table 15<br />

Table (15)<br />

Domain<br />

Findings of the Independent t- Test on the Differences between<br />

Teachers’ attitudes and Students’ attitudes<br />

Teachers (n=59)<br />

Mean<br />

Standard<br />

deviation<br />

Students (n=111)<br />

Mean<br />

Standard<br />

deviation<br />

72<br />

F<br />

Sig*<br />

Total degree 3.51 0.38 3.21 0.64 11.04 0.001<br />

Table (15) shows that there were statistically significant differences<br />

at α = 0.05 between students’ attitudes and teachers’ attitudes towards the


Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />

and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />

Khaled Dweikat<br />

Statement Mean percentage Estimation<br />

level<br />

26<br />

They improve students' proficiency in<br />

English.<br />

3.36 67.2 moderate<br />

27 They provide a sense of challenge and fun. 2.80 56 low<br />

28 They create relaxation and enjoyment. 2.68 53.6 low<br />

29<br />

The quality of exercises and activities is<br />

adequate for both students and teachers.<br />

2.77 55.4 low<br />

Total 3.21 64.2 moderate<br />

Table 14 shows that the total mean score of students' attitudes towards<br />

the usefulness and appropriateness of exercises and activities was moderate<br />

as it was 3.21 and that the means of the students' responses ranged between<br />

2.68 and 3.71. The statement "The exercises and activities encourage the<br />

students’ active participation” came first with a mean of 3.71 whereas the<br />

statement “They create relaxation and enjoyment” scored the least with a<br />

mean of 2.76.<br />

These results revealed that the statement “They create relaxation and<br />

enjoyment” scored the least by both the teachers and the students which<br />

indicate that the exercises and activities of English for Palestine textbook<br />

seem to be unable to create enjoyable atmosphere in the classroom which<br />

may lead to some kind of pressure that teachers and students may suffer from.<br />

This pressure might be due to the intensity of the exercises and activities in<br />

both the student book and the work book as well.<br />

The results here seem to agree with Mahmoud (2006) who found in his<br />

evaluative study for the “English for Palestine IV” textbooks that the time<br />

allotted for the included material is inadequate, and this may make the process<br />

of teaching the material boring and difficult for the teachers and the students<br />

as well.<br />

Moreover, the results revealed that while the statement “ The exercises and<br />

activities promote meaningful communication via the language” was ranked<br />

first in the teachers’ responses, the statement “ The exercises and activities<br />

encourage the students’ active participation” was ranked first in the students’<br />

responses” which might be explained by the idea that the teachers’ objectives<br />

71


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />

Statement Mean percentage Estimation<br />

level<br />

10<br />

11<br />

12<br />

13<br />

14<br />

15<br />

16<br />

17<br />

18<br />

19<br />

20<br />

21<br />

They promote the students' ability to practice<br />

English.<br />

They suit the level and abilities of the<br />

students.<br />

They employ various types of educational<br />

aids.<br />

They take into account the student's prior<br />

experience.<br />

They take into account the individual<br />

differences between students.<br />

They motivate students to use English<br />

outside.<br />

They are equally distributed among the<br />

units.<br />

They are appropriately organized to suit the<br />

students' linguistic abilities.<br />

They encourage student- studentinteraction.<br />

They encourage teacher- student<br />

interaction.<br />

They encourage the use of various learning<br />

resources.<br />

They provide for a practical revision of the<br />

main points discussed previously.<br />

3.39 67.8 moderate<br />

2.90 58<br />

3.31 66.2 moderate<br />

3.40 68 moderate<br />

2.83 56.6 low<br />

2.96 59.2 low<br />

3.16 63.2 moderate<br />

2.92 58.4 low<br />

3.37 67.4 moderate<br />

3.61 72.2 high<br />

3.07 61.4 moderate<br />

3.45 69 moderate<br />

22 The exercises and activities are applicable. 3.14 62.8 moderate<br />

23<br />

24<br />

25<br />

They enhance the quality of learning<br />

English.<br />

They help students express themselves<br />

freely and naturally.<br />

They enable the students to use<br />

authentically English cultural materials.<br />

3.27 65.4 moderate<br />

3.27 65.4 moderate<br />

2.91 58.2 low<br />

70


Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />

and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />

Khaled Dweikat<br />

same time, the results seem to be partially in disagreement with Lee (2009)<br />

who found that the 11 high- school EFL conversation textbooks used in Korea<br />

included remarkably scant use of authentic materials along with interactive<br />

technologies like the Internet for teaching culture was used. On the other<br />

hand, the means and percentages of the students’ responses were calculated<br />

and represented in Table 14.<br />

Table (14)<br />

Means and Percentages of the Students’ ‘Attitudes Towards<br />

the Usefulness and Appropriateness of the Exercises and Activities<br />

Statement Mean percentage Estimation<br />

level<br />

1.<br />

2.<br />

3.<br />

4.<br />

5.<br />

6.<br />

7.<br />

8.<br />

9<br />

They contribute to achieving the behavioral<br />

objectives of the syllabus.<br />

Exercises and activities promote meaningful<br />

communication via the language.<br />

The exercises and activities provide for the<br />

development of systematic language skills.<br />

The exercises and activities encourage the<br />

students' active participation.<br />

The exercises and activities promote critical<br />

thinking (i. e. interpretation, application,<br />

analysis, synthesis, and evaluation.<br />

The exercises and activities meet the needs<br />

and interests of the students.<br />

The exercises and activities provide for the<br />

development of study skills: skimming, note<br />

taking, outlining, and looking up words in the<br />

dictionary.<br />

The exercises and activities develop the<br />

students' ability to use English for fruitful<br />

discussions.<br />

They help students understand the material<br />

effectively<br />

3.53 70.6 high<br />

3.39 67.8 moderate<br />

3.57 71.4 high<br />

3.71 74.2 high<br />

3.30 66 moderate<br />

2.95 59 low<br />

3.62 72.4 high<br />

3.28 65.6 moderate<br />

3.29 65.8 moderate<br />

69


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />

Statement Mean percentage Estimation<br />

level<br />

28 They create relaxation and enjoyment. 2.76 55.2 low<br />

29<br />

The quality of exercises and activities is<br />

adequate for both students and teachers.<br />

3.03 60.6 moderate<br />

Total 3.51 70.2 high<br />

Table (13) shows that the total mean score of teachers' attitudes towards<br />

the usefulness and appropriateness of exercises and activities was high<br />

(positive) as it was 3.51 and that the means of the teachers' responses ranged<br />

between 2.76 and 4.01. The statement "The exercises and activities promote<br />

meaningful communication via the language” was ranked first with a mean of<br />

4.01 whereas the statement “They “exercises and activities “create relaxation<br />

and enjoyment” scored the least with a mean of 2.76. Such results might<br />

be explained by the idea that the student book and workbook are included<br />

various types of exercises and activities which aim at developing the use of<br />

the language in meaningful situations and communicative functions. It has<br />

been shown above that the exercise and activities of the student book included<br />

(30.488 %) of the speaking skill type, (36.73%) of the communicative type,<br />

(21.93%) of the meaningful type, (29.2%) of language use type and (23.46%)<br />

of the exercises and activities can be conducted in pairs. On the other hand,<br />

the work book included (18.44 %) of the speaking skill type, (7.04 %%) of the<br />

communicative type, (50.70 %%) of the meaningful type, (20 %) of language<br />

use type and (%) of the exercises and activities can be conducted in pairs.<br />

The results also show that the teachers think the exercises and activities<br />

provide for the development of systematic language skills and provide for<br />

a practical revision of the main points discussed previously. They also feel<br />

that the exercises and activities employ various types of educational aids and<br />

learning resources that help the students understand the material effectively<br />

and therefore, encourage student- student and teacher- student interaction.<br />

These results seem to be in agreement with what Lee (2009) calls<br />

for when he claimed that conversation materials in 11 high- school EFL<br />

conversation textbooks used in Korea are chosen because socio- cultural<br />

values and norms are best acquired during the process of interaction. At the<br />

68


Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />

and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />

Khaled Dweikat<br />

Statement Mean percentage Estimation<br />

level<br />

12<br />

13<br />

14<br />

15<br />

16<br />

17<br />

18<br />

19<br />

20<br />

21<br />

22<br />

23<br />

24<br />

25<br />

26<br />

27<br />

They employ various types of educational<br />

aids.<br />

They take into account the student's prior<br />

experience<br />

They take into account the individual<br />

differences between students.<br />

They motivate students to use English<br />

outside.<br />

They are equally distributed among the<br />

units.<br />

They are appropriately organized to suit<br />

the students' linguistic abilities.<br />

They encourage student- studentinteraction.<br />

They encourage teacher- student<br />

interaction.<br />

They encourage the use of various<br />

learning resources.<br />

They provide for a practical revision of the<br />

main points discussed previously.<br />

The exercises and activities are<br />

applicable.<br />

They enhance the quality of learning<br />

English.<br />

They help students express themselves<br />

freely and naturally.<br />

They enable the students to use<br />

authentically English cultural materials.<br />

They improve students' proficiency in<br />

English.<br />

They provide a sense of challenge and<br />

fun.<br />

3.67 75.2 high<br />

3.30 66 moderate<br />

2.83 56.6 low<br />

3.27 65.4 moderate<br />

3.52 70.4 high<br />

3.27 65.4 moderate<br />

3.81 76.2 high<br />

3.94 78.8 high<br />

3.66 73.2 high<br />

3.77 75.4 high<br />

3.42 68.4 moderate<br />

3.55 71 high<br />

3.44 68.8 moderate<br />

3.45 69 moderate<br />

3.52 70.4 high<br />

2.91 58.2 low<br />

67


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />

Table (13)<br />

Means and Percentages of the Teachers ‘Attitudes towards the Usefulness<br />

and Appropriateness of the Exercises and Activities<br />

Statement Mean percentage Estimation<br />

level<br />

1.<br />

2.<br />

3.<br />

4.<br />

5.<br />

6.<br />

7.<br />

8.<br />

9<br />

10<br />

11<br />

They contribute to achieving the<br />

behavioral objectives of the syllabus.<br />

The exercises and activities promote<br />

meaningful communication via the<br />

language.<br />

The exercises and activities provide for<br />

the development of systematic language<br />

skills.<br />

The exercises and activities encourage<br />

the students' active participation.<br />

The exercises and activities promote<br />

critical thinking (i. e. interpretation,<br />

application, analysis, synthesis, and<br />

evaluation.<br />

The exercises and activities meet the<br />

needs and interests of the students.<br />

The exercises and activities provide for<br />

the development of study skills: skimming,<br />

note taking, outlining, and looking up<br />

words in the dictionary.<br />

The exercises and activities develop the<br />

students' ability to use English for fruitful<br />

discussions.<br />

They help students understand the<br />

material effectively<br />

They promote the students' ability to<br />

practice English.<br />

They suit the level and abilities of the<br />

students.<br />

3.89 77.8 high<br />

4.01 80.2 v. high<br />

3.89 77.8 high<br />

3.77 75.4 high<br />

3.50 70 high<br />

3.55 71 high<br />

3.79 75.8 high<br />

3.71 74.2 high<br />

3.83 76.6 high<br />

3.88 77.6 high<br />

2.86 57.2 low<br />

66


Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />

and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />

Khaled Dweikat<br />

exercises related to using the dictionary are emphasized more in the workbook<br />

which can be explained by the idea that most students believe in the importance<br />

of vocabulary as a basic requirement to speak the language.<br />

The least percentages in the Student Book were scored by “looking up<br />

words” (8. 14%) and skimming (9. 3%) while they were skimming (6. 12%)<br />

scanning (10. 20%) and note- taking (10. 20%) . This means that there must<br />

be a more balanced variation of study skills to meet the individual differences<br />

of the students.<br />

The results seem to be in agreement with Folse (2004) who found that<br />

students appreciate good instruction in vocabulary, which includes teaching<br />

words that students need to know, giving many good examples of the<br />

words, and holding students accountable for the words through appropriate<br />

practice activities and systematic testing. On the other hand, the quantitative<br />

analysis of teachers” and students’ responses revealed that a high percentage<br />

of teachers (75.8 %) and a moderate percentage of students (66 %) agreed<br />

that the exercises and activities provide for the development of study skills.<br />

Nevertheless, it can be concluded that both teachers and students believe that<br />

the exercises and activities “ English for Palestine” textbook for Tenth Grade<br />

provide for the development of study skills which could be explained by the<br />

fact the using different techniques and skills can greatly help students become<br />

more confident, effective, productive and intelligent in learning English. The<br />

results here seem to be in agreement with Hasan & Volker (2008) who found<br />

the Syrian material focuses on the cognitive element of language learning<br />

without ignoring affective and procedural factors, whereas the German<br />

material tended to put special emphasis on affectivity and process- orientation<br />

in addition to some pronunciation exercises and a stronger consideration of<br />

learner autonomy.<br />

8. Results Related to the Eighth Question: What are the attitudes of both<br />

teachers and students towards the usefulness and appropriateness of<br />

the exercises and activities of the Tenth Grade textbook “English for<br />

Palestine?<br />

To answer this question, the means and percentages for the two samples<br />

were calculated as shown in Tables 13, and 14.<br />

65


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />

and Eighth grades were of a limited type and the readers did not sufficiently<br />

meet the students’ scientific and technological needs. The findings were in<br />

disagreement with Hamdan (1994) whose study revealed that most of these<br />

textbooks are not strongly related to the students’ life.<br />

The results also seem to disagree with Shatnawi (2003) who found that<br />

some parents, teachers, and pupils were not fully satisfied with the content<br />

of Enterprise textbooks series which is used at Yarmouk University Model<br />

School since it was not more relevant to the students’ culture and background<br />

