Ùسخة pdf - جا٠عة اÙÙدس اÙÙ ÙتÙØØ©
Ùسخة pdf - جا٠عة اÙÙدس اÙÙ ÙتÙØØ©
Ùسخة pdf - جا٠عة اÙÙدس اÙÙ ÙتÙØØ©
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
جامعة القدس المفتوحة<br />
مجلة<br />
للأبحاث والدراسات
توجه املراسالت واألحباث على العنوان اآلتي:<br />
رئيس هيئة حترير جملة جامعة القدس املفتوحة<br />
جامعة القدس املفتوحة<br />
ص.ب: 51800<br />
هاتف: -2984491 02<br />
فاكس: -2984492 02<br />
بريد الكرتوين: hsilwadi@qou.edu<br />
تصميم وإخراج فني:<br />
قسم التصميم الجرافيكي واإلنتاج<br />
برنامج البحث العلمي والدراسات العليا<br />
جامعة القدس المفتوحة<br />
هاتف: -2952508 02
املشرف العام<br />
أ.د. يونس عمرو<br />
رئيس اجلامعة<br />
هيئة تحرير المجلة:<br />
رئيس التحرير<br />
أ.د. حسن عبدالرمحن سلوادي<br />
مدير برنامج البحث العلمي والدراسات العليا<br />
هيئة التحرير<br />
أ.د. يللاسللر الللمللاح<br />
أ.د. علللللللي عللللودة<br />
د.م. إسللللام عمرو<br />
د. إنلللصلللاف عللبللاس<br />
د. رشلللدي القواسمة<br />
د. زيلللللللاد بلللركلللات<br />
د. مللللاجللللد صللبلليللح<br />
د. يللوسللف أبلللو فللارة
قواعد النشر والتوثيق<br />
تنشر اجمللة البحوث والدراسات األصلية املرتبطة بالتخصصات العلمية ألعضاء اهليئة التدريسية<br />
والباحثني يف جامعة القدس املفتوحة وغريها من اجلامعات احمللية والعربية والدولية، مع اهتمام خاص<br />
بالبحوث املتعلقة بالتعليم املفتوح والتعليم عن بعد، وتقبل أيضا األحباث املقدمة إىل مؤمترات علمية<br />
حمكمة واملراجعات والتقارير العلمية وترمجات البحوث.<br />
يرجى من األخوة الباحثني الراغبني يف نشر حبوثهم االقتداء بقواعد النشر والتوثيق االتية:<br />
.1تُقبل 1 األحباث باللغتني العربية واإلجنليزية.<br />
2أن . 2 ال يزيد حجم البحث عن 35 صفحة »8000 » كلمة تقريبا مبا يف ذلك اهلوامش<br />
واملراجع.<br />
.3أن 3 يتسم البحث باألصالة وميثل إضافة جديدة إىل املعرفة يف ميدانه.<br />
4يقدم . 4 الباحث حبثه منسوخا على »قرص مرن / Disk A أو » CD مع ثالث نسخ مطبوعة منه،<br />
غري مسرتجعة سواء نشر البحث أم مل ينشر.<br />
5يرفق . 5 مع البحث خالصة مركزة يف حدود »100 - 150 » كلمة.ويكون هذا امللخص<br />
باللغة اإلجنليزية إذا كان البحث باللغة العربية ويكون باللغة العربية إذا كان البحث باللغة<br />
اإلجنليزية.<br />
.6 6 ينشر البحث بعد إجازته من حمكمني اثنني على األقل ختتارهم هيئة التحرير بسرية تامة من<br />
بني أساتذة خمتصني يف اجلامعات ومراكز البحوث داخل فلسطني وخارجها على أن ال تقل رتبة<br />
احملكم عن رتبة صاحب البحث.
مجلة<br />
جامعة القدس المفتوحة<br />
لألبحاث والدراسات<br />
.7أن 7 يتجنب الباحث أي إشارة قد تشري أو تدلل على شخصيته يف أي موقع من البحث.<br />
.8يزود 8 الباحث الذي نشر حبثه خبمس نسخ من العدد الذي نشر فيه، باإلضافة إىل ثالث مستالت<br />
منه.<br />
.9تدون 9 اإلحاالت املرجعية يف هناية البحث وفق النمط اآلتي: إذا كان املرجع أو املصدر<br />
كتابا فيثبت اسم املؤلف،عنوان الكتاب أو البحث، اسم املرتجم أو احملقق )مكان<br />
النشر،الناشر، الطبعة، سنة النشر( اجلزء أو اجمللد، رقم الصفحة، أما إذا كان املرجع جملة<br />
فيثبت املؤلف، عنوان البحث، اسم اجمللة، عدد اجمللة وتارخيها، رقم الصفحة.<br />
10ترتب 10 املراجع واملصادر يف هناية البحث »الفهرس« حسب احلروف األجبدية لكنية / عائلة املؤلف<br />
ثم يليها اسم املؤلف،عنوان الكتاب أو البحث، )مكان النشر،الناشر، الطبعة، سنة النشر( اجلزء<br />
أو اجمللد.<br />
111 بإمكان الباحث استخدام منط » APA» Style يف توثيق األحباث العلمية والتطبيقية، حيث<br />
يشار إىل املرجع يف املنت بعد فقرة االقتباس مباشرة وفق الرتتيب التايل: »اسم عائلة املؤلف،سنة<br />
النشر،رقم الصفحة«.<br />
جميع األفكار في المجلة تعبّر عن آراء كاتبيها وال تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المجلة
المحتويات<br />
األحباث<br />
دور جامعة القدس املفتوحة في تنمية قيم اجملتمع املدني<br />
في محافظة اخلليل من وجهة نظر طلبتها.<br />
د. نعمان عمرو/ د. تيسير أبو ساكور .....................................................................11<br />
درجة ممارسة معلمي التربية اإلسالمية ومعلماتها ملهارات التفكير<br />
العليا من وجهة نظر طلبة املرحلة الثانوية في األردن.<br />
د. جمال اخلالدي/ د. أحمد الكيالني/ د. محمد العوامرة ....................................47<br />
اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />
)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(.<br />
د. حسن البرميل ......................................................................................................75<br />
دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس، وبيت حلم، ورام اهلل،<br />
في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني.<br />
د. رجاء العسيلي/ أ. نادية ربايعة ...........................................................................119<br />
الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية.<br />
د. محمود األستاذ/ أ. محمود الددح ......................................................................157
مجلة<br />
جامعة القدس المفتوحة<br />
لألبحاث والدراسات<br />
قَتْلُ الغِيِلَةِ )االغتيال( وموقفُ الفقهِ اإلسالميّ منه– دراسة مقارنة.<br />
د. إسماعيل شندي .................................................................................................199<br />
مدى التزام شركة املساهمة بتصرفات مجلس إدارتها<br />
الذي جتاوز حدود سلطاته )دراسة حتليلية مقارنة(.<br />
د. حمدي بارود ...........................................................................................................239<br />
اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني 1967م - 1970م<br />
دراسة في املصادر والوثائق الفلسطينية.<br />
د. عماد البشتاوي/ أ. شبلي دودين .........................................................................265<br />
يهودية دولة إسرائيل: جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية.<br />
د. أسامة أبو نحل ....................................................................................................293<br />
التوجهات السياسية واملطلبية في فكر احلركة الطالبية في اجلامعات<br />
الفلسطينية: تقومي نقدي في املمارسة العملية.<br />
د. أمين يوسف ...........................................................................................................339
الأبحاث
دور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية<br />
قيم اجملتمع املدني يف حمافظة اخلليل<br />
من وجهة نظر طلبتها<br />
د. نعمان عاطف سامل عمرو<br />
د. تيسري عبد احلميد أبو ساكور<br />
مدير منطقة الخليل التعليمية/ جامعة القدس المفتوحة/ الخليل/ فلسطين.<br />
مدير منطقة دورا التعليمية/ جامعة القدس المفتوحة/ الخليل/ فلسطين.<br />
11
دور جامعة القدس املفتوحة في تنمية قيم اجملتمع<br />
املدني في محافظة اخلليل من وجهة نظر طلبتها<br />
د. نعمان عمرو<br />
د. تيسير أبو ساكور<br />
ملخص:<br />
هدفت الدراسة اإىل التعرف اإىل دور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية قيم املجتمع<br />
املدين يف حمافظة اخلليل من وجهة نظر الطلبة، وفقاً ملتغريات عدة: وهي جنس الطالب،<br />
والعمر، ومكان السكن، والتخصص، والسنة الدراسية.<br />
وقد تكون جمتمع الدراسة من طلبة جامعة القدس املفتوحة يف حمافظة اخلليل،<br />
والبالغ عددهم )10.000( طالب وطالبة يف الفصل الدراسي الثاين 2010/2009، وقد<br />
اختريت عينة عشوائية بلغ حجمها )1000( دارس ودارسة.<br />
وقد اأظهرت نتائج الدراسة اأن دور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية املجتمع املدين<br />
الفلسطيني كان متوسطاً مبتوسط حسابي )3.53( ، كما تبني عدم وجود فروق ذات داللة<br />
اإحصائية تعزى ملتغري اجلنس، بينما وجدت فروق ذات داللة اإحصائية تعزى ملتغري العمر<br />
ومكان السكن واحلالة االجتماعية والتخصص والسنة الدراسية.<br />
وخلصت الدراسة اإىل العديد من املقرتحات والتوصيات التي ميكن اأن تساهم يف<br />
زيادة دور اجلامعة يف تنمية قيم املجتمع املدين الفلسطيني.<br />
12
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
Abstract:<br />
This study investigates the role of Al-Quds Open University (QOU) in<br />
reinforcing or promoting the values of Palestinian civil society in Hebron<br />
Governorate in the light of several variables as: sex, age, residence, major<br />
and academic year.<br />
The subjects of the study consisted of (10000) university students in<br />
Hebron in the academic year 2009 \ 2010. However, a random sample of<br />
(1000) students was selected.<br />
The role of QOU in the reinforcement of values of civil society in<br />
Hebron, as the results indicate, is moderate or within the norm. It counted<br />
an average of (3.53). No statistically significant differences for sex variable<br />
were observed; however, there are differences attributed to other variables<br />
as: age, residence, marital status, major and academic year.<br />
The study presents several suggestions and recommendations that<br />
contribute to the development of the university role in the reinforcement of<br />
values of the Palestinian civil society.<br />
13
دور جامعة القدس املفتوحة في تنمية قيم اجملتمع<br />
املدني في محافظة اخلليل من وجهة نظر طلبتها<br />
د. نعمان عمرو<br />
د. تيسير أبو ساكور<br />
مقدمة:<br />
تعد اجلامعات قمة املوؤسسات الرتبوية يف املجتمع، وهي مطالبة باأن تكون على<br />
وعي مبسوؤولياتها وبرسالتها يف املجتمع، وهذه الرسالة ال تقف عند جمرد تلقني كم من<br />
املعلومات ملجموعة من الشباب الإعدادهم للمهن والوظائف التي يحتاج اإليها املجتمع يف<br />
تقدمه ومنوه، واإمنا تتعدى رسالة اجلامعة هذا املعنى الضيق املحدود اإىل وظائف اأخرى<br />
اأكرث تنوعاً وشموال ً فهناك الوظيفة االجتماعية، والثقافية، والسياسية، واالقتصادية،<br />
واالإرشادية وعليه فهي ليست مركزاً لتخريج املوظفني، اأو مصنعاً للشهادات وال مركزاً<br />
لالمتحانات ولكنها صورة للمجتمع املثايل املطلوب الوصول اإليه.<br />
اإن وظيفة اجلامعات بشكل عام هي التعليم اجلامعي، والبحث العلمي، وخدمة املجتمع،<br />
وهذه االأهداف، وجدت اأساساً لتنمية الشخصية االإنسانية، والوطنية، وبلورتها، وتطورها<br />
من خالل اإعادة صياغة االإنسان، وتعميق شعوره الوطني، وتوعية اأفراد املجتمع بشكل<br />
عام، والشباب بشكل خاص، وتنويرهم، واإشاعة روح العلم واملنهج العلمي، وتكوين مفاهيم<br />
علمية تسعى لتكريس التعددية الفكرية، والدميقراطية، والعدل االجتماعي، واحلريات العامة<br />
يف ظل املتغريات، واملستجدات الطارئة على الساحة االقتصادية واالجتماعية والسياسية<br />
والثقافية. فالتعليم اجلامعي ْ ميدّ املجتمع بجميع احتياجاته من املوارد البرشية الإحداث<br />
التنمية الشاملة يف املجتمع يف املجاالت كافة سواء كانت سياسية، اأم اجتماعية، اأم<br />
اقتصادية، ويتم ذلك من خالل العملية االأكادميية التي جتري داخل القاعات، اأو النشاطات<br />
التي جتري خارج القاعات الدراسية، اأو من خالل الدراسات، واالأبحاث العلمية التي جتري<br />
يف اجلامعات وتطبيق النتائج التي يتوصل اإليها ملا فيه خدمة املجتمع، فاجلامعات هي<br />
املحرك، والرافعة الرئيسة للتقدم، والتطور يف املجتمع، ولها ساأن عظيم يف حياة االأمم،<br />
فهي من املقومات الرئيسة للدولة العرصية )بدران والدهشان، 2001( .<br />
فالعالقة بني اجلامعة واملجتمع عالقة تبادلية جدلية، اأي اأن ما يصيب املجتمع<br />
من اأمراض، اأو مشكالت اجتماعية، اأو مظاهر للفساد املايل، واالإداري، واملعنوي ينعكس<br />
بدرجة اأو باأخرى على اجلامعة، والعكس صحيح، وعليه فاإن حماوالت االإصالح والتطوير<br />
يجب اأال تكون يف جانب دون االآخر، فاالإصالح يجب اأن يبداأ يف املجتمع واجلامعة يف اآن<br />
واحد، وال بد من استناده اإىل اسرتاتيجية واضحة وحمددة املعامل واالأهداف والوسائل،<br />
وبغري ذلك فاإن حماوالت االإصالح ال ميكن اأن حتقق املطلوب )بدران، 1994( .<br />
14
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
فاجلامعات تشكل وسيلة فعالة يف املجتمع، حيث تساعد على تكوين النظرة العلمية<br />
التي تهيئ اأفراد املجتمع لتستقبل بعض املتغريات ضمن فلسفة املجتمع وقيمه وثقافته،<br />
كما اأنها تساهم يف املالءمة بني االأصالة واملعارصة، وتُعِ دُّ االأفراد لتقبل املتغريات<br />
اجلديدة يف القرن احلادي والعرشين، وال بد من التاأكيد على اأن اجلامعات اإذا حاولت بناء<br />
جسور قوية بينها وبني البيئة االجتماعية بشكل عام، والبيئة املحلية بشكل خاص يف جو<br />
من التفاعل االإيجابي، فاإنها تكون قد قدمت خدمة عامة كبرية يف تنمية املجتمع وبنائه<br />
وحتديثه. )التل، 1998( .<br />
جتدر االإشارة اإىل اأن اجلامعات تختص بكل ما يتعلق بالتعليم اجلامعي والبحث العلمي<br />
الذي تقوم به كلياتها، ومراكزها يف سبيل خدمة املجتمع واالرتقاء به حضارياً، متوخية<br />
املساهمة يف رقي الفكر، وتقدم العلم وتنمية القيم االإنسانية، وتزويد البالد باملتخصصني،<br />
والفنيني، واخلرباء، يف خمتلف املجاالت واإعداد االإنسان املزود باأصول املعرفة وطرائق<br />
البحث املتقدمة، والقيم الرفيعة ليسهم يف بناء املجتمع وتدعيمه، وصنع مستقبل الوطن،<br />
وخدمة االإنسانية، وتهتم اجلامعات ببعث احلضارة العربية، والرتاث التاريخي للشعب،<br />
وتقاليده االأصلية، وتوثيق الروابط الثقافية والعلمية مع اجلامعات. وهي موؤسسة اجتماعية<br />
من واجباتها اأيضاً االرتقاء بالقيم كقيم احلرية والعدالة من خالل الدراسة، والبحث لتعميق<br />
حقوق االإنسان وكرامته. )شحاته، عمار، 2003(.<br />
ومبا اأن جامعة القدس املفتوحة هي كربى اجلامعات الفلسطينية، وقد تاأسست عام<br />
1990كمحاولة للرد على سياسات االحتالل واملتمثلة يف اإغالق اجلامعات، وسياسة<br />
منع التجوال، ولها الدور االأكرب واالأبرز يف التاأثري يف املجتمع الفلسطيني كونها منترشة<br />
يف املناطق الفلسطينية كافة، وتضم ما نسبته %40 من جمموع الطلبة اجلامعيني يف<br />
فلسطني، وتطبق اجلامعة نظام التعليم املفتوح والتعلم عن بعد، الذي يتيح للطالب التعلم<br />
مبرونة ويرس من حيث الوقت واملكان، جاءت هذه الدراسة لبيان دور اجلامعة يف حمافظة<br />
اخلليل جنوب الضفة الغربية، اإذ تعدُّ املحافظة الكربى من حيث عدد السكان واملساحة،<br />
اإضافة اإىل وجود اأمناط ثقافية خاصة، وااللتزام بالعادات والتقاليد االجتماعية.<br />
مشكلة الدراسة وأسئلتها:<br />
توؤدي اجلامعات عامة واملوؤسسات الرتبوية وجامعة القدس املفتوحة بخاصة دوراً<br />
كبرياً يف خدمة املجتمع املحلي، باالإضافة اإىل خدماتها االأخرى املتمثلة يف التعليم<br />
والبحث العلمي للنهوض باملجتمع، والوصول اإىل جمتمع مدين متحرض يعرف كل فرد من<br />
اأبنائه حقوقه وواجباته، جمتمع تسوده الدميقراطية وحقوق االإنسان واملساواة، وتكريس<br />
املفاهيم احلضارية االجتماعية احلديثة وقيم املجتمع املدين.<br />
15
دور جامعة القدس املفتوحة في تنمية قيم اجملتمع<br />
املدني في محافظة اخلليل من وجهة نظر طلبتها<br />
د. نعمان عمرو<br />
د. تيسير أبو ساكور<br />
وعليه فاإن الدراسة ستحاول الإجابة عن الأسئلة الآتية:<br />
1 ما دور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية قيم املجتمع املدين يف حمافظة اخلليل<br />
عند طلبة اجلامعة؟<br />
. 2هل توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة (0.05 = α)<br />
متوسطات استجابات طالب وطالبات جامعة القدس املفتوحة حول دور اجلامعة<br />
يف تنمية قيم املجتمع املدين الفلسطيني، تعزى ملتغري اجلنس والعمر ومكان<br />
السكن واحلالة االجتماعية والتخصص والسنة الدراسية؟<br />
أهداف الدراسة:<br />
2 بني<br />
16<br />
1.<br />
تهدف هذه الدراسة اإىل التعرف اإىل دور جامعة القدس املفتوحة يف حمافظة اخلليل<br />
يف تنمية قيم املجتمع املدين الفلسطيني، وذلك من خالل اإبراز دور اجلامعة يف هذا املجال،<br />
وكيف تقوم اجلامعة بهذا الدور؟، واالأساليب املستخدمة لهذا الغرض، واملقرتحات التي<br />
تساهم يف تنمية مبادئ املجتمع املدين يف فلسطني.<br />
أهمية الدراسة:<br />
تكتسب هذه الدراسة اأهميتها من كونها تبحث يف دور جامعة القدس املفتوحة يف<br />
تنمية قيم املجتمع املدين الفلسطيني وهو ليس من االأدوار التقليدية، وهي التعلم وخدمة<br />
املجتمع والبحث العلمي، وبيان اأهمية هذا الدور، واإمكانية تطويره لتحقيق التنمية الشاملة<br />
يف املجتمع، باعتبار اجلامعات مصادر التغيري، واالإصالح يف املجتمع، وليس لكونها<br />
توؤدي خدمات تعليمية داخل اأسوار اجلامعة فقط، وكذلك اإفادة املهتمني والباحثني واإدارات<br />
اجلامعات، وتزويد املكتبة العربية بالدراسات التي تفيد يف هذا املجال.<br />
حدود الدراسة:<br />
اقترصت الدراسة على طلبة جامعة القدس املفتوحة يف حمافظة اخلليل، والتي تشمل<br />
منطقة اخلليل التعليمية، ومنطقة دورا التعليمية، ومركز يطا الدراسي يف الفصل الثاين<br />
للعام اجلامعي 2010/2009.<br />
مصطلحات الدراسة:<br />
◄◄املجتمع املدين: يتمثل املجتمع املدين يف جمموعة من املوؤسسات والتنظيمات<br />
التي تساعد احلكومة يف عملها مثل: )االأحزاب واملجتمعات والنقابات واالأندية والتعاونيات<br />
واجلامعات واملدارس وخمتلف املوؤسسات التعليمية باالإضافة اإىل البلديات( .
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
ويسمى املجتمع املدين الأن االنتماء اإليه يتجاوز االنتماء اإىل العائلة والقبيلة اأو<br />
العشرية حيث ينتمي املواطنون اإىل منظمات املجتمع املدين بشكل متساوٍ ، بغض النظر عن<br />
العائلة واجلنس واللون والدين. )جامعة القدس املفتوحة، 2006(<br />
◄◄جامعة القدس املفتوحة: موؤسسة وطنية للتعليم العايل، مركزها مدينة القدس<br />
الرشيف يف فلسطني، تتمتع بشخصية اعتبارية ذات استقالل اإداري، ومايل، وفني. تعمل<br />
على تقدمي خدماتها التعليمية باستخدام نظام التعليم املفتوح والتعليم عن بعد. بداأت يف<br />
عام )1991( ، واأنساأت مناطق تعليمية ومراكز دراسية يف املدن الفلسطينية الكربى، ضمت<br />
يف البداية املئات من الدارسني، وبداأ العدد باالزدياد سنوياً اإىل اأن اأصبح حوايل )60.000(<br />
يف العام )2008( . )دليل جامعة القدس املفتوحة، 2009( .<br />
ميثل الدور املظهر احلركي للوضع االجتماعي، ويركز على احلقوق<br />
والواجبات، اأي على التوقعات املعيارية املرتبطة باالأوضاع السائدة يف دنيا اجتماعية<br />
اأو نظام اجتماعي ما. )الهواري وعبد العزيز، 1999(<br />
17<br />
◄◄الدور:<br />
»هي املبادئ واملعتقدات االأخالقية املقبولة واملتفق عليها من قِ بَل الفرد<br />
واجلماعة«، فهي »االأشياء التي يعطيها الناس اهتماماً خاصاً« )1964 .)Sinclair,<br />
◄◄القيم:<br />
اإلطار النظري والدراسات السابقة:<br />
يعيش العامل عرص املعلومات، والتقدم العلمي، والتكنولوجي، و تزايد مشكالت املجتمع<br />
سواء كانت سياسية، اأم اجتماعية، اأم اقتصادية، كل ذلك يوؤدي باجلامعات للقيام باأدوار<br />
اإضافية استجابة ملا يفرض من تغريات متسارعة، وموؤثرات دولية، وقومية، ووطنية، الأن<br />
اجلامعة هي العقل املفكر للمجتمع، وهي صانعة القرارات املوضوعية العلمية.<br />
اإن من واجبات اجلامعات كموؤسسة اجتماعية االرتقاء بقيم احلرية، والعدالة واملساءلة<br />
والدميقراطية من خالل الدراسة، والبحث لتعميق حقوق االإنسان، وكرامته وذلك بزيادة<br />
الوعي لدى الشباب اجلامعي الذي بدوره يقوم بنقل هذه املفاهيم، واالأفكار اإىل خارج اأسوار<br />
اجلامعة ليحقق التنمية الشاملة يف املجتمع.<br />
مفهوم القيم:<br />
كلمة قيمة كما اأوردها ،Collins English Dictionary هي »املبادئ واملعتقدات<br />
الأخالقية املقبولة واملتفق عليها من قِبَل الفرد واجلماعة« )1991 )Sinclair, ، والقيمة<br />
عبارة عن متثيالت رمزية، اأو معرفية حلاجات الفرد، اأو حاجات املجتمع. وهي جمموعة
دور جامعة القدس املفتوحة في تنمية قيم اجملتمع<br />
املدني في محافظة اخلليل من وجهة نظر طلبتها<br />
د. نعمان عمرو<br />
د. تيسير أبو ساكور<br />
االعتقادات الوصفية التي تصف ما هو صحيح وما هو خاطئ، واالعتقادات التقوميية التي<br />
تبني ما اإذا كان موضوع االعتقاد خرياً اأم رشاً، واالعتقادات االإرشادية التي توضح للفرد<br />
ما اإذا كان السلوك حمرماً وغري مرغوب فيه نهائياً، اأو اأنه سلوك يفضَّ ل االبتعاد عنه، وعدم<br />
ممارسته 1996( )Beck, .<br />
وهي اإحدى اآليات الضبط االجتماعي التي توؤدي اإىل استقرار وتوازن البناء االإجتماعي<br />
اإذ اإن هناك اإجماعاً عاماً بني اأعضاء املجتمع عليها، ويكون بناء الضبط يف املجتمعات<br />
احلديثة اأضعف ما يكون الأنه يعكس حالة عدم االلتزام بالقيم، اأو املعايري االجتماعية. والقيم<br />
تتمثل يف جمموعة من املعتقدات الشائعة بني اأعضاء املجتمع الواحد، بخاصة فيما هو<br />
حسن اأو قبيح، مرغوب اأو غري مرغوب، ذات طابع فكري ومزاجي نحو االأشياء واملوضوعات<br />
املختلفة. والقيم تعد فئة من سمات الشخصية االأساسية مثلها مثل االجتاهات، وامليول،<br />
واالستعدادات، والبعض يرى اأن القيمة اأكرث حتديداً من السمة، وتشتمل عادة على جانب<br />
اإيجابي واآخر سلبي، كما تتسم القيمة باإمكانية تغيريها )اأبو النيل، 1988( .<br />
بعْدَ استعراض معاين القيمة يف اصطالح العلماء بشكل عام، تبنت هذه الدراسة<br />
التعريف التايل للقيم: هي جمموعة من املعتقدات، اأو االأفكار، اأو النظم التي تدور حول االأمور<br />
االجتماعية، اأو االقتصادية، اأو السياسية، اأو الدينية، اأو الرتبوية املرغوب بها، وتعمل على<br />
توجيه سلوك الشباب داخل جمتمعهم بحيث تنظم عالقاتهم باأنفسهم وباالآخرين، وبنظمهم،<br />
وجمتمعهم، وتزودهم مبعنى احلياة الذي يجمعهم مع بعضهم.<br />
مفهوم اجملتمع املدني:<br />
اإن عملية بناء املجتمع الناجح متر من خالل بناء موؤسسات تتاألف فيما بينها لتشكل<br />
املجتمع املدين الذي يهتم بقضايا حقوق االإنسان والقضايا املتفرعة عنها و املرتبطة<br />
بها.<br />
فالسلطة واملسوؤولية والعدل متثل مفاهيم بارزة حتدد مدنية املجتمع، اإنها ليست<br />
اأفكاراً فحسب، بل هي حاجات يجب اأن يتمسك بها بقصد استيعابها ومن ثم بناء منظومة<br />
قيم تنسجم معها تدفع باجتاه ممارستها واملواظبة عليها. لقد باتت مشاركة كل شخص<br />
يف املجتمع املدين سمة من سمات احلضارة االإنسانية هذه املشاركة التي تاأخذ اأشكاالً<br />
من السلوك املدين الذي يعكس االإميان مببادئ الدميقراطية واحرتام خصوصية االآخرين<br />
والعدالة، وحتمل املسوؤولية واملساءلة.<br />
اإن االأهمية التي ميكن اإدراكها من املشاركة يف املجتمع املدين تربز من خالل تاأكيد<br />
عضوية الفرد يف املجتمع، تلك العضوية التي بزيادتها يزداد النشاط والفعالية للصالح<br />
18
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
العام، االأمر الذي يعكس االنتماء والعضوية االجتماعية، ويرفع من مستوى حتمل املسوؤولية<br />
جتاه االآخرين حيث سيحد ذلك من االختالفات والنزاعات التي يحل حملها جتسيد قيم<br />
مدنية مثل قبول التعددية، وقبول االختالف، واإدارة االختالف، وحل النزاعات.<br />
اإن املجتمع املدين يتاألف من املوؤسسات السياسية واالقتصادية واالجتماعية<br />
والثقافية التي تعمل يف ميادين خمتلفة بشكل مستقل عن سلطة الدولة لتحقق اأغراضاً<br />
سياسية ونقابية ومهنية وثقافية واجتماعية.<br />
وبالنظر اإىل املجتمع الفلسطيني بالرغم من تشتته يف بلدان عديدة من العامل، وعدم<br />
وجوده يف بقعة واحدة، باالإضافة اإىل غياب دولة استطاع اأن يوؤسس جمتمعاً مدنياً اتسع<br />
نطاقه من خالل اتساع منظماته واأطره اجلماهريية ومنظماته االأهلية )غري احلكومية( ،<br />
حيث اأصبحت عديدة من حيث عددها اأو تنوع اأهدافها. )جامعة القدس املفتوحة، 2006(<br />
مهمات اجملتمع املدني الفلسطيين:<br />
املساهمة يف املسائل الوطنية احلاسمة مثل: مسالة اإجناز االستقالل الوطني.<br />
نرش قيم الدميقراطية وحقوق االإنسان يف املجتمع.<br />
النضال من اأجل وحدة الشعب الفلسطيني يف املجتمع.<br />
تعزيز منظمات املجتمع املدين، وتعزيز اعتمادها على الذات من حيث التمويل.<br />
19<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
وللوصول إىل جمتمع مدني ال بد من تنمية املفاهيم اآلتية:<br />
● ●اأولً- الدميقراطية:<br />
الدميقراطية مفهوم قدمي حديث، اعرتته تطورات عرب العصور التاريخية، وهو ما زال<br />
حمتفظاً بكثري من االأسس التي قام عليها، منذ اأن اأصبحت الدميقراطية مفهوماً سياسياً الأول<br />
مرة. وعلى هذا االأساس تبدو الدميقراطية كاأي مفهوم من املفاهيم غامضة غري واضحة،<br />
ما مل تعرف تعريفاً اإجرائياً ينقلها من جمرد الكالم اإىل العمل، ومن امليدان النظري اإىل<br />
امليدان التطبيقي. اإن الدميقراطية كانت عسرية الفهم، وهي يف الوقت نفسه عسرية التفسري،<br />
الأنها تستمد قوامها من املبادئ االإنسانية الكربى كاالأخالق والعدالة، ولهذا يقال اإن فهم<br />
الدميقراطية يكمن يف العقل، )الشقاقي، واخرون، 1999(.<br />
ما الدميقراطية؟ هل هي حرية الراأي؟ اأم حرية تكوين االأحزاب والتجمعات؟ اأم هي<br />
حرية انتقاد احلكومة وتغيريها يف االنتخابات؟ اإن كل هذه االأشياء اأمور تدخل يف نطاق<br />
الدميقراطية. لكن الدميقراطية اأوسع من ذلك بكثري، وميكن تعريفها باأنها طريقة اتخاذ
دور جامعة القدس املفتوحة في تنمية قيم اجملتمع<br />
املدني في محافظة اخلليل من وجهة نظر طلبتها<br />
د. نعمان عمرو<br />
د. تيسير أبو ساكور<br />
القرارات مبشاركة جماعية. وتكون اجلماعة التي يتخذ فيها القرار جمتمعاً سياسياً، اأو نقابة<br />
عمالية، اأو احتادا طالبياً، اأو حزباً سياسياً، اأو غري ذلك من اأشكال اجلماعات. فالدميقراطية<br />
واملشتقة لغوياً من كلمتني يونانيتني تعنيان »حكم الشعب« يتضمن من حيث اجلوهر<br />
اأن يحظى القرار املتعلق باجلماعة بقبول اأعضاء اجلماعة وموافقتهم. )الشقاقي, اآخرون،<br />
.)1999<br />
● ●ثانياً- حقوق الإنسان )يف اطار ما يطرحه القانون الدويل(:<br />
تعدُّ حقوق االإنسان من موضوعات الساعة املهمة لدى الدول واالأفراد على حد سواء،<br />
بل اعتربت هذه احلقوق مقياساً لتطور االأمم وتقدمها، مما دفع كثرياً من الدول اإىل املناداة<br />
بحقوق االإنسان على الرغم من اعتماد ذلك كشعارات براقة دومنا تنفيذ.<br />
وكثرياً ما يتحدث رجال القانون عما يسمى باحلقوق العامة، وهي احلقوق التي تثبت<br />
للشخص مبجرد وجوده، اأي لكونه اإنسانا، وتقرر للمحافظة على الذات االآدمية، وقد اأدت كثري<br />
من الطروحات اإىل التاأكيد على حقيقة ال مناص منها، وهي اأن املناداة بحقوق االإنسان اأو<br />
وجود النظريات يف هذا الساأن ال يعد كافياً، بل البد من حتسني ذلك بشكل قانوين.<br />
وقد حدث ذلك بالفعل بصدور العديد من االإعالنات واملواثيق الدولية واالإقليمية، ومن<br />
ذلك الإعالن العاملي حلقوق الإنسان الذي وافقت عليه اجلمعية العامة لالأمم املتحدة<br />
سنة )1984( بالإضافة اإىل امليثاق الأوروبي حلقوق الإنسان سنة )1950( والتفاقية<br />
الصادرة عن الدول الأمريكية سنة )1969( وامليثاق الأمريكي حلقوق الإنسان سنة<br />
. )1981(<br />
من حق االإنسان احلصول على كل ما يحتاجه من اأساسات، وبخاصة على صعيد<br />
املاأكل وامللبس واملسكن والعناية الطبية واخلدمات االجتماعية الرضورية، كما اأن له<br />
احلق يف اأن يوؤمن له ما يحتاجه يف حاالت الفقر واملرض والعجز اأو الشيخوخة اأو غري ذلك<br />
من الظروف اخلارجة عن اإرادة االإنسان التي تفقده اأسباب عيشه، ويشكل ذلك عماد مبداأ<br />
املساواة والعدالة االجتماعية، اإذ اإن توفري قدر كاف من التحصيل العلمي الأفراد املجتمع،<br />
ورفع املستوى االأدائي للمدارس واجلامعات وتاأهيل الكوادر الفنية، ونرش العلم واملعرفة<br />
يف املجتمع يصب يف خدمة التقدم واالزدهار الذي يسهل مهمة حتقيق التطلعات املختلفة<br />
للبرش من سهولة العيش والعدالة االجتماعية.<br />
اإن العقل املبدع واخلالق هو ثروة يجب تشجعيها، فالعمل على تطوير قدرات الطالب<br />
الفكرية، وحثه على البحث ومكافاأته معنوياً هو حافز من اأجل تواصل التطوير الذاتي<br />
)الشقاقي واآخرون- 1999(.<br />
20
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
تقسم حقوق الإنسان اإىل جمالني رئيسني هما:<br />
. أاحلقوق اجلماعية ومنها: احلق يف التنمية، وحق الشعوب يف تقرير مصريها.<br />
.باحلقوق الفردية ومنها: احلق يف حرية الراأي والتعبري. )جامعة القدس املفتوحة،<br />
.)2008<br />
. تاأنواع حقوق االإنسان:<br />
احلقوق السياسية واملدنية التي نص عليها العهد الدويل للحقوق السياسية<br />
واملدنية، وغالباً ما تكون فردية.<br />
21<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
احلقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية، وغالباً ما تكون حقوقاً جماعية.<br />
)جامعة القدس املفتوحة، )2008(.<br />
● ●ثالثاً- العمل التطوعي:<br />
يعد العمل التطوعي ركيزةً اأساسية يف بناء املجتمع وتعزيز االنتماء والتماسك<br />
االجتماعي بني املواطنني، والعمل التطوعي ممارسة اإنسانية ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بكل<br />
معاين اخلري والعمل الصالح. ويختلف يف حجمه وشكله واجتاهاته من جمتمع الآخر،<br />
فمن حيث احلجم يقل يف فرتات االستقرار ويزيد يف اأوقات الكوارث واحلروب، ومن حيث<br />
الشكل فقد يكون جهداً يدوياً اأو تربعاً باملال واجلهد والدم. ومن االجتاه فقد يكون تلقائياً<br />
اأو موجهاً من قبل الدولة اأو املوؤسسات االأهلية. يساهم العمل التطوعي يف تعزيز القيم<br />
واملبادئ االإنسانية لدى املواطنني، ويعدُّ من تقاليد الشعب الفلسطيني، وكان يسمى قدمياً<br />
)العونة( ومازالت مظاهر العونة موجودة يف الريف الفلسطيني، وبخاصة يف موسم قطف<br />
الزيتون، وتطور يف سنوات السبعينات نحو تاأسيس »جلان العمل التطوعي« التي متثَّل<br />
دورها يف تقدمي اخلدمات واملساعدات للمواطنني. )يحيى، 1985(.<br />
ومما يزيد يف اأهمية العمل التطوعي اأنه يزيد من ترابط املواطنني مع بعضهم بعضاً،<br />
وزيادة تعلقهم باأرضهم ووطنهم، والعمل على االشرتاك يف االأعمال التي تخدم الوطن،<br />
وينظم العالقة بني املواطنني، ويساعدهم على التعرف على جمتمعهم، ويساهم يف بث<br />
الوعي الثقايف واالجتماعي والسياسي بينهم، وينمي روح التعاون. )يحيى، 1985(.<br />
● ●رابعاً- املحافظة على املمتلكات العامة:<br />
اإن اجلامعات واملدارس واملستشفيات واملساجد والكنائس واحلدائق وغريها هي<br />
ملكية عامة تقوم الدولة غالباً ببنائها من ميزانيتها التي حصلت عليها من الرضائب<br />
التي جبتها من املواطنني، ولذلك فاإن الرضيبة التي يدفعها الفرد اأو الشخصية االعتبارية
دور جامعة القدس املفتوحة في تنمية قيم اجملتمع<br />
املدني في محافظة اخلليل من وجهة نظر طلبتها<br />
د. نعمان عمرو<br />
د. تيسير أبو ساكور<br />
كالرشكات واملوؤسسات، هي املساهمة التي نقدمها يف هذه املدرسة اأو يف ذلك املستشفى،<br />
وعليه فاإن للمواطن احلق يف اأن يتعلم يف اأي مدرسة حكومية وقضاء الوقت يف االأماكن<br />
العامة دون مقابل. )الشقاقي واخرون، 1999(.<br />
مفهوم املمتلكات العامة:<br />
هي ما ميلكه اجلميع ويستفيد منه، وتتنوع املمتلكات العامة على شكل مرافق<br />
وخدمات منها املساجد واملكتبات العامة واحلدائق.... الخ<br />
اإن احلفاظ على املدرسة اأو على احلديقة العامة.... الخ، يشكل اإسهاماً يف بناء البلد<br />
وعدم احلفاظ عليها يعني اأنه ال نريد االستفادة منها، فامللكية بشكل عام تعني قدرة املالك<br />
على الترصف مبا ميلك. وامللكية العامة تعني متكني اجلميع من الترصف واالإفادة من هذه<br />
امللكية، ولهذا فاإن املصلحة العامة تفرض علينا احلفاظ على املمتلكات العامة، ولكن<br />
من الواضح اأنه اإذا ما حول القائمون على امللكية العامة هذه امللكية خلدمة مصاحلهم<br />
اخلاصة، فاإن نزعة املحافظة على امللكية العامة لدى اجلمهور ستضعف، وذلك الأنهم<br />
اأصبحوا يشعرون باأن هذه امللكية ال تخصهم، واأنها مل تعد بالفعل ملكية عامة، هكذا فاإن<br />
الترصف يف امللكية العامة له مردود خطري جداً. )الشقاقي واخرون، 1999(.<br />
دور اجلامعة يف تنمية مفهوم املواطنة:<br />
بالرجوع اإىل قوانني الرتبية والتعليم العايل كافة، يتبني لنا اأن الهدف االأول الإنشاء<br />
اجلامعات هو تنشئة مواطنني موؤمنني باهلل منتمني لوطنهم ولعروبتهم متحلني بروح<br />
املسوؤولية مطلعني على تراث اأمتهم وحضارتهم معتزين بها متابعني لقضايا االإنسانية<br />
وقيمها وتطورها )رشيد، 1999( .<br />
وهذه الوظائف تعمل على اإشباع رغبات الطلبة الفكرية وحاجاتهم، والعلمية،<br />
واالجتماعية والثقافية، وتعمل على مساعدتهم، وتكيفهم مع التطورات احلاصلة يف<br />
جمتمعهم، وتسهل تعاملهم مع االآخرين يف بناء عالقات اجتماعية متطورة مع االآخرين<br />
تخضع للتفكري العقالين لالإنسان، كما اأن للجامعات دوراً كبرياً يف توجيه عقول الشباب،<br />
واالعتزاز بالوطن العربي الكبري، واالإميان بالوطن، وقادته، ورجاله، وعلمائه، وعليها<br />
تقوية مشاعر االنتماء اإىل االأمة اخلالدة، واإبراز مفاخر هذه االأمة، وانتصاراتها التاريخية<br />
يف الدين، والعلم واخللق. )شلدان، 2006( .<br />
ومن املفرتض يف مناهج اجلامعات الفلسطينية اأن تنمي مهارات طلبتها مبستوياتهم<br />
كافة، وجتعلهم اأعضاء فاعلني مبا يهدف اإليه من تقومي سلوكهم وتدريبهم على السلوك<br />
22
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
الوطني وتعويدهم على املشاركة االإيجابية يف االأنشطة الوطنية الداعمة حلقوق االإنسان،<br />
ويف جميع مظاهر احلياة االجتماعية املختلفة، ومن املفرتض اأيضاً اأن توؤثر يف شخصياتهم<br />
وسلوكهم، وتبرصهم باالأنظمة واملوؤسسات احلكومية دورها يف خدمة املواطنني.<br />
ومن املفرتض يف سياسات اجلامعات الفلسطينية اأن تقارن بني ماضي البالد<br />
وحارضها حتى يفهموا معني التطور والتقدم واإبراز تاريخ النهضة احلضارية حتى<br />
تتضح للطالب اجلامعي التضحيات التي بذلها االآباء واالأجداد، وتنمي اجلامعات العالقات<br />
االجتماعية بني الطلبة وبني املواطنني، واإدراك العالقات القائمة بني اجلمهور وموؤسسات<br />
الدولة، بني املواطنني ووالة االأمر، وتقدم للطلبة املعلومات واحلقائق املتعلقة باملجتمع،<br />
وذلك يف سياق املواقف االجتماعية التي يواجهونها يف حياتهم. )طلبة، 1980( .<br />
اإن تدريس الطلبة يف اجلامعات الفلسطينية يستلزم غرس روح املواطنة بتنمية حب<br />
الوطن يف نفوس الطلبة، وحب جمتمعهم والقيم املوجودة فيه، والقدرة على اتخاذ القرار<br />
احلكيم، اأي الوالء لوالة االأمر، ومعرفة اأنظمة احلكومة واأنظمتها، وتنمي لديهم القدرة على<br />
مناقشة االأفكار واالآراء للبحث عن احلقيقة. )القحطاين، 1998( .<br />
اإن تعريف الفرد بحقوق الوطن من اأوجب الواجبات، واإن االنتماء للوطن رشف،<br />
واالنتساب اإليه فضيلة وافتخار، واإن حب الوطن قربة اإىل اهلل، ويتعبد اهلل مبساندة والته،<br />
والتكاتف مع اأهله ومواطنيه لصالح املجتمع. )زيد، 1997( .<br />
ومن مظاهر دور اجلامعة يف تنمية مفاهيم املواطنة نذكر ما ياأتي:<br />
تعزيز االإميان باهلل واالنتماء لفلسطني واحرتام الكون واالإنسان.<br />
تعزيز الثقافة االإسالمية واحرتام االآخرين يف ظل ثقافتنا وحضارتنا.<br />
الشعب الفلسطيني جزء ال يتجزاأ من االأمة العربية، وهو يعمل يف سبيل وحدتها<br />
وحريتها وتطويرها ورفاهيتها.<br />
االإميان بالقيم واملبادئ االإنسانية التي حترتم االإنسان، وتعزيز مكانة العقل،<br />
وحتض على العلم والعمل واالأخالق واملثل العليا.<br />
احرتام احلريات الفردية واجلماعية.<br />
العمل على سيادة القانون بوصفه وسيلة لتحقيق العدالة واملساواة بني<br />
املواطنني.<br />
العدل االجتماعي، واملساواة، وتوفري فرص متكافئة جلميع الفلسطينيني دون<br />
متييز، مبا فيهم ذوي االحتياجات اخلاصة.<br />
23<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦
دور جامعة القدس املفتوحة في تنمية قيم اجملتمع<br />
املدني في محافظة اخلليل من وجهة نظر طلبتها<br />
د. نعمان عمرو<br />
د. تيسير أبو ساكور<br />
اإعداد الطلبة حلياة تسودها روح العدل واملساواة واملشاركة والدميقراطية.<br />
24<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
<br />
<br />
<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
مراعاة برامج بث روح املواطنة واحلس املدين يف خمتلف املناهج بحث ال تنفصل<br />
املطالبة باحلقوق عن االلتزام بالواجبات.<br />
مراعاة تنمية الدميقراطية لتساعد الطلبة على اإجناز املسوؤوليات واملهمات امللقاة<br />
على عاتقهم بسعادة، ووقف ظواهر العنف باأشكاله تامة. )منارصة، 2007( .<br />
الدراسات السابقة:<br />
<br />
<br />
<br />
هدفت دراسة )فايز الدويري، 2009( اإىل معرفة دور اجلامعات الرسمية يف تعزيز<br />
مفهوم االأمن الوطني، ومعرفة اإذا كان هناك فروق يف درجة وعي اأعضاء هيئة التدريس يف<br />
تعزيز مفهوم االأمن الوطني تعزى الأي متغري من متغريات: اجلنس، واجلامعة والتخصص،<br />
ومعرفة اإذا كان هناك اختالف يف درجة وعي الطلبة يف تعزيز مفهوم االأمن الوطني<br />
يعزى الأي متغري من متغريات: اجلنس، واجلامعة والتخصص الدراسي واملستوى الدراسي،<br />
ومعرفة اإذا كان هناك اختالف يف درجة وعي اأعضاء هيئة التدريس عن الطلبة يف تعزيز<br />
مفهوم االأمن الوطني.<br />
وتوصلت الدراسة اإىل نتائج عدة اأهمها:<br />
بلغ املتوسط احلسابي لدور اجلامعة بشكل عام ولكافة املجاالت ولكال عينتي<br />
الدراسة معاً )3.50( فيما بلغ املتوسط احلسابي لدور اجلامعة بشكل عام )3.26( و<br />
)3.57( لعينة اأعضاء هيئة التدريس وعينة الطلبة على التوايل، وجميعها تقع يف مستوى<br />
الوعي املتوسط.<br />
عدم وجود تفاوت يف درجة وعي اأعضاء هيئة التدريس حسب التخصص، فيما<br />
ظهر تفاوت ذو داللة اإحصائية يعزى ملتغري اجلامعة لصالح اأعضاء هيئة التدريس يف<br />
جامعة موؤته مقارنة باأعضاء هيئة التدريس يف اجلامعة االأردنية وجامعة الريموك.<br />
وجود تفاوت يف درجة وعي الطلبة يعزى ملتغري اجلنس لصالح االإناث ملجايل<br />
مفهوم االأمن الوطني ودور اجلامعة، ولصالح الذكور ملجال دور االأستاذ اجلامعي، وعدم<br />
وجود تفاوت يف درجة وعي الطلبة لبقية املجاالت، وهي جمال دور الطالب ودور املناهج<br />
ودور النشاطات غري االأكادميية، وعدم وجود تفاوت يعزى ملتغري التخصص للمجاالت<br />
كافة ما عدا دور االأستاذ اجلامعي حيث كان لصالح طلبة الكليات االإنسانية، فيما ظهر<br />
تفاوت يعزى ملتغري اجلامعة لصالح طلبة جامعة موؤته ملجال دور االأستاذ اجلامعي،<br />
ولصالح طلبة اجلامعة االأردنية ملجال النشاطات غري االأكادميية، كما اأظهرت النتائج
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
تفاوتاً يعزى ملتغري املستوى الدراسي لصالح طلبة السنة االأوىل موازنة مع طلبة السنة<br />
الثالثة يف جماالت دور اجلامعة، ودور االأستاذ اجلامعي ودور الطالب.<br />
وجود تفاوت بني درجة وعي اأعضاء هيئة التدريس، ودرجة وعي الطلبة لصالح<br />
الطلبة يف جماالت مفهوم االأمن الوطني ودور اجلامعة ودور الطالب ودور النشاطات غري<br />
االأكادميية.<br />
25<br />
<br />
<br />
وقام الزهراين )2005( باإجراء دراسة بعنوان جماالت العمل التطوعي يف امليدان<br />
الرتبوي، بنيَّ فيها اأن العمل التطوعي له اأبعاد متسقة وعميقة ويحتاج اإىل كثري من<br />
الدراسات واالأبحاث العلمية التي ستسهم يف بناء قاعدة عريقة للعمل التطوعي يف العامل<br />
العربي واالإسالمي ومن القواعد العلمية ااأنه كلما زادت حركة العمل التطوعي يف جمتمع<br />
ما، كلما زادت حركة البناء والرقي وحتقق االأمن والتكافل يف املجتمع.<br />
ونظراً الأهمية العمل التطوعي يف حياة االأفراد واملجتمعات، وعلى اجلانب االآخر ال<br />
يوجد االهتمام الكايف يف هذا التخصص، وترجع اأهمية هذه الدراسة اإىل اأنها تسهم يف<br />
التعريف بالعمل التطوعي والدعوة اإليه ورضورته الرتبوية واالجتماعية والنفسية.<br />
واختتم الباحث دراسته بتوصيات عدة اأهمها: دعوة وسائل االإعالم اإىل نرش<br />
اأدبيات العمل التطوعي وحثّ مراكز البحوث واملوؤسسات اخلريية واجلامعات واملعاهد على<br />
اإعداد البحوث والدراسات النظرية وامليدانية يف جمال العمل اخلريي وتشجيع املواطنني<br />
على االنضمام اإىل اجلمعيات واملوؤسسات االجتماعية واخلريية، وتوسيع جماالت االأعمال<br />
التطوعية، ومراعاة استغالل الدافع الديني، وبخاصة لدى الشباب واستثماره لصالح العمل<br />
التطوعي.<br />
وتناولت دراسة السيد )2004( العالقة بني الدولة واملجتمع املدين يف مرص. وكان<br />
السوؤال الرئيس لهذه الدراسة: »ما اأثر بروز وتداول مفهوم املجتمع املدين يف<br />
النطاق العاملي، وما ارتبط به من اإعالء قيم الدميقراطية واحرتام حقوق<br />
الإنسان وحماربة الفساد واحلكم اجليد، على خريطة العالقة بني الدولة<br />
وموؤسسات املجتمع املدين يف مرص يف تسعينيات القرن العرشين؟«.<br />
وتناولت الدراسة يف اإطار نظري العالقة بني الدولة واملجتمع املدين، من خالل وضع<br />
تعريفات اإجرائية لكل من مفهومي املجتمع املدين والدولة. ثم تناولت اأثر تصاعد املجتمع<br />
املدين العاملي، واأثره على شكل العالقة بني الدولة والتنظيمات غري احلكومية. ثم تناولت<br />
العمل على نساأة الدولة املرصية احلديثة، واملجتمع املدين يف مرص من خالل حموري
دور جامعة القدس املفتوحة في تنمية قيم اجملتمع<br />
املدني في محافظة اخلليل من وجهة نظر طلبتها<br />
د. نعمان عمرو<br />
د. تيسير أبو ساكور<br />
االأحزاب السياسية، والنقابات املهنية. ثم تناول بصورة منفصلة عالقة الدولة بالنقابات<br />
العمالية وجمعيات رجال االأعمال. ثم استعرضت الدراسة بالتحليل العالقة بني الدولة<br />
واجلمعيات االأهلية يف اإطار القوانني رقم 32 لسنة 153 1964، لسنة 84 1999، لسنة<br />
2002. واأنهى الباحث الدراسة بقسم خاص عن حمددات تفعيل طبيعة، وجوانب، وعوامل،<br />
تطور عالقة الدولة املرصية باجلمعيات االأهلية مع االهتمام باالإطار القانوين الذي يحكم<br />
العالقة بني الطرفني. )حسن السيد- 2004( .<br />
ويف دراسة الشويحات )2003( التي هدفت اإىل معرفة درجة متثل طلبة اجلامعات<br />
االأردنية ملفاهيم املواطنة، والتعرف على اأثر كل من اجلنس، واملستوى التعليمي للوالدين<br />
ونوع املدرسة التي تخرج منها، ونوع اجلامعة التي يدرس فيها، ومستواه الدراسي،<br />
وحتصيله االأكادميي، تكونت عينة الدراسة من )1866( طالب وطالبة، وقد اأظهرت النتائج<br />
اأن متثل الطلبة ملفاهيم املواطنة كانت غري اإيجابية بنسبة %62، ومواقف اأفراد العينة<br />
اجتاه الوحدة الوطنية بنسبة %70، واملسوؤولية %66.4، واملشاركة والتضامن %65،<br />
والواجبات واملساواة %63، واالعتزاز %62.3، واأظهرت النتائج عدم حتديد مواقف الطلبة<br />
اجتاه قضايا املواطنة واملساواة واملشاركة السياسية.<br />
وهدفت دراسة العاجز 2002 اإىل التعرف على دور اجلامعات الفلسطينية يف حتقيق<br />
التنمية الشاملة وتوصلت اإىل نتائج اأهمها اأن دور اجلامعات، والكليات يف التنافس<br />
لتحقيق النمو الشامل خدمة للعملية التعليمية وسعياً لبناء الشخصية الفلسطينية املستقلة<br />
من جميع جوانبها ودور اجلامعات يف التنمية االقتصادية واالجتماعية من خالل تزويد<br />
املجتمع بكثري من اخلربات، واملهارات الفنية، واالإدارية لدفع عجلة التنمية االقتصادية<br />
وتنشيط خططها وتنمية القيم، والنظم، واملعايري، واالجتاهات الالزمة لتشجيع التقدم<br />
وتوصلت اأيضا اإىل اأن العوامل التي تقف دون جناح اجلامعة يف تنمية املجتمع هي: عدم<br />
متتع اجلامعات باالستقالل واحلرية االأكادميية وشح املوارد االقتصادية وتزايد اأعداد<br />
الطلبة واالأيديولوجيات التي حتكم اجلامعات ووجود فجوة بني اجلامعات، واملجتمع،<br />
وضيق نظرة املجتمع اإىل اجلامعة.<br />
واأجرى رشيد، 1999 دراسة حول دور اجلامعة يف املجتمع يف ضوء الرتبية االإسالمية<br />
من وجهة نظر اأعضاء هيئة التدريس يف جامعة الريموك حيث تبني من نتائج الدراسة اأن<br />
دور اجلامعة جتاه الطلبة من وجهة نظر اأعضاء هيئة التدريس كان مرتفعاً حيث تركز دور<br />
اجلامعة يف العناية بالصحة العامة للطالب من خالل توفري املراكز الصحية يف اجلامعة<br />
واالإرشاف على املطاعم واملرافق، وتنمية خلق االستقامة بني الطلبة قوالً وسلوكاً وتشجيع<br />
26
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
الطلبة على املشاركة باالأنشطة الثقافية التي تنفذها اجلامعة، وتنمية الروح القيادية لدى<br />
الطلبة باإرشاكهم يف سوؤون اجلامعة املتعلقة بهم كاالإرشاد الطالبي واإدارة الندوات وتوجيه<br />
الطلبة نحو االلتزام باأخالقيات ومبادئ الرتبية االإسالمية.<br />
ويف دراسة مشاقبة )1993( , التي هدفت اإىل التعرف على واقع االجتاهات السياسية<br />
للطلبة اجلامعيني واإبراز العالقة بني االجتاهات السياسية للطلبة وعدد من املتغريات<br />
االقتصادية واالجتماعية، كالدين، والدخل، واجلنس، ومهنة الوالدين، ومستوى تعليمهم،<br />
ودور التنمية السياسية، والثقافية يف تشكل تلك االجتاهات، تكون جمتمع الدراسة من طلبة<br />
جامعة الريموك، واختريت عينة عشوائية بلغت )562( طالباً وطالبة، واأظهرت الدراسة<br />
وجود تفاوت بني اهتمامات الذكور واالإناث يف ممارسة العمل السياسي لصالح الذكور،<br />
واأظهرت الدراسة اأن ما نسبته %2.74 من الطلبة لديهم والء سياسي قوي وانتماء وطني<br />
شديد، كما اأظهرت الدراسة اهتماماً كبرياً لدى الطلبة باملبادئ الدميقراطية واحلريات<br />
العامة مع تدين االهتمام بالعشائرية.<br />
واأجرى كري دراسة )2003 :)Kerr, بعنوان توجهات الطلبة من عمر 14 سنة يف 28<br />
دولة عن املواطنة، وقد اأشارت الدراسة اإىل حقيقة، وهي اأن تعليم الرتبية املدنية )املواطنة(<br />
عملية معقدة حتمل فرصاً واأبعاداً كثرية للطلبة داخل املدرسة وخارجها.<br />
كما بينت الدراسة اأن العديد من الطلبة يعرفون عن مضامني الدميقراطية االأساسية،<br />
ولكنهم ما زالوا يفتقدون املعرفة العميقة للممارسة، واأن هوؤالء يفهمون اأن الدميقراطية هي<br />
ممارسة التصويت يف االنتخابات، وخلصت اإىل اأن الطلبة الذين تزداد معارفهم املدنية هم<br />
اأكرث قدرة على املشاركة يف اأنشطة سياسية واأعمال تطوعية مثل الكبار.<br />
وهدفت دراسة منرتوب )2003 :)Mintrop, اإىل حتديد حمتوى مادة الرتبية، املدنية<br />
فمن وجهة نظر املختصني واملعلمني والطالب واأثر املادة على سلوك الطالب. ووجد ان<br />
%90 من املعلمني يرون اأن هذه املادة جمدية للطالب والدولة. ومل تكن نظرة املعلمني<br />
متطابقة حول اأهمية املوضوعات التقليدية يف الرتبية الوطنية مثل التاريخ الوطني،<br />
واإطاعة القانون، واالنخراط يف االأحزاب السياسية واالحتادات العمالية واخلدمة العسكرية،<br />
وكذلك املوضوعات االأكرث حداثة مثل حقوق االإنسان والبيئة، واملوضوعات ذات الصفة<br />
العاملية.<br />
كما اأظهرت الدراسة اأن الطالب يف سن )14( سنه ال مييلون اإىل االأمور السياسية.<br />
يف حني اأن %80 من هذه الفئة ترغب يف التصويت عندما يحني الوقت لذلك. ويرون اأن<br />
التصويت ميثل مشاركتهم السياسية، وفيما يتعلق باالأنشطة االجتماعية، فان اأكرث من<br />
نصف هوؤالء الطالب يحبذون جمع املال الأسباب اجتماعية تعود بالنفع على املجتمع.<br />
27
دور جامعة القدس املفتوحة في تنمية قيم اجملتمع<br />
املدني في محافظة اخلليل من وجهة نظر طلبتها<br />
د. نعمان عمرو<br />
د. تيسير أبو ساكور<br />
واأجرى )2001 ,.J )Vogelgesang, Lori دراسة للتعرف على اأثر اجلامعة يف تطوير<br />
القيم املدنية وكيف يوؤثر عامل العرق واجلنس. تركز هذه الدراسة على جمموعة املقاييس<br />
التي تعكس بعض القيم التي تدعم االنخراط يف الدميقراطية التعددية )االلتزام بالفهم<br />
لالختالفات العرقية وااللتزام بالنشاطات االجتماعية( . اشتملت عينة الدراسة )19.915(<br />
طالباً وطالبة من جامعة Los Angelus- California مستعينة باستبانة ،HERI وقد اأكدت<br />
نتائج هذه الدراسة اأن التعددية يف اجلسم الطالبي ال تعزز اإيجابيا نتائج تطويرية يف<br />
جمال النشاط االجتماعي اأما بالنسبة لتعزيز فهم االأعراق املختلفة، فاإن موؤرش تعددية<br />
اجلسم الطالبي ظهر واضحاً لدى الطالب البيض، ولكن االأثر كان سلبياً. واأظهرت نتائج<br />
الدراسة اأن التعامل مع الطلبة باختالف اأعراقهم واأجناسهم كوحدة واحدة تضع قناعاً على<br />
العوامل املهمة التي توؤدي اإىل تطوير القيم.<br />
اأما دراسة ستاركي )2000 )Starki, فقد هدفت اإىل التعرف اإىل تربية املواطنة يف كل<br />
من بريطانيا وفرنسا. وقد وجد اأن كال الدولتني اهتمتا اأكرث بالرتكيز على تربية املواطنة<br />
يف اأواخر التسعينيات امليالدية. اإال اأن نظام التعليم االجنليزي كان يهتم بخلق جمتمع<br />
متنوع الثقافات ولكنه متوحد يف وطنيته ووالئة. يف الوقت الذي اأخذ النظام التعليمي<br />
الفرنسي على عاتقه التاأكيد على االلتزام بنبذ العنرصية وباملناداة بحقوق االإنسان<br />
ومعارضته املمارسات غري العادلة، وهذا االختالف يف التوجه يعكس اختالف االأيدلوجية<br />
السياسية التي انطلق منها النظامان السياسيان يف بريطانيا وفرنسا. ولقد انعكس ذلك على<br />
االختالف يف نوعية برامج تربية املواطنة املقدمة يف النظامني، فبينما يقوم نظام التعليم<br />
الفرنسي بالتاأكيد على اندماج االأفراد يف اإطار النظام السياسي اجلمهوري، يهدف النظام<br />
االجنليزي خللق جمتمع جدي وهوية وطنية جديدة. ومهما كان االختالف بني النظاميني<br />
فاإنهما يتفقان على توعية املواطنني بواجباتهم وحقوقهم ودفعهم للعمل االيجابي يف<br />
خدمة الوطن وحتقيق مصاحله.<br />
واأجرى )1997 Abraheemm, )Almiccawy, دراسة حول الهوية الوطنية والنمو<br />
السياسي واالأخالقي لدى الطلبة الفلسطينيني النشطاء يف اجلامعات االإرسائيلية، بهدف<br />
فهم الهوية اجلماعية، والقيم الذاتية، والنمو السياسي لدى الطلبة الفلسطينيني الناشطني<br />
ضمن املجتمع االإرسائيلي. وقد اأوضحت الدراسة صعوبة املوضوع بالنسبة للمصطلحات<br />
لغري اليهود يف املجتمع االإرسائيلي، وبالنسبة لتصارع القيم واملعتقدات التي ترى اإرسائيل<br />
كدولة يهودية بطابع دميقراطي غربي ذوي احتياجات اأمنية عالية. % 20 من املواطنني يف<br />
اإرسائيل من غري اليهود وهم حمرومون من احلقوق الدميقراطية من قبل الدولة املفروضة<br />
عليهم. وبينت الدراسة اأن همَّ الفلسطينيني املحافظة على هويتهم الفلسطينية، وطابعهم<br />
الثقايف ضمن الظروف التي يعيشونها.<br />
28
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
اجلامعات يف اإرسائيل هي املطاف الوحيد الذي ينخرط فيه الطالب عرباً ويهوداً مع<br />
بعض. اشتملت عينة الدراسة على 17 طالباً فلسطينياً ناشطاً من جامعات تل اأبيب وبن<br />
غوريون وحيفا وبنيت الدراسة على منهج البحث الكيفي عرب اأخذ املالحظات امليدانية،<br />
واملراقبة واملقابالت، وكانت اأهداف الدراسة الأساسية:<br />
الريادة.<br />
29<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
الهوية اجلماعية والوعي السياسي.<br />
تغيري نظام التعليم الرسمي.<br />
الهويات الفردية والتفاعل بني اجلماعات.<br />
الوضع السياسي االجتماعي وااللتزامات املستقبلية.<br />
ويف دراسة ))1982( Leslie )Wood, حول اأثر برامج التبادل الطالبي يف تعزيز<br />
التوجهات املدنية وفهم االآخر استندت هذه الدراسة على نتائج دراسات سابقة حول اأهمية<br />
برامج التبادل الطالبي يف زيادة الوعي السياسي، واالجتماعي، والثقايف لدى الطالب.<br />
لقد اُستطلعت اآراء الطالب الذين شاركوا يف برامج التبادل من خالل استبانة مكونة<br />
من 28 بنداً حول اآرائهم يف احلاجة لتقبل االآخر رغم االختالفات بينهم، وحول رغبتهم<br />
يف حتقيق سالم عاملي، وانفتاحهم على التغريات العلمية، واالجتماعية، والسياسية. وقد<br />
اأظهرت نتائج الدراسة التي اشتملت عينتها على 57 طالباً من الذين شاركوا يف مثل هذه<br />
الربامج كمجموعة جتريبية، وعلى 37 طالباً مل يشاركوا كمجموعة ضابطة، اأن هناك فرقاً<br />
يف الوعي السياسي من حيث تاأييد سياسة بالدهم يف السياسات الصحيحة، واخلاطئة<br />
تاأييداً اأعمى.<br />
تعقيب على الدراسات السابقة:<br />
يالحظ اأن الدراسات السابقة اهتمت بدور اجلامعات يف العملية االأكادميية والبحث<br />
العلمي وتنمية اأداء الهيئة التدريسية وطرائق التدريس املتبعة، وتطوير االإدارة اجلامعية.<br />
قلة الدراسات التي تناولت الدور التي تقوم بة اجلامعات الفلسطينية، وبخاصة اأنه<br />
يقع على عاتقها دور كبري يف هذا املجال، الأنها تتعامل مع الفئة االأكرب يف املجتمع، وهي<br />
فئة الشباب الذين يُعدُّون اأمل االأمة ومستقبلها، باالإضافة الأهمية هذا املجال نظرا للظروف<br />
التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
دور جامعة القدس املفتوحة في تنمية قيم اجملتمع<br />
املدني في محافظة اخلليل من وجهة نظر طلبتها<br />
د. نعمان عمرو<br />
د. تيسير أبو ساكور<br />
♦<br />
♦<br />
هناك العديد من الدراسات تناولت دور اجلامعات يف تنمية وخدمة املجتمع،<br />
فمن املعروف اأن اجلامعة يف اأعمالها كافة اإمنا تخدم املجتمع، فاإذا قامت بتخريج نوعية<br />
جيدة من اخلريجني فاإنها تخدم املجتمع، واإذا قامت بعمل االأبحاث العلمية، فاإنها تخدم<br />
املجتمع، واإذا قامت بتوعية طلبتها سياسيا، واجتماعيا اإمنا تخدم املجتمع، مما يعزز<br />
دورها كموؤسسة اجتماعية.<br />
جمتمع الدراسة وعينتها:<br />
تكوَّن جمتمع الدراسة من طلبة جامعة القدس املفتوحة يف حمافظة اخلليل يف الفصل<br />
الدراسي الثاين من العام اجلامعي 2009- 2010 والبالغ عددهم )10000( طالب وطالبة،<br />
وتكونت عينة الدراسة من )1000( طالب وطالبة اختريت بطريقة عشوائية.<br />
الجدول )1(<br />
خصائص العينة الديمغرافية<br />
املتغريات<br />
ذكر<br />
اجلنس<br />
اأنثى<br />
العدد<br />
النسبة املئوية<br />
67<br />
33<br />
84<br />
10<br />
6<br />
53<br />
45<br />
2<br />
79<br />
20<br />
1<br />
35<br />
9<br />
35<br />
21<br />
25<br />
22<br />
29<br />
24<br />
670<br />
330<br />
840<br />
100<br />
60<br />
530<br />
450<br />
20<br />
790<br />
200<br />
10<br />
350<br />
90<br />
350<br />
210<br />
250<br />
220<br />
290<br />
240<br />
العمر<br />
مكان السكن<br />
احلالة االجتماعية<br />
التخصص<br />
السنة الدراسية<br />
30<br />
25 -18<br />
33 -26<br />
41 -34<br />
مدينة<br />
ريف<br />
خميم<br />
اأعزب<br />
متزوج<br />
غري ذلك<br />
تربية<br />
تنمية اأرسية واجتماعية<br />
علوم اإدارية<br />
غري ذلك<br />
اأوىل<br />
ثانية<br />
ثالثة<br />
رابعة
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
أداة الدراسة:<br />
صمَّ م الباحثان استبانه اشتملت على جمموعة من االأسئلة حول دور جامعة القدس<br />
املفتوحة يف تنمية قيم املجتمع املدين لدى الطلبة كما اُستطلعت اآراوؤهم باأسئلة مفتوحة<br />
حول املوضوع، اإضافة اإىل استطالع اآراء جمموعة من الطلبة، والطالبات يف اجلامعات<br />
الفلسطينية االأخرى، واالستعانة باالأدب الرتبوي يف هذا املجال.<br />
صدق األداة:<br />
حتقق الباحثان من صدق االأداة بعرضها على جمموعة من املحكمني من ذوي<br />
اخلربة واالختصاص، كما حتقَّقا من صدق االأداة بحساب معامل االرتباط بريسون لفقرات<br />
الدراسة مع الدرجة الكلية لالأداة حيث كانت دالة اإحصائيا، مما يشري اإىل اتساق داخلي<br />
لفقرات االأداة.<br />
ثبات األداة:<br />
حُ سب الثبات بطريقة االتساق الداخلي حيث بلغت قيمة الثبات حسب معادلة كرونباخ<br />
الفا )0.94( ، مما يشري اإىل متتع االأداة بدرجة عالية من الثبات.<br />
منهج الدراسة:<br />
استخدم املنهج الوصفي يف جمع املعلومات والبيانات من خالل توزيع االستبانة<br />
املخصصة، واإجراء بعض املقابالت مع جمموعة من الطالب والطالبات.<br />
املعاجلة اإلحصائية للبيانات:<br />
بعد جمع بيانات الدراسة، راجعها الباحثان متهيدًا الإدخالها للحاسوب لعمل املعاجلة<br />
االإحصائية للبيانات، وقد اأُدخلت باإعطائها اأرقاماً معينة، حيث اأعطيت االإجابة كبرية<br />
جدا 5 درجات، كبرية 4 درجات، متوسطة 3 درجات، ضعيفة درجتني، وقليلة جداً درجة<br />
واحدة، بحيث كلما زادت الدرجة، كما زاد دور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية مفهوم قيم<br />
املجتمع املدين تعزيز، والعكس صحيح.<br />
وقد متت املعاجلة االإحصائية للبيانات باستخراج االأعداد، والنسب املئوية،<br />
واملتوسطات احلسابية، واالنحرافات املعيارية، ومعامل االرتباط بريسون Pearson(<br />
One way analy-( واختبار حتليل التباين االأحادي ، )t- test( واختبار ت ، )correlation<br />
31
دور جامعة القدس املفتوحة في تنمية قيم اجملتمع<br />
املدني في محافظة اخلليل من وجهة نظر طلبتها<br />
د. نعمان عمرو<br />
د. تيسير أبو ساكور<br />
)ses of variance ، واختبار توكي test( )Tukey ، ومعادلة الثبات كرونباخ األفا. وذلك<br />
باستخدام برنامج الرزم االإحصائية .SPSS<br />
مفاتيح التحليل<br />
املتوسط احلسابي<br />
دور اجلامعة يف تنمية قيم املجتمع املدين<br />
32<br />
2.33 -1.00<br />
3.67 -2.34<br />
5.00 -3.68<br />
نتائج الدراسة ومناقشتها:<br />
◄<br />
منخفض<br />
متوسط<br />
كبري<br />
◄النتائج املتعلقة بالسوؤال الرئيس الذي ينص: »ما مستوى دور جامعة القدس<br />
املفتوحة يف تنمية قيم املجتمع املدين الفلسطيني يف حمافظة اخلليل من<br />
وجهة نظر الطلبة؟«<br />
لالإجابة عن السوؤال السابق اُستخرجت املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية<br />
لدور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية مفهوم املواطنة وحقوق االإنسان مرتبة حسب<br />
االأهمية، وذلك كما هو واضح من خالل اجلدول )2( .<br />
الجدول )2(<br />
Q1<br />
المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لدور جامعة القدس المفتوحة<br />
في تنمية مفهوم قيم المجتمع المدني مرتبة حسب األهمية<br />
الفقرات<br />
تعزز اجلامعات الفلسطينية مبداأ االنتماء الوطني واحلرص على اأمن املواطن<br />
واستقراره<br />
تعود الطلبة على حرية التعبري واإبداء الراأي بعيدا عن جرح االآخرين<br />
تعزز اجلامعات الفلسطينية الهوية الوطنية الفلسطينية العربية<br />
تعرف الطلبة بخصائص وسمات املجتمع الفلسطيني<br />
تعرف الطلبة بحقوقهم وواجباتهم نحو وطنهم<br />
تعرف الطلبة بتاريخ وطنهم ومنجزاته وكفاح اآبائهم<br />
تنمي عند الطلبة مبداأ الدفاع عن ممتلكات ومكتسبات الوطن<br />
ترشد طلبتها على كيفية التعامل مع التقنية احلديثة وطرق استخدام احلاسوب<br />
وشبكة االنرتنت<br />
املتوسط<br />
احلسابي<br />
3.96<br />
النحراف<br />
املعياري<br />
1.07<br />
1.11<br />
1.02<br />
1.00<br />
1.01<br />
1.13<br />
1.20<br />
1.18<br />
3.88<br />
3.82<br />
3.82<br />
3.80<br />
3.78<br />
3.64<br />
3.62<br />
Q18<br />
Q15<br />
Q4<br />
Q2<br />
Q6<br />
Q14<br />
Q21<br />
الدور<br />
كبري<br />
كبري<br />
كبري<br />
كبري<br />
كبري<br />
كبري<br />
متوسط<br />
متوسط
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
الفقرات<br />
تعود اجلامعات الفلسطينية طلبتها على نرش الوعي الصحي واالجتماعي والثقايف<br />
تنمي الوعي االأرسي وتعززه لدى طلبتها<br />
تشجع الرتابط واالألفة واملودة بني طلبة اجلامعات<br />
تنمي حب التضحية يف سبيل احلق والوطن<br />
تعود الطلبة على اأهمية املحافظة على املمتلكات العامة<br />
تشجع الطلبة على التحصيل العلمي والتنافس الرشيف<br />
تعود الطلبة على استخدام االأسلوب العلمي يف حل املشكالت<br />
تنمية القيم والعادات االجتماعية لدى الطلبة<br />
تعرف الطلبة مبوؤسسات الوطن واأنظمته احلضارية<br />
تنمي قيم االعتزاز واالنتماء لالأمة العربية<br />
تعود الطلبة على االلتزام بقواعد االأمن والسالمة واحلماية الوطنية<br />
تدرب الطلبة على كيفية استثمار ثروات الوطن وخرياته واحلفاظ على منجزاته<br />
احلضارية<br />
تعزز العمل اجلماعي والتعاون البناء يف املجتمع<br />
تساهم يف تعزيز اجتاهات اإيجابية نحو حب العمل التطوعي وتقديره<br />
تعزز مبداأ العالقة االأخوية بني املدرس والطلبة<br />
تراعي النزاهة والعدالة يف توزيع املنح اجلامعية<br />
تساعد الطلبة الذين هم يف اأمس احلاجة للمساعدة املادية<br />
املتوسط<br />
احلسابي<br />
النحراف<br />
املعياري<br />
الدور<br />
متوسط<br />
متوسط<br />
متوسط<br />
متوسط<br />
متوسط<br />
متوسط<br />
متوسط<br />
متوسط<br />
متوسط<br />
متوسط<br />
متوسط<br />
متوسط<br />
متوسط<br />
متوسط<br />
متوسط<br />
متوسط<br />
متوسط<br />
1.17<br />
1.06<br />
1.11<br />
1.29<br />
1.13<br />
1.09<br />
1.16<br />
1.14<br />
1.03<br />
1.14<br />
1.14<br />
1.22<br />
1.26<br />
1.17<br />
1.27<br />
1.50<br />
1.35<br />
3.60<br />
3.59<br />
3.59<br />
3.54<br />
3.53<br />
3.51<br />
3.49<br />
3.47<br />
3.47<br />
3.47<br />
3.47<br />
3.45<br />
3.43<br />
3.43<br />
3.29<br />
2.83<br />
2.80<br />
Q10<br />
Q3<br />
Q19<br />
Q17<br />
Q11<br />
Q20<br />
Q13<br />
Q5<br />
Q8<br />
Q7<br />
Q9<br />
Q16<br />
Q25<br />
Q12<br />
Q23<br />
Q22<br />
Q24<br />
الدرجة الكلية<br />
0.75 متوسط<br />
3.53<br />
تشري املعطيات الواردة يف اجلدول السابق اإىل اأن دور جامعة القدس املفتوحة يف يف<br />
تنمية مفهوم قيم ومبادئ املجتمع املدين كان متوسطاً، حيث بلغ املتوسط احلسابي لها<br />
على الدرجة الكلية للمقياس )3.53( .<br />
فقد كان اأكرث االأدوار شيوعاً هو اأن اجلامعة تعزز مبداأ االنتماء الوطني واحلرص على<br />
اأمن املواطن واستقراره، تبعها تعويد الطلبة على حرية التعبري واإبداء الراأي بعيدا عن جرح<br />
االآخرين، ثم اعتزاز اجلامعات الفلسطينية بالهوية الوطنية الفلسطينية العربية، ثم تعريف<br />
الطلبة بخصائص املجتمع الفلسطيني وسماته.<br />
يف حني كانت اأقل املظاهر شيوعا هي مساعدة الطلبة الذين هم يف اأمس احلاجة<br />
للمساعدة املادية، ثم اأن اجلامعة تراعي توزيع املنح اجلامعية بشكل عادل ونزيه، ثم تعزيز<br />
مبداأ العالقة االأخوية بني املرشف االأكادميي والطالب، تبعها تكوين اجتاهات اإيجابية نحو<br />
حب العمل التطوعي وتقديره.<br />
33
دور جامعة القدس املفتوحة في تنمية قيم اجملتمع<br />
املدني في محافظة اخلليل من وجهة نظر طلبتها<br />
د. نعمان عمرو<br />
د. تيسير أبو ساكور<br />
اجلنس<br />
ذكر<br />
اأنثى<br />
العدد<br />
وتعدُّ هذه النتيجة من وجهة نظر الباحثني منطقية حيث تعدُّ اجلامعات منارات للوعي<br />
الوطني والسياسي، وبروز دور اجلامعات يف تنمية احلس الوطني وشحن الهمم لدى الطلبة<br />
يف مقاومة االحتالل من خالل املجالس واجلمعيات الطالبية والنرشات الثقافية واإقامة<br />
املهرجانات الطالبية، والرحالت الطالبية يف ربوع الوطن لتعريف الطالب بوطنه واآثاره<br />
ومقدساته وتشجيع االأعمال التطوعية.<br />
كما اأن الطلبة -وبسبب قلة املوارد املالية لدى اجلامعة وتدين املساعدات– يشعرون<br />
باأن اجلامعات ال تراعي العدالة يف توزيع املساعدات، كما اأن العالقة بني االأستاذ والطالب<br />
يجب اأن تبقى يف نطاق حمدد بحيث يعرف كل طرف ماله وما عليه.<br />
◄◄النتائج املتعلقة بالسوؤال الثاين الذي ينص: )هل توجد فروق ذات دللة<br />
اإحصائية عند مستوى الدللة (0.05 = α) بني استجابات طالب وطالبات<br />
جامعة القدس املفتوحة حول دور اجلامعة يف تنمية قيم املجتمع املدين<br />
يف حمافظة اخلليل تعزى ملتغري اجلنس والعمر ومكان السكن واحلالة<br />
الجتماعية والتخصص والسنة الدراسية(؟<br />
◄ ◄النتائج املتعلقة مبتغري اجلنس:<br />
للتحقق فيما اذا كانت هناك فروق ذات داللة اإحصائية اُستخدم اختبار »ت« ملعرفة<br />
الفروق يف دور جامعة القدس املفتوحة يف يف تنمية مفهوم تنمية قيم املجتمع املدين<br />
الفلسطيني تعزى ملتغري اجلنس، وذلك كما هو واضح من خالل اجلدول )3( .<br />
الجدول )3(<br />
نتائج اختبار »ت« للفروق في دور جامعة القدس المفتوحة<br />
في تنمية قيم و المجتمع المدني الفلسطيني تعزى لمتغير الجنس<br />
املتوسط احلسابي<br />
النحراف املعياري<br />
34<br />
درجات احلرية<br />
998<br />
0.75<br />
3.56<br />
670<br />
قيمة ت املحسوبة<br />
1.861<br />
الدللة الإحصائية<br />
0.063<br />
0.76<br />
3.46<br />
330<br />
تشري املعطيات الواردة يف اجلدول السابق اإىل اأنه ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية<br />
عند مستوى الداللة (0.05 ≤ α) يف دور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية قيم املجتمع<br />
املدين الفلسطيني تعزى ملتغري اجلنس، حيث كانت الداللة االإحصائية اأكرب من 0.05 وهي<br />
غري دالة اإحصائيا. مما يوؤكد اأن اجلامعة وحسب اأنظمتها ال متيز بني الذكر واالأنثى، واأن
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
اجلميع يتلقون اخلدمات نفسها ويشاركون يف االأنشطة كافة التي تقام يف اجلامعة عرب<br />
املجالس الطالبية وممارسة االأنشطة واخلدمات التعليمية.<br />
◄ ◄النتائج املتعلقة مبتغري العمر:<br />
للتحقق من وجود فروق ذات داللة اإحصائية استخدم اختبار حتليل التباين االأحادي<br />
للفروق يف دور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية مفهوم قيم املجتمع املدين الفلسطيني<br />
تعزى ملتغري العمر، وذلك كما هو واضح من اجلدول )4( .<br />
مصدر التباين<br />
الجدول )4(<br />
نتائج اختبار تحليل التباين األحادي للفروق في دور جامعة القدس المفتوحة<br />
في تنمية مبادئ المجتمع المدني الفلسطيني تعزى لمتغير العمر<br />
جمموع املربعات<br />
درجات احلرية<br />
35<br />
2<br />
997<br />
999<br />
4.124<br />
566.950<br />
571.075<br />
متوسط املربعات<br />
2.062<br />
0.569<br />
درجات احلرية<br />
الدللة الإحصائية<br />
بني املجموعات<br />
داخل املجموعات 0.027<br />
املجموع<br />
3.626<br />
تشري املعطيات الواردة يف اجلدول السابق اإىل وجود فروق ذات داللة اإحصائية عند<br />
مستوى الداللة (0.05 ≤ α) يف دور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية قيم املجتمع املدين<br />
تعزى ملتغري العمر، وملعرفة اجتاه هذه الفروق تك استخدام اختبار توكي test( )Tukey<br />
للمقارنات الثنائية البعدية، وذلك كما هو واضح من خالل اجلدول )5( .<br />
الجدول )5(<br />
نتائج اختبار توكي test( )Tukey للمقارنات الثنائية البعدية للفروق في دور جامعة القدس المفتوحة<br />
في تنمية قيم المجتمع المدني تعزى لمتغير العمر<br />
املقارنات<br />
41 -34<br />
0.1933 -<br />
0.03307 - ·<br />
33 -26<br />
0.1373<br />
25 -18<br />
25 -18<br />
33 -26<br />
41 -34<br />
تشري املقارنات الثنائية البعدية اإىل اأن الفروق كانت بني الطلبة ذوي االأعمار 26-<br />
33، والطلبة ذوي الفئة العمرية من 34- 41، ولصالح الفئة العمرية من 34- 41 سنة<br />
والذين كان دور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية مفهوم تعزيز قيم ومبادئ املجتمع<br />
املدين لديهم اأعلى شيء، وذلك كما هو واضح من خالل املتوسطات احلسابية يف اجلدول<br />
. )6(
دور جامعة القدس املفتوحة في تنمية قيم اجملتمع<br />
املدني في محافظة اخلليل من وجهة نظر طلبتها<br />
د. نعمان عمرو<br />
د. تيسير أبو ساكور<br />
الجدول )6(<br />
األعداد، المتوسطات الحسابية، واالنحرافات المعيارية للفروق في دور جامعة القدس المفتوحة<br />
في تنمية قيم المجتمع المدني الفلسطيني تعزى لمتغير العمر<br />
العدد العمر<br />
املتوسط احلسابي<br />
النحراف املعياري<br />
0.76<br />
3.53<br />
840<br />
25 -18<br />
0.69<br />
3.40<br />
100<br />
33 -26<br />
0.75<br />
3.73<br />
60<br />
41 -34<br />
مما يوؤكد اأن الطالب الذين ترتاوح اأعمارهم ما بني 34- 41 هم االأكرث تفهماً الأهمية<br />
املبادئ التي تدعمها اجلامعة وتوؤكد على اأهميتها.<br />
◄ ◄النتائج املتعلقة مبتغري مكان السكن:<br />
اُستخدم اختبار حتليل التباين االأحادي للفروق يف دور جامعة القدس املفتوحة<br />
يف مفهوم تنمية قيم املجتمع املدين تعزى ملتغري مكان السكن، وذلك كما هو واضح من<br />
اجلدول )7(<br />
الجدول )7(<br />
نتائج اختبار تحليل التباين األحادي للفروق في دور جامعة القدس المفتوحة<br />
في تنمية قيم المجتمع المدني تعزى لمتغير مكان السكن<br />
مصدر التباين<br />
جمموع املربعات<br />
درجات احلرية<br />
متوسط املربعات<br />
درجات احلرية<br />
الدللة الإحصائية<br />
5.747<br />
2<br />
بني املجموعات 11.494<br />
10.239<br />
0.561<br />
997<br />
559.581<br />
داخل املجموعات 0.000<br />
999<br />
املجموع 571.075<br />
تشري املعطيات الواردة يف اجلدول السابق اإىل وجود فروق ذات داللة اإحصائية عند<br />
مستوى الداللة (0.05 ≤ α) يف دور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية قيم املجتمع املدين<br />
الفبسطيني تعزى ملتغري مكان السكن، والإيجاد مصدر هذه الفروق مت استخدام اختبار<br />
توكي test( )Tukey للمقارنات الثنائية، وذلك كما هو واضح من اجلدول )8( .<br />
36
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
الجدول )8(<br />
نتائج اختبار توكي test( )Tukey للمقارنات الثنائية البعدية للفروق في دور جامعة القدس المفتوحة<br />
في تنمية قيم المجتمع المدني تعزى لمتغير مكان السكن<br />
املقارنات<br />
مدينة<br />
ريف<br />
خميم<br />
مدينة<br />
ريف<br />
0.01981<br />
37<br />
خميم<br />
0.2242 -<br />
0.04222 -<br />
تشري املعطيات الواردة يف اجلدول السابق اإىل اأن هناك فروقا بني الطلبة الذين<br />
يسكنون يف املدينة، وطلبة االأرياف، ولصالح طلبة املدن, والذين كان دور اجلامعة يف<br />
تنمية قيم املجتمع املدين لديهم اأعلى شيء.<br />
كذلك وجدت فروق بني طلبة االأرياف وطلبة املخيمات، ولصالح طلبة املخيمات،<br />
الذين كان دور اجلامعة يف تنمية قيم املجتمع املدين من وجهة نظرهم. وذلك كما هو<br />
واضح من خالل املتوسطات احلسابية يف اجلدول )9( .<br />
الجدول )9(<br />
األعداد، المتوسطات الحسابية، واالنحرافات المعيارية للفروق في دور جامعة القدس المفتوحة<br />
في تنمية قيم المجتمع المدني تعزى لمتغير مكان السكن<br />
مكان السكن<br />
مدينة<br />
ريف<br />
خميم<br />
العدد<br />
530<br />
450<br />
20<br />
املتوسط احلسابي<br />
3.62<br />
3.42<br />
3.84<br />
النحراف املعياري<br />
0.72<br />
0.78<br />
0.78<br />
حيث اإن الطلبة الذين يسكنون يف املخيمات املخصصة لالجئني الفلسطينيني<br />
يعايشون النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني، فاملخيمات دائماً مشعلة لالنتفاضات ضد<br />
االحتالل للخروج من الواقع االأليم واالرصارللعودة اإىل ديارهم املحتلة وشعورهم دائماً<br />
بالظلم لفقدانهم ممتلكاتهم وبيوتهم واأراضيهم، والتشتت الذي اأصابهم مما يجعلهم اأكرث<br />
تفهماً لدور اجلامعات يف تنمية قيم املجتمع املدين للحصول على حقوقهم كبقية شعوب<br />
العامل دون متييز.<br />
◄ ◄النتائج املتعلقة مبتغري احلالة الجتماعية:<br />
للتحقق من وجود فروق ذات داللة احصائية استخدم اختبار حتليل التباين االأحادي<br />
للفروق يف دور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية قيم املجتمع املدين تعزى ملتغري احلالة<br />
االجتماعية، وذلك كما هو واضح من اجلدول )10( .
دور جامعة القدس املفتوحة في تنمية قيم اجملتمع<br />
املدني في محافظة اخلليل من وجهة نظر طلبتها<br />
د. نعمان عمرو<br />
د. تيسير أبو ساكور<br />
مصدر التباين<br />
الجدول )10(<br />
نتائج اختبار تحليل التباين األحادي للفروق في دور جامعة القدس المفتوحة<br />
في تنمية قيم المجتمع المدني تعزى لمتغير الحالة االجتماعية<br />
جمموع املربعات<br />
درجات احلرية<br />
38<br />
2<br />
997<br />
12.106<br />
558.969<br />
متوسط املربعات<br />
6.053<br />
0.561<br />
درجات احلرية<br />
الدللة الإحصائية<br />
بني املجموعات<br />
داخل املجموعات 0.000<br />
املجموع<br />
10.796<br />
999<br />
571.075<br />
تشري املعطيات الواردة يف اجلدول السابق اإىل وجود فروق ذات داللة اإحصائية عند<br />
مستوى الداللة (0.05 ≤ α) يف دور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية قيم واملجتمع<br />
املدين تعزى ملتغري احلالة االجتماعية، والإيجاد مصدر هذه الفروق استخدم اختبار توكي<br />
test( )Tukey للمقارنات الثنائية البعدية، وذلك كما هو واضح من اجلدول )11( .<br />
الجدول )11(<br />
نتائج اختبار توكي test( )Tukey للمقارنات الثنائية البعدية للفروق في دور جامعة القدس المفتوحة<br />
في تنمية قيم المجتمع المدني تعزى لمتغير الحالة االجتماعية<br />
املقارنات<br />
اأعزب<br />
متزوج<br />
غري ذلك<br />
اأعزب<br />
متزوج<br />
0.02509 -<br />
غري ذلك<br />
0.4051<br />
0.6560<br />
تشري املعطيات الواردة يف اجلدول السابق اإىل وجود فروق بني الطلبة العزاب،<br />
واملتزوجني، ولصالح الطلبة املتزوجني، الذين كان دور اجلامعة يف تنمية قيم املجتمع<br />
املدين من وجهة نظرهم اأعلى شيء، وذلك كما هو واضح من املتوسطات احلسابية يف<br />
اجلدول )12( .<br />
الجدول )12(<br />
األعداد، المتوسطات الحسابية، واالنحرافات المعيارية للفروق في دور جامعة القدس المفتوحة<br />
في تنمية قيم المجتمع المدني تعزى لمتغير الحالة االجتماعية<br />
احلالة الجتماعية<br />
اأعزب<br />
متزوج<br />
غري ذلك<br />
العدد<br />
790<br />
200<br />
10<br />
املتوسط احلسابي<br />
3.49<br />
3.74<br />
3.08<br />
النحراف املعياري<br />
0.76<br />
0.72<br />
0.00
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
ويرى الباحثان اأن الطلبة املتزوجني اأكرث تفهماً لقيم املجتمع املدين حيث يشعر<br />
هوؤالء بقيمة هذه القيم لضمان مستقبل اأبنائهم وعيشهم يف ظل جمتمع تسوده احلرية<br />
والدميقراطية وحقوق االإنسان بسبب الوعي والتجربة واخلربة، اأما الطالب االأعزب فلم يصل<br />
اإىل مرحلة تكوين االأرسة وشعوره باملسوؤولية املجتمعية بعد.<br />
◄ ◄النتائج املتعلقة مبتغري التخصص:<br />
للتحقق من وجود فروق ذات داللة اإحصائية استخدم اختبار حتليل التباين االأحادي<br />
للفروق يف دور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية قيم املجتمع املدين تعزى ملتغري<br />
التخصص، وذلك كما هو واضح من اجلدول )13( .<br />
مصدر التباين<br />
الجدول )13(<br />
نتائج اختبار تحليل التباين األحادي للفروق في دور جامعة القدس المفتوحة<br />
في تنمية قيم المجتمع المدني تعزى لمتغير التخصص<br />
جمموع املربعات<br />
درجات احلرية<br />
39<br />
3<br />
996<br />
999<br />
4.286<br />
566.788<br />
571.075<br />
متوسط املربعات<br />
1.429<br />
0.569<br />
درجات احلرية<br />
الدللة الإحصائية<br />
بني املجموعات<br />
داخل املجموعات 0.05<br />
املجموع<br />
2.511<br />
تشري املعطيات الواردة يف اجلدول السابق اإىل وجود فروق ذات داللة اإحصائية عند<br />
مستوى الداللة (0.05 ≤ α) يف دور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية قيم املجتمع املدين<br />
تعزى ملتغري التخصص، والإيجاد مصدر هذه الفروق استخدم اختبار توكي test( )Tukey<br />
للمقارنات الثنائية البعدية، وذلك كما هو واضح من اجلدول )14( .<br />
الجدول )14(<br />
نتائج اختبار توكي test( )Tukey للمقارنات الثنائية البعدية للفروق في دور جامعة القدس المفتوحة<br />
في تنمية قيم المجتمع المدني تعزى لمتغير التخصص<br />
املقارنات<br />
تربية<br />
تنمية اأرسية واجتماعية<br />
علوم اإدارية<br />
غري ذلك<br />
تربية<br />
تنمية اأرسية واجتماعية<br />
0.1982<br />
علوم اإدارية<br />
0.0457 -<br />
0.02439<br />
غري ذلك<br />
0.0140<br />
0.1841 -<br />
0.0598<br />
تشري املعطيات الواردة يف اجلدول السابق اإىل اأن الفروق كانت بني طلبة برنامج<br />
التنمية االأرسية واالجتماعية، وطلبة برنامج العلوم االإدارية ولصالح طلبة برنامج العلوم
دور جامعة القدس املفتوحة في تنمية قيم اجملتمع<br />
املدني في محافظة اخلليل من وجهة نظر طلبتها<br />
د. نعمان عمرو<br />
د. تيسير أبو ساكور<br />
االدارية الذين كان دور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية قيم املجتمع املدين اأكرث شيء،<br />
وذلك كما هو واضح من املتوسطات احلسابية يف اجلدول )15( .<br />
الجدول )15(<br />
األعداد، المتوسطات الحسابية، واالنحرافات المعيارية للفروق في دور جامعة القدس المفتوحة<br />
في تنمية قيم المجتمع المدني تعزى لمتغير التخصص<br />
التخصص<br />
تربية<br />
تنمية اأرسية واجتماعية<br />
علوم اإدارية<br />
غري ذلك<br />
العدد<br />
املتوسط احلسابي<br />
3.54<br />
3.34<br />
3.58<br />
3.52<br />
40<br />
350<br />
90<br />
350<br />
210<br />
النحراف املعياري<br />
0.66<br />
0.98<br />
0.73<br />
0.84<br />
يالحظ اأن طلبة تخصص التنمية االجتماعية واالأرسية كانوا االأكرث تفهماً ملبادئ<br />
املجتمع املدين وقيمه، ويرى الباحثان اأن النتيجة منطقية بسبب تخصصهم الذي يهتم<br />
بالنواحي التي يهتم بها املجتمع املدين للوصول اإىل جمتمع مدين تصان فيه احلريات<br />
واحلقوق، ويوؤدي كل واحد واجباته وياأخذ حقوقه، ويكون مواطناً صاحلا ًيدافع عن قضايا<br />
جمتمعه ويشعر دائماً باملسوؤولية امللقاة على عاتقه.<br />
◄ ◄النتائج املتعلقة مبتغري السنة الدراسية:<br />
للتحقق من وجود فروق ذات داللة اإحصائية استخدم اختبار حتليل التباين االأحادي<br />
للفروق يف دور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية قيم املجتمع املدين تعزى ملتغري السنة<br />
الدراسية، وذلك كما هو واضح من اجلدول )16( .<br />
مصدر التباين<br />
الجدول )16(<br />
نتائج اختبار تحليل التباين األحادي للفروق في دور جامعة القدس المفتوحة<br />
في تنمية قيم المجتمع المدني تعزى لمتغير السنة الدراسية<br />
جمموع املربعات<br />
26.849<br />
544.225<br />
درجات احلرية<br />
3<br />
996<br />
متوسط املربعات<br />
8.950<br />
0.546<br />
درجات احلرية<br />
الدللة الإحصائية<br />
بني املجموعات<br />
داخل املجموعات 0.000<br />
املجموع<br />
16.379<br />
999<br />
571.075<br />
تشري املعطيات يف اجلدول السابق اإىل وجود فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى<br />
الداللة (0.05 ≤ α) يف دور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية قيم املجتمع املدين تعزى<br />
ملتغري السنة الدراسية، والإيجاد مصدر هذه الفروق استخدم اختبار توكي test( )Tukey
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
للمقارنات الثنائية البعدية، وذلك كما هو واضح من اجلدول )17( .<br />
الجدول )17(<br />
نتائج اختبار توكي test( )Tukey للمقارنات الثنائية البعدية للفروق في دور جامعة القدس المفتوحة<br />
في تنمية قيم المجتمع المدني تعزى لمتغير السنة الدراسية<br />
املقارنات<br />
اأوىل<br />
ثانية<br />
ثالثة<br />
رابعة<br />
ثانية اأوىل<br />
41<br />
0.1662<br />
ثالثة<br />
0.04097<br />
0.02435<br />
رابعة<br />
0.0591<br />
0.1071<br />
0.03506<br />
تشري املقارنات الثنائية البعدية اإىل اأن الفروق كانت بني طلبة السنة االأوىل والثالثة،<br />
ولصالح طلبة السنة االأوىل والذين كان دور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية قيم املجتمع<br />
املدين من وجهة نظرهم اأعلى شيء.<br />
كذلك وجدت فروق بني طلبة السنة الثانية وطلبة السنة الثالثة، ولصالح طلبة السنة<br />
الثانية.<br />
اأيضا وجدت فروق بني طلبة السنة الثالثة، وطلبة السنة الرابعة، ولصالح طلبة السنة<br />
الرابعة، وذلك كما هو واضح من املتوسطات احلسابية يف اجلدول )18( .<br />
الجدول )18(<br />
األعداد، المتوسطات الحسابية، واالنحرافات المعيارية للفروق في دور جامعة القدس المفتوحة<br />
في تنمية قيم المجتمع المدني تعزى لمتغير السنة الدراسية.<br />
السنة الدراسية<br />
اأوىل<br />
ثانية<br />
ثالثة<br />
رابعة<br />
العدد<br />
250<br />
220<br />
290<br />
240<br />
املتوسط احلسابي<br />
3.70<br />
3.53<br />
3.29<br />
3.64<br />
النحراف املعياري<br />
0.62<br />
0.92<br />
0.81<br />
0.56<br />
ويعزو الباحثان هذه النتيجة اإىل اأن طلبة السنة االأوىل يف اجلامعة يكون االندفاع<br />
لديهم كبري بسبب انتقالهم من املرحلة الثانوية القائمة على االأنظمة املدرسية التي تتسم<br />
باالنضباط والتعليمات املدرسية اإىل االأجواء اجلامعية القائمة على احلرية يف التعبري،<br />
ووجود القوى السياسية والتيارات احلزبية واجلاذبات املختلفة بني القوى واالطالع على<br />
الثقافات الواردة من املجتمعات السكانية، مما يجعله يتاأثر برسعة واالندفاع نحو احلرية<br />
واالأعمال التطوعية وحقوق االإنسان.
دور جامعة القدس املفتوحة في تنمية قيم اجملتمع<br />
املدني في محافظة اخلليل من وجهة نظر طلبتها<br />
د. نعمان عمرو<br />
د. تيسير أبو ساكور<br />
التوصيات اليت تساهم يف زيادة دور جامعة القدس املفتوحة يف تنمية قيم<br />
اجملتمع املدني الفلسطيين:<br />
لزيادة دور اجلامعات يف تعزيز قيم املجتمع املدين ومبادئه، ال بدَّ من االهتمام بجميع<br />
اجلوانب االجتماعية، والسياسية، والصحية، والثقافية، والرياضية لفئة الشباب، التي تنمي<br />
لديهم العديد من املهارات، والقيم االجتماعية، واإكسابهم العديد من الصفات اجليدة التي<br />
جتعل منهم مواطنني صاحلني لهم ذاتيتهم، وحريتهم الفردية، وتشعرهم باأنهم اأعضاء يف<br />
املجتمع لهم حقوقهم، وعليهم واجباتهم، اإضافة اإىل تنمية مشاعر احلب والود املتبادل<br />
مع االآخرين، وتكريس احرتام االإنسان كفرد له كرامته، واإشعاره باالنتماء لوطنه اأمته،<br />
كذلك الشعور باالنتماء، والصداقة، واالأمن، وتنمية القدرة على اتخاذ القرارات املناسبة،<br />
واالهتمام باجلمعيات واملجالس الطالبية التي تكرس النهج الدميقراطي، والعمل على طرح<br />
مساقات تهتم باملجتمع وبقضاياه وخصوصاً فيما يتعلق بالدميقراطية وحقوق االإنسان،<br />
واالهتمام مببداأ املساءلة، وبث اأفكار التسامح، ومساعدة املحتاجني وكبار السن، وتشجيع<br />
العمل التطوعي والتعاون بني اجلميع للنهوض باملجتمع، وتشجيع اإقامة املوؤمترات<br />
والندوات وورش العمل واستضافة اخلرباء، وحتسس مشكالت املجتمع والعمل على اإيجاد<br />
احللول لها، للوصول اإىل جمتمع مدين متحرض يعيش فيه اجلميع باحرتام وكرامة.<br />
42
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
املصادر واملراجع:<br />
أوالً– املراجع العربية:<br />
1اأبو . 1 اخليل، سليمان. )2001 ) . مقومات املواطنة الصاحلة على ضوء تعاليم االإسالم،<br />
نص حمارضة األقاها يف جامعة االإمام تركي بالرياض، السعودية.<br />
2اأبو . 2 فودة، حممد عطية. )2006 ) . دور االإعالم الرتبوي يف تدعيم االنتماء الوطني لدى<br />
الطلبة اجلامعيني يف حمافظات غزة رسالة ماجستري غري منشورة، فلسطني.<br />
3اأبو . 3 النيل، حممود السيد )1988 ) ، علم النفس عرب احلضاري، بريوت: دار النهضة،<br />
ص144.<br />
4بدران . 4 شبل، )1994( . الرتبية املعارصة، العدد 34 ص . 5<br />
5بدران، . 5 شبل، الدهشان، جمال )2001 ) . التجديد يف التعليم اجلامعي، دار قباء للطباعة<br />
والنرش والتوزيع، القاهرة، مرص.<br />
6التل، . 6 اأحمد، )1998 ) . التعليم العايل يف االأردن، عمان.<br />
7جامعة . 7 القدس املفتوحة، )2006 ) ، الرتبية واملجتمع والتنمية، القدس، فلسطني.<br />
8جامعة . 8 القدس املفتوحة، )2008 ) ، مبادئ القانون وحقوق االإنسان، القدس، فلسطني.<br />
9جامعة . 9 القدس املفتوحة، )2008 ) ، دليل اجلامعة، القدس، فلسطني.<br />
1010الدويري، فايز )2009 ) ، دور اجلامعات يف تعزيز االأمن الوطني. مركز املنشاوي<br />
للدراسات والبحوث www. mishawi. com<br />
111 رشيد، اأحمد )1999 ) . دور اجلامعة يف املجتمع يف ضوء الرتبية االإسالمية من وجهة<br />
نظر اأعضاء هيئة التدريس يف جامعة الريموك، رسالة ماجستري غري منشورة– جامعة<br />
الريموك – اإربد، االأردن.<br />
1212الزهراين، علي اإبراهيم )2005 (، جماالت العمل التطوعي يف امليدان الرتبوي،<br />
املدينة املنورة. موؤسسة الشيخ عبد العزيز بن باز اخلريية- سلسلة مركز الدراسات<br />
والبحوث،3.<br />
) 13 . حب الوطن من منظور رشعي، مكتبة دار الرشد، الرياض،<br />
13زيد، عبد الكرمي. )1997<br />
السعودية.<br />
43
دور جامعة القدس املفتوحة في تنمية قيم اجملتمع<br />
املدني في محافظة اخلليل من وجهة نظر طلبتها<br />
د. نعمان عمرو<br />
د. تيسير أبو ساكور<br />
1414السيد، حسن حممد سالمة، )2004 ) ، العالقة بني الدولة واملجتمع املدين يف مرص<br />
رسالة دكتوراة غري منشورة، جامعة القاهرة.<br />
1515شحاتة حسن، عمار، حامد )2003 ) . نحو تطوير التعلم يف الوطن العربي بني الواقع<br />
واملستقبل، الدار املرصية اللبنانية، القاهرة، مرص – 197 198.<br />
1616الشقاقي، واآخرون، )1999 ) ، املدنيات والدميقراطية واملواطنة وحقوق االإنسان،<br />
الطبعة الثانية، نابلس، فلسطني.<br />
1717شلدان، فايز )2006 ) . منوذج مقرتح لدور اجلامعات الرسمية االأردنية يف تنمية الوعي<br />
االجتماعي لدى الطلبة من وجهة نظر اأعضاء هيئة التدريس والطلبة، رسالة دكتوراه<br />
غري منشورة. اجلامعة االأردنية، عمان، االأردن.<br />
1818الشويحات، صفاء )2003 ) ، درجة متثل طلبة اجلامعات االأردنية ملفاهيم املواطنة<br />
الصاحلة، رسالة دكتوراه غري منشورة اجلامعة االأردنية، عمان االأردن<br />
1919طلبة، فاطمة حممد. )1980 ) . تاأثري منهج الرتبية القومية يف حتقيق اأهداف اجلانب<br />
املعريف باملرحلة االإعدادية، القاهرة، مرص.<br />
2020العاجز، فوؤاد، )2002 ) . دور اجلامعات الفلسطينية يف حتقيق التنمية الشاملة, دراسة<br />
مقدمة للموؤمتر السنوي العارش يناير 2002 للجمعية املرصية للرتبية املقارنة واالإدارة<br />
التعليمية, دار الفكر العربي القاهرة.<br />
2121عبد الرحمن، عبد اهلل )2001( . علم االجتماع السياسي, )ط1 ) دار النهضة العربية<br />
للطباعة والنرش، بريوت، لبنان.<br />
222 لقحطاين، سامل علي سامل. )1998 ) . الرتبية الوطنية، مفهومها، اأهدافها، تدريسها،<br />
رسالة دكتوراه، كلية الرتبية جامعة امللك سعود، اأبها، السعودية<br />
2323مشا قبة، اأمني )1993 ) ، االجتاهات السياسية لدى الطلبة اجلامعيني دراسة ميدانية،<br />
جملة اأبحاث الريموك,9 )1( , -87 120<br />
2424منارصة، علي. )2007 ) . التجربة الفلسطينية يف جمال اإدماج حقوق االإنسان واملواطنة<br />
وثقافة العدل والسالم يف املناهج الدراسية، )د. ط( . دمشق، سوريا.<br />
25 25 موسوعة العلوم االجتماعية، حترير ميشيل مان، نقلها اإىل العربية عادل خمتار<br />
الهواري، وسعيد عبد العزيز، »دار املعرفة اجلامعية، بريوت، 1999« ص 612.<br />
2626يحيى، حاج، حممد، )1985( ، العمل التطوعي– اأداة للتنمية اجلماهريية وتنظيم<br />
املجتمع، املجلد الرابع اآب- 1985، جملة جامعة بيت حلم، فلسطني.<br />
44
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
1.<br />
2.<br />
3.<br />
4.<br />
5.<br />
6.<br />
7.<br />
8.<br />
9.<br />
ثانياً– املراجع األجنبية:<br />
Beck C. , “Renewal and Educational Leadership”, Paper Presented at<br />
the Toronto Conference on Values and Educational Leadership, Toronto,<br />
1996, p. 2.<br />
Sinclair, J. M. , Collins English Dictionary, Third Edition, (Birmingham:<br />
Harper Collins Publishers, 1991) , p. 1694.<br />
John E. Walsh. Education and political power, New York, the Center For<br />
Applied Research In Education, Inc. 1964, p2.<br />
Kerr David and others. (2003) . Citizenship an Education Age 14: Summary<br />
of the international finding and preliminary results for England.<br />
Almiccawy, Abraham (1997) , Identity, Moral and Political Development<br />
among Palestinian Student Activists in the Israeli Universities. Eric<br />
(ED417114) .<br />
Mintrop, H. (2003) . The old and new face of civic education: expert,<br />
teacher and student views, European Education research.<br />
Starkey, Carol, (2000) . Human Rights education in the elementary<br />
school: a case study of fourth grades response to democratic, Dissertation<br />
abstract international, Vol. 53<br />
Vogelgesang, Lori J. (2001) , The Impact of College on the Development<br />
of Civic Values: How Do Race and Gender Matter? Rice (ED451791) .<br />
Wood, Leslie; And Others, (1982) The Impact of a Student Exchange<br />
Program on Civic Attitudes and Understanding. Rice (ED225918) .<br />
45
دور جامعة القدس املفتوحة في تنمية قيم اجملتمع<br />
املدني في محافظة اخلليل من وجهة نظر طلبتها<br />
د. نعمان عمرو<br />
د. تيسير أبو ساكور<br />
46
درجة ممارسة معلمي الرتبية اإلسالمية<br />
ومعلماتها ملهارات التفكري العليا من وجهة<br />
نظر طلبة املرحلة الثانوية يف األردن<br />
د. مجال خليل اخلالدي<br />
د. أمحد حمي الدين الكيالني<br />
د. حممد حسني العوامرة<br />
أستاذ مساعد/ قسم العلوم التربوية/ كلية اآلداب/ جامعة الزيتونة األردنية/ األردن.<br />
أستاذ مساعد/ كلية التربية وعلم النفس/ جامعة عمان العربية للدراسات العليا/ األردن.<br />
أستاذ مساعد/ قسم العلوم التربوية/ كلية اآلداب/ جامعة الزيتونة األردنية/ األردن.<br />
47
درجة ممارسة معلمي التربية اإلسالمية ومعلماتها ملهارات<br />
التفكير العليا من وجهة نظر طلبة املرحلة الثانوية في األردن<br />
د. جمال اخلالدي<br />
د. أحمد الكيالني<br />
د. محمد العوامرة<br />
ملخص:<br />
هدفت هذه الدراسة الوصفية اإىل معرفة درجة ممارسة معلمي الرتبية االإسالمية<br />
ومعلماتها يف مرحلة التعليم الثانوي ملهارات التفكري العليا )الناقد، واالإبداعي( ، من وجهة<br />
نظر الطلبة، حيث قام الباحثون باختيار مديرية تربية لواء الرصيفة بالطريقة العشوائية،<br />
وبلغت عينة الدراسة )345( طالباً و )417( طالبة، وهي متثل )%10( من جمتمع الدراسي<br />
الكلي للعام الدراسي )2009 - 2010( م.<br />
وصمَّم الباحثون اأداة الدراسة التي اشتملت على )17( مظهراً سلوكياً من مظاهر<br />
التفكري الناقد، و )18( مظهراً للتفكري االإبداعي، وتاأكدوا من صدق االأداة وثباتها، واعتمد<br />
التدرج اخلماسي اأساسا لقياس درجة ممارسة املعلمني ملهارات التفكري العليا من وجهة<br />
نظر الطلبة.<br />
اأظهرت نتائج الدراسة اأن درجة ممارسة معلمي الرتبية االإسالمية ومعلماتها ملهارات<br />
التفكري العليا من وجهة نظر الطلبة كانت متوسطة على الدرجة الكلية للمقياس، كما اأظهرت<br />
النتائج وجود فرق دال اإحصائياً يعزى ملتغري مستوى اجلنس يف ممارسة مهارات التفكري<br />
االإبداعي لصالح الطالبات، ووجود فرق دال اإحصائيا بني متوسطات مهارات التفكري الناقد<br />
لصالح الطلبة الذكور.<br />
واأوصت الدراسة باإعادة النظر يف برامج اإعداد وتدريب معلمي الرتبية االإسالمية،<br />
بحيث تاأخذ مهارات التفكري العليا االأهمية املناسبة، وتضمني هذه املهارات يف مناهج<br />
الرتبية االإسالمية.<br />
48
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
Abstract:<br />
The aim of this study was to determine the extent to which the Islamic<br />
Education teachers practice higher thinking skills (critical, creative) in the<br />
secondary stage from the studentsʼ point of view. The study was applied in<br />
Al- Russaifa Educational Directorate.<br />
A sample consisting of (345) male students and (417) female students<br />
was randomly selected, and represented (10%) of the total study population<br />
for the academic year 2009\ 2010.<br />
The researchers designed the study tool which included in its final form<br />
(17) behavioristic items of the critical thinking indicators and (18) items of the<br />
creative thinking. Its reliability and validity were calculated. The 5- grades<br />
scale was used as a basis to measure the extent to which teachers practice<br />
higher thinking skills from studentsʼ point of view.<br />
The study results of the study showed that the Islamic education teachers<br />
practice of the higher thinking skills was medium on the total degree.<br />
A statistical significance difference was found for the gender variable in<br />
practicing the creative thinking skills in favor of the female students. As for<br />
critical thinking skills, there was statistical significance difference in favor of<br />
the male students.<br />
The study recommended reviewing the programs of preparing, training<br />
and qualifying the Islamic education teachers, so that the higher thinking<br />
skills have their priority in the Islamic education curricula.<br />
49
درجة ممارسة معلمي التربية اإلسالمية ومعلماتها ملهارات<br />
التفكير العليا من وجهة نظر طلبة املرحلة الثانوية في األردن<br />
د. جمال اخلالدي<br />
د. أحمد الكيالني<br />
د. محمد العوامرة<br />
مقدمة الدراسة وخلفيتها النظرية:<br />
يشهد العامل اليوم تغريات غري مسبوقة، األقت بظاللها على مناحي احلياة بعامة،<br />
واملنظومة الرتبوية بخاصة، االأمر الذي يستنهض همم الرتبويني من اأجل اإعادة بناء هذه<br />
املنظومة الرتبوية لتكون اأكرث قدرة وكفاءة يف مسايرة التقدم، بغية اإعداد جيل من الطلبة<br />
الذين لديهم القدرة على مواجهة مشكالت احلياة بفاعلية.<br />
اإن الرتبية احلقيقية هي تلك التي تتجاوز حدود املعلومة وصفحات املقرر الدراسي،<br />
اإىل ذلك املستوى االأسمى من توظيف اخلربات يف مواقف حياتية، وال ميكن حتقيق ذلك اإال<br />
اإذا اُحرتمت اأساليب التفكري لدى الطلبة، وكشفت طاقاتهم املبدعة، ومنُ يت ووُ جهت لتحقيق<br />
املشاركة الفاعلة يف احلياة.<br />
وتسعى الرتبية بشكل عام، والرتبية االإسالمية بشكل خاص اإىل بناء الشخصية<br />
االإنسانية املتكاملة اجلوانب، حيث تكوين االإنسان املفعم بالعاطفة واملمتثل الأوامر اهلل<br />
تعاىل عقيدة وعبادة واأخالقا، ذلك االإنسان العامل املفكر الذي يستغل كل مهاراته العقلية<br />
وعملياته الذهنية للكشف عن نواميس هذا الكون وتسخريه خلدمته.<br />
من هنا تربز احلاجة اإىل االهتمام بعمليات التفكري العليا، من حيث تعليمها كمهارات<br />
مستقلة، اأو تفعيلها من خالل املناهج املدرسية، اإذ اأصبحت رضورة تربوية، الأنها تساعد<br />
يف حل كثري من املشكالت الرتبوية، وعلى راأسها االستنزاف السلبي لطاقات املعلمني<br />
واملتعلمني على حد سواء، هذا باالإضافة اإىل اهتمام الرتبية االإسالمية بعملية التفكري<br />
وتنمية مهاراته باعتباره مطلباً رشعياً، حيث ورد كثري من النصوص الرشعية التي حتث<br />
على التفكري والتدبر واستخدام العقل، ومن ذلك قوله تعاىل: {قل انظروا ماذا يف السموات<br />
واالأرض} )يونس: 101( ، وقوله تعاىل: {اأفال ينظرون اإىل االإبل كيف خلقت، واإىل السماء<br />
كيف رفعت، واإىل اجلبال كيف نصبت، واإىل االأرض كيف سطحت} )الغاشية: 17- 20(،<br />
وقوله صلى اهلل عليه وسلم: )اإذا حكم احلاكم فاجتهد ثم اأصاب فله اأجران، واإذا حكم فاجتهد،<br />
ثم اأخطاأ فله اأجر( )صحيح مسلم، كتاب االأقضية، حديث رقم 3240( .<br />
وملا تركزت دعوة الرتبية االإسالمية على البحث وحسن التدبر واستخدام العقل، فاإن<br />
املدرسة -يف وقتنا احلارض- هي مركز النشاط الفكري وبوؤرة البحث العلمي، ويقع على<br />
املعلم العبء االأكرب يف تنفيذ روؤية املجتمع واأهداف املدرسة، وذلك من خالل الطريقة التي<br />
ينظم بها املحتوى الدراسي وينفذه، وهنا يتضح دور املعلم يف تهيئة املناخ املناسب<br />
لتنمية مهارات التفكري العليا لدى الطلبة.<br />
50
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
لقد اأولت الرتبية االإسالمية ملعلميها العناية اخلاصة واملكانة الرفيعة، وذلك انطالقا<br />
من روح املنهج الذي يدرسه، ورشف العلم الذي يحمله، ومن هنا يجب اأن ميتاز هذا املعلم<br />
بااللتزام الديني واخللقي، باالإضافة اإىل االإخالص والفطنة والذكاء، واالإبداع يف التفكري<br />
والقدرة على طرح املشكالت ومناقشتها، حتى يتمكن من اإنتاج جيل مفكر ناقد مبدع، لديه<br />
القدرة على التقصي وارتياد املجهول بحثاً عن املعرفة النافعة، وتوظيفها يف مواجهة<br />
حتديات العرص ومشكالته.<br />
ومن اجلدير بالذكر اأن تعليم التفكري ومهاراته وتنميتها ليس وليد الصدفة، بل ميكن<br />
اأن يُرعى ويُنمى، وهذا ما يوؤكده )1989 )Machado, حيث يرى اأن االأطفال العاديني<br />
موهوبون، واأن االأطفال املوهوبني جمرد اأطفال عاديني القوا العناية الفائقة، فاإذا سمحنا<br />
للقلة اأن تطور ذكاءها، فاإنها -ال مناص- ستحتكر القوة، ويعطى مزيدا من الفرص<br />
للطغيان االأعظم، فاخلالق عز وجل وهبنا العقل كطريق ينري العدل ومل مييز بني البرش،<br />
بل لقد ولدت االمتيازات على اأيدي البرش اأنفسهم، ولذا ميكن رفع قدرات الطلبة التفكريية<br />
ودرجة ذكائهم اإىل اأعلى مستوى. وهذا ما يوافق راأي )1989 )Rochka, حيث يعتقد اأن<br />
تربية االإبداع ممكنة الأي شخص طبيعي عادي من وجهة نظر عقلية، وتوجد براهني كثرية<br />
على اأن اأي شخص عادي ميكن تطوير التفكري لديه بقليل اأو كثري بهذا االجتاه اأو ذاك.<br />
واأكد )2005 )White, يف كتابه الشهري »كيف تضاعف ذكاءك» اإىل اأن غالبية البرش<br />
متيل نحو استخدام )%10( اأو اأقل من قدراتهم العقلية، تاركني بذلك خمزوناً هائالً من<br />
الطاقة العقلية املعطلة، وما عليهم اإال اأن يستغلوا طاقاتهم ويتعلموا مهارات التفكري من<br />
اأجل زيادة فعاليتهم ومواجهة مشكالتهم، وحتقيق اأهدافهم العظيمة.<br />
ومن هنا يجب اأن ال نكتفي باأن نساعد بعض االأفراد على اكتساب مهارات التفكري<br />
العليا -كالتفكري االإبداعي والناقد- واإمنا علينا اأن نساعد جميع الطلبة على ذلك، وينبغي<br />
على املدرسة اأن تكون املكان الذي تنّمى فيه املواهب وتُطوَّر، واأن عالقة املواهب بالتعليم<br />
اأكرث من اأهمية ارتباطها بالنضج والوسط املحيط )حبيب، 71( 2003، ، بل اإن موؤسسات<br />
الرتبية عليها اأن تسعى بالدرجة االأوىل اإىل تعليم الطلبة كيف يفكرون، وتدريبهم على<br />
اأساليب التفكري السديدة حتى يستطيعوا اأن يتعايشوا يف هذا العامل، ويشقوا طريقهم يف<br />
احلياة بنجاح )حسني، وفخرو، 8( 7، 2002، .<br />
ويرى بعض الرتبويني مثل اجلمل )2005( وهندي )2005( اأن غالبية املناهج<br />
املدرسية تفتقر اإىل القدرة الكافية لعملية تزويد الطلبة باالأساس املعريف ملهارات التفكري<br />
العليا، واأن التعليم املدرسي التقليدي، يوؤثر بشكل سلبي على اأمناط التفكري، ولذا ال يجوز<br />
51
درجة ممارسة معلمي التربية اإلسالمية ومعلماتها ملهارات<br />
التفكير العليا من وجهة نظر طلبة املرحلة الثانوية في األردن<br />
د. جمال اخلالدي<br />
د. أحمد الكيالني<br />
د. محمد العوامرة<br />
اأن ترتك عملية تنمية مهارات التفكري للصدفة، بل ال بد من تهيئة املناخ املناسب لعملية<br />
التفكري، وتنميتها واإطالق طاقات التفكري -بخاصة االإبداعي والناقد- لتكوين طلبة قادرين<br />
على الدخول بفعالية يف كل مناحي احلياة، وتشكيل حارضهم ومستقبلهم.<br />
وتربز اأهمية مهارات التفكري العليا بشكل عام، كمهارة االستدالل والرتكيب والتقومي<br />
وحل املشكالت، ومهارات التفكري الناقد واالإبداعي بخاصة؛ يف كونها تنمي روح التساوؤل<br />
لدى الطلبة، وتساعدهم يف فهم اأعمق للمعرفة، وتقبل وجهات النظر املختلفة، والتغلب على<br />
الصعوبات واتخاذ القرارات املناسبة.<br />
ويلحظ اأن العالقة بني التفكري االإبداعي والناقد عالقة وثيقة، حيث يعمل التفكري<br />
االإبداعي على توليد اأفكار جديدة واأصيلة، ويحدد السبب بني الظواهر، اأما التفكري الناقد<br />
فيخضع االأفكار االإبداعية للتفسريات اخلاصة باملشكالت املطروحة ويربهن على مدى<br />
صحتها، مما يعني اأن مهارات التفكري االإبداعي حتتاج اإىل التفكري الناقد. وهذا ما يوؤكد<br />
عملية التواأمة بني التفكري الناقد واالإبداعي، بل اإن كال التفكريين يعتربان كمتناظرين،<br />
ومتساندين يف الوقت نفسه، ويقعان يف اأعلى سلم مهارات التفكري العليا، كما اأن بعض<br />
القدرات االأساسية التي يتضمنها التفكري االإبداعي مثل القدرة على االإحساس باملشكالت<br />
والقدرة على التخيل والتنظيم والتقومي، مشابهة لبعض القدرات االأساسية التي يتضمنها<br />
التفكري الناقد )ريان، 235( 2004، .<br />
واإذا كان االإبداع يعني اأن توجد شيئا ماألوفا من شيء غري ماألوف، واأن حتول املاألوف<br />
اإىل شيء غري ماألوف، كما ترى قطامي )2004، 51( ، فاإن التفكري االإبداعي؛ يعد عملية<br />
ذهنية يتفاعل فيه املتعلم مع اخلربات العديدة التي يواجهها، بهدف استيعاب عنارص<br />
املوقف من اأجل الوصول اإىل فهم جديد اأو اإنتاج جديد، يحقق حال اأصيال للمشكلة، مبا<br />
يخدم املتعلم نفسه اأو جمتمعه )جميد، 202( 2008، .<br />
ويتضح من التعريف السابق دور التفكري االإبداعي يف تكوين اأبنية وتنظيمات جديدة<br />
جتعل الفرد لديه القدرة على صناعة اإنتاج جديد، واأصيل وذي قيمة، فعملية االإبداع<br />
ظاهرة ذهنية متقدمة يعالج فيها الفرد االأشياء واملواقف واخلربات واملشكالت بطريقة<br />
فريدة اأو غري ماألوفة، اأو بوضع جمموعة حلول سابقة، واخلروج بحل جديد، وتعدّ هذه<br />
مهمة وطنية، اإذ اإن تدريب الطلبة على معاجلة القضايا التي يعارصونها باأساليب وطرق<br />
جديدة بعيدة عن التقليد يسهم يف تسليح الطلبة بقيم املعارصة، وتساعدهم على التكيف<br />
بطريقة ناجحة ومتفوقة، مما يزيد من نشاط الطلبة وفاعليتهم ووعيهم ملا يدور حولهم<br />
52
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
)قطامي، 191( 2004، ، ومتر العملية الإبداعية ضمن خطوات اأو مراحل اأربع، وهي<br />
)الطيطي، )65 ،2001 :<br />
1.1مرحلة التحضري اأو االإعداد: Preparation<br />
2.2مرحلة االحتضان اأو االختمار: Incubation<br />
3.3مرحلة االإرشاق اأو االإلهام: illumination<br />
4.4مرحلة التحقق اأو اإعادة النظر: Verification<br />
وتتضح املعامل االأساسية للتفكري االإبداعي بقدرة الفرد على االإنتاج، ولذا فاإن<br />
املكونات اأو العنارص الأساسية التي تتشكل منها القدرة الإبداعية، تتمثل فيما ياأتي<br />
)ريان، )152 ،2004 :<br />
1.1الطالقة: Fluency<br />
2.2املرونة: Flexibility<br />
3.3احلساسية للمشكالت: Sensitivity to the problems<br />
4.4االأصالة: Originality<br />
اأما التفكري الناقد فقد اأصبحت احلاجة اإىل حتقيقه غاية اأساسية ملعظم السياسات<br />
الرتبوية، وهدفاً رئيساً تسعى املناهج لتعليم مهاراته للطلبة. ويعرف التفكير الناقد<br />
باأنه: تقرير حقيقة املعرفة ودقتها وقيمتها واحلكم على االأخبار املستندة اإىل مصادر<br />
مقبولة، وفحص املواد يف ضوء الدليل ومقارنة احلوادث واالأخبار ثم االستنتاج<br />
. )Beyer, 1985, p. 274(<br />
وتعود اأهمية هذا التفكري اإىل املهارات التي يتضمنها، مثل مهارة التمييز بني احلقائق<br />
وحتديد صدق املصادر، وحتديد دقة اخلرب ومدى صدقه، والكشف عن التحيز، ومتييز<br />
املعلومات ذات العالقة من املعلومات التي ليست لها عالقة، وكذا التنبوؤ واالستنباط<br />
وتعليل الظواهر، ومناقشة املعلومات وتفسريها وتقومي فاعلية املناقشة واملعلومات،<br />
واخلروج بتعميمات، مما يساهم يف بناء شخصية تتصف باملوضوعية واملشاركة الفاعلة،<br />
والقدرة على حل املشكالت، وهذا املقصود االأساس من الرتبية، حيث اإن التفكري رضورة<br />
حياتية ال غنى عنها )ريان، 2004، وجروان، 1999( .<br />
ومما سبق تتضح اأهمية دور معلمي الرتبية االإسالمية يف اإطالق القدرات الذهنية لدى<br />
الطلبة، واستخدام املخزون الهائل من الطاقات العقلية حتقيقاً ملراد اهلل تعاىل يف االأرض،<br />
اإذ اإن العلم -باعتباره الهدف االأسمى يف الرشيعة االإسالمية- ال يتم اإال بالتعلم، والتعليم<br />
يعني التفكري، والتفكري يقود اإىل االإبداع وحل املشكالت.<br />
53
درجة ممارسة معلمي التربية اإلسالمية ومعلماتها ملهارات<br />
التفكير العليا من وجهة نظر طلبة املرحلة الثانوية في األردن<br />
د. جمال اخلالدي<br />
د. أحمد الكيالني<br />
د. محمد العوامرة<br />
مشكلة الدراسة:<br />
تعدُّ تنمية التفكري لدى املتعلمني، وال سيما يف املرحلة الثانوية، مطلباً رئيساً من<br />
متطلبات العملية التعليمية التعلمية، وهو من الرضورة مبكان اأن يبقى ماثالً يف عمليات<br />
التعلم والتعليم، سواء يف مناهج الرتبية االإسالمية اأم غريها، ولذلك عملت وزارة الرتبية<br />
والتعليم االأردنية من خالل املديرية العامة للمناهج، وبالتعاون مع املنظمة العربية<br />
للرتبية والثقافة، على اإعداد املعلمني وتدريبهم، ووضع اأطر عامة للمناهج املدرسية، مبا<br />
يضمن تفعيل دور الطلبة يف احلصص الصفية، وتنمية مهارات التفكري لديهم )وزارة الرتبية<br />
والتعليم، 2003( ، اإال اأن الدراسات واالأبحاث الرتبوية بشكل عام، كدراسة )2008( Smith<br />
والشنيقات )2005( والربضي )2004( اأشارت يف نتائجها اإىل حمدودية تفعيل مهارات<br />
التفكري العليا يف احلصص الصفية، بالرغم من اآثارها االإيجابية يف الطلبة، كمساعدتهم<br />
يف تكوين اأبنية معرفية ذات معنى، وتنمية قدرتهم على االستنباط واملحاكمة العقلية<br />
والتنبوؤ وتقومي املعلومات واتخاذ القرار، مما يجعل االأمر لزاما على املعلمني عامة ومعلمي<br />
الرتبية االإسالمية بخاصة، العمل على تنمية مهارات التفكري لدى طلبتهم، وترسيخ مهاراته<br />
يف عقول الطلبة، جلعلهم اأكرث كفاءة يف التعايش االإيجابي يف عرص التدفق املعريف، وال<br />
يتم ذلك اإال من خالل التدريب املوجه، الذي يُعد املعلم الكفء من اأهم عنارصه. ولذلك<br />
برزت هذه الدراسة للكشف عن مدى درجة ممارسة معلمي ومعلمات الرتبية االإسالمية يف<br />
املرحلة الثانوية ملهارات التفكري العليا من وجهة نظر طلبتهم.<br />
أهمية الدراسة:<br />
54<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
اإن هذه الدراسة -ويف حدود علم الباحثني- هي االأوىل من نوعها والتي من املوؤمل<br />
اأن تسهم فيما ياأتي:<br />
الكشف عن درجة ممارسة معلمي الرتبية االإسالمية ومعلماتها ملهارات التفكري<br />
العليا.<br />
مساعدة موؤلفي مناهج الرتبية االإسالمية، يف تضمني اأدلة مناهج الرتبية<br />
االإسالمية مبهارات التفكري العليا، اشتقاقاً من القائمة التي مت بناوؤها.<br />
يوؤمل اأن تقدم نتائج هذه الدراسة للمسوؤولني عن اإعداد املعلمني وتاأهيلهم قبل<br />
اخلدمة واأثنائها، ملساعدتهم يف ممارسة مهارات التفكري العليا اأثناء تنفيذ احلصص<br />
الصفية، مما يساعد يف حتسني اأداء املعلمني، وتنمية قدرات املتعلمني على حد سواء.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
أسئلة الدراسة:<br />
تهدف الدراسة اإىل الإجابة عن الأسئلة الآتية:<br />
.1ما 1 درجة ممارسة معلمي ومعلمات الرتبية االإسالمية يف املرحلة الثانوية ملهارات<br />
التفكري العليا من وجهة نظر طلبتهم؟<br />
.2هل 2 تختلف درجة ممارسة معلمي الرتبية االإسالمية ومعلماتها يف املرحلة<br />
الثانوية يف االأردن لتنمية مهارات التفكري العليا بحسب متغري اجلنس؟<br />
وقد انبثق عن السوؤال الثاين الفرضية الآتية:<br />
فرضية الدراسة: ال توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطات درجة ممارسة<br />
معلمي الرتبية االإسالمية ومعلماتها ملهارات التفكري العليا تعزى اإىل متغري اجلنس، من<br />
وجهة نظر الطلبة عند مستوى الداللة (0.05 ≤ α) .<br />
55<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
<br />
حدود الدراسة:<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦ ♦حدود زمانية: الفصل االأول، من العام الدراسي )2010/2009 ) م.<br />
حدود مكانية: مديرية تربية لواء الرصيفة، يف املدارس احلكومية يف االأردن.<br />
حدود برشية: طلبة الصفني االأول والثاين الثانوي.<br />
حدود علمية تطبيقية: مهارات التفكري العليا، وحتددت يف الدراسة احلالية؛<br />
مبهارات التفكري الناقد، ومهارات التفكري االإبداعي.<br />
♦ ♦اأداة الدراسة: وتتحدد باالأداة التي اأُعدت حول درجة ممارسة معلمي الرتبية<br />
االإسالمية ومعلماتها ملهارات التفكري العليا.<br />
التعريفات اإلجرائية:<br />
تشمل الدراسة احلالية على مصطلحات ينبغي تعريفها اإجرائيا، وهي:<br />
◄◄درجة املمارسة: وهي الدرجة التي حتُ دَّد يف ضوء املقياس املعد لذلك، مما يبعث<br />
على تعزيز مهارات التفكري العليا لدى الطلبة.<br />
◄◄مهارات التفكري العليا: وهي املظاهر اأو االأمناط السلوكية التي يُظهرها املعلمون<br />
اأثناء التدريس الصفي، وشملت هذه االأمناط السلوكية قائمتني اإحداهما للتفكري االإبداعي،<br />
واالأخرى للتفكري الناقد.
درجة ممارسة معلمي التربية اإلسالمية ومعلماتها ملهارات<br />
التفكير العليا من وجهة نظر طلبة املرحلة الثانوية في األردن<br />
د. جمال اخلالدي<br />
د. أحمد الكيالني<br />
د. محمد العوامرة<br />
◄◄وجهة نظر الطلبة: وهي التقديرات التي يسجلها الطلبة على املقياس املعد،<br />
والذي تُرصد من خالله درجة ممارسة معلمي الرتبية االإسالمية ومعلماتها ملهارات<br />
التفكري العليا.<br />
◄◄املرحلة الثانوية: وهي حلقة الوصل بني التعليم االأساسي والتعليم العايل، وهي<br />
مرحلة تعليم غري اإلزامية مدتها سنتان، وتشمل الصفني؛ االأول والثاين الثانوي، بحسب<br />
قانون وزارة الرتبية والتعليم االأردنية، رقم )27( ، لعام )1989( م. ص )16( .<br />
الدراسات السابقة:<br />
تتناول الدراسة احلالية ما اأمكن التوصل اإليه من الدراسات ذات الصلة العربية<br />
واالأجنبية، مرتبة حسب تسلسلها الزمني، مع مالحظة عدم توافر اأي دراسة -يف حدود علم<br />
الباحثني- حول تقصي درجة ممارسة معلمي ومعلمات الرتبية االإسالمية ملهارات التفكري<br />
العليا من وجهة نظر الطلبة.<br />
دراسة )2008 )Posner, ، التي هدفت اإىل استقصاء اأثر خصائص املعلم وسلوكه يف<br />
تطوير مهارات التفكري الناقد لدى الطلبة يف مادة العلوم، وتكونت عينة الدراسة من )36(<br />
معلماً ومعلمة ممن يُدرِّسون يف املدارس احلكومية االأمريكية للمرحلة الثانوية، ومتثلت اأداة<br />
الدراسة يف بطاقة مالحظة عُ بئت من خالل تصوير حصة صفية لكل منهم، وقُ سم املعلمون<br />
اإىل فئتني عليا ودنيا حسب عالمات طلبتهم للفصل االأول، واأظهرت نتائج الدراسة اأن اأداء<br />
الطلبة الذين درَّسهم معلمو ومعلمات الفئة العليا اختلفت عن اأداء نظرائهم الذين درسهم<br />
معلمو ومعلمات الفئة الدنيا، حيث اأظهر معلمو الفئة العليا متيزاً واضحاً يف استخدام املواد<br />
واملناقشة، والتمهيد اجليد للدرس، واإثارة دافعية الطلبة، والتعليم من خالل املجموعات،<br />
وتفعيل االأنشطة الصفية، اأما معلمو الفئة الدنيا ومعلماتها فقد اتصفوا بالتعليم املبارش،<br />
واستخدام احلاسوب لتقدمي كمية اأكرب من املعلومات، وتركز جُ لَّ اهتمامهم باملنهج الدراسي<br />
املعتمد.<br />
واأجرى )2008 )Smith, ، دراسة هدفت اإىل التعرف اإىل مظاهر التفكري الناقد التي<br />
يركز عليها معلمو الرتبية االجتماعية ومعلماتها يف املدارس االإجنليزية للمرحلة االأساسية،<br />
ودرجة شيوع تلك املظاهر يف سلوك املعلمني، حيث تكونت عينة الدراسة من )125( معلما<br />
و )125( معلمة من مدارس اململكة املتحدة، اختريوا بطريقة االختيار العشوائي الطبقي<br />
التناسبي، اأما اأداة الدراسة فكانت عبارة عن منوذج تصنيفي تُقاس من خالله درجة<br />
ممارسة مظاهر السلوك الناقد، واأظهرت النتائج اأن نسبة االأمناط السلوكية ذات الصلة<br />
56
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
بالتفكري الناقد بلغت )%21( ، واأن نسبة املعلمني واملعلمات الذين يتجهون يف تدريسهم<br />
نحو تنمية التفكري الناقد بلغت )%8( ، مما يدل على تدين ممارسة املعلمني واملعلمات<br />
ملهارات التفكري الناقد.<br />
واأجرى دناوي )2007( ، دراسة تناولت بناء برنامج تدريبي يستند اإىل برنامج كورت<br />
)CORT( ، ودراسة مدى فاعليته يف تطوير مهارات التفكري، حيث تكونت عينة الدراسة<br />
من )15( معلماً و )28( معلمة، اختريوا بالطريقة العشوائية البسيطة من اأصل )110(<br />
معلماً ومعلمة ملادة الرتبية االإسالمية يف املدارس التابعة للمنطقة الغربية التعليمية يف<br />
دولة االإمارات العربية، ومتثلت اأداة الدراسة يف تطوير برنامج تدريبي يف مهارات التفكري<br />
االإبداعي، وتصميم بطاقة مالحظة لقياس مدى امتالك املعلمني لهذه املهارات، حيث<br />
اأشارت النتائج اإىل وجود اأثر دال اإحصائيا للربنامج التدريبي يف متوسط اأداء املعلمني،<br />
ومل يكن هناك اأثر ملتغري اجلنس يف تطبيق الربنامج التدريبي.<br />
وسعت دراسة )2007 )Pratt, ، اإىل معرفة مدى مساهمة معلمي الدراسات االجتماعية<br />
يف تنمية مهارات التفكري االإبداعي والناقد، يف )12( دائرة من دوائر الرتبية والتعليم يف<br />
الواليات املتحدة االأمريكية، وشملت العينة )64( معلماً، وكانت اأداة الدراسة عبارة عن<br />
بطاقة مالحظة شملت )41( معياراً، بحيث رُصدت )5( حصص دراسية لكل معلم، واأظهرت<br />
النتائج اأن )%18( من معلمي الدراسات االجتماعية يسهمون يف تنمية مهارات التفكري<br />
االإبداعي والناقد بشكل مقبول، واأن )%6( من املعلمني ترتاوح نسبة مساهمتهم يف تنمية<br />
مهارات التفكري ما بني )70- %85( ، وباقي املعلمني كانت نسبة مساهمتهم ليست ذات<br />
تاأثري اإيجابي.<br />
ويف دراسة )2007 )Salvin, ، التي هدفت اإىل معرفة وجهة نظر معلمي الدراسات<br />
االجتماعية للمرحلة الثانوية يف والية كاليفورنيا االأمريكية من تطبيق مهارات التفكري<br />
االإبداعي، حيث اختري )30( معلماً بالطريقة العشوائية، ولوحظ مدى متكنهم من تدريس<br />
مهارات التفكري االإبداعي، واستخدمت الدراسة سجل املالحظة اأداةً سُ جِّ ل من خاللها سلوك<br />
املعلمني داخل حجرات الدراسة مالحظة غري مبارشة، عن طريق تسجيل اأداء املعلمني<br />
بجهاز فيديو، واأظهرت نتائج الدراسة تدين مستوى استخدام اسرتاتيجيات التفكري االإبداعي<br />
من قبل املعلمني.<br />
وحاولت ررصص )2006( ، الكشف عن درجة ممارسة معلمي الرتبية االإسالمية<br />
للمرحلة االأساسية للمهارات االإبداعية وعالقتها بالتحصيل، لدى عينة مكونة من<br />
)40( معلماً ومعلمة يتبعون مديرية التعليم اخلاص يف حمافظة عمان للعام الدراسي<br />
57
درجة ممارسة معلمي التربية اإلسالمية ومعلماتها ملهارات<br />
التفكير العليا من وجهة نظر طلبة املرحلة الثانوية في األردن<br />
د. جمال اخلالدي<br />
د. أحمد الكيالني<br />
د. محمد العوامرة<br />
)2006/2005(، واختريوا عشوائيا من املجتمع االأصلي، وكانت اأداة الدراسة عبارة عن<br />
بطاقة مالحظة اشتملت على )38( فقرة، صممت لقياس مدى استخدام املهارات االأساسية<br />
للتفكري االإبداعي يف اأثناء املمارسات التدريسية، واأشارت النتائج اإىل اأن درجة ممارسة<br />
معلمي الرتبية االإسالمية ومعلماتها للمهارات االإبداعية كانت بدرجة متوسطة، ومل ترش<br />
النتائج اإىل وجود فروق دالة تعزى ملتغري اجلنس، كما اأشارت اإىل وجود عالقة ارتباطية<br />
موجبة بني ممارسة معلمي الرتبية االإسالمية للمهارات االإبداعية ككل وحتصيل طلبتهم.<br />
وهدفت دراسة )2005 )scriven, ، اإىل الكشف عن مدى تركيز معلمي الدراسات<br />
االجتماعية يف املرحلة الثانوية يف الواليات املتحدة االأمريكية، على تطوير االإجراءات<br />
الصفية التي تنمي مهارات التفكري العليا، وشملت عينة البحث )50( مرشفاً مدرسياً،<br />
واستخدمت بطاقة املالحظة كاأداة حتوي )57( مظهراً لقياس االأمناط السلوكية املحفزة<br />
للتفكري يف داخل احلجرة الصفية، حيث اأظهرت نتائج الدراسة توسط اأداء املعلمني يف تنمية<br />
مهارات التفكري العليا، وحصلت ربط خربات الطلبة باحلياة على اأعلى درجة ممارسة، يف<br />
مقابل حصول مساعدة الطلبة يف التنبوؤ مبجريات االأحداث على اأقل درجة ممارسة من قِ بل<br />
املعلمني، حسب وجهة نظر مرشفيهم.<br />
واأجرت الشنيقات )2005( ، دراسة هدفت اإىل الكشف عن مدى ممارسة معلمي الرتبية<br />
االإسالمية ومعلماتها للمرحلة االأساسية العليا يف االأردن ملهارات التفكري االإبداعي، حيث<br />
اختري )60( معلماً ومعلمة ممن يُدرِّسون منهج الرتبية االإسالمية للمرحلة االأساسية العليا<br />
يف منطقة اإربد االأوىل، اختريوا بالطريقة العشوائية، ومتثلت اأداة الدراسة ببناء برنامج<br />
تدريبي لتنمية مهارات التفكري االإبداعي لدى املعلمني، واُستخدمت بطاقة املالحظة لقياس<br />
مدى ممارسة اأفراد العينة ملهارات التفكري االإبداعي، واأظهرت النتائج تدين مستوى معرفة<br />
وممارسة معلمي الرتبية االإسالمية ملهارات التفكري االإبداعي، كما بينت النتائج وجود<br />
فروق دالة يف مستوى املعرفة لدى املعلمني واملعلمات ملهارات التفكري االإبداعي لصالح<br />
الربنامج التدريبي املقرتح.<br />
واأجرى اأبو ريا )2004( ، دراسة بهدف الكشف عن دور املعلمني يف تنمية التفكري<br />
االإبداعي لدى طلبة املرحلة االإبتدائية يف فلسطني، من وجهة نظر املعلمني اأنفسهم، حيث<br />
اختري )41( معلماً و )99( معلمة من معلمي ومعلمات املدارس العربية يف منطقة اجلليل،<br />
واستخدم سجل املالحظة املبارشة كاأداة لقياس درجة ممارسة املعلمني واملعلمات<br />
ملهارات التفكري االإبداعي، واأظهرت النتائج اأن املعلمني يقدّرون دورهم باملتوسط يف<br />
58
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
تنمية مهارات التفكري االإبداعي لدى طلبة املرحلة االإبتدائية، باالإضافة اإىل وجود فروق<br />
ذات داللة اإحصائية تُعزى ملتغري اجلنس لصالح االإناث على االأداة ككل.<br />
وسعى )2004 )Caffarella, ، يف دراسته اإىل معرفة اأثر اجلزء االأول من برنامج<br />
)CORT( يف التدريب على كل من الطلبة واملعلمني، يف املرحلة الثانوية يف الواليات<br />
املتحدة االأمريكية، وتكونت العينة من )25( معلما ومعلمة، و )420( طالبا وطالبة،<br />
ومتثلت اأداة الدراسة يف استخدام مقياس )تورنس( للتفكري االإبداعي، ومقياس االإجناز يف<br />
االمتحانات املدرسية، واأشارت نتائج الدراسة اإىل توسط استجابات املعلمني على برنامج<br />
)CORT( للتدريب االإبداعي، وتدين درجة ممارستهم ملهارات التفكري االإبداعي، باالإضافة<br />
اإىل زيادة ملحوظة اإحصائيا يف املستوى الذي قدر فيه الطلبة مهاراتهم التفكريية، واأدى<br />
اإىل زيادة متوسط حتصيلهم الدراسي.<br />
وتناول احلمدي )2004( ، يف دراسته معرفة واقع ممارسة معلمي التاريخ ملهارات<br />
التفكري الناقد والتفكري االإبداعي يف املدارس الثانوية، واختري اأفراد العينة بالطريقة<br />
العشوائية، حيث تكونت من )60( معلماً و )40( مديراً من اإدارة التعليم مبنطقة املدينة<br />
املنورة، وكانت اأداة الدراسة عبارة عن استبانة تكونت من )69( فقرة لقياس درجة<br />
ممارسة مهارات التفكري الناقد واالإبداعي لدى املعلمني واملديرين، واأظهرت النتائج<br />
اخلاصة بتقديرات املعلمني اأن هناك فروقاً ذات داللة بني واقع ممارسة املعلمني ملهارات<br />
التفكري الناقد وبني املستوى املقبول تربوياً لصالح تقديرات املعلمني، ومل توجد فروق بني<br />
واقع ممارسة املعلمني ملهارات التفكري االإبداعي، اأما بالنسبة لتقديرات املديرين، فاأظهرت<br />
النتائج وجود فروق يف ممارسة املديرين ملهارات التفكري االإبداعي والناقد، وبني املستوى<br />
املقبول تربويا لصالح املستوى املقبول تربويا.<br />
وحاولت الربضي )2004( ، يف دراستها الكشف عن درجة معرفة معلمي الدراسات<br />
االجتماعية يف املرحلة الثانوية يف االأردن ملهارات التفكري الناقد، ومدى ممارستهم<br />
لهذه املهارات، حيث تكونت عينة الدراسة من )84( معلماً ومعلمة ممن يدَّرسون مباحث<br />
الدراسات االجتماعية للصفني االأول والثاين الثانويني، واختريوا بالطريقة العشوائية من<br />
اأصل )1675( معلما ومعلمة، ومتثلت اأداة الدراسة ببناء قائمة لقياس مهارات التفكري<br />
الناقد ومدى امتالكها من قبل املعلمني، شملت االأداة )25( مهارة فرعية، موزعة على<br />
خمسة جماالت رئيسة، وجاءت نتائج الدراسة تشري اإىل اأن درجة اكتساب وممارسة معلمي<br />
الدراسات االجتماعية ملهارات التفكري الناقد كانت منخفضة، كما اأظهرت النتائج فروقاً<br />
دالة اإحصائيا للربنامج التدريبي املقرتح لتنمية مهارات التفكري الناقد، يف اكتساب<br />
وممارسة معلمي الرتبية االجتماعية ملهارات التفكري الناقد.<br />
59
درجة ممارسة معلمي التربية اإلسالمية ومعلماتها ملهارات<br />
التفكير العليا من وجهة نظر طلبة املرحلة الثانوية في األردن<br />
د. جمال اخلالدي<br />
د. أحمد الكيالني<br />
د. محمد العوامرة<br />
تعقيب على الدراسات السابقة:<br />
● ●عدم وجود دراسات ذات صلة تناولت متغريات الدراسة احلالية، وهي درجة<br />
ممارسة معلمي الرتبية االإسالمية ومعلماتها ملهارات التفكري العليا من وجهة نظر الطلبة،<br />
اإال اأن هذه الدراسات كانت ذات اأهمية قصوى بالنسبة للباحثني، الأنها ساعدت يف رسم<br />
تصور عام ملنهجية الدراسة احلالية، اإضافة اإىل اأنها شكلت مرتكزاً يف تصميم اأداة القياس<br />
اخلاصة بهذه الدراسة.<br />
● ●تركزت الدراسات السابقة على درجة ممارسة التفكري من وجهة نظر املعلمني<br />
اأنفسهم اأو مرشفيهم ومديريهم، من غري االأخذ بعني االعتبار وجهة نظر الطلبة، وبخاصة<br />
طلبة املرحلة الثانوية الذين ميتلكون القدرة على التقومي واإصدار االأحكام، ومتابعة<br />
اإجراءات تنفيذ احلصة الصفية بصورة اأكرث دقة من طلبة املرحلتني االإعدادية اأو االأساسية<br />
يف الغالب.<br />
● ●اأشارت معظم الدراسات السابقة اإىل تدين مستوى درجة ممارسة املعلمني<br />
واملعلمات -سواء يف املدارس العربية اأو االأجنبية- يف تنمية مهارات التفكري بشكل عام<br />
والتفكري الناقد واالإبداعي بخاصة.<br />
الطريقة واإلجراءات:<br />
منهج الدراسة:<br />
استخدم الباحثون املنهج الوصفي املسحي ملالءمته اأغراض الدراسة احلالية.<br />
جمتمع الدراسة:<br />
اختريت مديرية تربية لواء الرصيفة بالطريقة العشوائية، لتمثل جمتمع الدراسة، وتعد<br />
اإحدى مديريات تربية الوسط يف االأردن، وتكون جمتمع الدراسة من طلبة املرحلة الثانوية<br />
يف مديرية تربية لواء الرصيفة، للعام الدراسي )2010/2009( م، وبلغ عدد اأفراد الدراسة<br />
)7621( ، منهم )3454( طالبا و )4167( طالبة، موزعني على )13( مدرسة للذكور، و<br />
)15( مدرسة لالإناث.<br />
عينة الدراسة:<br />
اختري )%10( من جمتمع الدراسة االأصلي وذلك بالطريقة الطبقية العشوائية البسيطة،<br />
من طلبة املرحلة الثانوية، يف مديرية تربية لواء الرصيفة، بحيث بلغ عدد اأفراد العينة<br />
الذكور )345( طالبا، وعدد االإناث )417( طالبة.<br />
60
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
أداة الدراسة:<br />
61<br />
♦<br />
♦<br />
قام الباحثون ببناء اأداة الدراسة لقياس درجة ممارسة معلمي الرتبية االإسالمية<br />
ومعلماتها ملهارات التفكري العليا من وجهة نظر الطلبة، حيث صُ ممت استبانة يف ضوء<br />
االأدب النظري املتعلق باملوضوع، واملتمثل بدراسة دناوي )2007( و )2007( Pratt<br />
وررصص )2006( والشنيقات )2005( ، واشتملت االستبانة يف صورتها االأولية على )25(<br />
مظهراً سلوكياً ملهارات التفكري الناقد، و )25( مظهراً سلوكياً ملهارات التفكري االإبداعي،<br />
وبعد التاأكد من صدق االأداة وثباتها واإجراء التعديالت البنائية واللغوية، اأصبحت الأداة<br />
يف صورتها النهائية تشمل قائمتني:<br />
♦القائمة االأوىل: واشتملت يف صورتها النهائية على )18 ) مظهراً سلوكياً، وذلك<br />
لقياس درجة ممارسة املعلمني ملهارات التفكري االإبداعي.<br />
♦القائمة الثانية: واشتملت يف صورتها النهائية على )17 ) مظهراً سلوكياً، وذلك<br />
لقياس درجة ممارسة املعلمني ملهارات التفكري الناقد.<br />
وقد اعتمدت الدراسة مقياس ليكرت للتدرج اخلماسي، ملعرفة درجة ممارسة املعلمني<br />
ملهارات التفكري العليا، حسب القائمة املصممة لذلك، امللحق )1، 2( .<br />
وصُ نفت درجة ممارسة معلمي الرتبية االإسالمية ومعلماتها ملهارات التفكري العليا<br />
اعتماداً على املتوسطات احلسابية، يف ثالثة مستويات )منخفض، ومتوسط، ومرتفع( ،<br />
وبتطبيق معادلة مدى الفئات، اُعتربت الفئة التي حصلت على متوسط حسابي )1 – 2.33(<br />
فئة ذات مستوى منخفض، والفئة )2.34 – 3.66( املستوى املتوسط، والفئة )3.67 – 5(،<br />
املستوى املرتفع.<br />
صدق األداة:<br />
عُ رضت االأداة بصورتها االأولية على )9( حمكمني من ذوي اخلربة واالختصاص، حيث<br />
اُعتمدت الفقرات التي حصلت على نسبة اتفاق )%80( فما فوق، وقد اأُجريت التعديالت بناء<br />
على مالحظات املحكمني، بحيث اأصبحت االأداة بصورتها النهائية مكونة من )35( فقرة<br />
تقيس مهارات التفكري االإبداعي والناقد.<br />
ثبات األداة:<br />
حُ دِّد ثبات االأداة بطريقة اإعادة تطبيق االختبار، على عينة استطالعية من خارج عينة<br />
الدراسة، تكونت من )46( طالباً وطالبة يف املرحلة الثانوية، وقد بلغ معامل الثبات لقائمة<br />
التفكري االإبداعي )%91( ، ولقائمة التفكري الناقد )%87( ، ولالأداة ككل )%89( ، وعدّ معامل<br />
الثبات مقبوالً لتحقيق اأغراض هذه الدراسة.