(Cited in Shatnawi, 2005) .<br />

The results seem to be in disagreement with Lee (2009) who found that<br />

that the11textbooks did not encourage the culture- general aspect of culture<br />

learning.<br />

7. Results Related to the Seventh Question: To what extent do the<br />

exercises and activities provide for the development of study skills,<br />

such as skimming, note taking, outlining, and looking up words in the<br />

dictionary?<br />

Table (12)<br />

Frequencies and Percentages of Study Skills<br />

Study Skills<br />

Student Book<br />

Frequency<br />

Percentage<br />

Frequency<br />

Work Book<br />

Percentage<br />

Scanning<br />

18<br />

20.93 %<br />

10<br />

10.20 %<br />

Skimming<br />

8<br />

9.3 %<br />

6<br />

6.12 %<br />

Note- Taking<br />

25<br />

29 %<br />

10<br />

10.20 %<br />

Outlining<br />

9<br />

10.46 %<br />

12<br />

12.24 %<br />

Summarizing<br />

19<br />

22 %<br />

25<br />

25.51 %<br />

Looking Up Words<br />

7<br />

8.14 %<br />

35<br />

35.71 %<br />

Total<br />

86<br />

100 %<br />

98<br />

100 %<br />

Table (12) shows that the exercises and the activities promote to some<br />

different types of study skills. The highest study skill in the Student book was<br />

note- taking which scored (29 %) while “looking up words in a dictionary”<br />

scored the highest in the Workbook (35.71) . This means that vocabulary<br />

64


Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />

and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />

Khaled Dweikat<br />

Student Book which focus on the Palestinian ways of living so as to meet the<br />

interests and cultural background of the students.<br />

Secondly, the historical aspects had the second highest percentage (17.2%)<br />

in the student book while the second highest percentage was scored by ways<br />

of living in the workbook (18.18%) . This means that the textbook involves<br />

some activities and exercises which have items that are related to Palestinian<br />

or Arab /Islamic events that happened in the past, present, or future.<br />

With regard to the political aspect we see that this aspect is included<br />

in some exercises and activities with only (8.28%) in the Student Book and<br />

(1.56%) in the Workbook.<br />

The results seem to agree with Bataineh (2004) who found that the<br />

Jordanian environment is moderately represented in the textbook she analyzed<br />

and that the environment, in general, is well represented and a lot of references<br />

are made to regional and international components.<br />

On the other hand, the analysis of respondents of teachers revealed that<br />

(71 %) of teachers indicated that the exercises and activities meet the needs<br />

and interests of the students while only (59 %) of the students agreed that<br />

the exercises and activities meet the needs and interests of the students. This<br />

means that the textbook should include more exercises and activities that meet<br />

their needs and interests since they know better what they need and what may<br />

interest them in the content of EFL textbook. Here, such necessity seem to<br />

agree with Inal (2006) who found that the course books applied in English<br />

language teaching in Turkish schools should be in line with the needs of the<br />

students attending the program.<br />

The results seem to agree with Shatnawi (2005) who found that the<br />

textbooks he analyzed included different percentages of cultural aspects<br />

including historical, economical, geographical, literary, political, religious,<br />

social, man- woman relationship, habits, customs and traditions.<br />

The results also agree with Al- Momani (1998) who found that the<br />

objectives of AMRA textbooks and vocabulary items and grammar and<br />

structural functions for the first and second secondary classes in Jordan meet<br />

the students’ needs and interests.<br />

The results, on the other hand, seem to disagree with Mu’men (1992)<br />

who found that the writing activities of PETRA textbooks for the Seventh<br />

63


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />

- Habits, Customs, and Traditions: Items that are related to habits,<br />

customs and traditions of people.<br />

- Way of Living: Items related to the way people live in certain<br />

societies.<br />

Table (11)<br />

Historical<br />

Cultural Aspects<br />

Economical<br />

Geographical<br />

Literary<br />

Political<br />

Religious<br />

Social<br />

Man- Woman Relationship<br />

Habits, Customs &Traditions<br />

Ways of Living<br />

Total<br />

Frequencies and Percentages of the Cultural Aspects<br />

Student Book<br />

Frequency<br />

27<br />

8<br />

54<br />

19<br />

13<br />

11<br />

8<br />

6<br />

5<br />

6<br />

157<br />

Percentage<br />

17.2%<br />

5.09%<br />

34.4%<br />

12.1%<br />

8.28%<br />

7 %<br />

5.09%<br />

3.82%<br />

3.18%<br />

3.82%<br />

100%<br />

Frequency<br />

5<br />

4<br />

13<br />

5<br />

1<br />

6<br />

10<br />

5<br />

5<br />

12<br />

66<br />

Work Book<br />

Percentage<br />

7.58 %<br />

6.06 %<br />

19.7 %<br />

7.58 %<br />

1.56 %<br />

9.09 %<br />

15.15 %<br />

7.58 %<br />

7.58 %<br />

18.18 %<br />

100%<br />

Table (11) shows that the Student Book contains more exercises and<br />

activities which focus on different aspects of the Arab/Palestinian culture.<br />

These exercises and activities will be of great interest to the students since<br />

they include something related to their own culture either Palestinian, Arab or<br />

Islamic ones. Table (11) , particularly, shows that the geographical aspects had<br />

the highest percentage in both Student Book and Workbook although it was<br />

higher in the Student Book (34.4 %) compared to the Workbook (19.7%).<br />

The least percentages in the Student Book were scored by Habits, Customs<br />

&Traditions (3.18%) , Man- Woman Relationship (3.82%) , ways of living<br />

(3.82) respectively while the least percentages in the Work Book were scored<br />

by political aspects (1.56 %) , economical aspects (6.06 %) and historical<br />

aspects (7.58 %) . This means that "ways of living" has been included in<br />

a higher percentage in the activities and exercises of the work book which<br />

reveals that there is a need to include more activities and exercises in the<br />

62


Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />

and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />

Khaled Dweikat<br />

students since teachers teach the same material many times which give them<br />

a chance to be more familiarized with its contents.<br />

The results here seem to disagree, to some extent, with that of Wu & J;<br />

Lin and Yin (1999) who found that presentation of programming examples in<br />

High School Computer textbooks in Taiwan lacked a detailed explanation of<br />

some of the problem –solving steps.<br />

6. Results Related to the Sixth Question: To what extent do the exercises<br />

and activities meet the background and interests of the students?<br />

To answer this question, the researcher tried to count the frequencies<br />

of the activities and exercises which are related to the Palestinian or Arab/<br />

Islamic culture. To do this, he used the criteria which were taken from Shatnawi<br />

(2005) . These criteria involved 10 cultural aspects that will be established<br />

and defined precisely prior to the analysis process so as to code the aspects<br />

consistently and coherently throughout the three units in the same way every<br />

time. This step, of course aims to establish sufficient reliability and validity<br />

in this content analysis. Shatnawi’s criteria included the following cultural<br />

aspects with their definitions and examples:<br />

- Historical: Items related to events that happened in the past, present,<br />

or future.<br />

- Economical: Items that give information about the economical<br />

system.<br />

- Geographical: Items that give information about the location of<br />

places.<br />

- Literary: Items that give information about the biographies of writers,<br />

poets, playwrights, scientists, essayists, and storytellers.<br />

- Man- woman relationship: Items related to marriage and the<br />

relationship between males and females.<br />

- Political: Items that give information about the political system.<br />

- Religious: Items that are related to the practices of Muslims and other<br />

religions.<br />

- Social: Items that are related to: country, beliefs, values, games,<br />

drinks, food, pets, greetings, Muslim and others festivals, etc.<br />

61


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />

Table (9)<br />

Frequencies and Percentages of Types of Activities and Exercises<br />

Types of Activities<br />

and Exercises<br />

Individual<br />

Pair<br />

Group<br />

Total<br />

Student Book<br />

Frequency Percentage<br />

145 73.98 %<br />

46 23.46 %<br />

5 2.55 %<br />

196 100%<br />

Work Book<br />

Frequency Percentage<br />

220 99.1 %<br />

2 0.9 %<br />

0<br />

0 %<br />

222 100%<br />

To sum up, the integration of activities and exercises can make the<br />

teaching\ learning process more enjoyable and more effective since they<br />

encourage the students to express themselves and / or to talk about their own<br />

traditions and culture.<br />

5. Results Related to the Fifth Question; To what extent do the exercises<br />

and activities promote critical thinking?<br />

Table (10)<br />

Frequencies and Percentages of Critical Thinking<br />

Levels of Critical Thinking<br />

Recalling<br />

Interpretation<br />

Application<br />

Analysis<br />

Synthesis<br />

Evaluation<br />

Total<br />

Student Book<br />

Frequency Percentage<br />

62 31.63%<br />

21 10.71 %<br />

36 18.36 %<br />

23 11.73 %<br />

39 19.89 %<br />

15 7.65 %<br />

196 100 %<br />

Work Book<br />

Frequency Percentage<br />

55 23.81 %<br />

15 6.49 %<br />

41 17.75 %<br />

26 11.26 %<br />

73 31.60 %<br />

21 9.09 %<br />

231 100 %<br />

Table (10) shows that recalling had the highest percentage in the student<br />

book (31.63 %) while synthesis had the highest percentage in the work book.<br />

The least percentages were scored by evaluation in the student book (7.65 %)<br />

and interpretation (6.49 %) in the workbook. Furthermore, the analysis of<br />

the questionnaire indicated that the exercises and activities promote critical<br />

thinking as the teachers scored high (70%) while the students scored moderate<br />

(66%) . The difference between teachers’ and students’ percentage could be<br />

attributed to the fact that teachers in general have more experiences than the<br />

60


Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />

and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />

Khaled Dweikat<br />

percentages in both the Student Book and the Work Book. It was also<br />

revealed that vocabulary exercises had the highest percentage in the Work<br />

Book (43.48%) while structure exercises had the highest percentage in the<br />

Workbook (32.4%) .<br />

The least percentage was scored by reading comprehension exercises<br />

and activities in both books as they were (16.23 %) in the Student book and<br />

only (6.69 %) in the workbook. This might be explained by the idea that<br />

reading comprehension exercises and activities are mostly designed to help<br />

students increase the pleasure and effectiveness of reading other subjects and<br />

in the personal and professional lives. Reading comprehension, furthermore is<br />

considered as a means of personal improvement and intellectual enlightenment<br />

and not for direct improvement of students’ active participation.<br />

The highest frequency of exercise and activities is given to the individual<br />

activities and exercises in both the student book and the work book since<br />

it scored 99.1% in the work book and (73.98 %) in the student book. This<br />

might be explained by the fact that the workbook exercise and activities were<br />

designed to be practiced individually or in pairs as stated in its objectives.<br />

Such activities are advised to be done individually at home so as help<br />

students revise what they have studied in the student book previously. Pair<br />

activities scored the second highest percentage in both textbooks although<br />

the percentage was much higher in the student book (23.46%) compared to<br />

the workbook which scored only 0.9 %. This might be explained by the idea<br />

that although the activities carried out in groups seem to be more powerful<br />

and more motivating, they require a lot of effort and a skillful use of the space<br />

and organization of the classroom which is unattainable in our classes that are<br />

over crowded.<br />

Using the quantitative data obtained from teachersʼ and studentsʼ<br />

responses, it can be realized that both teachers and students agreed that the<br />

exercises and activities encourage the students’ active participation since<br />

their percentages were high (75.4 %) for the teachers and (74.2 %) for the<br />

students.<br />

However, Table (9) below shows that such students’ participation could<br />

be done either individually, in pairs or even in groups. In this respect we find<br />

that group activities has only five frequencies (2.55 %) in the student book<br />

and scored nothing in the Work book.<br />

59


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />

which means that writing activities and exercises are used so as to help the<br />

students express themselves through writing through asking them perform<br />

different types of activities and exercises which include communicative and<br />

manipulative ones.<br />

Furthermore, the analysis of teachers» and students» respondents revealed<br />

that the exercises and activities provide for the development of systematic<br />

language skills as both percentages were high (77.8 %) for the teachers and<br />

(71.4 %) for the students.<br />

The results seem to be similar to what Abbas (2009) has reached in her<br />

study when she found that analytical survey for the contents of EFP textbooks<br />

for grades 10, 11&12 revealed various activities involving all language skills<br />

based to a great extent on the thematic, lexical and structural content of the<br />

reading material.<br />

The results seem to disagree with Al- Momani (1998) whose study<br />

revealed that the listening and speaking skills were not stressed in AMRA<br />

textbooks.<br />

4. Results Related to the Fourth Question; To what extent do the exercises<br />

and activities encourage the studentsʼ active participation?<br />

If we reexamine Tables (6, 7) above, we can find that the textbook has<br />

a variety of classroom activities and exercises that encourage the students to<br />

participate effectively through focusing on different skills in one hand, and<br />

providing students with situations from their real life on the other hand. For<br />

instance, Table (6) revealed that the four skills are integrated in each unit<br />

so as to motivate students to practice the language actively and this active<br />

participation can be seen through different forms and different levels.<br />

Table (7) , moreover, showed that the textbook includes different forms<br />

of activities and exercises either meaningful, communicative, mechanical or<br />

even manipulative ones.<br />

Table (8) revealed that both the Student Book and the Workbook<br />

contain a variety of exercises and activities the aim of which is to activate<br />

students' participation and their frequent use of language as well. These<br />

include vocabulary, structure, and language use and they scored acceptable<br />

58


Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />

and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />

Khaled Dweikat<br />

On the other hand, the analysis of the questionnaire indicated that the<br />

highest percentage of the teachers (80.2%) indicated that exercises and<br />

activities promote meaningful communication via the language while only<br />

a moderate percentage (67.8%) of the students agreed that the exercise and<br />

activities promote meaningful communication via the language. This might<br />

explained by the idea that teachers could have built more comprehensive<br />

picture of the textbook and its exercises and activities to the extent that it<br />

can be used effectively to enhance efficient communication via the language.<br />

The teachers in this regard have more experience and more knowledge of the<br />

content of the textbook under analysis.<br />

3. Results Related to the Third Question: To what extent do the exercises<br />

and activities provide for the development of systematic language<br />

skills?<br />

Using systematic language skills means presenting the four skills in a<br />

way which is skillfully based on a regular plan or fixed method in which<br />

students can move from one skill to another easily and interestingly.<br />

First, table (6) above showed that the four skills are clearly integrated in<br />

all of the units so as to help students learn English through practicing these<br />

four skills. By doing so, they will be able to improve their communicative<br />

performance so as to become confident users of English.<br />

Moreover, Table (6) above showed that the speaking skill has the highest<br />

frequency and percentage in the student book (30.48 %) but it was not the<br />

highest in the work book. The highest emphasized skill in the work book<br />

was the writing skill which scored (60.28%) . This means that the student<br />

book gives a prominent importance to the speaking skill so as to encourage<br />

the students to «speak» the language as much as possible in order to become<br />

confident users of English, while the work book gives a prominent importance<br />

to the writing skill.<br />

Table (6) above also revealed that the listening skill was completely<br />

neglected in the work book although it scored (23.78%) in the textbook which<br />

means that the focus of the workbook was not in the listening skill which is<br />

considered as unattainable skill for most students and to a lesser degree the<br />

teachers themselves.<br />

Then, we can see that the writing skill has the second frequency and<br />

percentage in the student book and the highest percentage in the workbook<br />

57


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />

(43) frequencies (21.93%) . Regardless of these results, we can say that<br />

the activities and exercises promote the use of the English language for<br />

meaningful communication especially when we add the meaningful activities<br />

and exercises to the communicative ones which give us about (58.66%) of<br />

the total activities and exercises. This might be interpreted by the fact that<br />

the skilful presentation and balanced variation of activities and exercises can<br />

provide students with the opportunity to feel free and express themselves<br />

or their ideas through making use of some meaningful activities which are<br />

considered essential for learners who need to learn in meaningful, socially<br />

organized contexts.<br />

Furthermore, the analysis of the questionnaire indicated that (80.2 %) of<br />

teachers (67.8%) of students agreed that the exercise and activities promote<br />

meaningful communication via the language.<br />

Table (8) shows that language use exercises and activities score a good<br />

percentage of frequencies 45 (29 %) in the student book and 46 (20%) in the<br />

workbook which means that the textbook promotes meaningful communication<br />

when it promotes students to use the language so as to communicate with<br />

peers, teachers and sometimes with other people outside the classroom. In<br />

this regard we canʼt ignore that students need the other types of exercises.<br />

i. e. vocabulary, structure and even reading comprehension exercises so as<br />

to improve the language in terms of competence and performance abilities.<br />

Therefore the structural exercises and activities which scored the highest<br />

frequency (50) and (32.46%) could have equal importance if they are used<br />

appropriately and been taught skillfully on the ground of strengthening the<br />

overall competencies of the English language.<br />

Table (8)<br />

Frequencies and Percentages of Type of Exercises and Activities<br />

Activities & Exercises<br />

Vocabulary<br />

Structure<br />

Reading comprehension<br />

Language use<br />

Total<br />

Student Book<br />

Frequency Percentage<br />

34 22 %<br />

50 32.46%<br />

25 16.23%<br />

45 29.2%<br />

154 100%<br />

Work Book<br />

Frequency Percentage<br />

100 43.48 %<br />

68 29.57 %<br />

16 6.96 %<br />

46 20 %<br />

230 100%<br />

56


Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />

and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />

Khaled Dweikat<br />

in line with the goals of the institutions, objectives of the language program,<br />

and the needs of the students attending the program.<br />

However, the study seems to disagree with Mahmoud (2006) who found<br />

that teachers and supervisors were not contacted by the Ministry of Education<br />

regarding the setting of the EFL objectives of “English for Palestine IV”<br />

textbook.<br />

2. Results Related to the Second Question: To what extent do the exercises<br />

and activities promote meaningful communication via the language?<br />

The content analysis of the Student Book and the Work Book revealed<br />

that exercises and activities promote meaningful communication.<br />

Table (7)<br />

Forms of Activities<br />

and Exercises<br />

Manipulative<br />

Meaningful<br />

Communicative<br />

Total<br />

Frequencies and Percentages of Communicative<br />

Manipulative, and Meaningful Activities and Exercises<br />

Student Book<br />

Frequency<br />

81<br />

43<br />

72<br />

196<br />

Percentage<br />

55<br />

41.32 %<br />

21.93%<br />

36.73%<br />

100%<br />

Frequency<br />

60<br />

72<br />

10<br />

142<br />

Work Book<br />

Percentage<br />

42.25 %<br />

50.70 %<br />

7.04 %<br />

100%<br />

Table (7) shows that textbook covers different types of exercises<br />

including manipulative, meaningful and communicative activities. The<br />

manipulative activities and exercises have the highest frequency in the student<br />

book (81) occurrences (41.32%) while the highest frequency was scored by<br />

the meaningful type in the workbook with a percentage of (50.70%) . This<br />

might be explained by the fact that the workbook was designed in order to<br />

encourage the students to practice using the language after the finish practicing<br />

manipulative activities with the help of the teacher and therefore, each unit<br />

in the Workbook has been divided into Reading& Development, Language I,<br />

and Language 2 sections to be practiced with a partner or alone while writing<br />

in the copybook.<br />

The communicative activities and exercises have the second frequency<br />

(72) of about (36.73%) in the student book while it was the least type in<br />

the workbook. The manipulative type scored the second highest occurrences<br />

in the work book and meaningful activities and exercises have only


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />

in meaningful situations. Such integration of the skills contribute to fulfilling<br />

the objectives of the syllabus.<br />

Table (6)<br />

Frequencies and Percentages of the Four Skills Integrated<br />

in the Activities and Exercises of Studentʼs Book and Work Book<br />

Skills<br />

Student Book<br />

Frequency<br />

Percentage<br />

Frequency<br />

Work Book<br />

Percentage<br />

Listening<br />

78<br />

23.78 %<br />

0<br />

0 %<br />

Speaking<br />

100<br />

30.488 %<br />

52<br />

18.44 %<br />

Reading<br />

53<br />

16.16 %<br />

60<br />

21.28 %<br />

Writing<br />

97<br />

29.57 %<br />

170<br />

60.28 %<br />

Total<br />

328<br />

100 %<br />

282<br />

100 %<br />

On the other hand, we can notice that the textbook is full of different<br />

types of activities and exercises which provide a great deal of grammatical<br />

practice through communicative, meaningful or manipulative activities as<br />

shown in Table (7) below where we can see that the manipulative activities<br />

and exercises score (81) frequencies (41.32%) while the communicative<br />

activities and exercises score (72) frequencies (36.73%) and the meaningful<br />

ones score (43) frequencies (21.93%) which means that all of these types are<br />

used to help the students practice the language.<br />

However, the textbook includes a great deal of motivating activities and<br />

exercises which talk about certain customs, traditions, figures, historical cities<br />

and places in Palestine.<br />

The agreement between the teachers seem to go with Mahmoud (2008)<br />

who found that English for Palestine textbook is suitable and specifies the<br />

general objectives of the course. The results also seem to agree with Pusporini<br />

(2008) who found that “English in Focus” is considered relevant to the EFL<br />

textbook evaluation criterion which can be seen from the level of suitability<br />

and that the level of suitability of “English in Focus” is 90.9%.<br />

The results also agree with Inal (2006) whose study found that the<br />

coursebooks used for English language teaching in Turkish schools should be<br />

54


Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />

and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />

Khaled Dweikat<br />

Statement Mean percentage Estimation<br />

level<br />

27.<br />

They provide a sense of challenge and<br />

fun.<br />

2.80 56 low<br />

28. They create relaxation and enjoyment. 2.68 53.6 low<br />

29.<br />

The quality of exercises and activities is<br />

adequate for both students and teachers.<br />

2.77 55.4 low<br />

Total 3.21 64.2 moderate<br />

1. Results Related to the First Question: To what extent do the activities and<br />

the exercises meet the behavioral objectives delineated in the syllabus,<br />

curriculum?<br />

The results revealed that 77.8% of the teachers and 70.6% of the students<br />

indicated that the activities and the exercises meet the behavioral objectives<br />

delineated in the syllabus. However, the students’ percentage and means were<br />

lower than the teachers’ means and percentage.<br />

This result could be possibly explained by the fact that «English for<br />

Palestine» textbook has been written and developed in consultation with local<br />

and international experts so as to provide systematic skills development and<br />

grammar practice that can help students become confident users of English.<br />

Second, although the behavioral objectives of the syllabus are not stated<br />

directly and straightforwardly in the textbook, we can somehow rely on what<br />

was mentioned on the cover of the textbook which states that the textbook aims<br />

to « help students learn English and to encourage them to become confident<br />

users of English, provide systematic skills development and grammatical<br />

practice, has built- in recycling and frequent revision to build confidence and<br />

includes motivating and rewarding activities”<br />

Thirdly, to answer the first question which was mentioned above in terms<br />

of the content analysis of the exercises and activities, we can realize that the<br />

four skills as shown in table (6) below, are clearly integrated in all of the units<br />

so as to help students learn English through practicing these skills. By doing<br />

so, they will be able to improve their communicative performance so as to<br />

become confident users of English and to use English to express themselves<br />

53


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />

Statement Mean percentage Estimation<br />

level<br />

12.<br />

13.<br />

14.<br />

15.<br />

16.<br />

17.<br />

18.<br />

19.<br />

20.<br />

21.<br />

22.<br />

23.<br />

24.<br />

25.<br />

26.<br />

They employ various types of educational<br />

aids.<br />

They take into account the student's prior<br />

experience.<br />

They take into account the individual<br />

differences between students.<br />

They motivate students to use English<br />

outside.<br />

They are equally distributed among the<br />

units.<br />

They are appropriately organized to suit<br />

the students' linguistic abilities.<br />

They encourage student- studentinteraction.<br />

They encourage teacher- student<br />

interaction.<br />

They encourage the use of various<br />

learning resources.<br />

They provide for a practical revision of the<br />

main points discussed previously.<br />

The exercises and activities are<br />

applicable.<br />

They enhance the quality of learning<br />

English.<br />

They help students express themselves<br />

freely and naturally.<br />

They enable the students to use<br />

authentically English cultural materials.<br />

They improve students' proficiency in<br />

English.<br />

3.31 66.2 moderate<br />

3.40 68 moderate<br />

2.83 56.6 low<br />

2.96 59.2 low<br />

3.16 63.2 moderate<br />

2.92 58.4 low<br />

3.37 67.4 moderate<br />

3.61 72.2 high<br />

3.07 61.4 moderate<br />

3.45 69 moderate<br />

3.14 62.8 moderate<br />

3.27 65.4 moderate<br />

3.27 65.4 moderate<br />

2.91 58.2 low<br />

3.36 67.2 moderate<br />

52


Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />

and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />

Khaled Dweikat<br />

Table (5)<br />

The Mean Scores and Standard Percentages of Students’ Respondents<br />

Statement Mean percentage Estimation<br />

level<br />

1.<br />

2.<br />

3.<br />

4.<br />

5.<br />

6.<br />

7.<br />

8.<br />

9.<br />

10.<br />

11.<br />

They contribute to achieving the<br />

behavioral objectives of the syllabus.<br />

The exercises and activities promote<br />

meaningful communication via the<br />

language.<br />

The exercises and activities provide for<br />

the development of systematic language<br />

skills.<br />

The exercises and activities encourage<br />

the students' active participation.<br />

The exercises and activities promote<br />

critical thinking (i. e. interpretation,<br />

application, analysis, synthesis, and<br />

evaluation.<br />

The exercises and activities meet the<br />

needs and interests of the students.<br />

The exercises and activities provide for<br />

the development of study skills: skimming,<br />

note taking, outlining, and looking up<br />

words in the dictionary.<br />

The exercises and activities develop the<br />

students' ability to use English for fruitful<br />

discussions.<br />

They help students understand the<br />

material effectively<br />

They promote the students' ability to<br />

practice English.<br />

They suit the level and abilities of the<br />

students.<br />

3.53 70.6 high<br />

3.39 67.8 moderate<br />

3.57 71.4 high<br />

3.71 74.2 high<br />

3.30 66 moderate<br />

2.95 59 low<br />

3.62 72.4 high<br />

3.28 65.6 moderate<br />

3.29 65.8 moderate<br />

3.39 67.8 moderate<br />

2.90 58<br />

51


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />

Statement Mean percentage Estimation<br />

level<br />

13<br />

14<br />

15<br />

16<br />

17<br />

18<br />

19<br />

20<br />

21<br />

They take into account the student's prior<br />

experience.<br />

They take into account the individual<br />

differences between students.<br />

They motivate students to use English<br />

outside.<br />

They are equally distributed among the<br />

units.<br />

They are appropriately organized to suit the<br />

students' linguistic abilities.<br />

They encourage student- studentinteraction.<br />

They encourage teacher- student<br />

interaction.<br />

They encourage the use of various learning<br />

resources.<br />

They provide for a practical revision of the<br />

main points discussed previously.<br />

3.30 66 moderate<br />

2.83 56.6 low<br />

3.27 65.4 moderate<br />

3.52 70.4 high<br />

3.27 65.4 moderate<br />

3.81 76.2 high<br />

3.94 78.8 high<br />

3.66 73.2 high<br />

3.77 75.4 high<br />

22 The exercises and activities are applicable. 3.42 68.4 moderate<br />

23<br />

24<br />

25<br />

They enhance the quality of learning<br />

English.<br />

They help students express themselves<br />

freely and naturally.<br />

They enable the students to use<br />

authentically English cultural materials.<br />

3.55 71 high<br />

3.44 68.8 moderate<br />

3.45 69 moderate<br />

26<br />

They improve students' proficiency in<br />

English.<br />

3.52 70.4 high<br />

27 They provide a sense of challenge and fun. 2.91 58.2 low<br />

28 They create relaxation and enjoyment. 2.76 55.2 low<br />

29<br />

The quality of exercises and activities is<br />

adequate for both students and teachers.<br />

3.03 60.6 moderate<br />

Total 3.51 70.2 high<br />

50


Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />

and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />

Khaled Dweikat<br />

Table (4)<br />

The Mean Scores and Percentages of Teachers’ Respondents<br />

Statement Mean percentage Estimation<br />

level<br />

1<br />

2<br />

3<br />

4<br />

5<br />

6<br />

7<br />

8<br />

9<br />

10<br />

11<br />

12<br />

They contribute to achieving the behavioral<br />

objectives of the syllabus.<br />

The exercises and activities promote<br />

meaningful communication via the<br />

language.<br />

The exercises and activities provide for the<br />

development of systematic language skills.<br />

The exercises and activities encourage the<br />

students' active participation.<br />

The exercises and activities promote critical<br />

thinking (i. e. interpretation, application,<br />

analysis, synthesis, and evaluation.<br />

The exercises and activities meet the needs<br />

and interests of the students.<br />

The exercises and activities provide for the<br />

development of study skills: skimming, note<br />

taking, outlining, and looking up words in<br />

the dictionary.<br />

The exercises and activities develop the<br />

students' ability to use English for fruitful<br />

discussions.<br />

They help students understand the material<br />

effectively<br />

They promote the students' ability to<br />

practice English.<br />

They suit the level and abilities of the<br />

students.<br />

They employ various types of educational<br />

aids.<br />

3.89 77.8 high<br />

4.01 80.2 v. high<br />

3.89 77.8 high<br />

3.77 75.4 high<br />

3.50 70 high<br />

3.55 71 high<br />

3.79 75.8 high<br />

3.71 74.2 high<br />

3.83 76.6 high<br />

3.88 77.6 high<br />

2.86 57.2 low<br />

3.67 75.2 high<br />

49


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />

Table (3) shows number of units, pages, exercises, activities in the two<br />

textbooks.<br />

Table (3)<br />

Number of Units, Pages, Exercises and Activities in Textbooks.<br />

Units<br />

No. of pages<br />

Student Book<br />

No. of Activities<br />

& Exercises<br />

No. of pages<br />

Workbook<br />

No. of Activities<br />

& Exercises<br />

One<br />

8<br />

37<br />

6<br />

19<br />

Two<br />

8<br />

28<br />

6<br />

16<br />

Three<br />

8<br />

36<br />

6<br />

19<br />

Four<br />

8<br />

41<br />

6<br />

17<br />

Five<br />

8<br />

41<br />

6<br />

17<br />

Six<br />

8<br />

41<br />

6<br />

19<br />

Seven<br />

8<br />

38<br />

6<br />

22<br />

Eight<br />

8<br />

37<br />

6<br />

13<br />

Nine<br />

8<br />

43<br />

6<br />

16<br />

Ten<br />

8<br />

42<br />

6<br />

21<br />

Eleven<br />

8<br />

43<br />

6<br />

21<br />

Twelve<br />

8<br />

37<br />

6<br />

18<br />

Total<br />

96<br />

464<br />

72<br />

218<br />

The data of the study were statistically analyzed in accordance with the<br />

study questions and the results were as follows:<br />

Tables (4, 5) below will be used as a base to answer the questions 1, 2,<br />

3, 4, 5, 6, 7.<br />

48


Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />

and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />

Khaled Dweikat<br />

2.<br />

3.<br />

4.<br />

5.<br />

Choosing the sample after getting the statistics from the Department of<br />

Statistics at Nablus Directorate of Education.<br />

Addressing the headmasters of the schools to distribute the questionnaire<br />

among the sample of the study. The headmasters, in the spirit of<br />

cooperation, forwarded the questionnaire to the teachers who teach or<br />

have taught Tenth Grade textbook «English for Palestine»<br />

Out of 86 questionnaires sent to the teachers via the headmasters, a total<br />

of 69 valid questionnaires were returned giving a response rate of 80 %.<br />

The respondents were asked to choose the response which describes their<br />

level of agreement with the statements made. From 69 questionnaires<br />

returned, 59 were considered useful for analysis.<br />

Regarding the students, the researcher believed it was better to save time<br />

and effort and administer the studentsʼ questionnaire among a purposeful<br />

sample of 4 classes: two female classes and two male classes. The<br />

researcher himself administered the questionnaire among the students of<br />

First Secondary Grade who studied English for Palestine last year. Such<br />

technique was recommended by a number of teachers who indicated that<br />

the Tenth Grade students of the academic year 2009 / 2010 will not be<br />

able to answer the questionnaire because they didnʼt finish the textbook<br />

and, therefore they did not examine its content.<br />

6.<br />

Analyzing data using SPSS in light of the questions of the study.<br />

Results:<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

For the purpose of interpreting the results, the following scale, which<br />

had five levels, was used to evaluate the degree of agreement of the<br />

respondents:<br />

4 (80 %) and more very high<br />

3.5 - 3.99 (70 – 79 %) high<br />

3- 3.49 (60 – 69 %) moderate<br />

2.5 – 2.99 (50 – 59%) low<br />

Below 2.5 (below 50%) very low<br />

47


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />

♦<br />

in the students’ book and the work book which required the students to<br />

practice any skill of the language.<br />

The text has been coded into manageable content categories. These<br />

categories were taken from Skierso evaluation checklist which consisted<br />

of thirteen categories that evaluated the exercises and activities in<br />

particular.<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

The analysis concentrated on different lists of categories including:<br />

Types of exercises and activities: manipulative, communicative, and<br />

meaningful activities and exercises.<br />

Types of exercises and activities in terms of: vocabulary, structure,<br />

reading comprehension, language use……etc.<br />

Levels of critical thinking: interpretation, application, analysis, synthesis<br />