درجة ممارسة معلمي التربية اإلسالمية ومعلماتها ملهارات<br />
التفكير العليا من وجهة نظر طلبة املرحلة الثانوية في األردن<br />
د. جمال اخلالدي<br />
د. أحمد الكيالني<br />
د. محمد العوامرة<br />
املعاجلة اإلحصائية:<br />
الستخراج نتائج الدراسة املتعلقة بسوؤال الدراسة وفرضيتها، حول درجة ممارسة<br />
معلمي ومعلمات الرتبية االإسالمية ملهارات التفكري العليا يف املرحلة الثانوية يف االأردن،<br />
وتاأثره مبتغري اجلنس للطلبة، فقد اُستخرج املتوسط احلسابي واالنحراف املعياري لفقرات<br />
جماالت التفكري العليا، من خالل استجابة الطلبة على فقرات االستبانة، واملوزعة حسب<br />
مقياس ليكرت اخلماسي.<br />
عرض نتائج الدراسة ومناقشتها:<br />
يتناول هذا اجلزء عرضا للنتائج التي توصلت اإليها الدراسة وعلى النحو االآتي:<br />
◄◄اأوال- النتائج املتعلقة بالسوؤال االأول ومناقشتها:<br />
ما درجة ممارسة معلمي ومعلمات الرتبية الإسالمية ملهارات التفكري<br />
العليا )الناقد والإبداعي( يف املرحلة الثانوية يف الأردن من وجهة نظر<br />
طلبتهم؟<br />
لالإجابة عن هذا السوؤال حُ سبت املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية، كما<br />
حددت الرتب ودرجة املمارسة لفقرات جمايل التفكري الناقد واالإبداعي كال على حدا، لدى<br />
معلمي الرتبية االإسالمية ومعلماتها، واجلداول االآتية تبني هذه النتائج.<br />
. أالنتائج املتعلقة مبهارات التفكري الناقد ومناقشتها:<br />
يوضح اجلدول االآتي درجة ممارسة الفقرات اخلاصة مبهارات التفكري الناقد، لدى<br />
معلمي الرتبية االإسالمية ومعلماتها، من وجهة نظر الطلبة، ورتبة كل فقرة حسب نسبة<br />
تكرارها.<br />
الجدول )1(<br />
الرتبة الرقم<br />
1<br />
2<br />
3<br />
4<br />
المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية والرتبة ودرجة الممارسة لفقرات<br />
مجال التفكير الناقد لدى معلمي ومعلمات التربية اإلسامية مرتبة تنازليا<br />
الفقرة<br />
يدربني على التوصل اإىل تفسري صحيح للقضايا واملسائل املطروحة<br />
يحثني على جمع البيانات من مصادر موثوقة ومتعددة<br />
يثري دافعيتي يف طرح موضوعات وقضايا جدلية قابلة للنقاش<br />
يرفع من درجة اإحساسي باملشكالت املطروحة<br />
املتوسط<br />
احلسابي<br />
2.90<br />
2.87<br />
2.86<br />
2.84<br />
النحراف<br />
املعياري<br />
0.45<br />
0.51<br />
0.51<br />
0.55<br />
درجة<br />
املمارسة<br />
متوسطة<br />
متوسطة<br />
متوسطة<br />
متوسطة<br />
13<br />
2<br />
3<br />
1<br />
62
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
الرتبة الرقم<br />
الفقرة<br />
يتيح يل فرصة تلخيص االأفكار املطروحة واإعادة صياغتها بلغتي اخلاصة<br />
يحثني على صياغة اأسئلة تسهم يف فهم اأعمق للموضوعات املطروحة<br />
يساعدين يف التمييز بني االأفكار الرئيسة والتفاصيل اجلزئية<br />
يسهل يل روؤية الوجه االآخر لالأحداث<br />
يشجعني على بناء استنتاجات منطقية<br />
يشجعني على النقد البناء وتقبل الراأي االآخر<br />
يدربني على عملية التنبوؤ مبجريات االأحداث يف ضوء املقدمات<br />
يدربني على صياغة فرضيات وبناء توقعات<br />
يشجعني اإىل التعرف على الغموض يف القضايا املطروحة<br />
يحثني على التفكري باإيجاد البدائل واحللول املختلفة<br />
يساعدين يف تقييم املعلومات وبيان جوانب القوة والضعف فيها<br />
يساعدين يف حتديد قوة الربهان ومتييز املعلومات واحلكم عليها<br />
يساعدين على التمييز بني احلقائق واالآراء املطروحة<br />
الدرجة الكلية<br />
املتوسط<br />
احلسابي<br />
النحراف<br />
املعياري<br />
درجة<br />
املمارسة<br />
متوسطة<br />
متوسطة<br />
متوسطة<br />
متوسطة<br />
متوسطة<br />
متوسطة<br />
متوسطة<br />
متوسطة<br />
متوسطة<br />
متوسطة<br />
متوسطة<br />
متوسطة<br />
منخفضة<br />
متوسطة<br />
0.56<br />
0.58<br />
0.67<br />
0.68<br />
0.71<br />
0.71<br />
0.77<br />
0.82<br />
0.82<br />
0.85<br />
0.89<br />
0.90<br />
0.97<br />
0.16<br />
2.83<br />
2.81<br />
2.75<br />
2.73<br />
2.72<br />
2.70<br />
2.64<br />
2.58<br />
2.58<br />
2.55<br />
2.47<br />
2.43<br />
2.24<br />
2.67<br />
5<br />
6<br />
7<br />
8<br />
9<br />
10<br />
11<br />
12<br />
12<br />
14<br />
15<br />
16<br />
17<br />
15<br />
16<br />
11<br />
10<br />
17<br />
14<br />
12<br />
4<br />
5<br />
9<br />
8<br />
7<br />
6<br />
يظهر من اجلدول السابق )1( اأن درجة ممارسة معلمي الرتبية االإسالمية ومعلماتها<br />
ملهارات التفكري الناقد يف املرحلة الثانوية يف االأردن من وجهة نظر طلبتهم كانت بشكل<br />
عام متوسطة، اإذ بلغ املتوسط احلسابي )2.67( ، بانحراف معياري )0.16( ، وقد تراوحت<br />
فقرات هذا املجال بني الدرجة املنخفضة واملتوسطة، وبلغت املتوسطات احلسابية للفقرات<br />
)2.90- 2.24( ، وقد جاءت باملرتبة االأوىل الفقرة )13( »يدربني على التوصل اإىل<br />
تفسري صحيح للقضايا واملسائل املطروحة« مبتوسط حسابي )2.90( بانحراف معياري<br />
)0.45(، ويف املرتبة الثانية جاءت الفقرة )2( »يحثني على جمع البيانات من مصادر<br />
موثوقة ومتعددة« مبتوسط حسابي )2.87( وانحراف معياري )0.51( ، وجاءت الفقرة )7(<br />
»يساعدين يف حتديد قوة الربهان ومتييز املعلومات واحلكم عليها« باملرتبة قبل االأخرية<br />
مبتوسط حسابي )2.43( بانحراف معياري )0.90( ، ويف املرتبة االأخرية كانت الفقرة<br />
)6( وهي »يساعدين على التمييز بني احلقائق واالآراء املطروحة« مبتوسط حسابي )2.24(<br />
وانحراف معياري )0.97( .<br />
ويظهر من خالل النتائج السابقة اأن درجة ممارسة معلمي الرتبية االإسالمية ومعلماتها<br />
ملهارات التفكري الناقد كانت متوسطة على الدرجة الكلية للمقياس، مما يشري اإىل اأن عملية<br />
التعلم والتعليم مازالت تاأخذ شكلها التقليدي، بحيث يغطي املعلم باإجراءاته واأنشطته اأكرث<br />
63
درجة ممارسة معلمي التربية اإلسالمية ومعلماتها ملهارات<br />
التفكير العليا من وجهة نظر طلبة املرحلة الثانوية في األردن<br />
د. جمال اخلالدي<br />
د. أحمد الكيالني<br />
د. محمد العوامرة<br />
فعاليات احلصة الصفية، مما ينعكس سلبياً على املتعلم، ويجعل منه متلقياً اأكرث منه نشطاً<br />
فاعالً يف جمريات احلصة الصفية، مما يدفع الطلبة اإىل تقبل االآراء والنظريات املطروحة<br />
من قبل املعلم من غري تعريضها للنقاش والتمحيص يف اأغلب االأحيان، وهذا ما اأشارت<br />
اإليه بوضوح الفقرة )6( ، التي متحورت حول التمييز بني احلقائق واالآراء املطروحة، بحيث<br />
حصلت هذه الفقرة على اأقل درجة ممارسة من بني جمموع الفقرات، ثم تبعها الفقرة )7(<br />
املتمثلة يف حتديد قوة الربهان واحلكم عليه وكانت بدرجة متوسطة، ولكنها قريبة يف<br />
متوسطها وانحرافها املعياري من الفقرة )6( ، اأما باقي الفقرات التي حصلت على درجة<br />
ممارسة متوسطة، فهي تشري اإىل عدم العناية الكافية، وقلة االهتمام مبهارات التفكري<br />
الناقد، مما يجعلها يف مرتبة هامشية، وتفقد حقها االأصلي يف فعاليات احلصة الدراسية<br />
من قبل املعلمني بحسب وجهة نظر الطلبة، وهذا ما اأشارت اإليه نتائج دراسة كل من الرشف<br />
)2008( و (2007( Pratt و (2005) Scriven والربضي )2004( .<br />
.بالنتائج املتعلقة مبهارات التفكري االإبداعي ومناقشتها:<br />
يوضح اجلدول االآتي درجة ممارسة الفقرات اخلاصة مبهارات التفكري االإبداعي، لدى<br />
معلمي الرتبية االإسالمية ومعلماتها من وجهة نظر الطلبة، ورتبة كل فقرة حسب نسبة<br />
تكرارها.<br />
الجدول )2(<br />
الرتبة الرقم<br />
1<br />
2<br />
3<br />
4<br />
5<br />
6<br />
7<br />
8<br />
8<br />
10<br />
11<br />
المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية والرتبة ودرجة الممارسة لفقرات<br />
مجال التفكير اإلبداعي لدى معلمي ومعلمات التربية اإلسامية مرتبة تنازليا<br />
الفقرة<br />
يتيح يل فرصة التقومي الذاتي الأفكاري<br />
يقودين لالبتعاد عن االأفكار التقليدية )املاألوفة اأو الشائعة(<br />
يشجعني على التعلم الذاتي<br />
يدربني على تصنيف املعلومات واالأفكار يف فئات خاصة<br />
يساعدين يف التخلي عن املواقف واملفاهيم اخلاطئة التي امتلكها<br />
يضعني يف مواقف تثري الدهشة واحلرية قبل الرشوع يف الدرس<br />
يساعدين يف اإدراك مزيد من التفاصيل والتوسع يف التفكري<br />
يهيئ يل فرصة تطبيق املبادئ يف مواقف جديدة<br />
يقودين اإىل التحليل والفهم العميق للمحتوى<br />
يساعدين على املرور بخربات جديدة<br />
يدربني على اإنتاج كم كبري من االأفكار يف اأثناء املوقف التعليمي<br />
املتوسط<br />
احلسابي<br />
2.92<br />
2.91<br />
2.85<br />
2.77<br />
2.76<br />
2.71<br />
2.70<br />
2.63<br />
2.63<br />
2.62<br />
2.60<br />
النحراف<br />
املعياري<br />
0.39<br />
0.41<br />
0.53<br />
0.64<br />
0.65<br />
0.70<br />
0.72<br />
0.78<br />
0.78<br />
0.79<br />
0.80<br />
درجة<br />
املمارسة<br />
متوسطة<br />
متوسطة<br />
متوسطة<br />
متوسطة<br />
متوسطة<br />
متوسطة<br />
متوسطة<br />
متوسطة<br />
متوسطة<br />
متوسطة<br />
متوسطة<br />
12<br />
10<br />
11<br />
2<br />
9<br />
1<br />
18<br />
8<br />
16<br />
17<br />
5<br />
64
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
الرتبة الرقم<br />
الفقرة<br />
يحفزين على طرح اأسئلة وقضايا مثرية للجدل<br />
يثري لدي اخليال واحلدس يف ظل ظروف صفية مشجعة<br />
يحثني للحصول على املعرفة بطرائق خمتلفة ومتنوعة<br />
يتيح يل فرصة اإصدار االأحكام<br />
يهيئ يل فرصة الستدعاء املعلومات وتكوين العالقات السببية واالستنتاجات<br />
يتيح يل حرية التعبري عن اأفكاري<br />
يساعدين على ربط اأفكاري بخرباتي السابقة<br />
الدرجة الكلية<br />
املتوسط<br />
احلسابي<br />
النحراف<br />
املعياري<br />
درجة<br />
املمارسة<br />
متوسطة<br />
متوسطة<br />
متوسطة<br />
متوسطة<br />
متوسطة<br />
متوسطة<br />
متوسطة<br />
متوسطة<br />
0.84<br />
0.85<br />
0.86<br />
0.88<br />
0.86<br />
0.90<br />
0.91<br />
0.19<br />
2.54<br />
2.53<br />
2.53<br />
2.52<br />
2.51<br />
2.46<br />
2.41<br />
2.64<br />
12<br />
13<br />
13<br />
15<br />
16<br />
17<br />
18<br />
4<br />
6<br />
13<br />
7<br />
14<br />
3<br />
15<br />
يظهر من اجلدول السابق )2( اأن درجة ممارسة معلمي الرتبية االإسالمية ومعلماتها<br />
ملهارات التفكري االإبداعي يف املرحلة الثانوية يف االأردن من وجهة نظر طلبتهم كانت على<br />
الدرجة الكلية متوسطة، اإذ بلغ املتوسط احلسابي )2.64( ، بانحراف معياري )0.19( ،<br />
وقد جاءت فقرات هذا املجال جميعها بدرجة متوسطة، اإذ تراوحت املتوسطات احلسابية<br />
للفقرات بني )2.92- 2.41( ، وجاءت باملرتبة االأوىل الفقرة )12( »يتيح يل فرصة التقومي<br />
الذاتي الأفكاري« مبتوسط حسابي )2.92( بانحراف معياري )0.39( ، ويف املرتبة الثانية<br />
جاءت الفقرة )10( »يقودين لالبتعاد عن االأفكار التقليدية )املاألوفة اأو الشائعة(« مبتوسط<br />
حسابي )2.91( بانحراف معياري )0.41( ، وجاءت الفقرة )3( »يتيح يل حرية التعبري عن<br />
اأفكاري« باملرتبة قبل االأخرية مبتوسط حسابي )2.46( بانحراف معياري )0.90( ، ويف<br />
املرتبة االأخرية كانت الفقرة )15( وهي »يساعدين على ربط اأفكاري بخرباتي السابقة«<br />
مبتوسط حسابي )2.41( وانحراف معياري )0.91( .<br />
ويظهر من النتائج السابقة اأن درجة ممارسة معلمي الرتبية االإسالمية ومعلماتها<br />
ملهارات التفكري االإبداعي كانت متوسطة بشكل عام، مما يشري اإىل تواضع نصيب مهارات<br />
التفكري االإبداعي يف احلصة الصفية، وعدم اعتبار هذه املهارات فكرة مثالية وغاية يف اآن<br />
واحد، بحيث تعطى حقها يف العملية التعليمية التعلمية على اعتبار اأنها حمور اأساسي يف<br />
التدريس، وتسهل من تعامل الطلبة مع املستجدات والتغريات العاملية بخاصة يف عرص<br />
املتغريات املتسارعة، وبالتايل فاإن هذه النتيجة تتفق مع نتائج الدراسات السابقة كدراسة<br />
دناوي )2007( و (2007) Salvin وررصص )2006( ، التي تشري نتائجها اإىل اأن مستوى<br />
اتقان املعلمني ملهارات التفكري االإبداعي دون املستوى املقبول تربوياً، بل هناك تدنٍ<br />
يف درجة معرفة وممارسة معلمي الرتبية االإسالمية ملهارات التفكري االإبداعي، وهذا ما<br />
65
درجة ممارسة معلمي التربية اإلسالمية ومعلماتها ملهارات<br />
التفكير العليا من وجهة نظر طلبة املرحلة الثانوية في األردن<br />
د. جمال اخلالدي<br />
د. أحمد الكيالني<br />
د. محمد العوامرة<br />
اأكدته نتائج دراسة الشنيقات )2005( ، وبالتايل فاإن نتائج الدراسة احلالية تدل على تدين<br />
استخدام مهارات التفكري االإبداعي من قبل معلمي ومعلمات الرتبية االإسالمية، بخاصة<br />
يف عملية اإتاحة الفرصة للطلبة للتعبري عن اأفكارهم، وتكوين عالقات سببية صحيحة،<br />
كما يف الفقرات )3، 15( 14، ، وهذه املهارات اأكرث ما ميكن تنميتها يف دروس السرية<br />
النبوية واحلضارة االإسالمية للمرحلة الثانوية، وذلك من خالل ربط اأحداث السرية بالواقع،<br />
االأمر الذي مينح الطلبة الفرصة للتعبري عن اآرائهم، وينمي لديهم تكوين العالقات السببية<br />
واالستنتاجات املدعمة باالأدلة الصحيحة.<br />
وتتفق نتائج الدراسة احلالية -من حيث تناولها ملهارات التفكري العليا- مع معظم<br />
نتائج الدراسات السابقة التي اأشارت اإىل تدين مستوى درجة ممارسة املعلمني واملعلمات<br />
ملهارات التفكري بشكل عام، والتفكري الناقد واالإبداعي بخاصة، كدراسة (2008) Posner<br />
و (2008) Smith و (2007) Salvin وررصص )2006( والشنيقات )2005( والربضي<br />
)2004( ، ويرجع الباحثون ذلك اإىل عدم التمكن املعريف من قبل معلمي الرتبية االإسالمية<br />
ومعلماتها ملهارات التفكري الناقد واالإبداعي، وعدم تدريبهم على هذه املهارات عمليا، اأو<br />
عدم توضيح مهارات التفكري العليا للمعلمني بشكل نظري، االأمر الذي يجعلهم يعزفون عن<br />
تنميتها واكسابها للطلبة، هذا باالإضافة اإىل الدور الهامشي للمعلمني يف عمليات تخطيط<br />
املناهج التدريسية وتطويرها، والربامج التدريبية التي يحتاجونها، مما يشكل لديهم بعض<br />
املفاهيم اخلاطئة والقناعات السلبية يف دورهم الرتبوي، ويصبح جلّ اهتمامهم يتجه نحو<br />
تنفيذ املنهج املكتوب بكل جزئياته، بعيداً عن مهارات التفكري العليا واعتبار هذه املهارات<br />
اأنها مضيعة للوقت، اأو ليست من وظيفة الرتبية االإسالمية.<br />
◄◄ثانيا- النتائج املتعلقة بالسوؤال الثاين ومناقشتها:<br />
هل توجد فروق ذات دللة اإحصائية بني متوسط درجات معلمي الرتبية<br />
الإسالمية ومعلماتها يف ممارسة مهارات التفكري العليا من وجهة نظر<br />
الطلبة تعود اإىل متغري اجلنس بني املعلمني واملعلمات؟<br />
وقد انبثق عن هذا السوؤال الفرضية االآتية:<br />
ال توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطات درجة ممارسة معلمي الرتبية االإسالمية<br />
ومعلماتها ملهارات التفكري العليا تعزى ملتغري اجلنس من وجهة نظر الطلبة.<br />
من اأجل فحص الفرضية السابقة، والتاأكد من مدى صحتها، حُ سبت املتوسطات<br />
احلسابية واالنحرافات املعيارية لدرجة ممارسة معلمي ومعلمات الرتبية االإسالمية يف<br />
66
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
ممارسة مهارات التفكري العليا من وجهة نظر الطلبة تبعاً ملتغري اجلنس، كما اُستخدم<br />
االختبار التائي test( -T( لعينتني مستقلتني، كما يتضج من خالل اجلدول )3( .<br />
الجدول )3(<br />
المتوسطات الحسابية واختبار »ت« لدرجة ممارسة معلمي ومعلمات التربية اإلسامية<br />
في ممارسة مهارات التفكير العليا من وجهة نظر الطلبة تبعا لمتغير الجنس<br />
املجال<br />
العدد اجلنس<br />
املتوسط احلسابي<br />
النحراف املعياري<br />
قيمة )ت( املحسوبة<br />
مستوى الدللة<br />
0.000<br />
13.63<br />
0.15<br />
0.18<br />
2.55<br />
2.72<br />
345<br />
417<br />
التفكري االإبداعي<br />
ذكور<br />
اإناث<br />
0.000<br />
5.51<br />
0.17<br />
0.15<br />
2.70<br />
2.64<br />
345<br />
417<br />
التفكري الناقد<br />
ذكور<br />
اإناث<br />
تعني دالة إحصائيا عند مستوى الداللة )0.05 ≥ α(.<br />
يتضح من اجلدول )3( وجود فروق ذات داللة اإحصائية بني متوسطات درجة ممارسة<br />
معلمي ومعلمات الرتبية االإسالمية يف ممارسة مهارات التفكري االإبداعي، من وجهة نظر<br />
الطلبة تبعاً ملتغري اجلنس يف مهارات التفكري االإبداعي، استنادا اإىل قيمة )ت( املحسوبة،<br />
اإذ بلغت )13.63( ، مبستوى داللة )0.000( ، وكان الفرق لصالح االإناث بدليل ارتفاع<br />
متوسطهن احلسابي الذي بلغ )2.72( ، عن املتوسط احلسابي للذكور الذي بلغ )2.55( ،<br />
مما يدل على رفض فرضية الدراسة يف هذا املجال.<br />
وتدل هذه النتيجة على اأن ممارسة معلمات الرتبية االإسالمية ملهارات التفكري االإبداعي<br />
كان اأفضل من مستوى ممارسة معلمي الرتبية االإسالمية من وجهة نظر الطلبة، وبالتايل<br />
تتفق هذه النتيجة مع دراسة اأبو ريا )2004( ، التي اأشارت اإىل وجود فرق دال اإحصائياً يف<br />
درجة ممارسة معلمي الرتبية االإسالمية ومعلماتها ملهارات التفكري االإبداعي تعزى ملتغري<br />
اجلنس لصالح املعلمات؛ ورمبا يعود ذلك اإىل كون املعلمات اأكرث قدرة ودافعية لتحفيز<br />
الطالبات على التعلم الذاتي، واإتاحة الفرصة للتقومي الذاتي، وطرح اأفكار غري ماألوفة، مما<br />
يشجع الطالبات على تقبل املوضوعات التي تتسم بالغرابة واخلروج عن العزلة الفكرية،<br />
وطرح اأسئلة وقضايا مثرية للجدل من قبل الطالبات، بخاصة يف املواضيع الفقهية، التي<br />
غالباً ما تشعر الطالبات بحرج من اإثارتها يف داخل االأرسة.<br />
67
درجة ممارسة معلمي التربية اإلسالمية ومعلماتها ملهارات<br />
التفكير العليا من وجهة نظر طلبة املرحلة الثانوية في األردن<br />
د. جمال اخلالدي<br />
د. أحمد الكيالني<br />
د. محمد العوامرة<br />
كما يتضح من اجلدول )3( وجود فروق ذات داللة اإحصائية بني متوسطات درجة<br />
ممارسة معلمي ومعلمات الرتبية االإسالمية يف ممارسة مهارات التفكري الناقد من وجهة<br />
نظر الطلبة تبعاً ملتغري اجلنس يف مهارات التفكري الناقد، استنادا اإىل قيمة )ت( املحسوبة،<br />
اإذ بلغت )5.51( ، مبستوى داللة )0.000( ، وكان الفرق لصالح الذكور بدليل ارتفاع<br />
متوسطهم احلسابي الذي بلغ )2.70( ، عن املتوسط احلسابي لالإناث الذي بلغ )2.64( ،<br />
مما يدل على رفض فرضية الدراسة يف هذا املجال كذلك.<br />
وبالتايل اختلفت نتائج هذه الدراسة مع نتائج دراسة دناوي )2007( وررصص<br />
)2006( ، التي مل يلحظ فيهما اأثر ملتغري اجلنس يف تنمية مهارات التفكري العليا، مما يشري<br />
اإىل اهتمام معلمي الرتبية االإسالمية )الذكور( مقارنة باملعلمات على طرح قضايا واقعية<br />
متصلة بحياة الطلبة، مع حث طلبتهم على التمييز بني احلقائق وتفسري االستنتاجات من<br />
اأجل التوصل اإىل احللول الصحيحة، وقد يعزى ذلك اإىل كون املعلمني اأكرث قدرة يف تدريب<br />
طلبتهم على مهارة النقد البنّاء، وروؤية الوجه االآخر لالأحداث، االأمر الذي يساعد الطلبة يف<br />
فهم اأعمق للموضوعات، وغالباً ما تُنمى هذه املهارات من خالل وحدة التفسري، والسرية<br />
النبوية واحلضارة االإسالمية، ال سيما يف اأثناء تدريس املوضوعات التي تتناول الغزوات<br />
واملعارك االإسالمية، وواقع العامل العربي واالإسالمي يف العرص احلارض، وما يتعرض له<br />
من غزو ثقايف اأو عسكري. وقد تدل هذه النتائج على اهتمام املعلمني )الذكور(، مقارنة<br />
باملعلمات على طرح قضايا واقعية متصلة بحياة الطلبة، مع حث طلبتهم على التمييز بني<br />
احلقائق وتفسري االستنتاجات من اأجل التوصل اإىل حلول صحيحة.<br />
ويف ضوء النتائج السابقة ميكن القول باأن مستوى تنمية مهارات التفكري العليا لدى<br />
طلبة املرحلة الثانوية، من قبل معلمي ومعلمات الرتبية االإسالمية، كان دون املستوى<br />
املقبول تربويا، بسبب ضعف املعلمني واملعلمات يف ممارسة وتوظيف مهارات التفكري<br />
العليا بفاعلية داخل احلجرة الصفية، مما يضفي الرتابة وامللل على احلصص الصفية،<br />
والرتكيز على عمليات التلقني واحلفظ، من غري اأن يكون للمتعلم الدور الفعال يف اتخاذ<br />
القرار وحرية التعبري، وربط اأفكاره باحلياة ومشكالتها، وصياغة الفرضيات والتوصل اإىل<br />
االستنتاجات.. وغريها من مهارات التفكري العليا.<br />
68
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
التوصيات:<br />
اإن نتائج هذه الدراسة تقود اإىل عدد من التوصيات العلمية والعملية، وهي<br />
كالآتي:<br />
.1اإعادة 1 النظر يف برامج اإعداد معلمي الرتبية االإسالمية وتدريبهم، بحيث تاأخذ<br />
مهارات التفكري العليا االهتمام املناسب، بعيدا عن التنظري املنقطع عن التطبيق.<br />
.2االإفادة 2 من الدراسة بشكل عام، واأداتها بشكل خاص يف تطوير مهارات التفكري<br />
العليا، وتضمينها يف مناهج الرتبية االإسالمية.<br />
.3اإجراء 3 دراسات اأخرى ذات صلة، متعلقة مبهارات التفكري العليا ومدى توافرها يف<br />
مناهج الرتبية االإسالمية مقارنة باأدلة هذه املناهج.<br />
.4 4 عقد ورش عمل ودورات وندوات تتناول تاأهيل املعلمني يف جمال حتديد مهارات<br />
التفكري العليا للطلبة وتطويرها.<br />
69
درجة ممارسة معلمي التربية اإلسالمية ومعلماتها ملهارات<br />
التفكير العليا من وجهة نظر طلبة املرحلة الثانوية في األردن<br />
د. جمال اخلالدي<br />
د. أحمد الكيالني<br />
د. محمد العوامرة<br />
املصادر واملراجع:<br />
أوالً- املراجع العربية:<br />
70<br />
.1القراآن 1 الكرمي.<br />
2اأبو . 2 ريا، سعيد )2004 ) . دور املعلمني يف تنمية التفكري االإبداعي لدى طلبة املرحلة<br />
االإبتدائية يف منطقة اجلليل، رسالة ماجستري غري منشورة، جامعة الريموك، اإربد:<br />
االأردن.<br />
3جروان، . 3 فتحي عبد الرحمن )1999 ) . تعليم الكبار، مفاهيم وتطبيقات، العني، االإمارات<br />
العربية املتحدة: دار الكتاب اجلامعي.<br />
4اجلمل، . 4 حممد )2005 ) . تنمية مهارات التفكري االإبداعي من خالل املناهج املدرسية،<br />
العني، االإمارات العربية املتحدة: دار الكتاب اجلامعي.<br />
5حبيب، . 5 جمدي )2003 ) . اجتاهات حديثة يف تعليم التفكري، الطبعة االأوىل، القاهرة،<br />
مرص: دار الفكر العربي.<br />
6حسني، . 6 ثائر وفخرو، عبد النارص )2002( . دليل مهارات التفكري، 100 مهارة يف<br />
التفكري، الطبعة االأوىل، عمان، االأردن: جهينة للنرش والتوزيع.<br />
7احلمدي، . 7 اإبراهيم )2004 ) . واقع ممارسة معلمي التاريخ يف املرحلة الثانوية باململكة<br />
العربية السعودية ملهارات التفكري الناقد واالإبداعي، كما يقدرها املعلمون واملديرون،<br />
رسالة ماجستري غري منشورة، جامعة الريموك، اإربد: االأردن.<br />
8دناوي، . 8 موؤيد )2007 ) . فاعلية برنامج تدريبي قائم على برنامج كورت يف تطوير<br />
مهارات التفكري االإبداعي لدى معلمي ومعلمات الرتبية االإسالمية يف دولة االإمارات<br />
العربية املتحدة، رسالة دكتوراة غري منشورة، جامعة عمان العربية للدراسات العليا،<br />
عمان: االأردن.<br />
9الربضي، . 9 مرمي )2004 ) . اأثر برنامج تدريبي قائم على مهارات التفكري الناقد يف<br />
اكتساب معلمي الدراسات االجتماعية يف املرحلة الثانوية يف االأردن لتلك املهارات،<br />
ودرجة ممارستهم لها، رسالة دكتوراة غري منشورة، جامعة عمان العربية للدراسات<br />
العليا، عمان: االأردن.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
1010ررصص، اإميان )2006 ) . درجة ممارسة معلمي الرتبية االإسالمية يف االأردن للمهارات<br />
االإبداعية وعالقتها بتحصيل طلبتهم، رسالة ماجستري غري منشورة، جامعة عمان<br />
العربية للدراسات العليا، عمان: االأردن.<br />
111 روشكا، الكسندر )1989 ) . االإبداع العام واخلاص، ترجمة غسان عبد احلي اأبو فخرو،<br />
الكويت، عامل املعرفة: الكويت.<br />
1212ريان، حممد )2004 ) . مهارات التفكري ورسعة البديهة، حقائب تدريبية، الطبعة االأوىل،<br />
عمان، االأردن: دار حنني للنرش والتوزيع.<br />
1313الرشف، عادل )2008 ) . فاعلية برنامج مقرتح يف مناهج الرتبية االإسالمية يف تنمية<br />
مهارة التفكري االستداليل لدى طلبة املرحلة الثانوية بدولة الكويت، املجلة الرتبوية،<br />
جامعة الكويت، العدد 89، املجلد 23، ص )13- 49( .<br />
1414الشنيقات، فداء )2005 ) . فاعلية برنامج تدريبي مقرتح يف تنمية مهارات التفكري<br />
االإبداعي لدى معلمي ومعلمات مبحث الرتبية االإسالمية للمرحلة االأساسية العليا يف<br />
االأردن، رسالة دكتوراة غري منشورة، جامعة عمان العربية للدراسات العليا، عمان:<br />
االأردن.<br />
1515الطيطي، حممد )2001 ) . تنمية قدرات التفكري االإبداعي، الطبعة االأوىل، عمان، االأردن:<br />
دار املسرية للنرش والتوزيع والطباعة.<br />
1616قطامي، نايفة )2004 ) . تعليم التفكري للمرحلة االأساسية، الطبعة الثانية، عمان،<br />
االأردن: دار الفكر للطباعة والنرش والتوزيع.<br />
1717ماتشادو، لويس )1989 ) . الذكاء الطبيعي لكل فرد، ترجمة عادل عبد الكرمي ياسني،<br />
قربص: دار الشباب للنرش والرتجمة والتوزيع.<br />
1818جميد، سوسن )2008 ) . تنمية مهارات التفكري االإبداعي الناقد، الطبعة االأوىل، عمان،<br />
االأردن: دار صفاء للنرش والتوزيع.<br />
1919النيسابوري، مسلم بن احلجاج )1998 ) . صحيح مسلم، الرياض، السعودية: بيت<br />
االأفكار الدولية.<br />
2020هندي، صالح )2005 ) . احلاجات التدريبية ملعلمي الرتبية االإسالمية يف سلطنة عمان<br />
من وجهة نظر املوجهني واملعلمني اأنفسهم وعالقتها ببعض املتغريات، جملة دراسات،<br />
العلوم الرتبوية، اجلامعة االأردنية، املجلد 32، العدد 2، ص )364- 382( .<br />
71
درجة ممارسة معلمي التربية اإلسالمية ومعلماتها ملهارات<br />
التفكير العليا من وجهة نظر طلبة املرحلة الثانوية في األردن<br />
د. جمال اخلالدي<br />
د. أحمد الكيالني<br />
د. محمد العوامرة<br />
2121وات، سكوت )2005 ) . كيف تضاعف ذكاءك، ترجمة مكتبة جرير، الرياض، السعودية:<br />
مكتبة جرير.<br />
222 وزارة الرتبية والتعليم االأردنية )2003 ) . نحو روؤية مستقبلية للنظام الرتبوي يف<br />
االأردن، منتدى التعليم يف اأردن املستقبل، عمان: االأردن.<br />
2323وزارة الرتبية والتعليم االأردنية )1989 ) . جلنة سياسة التعليم يف االأردن، تقرير اللجنة،<br />
عمان: االأردن.<br />
ثانياً- املراجع األجنبية:<br />
1. Beyer, Barry (1985) . Teaching critical thinking. A Direct Approach.<br />
Social Education, 49 (n) . p (274) .<br />
2. Caffarella. Clark (2004) . Rewarding creative behavior, in experiments<br />
classroom creativity. retrieved from: from ERIC Document reproduction<br />
service, http: //eric. org/portal/223901. 01/12/2008.<br />
3. Posner,David (2008) . Relevant classroom assessment training for<br />
teachers. Retrieved from:<br />
www. moemagazine. net/article. php?action/html. 10/11/2008.<br />
4. Pratt, Donald. (2007) . Focus on critical and creative thinking skills<br />
across the curriculum. Retrieved from:<br />
http: //schoolar. google. com/scholar?9=extent. html. 15/11/2008.<br />
5. Salvin,Gibert (2007) . Creative teachers in secondary school. retrieved<br />
from:<br />
www. creative teachingsite. com/wallpapers- journ. html. 10/11/2008.<br />
6. Scriven,Robert (2005) . Developmental changes in sةteacher use of higher<br />
order thinking and content knowledge. Retrieved from:<br />
http: //www. thinking- effect. cognitive. abilities. 21/11/2008.<br />
7. Smith, Jhon (2008) . Teachers to exercise the degree of critical thinking<br />
skills. The Journal of Critical behavior , 23/1 (2008) p: (75- 103) .<br />
72
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
ملحق رقم )1(<br />
درجة ممارسة معلمي ومعلمات الرتبية الإسالمية<br />
ملهارات التفكري الإبداعي<br />
رقم<br />
املظهر السلوكي »املوؤرشات السلوكية«<br />
مرتفعة<br />
جدا<br />
درجة املمارسة<br />
مرتفعة متوسطة منخفضة<br />
منخفضة<br />
جدا<br />
1 يضعني يف موقف تثري الدهشة واحلرية قبل الرشوع يف الدرس.<br />
2 يدربني على تصنيف املعلومات واالأفكار يف فئات خاصة.<br />
3 يتيح يل حرية التعبري عن اأفكاري.<br />
4 يحفزين على طرح اأسئلة وقضايا مثرية للجدل.<br />
5 يدربني على اإنتاج كم كبري من االأفكار يف اأثناء املوقف التعليمي.<br />
6 يثري لدي اخليال واحلدس يف ظل ظروف صفية مشجعة.<br />
7 يتيح يل فرصة اإصدار االأحكام.<br />
8 يهيئ يل فرصة تطبيق املبادئ يف مواقف جديدة.<br />
9 يساعدين يف التخلي عن املفاهيم اخلاطئة التي امتلكها.<br />
10 يقودين لالبتعاد عن االأفكار التقليدية )املاألوفة اأو الشائعة( .<br />
11 يشجعني على التعلم الذاتي.<br />
12 يتيح يل فرصة التقومي الذاتي الأفكاري.<br />
13 يحثني للحصول على املعرفة بطرائق خمتلفة ومتنوعة.<br />
يهيئ يل الفرصة الستدعاء املعلومات وتكوين العالقات السببية<br />
اأو االستنباطية.<br />
14<br />
15 يشجعني على ربط اأفكاري بخرباتي السابقة.<br />
16 يقودين اإىل التحليل والفهم العميق للمحتوى.<br />
17 يساعدين على املرور بخربات جديدة.<br />
18 يساعدين يف اإدراك املزيد من التفاصيل والتوسع يف معلوماتي.<br />
73
درجة ممارسة معلمي التربية اإلسالمية ومعلماتها ملهارات<br />
التفكير العليا من وجهة نظر طلبة املرحلة الثانوية في األردن<br />
د. جمال اخلالدي<br />
د. أحمد الكيالني<br />
د. محمد العوامرة<br />
ملحق رقم )2(<br />
درجة ممارسة معلمي ومعلمات الرتبية الإسالمية ملهارات التفكري الناقد<br />
رقم<br />
املظهر السلوكي »املوؤرشات السلوكية«<br />
يرفع من درجة اإحساسي وشعوري باملشكالت والقضايا<br />
املطروحة للمناقشة.<br />
مرتفعة<br />
جدا<br />
درجة املمارسة<br />
مرتفعة متوسطة منخفضة<br />
منخفضة<br />
جدا<br />
1<br />
يحثني على جمع املعلومات والبيانات من مصادر<br />
موثوقة ومتعددة.<br />
2<br />
يثري دافعيتي يف طرح موضوعات وقضايا جدلية قابلة<br />
للنقاش.<br />
3<br />
4 يدربني على صياغة فرضيات، وبناء توقعات.<br />
يشجعني يف التعرف على الغموض يف القضايا<br />
واملشكالت املطروحة.<br />
5<br />
6 يساعدين على التمييز بني احلقائق واالآراء املطروحة.<br />
يساعدين يف متييز املعلومات واحلكم عليها.<br />
يدربني يف حتديد جوانب القوة والضعف لالأدلة<br />
واملعلومات.<br />
يحثني على التفكري باإيجاد البدائل واحللول املختلفة.<br />
7<br />
8<br />
9<br />
يسهل يل روؤية الوجه االآخر لالأحداث.<br />
يساعدين يف التمييز بني االأفكار الرئيسة والتفاصيل<br />
اجلزئية.<br />
يدربني على التنبوؤ مبجريات االأحداث يف ضوء املقدمات.<br />
يحثني على التوصل اإىل تفسري صحيح للقضايا واملسائل<br />
ذات العالقة.<br />
يشجعني على بناء استنتاجات منطقية.<br />
يحثني على صياغة اأسئلة تسهم يف فهم اأعمق<br />
للموضوعات.<br />
يشجعني على النقد البناء وتقبل الراأي االآخر.<br />
يتيح يل فرصة تلخيص االأفكار املطروحة، واإعادة<br />
صياغتها بلغتي اخلاصة.<br />
10<br />
11<br />
12<br />
13<br />
14<br />
15<br />
16<br />
17<br />
74
اجتاهات الالجئني الفلسطينيني<br />
حنو حق العودة<br />
)دراسة ميدانية يف الضفة الغربية<br />
وقطاع غزة(<br />
د. حسن الربميل<br />
أستاذ مساعد في علم االجتماع/ منطقة بيت لحم التعليمية/ جامعة القدس المفتوحة.<br />
75
اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />
)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(<br />
د. حسن البرميل<br />
ملخص:<br />
هدفت هذه الدراسة اإىل التعرف اإىل اجتاهات الالجئني الفلسطينيني يف الضفة الغربية<br />
وقطاع غزة نحو حق العودة، وقد استخدم الباحث املنهج الوصفي لتحليل البيانات،<br />
ووزعت اأداة الدراسة على عينة طبقية من الالجئني الفلسطينيني القاطنني يف خميمات<br />
الضفة الغربية وقطاع غزة، وتضمنت هذه الدراسة سوؤال رئيس هو: ما اجتاهات الالجئني<br />
الفلسطينيني يف الضفة الغربية وقطاع غزة نحو حق العودة؟ وتفرع عنه اأسئلة عدة تقيس<br />
اأثر املتغري املستقل وهو مكان السكن يف اجتاهات الالجئني نحو املواضيع الآتية:<br />
1. الراأي العام العاملي واأثره يف حق العودة.<br />
1 االأساليب التي ميكن من خاللها حتقيق العودة.<br />
2 احللول املقرتحة حلل قضيتهم.<br />
3 املفاوضات الفلسطينية االإرسائيلية واأثرها يف حق العودة.<br />
1.<br />
2.<br />
3.<br />
.4التوطني. 4<br />
1.<br />
2.<br />
وبينت نتائج الدراسة على اأنه ال يوجد فروق ذات داللة اإحصائية عند (0.05 = α)<br />
نحو املواضيع االأنفة الذكر يف اجتاهات الالجئني نحو حق العودة تبعاً ملكان السكن، ومن<br />
جملة التوصيات التي اأكدت عليها الدراسة ما ياأتي:<br />
1 احلفاظ على املخيمات ومنع حتولها اإىل اأحياء متداخلة مع املدن.<br />
2 العمل على بناء شبكة اتصال بني قطاعات الالجئني يف اأماكن تواجدهم يف<br />
العامل كافة.<br />
.3اعتبار 3 قضية الالجئني الفلسطينيني قضية سياسية يف املقام االأول وهي جزء ال<br />
يتجزاأ من القضية الفلسطينية.<br />
.4صياغة 4 برنامج عمل وطني واجتماعي وسط جتمعات الالجئني يف كل مواقعهم،<br />
اأساسه حق العودة والنضال يف سبيل اإقراره.<br />
.5رفض 5 مشاريع التوطني.<br />
76
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
Abstract:<br />
This study aimed at investigating the attitudes of the Palestinian refugees<br />
living in the West Bank and Gaza towards the right of return. The researcher<br />
used the descriptive approach of refugees in the West Bank and Gaza camps<br />
which included the following main question: what are the attitudes of the<br />
Palestinian refugees living in the West Bank and Gaza camps towards the<br />
right of return? This main question was then subdivided into various questions<br />
to measure the impact of the independent variable, the place of residence, on<br />
the refugeesʼ attitudes towards the following topics:<br />
1. The world general attitude and its impact on the right of return.<br />
2. The ways that can be used to achieve the return.<br />
3. The suggested solutions for the refugee cause.<br />
4. The Israeli Palestinian negotiations and their impact on the right of<br />
return.<br />
5. Refugee settlement.<br />
The results of the study showed that there were no statistical differences<br />
at (α = 0.05) towards the above mentioned topics related to the refugees’<br />
attitudes towards the right of return in relation to the place of residence. The<br />
present study confirmed the following recommendations:<br />
1. preserving the status of the camps and not trying to allow them to be<br />
integrated into cities.<br />
2. Working on constructing a communication network among the refugees in<br />
all the places all over the world.<br />
3. Assuring that the refugee issue is a political one in the first place and that<br />
it is part of the Palestinian cause.<br />
4. Formulating a social national program in all the Palestinian refugee areas<br />
which will be based on the right of return and the struggle to confirm it.<br />
5. Refusal of all the refugees’ settlement projects.<br />
77
اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />
)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(<br />
د. حسن البرميل<br />
مقدمة:<br />
شهد املجتمع الفلسطيني عرب العقود العرشة املاضية حتوالت يف بنيته االجتماعية<br />
والدميوغرافية ناجتة عن الرصاعات املختلفة التي شهدها هذا املجتمع، وبخاصة الرصاع<br />
العربي االإرسائيلي الذي بداأت مالحمه يف اأواخر القرن التاسع عرش، على اأثر انعقاد املوؤمتر<br />
الصهيوين االأول يف مدينة بال بسويرسا عام 1897، الذي اأقرَّ يف برناجمه اإقامة وطن<br />
قومي لليهود على اأرض فلسطني، هذا الرصاع الذي اأصبح واقعاً ملموساً يف العقد الثاين من<br />
القرن العرشين، والذي اأدى اإىل اإعالن الدولة العربية يف اأربعينيات القرن العرشين.<br />
كان لهذا الكيان السياسي الغريب على اأرض فلسطني اآثارٌ سلبية على املجتمع<br />
الفلسطيني بجميع اأنساقه ومبختلف تفاعالته االجتماعية، وبشكل خاص الدميوغرافية<br />
واالجتماعية منها. اإذ اأحدثت العمليات العسكرية للمنظمات اليهودية تشوهاً واضحاً يف<br />
املضمون البنيوي للمجتمع الفلسطيني الذي ارتكز على عنرصين هما: االأرض وما متثله من<br />
رمز للكيان، ومصدر رزق لالإنسان الفلسطيني، اإذ صودرت معظم االأراضي الفلسطينية، كما<br />
سارعت املنظمات اليهودية اإىل اإقامة جتمعات سكنية للمستوطنني اليهود عليها. ويتمثل<br />
العنرص الثاين يف البعد الدميوغرايف الذي تاأثر بشكل واضح بفعل املجازر الصهيونية<br />
ضد الفلسطينيني. ومتثل جانب التحول اجلذري يف البناء االجتماعي الفلسطيني يف<br />
طبيعة التغريات التي استجدت على الفلسطينيني الذين طُ ردوا من ديارهم قرساً، مما اأدى<br />
اإىل حدوث ما يسميه علماء االجتماع بالهجرة القرسية. ويصنف هذا النوع من الهجرة<br />
بالهجرة القرسية الداخلية، التي متثلت يف تهجري مئات االآالف من الفلسطينيني من قراهم<br />
ومدنهم اإىل مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1948. ثم الهجرة القرسية اخلارجية<br />
التي توجهت فى معظمها اإىل االأقطار العربية املجاورة لفلسطني كاالأردن ولبنان وسوريا.<br />
وال يقل عدد املهجّ رين اإىل هذه الدول عن املهجّ رين الذين هُ جِّ روا اإىل مناطق الضفة الغربية<br />
وقطاع غزة.<br />
ومل تكن نتائج حرب حزيران يونيو عام 1967 اأقل وطاأة على املجتمع الفلسطيني، اإذ<br />
اأفضى النزوح القرسي الثاين اإىل اإحداث تغري دميوغرافى موؤثر فى بنية املجتمع الفلسطينى<br />
بشكل كبري، حيث اأحدث هذا التغري الدميوغرايف نوعاً جديداً من التجمعات السكانية<br />
الفلسطينية الطارئة، اأطلق عليه اسم »خميمات الالجئني« سواء داخل فلسطني اأم خارجها،<br />
ومعها ظهرت قضية الالجئني التى ما زالت حمل جدال ورصاع على املستويني الدويل<br />
واالإقليمي. وتشكل قضية الالجئني الفلسطينيني اأهم جوانب القضية الفلسطينية املعارصة<br />
78
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
بشكل خاص، والرصاع العربي االإرسائيلي بشكل عام. وكان لعملية اقتالع مئات االآالف<br />
من الفلسطينيني من اأراضيهم على اأيدي املنظمات الصهيونية وتشتتهم يف دول عربية<br />
واأجنبية عدة منذ عام 1948 اأثر كبري يف اإبراز القضية الفلسطينية على املستويني السياسي<br />
واالإنساين.<br />
وقد حظيت قضية الالجئني الفلسطينيني –وما زالت- باهتمام دويل واإقليمي.<br />
واأضحت حمور اهتمام اجلمعية العامة لالأمم املتحدة وجملس االأمن الدويل التي اأصدرت<br />
قرارات تطالب )اإرسائيل( بالسماح بالعودة لهوؤالء الالجئني اإىل وطنهم. كما اأنساأت املنظمة<br />
الدولية وكالة الغوث لتشغيل الالجئني الفلسطينيني يف البالد العربية التي نزحوا اإليها، اإال<br />
اأن هذه املشاريع فشلت يف تطبيق اأهدافها لرفض اجلانب االإرسائيلي حق العودة اأو اجلانب<br />
العربي اإعادة التوطني. وبقيت القضية على حالها اإىل اأيامنا هذه دون اأي تغيري، حيث ما<br />
زال نصف الشعب الفلسطيني تقريباً يعيش يف املخيمات يف ظروف اقتصادية واجتماعية<br />
ونفسية سيئة جداً.<br />
وحتولت هذه القضية اإىل اأزمة ال جتد طريقها اإىل احلل فى املستقبل القريب فى ضوء<br />
معطيات موؤمتر مدريد للسالم فى الرشق االأوسط الذى عقد عام 1991 بني منظمة التحرير<br />
الفلسطينية و )اإرسائيل( حيث اأُرجئ التفاوض على قضية الالجئني اإىل املرحلة النهائية<br />
من املفاوضات، اإذ من املفرتض اأن تبداأ بعد ثالث سنوات من الفرتة االنتقالية املحددة<br />
حسب ما ورد يف املادة اخلامسة من اتفاق اإعالن املبادئ بني منظمة التحرير الفلسطينية<br />
و )اإرسائيل( .<br />
عالوة على هذا مت التفريق بني موضوع الالجئني لعام 1948 وقضية النازحني عام<br />
1967. االأمر الذي يشكّل اإنذاراً خطرياً يف جتزئة قضية الالجئني واإفراغها من مضمونها<br />
السياسي يف املفاوضات املقبلة.<br />
واأمام هذا املوقف السياسى الذى ال يتسم بالوضوح فيما يتعلق بحق العودة، تبنى<br />
الفلسطينيون بقوة خالل عقد التسعينيات اإثارة قضيتهم على الراأى العام عاملياً واإقليميا<br />
وحملياً. وساعد هذا االجتاه فى ازدياد الوعى الفلسطينى بقضيتهم من خالل عقد جلان<br />
متخصصة وموؤمترات متكررة فى املخيمات الفلسطينية، وليرضب الفلسطينيون منوذجاً<br />
رائعاً فى الفعل اجلمعى االإبداعى ممثالً فى االإنتفاضة الفلسطينية كرد على حماوالت<br />
تزييف الوعى من جانب االحتالل االإرسائيلى باأساليب خمتلفة.<br />
اإن زخم الفعل والفعل املضاد لقضية الالجئني الفلسطينيني واملواكبة للتسوية<br />
السلمية قد حفّز الدارسني والباحثني على جميع املستويات الدولية واالإقليمية واملحلية<br />
79
اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />
)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(<br />
د. حسن البرميل<br />
على اإجراء الدراسات املتنوعة، التي تركزت يف اأغلبها على املنهج النظري. وقد كانت هذه<br />
الدراسات حمل اهتمام كوكبة من الدارسني والباحثني العرب واالأجانب من خالل روؤى<br />
يغلب عليها التوجه السياسي والنظرة الفلسفية الذاتية. بينما كان نصيب البحث االأمبرييقى<br />
من هذا االهتمام العلمى قليالً السيما فيما يختص بحق العودة. لهذا حتاول الدراسة احلالية<br />
االإسهام فى هذا اجلانب اأمبرييقياً باستخدام قياس اجتاه الراأى العام الأصحاب القضية<br />
اأنفسهم من املقيمني داخل املخيمات فى الضفة الغربية وقطاع غزة.<br />
مشكلة الدراسة وأهدافها:<br />
شهد العامل يف نهاية القرن العرشين حركة تهجري واقتالع واسعة النطاق ملواطنني<br />
من اأوطانهم االأصلية، واأصبحت ظاهرة االقتالع والتهجري غري اإنسانية حيث يقتلع فيها<br />
االإنسان من وطنه وممتلكاته بفعل االحتالالت العسكرية لهذه املناطق. وتعد فلسطني<br />
منوذجاً حيّاً وجتسيداً واقعياً لهذا االإقتالع. ففي اأواخر العقد الرابع من القرن العرشين رشُ ِّد<br />
اأكرث من )800.000( فلسطيني بسبب احلرب االأوىل التي وقعت بني العرب و )اإرسائيل( عام<br />
1948. ومل ينقضِ عقدان من الزمن اإال وقد حلّت نكبة ثانية اأطلق عليها نكسة حزيران يف<br />
اأواخر العقد السادس من القرن ذاته. وقدّرت االإحصاءات اأن حوايل %20 من سكان الضفة<br />
الغربية قد غادروها نتيجة لهذه احلرب )عبد ربه، 5- 1996: 6( .<br />
لهذه االأسباب وغريها كان لقطاع الالجئني الواسع حضوره العملي والواقعي يف جممل<br />
التفاعالت التي اأفرزتها القضية الفلسطينية عرب العقود اخلمسة االأخرية. االأمر الذي جعل<br />
املوؤسسات الدولية تويل اهتماماً خاصاً بهذه القضية. فقد صدر القرار االأول املتعلق بعودة<br />
الالجئني الفلسطينيني، وتعويضهم عن االأرضار التي حلقت بهم بفعل العمليات العسكرية<br />
للمنظمات اليهودية يف اأواخر العقد الرابع من القرن العرشين. اإال اأن حجم الدعاية لهذا<br />
القرار مل يكن باملستوى املطلوب كما مل تستثمره الدول العربية بالشكل الصحيح خاصة<br />
يف املحافل الدولية.<br />
وبعد مرور اأربعني عاماً ونيفٍ ، بداأت االإرهاصات السياسية تاأخذ واقعاً جديداً يف<br />
املنطقة العربية حينما بداأت املفاوضات السياسية بني منظمة التحرير الفلسطينية و<br />
)اإرسائيل( يف مدريد وبعدها يف اأوسلو، اإذ مت التوصل اإىل اتفاق مبدئي بني املفاوضني<br />
من كال اجلانبني. ومل تاأخذ قضية الالجئني حيّزاً واسعاً يف جمريات التفاوض السابق.<br />
واأجلت اإىل املرحلة النهائية. االأمر الذي اأثار حفيظة الالجئني، واأخذت التساوؤالت تظهر يف<br />
اأوساطهم حول حق العودة وتنفيذ قرار االأمم املتحدة اخلاص بعودة الالجئني اإىل ديارهم<br />
التي اأجربوا على هجرها قرسا. وكان متوقعاً اأن يتباين مردود هذه االتفاقات على الشارع<br />
80
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
الفلسطيني، السيما داخل املخيمات فى الضفة الغربية وقطاع غزة بوصفهم اأصحاب<br />
املشكلة احلقيقيني. فاإذا كان اجلميع يتفقون على رضورة حل املشكلة واعتبار اأن عودة<br />
الالجئني ملواطنهم االأصلية حق واأمل، فاإن اآلية حتقيق هذا الهدف قد تتباين بينهم وفق<br />
التباينات السياسية واالنتماءات احلزبية والفروق االقتصادية واالجتماعية.<br />
من هذا املنطلق جاءت فكرة هذه الدراسة، وتبلورت مشكلتها فى التعرف على: »ما<br />
اجتاهات الالجئني الفلسطينيني يف الضفة الغربية وقطاع غزة نحو حق<br />
العودة؟ ويقصد باالجتاهات هنا: التوجهات Trends مبعناها املحدود.<br />
أهمية الدراسة:<br />
تتعدد جوانب اأهمية دراسة قضية حق العودة لالجئني الفلسطينيني، مما يجعل<br />
مناقشتها اأمراً تكتنفه صعوبات جمة، تتباين يف قوتها وحجمها وفقاً ملستوى التحليل لهذه<br />
القضية، والتي حتولت بفعل تقادمها واالإرهاصات املتباينة حولها اإىل اأزمة مستعصية<br />
دون حلول تقبلها اأطراف الرصاع.<br />
يتمثل اجلانب االأول فى االرتباط العضوى بني قضية حق العودة لالجئني الفلسطينيني<br />
على مستوى الرصاع العربي– االإرسائيلي، و بني قضايا االأمن االأقليمى العربى الذى يواجه<br />
تهديدات كبرية واقعة عليه، سواء من داخله اأو من خارجه، اإذ اإن التناقض يف النظام العربي<br />
خاصة فيما يتعلق بتحقيق توازن اإسرتاتيجي فعال مع )اإرسائيل( ومصادر التهديد االأخرى،<br />
قد اأدى اإىل طرح مدخل السالم والتسوية السلمية مع )اإرسائيل( ، مع رضورة تقدمي تنازالت<br />
اسرتاتيجية وتكتيكية. ولعل من اأهمها تاأجيل النظر فى حل قضية الالجئني الفلسطينيني<br />
اإىل املرحلة النهائية للمفاوضات السياسية وحتقيق السالم العادل مقابل االأرض. واإىل<br />
االآن تشرتك كتابات وحتليالت عديدة عربية واأجنبية تناقش هذه القضية من خالل روؤى<br />
متباينة تتاأرجح بني االإنصاف واالنحياز غري املعلن لدوافع كامنة متباينة. ومن ثم ميكن<br />
ربط اأزمة حق العودة لالجئني الفلسطينيني باأزمة النظام العربى وحاجته لصحوة قومية<br />
تفضى اإىل تنقية االأجواء العربية، وحتقق اإجنازاً يف حل اأزمة الرصاع االإرسائيلي الفلسطيني<br />
خاصة. ولعل انبثاق االنتفاضة الفلسطينية االأوىل فى ديسمرب 1987 ميثل مردوداً نفسياً<br />
رائعاً لعملية تصحيح االأوضاع العربية واإعالناً فى الوقت ذاته عن يقظة الوعى الفلسطينى<br />
ومقاومته لعملية تزييف الوعى من جانب سلطات االحتالل االإرسائيلى و اغتصاب اأراضيه<br />
بعد تهجريه قرساً منها واالإقامة فى خميمات متناثرة فى غزة والضفة الغربية.<br />
81
اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />
)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(<br />
د. حسن البرميل<br />
ويتمثل اجلانب الثاين من اأهمية الدراسة فى اأنه رغم الرصاعات العربية التى عادت<br />
للظهور من جديد على اإثر الغزو العراقى للكويت واخلصومة بني سوريا والعراق ثم تفكك<br />
االحتاد السوفيتى استمرت االنتفاضة الفلسطينية واتسعت وتطورت مما نراه عمالً يدعم<br />
الراأى العام الفلسطينى نحو الصحوة ومقاومة االحتالل االإرسائيلى الأراضيه، ورفض<br />
املكوث طويالً فى املخيمات فى ظل ظروف معيشية اقتصادية واجتماعية ونفسية غري<br />
مرضية. ولعل اإحساس الفلسطينيني مبزيد من الشعور بالياأس واالإحباط من قدرة النظام<br />
العربى على حل قضيتهم، السيما املرتبطة بحق العودة فى ظل التعنت االإرسائيلى والدعم<br />
االأمريكى له، قد اأفضى اإىل االنتفاضة الفلسطينية الثانية، السيما بعد موؤمتر مدريد للسالم<br />
فى الرشق االأوسط فى نوفمرب عام 1991. وتنهار هذه الدبلوماسية حالياً فى ظل اإعادة<br />
احتالل )اإرسائيل( ملناطق احلكم الذاتى الفلسطيني. واإحساس الشعب الفلسطينى برضورة<br />
املقاومة حتى تكتب لهم اإرادة احلياة وعودتهم اإىل اأراضيهم االأصلية بدالً من فكرة توطينهم<br />
فى دول اأخرى جماورة.<br />
على مستوى املجتمع الفلسطيني يعكس استمرار عملية االنتفاضة، واشرتاك االأطفال<br />
والشباب ذكوراً واإناثاً فى عمليات املقاومة واالستشهاد مصداقية للوعي لدى هذه الفئة<br />
بقضية بالدهم. ولالأسف تفتقر املكتبة العربية لدراسات اجتماعية ميدانية على الوعى<br />
والراأى العام لدى الفلسطينيني املقيمني قرساً فى خميمات متناثرة فى الضفة الغربية<br />
وقطاع غزة. واأن ما جنده من دراسات ال تعدو روؤى ذاتية نظرية تفتقر اإىل الشمولية، ومن<br />
خالل ما ورد سابقاً ميكن اأن يخلص الباحث اإىل جانبني من هذه االأهمية اأحدهما نظري<br />
واالآخر تطبيقي. وتكمن االأهمية النظرية للدراسة احلالية يف معاجلتها للفعل االجتماعي<br />
الفلسطيني كفعل ثوري من منظور سوسيولوجي يستنبط مضمونه من االأطر النظرية<br />
االجتماعية املتباينة االجتاهات واملتعددة االأهداف.<br />
ولعل هذه املعاجلة النظرية التجريدية التى تبناها الباحث فى دراسته، قلما تناولها<br />
الباحثون فى دراساتهم، ومن هنا تاأتى هذه االأهمية فى قدرتها على التوفيق بني النظرية<br />
والتطبيق لتقدم بذلك اإضافة جديدة للرتاث السوسيولوجى احلديث.<br />
أما األهمية التطبيقية للدراسة فتتمثل فيما يأتي:<br />
اإن املتتبع للدراسات العربية واالأجنبية حول حق العودة قامت بتغطية اجلانب<br />
النظرى الذى غلب عليه الطابع االإنشائي، ومن هنا تاأتى هذه الدراسة لتغطى النقص يف<br />
اجلانب االأمربيقي يف قياس اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة. وقد متحورت<br />
الدراسة حول موضوع رئيس وجوهري يف القضية الفلسطينية واإغفاله اأو جتاوزه يعدُّ<br />
82
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
مساساً بالثابت الوطني االسرتاتيجي املتمثل يف عودة الالجئني الفلسطينيني اإىل ديارهم<br />
االأصلية.<br />
ولقد جاءت نتائج هذه الدراسة كرد علمى وموضوعى على نتائج بعض الدراسات التى<br />
حاولت تشويه الالجئ الفلسطيني، وزعزعة انتمائه اإىل وطنه االأصلي. وتعدُّ هذه النتائج<br />
ركيزة رئيسة للمفاوض الفلسطيني يف املرحلة التفاوضية النهائية، وتعد اأيضاً مرجعيةً<br />
له، الأنها تعرب عن اجتاهات كم هائل من الالجئني الفلسطينيني فى خميمات الضفة الغربية<br />
وقطاع غزة نحو حق العودة اختري بطريقة علمية موضوعية مما يدعو الباحث اإىل تعميم<br />
نتائج دراسته.<br />
وجاءت هذه الدراسة لرتد على جميع املبادرات احلديثة والقدمية التى حاولت التنظري<br />
للتوطني والتعويض، واإنهاء املطالبة بتطبيق قرار 194 الذى توؤكد مضامينه على عودة<br />
الالجئني الفلسطينيني اإىل ديارهم التى اأخرجوا منها بقوة السالح وتعويضهم عن اخلسائر<br />
التى حلقت بهم جراء هذا التهجري القرسي.<br />
مفاهيم الدراسة األساسية:<br />
،<br />
83<br />
◄<br />
◄◄الالجيء: عرّف الالجيء يف قرار اجلمعية العامة لالأمم املتحدة رقم 302 بتاريخ<br />
1950/12/8 باأنه الشخص الذي كان قد عاش يف فلسطني قبل اندالع احلرب عام 1948،<br />
والذي فقد بسبب ذلك بيته ووسائل كسب معيشته. )الطويل، 1996( 13: .<br />
◄النازح: هو الفلسطيني الذي خرج من دياره يف فلسطني يف حرب حزيران 1967<br />
ويشمل هذا املصطلح الفلسطيني الذي كان خارج الضفة الغربية وقطاع غزة عندما اندلعت<br />
حرب 1967، كما يشمل ذلك الفلسطيني الذي غادر اأرضه بعد انتهاء احلرب، ويحمل ترصيح<br />
مغادرة اإرسائيلية، ومل يتمكن من الرجوع الأسباب خمتلفة مثل جتاوز االقامة يف اخلارج<br />
فوق ما هو مسموح به يف التصاريح التي يحملونها. )الطويل، 1996( 14: .<br />
حتظى اأدبيات العلوم االجتماعية<br />
بتعريفات عديدة لالجتاه والتعريفات املرادفة له، اإذ يتناول هذا التعريف مدارس فكرية<br />
عديدة نفسية وسلوكية واجتماعية، وستتبنى هذه الدراسة تعريف ”Green“ لالجتاه الأن<br />
هذه الدراسة تهدف اإىل معرفة اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة، الأن<br />
تعريف Green اشتمل على اجلوانب الثالثة لالجتاه )السلوكي، واملعريف والوجداين( .<br />
وهذا ما نستنبطه يف تعريفه االآتي: »هو نسق اأو تنظيم ملشاعر الشخص ومعارفه وسلوكه،<br />
◄◄الجتاهات الجتماعية: :Social Attitudes
اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />
)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(<br />
د. حسن البرميل<br />
اأي استعداده للقيام باأعمال معينة، يتمثل يف درجات من القبول والرفض ملوضوعات<br />
االجتاه«. )حممود، )1979 :195 .<br />
الراأي العام للداللة<br />
له على االآراء الكلية لالأشخاص الذين يتمسكون بالقضايا التي توؤثر على مصلحة<br />
اجلماعة، اإذ ميثل جتمعاً لكل االأفكار واملعتقدات وامليول، والطموحات واالآراء املختلفة<br />
◄◄الراأي العام: :Public Opinion يستخدم )Bryce(<br />
. )Katz, 1954: 50- 51(<br />
هو ذلك احلق الذي يطالب به الالجئون<br />
الفلسطينيون وفروعهم بالعودة اإىل االأماكن التي كانوا يقطنونها، تلك املساكن التي<br />
ارغموا على مغادرتها هم واآباوؤهم واأجدادهم وحق استعادتهم لالأمالك التي انتزعت منهم<br />
اأو تركوها، ومن خالل هذه الروؤية فاإن مواصفات حق عودة الالجئني الفلسطينيني تتمحور<br />
حول البعدين االآتيني:<br />
◄◄حق العودة: :Right of Return<br />
<br />
<br />
اأنه حق فردي، لكنه ذو بعد جماعي الأنه يعني اأغلبية الشعب.<br />
اأنه حق ذو طبيعة سياسية، اإذ يعني استعادة املواطنة. )بابادجي، ) 1996 42: .<br />
فرضية الدراسة:<br />
تسعى هذه الدراسة اإىل اختبار قبول اأو رفض الفرضية الآتية:<br />
ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية يف اجتاهات الالجئني الفلسطينني نحو حق العودة<br />
عند (0.05 = α) تعزى اإىل متغري السكن.<br />
تساؤالت الدراسة:<br />
تسعى هذه الدراسة اإىل الإجابة عن التساوؤل الرئيس الآتي:<br />
ما اجتاهات الالجئني الفلسطينيني يف الضفة الغربية وقطاع غزة نحو<br />
حق العودة؟ ويتفرع عنه التساوؤالت االآتية:<br />
● ●هل هناك فروق ذات داللة اإحصائية يف اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق<br />
العودة تبعاً ملكان السكن )الضفة وغزة( .<br />
● ●هل هناك فروق ذات داللة اإحصائية يف اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق<br />
العودة نحو الراأي العام العاملي وحق العودة القانوين تبعاً ملكان السكن )الضفة وغزة( .<br />
● ●هل هناك فروق ذات داللة اإحصائية يف اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو<br />
االأساليب التي ميكن من خاللها حتقيق العودة تبعاً ملكان السكن )الضفة وغزة( .<br />
84
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
● ●هل هناك فروق ذات داللة اإحصائية يف اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو<br />
احللول املقرتحة بساأن قضيتهم تبعاً ملكان السكن )الضفة وغزة( .<br />
● ●هل هناك فروق ذات داللة اإحصائية يف اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو<br />
املفاوضات الفلسطينية االرسائيلية وتاأثريها على حقهم يف العودة تبعاً ملكان السكن<br />
)الضفة وغزة( .<br />
● ●هل هناك فروق ذات داللة اإحصائية يف اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو<br />
توطينهم تبعاً ملكان السكن )الضفة وغزة( .<br />
املعاجلة اإلحصائية:<br />
بعد جمع بيانات الدراسة قام الباحث مبراجعتها، وذلك متهيداً الإدخالها اإىل احلاسوب<br />
واأعطيت اأرقاماً معينة، وحُ وِّلت االإجابات اللفظية اإىل رقمية، وعوجلت هذه البيانات<br />
اإحصائيا باستخراج املتوسط احلسابي واالنحراف املعياري واستخدام اختبار T لكي<br />
يخترب الفرضية السابقة.<br />
الدراسات السابقة:<br />
يتناول هذا البحث بعضاً من الدراسات التي اأجريت على الالجئني الفلسطينيني يف<br />
الوطن والشتات. وقد تنوعت هذه الدراسات يف اأهدافها ومنهجيتها بهدف الوصول اإىل<br />
نتائج تخدم غايات تتعلق باأفكار الباحثني، واأغراض ميكن وضعها يف بعض االأحيان<br />
يف موضع الشبهة، وبخاصة تلك التي اأرشف على اإجرائها باحثون اإرسائيليون. وسيقوم<br />
الباحث بتصنيف هذه الدراسات واستعراضها حسب وحدة املوضوع مراعياً التسلسل الزمني<br />
يف اإجرائها، وموضحاً يف نهاية هذا اجلزء روؤية نقدية وتعليقاً يتناول فيه الباحث جملة<br />
من القضايا املحورية املثرية للجدل والنقاش، ويتخلل ذلك عملية مقارنة بني الدراسات<br />
من حيث اأهدافها ومستوياتها.<br />
احملور األول- الدراسات اليت تناولت موقف الالجئني الفلسطينيني من اتفاق أوسلو:<br />
يف عام 1998 قام الباحث Gerhard Pulfer بدراسة ميدانية استخدم فيها اأداة<br />
املقابلة يف جمع املعلومات، واختار عينة عشوائية يف قطاع غزة. ومن بني االإجابات<br />
التي حصل عليها الباحث، اأن اتفاقية اأوسلو مل تعد اأكرث من جمرد وعود فارغة، واأن هذا<br />
االتفاق لن يسمح لهم بالعودة اإىل اأراضيهم االأصلية، وقد عربّ كثري من املبحوثني عن اأن<br />
85
اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />
)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(<br />
د. حسن البرميل<br />
احلرب والوضع الذي كان سائداً قبل توقيع االتفاقية كان اأفضل بكثري من الوقت الراهن،<br />
اإذ اإن دخل الفرد اأصبح يف وضع سيء مقارنة مع املاضي، يضاف اإىل ذلك اأن التوقعات<br />
من عملية السالم قد حتطمت، واأن اتفاق اأوسلو جتاهل قضية الالجئني، اإذ مل تصبح هذه<br />
القضية اأولوية من اأولويات بنود هذا االتفاق )5 -3 )Pulfer, :1998 .<br />
ويف املخيمات الفلسطينية املقامة على االأراضي االأردنية، اأجرت الباحثة Samar(<br />
)Hijjawi دراسة سنة 1998 حاولت من خاللها التعرف على روؤية الالجئني الفلسطينيني<br />
نحو اتفاقية اأوسلو، وبعض القضايا املتعلقة بقضية الالجئني سنة 1998، واستخدمت<br />
الباحثة اأداة املقابلة، حيث قامت مبقابلة اأشخاص عدة يف املخيمات الفلسطينية<br />
املوجودة يف االأردن. وقد خرجت الباحثة مبعطيات عدة يف دراستها، حيث عربّ الالجئون<br />
عن خيبة اأملهم نحو الوضع الراهن، وما يجري يف املفاوضات احلالية بني الفلسطينيني<br />
واالإرسائيليني، وعكس الالجئون الفلسطينيون تشاوؤماً كبرياً نحو مستقبلهم السياسي،<br />
اإال اأنهم يف الوقت ذاته متنوا اأن تفتح اتفاقية اأوسلو الطريق نحو عودتهم اإىل فلسطني.<br />
86<br />
.)Hijjawi, 1998: 2- 6(<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
ويف دراسة استطالعية مشرتكة بني مركز القدس لالإعالم والتصالت ومركز Tami<br />
Steinmetz يف جامعة تل اأبيب، اأجريت سنة 1999 على عينة شملت كالً من الضفة الغربية<br />
وقطاع غزة، والفلسطينيني داخل فلسطني املحتلة عام 1948، واالإرسائيليني، وخلصت<br />
الدراسة اإىل النتائج االآتية:<br />
يرى معظم الفلسطينيني اأن قضية الالجئني هي ثاين اأصعب قضية بعد القدس<br />
واأهمها، بينما يرى االإرسائيليون اأنها اأقل اأهمية، وهي ليست صعبة، وميكن حلها يف اإطار<br />
املفاوضات النهائية.<br />
يعتقد االإرسائيليون باأن الوفد االإرسائيلي املفاوض يجب اأن يقنع رشيكه الطرف<br />
الفلسطيني يف املفاوضات بقبول احلل الذي يدعو اإىل توطني الالجئني الفلسطينيني يف<br />
االأماكن التي يسكنون فيها االآن، وعلى النقيض من ذلك فقد عرب الفلسطينيون يف الضفة<br />
الغربية وقطاع غزة والفلسطينيون داخل فلسطني املحتلة عام 1948، باأن احلل لقضية<br />
الالجئني الفلسطينيني يكمن يف عودتهم اإىل مواطنهم االأصلية التي رشدوا منها سنة<br />
1948 بفعل العمليات العسكرية اليهودية اآنذاك. واأن على اإرسائيل تعويضهم بعد عودتهم<br />
اإىل اآراضيهم وفق قرار 194 الصادر عن االأمم املتحدة. ( Communic aJerusalem and<br />
. )tion Centre, 1999: 15- 35
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
احملور الثاني- الدراسات اليت تناولت موقف الالجئني الفلسطينيني من حق العودة أو<br />
التوطني:<br />
يف عام 1989 اأجرت الباحثة Hazboun( )Norma دراسة عن مشاريع التوطني<br />
االإرسائيلية التي اأقامت بعضها احلكومة االإرسائيلية لتوطني الالجئني الفلسطينيني،<br />
وذلك كاإجراء عملي لتسوية قضية الالجئني واإنهائها، وقد اأشارت نتائج الدراسة اإىل اأن<br />
االسرتاتيجية التي تبنتها احلكومة االإرسائيلية يف قضية توطني الالجئني الفلسطينيني قد<br />
فشلت، وهذا ما تبني بشكل واضح من خالل املشاركة الفعلية لالجئني يف »مرشوع الشيخ<br />
رضوان« يف فعاليات االنتفاضة، وقد رصح موظف يف وزارة الدفاع االإرسائيلية »اأن<br />
هذا تغري حقيقي يف املوقف« )1989 Oct. ,19 )Jerusalem Post, . ففي بعض االأحيان<br />
فاقت املواجهات مع القوات االإرسائيلية يف مرشوع الشيخ رضوان تلك التي كانت سائدة<br />
يف باقي املخيمات الفلسطينية.<br />
وقد اأكدت الباحثة يف دراستها اأن متسك الالجئني الفلسطينيني بحقوقهم السياسية<br />
يتناقض بشدة مع االفرتاض االإرسائيلي الذي يرى اأن اإعادة توطني الالجئني الفلسطينيني<br />
يف قطاع غزة سيبدد حلم العودة، وهو حلم يلخصه ترصيح موشيه ديان وزير الدفاع<br />
االإرسائيلي االأسبق يف شهر حزيران سنة 1973، الذي يقول فيه »اأنه طاملا بقي الالجئون<br />
يف خميماتهم، فسيقول اأبناوؤهم اأنهم جاءوا من يافا اأو حيفا، اأما اإذا انتقلوا من<br />
املخيمات فاإن هناك اأمالً باأن يشعروا بارتباطهم بالأرض اجلديدة« Jerusalem(<br />
. )Post, June 13, 1973<br />
من خالل الدراسة السابقة يالحظ اأن الباحثة قد اأكدت على اأن هناك عملية تواصل<br />
وامتداد تاريخي سياسي، ومن خالل تفاعالت هذه العملية حتددت معها شخصية الالجئ<br />
الفلسطيني باعتباره فاعالً تاريخياً على امتداد مواقع الشتات، حيث اأوجد الالجئون بينهم<br />
فهماً مشرتكاً حول مستقبل احلل لقضيتهم، كما اأن املوقف االإرسائيلي املتعنت من حل<br />
قضية الالجئني بشكل عادل قد اأعاد من جديد اإنتاج اأشكال واأمناط جديدة للرفض بني<br />
اجلماهري الالجئة، وخاصة ما يطرح بصدد توطينهم ودجمهم يف املجتمعات العربية،<br />
واإنهاء ظاهرة املخيم، واأرجعت الدراسة التعنت االإرسائيلي اإىل استناده يف االأساس اإىل<br />
العقيدة االأمنية »ووعي مفهوم القيادة االإرسائيلية الأمن كيانها االسرتاتيجي« والتي<br />
تشكل عودة الالجئني تدمرياً لهذا الكيان وكابوس املستقبل كما ورد يف الكتاب السنوي لِ<br />
)اإرسائيل( يف سنة 41( 1990 40- )Hazboun, 1996: .<br />
87
اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />
)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(<br />
د. حسن البرميل<br />
ويف دراسة لِ Jerry Afinson سنة 1992 عن واقع الالجئني يف خميمات الضفة<br />
الغربية، خرجت بنتائج عدة متحورت جميعها حول حق العودة، وميكن تلخيصها على<br />
النحو االآتي: عربّ %32 من الذين استجوبوا عن رغبتهم برتك املخيم، فيما رفض %38.4<br />
منهم ذلك رغم موقفهم السلبي من احلياة يف املخيم، وقد اأظهرت نسبة كبرية من سكان<br />
املخيمات متسكهم بالبقاء يف املخيم الأسباب وطنية، وهم يرون اأن زوال املخيمات هو زوال<br />
لقضيتهم. ومن هنا يخرج الباحث بنتيجة تتلخص يف اأن اأي حل عادل يجري العمل به حلل<br />
مشكلة الالجئني، ال بًدَّ له اأن ياأخذ باحلسبان العامل الوطني، اإذا ما اأُريد اأن ينهي املشكلة<br />
بشكل عادل ونهائي؛ اإذ اإن الفلسطينيني قد عربوا عن والئهم الكبري لفلسطني التاريخية،<br />
وهذا يدلل على عمق متسكهم بفلسطينيتهم، وعدم متسكهم باملخيم اأينما كان موقعه يف<br />
الضفة الغربية اأو قطاع غزة اأو االأردن اأو لبنان اأو سوريا )11 -10 )Afinson, :1992 .<br />
وحول موضوع التوطني اأعدَّ الباحث )Khashan( دراسة سنة 1994م حتت عنوان<br />
توطني الفلسطينيني يف لبنان، حاول الباحث اختبار متغريات عدة يف بحثه منها قوة<br />
وشدة الوعي واالإدراك لقضية توطني الفلسطينيني يف لبنان، والتاأثري املتوقع على اأفراد<br />
اجلماعات الطائفية اللبنانية، وموقف السياسة اللبنانية من ذلك. ومن النتائج التي خرجت<br />
بها الدراسة، اأن اللبنانيني قد عربّ وا عن تخوفهم من مساألة توطني الالجئني الفلسطينيني يف<br />
لبنان، وقد يشكل ذلك حرباً اأهلية يف املجتمع اللبناين، كما سيوؤدي ذلك اإىل تعقيد اآخر من<br />
تعقيدات الرتكيبة الطائفية يف لبنان. ومل يكن هذا االجتاه نابعاً من كُ ره اللبنانيني للوجود<br />
الفلسطيني يف لبنان، واإمنا هو نابع من توجه وطني داعم لقضية الالجئني الفلسطينيني<br />
يف حق عودتهم اإىل اأوطانهم )14 -2 )Khashan, :1994 .<br />
ويالحظ اأن نتائج االستطالع الثامن للراأي العام الذي اأجراه مركز االأبحاث<br />
واالستطالعات الفلسطيني سنة 1994، اأنها توافقت مع نتائج الدراسات السابقة، حيث<br />
اأكدت على رفض الفلسطينيني لعملية التوطني، ويف الوقت نفسه، اأشارت هذه النتائج اإىل<br />
وجود تباين يف روؤية الالجئني نحو حتسني االأوضاع يف املخيمات، اأو اإقامة مشاريع<br />
سكنية حديثة بدل وجود املخيمات، Studies( Center for Palestine Research and<br />
.)Survey Research Unit, 1994: 1- 6<br />
ومن الدراسات التي اأجريت حول )حق العودة( دراسة اجلمعية الفلسطينية<br />
الأكادميية للشئون الدولية Palestinian Academic Society for International<br />
(PASSIA) ،Affairs التي قام بنرشها املكتب الصحفي لوزارة االإعالم الفلسطينية باللغة<br />
االإجنليزية سنة 1995، وقد اأظهرت نتائج الدراسة اأن الالجئ يف املخيمات الفلسطينية<br />
املقامة على اأراضي الضفة الغربية متمسك بالعيش يف خميمه؛ الأن ذلك يعد ضمانة نحو<br />
حقه يف العودة اإىل بلده الذي هجّ ر منه. )10 )PASSIA, :1995 .<br />
88
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
رؤية نقدية للدراسات السابقة:<br />
يستطيع املطلع على جممل ما توصلت اإليه الدراسات السابقة من نتائج، اأن يخرج<br />
بجملة من املالحظات، ميكن تلخيصها على النحو الآتي:<br />
♦اأولً: هناك بعض الدراسات قد جردت قضية الالجئني الفلسطينيني من مضمونها<br />
الوطني والسياسي، وركزت على اجلانب االإنساين واالقتصادي.<br />
89<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
ويف املقابل جند اأن بعض الدراسات التي اأجريت حول موضوع التوطني خلصت يف<br />
نتائجها اإىل اأن الالجئني يرفضون التوطني جملة وتفصيال، ويحبذون البقاء يف داخل<br />
املخيم، الأنه يشكل بالنسبة لهم العنوان الذي يضمن حقهم يف العودة اإىل ديارهم. ويف<br />
الوقت نفسه وجدت بعض الدراسات اأن الالجئني الفلسطينيني ال ميانعون يف حتسني<br />
اأوضاعهم داخل املخيم، ولكن برشط اأن ال يلغي االإطار اجلغرايف والسياسي له، لكونه يعدُّ<br />
شاهداً حياً على النكبة التي اأحدثتها العصابات الصهيونية يف عامي 1947 و 1948<br />
بل ويف عام 1967 اأيضاً. كما تبني اأن مشكلة الالجئني الفلسطينيني هي مشكلة سياسية<br />
بالدرجة االأوىل، وحتتاج اإىل حل سياسي نابع من لب املشكلة ذاتها، واأن طغيان التوجه<br />
االإنساين واالقتصادي على هذه املشكلة ما هو اإال تشويه للحقيقة، وحماولة لتجاوز احللول<br />
العملية التي حتقق لها العدالة.<br />
♦ثانياً: يوجد بعض املاآخذ املنهجية على الدراسات السابقة، سواء يف توقيت اإجراء<br />
الدراسة، اأو يف طبيعة العينة التي جُ معت املعلومات منها، وقد يكون ذلك مرتبطاً ببعض<br />
التوجهات واملاآرب اخلاصة لصاحب هذه الدراسات التي نضعها يف موضع الشبهة، وخاصة<br />
تلك التي خرجت بنتائج ال تتوافق مع معطيات الطرح الوطني العام لالجئني واملتعلق بحق<br />
العودة.<br />
♦ثالثاً: من خالل عملية استقرائية للدراسات السابقة يف خمتلف مراحل اإجرائها،<br />
يُالحظ اأن العامل الزمني مل يضعف من انتماء الالجئ اإىل اأرضه التي هُ جر منها، وهذا<br />
يدل على الوعي اجلمعي الذي تشكل عند الالجئني، من خالل عملية التنشئة االجتماعية<br />
التي تعرضوا لها، هذه التنشئة التي عربت عن دميومة التواصل مع الذاكرة الفلسطينية<br />
التاريخية، التي توؤكد على اأن العودة هي الهاجس الذي عاش مع االأجداد وانتقل اإىل االآباء<br />
ليتحقق مع مسرية االأبناء مهما كانت الظروف. وهذا يوؤكد بدوره فشل املقولة الصهيونية<br />
التي جاء بها قادة االإرهاب الصهيونية حينما قالوا: »اإن االآباء ميوتون، واالأبناء ينسون«.
اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />
)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(<br />
د. حسن البرميل<br />
♦رابعاً: اأكدت الدراسات السابقة، وبشكل خاص دراسة Tami Stainemetz اأن هناك<br />
اختالفاً كبرياً بني روؤية الفلسطينيني يف الضفة الغربية وغزة، والفلسطينيني يف فلسطني<br />
املحتلة عام 1948 من جهة، و بني االإرسائيليني من جهة اأخرى، فقد عربّ االإرسائيليون عن<br />
موقف عاطفي جتاه قضية الالجئني مع اأنهم يرفضون االعرتاف مبسئوليتهم نحوها، ولكن<br />
املتتبع للترصيحات التي اأدىل بها قادة العصابات الصهيونية يف سنة 1948 توؤكد هذه<br />
املسئولية، وهذا ما اأشار اإليه اأمنون كابيليوك يف اأن منظمة االأرغون بزعامة بيغن وعصابة<br />
شترين كانوا يسعون اإىل طرد الفلسطينيني من اأرضهم، حتى ولو مل يشاركوا يف املقاومة،<br />
وهذا ما وضحه ديفيد بن غوريون لقواته يف وصيته التي كانت تنص على العبارة التالية:<br />
»عليكم اأن ترضبوا بقسوة، وبهدف حتطيم املدن العربية، اأو طرد سكانها منها، حتى<br />
يتمكن شعبنا القادم اأن يحل حملهم« )4 Office, :1995 .)Press<br />
90<br />
<br />
<br />
♦<br />
♦<br />
<br />
<br />
ومن هنا يالحظ اأن املوقف االإرسائيلي الشعبي والرسمي ال ينظر اإىل قضية الالجئني<br />
من وجهة نظر احلقوق الوطنية املرشوعة وغري القابلة للترصف، واإمنا يتعمد معاجلتها من<br />
مدخل عاطفي واإنساين قارص وبعيد عن الواقع.<br />
♦خامساً: بعض املسوحات الواردة سابقاً والتي شملت قطاعات ممثلة اإىل حد<br />
مقبول لتجمعات الالجئني الفلسطينيني، ورغم تعددها، فاإنها تلتقي على اإرصار اأكرثية<br />
الالجئني على حق العودة، واأن اتفاقيات التسوية ال حتمل ما يطمئنهم على حقوقهم، اإل اأن<br />
هناك مالحظتني اأشار اإليهما عادل سمارة وهما:<br />
اأن هذه الدراسات قد اأجريت يف فرتة زمنية حافلة بالتطورات السلبية، وهو االأمر<br />
الذي ميكن اأن يوؤثر على الروح املعنوية، وشدة درجات الصمود وعدم االستسالم، ورغم اأن<br />
االأكرثية الساحقة من الالجئني ما زالوا يرصّون على حق العودة، اإال اأن التطورات السلبية<br />
املستمرة ميكن اأن توؤثر سلباً عليهم، مما يدفع بعضاً اأو كثرياً منهم للقبول بحلول تتجاوز<br />
حق العودة، ويف هذه احلالة ال يكون املسح اأو االستفتاء موضوعياً وال ممثالً، الأنه اأجري<br />
على اأفراد يف مناخات سياسية واقتصادية ونفسية وحياتية غري سوية وال مستقرة، وال<br />
توحي بالتفاوؤل.<br />
اإن هذه املسوحات والدراسات مل تلمس اجلذر االأساسي ملشكلة الالجئني يف الوقت<br />
الراهن، وهو متثيل الالجئني الأنفسهم، وال يوجد هناك تفسري لهذا االأمر، هل هو خشية<br />
القائمني على هذه الدراسات من تناول هذا االأمر، اإما خوفاً من منظمة التحرير الفلسطينية<br />
اأو حُ باً لها. )سمارة، 133( 1999: .
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
♦سادساً: اأظهرت الدراسات السابقة اأن شكوكاً قد تكونت عند الالجئ الفلسطيني<br />
يف قدرة املفاوضات السياسية بني الفلسطينيني واالإرسائيليني على التوصل اإىل حل عادل<br />
بساأن قضية الالجئني الفلسطينيني، واأكدت يف الوقت نفسه اأن القوة والنضال املسلح، هما<br />
الكفيالن بتحقيق عودة الالجئني، وهذا ما اأثبتته التجربة النضالية التي خاضها حزب الله<br />
يف حتريره لالأراضي التي احتلتها )اإرسائيل( يف جنوب لبنان.<br />
91<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦سابعاً: اأظهرت الدراسات السابقة اأن الالجئ الفلسطيني يدرك اأنه مطارد من<br />
االإرسائيليني الذين يحاولون اإلغاء صفته كالجئ من جهة، ويالحقونه ليعملوا معه صفقات<br />
البيع كمالك لالأرض من جهة اأخرى، واأنه مرفوض من املجتمع الذي اأجربته الظروف على<br />
العيش فيه، ويعمل االآخرون على دجمه يف حياة تلك املجتمعات من جهة ثالثة.<br />
♦ثامناً: كما اأكدت الدراسات على اأن الالجئني الفلسطينيني وبعد نصف قرن من<br />
الترشد واللجوء والشتات داخل الوطن وخارجه، مل يفقدوا وعيهم االجتماعي وذاكرتهم<br />
التاريخية وال روابطهم االأرسية والقروية، التي ما زالت توؤدي دوراً متميزاً يف حياة<br />
الالجئني االجتماعية املدعمة بالعودة كهدف مطروح، والذي مثّل العامل االأكرث اأهمية<br />
يف متاسك الالجئني االجتماعي داخل املخيمات، والذي سيمكِّن مستقبالً من اإعادة اإنتاج<br />
املجتمع الفلسطيني على اأرض فلسطني التاريخية اإذا ما سنحت وتوافرت الظروف التي<br />
تسمح بعودة الالجئني الفلسطينيني.<br />
اإلجراءات املنهجية:<br />
أوالً- جمتمع الدراسة:<br />
يعيش يف الضفة الغربية من نهر االأردن اجلزء املتبقى من فلسطني التاريخية عام<br />
1948 ما يزيد عن نصف مليون الجئ فلسطينى يشكلون %20 من جمموع الالجئني<br />
الفلسطينيني ويتوزعون على تسعة عرش خميماً فلسطينياً )الصوباين، 142( 1991: . اأما<br />
قطاع غزة فيعترب اجلزء اجلنوبى من االأراضى الفلسطينية، وهو عبارة عن رشيط حدودى<br />
تغطى الرمال ثلث مساحته البالغة 360 كم 2 وميتد مبحاذاة الشاطئ، ويرتاوح عرضه من<br />
12 -5 كم )الصوباين، )142 :1991 .<br />
ويضم جمتمع البحث خميمات الضفة الغربية وقطاع غزة، واستبعدت املخيمات<br />
الفلسطينية االأخرى الواقعة خارج النطاق اجلغرافى لفلسطني، نظراً لصعوبة التنقل وصعوبة<br />
الظروف غري املستقرة سياسياً واجتماعياً، السيما منذ اندالع انتفاضة االأقصى املباركة.<br />
ويبني اجلدول )1( حجم جمتمع الدراسة الذى مت اجراء الدراسة عليه من الفئات العمرية<br />
التى تزيد عن عرشين عاماً.
اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />
)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(<br />
د. حسن البرميل<br />
الجدول )1(<br />
حجم مجتمع الدراسة الذي أجريت الدراسة<br />
عليه من الفئات العمرية التي تزيد عن 20 عاماً<br />
%<br />
الرقم<br />
اسم املخيم<br />
الذكور<br />
الإناث<br />
املجموع<br />
حجم العينة<br />
حجم العينة<br />
من الذكور<br />
حجم العينة<br />
من الإناث<br />
26<br />
49<br />
113<br />
69<br />
91<br />
80<br />
42<br />
157<br />
3<br />
175<br />
109<br />
462<br />
51<br />
16<br />
50<br />
1494<br />
50.19<br />
27<br />
46<br />
90<br />
66<br />
87<br />
82<br />
44<br />
151<br />
3<br />
167<br />
109<br />
458<br />
50<br />
17<br />
49<br />
1446<br />
49.18<br />
53<br />
95<br />
204<br />
135<br />
178<br />
162<br />
86<br />
308<br />
6<br />
342<br />
218<br />
920<br />
101<br />
33<br />
99<br />
2940<br />
1.79<br />
3.24<br />
6.93<br />
4.58<br />
6.07<br />
5.52<br />
2.93<br />
10.48<br />
0.21<br />
11.63<br />
7.40<br />
31.28<br />
30.43<br />
1.14<br />
3.37<br />
100<br />
1053<br />
1903<br />
4076<br />
2694<br />
3568<br />
3244<br />
1727<br />
6165<br />
123<br />
6834<br />
4353<br />
18389<br />
2018<br />
662<br />
1981<br />
58790<br />
100<br />
513<br />
981<br />
2286<br />
1374<br />
1829<br />
1609<br />
847<br />
3135<br />
55<br />
3505<br />
2181<br />
9239<br />
1017<br />
325<br />
998<br />
29894<br />
50.85<br />
540<br />
922<br />
1790<br />
1320<br />
1739<br />
1635<br />
880<br />
3030<br />
68<br />
3329<br />
2172<br />
9150<br />
1001<br />
337<br />
983<br />
28896<br />
49.15<br />
عايدة<br />
عقبة جرب<br />
جنني<br />
العروب<br />
دير البلح<br />
الدهيشة<br />
عني بيت املاء<br />
بالطة<br />
سلواد<br />
املغازي<br />
عسكر<br />
النصريات<br />
الفوار<br />
عني السلطان<br />
الفارعة<br />
املجموع<br />
%<br />
-1<br />
-2<br />
-3<br />
-4<br />
-5<br />
-6<br />
-7<br />
-8<br />
-9<br />
-10<br />
-11<br />
-12<br />
-13<br />
-14<br />
-15<br />
من خالل املوؤرشات الواردة يف اجلدول )1( الذي يوضح حجم جمتمع الدراسة )عدد<br />
االأشخاص الذين تزيد اأعمارهم عن عرشين عاماً( يالحظ اأن خميم النصريات الذي يقع يف<br />
قطاع غزة قد حاز على اأعلى نسبة يف عينة الدراسة %31.28، ويرجع ذلك اإىل اأن هذا املخيم<br />
هو اأكرب املخيمات من حيث العدد يف عينة الدراسة، اإذ بلغ عدد الذين يزيدون عن عرشين<br />
عاماً فيه 18389 نسمة، واحتل خميم املغازي املرتبة الثانية من حيث العدد اإذ بلغ 6834<br />
نسمة، وشكلت نسبته %11.63 من املجموع العام، ويقع هذا املخيم اأيضاً يف قطاع غزة.<br />
اأما يف الضفة الغربية، فقد حاز خميم بالطة على اأكرب نسبة من جمتمع الدراسة حيث بلغت<br />
%10.48، ويقع هذا املخيم قرب مدينة نابلس، وسجّ ل خميم سلواد الواقع قرب مدينة رام<br />
اهلل اأقل النسب يف جمتمع الدراسة حيث بلغت نسبته %0.21 من جمتمع الدراسة.<br />
92
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
ومن حيث التوزيع اجلغرافى للمخيمات، يقع خميما عايدة والدهيشة يف بيت حلم،<br />
ويقع خميما عقبة جرب وعني السلطان يف اأريحا، ويقع خميم جنني يف مدينة جنني، اأما<br />
خميما العروب والفوار فهما على مقربة من مدينة اخلليل، وتقع خميمات عني بيت املاء،<br />
والفارعة، وبالطة، وعسكر يف مدينة نابلس، وتقع خميمات املغازي والنصريات ودير البلح<br />
يف قطاع غزة.<br />
ومن الالفت للنظر يف معطيات اجلدول )1( اأن عدد االإناث كان اأكرب نسبياً من عدد<br />
الذكور، حيث بلغ عدد االإناث )29894( وشكلت نسبتهن %50.85 من جمتمع الدراسة، يف<br />
حني بلغ عدد الذكور )28896( وبلغت نسبتهم %49.15 من جمتمع الدراسة. ويرى الباحث<br />
اأن هذه النتيجة تعود الأسباب عديدة، منها الزيادة يف عدد املواليد االإناث، وهناك العوامل<br />
السياسية وما يتمخض عنها من مواجهات بني االحتالل االإرسائيلي والشباب الفلسطيني،<br />
مما يوؤدي اإىل فقدان كثري من الذكور يف هذه املواجهات.<br />
ومن العوامل التي اأدت اإىل تفوق عدد االإناث على الذكور، هجرة الشباب الفلسطيني<br />
خارج الوطن، سعياً وراء مصدر الرزق، الذي من خالله يستطيع الالجئ حتسني دخله،<br />
ومساعدة اأرسته داخل املخيم التي تعاين من ظروف اقتصادية سيئة.<br />
ثانياً- عينة الدراسة:<br />
بلغ حجم العينة التي خضعت للدراسة 2940 مفردة، وبلغ حجم جمتمع الدراسة<br />
للفئات العمرية اخلمس 58790 نسمة )28896 ذكوراً، 29884 اإناث( . سُ حب %5 من هذا<br />
العدد ليصبح حجم العينة 2940 مفردة )1446 من الذكور بنسبة % 49.18 من حجم العينة<br />
مقابل 1494 من االإناث بنسبة %50.12(. وباستخدام اأسلوب العينة الطبقية النسبية، مُ ثل<br />
اأفراد املجتمع االأصلي من حيث التوزيع النسبى لهم حسب اجلنس والفئة العمرية.<br />
ثالثاً- مستوى التحليل والتفسري:<br />
اإن ما مييز البحث السوسيولوجي عن غريه من البحوث، اأنه ال يختص بسلوك فردي اأو<br />
ظواهر فردية، واإمنا يدرس ظواهر وعالقات وتوجهات واأفعال اجتماعية ذات داللةٍ وانتشارٍ<br />
كبريين. وملا كان البحث السوسيولوجي جهداً هادفاً ملعرفة اأكرث عن جمتمع البحث مما<br />
نتعلمه يف حياتنا االجتماعية العادية، فاإن القيام مبثل هذا البحث كان ميكن اأن يتم باأكرث<br />
من منهج. وتوجّ ه الباحث اإىل اختيار املنهج اأو املناهج املالئمة يعتمد على اأمرين اأولهما<br />
ماهية اأهدافه التي يسعى لتحقيقها، وثانيهما نوع املواد اأو املعلومات التي ميكنه اأن<br />
يحصل عليها.<br />
93
اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />
)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(<br />
د. حسن البرميل<br />
والتقرير السوسيولوجي الذي ميثل خالصة البحث له صفتان مميزتان:<br />
●الأوىل: هي الدقة، فالباحث االجتماعي ال بد اأن يكون منضبطاً ودقيقاً يف<br />
توصيفاته قدر االإمكان، فاإذا استطاع عمل ذلك فاإنه يجد طريقه للحساب والقياس. وحتى<br />
يكون البحث والتحليل دقيقني، ينبغي اأن تتوافر فيهما خاصيتان اأساسيتان: املوضوعية<br />
يف املالحظة والتشكك فيما دوّنه االآخرون، وليس القصد باملوضوعية هنا اأن ينظر الباحث<br />
اإىل العامل بعقل اأجوف واإمنا على العكس من ذلك، اأن يكون مستعداً بالقدر نفسه ملواجهة<br />
حقائق قد توؤكد اأو تنفي معتقداته اأو تساوؤالته السابقة. ومن جهة اأخرى، فاإن الشك ال<br />
يقتضي من الباحث اأن يشك يف كل شيء سمعه اأو قراأه، واإمنا يعني حماولة التمييز بني<br />
تقارير ميكن التحقق منها، اأو ال ميكن التحقق منها، ومبعنى اأوضح التمييز بني املعرفة<br />
والتحيّز.<br />
●اأما الصفة الثانية للتقرير السوسيولوجي فهي االسرتشاد باأفكار سوسيولوجية.<br />
فالدقة وحدها ال جتعل الوصف ذا طبيعة سوسيولوجية. فاملحلل السوسيولوجي ينبغي اأن<br />
يكون لديه فيض من االأفكار التي تساعده على تشكيل الفروض املتعلقة مبوضوع دراسته.<br />
وهذه االأفكار اأو املفاهيم تشمل جزءاً كبرياً مما تعلمه كطالب لعلم االجتماع، اإنها تشكل<br />
سالحه للتحليل ومرشده يف البحث. ويود الباحث اأن يوؤكد اأن هذه املعطيات مل تغب عن فكره<br />
طوال فرتة البحث واإن بدا اأحياناً متحمساً ملواقف اأو اأفكار معينة ذات اأبعاد سياسية لهول<br />
ما واجهه ويواجهه جمهور الالجئني الفلسطينيني على اأرض فلسطني واأرض الشتات.<br />
ومتشياً مع ما هو معروف عند علماء االجتماع يف حتديدهم لنوعني من مستويات<br />
التحليل السوسيولوجي وهما: مستوى علم اجتماع الوحدات الكربى ،Macro- Sociology<br />
وعلم اجتماع الوحدات الصغرى، ياأتي مستوى التحليل الذي اتبعه الباحث هنا هو مستوى<br />
الوحدات الكربى.<br />
94<br />
●<br />
●<br />
نتائج الدراسة:<br />
بعد حرب عام 1948 وما رافقها من نتائج سلبية على البناء االجتماعي للمجتمع<br />
الفلسطيني، حترك الالجئون الفلسطينيون الذين نزحوا من ديارهم اإثر النكبة التي اأملّت<br />
بهم اإىل ثالثة مواقع خارج فلسطني، وهي االأردن وسوريا ولبنان، كما حترك قسم اآخر<br />
داخل فلسطني وتركزوا يف موقعني هما: الضفة الغربية وقطاع غزة. وبنزوحهم هذا شكل<br />
الالجئون جتمعات طارئة داخل املجتمع الفلسطيني سميت باملخيمات.<br />
وقد اأُجريت كثري من الدراسات على هذه التجمعات، سواء تلك التي تناولت اجلوانب<br />
االقتصادية واالجتماعية والدميوغرافية وعزلتها عن اجلوانب السياسية التي كانت
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
♦<br />
♦<br />
السبب الرئيس يف تشكيل ظاهرة املخيمات، الأسباب موجهة لصالح موؤسسات ذات صلة<br />
بالتوجهات االإرسائيلية، وهناك دراسات قليلة ركزت على اجلانب السياسي للمخيم، اإال<br />
اأن هذه الدراسات يف اأغلب اأهدافها جردت ظاهرة اللجوء من مضمونها الوطني، وحاولت<br />
تثبيت مفاهيم يف ذهن الالجئ الفلسطيني، تعلقت بالقبول باالأمر الواقع، وحتسني االأحوال<br />
املعيشية، واخلروج من االأوضاع املزرية التي يعيشها الالجئ داخل املخيم، والعيش يف<br />
حياة كرمية ميلوؤها الرخاء. وبعبارة اأدق حاولت هذه الدراسات اأن تُنظِّ ر ملفهوم التوطني<br />
لالجئني الفلسطينيني، وخروج بعضها بنتائج توحي للراأي العام، اأن الالجئني الفلسطينيني<br />
سيقبلون مبشاريع التوطني اإذا ما عُ رضت عليهم. واأن حق العودة اأصبح شعاراً يخلو من<br />
مضامينه العملية. لهذا جاءت هذه الدراسة لتبني زيف نتائج هذه الدراسات.<br />
ومما ال شك فيه اأن اأوضاع املخيمات الفلسطينية متباينة يف الضفة الغربية وقطاع<br />
غزة، فهل هذا التباين له اأثر يف تشكيل اجتاهات الالجئني نحو حق العودة؟ اأو بتساوؤل<br />
اأدق: هل اإقليم السكن الذي يقطنه الالجئ الفلسطيني له عالقة يف صياغة<br />
اجتاهاته نحو حق العودة؟ وهذا ما ستجيب عنه النتائج امليدانية االآتية:<br />
روؤية الالجئ نحو الراأي العام العاملي وحق العودة القانوين حسب مكان السكن:<br />
الجدول )2(<br />
نتائج اختبار )T( التجاهات أفراد العينة<br />
نحو الرأي العام العالمي وحق العودة القانوني حسب مكان السكن<br />
قيمة T<br />
الرقم<br />
البند<br />
الضفة الغربية<br />
)العدد 1521(<br />
متوسط<br />
انحراف<br />
قطاع غزة<br />
العدد )1153(<br />
متوسط<br />
انحراف<br />
درجة<br />
احلرية<br />
الدللة<br />
الإحصائية<br />
0.003<br />
2.957<br />
2672<br />
1.19<br />
1.79<br />
1.08<br />
1.92<br />
1- حق العودة هو حق فردي اختياري<br />
0.127<br />
1.527 -<br />
2672<br />
0.86<br />
2.76<br />
0.83<br />
2.71<br />
ال ميتلك اأي شخص كان التنازل عن حق<br />
العودة<br />
-2<br />
0.966<br />
0.042<br />
2672<br />
1.09<br />
2.20<br />
1.05<br />
3- حق العودة كفلته موؤسسات حقوق االإنسان 2.21<br />
0.032<br />
2.148<br />
2672<br />
1.13<br />
2.17<br />
1.04<br />
2.26<br />
قرار )194( يحدد بوضوح املكان الذي يحق<br />
لالجئني العودة اإليه بالضبط<br />
-4<br />
0.710<br />
0.372 -<br />
2672<br />
1.13<br />
2.51<br />
0.99<br />
2.50<br />
اإن صياغة القرار )194( ينطبق على كل<br />
الالجئني الفلسطينيني<br />
-5<br />
95
اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />
)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(<br />
د. حسن البرميل<br />
قيمة T<br />
الرقم<br />
البند<br />
الضفة الغربية<br />
)العدد 1521(<br />
متوسط<br />
انحراف<br />
قطاع غزة<br />
العدد )1153(<br />
متوسط<br />
انحراف<br />
درجة<br />
احلرية<br />
الدللة<br />
الإحصائية<br />
0.998<br />
0.003<br />
2672<br />
1.21<br />
2.05<br />
1.20<br />
2.05<br />
يحدد القرار )194( االإطار الزمني لعودة<br />
الالجئني اإىل ديارهم الفلسطينية<br />
-6<br />
0.089<br />
1.699<br />
2672<br />
1.08<br />
2.31<br />
1.03<br />
2.38<br />
يوؤكد قرار )194( باأن العودة يجب اأن تكون<br />
بناء على اخليار الشخصي لكل الجئ<br />
-7<br />
0.063<br />
1.858<br />
2672<br />
0.99<br />
2.58<br />
0.97<br />
2.66<br />
اإن التعامل مع قضية الالجئني كقضية<br />
خدمات بحتة تقدم من جانب بعض الدول هو<br />
حتايل على مفهوم حق العودة<br />
-8<br />
0.442<br />
0.768 -<br />
2672<br />
0.80<br />
2.75<br />
0.83<br />
2.73<br />
اإن تشكيل وكالة الغوث لتشغيل الالجئني<br />
الفلسطينيني (UNRWA) يعترب شاهداً على<br />
الظلم التاريخي الذي وقع على الفلسطينيني<br />
-9<br />
0.004<br />
2.915<br />
2672<br />
1.21<br />
2.19<br />
1.11<br />
2.32<br />
حق العودة حسب قرار )194( هو اإقرار بحق<br />
)اإرسائيل( يف الوجود<br />
10<br />
0.049<br />
1.967<br />
2672<br />
1.05<br />
2.30<br />
1.07<br />
2.39<br />
اإن رفض العرب لقرار )194( يف عام 1948<br />
ناتج عن اعتقادهم وقتها برسعة القضاء<br />
على اإرسائيل<br />
11<br />
0.978<br />
0.028<br />
2672<br />
0.99<br />
2.38<br />
0.92<br />
2.38<br />
اأصبح هناك وعي لدى الراأي العام االأوروبي<br />
بقضية حق العودة لالجئني<br />
12<br />
0.020<br />
2.330<br />
2672<br />
0.90<br />
2.79<br />
0.90<br />
13 اإن حق العودة ال يسقط بالتقادم الزمني 2.88<br />
من خالل االطالع على اجلدول )2( ، يتبني اأنه ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند<br />
املستوى 0.05 يف اأغلب بنود هذا املحور الذي يتعلق باجتاهات الالجئني الفلسطينيني<br />
نحو الراأي العام العاملي، وحق العودة القانوين حسب اإقليم السكن.<br />
ويف ثنايا هذا اجلدول، اأظهر الالجئون اجتاهاً يف الضفة الغربية يف العبارة الرابعة<br />
التي تتضمن اأن قرار )194( يحدد بوضوح املكان الذي يحق لالجئني العودة اإليه بالضبط،<br />
اإذ بلغ متوسط االجتاه لهذه العبارة عند الجئي الضفة 2.26 مقابل 2.17 عند الجئي قطاع<br />
غزة، من خالل ذلك يستدل على اأن اجتاه الالجئني نحو هذه العبارة، قد انبثق من معرفتهم<br />
باأن قرار )194( قد نص برصيح العبارة على اأن حق العودة لالجئني الفلسطينيني يقتضي<br />
السماح لهم بالعودة اإىل ديارهم.<br />
96
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
ويف السياق ذاته يالحظ اأن الالجئني الفلسطينيني، قد عربّ وا عن اجتاه قوي نوعاً ما<br />
نحو العبارة احلادية عرشة التي تتضمن اأن رفض العرب لقرار )194( يف عام 1948، ناجت<br />
عن اعتقادهم وقتها برسعة القضاء على اإرسائيل، اإال اأن قوة متوسط االجتاه عند الجئي<br />
الضفة كانت اأكرب من متوسط االجتاه عند الجئي قطاع غزة، حيث بلغ يف الضفة 2.39<br />
مقابل 2.30 يف قطاع غزة. وميكن تفسري هذا االجتاه باأن الالجئني كانوا على ثقة باأن<br />
الغربة لن تطول واأن الدول العربية ستنترص على العصابات الصهيونية التي اأعلنت )دولة<br />
اإرسائيل( على اأرض فلسطني عام 1948، واأن خروجهم من قراهم ليس اإال مساألة وقت، بل<br />
اإن كثريين من كبار السن بني اأوساط الالجئني اعتقدوا اأن خروجهم من قراهم لن يستمر<br />
اأكرث من اأسبوع، مما حدا ببعضهم اإىل اأن يحمل مفاتيح بيته معه عند خروجه منه.<br />
ويالحظ يف اجلدول ذاته اأن الجئي الضفة الغربية اأظهروا اجتاهاً نحو العبارة الثامنة<br />
التي تتضمن اأن التعامل مع قضية الالجئني كقضية خدمات بحتة تقدم من جانب بعض<br />
الدول هو حتايل على مفهوم حق العودة، حيث بلغ متوسط االجتاه عندهم 2.66 مقابل<br />
2.58 يف قطاع غزة. وبهذا يرفض الالجئون الفلسطينيون ربط قضيتهم بتقدمي املعونات<br />
واخلدمات بشكل جمرد باجلانب االإنساين، بل ينظرون اإليها من منطلق سياسي مرتبط<br />
بقضية اللجوء واأسبابه وطرق حله، والذي اأكدته االأمم املتحدة يف قراراتها ذات الساأن<br />
بقضية الالجئني الفلسطينيني، وبشكل خاص قرار )194( ، وهذا يعني استعادة املواطنة<br />
التي سلبت منهم يف عام 1948 )بابا دجي، 42( 1996: .<br />
ويظهر الالجئون يف الضفة الغربية اجتاهاً اإيجابياً بلغ متوسطه 2.88 نحو العبارة<br />
الثالثة عرشة التي تتعلق باأن حق العودة ال يسقط بالتقادم الزمني، مقابل 2.79 لدى الجئي<br />
قطاع غزة. ومن خالل ذلك يستدل على اأن القرية اأو املدينة الفلسطينية تعيش يف ذاكرة<br />
الالجئ ووجدانه، واأن الزمن لن يلغي حق شعب ترشد بفعل التطهري العرقي الذي مارسته<br />
العصابات الصهيونية، بدعم من الدول الغربية االستعمارية، وتوّجته بقرار سياسي يعرتف<br />
بهذا الكيان يف اأروقة االأمم املتحدة. لذا نرى اأن الالجئ الفلسطيني قد اأدرك اأن قرار )194(<br />
يعطي حقاً يف الوجود )لدولة اإرسائيل( ، حيث بلغ متوسط االجتاه عند الجئي الضفة الغربية<br />
على هذا الطرح 2.32 مقابل 2.19 عند الجئي قطاع غزة.<br />
خالصة االأمر، يتضح لدى القارئ اأن الالجئني يف الضفة الغربية قد اأظهروا اجتاهاً<br />
اأكرث قوة للعبارات التي نوقشت سابقاً من الجئي قطاع غزة، وهذا يعني اأن الوعي ببعض<br />
املضامني القانونية حلق العودة كان اأكرث نضجاً عند الالجئني يف الضفة الغربية من<br />
قطاع غزة.<br />
97
اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />
)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(<br />
د. حسن البرميل<br />
الرقم<br />
♦<br />
♦<br />
اإال اأن االجتاه لبعض مضامني هذا املحور كان ضعيفاً عند الالجئني الفلسطينيني<br />
لعدم اإدراكهم بشكل واضح للمضامني القانونية لقرار )194( .<br />
روؤية الالجئ الفلسطينى نحو االأساليب التى ميكن من خاللها حتقيق العودة حسب<br />
مكان السكن:<br />
الجدول )3(<br />
نتائج اختبار )T( التجاهات أفراد العينة<br />
نحو األساليب التي يمكن من خالها تحقيق العودة حسب مكان السكن<br />
البند<br />
الضفة الغربية<br />
العدد )1521(<br />
متوسط<br />
انحراف<br />
قطاع غزة<br />
العدد )1153(<br />
متوسط<br />
انحراف<br />
درجة<br />
احلرية<br />
قيمة T<br />
الدللة<br />
الإحصائية<br />
0.092<br />
0.364<br />
0.423<br />
0.183<br />
0.018<br />
0.898<br />
0.342<br />
0.738<br />
0.875<br />
1.685<br />
0.908 -<br />
0.801 -<br />
1.331 -<br />
2.363 -<br />
0.129<br />
0.950 -<br />
0.335 -<br />
0.157 -<br />
2672<br />
2672<br />
2672<br />
2672<br />
2672<br />
2672<br />
2672<br />
2672<br />
2672<br />
1.02<br />
1.07<br />
0.93<br />
1.11<br />
0.96<br />
1.03<br />
0.98<br />
0.99<br />
0.98<br />
2.71<br />
1.68<br />
2.75<br />
2.25<br />
2.76<br />
2.61<br />
2.95<br />
2.71<br />
2.62<br />
0.74<br />
0.93<br />
0.74<br />
1.01<br />
0.82<br />
0.85<br />
0.85<br />
0.90<br />
0.85<br />
2.77<br />
1.64<br />
2.73<br />
2.20<br />
2.68<br />
2.62<br />
2.91<br />
2.70<br />
2.62<br />
يجب على العامل الضغط على )اإرسائيل(<br />
بقبول قرار االأمم املتحدة )194( املتعلق<br />
بحق العودة<br />
اإن عودة الالجئني الفلسطينيني تتحقق<br />
من خالل املفاوضات السياسية<br />
اإن عودة الالجئني الفلسطينيني تتحقق<br />
باستخدام القوة العسكرية<br />
تتحقق العودة من خالل مشاركة عربية<br />
فعّالة يف املحافل الدولية<br />
تتحقق العودة من خالل حرب عربية<br />
اإرسائيلية شاملة<br />
حتقيق العودة يتم من خالل انتفاضة<br />
فلسطينية مسلحة<br />
الوحدة الوطنية الفلسطينية خطوة<br />
اأساسية لتحقيق العودة<br />
التالحم بني السلطة الوطنية الفلسطينية<br />
واجلماهري الفلسطينية سيوؤدي اإىل تركيز<br />
الثابت الوطني حول حق العودة<br />
الضغط على املصالح االأمريكية يف<br />
املنطقة العربية سيوؤدي اإىل اعرتاف<br />
اأمريكي بحق العودة<br />
-1<br />
-2<br />
-3<br />
-4<br />
-5<br />
-6<br />
-7<br />
-8<br />
-9<br />
98
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
قيمة T<br />
الرقم<br />
البند<br />
الضفة الغربية<br />
العدد )1521(<br />
متوسط<br />
انحراف<br />
قطاع غزة<br />
العدد )1153(<br />
متوسط<br />
انحراف<br />
درجة<br />
احلرية<br />
الدللة<br />
الإحصائية<br />
0.751<br />
0.557<br />
0.317 -<br />
0.588 -<br />
2672<br />
2672<br />
1.07<br />
1.10<br />
2.06<br />
2.01<br />
0.97<br />
1.00<br />
2.04<br />
1.99<br />
للجامعة العربية دور موؤثر يف الراأي<br />
العام العاملي حول حق العودة<br />
يقوم االإعالم العربي بدور موؤثر يف اإبراز<br />
حق العودة<br />
10<br />
11<br />
يتبني للمتفحص يف معطيات اجلدول )3( اأنه ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند<br />
املستوى 0.05 يف بنود هذا اجلدول )باستثناء العبارة اخلامسة( الذي يتعلق باجتاهات<br />
الالجئني الفلسطينيني نحو االأساليب التي من خاللها ميكن حتقيق العودة حسب اإقليم<br />
السكن. وهذا يدل على اأن اجتاهات الالجئني الفلسطينيني يف الضفة الغربية وقطاع غزة<br />
نحو هذا املجال متشابهة ومتسقة.<br />
ومن خالل عملية استقرائية ملتوسطات االجتاه الذي اأظهره الالجئون نحو العبارات<br />
الواردة يف هذا اجلدول، نالحظ اأن الالجئني ال يعلقون اآماالً كبرية على املفاوضات<br />
السياسية كاأسلوب يحققون من خالله عودتهم اإىل ديارهم، فقد اأظهر الالجئون اجتاهاً<br />
سلبياً نحو املفاوضات السياسية اجلارية بني الفلسطينيني واالإرسائيليني بلغ متوسطه يف<br />
الضفة الغربية ، 1.64 و 1.68 يف قطاع غزة، ومما يوؤكد اجتاههم نحو الطرح السابق ما<br />
اأبداه الالجئون نحو العبارة التي تتضمن اأن القوة العسكرية هي االأسلوب االأجنع يف حتقيق<br />
عودتهم، واأظهر الالجئون اجتاهاً اإيجابياً قوياً نحو الطرح السابق، بلغ متوسطه لدى<br />
مبحوثي الضفة الغربية 2.62 ولدى مبحوثي قطاع غزة 2.61، ويعاود الالجئون ليوؤكدوا<br />
اجتاهاتهم نحو اأساليب حق العودة باأن هذا احلق لن يسرتد اإال بحرب شاملة يخوضها<br />
العرب ضد )اإرسائيل( ، اإذ بلغ متوسط االجتاه عند الجئي الضفة الغربية نحو الطرح السابق<br />
2.68 و 2.76 عند الجئي قطاع غزة.<br />
وتتفق هذه النتائج مع ما خلصت اإليه دراسة )IPCRI( التي اأجريت عام 1997، والتي<br />
هدفت اإىل التعرف على روؤية الالجئني الفلسطينيني يف الضفة الغربية وقطاع غزة نحو<br />
اتفاقية اأوسلو، حيث اأشارت نتائج هذه الدراسة اإىل اأن الالجئني الفلسطينيني قد عربّ وا<br />
عن خيبة اأملهم من هذه االتفاقية، واأنها لن حتقق لهم اأية منفعة )9 -8 )IPCRI, :1997 .<br />
وتشارك دراسة حسني شعبان التوافق يف االجتاهات التي اأبداها الالجئون نحو اتفاقيات<br />
99
اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />
)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(<br />
د. حسن البرميل<br />
اأوسلو، والتي اأظهر الالجئون الفلسطينيون عدم تاأييدهم للمفاوضات وال لالتفاقيات<br />
املوقعة بني اجلانبني االإرسائيلي والفلسطيني، الأنها ال تضمن حقهم يف العودة اإىل اأوطانهم<br />
. )Sha’ban, 1998: 10- 13(<br />
كما توصلت اإىل النتائج نفسها كل من دراسة Pulfer( )Gerhard التي اأجراها<br />
سنة 1998 يف قطاع غزة، ودراسة Hijjawi( )Samar التي قامت بها يف سنة 1998 يف<br />
املخيمات الفلسطينية املقامة على االأراضي االأردنية، حيث خلصت الدراستان السابقتان<br />
اإىل اأن اتفاقية اأوسلو مل تعد اأكرث من جمرد وعود كاذبة وفارغة، واأن هذا االتفاق لن يسمح<br />
لالجئني بالعودة اإىل ديارهم االأصلية، كما اأن اتفاقية اأوسلو تتجاهل قضية الالجئني<br />
الفلسطينيني )5 -3 )Pulfer, :1998 . وتوؤكد دراسة )Hijjawi( اأن مفاوضات السالم قد<br />
جتاوزت كرامة الالجئني، وذلك الأن االإرسائيليني ال يحرتمون االتفاقيات التي يوقعونها<br />
مع الفلسطينيني )6 -2 )Hijjawi, :1998 وهذا ما توؤكده دراسة عبد الرحمن سنة 1992 يف<br />
خميمات االأردن.<br />
وتتعارض نتائج الدراسات السابقة مع دراسة قام بها مركز البحوث والدراسات<br />
الفلسطينية يف نابلس التي خلصت فيها اإىل اأن ما نسبته %65 من املبحوثني اأعربوا<br />
عن تاأييدهم التفاقية اأوسلو )مركز البحوث والدراسات الفلسطينية، 4(. 1995: ونالحظ<br />
اأن العامل الزمني بني هذه الدراسة والدراسات السابقة قد اأدى دوراً يف تغيري اجتاهات<br />
الالجئني نحو اتفاقية اأوسلو واملفاوضات بشكل عام.<br />
وقد اأظهر الالجئون اجتاهاً اإيجابياً قوياً يف كل من الضفة الغربية وغزة نحو العبارة<br />
التي تتضمن اأن الوحدة الوطنية الفلسطينية خطوة اأساسية لتحقيق العودة، حيث بلغ متوسط<br />
االجتاه لهذه العبارة لدى الجئي الضفة الغربية 2.91، وبلغ متوسط االجتاه للعبارة نفسها<br />
عند الجئي قطاع غزة 2.95. ويدل هذا على اأن حق العودة يعد قاسماً مشرتكاً جتمع عليه<br />
جميع رشائح البناء االجتماعي الفلسطيني. واأبدى الالجئون اجتاهاً ضعيفاً نحو دور<br />
اجلامعة العربية يف اإبراز حق العودة، حيث بلغ متوسط االجتاه عند الجئي الضفة الغربية<br />
2.04 مقابل 2.06 عند الجئي قطاع غزة، ورمبا كان سبب ذلك هو معرفة الالجئني بعجز<br />
وعدم جدّية اجلامعة العربية حول هذا املوضوع على مدار خمسة عقود مضت.<br />
كما يبدي الالجئون االجتاه الضعيف نفسه نحو دور االإعالم العربي يف اإبراز حق<br />
العودة. ويرجع الباحث سبب ذلك اإىل اأن الالجئني مدركون اأن قضيتهم مل تستحوذ على<br />
االهتمام الكايف يف اأروقة اجلامعة العربية، اأو على الصعيد االإعالمي العربي، الأنهم مل<br />
يلمسوا بشكل واقعي قرارات عملية تثري قضيتهم بشكل فعّال على الصعيدين العربي<br />
والعاملي.<br />
100
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
♦<br />
♦<br />
وخالصة االأمر، اأن الالجئني يف الضفة الغربية وقطاع غزة مل يظهروا فروقاً يف<br />
اجتاهاتهم نحو االأساليب التي ميكن من خاللها حتقيق العودة، باستثناء العبارة التي<br />
تتضمن اأن العودة تتحقق من خالل حرب عربية اإرسائيلية شاملة حيث كانت هذه العبارة<br />
دالة اإحصائياً، وكانت الفروق لصالح الجئي قطاع غزة حيث بلغ متوسط االجتاه عندهم<br />
2.76 مقابل 2.68 عند الجئي الضفة الغربية.<br />
ويرى الباحث اأن الدول العربية تستطيع اأن توؤدي دوراً يف هذا املجال، من خالل<br />
الضغط على املصالح الغربية يف املنطقة العربية، كي يجربوا الدولة العربية على تنفيذ<br />
قرارات االأمم املتحدة وخاصة قرار )194( كحد اأدنى.<br />
روؤية الالجئ نحو احللول املقرتحة بساأن قضية الالجئني حسب مكان السكن:<br />
الجدول )4(<br />
نتائج اختبار )T( التجاهات أفراد العينة<br />
نحو الحلول المقترحة بشأن قضية الاجئين حسب مكان السكن<br />
قيمة T<br />
الرقم<br />
البند<br />
الضفة الغربية<br />
العدد )1521(<br />
متوسط<br />
انحراف<br />
قطاع غزة<br />
العدد )1153(<br />
متوسط<br />
انحراف<br />
درجة<br />
احلرية<br />
الدللة<br />
الإحصائية<br />
0.427<br />
0.794 -<br />
2672<br />
0.97<br />
2.77<br />
0.77<br />
2.74<br />
اأقبل عودة الالجئني اإىل قراهم مع<br />
تعويض كلي عن الظلم الذي وقع عليهم<br />
-1<br />
0.768<br />
0.295<br />
2672<br />
1.00<br />
2.70<br />
0.81<br />
2.71<br />
تنفيذ قرار )194( الذي يدعو اإىل عودة<br />
الالجئني الفلسطينيني اإىل ديارهم التي<br />
هجّ روا منها عام 1948<br />
-2<br />
0.482<br />
0.703 -<br />
2672<br />
1.35<br />
1.78<br />
1.29<br />
1.74<br />
عودة الالجئني الفلسطينيني من خارج<br />
فلسطني اإىل اأراضي السلطة الفلسطينية<br />
يعترب تطبيقاً لقرار حق العودة<br />
-3<br />
0.012<br />
2.520 -<br />
2672<br />
1.22<br />
1.58<br />
0.94<br />
1.47<br />
اأقبل اجلنسية االإرسائيلية اإذا ما اأتيحت<br />
يل الفرصة يف العودة اإىل بلدي<br />
-4<br />
0.027<br />
2.210 -<br />
2672<br />
1.17<br />
2.30<br />
1.01<br />
2.21<br />
اإن جمع شمل العائالت يعترب من<br />
اأشكال حق العودة<br />
-5<br />
0.079<br />
1.765 -<br />
2672<br />
1.16<br />
1.56<br />
0.99<br />
1.49<br />
مقايضة السيادة الفلسطينية على<br />
القدس بحق العودة<br />
-6<br />
101
اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />
)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(<br />
د. حسن البرميل<br />
قيمة T<br />
الرقم<br />
البند<br />
الضفة الغربية<br />
العدد )1521(<br />
متوسط<br />
انحراف<br />
قطاع غزة<br />
العدد )1153(<br />
متوسط<br />
انحراف<br />
درجة<br />
احلرية<br />
الدللة<br />
الإحصائية<br />
0.015<br />
0.026<br />
0.193<br />
0.448<br />
0.008<br />
0.227<br />
0.489<br />
2.435 -<br />
2.225 -<br />
1.303<br />
0.759 -<br />
2.635 -<br />
1.210 -<br />
0.692 -<br />
2672<br />
2672<br />
2672<br />
2672<br />
2672<br />
2672<br />
2672<br />
1.07<br />
1.08<br />
1.16<br />
1.11<br />
1.17<br />
1.19<br />
1.26<br />
1.37<br />
1.37<br />
2.46<br />
1.29<br />
1.33<br />
1.42<br />
1.82<br />
0.84<br />
0.89<br />
0.99<br />
0.94<br />
0.85<br />
0.98<br />
1.12<br />
1.28<br />
1.28<br />
2.52<br />
1.26<br />
1.22<br />
1.37<br />
1.79<br />
التنازل االإرسائيلي عن املستوطنات<br />
يف الضفة الغربية وغزة مقابل عدم<br />
املطالبة بحق العودة<br />
اإتاحة الفرصة لالجئني الفلسطينيني<br />
بالهجرة اإىل اأمريكا وكندا<br />
اأقبل العودة ضمن اإطار زمني طويل<br />
االأجل اإىل بلدي<br />
اأتنازل عن حق العودة واأقبل<br />
بالتعويض لو منحت يل جنسية عربية<br />
اأتنازل عن حق العودة واأقبل التعويض<br />
لو منحت يل جنسية اأجنبية<br />
االأوضاع االقتصادية التي اأعيشها االآن<br />
تقلل من مطالبتي بحق العودة<br />
عودة الالجئني الفلسطينيني اإىل<br />
ديارهم تشكل عامالً لزيادة التنمية<br />
االقتصادية يف )اإرسائيل(<br />
-7<br />
-8<br />
-9<br />
10<br />
11<br />
12<br />
13<br />
تشري نتائج معظم العبارات يف اجلدول )4( اأنه ال يوجد فروق ذات داللة اإحصائية عند<br />
املستوى 0.05 بني اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو احللول املقرتحة بساأن قضية<br />
الالجئني حسب اإقليم السكن، وهذا يشري اإىل اأن االجتاهات متوافقة بني الالجئني يف الضفة<br />
الغربية والالجئني يف قطاع غزة نحو هذه العبارات التي حتمل االأرقام االآتية )1، 6، 3، 2،<br />
. )13 ،12 ،10 ،9<br />
فقد اأظهر الالجئون اجتاهاً اإيجابياً قوياً يف الضفة الغربية نحو العبارة التي تتضمن<br />
قبولهم بالعودة مع التعويض عن الظلم الذي وقع عليهم خالل الفرتة التاريخية املاضية،<br />
وبلغ متوسط االجتاه عندهم 2.74، وكذلك اأبدى الالجئون يف غزة االجتاه نفسه نحو<br />
العبارة السابقة حيث بلغ متوسطه عندهم 2.77.<br />
يالحظ من خالل ما سبق اأن عامل الزمن مل يلغِ حق العودة ومل يبعده عن ذاكرة<br />
الالجئني كما تنباأ منظرو احلركة الصهيونية يف عام 1948، كما نالحظ اأن االجتاهات نحو<br />
102
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
حق العودة كانت قاسماً مشرتكاً بني الالجئني الفلسطينيني داخل فلسطني وبني الالجئني<br />
خارجها، وتوؤكد هذه املعطيات اأن عامل التنشئة االجتماعية يف اأرسة الالجئ الفلسطيني<br />
لها دور بارز يف تثبيت حق العودة يف ذاكرة اأبنائها مهما تغري املكان اأو الزمان الذي<br />
يعيشه الالجئ.<br />
ويف ثنايا اجلدول السابق، نالحظ الرفض القاطع الذي يبديه الالجئون نحو العبارة<br />
التي تقول باأن عودة الالجئني الفلسطينيني من خارج فلسطني اإىل اأراضي السلطة الفلسطينية<br />
يعدُّ تطبيقاً لقرار حق العودة. حيث بلغ متوسط االجتاه السلبي نحو العبارة السابقة عند<br />
الجئي الضفة الغربية 1.74 و 1.78 عند الجئي قطاع غزة. لذلك فاإن الالجئني يجمعون<br />
على اأن العودة تعني الرجوع اإىل القرى واملدن الفلسطينية التي خرج منها هوؤالء الالجئون<br />
كما نص قرار )194( بوضوح، وقد اأظهر الالجئون اجتاهاً اإيجابياً قوياً نحو الطرح السابق،<br />
حيث بلغ متوسط االجتاه عند الجئي الضفة 2.71 مقابل 2.70 يف غزة.<br />
وتشارك دراسة مركز القدس لالإعالم واالتصاالت ومركز Stainmetz( )Tami التي<br />
اأجريت سنة 1999 النتيجة السابقة، حيث اأكد هذا املركز يف دراسته اأن اأكرث من %80 من<br />
سكان الضفة الغربية وقطاع غزة الذين اُستجوبوا، يعتقدون اأن تنفيذ قرار االأمم املتحدة<br />
)194( ، والذي يدعو اإىل تطبيق حق العودة لالجئني الفلسطينيني وتعويضهم، ميكن اأن<br />
يستخدم كحل لقضية الالجئني. ومع اأن هذا القرار يعطي احلق بالوجود )لدولة اإرسائيل(<br />
، فاإن الفلسطينيني يرفضون رفضاً كبرياً القبول باجلنسية االإرسائيلية اإذا ما اأتيحت لهم<br />
الفرصة بالعودة اإىل ديارهم، حيث عرب الالجئون الفلسطينيون عن اجتاه سلبي نحو هذا<br />
الطرح يف الضفة الغربية بلغ متوسطه 1.47 مقابل 1.58 يف غزة. وهذه العبارة دالة<br />
اإحصائياً، حيث كانت الفروق لصالح الجئي غزة. وتتوافق هذه النتيجة مع نتائج دراسة<br />
رياض عويضة التي اأجراها سنة 1998، التي اأكدت اأن ما نسبته %72.2 من اأفراد العينة<br />
املبحوثة يرفضون حمل جواز السفر االإرسائيلي يف حالة رجوعهم اإىل ديارهم.<br />
وحول االدعاء االإرسائيلي الذي يذهب اإىل اأن حق العودة يتم من خالل سماح السلطات<br />
االإرسائيلية بجمع شمل العائالت من خارج فلسطني اإىل اأراضي السلطة الفلسطينية، فاإن<br />
الالجئني الفلسطينيني يبدون اجتاهاً ضعيفاً نحو هذا الطرح يف الضفة الغربية اإذ بلغ<br />
متوسطه 2.21 مقابل 2.30 يف قطاع غزة. وواضح اأن هذه العبارة دالة اإحصائياً عند<br />
املستوى 0.05، وكانت الفروق لصالح الالجئني يف قطاع غزة.<br />
ويظهر الالجئون اجتاهاً سلبياً نحو العبارة التي تتضمن مقايضة السيادة الفلسطينية<br />
على القدس بحق العودة، اإذ بلغ هذا املتوسط عند الجئي الضفة الغربية 1.49 وعند الجئي<br />
103
اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />
)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(<br />
د. حسن البرميل<br />
قطاع غزة 1.56. وهذا يعني اأن الالجئني الفلسطينيني يعتربون اأن رجوعهم اإىل ديارهم ال<br />
يقل قدسية عن القدس الرشيف، لذلك نراهم يرفضون جميع العروض واالغراءات واالأفكار<br />
التي تقدم لهم كالتنازل عن حق العودة مقابل تنازل )اإرسائيل( عن املستوطنات يف الضفة<br />
الغربية وقطاع غزة، اإذ بلغ موؤرش االجتاه السلبي نحو هذا الطرح 1.28 عند الجئي الضفة<br />
الغربية، مقابل 1.37 عند الجئي قطاع غزة. وتعدُّ هذه العبارة دالة اإحصائياً عند املستوى<br />
0.05، حيث كانت درجة الرفض عند الجئي الضفة اأكرب من قطاع غزة.<br />
كما يرفض الالجئون الهجرة اإىل اأمريكا وكندا مقابل نسيانهم حق العودة، اإذ بلغ<br />
موؤرش االجتاه السلبي نحو الطرح السابق 1.28 عند الجئي الضفة الغربية مقابل 1.37 عند<br />
الجئي قطاع غزة. وتوجد فروق ذات داللة اإحصائية عند املستوى 0.05 لصالح الالجئني<br />
الضفة الغربية، الأنهم عربوا عن اجتاه اأكرث سلبية من الجئي قطاع غزة نحو هذه العبارة.<br />
ونالحظ االجتاه السلبي الرافض ملا تتضمنه العبارة احلادية عرشة الذي اأبداه<br />
الالجئون، املتمثل فى عدم قبولهم التنازل عن حق العودة مقابل تعويض مايل ومنحهم<br />
جنسية اأجنبية، كما تبني اأنه ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى 0.05 بني<br />
الجئي الضفة وغزة، اإذ كانت درجة الرفض متقاربة عند العينتني. حيث عربّ الجئو الضفة<br />
الغربية عن اجتاه سلبي بلغ متوسطه 1.22 مقابل 1.33 عند الجئي قطاع غزة للعبارة<br />
السابقة.<br />
وبالرغم من سوء االأوضاع االقتصادية التي يعيشها الالجئون، فاإن ذلك مل يقلل من<br />
مطالبتهم بحق العودة. وهذا ما عربّ عنه الالجئون يف الضفة باجتاه سلبي بلغ موؤرشه<br />
1.37 مقابل 1.42 عند الجئي قطاع غزة نحو العبارة الثانية عرشة.<br />
ويوؤكد الالجئون اأن عودتهم اإىل ديارهم ال تعني انخراطهم يف املوؤسسة االقتصادية<br />
االإرسائيلية، واأنهم لن يكونوا عامل تنمية )لدولة اإرسائيل( ، وهذا االجتاه يُستدل عليه<br />
من املوؤرش السلبي الذي اأبداه الالجئون نحو العبارة التي تتضمن اأن عودة الالجئني<br />
الفلسطينيني اإىل ديارهم تشكل عامالً لزيادة التنمية االقتصادية يف )اإرسائيل( ، حيث بلغ<br />
متوسط الرفض لهذه العبارة 1.79 يف الضفة، ويشابهه احلال يف قطاع غزة حيث بلغ<br />
متوسط الرفض للعبارة ذاتها 1.82.<br />
من خالل ما ورد سابقاً يتبني اأنه ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند املستوى<br />
0.05 يف اجتاهات الالجئني نحو احللول املقرتحة حلل قضية الالجئني حسب متغري<br />
السكن.<br />
روؤية الالجئ الفلسطيني نحو املفاوضات الفلسطينية االإرسائيلية وحق العودة<br />
حسب مكان السكن:<br />
104<br />
♦<br />
♦
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
الجدول )5(<br />
نتائج اختبار )T( التجاهات أفراد العينة<br />
نحو المفاوضات الفلسطينية اإلسرائيلية وحق العودة حسب مكان السكن<br />
قيمة T<br />
الرقم<br />
البند<br />
الضفة الغربية<br />
العدد )1521(<br />
متوسط<br />
انحراف<br />
قطاع غزة<br />
العدد )1153(<br />
متوسط<br />
انحراف<br />
درجة<br />
احلرية<br />
الدللة<br />
الإحصائية<br />
0.961<br />
0.312<br />
0.748<br />
0.048<br />
1.011<br />
0.322 -<br />
2672<br />
2672<br />
2672<br />
1.13<br />
1.14<br />
1.19<br />
2.47<br />
2.49<br />
2.54<br />
1.01<br />
0.96<br />
1.00<br />
2.47<br />
2.54<br />
2.52<br />
اإن املفاوض الفلسطيني سيتمسك باحلقوق<br />
الثابتة املتعلقة بحق العودة والتعويض<br />
يرتكز املفاوض الفلسطيني يف املفاوضات<br />
حول حق العودة على اأساس قانوين<br />
اإن تاأجيل بحث قضية الالجئني للمرحلة<br />
النهائية يف املفاوضات السياسية سيشكل<br />
خطراً على حق العودة والتعويض<br />
-1<br />
-2<br />
-3<br />
0.001<br />
3.663 -<br />
2672<br />
1.23<br />
2.44<br />
1.04<br />
2.28<br />
قد يتنازل املفاوض الفلسطيني عن حق<br />
العودة<br />
-4<br />
0.770<br />
0.292 -<br />
2672<br />
1.22<br />
2.07<br />
1.04<br />
2.05<br />
يثق الالجئ باملفاوض الفلسطيني بساأن<br />
حق العودة<br />
-5<br />
يتضح من بيانات اجلدول )5( اأن هناك فروقاً ذات داللة اإحصائية عند املستوى<br />
0.05 يف العبارة الرابعة.<br />
ويالحظ اأن اجتاهات الالجئني يف الضفة نحو العبارة التي تتضمن اأن املفاوض<br />
الفلسطيني يرتكز يف املفاوضات حول حق العودة على اأساس قانوين قد كانت اأكرث قوة<br />
من اجتاهات الالجئني يف قطاع غزة، اإذ بلغ متوسط االجتاه يف الضفة 2.54 مقابل 2.49<br />
يف غزة، ويظهر الالجئون اجتاهاً ضعيفاً نحو العبارة الرابعة التي تتضمن اأن املفاوض<br />
الفلسطيني قد يتنازل عن حق العودة، حيث بلغ متوسط االجتاه نحو هذه العبارة عند الجئي<br />
الضفة 2.28 مقابل 2.44 يف قطاع غزة.<br />
وتشري املعطيات يف اجلدول ذاته اأنه ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند املستوى<br />
0.05 يف اجتاهات الالجئني يف العبارات )1، 5( 3، 2، . فقد عربّ الالجئون عن اجتاه<br />
اإيجابي نحو العبارة التي تتضمن اأن تاأجيل بحث قضية الالجئني للمرحلة النهائية يف<br />
املفاوضات السياسية سيشكل خطراً على حق العودة والتعويض، وبلغ متوسط هذا االجتاه<br />
يف الضفة الغربية 2.52 مقابل 2.54 يف قطاع غزة.<br />
105
اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />
)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(<br />
د. حسن البرميل<br />
وتتوافق هذه النتيجة مع ما توصلت اإليه دراسة -IPCRI– )املركز االإرسائيلي<br />
الفلسطيني للبحث واملعلومات( سنة 1998، حيث عارض %58 من االأفراد الذين قوبلوا<br />
عملية تاأخري املفاوضات اإىل املرحلة النهائية، ويعتقد الالجئون اأن قضيتهم هي اأساس<br />
املشكلة الفلسطينية ككل، واأن تاأجيلها اإىل مفاوضات احلل النهائي يعرب عن اإشارة واضحة<br />
بعدم اجلدّية جتاه هذا املوضوع من قبل املفاوضني. )137 -94 )IPCRI, :1998<br />
ويظهر الالجئون اجتاهاً سلبياً نحو املفاوض الفلسطيني، ويبدون تشككهم نحو<br />
متسكه بحق العودة، فقد بلغ متوسط االجتاه نحو هذا الطرح عند الجئي الضفة الغربية<br />
2.05 مقابل 2.07 يف قطاع غزة، كما اأن الالجئني مل يظهروا اجتاهاً اإيجابياً قوياً نحو<br />
العبارة التي تتضمن اأن املفاوض الفلسطيني سيتمسك باحلقوق الثابتة املتعلقة بحق<br />
العودة والتعويض، اإذ بلغ متوسط االجتاه عند الالجئني يف الضفة الغربية نحو هذه الفقرة<br />
2.47 واحلال نفسه يف قطاع غزة.<br />
ولعل ضعف االجتاهات التي اأظهرها الالجئون نحو املفاوض الفلسطيني، ناجت عن<br />
تغييب واضح لقضيتهم يف املفاوضات السياسية بني الفلسطينيني واالإرسائيليني، وهذا<br />
الوضع اأثار لديهم تخوفاً من جتاوز الثابت الوطني الذي دافع عنه الالجئون عرب العقود<br />
اخلمسة املاضية، ودفعوا ثمناً باهظاً من اأجل التمسك بحق العودة.<br />
اإضافة اإىل ذلك، اأن الالجئني قد ملسوا ضعفاً عاماً يف االأداء التفاوضي الفلسطيني<br />
مع اجلانب االإرسائيلي، ورمبا يكون هذا الضعف ناجتاً عن نقص يف اخلربة التفاوضية.<br />
وخري دليل على ذلك اأن املفاوض الفلسطيني يف بداية مرحلة املفاوضات مل يتطرق اإىل<br />
قضية االأرسى الفلسطينيني، ووقِّع على اإعالن املبادئ دون البحث يف هذه القضية ال من<br />
بعيد وال من قريب، مما اأتاح الفرصة للوفد املفاوض االإرسائيلي يف املساومة على هوؤالء<br />
االأرسى مقابل تنازالت فلسطينية سياسية، وهذا يعدُّ موؤرشاً واضحاً على ضعف املفاوض<br />
الفلسطيني.<br />
ومن جهة اأخرى، ميكن تفسري االجتاهات السلبية التي اأظهرها الالجئون نحو<br />
املفاوض الفلسطيني، اأن الالجئ الفلسطيني يدرك اأن هناك عنارص قيادية فلسطينية<br />
يف السلطة الفلسطينية تبدي تنازالت علنية ورصيحة جتاه حق العودة قبل البدء بعملية<br />
املفاوضات حول املرحلة النهائية.<br />
ويتفق هذا الطرح مع دراسة حسني شعبان الذي خلص يف دراسته اإىل اأن الالجئني<br />
الفلسطينيني قد عربوا عن استيائهم من اأداء قيادتهم الفلسطينية، واأنهم عرفوها على<br />
حقيقتها. )9 -8 )IPCRI, :1997 . وتشارك دراسة Hijjawi هذه النتيجة، اإذ خلصت الباحثة<br />
اإىل اأن الالجئني الفلسطينيني يدركون اأن القيادة الفلسطينية غري قادرة على اسرتجاع<br />
حقوق الالجئني 6( 2- )Hijjawi, 1998: .<br />
106
♦<br />
♦<br />
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
روؤية الالجئ نحو التوطني حسب مكان السكن:<br />
تشري النتائج الواردة يف اجلدول )6( اأنه ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند<br />
املستوى 0.05، بني اجتاهات الالجئني نحو التوطني ومتغري السكن يف معظم بنود هذا<br />
املحور والتي تقع حتت االأرقام االآتية ،2( )8 ،7 ،6 ،5 ،4 .<br />
الجدول )6(<br />
نتائج اختبار )T( التجاهات أفراد العينة نحو التوطين حسب مكان السكن<br />
قيمة T<br />
الرقم<br />
البند<br />
الضفة الغربية<br />
العدد )1521(<br />
متوسط<br />
انحراف<br />
قطاع غزة<br />
العدد )1153(<br />
متوسط<br />
انحراف<br />
درجة<br />
احلرية<br />
الدللة<br />
الإحصائية<br />
0.014<br />
0.067<br />
0.010<br />
0.687<br />
0.271<br />
0.731<br />
0.234<br />
0.771<br />
2.460 -<br />
1.830 -<br />
2.587 -<br />
0.403 -<br />
1.100 -<br />
0.344 -<br />
1.191 -<br />
0.291 -<br />
2672<br />
2672<br />
2672<br />
2672<br />
2672<br />
2672<br />
2672<br />
2672<br />
1.23<br />
1.25<br />
1.05<br />
1.23<br />
1.20<br />
1.14<br />
0.69<br />
0.68<br />
2.35<br />
1.76<br />
1.64<br />
2.22<br />
2.35<br />
2.41<br />
2.79<br />
2.76<br />
1.10<br />
1.10<br />
0.93<br />
1.13<br />
1.06<br />
1.00<br />
0.79<br />
0.76<br />
2.24<br />
1.67<br />
2.54<br />
2.20<br />
2.30<br />
2.39<br />
2.76<br />
2.75<br />
اإن حتسني االأوضاع املعيشية لالجئني<br />
يف املخيمات يعد مقدمة لتوطينهم<br />
اإن االأوضاع االقتصادية التي يعيشها<br />
الالجئ الفلسطيني قد جتربه على قبول<br />
خيار التوطني<br />
اإذا كان خيار التوطني خياراً وحيداً<br />
من )اإرسائيل( فستكون هناك انتفاضة<br />
شعبية مسلحة<br />
اإن منح الفلسطينيني جنسية الدول<br />
املضيفة لهم سيوؤدي اإىل مترير سياسة<br />
التوطني<br />
اإن تقليص وكالة الغوث خلدماتها<br />
املقدمة لالجئني الفلسطينيني اإمنا<br />
يهدف اإىل توطني الالجئني<br />
اإن نقل صالحية وكالة الغوث اإىل<br />
السلطة الوطنية الفلسطينية سيوؤدي اإىل<br />
جتاوز حق العودة اإىل خيار التوطني<br />
اإن حتسني االأحوال املعيشية لالجئ<br />
داخل املخيم هي من حقه يف تخفيف<br />
معاناته<br />
اإن حتسني االأحوال املعيشية لالجئ<br />
داخل املخيم تعزز من صموده اإىل حني<br />
عودته<br />
-1<br />
-2<br />
-3<br />
-4<br />
-5<br />
-6<br />
-7<br />
-8<br />
107
اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />
)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(<br />
د. حسن البرميل<br />
ويالحظ اأن هناك فروقاً ذات داللة اإحصائية عند املستوى 0.05 نحو العبارة التي<br />
تتضمن اأن حتسني االأحوال املعيشية لالجئني يف املخيمات يعد مقدمة لتوطينهم، اإذ بلغ<br />
متوسط االجتاه عند الالجئني يف الضفة الغربية 2.24 مقابل 2.35 يف قطاع غزة. كما<br />
يبدي الالجئون اجتاهاً سلبياً نحو الطرح القائل اأن االأوضاع االقتصادية التي يعيشها<br />
الالجئ الفلسطيني، قد جتربه على قبول خيار التوطني، حيث بلغ متوسط االجتاه عند<br />
الالجئني يف الضفة الغربية 1.67، وبلغ يف قطاع غزة 1.76.<br />
وهذه النتيجة تتوافق مع نتائج دراسة الفسفوس التي اأجراها سنة 1985، حيث دلت<br />
نتائج دراسته على رفض الالجئني خليار التوطني الذي طرحه بن بورات، بالرغم من سوء<br />
االأوضاع االقتصادية التي يعيشها الالجئون يف املخيمات الفلسطينية )الفسفوس، 1985:<br />
. )30 -10<br />
وتنسجم هذه النتيجة مع ما اأوردته دراسة مركز االأبحاث واالستطالعات الفلسطيني<br />
سنة 1994 التي اأكدت نتائجه على رفض الالجئني الفلسطينيني خليار التوطني. Center(<br />
)for Palestine Research and Studies Survey Research Unite, 1994: 1- 6<br />
وتشري نتائج دراسة الباحثة Hazboun اإىل اأن اإعادة توطني الالجئني يف حي الشيخ<br />
رضوان قد فشل بشكل ذريع، الأن الالجئني الفلسطينيني يف هذا احلي قد شاركوا يف اأحداث<br />
االنتفاضة الفلسطينية عام 1987 بشكل قوي، وهذا يوؤكد اأن خطة التوطني التي اقرتحتها<br />
اإرسائيل، واملتمثلة باإنشاء حي الشيخ رضوان، مل يبدد اأحالم الالجئني الفلسطينيني يف<br />
العودة اإىل قراهم التي هجروا عنها عام )41 1948 -40 )Hazboun, :1996 .<br />
ويالحظ اأن العبارة التي تتضمن اأنه اإذا كان خيار التوطني خياراً وحيداً من )اإرسائيل(<br />
فستكون هناك انتفاضة مسلحة، تظهر فروقاً ذات داللة اإحصائية عند املستوى 0.05،<br />
وكانت الفروق لصالح الالجئني يف قطاع غزة، اإذ بلغ متوسط االجتاه عندهم 2.64 مقابل<br />
2.54 عند الجئي الضفة الغربية.<br />
وتنسجم هذه النتائج مع ما توصلت اإليه دراسة -IPCRI– التي خلصت اإىل اأن<br />
الالجئني يف املخيمات الفلسطينية قد عربوا عن اجتاه قوي نحو تبني النضال املسلح،<br />
اإذا ما مت جتاهل حقوق الالجئني يف العودة وتعويضهم عن سنوات احلرمان التي عانوا<br />
منها طوال اأكرث من خمسني عاماً انقضت )137 -94 )ICPRI, :1998 . كما اأظهرت دراسة<br />
Sirhan اأن الالجئني الفلسطينيني يف خميمات لبنان يعتقدون اأن فلسطني لن تتحرر اإال من<br />
خالل الكفاح املسلح 0( 49- )Sirhan, 1970: .<br />
108
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
ومن خالل تفحص بيانات اجلدول )6( يالحظ اأن الالجئني اأظهروا اجتاهاً قوياً نحو<br />
العبارة التي تتضمن اأن حتسني االأحوال املعيشية لالجئ داخل املخيم هي من حقه حتى<br />
تساهم يف تخفيف معاناته، اإذ بلغ متوسط االجتاه عند الجئي غزة نحو العبارة السابقة<br />
2.79 مقابل 2.76 عند الجئي الضفة الغربية، ولعل سوء االأوضاع االقتصادية والسكنية<br />
يف املخيمات يف قطاع غزة يفوق اأوضاع املخيمات يف الضفة الغربية، مما ترك اأثراً يف<br />
تشكيل هذا االجتاه عند الجئي قطاع غزة. وتتفق هذه النتيجة مع ما متخضت عنه دراسة<br />
مركز االأبحاث واالستطالعات الفلسطيني، اإذ عربّ ت نسبة كبرية من الالجئني الفلسطينيني<br />
الذين خضعوا لالستطالع عن تاأييدهم لتحسني مستوى املعيشة داخل خميماتهم. Center(<br />
)for Palestine Research and Studies Survey Research Unite, 1994: 1- 6<br />
كما تنسجم هذه النتيجة مع ما توصلت اإليه دراسة Jarrar الذي اأكد اأن الالجئني<br />
يطالبون بتحسني اأوضاعهم االقتصادية يف املخيمات اإىل حني عودتهم اإىل قراهم التي<br />
ستاأخذ زمناً طويالً 108( 104- )Jarrar, 1996: .<br />
ويظهر الالجئون اجتاهاً اإيجابياً قوياً نحو العبارة التي تذهب اإىل اأن حتسني االأحوال<br />
املعيشية لالجئ داخل املخيم تعزز من صموده اإىل حني عودته، اإذ بلغ متوسط االجتاه لهذه<br />
العبارة عند الجئي الضفة الغربية 2.75 مقابل 2.76 يف قطاع غزة.<br />
وتتوافق هذه النتيجة مع نتائج دراسة املكتب الصحفي التابع لوزارة االإعالم<br />
الفلسطينية، التي اأكدت نتائجه اأن الالجئ يف املخيمات الفلسطينية املقامة على اأراضي<br />
الضفة الغربية متمسك بالعيش يف خميمه، الأن ذلك يعد ضمانة نحو حقه يف العودة اإىل<br />
بلده الذي هُ جر منه )10 )PASIA, :1995 .<br />
اأما بالنسبة لوكالة الغوث، فقد عربّ الالجئون عن اجتاه ضعيف نحو تقليص خدماتها<br />
كمقدمة لتوطينهم، وبلغ متوسط االجتاه عند الالجئني يف الضفة الغربية 2.30، وبلغ يف<br />
قطاع غزة 2.35، ونالحظ اأن خصائص االجتاه السابق نفسها انطبقت على العبارة التي<br />
تتضمن اأن نقل صالحيات وكالة الغوث اإىل السلطة الوطنية الفلسطينية، سيوؤدي اإىل جتاوز<br />
حق العودة اإىل خيار التوطني، حيث بلغ متوسط االجتاه نحو هذه العبارة عند الجئي الضفة<br />
الغربية 2.39، وبلغ يف قطاع غزة 2.41، وهو اجتاه ضعيف يف جممله.<br />
ويالحظ اأن هناك تشابهاً بني هذه النتيجة ونتائج دراسة رياض عويضة حيث اأكد<br />
الالجئون املستطلعون يف دراسته اأن وكالة الغوث )بالرغم من اأنها حافظت على حق<br />
العودة باإبقاء مشكلة الالجئني حيّة( فاإنها غري قادرة على تنفيذ قرارات سياسية، وقد وافق<br />
%74.9 من املبحوثني على اأن اإنهاء اأعمال وكالة الغوث يكون بشكل تدريجي، ويجب اأن<br />
يكون مواكباً لتطبيق حق العودة )عويضة، 110- 1998: 111( .<br />
109
اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />
)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(<br />
د. حسن البرميل<br />
ولعل املفاهيم املتعلقة باللجوء واأسبابه تعد من املواضيع احلساسة واملختلف عليها<br />
بني طرفني من الباحثني، طرف يوؤيد وجهة النظر االإرسائيلية، ويوافق على ما طرحته من<br />
اأسباب لظهور مشكلة الالجئني، وطرف معارض )وطني( يخالف تلك االآراء.<br />
مناقشة النتائج:<br />
يتناول هذا اجلزء من الدراسة معاجلة النتائج امليدانية التى اأسفرت عنها هذه الدراسة<br />
فى ضوء االأطروحات النظرية التى متحورت حول مقولة الفعل االجتماعي يف سياقه<br />
الوظيفي. بعيداً عن اإطاره االأيدولوجي الذي نساأ فيه. وبناء عليه ميكن قولبة مفهوم حق<br />
العودة الذى عرب عنه الالجئون من خالل اجتاهاتهم وفق الروؤية السوسيولوجية الآتية:<br />
♦اأولً: حق العودة اأصبح مرجعية الفعل االجتماعي الفلسطيني مبضامينه املختلفة،<br />
االجتماعية والسياسية واالقتصادية والرتبوية من جهة، ومن جهة اأخرى ميثل هذا املفهوم<br />
االإطار الديناميكي للنضال الفلسطيني عرب اأكرث من خمسة عقود.<br />
♦ثانياً: حق العودة ميثل قاعدة الضمري اجلمعي الذي يجمع عليه الالجئون<br />
الفلسطينيون يف الوطن والشتات.<br />
♦ثالثاً: االإبداعية اجلمعية التي اأبداها الالجئون نحو حق العودة ارتكز على وحدة<br />
الهدف الذي ميثل قاعدة اأساسية للفعل االجتماعي الفلسطيني.<br />
♦رابعاً: اإن التحليل االجتماعي ملفهوم حق العودة عند الالجئ الفلسطيني، كما<br />
اأظهرها يف اجتاهاته، يوضح ذلك اأن هناك تناغماً بني العوامل الذاتية لالجئ )االجتاهات(<br />
، والسلوك الفعلي الهادف الذي يندرج ضمن بوتقة الفعل النضايل الفلسطيني يف مراحله<br />
املختلفة، وعليه، يستنتج الباحث من خالل دراسته اأن النسيج الكلي الذي عربّ عنه الالجئون<br />
يف الضفة وغزة نحو حق العودة ال ميكن جتزئته. فهناك حق فردي يف العودة، ولكن هذا<br />
احلق ال يتم اإال يف اإطار كلي لالجئني، ومن هنا، يتفق الباحث مع الراأي القائل اأن قضية<br />
الالجئ ال ميكن جتزئتها، اأو وسمها باالإنسانية مبعزل عن االإطار السياسي.<br />
♦خامساً: اإنه ليس من املستغرب اأن يعكس الفعل االجتماعي لدى الالجئني<br />
الفلسطينيني اجتاهات راديكالية نحو قضيتهم يف اأحيان كثرية، الأن الظروف املوضوعية<br />
التي عاشها الالجئ خالل اخلمسني عاماً، قد شكلت لديه ميالً نحو الفعل الدموي ضد<br />
االحتالل االإرسائيلي، لذا يرى الباحث اأن الالجئ الفلسطيني استطاع اأن يعرب عن فعله يف<br />
اإطار املوقف احلقيقي الذي ينسجم مع هذا الفعل، وهذا اأضفى على الفعل النضايل يف داخل<br />
املخيم صفة الدميومة من جهة )استمرارية ظاهرة اللجوء( ووحدة االجتاه نحو حق العودة.<br />
110<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
وهذا يتفق مع التحليل السوسيولوجي عند )بارسونز( يف حتليله للفعل االجتماعي يف ضوء<br />
ثنائية الفعل واملوقف.<br />
♦سادساً: اإن قيمة االرتباط باالأرض عند الالجئ الفلسطيني قد حكمت اجتاهاته<br />
السياسية نحو العودة، واأن التماثل اجلمعي يف روؤية الالجئ السياسية نحو حق العودة،<br />
ارتبط بالظروف الرشطية كنوع من املوؤثرات التي تخضع اإليها ترصفات الفرد، والتي<br />
تتحكم يف مواقفه االجتماعية.<br />
♦سابعاً: يتفق الباحث مع روؤية )د. علي ليلة( يف اأن اإجناز الفعل وحتقيقه، ال بد اأن<br />
حتكمه جمموعة من القيم االأساسية التي حتكم اختيارات الفاعل للغايات والوسائل، لهذا<br />
استطاع الالجئ الفلسطيني اأن يعربّ بوعي واضح من خالل اجتاهاته عن الوسائل املالئمة<br />
لتحقيق عودته.<br />
♦ثامناً: توؤكد املعطيات السوسيولوجية اأن التجاور السكني بني جماعات متباينة<br />
اجتماعياً وثقافياً، يقلل من فرص التفاعل االجتماعى والتكيف، اإال اأن هذه املعطيات<br />
ال تنطبق على واقع اجلماعات داخل املخيم الفلسطيني. الأن هذه اجلماعات تشرتك فى<br />
هم سياسى واحد وهو اللجوء، لذلك يجسد مفهوم حق العودة عند هوؤالء الالجئني القاسم<br />
املشرتك الذى تتواصل من خالله االأجيال الفلسطينية داخل املخيم.<br />
♦تاسعاً: اإن الفعل االجتماعى الفلسطينى هو عملية اإبداع جمعي مستقل دينامي<br />
متجدد، متعدد الصيغ ومتفاوت من خالل املستويات االآتية:<br />
. أاإبداع الفكرة:<br />
اإنتاج وعى جمعي حقيقي مرتبط مبوضوعية بعمق روؤية كلية وتصور شمويل اأتاح<br />
سيطرة فكرية على الواقع القائم واإعادة تنظيم عالقته، اإبداع يف اكتشاف القوى الذاتية<br />
اخلالقة التى كانت اإمكانية الوصول اإليها متعذرة غائبة اأو حارضة، ضمن حصار كليات<br />
الواقع القائم.<br />
.باإبداع الفعل:<br />
الوصول اإىل قرار جمعى مبارش منظم واختيار مبادر واإيجابي يستجيب استجابة<br />
متحدية لواقع جمتمعى قائم، فعل تغيريي موؤثر مرتبط بوسائله وموجه نحو نتائجه<br />
العملية ومتطور بتطور تفاعالته املمتدة.<br />
.تاإبداع الآلية:<br />
استثمار القوى والقدرات الذاتية الفعلية واملمكنة، وتطويرها بصورة خالقة ومستقلة،<br />
البدء باستعمال طازج لتقنية موغلة فى البدائية، حتريك خمزون طبيعى وفري ساكن،<br />
111<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦
اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />
)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(<br />
د. حسن البرميل<br />
واختيار وسائل مشحونة بالرموز، غري قابلة للنفاذ اأو املصادرة، واالعتماد على قوى<br />
اجتماعية جديدة بذهنية مقاومة ومفاهيم ومبادئ وقيم مغايرة غري راغبة بالتوقف اأو<br />
الرتاجع، واإمنا تتعمق وتتصلب باملمارسة.<br />
.ثاإبداع القيمة:<br />
توجيه الفعل املوؤثر نحو اإجنازات ذات قيمة جمتمعية حالية ومستقبلية، صنع حقائق<br />
مادية صلبة واإحداث حتوالت معنوية جديدة مهما بدت االآن غري مكتملة التشكل. )سارى،<br />
)21 :1990<br />
وبعد هذا التوظيف النظري العام لنتائج الدراسة ميكن استعراض ما اأسفرت عنه<br />
النتائج امليدانية من خالل التحليل املقارن بني متغريات هذه الدراسة، وبني نتائج<br />
الدراسات السابقة على النحو الأتي:<br />
دلّت النتائج على اأن الالجئني الفلسطينيني يعتقدون اأن العودة لن تتحقق يف<br />
الأمد القريب، واتفقت هذه النتيجة مع ما توصلت اإليه دراسة IPCRI )املركز االإرسائيلي<br />
الفلسطيني للبحث واملعلومات( سنة 1998، اإذ عربّ الالجئون الفلسطينيون الذين خضعوا<br />
لالستطالع عن اعتقادهم اأن العودة لن تتحقق يف غضون ثالث سنوات اأو خمس سنوات،<br />
اأو حتى خمس عرشة سنة. ورصح نصفهم باأنه ال يوجد عندهم اأمل يف حل قضيتهم خالل<br />
حياتهم، وال يعتقدون باأن وضعهم كالجئني سيتغري اأو سيتبدل يف االأمد البعيد. IPCRI,(<br />
:1998( 137 ، كما انسجم مع هذا الطرح ما توصلت اإليه دراسة عويضة، حيث اأكد اأن<br />
الالجئني الفلسطينيني مل يكونوا مبعزل عن االأحداث، اأو خارج املعادلة، فهم يعلمون جيداً<br />
ميزان القوى، ويدركون اأيضاً اأن عودتهم مرتبطة به ارتباطاً وثيقاً. ومن خالل اإدراكهم<br />
حلالة الضعف الفلسطيني والعربي يف هذه املرحلة، وعلى الرغم من متسكهم بحق العودة،<br />
فاإن غالبيتهم يدركون اأن حق العودة لن يتم يف االأمد القريب، وهذا االإدراك نابع من وعي<br />
الالجئ الفلسطيني اأن )اإرسائيل( هي دولة قوية، مما يوؤدي اإىل استمرار معاناتهم واحتالل<br />
اأرضهم. )عويضة، 115( 1998:<br />
وعلى الرغم من ذلك فقد اأكد الالجئون الفلسطينيون اأن العودة ستتحقق، واأنهم موؤمنون<br />
بحتمية انتصار قضيتهم، وهذا ما دعمته اأيضاً نتائج دراسة IPCRI الواردة سابقاً. ويعتقد<br />
الالجئون الفلسطينيون اأن الظروف املستجدة عليهم لن تغريّ من واقع حالهم، فبالرغم<br />
من متسك الالجئني الفلسطينيني بخيار املقاومة، فاإنهم يدركون اأن االأوضاع الراهنة، لن<br />
توصلهم اإىل طموحاتهم، نتيجة اخللل يف ميزان القوى بني االإرسائيليني والفلسطينيني.<br />
112
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
وبينت النتائج اأن هناك اإدراكاً كبرياً عكسه الالجئون الفلسطينيون نحو كيفية<br />
خروج اأجدادهم واآبائهم سنة 1948 من بلدانهم. فهم يعون بشكل كبري اأن جلوءهم كان<br />
قرسياً بسبب العمليات االإرهابية التي قامت بها العصابات الصهيونية سنة 1948 ضد<br />
اأهليهم واأماكنهم. وحاولت هذه العصابات طمس معامل القرى واملدن الفلسطينية من خالل<br />
تدمريها بشكل كلي، واإقامة مستوطنات يهودية حديثة عليها، كما اأطلقت اأسماء عربية على<br />
هذه القرى، لكي تطمس بشكل كلي املعامل العربية الفلسطينية لهذه القرى واملدن املحتلة.<br />
وبالرغم من الواقع الذي فُ رض بقوة السالح والبطش االإرسائيلي على االأرض<br />
الفلسطينية واأصحابها، فاإن الالجئني الفلسطينيني يرفضون بشكل مطلق هذا الواقع، وال<br />
يعرتفون به، الأن حقهم الدائم يف اأرضهم اأقوى من واقعهم الزائل باإذن اهلل تعاىل. وهذا ما<br />
اأكدته دراسة للباحث اأجراها سنة 1992 على عينة من االأطفال الالجئني الفلسطينيني يف<br />
خميمي البقعة والوحدات يف االأردن. )عبد الرحمن، 156( 1992:<br />
ويف نهاية هذه الدراسة ميكن التاأكيد على ما ياأتي:<br />
اإن هناك عملية تواصل وامتداد تاريخي وسياسي، ومن خالل هذه العملية حتددت<br />
معها شخصية الالجئ الفلسطيني، باعتباره فاعالً تاريخياً على امتداد مواقع الشتات،<br />
واستطاع الالجئون اأن يشكلوا فهماً مشرتكاً لقضيتهم.<br />
اإن حق العودة هو مفهوم يدركه الالجئ الفلسطيني ويعيه ويتواصل معه عرب<br />
موؤسسات التنشئة االجتماعية وعلى راأسها االأرسة الفلسطينية.<br />
هناك امتداد وتواصل يربط حق العودة باالأجيال الفلسطينية احلديثة، وهذا يوؤكد<br />
اأن الزمن ال يلغي احلقوق، واإن تغريت موازين القوى، واختلطت االأحكام القانونية.<br />
يشكل املخيم عنواناً للجوء الفلسطيني، وهو الذي يضمن حق الالجئني الفلسطينيني<br />
يف العودة اإىل ديارهم التي هجروا عنها عام 1948.<br />
اإن مشكلة الالجئ الفلسطيني ال ميكن جتريدها بشكل اإنساين واقتصادي مبعزل<br />
عن العامل السياسي.<br />
اإن حق العودة حق ثابت وطني اسرتاتيجي يتبناه الالجئ الفلسطيني، وال ميكن<br />
جتاوزه باأي حال من االأحوال.<br />
الرفض املطلق للتوطني، واملطالبة بتحسني االأوضاع داخل املخيمات الفلسطينية،<br />
الأن ذلك يساعد على بقاء الالجئني الفلسطينيني داخل املخيم، ويُحد من احلراك اجلغرايف<br />
خارجه.<br />
113<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦
اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />
)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(<br />
د. حسن البرميل<br />
يدرك الالجئ الفلسطيني بشكل قوي البدائل التي عرضت عليه يف الدراسة، وهذا<br />
يشكّل اأرضية سياسية متينة للمفاوض الفلسطيني يف عراكه مع املفاوض االإرسائيلي فيما<br />
يسمى مبفاوضات احلل النهائي.<br />
114<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
يرفض الالجئون اختزال قضيتهم وجتريدها من مضامينها، وهم يرون اأن حتمية<br />
انتصارهم تتمثل يف العودة اإىل ديارهم وليس اإىل اأراضي السلطة الوطنية الفلسطينية.<br />
هناك اإميان عميق يف ضمري الالجئ الفلسطيني برفض الكيان الصهيوين ووجوده،<br />
وعدم االعرتاف به، واأن هذا االإميان يعربّ عن ضمري االإنسان العربي ووجدانه، ورفضه<br />
لهذا الكيان الذي يهدد االأمن القومي العربي بشكل مبارش، والالجئ الفلسطيني يجسد هذا<br />
الضمري يف روؤيته للعملية السلمية ويف رفضه لها، واأن ما اأخذ بالقوة ال يسرتد اإال بالقوة.<br />
يتفق الباحث مع روؤية )عويضة( باأن مغادرة السياسيني واملثقفني قاعدة الالجئني<br />
واإقالعهم نحو قاعدة الظرف الزماين الراهن، يعني اأنهم يضعون مشكلة الالجئني يف ذيل<br />
القائمة، تاركني لها هامشاً ضيقاً يخنقون فيه اأمل احلل العادل الذي يعيد احلق الأصحابه.<br />
واالأجدر البقاء مع نتائج الدراسة والتمسك باجتاهات الالجئني نحو حل قضيتهم، اإن مل<br />
يكن يف الظرف الراهن، فليرتك اإىل ظروف اأفضل.<br />
اإن الوحدة الوطنية الفلسطينية تُعد ركيزة رئيسة من ركائز حق العودة.<br />
يوؤكد الالجئون الفلسطينيون من خالل اجتاهاتهم، اأن حتديد بقعة الدولة<br />
الفلسطينية اجلغرافية على جزء من فلسطني، ال ميكنه اأن يلغي حق العودة لالجئني اإىل<br />
بقية اأنحاء فلسطني التاريخية.<br />
اإن االجتاهات الضعيفة التي عربّ عنها الالجئون يف الدراسة نحو املفاوضات<br />
السياسية بني االإرسائيليني والفلسطينيني، ناجتة عن اإدراك هوؤالء الالجئني اأن هذه<br />
املفاوضات قد حوّلت قرار )194( اإىل جمرد مطلب فلسطيني، بعد اأن كان مرجعية للحركة<br />
الوطنية الفلسطينية.<br />
اإن حتسني اأوضاع الالجئني الفلسطينيني، وبدون اأن يقرتن بعملية موازية<br />
الإعادتهم، قد يوؤول اإىل جعل عملية حتسني االأوضاع اإىل عملية مساندة للتوطني.<br />
اإن النسيج الداخلي الفلسطيني اأقوى واأعمق من اأية تباينات، واأن هذه االختالفات<br />
عززت طابع الوحدة الوطنية.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
التوصيات:<br />
يف ضوء ما توصلت اإليه هذه الدراسة من نتائج، فاإن الباحث يوصي مبا ياأتي:<br />
)وهو ما اأكدته موؤمترات الالجئني الفلسطينيني املختلفة( :<br />
.1احلفاظ 1 على املخيمات احلالية، ومنع حتولها اإىل اأحياء متداخلة مع املدن.<br />
.2يجب 2 حتويل حق العودة من مستوى الشعار اإىل مستوى خطة عمل.<br />
.3اإجراء 3 املزيد من الدراسات حول الالجئني الفلسطينيني، وتفعيل قضيتهم من خالل<br />
اإقامة الندوات واللقاءات واملوؤمترات اجلماهريية.<br />
.4العمل 4 على بناء شبكة اتصال بني قطاعات الالجئني يف اأماكن تواجدهم يف العامل<br />
كافة، وبشكل خاص يف املخيمات داخل الوطن وخارجه.<br />
.5اعتبار 5 قضية الالجئني قضية سياسية يف املقام االأول، وهي جزء ال يتجزاأ من<br />
القضية الوطنية الفلسطينية.<br />
.6صياغة 6 برنامج عمل وطني واجتماعي وسط جتمعات الالجئني يف كل مواقعهم،<br />
اأساسه حق العودة والنضال يف سبيل اإقراره، وحتويل قضية الالجئني اإىل قضية قومية<br />
واإسالمية تشرتك يف املسوؤولية عنها جميع اأقطار االأمة العربية واالإسالمية.<br />
.7رفض 7 مشاريع التوطني الهادفة اإىل تصفية ملف الالجئني باعتبار التوطني ال<br />
يتناقض مع حق العودة فحسب، ولكن باعتباره فتنة داخلية مع الدول املضيفة.<br />
.8 8 تعدُّ نتائج هذه الدراسة مرجعية لكل مهتم بقضية الالجئني، وذلك الأنها عربّ ت عن<br />
قطاع واسع من الالجئني يف الضفة الغربية وقطاع غزة.<br />
115
اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />
)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(<br />
د. حسن البرميل<br />
املصادر واملراجع:<br />
أوالً- املراجع العربية:<br />
.1الطويل، 1 فالح، الالجئون الفلسطينيون: قضية تنتظر حالً، اإربد: مطبعة ابن خلدون،<br />
. )1996<br />
.2عبد 2 ربه، صالح، الالجئون وحلم العودة اإىل اأرض الربتقال احلزين، بيت حلم: مركز<br />
املعلومات البديلة، 1996.<br />
.3سمارة، 3 عادل، الالجئون الفلسطينيون بني حق العودة واستدخال الهزمية، القدس،<br />
وكالة اأبو غوش للنرش والتوزيع، 1999.<br />
.4الصوباين، 4 صالح، اأوضاع خميمات قطاع غزه ومشاريع التوطني، صامد االقتصادي،<br />
السنة الثالثة، العدد 84، عمان: دار الكرمل للنرش والتوزيع، نيسان – حزيران، 1991.<br />
.5بابادجي، 5 رمضان واآخرون، حق العودة للشعب الفسطيني ومبادئ حتقيقه، بريوت:<br />
موؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1996.<br />
.6حممود، 6 السيد عبد احلليم، علم النفس االجتماعي واالعالم، القاهرة: دار الثقافة للطباعة<br />
والنرش، )1979 .<br />
.7مركز 7 البحوث والدراسات الفلسطينية، نتائج استطالع للراأي العام الفلسطيني يف الضفة<br />
الغربية وقطاع غزه، 13- 15 ترشين اأول، نابلس، 1995.<br />
.8الفسفوس، 8 فايز، اجتاهات الالجئني الفلسطينيني يف خميمات منطقة بيت حلم نحو<br />
مشاريع التوطني، بيت حلم: جامعة بيت حلم، 1985.<br />
.9عويضة، 9 رياض، اجتاهات الالجئني الفلسطينني نحو احلل الدائم ملشكلتهم، فلسطني،<br />
.1998<br />
1010ساري، سامل، االبداعية اجلمعية: دراسة يف االنتفاضة الفلسطينية، املستقبل العربي،<br />
العدد 142، بريوت: مركز دراسات الوحدة العربية، 1990.<br />
11 1 عبد الرحمن، حسن، اجتاهات اأطفال املخيمات يف االأردن نحو االنتفاضة الفلسطينية،<br />
عمان: اجلامعة االأردنية، 1992.<br />
116
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
117<br />
ثانياً- املراجع األجنبية:<br />
1. Pulfer, G. , Gazan Refugee perspective forward Oslo Accords, Bethlehem:<br />
Badil, 1998<br />
2. Hijjawi, S. , Palestinian Refugees in Jordan: Integrated and Hoping to<br />
Return, Amman: Badil, 1998.<br />
3. Jerusalem and Communication center, public opinion polls on Palestinian<br />
Attitudes towards Palestinian Refugees, No. , 34, Jerusalem, December,<br />
1999.<br />
4. Jerusalem post, June 13, 1973.<br />
5. Hazboun, N. , Israeli Resettlement scheme, for Palestinian Refugees in<br />
West Bank and Gaza strip Since 1967, Ramallah: Diaspora and Refugee<br />
center, Shamel, 1996.<br />
6. Afinson, J. , A Comprehensive Study about Palestinian Refugees in the<br />
West Bank, Rammallah: Palestinian national Authority, Ministry of<br />
Information, Press office, feb. m 1992.<br />
7. Katz, D. , public opinion and propaganda, New York: Holt Rinehart and<br />
winston Inc. , 1954.<br />
8. Khashan, H. , Palestinian Resettlement in Lebanon: Behind the Debate,<br />
Montreal studies on the Contemporary Arab world, April, 1994.<br />
9. Center for Palestine Research and Studies Survey Research Unit. Poll,<br />
No. 8, Jerusalem 1994.<br />
10. Palestinian Academic Society for International Affairs, (Passia) , The<br />
status Quo of Palestinian Refugees and their Attitudes towards proposed<br />
solutions, Ramallah: Palestinian National Authority, Ministry of<br />
Information, Press office, 1995.<br />
11. IPCRI, Oslo Accords –West bank Refugee perspectives, Bethlehem, Badil,<br />
1997.<br />
12. Sha’aban, H. , Palestinian Refugees in Lebanon, Political and social<br />
effects of the Oslo Accords, Bethlehem, 1998.<br />
13. IPCRI, the future of Palestinian Refugee issue in final status negotiations,<br />
Palestinian Refugees: their past, present and future, Jerusalem, 1998.<br />
14. Sirhan, B. , Palestinian children: The generation of liberation, Beirut:<br />
PLO, Research center, 1970.<br />
15. Jarrar, N. , The Question of Return from the point of view of the Palestinian<br />
Refugee, Nablus: Annajah national University, 1996.