and evaluation.<br />

Levels of clarity and appropriateness: clear, ambiguous, in between.<br />

Types of skills covered: listening, speaking, reading, and writing.<br />

Types of revision exercises and activities.<br />

Types of study skills included in the exercises and activities: skimming,<br />

scanning, note taking, outlining, looking up words in the dictionary…<br />

etc.<br />

Data Analysis:<br />

In order to answer the questions of the study, the collected data were<br />

analyzed statistically using the Means, frequencies, percentages, standard<br />

deviations, t- test for Independent Samples, and One- Way ANOVA.<br />

Data Collection Procedures:<br />

The following procedures were followed for the purpose of collecting<br />

data:<br />

1.<br />

Getting the formal approval of the Director of Directorate of Education<br />

in Nablus to administer the questionnaire among the teachers and the<br />

students at the beginning of the academic year 2009 / 2010.<br />

46


Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />

and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />

Khaled Dweikat<br />

3.<br />

used to compute the consistency coefficient between the three analyses.<br />

It was found that the consistency was (0.90) which is acceptable.<br />

Validity of the Questionnaire:<br />

To ensure the face validity and content validity of the questionnaire, a jury<br />

of 8 EFL curriculum experts from QOU, Najah University and EFL teachers<br />

were asked to determine the questionnaire’s validity. Their suggestions were<br />

as follows:<br />

♦ The questionnaire needed to be shortened because it will be distributed<br />

among the Tenth Grade students who are not accustomed to answering<br />

questionnaires.<br />

♦ Some items needed to be rewritten so as to avoid the problem of the<br />

duality of some items and eliminate duplications as well.<br />

♦ The questionnaire should be translated into Arabic so as to fit the students<br />

of the Tenth Grade who are not fluent in English.<br />

As a result, major changes to the order and wording of the items resulted<br />

from these procedures. Firstly, the number of items decreased from 34 to 29<br />

when the duplicated items were eliminated. Secondly, the wording of items<br />

was simplified so as to fit both teachers and students. Thirdly, the students’<br />

questionnaire was translated into Arabic so as to help the students understand<br />

the content of the items. The translation of the questionnaire was later refereed<br />

by a number of specialists in the fields of the Arabic language, translation and<br />

curriculum.<br />

After validation, the questionnaire consisted of (29 items) and was divided<br />

into two sections. (Section 1) sought to obtain three types of information in<br />

the teachers’ questionnaire and one type in the students’ questionnaire. In the<br />

teachers’ questionnaire, this section sought to obtain information on gender,<br />

prior experience with teaching, and educational qualification of the teachers.<br />

In the students’ questionnaire, the first section sought to obtain information<br />

on the gender of the students not more. (Section 2) consisted of 29 items<br />

measured on a 5- point Lickert scale ranging from ‘Strongly agree, agree,<br />

undecided disagree and ‘strongly disagree”.<br />

4.<br />

♦<br />

Unit of analysis and list of categories:<br />

The unit of analysis used in this study was the exercise and the activity.<br />

This means that the focus was given to all exercises and activities found<br />

45


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />

Instruments of the study:<br />

Two methodologies have been employed in this study, employing a<br />

combined range of qualitative and quantitative methods:<br />

♦ Content Analysis of the Student Book and the Work Book.<br />

♦ A 29- item questionnaire to survey Teachers’ and Students’ attitudes.<br />

Reliability of Instruments:<br />

1.<br />

Reliability of the questionnaire:<br />

The reliability was evaluated by assessing the internal consistency of the<br />

items using Cronbach alpha and it was 0.91.<br />

2.<br />

Reliability of Content Analysis:<br />

To establish the reliability of content analysis, the following procedures<br />

were followed:<br />

♦ The researcher developed rules for coding the text so as to code things<br />

consistently and coherently throughout the text in the same way every<br />

time.<br />

♦ The researcher developed a pre- defined set of concepts and categories.<br />

The researcher in this case precisely defined the categories used in this<br />

analysis so as ensure the consistency of the analysis.<br />

♦ The researcher coded the text so as to form a coding –checklist that can<br />

help him in the analysis process. Then he started reading through the<br />

text and manually writing down concept occurrences by tallying the<br />

frequencies of each category.<br />

♦ The researcher repeated the analysis after one week of the first analysis<br />

using the same rules and procedures. Consequently, Scott coefficient is<br />

used to compute the consistency coefficiency between the two analyses<br />

done by the researcher himself. It was found that the consistency was<br />

(0.95) which indicated a high coincidence between the two analyses.<br />

♦ The researcher asked two EFL teachers who taught English for Palestine<br />

textbook for the Tenth Grade to analyze the textbook after being given<br />

the required training and they were asked to follow the same rules and<br />

procedures used by the researcher himself. Again Scott coefficient was<br />

44


Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />

and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />

Khaled Dweikat<br />

Variables Levels of variables Frequency Percentage<br />

1- 4 7 11.9 %<br />

5- 8 13 22 %<br />

Years of Experience 9- 12 16 27.1 %<br />

13- more 23 39 %<br />

Total 59 100 %<br />

Qualification<br />

diploma 5 8.5 %<br />

B. A 49 83 %<br />

M. A - more 5 8.5 %<br />

Total 59 100 %<br />

♦<br />

The second population of the study consisted of (5172) students<br />

(2726 female) and (2446 male) . The sample was, 111 students<br />

chosen purposively in order to facilitate the process of distributing the<br />

questionnaire and to save time as well. Table 2 shows the distribution of<br />

the students' sample according to gender.<br />

Table (2)<br />

Distribution of the Students’ Sample according to Gender<br />

Variable Levels of variable Frequency Percentage<br />

Male 59 53.2 %<br />

Gender<br />

Female 52 46.8 %<br />

Variables of the Study:<br />

♦<br />

♦<br />

Total 111 100 %<br />

The Independent variables of the study included: gender of teachers<br />

(male/female) , gender of students (male /female) , Prior experience<br />

with teaching (1- 4 years / 5- 8 years /9- 12 years /13 and more) and<br />

Educational qualification (Diploma / B. A / M. A and more) .<br />

The dependent variable included the teachers’ and students’ attitudes.<br />

43


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />

in addition to listening and speaking.. The Student’s Book layout is enriched<br />

with colored pictures, graphic designs, cartoons, diagrams, and charts.<br />

The workbook, on the other hand, starts with a short section entitled<br />

“Review and Preview” which aims to help students review important basic<br />

English they have studied before and preview the books they are going to work<br />

with. The Workbook also contains 12 units which are rich in exercises and<br />

activities for the pupils to work on at home and in the classroom. Each unit in<br />

the Workbook was divided into three main sections: Reading & Development,<br />

Language I, and Language 2. Moreover, each section includes a puzzle that<br />

aims at revising the key words mentioned in the word list of each unit. A<br />

quick investigation of the content of the activities and exercises indicates that<br />

the units cover the four skills (listening, speaking, reading, and writing) and<br />

also focus on vocabulary building and language use. The workbook ends with<br />

Two Practice Tests: Practice Test 1 and Practice Test 2. Each test covers the<br />

four skills in addition to vocabulary and language use.<br />

Method:<br />

The exercises and activities of the Student Book and Workbook were<br />

examined using content- analysis method. Content analysis method provides<br />

an objective, quantified description of the frequencies of occurrence of<br />

selected components in the sampled educational materials.<br />

Population of the study:<br />

♦<br />

The first population of the study consisted of 86 teachers: (47 female) and<br />

(39 male) who have taught English for Palestine in Nablus Directorate<br />

of Education. The randomly chosen sample was 59 teachers who were<br />

distributed according to three independent variables as shown in Table<br />

1.<br />

Table (1)<br />

Distribution of Teachers’ Sample according to Independent Variables of the Study<br />

Gender<br />

Variables Levels of variables Frequency Percentage<br />

Male 25 42.4 %<br />

Female 34 57.6 %<br />

Total 59 100 %<br />

42


Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />

and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />

Khaled Dweikat<br />

benefit from this analysis when the nature and the structure of its exercises<br />

and activities are analyzed. The results of this study can help bridging the gap<br />

that might exist between learners and educators and it can add some useful<br />

information to the growing body of literature in this area. The findings of<br />

this study might be of great benefits for people who are interested in teacher<br />

training, syllabus design, teaching method, testing and materials.<br />

Materials:<br />

The exercises and activities in the Student Book and Workbook of<br />

“English for Palestine” for the Tenth Grade were taken to serve as the corpus<br />

of the present study.<br />

Being one of a series of EFL textbooks called First Palestinian English<br />

Curriculum, “English for Palestine” textbook is described as a modern,<br />

communicative English course which has been especially written for Tenth<br />

Grade students (15 years old) . It has been designed by the Curriculum Centre<br />

of Ministry of Education and Higher Education to be in favor of the current<br />

climate of the Communicative Approach since the beginning of the 1990s.<br />

The back cover contains a description that sates “English for Palestine”<br />

series:<br />

♦ has been developed in consultation with local and international ELT<br />

experts.<br />

♦ provides systematic skills development and grammatical practice.<br />

♦ has built- in recycling and frequent revision to build confidence.<br />

♦ includes motivating and rewarding activities suitable for each Grade.<br />

♦ Prepares school leavers for further study or the world of work.<br />

Regarding the content of this textbook, it can be realized that the Student<br />

Book contains 12 units, each organized around a topic supported by colored<br />

pictures, exercises and activities. Furthermore, the cyclical content page<br />

indicates that the units are divided into seven sections organized in a way<br />

to cover different types of skills and subskills. The sections cover reading,<br />

development (summary & vocabulary) , language I, writing (punctuation<br />

& composition) , listening, pronunciation & speaking, language II, and<br />

integrated skills in varying order. Vocabulary and style are covered in all four<br />

sections in the appropriate parts, and the Language Use’ sections appear in the<br />

most relevant parts in all sections especially “Language I and Language II”<br />

41


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />

4.<br />

5.<br />

6.<br />

7.<br />

8.<br />

9.<br />

To what extent do the exercises and activities encourage the students><br />

active participation?<br />

To what extent do the exercises and activities promote critical thinking<br />

(i. e. interpretation, application, analysis, synthesis, and evaluation?<br />

To what extent do the exercises and activities meet the background and<br />

interests of the students?<br />

To what extent do the exercises and activities provide for the development<br />

of study skills, such as skimming, note taking, outlining, and looking up<br />

words in the dictionary?<br />

What are the attitudes of both teachers and students towards the usefulness<br />

and appropriateness of the exercises and activities of the Tenth Grade<br />

textbook «English for Palestine?<br />

Are there statistically significant differences at α = 0.05 between the<br />

teachers’ attitudes and students’ attitudes towards the usefulness and<br />

appropriateness of the exercises and activities of the Tenth Grade textbook<br />

“English for Palestine?<br />

10. Are there statistically significant differences at α = 0.05 between the<br />

students’’ attitudes towards the usefulness and appropriateness of<br />

the exercises and activities of the Tenth Grade textbook “ English for<br />

Palestine due to sex variable?<br />

11. Are there statistically significant differences at α = 0.05 between teachers’<br />

attitudes towards the usefulness and appropriateness of the exercises<br />

and activities that can be attributed to sex, experience and qualification<br />

variables?<br />

Significance of the Study:<br />

The Palestinian Ministry of Education gives great importance to school<br />

textbooks since they are the foundation of the curriculum and an indispensable<br />

medium of learning. Therefore, there is an obvious need to evaluate and<br />

analyze the content of new modern communicative textbooks. In fact, this is<br />

the first content analysis study that aims to explore the content of the exercise<br />

and activities of “English for Palestine’ textbook. Thus, the findings of this<br />

content analysis will be useful for those people who work in the area of<br />

syllabus design as well as the teachers who teach this textbook since they can<br />

40


Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />

and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />

Khaled Dweikat<br />

Mu’men (1992) evaluated PETRA textbooks for the Seventh and<br />

Eighth grades. The results showed that these textbooks need modifications<br />

concerning the long comprehension passages, the writing activities were of a<br />

limited type and the readers did not sufficiently meet the students’ scientific<br />

and technological needs.<br />

Statement of the Problem:<br />

The best way to ensure that textbooks were designed in accordance with<br />

educational criteria is through reliable and valid analysis of their contents.<br />

Unfortunately, a great number of teachers who teach the Tenth Grade level<br />

face many difficulties in teaching «English for Palestine» textbook and they<br />

claim that it has many negative elements and drawbacks although it has<br />

been written and developed in consultation with local and international ELT<br />

experts. Thus, the researcher tried to analyze the exercises and activities<br />

found in the Student Book and Work Book of Tenth Grade EFL textbook<br />

(English for Palestine) and investigated the attitudes of a sample of teachers<br />

and students towards the appropriateness and usefulness of the exercises and<br />

activities of this textbook.<br />

Purpose of the Study:<br />

This study aimed at analyzing the exercises and activities of «English for<br />

Palestine» textbook for the Tenth Grade and also it aimed at investigating the<br />

attitudes of teachers and students towards the appropriateness and usefulness<br />

of the exercises and activities of Tenth Grade textbook.<br />

Questions of the study:<br />

This study attempted to answer the following questions:<br />

1.<br />

2.<br />

To what extent do the activities and the exercises meet the behavioral<br />

objectives delineated in the syllabus, curriculum?<br />

To what extent do the exercises and activities promote meaningful<br />

communication via the language?<br />

To what ext<br />

3. ent do the exercises and activities provide for the development<br />

of systematic language skills?<br />

39


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />

on teaching methods and use of evaluated textbooks in the classrooms. The<br />

results of the study revealed that:<br />

1.<br />

2.<br />

3.<br />

4.<br />

5.<br />

6.<br />

7.<br />

8.<br />

9.<br />

10.<br />

11.<br />

12.<br />

The objectives of AMRA textbooks were based on teaching English for<br />

communication, and they met the students’ needs and interests.<br />

The vocabulary items were selected to suit the students’ level and to<br />

facilitate communication.<br />

The grammar and structural functions were selected to suit students’<br />

backgrounds and they were related to previous classes.<br />

The textbooks were good in terms of their general aspects, they were<br />

paginated correctly, clearly typed and free of misprints.<br />

The workbooks were useful; they enhanced understanding of the<br />

material.<br />

The rationale of the textbooks was suitable.<br />

AMRA textbook 1 was not provided with a word list.<br />

The teaching aids, wall pictures and cassettes were not provided.<br />

Listening and speaking skills were not stressed in AMRA textbooks<br />

The content of AMRA textbooks was not interesting to the students.<br />

The exercises in workbooks were not related completely to the material.<br />

The allocated periods per week to cover the material was not suitable.<br />

13. There were no significant differences between supervisors’ and<br />

teachers’ perspectives regarding the strengths and weaknesses in AMRA<br />

textbooks.<br />

Jacobs and Ball (1996) examined the use of group activities in EFL<br />

textbooks published since 1990. They found that such activities are widely<br />

used.<br />

Al- Barakat (1996) evaluated English language curriculum textbooks for<br />

the basic stage in Jordan, PETRA series. The researcher made a quantitative<br />

analysis which consisted of all the main passages which were presented for<br />

reading. The results showed that Petra Series reflected cultural bias as revealed<br />

the criteria of the two instruments. (Cited in Shatnawi, 2005)<br />

38


Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />

and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />

Khaled Dweikat<br />

lexical items with reference to developments in the life of the English nation.<br />

Reda recommended to enlarge the basic area of English vocabulary to include<br />

an unlimited range of purposes, especially in a period of globalization..<br />

Ansary (2002) did ten coursebook reviews to find out the universal<br />

characteristics of ESL/EFL coursebooks. He concluded that no neat formula<br />

or system may ever provide a definite way to judge a textbook and stated<br />

however perfect a textbook is, it is just a simple tool in the hands of teachers.<br />

He noted, therefore, that it is not only the matter of coursebook content or<br />

system of its evaluation, but also the attitudes and competence of educators<br />

by whom coursebooks are utilized in classrooms.<br />

Ansary and Babaii (2002) explored the status of sexism in current<br />

ESL/ EFL textbooks. Two types of analysis were performed to examine the<br />

manifestation (s) of sexist attitudes and values in two textbooks (Right Path to<br />

English I & II) that are locally designed to cater for and respond to the English<br />

language needs of Iranian students at secondary schools. First, a systematic<br />

quantitative content analysis was carried out with reference to (a) sex visibility<br />

in both texts and illustrations and (b) female/male topic presentation in dialogs<br />

and reading passages. Secondly, a qualitative inquiry was made into (a) sexlinked<br />

job possibilities, (b) sex- based activity types, (c) stereotyped sex<br />

roles (d) firstness and (e) masculine generic conception. Results revealed that<br />

Right Path to English I & II can be considered sexist textbooks that present<br />

students, in their early exposure to the English language, with an unfair<br />

and inexcusable picture of women. It is suggested that this sexism, though<br />

embarrassing and undesirable, seems to mirror the institutionalized unfair sex<br />

discrimination to the disadvantage of women in society.<br />

Al- Momani (1998) evaluated AMRA textbooks for the first and second<br />

secondary classes in Jordan. To achieve that purpose the researcher developed<br />

three evaluation instruments. The first one was two evaluation questionnaires,<br />

one for teachers and supervisors which contained (91) items covering eleven<br />

major characteristics of a good English textbook. The other evaluation<br />

instrument was for students. Their questionnaire included (85) items. The<br />

second evaluation instrument was the interview form. The third evaluation<br />

instrument was the observation form which included actual observations<br />

37


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />

pictures and that the time allotted for the included material is inadequate.<br />

Additionally, he stated that teachers and supervisors were not contacted by<br />

the Ministry of Education regarding the setting of the EFL objectives for the<br />

materials of this textbook.<br />

Inal (2006) looked into the issue of coursebook selection criteria<br />

applied in English language teaching in Turkish schools. He concluded that<br />

coursebooks should be in line with the goals of the institutions, objectives of<br />

the language program, and the needs of the students attending the program.<br />

Shatnawi (2005) investigated the role of culture in foreign language<br />

textbooks through content analysis and the extent to which culture is<br />

represented in the Cutting Edge series. The researcher analyzed the content of<br />

the Cutting Edge series to find out the cultural aspects in these textbooks. The<br />

analysis revealed that the textbooks include these cultural aspects: historical,<br />

economical, geographical, literary, political, religious, social, man- woman<br />

relationship, habits, customs and traditions.<br />

Bataineh (2004) examined the representation of the local environment in<br />

English language curricula: a case study of Jordanians Tenth Grade textbooks.<br />

The findings revealed that the Jordanian environment is moderately represented<br />

in the textbook she analyzed. The environment, in general, is well represented<br />

and a lot of references are made to regional and international components.<br />

Shatnawi (2003) evaluated Enterprise textbooks series which is used at<br />

Yarmouk University Model School and many other private schools in Jordan<br />

and some other Arab and Islamic countries. The results of the study showed<br />

that some parents, teachers, and pupils were not fully satisfied with the<br />

content of Enterprise since it was not more relevant to the students’ culture<br />

and background. (Cited in Shatnawi, 2005) .<br />

Reda (2003) examined topics of a sample of six EFL textbooks including<br />

the well- known Cambridge English Course and Headway. These topics cover<br />

food and drink, clothes and fashion, colors and shapes, animals and plants, time<br />

and dates, family relationships, leisure and sports, countries and nationalities<br />

and many others. In particular, using materials from Headway, the study drew<br />

attention to the prototyping pattern of moving the lexical syllabus from general<br />

interest topics to higher levels. It shows that the expansion of vocabulary<br />

in EFL programmes broadens the horizon of basic English by incorporating<br />

36


Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />

and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />

Khaled Dweikat<br />

Hasan & Volker (2008) explored the cognitive, affective and procedural<br />

aspects of EFL elementary textbooks in Syria and Germany. They analyzed a<br />

corpus which consisted of three Syrian elementary textbooks, Starters I- III,<br />

and their German counterparts, Kooky I- II. Based on the paradigmatic change<br />

from instructivism to constructivism, a descriptive- analytical approach is<br />

used to examine the content- material in terms of teacher vs. pupil orientation,<br />

product vs. process orientation, virtuality vs. authenticity, cognitive learning<br />

vs. learning by doing which represent the essential parameters of learner<br />

autonomy. Results indicated that the Syrian material focuses on the cognitive<br />

element of language learning without ignoring affective and procedural factors,<br />

whereas the German material tended to put special emphasis on affectivity<br />

and process- orientation. Culturally, the Syrian textbooks confine their view<br />

to the domestic background before opening up to British culture in book III,<br />

whereas the German textbooks are keen to introduce the British dimension<br />

right from the start. For the Syrian material, the study suggested the inclusion<br />

of pronunciation exercises and a stronger consideration of learner autonomy.<br />

In the case study he carried out in South Korea on an EFL course book,<br />

Litz (n. d.) covered also vocabulary issues and presents a Teacher Textbook<br />

Evaluation Form which includes four items for vocabulary evaluation. The<br />

Teacher textbook evaluation of vocabulary issues revealed that the textbook<br />

included a detailed overview of the functions, structures and vocabulary that<br />

will be taught in each unit and that an adequate vocabulary list or glossary is<br />

included. The results also revealed that the grammar points and vocabulary<br />

items are introduced in motivating and realistic contexts and that the<br />

progression of grammar points and vocabulary items is appropriate.<br />

Jahangard (2007) evaluated the EFL textbooks used in Iranian public<br />

high schools and consolidated a 13- tem checklist extracted from ten different<br />

checklists offered by various authors. He indicated that two types of problems<br />

are detected and stated them as follows: “One is concerned with the lack<br />

of correspondence between the different senses of the word introduced<br />

in the New Words Sections and the senses which are used in the Reading<br />

Comprehensions. The other type is attributable to the poor contextualization<br />

of the new vocabulary in the New Words Sections.<br />

Mahmoud (2006) evaluated “English for Palestine IV” textbooks and<br />

showed that the textbooks need modifications concerning the irrelevant<br />

35


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />

thematic, lexical and structural content of the reading material. The workbook<br />

gives extra activities and homework exercises which reinforce what has been<br />

introduced in the students’ book.<br />

Hamiloglu and Karlıova (2009) examined and evaluated the selected<br />

English language coursebooks from the viewpoint of vocabulary selection<br />

and teaching techniques they employ. As a result of this evaluation, it was<br />

seen that all selected coursebooks integrated lexis into their syllabuses, giving<br />

emphasis to word knowledge by means of separate headings and additional<br />

sub- headings. Also, by means of word lists supplied at the end of Student’s<br />

Books, they provide quick- reference data for selfcheck. Furthermore, all of<br />

the coursebooks have colorful layouts supporting vocabulary acquisition and<br />

comprehension through pictures, graphic designs, drawings, diagrams and<br />

cartoons except for Grammar in Context 2 also which has also some pictures<br />

and drawings, but all are all in black- and- white format and fewer in number,<br />

which makes the Student’s Book somehow dull and less attractive than the<br />

rest of the coursebooks.<br />

Mahmoud (2009) evaluated “English for Plaestine” textbook which is<br />

used for teaching English for the tenth grade students in Palestine. Therefore,<br />

the researcher used two instruments: a questionnaire that contained 52 items<br />

and a list contained the characteristics of a good textbook. The study revealed<br />

that the textbook is suitable and could be used in private and in government<br />

schools after regarding the different suggestions and modifications the<br />

researcher recommended.<br />

Pusporini (2008) aimed to analyze English e- book for junior high school<br />

grade VII, “English in Focus”, based on the EFL textbook evaluation criteria.<br />

The study also aimed to find out what criteria that have been fulfilled by<br />

English e- book for junior high school grade VII. The results of the study<br />

were (1) “English in Focus” is considered relevant to the EFL textbook<br />

evaluation criterion which can be seen from the level of suitability. The level<br />

of suitability of “English in Focus” is 90.91%. ; and, (2) the criteria that are<br />

fulfilled by “English in Focus” are: Objectives, Good Vocabulary Explanation<br />

and Practice, Periodic Review and Test Sections, Appropriate Visual Materials<br />

Available, Clear Instructions, Clear Attractive Layout, Content Clearly<br />

Organized and Graded, Good Grammar Presentation and Practice, Fluency<br />

Practice in All Four Skills, Encourage Learners.<br />

34


Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />

and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />

Khaled Dweikat<br />

aspirations of the Palestinian society. It recognizes that such a curriculum will<br />

foster Palestinian values and traditions in one hand, and promotes a sustainable<br />

spirit of development on the other hand. In this respect, The Palestinian<br />

Ministry of Education and Higher Education gives great importance to school<br />

textbooks since they are the foundation of the curriculum and an indispensable<br />

medium of learning. Thus, the EFL textbook for Tenth Grade, published in<br />

2004, represents the last one of the basic cycle of primary education from<br />

grades 1- 10 included in the First Palestinian Curriculum Plan which aims<br />

at developing the school textbooks in Palestine in accordance with current<br />

research and approaches.<br />

Review of the Related Literature:<br />

This literature review aims at presenting a number of studies which are<br />

conducted in the field of educational textbooks mainly EFL textbooks.<br />

Lee (2009) tried to collect 11 high- school EFL conversation textbooks<br />

used in Korea to examine how the textbooks teach culture. Findings showed<br />

that all of the textbooks neglect both the teaching of the culture- general aspect<br />

of culture learning and the small “c” target- culture learning. Remarkably<br />

scant use of authentic materials along with interactive technologies like the<br />

Internet for teaching culture was used. The findings also revealed that that the<br />

11 textbooks did not encourage the culture- general aspect of culture learning.<br />

Out of the 16 themes suggested by Lee (2004, 2005) , only two themes (12%)<br />

“Intercultural communicative competence” and “Positive attitude toward<br />

culture learning” were identified in 9 textbooks. The use of authentic materials<br />

such as print, audio, video and realia, along with interactive technologies such<br />

as the Internet is scarce throughout the 11 textbooks.<br />

Abbas (2009) aimed at investigating the cultural elements in the new<br />

English syllabus by using content survey and analysis. Therefore, a detailed<br />

analytical survey for the contents of EFP textbooks for grades 10, 11 & 12<br />

is made. The aim of this survey is to describe the content of these textbooks<br />

in terms of the topics they cover and the way they are covered. For this<br />

purpose, these topics were analyzed to see what international (global) and<br />

Palestinian (including Arab &Islamic) issues and dimensions they deal with.<br />

The analysis revealed that each unit contains a reading passage followed by<br />

various activities involving all language skills based to a great extent on the<br />

33


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />

Introduction:<br />

To learn English as a foreign language, people usually trust textbooks<br />

which can help them acquire the skills of language easily and efficiently.<br />

These EFL textbooks are considered useful tools for both learners and<br />

teachers especially when they are designed along the lines of current research<br />

and approaches. Thus, textbooks constitute a central component in the<br />

educational process since they provide the basic sources of information to<br />

learners, especially at elementary school. In education, generally speaking,<br />

textbooks govern almost all classroom practices. Learners, in this respect,<br />

use textbooks to organize their learning process by a variety of methods<br />

and strategies in order to perform tasks and activities in terms of lexical,<br />

grammatical and cultural progression. Textbooks, moreover, teach the subject<br />

content and other issues such as social and cultural topics as well as the values<br />

and beliefs of society. It is not surprising, therefore, that textbooks are still<br />

considered the primary instrument for carrying out the subject syllabus in<br />

Palestine. Moreover, in the national school certificate examinations, students<br />

are evaluated on the basis of information contained in the textbooks. So,<br />

the content of the textbooks determines the students’ examination results.<br />

Teachers, on the other hand, depend greatly on the textbook as they do not<br />

have time to collect and adapt material for their classes. In addition, they find<br />

it extremely difficult to develop new material and they might face external<br />

pressure which may restrict them from doing so.<br />

In view of the arguments stated above, textbooks continue to play a<br />

major role in classroom interaction despite the controversial debate on their<br />

significance. Hutchinson and Torres (1994) , for example, consider the role<br />

of the textbook in teaching and learning and in the process of change. They<br />

challenge the anti- textbook view and argue that the textbook has a vital and<br />

positive part to play in the everyday job of teaching and learning English<br />

(especially at elementary level) and that the textbook becomes even more<br />

important in periods of change.<br />

In the light of the great need to improve the process of learning English<br />

as a foreign language in Palestine, The Palestinian Ministry of Education and<br />