اجتاهات الالجئني الفلسطينيني نحو حق العودة<br />
)دراسة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة(<br />
د. حسن البرميل<br />
118
دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية<br />
يف حمافظات القدس، وبيت حلم، ورام اهلل،<br />
يف تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض<br />
باجملتمع احمللي الفلسطيين<br />
د. رجاء زهري العسيلي<br />
أ. نادية داود ربايعة<br />
أستاذ مشارك في التربية/ جامعة القدس المفتوحة/ الخليل.<br />
مشرفة أكاديمية غير متفرغة/ جامعة القدس المفتوحة/ بيت لحم.<br />
119
دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس، وبيت حلم، ورام اهلل،<br />
في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني<br />
د.رجاء العسيلي<br />
أ. نادية ربايعة<br />
ملخص:<br />
تهدف هذه الدراسة اإىل الكشف عن دور اجلمعيات النسوية االإسالمية يف حمافظات<br />
القدس، وبيت حلم، ورام اهلل، يف تثقيف املراأة الفلسطينية للنهوض باملجتمع املحلي، من<br />
خالل الإجابة عن الأسئلة الآتية:<br />
.1ما 1 دور اجلمعيات النسوية االإسالمية يف حمافظات القدس، وبيت حلم، ورام اهلل،<br />
يف تثقيف املراأة الفلسطينية للنهوض باملجتمع املحلي؟<br />
.2ما 2 اأبرز الربامج التي تنفذها اجلمعيات النسوية االإسالمية يف حمافظات القدس،<br />
وبيت حلم، ورام اهلل؟<br />
.3ما 3 اأبرز املعوقات التي تواجه اجلمعيات النسوية االإسالمية يف حمافظات القدس،<br />
وبيت حلم، ورام اهلل؟<br />
تكون جمتمع الدراسة وعينتها من جميع اجلمعيات النسوية االإسالمية يف حمافظات<br />
القدس، وبيت حلم، ورام اهلل، البالغ عددها )15( جمعية. ولتحقيق هدف الدراسة، طُ ورت<br />
استبانة موزعة على )4( حماور، ومقابلة شخصية. وقد جرى التحقق من صدق اأداة<br />
الدراسة وثباتها. وقد توصلت الدراسة اإىل اأن اجلمعيات النسوية تساهم يف حل املشكالت<br />
االقتصادية للمراأة؛ حيث حصلت على نسبة %100. وكذلك اأكدت جميع اجلمعيات على اأنها<br />
توؤدي دوراً مهماً على الصعيد االجتماعي، فاجلانب الديني، فالثقايف، واأخرياُ الرتبوي. واأن<br />
اأبرز الربامج التي تنفذها اجلمعيات النسوية هي برامج التقثيف والتوعية الدينية، تليها<br />
النشاطات الرتفيهية، يف حني حصلت فقرة عمل حضانات لالأطفال على اأقل اهتمام. وكان<br />
اأبرز املعوقات التي تواجه اجلمعيات النسوية املعوقات املالية، ثم السياسية، واالجتماعية،<br />
واأخرياً االإدارية. واإن اأهم اإجنازات اجلمعيات كانت اإنشاء مراكز حتفيظ القراآن الكرمي، واإنشاء<br />
مراكز تثقيفية للنساء والفتيات، لتمكينهن من مواجهة احلياة.<br />
120
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
Abstract:<br />
This study aims to investigate the role of Muslim women’s associations<br />
in the Governorates of Jerusalem, Bethlehem and Ramallah, in educating<br />
the Palestinian women for the advancement of the community, through<br />
answering the following questions:<br />
1. What is the role of Muslim women’s associations in the Governorates of<br />
Jerusalem, Bethlehem and Ramallah in the advancement of the Palestinian<br />
community?<br />
2. What is the role of Muslim women’s associations in the Governorates<br />
of Jerusalem, Bethlehem and Ramallah in educating the Palestinian<br />
women?<br />
3. What are the major programs carried out by Muslim women’s associations<br />
in the Governorates of Jerusalem, Bethlehem and Ramallah?<br />
4. What are the major obstacles facing Muslim women’s associations in the<br />
Governorates of Jerusalem, Bethlehem and Ramallah?<br />
The population of the study consisted of all (15) Muslim Women<br />
Association, distributed in the Governorates of Jerusalem, Bethlehem and<br />
Ramallah. To achieve the objective of the study a questionnaire was developed,<br />
and an interview.<br />
The study found that the women’s associations contribute to solving<br />
the economic problems of women. All the associations are playing an<br />
important role at the social level first, then the religious side, cultural and,<br />
finally, educational. The major programs implemented by the associations of<br />
women were religious awareness, recreational activities, while establishing<br />
a nursery for children of the least interesting achievements. The major<br />
obstacles faced by women’s associations were financial, political, social and,<br />
finally, management. The most important achievement was the establishment<br />
of associations centers teaching the Holy Quran, and the establishment of<br />
educational centers for women and girls, to enable them to cope with life.<br />
121
دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس، وبيت حلم، ورام اهلل،<br />
في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني<br />
د.رجاء العسيلي<br />
أ. نادية ربايعة<br />
مقدمة:<br />
ال شك يف اأن موضوع املراأة اأصبح ركناً اأساسياً يف احلياة العامة للمجتمعات<br />
كافة باختالف عاداتها، وتقاليدها، ومفاهيمها، فاملراأة نصف املجتمع، ولديها طاقات<br />
هائلة مثل الرجل، واإن مل تستغل هذه الطاقة يف اخلري والبناء، فاإنها ستهدر يف سفاسف<br />
االأمور. وحرمان املجتمع من طاقات املراأة يُعدُّ تبديداً للنمو االقتصادي والوطني، الذي<br />
بدوره يضعف التنمية االقتصادية للبلد. ولعل املراأة الفلسطينية هي االأكرث تعرثاً من بني<br />
نساء العامل على الصعيد االإنساين واحلياتي؛ الأنها ما فتئت تنساأ طفلة حتت حراب اجلند،<br />
وبنادق االحتالل تنمو وترتعرع، وكحال اأي امراأة يف العامل، تطمح املراأة الفلسطينية يف<br />
حياة رغيدة واآمنة، ولكن يف هذا الوضع املنعكس عن االحتالل االإرسائيلي عليها واجبات<br />
وطنية كالعمل والنضال، ليس من اأجل الدفاع عن قضاياها، واإيجاد احللول لها فحسب،<br />
واإمنا اأيضاً يف مواجهة اخلطر الصهيوين املتصاعد، ومواجهة املخططات االستعمارية<br />
الصهيونية، وللحد من التعدي الصارخ على مبادئ حقوق االإنسان، ولن يتاأتى ذلك اإال من<br />
خالل املشاركة الفاعلة للمراأة الفلسطينية يف جميع املوؤسسات السياسية، واالجتماعية،<br />
واالقتصادية... الخ، ومنحها القدر الكايف من املسوؤولية الإثبات ذاتها، وتقدمي ما لديها من<br />
طاقات. )قعقور، واآخرون، 2002( .<br />
ولهذا فقد اأدركت املراأة الفلسطينية مبكراً اأن خالصها من عبودية املجتمع، ال ميكن اأن<br />
يتحقق اإال بخالصها من عبودية االحتالل، وبتحرير وطنها من املحتل. ولهذا فقد اندفعت<br />
اإىل ساحة النضال، واأصبح همّها وهَ م الرجل، هو حترير الوطن املسلوب، )فراونة، 2005( ،<br />
لذا اأثبتت قدرتها على مواجهة الظروف القاسية يف هذا املجتمع، وقد برز هذا الدور الفاعل<br />
للمراأة الفلسطينية يف عهد االنتداب الربيطاين، حيث شكلت جمموعة من اللجان النسائية<br />
للمساهمة يف االإسعاف وجمع التربعات؛ للدفاع عن الوطن بكل ما تستطيع تقدميه، فلقد<br />
كانت ثورة 1929م، نقطة التحول يف حياة املراأة الفلسطينية التي وجدت نفسها اأمام<br />
املسوؤولية امللقاة على عاتقها، فقامت بعقد املوؤمترات التي كان اأولها يف تاريخ فلسطني<br />
عام 1929م، يف مدينة القدس، وكان هدفه تنظيم حركة نسوية قادرة على العمل املتواصل<br />
الإنقاذ الوطن، وظهرت هذه اجلهود بعد نكبة 1948م، حيث ضاعفت عملها من اأجل التخفيف<br />
عن العائالت املنكوبة )قعقور، واآخرون، 2002( .<br />
ويف عام 1967م، حدث تطور نوعي اآخر على دور املراأة الفلسطينية يف انخراطها<br />
بالثورة ومشاركتها يف االأنشطة املختلفة قياساً بدورها يف العقود السابقة، فساهمت يف<br />
122
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
النضاالت السياسية، وانخرطت يف منظمات املقاومة املختلفة، وشكلت بعد ذلك العديد<br />
من االحتادات اخلاصة بها بهدف توحيد طاقاتها وجهودها، وتطوير عملها واأنشطتها مبا<br />
يخدم اأهدافها ومنها: احتاد جلان العمل النسائي الذي تاأسس يف رام اهلل عام 1978 حتت<br />
شعار »نحو حركة نسائية جماهريية موحدة«، واحتاد جلان املراأة العاملة، وتاأسس<br />
يف عام 1978، كمنظمة نسائية دميقراطية تهدف اإىل حترير املراأة الفلسطينية، سياسياً،<br />
واقتصادياً، واجتماعياً، وثقافياً. وجلان املراأة الفلسطينية التي تاأسست يف بيت حلم عام<br />
1981، ولها فروع رئيسة يف الضفة والقطاع، وانخرطت املراأة يف النضال داخل فلسطني<br />
وخارجها، وخاضت ببسالة معارك الدفاع عن الثورة الفلسطينية يف مواقع وساحات<br />
جغرافية ونضالية خمتلفة، وانضوت حتت لواء منظمات املقاومة الفلسطينية، فظهرت يف<br />
صور عدة، فهي االأم التي حثت اأبناءها وبناتها على التعليم والعمل واالإنتاج، واأرضعتهم<br />
حليب الثورة، وهي املعلمة التي علمت االأجيال، وهي العاملة الكادحة التي اأنتجت، واملراأة<br />
املحرضة والداعية السياسية النشطة والقائدة اجلماهريية، واملقاتلة ضد االحتالل من<br />
اأجل احلرية واالستقالل، شاركت بالقلم واحلجارة، ويف العمل املسلح، كما لعبت املراأة<br />
الفلسطينية دوراً حمورياً يف حماية التقاليد والرتاث الوطني، وغرس احرتام القيم الوطنية.<br />
)فراونة، )2005 .<br />
وقد اأدى االحتالل االإرسائيلي اإىل، مضاعفة مسوؤولية املراأة جتاه اأبناء شعبها،<br />
فوجدت نفسها مدفوعة اإىل تكثيف العمل من اأجل تخفيف اآالم ومعاناة الذين رشدوا،<br />
وهدمت بيوتهم، واعتقل رجالهم، فشكلت جمعيات وموؤسسات؛ لتطوير العمل االجتماعي<br />
النسائي ملواجهة املشكالت املتزايدة، خاصة يف ظل الواقع االقتصادي املتدهور، ومع<br />
دخول االنتفاضة، ويف ظل غياب الدولة، عادت احلركة النسوية لتسد العجز الذي فرضته<br />
الظروف السياسية، فصعدت اأعمال االإغاثة وخدمات رعاية االأطفال، وتعليم النساء املهارات<br />
التقليدية جنباً اإىل جنب مع مقاومة االحتالل من قبل املنظمات النسوية التابعة للفصائل<br />
السياسية، ومع دخول السلطة الوطنية الفلسطينية، وما صحب ذلك من تغريات سياسية<br />
وجمتمعية، تزايد االهتمام برتسيخ اأسس جمتمع مدين، يضمن مشاركة املراأة والرجل يف<br />
عملية البناء، فشاركت املراأة الفلسطينية يف املنظمات غري احلكومية، ووجدت يف هذه<br />
املنظمات متنفساً حقيقياً يف ظل غياب الدولة، واأعطتها الفرصة الإثبات وجودها كمواطن<br />
فاعل يف املجتمع، ومشارك حقيقي يف قضاياه ومشكالته، ويتمثل النشاط االأهلي للنساء<br />
يف اأمناط متعددة، من اأقدمها واأكرثها شيوعا اجلمعيات اخلريية النسائية، وهي اجلمعيات<br />
التي ترتبط بالفلسفة التقليدية للرب واالإحسان، وقد قامت املنظمات غري احلكومية يف<br />
123
دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس، وبيت حلم، ورام اهلل،<br />
في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني<br />
د.رجاء العسيلي<br />
أ. نادية ربايعة<br />
فلسطني تاريخياً وتقليدياً بدور اأساسي وفاعل يف توفري اخلدمات الصحية، والتعليمية،<br />
والثقافية، وحمو االأمية، والتدريب على املهن احلرة، والقيام باأنشطة مدرة للدخل ملكافحة<br />
الفقر والعوز، وتقدمي اخلدمات والرعاية االجتماعية اإىل الفئات املحتاجة من املجتمع<br />
الفلسطيني وخاصة من الفقراء، وحمدودي الدخل، واملعاقني، واملسنني، والنساء الفقريات<br />
يف املخيمات، والقرى، واملدن. )يوسف واآخرون، 2005( .<br />
ويف ضوء السابق، حاولت هذه الدراسة التعرف اإىل تلك اجلمعيات االإسالمية بشكل<br />
معمق من خالل تواصل الباحثتني مع اجلمعيات بشكل شخصي، والبحث يف االأدب الرتبوي<br />
املتعلق باملوضوع، اتضح اأن عدد اأعضاء الهيئة االإدارية يف اجلمعيات النسوية االإسالمية<br />
يرتاوح ما بني - 13 11 عضواً، واأن عدد اأعضاء الهيئة العامة فيها يرتاوح ما بني - 51<br />
100 عضو، واأن غالبية اجلمعيات النسوية االإسالمية مسجلة تسجيالً قانونياً لدى اجلهات<br />
الرسمية املسئولة عنها، واأن غالبية اجلمعيات هي جمعيات منتخبة، واأكدت على ذلك<br />
مديرات اجلمعيات، واأن اأبرز مصادر الدخل الرئيسة للجمعيات عن طريق دعم املوؤسسات<br />
الدينية لها ومن ثم التربعات. وملعرفة املزيد عن دور اجلمعيات االإسالمية يف تثقيف املراأة<br />
الفلسطينية متت بلورة مشكلة الدراسة واأسئلتها.<br />
مشكلة الدراسة وأسئلتها:<br />
نظراً لكرثة اجلمعيات النسوية االإسالمية يف الفرتة االأخرية بشكل ملحوظ، ويف اأماكن<br />
شتى يف رحاب فلسطني، وكرثة احلديث عن دور هذه اجلمعيات النسوية االإسالمية يف<br />
التثقيف والنهوض باملراأة املسلمة واملجتمع املحلي الفلسطيني ما بني مثمن جلهودها<br />
ودورها الفاعل، ومقلل من ساأنها واأهميتها، تعالج هذه الدراسة دور هذه اجلمعيات النسوية<br />
االإسالمية، من حيث كونه موضوعاً جديراً بالبحث والدراسة، وللوقوف عن كثب على دور<br />
هذه اجلمعيات وكل ما يتعلق بها، وبناء على ذلك حُ ددت مشكلة الدراسة يف الإجابة<br />
عن الأسئلة الآتية:<br />
.1ما 1 دور اجلمعيات النسوية االإسالمية يف حمافظات القدس، وبيت حلم، ورام اهلل،<br />
يف تثقيف املراأة الفلسطينية للنهوض باملجتمع املحلي؟<br />
.2ما 2 اأبرز الربامج التي تنفذها اجلمعيات النسوية االإسالمية يف حمافظات القدس،<br />
وبيت حلم، ورام اهلل؟<br />
.3ما 3 اأبرز املعوقات التي تواجه اجلمعيات النسوية االإسالمية يف حمافظات القدس،<br />
وبيت حلم، ورام اهلل؟<br />
124
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
أهمية الدراسة:<br />
تنبثق اأهمية هذه الدراسة من كونها تتناول احلديث عن رشيحة مهمة من رشائح<br />
املجتمع وهي املراأة، وباحلديث عن واقعها ودورها يف جمتمعها الذي تعيش فيه وتنتمي<br />
اإليه، كما اأنها توضح الصورة الكاملة عن دور اجلمعيات النسوية االإسالمية، ومكانة النساء<br />
املسلمات فيها؛ الإزالة االأفكار السلبية التي حرص االحتالل على غرسها يف نفوس اأبنائنا،<br />
وهي اأن اإسالمنا العظيم يفرق بني الرجل واملراأة، واأن املراأة ال دور لها، فتظهر اأهمية هذه<br />
الدراسة بوضوح عندما يتوصل القارئ اإىل اأن هذه اجلمعيات حقيقة استطاعت اأن تغري هذه<br />
النظرة يف الواقع الفلسطيني. فضال عن اأن هذه الدراسة تعدُّ الدراسة االأوىل يف فلسطني-<br />
حسب علم الباحثتني- التي تناولت دراسة موضوع مهم وجوهري يهم قطاعاً كبرياً يف<br />
املجتمع الفلسطيني.<br />
أهداف الدراسة:<br />
ترنو الدراسة اإىل حتقيق الأهداف الآتية:<br />
1 التعرف اإىل دور اجلمعيات النسوية االإسالمية الفلسطينية يف التثقيف والنهوض<br />
باملراأة املسلمة واملجتمع املحلي الفلسطيني يف حمافظات القدس، وبيت حلم، ورام اهلل،<br />
وذلك من خالل اإلقاء الضوء على براجمها، والقضايا التي تهتم بها، والدور الذي توؤديه<br />
خلدمة جمتمعها.<br />
.2اإلقاء 2 الضوء على اأهم اإجنازات اجلمعيات النسوية االإسالمية الفلسطينية، واملعوقات<br />
التي تواجه تلك اجلمعيات يف حمافظات القدس، وبيت حلم، ورام اهلل.<br />
.3التعرف 3 على اأماكن وجود هذه اجلمعيات النسوية االإسالمية، لتسهيل االتصال بها<br />
والتعاون معها.<br />
125<br />
1.<br />
حمددات الدراسة:<br />
1.<br />
تتحدد الدراسة واإمكانية تعميم نتائجها يف ضوء املحددات الآتية:<br />
1 املحدد الزمني، اقترص احلديث عن اجلمعيات النسوية االإسالمية العاملة واملرخصة<br />
للعام 2006/2005م، يف العام 2009/2008م.<br />
.2املحدد 2 املكاين، اقترصت الدراسة على اجلمعيات النسوية االإسالمية املوجودة يف<br />
حمافظة القدس )جمعية الوفاء، وجمعية نساء االإسالم، وجمعية سيدات صورباهر، وجمعية
دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس، وبيت حلم، ورام اهلل،<br />
في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني<br />
د.رجاء العسيلي<br />
أ. نادية ربايعة<br />
الرعاية للمراأة العربية( . وحمافظة بيت حلم )جمعية النقاء النسائية االإسالمية اخلريية،<br />
وجمعية سيدات نحالني، وجمعية نساء اأم سلمونة، ومركز بيت حلم للنشاط النسوي، ومركز<br />
االأمل النسوي( ، وحمافظة رام اهلل )جمعية سنابل العطاء، وجمعية اخلنساء، وجمعية الهدى،<br />
وجمعية سيدات سلواد، وجمعية سيدات دير دبوان، وجمعية النور النسائية( .<br />
.3املحدد 3 البرشي، اقترص على روؤساء هذه اجلمعيات النسوية االإسالمية، اأو من<br />
ينوب عنهم.<br />
.4تتحدد 4 نتائج الدراسة باالأداة املستخدمة.<br />
مصطلحات الدراسة:<br />
126<br />
◄<br />
◄◄اجلمعية النسوية الإسالمية: هي الشخصية االعتبارية، ويكون لها ذمة مالية<br />
مستقلة، ولها حق متلك االأموال املنقولة وغري املنقولة، والترصف فيها يف حدود حتقيق<br />
اأهدافها، ولها احلق يف فتح فرع لها اأو اأكرث داخل فلسطني، وذلك مبوافقة وزارة الداخلية<br />
ووزارة االختصاص. )النظام االأساسي للجمعية، مادة 5,4، وزارة الداخلية، 2000( .<br />
◄التثقيف: هو التقومي والتهذيب لغة. يقول امليداين: »وتثقيف الرمح هو تقوميه<br />
وتهذيبه واإزالة اعوجاجه، فاملثقف هو الرجل املهذب، صاحب الفكر املستقل..«. )امليداين،<br />
2004( . والتثقيف هو: اأسلوب بنائي للعقلية، يعطي االأفكار واملفاهيم، وينتج القناعات<br />
واملقاييس. )البقاش، 2007( .<br />
هو االنتقال من حال اإىل حال اأخرى، من حالة التخلف والتاأخر والفقر<br />
والضياع والتشتت، اإىل العيش بحالة اأفضل، وهي حال التقدم والتطور والغنى. )العليو،<br />
. )2000<br />
◄◄النهوض:<br />
األدب النظري:<br />
أوال: وضع املرأة الفلسطينية:<br />
للمراأة الفلسطينية دور بارز يف السياسة، فقد استطاعت اأن تشكل نسيج الوعي ملقاومة<br />
االحتالل، فعرب مسريتها الطويلة عاشت من التجارب اأمرّها لتصل اإىل مرحلة من اخلربة<br />
والتمرس، ال سبيل الإغفالها منذ بدايات انخراطها االأول يف املجتمع والسياسة، )يوسف،<br />
واآخرون، 2005( ، فالتغريات السياسية التي مرت على املجتمع الفلسطيني اأتاحت للنساء<br />
فرصة املشاركة يف مراحل النضال كافة، وجنباً اإىل جنب مع الرجل يف مواجهة االحتالل<br />
االإرسائيلي، وقدمت كثرياًَ من التضحيات، وسطرت اأعظم البطوالت يف سبيل حتقيق اأهداف
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
شعبها. وباحتالل اإرسائيل للضفة الغربية وقطاع غزة بعد هزمية 1967م، ازدادت حاجة<br />
النساء للعمل حتت ضغط تفاقم االأوضاع املعيشية، مما اأثر على وضع االأرسة الفلسطينية،<br />
وبالتايل على وضع املراأة التي اأصبح عليها اأن تتحمل اأعباء اإضافية من اأجل حتسني<br />
وضع االأرسة املعيشي، اإىل جانب اأعبائها املنزلية، وتربية االأبناء، فوجدت نفسها مدفوعة<br />
اإىل تكثيف العمل من اأجل تخفيف اآالم الذين رشدوا ومعاناتهم، وهدمت بيوتهم، واعتقل<br />
رجالهم، فشكلت جمعيات وموؤسسات تواجه املشكالت املتجددة، فغلب على دورها الطابع<br />
اخلدماتي الرسيع الذي ينتهي مبجرد تقدمي اخلدمة اأو املعونة، ولكن مبرور السنوات<br />
مترست النساء الفلسطينيات يف العمل االجتماعي، واأصبح اأكرث قدرة على استيعاب الظرف<br />
التاريخي الذي وضعن فيه، )قعقور، واآخرون، 2002( .<br />
وبالرغم من الدور اجلاد والرائع الذي لعبته النساء الفلسطينيات يف التصدي البطويل<br />
لقوات االحتالل، فاإن نظرة املراأة لنفسها وتقوميها لدورها بقيت يف اإطار النظرة املحافظة<br />
التقليدية القائمة على اأساس تقسيم العمل التقليدي اجلائر بني الذكر واالأنثى، كما اأن نظرة<br />
املجتمع للمراأة بقيت اأسرية هذه النظرة الضيقة، مما قلل من احتماالت تطور وعيها وزيادة<br />
مشاركتها يف صنع القرار الوطني الفلسطيني السياسي، واالقتصادي، واالجتماعي،<br />
وتغيري هذه النظرة لن يحدث فجاأة، بل هو مرتبط ارتباطاً شديداً بالرتبية والتعليم<br />
واملنهج االجتماعي السائد، فبعض الظواهر االجتماعية السلبية السائدة يف املجتمع<br />
كالزواج املبكر، واالستغالل االقتصادي، وواملوقف من تعليمها، ودور العائلة يف مراقبة<br />
ترصفاتها، وخضوعها يف كثري من االأحيان ملجموعة من العادات والتقاليد والقيم لوجود<br />
رواسب اجتماعية عميقة، اأعاق من حركة املراأة وتطورها، )كتاب، واآخرون 1991( .<br />
عانت املراأة من التمييز واالضطهاد بسبب اجلنس )كونها امراأة( ، ولكنها استطاعت<br />
احلصول على بعض حقوقها، وما زال الوضع يتطلب نضاالً دوؤوباً النتزاع ما تبقى من<br />
احلقوق، وبخاصة اأنها ما زالت تعاين من قيود تقليدية اجتماعية خمتلفة، فهي مهمشة،<br />
وتعيش حتت اأوضاع جائرة وجمحفة ببعض حقوقها، مثل: عدم املساواة يف االأجور،<br />
وبعدها عن مراكز صنع القرار، والقيادة، واملراكز السياسية، وغريها، وحتى يف الناحية<br />
الرياضية، فال تتوافر املراكز، اأو الصاالت، اأو النوادي الرياضية التي تتناسب وعادات<br />
كل منطقة وتقاليدها، والتي تهتم مبمارسة الرياضة، يف اأجواء تعطي للمراأة حرية قي<br />
قضاء وقتها، والرتفيه عن نفسها، يف مكان يقدم لها ما يخلصها من متاعب احلياة وقسوة<br />
االحتالل، واالأمراض النفسية والعصبية التي ال حرص لها، )العسيلي، 2005( ، وحتى الواقع<br />
127
دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس، وبيت حلم، ورام اهلل،<br />
في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني<br />
د.رجاء العسيلي<br />
أ. نادية ربايعة<br />
الصحي للمراأة، تهدده العديد من املخاطر يف مراحل حياتها املختلفة، وخاصة الزواج<br />
واحلمل، والوالدة املبكرة، ومن اأهم املشكالت التي تواجه املراأة يف جمال الصحة، الوالدة<br />
على احلواجز نتيجة للحصار، واالإغالق، وهو ما يعرض حياتها للخطر، وزيادة االأعباء<br />
املنزلية امللقاة على عاتقها، وعدم حتكم املراأة يف سلوكها االإجنابي؛ بسبب نظرة املجتمع<br />
لها يف هذا املجال )قعقور، واآخرون، 2002( .<br />
ثانياً: نشأة اجلمعيات اخلريية يف اجملتمع الفلسطيين:<br />
يف سياق احلديث عن نساأة اجلمعيات، البد من التطرق اإىل احلديث عن احلركة<br />
االجتماعية، »وهي تلك اجلهود املنظمة التي يبذلها جمموعة من املواطنني بهدف تغيري<br />
االأوضاع، اأو السياسات، اأو الهياكل القائمة لتكون اأكرث اقرتاباً من القيم الفلسفية العليا<br />
التي توؤمن بها احلركة« )غامن، 2005( . وللحركات االجتماعية اأشكال عدة، متثل قطاعات<br />
ورشائح عديدة يف املجتمعات، كاحلركة العمالية، واحلركة النسوية، واحلركة الطالبية،<br />
وحركة الدفاع عن حقوق االإنسان، وحركة الدفاع عن البيئة... اإلخ، ويكون للحركات<br />
االجتماعية دور يف تغيري النظم والقوانني وتطويرها، ولها دور على الصعيد السياسي.<br />
)جامعة القدس، ب. ت( . واحلركات االجتماعية لها عالقة وثيقة مع االأحزاب السياسية،<br />
فعادة تنساأ احلركات االجتماعية من صلب االأحزاب السياسية، التي يكون لها برامج<br />
واأهداف حمددة واأيديولوجية واضحة املعامل، فمدى جناح احلزب يف استقطاب اجلماهري<br />
حول اأهدافه ميكنه من تشكيل حركة جماهريية واسعة ملتزمة باأهدافه وبراجمه، لذلك<br />
مثل هذه احلركات املنبثقة عن االأحزاب يرتبط مستقبلها مبستقبل االأحزاب، ولكن ليس<br />
بالرضورة اأن ينطبق هذا على جميع احلركات االجتماعية يف شتى اأماكن تواجدها، حيث<br />
اإن هناك العديد من جتارب احلركات االجتماعية قامت مبعزل عن االأحزاب مثل جتربة<br />
بعض دول اأمريكا الالتينية. )جقمان، 2000( .<br />
وارتبط العمل النسوي الفلسطيني بالنضال الوطني واحلركة الشعبية الفلسطينية، منذ<br />
انبعاثه يف بداية القرن العرشين، وعُ ربِّ عن ذلك من خالل النشاطات النسوية، وتاأسيس<br />
اجلمعيات واالحتادات، هذا اإىل جانب اأن قيادة احلركة النسوية جاءت منسجمة مع<br />
تركيبة القيادة السياسية، فغالبا ما كانت رئاسة احلركة النسائية ترتبط بزوجات القادة<br />
السياسيني وقريباتهم، لذلك فقد تركز نشاط احلركة واأهدافها على العمل الوطني، والنضايل،<br />
والسياسي، للتخلص من السيطرة االستعمارية واالنتداب الربيطاين، وضد وعد بلفور باإقامة<br />
دولة يهودية، وضد الهجرة اليهودية )املرزوقي، واآخرون، 2000( ، والتوسع الصهيوين بني<br />
عامي 1948م- 1929م، وقد شكلت هذه املرحلة بدايات اإنشاء منظمات نسائية، والتي<br />
عدّت الحقاً نواة حلركة اجتماعية نسائية يف فلسطني. )جامعة القدس، ب. ت( .<br />
128
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
وقد قامت املراأة مبمارسة العمل اجلماعي والتطوعي، الذي اأخذ شكالً من اأشكال العمل<br />
املنظم، فعُقِدَ املوؤمتر االأول للنساء يف فلسطني عام 1929م، حيث حرضه عددٌ كبريٌ من<br />
النساء، ومن خمتلف املدن الفلسطينية، وانبثقت عنه جلنة تنفيذية؛ ملتابعة قرارات املوؤمتر<br />
وتوصياته، وكان من قراراته: رفض وعد بلفور، وحشد الطاقات واجلهود لتاأسيس حكومة<br />
وطنية برملانية، وتشكيل اجلمعيات الطوعية النسوية يف خمتلف املدن الفلسطينية، ويف<br />
خمتلف جماالت االأنشطة واخلدمات االجتماعية واالإنسانية، وتطوير الصناعات الوطنية،<br />
ومقاطعة البضائع واملنتجات االإرسائيلية، هذا اإىل جانب املشاركة يف التظاهرات<br />
واالعتصامات ودعم املناضلني واأرسهم. )كتاب واآخرون، 1991( .<br />
ومع تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964م، بداأت احلركة النسوية الفلسطينية<br />
احلديثة بالتبلور، متمثلة بتلك املنظمات واملجموعات والرشائح النسوية التي عربت عن<br />
نفسها يف اأشكال تنظيمية جديدة، ووضعت اأهدافاً وخططاً واآليات عمل جديدة لتواكب<br />
التغيريات التي حدثت على مستوى البناء السياسي، والتنظيمي، واالجتماعي، )اأرصغلي،<br />
2003( ، وقد متخض عن ذلك نشوء االأطر النسائية اجلماهريية بشكل واضح وجلي يف<br />
اأواخر السبعينيات وعقد الثمانينيات، ويعود ذلك اإىل املنظمات السياسية الفلسطينية،<br />
وعلى وجه اخلصوص ومببادرة من اجلبهة الدميقراطية، حيث تزامن هذا التوجه مع التزام<br />
عال من عدد واسع من النساء، وبغض النظر عن انتماءاتهن السياسية، مستفيدات من<br />
تراكم اخلربات وجتربة العمل االأهلي، الذي بداأ مع بدايات القرن العرشين، ويحملن معهن<br />
املوروث الفكري املتعلق باأهمية العمل النضايل والتطوعي، والوعي الكايف لنقاط ضعف<br />
العمل االأهلي، وخصوصاً من حيث ضعف اتساع القاعدة املنتسبة للجمعيات، ليتم عالج<br />
ذلك من خالل فتح اأبواب االنتساب لتضم يف سنوات قليلة اآالف النساء من خمتلف الفئات<br />
االجتماعية واملستويات التعليمية، يجمعها معاً اأهداف مشرتكة يف مقدمتها التخلص من<br />
االحتالل، والنهوض باأوضاع املراأة على املستويات كافة. )املرزوقي، واآخرون، 2000( .<br />
وما اإن اأُعلن عن تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية عام 1965م، حتى قامت جمموعة<br />
من النساء بتنظيم موؤمتر نسوي يف القدس، انبثق عنه االحتاد العام للمراأة الفلسطينية،<br />
وكان من اأهم توصياته الرتكيز على اأهمية تنظيم النساء، بهدف مقاومة االحتالل، وحترير<br />
فلسطني بالدرجة االأوىل، ولكن التوزيع اجلغرايف وواقع التشتت نفسه، وعدم وجود روؤية<br />
اجتماعية خاصة مبكانة املراأة يف املجتمع وحقوقها لدى االأحزاب، كل ذلك اأثر على<br />
مشاركة املراأة يف النضال واملقاومة، واقترص العمل الوطني على الطالبات واملتعلمات،<br />
وبعض احلزبيات، وارتكز العمل النسوي عرب اجلمعيات على العمل االإغاثي واالإنساين<br />
)املرزوقي، واآخرون، 2000( .<br />
129
دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس، وبيت حلم، ورام اهلل،<br />
في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني<br />
د.رجاء العسيلي<br />
أ. نادية ربايعة<br />
وقد شهدت السنوات االأوىل لالنتفاضة زخماً لنشاط املنظمات النسوية من حيث العدد<br />
املنتسب لهذه املنظمات، اأو الذي ينشط يف اإطارها، ومتكنت بذلك من توسيع دائرة عملها<br />
لتصل اإىل اأوسع قطاع شعبي يف جميع املناطق، وبذلك متكنت من احلصول على الدعم<br />
الشعبي والدويل، وبفضل التنسيق والعمل املشرتك بينها، متكنت من حتقيق العديد من<br />
االأهداف واالإجنازات، ويف مقدمتها بناء كادر نسوي واعٍ لقضاياه، ميتلك اخلربة الكافية<br />
يف احلشد، والدعاية، والتحريض، واالتصال لتحقيق هذه االأهداف، االأمر الذي مكنهن من<br />
طرح قضايا املراأة عرب جمموعة من الربامج، ساهمت يف نقل قضية املراأة من كونها قضية<br />
تتعلق بالنساء فقط اإىل كونها قضية تهم املجتمع باأكمله. )املرزوقي، واآخرون، 2000( .<br />
ومن املالحظ اأنه من الصعوبة مبكان الفصل بني احلركة النسوية الفلسطينية ونشوء<br />
احلركة الوطنية الفلسطينية، يف مراحل وجودها كافة، وهنا اأيضا فاإن تنوع التنظيمات<br />
التي اشتملت عليها احلركة النسوية الفلسطينية، بداأ بالعديد من اجلمعيات اخلريية التي<br />
تقدم خدمات متنوعة للجمهور النسائي، ومروراً باالحتاد العام للمراأة الفلسطينية، وكذلك<br />
العديد من االأطر النسوية اجلماهريية واملرتبطة عضوياً باالأحزاب السياسية، وصوالً اإىل<br />
العديد من املراكز النسوية املتخصصة التي بداأت بالظهور اإبان االنتفاضة، فقد جاء هذا<br />
التنوع يف االأشكال التنظيمية ليغطي اأكرب قاعدة ممكنة من القطاعات النسوية، وليشتمل<br />
على تنوع اآخر على مستوى االأهداف والروؤى والربامج التي تعكس درجة الوعي واملعرفة<br />
باحتياجات املراأة يف كافة مواقع تواجدها. اإذن فاإن عدداً من اجلمعيات النسوية واملراكز<br />
النسوية، تدخل ضمن احلركة النسوية التي عربت عن براجمها ونشاطها وطبيعة عملها<br />
اأثناء االنتفاضة الفلسطينية عام 1987م. )اأرصغلي، 2003( .<br />
وقد تاأسست معظم اجلمعيات خالل اأربع مراحل تاريخية مرتبطة بالتطورات السياسية<br />
لالأراضي الفلسطينية، وهي السنوات 1948، و 1967، و1987، و1993، وتتوزع اجلمعيات<br />
االأهلية يف فلسطني على مدن الضفة الغربية وقطاع غزة، اإال اأنها ترتكز يف مدينتني رئيستني<br />
هما: القدس ورام اهلل، وتاأتي مدينة نابلس يف املرتبة الثالثة، ولعل ذلك يعود لسهولة<br />
االتصال بالعامل اخلارجي، واإىل العالقة مع اجلهات املانحة العربية واالإقليمية، )تقومي<br />
دور املنظمات غري احلكومية يف االأراضي املحتلة، 1999( . اإن خضوع هذه اجلمعيات<br />
لقانون كان يرشف عليه املحتل جعلها هدفاً سهالً ملنع نشاطاتها السياسية والوطنية،<br />
وذلك عن طريق التدخل يف االأنشطة الوطنية املختلفة، واإلغائها، اأو حتى النشاطات التي<br />
استهدفت جمع التربعات لتمويل مشاريع تلك اجلمعيات، وهو ما اأثر يف دورها السياسي<br />
اأثناء فرتة االحتالل، ولكن مع ذلك اأدت تلك اجلمعيات دوراً مهماً يف تاأكيد االنتماء للهوية<br />
الوطنية، واأيضاً عملت تلك اجلمعيات على تلبية احلاجات العملية للنساء وعلى تطوير<br />
130
♦<br />
♦<br />
♦<br />
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
اآليات صمود العائالت ضحايا سياسات االحتالل، وخاصة يف ظل غياب سلطة وطنية<br />
تعمل على تقدمي مثل تلك املساعدات. ولكن بعد تاأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية عملت<br />
السلطة على حتويل تلك اجلمعيات من اأدوات تقدمي خدمات اإىل منظمات تنموية تسعى<br />
لتغيري وضعية املراأة واالأرسة اإىل االأفضل، ليس عن طريق تلبية احتياجات املراأة العملية<br />
فقط، واالسرتاتيجية اأيضاً، مبعنى حتويل سياساتها من النهج اخلريي اإىل النهج التنموي،<br />
وبخاصة اأن بعضها متيز بكونه يف مناطق ريفية حمرومة من خدمات التنمية املركزية.<br />
)اأرصغلي، )2003 .<br />
ثالثاً: نشأة اجلمعيات النسوية اإلسالمية ودورها يف تثقيف املرأة للنهوض باجملتمع<br />
الفلسطيين:<br />
لقد تشكلت املنظمات النسوية االإسالمية الأول مرة يف تاريخ احلركة الوطنية والنسائية<br />
الفلسطينية، حيث تاأسست جمعية هدى االإسالم عام 1996م، وتبعتها جمعية اخلنساء عام<br />
1997م، وقبل ذلك اأسست جمعية نساء االإسالم، 1982م وجمعية نساء االإسالم، 2000م.<br />
ويف املرحلة احلالية تركز عمل اجلمعيات النسائية االإسالمية حديثة التكوين على برامج<br />
مشابهة لتلك التي كانت تقوم بها اجلمعيات اخلريية اأو االأطر النسوية يف بداية تكوينها،<br />
ولهذه اجلمعيات النسوية الإسالمية دور يف النهوض يف املجتمع املحلي الفلسطيني<br />
من خالل:<br />
♦الربامج التنموية: مثل توفري فرص عمل للنساء. لتصبح املراأة عنرصاً فاعالً<br />
يف املجتمع، وكذلك من خالل عمل معارض ومشاريع من اإنتاج هذه اجلمعيات، كاملنتج<br />
املحلي، واالأشغال اليدوية، وعمل املطرزات، وتعليم املراأة الزراعة، واالعتماد على نفسها،<br />
بحيث تكون هذه املراأة منتجة وغري مستهلكة فقط، فهناك برامج توظيف للنساء يف هذه<br />
اجلمعيات، ودورات تعقدها يف فن اخلياطة والتفصيل وحياكة املالبس والربادي، ودورات<br />
يف التصنيع الغذائي، ويف فن التجميل وتصفيف الشعر، وكذلك اإعطاء النساء دورات يف<br />
احلاسوب والسكرتارية التنفيذية وتعليمهن اللغة العربية.<br />
♦برامج توعية وتدريب قيادات شابة وتدريب جمتمعي ، وتدريب على االندماج<br />
يف احلياة املجتمعية بحيث ال تطغى رسالة على االأخرى، اأي رسالة االأمومة مع العمل<br />
خارج املنزل.<br />
♦الناحية الجتماعية: عن طريق االهتمام بالزيارات امليدانية، والربامج االإغاثية،<br />
من مساعدات عاجلة ضمن ظروف الطوارئ، ومساعدة االأيتام، وكذلك كفالة االأرس املحتاجة<br />
131
دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس، وبيت حلم، ورام اهلل،<br />
في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني<br />
د.رجاء العسيلي<br />
أ. نادية ربايعة<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
وغري القادرة على اخلروج للعمل، وتقدمي احلقيبة املدرسية لطالب املدارس، وتقدمي كسوة<br />
العيد لالأطفال.<br />
♦على الصعيد الديني: من خالل توعية املراأة باحلقوق الربانية ورسالة االأمومة،<br />
لرتتقي بطريقة تفكريها، ويف فهم اأمور دينها، وحتى تنطلق وتصبح عضواً فاعالً يف<br />
املجتمع، وعقد دورات يف التجويد وحفظ القراآن الكرمي، ومراكز لتحفيظ القراآن خاصة<br />
بالفتيات، والرحالت التي يغلب عليها الطابع الديني، والقيام بعمل حفالت مبناسبة عيد<br />
االأضحى والفطر.<br />
♦عقد دورات اإرشادية يف تربية الطفل، ودورات اإسعاف اأويل ، وسلسلة حمارضات<br />
تثقيفية عن تاأثري املخدرات واالإدمان على املجتمع الفلسطيني وبخاصة الشباب،<br />
وحمارضات عديدة اأخرى من اإرشاد نفسي وغريه، وحمارضات يف التخطيط االسرتاتيجي،<br />
ويف السالمة املنزلية، والزراعة البيتية، وعن االنتخابات، فهناك العديد من املحارضات<br />
حولها، وعقد خميمات صيفية، وبازارات، ومعارض.<br />
♦الدور الثقايف: مثل مكافحة االأمية عند النساء، وتوفري مكتبة لهن يف مقر اجلمعية،<br />
ودورة حمو اأمية احلاسوب، وفتح حضانة، وروضة، ومدرسة لالأطفال، وكذلك فتح نادٍ<br />
للطفل، ومكتبة لالأطفال وحديقة عامة، واإعطاء االأم حمارضات وندوات عن كيفية اأساليب<br />
تدريس االأطفال.<br />
♦الدور الصحي والرياضي: من خالل تقدمي اخلدمات لالأم احلامل، ودورات صحية<br />
وتثقيفية، ولياقة بدنيه، واإسعافات اأولية.. الخ،<br />
♦الدور الرتبوي: تقدمي املحارضات الثقافية وورشات العمل، واإعطاء دورات<br />
متخصصة يف قضايا النساء، واإنشاء الروضات واملدارس واملشاركة يف االحتفاالت...<br />
الخ<br />
رابعاً: التعريف باجلمعيات النسوية اإلسالمية عينة الدراسة:<br />
تناولت الدراسة خمس عرشة جمعية نسوية اإسالمية موزعة يف حمافظات<br />
القدس، وبيت حلم، ورام اهلل، هي:<br />
◄◄جمعية سيدات سلواد اخلريية:<br />
تاأسست هذه اجلمعية عام 1991م، وهي جمعية نسوية اإسالمية نشطة تخدم جميع<br />
االأهايل يف سلواد، تاأسست يف البداية من عرش نساء فقط، اأما االآن فقد جتاوز عدد االأعضاء<br />
132
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
والهيئة العامة االأربعني امراأة، ومن اأهم اأسباب نساأتها: عدم وجود ناد، اأو مركز نسوي،<br />
اأو موؤسساتي خاص بالنساء، ومن اأهم اجنازاتها: اإنشاء مركز للمعوقني، واإنشاء حضانة<br />
لالأطفال.<br />
◄◄جمعية سنابل العطاء النسائية:<br />
تاأسست هذه اجلمعية عام 2004م، كفرع جلمعية الهدى، ويف عام2006م، كجمعية<br />
مستقلة، وهذه اجلمعية تعد اجلمعية الوحيدة يف قرى غرب رام اهلل املرخصة حالياً، ومن<br />
اأهم اأسباب نساأتها: الشعور بجهل النساء والفتيات باأمور الدين االإسالمي بالشكل الصحيح،<br />
ووجود بعض املغالطات واالأفكار غري السليمة، ومن اأهم اجنازاتها: مرشوع املطبخ<br />
االإنتاجي، وعقد املخيمات الصيفية، ونرشات توعية دينية، وصحية.<br />
◄◄جمعية الرعاية للمراأة العربية:<br />
تاأسست عام 1994م، وهي تقدم املساعدات لرشائح املجتمع كافة، بغض النظر عن<br />
كونه مسلماً اأو غري مسلم، اأو منتمياً الأي اإطار اأو فئة اأو حزب، وهي ترى نفسها عنواناً<br />
فلسطينياً للنساء للجوء اإليها، وترى اأن من اأهم مبادئها التي قامت عليها االرتقاء مبستوى<br />
النساء بشكل عام يف منطقة القدس، تقوم بنرش الوعي االإسالمي يف الوسط النسوي املقدسي<br />
بشكل خاص الفتقاره لذلك، وهذه اجلمعية مغلقة حالياً.<br />
◄◄جمعية صورباهر النسائية الإسالمية:<br />
تاأسست هذه اجلمعية عام 1982م، من اأهم اأهدافها: توعية املراأة، والعناية بكافة<br />
سوؤونها على خمتلف املستويات واالأصعدة، ورفع مستواها الثقايف، واالجتماعي، واملهني،<br />
ومن اأهم اإجنازاتها: اإنشاء مطبخ اإنتاجي، وحضانة لالأطفال، مرشوع اللياقة البدنية.<br />
◄◄ جمعية نساء الإسالم:<br />
اأسست عام 1982م، وكانت هذه اجلمعية سابقاً فرعاً صغرياً تابعاً جلمعية الزكاة، اأما<br />
حاليا فهي تابعة لرياض االأقصى، ومقر اجلمعية يف االأساس كان يف القدس، ولكن االحتالل<br />
االإرسائيلي ال يريد ذلك، ويسعى دائما اأال تكون هناك جمعيات، وال حتى موؤسسات اإسالمية<br />
يف منطقة القدس، مما اأدى اإىل نقل مقر اجلمعية اإىل منطقة الرام، وهي تابعة للقدس، ولكن<br />
مع وضع اجلدار، مل تدخل يف منطقة القدس وفصلت عنها، ومن اأهم اأسباب نساأتها: تخليص<br />
املراأة املسلمة، واملقدسية بالذات، من غبار اجلهل والضالل، وحماية الفتاة اأخالقياً، ومن<br />
اأهم اإجنازاتها: املدرسة، والروضة سابقاً، واملخيمات الصيفية، والنرشات، والدورات يف<br />
خمتلف املجالت.<br />
133
دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس، وبيت حلم، ورام اهلل،<br />
في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني<br />
د.رجاء العسيلي<br />
أ. نادية ربايعة<br />
◄◄جمعية النقاء النسائية<br />
الإسالمية:<br />
تاأسست هذه اجلمعية عام 1998م، وتاألفت من عدد من االأعضاء املتعلمات والطبيبات<br />
امللتزمات على االأغلب، والسجينات بالذات، حتى اإن فكرة التاأسيس لهذه اجلمعية قد جاءت<br />
من رحم اأفكار اأخوات سجينات )جمعية النقاء النسائية االإسالمية، 2006( ، وهذه اجلمعية<br />
اأغلقتها حاليا قوات االحتالل، ولكن عملها مستمر رغم اإغالقها، ومن اأهم اإجنازاتها: اإنشاء<br />
روضة ومدرسة لالأطفال، ومركز الدوحة الطي اجلراحي، وعقد دروس وعظ واإرشاد على<br />
مستوى حمافظة بيت حلم.<br />
◄◄جمعية نساء اأم سلمونة:<br />
تاأسست هذه اجلمعية عام 2004م، ويظهر نشاطها من خالل الدورات التي تعقد<br />
بها، حيث ياأتي اإليها عدد من املحارضين من خارج البلدة من حمافظة بيت حلم وغريها،<br />
ومن املالحظ اأن هذه اجلمعية تعمل بالتعاون مع املجلس القروي يف مشاريع كثرية ومن<br />
اأهم اأسباب نساأتها: توعية املراأة من ناحية دينية، وحتفيظها القراآن الكرمي، وتعزيز ثقتها<br />
بنفسها، ومن اأهم اإجنازاتها مرشوع العمل مقابل الغذاء.<br />
◄◄جمعية سيدات نحالني:<br />
تاأسست هذه اجلمعية عام 2004م، وتضم جمموعة من الناشطات، وهي مرتبطة<br />
باملجلس القروي يف نحالني، ومن اأهم اأسباب نساأتها: عدم وجود اأي جمعية نسوية تخدم<br />
القطاع النسوي يف تلك البلدة، ومن اأهم اإجنازاتها فتح روضة خاصة باالأطفال، ومرشوع<br />
العمل مقابل الغذاء.<br />
◄◄مركز بيت حلم للنشاط النسوي:<br />
كان هذا املركز تابعاً لوكالة الغوث الدولية يف عام 1956م، وينشط يف جمال<br />
اخلياطة، ويف عام 1994م، شُ كلت هيئات اإدارية من اأجل تسليم املركز للمجتمع املحلي<br />
عن طريق الهيئات، ويف 2005م رخص املركز من وزارة الداخلية، وهو مركز نسوي غري<br />
ربحي، يقدم برامج وخدمات تفيد النساء، ومن اأهم اأسباب نساأته: تقدمي تدريب للنساء<br />
والطالبات اللواتي مل يحالفهن احلظ يف اإكمال الدراسة، ورفع مستوى املراأة الثقايف<br />
والعلمي، واإخراجها من الواقع الذي تعيش فيه، ومن اأهم اإجنازاته: فتح حضانة، وصالون<br />
للتجميل، ومرشوع اللياقة البدنية للنساء، ومرشوع اخلياطة.<br />
◄◄مركز الأمل النسوي:<br />
وهو مركز افتتحته جمعية رعاية اليتيم يف بيت حلم، وهو مركز ثقايف تاأهيلي، يقدم<br />
براجمه يف قوالب عدة، منها قالب املحارضات االأسبوعية الدورية، وقالب الدورات العلمية،<br />
134
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
والثقافية، والتاأهيلية، واإالرشادية، والطبية، وقالب الطبق اخلريي، وقالب احتفاالت<br />
التخريج والتكرمي، وقالب املجالت الدورية وغري الدورية، وقالب االأنشطة املتنوعة حسب<br />
املناسبات والفعاليات. )نحو املعايل، 2004( ، وهو موؤسسة تاأهيلية ثقافية تعليمية<br />
ترفيهية تربوية للمراأة، على اختالف مستواها الثقايف ومراحلها العمرية، ولكن ال تقدم<br />
خدماتها للنساء فقط، بل تفتح اأبوابها للجميع، وال تخص فئة معينة، ولكنها باملقابل تركز<br />
على االأرامل بشكل خاص، وهذا املركز موؤسس منذ عام 1998م، ولكن مل يتم تفعيله اإال يف<br />
عام 2001م، ومن اأهم اأسباب نساأته: رعاية االأرامل وتوجيههن، وتوعية املراأة وتثقيفها<br />
وتعليمها، وتربية الفتيات واالأطفال تربية سليمة، ومن اأهم اإجنازاته: اإصدار املجلة السنوية<br />
»نحو املعايل«، وافتتاح منتدى »حرائر االسالم« للفتيات، وتنفيذ بعض املشاريع، مثل:<br />
مرشوع املكتبة العامة.<br />
◄◄جمعية اخلنساء النسائية:<br />
تاأسست عام 1996م، حيث اأُسست جلنة نسائية تابعة للجنة اخلريية االإسالمية،<br />
وهي جمعية الهدى اليوم، ومن اأهم اأسباب نساأتها: النهوض باملراأة الفلسطينية، بعيداً عن<br />
اإشكاالت املوروث من العادات والتقاليد التي نبذها االإسالم، وحتريرها مما يحاك ضدها،<br />
الإبعادها عن دينها، وقيمها واأخالقها، ومن اأهم اإجنازاتها: اإنشاء مركز النور لتحفيظ القراآن<br />
الكرمي، واإنشاء نواة ركن الطفولة، الذي يضم اأجهزة حاسوب، وتلفاز، وفيديو، ومكتبة ثرية<br />
بالكتب يف املواد املختلفة.<br />
◄◄جمعية الهدى النسائية الإسالمية:<br />
تاأسست هذه اجلمعية عام 1996م، وكانت يف بداية االأمر جلنة نسائية للجمعية<br />
اخلريية االإسالمية يف البرية، ثم بعد ذلك حصلت على ترخيص مستقل حتى اأصبحت<br />
جمعية قائمة بحد ذاتها، ومن اأهم اأسباب نساأتها: توعية املراأة الفلسطينية، وتثقيفها،<br />
واإغناء فكرها، والرغبة يف املساهمة الفاعلة يف تقدمي اخلدمات االجتماعية، واالإنسانية،<br />
والتعليمية، والصحية، ومن اأهم اإجنازاتها: مركز الستخدام احلاسوب واالإنرتنت، ومركز<br />
خدمات جامعية، ومعهد »مرمي البتول«.<br />
◄◄جمعية الوفاء اخلريية النسائية:<br />
تاأسست هذه اجلمعية عام 1997م، ومن اأهم اأسباب نساأتها: خدمة املراأة الفلسطينية،<br />
وخدمة االأرسة، وخدمة الطفل الفلسطيني، ومن اأهم اجنازاتها: املطبخ االإنتاجي، وبرنامج<br />
تاأهيل املراأة، ومركز النور لتحفيظ القراآن الكرمي.<br />
135
دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس، وبيت حلم، ورام اهلل،<br />
في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني<br />
د.رجاء العسيلي<br />
أ. نادية ربايعة<br />
◄جمعية النور النسائية:<br />
136<br />
◄<br />
تاأسست هذه اجلمعية عام 2005م، وهي فرع جلمعية الهدى، ومن اأهم اأسباب نساأتها:<br />
وجود تيارات فكرية خمتلفة غري اإسالمية، تقوم بخدمة اأعضائها التاأسيسيني، واأقربائهم،<br />
فنساأت هذه اجلمعية خلدمة جميع اأفراد املجتمع، بغض النظر عن فكرهم وحزبهم، ومن<br />
اأهم اإجنازاتها: مركز حتفيظ القراآن الكرمي، واملطبخ االإنتاجي.<br />
◄◄جمعية سيدات دير دبوان اخلريية:<br />
كانت هذه اجلمعية مغلقة من عام 2000م حتى عام 2005م، وفتحت يف 2006م،<br />
ومن اأهم اأسباب نساأتها: النهوض باملراأة الفلسطينية بشكل عام، من جميع النواحي،<br />
ومن اأهم اإجنازاتها: مرشوع النادي الرياضي، ومرشوع التكافل االجتماعي لكبار السن<br />
واملعاقني.<br />
الدراسات السابقة:<br />
من املالحظ اأن هناك كماً ضئيالً من الدراسات التي تناولت اجلمعيات النسائية يف<br />
العامل العربي عامة، ويف فلسطني -بوجه خاص-، وقد ندر فيها احلديث عن اجلمعيات<br />
النسائية االإسالمية. فمن هنا مل جتد الباحثتان اأدبيات تناقش اأو تدرس اجلمعيات النسوية<br />
االإسالمية يف فلسطني، سوى دراسة )اجلعربي، 2004( ، وبعض النرشات املوجزة عن<br />
بعض اجلمعيات النسائية االإسالمية، اخلاصة بكل جمعية على حدة.<br />
هدفت دراسة )اجلعربي، 2004( اإىل التعرف اإىل دور املراأة يف العمل السياسي يف<br />
فلسطني من روؤية اإسالمية؛ ملعرفة االأحكام الرشعية نحو عمل املراأة السياسي، ولتسليط<br />
الضوء على االأعمال واالأنشطة التي تقوم بها بعض اجلمعيات واملراكز يف احلركات<br />
االإسالمية، يف الضفة الغربية وقطاع غزة، وداخل االأراضي املحتلة عام 1948م، فتناولت<br />
الباحثة اأربع جمعيات نسائية اإسالمية فقط وهي: جمعية اخلنساء النسائية يف البرية،<br />
وجمعية الهدى يف رام اهلل، والنقاء يف بيت حلم، وجمعية الشابات املسلمات يف قطاع غزة،<br />
وتتحدث عن تاأسيس هذه اجلمعيات وفروعها ومشاريعها املوجهة للمراأة، ونشاطاتها،<br />
فهذه اجلمعيات لها نشاطات ثقافية، مثل وجود مكتبات ثقافية ومراكز حمو اأمية، ورياض<br />
االأطفال، باالإضافة اإىل االأنشطة الرتفيهية، واالأنشطة االجتماعية، من تقدمي املساعدات<br />
املادية والعينية لالأرس الفقرية واملحتاجة، اإضافة اإىل كفالة اأيتام، واأنشطة تعليمية،<br />
ووجود حضانات، ومراكز لتحفيظ القراآن الكرمي، ومراكز لياقة بدنية، باالإضافة اإىل عقد<br />
دورات يف االإسعافات االأولية، وكذلك االأنشطة املوسمية، بحيث يكون الهدف منها عرض<br />
منتجات اجلمعية، من معجنات واأشغال يدوية.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
وتبني الباحثة يف دراستها اأن هناك عدداً من اجلمعيات لها نشاطات على اجلانب<br />
الرتبوي، فقد اأسست جمعية النقاء حضانة وروضة، ومدرسة اأساسية، باالإضافة اإىل<br />
اجلانب الصحي، من خالل فتح عيادة طوارئ للرجال واأخرى للنساء، والتي طورت بافتتاح<br />
مركز طبي جراحي، اإضافة اإىل اأهداف اأخرى، تتمثل يف رعاية املراأة املسلمة، وحفظها من<br />
االنحراف، والعمل على اإبراز دورها يف احلياة، واالأخذ بيدها، وحتقيق الروابط بني املراأة<br />
وقطاعات املجتمع االأخرى، والعمل على توفري فرص التعليم املهني للمراأة، وكذلك العمل<br />
على توعية الفتاة والطفل الفلسطيني، من خالل دورات وندوات ثقافية، ومن اأهدافها اأيضاً<br />
املساعدة على حفظ القراآن الكرمي، وعقد دورات تالوة وجتويد، والعمل على تنشئة جيل<br />
مسلم يتحلى باخللق الكرمي، وكذلك تشري الباحثة اإىل اخلطط املستقبلية لهذه اجلمعيات<br />
على االأصعدة كافة، وعدد النساء املستفيدات من خدمات هذه اجلمعيات، والرشائح التي<br />
تخدمها معظم هذه اجلمعيات، كاالأرس املحتاجة والفقرية وكفالة االأيتام، اإضافة اإىل<br />
اهتمامها باملراأة بالدرجة االأوىل.<br />
وهدفت دراسة )العسيلي، 2005( اإىل التعرف اإىل دور وروؤيا موؤسسات املجتمع<br />
املدين، والقطاع اخلاص يف املسرية الدميقراطية واالإصالح، حيث توضح اأن تاريخ تشكيل<br />
اجلمعيات االأهلية يف فلسطني يعود اإىل بداية القرن العرشين، كما تبني اأن هذه اجلمعيات<br />
قدمت اخلدمات واملساعدات اخلريية لالآخرين، وكان لظروف االحتالل املتتالية على<br />
فلسطني، دور يف تشكيل كثري من اجلمعيات اخلريية، التي سعت لتقدمي خدمات االإغاثة،<br />
والرعاية لالأطفال واالأرس املرشدة واملهجرة، كما تشري اإىل اأن الفلسطينيني قد شكلوا<br />
موؤسساتهم االجتماعية، والنقابية، والسياسية، يف ظل غياب سلطة الدولة الفلسطينية<br />
املستقلة، حتت قمع سلطات االحتالل االإرسائيلي، وعلى الرغم من طغيان العامل الوطني<br />
على عمل هذه املوؤسسات، فاإنها سعت لتقدمي اخلدمات االإنسانية، والرتبوية، والثقافية،<br />
والصحية للمواطنني، كما استطاعت الوصول اإىل الفئات والقطاعات االجتماعية الضعيفة<br />
واملهمشة، وتقدمي اخلدمات الرضورية لها، وراأت اأن تقدمي هذه اخلدمات هو هدف<br />
وطني يساعد املواطنني على الصمود. وتبني الدراسة اأيضا اأنه قد اأصبح للمنظمات غري<br />
احلكومية دور عاملي يف بلورة اسرتاتيجيات وسياسات عاملية تقوم بتنفيذها؛ لتتصدى<br />
للعديد من املشكالت التي تواجه االإنسان يف خمتلف مناحي احلياة، ومع جميع فئاته<br />
وجنسه، وبخاصة قضايا املراأة، والطفل، والبطالة، والفقر، والبيئة، واخلدمات الصحية،<br />
واالإسعافات االأولية، ورعاية وتاأهيل املعوقني، ومالجئ العجزة، ومراكز التدريب املهني،<br />
باالإضافة لتقدمي الغذاء والكساء وغريها، فقد اأسهمت هذه املنظمات بشكل فاعل يف احلد<br />
من مشكالت املجتمع.<br />
137
دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس، وبيت حلم، ورام اهلل،<br />
في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني<br />
د.رجاء العسيلي<br />
أ. نادية ربايعة<br />
اأما دراسة )الشطي، واآخرون، 2001(، فقد حتدثت عن تنظيم النساء اجلماعات النسائية<br />
الرسمية وغري الرسمية يف الرشق االأوسط، واسهبت هذه الدراسة يف احلديث عن اجلمعيات<br />
النسائية يف العراق وعمان ومرص وتونس ولبنان وغريها، لكنها مل تتطرق بنفس القدر<br />
عن اجلمعيات النسائية يف فلسطني، واأشارت فقط اإىل وجود جمعيات نسائية يف الضفة<br />
الغربية، ومل يكن هناك اأي تخصيص جلمعيات نسائية اإسالمية. وركز املحور الثاين على<br />
العالقة بني اجلمعيات النسائية واحلركات السياسية وحركات املقاومة الوطنية، وقد برز<br />
هذا املحور يف االأدبيات التي تتحدث عن اجلمعيات النسائية يف فلسطني.<br />
وحتدثت دراسة )احلوراين، ب.ت( عن اجلمعيات اخلريية يف الضفة الغربية الفلسطينية<br />
وقطاع غزة، وبينت اأن الظروف التي مرت بها فلسطني على جميع االأصعدة من حروب<br />
واحتالل، كان لها االأثر االأكرب يف زرع اأول بذرة لعمل اخلري وظهور اجلمعيات اخلريية،<br />
فانتظم العديد من املواطنني يف جتمعات خريية بدافع الغرية الوطنية، على اعتبار اأنها<br />
البديل عن املوؤسسات احلكومية البعيدة عن خدمة املواطن، واقتضت ظروف االحتالل<br />
الربيطاين اآنذاك اأن يغلب على هذه التجمعات العنرص النسوي دون الرجال؛ بسب اخلطر<br />
املفروض على اأي جتمع للرجال، ووصول النساء اإىل البيوت كان اأيرس، واأقل مراقبة. وتبني<br />
اأيضاً اأن اأوائل العرشينيات من هذا القرن، شهدت ظهور اجلمعيات اخلريية شبة املنظمة<br />
دون ترخيص حكومي، والتي من اأهم اأولوياتها، رعاية اأرس الشهداء، واالأيتام، ومشوهي<br />
احلرب، واإيواء العجزة، وتقدمي املعونات للفئات املترضرة، وتذكر الدراسة اأيضا خدمات<br />
املوؤسسات واجلمعيات اخلريية، من رعاية سوؤون السجناء ومكافحة االأمية، ورياض<br />
االأطفال، وغريها، ثم تبني مشكالت العمل التطوعي االجتماعي من ضعف التمويل، وعدم<br />
توافر الكوادر الفنية املدربة يف اجلمعيات، والظروف االقتصادية، والنفسية الصعبة، التي<br />
تسود الضفة والقطاع.<br />
وحتدثت دراسة )املرزوقي واآخرون، 2000( ، عن احلركة النسوية الفلسطينية،<br />
وجتربة العمل النسوي الفلسطيني بني اجلماهريي واحلكومي، وعن املنظمات االأهلية<br />
الفلسطينية النسوية، من حيث مدى التزامها بثقافة الدميقراطية، على مستوى احلياة<br />
الداخلية؛ اأي من حيث العضوية، حيث تبني اأن هذه املنظمات فتحت باب االنتساب للنساء<br />
كافة، برشط املوافقة على نظام هذه املنظمات االأهلية الداخلي وبراجمها، فتبني اأن معظم<br />
املوؤسسات اجلماهريية النسوية تفتقد لنظام موؤسسي، واأنه ال يتم حتديد واضح ملهمَّات<br />
االأعضاء والعامالت، وكذلك من حيث الربامج، فاإنها يف الغالب حتدد بناء على توجهات<br />
االإطار، وكذلك تتحدث الدراسة عن التمويل لهذه املنظمات، وكيف اأنه اعتمد على الدعم<br />
احلزبي واخلارجي لتنفيذ االأنشطة التي تقوم بها هذه املنظمات. وتتحدث الدراسة عن دور<br />
138
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
هذه املنظمات يف ترسيخ قواعد الدميقراطية، من خالل بعض املبادئ ذات العالقة، مثل<br />
املساواة وعدم التمييز القائم على اأساس اجلنس، اأو الدين، اأو العرق، فاللوائح الداخلية<br />
للمنظمات النسوية االأهلية تشري اإىل مبداأ املساواة وعدم التمييز بني اجلنسني، ومن خالل<br />
االأنشطة التي تنفذها لرتسيخ ذلك، فقد نُفذ عددٍ من الربامج لرفع الوعي يف قضايا النوع<br />
االجتماعي، وتتحدث كذلك عن حرية االنتماء السياسي والعقائدي، وكيف اأن هناك قبوالً<br />
بالتعددية السياسية، وكيف اأصبحت العضوية يف االإطار والعمل به قارصة على نساء لهن<br />
االنتماء السياسي نفسه، بغض النظر عن الدين، وتشري كذلك اإىل حرية التفكري واالإبداع<br />
وحرية االختيار، سواء يف التعليم اأو العمل اأو الزواج، وحق التعبري عن الراأي، وحق االستماع<br />
وحق العمل والتمتع مبستوى معيشة الئق، وكذلك تتعرض الدراسة اإىل حتليل نقاط القوة<br />
والضعف للمنظمات النسوية اجلماهريية، على املستوى املوؤسسي، وعلى مدى التزام هذه<br />
املنظمات بثقافة الدميقراطية.<br />
وعرّفت دراسة )الربغوثي، 1997( اجلمعيات النسوية الفلسطينية التطوعية، ودورها<br />
يف الفلكلور الفلسطيني، وبينت اأن اجلمعيات الفلسطينية بداأت يف مدن معينة قبل غريها<br />
مثل القدس، ويافا، وحيفا، ونابلس، بينما ظهر يف القرى عددٌ حمدودٌ من اجلمعيات مثل<br />
جمعية تعاون القرى التي تاأسست يف قرية اإجزم عام 1924م، واقترصت على القرى<br />
املجاورة لعكا وحيفا، وجمعية احتاد القرى العربية يف اللد التي تاأسست عام 1927م،<br />
واقترصت على قرى الساحل اجلنوبي، اأما يف منطقة البادية فكان هناك جمعية واحدة، هي<br />
جمعية البدو العربية التي تاأسست يف بئر السبع يف اأواسط الثالثينيات لغايات اجتماعية.<br />
ويضيف الربغوثي باأن ظهور اجلمعيات الفلسطينية ارتبط بظهور املجتمع املدين من ناحية<br />
والفئة املثقفة من ناحية ثانية؛ وذلك ملا للمدن الفلسطينية عامة، والقدس ويافا، وعكا،<br />
وحيفا، من مكانة، فهي االأوفر حظاً فيما يتعلق بتوافر العاملني. ويقول الربغوثي: »اإنه من<br />
املالحظ اأن اجلمعيات بداأت يف هذه املدن قبل غريها، واأنها ظلت ظاهرة مدنية حتى حدوث<br />
النكبة عام 1948م«. ويذكر اأن عدد اجلمعيات ازداد بشكل الفت للنظر يف مرحلة االنتداب<br />
الربيطاين، وشهدت االأربعينيات اإنشاء جمعيات التضامن النسائي يف القدس، واملجدل،<br />
ويافا، والطور، واللد، وعكا، وحيفا، واتخذت معظم هذه اجلمعيات اأسماء ذات طابع قومي<br />
مثل جمعية االحتاد النسائي العربي، التي تاأسست يف نابلس عام 1921م، ويف بيت حلم<br />
عام 1947م، وجمعية السيدات العربيات، التي تاأسست يف القدس عام 1929م، وبعضها<br />
اتخذ الطابع الديني مثل جمعية القديسة تريزا، يف القدس )1922م( ، وجمعية تهذيب الفتاة<br />
االإسالمية، التي تاأسست يف حيفا يف اأعوام العرشينيات، واتخذت بعض اجلمعيات النسائية<br />
طابعاً تخصصياً مثل جمعية رعاية الطفل، يف رام اهلل )1944م( ، وجمعية سيدات بيت<br />
جاال )1944م( ، وجمعية التضامن االجتماعي النسائي، يف عكا )1949م( .<br />
139
دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس، وبيت حلم، ورام اهلل،<br />
في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني<br />
د.رجاء العسيلي<br />
أ. نادية ربايعة<br />
اأما دراسة )الصفدي، واأبو غضيب، وحمدان، 1995( فقد هدفت اإىل التعرف اإىل<br />
املوؤسسات النسوية اإىل اأين؟ تكونت عينة الدراسة من املوؤسسات النسوية املسجلة لدى<br />
شبكة املنظمات غري احلكومية، وتبني هذه الدراسة اأن معظم املنظمات يف دول العامل<br />
تقوم بتاأدية خدمات لقطاعات اجتماعية مهمشة ال تركز عليها السلطة، اأو اأنها ليست من<br />
اأولوياتها، ولذلك يُعدُّ عمل هذه املنظمات مكمالً لدور السلطة وليس بديالً عنها، مما اأصبح<br />
دافعاً رئيساً لكثري من رائدات احلركة النسوية يف فلسطني للعمل من اأجل ترسيخ املنجزات<br />
التي قدمتها النساء خالل مراحل نضال الشعب الفلسطيني، لذلك ترى معظم املوؤسسات<br />
النسوية رضورة العمل على حمورين: يتمثل االأول يف االنضمام اإىل شبكة املنظمات غري<br />
احلكومية، التي وضعت ضمن اأهدافها االسرتاتيجية العمل على حتقيق املساواة الكاملة<br />
للمراأة واإنصافها، وتعزيز دورها ومساهمتها يف جميع االأنشطة التنموية. اأما الثاين فيتمثل<br />
يف دعم تواجد النساء يف اأجهزة السلطة الوطنية الفلسطينية، ولتعزيز هذا التواجد تشكّل<br />
جملس سوؤون املراأة، الذي يسعى اإىل ضمان متثيل النساء يف جميع االأجهزة الوزارية ويف<br />
مواقع حساسة التخاذ القرار، وذكر فيه اأيضاً اأهداف املنظمات الفلسطينية. وتبني هذه<br />
الدراسة اأنه من احلكمة تقسيم املهمَّات بني اأجهزة السلطة واملنظمات االأهلية، بحيث تتفرغ<br />
اأجهزة السلطة ملشاريع البنية التحتية، وتطوير املرافق واإعادة تاأهيل القطاعات احلكومية<br />
شبه املدمرة، اأما املنظمات االأهلية فيعطى لها املجال لرتكز على القطاعات االجتماعية<br />
التي ليست من اأولويات السلطة والعمل النسوي يقع يف دائرتها، وهو ما ال مينع من اأن<br />
تضع احلكومة قانوناً ينظم العالقة بينها وبني منظمات املجتمع املدين. وتبني الدراسة<br />
اأن غياب سلطة وطنية فلسطينية على مدى عقود طويلة، دفع هذه اجلمعيات اإىل الرتكيز<br />
على خدمة قطاعات اجتماعية حيوية ومهمشة يف هذا املجتمع، مما يوؤكد اأن العمل االأهلي<br />
كان البديل يف بعض املجاالت عن اجلهات احلكومية التي من املفروض اأن تقوم بهذا<br />
العبء. وتبني الدراسة االأهداف االإسرتاتيجية للموؤسسات النسوية، املتمثلة يف اإدراج قضايا<br />
النوع االجتماعي يف كافة هيئات التخطيط، واإرشاد املراأة، ودعمها اجتماعيا، وقانونيا،<br />
وصحيا، واقتصاديا، وحمل اأدوات التغيري للواقع االجتماعي للمراأة.<br />
تعقيب على الدراسات السابقة:<br />
لوحظ من العرض السابق اأنه مل ياأت اأي ذكر بالنسبة للجمعيات النسوية االإسالمية،<br />
فلم يكن هناك دراسات سابقة تختص بدراسة هذه اجلمعيات االإسالمية بالذات، اإمنا تتحدث<br />
الدراسات عن اجلمعيات النسوية بشكل عام، وعن براجمها واأنشطتها، وتاأسيسها، وحتدثت<br />
الدراسات عن البعد التنظيمي للجمعيات النسائية وظهورها شبه املنظم ودون ترخيص<br />
140
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
حكومي، فانها كانت تقوم بدافع الغرية الوطنية، على اعتبار اأنها البديل عن املوؤسسات<br />
احلكومية البعيدة عن خدمة املواطن، وكيف اقتضت ظروف االحتالل اأن يغلب على هذه<br />
التجمعات العنرص النسائي دون الرجال.<br />
ويف املحور الربناجمي تركزت جميع االأدبيات السابقة الذكر على اإبراز اأهم اأولويات<br />
اجلمعيات النسائية يف دعم النضال الفلسطيني واملتمثلة يف رعاية اأرس الشهداء، واالأيتام،<br />
والعناية باجلرحى، وتقدمي املعونات للفئات املترضرة، واإغاثة االأرس املحتاجة، اإضافة<br />
اإىل النشاطات الثقافية والرياضية.<br />
وتشيد الدراسات السابقة بقدرة هذه اجلمعيات التطوعية على اإثبات وجودها عرب<br />
تلبية احتياجات االأرسة واملجتمع واملراأة، وتقدمي خدمات االإغاثة والرعاية الصحية،<br />
وتطوير الربامج السياسية، والتعليم والتدريب املهني وتاأسيس مشاريع اإنتاجية تدر دخال<br />
للجمعية، وتوفر فرص عمل للمراأة املعيلة الأرستها، كما يف كتاب تقومي دور املنظمات غري<br />
احلكومية يف االأراضي املحتلة.<br />
وركزت اجلمعيات على املراأة، فتشري بعض االأدبيات املتعلقة باجلمعيات النسوية<br />
يف فلسطني، اأن هذه اجلمعيات تعمل على تطوير قدرات املراأة ومهاراتها، وتقوية دورها<br />
االقتصادي واالجتماعي والثقايف والسياسي، والسعي لتحسني واقعها ودفعها اإىل اأن تاأخذ<br />
دوراً اأكرث فاعلية، ورفع مستواها االقتصادي واالجتماعي والصحي، ورعاية املراأة العاملة<br />
وتوعيتها لدورها يف املجتمع، وخلق جيل سوي قيادي، وتقدمي اخلدمات الصحية للنساء<br />
واحلوامل واملرضعات.<br />
طريقة الدراسة وإجراءاتها:<br />
جمتمع الدراسة وعينتها:<br />
استخدم املنهج الوصفي املسحي للدراسة احلالية، حيث تكون جمتمع الدراسة<br />
وعينتها من جميع اجلمعيات النسوية االإسالمية يف حمافظات القدس، وبيت حلم، ورام<br />
اهلل، البالغ عددها )15( جمعية، منها ثالث جمعيات نسائية اإسالمية يف حمافظة بيت حلم،<br />
ومركزان نسويان، اأحدهما جزء من جمعية اإسالمية غري نسوية، هو مركز االأمل النسوي،<br />
الذي هو جزء من جمعية رعاية اليتيم، وثالث جمعيات نسوية اإسالمية يف القدس، واحدة<br />
يف مدينة القدس، وواحدة يف صورباهر التابعة للقدس، وواحدة يف العيزرية- على اعتبار<br />
اأنها تابعة للقدس-، وسبع جمعيات نسائية اإسالمية يف حمافظات رام اهلل والبرية. ويوضح<br />
ذلك اجلدول )1(.<br />
141
دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس، وبيت حلم، ورام اهلل،<br />
في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني<br />
د.رجاء العسيلي<br />
أ. نادية ربايعة<br />
الجدول )1(<br />
معطيات عامة عن الجمعيات، تتضمن أسماء الجمعيات النسائية اإلسامية في محافظة القدس،<br />
اسم اجلمعية<br />
جمعية سيدات صور باهر<br />
جمعية الرعاية للمراأة العربية<br />
جمعية الوفاء اخلريية النسائية<br />
جمعية النور النسائية<br />
جمعية سنابل العطاء النسائية<br />
نساء االإسالم<br />
جمعية سيدات دير دبوان<br />
اخلريية<br />
جمعية سيدات سلواد اخلريية<br />
جمعية الهدى النسائية<br />
االإسالمية<br />
جمعية اخلنساء النسائية<br />
مركز بيت حلم للنشاط النسوي<br />
جمعية النقاء النسائية<br />
االإسالمية اخلريية<br />
مركز االأمل النسوي<br />
جمعية نساء اأم سلمونة للتنمية<br />
والتطوير<br />
جمعية سيدات نحالني<br />
أدوات الدراسة:<br />
وبيت لحم، ورام اهلل، وتاريخ تأسيسها وأماكن وجودها وعناوينها.<br />
1982م<br />
1994م<br />
1997م<br />
2005م<br />
تاريخ التاأسيس<br />
2004م، كفرع جلمعية الهدى، لالإرشاد.<br />
2006م كجمعية مستقلة<br />
1982م<br />
142<br />
1.<br />
1988م<br />
1991م<br />
1996م<br />
1997م<br />
1956م، وكانت تابع لوكالة الغوث،<br />
2005م، رخص وسلّم للمجتمع املحلي.<br />
1998م<br />
1998م<br />
2004م<br />
2004/6/5م<br />
مكان<br />
اجلمعية<br />
القدس<br />
القدس<br />
العيزرية<br />
رام اهلل<br />
رام اهلل<br />
رام اهلل<br />
رام اهلل<br />
رام اهلل<br />
رام اهلل<br />
رام اهلل<br />
بيت حلم<br />
بيت حلم<br />
بيت حلم<br />
بيت حلم<br />
بيت حلم<br />
صورباهر<br />
شارع نور الدين<br />
حي االإسكان<br />
العنوان<br />
بيت رميا/ بني زيد الغربية<br />
بيت لقيا<br />
الرام /اأول دخلة قرص الضيافة<br />
دير دبوان<br />
سلواد<br />
البرية/ قرب مدرسة املغرتبني<br />
مدينة البرية/ شارع القدس الرئيسي<br />
السينما /مقابل فندق شربد<br />
الدوحة/ شارع االستقالل<br />
شارع الصف<br />
اأم سلمونة/ بجانب املجلس القروي<br />
نحالني/ بقرب املجلس القروي<br />
تكونت اأدوات الدراسة من استبانة، وسوؤال مقايل، وقد اأعدت الستبانة على<br />
النحو الآتي:<br />
1 اُستعني يف بناء االستبانة باالأدب الرتبوي املتصل مبوضوع الدراسة، واالستفادة<br />
من اآراء املحكمني واملختصني.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
.2اشتملت 2 االستبانة يف اجلزء االأول على املعلومات العامة عن اجلمعية وهي: اسم<br />
اجلمعية، ومكان اجلمعية، وتاريخ التاأسيس، والعنوان.<br />
.3تكونت 3 االستبانة من )4( حماور و )28 ) سوؤاالً، لتغطية جميع املحاور املراد<br />
الوصول اإليها لهذه الدراسة.<br />
.4اأُعدَّ 4 سوؤال مقايل حول اأهم اإجنازات اجلمعيات.<br />
.5اعتمدت 5 الدراسة على منهجني: االأول: املنهج الكمي، من خالل االستبانة، والثاين:<br />
الكيفي، من خالل السوؤال املقايل، ومقابلة مديرات اجلمعيات النسوية االإسالمية للحصول<br />
على املعلومات واالحصاءات من خالل الزيارات الشخصية املتكررة.<br />
املعاجلة اإلحصائية:<br />
استخدمت يف املعاجلة االإحصائية لهذه الدراسة االأعداد والنسب املئوية،<br />
وذلك باستخدام برنامج الرزم االإحصائية SPSS) Statistical Package for Social<br />
. )Cronbach alpha( ومعامل الثبات كرونباخ األفا ، )Sciences<br />
صدق األداة وثباتها:<br />
حتققت الباحثتان من صدق اأداة الدراسة، بعرضها على جمموعة من املحكمني من<br />
ذوي اخلربة واالختصاص، من اأجل اإبداء الراأي حول مالءمة الفقرات الأغراض الدراسة<br />
من حيث الصياغة واملضمون، وقد اأُخذ مبالحظات املحكمني، ودُققت االستبانة لغوياً،<br />
واعتربت موافقة املحكمني على املقياس مبثابة صدق له. وحُ سب الثبات بطريقة االتساق<br />
الداخلي، حيث بلغت قيمة الثبات )0.79( حسب كرونباخ األفا Alpha( )Cronbach ، وهو<br />
معامل ثبات مقبول اإحصائياً.<br />
نتائج الدراسة ومناقشتها:<br />
◄<br />
◄مناقشة السوؤال االأول: ما دور اجلمعيات النسوية الإسالمية يف حمافظات<br />
القدس، وبيت حلم، ورام اهلل، يف تثقيف املراأة الفلسطينية للنهوض باملجتمع<br />
املحلي؟ لالإجابة عن هذا السوؤال اُستخرجت االأعداد والنسب املئوية، وذلك كما هو واضح<br />
يف اجلدول )2( و )3( .<br />
143
دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس، وبيت حلم، ورام اهلل،<br />
في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني<br />
د.رجاء العسيلي<br />
أ. نادية ربايعة<br />
السوؤال<br />
الجدول )2(<br />
األعداد والنسب المئوية الستجابات المبحوثات حول مساهمة الجمعيات<br />
النسوية اإلسامية في النهوض بالمجتمع المحلي الفلسطيني.<br />
هل اأحدثت اجلمعية تغريا فعليا على املجتمع الفلسطيني؟<br />
هل اأحدثت اجلمعيات النسوية تغيرياً فعلياً على املراأة الفلسطينية؟<br />
هل تساهم اجلمعية يف حل االإشكاالت االقتصادية للمراأة؟<br />
هل تساهم اجلمعية يف حل االإشكاالت االقتصادية للمنتفعني؟<br />
144<br />
الإجابات<br />
نعم<br />
ال<br />
نعم<br />
ال<br />
نعم<br />
ال<br />
نعم<br />
ال<br />
العدد<br />
14<br />
1<br />
14<br />
1<br />
15<br />
-<br />
14<br />
1<br />
النسبة املئوية<br />
%93.3<br />
%6.7<br />
%93.3<br />
%6.7<br />
%100<br />
-<br />
%93.3<br />
%6.7<br />
يوضح اجلدول )2( ، اأن جميع املبحوثات وبنسبة %100 اأكدن اأن جمعياتهن تساهمن<br />
يف حل املشكالت االقتصادية للمراأة، ولقد اأكدت %93.3 من املبحوثات اأن اجلمعيات<br />