Higher Education pays great attention to this field of education in particular<br />

with the hope of producing a national curriculum that meets the needs and<br />

32


Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />

and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />

Khaled Dweikat<br />

Abstract:<br />

This study aimed at analyzing the exercises and activities of “English<br />

for Palestine” textbook for the Tenth Grade and investigating teachers’ and<br />

students’ attitudes towards the appropriateness and usefulness of the activities<br />

and exercises. The study also aimed to examine the effect of sex, experience<br />

and qualification variables on these attitudes. The study sample consisted of<br />

25 male teachers and 34 female teachers chosen randomly, in addition to 59<br />

male students and 52 female students.<br />

To answer the questions of the study, the researcher analyzed the<br />

two parts of «English for Palestine» textbook: the Student Book and the<br />

Workbook. Moreover, a 29- item questionnaire was administered among the<br />

two samples.<br />

The results indicated that:<br />

1.<br />

The content analysis of the exercises and activities indicated that they<br />

fulfill the textbook objectives and develop the language skills and the<br />

study skills which can be used for effective communication. These<br />

exercises and activities, moreover, encourage critical thinking and<br />

classroom interaction.<br />

2. The teachersʼ attitudes towards the usefulness and appropriateness of<br />

exercises and activities were high (positive) whereas the studentsʼ<br />

attitudes were moderate.<br />

3. There were statistically significant differences between teachersʼ attitudes<br />

and studentsʼ attitudes towards the usefulness and appropriateness of the<br />

exercises and activities in favor of the teachers.<br />

4. There were no statistically significant differences between studentsʼ<br />

attitudes towards the usefulness and appropriateness of the exercises and<br />

activities due to sex.<br />

5.<br />

There were no statistically significant differences between teachers’<br />

attitudes towards the usefulness and appropriateness of the exercises and<br />

activities due to sex, experience and qualification variables.<br />

31


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />

@ZòÉ‹fl<br />

<br />

«English for Palestine»<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

30


Investigating Teachers' and<br />

Students' Attitudes towards<br />

the Activities and Exercises<br />

of EFL Textbook for Tenth<br />

Grade in Palestine<br />

Khaled Abdel-Jaleel Dweikat<br />

Academic Supervisor\ Education Program\ English Language Teaching<br />

Methodology\ Nablus Educational Region.<br />

29


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />

32.<br />

Sankari, M. N. (1978). Environments, plants and ranges of the Syrian<br />

arid and very arid areas (protection and development) 7th part, chapter<br />

3: 683- 694. University of Aleppo, Syria.<br />

33. Trevino, M. (2009) Dozens of horses poisoned at California farm. CNN:<br />

Crime. 3<br />

34.<br />

35.<br />

36.<br />

Vailati, A. ; Aristia, L. ; Sozze, E. (1993). Randomized open study of the<br />

dose- affect relationship of a short course of IdB 1016 in patients with<br />

viral or alcoholic hepatitis. Fitoterapia; 64: 219- 27<br />

Wagner, H. (1981) Plant constituents with antihepatotoxic activity.<br />

In: Beal J. L., Reinhard E eds. Natural Products as Medicinal Asgents.<br />

Stuttgart: Hippkrates- Verlag.<br />

West, E. (1957) Poisonous plants around the home. Florida Agr. Expt.<br />

Sta., Circular S- 100.<br />

28


Ex vivo assessment of Nerium oleander (Defla) toxicity<br />

and Silybum marianum (Khurfeish) antidotal virtues<br />

Bilal Ghareeb<br />

21. Knight, A. P. (1999) Guide to Poisonous Plants: Oleander. Colorado<br />

State University.<br />

22.<br />

23.<br />

24.<br />

25.<br />

26.<br />

27.<br />

28.<br />

Lerche, C. ; Fautrel, A. ; Shaw, P. M. ; Glaise, D. ; Ballet, F. ; Guillouzo,<br />

A.; Laurent, C. (1997). Regulation of the major detoxification functions by<br />

Phenobarbital and 3- methylcolanthrine in co- culture of rat hepatocytes<br />

and liver epithelial cells. Eur J. Biochem 244 (98).<br />

Lirussi, F. ; Okolicsanyi, L. (1992). Cytoprotection in the nineties:<br />

experience with ursodeoxycholic acid and silymarin in chronic liver<br />

disease. Acta Physiol Hung; 80: pp. 363- 7<br />

Luper, S. (1998) A review of plants used in the treatment of liver disease:<br />

part 1. Alternative Medicine Review 4: 410- 421.<br />

Magliulo, E. ; Gagliardi, B. ; Fiori, G. P. (1978). Results of a double blind<br />

study on the effect of silymarin in the treatment of acute viral hepatitis<br />

carried out at two medical centers. Med Klin; 73: pp. 1060- 5<br />

Medina- Diaz, I. M., Elizondo, G. (2005) Transcriptional induction of<br />

CYP3A4 by o, p’- DDT in HepG2 cells. Toxicol Lett; 16: 41–7.<br />

Mohammad, A. (2005) Rangeland conditions at Southern West bank.<br />

Hebron University Journal of Research, vol. 2. No. 1.<br />

Mosmann, T. (1983) Rapid colorimetric assay for cellular growth and<br />

survival: application to proliferation and cytotoxicity assays. J Immunol<br />

Methods. Dec 16;65(1- 2): 55- 63.<br />

29. Raju J., Patlolla J. M. R., Swamy M. V. Rao C. V. (2004) Diosgenin,<br />

a steroid saponin of Trigonella foenum graecum (Fenugreek), inhibits<br />

azoxymethane- induced aberrant crypt foci formation in F344 rats<br />

and induces apoptosis in HT- 29 human colon cancer cells. Cancer<br />

Epidemiology, Biomarkers & Prevention 13, 1392.<br />

30.<br />

31.<br />

Saad B. (2005) In vitro evaluation of tissue compatibility of biomaterials.<br />

Euro- Asian Journal of Applied Sciences 3: 33- 52.<br />

Saad B., Azaizeh H., Said O. (2005) Tradition and Perspectives of Arab<br />

Herbal Medicine: A Review. eCAM Advance eCAM 2005 2: 475- 479;<br />

doi: 10. 1093/ecam/neh133.<br />

27


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />

11.<br />

12.<br />

13.<br />

14.<br />

Desplaces, A, Chppin, J., Trost, W. (1975) The effects of silymarin on<br />

experimental phalloidine poisoning. Arzneimittelforschung 25: 89- 96.<br />

Flora, K. ; Hahn, M. ; Rosen, H. ; Benner, K. (1998). Milk thistle (Silybum<br />

marianum) for the therapy of liver disease. Am J Gastroenterol. 93: 139–<br />

43.<br />

Ghareeb B., Khaseeb S., Kosseff R., Sa’ad B. (2008) Toxicity of<br />

Cichorium pumilum (Elik) to Grazing Animals and Detoxification<br />

Using Silybum marianum (Khurfeish) (A Study in the Hepatic Cell Line<br />

HepG2. Hebron University Research Journal (Nat Sci) Volume (3) No<br />

(2) July 69- 83.<br />

Ghareeb B., Arteen M., Abu Farha A., Awwad N., Badie H., Kmail A.,<br />

Barghouthi S., Sa’ad B. (2007) In vitro evaluations of cytotoxicity of<br />

Crozophora tinctoria (Ghbeira) and antidote effects of Silybum marianum<br />

(Khurfeish) Applied aspects for grazing in Palestine. An- Najah Univ. J.<br />

Res. (Nat. Sc. ) vol 21, 117- 128<br />

15. Goetz, Rebecca. J. (1998). Oleander. Indiana Plants Poisonous to<br />

Livestock and Pets. Cooperative Extension Service, Purdue University.<br />

16.<br />

Ignarro, L. J., Buga, G. M., Wood, K. S. and Byrns R. E. (1987)<br />

Endothelium derived relaxing factor produced and released from artery<br />

and vein is nitric oxide. Proc. Natl. Acad. Sci. USA 84: 9265- 9269.<br />

17. Inchem (2005). Nerium oleander L. (PIM 366). IPCS Inchem. Retrieved<br />

on 2005- 10- 23.<br />

18.<br />

19.<br />

20.<br />

Jaffe, W. G. (1972). Plant toxins. Second printings in “The safety of<br />

foods” An international symposium on safety and importance of foods<br />

in the western hemisphere. University of Puerto Rico. Mayaguez, Puerto<br />

Rico.<br />

Kalapodi, M., Georgokapoulos, P., Zikos, P., Frangides, C. (2006) In<br />

vitro action of Nerium oleander extract in different sanguine groups.<br />

Pharmacologyonline 3: 78- 83.<br />

Kingsbury, J. M. (1964). Poisonous plants of the United States and<br />

Canada. Prentice- Hall Inc. N. J. 626 pages.<br />

26


Ex vivo assessment of Nerium oleander (Defla) toxicity<br />

and Silybum marianum (Khurfeish) antidotal virtues<br />

Bilal Ghareeb<br />

References:<br />

1.<br />

Abu Rmeileh, B. (2000) Toxic plants in Jordan. University of Jordan,<br />

Research Deanship publication 4/2001. 307 pages. Amman, Jordan.<br />

<br />

<br />

<br />

2.<br />

Adamson, G. M. and Billings, R. E. (1993) Cytokine toxicity and induction<br />

of NO synthase activity in cultured mouse hepatocytes. Toxicol. Appl.<br />

Pharmacol. 119: 100- 107.<br />

3.<br />

4.<br />

5.<br />

6.<br />

7.<br />

8.<br />

9.<br />

Anonymous. Alternative Medicine Review Volume 4, Number 4 (1999)<br />

pp 272- 274.<br />

Behnia, K. ; Bhatia, S. ; Jastromb, N. ; Balis, U. ; Sullivan, S. ; Yarmush,<br />

M. ; Toner, M. (2000).<br />

Xenobiotic metabolism by cultured primary porcine hepatocytes. Tissue<br />

Engineering vol. 6 (5): 467- 479.<br />

Bnouham, M., Mekhfi, H., Legssyer, A., Ziyyat, A. (2002) Medicinal<br />

plants used in the treatment of diabetes in Morocco. Int J Diabetes and<br />

Metabolism 33- 50.<br />

Braigith, A. (1998) Palestinian agricultural policy, forests, pastures and<br />

wildlife. A report of Palestinian Ministry of Agriculture.<br />

Bode, J. C. ; Schmidt, U. ; Durr, H. K. (1977). Silymarin for the treatment<br />

of acute viral hepatitis? Report of a controlled trial. Med Klin; 72: pp.<br />

513- 8<br />

Buzzelli, G; Moscarella, S; Giusti A. (1993). A pilot study on the liver<br />

protective effect of silybinphosphatidylcholine complex (IdB 1016) in<br />

chronic active hepatitis. Int J Clin Pharmacol Ther Toxicol; 31: pp. 456-<br />

60<br />

Desai, Umesh R. (2000).<br />

10. Cardiac glycosides. Virginia Commonwealth<br />

University School of Pharmacy.<br />

25


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />

used for treatment in case of intoxication (feeding the intoxicated animal 11<br />

to 33 fold the weight of the intoxicating plant). The apparently large dose<br />

of Khurfeish is not large in reality. Let’s give an example of a 70 kg animal<br />

intoxicated with 35 mg of Defla (0.5 mg/ Kg of body weight is lethal to many<br />

animals as reported by Inchem, 2005), it should be given 385 mg to 1155<br />

mg of Khurfeish which should be easily doable. The effect of Khurfeish,<br />

however, decreases as the Defla concentration increases. More research is of<br />

utmost importance using more ex vivo models, experimental animal (mice<br />

and rats) and eventually farms animals.<br />

Acknowledgments:<br />

Many deep acknowledgments are addressed to the Union of Arab<br />

Universities who funded this research. My deep acknowledgments also are for<br />

Saeed Khaseeb at the Arab American University- Jenin (AAUJ) who helped<br />

in doing this research as well as for Dr. Mohammad Dawabsheh at AAUJ for<br />

his kind linguistic revision of the manuscript.<br />

24


Ex vivo assessment of Nerium oleander (Defla) toxicity<br />

and Silybum marianum (Khurfeish) antidotal virtues<br />

Bilal Ghareeb<br />

Figure (3)<br />

0,25<br />

0,2<br />

MTT (Viability)<br />

0,15<br />

0,1<br />

0,05<br />

0<br />

0 0<br />

0 2000<br />

0 20000<br />

0 100000<br />

1500 0<br />

1500 2000<br />

1500 20000<br />

1500 100000<br />

3000 0<br />

3000 2000<br />

3000 20000<br />

3000 100000<br />

9000 0<br />

9000 2000<br />

9000 20000<br />

9000 100000<br />

90000 0<br />

90000 2000<br />

90000 20000<br />

90000 100000<br />

ì g of plant dry matter/ml of HepG2 medium<br />

To demonstrate the anti- toxicity effects of Silybum marianum (Khurfeish)<br />

when added with Nerium oleander (Khurfeish) on HepG2 cell line, different<br />

concentrations of these plants were added. Khurfeish has clear mitogenic<br />

effects when added alone on HepG2 cell line. Khurfeish possesses also clear<br />

antidotal virtues when added when Defla. The antidotal effect decreases as<br />

the concentrations of Defla increases. The concentrations down the figure<br />

are for Defla while the concentrations upper the figure are for Khurfeish as<br />

detailed in Table2.<br />

Conclusions and Recommendations:<br />

The grazing animals are badly influenced by the toxic plants in Palestinian<br />

ranges. This research starts to set up a technique based on evaluation of the<br />

effect of plant extract on cell cultures (ex vivo) and could start to study<br />

toxicity of plants for the first time in Palestine. Defla shows a clear toxic<br />

effect on HepG2 cell line in a direct proportionate manner and using two<br />

different assays (MTT and NO). Khurfeish demonstrate a promising ex vivo<br />

antidotal profile against the toxicity of Defla. Khurfeish could, therefore, be<br />

23


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />

Plant extract (s)<br />

plant dry material/ ml of medium<br />

Defla 9000<br />

Defla+Khurfeish 9000 + 2000<br />

Defla+Khurfeish 9000 + 20000<br />

Defla+Khurfeish 9000 + 100000<br />

Defla 90000<br />

Defla+Khurfeish 90000 + 2000<br />

Defla+Khurfeish 90000 + 20000<br />

Defla+Khurfeish 90000 + 100000<br />

The plant extract(s) concentrations added to HepG2 cell line to assess the<br />

antidotal virtues of Khurfeish versus the toxicity of Defla. In case of applying<br />

two plant extracts, concentrations are ordered respectively. These values are<br />

expressed in μg of plant dry material/ml of RPMI medium. The effect was<br />

measured using the viability assay, MTT (results are shown in figure 3).<br />

Concerning the virtues of Khurfeish, an interesting and promising profile<br />

is demonstrated in Figure 3. Firstly, Khurfeish shows a clear mitogenic effect<br />

on HepG2 cell line. This mitogenic effect is directly proportional to the<br />

Khufeish concentration used. Secondly, a clear inverse relationship between<br />

the Defla concentration used and the viability values obtained for HepG2 is<br />

demonstrated. This confirms the results obtained in Figure 1 and 2. Thirdly,<br />

a clear antitoxic effect of Khurfeish on Defla is shown. This effect is clear<br />

at Defla and Khufeish concentrations of 1500 and 20000, 3000 and 100000<br />

as well as at 9000 and 100000 μg of plant dry matter/ ml of RPMI medium<br />

respectively. It might be concluded that in case of intoxication with Defla (and<br />

possibly with other toxic plants), a possible treatment can be envisaged using<br />

Khurfeish plant weighing about 11 to 33 fold the weight of the intoxicating<br />

plant. However, at larger Defla concentrations (e. g. 90000 μg of plant dry<br />

matter/ ml of RPMI medium), Khurfeish has no longer antidotal capacity<br />

in HepG2 cell line. This could demonstrate the importance of treating<br />

intoxication in the early stages even if the ideal situation is to completely<br />

avoid intoxication. These values need, however, to be verified and validated<br />

in other ex vivo systems as well as ultimately in vivo investigations.<br />

22


Ex vivo assessment of Nerium oleander (Defla) toxicity<br />

and Silybum marianum (Khurfeish) antidotal virtues<br />

Bilal Ghareeb<br />

Assessment of the antidotal virtues of Khurfeish (Silybum marianum)<br />

using MTT assay:<br />

Silybum is recognized in the literature as a cell regenerative agent.<br />

Silybum marianum is reported to possess antidote and liver regeneration<br />

virtues (Flora et al., 1998; Luper, 1998; Buzzelli et al., 1993; Vailati et al.,<br />

1993; Lirussi and Okolicsanyi, 1992; Wagner, 1981; Magliulo et al., 1978;<br />

Bode et al., 1977; Desplaces, 1975; Anonymous, 1999) and could, therefore,<br />

be as an antidote herb for intoxicated animals. This was an application horizon<br />

for our study. So hepatic cells treated with toxic plant extract are also treated<br />

with Silybum marianum extract in order to evaluate its antidote and liver<br />

regeneration capacities. As a control, Silybum marianum was added alone<br />

and in combination with the toxic plants extract. Unexpectedly, Silybum<br />

marianum failed to prove the cell regeneration virtues when added with Defla<br />

at the concentrations used in figures 1 and 2 (10000 and 3125 μg of plant dry<br />

material/ ml of RPMI medium respectively). Therefore, further concentrations<br />

were used (Table 2) and showed a convincing antidotal pattern (Figure 3).<br />

Table (2)<br />

Plant extract (s)<br />

plant dry material/ ml of medium<br />

No plant 0<br />

Khurfeish 2000<br />

Khurfeish 20000<br />

Khurfeish 100000<br />

Defla 1500<br />

Defla+Khurfeish 1500 + 2000<br />

Defla+Khurfeish 1500 + 20000<br />

Defla+Khurfeish 1500 + 100000<br />

Defla 3000<br />

Defla+Khurfeish 3000 + 2000<br />

Defla+Khurfeish 3000 + 20000<br />

Defla+Khurfeish 3000 + 100000<br />

21


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />

Khurfeish, concentrations will be adjusted in the following sections. However,<br />

MTT assay has proved to be more «precocious» in detecting the toxic effects<br />

of Defla. At 625 μg of plant dry matter /ml medium, the MTT (cell viability)<br />

value is 1/3 the negative control while using the NO assay, there is just a<br />

slight negative effect on the growth. Therefore, MTT only will be considered<br />

for the next investigation concerning the antidotal effects of Khurfeish.<br />

Figure (2)<br />

viability (MTT)<br />

0.6<br />

0.5<br />

0.4<br />

0.3<br />

0.2<br />

0.1<br />

0<br />

0<br />

25<br />

125<br />

625<br />

3125<br />

15725<br />

dafla+khur<br />

khur<br />

ug of dry plant/ml of medium<br />

Different plant extracts were added to evaluate their effect on the hepatic<br />

cell line (HpG2). A mitogenic effect of Defla at 25 μg of plant dry material/ml<br />

of RPMI medium and a slight mitogenic effect are demonstrated at 125 μg of<br />

plant dry material/ml of RPMI medium. A clear toxic effect is demonstrated at<br />

625 μg of plant dry material/ml of RPMI medium with a stabilization plateau<br />

until 3125 μg of plant dry material/ml of RPMI medium. The maximum toxic<br />

effect of Defla is at 15725 plant dry material/ml of RPMI medium. Khurfeish,<br />

when applied alone at 10000 μg of plant dry material/ml of RPMI medium has<br />

a rather slight negative effect on growth of cells, unexpectedly. No antidotal<br />

effect of Khurfeish at the used concentration was detected (10000 and 3125<br />

μg of plant dry matter /ml medium for Khurfeish and Defla respectively).<br />

20


Ex vivo assessment of Nerium oleander (Defla) toxicity<br />

and Silybum marianum (Khurfeish) antidotal virtues<br />

Bilal Ghareeb<br />

It’s demonstrated in figure 1 (which measures the mortality of cells using<br />

the NO assay) that applying 25, 125 and 625 μg of plant dry matter /ml medium<br />

has a slight negative effect on the growth of HepG2 cell line. A stronger<br />

antigrowth effect is demonstrated at 3125 μg of plant dry matter /ml medium.<br />

The toxic effect reaches a maximum point at 15725. No more concentrations<br />

were used which means that this was not an absolute maximum toxicity level.<br />

Besides the main purpose of the experiment in figure 1 (revealing the toxic<br />

concentrations of Defla extract), a trial was made to measure the antidotal<br />

virtues of Khufeish (Silybum marianum) when added with Defla (Nerium<br />

oleander). These plants were added at 10000 and 3125 μg of plant dry matter<br />

/ml medium respectively. No antitoxic virtues could be detected at the used<br />

concentrations. Furthermore, Khufeish failed to demonstrate any growth<br />

stimulation at the used concentrations (table 1 and Figure 1). A further range<br />

of concentrations will be used in the next sections (table 2, Figure 2 and<br />

Figure 3).<br />

Toxicity of Defla on HepG2 cells using MTT assay:<br />

To confirm results obtained using the NO assay, MTT assay was employed<br />

to assess the toxic doses of Defla as well as to have a first impression of the antitoxicity<br />

of Khurfeish (Figure 2). The same plant extract concentrations listed<br />

in table 1 were applied to hepG2 cell line. A series of experiments composed<br />

of up to 12 replicates was performed in HepG2 cell line and gave the profile<br />

shown in figures 2. As the results in figure 1, the maximum toxicity could be<br />

detected at 15725 μg of plant dry matter /ml medium. However, unexpectedly,<br />

a strong mitogenic effect of Defla on hepG2 cell line was detected at 25 μg<br />

of plant dry matter /ml medium, a slight mitogenic effect appears at 125 μg<br />

of plant dry matter /ml medium. At higher concentrations, a clear toxic effect<br />

of Defla is demonstrated (at 625 and 3125 μg of plant dry matter /ml medium<br />

where the toxic effect is almost the same). The maximum toxic effect was<br />

obtained at the highest concentration of Defla used (15725 μg of plant dry<br />

matter /ml medium). In the same manner as upon using the NO assay, this<br />

does not mean necessarily that this concentration is the absolute highest toxic<br />

concentration of Defla. In the same manner as figure 1, Khurfeish failed to<br />

show any antitoxic effect when applied with Defla at 10000 and 3125 μg<br />

of plant dry matter /ml medium respectively. Other concentrations will be<br />

assayed in the following sections. Khurfeish also shows an unexpected slight<br />

growth inhibition effect on HepG2 cell line. Therefore, for the virtues of<br />

19


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />

Plant Extract (s)<br />

μg of plant dry material/ ml of medium<br />

Defla 625<br />

Defla 3125<br />

Defla 15725<br />

Defla+Khurfeish 3125 + 10000<br />

Khurfeish 10000<br />

The concentrations of plant extracts(s) added to HepG2 cells. In case<br />

of applying two plant extracts, concentrations are ordered respectively. The<br />

effects were measured using the mortality assay, NO and the viability assay,<br />

MTT (results are shown in figures 1 and 2 respectively)<br />

Figure (1)<br />

Mortality (NO)<br />

0.16<br />

0.14<br />

0.12<br />

0.1<br />

0.08<br />

0.06<br />

0.04<br />

0.02<br />

0<br />

0<br />

25<br />

125<br />

625<br />

3125<br />

15725<br />

dafla+khur<br />

khur<br />

ug of dry plant/ml of medium<br />

When applying increasing concentrations of Defla to HepG2 cell line,<br />

a slight toxic effect is demonstrated up to 625 μg of plant dry material/ml of<br />

RPMI medium. Then a clear toxic effect is demonstrated at 3125 and the effect<br />

attains its maximum at 15725 μg of plant dry material/ml of RPMI medium.<br />

Adding Khurfeish with Defla at 10000 and 3125 μg of plant dry material/ml<br />

of RPMI medium respectively shows no antidotal effect of Khurfeish.<br />

18


Ex vivo assessment of Nerium oleander (Defla) toxicity<br />

and Silybum marianum (Khurfeish) antidotal virtues<br />

Bilal Ghareeb<br />

terms of mortality and expressed as absorbance at 550 of NO. After 24 hrs<br />

of HepG2 cells incubation with the plant extract(s), 50 μl of the medium<br />

was mixed with 100 μl of reagent B (1% wt/v sulfanilamide, 3% v/v H 3<br />

PO 4<br />

in distilled water), then further mixed with 100 μl of reagent A (1% wt/v<br />

Naphtylethylendiamine dihydrochloride in distilled water and stored at 4ºC).<br />

The mixture was then incubated at RT for 20 min. The effect was measured in<br />

form of absorbance at 550 nm using ELISA plate reader (Ignarro et al., 1987;<br />

Adamson and Billings, 1993).<br />

Statistical Analysis:<br />

A series of experiments was conducted using plant extracts from Defla<br />

and/or Khurfeish in the concentration and combinations detailed in tables 1<br />

and 2. The variables tested were the viability and/or the mortality of cells due<br />

to the plant extract(s) determined by MTT and NO assays respectively.<br />

Error limits cited and error bars plotted represent simple standard<br />

deviations of the mean. Usually, numerical results are only accurate enough to<br />

specify the least significant digit. When comparing different samples, results<br />

were considered to be statistically different when P < 0.05 (Student’s t- test<br />

for unpaired samples).<br />

Results and Discussion:<br />

Toxicity of Defla on HepG2cells using NO assay:<br />

To detect the toxic doses of Nerium oleander (Defla), a range of plant<br />

extract concentrations was added to HepG2 cell line. The concentrations are<br />

shown in Table 1. Up to 12 replicates were performed and gave the profile<br />

shown in figure 1. The effect was measured through the cell mortality test<br />

(NO).<br />

Table (1)<br />

Plant Extract (s)<br />

μg of plant dry material/ ml of medium<br />

No plant 0<br />

Defla 25<br />

Defla 125<br />

17


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />

animals (Behnia et al., 2000; Lerche et al., 1997). Any measured plant toxicity<br />

on HepG2 can, therefore, be expected to appear in the whole organism.<br />

Consequently, results should be useful for future research into plant toxicity<br />

in animals.<br />

Hepatic cells treated with toxic plant extract were also treated with<br />

Silybum marianum extract in order to evaluate the antidote and liver<br />

regeneration capacities of Silybum marianum. As controls, the toxic plant was<br />

added alone, Silybum marianum was added also alone and in combination<br />

with the toxic plants extract.<br />

To study the antidotal virtues of Silybum marianum (Flora et al., 1998;<br />

Luper, 1998; Buzzelli et al., 1993), this plant was added to HepG2 in parallel<br />

to the toxic plant, the controls were HepG2 without any plant extract, HepG2<br />

with Silybum marianum, and HepG2 with the plant extract. The concentrations<br />

of each plant in terms of μg of plant DM/ ml of medium are shown in table 2<br />

and figure 3.<br />

MTT Assay:<br />

The MTT assay was performed to assess the effect of the plant extracts on<br />

the viability and proliferation of cells (according to Raju et al., 2004 and Saad<br />

et al, 2005). MTT [3- (4, 5- dimethylthiazol- 2- yl)- 2, 5- diphenyltetrazolium<br />

bromide] standard colorimetric assay, first described by Mosmann in 1983, is<br />

based on the ability of a mitochondrial dehydrogenase enzyme from viable cells<br />

to cleave the tetrazolium rings of the pale yellow MTT and form a dark blue<br />

or purple formazan crystals which is largely impermeable to cell membranes,<br />

thus resulting in its accumulation within healthy cells. Solublization of the<br />

cells by the addition of a detergent results in the liberation of the crystals<br />

which are solublized. The number of surviving cells is directly proportional<br />

to the level of the formazan product created. The color can then be quantified<br />

using a simple colorimetric assay. The results can be read on a multi- well<br />

scanning spectrophotometer (ELISA reader) at 570 nm.<br />

NO Assay:<br />

The idea of this assay depends on the quantification of mortality of cells<br />

based on the nitric oxide (NO) produced by dead cells. The effects of different<br />

concentrations of Defla were assayed on HepG2 cell line using this mortality<br />

assay (as described by Ghareeb et al., 2008). The effects are measured in<br />

16


Ex vivo assessment of Nerium oleander (Defla) toxicity<br />

and Silybum marianum (Khurfeish) antidotal virtues<br />

Bilal Ghareeb<br />

Materials and methods:<br />

Plants were collected from different locations in Jenin area located in the<br />

northern Palestinian Territories and were pooled for extraction. Only leaves<br />

were extracted.<br />

Preparation of Plant Extracts:<br />

The plants were harvested in March and April and were dried in shadow<br />

at room temperature and the leaves were taken for extraction. In order to<br />

extract the organic as well as the non organic extracts, ethanol (50% water)<br />

was added to leaves which were finely smashed using a kitchen blender. This<br />

mixture was then boiled for 15 minutes with stirring. The filtrate was then<br />

taken and freeze- dried and diluted in a Phosphate Buffered Saline (PBS)<br />

buffer and preserved at –20°C. The concentrations used throughout this<br />

manuscript are described as weight of plant dry matter (μg) in the medium<br />

volume unit (ml), where cells were grown (as described by Ghareeb et al.,<br />

2008, Ghareeb et al., 2007, Saad, 2005, and Saad et al., 2005).<br />

Cell Culture:<br />

HepG2 cell line retains differentiated parenchymal functions of normal<br />

hepatocytes, including the expression of P450 isoenzymes (Medina- Diaz et<br />

al., 2006) thus permitting long- term studies to be performed. The cells were<br />

grown in Dulbecco’s modified Eagle’s medium (RPMI) with a high glucose<br />

content (4.5 g/L) supplemented with 10% vol/vol inactivated fetal calf serum,<br />

1% nonessential amino acids, 1% glutamine, 100 U/ml penicillin, and 10 mg/<br />

m1 streptomycin. Cells were maintained in humidified atmosphere with 5%<br />

CO 2<br />

at 37°C. The medium of cells was changed twice a week. At 70–80%<br />

confluence, cells were trypsinized and seeded in 96- well plates in cell density<br />

of 1.5x10 4 HepG2 cells. Twenty four hours after cell seeding, cells were<br />

exposed to various concentrations of the plant extracts in fresh serum- free<br />

medium.<br />

We present in this report the profiles of viability of cells under the effect<br />

of plant extracts using suitable controls; HepG2 cultures without any plant<br />

treatment (as described by Ghareeb et al., 2007, Ghareeb et al., 2008).<br />

Furthermore, the hepatic cell line HepG2 was chosen for this study<br />

because the hepatic cells are known to represent the detoxification center of<br />

15


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />

addition, Defla is reported to contain nerioside, oleandroside, saponins, which<br />

are toxic for humans, horses, cattle, sheep, goats and dogs. All plant parts<br />

are poisonous (http: //www. ansci. cornell. edu/plants/). They are present in<br />

all parts of the plant, but are most concentrated in the sap. It is thought that<br />

Oleander may contain many other unknown or un- researched compounds that<br />

may have dangerous effects (Inchem 2005). Oleander bark contains rosagenin<br />

which is known for its strychnine- like effects. The entire plant including the<br />

milky white sap is toxic and any part can cause an adverse reaction.<br />

Different names for Oleander are used around the world in different<br />

locations, so when encountering a plant by any of these names, care and<br />

caution should be used. Many of Oleander’s relatives have similar leaves and<br />

also contain toxic compounds.<br />

Bnouham et al., 2002 review, however, that Ferula communis (Kalakh)<br />

and Nerium oleander (Defla) and other plants known to be toxic can have,<br />

astonishingly, antidiabetic effects, but this information has to be vitally<br />

verified as these plants are known to be highly toxic!<br />

Finally, Silybum marianum (Khurfeish) is recognized in the literature<br />

as a cell regenerative agent. It is reported to possess antidote and liver<br />

regeneration virtues (Luper, 1998; Buzzelli et al., 1993; Vailati et al., 1993;<br />

Lirussi and Okolicsanyi, 1992; Wagner, 1981; Magliulo et al. (1978); Bode<br />

et al., 1977; Desplaces, 1975; Anonymous, 1999). In this study, the antidotal<br />

virtues of Silybum marianum will be assayed in cells for possible future<br />

antidotal applications on intoxicated animals.<br />

Objectives:<br />

I.<br />

II.<br />

Putting a basis for the evaluation of toxicity of many plants in the<br />

Palestinian environment through the study of the level of toxicity of<br />

Nerium oleander (Defla) to the hepatic cell line HepG2 and ultimately to<br />

grazing animals.<br />

Assaying the antidotal virtues of Silybum marianum (Khurfeish) using<br />

HepG2. This should guide a future research in vivo and might provide<br />

our farmers with a free antidote in case of intoxication.<br />

III. The applications of this study are not only agricultural and economical<br />

but also environmental and political for Palestinians. The protection<br />

of farmers and their production and avoiding losses are vital to protect<br />

land.<br />

14


Ex vivo assessment of Nerium oleander (Defla) toxicity<br />

and Silybum marianum (Khurfeish) antidotal virtues<br />

Bilal Ghareeb<br />

Ingestion can cause both gastrointestinal and cardiac effects. The<br />

gastrointestinal effects can consist of stomach and abdominal pains, nausea<br />

and vomiting, excess salivation, diarrhea that may or may not contain blood,<br />

and especially in horses, colic (Inchem 2005). Cardiac reactions consist of<br />

irregular heart rate, sometimes characterized by increasing perspiration and<br />

a racing heart at first that then slows to below normal further along in the<br />

reaction. The heart may also beat erratically with no sign of a specific rhythm.<br />

Extremities may become pale and cold due to poor or irregular circulation.<br />

Reactions to poisonings can also affect the central nervous system. These<br />

symptoms can include drowsiness, tremors or shaking of the muscles,<br />

seizures, collapse, and even coma that can lead to death. Oleander sap can<br />

cause skin irritations, severe eye inflammation and irritation, and allergy<br />

reactions characterized by dermatitis (Goetz, 1998). Intoxication symptoms<br />

include also anoxia, bloody diarrhea, and loss of consciousness and might<br />

end with death (Steyen, 1934 as reviewed by Abu Rmeileh, 2000). It was<br />

also found that oleander toxins cause hemoagglutination of intravascular red<br />

blood cells and directly lysis of red blood cells (Kalapodi et al., 2006).<br />

Poisoning and reactions to Oleander plants are evident quickly, requiring<br />

immediate medical care in suspected or known poisonings of both humans<br />

and animals (Goetz, 1998). Induced vomiting and gastric lavage (wash) are<br />

protective measures to reduce absorption of the toxic compounds. Charcoal<br />

may also be administered to help absorb any remaining toxins (Inchem 2005).<br />

Further medical attention may be required and will depend on the severity of<br />

the poisoning and symptoms.<br />

In general, plants toxic substances are classified as alkaloids, cyanogenic<br />

glycosides, cardiac glucosides as oleandioside found in Nerium oleander<br />

(Defla), saponins, toxic organic acids, selenium (Se), photosenstizers,<br />

oxalates, resins and resinoids, proteins and polypeptides, nitrates and nitrites,<br />

photosensitizers and finally mineral elements (Sankari, 1978; Jaffe, 1972 and<br />

Kingsbury, 1964).<br />

Among the toxic substances and secondary compounds of Defla (Nerium<br />

oleander), the most significant are oleandrin and neriine, which are cardiac<br />

glycosides (Goetz, 1998). Cardiac glycosides are naturally occurring plant<br />

or animal compounds whose actions include toxic effects on the heart, but<br />

astonishingly reported to have beneficial effects on the heart (Desai 2000).<br />

This latter piece of information has, however, to be seriously checked. In<br />

13


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />

Introduction:<br />

Braighith (1998) reported that out of the total rangeland area of about<br />

218, 000 (ha) in the Palestinian territories; only 70, 000 (ha) were accessible<br />

to Palestinians. Poverty of farmers caused by many factors including<br />

occupation, resulted in overgrazing and bad use of trees and shrubs in ranges<br />

(Mohammad, 2005). Recognition of toxic and unpalatable plants is, therefore,<br />

of vital importance for a better grazing management and consequently,<br />

avoiding animals suffering and deaths as well as increasing the productivity.<br />

Recognition must be based on a scientific rather than on a hearsay basis. The<br />

example of Elik (Cichorium pumilum) which is reported to intoxicate sheep<br />

is illustrative. The poisoning symptoms are said to appear also in the indoorkept<br />

sheep and goats. If Elik is really poisonous, what parts of the plants are<br />

toxic and under what circumstances?<br />

Plant toxic to animals are in general also toxic to human. Some plants toxic<br />

to animals were, however, found to be safe for humans. Toxic compounds can<br />

render plants unpalatable especially at high concentrations. But the danger<br />

comes from eating plants “mildly” poisonous plants and also high in nutrients.<br />

Animals eat such plants rather than starve but this might lead eventually and<br />

by accumulation to death.<br />

The toxicity of Oleander genus including Defla (Nerium oleander) is<br />

considered extremely high and it has been reported that in some cases only<br />

a small amount had lethal or near lethal effects. Consumption of one leaf is<br />

sufficient to kill human being specially children (Goetz, 1998). West (1957)<br />

reported that many individuals were intoxicated after a barbeque where<br />

Nerium oleander containing wood was used! Oleander is also known to hold<br />

its toxicity even after drying. All animals (sheep, horses, cattle…) can suffer<br />

a reaction or death from Defla.<br />

In animals, around 0.5 mg/ Kg of body weight is lethal to many animals,<br />

and various other doses will affect other animals (Inchem 2005). Horses were<br />

reported to become ill when they are poisoned with toxic leaves of Nerium<br />

oleander (Trevino, 2009). Plant clippings are especially dangerous to horses,<br />

as they are sweet. 100 g of Defla were reported to kill an adult horse (Knight,<br />

1999). Defla is toxic for horses and cows at 0.005% (plant weight/animal<br />

weight) and at 0.015% for sheep and goats (reviewed by Abu Rmeileh,<br />

2000).<br />

12


Ex vivo assessment of Nerium oleander (Defla) toxicity<br />

and Silybum marianum (Khurfeish) antidotal virtues<br />

Bilal Ghareeb<br />

Abstract:<br />

Assessment of toxicity of plants in the Palestinian ranges and looking<br />

for antidotal range plants have vital economical, ecological and also political<br />

importance. This research aims to evaluate the toxicity of Nerium oleander<br />

(Defla) and the antitoxic capacity of Khurfeish in HepG2 cells. A series<br />

of concentrations of plant extracts were added to HepG2 and the effect<br />

was evaluated using the MTT viability and NO mortality assays. As the<br />

concentration of Defla increases, the viability of HepG2 cell line decreases<br />

to attain its minimum at 15725 μg of plant dry matter/ ml of RPMI medium<br />

using both assays. Unexpectedly, a growth enhancer effect was found at the<br />

Defla concentration of 25 μg of plant dry matter/ ml of RPMI medium using<br />

the MTT assay.<br />

Khurfeish was assessed for its antidotal effects when combined with Defla.<br />

The effect of Khurfeish alone on HepG2 cell line showed to be mitogenic.<br />

This effect is in general proportionate to the concentration of Khurfeish. When<br />

combined with Defla, Khurfeish was found to have an antidotal effect against<br />

the toxicity of Defla. Promising antidotal effects of Khurfeish were obtained<br />

when added with Defla at the following concentrations respectively (20000<br />

and 1500, 100000 and 3000, 100000 and 9000 μg of plant dry matter/ ml of<br />

RPMI medium). The antidotal effect, in general, decreases as the concentration<br />

of Defla increases. However, at the Defla concentration of 90000 μg of plant<br />

DM/ ml of medium, Khurfeish, no longer shows anti- toxicity virtues. This<br />

might demonstrate the efficiency of treating intoxication at early stages.<br />

Based on the mentioned values and in case of intoxication of farm animals by<br />

Defla, it could be useful to counteract the toxicity by feeding with Khurfeish<br />

of about 11 to 33 equivalent of the Defla weight. For ultimate validation of<br />

these results, experiments should be conducted in vivo using small animals<br />

then farm animals.<br />

Key words:<br />

Toxicity, grazing animals, Nerium oleander (Defla), Silybum marianum<br />

(Khurfeish), antidote<br />

11


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />

@ZòÉ‹fl<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

(NO) (MTT)<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

10


Ex vivo assessment of<br />

Nerium oleander (Defla)<br />

toxicity and Silybum marianum<br />

(Khurfeish) antidotal virtues<br />

Bilal Ghareeb<br />

Arab American University\ Faculty of Arts and Sciences\ Biology and<br />

Biotechnology Dept.\ Jenin\ Palestine.<br />

9


Al-Quds Open Uni ver sity<br />

Journal of<br />

for Research & Studies<br />

Contents<br />

Ex vivo assessment of Nerium oleander (Defla) toxicity<br />

and Silybum marianum (Khurfeish) antidotal virtues<br />

Bilal Ghareeb ............................................................................................. 9<br />

Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />

and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />

Khaled Abdel-Jaleel Dweikat ................................................................. 29


Al-Quds Open Uni ver sity<br />

Journal of<br />

for Research & Studies<br />

9. References should follow rules as follows:<br />

(a) If the reference is a book, then it has to include the author name,<br />

book title, translator if any, publisher, place of publication, edition,<br />

pub li cation year, page number.<br />

(b) If the reference is a magazine, then it has to include the author,<br />

paper title, magazine name, issue number order by last name of<br />

the au thor.<br />

10. References have to be arranged in alphabetical order by last name of the<br />

author.<br />

11. The researcher can use the APA style in documenting scientific and applied<br />

topics where he points to the author foot notes.<br />

Opinions expressed in this journal are solely those of their authors


Guidelines for Authors<br />

The Journal of Al-Quds Open Uni ver sity For Research & Studies Publishes<br />

Original research documents and sci en tific studies for faculty members and<br />

re searchers in Alquds Open University and other local, Arab, and International<br />

universities with special focus on topics that deal with open education and distance<br />

learning. The Journal accepts pa pers offered to sci en tific conferences.<br />

Researchers who wish to publish their papers are required to abide by the<br />

following rules:<br />

1.<br />

Papers are accepted int both English and Arabic.<br />

2. each paper should not exceed 35 pages or 8000 words including foot notes<br />

and references.<br />

3.<br />

Each paper has to add new findings or extra knowledge in its field.<br />

4. Papers have to be on a floppy diskette “Disk A” or on a CD accom pa nied by<br />

three hard copies. Nothing is returnable in ei ther case: published or not.<br />

5. An abstract of 100 to 150 words has to be included. The lan guage of the<br />

abstract has to be English if the paper is in Arabic and has to be Arabic if<br />

the paper is in English.<br />

6. The paper will be published if it is accepted by at least two re visers. The<br />

Journal will appoint the revisers who has the same degree or higher than<br />

the researcher himself.<br />

7.<br />

The researcher should not include anything personal in his pa per.<br />

8. The owner of the published paper will receive five copies of the Journal in<br />

which his paper is published.


general supervisor professor<br />

Younis Amro<br />

President of the University<br />

editor - in - chief<br />

Hasan A. Silwadi<br />

Director of Scientific Research & Graduate Studies Program<br />

editorial board<br />

Yaser Al. Mallah<br />

Ali Odeh<br />

Islam Y. Amro<br />

Insaf Abbas<br />

Rushdi Al - Qawasmah<br />

Zeiad Barakat<br />

Majid Sbeih<br />

Yusuf Abu Fara


for correspondence and sending research<br />

use the following address:<br />

Chief of the Editorial Board of the Journal of<br />

Al-Quds Open University for Research & Studies<br />

Al-Quds Open University<br />

P.O. Box ; 51800<br />

Tel: 02-2984491<br />

Fax: 02-2984492<br />

Email: hsilwadi@qou.edu<br />

design and artistic production:<br />

Graphic Design & Production Department<br />

Scientific Research & Graduate Studies Program<br />

Al-Quds Open University<br />

Tel: 02-2952508


Al-Quds Open Uni ver sity<br />

Journal of<br />

for Research & Studies

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!