النسوية االإسالمية قد اأحدثت تغرياً فعلياً يف املجتمع الفلسطيني، ولقد اأكدت %93.3<br />
من املبحوثات اأن اجلمعيات النسوية االإسالمية ساهمت يف حل االإشكاالت االقتصادية<br />
للمنتفعني )اأطفال، وفقراء، ومرضى.. الخ( ، كما اأكدت %93.3 من املبحوثات اأن اجلمعيات<br />
اأحدثت تغرياً فعلياً على املراأة املسلمة. ويكون ذلك اإما من خالل توفري فرص عمل للنساء،<br />
اأو من خالل املساعدات املالية املقطوعة، كما اأن العديد من اجلمعيات النسوية االإسالمية<br />
تعمل على تشغيل النساء اللواتي اأزواجهن عاطلون عن العمل، وبذلك تساهم اجلمعية يف<br />
حل املشكلة االقتصادية للمراأة وللمجتمع، فيكون فيه مساعدة للرجل بشكل غري مبارش من<br />
الناحية االقتصادية، اأما بالنسبة للقروض، فال توجد اأية جمعية قدمت قروضاً للنساء.<br />
اأما توفري فرص عمل للنساء، فذلك اإما من خالل التوظيف يف اجلمعية نفسها،<br />
كسكرترية اأو معلمة لياقة بدنية اأو يف احلضانة، اأو من خالل العمل يف خميم صيفي، اأو<br />
يكون من خالل تدريب املراأة وتاأهيلها، اأو من خالل تقدمي مشاريع اأو دورات، كمرشوع<br />
توفري بيت بالستيكي، بالتعاون مع موؤسسات اأخرى اأو مرشوع تربية اأغنام، واإعطاء املراأة<br />
دورات حاسوب، ودورات اأعمال يدوية، اأو دورات يف زراعة الفطر، اأو من خالل تشغيل<br />
النساء يف املطبخ االإنتاجي وعمل املعجنات، واالأشغال اليدوية.<br />
وبشكل عام ميكن القول اإن اجلمعيات النسوية االإسالمية اأحدثت تغيرياً فعلياً يف<br />
املجتمع الفلسطيني، حيث اأن غالبية هذه اجلمعيات النسوية االإسالمية، قد اأجابت باأنها<br />
اأحدثت تغيرياً على املجتمع الفلسطيني، عدا جمعية نسوية واحدة، ومركزاً نسوياً واحداً،
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
حيث اأنه اأحدث تغيرياً جزئياً على املجتمع، ومنها موافقة الرجال على مشاركة النساء يف<br />
اأنشطة املركز، ومل يعد هناك معارضة للقدوم للجمعيات النسوية واملراكز، وتقبلوا فكرة<br />
وجود اجلمعيات واملراكز. ومن اجلمعيات من ترى اأنها اأحدثت تغيرياً يف املجتمع من خالل<br />
براجمها التثقيفية يف خمتلف املوضوعات، اإىل اإعطاء املحارضات والدورات التدريبية،<br />
من خالل اأنشطة املخيمات الصيفية، والدورات لطالب املراحل الثانوية، واملساعدات<br />
الرمضانية، والطرود الغذائية.<br />
من هنا استطاعت بعض اجلمعيات اأن تقنع الناس بالعمل التطوعي واخلدمة<br />
االجتماعية بشكل عام، واأصبح املجتمع يتقبل اأكرث فكرة العمل اخلريي التطوعي، وبالتايل<br />
فقد اأحدثت هذه اجلمعيات تغيرياً اجتماعياً واقتصادياً من خالل توفري فرص عمل، وعملت<br />
على خدمة االأرسة واملجتمع والطفل، من خالل بناء مرشوع تنموي ودورات تنمية برشية<br />
للفتيات وكفالة االأيتام. ومن اجلمعيات من ترى اأنها قد اأحدثت تغيرياً، ولكن على نطاق<br />
ضيق الأنها اأغلقت من قبل االحتالل، ولو قدّر لها االستمرار لكانت تسري قدماً يف حتقيق<br />
روؤيتها، وهي الريادة والقيادة على مستوى الوطن، وحتى على مستوى املراأة العربية، ومنها<br />
من ترى اأنها اأحدثت هذا التغيري عن طريق تفعيل دور املراأة يف املجتمع الفلسطيني.<br />
ومن اجلمعيات من راأت اأنها قد اأحدثت تغيرياً من خالل اإميانها بعمل املراأة، الأن<br />
عملها يساهم يف مساعدة اأرستها وبالتايل مساعدة املجتمع كله، فمن هنا عملت على<br />
التعريف بدور املراأة واأنها ال بد اأن تخرج من البيت، واأن تخدم وتنهض باملجتمع، وال بد<br />
اأن يكون هناك موؤازرة من قبل الرجل لها يف ذلك، وهذا ما حققته هذه اجلمعيات من تغيري<br />
الرجل واملراأة على الصعيد االجتماعي.<br />
الجدول )3(<br />
األعداد والنسب المئوية ألبرز المجاالت التي تعمل بها الجمعيات النسوية<br />
اإلسامية للنهوض بالمرأة في محافظة القدس، وبيت لحم ورام اهلل.<br />
اأبرز املجالت<br />
املجال الديني<br />
االجتماعي<br />
السياسي والنضايل<br />
االقتصادي<br />
الثقايف<br />
العلمي<br />
الرتبوي<br />
العدد<br />
نعم<br />
النسبة املئوية<br />
%93.3<br />
%100<br />
%20<br />
%66.7<br />
%93.3<br />
%66.7<br />
%93.3<br />
145<br />
14<br />
15<br />
3<br />
10<br />
14<br />
10<br />
14<br />
العدد<br />
1<br />
-<br />
12<br />
5<br />
1<br />
5<br />
1<br />
ل<br />
النسبة املئوية<br />
%6.7<br />
-<br />
%80<br />
%33.3<br />
%6.7<br />
%33.3<br />
%6.7
دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس، وبيت حلم، ورام اهلل،<br />
في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني<br />
د.رجاء العسيلي<br />
أ. نادية ربايعة<br />
يتضح من اجلدول )3( ، اأن جميع اجلمعيات وبنسبة %100 قد اأكدت اأنها توؤدي<br />
دوراً على الصعيد االجتماعي، تالها االهتمام باجلوانب الدينية، والثقافية، والرتبوية<br />
وبنسبة مئوية %93.3، تالها يف املقام اخلامس، والسادس، بالتساوي االهتمام باجلوانب<br />
االقتصادية، والعلمية، وبنسبة مئوية %66.7، واأخرياً اأكدت %20 من اجلمعيات النسوية<br />
االإسالمية اأنها توؤدي دوراً على الصعيد السياسي والنضايل. من الواضح اأن جميع<br />
اجلمعيات النسوية االإسالمية لها دورٌ فاعلٌ وواضحٌ على الصعيد االجتماعي، اإذ اأن جمعية<br />
الرعاية للمراأة العربية، تقوم بالبحث االجتماعي، عن االأرس الفقرية واملحتاجة، واالأرس<br />
صاحبة عدد االأفراد الكبرية، والتي عجز رب االأرسة عن توفري املستلزمات االأساسية لها،<br />
وعدم االكتفاء بذلك، واإمنا مبساعدتها من خالل املساعدات املالية املتوفرة، اأو من خالل<br />
املرشوعات التي تقوم بها هذه اجلمعيات وغريها، كجمعية النور، حتى يستفيد منها<br />
اأصحاب االحتياجات الضعيفة والفقراء واالأيتام، وكذلك العمل على زيارتهم، وتقدمي<br />
املساعدة املعنوية لهم، وكفالة االأيتام، وطالبات العلم، من خالل اإيجاد مصادر لتغطية<br />
هذه النفقات، ومن اجلمعيات التي عملت على توفري مثل هذه املصادر، جمعية الرعاية<br />
للمراأة العربية، حيث اإنها كانت ناجحة يف اإيجاد مصادر، لتغطية هذه النفقات، سواء من<br />
املجتمع املحلي اأم العاملي، وهي اجلمعية الوحيدة التي تعاملت مع دول عديدة يف اأوروبا<br />
والواليات املتحدة االأمريكية، وهو ما اأدى اإىل تسليط الضوء عليها؛ لقدرتها على االتصال<br />
مع اجلمعيات العاملية جللب مصادر التمويل، اإضافة اإىل وجود مرشوع املطبخ، يف منطقة<br />
القدس. وهناك دور للجمعيات على الصعيد االجتماعي، من خالل مرشوع كسوة العيد،<br />
وتقدمي الطرود الغذائية، وخاصة للصائم يف شهر رمضان، وتوفري حليب وغريه للمعاقني<br />
واملحتاجني، وعند بداية العام الدراسي تقوم هذه اجلمعيات بالتعاون مع اأهل اخلري،<br />
على توفري احلقائب املدرسية، وتوزيع املالبس، ومن خالل مشاركة الشعب الفلسطيني<br />
يف اأحزانه واأفراحه، والزيارات يف حالة املرض اأو وصول من السفر من حج اأو عمرة،<br />
فتتم زيارة النساء اللواتي كن يف هذه الرحالت، واملباركة لهن عن طريق جلنة خاصة<br />
بالزيارات االجتماعية، كما هو يف اأحد املراكز النسوية، والزيارات امليدانية للمسنني. ويف<br />
فرتة االنتفاضة، وزَّعت اجلمعيات نرشات تبني كيفية حفظ االأطعمة دون ثالجة بسبب قطع<br />
الكهرباء، وتقدمي املساعدة لالأرس املحتاجة والفقرية، بسبب العدوان الصهيوين على جميع<br />
اأفراد املجتمع، حيث اإن اأبواب العمل قد اأغلقت اأمام كثريين منهم، واأصبح كثريون منهم<br />
عاطالً عن العمل.<br />
ومن الواضح اأن غالبية اجلمعيات النسوية االإسالمية لها دورٌ فاعلٌ وواضحٌ على<br />
الصعيد الديني، وهذا الدور يكون من خالل توعية املراأة وتثقيفها دينياً، عن طريق<br />
146
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
املحارضات والندوات الدينية، من اإقامة دورات تفسري، وحتفيظ قراآن، وجتويد للفتيات<br />
والنساء واالأطفال، وعمل مسابقات يف شهر رمضان.<br />
اأما بالنسبة لدور اجلمعيات على الصعيد الثقايف، فقد ظهر اأن معظم اجلمعيات لها دور<br />
على هذا الصعيد، وذلك من خالل التوعية الثقافية للمراأة والفتاة، عن طريق املحارضات،<br />
والنرشات، والدورات الثقافية والدينية، وكذلك باإنشاء مكتبة، ومن خالل اإنشاء منتديات<br />
للفتيات، والقيام برحالت ترفيهية، وتفعيل املخيمات الصيفية، ودورات لغات وتنمية<br />
برشية.<br />
اأما بالنسبة لدور اجلمعيات على الصعيد الرتبوي، فقد اتضح اأن بعض اجلمعيات<br />
لها دور على هذا الصعيد، من خالل اإنشاء الروضات واملدارس ووجودها يف بعض هذه<br />
اجلمعيات، كجمعية نساء االإسالم وجمعية النقاء، واأيضا من خالل املناسبات الدينية،<br />
كاملشاركة يف االحتفاالت من خالل اإلقاء كلمات ومرسحيات، كما عملت جمعية نساء<br />
االإسالم بالتعاون مع رياض االأقصى يف القدس، على زيارة اليتيمات، ومن خالل الدورات،<br />
ودورات اإرشاد نفسي وقانوين، ودورات يف املدارس عن الصحة، وعن سن املراهقة، كما يف<br />
جمعية النور، والنقاء، ونساء اأم سلمونة، وجمعية سيدات دير دبوان.<br />
اأما على الصعيد السياسي والنضايل، فتبني اأن غالبية هذه اجلمعيات ليس لها دور<br />
واضح، ولقد ارجعت جميع املبحوثات ذلك اإىل القيود املفروضة على اجلمعيات االإسالمية<br />
من قبيل التهديد باالإغالق، ومصادرة مقتنياتها املادية وغري املادية، وبخاصة املوجودة<br />
يف منطقة القدس، حيث عربت مديرات اجلمعيات، باأنه من الصعب عليها اأن يكون لها<br />
دور على الصعيد السياسي؛ الأنه سيكون سببا يف اإغالقها. ومن املالحظ اأن املوؤسسات<br />
االإسالمية يف القدس ال تستطيع اأن تعمل بحرية الأخذ دورها يف توعية املجتمع الإخراجه<br />
من سياسة التجهيل بشكل عام، فقضايا املتابعة االأمنية تعوق عمل اجلمعيات االإسالمية<br />
داخل منطقة القدس، وبالتايل يوؤدي اإىل اأن يطغى على سياسات اجلمعيات النسائية احليطة<br />
واحلذر قدر االإمكان، فمجرد العمل يف مثل هذه اجلمعيات هو نضال بحد ذاته. وبالرغم من<br />
ذلك فاإن املبحوثات اأكدن اأنهن يشاركن يف االعتصامات واملسريات التضامنية، واملسريات<br />
اخلاصة باالأرسى؛ للتضامن معهم ومع ذويهم، ومواساتهم، وكذلك مبسريات لالحتجاج<br />
على اأوضاع معينة، كاالحتجاج على اجلدار ومصادرة االأراضي من قبل قوات االحتالل،<br />
واإعطاء دورات تثقيفية يف فرتة االنتخابات، وكيفية املشاركة فيها، وتوعية املراأة بكيفية<br />
االنتخابات وبطريقة اإجرائها.<br />
147
دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس، وبيت حلم، ورام اهلل،<br />
في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني<br />
د.رجاء العسيلي<br />
أ. نادية ربايعة<br />
اأما بالنسبة لدور اجلمعيات على الصعيد االقتصادي، فتبني اأن غالبية هذه اجلمعيات<br />
تهتم بتاأهيل االأرامل للعمل، وتزويدهن مباكينات للخياطة، ودورات للتجميل، ومشاريع<br />
الطبخ باأجر.. الخ.<br />
◄◄مناقشة السوؤال الثاين: ما اأبرز الربامج التي تنفذها اجلمعيات النسوية<br />
الإسالمية يف حمافظات القدس، وبيت حلم، ورام اهلل؟ لالإجابة عن هذا السوؤال<br />
اُستخرجت االأعداد والنسب املئوية، وذلك كما هو واضح يف اجلدول )4( :<br />
الجدول )4(<br />
األعداد والنسب المئوية ألبرز البرامج التي تنفذها الجمعيات<br />
النسوية اإلسامية في محافظة القدس، وبيت لحم، ورام اهلل.<br />
اأبرز الربامج التي تنفذها اجلمعية<br />
برامج تثقيف وتوعية دينية للنساء<br />
برامج تثقيف وتوعية وطنية للنساء<br />
برامج تثقيف وتوعية دينية لالأطفال<br />
برامج تثقيف وتوعية وطنية لالأطفال<br />
تدريب مهني للنساء والشابات يف قضايا السكرتاريا واالإدارة<br />
دورات تدريب خياطة ونسيج اأو تطريز<br />
حضانة ورياض اأطفال<br />
قروض للمشاريع الصغرية<br />
تشغيل النساء يف مشاريع اجلمعية<br />
اإصدار نرشات دينية<br />
معارض ومهرجانات<br />
نشاطات ترفيهية<br />
148<br />
نعم موجود<br />
العدد النسبة املئوية<br />
%100<br />
15<br />
ل غري موجود<br />
العدد النسبة املئوية<br />
-<br />
%40<br />
%20<br />
%66.7<br />
%73.3<br />
%40<br />
%53.3<br />
%86.7<br />
%13.3<br />
%53.3<br />
%26.7<br />
%6.7<br />
-<br />
6<br />
3<br />
10<br />
11<br />
6<br />
8<br />
13<br />
2<br />
8<br />
4<br />
1<br />
%60<br />
%80<br />
%33.3<br />
%26.7<br />
%60<br />
%46.7<br />
%13.3<br />
%86.7<br />
%46.7<br />
%73.3<br />
%93.3<br />
9<br />
12<br />
5<br />
4<br />
9<br />
7<br />
2<br />
13<br />
7<br />
11<br />
14<br />
عند مالحظة استجابات مديرات اجلمعيات النسوية االإسالمية يف حمافظات القدس،<br />
وبيت حلم ورام اهلل، حول اأبرز الربامج التي تنفذها اجلمعيات النسوية االإسالمية، فقد جاء<br />
يف املرتبة االأوىل برامج التثقيف والتوعية الدينية، حيث اأكدت على ذلك جميع املبحوثات<br />
وبنسبة %100، تالها يف املقام الثاين النشاطات الرتفيهية بنسبة مئوية %93.3، ثم<br />
تشغيل النساء يف مشاريع اجلمعية بنسبة مئوية %86.7، وبرامج التثقيف والتوعية الدينية
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
لالأطفال بنسبة مئوية %80، وعمل املعارض واملهرجانات بنسبة مئوية %73.3، وبرامج<br />
التثقيف والتوعية الوطنية للنساء، ودورات تدريب اخلياطة والتطريز، حيث اأكدت على ذلك<br />
ما نسبته %60 من املبحوثات. يف حني اأكدت غالبية املبحوثات اأن تنفيذ الربامج<br />
الآتية قليلة نوعاً ما يف اجلمعيات وهي:<br />
تقدمي قروض للمشاريع الصغرية للنساء، حيث اأكدت اأغلبية املبحوثات وبنسبة<br />
%86.7 عدم قيام جمعياتهن بتقدمي القروض للمشاريع.<br />
149<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
التدريب املهني للنساء والشابات يف قضايا السكرتاريا واالإدارة، حيث اأكدت<br />
%73.3 من املبحوثات اأن هذه الربامج ال تُنفذ يف اجلمعيات.<br />
تقدمي برامج توعية وطنية لالأطفال حيث اأكدت % 66.7 من املبحوثات اأنهن ال<br />
ينفذن برامج وطنية تثقيفية لالأطفال.<br />
عمل حضانات لالأطفال، حيث نفت % 53.3 من املبحوثات عمل حضانات<br />
لالأطفال،<br />
اإصدار نرشات دينية، حيث اأكدت % 53.3 من املبحوثات اأن جمعياتهن ال تصدر<br />
نرشات دينية.<br />
ولوحظ اأن اجلمعيات النسوية االإسالمية تويل اأهمية كبرية للجانب الدعوي من<br />
خالل طرح قضايا املراأة وجميع حقوقها من منظور اإسالمي رشعي، الأن مفهوم العادات<br />
والتقاليد يغلب على الرشيعة االإسالمية يف املجتمع، فاالأمور يف كثري من االأحيان تعود<br />
للعادات والتقاليد وليس للدين، كحق املراأة يف املرياث والزواج، ولكن، ومن خالل الندوات<br />
التي تقوم بها هذه اجلمعيات، اأصبح هناك تغيري فكري، قد تغلب نوعا ما على العادات.<br />
وكذلك العمل على رفع مستوى املراأة الثقايف واالجتماعي والصحي واملهني<br />
والسياسي، من خالل تعريفها مبا يجري حولها من اأحداث وبخاصة يف فرتة االنتخابات،<br />
والرقي والنهوض بواقعها، واخلروج بها من التقوقع على نفسها، من خالل الدورات<br />
واملحارضات التي تعقدها هذه اجلمعيات، واخلاصة بها وباأطفالها، والعمل على تدريب<br />
املراأة؛ لتوفري فرص عمل لها ومساعدتها من ناحية اقتصادية. ومن اأهم القضايا التي<br />
تطرحها بعض اجلمعيات هي الناحية التعليمية للمراأة، االأنشطة والدورات، كدورات االإرشاد<br />
يف جمال التعليم، واختيار التخصصات، واختيار املهنة، بالتعاون مع اجلامعات يف جميع<br />
اأرجاء الوطن. ومن القضايا التي تطرحها هذه اجلمعيات، النهوض واالهتمام بالطفل باأن<br />
ينال جميع حقوقه، كحقه يف التعليم واللعب والرتفيه، وكذلك فاإن اإحدى اجلمعيات تعمل<br />
على عقد دورات يف االأمومة والطفولة.
دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس، وبيت حلم، ورام اهلل،<br />
في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني<br />
د.رجاء العسيلي<br />
أ. نادية ربايعة<br />
◄مناقشة السوؤال الثالث: ما اأبرزاملعوقات التي تواجه اجلمعيات النسوية<br />
الإسالمية يف حمافظة القدس، وبيت حلم ورام اهلل؟ لالإجابة عن هذا السوؤال<br />
اُستخرجت االأعداد والنسب املئوية، وذلك كما هو واضح يف اجلدول )5( :<br />
الجدول )5(<br />
150<br />
◄<br />
األعداد والنسب المئوية ألبرز المعيقات التي تواجه الجمعيات<br />
النسوية اإلسامية في محافظة القدس، وبيت لحم ورام اهلل.<br />
املعيقات التي تواجه اجلمعيات النسوية<br />
الإسالمية يف حمافظتي القدس وبيت حلم<br />
مالية<br />
اجتماعية<br />
سياسية<br />
اإدارية<br />
العدد<br />
14<br />
نعم<br />
النسبة املئوية<br />
%93.3<br />
العدد<br />
1<br />
ل<br />
النسبة املئوية<br />
%6.7<br />
%86.7<br />
%60<br />
%93.3<br />
13<br />
9<br />
14<br />
%13.3<br />
%40<br />
%6.7<br />
2<br />
6<br />
1<br />
يتضح من اجلدول )5( ، اأن اأبرز املعوقات التي تواجه اجلمعيات النسوية االإسالمية<br />
يف حمافظة القدس، وبيت حلم، ورام اهلل، كانت املعوقات املالية، حيث اأكدت على ذلك ما<br />
نسبته %93.3 منهن، ثم املعوقات السياسية بنسبة %40، فاملعوقات االجتماعية بنسبة<br />
%13.3 من املبحوثات، واأخرياً العوائق االإدارية بنسبة %6.7 من املبحوثات. وتبنيّ اأن<br />
العائق املادي هو العائق االأول واالأساسي، الذي يقف يف وجه جميع هذه اجلمعيات يف<br />
حتقيق كافة اأهدافها، ومن ثم ياأتي العائق السياسي، فاالحتالل هو سبب تقطيع اأوصال<br />
الوطن، فهناك مراقبة دائمة ومستمرة ملثل هذه اجلمعيات من قبل قوات االحتالل، وبخاصة<br />
اجلمعيات املوجودة والقريبة من منطقة القدس، وهناك مصادرة جلميع موجودات اإحدى<br />
هذه اجلمعيات من قبل االحتالل، والتخريب دائم لها، مما اأدى ببعض اجلمعيات اإىل نقل<br />
املقر، فالظروف املادية مرتبطة بدرجة كبرية بالظروف السياسية، التي تعوق ومتنع<br />
وصول االأموال واملساعدات، واحلواجز التي تعوق القيام بالرحالت، باالإضافة اإىل وجود<br />
اجلدار الذي اأقامته قوات االحتالل، الذي فصل اإحدى اجلمعيات عن املجتمع املقدسي، وكان<br />
ياأتيها كثري من الناس من خمتلف املناطق، اأما اليوم فانقطع االتصال بسبب اجلدار. ومن<br />
املعوقات االأخرى التي تقف اأمام هذه اجلمعيات العائق االجتماعي، وتعاين منه جمعيتان<br />
نسائيتان، حيث اإن السيدات يف البداية، مل تكن نظرتهن واعية ومتفهمة للعمل التطوعي،<br />
والعمل اخلريي.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
نتيجة السؤال املقالي:<br />
ما اأهم اإجنازات اجلمعيات النسوية الإسالمية يف حمافظات القدس،<br />
وبيت حلم، ورام اهلل؟<br />
لقد تبني من خالل السوؤال املقايل الذي وُ جِّ ه ملديريات اجلمعيات النسوية االإسالمية<br />
اأن اأبرز االجنازات التي حققتها تلك اجلمعيات كاالآتي:<br />
.1اإنشاء 1 مراكز لتحفيظ القراآن الكرمي، ونواة ركن الطفولة الذي فيه اأجهزة حاسوب،<br />
وتلفاز، وفيديو، وحضانات الأطفال الأمهات املعلمات والعامالت، وخميمات صيفية.<br />
باالضافة اإىل عقد دورات تقوية لطالب املدارس، واإنشاء مركز ثقايف للنساء والفتيات؛<br />
الإعطاء دورات لتعلم احلاسوب واللغة العربية، وفن الطهي، وغريه من املواضيع التي تزيد<br />
من كفاءة املراأة املهنية واالأكادميية. واإصدار نرشات توعية صحية ودينية، ويف بعض<br />
اجلمعيات طورت هذه النرشات اإىل جمالت دورية يف مواضيع خمتلفة. وافتتاح منتدى<br />
للفتيات، يشمل حمارضات وورشات عمل، وتنمية مواهب وقدرات شابة، من كشافة<br />
وفرقة للدبكة والتمثيل. وعقد دورات متنوعة، وندوات وحمارضات يف حمو االأمية والوعظ<br />
واالإرشاد وغريها، ومعارض واحتفاالت. والرحالت التي حتافظ على اإقامتها اجلمعيات.<br />
واإنشاء مركز طبي. واإنشاء مرشوع املطبخ االإنتاجي، وهو يف بعض اجلمعيات يغطي بعض<br />
مصاريف اجلمعية وبراجمها من خالل حتضري الوجبات وبيعها. وعقد برنامج تاأهيل املراأة<br />
والفتيات، من ناحية اخلياطة والسرياميك واالأشغال اليدوية.<br />
.2توظيف 2 الفتيات يف اجلمعية، عن طريق برنامج البطالة، وهو برنامج طرحته<br />
السلطة الوطنية الفلسطينية للعاطلني عن العمل. واإنشاء مرشوع اللياقة البدنية ملمارسة<br />
الرياضة اليومية. واإنشاء شبكة من العالقات مع موؤسسات املجتمع املحلي. واإنشاء مركز<br />
معوقني، واإحدى اجلمعيات تقوم بتنظيم رحالت وتقدمي تعزيزات لهم، ومرشوع نادٍ لهم<br />
ولكبار السن.<br />
ومن اجلمعيات املقدسية املوجودة يف القدس، التي اأغلقت من قبل قوات<br />
الحتالل، راأت اأن لها اإجنازات على ثالثة مستويات وهي كالآتي:<br />
.1اإجنازات 1 على مستوى الوطن: فقد كانت هذه اجلمعية منوذجا للجمعيات النسوية<br />
الراعية والرامية لتجميع اجلهود على مستوى الوطن، سواء اأكانت موؤسسات نسوية اإسالمية<br />
151
دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس، وبيت حلم، ورام اهلل،<br />
في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني<br />
د.رجاء العسيلي<br />
أ. نادية ربايعة<br />
اأم غري اإسالمية، حيث كانت اجلمعية تخصص جهداً ووقت مقتطفاً من وقت اأعضائها<br />
وموظفيها عرب التنقل ما بني اجلمعيات، والبدء بزمام املبادرة ومتابعة حمارض اجللسات<br />
واإدارة اللقاءات.<br />
.2على 2 مستوى االأرسة املقدسية: العمل على اإصالح االأرسة من خالل تقدمي الربامج<br />
الهادفة واملشاريع البناءة، وتنوير املراأة وتاأهيلها كيف تكون زوجة صاحلة واأما فاضلة<br />
ناجحة، وعلى مستوى التعامل مع الزوج واالأبناء واالأرسة، واإدارة البيت اقتصادياً<br />
ومعنوياً.<br />
.3على 3 مستوى الفئة الشابة: اإيجاد ثلة من الفتيات اللواتي اأُعددن كقيادات شابة، من<br />
اأجل اأن يشكلن قاعدة صلبة للجمعية وللفتيات والشابات، اللواتي هن رس التغيري؛ لكونهن<br />
شابات موؤهالت يدرسن همومهن، ويسعني اأن يكن قائدات على مستوى الفتيات واملجتمع<br />
الإحداث التغيري االإيجابي املطلوب.<br />
التوصيات:<br />
.1رضورة 1 توفري الدعم املايل لهذه اجلمعيات؛ للحفاظ عليها والستمرارية عملها.<br />
.2رضورة 2 التنسيق بني اجلمعيات النسائية للعمل على تنويع الربامج وتبادلها.<br />
.3احلفاظ 3 على اجلمعيات العاملة يف مدينة القدس؛ لرتسيخ وجود اأهل القدس فيها<br />
ودعمهم.<br />
.4 4 تفعيل برامج مشرتكة بني اجلمعيات واملجتمع املحلي ملساعة اجلمعيات لتصبح<br />
اأكرث فاعلية.<br />
152
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
املصادر واملراجع:<br />
1اأبو . 1 زيد، اأ. )مارس، 2005( ، بوادر تراجع احلركة النسوية. العربي، 556. ص ص 43-<br />
39. احتاد اجلمعيات اخلريية )1976( ، القدس.<br />
2اأرصغلي، . 2 ع، اأبو رقطي، ب. )2003 ) ، دراسات وتقارير حول وضعية املراأة الفلسطينية.<br />
حترير د. علياء اأرصغلي، تدقيق حتسني يقني. م1. منشورات مفتاح.<br />
3الربغوثي، . 3 ع. )اأيلول، ) 1997 ، اجلمعيات النسائية الفلسطينية التطوعية ودورها يف<br />
الفلكلور الفلسطيني. الرتاث واملجتمع، 30. ص ص 32- 30.<br />
4 مستقبل احلركات االجتماعية السياسية يف<br />
فلسطني«. احلركات االجتماعية والسياسية يف فلسطني، ص 8. 9،<br />
5 تقييم دور املنظمات غري احلكومية يف االأراضي املحتلة وفرص التشابك فيما بينها يف<br />
اإطار السلطة الفلسطينية )1999( ، اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي اآسيا. ج2.<br />
اأسكوا. االأمم املتحدة، نيويورك. جامعة القدس )ب. ت( ، احلركات االجتماعية واملراأة.<br />
) 6 ، املراأة والعمل السياسي يف فلسطني روؤية اإسالمية. جامعة<br />
القدس، فلسطني. )رسالة ماجستري غري منشورة( .<br />
) 7 ، احلركات اجلماهريية والتحول الدميقراطي يف فلسطني. احلركات<br />
االجتماعية والسياسية يف فلسطني، ص29.<br />
. 8جمعية النقاء النسائية االإسالمية )2006<br />
. 9جمعية نساء االسالم )2000<br />
10 احلوراين، ع. اأ. )ب. ت( : اجلمعيات اخلريية يف الضفة الغربية وقطاع غزة.<br />
111 دليل املنظمات غري احلكومية يف الضفة الغربية )2006 ) : مكتب املنسق اخلاص لالأمم<br />
املتحدة بالتعاون مع الهيئة الفلسطينية للمنظمات غري احلكومية وحقوق االإنسان،<br />
مطبعة االإخوة.<br />
1212الشطي، ن، واآخرون )2001 ) : تنظيم النساء اجلماعات النسائية الرسمية وغري الرسمية<br />
يف الرشق االأوسط. ترجمة معني االإمام. الطبعة االأوىل. دار املدى، دمشق.<br />
1313الصفدي، س، اأبو غضيب، ع، حمدان، ن. )1995 ) : منظمات حكومية اأم غري حكومية؟<br />
املوؤسسات النسوية اإىل اأين، مركز سوؤون املراأة، نابلس.<br />
1414الطويل، اأ. )1988 ) ، سجينات الوطن السجني، الطبعة االأوىل، دار االأسوار، عكا.<br />
. 4الربغوثي، م. )نيسان/ابريل، )2000 ، «<br />
5.<br />
. 6اجلعربي، ع. )2004<br />
. 7جقمان، ج. )2000<br />
) ، فلسطني، الدوحة.<br />
8 ) : القدس. مطبعة الرسالة.<br />
9 10<br />
153
دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس، وبيت حلم، ورام اهلل،<br />
في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني<br />
د.رجاء العسيلي<br />
أ. نادية ربايعة<br />
1515العسيلي، ر. )2005( ، »الرياضة النسائية يف حمافظة اخلليل بني الواقع واملاأمول«.<br />
رسالة جامعة القدس املفتوحة، 12. ص54.<br />
1616قعقور، ه، واآخرون )2002 ) ، املراأة الفلسطينية ومعركة الصمود، الطبعة االأوىل. رام<br />
اهلل.<br />
17كتاب، اإ، العسلي، ن، تراكي، ل، اجلواد، اإ، حمامي، ر. )1991<br />
قضايا املراأة االجتماعية، الطبعة االأوىل. مركز بيسان للبحوث واالإمناء، رام اهلل.<br />
1818املرزوقي، اإ، واآخرون )2000 ) ، احلركة النسائية الفلسطينية، اإشكاليات التحول<br />
الدميقراطي واسرتاتيجيات مستقبلية، الطبعة االأوىل. موؤسسة مواطن، رام اهلل.<br />
. 19 مركز االمل النسوي، جمعية رعاية اليتيم.<br />
20وزارة الداخلية، النظام االأساسي للجمعية، مادة 2000 5,4،<br />
2121يوسف، اأ، واآخرون )2005 ) ، دور وروؤيا موؤسسات املجتمع املدين والقطاع اخلاص يف<br />
املسرية الدميقراطية واالإصالح. اجلامعة العربية االأمريكية. جنني.<br />
2 وزارة الداخلية )2000( ، النظام االأساسي للجمعية، مادة 5,4<br />
) 17 : موؤمتر االنتفاضة وبعض<br />
19نحو املعايل )2004( ، العدد 4<br />
. 20<br />
. 22<br />
مواقع االنرتنت:<br />
1البقاش، . 1 م. م. )2007 ) : منتدى القصة العربية، قراءة يف مكونات االأدب املمدرى يف<br />
رواية: نساء مستعمالت.<br />
(http: //www. arabicstory. net/forum/lofiversion/index. php/t821. html,15. 2.<br />
2008)<br />
2فراونة، . 2 ع. ع. )2005 ) : الشبكة العربية ملعلومات حقوق االإنسان، املراأة الفلسطينية<br />
عطاء بال حدود.<br />
(http: //www. hrinfo. net/Palestine/palestinebehindbars/2005/pr0321.<br />
shtml,15. 2. 2008)<br />
. 3امليداين، ح. )2004<br />
) 3 : هل هي ثقافة اأم بالده.<br />
4غامن، . 4 اإ. ا. )2005 ) : احلركات االجتماعية: حتوالت البنية و انفتاح املجال.<br />
www. libya- web. net/main/index. php?catid=4&dsid=12&did=4,16. 11. 2006)<br />
(http: //<br />
5اأبو . 5 عبد العزير، ع. )2005 ) : عامل االأرسة، من هي املراأة وما هي حقوقها.<br />
(http: //www. lahaonline. com/index. php?option=content&id=7737&task=vie<br />
w§ionid=1,15. 2. 2008)<br />
) 6 : قضايا معارصة، النهضة يف الوطن العربي البدايات واالآفاق.<br />
. 6العليو، ز. ط. )2000<br />
(http: //www. balagh. com/islam/1p0owwf7. htm,8. 2. 2007)<br />
) 7 : اأرسانا خلف القضبان، اأسريات فلسطني اأجمل بنات العامل.<br />
. 7حمامة 2006(<br />
(http: //www. hamama. ca/vb3/shothread. php?p=14884,16. 11. 2006)<br />
154
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
مالحق البحث<br />
استبانة للراأي<br />
اأختي رئيسة اجلمعية املحرتمة:<br />
حتية واحرتاماَ وبعد،<br />
تهدف هذه االستبانة للتعرف على دور اجلمعيات النسوية االإسالمية الفلسطينية، يف<br />
التثقيف والنهوض باملراأة املسلمة واملجتمع املحلي الفلسطيني، الرجاء التكرم باالإجابة<br />
على اأسئلة االستبانة بكل دقة وموضوعية، علما بان اأسئلة االستبانة لن تستخدم اإال<br />
لالأغراض العلمية فقط، وستعامل برسية.<br />
اجلزء الأول: معلومات عامة عن اجلمعية:<br />
.1اسم 1 اجلمعية: .....................................<br />
.2مكان 2 اجلمعية: ....................................<br />
.3تاريخ 3 التاأسيس: ..................................<br />
.4العنوان: 4 ..........................................<br />
اجلزء الثاين: الرجاء وضع نعم اأو ل يف املكان الذي يناسبك<br />
الرقم<br />
درجة مساهمة اجلمعيات النسوية الإسالمية يف النهوض باملجتمع املحلي الفلسطيني<br />
هل اأحدثت اجلمعية تغريا فعليا على املجتمع الفلسطيني<br />
هل اأحدثت اجلمعيات النسوية تغيري فعلي على املراأة الفلسطينية<br />
هل تساهم اجلمعية يف حل االإشكاالت االقتصادية للمراأة<br />
هل تساهم اجلمعية يف حل االإشكاالت االقتصادية للمنتفعني<br />
املجاالت التي تعمل بها اجلمعيات للنهوض باملراأة يف حمافظة القدس، وبيت حلم ورام اهلل.<br />
املجال الديني<br />
االجتماعي<br />
السياسي والنضايل<br />
ل نعم<br />
1<br />
2<br />
3<br />
4<br />
5<br />
6<br />
7<br />
155
دور اجلمعيات النسوية اإلسالمية في محافظات القدس، وبيت حلم، ورام اهلل،<br />
في تثقيف املرأة الفلسطينية للنهوض باجملتمع احمللي الفلسطيني<br />
د.رجاء العسيلي<br />
أ. نادية ربايعة<br />
الرقم<br />
درجة مساهمة اجلمعيات النسوية الإسالمية يف النهوض باملجتمع املحلي الفلسطيني<br />
156<br />
8<br />
9<br />
10<br />
11<br />
12<br />
13<br />
14<br />
15<br />
16<br />
17<br />
18<br />
19<br />
20<br />
21<br />
23<br />
24<br />
25<br />
26<br />
27<br />
28<br />
االقتصادي<br />
الثقايف<br />
العلمي<br />
الرتبوي<br />
الربامج التي تنفذها اجلمعيات النسوية االإسالمية يف حمافظة القدس، وبيت حلم ورام اهلل.<br />
برامج تثقيف وتوعية دينية للنساء<br />
برامج تثقيف وتوعية وطنية للنساء<br />
برامج تثقيف وتوعية دينية لالأطفال<br />
برامج تثقيف وتوعية وطنية لالأطفال<br />
تدريب مهني للنساء والشابات يف قضايا السكرتاريا واالإدارة<br />
دورات تدريب خياطة ونسيج اأو تطريز<br />
حضانة ورياض اأطفال<br />
قروض للمشاريع الصغرية<br />
تشغيل النساء يف مشاريع اجلمعية<br />
اإصدار نرشات دينية<br />
معارض ومهرجانات<br />
نشاطات ترفيهية<br />
املعيقات التي تواجه اجلمعيات النسوية االإسالمية يف حمافظة القدس وبيت حلم ورام اهلل<br />
مالية<br />
اجتماعية<br />
سياسية<br />
اإدارية<br />
سوؤال املقابلة:<br />
ل نعم<br />
ما اأهم اإجنازات اجلمعيات النسوية االإسالمية يف جمال التثقيف والنهوض باملراأة يف<br />
املجتمع املحلي الفلسطيني؟<br />
...................................................................................................................... 1. 1<br />
...................................................................................................................... 2. 2<br />
...................................................................................................................... 3. 3<br />
..................................................................................................................... 4. 4<br />
شكراً لتعاونكم
الوعي بالتشريعات البيئية<br />
عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />
د. حممود حسن األستاذ<br />
أ. حممود حممد الددح<br />
أستاذ المناهج وطرائق التدريس المشارك/ كلية التربية/ جامعة األقصى/ غزة/ فلسطين.<br />
ماجستير في أصول التربية/ كلية التربية/ جامعة األقصى/ غزة/ فلسطين.<br />
157
الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />
د. محمود األستاذ<br />
أ. محمود الددح<br />
ملخص:<br />
تهدف الدراسة بشكل عام اإىل التعرف اإىل مستوى الوعي بالترشيعات البيئية لدى<br />
الطلبة، ودور اجلامعات الفلسطينية يف تنميتها، ولهذا استخدم الباحث املنهج الوصفي<br />
التحليلى، كما اختريت عينة عشوائية بسيطة مبعدل )%15( من جمتمع الدراسة، فتكونت<br />
العينة من )600( طالب وطالبة، واأعدّ اختبار الوعي بالترشيعات البيئية، واإستبانة لدور<br />
اجلامعات يف تنميته، وتوصلت الدراسة اإىل اأن هناك ضعفاً يف معرفة طلبة اجلامعات<br />
الفلسطينية باملواثيق والترشيعات البيئية سواء على الصعيد الدويل منها، اأم على الصعيد<br />
املحلي الفلسطيني، حيث مل يزد مستوى معرفتهم بتلك الترشيعات عن %70 يف احلد<br />
االأدنى، ولقد احتلت معرفة الطلبة باملواثيق الدولية البيئية املرتبة االأوىل بتكرار )42( ،<br />
ونسبة مئوية %7، اأما معرفتهم بالترشيعات البيئية الفلسطينية، فكانت يف املرتبة الثالثة<br />
بتكرار )20( ، ونسبة مئوية %3.3. وهذا يعني غياب الثقافة البيئية الفلسطينية املتعلقة<br />
بالترشيعات والقوانني البيئية. ولقد كانت هناك فروق دالة اإحصائياً يف مستوى الوعي<br />
بهذه الترشيعات، ترجع ملتغري اجلنس، ونوع اجلامعة، وكانت هذه الفروق لصالح الذكور<br />
من جهة، وطلبة اجلامعة االإسالمية من جهة اأخرى.<br />
158
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
Abstract:<br />
This study aimed at identifying the role of the Palestinian universities in<br />
developing environmental regulations awareness among students. Therefore,<br />
the analytical descriptive approach has been used. A simple random sample<br />
has been selected at (15%) of the population. The overall sample came to be<br />
(600) male and female Palestinian students. So two tools have been prepared:<br />
a questionnaire about the role of the Palestinian universities in developing<br />
environmental regulations awareness and environmental regulations test.<br />
The study found that there are a weakness in the awareness of international<br />
& local environmental regulations for the student of Palestinian Universities,<br />
so the level of this awareness is less than (70%) , Therefore, the awareness<br />
of international environmental regulations takes the first mark with (42)<br />
frequencies and (7) Percentage but the awareness of local environmental<br />
regulations takes the third rank with (20) frequency & (3.3) percent. This<br />
means that the Culture & literacy of Palestinian environmental regulations<br />
was absent. There are statistically significant differences at (α ≤ 0.01) in<br />
the studentsʼ responses about the total role of the Palestinian universities<br />
in developing environmental regulations awareness attributed to gender for<br />
males favor and for the Islamic University favor.<br />
159
الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />
د. محمود األستاذ<br />
أ. محمود الددح<br />
مقدمة:<br />
حتتل قضايا البيئة موقع الصدارة يف سلم اأولويات الدول املتقدمة والنامية<br />
واهتماماتهما على حد سواء، اإذ تواجه هذه الدول حتديات بيئية واسعة النطاق ناجمة عن<br />
االآثار السلبية للتعامل مع البيئة، وما من شك يف اأن العامل منذ اأوائل القرن املاضي اجته<br />
اإىل حشد جهود دولية عديدة، ووضع العديد من االتفاقيات واملعاهدات والربوتوكوالت<br />
املتعلقة بالبيئة، سواء على املستوى الثنائي اأم االإقليمي اأم الدويل بهدف حماية البيئة<br />
واملحافظة عليها نظيفة ومالئمة حلياة االإنسان، بحيث يتوجب على الدول التي تصادق<br />
على هذه االتفاقيات اأو بعضها، اأن تلتزم باتخاذ التدابري الترشيعية والتنظيمية واالإدارية،<br />
لتنفيذ بنود تلك االتفاقيات، وتطبيقها على املستوى الوطني.<br />
وعلى املستوى الفلسطيني فقد نص القانون االأساسي الفلسطيني على اأن البيئة<br />
املتوازنة النظيفة حق من حقوق االإنسان، واأن احلفاظ عليها وحمايتها من اأجل اأجيال<br />
احلارض واملستقبل مسئولية وطنية من الدرجة االأوىل )سيسامل واآخرون، 1993( .<br />
وجتدر االإشارة اإىل اأن معظم النصوص الترشيعية الفلسطينية املتعلقة بحماية البيئة<br />
مل توجه مبارشة اإىل البيئة الفلسطينية بشكل خاص، بل تناول بعضها جوانب من البيئة<br />
وفق تصور حمدود، اأي اأن الصورة الكاملة حلالة البيئة الفلسطينية غائبة عن اأذهان<br />
املرشعني، مما جعل تلك النصوص غري كافية وغري مالئمة للحاجة التي تتطلبها تطورات<br />
العرص، اإذ يغيب عن هذه النصوص املعيار العلمي املرجعي يف حتديد املخالفات املتعلقة<br />
بالبيئة، مما يعني تعريض تطبيق النص القانوين لالجتهاد واخلروج به عن مقاصده<br />
)بارود، )107 :1996 .<br />
وملا كان هذا حال النصوص، فقد استدعت احلاجة الإعادة النظر يف الترشيعات<br />
الفلسطينية املتعلقة بالبيئة، والدعوة اإىل اإجراء املزيد من التعديالت عليها لتتالءم مع<br />
املستويات املطلوبة من الصحة والسالمة البيئية، خاصة يف اجلوانب املتعلقة بالبيئة<br />
الزراعية، التي ترتبط مبارشة باحتياجات املواطن الفلسطيني من ماأكل وملبس، كما ترتبط<br />
باملوارد الطبيعية احليوية التي تدعو الرضورة اإىل صيانتها واحلفاظ عليها وتنميتها بشكل<br />
مستدام )Mansi,1998( .<br />
ومع جميء السلطة الوطنية الفلسطينية، بداأت املحاوالت الفلسطينية للتعاطي مع<br />
مشكالت البيئة، وحتديد اجلهات املخولة مبتابعتها، لذا فقد اأنساأت السلطة الوطنية يف<br />
ترشين اأول من عام 1994 دائرة التخطيط البيئي يف وزارة التخطيط والتعاون الدويل،<br />
160
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
حيث كان من صالحياتها متابعة االإدارة البيئية يف مناطق السلطة الوطنية، ويف الوقت<br />
نفسه تشكلت يف وزارات الصحة والزراعة واحلكم املحلي دوائر للسوؤون البيئية، االأمر الذي<br />
شكل ازدواجية يف الصالحيات، وتسبب يف عدم حتديد املسوؤوليات واملرجعيات املحددة<br />
التخاذ القرارات يف سوؤون االإدارة البيئية )2000 )Jad, .<br />
ويف كانون اأول )ديسمرب( من عام 1996م اأُنشئت سلطة جودة البيئة مبرسوم رئاسي،<br />
اأنيط بها املهمات االإدارية املتعلقة بالبيئة كافة، اإال اأن الدوائر اخلاصة بالبيئة يف كل وزارة<br />
من الوزارات واصلت عملها وفق خططها وبراجمها اخلاصة، ويف عام 1998م اأنشئت وزارة<br />
سوؤون البيئة، واعتربت املرجعية االأساسية للسوؤون البيئية يف فلسطني، ويف عام 2002م<br />
صدر مرسوم رئاسي بتحويل وزارة سوؤون البيئة اإىل سلطة جودة البيئة، واأعطيت املهمات<br />
والصالحيات نفسها التي كانت للوزارة.<br />
ويف ضوء ذلك، تزايد االهتمام بالتعليم البيئي والرتبية البيئية، وبخاصة بعد الوصول<br />
اإىل قناعة اأكيدة باأنه ميكن تغيري وتعديل سلوك االإنسان، وتغيري نظرته للبيئة وعالقته بها،<br />
من خالل التعليم النظامي، ومن خالل الرتبية البيئية التي تستخدم فيها اأساليب ومناهج<br />
متنوعة حتتكم اإىل القوانني والترشيعات البيئية )سليمان، 1997( 180: .<br />
لذا فقد اأصبحت احلاجة اأكرث اإحلاحاً لوجود تربية بيئية تغرس يف النفوس اأهمية<br />
املحافظة على البيئة، الأن يف ذلك حمافظة على االإنسان ذاته على املدى البعيد، ورضورة<br />
العمل على تنمية الوعي بحقوق االإنسان البيئية مبا يتمشى مع التطور االجتماعي<br />
واالقتصادي والتقني. ذلك اأنه البد من حماية هذه البيئة من االإنسان ذاته، االأمر الذي<br />
يتطلب تنمية الوعي لديه بالترشيعات البيئية وقوانينها من خالل اأوسع قاعدة ممكنة<br />
)الرشنوبي، )2003 :26 .<br />
ومن هذا املنطلق، فاإن االإنسان مسئول مسوؤولية اأخالقية اإزاء بيئته، فهو من خالل<br />
انتمائه لها عليه اأن يصنع بيئة تطيب فيها احلياة، وعليه اأن يفكر كيف نكون اأحباء للبيئة،<br />
واأن نقف يف وجه تلوثها، واأن جند احللول العملية ملشكالتها )الفرا، 1993( 24: .<br />
ويف هذا السياق توؤدي اجلامعة دوراً اأساسياً يف تشكيل الوعي بالترشيعات البيئية<br />
لدى الطلبة، سواء يف اإطار تزويدهم باملعلومات البيئية الصحيحة، اأو تشكيل االجتاهات<br />
واملواقف جتاه قضايا البيئة وترشيعاتها املحلية والعاملية، واجلامعة موؤسسة اإحدى<br />
وظائفها االأساسية خدمة البيئة )اخلطيب، 1995( 125: ، والتوجه الدويل اليوم جلامعات<br />
العامل يف-اإطار الرتبية البيئية- يدور حول الوعي البيئي لدى الدارسني، وبخاصة يف جمال<br />
الترشيعات البيئية. لذا فاإن التعليم اجلامعي الفلسطيني البد اأن يوؤدي دوراً يف احلفاظ على<br />
161
الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />
د. محمود األستاذ<br />
أ. محمود الددح<br />
البيئة، وحسن استغاللها، وحل مشكالتها يف اإطار من الوعي بالقوانني والترشيعات البيئية،<br />
حيث ينصب التعليم اجلامعي على فئة الشباب، والشباب اجلامعي الفلسطيني هم الرشيحة<br />
التي متثل اأداة التغيري يف املجتمع، فاإذا اأُعدّوا اإعداداً جيداً من خالل توسيع مداركهم،<br />
وزيادة معارفهم ووعيهم بحقوقهم البيئية ضمن االإطار القانوين بكيفية املحافظة على<br />
البيئة واستثمار مواردها بشكل مناسب، والعمل على تنميتها، فاإنهم بذلك يكونون قادرين<br />
على اتخاذ قرارات بيئية سليمة عند انخراطهم يف العمل، كذلك سينعكس سلوكهم البيئي<br />
بدرجة اأو باأخرى على سلوك طلبتهم يف املستقبل، اإذ مييل الطلبة عادة اإىل حماكاة سلوك<br />
معلميهم، وبالتايل تبدو احلاجة اإىل هذه الدراسة من اأجل تعزيز السلوك البيئي لدى طلبة<br />
اجلامعات، اأو تعديل هذا السلوك اإن مل يكن باملستوى املطلوب )احلفار: 1990( 256: .<br />
ونظراً الأهمية هذا املوضوع، اأكدت العديد من اجلهود والدراسات الرتبوية الفلسطينية<br />
على اأهمية السلوك البيئي بشكل عام والقيم البيئية وترشيعاتها بشكل خاص، فركزت على<br />
رضورة تضمينها يف املناهج الدراسية، حيث اأكد االأغا واأبو دف )1996( على رضورة تبني<br />
منظومة قيمية للتعليم الفلسطيني، وذلك يف املوؤمتر الدويل الثاين للدراسات الفلسطينية،<br />
الذي عُ قد يف غزة من قبل جلنة تطوير املناهج الفلسطينية، كما اأكدت معظم دراسات املوؤمتر<br />
الرتبوي الثاين الذي عُ قد برام اهلل )1999( بعنوان: )املناهج الفلسطينية روؤية مستقبلية(<br />
على رضورة االهتمام بالبيئة وتنمية اجتاهات اإيجابية نحوها لدى املتعلمني من اأبناء<br />
الشعب الفلسطيني من خالل مناهجه. وتشري العديد من االأبحاث اإىل اأهمية دراسة السلوك<br />
البيئي لهذه الفئة من الطلبة، حيث عقدت كلية الرتبية احلكومية بغزة موؤمترها العلمي<br />
االأول حول البيئة واملجتمع يف الفرتة ما بني 26- 23 مارس 1997م كما عقدت اجلامعة<br />
االإسالمية بغزة يومها البيئي حول البيئة والسلوكيات البيئية يوم 3- 6- 1998. كما<br />
اأوصت دراسة الفرا )1997( اإىل رضورة تطوير برامج اإعداد املعلمني وتزويدها مبساقات<br />
تُعنى باالأخالقيات وتهتم بنرش الوعي البيئي. كما اأوضحت دراسة االأستاذ واأبو جحجوح<br />
)1999( اأن هناك اهتمامً ا فلسطينيًا واضحً ا من قبل مصممي املناهج بوزارة الرتبية<br />
والتعليم باملنظومة التعليمية بشكل عام، وبالقيم البيئية بشكل خاص، وذلك من خالل<br />
بحث هدف اإىل الكشف عن توازن القيم يف مناهج العلوم الفلسطينية. وكذلك قام تيسري<br />
نشوان )1997( بدراسة فلسطينية هدفت اإىل معرفة مدى اكتساب طلبة املدارس بقطاع<br />
غزة لالجتاهات البيئية املرغوبة، وتوصلت اإىل اأن عدد الطلبة الذين كانت اجتاهاتهم<br />
البيئية ايجابية يزيد عن )%50( من العدد الكلي للطلبة.<br />
يف ضوء هذه املرتكزات واجلهود تبدو احلاجة ماسة اإىل وجود تربية بيئية قائمة<br />
على الترشيعات بصورة تطبيقية وليست نظرية، يف عرص ساء فيه استخدام البيئة، لذا<br />
162
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
فقد جاءت فكرة هذه الدراسة حول الوعي بالترشيعات البيئية لدى الطلبة ودور اجلامعات<br />
الفلسطينية يف تنميتها.<br />
مشكلة الدراسة وأسئلتها:<br />
يف ضوء ما سبق تتحدد مشكلة الدراسة يف السوؤال الرئيس االآتي:<br />
ما واقع الوعي بالترشيعات البيئية لدى طلبة اجلامعات الفلسطينية؟<br />
وما دور اجلامعات يف تنمية ذلك؟<br />
ويشتق من السوؤال الرئيس الأسئلة الفرعية الآتية:<br />
ما مستوى وعي الطلبة يف اجلامعات الفلسطينية بالترشيعات البيئية؟<br />
1 ما دور اجلامعات الفلسطينية يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية لدى الطلبة؟<br />
2 اإىل اأي مدى يختلف دور اجلامعات الفلسطينية يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية<br />
3 لدى الطلبة باختالف كل من: اجلنس، التخصص، اجلامعة، املعدل الرتاكمي للطلبة؟<br />
ما التصور املقرتح لتحسني دور اجلامعات يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية<br />
4 لدى طلبة اجلامعات؟<br />
163<br />
1.<br />
2.<br />
3.<br />
4.<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
أهداف الدراسة:<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
تهدف الدراسة بشكل عام اإىل التعرف اإىل مستوى الوعي بالترشيعات البيئية لدى<br />
الطلبة، ودور اجلامعات الفلسطينية يف تنمية ذلك وبشكل حمدد تهدف اإىل:<br />
حتديد مستوى وعي طلبة اجلامعات الفلسطينية بالترشيعات البيئية.<br />
التعرف اإىل دور اجلامعات الفلسطينية يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية لدى<br />
الطلبة، واإىل اأي مدى يختلف هذا الدور باختالف متغريات اجلنس والتخصص واجلامعة<br />
واملعدل الرتاكمي للطلبة.<br />
اقرتاح تصور لتنمية الوعي بالترشيعات البيئية لدى طلبة اجلامعة.<br />
أهمية الدراسة:<br />
♦<br />
ترجع اأهمية الدراسة اإىل كونها:<br />
تتناول موضوعاً مهماً، يربط بني البيئة من جهة، وبني حقوق االإنسان من جهة<br />
ثانية، ويخرج بفكرة جديدة وهي الترشيعات البيئية، وهو من املوضوعات النادرة التي متَّ<br />
تناولها يف البيئة الفلسطينية.
الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />
د. محمود األستاذ<br />
أ. محمود الددح<br />
♦تركز الدراسة على فئة طلبة اجلامعات كعينة مستهدفة، حيث اأن طلبة اجلامعات<br />
ميثلون املحور االأكرث اأهمية، واالأكرث تاأثرياً يف جمريات املجتمع الفلسطيني، ذلك من<br />
منطلق اأنهم سيقودون دفة احلياة يف املستقبل، وهم عنوان املرحلة، واالأقدر على اإحداث<br />
التغيري املجتمعي والبيئي نحو االأفضل.<br />
164<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
تسهم هذه الدراسة يف اإبراز فكرة التفاعل بني الطالب اجلامعي وحقوقه البيئية،<br />
ومعاونته على اإدراك تصور متكامل لالإنسان يف اإطار بيئته.<br />
قد يفيد من هذه الدراسة الشئون االأكادميية باجلامعات الفلسطينية بغرض<br />
التخطيط ملساق دراسي خاص بالترشيعات البيئية لالإنسان كمتطلب جامعي، حيث اإن<br />
هذه الثقافة عاملية، وغري متوافرة يف بالدنا.<br />
قد يفيد من هذه الدراسات املوؤسسات التي تهتم بشئون البيئية، وتلك التي تهتم<br />
بحقوق االإنسان، وذلك من اأجل صياغة مواد ترشيعية واضحة تتعلق بالترشيعات البيئية<br />
لالإنسان.<br />
تقدم الدراسة تصوراً مقرتحاً حول دور اجلامعات الفلسطينية يف تنمية الوعي<br />
بالترشيعات البيئية لالإنسان، مما يفيد صانعي القرار يف اجلامعات اإىل رضورة االستفادة<br />
من هذا التصور عند التخطيط ملراجعة اخلطط الدراسية يف اجلامعات، واإضافة مساق جديد<br />
يتعلق بالترشيعات البيئية.<br />
حدود الدراسة:<br />
اقترصت الدراسة على الطلبة من اجلنسني يف املستوى الرابع من مرحلة البكالوريوس<br />
يف اجلامعات الفلسطينية الثالث وهي: )االإسالمية- االأزهر- االأقصى( يف العام اجلامعي<br />
.2008/2007<br />
تعريف مصطلحات الدراسة:<br />
يتبنى الباحثان التعريفات الآتية:<br />
◄◄الوعي بالترشيعات البيئية: ويقصد به مدى اإملام طلبة اجلامعات بالترشيعات<br />
البيئية يف املجاالت االآتية: جمال املواثيق البيئية الدولية، وجمال القوانني والترشيعات<br />
البيئية املحلية، وجماالت الترشيعات البيئية التي تتعلق بكل من مياه الرشب والهواء واإدارة<br />
املياه العادمة وشبكات الرصف الصحي واإدارة املخلفات الصلبة واإدارة املوارد البيئية
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
والتنوع احليوي والبيئة البحرية والتصحر. ويقاس اإجرائياً يف هذه الدراسة بالعالمة التي<br />
يحصل عليها الطالب يف االختبار املعد لذلك يف املجاالت املذكورة.<br />
◄◄دور اجلامعات: ويقصد به يف هذه الدراسة كل ما تقوم به اجلامعات الفلسطينية<br />
بغزة من جهود تتعلق بالترشيعات البيئية كاملوؤمترات والندوات وورشات العمل واملعارض<br />
والبحوث واملجالت الفنية والعمل االأكادميي. ويقاس اإجرائياً يف هذه الدراسة بالعالمة<br />
التي يحصل عليها الطالب على االإستبانة املعدة لذلك، والتي تضم االأدوار االآتية للجامعة:<br />
الدور االأكادميي والدور الثقايف والدور البحثي والدور االإعالمي والدور الفني.<br />
الدراسات السابقة:<br />
ملا كان البحث العلمي منشطاً اإنسانياً، يتسم بالرتاكمية من جهة، وبالعاملية من<br />
جهة اأخرى، فاإن هذه الدراسة تتناول الدراسات والبحوث ذات العالقة، وذلك على الرغم<br />
من قلة الدراسات التي تتناول الترشيعات والقوانني واملواثيق البيئية، ومن الدراسات<br />
التي اهتمت مبوضوع الرتبية البيئية دراسة مسلماني )1985( التي هدفت اإىل وضع<br />
منهاج يف الرتبية البيئية لطلبة معاهد املعلمني يف االأردن، وقياس مدى فعاليته يف تنمية<br />
املفاهيم واالجتاهات البيئية، وكذلك دراسة عبد العال )1986( التي هدف فيها اإىل وضع<br />
برنامج تنمَّى من خالله مفاهيم الرتبية البيئية يف مناهج العلوم البيولوجية لدور املعلمني<br />
واملعلمات.<br />
اأما دراسة الشافعي )1990( فقد هدفت اإىل بناء برنامج الرتبية البيئية لطالب كليات<br />
الرتبية، وقياس فاعليته باإعداد وحدة دراسية من وحداته وجتربتها عملياً. ومن النتائج<br />
التي توصلت اإليها الدراسة: وجود فروق ذات داللة اإحصائية يف تنمية االجتاهات نحو<br />
حفظ الطاقة لصالح التطبيق البعدى. يف حني هدفت دراسة النجدي )1990( اإىل معرفة اأثر<br />
مقرر علوم الرتبية البيئية على تنمية االجتاهات نحو البيئة، وحتصيل بعض املفاهيم لدى<br />
املعلمني اأثناء اخلدمة.<br />
اأما دراسة صديق وعطوة )1991( فقد هدفت اإىل تقصى اأثر استخدام منهج مستقل<br />
للرتبية على تنمية الوعي البيئي لدى طلبة شعبة التعليم االأساسي بكلية الرتبية يف<br />
املنصورة ودمياط. كذلك هدفت دراسة عبد اهلل )1992( اإىل معرفة القيم البيئية السائدة<br />
لدى طلبة جامعة الزقازيق مبرص، واإىل معرفة العوامل التي توؤثر يف اكتساب الطلبة لتلك<br />
القيم البيئية، واأثر التفاعالت املتبادلة بني تلك العوامل وبعضها واأثر ذلك على القيم البيئية<br />
للطلبة.<br />
165
الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />
د. محمود األستاذ<br />
أ. محمود الددح<br />
ويف هذا االإطار فقد هدفت دراسة كل من مبارك واحلدابي )1992( اإىل الكشف عن<br />
االجتاهات البيئية لدى طالب كلية الرتبية بجامعة صنعاء. حيث تبني اأن الطالب الذين<br />
درسوا مقرر الرتبية البيئية كان اجتاههم العام نحو الرتبية البيئية اإيجابيا. كذلك دراسة<br />
الفرا )1993( التي ركزت على رضورة تدريس الرتبية البيئية، واإىل رضورة اإدخالها يف<br />
مناهج التعليم يف فلسطني بهدف تكوين ما يسمى بالضمري البيئي. اأما دراسة كيم Kim,(<br />
1994( فقد هدفت اإىل قياس العالقة بني املفاهيم واالجتاهات البيئية لدى طالب الكلية<br />
الكورية. يف حني هدفت دراسة ياجن )1994 )Yang, اإىل وضع االأسس الرئيسة لسياسة<br />
تربية معلم املرحلة الثانوية يف تايوان تربية بيئية.<br />
ويف ضوء ذلك اأعد سباستو وسميث )1994 Smith, )Sebasto & دراسة هدفت اإىل<br />
معرفة اجتاهات املدرسني نحو الرتبية البيئية، ومدى تركيزهم على مفاهيم الرتبية البيئية<br />
يف تدريسهم، اإذ استخدم الباحثان لهذا الغرض مقياس ليكرتي لالجتاهات البيئية، واستبانة<br />
للتعرف اإىل مدى تناول مفاهيم الرتبية البيئية اأثناء تدريسهم، واأشارت نتائج الدراسة اإىل<br />
اأن اجتاهات املعلمني نحو الرتبية البيئية عالية االإيجابية، ولكن يقضي املدرسون اأقل<br />
من ساعة اأسبوعيا يف التدريس حول البيئة وقضاياها. وهدفت هذه الدراسة اأيضاً اإىل<br />
قياس اجتاهات املعلمني نحو بعض املفاهيم البيئية الرئيسة، اأما دراسة زميرمان )1996<br />
)Zimmerman, فقد هدفت اإىل حتديد القيم البيئية لدى الطلبة اجلامعيني باملكسيك. كذلك<br />
هدفت دراسة الفرا )1997( اإىل التعرف على اأثر برامج كلية الرتبية بجامعة االأزهر بغزة<br />
على الرتبية البيئية لدى الطلبة اخلريجني باملستوى الرابع. كذلك هدفت دراسة الرشبيني<br />
)1997( اإىل معرفة مدى فاعلية برنامج الرتبية البيئية املقرر على طلبة التعليم االإبتدائى<br />
بكلية الرتبية بطنطا يف تنمية القيم البيئية لدى طلبة هذه الشعبة. ولقد توصلت دراسة<br />
صيدم )2007( اإىل اأن مستوى القيم البيئية لدى طلبة اجلامعات اأقل من %70 كمتوسط<br />
افرتاضي، واأن هذه القيم مل تتاأثر باجلنس واأن مستوى القيم البيئية لدى طلبة التخصصات<br />
العلمية اأفضل من اأقرانهم يف التخصصات االأدبية.<br />
اأما الدراسات التي ركزت على موضوع الترشيعات البيئية، فمنها دراسة اآل صادق<br />
)1998( التي األقت الضوء على اأهم االأنظمة الترشيعية للحماية البيئية يف اململكة العربية<br />
السعودية وبعض الدول العربية واالأجنبية، فاأكدت على رضورة هذه الترشيعات من منطلق<br />
اأن املشكالت البيئية ال تعرتف باحلدود، واأكدت هذه الدراسة على اأن الترشيعات البيئية<br />
تشمل جوانب عديدة، فهي تشمل احلماية الربية والبحرية والزراعية والرثوة احليوانية<br />
والنباتية، واحلماية من االإشباع واملخلفات الصناعية والكيميائية، ومنها ما يهتم بحماية<br />
166
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
املصادر املائية والتخلص من خملفات الرصف الصحي، واأوصت باأن احلاجة ما زالت<br />
ماسة لوضع املزيد من القوانني الترشيعية للحفاظ على البيئة. ودراسة اجلندي )2000(<br />
التي رشحت مفهوم الترشيع البيئي يف ضوء حمورية الدور املتوقع لها يف احلد من التلوث<br />
والتدهور البيئي وحتقيق التنمية املستدامة القائمة على التوازن الدقيق بني تنفيذ خطط<br />
التنمية ومراعاة االعتبارات البيئية. كذلك توصلت دراسة بابكر )2004 )Babiker, اإىل<br />
ضعف االستخدام االسرتاتيجي للترشيعات البيئية يف الكويت يف جمال صناعة الكيماويات<br />
والبرتوكيماويات، واأن الترشيعات املحلية متثل التحدي االأكرب باملوازنة مع الترشيعات<br />
البيئية العاملية.<br />
اأما دراسة الزعبي ومنصور )2004 Mansur, )Al- Zuʼbi and فقد األقت الضوء<br />
على اآثار الترشيعات البيئية املتعلقة باتفاقية الرشاكة االأردنية – االأوروبية على صادرات<br />
االأسمدة االأردنية، وتوصلت اإىل اأن تكاليف االلتزام بهذه الترشيعات ليست قليلة، واأنه كلما<br />
ازدادت الكفاءة يف االإنتاج، كلما انخفضت التكاليف بشكل ملحوظ. ولقد هدفت دراسة<br />
سحر حافظ )2006( اإىل التعرف اإىل مستوى االلتزامات املرصية جتاه االتفاقيات<br />
واملعاهدات الدولية يف جمال حماية البيئة، ومدى االمتثال لتطبيقها، وتوصلت الدراسة<br />
اإىل اأنه على الرغم من توفر جهاز سوؤون البيئة، وهو اجلهة املركزية املسئولة عن متابعة<br />
تطبيق التزامات مرص جتاه االتفاقات الدولية وهو مسئول عن متابعة تطبيق الترشيعات<br />
الوطنية يف جمال البيئة، وكذلك جهاز االإدارة العامة للتفتيش البيئي، فال يوجد حرص<br />
شامل جلميع اأحكام االلتزامات الواردة يف االتفاقيات واملعاهدات البيئية، وكذلك عدم<br />
مواكبة الترشيعات املحلية لها، واالفتقار اإىل اآلية وظيفية الإدارة تنفيذ ومتابعة تلك<br />
االتفاقيات. كذلك حاولت دراسة خنيس )2007( بيان العالقة بني اإدارة حماية البيئة<br />
يف ضوء الترشيع البيئي اجلزائري موازنة ببعض الترشيعات البيئية لبعض الدول، وعلى<br />
املستوى الفلسطيني فقد توصلت دراسة العيسة )1996( اإىل غياب ترشيع بيئي فلسطيني<br />
يف عهد االحتالل، واأن ترسيخ مثل هذه الترشيعات رضورة حتمية وحتتل اأولوية، واأنه لن<br />
يتم ذلك اإال بزول االحتالل.<br />
التعليق على الدراسات السابقة:<br />
يالحظ مما سبق، تعدد الدراسات التي تناولت الوعي البيئي واالجتاهات والقيم البيئية<br />
لدى طلبة اجلامعات اأو من يف مستواهم من معاهد املعلمني، اأو لدى املعلمني اأنفسهم،<br />
وقد جاءت هذه الدراسات يف بلدان خمتلفة واتبعت مناهج خمتلفة، كاملنهج الوصفي<br />
واملنهج التجريبي واملنهج البنائي، كذلك استخدمت اأدوات بحثية متعددة كاالختبارات<br />
167
الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />
د. محمود األستاذ<br />
أ. محمود الددح<br />
واالستبانات واملقابالت، وتوصلت معظمها اإىل نتائج ذات قيمة بيئية اأو تربوية، كان<br />
اأهمها رضورة تصميم برامج خاصة لتنمية الوعي البيئي. كذلك تعددت الدراسات التي<br />
تناولت الترشيعات البيئية، ومما يلفت االنتباه اأن جميع هذه الدراسات ركزت على القضايا<br />
البيئية من جهة، والوعي البيئي من جهة اأخرى وفق اأبعاد معينة، اإال اأنه ال توجد دراسات-<br />
فيما اطلع عليه الباحثان- تركز على القوانني والترشيعات البيئية والوعي بها من منظور<br />
تربوي عدا دراسة العيسة )1996( ، سواء كان ذلك على املستوى املحلي اأم االإقليمي اأم<br />
العاملي، وهذا يشري اإىل قلة االهتمام بهذا احلقل من الترشيعات االإنسانية، االأمر الذي جعل<br />
هذه الدراسة تتميز عن غريها من الدراسات يف تناولها لدور اجلامعات يف تنمية الوعي<br />
بالترشيعات البيئية.<br />
اإلطار النظري:<br />
التشريعات البيئية يف فلسطني:<br />
ال شك يف اأن الترشيعات البيئية -على مستوى العامل- مل تعد قادرة على مواجهة<br />
التلوث البيئي الذي حتدثه الطبيعة واالإنسان على حد سواء، لذا كان البد اأن تتكاتف اجلهود<br />
لوضع اسرتاتيجية موحدة حلماية البيئة هدفها حتقيق رفاهة االإنسان، واالرتقاء مبستواه<br />
اإىل االأفضل، وفق رشوط بيئية سليمة، اأما على مستوى فلسطني، فالواقع الذي نشهده اليوم<br />
من تلوث جلميع عنارص البيئة، بسبب عدم وجود ترشيع يستطيع اأن يقف يف وجه هذا<br />
التلوث، خلق نوعاً من االضطراب البيئي. واحلال يختلف متاماً يف فلسطني عنها يف باقي<br />
البلدان العربية، من حيث الترشيعات املتعلقة بالبيئة، فبينما حتاول الدول العربية وضع<br />
ترشيعات وقوانني خاصة بالبيئة، جند اأنه يف فلسطني كانت سلطات االحتالل عن طريق<br />
االإدارة املدنية سواء يف الضفة الغربية اأو قطاع غزة هي املسئولة عن االأوضاع البيئية<br />
بصفة عامة، مبا يف ذلك الترشيعات، والقوانني واللوائح واالأنظمة Research( Applied<br />
)Institute, 1997 ولعل هذا ما ساعد على تفاقم املشكالت البيئية داخل الوطن املحتل،<br />
حيث مل تساهم االإدارة املدنية سواء يف قطاع غزة اأو الضفة الغربية، ولو بقدر بسيط يف<br />
معاجلة البيئة وحمايتها، ومل تضع قوانني اأو لوائح خاصة بذلك، وحتى اإن وجدت هذه<br />
اللوائح، فلم تتابع االإدارة املدنية تنفيذها )مازن سيسامل واآخرون، 1993( .<br />
ويف اإطار ما سبق ميكن القول اإن الترشيعات التي عنيت بالبيئة يف فلسطني، مل تتناول<br />
يف اأغلب االأحيان عنارص وتكوينات البيئة بطريقة مبارشة، واإمنا هي جمموعة ترشيعات<br />
لها صلة بشكل اأو باآخر بالبيئة وموضوعاتها، فمكونات البيئة حسب روؤية املتخصصني<br />
مل متسها الترشيعات بطريقة مبارشة. )1997 Institute, )Applied Research وملا كانت<br />
168
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
هذه هي حال الواقع القانوين للبيئة يف فلسطني، فاإن احلاجة تبدو ماسة ملزيد من اجلهود<br />
الإعادة النظر يف الترشيعات الفلسطينية املتعلقة بالبيئة، وتزداد الدعوة اإىل اإجراء املزيد<br />
من التعديالت عليها لتتالءم مع املستويات املطلوبة من الصحة والسالمة البيئية Mansi,(<br />
. )1998<br />
اإن وضع ترشيعات حلماية البيئة يف فلسطني، ل بد اأن يعتمد على مبادئ<br />
اأساسية عدة منها: اأن يكون الهدف النهائي للترشيعات هو االإنسان الفلسطيني، الذي<br />
يبغي احلياة بطريقة اأفضل من التي يعيشها اليوم. واأن يكون هناك توازن بني رضورات<br />
التنمية وسالمة البيئة، فال نستطيع اأن نخطو خطوة واحدة اإىل االإمام دومنا مشاريع تنموية<br />
صناعية، جتارية، زراعية ولكن وفق معايري، وترشيعات بيئية نتعلم منها كيف نغري من<br />
اأسلوب حياتنا نحو البيئة.<br />
األطر العامة للتشريعات واحلقوق البيئية يف فلسطني:<br />
يعد موضوع الترشيع البيئي من املواضيع املستجدة يف النظم القانونية العربية<br />
عامة، والقوانني الفلسطينية خاصة، وهو اأيضا من املواضيع التي تعد حديثة التنظيم يف<br />
النظم القانونية الدولية، ومع ذلك فاإن احلق يف بيئة نظيفة يعد من اجليل الثالث حلقوق<br />
االإنسان، وهي الترشيعات القائمة على التعاون االجتماعي، والتي تتطلب عمالً حملياً<br />
اإقليماً ودولياً مشرتكا. )1998 )Mansi, .<br />
فمن حيث االإطار القانوين الدويل للحق يف البيئة: فقد بلغ عدد االتفاقيات واملعاهدات<br />
والربوتوكوالت املتعلقة بالبيئة نحو )152( اتفاقية خالل الفرتة من 1921- 1991،<br />
ويتمثل الهدف االأساسي لهذه املعاهدات واالتفاقيات، يف حماية البيئة واملحافظة عليها<br />
نظيفة ومالئمة حلياة االإنسان، بحيث توجب على الدول التي صادقت على هذه االتفاقيات<br />
اأو بعضها، اأن تلتزم باتخاذ التدابري الترشيعية والتنظيمية واالإدارية، لتنفيذ بنود تلك<br />
االتفاقيات، وتطبيقها على املستوى الوطني. ومن اأمثلة التفاقيات الدولية: اتفاقية<br />
منظمة العمل الدولية رقم )169( ، واإعالن ريو )1992( ، واإعالن بكني 1983، وقرار الهيئة<br />
العامة لالأمم املتحدة يف عام )1990( .<br />
ومن حيث االإطار الدستوري: فقد نصت املادة )33( من القانون االأساسي الفلسطيني<br />
على اأن »البيئة املتوازنة النظيفة حق من حقوق الإنسان، واحلفاظ على البيئة<br />
الفلسطينية وحمايتها من اأجل اأجيال احلارض واملستقبل مسئولية وطنية«. وتشكل<br />
هذه املادة معياراً نستطيع من خالله حتديد مدى التقارب ما بني سياسات التنمية وحق<br />
االإنسان يف بيئة نظيفة، كما تشري اإىل االأولوية يف اإجراءات احلماية والوقاية للبيئة<br />
الفلسطينية، واعتبارها مسئولية وطنية.<br />
169
الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />
د. محمود األستاذ<br />
أ. محمود الددح<br />
اأما من حيث الإطار القانوين املحلي: فاإنه على الرغم من اأن الترشيعات الفلسطينية<br />
يف جمال البيئة تعد حديثة العهد، فما زال هناك ضعف واضح يف تعزيز هذه الترشيعات،<br />
كونها تتجاهل مواضيع املشاركة املجتمعية، وكيفية التعامل مع حقوق االأفراد، ومن هذه<br />
الترشيعات: قانون الدفاع املدين رقم )3( لسنة 1998، وقانون املدن واملناطق الصناعية<br />
احلرة رقم )10( لسنة 1998، وقانون املصادر الطبيعية رقم )1( لسنة 1999، وقانون<br />
البيئة رقم )7( لسنة 2000( 1999 )Jad, .<br />
أهداف الرتبية البيئية يف اجلامعة:<br />
يرى وليم ستاب Stapp( )William اأن الهدف العام للرتبية البيئية هو: »اإعداد<br />
مواطن اإيجابي لديه معرفة بالبيئة )الطبيعة – واالجتماعية- والسيكولوجية- واجلمالية..<br />
الخ( ، ولديه اهتمامات بالبيئة ودراية مبشكالتها، ومزود باجتاهات ايجابية نحو حماية<br />
البيئة من التلوث واالإهدار واستنزاف املوارد، وملتزم بتحمل املسئولية، ولديه القدرة على<br />
اتخاذ القرار ومزود مبهارة العمل الفردي واجلماعي« )495 )Staap,1989: .<br />
ويف سياق هذا الهدف للرتبية البيئية، ميكن حتديد بعض االأهداف اخلاصة للرتبية<br />
البيئية فيما ياأتي:<br />
اإبراز الوقائع التاريخية التي تدل على حسن استخدام بعض املصادر الطبيعية اأو<br />
سوء استغاللها، وما يرتتب على ذلك من اآثار ونتائج اجتماعية واقتصادية.<br />
اإعداد مواطن اإيجابي لديه القدرة على اتخاذ القرارات املتعلقة بالبيئة وطرق<br />
حمايتها واملحافظة عليها مما يتهددها من اأخطار.<br />
رشح التعاون بني االأفراد واجلماعات يف اجلمال البيئي ويف الرتبية البيئية<br />
وتوضيحها مبا يف ذلك املجتمع الدويل ذاته.<br />
توضيح الرتابط والتداخل بني االإنسان وبيئته، وما بها من مصادر وكائنات<br />
حية.<br />
تنمية وتعميق الفهم بالنسبة للمصادر الطبيعية وطرق صيانتها وحسن<br />
استغاللها.<br />
ترشيد استخدام املوارد الطبيعية املعرضة للتلف والنفاذ دون تفريط اأو اإهدار.<br />
وتعد هذه االأهداف على درجة كبرية من االأهمية بحيث ينبغي اأن توضع يف االعتبار<br />
عند التخطيط الأي برنامج يف الرتبية البيئية سواء اأكان هذا الربنامج سيقدم للصغار اأم<br />
170<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
للكبار، على اأن يراعي تكييف هذه االأهداف وصياغتها مبا يتناسب مع اجلماعة التي سيقدم<br />
لها الربنامج )غنامي، 78( 1990: .<br />
مشكالت الرتبية البيئية على املستوى اجلامعي:<br />
تعاين الرتبية البيئية على املستوى اجلامعي من مشكالت متعددة شكلت معوقات<br />
فعلية لغايات الرتبية البيئية واأهدافها، ومن هذه املشكالت:<br />
اإن كثرياً من اجلامعات مل تدرك مبا فيه الكفاية اأن الرتبية يجب اأن متد الطالب<br />
اجلامعي بنوع خاص من العالقة بينه وبني البيئة، وبذلك كانت اأهداف الرتبية البيئية يف<br />
تلك اجلامعات غامضة ومبهمة.<br />
171<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
ضعف القالب الرتبوي لالجتاه البيئي يف الرتبية البيئية على املستوى اجلامعي،<br />
ففي كثري من اجلامعات يحتوي املنهج على مواد دراسية منفصلة توؤخذ فرادى متجزئة،<br />
مع اأنه ينبغي اأن تقدم مادة البيئة مبفهومها التكاملي.<br />
تشكو الرتبية البيئية يف اجلامعات من اأنها مل تدرك اأن عليها اأن تعد الناشئني، ال<br />
ملستقبلهم هم فقط، بل ملستقبل اأبنائهم من بعدهم، وملستقبل االأمة التي يعيشون فيها،<br />
والكوكب الذي يعيشون فوقه.<br />
تعاين الرتبية البيئية على املستوى اجلامعي من معوق اآخر، هو اأن بعض رجال<br />
الرتبية مييلون كل امليل اإىل اأن يعتربوا املواد املتعلقة مبنهج البيئة مواد علمية، مبعنى<br />
اأنهم يدرجونها يف مساق العلوم املنفصلة.<br />
مما سبق يتضح اأن اإحدى املشكالت الرئيسية للرتبية البيئية يف اجلامعات، يتمثل يف<br />
اإهمال موضوع الترشيعات البيئية التي يف ضوئها تتم معرفة احلقوق والواجبات البيئية<br />
لدى املتعلمني، االأمر الذي يف ضوئه حتدد السلوكات واملمارسات البيئية لديهم.<br />
الطريقة واإلجراءات:<br />
منهج الدراسة:<br />
يف ضوء اأهداف الدراسة، فقد استخدم املنهج الوصفي التحليلي، الذي يقوم على وصف<br />
الظاهرة قيد البحث من جميع جوانبها، وحتليل بنيتها، ومعرفة جممل العالقات والروابط<br />
بني مكوناتها دون تدخل من الباحث يف نتائجها، والظاهرة املراد دراستها وحتليلها يف<br />
هذه الدراسة هي واقع الوعي بالترشيعات البيئية لدى الطلبة ودور اجلامعات الفلسطينية<br />
يف تنمية ذلك.
الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />
د. محمود األستاذ<br />
أ. محمود الددح<br />
جمتمع الدراسة:<br />
ويشمل جميع طلبة املستوى الرابع يف اجلامعات الفلسطينية يف حمافظات غزة.<br />
والبالغ عددهم حوايل )4000( طالب وطالبة حسب اإحصائيات عمادات القبول والتسجيل<br />
يف اجلامعات الفلسطينية الثالثة، وهي: اجلامعة االإسالمية، جامعة االأقصى، جامعة<br />
االأزهر.<br />
عينة الدراسة:<br />
لقد اختريت عينة عشوائية بسيطة مبعدل )%15( من جمتمع الدراسة، للكشف عن دور<br />
اجلامعات الفلسطينية يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية، فتكونت العينة من )600(<br />
طالب وطالبة.<br />
خصائص العينة:<br />
اتسمت عينة الدراسة من طلبة اجلامعات الفلسطينية يف قطاع غزة باأنها من اجلنسني،<br />
اجلدول )1( يوضح ذلك.<br />
الجدول )1(<br />
عينة الدراسة وفق المتغيرات الديمغرافية<br />
النسبة %<br />
املتغري<br />
الفئة<br />
العدد<br />
%50<br />
%50<br />
300<br />
300<br />
اجلنس<br />
ذكر<br />
اأنثى<br />
%33.3<br />
االإسالمية 200<br />
%33.3<br />
%33.3<br />
200<br />
200<br />
اجلامعة<br />
االأقصى<br />
االأزهر<br />
%12.3<br />
74<br />
من -60( )70<br />
%53.7<br />
%30.7<br />
322<br />
184<br />
من -71( )80<br />
املعدل الرتاكمي من )81- 90(<br />
%3.3<br />
91 فاأكرث 20<br />
%56<br />
%44<br />
336<br />
264<br />
التخصص<br />
اآداب<br />
علوم<br />
172
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
أدوات الدراسة:<br />
لتحقيق اأهداف الدراسة، والإجابة على تساوؤلتها، اأُعدت اأداتان هما:<br />
اختبار الوعي بالترشيعات البيئية، واستبانة دور اجلامعات يف تنمية الوعي<br />
بالترشيعات البيئية.<br />
أوالً: اختبار الوعي بالتشريعات البيئية:<br />
ويهدف هذا االختبار اإىل التعرف اإىل واقع الوعي بالترشيعات البيئية لدى طلبة<br />
اجلامعات الفلسطينية بقطاع غزة.<br />
● ● خطوات بناء الختبار:<br />
قام الباحثان مبراجعة ما اأتيح لهما من االأدب البيئي، وبعض الدراسات واالأبحاث<br />
املحلية املرتبطة بالبيئة والترشيعات البيئية. كما وجَّ ه الباحثان سوؤاالً مفتوحاً لعينة من<br />
طلبة اجلامعات، وكان هذا السوؤال هو: اأذكر الترشيعات البيئية التي تعرفها؟ ومن<br />
هذه املصادر، استطاع الباحثان اأن يحددا )13( سوؤاالً مفتوحاً تعرب عن مدى وعي طلبة<br />
اجلامعات بالترشيعات البيئية يف املجاالت االآتية: جمال املواثيق الدولية البيئية، وجمال<br />
القوانني والترشيعات البيئية املحلية، وجمال الترشيعات البيئية التي تتعلق مبياه الرشب،<br />
وجمال الترشيعات البيئية التي تتعلق بالهواء، وجمال الترشيعات البيئية التي تتعلق<br />
باإدارة املياه العادمة، وجمال الترشيعات البيئية التي تتعلق بشبكات الرصف الصحي،<br />
وجمال الترشيعات البيئية التي تتعلق باإدارة املخلفات الصلبة، وجمال الترشيعات البيئية<br />
التي تتعلق باإدارة املوارد البيئية، وجمال الترشيعات البيئية التي تتعلق بالتنوع احليوي،<br />
وجمال الترشيعات البيئية التي تتعلق بالبيئة البحرية، وجمال الترشيعات البيئية التي<br />
تتعلق بالتصحر، وجمال اأسباب عدم الوعي بالترشيعات البيئية.<br />
ويف ضوء التعريف االإجرائي ملفهوم الوعي بالترشيعات البيئية، صاغ الباحثان<br />
جمموعة من االأسئلة اخلاصة بكل جمال من املجاالت، ثم عرض االختبار على جلنة<br />
من املحكمني من اأساتذة الرتبية البيئية والعلوم يف جامعات قطاع غزة )امللحق 1( ،<br />
وذلك للتاأكد من اأن االأسئلة توضح ما يفيد التعبري عن جماالت االختبار ودرجة اإشباعها،<br />
ومدى مالءمة االأسئلة لكل جمال منها، وبعد مراجعة التكرارات اخلاصة بكل سوؤال من<br />
اأسئلة االختبار من قبل هيئة التحكيم، بقيت اأسئلة االختبار كما هي مكونة من )13( سوؤاالً<br />
كما يصفه امللحق )2( . كما وضعت طريقة لالستجابة، بحيث تاأخذ املعرفة لكل حق من<br />
الترشيعات البيئية درجة واحدة لكل استجابة صحيحة. كذلك اُتخذت االإجراءات لتقنني<br />
االختبار والتحقق من صدقه وثباته، حيث طُ بق االختبار على عينة استطالعية مكونة من<br />
)30( طالباً وطالبة.<br />
173
الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />
د. محمود األستاذ<br />
أ. محمود الددح<br />
● ●صدق الختبار:<br />
تاأكد الباحثان من صدق االختبار عن طريق صدق املحكمني، كما تاأكدا من صدق<br />
االختبار عن طريق صدق االتساق الداخلي: حيث اأوجدا معامل االتساق الداخلي لالختبار<br />
من خالل حساب معامل االرتباط بني درجة كل جمال، وبني املجموع الكلى لدرجات<br />
االختبار كله، وذلك باستخدام معامل بريسون كما يوضحها اجلدول )2( :<br />
الجدول )2(<br />
صدق االتساق الداخلي الختبار الوعي بالتشريعات البيئية<br />
البيان<br />
جمال املواثيق الدولية البيئية.<br />
جمال القوانني والترشيعات البيئية املحلية.<br />
جمال الترشيعات البيئية.<br />
جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق مبياه الرشب.<br />
جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق بالهواء.<br />
جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق باإدارة املياه العادمة.<br />
جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق بشبكات الرصف الصحي.<br />
جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق باإدارة املخلفات الصلبة.<br />
جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق باإدارة املوارد البيئية.<br />
جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق بالتنوع احليوي.<br />
جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق بالبيئة البحرية.<br />
جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق بالتصحر.<br />
جمال اأسباب عدم الوعي بالترشيعات البيئية<br />
معامل بريسون<br />
مستوى الدللة<br />
0.01<br />
0.01<br />
0.01<br />
0.01<br />
0.01<br />
0.01<br />
0.01<br />
0.01<br />
0.01<br />
0.01<br />
0.01<br />
0.01<br />
0.01<br />
0.61<br />
0.77<br />
0.81<br />
0.79<br />
0.61<br />
0.71<br />
0.80<br />
0.79<br />
0.63<br />
0.60<br />
0.65<br />
0.76<br />
0.70<br />
يالحظ من اجلدول )2( اأن جميع جماالت اختبار الوعي بالترشيعات البيئية مرتبطة<br />
اإحصائياً عند (0.01 ≤ α) مع املجموع الكلي لالختبار، وهذا يعني اأن اختبار الوعي<br />
بالترشيعات البيئية يتمتع باتساق داخلي يعرب عن صدقه.<br />
● ●ثبات الختبار:<br />
تاأكد الباحثان من ثبات االختبار عن طريق التجزئة النصفية: حيث جزئ االختبار<br />
اإىل نصفني، االأسئلة الفردية مقابل االأسئلة الزوجية، ثم حسب معامل ارتباط بريسون بني<br />
النصفني على كل جمال يف االختبار، ثم عُ دّل طول لكل منهما باستخدام معامل سبريمان/<br />
براون، واجلدول )3( يوضح ذلك.<br />
174
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
الجدول )3(<br />
ثبات التجزئة النصفية الختبار الوعي بالتشريعات البيئية<br />
البيان<br />
جمال املواثيق الدولية البيئية.<br />
جمال القوانني والترشيعات البيئية املحلية.<br />
جمال الترشيعات البيئية.<br />
جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق مبياه الرشب.<br />
جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق بالهواء.<br />
جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق باإدارة املياه العادمة.<br />
جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق بشبكات الرصف الصحي.<br />
جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق باإدارة املخلفات الصلبة.<br />
جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق باإدارة املوارد البيئية.<br />
جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق بالتنوع احليوي.<br />
جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق بالبيئة البحرية.<br />
جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق بالتصحر.<br />
جمال اأسباب عدم الوعي بالترشيعات البيئية<br />
معامل بريسون<br />
معامل سبريمان/ براون<br />
0.79<br />
0.82<br />
0.89<br />
0.84<br />
0.76<br />
0.87<br />
0.88<br />
0.81<br />
0.85<br />
0.78<br />
0.83<br />
0.84<br />
0.80<br />
0.66<br />
0.70<br />
0.81<br />
0.73<br />
0.62<br />
0.78<br />
0.80<br />
0.69<br />
0.74<br />
0.65<br />
0.71<br />
0.73<br />
0.68<br />
يالحظ من اجلدول )3( اأن قيم معامالت ارتباط بريسون، وقيم معامالت سبريمان/<br />
براون الختبار الوعي بالترشيعات البيئية يشريان اإىل اأن االختبار يتمتع بدرجة ثبات<br />
جيدة، توؤكد صالحيته لالستخدام. كما مت التاأكد من ثباته اأيضاً عن طريق معامل األفا<br />
كرونباخ، حيث يشري ارتفاع معامل (α) اإىل اإن اأسئلة االختبار تعرب عن مضمون واحد، كما<br />
اأن هذا املعامل يدل على احلد االأدنى ملعامل الثبات، ويوضح اجلدول )4( قيم معامل (α)<br />
لالختبار ككل.<br />
الجدول )4(<br />
ثبات اختبار الوعي بالتشريعات البيئية كما تعبر عنه معامات α كرونباخ<br />
البيان<br />
جمال املواثيق الدولية البيئية.<br />
جمال القوانني والترشيعات البيئية املحلية.<br />
جمال الترشيعات البيئية.<br />
جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق مبياه الرشب.<br />
جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق بالهواء.<br />
معامل α كرونباخ<br />
0.77<br />
0.70<br />
0.78<br />
0.82<br />
0.71<br />
175
الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />
د. محمود األستاذ<br />
أ. محمود الددح<br />
البيان<br />
جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق باإدارة املياه العادمة.<br />
جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق بشبكات الرصف الصحي.<br />
جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق باإدارة املخلفات الصلبة.<br />
جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق باإدارة املوارد البيئية.<br />
جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق بالتنوع احليوي.<br />
جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق بالبيئة البحرية.<br />
جمال الترشيعات البيئية التي تتعلق بالتصحر.<br />
جمال اأسباب عدم الوعي بالترشيعات البيئية<br />
معامل α كرونباخ<br />
0.78<br />
0.80<br />
0.76<br />
0.70<br />
0.75<br />
0.74<br />
0.79<br />
0.70<br />
يالحظ من اجلدول )4( اأن قيم معامالت (α) كرونباخ الختبار الوعي بالترشيعات<br />
البيئية باأبعاده املختلفة، تشري اإىل اأن االختبار يتمتع بدرجة ثبات داخلي جيدة، توؤكد<br />
وحدة مضمونه وبالتايل صالحيته لالستخدام.<br />
ثانياً: استبانة دور اجلامعات الفلسطينية يف تنمية الوعي بالتشريعات البيئية:<br />
وتهدف هذه االستبانة اإىل التعرف اإىل طبيعة دور اجلامعات الفلسطينية يف تنمية<br />
الوعي بالترشيعات البيئية لدى الطلبة يف املجتمع الفلسطيني.<br />
● ●خطوات بناء الإستبانة:<br />
راجع الباحثان ما اأتيح لهما من االأدب البيئي املرتبط بالبيئة والترشيعات البيئية،<br />
ثم رجعا اإىل بعض الدراسات واالأبحاث املحلية ذات العالقة لالستفادة منها يف بناء<br />
االستبانة. كما وجَّ ها سوؤاالً مفتوحاً لعينة من طلبة اجلامعات الفلسطينية وكان هذا السوؤال<br />
هو: ما دور اجلامعة يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية؟ وما الفعاليات<br />
اخلاصة بذلك؟ ومن هذه املصادر، استطاع الباحثان اأن يحددا )5( جماالت تعرب عن<br />
دور اجلامعات يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية. وفى ضوء التعريف االإجرائي لدور<br />
اجلامعات يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية، صاغ الباحثان )43( فقرة، تغطي كل<br />
جمال من املجاالت.<br />
وبعد اإعداد االستبانة وصياغة فقراتها وفق جماالتها املختلفة باأسلوب واضح<br />
ومفهوم، ومراجعتها لغوياً، عُ رضت على جلنة من املحكمني من اأساتذة الرتبية والعلوم<br />
176
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
البيئية يف جامعات قطاع غزة )امللحق 1( ، وذلك للتاأكد من اأن الفقرات توضح ما يفيد<br />
التعبري عن جماالت االستبانة ودرجة اإشباعها، ومدى مالءمة الفقرات يف كل جمال منها.<br />
وبعد مراجعة التكرارات اخلاصة بكل فقرة من فقرات االستبانة من قبل هيئة التحكيم<br />
استبعدت الفقرات التي حصلت على اأقل من % 80 من املوافقة، فاأصبحت االستبانة كما<br />
يصفها اجلدول )5( .<br />
الجدول )5(<br />
جدول مواصفات استبانة دور الجامعات في تنمية الوعي بالتشريعات البيئية<br />
البيان<br />
اأرقام الفقرات<br />
املجموع<br />
النسبة املئوية<br />
14.7<br />
5<br />
الدور االأكادميي 1- 5<br />
23.5<br />
8<br />
الدور الثقايف 6- 13<br />
17.6<br />
6<br />
الدور البحثي 14- 19<br />
20.5<br />
7<br />
الدور االإعالمي 20- 26<br />
23.5<br />
8<br />
الدور الفني 27- 34<br />
100<br />
34<br />
الدور ككل<br />
وضعت طريقة لالستجابة بحيث يختار الطالب االستجابات التي يراها مناسبة ضمن<br />
تدرج رباعي لدور اجلامعات يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية، بحيث ياأخذ التدريج<br />
للدور املرتفع الدرجة )4( ، والدور املتوسط الدرجة )3( ، والدور املنخفض الدرجة )2( ،<br />
والدور املعدوم الدرجة )1( . كما اأتخذت االإجراءات لتقنني االستبانة والتحقق من صدقها<br />
وثباتها، حيث طُ بقت االستبانة على عينة استطالعية مكونة من )60( طالباً وطالبة.<br />
● ●صدق الإستبانة:<br />
تاأكد الباحثان من صدق االستبانة عن طريق صدق املحكمني: حيث عرضت االستبانة<br />
على جلنة حمكمني، واأخذ الباحثان مبا اأقرته هذه اللجنة من حذف لبعض الفقرات، وتعديل<br />
لبعضها االآخر حتى وصل عدد فقراتها اإىل )34( فقرة.<br />
كذلك استخدم االتساق الداخلي، حيث حُ سب معامل االرتباط بني درجة كل بعد، وبني<br />
املجموع الكلى لدرجات االستبانة كلها، وذلك من اأجل اإيجاد التجانس الداخلي لالستبانة،<br />
والإيجاد هذه االرتباطات اُستخدم معامل بريسون كما يوضحها اجلدول )6( .<br />
177
الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />
د. محمود األستاذ<br />
أ. محمود الددح<br />
الجدول )6(<br />
صدق االتساق الداخلي الستبانة دور الجامعات الفلسطينية في تنمية الوعي بالتشريعات البيئية<br />
البيان<br />
الدور االأكادميي<br />
الدور الثقايف<br />
الدور البحثي<br />
الدور االإعالمي<br />
الدور الفني<br />
معامل بريسون<br />
0.79<br />
178<br />
مستوى الدللة<br />
0.01<br />
0.01<br />
0.01<br />
0.01<br />
0.01<br />
0.75<br />
0.80<br />
0.77<br />
0.81<br />
يالحظ من اجلدول )6( اأن جميع جماالت استبانة دور اجلامعات الفلسطينية يف<br />
تنمية الوعي بالترشيعات البيئية مرتبطة اإحصائياً عند (0.01 ≤ α) مع املجموع الكلي<br />
لالستبانة، وهذا يعني اأن استبانة دور اجلامعات الفلسطينية يف تنمية الوعي بالترشيعات<br />
البيئية يتمتع باتساق داخلي، مما يعني صدق االستبانة ملا اأعدت له.<br />
● ●ثبات الستبانة:<br />
تاأكد الباحثان من ثبات االستبانة عن طريق التجزئة النصفية، حيث جُ زئت االستبانة<br />
اإىل نصفني، الفقرات الفردية مقابل الفقرات الزوجية، ثم حسب معامل ارتباط بريسون بني<br />
النصفني على االستبانة كلها، ولكل بعد من اأبعادها، ثم عُ دل طول كل منهما باستخدام<br />
معامل سبريمان/ براون، واجلدول )7( يوضح ذلك.<br />
الجدول )7(<br />
ثبات التجزئة النصفية الستبانة دور الجامعات الفلسطينية في تنمية الوعي بالتشريعات البيئية<br />
البيان<br />
الدور االأكادميي<br />
الدور الثقايف<br />
الدور البحثي<br />
الدور االإعالمي<br />
الدور الفني<br />
الدور ككل<br />
معامل بريسون<br />
0.70<br />
معامل سبريمان/ براون<br />
0.82<br />
0.87<br />
0.88<br />
0.91<br />
0.86<br />
0.90<br />
0.78<br />
0.80<br />
0.84<br />
0.76<br />
0.82<br />
يالحظ من اجلدول )7( اأن قيم معامالت ارتباط بريسون، وقيم معامالت سبريمان/<br />
براون الستبانة دور اجلامعات يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية باأبعادها اخلمسة،
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
تشري اإىل اأن االستبانة تتمتع بدرجة ثبات جيدة، توؤكد صالحيته لالستخدام. كذلك استخدم<br />
معامل األفا كرونباخ، ويوضح اجلدول )8( قيم معامل α لالستبانة كلها ولكل بعد من<br />
اإبعادها.<br />
الجدول )8(<br />
ثبات إستبانة دور الجامعات الفلسطينية في تنمية الوعي بالتشريعات البيئية<br />
البيان<br />
الدور االأكادميي<br />
الدور الثقايف<br />
الدور البحثي<br />
الدور االإعالمي<br />
الدور الفني<br />
الدور ككل<br />
معامل α كرونباخ<br />
0.77<br />
0.75<br />
0.80<br />
0.79<br />
0.82<br />
0.76<br />
يالحظ من اجلدول )8( اأن قيم معامالت (α) كرونباخ الستبانة دور اجلامعات<br />
الفلسطينية يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية باأبعاده اخلمسة تشري اإىل اأن االستبانة<br />
تتمتع بدرجة ثبات داخلي جيدة توؤكد وحدة مضمونه، وبالتايل صالحيته لالستخدام.<br />
خامساً: املعاجلات اإلحصائية:<br />
لالإجابة عن اأسئلة الدراسة اُستخدمت الرزمة االإحصائية للعلوم االجتماعية ،)SPSS(<br />
حيث استخدمت التكرارات والنسب املئوية للكشف عن مستوى وعي الطلبة يف اجلامعات<br />
الفلسطينية بالترشيعات البيئية، كما استخدم اختبار )ت( لعينتني مستقلتني للتاأكد من<br />
صحة الفرضيات املتعلقة باأثر كل من اجلنس والتخصص يف دور اجلامعات يف تنمية<br />
الوعي بالترشيعات البيئية، كذلك استخدم اختبار حتليل التباين االأحادي للتاأكد من صحة<br />
الفرضيات املتعلقة بكل من اجلامعة واملعدل الرتاكمي يف دور اجلامعات يف تنمية الوعي<br />
بالترشيعات البيئية، واختبار شيفيه البعدي يف حال وجود فروق دالة اإحصائياً باستخدام<br />
حتليل التباين، ثم اختبار شيفيه البعدي.<br />
نتائج الدراسة:<br />
◄◄اإجابة السوؤال االأول: ينص السوؤال االأول على ما ياأتي: ما مستوى وعي طلبة<br />
اجلامعات الفلسطينية بالترشيعات البيئية؟ والإجابة هذا السوؤال، استخدمت<br />
التكرارات والنسب املئوية، واجلدوالن )9 )اأ، ب(( يوضحان ذلك.<br />
179
الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />
د. محمود األستاذ<br />
أ. محمود الددح<br />
الجدول )9أ(<br />
التكرارات والنسب المئوية لمستوى وعي الطلبة بالتشريعات البيئية الدولية والمحلية<br />
%<br />
جمالت الوعي<br />
التكرار<br />
الرتتيب<br />
1<br />
7<br />
42<br />
الوعي باملواثيق الدولية التي كفلت حقوق االإنسان<br />
بشكل عام وحقوقه البيئية بشكل خاص<br />
3<br />
3.3<br />
20<br />
الوعي بالقوانني والترشيعات البيئية التي اقرها<br />
املجلس الترشيعي وسلطة اجلودة البيئية يف فلسطني<br />
2<br />
5<br />
30<br />
الوعي بالترشيعات البيئية لالإنسان التي اأفضت اإليها<br />
املواثيق الدولية والترشيعات البيئية<br />
يالحظ من اجلدول )9اأ( ضعف معرفة طلبة اجلامعات الفلسطينية باملواثيق<br />
والترشيعات البيئية سواء على الصعيد الدويل منها اأم على الصعيد املحلي الفلسطيني،<br />
حيث مل يرتق مستوى معرفتهم بتلك الترشيعات اإىل%70 يف احلد االأدنى، حيث احتلت<br />
معرفة الطلبة باملواثيق الدولية البيئية املرتبة االأوىل وبتكرار )42( ونسبة مئوية )%7(،<br />
كما احتلت معرفتهم بالترشيعات البيئية بشكل عام املرتبة الثانية بتكرار )30( ونسبة<br />
مئوية )%5( ، اأما معرفتهم بالترشيعات البيئية الفلسطينية، فكانت يف املرتبة الثالثة<br />
واالأخرية بتكرار )20( ونسبة مئوية )%3.3( . وهذا يعني غياب الثقافة البيئية الفلسطينية<br />
املتعلقة بالترشيعات والقوانني البيئية يف الوقت الذي تنترش فيه ثقافة البيئة الدولية، واإن<br />
كانت بنسبة غري مرتفعة.<br />
ويرجع السبب يف ذلك اإىل اأن القوانني واملواثيق البيئية الدولية معممة ومنترشة عرب<br />
اأجهزة االإعالم واملوؤسسات البيئية كافة مما اأدى اإىل تداولها بني االأفراد بشكل نسبي، اأما<br />
القوانني والترشيعات البيئية الفلسطينية، فقد تكون غري معلنة، اأو مل تُعلن يف الصحف<br />
واأجهزة االإعالم، وقد تكون متخصصة وذات خصوصية ببعض املوؤسسات ذات العالقة<br />
االأمر الذي جعلها غري معروفة للطلبة، اأو اأن اجلامعات الفلسطينية مل تعط املوضوع االأهمية<br />
املطلوبة.<br />
وتتفق هذه النتيجة مع نتيجة دراسة العيسة )1996( التي توؤكد غياب ترشيع بيئي<br />
فلسطيني رسمي بسبب االحتالل االإرسائيلي، كما تتفق مع دراسة اآل صادق )1998( التي<br />
توؤكد على رضورة االإملام بالترشيعات الالزمة جلميع جوانب البيئة، واأن هناك حاجة<br />
لوضع املزيد من القوانني والترشيعات البيئية، كما تتفق مع دراسة حافظ )2006( التي<br />
توؤكد عدم توافر حرص شامل جلميع الترشيعات البيئية.<br />
180
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
الجدول )9ب(<br />
التكرارات والنسب المئوية لمستوى وعي الطلبة بالتشريعات البيئية الخاصة<br />
بعناصر البيئة المحلية ومكوناتها<br />
جمالت الوعي<br />
التكرار<br />
% الرتتيب<br />
1<br />
32.7<br />
196<br />
الوعي بالترشيعات البيئية املتعلقة باستخدام املياه<br />
2<br />
29<br />
174<br />
الوعي بالترشيعات البيئية املتعلقة بالهواء اجلوي الصحي<br />
6<br />
14<br />
84<br />
الوعي بالترشيعات البيئية املتعلقة باإدارة املياه العادمة<br />
8<br />
9.7<br />
الوعي بالترشيعات البيئية املتعلقة بخدمات شبكات الرصف الصحي 58<br />
5<br />
16<br />
الوعي بالترشيعات البيئية املتعلقة بحماية البيئة من املخلفات الصلبة 96<br />
4<br />
17.3<br />
الوعي بالترشيعات البيئية املتعلقة بالتمتع باملوارد الطبيعية يف البيئة 104<br />
9<br />
1.7<br />
الوعي بالترشيعات البيئية املتعلقة باأهمية التنوع احليوي كرضورة بيئية 10<br />
3<br />
23<br />
138<br />
الوعي بالترشيعات البيئية املتعلقة بالتعامل مع البيئة البحرية<br />
7<br />
13.3<br />
80<br />
الوعي بالترشيعات البيئية املتعلقة بحماية البيئة من التصحر<br />
كما يتضح من اجلدول )9ب( اأن هناك ضعفاً يف معرفة طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />
بالترشيعات البيئية الفلسطينية املتعلقة بكل من املاء والهواء... الخ ذلك اأن مستوى<br />
معرفتهم مل يصل اإىل )%50( حيث احتل الوعي بالترشيعات البيئية املتعلقة باستخدام<br />
املياه املرتبة االأوىل، بتكرار )196( ونسبة مئوية )%32.7( ، كذلك احتل الوعي<br />
بالترشيعات البيئية املتعلقة بالهواء اجلوي الصحي املرتبة الثانية، بتكرار )174( ونسبة<br />
مئوية )%29( . كذلك احتل الوعي بالترشيعات البيئية املتعلقة بالتعامل مع البيئة البحرية<br />
املرتبة الثالثة، بتكرار )138( ونسبة مئوية )%23( ، كذلك احتل الوعي بالترشيعات البيئية<br />
املتعلقة بالتمتع باملوارد الطبيعية يف البيئة املرتبة الرابعة، بتكرار )104( ونسبة مئوية<br />
)%17.3(، اأيضاً احتل الوعي بالترشيعات البيئية املتعلقة باملخلفات الصلبة املرتبة<br />
اخلامسة، بتكرار )96( ونسبة مئوية )%16( ، واحتل الوعي بالترشيعات البيئية املتعلقة<br />
باإدارة املياه العادمة املرتبة السادسة، بتكرار )84( ونسبة مئوية )14( . كذلك احتل<br />
الوعي بالترشيعات البيئية املتعلقة بحماية البيئة من التصحر املرتبة السابعة، بتكرار<br />
)80( ونسبة مئوية )%13.3( ، واحتل الوعي بالترشيعات البيئية املتعلقة بخدمات شبكات<br />
الرصف الصحي املرتبة الثامنة، بتكرار )58( ونسبة مئوية )%9.7( . كذلك احتل الوعي<br />
بالترشيعات البيئية املتعلقة باأهمية التنوع احليوي كرضورة بيئية املرتبة التاسعة<br />
واالأخرية، بتكرار )10( ونسبة مئوية )%1.7( .<br />
181
الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />
د. محمود األستاذ<br />
أ. محمود الددح<br />
ومما سبق يتضح اأنه على الرغم من ضعف مستوى املعرفة التام بهذه الترشيعات فاإن<br />
معرفتهم ذات سلم اأولويات يبداأ بالترشيعات البيئية التي تتعلق باملاء ثم بالبيئة البحرية<br />
ثم بالهواء، ومرد هذه النتائج من منظور الباحثني اأن املاء والهواء يشكالن عصب حياة<br />
االإنسان يف اأي مكان يف العامل، واأن معايري اجلودة لكليهما معروفة لدى اأي فرد، وهي<br />
متثل ممارسة حياتية يومية، ينبه اإليها يومياً يف كل وسائل االإعالم، وتدعو اإليها املناهج<br />
الدراسية، ذلك اإن ضعف جودتهما يودي بحياة الناس مبارشة ودون اإنذار، وبالتايل فاإن<br />
معرفة طلبة اجلامعات بالترشيعات البيئية التي تتعلق مبياه الرشب من جهة، ونوعية<br />
الهواء من جهة ثانية، احتلت اأولوية، كذلك فاإن معرفتهم بالترشيعات البيئية املتعلقة<br />
بالبيئة البحرية جاءت يف املرتبة الثالثة، والسبب يف ذلك اأيضاً اأن قطاع غزة يقع على<br />
شاطئ بحر غزة، ويقضي معظم السكان كثرياً من اأوقاتهم اإما على شاطئ البحر بهدف<br />
التنزه اأو يف السباحة، وكثري منهم ميتهن مهنة صيد االأسماك، مما يجعل عالقتهم مع البيئة<br />
البحرية عالقة حميمة، االأمر الذي ساهم يف تنمية معرفتهم بهذا النوع من الترشيعات. اأما<br />
كون ضعف معرفتهم شبه املطلقة بالترشيعات البيئية املتعلقة بكل من التصحر وشبكات<br />
الرصف الصحي والتنوع احليوي، فقد يعود السبب يف ذلك اإىل غياب هذه اجلوانب يف حياة<br />
الفلسطينيني، ذلك اأن قطاع غزة يخلو من الصحاري نظراً لصغر مساحته من جهة وكرثة<br />
عدد سكانه من جهة ثانية، وكذلك عدم توافر شبكات رصف صحي باملعني املطلوب يف<br />
العديد من املدن والقرى، وتنعدم هذه الشبكات يف املخيمات التي متثل معظم مساحة<br />
القطاع، اأما التنوع احليوي، فيكاد ينعدم يف قطاع غزة لعدم توافر مناطق مناسبة غري<br />
ماأهولة بالسكان، وبشكل عام فاإن ضعف مستوى الوعي بالترشيعات البيئية الفلسطينية<br />
قد يرجع اإىل عدم تناول اجلامعات الفلسطينية بغزة لهذه الترشيعات، وهذا ما اتضح بعد<br />
مراجعة قواعد البيانات اخلاصة باجلامعات عينة الدراسة.<br />
وتتفق هذه النتائج مع دراسة عبد اهلل )1992( التي توؤكد ضعف القيم البيئية لدى<br />
طلبة اجلامعات، وكذلك دراسة صيدم )2007( التي وجدت اأن مستوى القيم البيئية لدى<br />
طلبة اجلامعات الفلسطينية اأقل من )%70( ، كذلك تتفق مع دراسة اآل صادق )1998( التي<br />
توؤكد عدم توافر ترشيعات جلميع جوانب البيئة، وكذلك دراسة حافظ التي توؤكد عدم توافر<br />
حرص شامل للترشيعات البيئية يف جميع مكونات البيئة.<br />
◄◄اإجابة السوؤال الثاين: ينص السوؤال الثاين على ما ياأتي: ما دور اجلامعات<br />
الفلسطينية يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية لدى طلبتها؟ ولالإجابة<br />
عن هذا السوؤال، استخدمت املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية والنسب املئوية<br />
والرتتيب واجلدول )10( يوضح ذلك.<br />
182
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
الجدول )10(<br />
المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية والنسب المئوية لدور الجامعات<br />
في تنمية الوعي بالتشريعات البيئية<br />
دور اجلامعات<br />
املتوسط احلسابي<br />
النحراف املعياري<br />
النسبة املئوية<br />
الرتتيب<br />
5<br />
16.04<br />
3.32<br />
الدور االأكادميي 10.96<br />
1<br />
24.75<br />
40.85<br />
الدور الثقايف 16.91<br />
4<br />
16.88<br />
3.93<br />
الدور البحثي 11.53<br />
3<br />
19.89<br />
4.32<br />
الدور االإعالمي 13.59<br />
2<br />
22.40<br />
4.59<br />
15.30<br />
الدور الفني<br />
-<br />
50.2<br />
17.9<br />
الدور بشكل عام 68.30<br />
يالحظ من اجلدول )10( اأن دور اجلامعات بشكل عام يف تنمية الوعي بالترشيعات<br />
البيئية لدى الطلبة بلغت النسبة املئوية له )%50.2( ، واأن الدور الثقايف للجامعات يف<br />
تنمية الوعي بالترشيعات البيئية احتل املرتبة االأوىل بنسبة مئوية )%24.75( . واأن الدور<br />
الفني للجامعات يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية احتل املرتبة الثانية بوزن نسبي<br />
)%22.40( ، واأن الدور االإعالمي للجامعات يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية احتل<br />
املرتبة الثالثة بوزن نسبي )%19.89( ، واأن الدور البحثي للجامعات يف تنمية الوعي<br />
بالترشيعات البيئية احتل املرتبة الرابعة بنسبة مئوية )%16.88( . واأن الدور االأكادميي<br />
للجامعات يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية احتل املرتبة اخلامسة بنسبة مئوية<br />
. )%16.04(<br />
يف ضوء هذه النتائج يتضح انخفاض مستوى دور اجلامعات الفلسطينية يف تنمية<br />
الوعي بالترشيعات البيئية لدى طلبتها، ويرجع السبب يف ذلك اإىل اأن اجلامعات تركز على<br />
املوضوعات البيئية مبا تشمله من مفاهيم ومكونات وعنارص وطاقة وموارد وبرامج حماية<br />
واستثمار ومشكالت واقعية اأكرث من تركيزها على قضايا الترشيعات يف جمال البيئة، على<br />
اعتبار اأن هذه الترشيعات هي حتصيل حاصل، واأن الكل يعرفها وهي حق طبيعي مكتسب<br />
ومعروف، وهذا ما اتضح عند مراجعة قواعد البيانات يف اجلامعات الفلسطينية، فلم يجد<br />
الباحثان مساقات دراسية خاصة بذلك يف متطلبات اجلامعة، واإمنا قد مير املساق الدراسي<br />
على هذه املوضوعات مرور الكرام، كذلك مل تتناول الندوات واالأيام الدراسية واملوؤمترات<br />
التي تعقد يف اجلامعات هذه املوضوعات، اإضافة اإىل ذلك فاإن اجلامعات مل تتطرق اإىل<br />
قضية الترشيعات البيئية من خالل نرشات خاصة اأو اأخبار بيئية على مواقع االنرتنت<br />
اخلاصة باجلامعات.<br />
183
الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />
د. محمود األستاذ<br />
أ. محمود الددح<br />
كما يتضح اأيضاً اأن الدور الثقايف للجامعات يحتل املرتبة االأوىل يف ذلك، وهذا<br />
يرجع اإىل تعدد االأنشطة الثقافية التي تقودها اجلامعات واملتمثلة يف الندوات والدورات<br />
واالستدعاء للخرباء واأصحاب القرار واإنتاج النرشات واملنشورات واالإحصاءات املصاحبة<br />
النتهاكات االحتالل للبيئة، وما يرافقها من حمالت توعية. اأما كون الدور االأكادميي<br />
للجامعة يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية يحتل املرتبة االأخرية، فمرده اإىل ضعف<br />
اخلطة الدراسية يف جمال الترشيعات البيئية، السيما عدم توافر مساق دراسي حول<br />
الترشيعات البيئية، وغياب مركز بحوث ودراسات يختص بالشئون البيئية، وعدم تبني<br />
اخلطة االأكادميية الأعمال بيئية تطوعية.<br />
وتتفق هذه النتائج مع دراسة صيدم )2007( التي توصلت اإىل اأن مستوى القيم<br />
واالأخالقيات البيئية لدى طلبة اجلامعات الفلسطينية اأقل من )%70( ، كما تتفق مع دراسة<br />
االأغا واأبو دف )1996( التي اأكدت على رضورة تبني منظومة قيمية يف التعليم الفلسطيني،<br />
وكذلك دراسة االأستاذ واأبو جحجوح )1999( برضورة االهتمام بالقيم البيئية، وتختلف<br />
مع الدراسات التي اأكدت على فاعلية مناهج الرتبية البيئية يف تنمية املفاهيم واالجتاهات<br />
واالأخالق البيئية مثل دراسة مسلماين )1985( ، ودراسة عبد العال )1986( ، ودراسة<br />
الشافعي )1990( ، ودراسة صديق وعطوة )1991( ، ودراسة مبارك واحلدابي )1992( ،<br />
ودراستا الفرا ،1993( )1997 .<br />
◄◄اإجابة السوؤال الثالث )اأ( : ينص السوؤال )3- اأ( على ما ياأتي: اإىل اأي مدى تقوم<br />
اجلامعات الفلسطينية بدورها يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية من<br />
منظور طلبتها وفق متغري اجلنس؟ ولالإجابة عن هذا السوؤال، اُستخدم االإحصائي<br />
)ت( لعينتني مستقلتني واجلدول )11( يوضح ذلك.<br />
الجدول )11(<br />
نتائج اختبار )ت( لعينتين مستقلتين للكشف عن أثر الجنس دور الجامعات<br />
في تنمية الوعي بالتشريعات البيئية<br />
البيان<br />
النوع الجتماعي<br />
العدد<br />
املتوسط<br />
احلسابي<br />
النحراف<br />
املعياري<br />
قيمة )ت(<br />
املحسوبة<br />
الدللة الإحصائية<br />
دالة عند α( ≤ )0.01<br />
دالة عند α( ≤ )0.01<br />
3.28<br />
3.84<br />
3.22<br />
3.37<br />
4.99<br />
4.60<br />
11.40<br />
10.52<br />
17.66<br />
16.16<br />
300<br />
300<br />
300<br />
300<br />
الدور االأكادميي<br />
الدور الثقايف<br />
ذكر<br />
اأنثى<br />
ذكر<br />
اأنثى<br />
184
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
البيان<br />
النوع الجتماعي<br />
العدد<br />
املتوسط<br />
احلسابي<br />
النحراف<br />
املعياري<br />
قيمة )ت(<br />
املحسوبة<br />
الدللة الإحصائية<br />
2.05 دالة عند α( ≤ )0.01<br />
1.45<br />
4.01<br />
3.84<br />
4.46<br />
4.16<br />
4.65<br />
4.15<br />
18.21<br />
17.51<br />
11.86<br />
11.20<br />
13.85<br />
13.34<br />
15.67<br />
14.93<br />
70.46<br />
66.15<br />
300<br />
300<br />
300<br />
300<br />
300<br />
300<br />
300<br />
300<br />
الدور البحثي<br />
الدور االإعالمي<br />
الدور الفني<br />
دور اجلامعة بشكل عام<br />
ذكر<br />
اأنثى<br />
ذكر<br />
اأنثى<br />
ذكر<br />
اأنثى<br />
ذكر<br />
اأنثى<br />
غري دالة<br />
دالة عند α( ≤ )0.01<br />
دالة عند α( ≤ )0.01<br />
1.97<br />
2.95<br />
قيمة »ت« الجدولية تساوي )1.96( عند 0.01( ≥ )α ، ودرجة حرية 598( )<br />
قيمة »ت« الجدولية تساوي )2.57( عند 0.01( ≥ )α ، ودرجة حرية 598( )<br />
يالحظ من اجلدول )11( اأن قيمة )ت( املحسوبة اأكرب من قيمة )ت( اجلدولية عند<br />
(0.05 ≤ α) على دور اجلامعة بشكل عام، وعلى جميع االأبعاد ما عدا البعد االإعالمي، مما<br />
يعني اأنه توجد فروق دالة اإحصائياً عند (0.05 ≤ α) يف استجابات الطلبة حول الدور<br />
البيئي للجامعات الفلسطينية يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية ترجع ملتغري اجلنس<br />
ولصالح الذكور.<br />
ويرجع السبب يف ذلك اإىل كون الطالب الذكور اأكرث تنوراً من الطالبات يف سوؤون<br />
احلياة بشكل عام، واأن لديهم الفرصة ملتابعة معظم نشاطات اجلامعة من ندوات وورشات<br />
عمل وحضور حمارضات ثقافية طارئة وموؤمترات عامة... اإلخ، وهذا ما مل تتح الفرصة له<br />
للطالبات بحكم طبيعتهن االأنوثية من جهة، وبحكم طبيعة عادات املجتمع وتقاليده التي<br />
ال تعطي الفرصة لالأنثى لقضاء اأوقات فراغها خارج اإطار البيت اأو العمل اجلاد.<br />
وتختلف هذه النتائج مع دراسة صيدم )2007( التي توصلت اإىل اأن القيم البيئية لدى<br />
طلبة اجلامعات مل تتاأثر باجلنس.<br />
◄◄اإجابة السوؤال الثالث )ب( : ينص السوؤال )3- ب( على ما ياأتي: اإىل اأي مدى<br />
تقوم اجلامعات الفلسطينية بدورها يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية<br />
من منظور طلبتها وفق متغري التخصص؟ ولالإجابة عن هذا السوؤال، اُستخدم<br />
االإحصائي )ت( لعينتني مستقلتني واجلدول )12( يوضح ذلك.<br />
185
الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />
د. محمود األستاذ<br />
أ. محمود الددح<br />
الجدول )12(<br />
نتائج اختبار )ت( لعينتين مستقلتين للكشف عن أثر التخصص في دور الجامعات<br />
في تنمية الوعي بالتشريعات البيئية<br />
البيان<br />
التخصص<br />
العدد<br />
املتوسط<br />
احلسابي<br />
النحراف<br />
املعياري<br />
قيمة )ت(<br />
املحسوبة<br />
الدللة الإحصائية<br />
1.12 -<br />
3.41<br />
3.21<br />
10.82<br />
11.13<br />
336<br />
264<br />
الدور االأكادميي<br />
علمي<br />
اإنساين<br />
غري دالة<br />
1.03<br />
4.96<br />
4.71<br />
17.09<br />
16.68<br />
336<br />
264<br />
الدور الثقايف<br />
علمي<br />
اإنساين<br />
غري دالة<br />
1.54<br />
4.08<br />
3.73<br />
11.75<br />
11.25<br />
336<br />
264<br />
الدور البحثي<br />
علمي<br />
اإنساين<br />
غري دالة<br />
3.92 دالة عند α( ≤ )0.01<br />
4.50<br />
3.94<br />
14.20<br />
12.82<br />
336<br />
264<br />
الدور االإعالمي<br />
علمي<br />
اإنساين<br />
1.61<br />
4.66<br />
4.49<br />
15.57<br />
14.96<br />
336<br />
264<br />
الدور الفني<br />
علمي<br />
اإنساين<br />
غري دالة<br />
1.75<br />
18.67<br />
16.99<br />
69.44<br />
66.85<br />
336<br />
264<br />
دور اجلامعة بشكل عام<br />
علمي<br />
اإنساين<br />
غري دالة<br />
قيمة »ت« الجدولية تساوي )1.96( عند 0.01( ≥ )α ، ودرجة حرية 598( )<br />
قيمة »ت« الجدولية تساوي )2.57( عند 0.05( ≥ )α ، ودرجة حرية 598( )<br />
يالحظ من اجلدول )12( اأن قيمة )ت( املحسوبة اأصغر من قيمة )ت( اجلدولية عند<br />
(0.05 ≤ α) على دور اجلامعة بشكل عام، وعلى جميع االأبعاد ما عدا البعد االإعالمي، مما<br />
يعني اأنه ال توجد فروق دالة اإحصائياً عند (0.05 ≤ α) يف استجابات الطلبة حول الدور<br />
البيئي للجامعات الفلسطينية يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية ترجع ملتغري التخصص،<br />
اأما الفروق يف الدور االإعالمي فهي لصالح ذوي التخصص العلمي. ويرجع السبب يف ذلك<br />
اإىل كون قضايا الوعي بالترشيعات البيئية من حيث اإدارة كل من املياه واملوارد... الخ،<br />
والترشيعات املرتبطة بكل منها هي قضايا تهم كل الطلبة من اجلنسني، وبغض النظر عن<br />
التخصص، سواء كان يف العلوم اأم يف االإنسانيات.<br />
وتختلف هذه النتائج مع نتيجة دراسة صيدم )2007( التي ترى اأن القيم البيئية لدى<br />
طلبة التخصصات العلمية اأفضل منها لدى طلبة التخصصات االإنسانية.<br />
186
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
◄◄اإجابة السوؤال الثالث )ج( : ينص السوؤال )3- ج( على ما ياأتي: اإىل اأي مدى<br />
تقوم اجلامعات الفلسطينية بدورها يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية<br />
من منظور طلبتها وفق متغري اجلامعة؟ ولالإجابة عن هذا السوؤال، واختيار صحة<br />
الفرضية املتعلقة به، اُستخدم االإحصائي حتليل التباين االأحادي واجلدول )13( يوضح<br />
ذلك.<br />
الجدول )13(<br />
نتائج تحليل التباين األحادي للكشف عن أثر الجامعة في دور الجامعات<br />
في تنمية الوعي بالتشريعات البيئية<br />
املجال<br />
الدور االأكادميي<br />
الدور الثقايف<br />
الدور البحثي<br />
الدور االإعالمي<br />
الدور الفني<br />
دور اجلامعة بشكل عام<br />
البيان<br />
جمموع<br />
املربعات<br />
درجات<br />
احلرية<br />
متوسط<br />
املربعات<br />
قيمة ف<br />
املحسوبة<br />
الدللة الإحصائية<br />
4.88 دالة عند α( ≤ )0.01<br />
22.6 دالة عند α( ≤ )0.01<br />
10.25 دالة عند α( ≤ )0.01<br />
4.46 دالة عند α( ≤ )0.01<br />
2.22 غري دالة<br />
8.82 دالة عند α( ≤ )0.01<br />
53.44 2 106.89<br />
بني املجموعات 10.94 597 6534.30<br />
خالل املجموعات 599 6641.19<br />
املجموع 498.42 2 996.85<br />
بني املجموعات 21.98 597 13122.64<br />
خالل املجموعات 599 14119.49<br />
املجموع 154.140 2 308.28<br />
بني املجموعات 15.03 597 8977.18<br />
خالل املجموعات 599 9285.4<br />
املجموع 82.48 2 164.97<br />
بني املجموعات 18.45 597 11019.42<br />
خالل املجموعات 599 11184.39<br />
املجموع 46.72 2 93.45<br />
بني املجموعات 21.04 597 12561.34<br />
خالل املجموعات 599 12654.79<br />
املجموع 2783.16 2 5566.33<br />
بني املجموعات 315.27 597 188217.24<br />
خالل املجموعات 599 193783.57<br />
املجموع قيمة »ف« الجدولية تساوي .4( )61 عند 0.01( ≥ )α ، ودرجة حرية 597.2( )<br />
قيمة »ف« الجدولية تساوي )3( عند 0.05( ≥ )α ، ودرجة حرية 597.2( )<br />
187
الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />
د. محمود األستاذ<br />
أ. محمود الددح<br />
◄<br />
يالحظ من اجلدول )13( اأن قيمة )ت( املحسوبة اأكرب من قيمة )ت( اجلدولية عند<br />
(0.05 ≤ α) على دور اجلامعة بشكل عام، وعلى جميع االأبعاد ما عدا البعد الفني، مما يعني<br />
اأنه توجد فروق دالة اإحصائياً عند (0.05 ≤ α) يف استجابات الطلبة حول الدور البيئي<br />
للجامعات الفلسطينية يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية ترجع ملتغري اجلامعة التي<br />
ينتمي اإليها الطالب. وللكشف عن اجتاه الفروق، اُستخدم اختبار شيفيه البعدي، ووجد اأن<br />
الفروق لصالح طلبة اجلامعة االإسالمية. ويرجع السبب يف ذلك اإىل كون اجلامعة االإسالمية<br />
جامعة عريقة يف غزة يزيد عمرها عن 30 سنة، مرت مبراحل عديدة من التطور، وحصلت<br />
على درجة االأيزو يف اجلودة والنوعية مقارنة ببقية اجلامعات املحلية، التي قد تعد حديثة<br />
النساأة باملقارنة مع اجلامعة االإسالمية، وبالتايل لها اأنظمتها االأكادميية املتطورة التي<br />
ساهمت يف فتح العديد من التخصصات البيئية املهنية، وهي متتلك طاقماً تدريسياً موؤهالً<br />
جيداً يف جماالت البيئة، اإضافة اإىل ذلك حصولها على منح دولية عدة للمساهمة يف<br />
حتسني الظروف البيئية بقطاع غزة، والسيما مرشوع حتلية املياه، ومرشوع تطوير وادي<br />
غزة، ومرشوع املخلفات الصلبة، ومرشوع حتسني رشوط الصيد... الخ، كما اأنها تعاونت<br />
مع بلديات حمافظات غزة يف كثري من االأنشطة البيئية التي ساهمت يف التنمية البيئية يف<br />
القطاع، االأمر الذي جعل الطلبة يقومونها بدرجة اأفضل من بقية اجلامعات.<br />
◄اإجابة السوؤال الثالث )د( : ينص السوؤال )3- د( على ما ياأتي: اإىل اأي مدى تقوم<br />
اجلامعات الفلسطينية بدورها يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية من<br />
منظور طلبتها وفق متغري املعدل الرتاكمي؟ ولالإجابة عن هذا السوؤال، اُستخدم<br />
حتليل التباين االأحادي واجلدول )14( يوضح ذلك.<br />
الجدول )14(<br />
نتائج تحليل التباين األحادي للكشف عن أثر المعدل التراكمي في دور الجامعات<br />
في تنمية الوعي بالتشريعات البيئية<br />
البيان<br />
جمموع<br />
املربعات<br />
قيمة ف<br />
املحسوبة<br />
الدللة الإحصائية<br />
188<br />
املجال<br />
درجات<br />
احلرية<br />
متوسط<br />
املربعات<br />
0.62 غري دالة<br />
4025 دالة عند α( ≤ )0.01<br />
6.88 3 20.66<br />
بني املجموعات 11.10 596 6620.53<br />
خالل املجموعات 599 6641.19<br />
املجموع 98.61 3 295.85<br />
بني املجموعات 23.19 596 13823.64<br />
خالل املجموعات 599 14119.49<br />
املجموع الدور االأكادميي<br />
الدور الثقايف
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
املجال<br />
الدور البحثي<br />
الدور االإعالمي<br />
الدور الفني<br />
دور املعدل الرتاكمي بشكل عام<br />
جمموع درجات متوسط<br />
البيان<br />
املربعات احلرية املربعات<br />
قيمة ف<br />
املحسوبة<br />
الدللة الإحصائية<br />
4.30 دالة عند α( ≤ )0.01<br />
1.51 غري دالة<br />
2.54 غري دالة<br />
2.50 غري دالة<br />
56.71 3 197.13<br />
بني املجموعات 15.24 596 9088.32<br />
خالل املجموعات 599 9285.46<br />
املجموع 28.15 3 84.46<br />
بني املجموعات 18.62 596 11099.92<br />
خالل املجموعات 599 11184.39<br />
املجموع 53.37 3 160.11<br />
بني املجموعات 20.96 596 12494.68<br />
خالل املجموعات 599 12654.79<br />
املجموع 803.93 3 2411.80<br />
بني املجموعات 321.09 596 191371.77<br />
خالل املجموعات 599 193783.57<br />
املجموع قيمة »ف« الجدولية تساوي )3.78( عند 0.01( ≥ )α ، ودرجة حرية 596.3( )<br />
قيمة »ف« الجدولية تساوي )2.6( عند 0.05( ≥ )α ، ودرجة حرية 596.3( )<br />
يالحظ من اجلدول )14( اأن قيمة )ت( املحسوبة اأصغر من قيمة )ت( اجلدولية عند<br />
(0.05 ≤ α) على دور اجلامعة بشكل عام، وعلى جميع االأبعاد ما عدا البعدين الثقايف<br />
والبحثي، مما يعني اأنه ال توجد فروق دالة اإحصائياً عند (0.05 ≤ α) يف استجابات الطلبة<br />
حول الدور البيئي للجامعات الفلسطينية يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية ترجع ملتغري<br />
املعدل الرتاكمي.<br />
وللكشف عن اجتاه الفروق يف البعدين الثقايف والبحثي، اُستخدم اختبار شيفيه<br />
البعدي، فكانت الفروق دائماً لصالح الطلبة ذوي املعدل الرتاكمي االأعلى. ويرجع السبب<br />
يف ذلك اإىل كون قضايا البيئة والترشيعات البيئية متثل اأهمية لكل فرد، ولكل طالب بغض<br />
النظر عن مستوى حتصيله، فالقضية ثقافية اأكرث منها حتصيلية.<br />
◄◄اإجابة السوؤال الرابع: ينص السوؤال الرابع على ما ياأتي: ما مالمح التصور<br />
املقرتح لتحسني دور اجلامعات يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية<br />
لدى طلبتها؟ ولالإجابة عن هذا السوؤال، عقد الباحثان ورشة عمل، توصال بوساطتها اإىل<br />
املالمح االآتية للتصور املقرتح يف ضوء االأدوار املتعددة للجامعات:<br />
189
الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />
د. محمود األستاذ<br />
أ. محمود الددح<br />
مالمح التصور البيئي املتعلقة بالدور األكادميي واإلداري للجامعات:<br />
● ●اعتماد فلسفة اأكادميية بيئية ذات منهجية خاصة للجامعة تعتمد على جمموعة<br />
من القواعد واالأسس والثوابت البيئية الوطنية التي من ساأنها اأن تظهر الصورة احلقيقية<br />
للبيئة وترشيعاتها القانونية يف املجتمع الفلسطيني.<br />
● ●توفري االإمكانات املادية والفنية واملعنوية لتطوير اأداء الكوادر البرشية من<br />
االأساتذة على اإعداد وتطوير الربامج اجلامعية ذات الطابع البيئي القانوين.<br />
● ●العمل على اعتماد ميزانية خاصة تلبي متطلبات العمل واحتياجاته يف اجلامعات<br />
من منظور بيئي قانوين.<br />
● ●استقطاب الكفاءات الفلسطينية البيئية من اخلارج واالستفادة من خرباتها الطويلة<br />
يف دعم الترشيعات البيئية.<br />
● ●اإعداد برامج دراسية بيئية تستهدف تعريف الطلبة بحقوقهم وواجباتهم البيئية،<br />
فضالً عن اإثارة اهتمامهم برضورة املشاركة الفعلية يف صنع القرارات البيئية والسياسية<br />
وتقرير مصريهم البيئي.<br />
● ●حتديد اأهداف كل برنامج دراسي بدقة، واأن تكون هذه االأهداف مرتبطة ببيئة<br />
املجتمع ومشكالته وجتمع بني احلقوق والواجبات.<br />
مالمح التصور البيئي املتعلقة بالدور الثقايف للجامعات:<br />
● ●زيادة نسبة التعليقات والتحليالت البيئية، الأنها اأكرث فعالية يف تنمية وعي<br />
الطالب وثقافته باالأحداث والقضايا البيئية املختلفة وترشيعاتها.<br />
● ●رضورة نرش املضامني البيئية التي تتعلق مبشكالت البيئة يف الدول العربية<br />
والدول االأجنبية من منظور قانوين، ففي ذلك اإثراء للنشاط البيئي القانوين.<br />
● ●رضورة اإرشاك الطلبة يف الربامج احلوارية والنقاشات البيئية، وذلك بطرح القضايا<br />
البيئية اليومية على صحف وجمالت احلائط يف اجلامعات.<br />
● ● رضورة توفري مكتبة خاصة تضم كل ما يتعلق بربامج البيئة سواء كانت اأبحاث<br />
اأم دراسات اأم اأخبار اأم معلومات اأم تسجيالت كاسيت وفيديو، على املستوى املحلي اأو<br />
القومي اأو الدويل بهدف متابعة التطورات واالأحداث املتعلقة بالبيئة وترشيعاتها.<br />
190
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
●استدعاء كوادر متخصصة يف جمال اإعداد الربامج البيئية يكون لها خلفيات<br />
ومهارات واختصاصات متنوعة.<br />
191<br />
●<br />
● ●عرض برامج بيئية ذات قضايا ومشكالت مرتبطة بالواقع الفلسطيني، تعطى<br />
من خالله فرصة للطالب، لتبني مواقف اإيجابية نحو تلك القضايا يف اإطار من احلقوق<br />
البيئية.<br />
● ●تعزيز االجتاه االإيجابي لدى طلبة اجلامعات نحو العمل البيئي واملشاركة البيئية<br />
الفاعلة يف املجتمع من اأجل الصالح العام.<br />
مالمح التصور البيئي املتعلقة بالدور البحثي للجامعات:<br />
● ●دراسة واقع البيئة الفلسطينية والتعرف على خصائصها واحتياجاتها ومشكالتها<br />
بهدف حتديد ما ينبغي تبنيه من ترشيعات بيئية.<br />
● ●دراسة واقع البناء البيئي القانوين للمتعلمني بهدف حتقيق التوازن بني احلقوق<br />
والواجبات البيئية من خالل وضع خطط واسرتاتيجيات حمددة للتعامل معهم.<br />
مالمح التصور البيئي املتعلقة بالدور اإلعالمي للجامعات:<br />
● ●اأن تتبني اجلامعات فلسفة بيئية اإعالمية فلسطينية واضحة املعامل, بحيث تساهم<br />
يف صقل وتدعيم الهوية الفلسطينية البيئية مبا يعزز احلقوق والواجبات.<br />
● ●اأن تعمل دوائر االإعالم يف اجلامعات على توعية الشباب اجلامعي، وبخاصة على<br />
الصعيد القانوين مبا يعدل من قيمهم وعاداتهم وتقاليدهم، ويوؤدي اإىل تكوين اجتاهات<br />
ايجابية نحو البيئة نابعة من الترشيعات البيئية.<br />
مالمح التصور البيئي املتعلقة بالدور الفين للجامعات:<br />
● ●اأن تقوم اجلامعات بعمل معارض للفن التشكيلي واملرسحي والثقايف تراعي فيه<br />
اخلصوصية الفلسطينية للبيئة وترشيعاتها.<br />
● ●اأن تقوم اجلامعات بعرض اأفالم تفضح من خاللها االنتهاكات االإرسائيلية للبيئة<br />
الفلسطينية.<br />
● ●اأن تعقد اجلامعات مسابقات بيئية تستهدف نرش ثقافة الترشيعات البيئية.
الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />
د. محمود األستاذ<br />
أ. محمود الددح<br />
ومن اأجل تنفيذ هذا التصور املقرتح والتغلب على معوقاته، يرى الباحثان<br />
اأهمية القيام باجلهود الآتية:<br />
رضورة تكاتف كل اجلهود واخلربات من اأجل صياغة ترشيعات ولوائح وقوانني<br />
فلسطينية، تتالءم مع الظروف الطبيعية والبرشية يف فلسطني، حتى ال ندع املشاريع<br />
التنموية التي نشهدها اليوم تعتدي على البيئة بجميع عنارصها يف ظل غياب ترشيع<br />
بيئي رسمي.<br />
192<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
رضورة تشكيل موؤسسة خاصة حلماية البيئة، يكون لها استقالل مايل واإداري،<br />
وتتمتع بشخصية اعتبارية، ذات صالحيات واسعة تُلقى على عاتقها املحافظة على البيئة<br />
يف كل اأنحاء الوطن.<br />
رضورة اإدخال البعد البيئي كمادة منهجية اإىل املدارس واملعاهد واجلامعات،<br />
من اأجل تنمية االجتاهات، واملفاهيم، والقدرات البيئية عند االأفراد، من اأجل حتقيق تنمية<br />
مستدامة، وحتى يتم تغيري سلوك االأفراد نحو البيئة.<br />
رضورة اأن تقوم اجلامعات بعقد الندوات واملوؤمترات الثقافية املتعلقة باالأحوال<br />
والظروف البيئية على اأن يشارك الشباب اجلامعي من خاللها، سواء كان ذلك عن طريق<br />
االإسهام باالأبحاث العلمية اأم املناقشة.<br />
توفري سبل احلصول على املعلومات البيئية، خاصة عن الوسط املحيط بحيث<br />
يتسنى للطالب احلصول عليها.<br />
اإلزام كليات اجلامعة بتدريس مواد تنصب على دراسة البيئة املحيطة وظروفها<br />
واأحوالها وكيفية حتسينها وتنميتها، على اأن تعمم هذه الدراسات على السنوات الدراسية<br />
كافة بكل كلية.<br />
رضورة ربط اجلامعة بالبيئة املحيطة بحيث تشجع اجلامعات هيئاتها العلمية<br />
وطالبها على دراسة البيئة املحيطة باجلامعة ودراسة مشكالتها، وحماولة اإيجاد حلول<br />
مناسبة لها.<br />
تكوين اأرسة بكل كلية الأصدقاء البيئة تهدف اإىل تبصري الطالب مبشكالت البيئة<br />
الفلسطينية وباخلطة القومية للحفاظ على البيئة وتعمري الصحاري، ولعل هذا االجتاه قائم<br />
بالفعل يف بعض كليات اجلامعات.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
تنظيم معسكرات تهدف اإىل خدمة البيئة املحيطة، يشارك فيها طالب اجلامعات<br />
مع اإمكانية تخصيص جزء من درجة اأعمال السنة يف املواد املتعلقة بالبيئة مما يشجعهم<br />
على حضور هذه املعسكرات.<br />
193<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
ميكن للجامعة تنظيم يوم كل شهر خلدمة البيئة، يشارك فيه اأعضاء الهيئة<br />
التدريسية مع الطالب يف بعض االأعمال البيئية كالقيام بتشجري اأحد املناطق املحيطة<br />
باجلامعة واالإسهام يف نظافة احلرم اجلامعي، وغري ذلك من االأعمال التي تعد مبثابة بيان<br />
عملي حلث الشباب اجلامعي على االهتمام بالبيئة.<br />
االتصال باجلامعات االأخرى على املستوى االإقليمي والدويل من خالل التبادل<br />
الثقايف مع هذه اجلامعات واإيفاد بعثات طالبية للجامعات املختلفة واستقبال بعثات<br />
طالبية منها، بهدف تعميق مفاهيم البيئة لدى الطالب وتوعيتهم باملشكالت البيئية<br />
املختلفة والوقوف على اأساليب التغلب عليها.<br />
توفري بنك للمعلومات البيئية ميكن الشباب اجلامعي من اللجوء اإليه وقتما يشاء،<br />
ونرش البحوث العلمية التي تنصب على اأهمية البيئة ورضورة حمايتها.<br />
التوصيات:<br />
يف ضوء النتائج التي مت التوصل اإليها، يوصي الباحثان مبا ياأتي:<br />
.1رضورة 1 اأن تعزز اجلامعات الفلسطينية دورها البحثي يف جمال تنمية الوعي<br />
بالترشيعات البيئية، وذلك بالرتكيز على اإنتاج بحوث مهنية ورسائل جامعية وبحوث<br />
تخرج، تستهدف القوانني واحلقوق والترشيعات البيئية.<br />
.2اأن 2 جتتهد اجلامعات الفلسطينية املجال الثقايف، بعقد موؤمترات وندوات وورش<br />
عمل وحمارضات ودورات واستدعاء خرباء ملناقشة قضايا البيئة من منظور ترشيعي<br />
وقانوين.<br />
.3رضورة 3 تنمية الوعي بالترشيعات البيئية من حقوق وواجبات لدى الطالبات،<br />
باعتبار اأنهن اأمهات املستقبل، ويقع على عاتقهن دور رئيس يف تنشئة االأبناء على<br />
الترشيعات البيئية.<br />
.4رضورة 4 اأن توجه اجلامعات دورها االإعالمي يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية<br />
لدى طلبة التخصصات االإنسانية، على اعتبار اأن طلبة التخصصات العلمية يدرسون<br />
مساقات اأكادميية ذات عالقة بذلك.
الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />
د. محمود األستاذ<br />
أ. محمود الددح<br />
.5من 5 املوؤمل اأن تعيد كل من جامعة االأقصى واالأزهر النظر يف براجمها واأدوارها<br />
فيما يتعلق بتنمية الترشيعات البيئية، واأن تبذال قصارى جهديهما يف اإبراز هذا الدور<br />
للطلبة.<br />
.6رضورة 6 لفت انتباه الطلبة ذوي املعدالت الرتاكمية املتوسطة واملنخفضة<br />
واملرتفعة على حد سواء الأهمية الترشيعات البيئية.<br />
.7رضورة 7 اأن يبذل طلبة اجلامعات جهودهم يف تنمية مستوى وعيهم باملواثيق<br />
والترشيعات البيئية سواء كانت هذه الترشيعات عاملية اأم حملية، وذلك بهدف تكوين<br />
ثقافة قانونية تتعلق بالبيئة لديهم.<br />
.8رضورة 8 اإملام طلبة اجلامعات الفلسطينية والوعي بالترشيعات البيئية املتعلقة<br />
بكل من املاء والهواء والبيئة البحرية واملوارد الطبيعية واملخلفات الصلبة واإدارة املياه<br />
العادمة والتصحر وشبكات الرصف الصحي والتنوع احليوي على حد سواء.<br />
.9رضورة 9 اأن تضع اجلامعات الفلسطينية خططاً اإسرتاتيجية خماسية وعرشية<br />
تستهدف رفع مستوى دورها يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية لدى طلبتها.<br />
1010من االأهمية مبكان اأن تعزز اجلامعات دورها االأكادميي يف تنمية الوعي<br />
بالترشيعات البيئية من خالل تدريس مساق دراسي اأو جزء من مساق كمتطلب جامعي.<br />
111يتوجب على اجلامعات الفلسطينية اأن تفعل دورها الفني من اأجل تنمية الوعي<br />
بالترشيعات البيئية، وذلك من خالل الفنون التشكيلية واملرسحية... اإلخ.<br />
1212رضورة اأن تهتم اجلامعات الفلسطينية بدورها االإعالمي يف تنمية الوعي<br />
بالترشيعات البيئية، وذلك من خالل اإصدار النرشات واملطبوعات اخلاصة بذلك.<br />
دراسات وحبوث مقرتحة:<br />
استكمالً لأفكار هذا البحث، يقرتح الباحثان اإجراء الدراسات الآتية:<br />
.1معوقات 1 اجلامعات يف تنمية الوعي بالترشيعات البيئية.<br />
.2مستوى 2 معرفة طالب التعليم العام بالترشيعات البيئية.<br />
.3مدى 3 تضمن املناهج الفلسطينية للترشيعات البيئية.<br />
.4مدى 4 تناول االإعالم لقضايا الترشيعات البيئية.<br />
.5االنتهاكات 5 البيئية يف املجتمع الفلسطيني.<br />
194
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
املصادر واملراجع:<br />
أوالً- املراجع العربية:<br />
1االأستاذ، . 1 حممود واأبو جحجوح، يحيي )1999 ) . توازن القيم فى مناهج العلوم<br />
الفلسطينية الواقع واملمكن. بحث مقدم اإىل موؤمتر الرتبية فى عامل متغري. املنعقد يف<br />
جامعة الريموك. كلية الرتبية والفنون فى الفرتة من 1999- 29- 27. اإربد: االأردن.<br />
2االأغا، . 2 اإحسان واأبو دف، حممود )1996 ) . نحو منظومة قيم للرتبية الفلسطينية. ورقة<br />
عمل مقدمة اإىل املوؤمتر الدويل الثاين للدراسات الفلسطينية. التعليم الفلسطيني تاريخاً،<br />
واقعاً ورضورات للمستقبل. بريزيت – غزة: من 13- 15 كانون اأول.<br />
3اآل . 3 صادق، عبد الوهاب )1998 ) . االأنظمة الترشيعية للحماية البيئية. جملة الرتبية،<br />
العدد )126( ، السنة )27( : 298- 293، سبتمرب، اللجنة الوطنية القطرية للرتبية<br />
والثقافة والعلوم.<br />
4بارود، . 4 نعيم )1996م( . تقييم االآثار البيئية للمشاريع الصناعية يف مدينة عمان<br />
الكربى، رسالة دكتوراه غري منشورة، جامعة اخلرطوم، السودان.<br />
5برنامج . 5 االأمم املتحدة للبيئة )1989 ) . احلالة البيئية يف االأراضي الفلسطينية. فلسطني:<br />
برنامج االأمم املتحدة االإمنائي.<br />
6اجلندي، . 6 حممد )2000 ) . الترشيعات البيئية. جامعة القاهرة: مركز دراسات واستشارات<br />
االإدارة العامة.<br />
7حافظ، . 7 سحر )2006 ) . االلتزامات املرصية جتاه االتفاقيات واملعاهدات الدولية يف<br />
جمال حماية البيئة ومدى االمتثال لتطبيقها. جملة اأسيوط للدراسات البيئية، العدد<br />
)30( : 133- 155. مركز الدراسات والبحوث البيئية. جامعة اأسيوط.<br />
8احلفار، . 8 سعيد )1990 ) . الرتبية البيئية على املستوى اجلامعي ومشكالتها، ندوة الرتبية<br />
البيئية، الرياض: مكتب الرتبية العربي لدول اخلليج.<br />
9حمزة، . 9 اأحمد )1993 ) . الترشيعات البيئية يف الوطن العربي، جملة الدراسات واأبحاث<br />
البيئة، العدد الثالث، عمان: اجلمعية االأردنية ملكافحة تلوث البيئة.<br />
1010اخلطيب، عامر )1995 ) . اأصول الرتبية الثقافية واالجتماعية. غزة: مطبعة مقداد.<br />
195
الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />
د. محمود األستاذ<br />
أ. محمود الددح<br />
111 خنيس، سوسن )2007 ) . اإدارة حماية البيئة وقانون البيئة يف ضوء الترشيع البيئي<br />
اجلزائري: منظور بيئي مقارن. جملة البحوث االإدارية، السنة )25( ، العدد )1( ، يناير،<br />
مركز االستشارات والبحوث والتطوير، اأكادميية السادات للعلوم االإدارية.<br />
1212سليمان، حممد )1997 ) . الرتبية البيئية يف الوطن العربي، جملة سوؤون عربية، العدد<br />
90، يونيو.<br />
1313سيسامل، مازن واآخرون )1993( . جمموعة القوانني الفلسطينية، االأجزاء . 32 30،<br />
1414الرشبينى، غادة )1997 ) . القيم البيئية لدى طالب شعبة التعليم االإبتدائى بكلية الرتبية<br />
جامعة طنطا. رسالة ماجستري غري منشورة. طنطا: جامعة طنطا.<br />
1515الرشنوبي، حممد )2003 ) . مشكالت البيئة املعارصة، دراسة يف العالقات بني االإنسان<br />
والبيئة، القاهرة: مكتبة االأجنلو املرصية.<br />
1616صديق، صالح وعطوة، حممد )1997 ) . اأثر استخدام منهج مستقل للرتبية البيئية يف<br />
تنمية الوعي البيئي لدى طالب كلية الرتبية. املوؤمتر العلمي الثالث للجمعية املرصية<br />
باملناهج. االإسكندرية: اأغسطس.<br />
1717صيدم، ليلى )2007 ) . املشكالت البيئية يف املجتمع الفلسطيني وعالقتها بالقيم<br />
البيئية لدى طلبة اجلامعات الفلسطينية. رسالة دكتوراه غري منشورة يف العلوم البيئية.<br />
كلية الدراسات العليا، جامعة العامل االأمريكية.<br />
1818عبد العال، حتية )1986 ) . تصميم برنامج لتنمية مفاهيم الرتبية البيئية فى مناهج<br />
العلوم البيولوجية لدور املعلمني واملعلمات. رسالة دكتوراه غير منشورة. كلية الرتبية:<br />
جامعة اأسيوط.<br />
1919عبد اهلل، حممود )1992 ) . القيم البيئية لدى شباب اجلامعات. رسالة ماجستري غري<br />
منشورة. القاهرة: جامعة عني شمس.<br />
2020العيسة، شوقي )1996( . البنية التحتية والترشيع البيئي. جملة االأمل، العدد )1 ) ،<br />
اللجنة الوطنية الفلسطينية للرتبية والثقافة والعلوم.<br />
) 21 . من اأساليب الرتبية البيئية يف املضمون املدرسي )الرتبية<br />
21غنامي، مهني )1990<br />
الغذائية( . ندوة الرتبية البيئية. مكتب الرتبية العربي لدول اخلليج.<br />
196
2<br />
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
22 الفرا، فاروق )1993 ) . الرتبية البيئية واحلاجة اإىل اإدخال مفاهيمها يف مناهج التعليم<br />
يف فلسطني، املوؤمتر الرتبوي االأول: تطوير التعليم يف االأراضي املحتلة، ومن اأين يبداأ،<br />
غزة، جامعة االأزهر. 12- 1993/10/14.<br />
2323الفرا، فاروق )1997 ) . )اأثر برنامج كلية الرتبية بجامعة االأزهر بغزة على الرتبية<br />
البيئية لدى اخلريجني باملستوى الرابع(. دراسات فى املناهج وطرق التدريس. العدد<br />
الرابع واالأربعون. اجلمعية املرصية للمناهج وطرق التدريس. جامعة عني شمس. كلية<br />
الرتبية.<br />
2424مبارك وفتحي واحلدابي، داود )1992 ) . )االجتاهات البيئية لدى طالب كلية الرتبية<br />
بجامعة صنعاء(. جملة الرتبية العربية. العدد السادس عرش. يوليو. 1992.<br />
2525مسلماين، اإبراهيم )1985 ) . منهاج مقرتح فى الرتبية البيئية لطلبة معاهد املعلمني<br />
يف االأردن. رسالة دكتوراه غري منشورة. كلية الرتبية. القاهرة: جامعة عني شمس.<br />
2626نشوان، تيسري )1997 ) . االجتاهات البيئية لدى طالب املرحلة االإعدادية مبدارس<br />
قطاع غزة. رسالة ماجستري غري منشورة. جامعة عني شمس. برنامج الدراسات العليا<br />
املشرتك مع جامعة االقصى بغزة.<br />
2727وزارة سوؤون البيئة )2000 ) ، تقرير حول املمارسات االإرسائيلية جتاه البيئة<br />
الفلسطينية. رام اهلل – فلسطني.<br />
197
الوعي بالتشريعات البيئية عند طلبة اجلامعات الفلسطينية<br />
د. محمود األستاذ<br />
أ. محمود الددح<br />
ثانياً- املراجع األجنبية:<br />
1. Al- ZuʼbiB. And Mansur, y. (2004) . The Impact of EU Environmental<br />
Regulations on Fertilizer Exports: A case Study of Jordon (1982- 2001) .<br />
Dirasat. Human and Social Sciences, Volume (31) , No- (3) , The Deanship<br />
of Academic Research, University of Jordon.<br />
2. Applied Research Institute (1997) , The Status of the Environmental in the<br />
West Bank.<br />
3. Babiker, M. (2004) . The impact of Environmental Regulations on Exports:<br />
A case Study of Kuwait Chemical and Petrochemical industry. Arab<br />
Economic Journal. No. (32, 33) , year (12) , Arab Society for Economic<br />
Research.<br />
4. Isaac, Jade (2000) , The Environmental Impact of the Israeli Occupation.<br />
Jerusalem.<br />
5. Kim, Youghi. (1994) . Environmental Attitudes and Intenesion of Korean<br />
Colledge Students Diss. Abs. Int. Vol. 55. No. (4) .<br />
6. Mansi. Kamel (1998) , Socio- economic Situation and Environment<br />
Implications in the West Bank and Gaza Strip. Palestinian Environment<br />
Authority. Al- Biereh- Palestine.<br />
7. Sebasto, S. & smith,Th (1994) . EE in ILLinois and Wisconsin: Atale TWO<br />
states. The Journal Environmental Education. 28 (4) . 26- 36.<br />
8. Staap, William B. (1989) : Model Program foe Environmental Education,<br />
prospects Review, Vol. 11, No. 4, P. 495.<br />
9. UNESCO: Education & The Learning Environment In world Education,<br />
Report (UNESCO, 1991) , PP. 17- 18.<br />
10. Yang, jing – shin: (1994) . Perceptions of preservice secondary secondary<br />
School Teachers In Taiwan. concerning Environmental Education. Diss.<br />
Abs Int. vol 54. No. (8) .<br />
11. Zimmermann, l. (1996) . The Development of Environmental values. The<br />
Journal of Environmental Education. 28 (1) .<br />
198
قَتْلُ الغِيلَة )االغتيال(<br />
وموقفُ الفقهِ اإلسالميّ منه– دراسة مقارنة<br />
د. إمساعيل شندي<br />
أستاذ الفقه المقارن المشارك في قسم التربية اإلسالمية/ منطقة الخليل التعليمية/ جامعة القدس المفتوحة.<br />
199
قَتْلُ الغِ يِلَةِ )االغتيال( وموقفُ الفقهِ اإلسالميّ منه<br />
دراسة مقارنة<br />
د. إسماعيل شندي<br />
ملخص:<br />
يقوم هذا البحث على دراسة موضوع: »قتل الغيلة )االغتيال( وموقف الفقه االإسالمي<br />
منه- دراسة مقارنة«، وقد انبنى من متهيد وثالثة مباحث، خُ صِّ صَ التمهيد لبيان حرمة<br />
االعتداء على النفس البرشية، واملبحث االأول للتعريف بقتل الغِ يلَة، والثاين للتكييف الفقهي<br />
لقتل الغِ يلَة واالأثر املرتتب عليه، والثالث للمناقشة والرتجيح.<br />
وقد خلص الباحث اإىل اأن ثَمَّة خالفاً بني الفقهاء يف فهمهم للمقصود بقتل الغِ يلَة،<br />
ويف التكييف الفقهي لهذا النوع من القتل ومن ثمَّ يف االأثر املرتتب عليه.<br />
200
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
Abstract:<br />
This research is based on studying the subject of algelah killing<br />
(assassination) and the positions of Islamic jurisprudence (fiqih) towards<br />
it- in a comparative study. This research is composed of a prelude, three<br />
topics. The prelude is devoted to the prohibition of assault on human psyche.<br />
The first topic deals with definition of algelah killing (assassination) ; the<br />
second tackles the fiqih adaptation for algelah killing (assassination) and the<br />
effects following it and the third is devoted to the discussion and outweighing<br />
of different points of view.<br />
The research concludes that there is disagreement among scholars<br />
(fuqaha’) in their understanding of what algelah killing means, the fiqih<br />
adaptation for this type of killing and hence the impact following it.<br />
201
قَتْلُ الغِ يِلَةِ )االغتيال( وموقفُ الفقهِ اإلسالميّ منه<br />
دراسة مقارنة<br />
د. إسماعيل شندي<br />
مقدمة:<br />
احلمد هلل رب العاملني، والصالة والسالم على اإمام املتقني، وقائد الغر امليامني،<br />
حممد بن عبد اهلل، وعلى اآله واأصحابه ومن وااله، وبعد:<br />
فقد حرَّم اهلل –عز وجل- قتل النفس البرشية بغري حق، وشدد النكري على اأولئك الذين<br />
يقرتفون هذا اجلرم العظيم، فيسفكون الدماء الربيئة، ويعتدون على بنيان اهلل يف االأرض،<br />
وتوعدهم بالعذاب االأليم جرَّاء فعلهم الذي اقرتفوه. وقد تنوع االعتداء على النفس البرشية<br />
بالقتل من حيث؛ العَمْد، وشبه العَمْد، واخلطاأ )1( ، وجاءت العقوبة االإسالمية تبعاً لهذا<br />
التنوع، فهناك عقوبة لقتل العَمْد، واأخرى لشبه العَمْد، وثالثة للخطاأ.<br />
وقد يحدث القتل جهاراً اأمام اأعني الناس، اأو رساً على وجه اخلديعة والتحَ يُّل، وهو<br />
املسمَّى بقتل )الغيلة( اأو )االغتيال )2( ) ، وقد تناول فقهاء املذاهب الفقهية القدامى هذا<br />
النوع من القتل بالبحث والتحليل، وهو موضع خالف بينهم من حيث؛ تفسريه، وتكييفه<br />
الفقهي، ومن ثمَّ يف االأثر املرتتب عليه. ومل اأجد –بعد البحث الدقيق واالستقصاء- اأحداً<br />
من املعارصين اأفرد هذا املوضوع بالبحث غري الشيخ عادل بن عبد اهلل املطرودي )3( ،<br />
حيث جاء بحثه خمترصاً، وبالتايل مل يكن كافياً الأن ياأخذ هذا املوضوع احلسَّ اس حقه<br />
من الدراسة والتحليل، ومل يتناوله الباحث من زواياه كافة، وقد ذكر –يف نهاية بحثه- اأن<br />
املوضوع ال يزال بحاجة اإىل دراسة وحترير، واأن ما قام به ال يفي بحق املساألة، وذَكَ رَ<br />
فيه اأن بحثاً اآخر قد نرش يف هذا املجال حتت عنوان »قتل الغيلة« ضمن اأبحاث هيئة كبار<br />
العلماء يف اململكة العربية السعودية، لكنني مل اأستطع احلصول على هذا االأخري.<br />
ونظراً الأهمية هذا املوضوع كونه يعالج مساألة يكرث سوؤال الناس عنها، وهي تالمس<br />
واقعهم؛ من حيث انتشار هذا النوع من القتل يف املجتمع املسلم، ولكون مادته مبعرثة<br />
يف بطون اأُمَّ اتِ الكتب الفقهية القدمية، مما يجعل الوصول اإليها اأمراً عسرياً على القارئ،<br />
ولعدم وفرة بحث يكون يف متناول اأيدي القراء، يعالج املوضوع من زواياه كافة، ويبني<br />
راأي الرشع فيه، واعتماداً على ما ختم به الشيخ املطرودي بحثه من اأن هذه املساألة ال<br />
تزال بحاجة اإىل دراسة وحترير، علماً باأن الشيخ كان قد اطلع على البحث الذي اأُعِ دَّ من<br />
قبل هيئة كبار العلماء املشار اإليه سابقاً، واستفاد منه كما ظهر يف هوامش بحثه، الأجل<br />
ذلك كله، ارتاأيت اأن اأخوض غمار هذه املساألة احلسَّ اسة، واأكتب فيها خدمة للعلم الرشعي،<br />
يف حماولة للوصول اإىل القول الراجح باإذن اهلل، مستخدماً املنهج الوصفي، ومستفيداً من<br />
املنهجني االستنباطي واالستقرائي، وسمَّيت البحث: »قتل الغيلة )االغتيال( وموقف الفقه<br />
202
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
االإسالمي منه– دراسة مقارنة«، وجعلته يف متهيد، وثالثة مباحث، ثم النتائج والتوصيات،<br />
وذلك على النحو االآتي:<br />
● ●التمهيد: حرمة االعتداء على النفس البرشية.<br />
● ●املبحث االأول: تعريف قتل الغِ يِلَة.<br />
● ●املبحث الثاين: التكْيِّيف الفقهي لقتل الغِ يِلَة واالأثر املرتتب عليه.<br />
● ●املبحث الثالث: املناقشة والرتجيح.<br />
203<br />
● ●النتائج والتوصيات.<br />
التمهيد:<br />
♦<br />
♦<br />
حرمة االعتداء على النفس البشرية:<br />
لقد حرَّمت الرشيعة االإسالمية االعتداء على النفس البرشية بغري حق )4( ، واعتربت<br />
ذلك من اجلرائم الكربى التي توجب العقاب يف الدنيا واالآخرة. وقد شدد الشارع احلكيم<br />
النكري على اأولئك الذين يعتدون على النفس البرشية فيتلفونها دومنا وجه حق، وعَ دَّ هذا<br />
الفعل من الكبائر التي ال جرَم اأنها سوف توؤدي بصاحبها اإىل الوَيْلِ )5( والثُّبُور )6( . بل<br />
اإن من العلماء من اعترب القتل اأكرب الكبائر )7( بعد الكفر )8( ، وقد قامت االأدلة من الكتاب<br />
والسنة واالإجماع على حترمي االعتداء على النفس البرشية بالقتل:<br />
◄◄فمن الكتاب:<br />
♦ ♦قول اهلل –تعاىل- : {وَمَ نْ يَقْتُلْ مُ وؤْمِ ناً مُ تَعَمِّداً فَجَ زَاوؤُهُ جَ هَ نَّمُ خَ الِداً فِ يهَ ا وَغَ ضِ بَ<br />
اهللَّ ُ عَ لَيْهِ وَلَعَنَهُ وَاأَعَ دَّ لَهُ عَ ذَاباً عَ ظِ يماً} )9( . وجه الداللة: اإن يف االآية تهديداً شديداً، ووعيداً<br />
اأكيداً ملن اقرتف هذا الذنب العظيم )10( )اأي القتل( ، وال شك اأن هذا الوعيد بالعذاب والغضب<br />
واللعنة، لهو دليل على التحرمي كما هو معلوم عند االأصوليني )11( .<br />
♦ ♦وقول اهلل- تعاىل- : {وَالَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَ رَّمَ اهللَّ ُ اإِالَّ بِاحلْ َقِّ وَمَ نْ قُ تِلَ مَ ظْ لُوماً<br />
فَقَدْ جَ عَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُ لْطَ اناً فَالَ يُرشْ ِفْ يفِ الْقَتْلِ اإِنَّهُ كَ انَ مَ نْصُ وراً} )12( . وجه الداللة: يف االآية<br />
نهيٌ رصيحٌ عن قتل النفس املعصومة اإال باحلق )13( ، ومعلوم عند جمهور االأصوليني اأن<br />
النهي يدل على التحرمي ما مل ترصفه قرينة اإىل غريه )14( )15( ، وال وجود لهذه القرينة هنا،<br />
فيبقى النهي على التحرمي.<br />
وما ورد يف وصف عباد الرحمن من قول اهلل- تعاىل- : {وَالَّذِينَ الَ يَدْعُ ونَ مَ عَ اهللَّ ِ<br />
اإِلَهاً اآَخَ رَ وَالَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَ رَّمَ اهللَّ ُ اإِالَّ بِاحلْ َقِّ يَزْنُونَ وَمَ نْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ اأَثَاماً يُضَ اعَ فْ
قَتْلُ الغِ يِلَةِ )االغتيال( وموقفُ الفقهِ اإلسالميّ منه<br />
دراسة مقارنة<br />
د. إسماعيل شندي<br />
لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَ ةِ وَيَخْ لُدْ فِ يهِ مُ هَ اناً} )16( . وجه الداللة: بينت هذه االآية اأن من االأشياء<br />
التي ال تقع من عباد اهلل: اأنهم ال يقتلون النفس التي حرمها اهلل اإال باحلق، كما اأنها رتبت<br />
العقوبة ملن يرتكب هذا اجلرم العظيم الذي قرنه اهلل- عز وجل- بالرشك )17( ، قال القرطبي:<br />
»ودلت هذه االآية على اأنه ليس بعد الكفر اأعظم من قتل النفس بغري احلق...« )18( .<br />
204<br />
◄◄ومن السنة:<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
◄<br />
♦عن اأبي هريرة – رضي اهلل عنه- اأن رسول اهلل –صلى اهلل عليه وسلم- قال:<br />
»اجْ تَنِبُوا السَّ بْعَ املْ ُوبِقَاتِ )19( ، قَالُوا يَا رَسُ ولَ اهللَّ ِ وَمَ ا هُ نَّ ؟ قَالَ : الرشِّ ْكُ بِاهللَّ ِ، وَالسِّ حْ رُ، وَقَتْلُ<br />
النَّفْسِ الَّتِي حَ رَّمَ اهللَّ ُ اإِالَّ بِاحلْ َقِّ ، وَاأَكْ لُ الرِّبَا، وَاأَكْ لُ مَ الِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَيلِّ يَوْمَ الزَّحْ فِ ، وَقَذْفُ<br />
املْ ُحْ صَ نَاتِ املْ ُوؤْمِ نَاتِ الْغَافِ الَ تِ » )20( .<br />
♦وعن عبد اهلل بن عمرو –رضي اهلل عنهما- اأن النبي –صلى اهلل عليه وسلم- قال:<br />
»لَزَوَالُ الدُّنْيَا اأَهْ وَنُ عَ لَى اهللَّ ِ مِ نْ قَتْلِ رَجُ لٍ مُ سْ لِمٍ » )21( .<br />
♦وعن اأبي الدرداء –رضي اهلل عنه- قال: سمعت رسول اهلل –صلى اهلل عليه<br />
وسلم- يقول: »كُ لُّ ذَنْبٍ عَ سَ ى اهللَّ ُ اأَنْ يَغْفِرَهُ اإِالَّ مَ نْ مَ اتَ مُ رشْ ِكاً اأَوْ مُ وؤْمِ نٌ قَتَلَ مُ وؤْمِ ناً<br />
مُ تَعَمِّداً)22( » )23( .<br />
♦وعن عبادة بن الصامت –رضي اهلل عنه- اأن النبي –صلى اهلل عليه وسلم- قال:<br />
»مَ نْ قَتَلَ مُ وؤْمِ ناً فَاعْ تَبَطَ )24( بِقَتْلِهِ ملَ ْ يَقْبَلْ اهللَّ ُ مِ نْهُ رشَ ْفاً )25( وَالَ عَ دْالً )26( » )27( .<br />
♦ ♦وعن اأبي بكرة –رضي اهلل عنه- اأن النبي –صلى اهلل عليه وسلم- قال: »لَوْ اأنَّ اأَهْ لَ<br />
السَّ مَوَاتِ واالأَرْضِ اجْ تَمَعُوا عَ لَى قَتْلِ مُ سْ لِمٍ لَكَبَّهُ مُ اهللُ جَ مِ يِعَاً عَ لَى وُ جُ وهِ هم يفِ النَّارِ« )28( .<br />
◄ووجه الدللة من النصوص احلديثية السابقة ، اأنها تدل مبنطوقها الرصيح على<br />
حترمي قتل النفس املعصومة بغري حق، وتُبنيِّ عظيم جرم من ارتكب هذه اجلرمية القبيحة،<br />
وحتذِّر املسلمني من اأن يتواطئوا، اأو يعينوا على ارتكابها )29( .<br />
،<br />
)30(<br />
◄◄واأما الإجماع: فهو منعقد على حترمي قتل النفس االإنسانية بغري وجه حق<br />
قال ابن قدامة: »واأجمع املسلمون على حترمي القتل بغري حق« )31( .<br />
وقد امتد النهي عن القتل بغري حق ليشمل كل املواطنني يف الدولة االإسالمية، مبا يف<br />
ذلك الذميُّون )32( ، فقد قال –صلى اهلل عليه وسلم- : »مَ نْ قَتَلَ مُ عَاهَ داً ملَ ْ يَرِحْ رَائِحَ ةَ اجلْ َنَّةِ،<br />
وَاإِنَّ رِيحَ هَ ا تُوجَ دُ مِ نْ مَ سِ ريَةِ اأَرْبَعِ نيَ عَ اماً« )33( .
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
املبحث األول:<br />
تعريفُ قتلِ الغِيِلةِ:<br />
205<br />
:<br />
)34(<br />
القَتْلُ يف اللغة<br />
يطلق القَتْلُ يف اللغة على االإماتة، يقال: قَتَلَه يَقْتُله قَتْالً: اإِذا اأَماته برضْب، اأَو حَ جَ ر،<br />
اأَو سُ مٍّ، اأَو علَّةٍ ، ... اإلخ، واملَنِيَّةُ قَاتِلَةٌ، وكذلك قَتَّله. وقَتَل به غريَه: اأَي قتله مكانه، ومنه قول<br />
الشاعر )35( : ]الطويل[.<br />
)36(<br />
قَتَلتُ بعبد اهلل خريَ لِداتِه ذُوؤاباً فلم اأَفخَ رْ بذاك واأَجْ زَعا<br />
ورجل قَتِيل: اأي مَ قْتول، واجلمع قُ تَالء، وقَتْلى وقَتاىل. واأَقْتَل الرجلَ : عرَّضه للقَتْل،<br />
واأَصْ ربَ ه عليه. ويف احلديث: »اإِنَّ اأَشَ دَّ اأَهْ لِ النَّارِ عَ ذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَ ةِ مَ نْ قَتَلَ نَبِيَّاً، اأَوْ قَتَلَهُ<br />
نَ بِ يٌّ » )37( . واملَقْتَل مَ فْعَل: من القَتْل، وتَقاتَل القوم، واقتَتَلوا، وتقَتَّلوا، وقَتَّلوا، وقِ تَّلوا.<br />
واملُقاتَلة: القتال، وقد قاتَله قِ تاالً وقِ يتاالً. واملُقاتِلة: الذين يَلُون القِتال، ويف الصحاح:<br />
»القوم الذين يَصْ لحون للقتال« )38( .<br />
القَتْلُ يف الصطالح:<br />
عرفه احلنفية باأنه: »فعلٌ من العباد تزولُ به احلياة« )39( ، وعرفه املالكية بقولهم:<br />
»هو كل فعل يُفِيتُ الرُّوحَ » )40( ، وهو عند الشافعية: »الفعل املُفَوِّت للرُّوح« )41( ، وعند<br />
احلنابلة: »فعلُ ما يكونُ سبباً لزهوق النفس، وهو مفارقة الروح البَدَن« )42( .<br />
وتعريف احلنفية هو اأوضح التعريفات الواردة، وهو التعريف املختار عندي، من حيث<br />
كونه اأضاف القتل اإىل فعل العبد، وهذا ما يناسب سياق املوضوع الذي اأنا بصدد بحثه،<br />
وهو يعني: اأن يقوم شخص باإزهاق روح اإنسان متحقق احلياة، بفعل من ساأنه عادة اأن<br />
يزهق الروح، ويفارق احلياة، سواء كان هذا الفعل مبارشة، اأو سبباً، جرحاً اأو غريه، الأنه يف<br />
النهاية يوؤدي اإىل مفارقة احلياة )43( ، وبناء على ذلك فال يُسمَّى املوت قتالً عند الفقهاء،<br />
اإال اإذا حصل بوقوع فعل شخص على شخص اآخر، الأنهم يقصدون من القتل يف هذا املقام<br />
القتل املعترب جناية، سواء كان عمداً، اأو شبه عمد، اأو خطاأ، وبعكس ذلك ال يعتربونه قتالً،<br />
فقتل املرتد )44( ورجم الثيب الزاين ال يعترب عندهم قتالً، فال يوجب القصاص )45( على<br />
من قام بتنفيذه، الأنه قتل بحق، فمن املعروف اأنه ال يحل دم امرئ مسلم اإال باإحدى ثالث:<br />
»الثَّيِّبُ الزَّاينِ ، وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ ، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ املْ ُفَارِقُ لِلْجَ مَاعَ ةِ« )46( )47( .
قَتْلُ الغِ يِلَةِ )االغتيال( وموقفُ الفقهِ اإلسالميّ منه<br />
دراسة مقارنة<br />
د. إسماعيل شندي<br />
206<br />
:<br />
)48(<br />
الغِيِلَةُ يف اللغة<br />
الغِ يِلَةُ يف اللغة: اسم مشتق من الفعل الثالثي غيل: والغَيْلُ : هو اللَّبَ الذي ترضِ عه<br />
املراأَة ولدَها وهي تُوؤْتَى. وقيل الغَيْل: اأَن تُرضِ ع املراأَة ولدَها على حَ بَل، واسم ذلك اللب<br />
الغَيْل اأَيضاً )49( . والغائلة: احلِ قْد الباطن، اسم كالوابِلَة، وفالن قليل الغائلة واملَغالة: اأَي<br />
قليل الرشّ. والغَوائل: الدواهي.<br />
والغِ يلة: اخلَدِيعة واالغْ تِيال، وقُ تِل فالن غِ يلة: اأَي خُ دْعة، وهو اأَن يَخْ دَعَ هُ، فيذهب<br />
به اإِىل موضع، فاإِذا صار اإِليه قتله. قال االأصمعي: »قتل فالن فالناً غيلة، اأي يف اغتيال وخفية،<br />
وقيل: هو اأن يخدع االإنسان حتى يصري اإىل مكان قد استخفى له فيه من يقتله، قال ذلك<br />
اأبو عبيد« )50( .<br />
وتطلق الغِ يلة يف كالم العرب مبعنى: اإِيصال الرشَّ ّ، والقتل اإِليه من حيث ال يعلم وال<br />
يشعُ ر، وقتله غِ يلة: اإِذا قتله من حيث ال يعلم. وغَ الَ فُ الناً كذا وكذا: اإِذا وصل اإِليه منه رشّ،<br />
ومنه قول الشاعر )51( : ]الطويل[.<br />
)52(<br />
واأصْ بَحَ بَيْتُ الهَجْ رِ قَدْ حَ الَ دُوُنَهُ وَغالَ امْرَاأً ما كان يخشى غوائِلَه<br />
اأَي اأَوصل اإِليه الرشَّ َّ من حيث ال يعلم فيستعدّ، ويقال: قد اغْ تاله: اإِذا فعل به ذلك، وهو<br />
اأَن يُخْ دَع، ويُقتَل يف موضع ال يراه فيه اأَحد، والغِ يلة فِ عْلة من االغتيال، ويف حديث الدعاء:<br />
»واأَعوذ بك اأَن اأُغْ تال من حتتي« )53( ، اأَي اأُدْهَ ى من حيث ال اأَشعرُ، يريد به اخلَسْ ف.<br />
يتضح للباحث مما سبق اأن قتل الغِ يِلَة عند اأهل اللغة يعني: اأن يَخْ دَعَ شخصٌ اآخرَ،<br />
فيذهب به اإىل موضع خفية، فاإذا صار فيه قتله )54( . وهل يختلف قتل الغيلة يف اللغة عنه<br />
يف الفقه؟ هذا ما سوف اأوضحه من خالل عرض اأقوال الفقهاء فيه:<br />
قتل الغِيِلَة يف اصطالح الفقهاء:<br />
عرفه احلنفية باأنه: »اأَنْ يَخْ دَعَ هُ فَيَذْهَ بَ بِهِ اإىلَ مَ وْضِ عٍ ، فَاإِذَا صَ ارَ اإلَيْهِ قَتَلَهُ« )55( .<br />
وعرفه جمهور املالكية باأنه: »القتل خفية الأخذ املال« )56( ، فقد نقل احلطاب عن ابن<br />
عرفة والباجي قولهما عن ابن القاسم: »قَتْلُ الْغِ يلَةِ... هو قَتْلُ الرَّجُ لِ خُ فْيَةً الِ أَخْ ذِ مَ الِهِ« )57( .<br />
وقال الفاكهاين: »وَنُقِلَ عَ نْ اأَصْ حَ ابِنَا، وَاأ َظُ نُّهُ الْبَوْينِ َّ، اأَنَّهُ اشْ رتَ َطَ يفِ ذَلِكَ اأَنْ يَكُ ونَ الْقَتْلُ<br />
عَ لَى مَ الٍ » )58( . وعرفه بعض املالكية باأنه: »القتل على وجه التَّحَ يُّل واخلديعة« )59( ، وقال<br />
اآخرون منهم: »هو القتل على وجه القصد الذي ال يجوز عليه اخلطاأ«، جاء يف مواهب اجلليل:<br />
»قَالَ البَاجِ ي: مِ نْ اأَصْ حَ ابِنَا مَ نْ يَقُولُ هُ وَ الْقَتْلُ عَ لَى وَجْ هِ الْقَصْ دِ الَّذِي الَ يَجُ وزُ عَ لَيْهِ اخلْ َطَ اأُ«<br />
)60( . وقتل الغِ يِلَة عند الشافعية: »اأن يخدعه فيذهب به اإىل موضع فيقتله« )61( . وجاء يف<br />
حتفة املحتاج: »اأَنْ يَخْ دَعَ هُ فَيَذْهَ بَ بِهِ ملِ َحَ لٍّ خَ الٍ ، ثُمَّ يَقْتُلَهُ« )62( . وعرفه احلنابلة باأنه:
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
»الْقَتْلُ عَ لَى غِ رَّةٍ ؛ كَ اَلَّذِي يَخْ دَعُ اإنْسَ اناً، فَيُدْخِ لُهُ بَيْتاً اأَوْ نَحْ وَهُ، وَغَ ريْ َهُ فَيَقْتُلُهُ، وَيَاأْخُ ذُ مَ الَهُ<br />
وَ غَ ريَْ هُ« )63( . اأما الظاهرية، فلم اأعرث لهم على تعريف حمدد لقتل الغيلة، والظاهر من خالل<br />
كالم ابن حزم عن حكم هذا النوع من القتل، اأن املراد به: القتل على وجه اخلديعة )64( ، وهو<br />
بهذا يتفق مع احلنفية والشافعية.<br />
يظهر للباحث مما سبق بجالء اأن احلنفية والشافعية وابن حزم الظاهري يتفقون على<br />
اأن املقصود بقتل الغيلة: اأن يخدع اإنسان اآخر بغرض قتله، وهم بهذا يتفقون مع الغيلة<br />
مبعناها اللغوي. اأما املالكية، فقد حتصَّ ل من خالل النظر يف مصادرهم ثالثة اأقوال: االأول: اأن<br />
قتل الغِ يِلَة هو القتل خفية الأخذ املال، وهذا قول اجلمهور منهم، وبه قال احلنابلة اأيضاً.<br />
والثاين: وافقوا به احلنفية والشافعية، وهو القتل على وجه اخلديعة. والثالث: القتل على<br />
وجه القصد الذي ال يجوز عليه اخلطاأ، وذلك باأن يضجعه فيذبحه )65( .<br />
والذي يرتجح لدى الباحث يف هذا املوضوع اأن قتل الغيلة يعني: القتل على وجه<br />
اخلديعة والتحيل، سواء كان ذلك الأجل املال اأم غريه.<br />
املبحث الثاني:<br />
التكْيِّيف الفقهي لقتل الغِيِلَة واألثر املرتتب عليه:<br />
اختلف الفقهاء يف التكْيِّيف الفقهي لقتل الغيلة، ومن ثمَّ يف االأثر املرتتب عليه، والسبب<br />
يف ذلك، اختالفهم يف اعتبار هذا النوع من القتل من الفساد يف االأرض الذي ورد بساأنه<br />
قول اهلل –تعاىل- : {اإِمنَّ َا جَ زَاءُ الَّذِينَ يُحَ ارِبُونَ اهللَّ َ وَرَسُ ولَهُ وَيَسْ عَوْنَ يفِ االْ أَرْضِ فَسَاداً<br />
اأَنْ يُقَتَّلُوا اأَوْ يُصَ لَّبُوا اأَوْ تُقَطَّ عَ اأَيْدِيهِ مْ وَاأَرْجُ لُهُ مْ مِ نْ خِ الَ فٍ َ اأوْ يُنْفَوْا مِ نَ االْ أَرْضِ { )66( ، اأم اأنه<br />
ليس كذلك، وللفقهاء يف التكييف الفقهي لقتل الغيلة قولن:<br />
، واختاره<br />
207<br />
<br />
)68(<br />
القول الأول: يندرج قتلُ الغيلةِ ضمن احلِ رابة )67( ، وهو قول املالكية<br />
ابن تيمية من احلنابلة )69( ، وهو مروي عن اأبي الزناد )70( )71( ، جاء يف مواهب اجلليل<br />
عن ابن القاسم قوله: »قَتْلُ الْغِ يلَةِ حِ رَابَةٌ، وَهُ وَ قَتْلُ الرَّجُ لِ خُ فْيَةً الِ أَخْ ذِ مَ الِهِ« )72( . وجاء<br />
يف حاشية العدوي على كفاية الطالب: »الْغِ يلَةُ قَتْلُ اإنْسَ انٍ الِ أَخْ ذِ مَ الِهِ، وَاحلْ ِ رَابَةُ كُ لُّ فِ عْلٍ<br />
يُقْصَ دُ بِهِ اأَخْ ذُ املْ َالِ عَ لَى وَجْ هٍ تَتَعَذَّرُ االِ سْ تِغَاثَةُ مَ عَهُ عَ ادَةً مِ نْ رَجُ لٍ اأَوْ امْ رَاأ<br />
ابن تيمية: »واأما اإذا كان يقتل النفوس رشِ َّاً؛ الأخذ املال، مثل الذي يجلس يف خان يكريه<br />
الأبناء السبيل، فاإذا انفرد بقوم منهم قتلهم، واأخذ اأموالهم، اأو يدعو اإىل منزله من يستاأجره<br />
خلياطةٍ ، اأو طبٍّ ، اأو نحو ذلك، فيقتله وياأخذ ماله، وهذا يُسمَّى القتل غيلة، ... فاإذا كان الأخذ<br />
املال فهل هم كاملحاربني؟ اأو يجري عليهم حكم القَوَد؟ فيه قوالن للفقهاء: اأحدهما: اأنهم<br />
َةٍ » )73( . وقال
قَتْلُ الغِ يِلَةِ )االغتيال( وموقفُ الفقهِ اإلسالميّ منه<br />
دراسة مقارنة<br />
د. إسماعيل شندي<br />
كاملحاربني، ... والثاين: اأن املحارب هو املجاهر بالقتال، واأن هذا املغتال يكون اأمره اإىل<br />
ويل الدم، واالأول اأشبه باأصول الرشيعة، بل قد يكون رضر هذا الأشد، الأنه ال يدرى به« )74( .<br />
واحلرابة )75( عند املالكية تكون باإخافة الناس يف الطريق، بقصد منعهم من السلوك، اأو<br />
بقصد اأخذ مالهم، اأو بقصد الغلبة على الفروج )76( . واملحارب عندهم: »هو قاطع الطريق،<br />
ملنع سلوك، اأو اأخذ مال حمرتم، على وجه يتعذر معه الغوث، اأو مذهب عقل لذلك، اأو خمادع<br />
مميز، الأخذ ما معه داخل زقاق، ليالً اأو نهاراً، الأخذ مال بقتال« )77( ، وقال االإمام مالك:<br />
»املحارب عندنا، من حمل على الناس، يف مرص، اأو برية وكابرهم عن اأنفسهم، واأموالهم،<br />
دون نائرة )78( ، وال ذَحْ ل )79( وال عدوان« )80( . وقال ابن عرفة: »احلرابة اخلروج الإخافة<br />
السبيل، باأخذ مال حمرتم، مبكابرة قتال، اأو خوفه، اأو اإذهاب عقل، اأو قتل خفية، اأو ملجرد<br />
قطع الطريق وال الإمارة وال نائرة وال عداوة« )81( .<br />
♦ ♦الأثر املرتتب على اعتبار قتل الغِيلَة حرابة:<br />
ترتب على اعتبار قتل الغيلة حرابة عند اأصحاب هذا القول، اأن فاعل ذلك يعاقب حَ دَّاً)82(<br />
ال قَوَدَاً، وتكون العقوبة وفق ما جاء يف قول اهلل –تعاىل- : {اإِمنَّ َا جَ زَاءُ الَّذِينَ يُحَ ارِبُونَ<br />
اهللَّ َ وَرَسُ ولَهُ وَيَسْ عَوْنَ يفِ االْ أَرْضِ فَسَ اداً اأَنْ يُقَتَّلُوا اأَوْ يُصَ لَّبُوا اأَوْ تُقَطَّ عَ اأَيْدِيهِ مْ وَاأَرْجُ لُهُ مْ مِ نْ<br />
خِ الَ فٍ اأَوْ يُنْفَوْا مِ نَ االْ أَرْضِ ذَلِكَ لَهُ مْ خِ زْيٌ يفِ الدُّنْيَا وَلَهُ مْ يفِ االْ آَخِ رَةِ عَ ذَابٌ عَ ظِ يمٌ اإِالَّ الَّذِينَ<br />
تَابُوا مِ نْ قَبْلِ اأَنْ تَقْدِرُوا عَ لَيْهِ مْ فَاعْ لَمُ وا اأَنَّ اهللَّ َ غَ فُورٌ رَحِ يمٌ} )83( . ويكون االأمر فيه اإىل<br />
االإمام )84( ، وليس لويل الدم، وال يجوز لالإمام اأن يعفو عن اجلاين، اإال اأن يتوب قبل اأن يقدر<br />
عليه )85( ، فاإن تاب قبل اأن يقدر عليه، فيكون الواجب عندئذ القصاص )86( ، قال القريواين:<br />
»وقتل الغيلة ال عفو فيه« )87( ، وقال الشارح: »وقتل الغيلة، وهي قتل االإنسان الأخذ ماله،<br />
ال عفو فيه، اأي ال يجوز العفو فيه، اأو ال عفو نافذ فيه، ... الأن قتله على هذا الوجه يف معنى<br />
املحاربة، واملحارب بالقتل يجب قتله، ... واإمنا مل يجب العفو فيها، الأنها حق اهلل –تعاىل-<br />
وعلى هذا فهو مقتول حدَّاً ال قَوَدَاً« )88( ، وقال املرداوي: »واختار الشيخ تقي الدين -رحمه<br />
اهلل- اأن العفو ال يصح يف قتل الغيلة، لتعذر االحرتاز كالقتل مكابرة« )89( .<br />
أدلة الفقهاء القائلني باعتبار قتل الغيلة من احلرابة:<br />
استدلوا من الكتاب، والسنة، واالأثر، واملعقول:<br />
● ●اأولً- من الكتاب:<br />
قول اهلل –تعاىل- : {اإِمنَّ َا جَ زَاءُ الَّذِينَ يُحَ ارِبُونَ )90( اهللَّ َ وَرَسُ ولَهُ وَيَسْ عَوْنَ يفِ االْ أَرْضِ<br />
فَسَاداً اأَنْ يُقَتَّلُوا اأَوْ يُصَ لَّبُوا اأَوْ تُقَطَّ عَ َ اأ يْدِيهِ مْ وَاأَرْجُ لُهُ مْ مِ نْ خِ الَ فٍ اأَوْ يُنْفَوْا مِ نَ االْ أَرْضِ ذَلِكَ<br />
لَهُ مْ خِ زْيٌ يفِ الدُّنْيَا وَلَهُ مْ يفِ االْ آَخِ رَةِ عَ ذَابٌ عَ ظِ يمٌ} )91( . ووجه الداللة من هذه االآية، اأنها<br />
بيَّنَت عقوبة املحارب، الساعي يف االأرض بالفساد، وهذا النوع من القتل حِ رابة )92( .<br />
208
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
● ●ثانياً- من السنة:<br />
. أعَ نْ اأَنَسٍ -رَضِ يَ اهللَّ ُ عَ نْهُ- : »اأَنَّ يَهُ ودِيّاً رَضَّ رَاأْسَ جَ ارِيَةٍ بَنيْ َ حَ جَ رَيْنِ قِ يلَ مَ نْ فَعَلَ<br />
هَ ذَا بِكِ ؟ اأَفُ الَ نٌ ؟ اأَفُ الَ نٌ ؟ حَ تَّى سُ مِّيَ الْيَهُ ودِيُّ ، فَاأَوْمَ اأَتْ بِرَاأْسِ هَ ا، فَاأُخِ ذَ الْيَهُ ودِيُّ فَاعْ رتَ َفَ ، فَاأ َمَ رَ<br />
بِهِ النَّبِيُّ -صَ لَّى اهللَّ ُ عَ لَيْهِ وَسَ لَّمَ- فَرُضَّ رَاأْسُ هُ بَنيْ َ حَ جَ رَيْنِ » )93( . ووجه الداللة يف احلديث،<br />
اأنه مل يرد اأن النبي –صلى اهلل عليه وسلم- قد شاور اأهل اجلارية املقتولة، باعتبار اأنهم<br />
اأولياء دمها، مما يدل على اأن هذا النوع من القتل حرابة، واأن اأمره لالإمام )94( .<br />
.بوعَ نْ اأَنَسٍ بن مالك –رضي اهلل عنه- قَالَ : »قَدِمَ اأُنَاسٌ مِ نْ عُ كْلٍ )95( اأَوْ عُ رَيْنَةَ )96(،<br />
فَاجْ تَوَوُ ا )97( املْ َدِينَةَ، فَاأَمَ رَهُ مُ النَّبِيُّ -صلى اهلل عليه وسلم– بِ لِ قَ ا حٍ )98( ، وَاأَنْ يَرشْ َبُوا مِ نْ<br />
اأَبْوَالِهَ ا وَاأ َلْبَانِهَ ا، فَانْطَ لَقُوا، فَلَمَّا صَ حُّ وا قَتَلُوا رَاعِ ىَ النَّبِيِّ -صلى اهلل عليه وسلم- وَاسْ تَاقُ وا<br />
النَّعَمَ، فَجَ اءَ اخلْ َربَ ُ يفِ اأَوَّلِ النَّهَ ارِ، فَبَعَثَ يفِ اآثَارِهِ مْ، فَلَمَّا ارْتَفَعَ النَّهَ ارُ جِ يءَ بِهِ مْ، فَقَطَ عَ<br />
اأَيْدِيَهُ مْ وَاأ َرْجُ لَهُ مْ، وَسُ مِ رَتْ )99( اأَعْ يُنُهُ مْ وَاأ ُلْقُوا يفِ احلْ َرَّةِ )100( يَسْ تَسْ قُونَ فَالَ يُسْ قَوْنَ . قَالَ اأَبُو<br />
قِ الَبَةَ: فَهَ وؤُالَءِ رشَ َقُ وا، وَقَتَلُوا، وَكَ فَرُوا بَعْدَ اإِميَانِهِ مْ، وَحَ ارَبُوا اهللَّ َ وَرَسُ ولَهُ )101( .<br />
● ● ثالثاً- من الأثر:<br />
عن عُ مَرَ بْنِ اخلْ َطَّ ابِ -رضي اهلل عنه- اأنه قَتَلَ نَفَراً خَ مْسَ ةً اأَوْ سَ بْعَةً بِرَجُ لٍ وَاحِ دٍ قَتَلُوهُ<br />
قَتْلَ غِ يلَةٍ ، وَقَالَ : لَوْ متَ َاالَ أَ عَ لَيْهِ اأَهْ لُ صَ نْعَاءَ لَقَتَلْتُهُ مْ جَ مِ يعاً )102( )103( . ووجه الداللة اأن عمر<br />
–رضي اهلل عنه- مل يرتك االأمر اإىل اأولياء الدم، فدل ذلك على اأن عقوبة هذا الفعل لالإمام<br />
دون االأولياء، لذلك فهو حِ رابة.<br />
● ●رابعاً- من املعقول:<br />
وهو اأن هذا النوع من القتل من الفساد يف االأرض، وبالتايل فاإن من ارتكبه يعترب<br />
حمارباً فيقتل حَ دَّاً، ال قَوَدَاً )104( . القول الثاين: ال يدخل قتل الغِ يِلَة ضمن احلرابة )105( ، واإمنا<br />
يندرج ضمن قتل العَمْد )106( ، وهو مذهب احلنفية )107( ، والشافعية )108( ، واحلنابلة )109(<br />
والظاهرية )110( ، وابن املنذر، واإسحاق )111( )112( . االأثر املرتتب على عدم اعتبار قتل<br />
الغِ يلَة من قبيل العَمْد، وليس من احلِ رابة: ترتب على اعتبار قتل الغِ يِلَة من قبيل القتل العمد،<br />
)113(<br />
وليس من احلرابة عند هوؤالء الفقهاء، اأن عقوبة هذا النوع من القتل هي نفس عقوبة<br />
القتل عمْداً، ويكون االأمر فيها اإىل اأولياء الدم، ال اإىل السلطان، قال حممد بن احلسن: »قال<br />
اأبو حنيفة -رضي اهلل عنه- : من قتل رجالً عمداً، قتل غِ يِلَة، اأو غري غِ يِلَة، فذلك اإىل اأولياء<br />
القتيل، فاإن شاءوا قتلوا، واإن شاءوا عفوا« )114( ، وقال حممد بن احلسن تعليقاً: »فمن قتل<br />
وليُّه، فهو وليُّه يف دمه دون السلطان، اإن شاء قتل، واإن شاء عفا، وليس اإىل السلطان من<br />
ذلك شيء« )115( ، وقال الشافعي: »كل من قتل يف حرابة، اأو صحراء، اأو مرص، اأو مكابرة،<br />
209
قَتْلُ الغِ يِلَةِ )االغتيال( وموقفُ الفقهِ اإلسالميّ منه<br />
دراسة مقارنة<br />
د. إسماعيل شندي<br />
اأو قتل غِ يِلَة على مال اأو غريه، اأو قتل نائرة، فالقصاص والعفو اإىل االأولياء، وليس اإىل<br />
السلطان من ذلك شيء، اإال االأدب اإذا عفا الويل« )116( .<br />
أدلة الفقهاء القائلني باعتبار قتل الغِيِلَة من قبيل القتل العمْد:<br />
استدلوا من الكتاب، والسنة، واالأثر، واملعقول:<br />
● ●اأولً- من الكتاب:<br />
. أقول اهلل- تعاىل- : {وَالَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَ رَّمَ اهللَّ ُ اإِالَّ بِاحلْ َقِّ وَمَ نْ قُ تِلَ مَ ظْ لُوماً<br />
فَقَدْ جَ عَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُ لْطَ اناً فَالَ يُرشْ ِفْ يفِ الْقَتْلِ اإِنَّهُ كَ انَ مَ نْصُ وراً} )117( .<br />
.بوقول اهلل –تعاىل- : {يَا اأَيُّهَ ا الَّذِينَ اآَمَ نُوا كُ تِبَ عَ لَيْكُ مُ الْقِصَ اصُ يفِ الْقَتْلَى احلْ ُرُّ<br />
بِاحلْ ُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَاالْ أُنْثَى بِاالْ أُنْثَى فَمَنْ عُ فِيَ لَهُ مِ نْ اأَخِ يهِ شَ يْ ءٌ فَاتِّبَاعٌ بِاملْ َعْرُوفِ وَاأَدَاءٌ<br />
اإِلَيْهِ بِاإ ِحْ سَ انٍ ذَلِكَ تَخْ فِيفٌ مِ نْ رَبِّكُ مْ وَرَحْ مَةٌ فَمَنِ اعْ تَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَ ذَابٌ اأ<br />
ووجه الدللة من هاتني الآيتني الكرميتني: اأنَّ الشارع احلكيم قد جعل االأمر -عند<br />
حصول القتل- لويل املقتول دون السلطان، فهو -اأي الويل- الذي ميلك العفو اأو القصاص،<br />
ومل يفرِّق بني قتل الغِ يِلَة وغريه )119( . قال حممد بن احلسن تعليقاً على االآيتني: « فلم يسمِّ يف<br />
ذلك قتل الغِ يِلَة وال غريها، فمن قتل وليُّه فهو وليُّه« )120( . وقال ابن حزم –بعد ذكر االآيتني- :<br />
« فعم –تعاىل- كل قتل كما ذكر –تعاىل- وجعل العفو يف ذلك للويل« )121( .<br />
● ●ثانياً- من السنة:<br />
َ لِيمٌ} )118( .<br />
قول النبي –صلى اهلل عليه وسلم- : »اأَالَ اإِنَّكُ مْ يَا مَ عْرشَ َ خُ زَاعَ ةَ )122( قَتَلْتُمْ هَ ذَا الْقَتِيلَ<br />
مِ نْ هُ ذَ يْ لٍ )123( ، وَاإِينِّ عَ اقِ لُهُ، فَمَنْ قُ تِلَ لَهُ بَعْدَ مَ قَالَتِي هَ ذِهِ قَتِيلٌ، فَاأَهْ لُهُ بَنيْ َ خِ ريَ َتَنيْ ِ، اأَنْ<br />
يَاأْخُ ذُوا الْعَقْلَ ، اأَوْ يَقْتُلُوا« )124( . ووجه الداللة يف احلديث الرشيف، اأن قول النبي –صلى اهلل<br />
عليه وسلم- »فَاأ َهْ لُهُ بَنيْ َ خِ ريَ َتَنيْ ِ«، دليل على اأن اأمر القتل اإىل اأهل القتيل، دون غريهم )125( ،<br />
فهم الذين ميلكون اأن يترصفوا يف ذلك بالقصاص اأو العفو )126( . وقال ابن حزم تعليقاً<br />
على احلديث: »ونحن نشهد بشهادة اهلل اأن اهلل –تعاىل- لو اأراد اأن يخص من ذلك قتل غيلة،<br />
اأو حرابة، ملا اأغفله وال اأهمله ولبينه صلى اهلل عليه وسلم« )127( .<br />
● ●ثالثاً- من الأثر:<br />
. أعن عُ مَرَ بْنِ اخلْ َطَّ اب ِ-رَضِ يَ اهللَّ ُ عَ نْهُ- اأَنَّهُ اأُتِىَ بِرَجُ لٍ قَدْ قَتَلَ عَ مْداً، فَاأَمَ رَ بِقَتْلِهِ،<br />
فَعَفَا بَعْضُ االأَوْلِيَاءِ، فَاأ َمَ رَ بِقَتْلِهِ، فَقَالَ ابْنُ مَ سْ عُودٍ : كَ انَتِ النَّفْسُ لَهُ مْ جَ مِ يعاً، فَلَمَّا عَ فَا هَ ذَا<br />
اأَحْ يَا النَّفْسَ ، فَالَ يَسْ تَطِ يعُ اأَنْ يَاأْخُ ذَ حَ قَّهُ حَ تَّى يَاأ ْخُ ذَ غَ ريْ ُهُ، قَالَ : فَمَا تَرَى؟ قَالَ : اأَرَى اأَنْ جتَ ْ عَلَ<br />
الدِّيَةَ عَ لَيْهِ يفِ مَ الِهِ، وَتَرْفَعَ حِ صَّ ةَ الَّذِي عَ فَا، فَقَالَ عُ مَرُ -رَضِ يَ اهللَّ ُ عَ نْهُ- : وَاأَنَا اأَرَى ذَلِكَ »<br />
. )128(<br />
210
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
ووجه الدللة، اأن عمر قد وافق ابن مسعود -رضي اهلل عنهما- يف اأن االأمر لالأولياء<br />
واأن عفو اأحدهم يسقط احلق يف القصاص، الأن القصاص ال يتجزاأ، ومل يساأال –اأي عمر وابن<br />
مسعود- اأقتل غِ يِلَة هذا اأم ال؟ )129( .<br />
.بوعن حمَّاد، عن اإبراهيم النخعي، قال: »من عفا من ذي سهم، فعفوه عفو، قد اأجاز<br />
عمر وابن مسعود العفو من اأحد االأولياء، ومل يساألوا: اأقتل غيلة كان ذلك اأم غريه« )130( .<br />
.توعن سمَّاك بن الفضل »اأنَّ عروة كتب اإىل عمر بن عبد العزيز يف رجل خنق صبياً<br />
على اأوضاح )131( له حتى قتله، فوجدوه واحلبل اإىل يده، فاعرتف بذلك، فكتب اأن ادفعوه<br />
اإىل اأولياء الصبي، فاإن شاءوا قتلوه« )132( .<br />
● ●رابعاً- من املعقول:<br />
فالأن هذا القتيل قتيل يف غري املحاربة، فكان اأمره اإىل وليِّه، كسائر القتلى )133( .<br />
املبحث الثالث:<br />
<br />
املناقشة والرتجيح:<br />
<br />
<br />
♦ ♦اأولً: مناقشة اأدلة القائلني باأن قتل الغِيلَة من احلرابة:<br />
لقد نوقشت اأدلة الفقهاء القائلني باأنَّ قتل الغيلة من احلرابة مبا ياأتي:<br />
اأما االستدالل باآية احلرابة، فنوقش: »باأن االآية ال تخلو من اأن تكون على الرتتيب<br />
اأو التخيري فاإن كانت على الرتتيب، فاملالكية ال يقولون بهذا، واإن كانت على التخيري- وهو<br />
قولهم- فليس يف االآية ما يدعونه من اأن قاتل احلرابة والغِ يِلَة ال خيار فيه لويل القتيل،<br />
فخرج قولهم عن اأن يكون له متعلق اأو سبب يصح فبطل ما قالوه« )134( .<br />
اإن عدم ورود استشارة النبي –صلى اهلل عليه وسلم- الأهل اجلارية يف حديث<br />
الرضخ ال ينفي كون اخليار الأولياء الدم، فقد ورد التخيري يف نصوص اأخرى، جاء يف<br />
املحلَّى قوله: « اأما حديث اليهودي الذي رضخ راأس اجلارية على اأوضاحها، فليس فيه اأن<br />
رسول اهلل- صلى اهلل عليه وسلم- مل يشاور وليَّها، وال اأنه شاوره، وال اأنه قال اختار لويل<br />
املقتول يف الغِ يِلَة اأو احلِ رابة، فاإذ مل يقل ذلك -عليه الصالة والسالم- فال يحل ملسلم اأن<br />
ينسب ذلك اإىل رسول اهلل -صلى اهلل عليه وسلم- ... ويقول عليه ما مل يقل، فكيف وهذا<br />
اخلرب حجة عليهم، فاإنهم ال يختلفون يف اأن قاتل الغِ يِلَة اأو احلِ رابة ال يجوز البتة اأن يقتل<br />
رضخاً يف الراأس باحلجارة، وال رجماً، وهذا ماال يقوله اأحد من الناس، فصح يقيناً اإذ قتله<br />
رسول اهلل -صلى اهلل عليه واآله وسلم- رضخاً باحلجارة، اأنه اإمنا قتله قَوَدَاً باحلجارة،<br />
211
قَتْلُ الغِ يِلَةِ )االغتيال( وموقفُ الفقهِ اإلسالميّ منه<br />
دراسة مقارنة<br />
د. إسماعيل شندي<br />
واإذ قتله قَوَدَاً بها، فحكم قتل القَوَد اأن يكون باخليار يف ذلك اأو العفو للويل، واإذ ذلك كذلك<br />
بال شك، فقد صح عن النبي -صلى اهلل عليه وسلم- اأنه قال: »من قتل له قتيل فاأهله بني<br />
خريتني« )135( اإىل اآخره، فنحن على يقني من اأن فرضاً على كل اأحد اأن يضم هذا احلكم اإىل<br />
هذا اخلرب، وليس سكوت الرواة عن اأن رسول اهلل -صلى اهلل عليه وسلم- خري وليَّها مبسقط<br />
ما اأوجبه رسول اهلل -صلى اهلل عليه وسلم- يف القتل؛ من تخيري وليِّه، بل بال شك يف اأنه<br />
-عليه الصالة والسالم- مل يخالف ما اأمر به، وال يخلو هذا مما ذكرنا من قبول الزيادة<br />
املروية يف سائر النصوص اأصالً، ولو كان هذا الفعل تخصيصاً اأو نسخاً لبينه -عليه<br />
السالم-« )136( ، ثم اإنه قد يكون لالأنصارية ويل، لكنه صغري ال خيار له، فاختار النبي<br />
–صلى اهلل عليه وسلم- القَوَدَ عندئذٍ )137( .<br />
اأما حديث العُرَنيني، فليس فيه ما يدل على اأن النبي –صلى اهلل عليه وسلم- مل<br />
يشاور اأولياء الرعاء، وال اأنه قال ال خيار يف هذا لويل املقتول، ولذلك فهو غري صالح<br />
لالحتجاج )138( ، كما ميكن اأن يقال فيه اأن الرعاء قد يكونون غرباء ال ويل لهم )139( .<br />
212<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
واأما االستدالل بفعل عمر بن اخلطاب –رضي اهلل عنه- وقوله: »واهلل لو متاالأ عليه<br />
اأهل صنعاء جميعهم لقتلتهم به«، فيمكن اأن يجاب عنه باأن املقصود به: اأي الأمكنت الويل<br />
من استيفاء القَوَدِ منهم )140( .<br />
اأما اعتبار قتل الغِ يِلَة من الفساد يف االأرض ويدخل يف احلِ رابة، فهو على اأصل<br />
املالكية يف مفهوم احلِ رابة، ومفهوم احلِ رابة هذا حمل اختالف الفقهاء، فهو غري مُ سَ لَّم.<br />
♦ ♦ثانياً- مناقشة اأدلة القائلني باأن قتل الغِيلة من العَمْد:<br />
ميكن اأن تناقش )141( هذه االأدلة مبا ياأتي:<br />
اأما االآيتان، فيجاب عن االستدالل بهما، باأنهما تخصان القتل الذي يكون على غري<br />
وجه الغِ يِلَة، وهو الذي يكون ويل الدم فيه باخليار، وهذا ما ال خالف فيه، واإمنا اخلالف يف<br />
نوع اآخر من القتل –اأي قتل الغِ يِلَة- وقد وردت اأدلة اأخرى تبني خمالفة هذا النوع من القتل<br />
لغريه يف العقوبة من حيث حتتُّمها، وكونها لالإمام ال للويل.<br />
واأما احلديث، فيناقش مبا نوقشت به االآيتان، وذلك باأن يُحمل على غري هذا النوع<br />
من القتل. فبما اأن النصوص قد وردت يف كال االأمرين، دل ذلك -واهلل اأعلم- على اأن نوعاً<br />
من القتل يعترب من الفساد يف االأرض واأمره لالإمام.<br />
واأما الدليل الرابع واخلامس، اللذان رويا عن عمر بن اخلطاب وابن مسعود –رضي<br />
اهلل عنهما- فمنقطعان )142( ، وبالتايل فال يصلحان لالحتجاج.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
واأما ما جاء عن سمَّاك بن الفضل، وحُ كْم عمر بن عبد العزيز فيه، فيمكن اأن يناقش<br />
باأن عمر بن عبد العزيز –رضي اهلل عنه- قد حكم يف قضية عنده، وحكم احلاكم يرفع<br />
اخلالف ال سيما وهو –اأي عمر رحمه اهلل- من اأهل االجتهاد )143( .<br />
213<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
واأما الدليل السابع، فهو مبني على مفهوم احلِ رابة، ومفهومها حمل خالف.<br />
♦ ♦ثالثاً- الرتجيح:<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
بعد اإجالة النظر يف اأدلة الطرفني اأجدين اأميل اإىل اعتبار قتل الغيلة من احلرابة، ومن<br />
ثم فيكون اأمره اإىل السلطان، وذلك ملا ياأتي:<br />
قوة راأي املالكية يف تفسريهم للحِ رابة باعتبارها تشمل القتل على وجه التحيل<br />
واخلديعة، والقتل خفية الأجل املال وغريه، الأن حماربة اهلل –عز وجل- الواردة يف االآية،<br />
ال تنحرص يف فعل معني، واإمنا متتد لتشمل اأنواعاً اأخرى من الرشَّ )144( ، وهل هناك حِ رابة<br />
اأشد من اأن يُتجاوز السلطان، فيخدع االإنسان املسلم االآمن ويختطف ومن ثم يقتل، اأو يوؤخذ<br />
من البيت اأو الشارع اأو السوق، ليقتل الأجل ماله، اأو غريه؟<br />
قوة االأدلة التي استند اإليها القائلون بذلك، من حيث كونها رصيحة يف اأن نوعاً<br />
من القتل يكون حكمه لالإمام، واإال فكيف ميكن اأن يفهم اأمر النبي –صلى اهلل عليه وسلم-<br />
بقتل اليهودي الذي رضخ راأس اجلارية دون استشارة اأهلها، وهو الذي قال: »من قتل<br />
له قتيل فهو بخري النظرين«، لوال علمه –صلى اهلل عليه وسلم- اأن نوعاً من القتل يكون<br />
فيه االأمر لالإمام وليس للويل، وكيف ميكن اأن نفهم اأمر عمر بقتل اجلماعة الذين اشرتكوا<br />
يف القتل دون اأن يستشري االأولياء، وهو يعلم قول النبي -صلى اهلل عليه وسلم- هذا، لوال<br />
اأنه عرف اأن هذا النوع من القتل يعترب من الفساد يف االأرض، ومن ثم فيكون االأمر فيه<br />
اإىل االإمام.<br />
اإن يف هذا القول جمعاً بني االأدلة الواردة يف املساألة، فتحمل االأدلة التي فيها<br />
حصول القتل من االإمام دون استشارة االأولياء على اأن ذلك من احلرابة، وحتمل االأدلة التي<br />
فيها جعل االأمر لالأولياء على اأن ذلك يف القتل الذي ليس حرابة.<br />
اإن الذي يظهر من كالم اأصحاب هذا القول واأدلتهم هو تركيزهم على وجوب قتل<br />
قاتل الغِ يِلَة دون اأن يخوضوا يف تفصيل هذا القتل، اأي اأن دخوله يف احلِ رابة هو من حيث<br />
حتتُّم القتل، ويف هذا رد على اعرتاض ابن حزم الظاهري يف مساألة قتل الذي قتل اجلارية<br />
برض راأسه بني حجرين. ويف هذا املعنى يقول ابن عرفة: »وال يُقتص من القاتل الزائد<br />
حني القتل بحرية اأو اإسالم اإال القاتل لغِ يِلَة...، فيقتل احلر بالعبد، واملسلم بالكافر، لكن ليس<br />
قصاصاً، بل لدفع فساد، كقتل املحارب، الأنه يف معناه« )145( .
قَتْلُ الغِ يِلَةِ )االغتيال( وموقفُ الفقهِ اإلسالميّ منه<br />
دراسة مقارنة<br />
د. إسماعيل شندي<br />
اخلامتة والتوصيات:<br />
استناداً اإىل ما تقدم بيانه حول »قتل الغيلة وموقف الفقه االإسالمي منه– دراسة<br />
مقارنة«، خلص الباحث اإىل النتائج الأساسية الآتية:<br />
1 قتل الغِ يِلَة من حيث معناه االصطالحي، جمال خالف بني الفقهاء:<br />
. أفهو عند املالكية يف القول املعتمد واحلنابلة: القتل خفية الأخذ املال.<br />
.بوهو عند احلنفية واملالكية يف قولهم الثاين، والشافعية والظاهر من قول ابن حزم<br />
الظاهري: القتل على وجه التَّحَ يُّل واخلديعة، وهو ما اختاره الباحث.<br />
.توهو عند املالكية يف قولهم الثالث: القتل على وجه القصد الذي ال يجوز عليه<br />
اخلطاأ.<br />
2 اختلف الفقهاء يف التَّكْيِّيف الفقهي لقتل الغيلة:<br />
. أفهو عند املالكية وابن تيمية من احلنابلة واأبي الزناد من احلِ رابة، وهو ما اختاره<br />
الباحث.<br />
.ب وهو عند احلنفية، والشافعية، واحلنابلة، والظاهرية، من قبيل القتل العمد، وليس<br />
من احلرابة.<br />
3 اختلف الفقهاء يف االأثر املرتتب على التكييف الفقهي لقتل الغيلة:<br />
فمن اعتربه من الفقهاء حرابة، جعل عقوبته كعقوبة احلرابة نفسها، وبالتايل فيكون<br />
االأمر فيه اإىل السلطان، وليس له العفو. ومن اعتربه من قبيل القتل العمد، وليس من احلرابة<br />
جعل عقوبته كعقوبة القتل عمداً، ويكون االأمر فيه اإىل الويل، وهو باخليار بني القصاص<br />
واأخذ الدية.<br />
تلك هي اأبرز النتائج التي توصل اإليها الباحث من خالل هذه الدراسة، والتي عززت<br />
عنده التوصيات الآتية:<br />
1 يوصي الباحث العلماء برضورة القيام بدورهم يف توعية املسلمني وحتذيرهم من<br />
ارتكاب جرمية قتل الغيلة، وغريها من جرائم القتل االأخرى.<br />
2 يوصي الباحث العلماء برضورة بيان االأحكام الرشعية املتعلقة بهذا النوع من<br />
القتل، من خالل الدروس، واخلطب، واملحارضات، واملقاالت، حتى يتجنب الناس الوقوع<br />
يف هذه اجلرمية اخلطرية.<br />
3 يدعو الباحث اأويل االأمر اإىل رضورة العودة اإىل نظام العقوبات االإسالمي، وتطبيقه<br />
يف جرمية قتل الغيلة وغريها من اجلرائم االأخرى.<br />
4 يدعو الباحث العلماء وطالب العلم اإىل مزيد من العناية بالفقه االإسالمي، وبيان<br />
قدرته على وضع احللول السليمة لكل ما حتتاجه البرشية يف شتى مناحي حياتها.<br />
214<br />
1.<br />
2.<br />
3.<br />
1.<br />
2.<br />
3.<br />
4.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
اهلوامش:<br />
.1ما 1 ذكرته يف اأنواع االعتداء على النفس بالقتل، هو التقسيم الذي اختاره حممد بن<br />
احلسن من احلنفية، ومالك يف رواية عنه، والشافعية واحلنابلة، وقد نسبه ابن قدامة اإىل<br />
اأكرث اأهل العلم. وهو ما سارت عليه القوانني الوضعية. اأما احلنفية، فاملشهور عندهم<br />
اأن القتل خمسة اأنواع، وهي: العمد، وشبه العمد، واخلطاأ، واجلاري جمرى اخلطاأ، والقتل<br />
بالتسبب. واأما املالكية والظاهرية، فالقتل عندهم نوعان: عمد، وخطاأ، وال وجود لشبه<br />
العمد عندهم. انظر فيما مضى: الزيلعي، تبيني احلقائق، 97/6. والشيباين، االأصل،<br />
394/4. ومالك، املدونة، 306/6. والبغدادي، املعونة، 1306/3. والرشبيني، مغني<br />
املحتاج، 2/4. وابن قدامة، املغني، 321/9. وابن حزم، املحلى، 343/10- 344.<br />
والتقسيم الثالثي هو الراجح عندي، الأنه املتفق مع منطوق االأحاديث الرشيفة، ومن<br />
ذلك ما رواه النسائي يف سننه، 444/14، برقم: )4714( ، وصححه االألباين يف صحيح<br />
وضعيف سنن النسائي، 368/10، برقم: )4796( ، من قول النبي –صلى اهلل عليه وسلم:<br />
»اأال واإن كل قتيل خطاأ العمد اأو شبه العمد قتيل السوط والعصا مائة من االإبل منها اأربعون<br />
يف بطونها اأوالدها«، والأن شبه العمد ما قد اأخذ شبهاً من العمد، وشبهاً من اخلطاأ، فلم يكن<br />
له حكم اأحدهما على التجريد. واأما ما جرى جمرى اخلطاأ، فقد اأحلقه اجلمهور بالقتل اخلطاأ،<br />
كما اأحلقوا القتل بالتسبب بالقتل العمد. البغدادي، املعونة، 1306/3. واأبو رخية، الوجيز<br />
يف اأحكام احلدود والقصاص، ص193.<br />
.2االغتيال 2 والغيلة مبعنى واحد يف املوضوع الذي نحن بصدد بحثه، كما دلت املعاجم<br />
اللغوية. ابن منظور، لسان العرب، 146/10، مادة غول.<br />
3شبكة . 3 االإنرتنت، املوسوعة الشاملة، . www. islamport. com<br />
.4 4 حدد الشارع احلكيم احلاالت التي تقتل فيها النفس االإنسانية املعصومة، وذلك بقول<br />
النبي –صلى اهلل عليه وسلم- : »الَ يَحِ لُّ دَمُ امْ رِئٍ مُ سْ لِمٍ يَشْ هَ دُ اأَنْ الَ اإِلَهَ اإِالَّ اهللَّ ُ وَاأَينِّ<br />
رَسُ ولُ اهللَّ ِ اإِالَّ بِاإِحْ دَى ثَالَثٍ : النَّفْسُ بِالنَّفْسِ ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِى، وَاملْ َارِقُ مِ نَ الدِّينِ التَّارِكُ<br />
اجلْ َمَاعَ ةَ«. وكذلك حال الدفاع املرشوع عن النفس، اأو العضو، على اختالف بني الفقهاء<br />
يف وجوب اأو جواز دفع املعتدي يف هذه احلالة، وهم متفقون على وجوب دفع املعتدي<br />
على العرض، واإن اأدى ذلك اإىل قتله، ويكون دمه هدراً. اأما اإذا كان االعتداء على املال،<br />
فمذهب اجلمهور اأن دفع املعتدي يف هذه احلالة جائز ال واجب، ويرى املالكية اأن<br />
الدفاع عن املال يكون واجباً بعد االإنذار، ويف رواية اأخرى اأنه ال يجوز الدفاع عن املال<br />
اإن كان يسرياً. انظر: البخاري، صحيح البخاري، 445/22، رقم: )6878( . ومسلم،<br />
215
قَتْلُ الغِ يِلَةِ )االغتيال( وموقفُ الفقهِ اإلسالميّ منه<br />
دراسة مقارنة<br />
د. إسماعيل شندي<br />
صحيح مسلم، 25/9، حديث رقم: )3175( . والزيلعي، تبيني احلقائق، 110/6.<br />
والدردير، الرشح الكبري، 357/4. والعدوي، حاشية العدوي على رشح اخلرشي،<br />
112/8. والنووي، منهاج الطالبني، ص 305. والرشبيني، مغني املحتاج، 195/4.<br />
والبهوتي، كشاف القناع، 156. 155، 154/6، وابن مفلح، املبدع، 156. 155/9،<br />
وابن ضويان، منار السبيل، 351/2.<br />
.5اأَصْ 5 لُ الوَيْلِ يف اللغة: العَذاب والهَ الك، يُدْعَ ى به ملِ َنْ وقع يف هَ لَكة يَسْ تَحِ قُّها، تَقُول: وَيْلٌ<br />
لزيد، ومنه وَيْلٌ للمُ طَ فِّفِني، فاإِن وَقع يف هَ لَكة مل يستَحِ قَّها قلت: وَيْح. ووَيْلٌ: وادٍ يف<br />
جهنَّم. وقيل: بابٌ من اأَبوابها، ويف احلديث عن اأَبي سعيد اخلُدْريّ قال: قال رسول اهلل-<br />
صلى اهلل عليه و سلم- : الوَيْلُ وادٍ يف جهنم يَهْوِي فيه الكافِ ر اأَربعني خَ رِيفاً قبل اأَن يبلغ<br />
قَعْرَه«. انظر: ابن منظور، لسان العرب، 422/15- 423، مادة )ويل( . واحلديث اأخرجه<br />
احلاكم يف املستدرك، 393/3، برقم: )3873( ، وقال: هذا حديث صحيح االإسناد، ومل<br />
يخرجاه. وصححه الذهبي يف التلخيص.<br />
.6الثُّبُورِ: 6 هو الهالك، وقد ثَربَ َ، يَثْربُ ُ، ثُبُوراً. وثَربَ َهُ اهلل: اأَهلكه اإِهالكاً ال ينتعش، فمن هنالك<br />
يدعو اأَهل النار واثُبُوراه فيقال لهم: ال تدْعوا اليوم ثُبُوراً واحداً، وادْعُ وا ثُبُوراً كَ ثِرياً. ابن<br />
منظور، لسان العرب، 82/2، مادة )ثرب( . وابن كثري، تفسري القراآن العظيم، 262/3.<br />
.7الكبائر: 7 جمع مفرده كبرية، وهي الفعلة القبيحة، وتطلق الكبائر على كل ما اأوجب حداً<br />
يف الدنيا، كالزنا ورشب اخلمر، اأو وعيداً يف االآخرة؛ كاأكل الربا، وشهادة الزور، وعقوق<br />
الوالدين. ابن منظور، لسان العرب، 15/12، مادة )كرب( . وقلعجي وقنيبي، معجم لغة<br />
الفقهاء، ص 376.<br />
. 8الرشبيني، مغني املحتاج، 2/4<br />
. 9سورة النساء، االآية رقم )93<br />
1010ابن كثري، تفسري القراآن العظيم، . 460/1<br />
1 جامعة القدس املفتوحة، اأصول الفقه )1( ، ص78<br />
216<br />
. 8<br />
. ) 9<br />
. 11<br />
1212سورة االإرساء، االآية رقم )33 ) .<br />
1313الرازي، مفاتيح الغيب، 44/10. وابن كثري، تفسري القراآن العظيم، . 36/3<br />
1414قلت اإىل غريه دون حرصه يف الكراهة، بسبب اأن النهي كما يرصف اإىل الكراهة ميكن اأن<br />
يرصف اإىل التاأييس، كنحو قوله –تعاىل- : {ال تعتذروا اليوم} ]سورة التحرمي/7[،<br />
اأو الدعاء، كنحو قوله –تعاىل- : {ربنا ال تزغ قلوبنا بعد اإذ هديتنا} ]سورة اآل
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
عمران/8[، اأو االإرشاد، كنحو قوله –تعاىل- : {يا اأيها الذين اآمنوا ال تساألوا عن اأشياء<br />
اإن تبد لكم تسوؤكم}. ]سورة املائدة/101[. زيدان، الوجيز يف اأصول الفقه، ص 301.<br />
والزحيلي، اأصول الفقه االإسالمي، 233/1- 234.<br />
1515البخاري، كشف االأرسار، 294/2. والزركشي، البحر املحيط، . 224/3 وزيدان، الوجيز<br />
يف اأصول الفقه، ص302.<br />
217<br />
1616سورة الفرقان، االآيتان رقم )68، ) 69 .<br />
1717الطربي، جامع البيان، 302/19. والقرطبي، اجلامع الأحكام القراآن، . 75/13 وابن<br />
كثري، تفسري القراآن العظيم، 460/1.<br />
1818القرطبي، اجلامع الأحكام القراآن، . 76/13<br />
1919املوبقات: اأي املهلكات. ابن االأثري، النهاية يف غريب احلديث واالأثر، . 146/5 وابن<br />
منظور، لسان العرب، 201/15، مادة )وبق( . وابن حجر، فتح الباري، 232/10.<br />
2020رواه البخاري يف صحيحه، 142/10، حديث رقم: )2766 ) .<br />
2121رواه الرتمذي يف اجلامع الصحيح، 16/4، برقم: )1395 ) ، مرفوعاً وموقوفاً ورجح<br />
املوقوف. وذكره االألباين يف صحيح وضعيف سنن الرتمذي، 395/3، برقم: )1395(،<br />
واأشار اإليه بلفظ: »صحيح«.<br />
222 يف هذا احلديث داللة على عدم قبول توبة القاتل، وقد اختلف الفقهاء يف ذلك، ومذهب<br />
ابن عباس اأن توبته غري مقبولة، استدالالً بقوله –تعاىل- : {ومن يقتل موؤمناً متعمداً<br />
فجزاوؤه جهنم خالداً فيها وغضب اهلل عليه ولعنه واأعد له عذاباً عظيماً} ]سورة<br />
النساء/93[. ومذهب اجلمهور- وهو الراجح- اأنها مقبولة، استدالالً بقوله –تعاىل- :<br />
{اإن اهلل ال يغفر اأن يرشك به ويغفر ما دون ذلك ملن يشاء}. ]سورة النساء/48[،<br />
وقوله –تعاىل- : {اإن اهلل يغفر الذنوب جميعاً} ]سورة الزمر/53[، ويف احلديث<br />
عن النبي- صلى اهلل عليه وسلم- قال: »اإن رجالً قتل مائة رجل ظلماً، ثم ساأل: هل<br />
له من توبة؟ فدل على عامل، فساأله، فقال: ومن يحول بينك وبني التوبة، ولكن اخرج<br />
من قرية السوء، اإىل القرية الصاحلة، فاعبد اهلل فيها، فخرج تائباً، فاأدركه املوت يف<br />
الطريق، فاختصمت فيه مالئكة الرحمة ومالئكة العذاب، فبعث اهلل اإليهم ملكاً، فقال:<br />
قيسوا ما بني القريتني، فاإىل اأيهما كان اأقرب، فاجعلوه من اأهلها، فوجدوه اأقرب اإىل<br />
القرية الصاحلة بشرب، فجعلوه من اأهلها«. والأن التوبة تصح من الكفر، فمن القتل اأوىل.<br />
واالآية حممولة على من مل يتب، اأو على اأن هذا جزاوؤه اإن جازاه، وله العفو اإذا شاء.
قَتْلُ الغِ يِلَةِ )االغتيال( وموقفُ الفقهِ اإلسالميّ منه<br />
دراسة مقارنة<br />
د. إسماعيل شندي<br />
انظر: البخاري، صحيح البخاري، 289/11، حديث رقم: )3211( . ومسلم، صحيح<br />
مسلم، 338/13، حديث رقم: )3967( . والقرطبي، اجلامع الأحكام القراآن، 332/5.<br />
والبجريمي، حاشية البجريمي على اخلطيب، 99/4. وابن قدامة، املغني، 320/9-<br />
.321<br />
2323رواه اأبو داود يف سننه، 100/4- 101 ، كتاب الفنت واملالحم، باب يف تعظيم قتل<br />
املوؤمن، رقم: )4270( . وابن ماجة يف سننه، 874/2، كتاب الديات، باب التغليظ يف<br />
قتل مسلم ظلماً، رقم: )2619( ، عن الرباء بن عازب، وذكره االألباين يف صحيح سنن<br />
اأبي داود، 804/3، حتت رقم: )3588( . وصحيح سنن ابن ماجة، 92/2، حتت رقم:<br />
)2121( ، واأشار اإليه بلفظ: »صحيح«.<br />
2424ذكر اأبو داود عن خَ الِدُ بْنِ دِهْ قَانَ قال: سَ اأَلْتُ يَحْ يَى بْنَ يَحْ يَى الْغَسَّ اينِ َّ عَ نْ قَوْلِهِ اعْ تَبَطَ<br />
بِقَتْلِهِ، قَالَ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ يفِ الْفِتْنَةِ فَيَقْتُلُ اأَحَ دُهُ مْ، فَريَ َى اأَنَّهُ عَ لَى هُ دىً الَ يَسْ تَغْفِرُ اهللَّ َ<br />
يَعْنِي مِ نْ ذَلِكَ . سنن اأبي داود، 101/4. قال ابن االأثري: »وهذا التفسريُ يدُلُّ على اأنه<br />
من الغِ بْطةِ بالغني املعجمة، وهي الفَرَح والرشُّ ورُ وَحُ سْ ن احلال، الأنَّ القاتل يفرَحُ بقتل<br />
خَ صْ مِ ه، فاإذا كان املَقْتُولُ موؤمناً وفَرح بقَتْله دَخَ ل يف هذا الوعِ يد.« وقال اخلطَّ ابي:<br />
»اعتَبَطه قَتْله: اأي قَتَله ظلْماً الَ عن قِ صَ اصِ . انظر: ابن االأثري، النهاية يف غريب االأثر،«<br />
.172/3<br />
2525الرشَّ ف: التَّوبَة. وقيل النَّافِ لَة. النهاية يف غريب االأثر، . 24/3<br />
2626العَدْل: الفِدْية وقيل: الفَرِيضَ ة، اأي اأن اهلل –عز وجل- ال يقبل منه الفريضة التي كتبها<br />
عليها عند اأدائه لها. النهاية يف غريب االأثر، 24/3.<br />
2727رواه اأبو داود يف سننه، 100/4- 101 ، كتب الفنت واملالحم، باب يف تعظيم قتل<br />
املوؤمن، رقم: )4270( ، وذكره االألباين يف صحيح سنن اأبي داود، 804/3، حتت رقم:<br />
)3589( ، واأشار اإليه بلفظ: »صحيح«.<br />
2828رواه الطرباين يف املعجم الصغري، 340/1، رقم: )565 ) . وذكره االألباين يف صحيح<br />
الرتغيب والرتهيب، 316/2، برقم: )2443( ، واأشار اإليه بلفظ: »صحيح لغريه«.<br />
2929ابن حجر، فتح الباري، 184/12- 185. واملباركفوري، حتفة االأحوذي، . 28/4<br />
واالآبادي، عون املعبود، 236/11- 237.<br />
. 30<br />
30الرشبيني، مغني املحتاج، 2/4. والبجريمي، حاشية البجريمي على اخلطيب، 100/4<br />
واملطيعي، تكملة املجموع، 266/20. وابن قدامة، املغني، 319/9.<br />
218
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
219<br />
3131ابن قدامة، املغني، . 319/9<br />
3232الذميون: جمع مفرده ذمي، والذمي من اأمضي له عقد الذمة، وعقد الذمة: »عهد يعطى<br />
للمواطنني غري املسلمني يف دولة االإسالم باحلفاظ على اأرواحهم واأموالهم وعدم<br />
املساس باأديانهم«. قلعجي وقنيبي، معجم لغة الفقهاء، ص214.<br />
3 رواه البخاري يف صحيحه، 286/11، برقم: )3166<br />
3434ابن منظور، لسان العرب، 33/11- 37 ، مادة )قتل( .<br />
3535الشاعر هو دريد بن الصمة، وهو اأحد الشجعان املشهورين، وذوى الراأي يف اجلاهلية،<br />
قتل يف يوم حنني. انظر: ابن قتيبة الدينوري، الشعر والشعراء، ص 160- 161.<br />
3636املربد، الكامل يف اللغة واالأدب، . 313/1<br />
3737اأخرجه اأحمد يف املسند، 209/8، برقم: )3674( . والطرباين يف املعجم الكبري، 66/9-<br />
67، برقم: )10364( . والبيهقي يف شعب االإميان، 401/16، برقم: )7645( . وذكره<br />
االألباين يف السلسلة الضعيفة واملوضوعة، 158/3، واأشار اإليه بلفظ: »ضعيف«. واملراد<br />
ب: »اأَوْ قَتَلَهُ نَبِيٌّ » اأي من قَتَله وهو كافر كقَتْله اأُبيَّ بن خَ لَف يوم بدْر، ال كمَن قَتَله تطهرياً<br />
له يف احلَدِّ كماعِ زٍ. ابن منظور، لسان العرب، 33/11.<br />
3838اجلوهري، الصحاح يف اللغة، ، 61/2 مادة )قتل( .<br />
3939قاضي زادة، تكملة فتح القدير، 203/10. والبابرتي، العناية، . 203/10<br />
4040القرطبي، اجلامع الأحكام القراآن، . 302/6<br />
. ) 33<br />
4141الرشبيني، مغني املحتاج، . 329/3<br />
4242البهوتي، كشاف القناع، . 504/5<br />
4343جامعة القدس املفتوحة، فقه العقوبات، ص262 .<br />
444 الردة تعني الرجوع عن االإسالم اإىل الكفر. قال النووي: »هي قطع االإسالم بنية اأو<br />
قول كفر اأو فعل« واملرتد هو الذي يرجع عن االإسالم اإىل الكفر. انظر: النووي، منهاج<br />
الطالبني ورشح الرشبيني عليه، 133/4- 134.<br />
4545يراد بالقصاص: اأن يفعل باجلاين مثل ما فعل، اأو هو معاقبة اجلاين على جرمية القتل<br />
والقطع واجلرح عمداً مبثلها، اأو هو اأن يعاقب املجرم مبثل ما فعل، فيقتل كما قتل اأو<br />
يجرح كما جرح، وعرفه بعضهم باأنه: القود، ذلك اأنهم كانوا يقودون اجلاين بحبل اأو<br />
بغريه. انظر: الطحطاوي، حاشية الطحطاوي، 260/4.
قَتْلُ الغِ يِلَةِ )االغتيال( وموقفُ الفقهِ اإلسالميّ منه<br />
دراسة مقارنة<br />
د. إسماعيل شندي<br />
واجلرجاين، التعريفات، ص176. والزرقا، املدخل الفقهي العام، 613/2. وعبد القادر<br />
عودة، الترشيع اجلنائي االإسالمي، 663/1.<br />
4646اأخرجه مسلم يف صحيحه، 25/9، برقم: )3175( . واأبو داود يف سننه، ، 124/4 برقم:<br />
. )4351(<br />
4747جامعة القدس املفتوحة، فقه العقوبات، ص262 .<br />
4848ابن منظور، لسان العرب، 159/10- 161 ، مادة )غيل( .<br />
4949ومنه قول رَسُ ولَ اهللَّ ِ -صَ لَّى اهللَّ ُ عَ لَيْهِ وَسَ لَّمَ- : »لَقَدْ هَ مَمْتُ اأَنْ اأَنْهَ ى عَ نْ الْغِ يلَةِ حَ تَّى<br />
ذَكَ رْتُ اأَنَّ الرُّومَ وَفَارِسَ يَصْ نَعُونَ ذَلِكَ فَالَ يَرشُ ُّ اأَوْالَ دَهُ مْ«. اأخرجه مسلم يف صحيحه،<br />
،323/7 برقم: )2612( .<br />
220<br />
5050االأزهري، تهذيب اللغة، . 100/3<br />
5151هو الشمردل بن رشيك بن عبد امللك بن روؤبة بن مكرم بن ضبارى بن عبيد بن ثعلبة بن<br />
يربوع. وهو شاعر اإسالمي من شعراء الدولة االأموية، كان يف اأيام جرير والفرزدق، تويف<br />
نحو سنة 80ه. اأبو الفرج االأصبهاين، االأغاين، 23/4. والزركلي، االأعالم، 176/3.<br />
5252اأبو الفرج االأصبهاين، االأغاين، 24/4. وابن حمدون، التذكرة احلمدونية، . 7/2<br />
5353اأخرجه اأبو داود يف سننه، ، 321/4 كتاب االأدب، اأبواب النوم، باب ما يقول اإذا اأصبح،<br />
برقم: )5074( . والنسائي يف سننه، 455/16، برقم: )5434( ، وذكره االألباين يف<br />
صحيح سنن اأبي داود، 955/3- 956، برقم: )4235( ، واأشار اإليه بلفظ: »صحيح«.<br />
5454وهو -اأي قتل الغيلة- يختلف عن الفتك والغدر يف اأن الفتك يعني: اأن يقتله من حيث<br />
يراه وهو غارٌّ غافِ ل غري مستعدٍّ. اأما الغدر فهو اأن يقتل بعد اإعطاء االأمان. ابن منظور،<br />
لسان العرب، 177/10. وابن االأثري، النهاية يف غريب احلديث واالأثر، 409/3. وانظر:<br />
اأطفيش، رشح النيل وشفاء العليل، 239/30.<br />
555 شلبي، حاشية شلبي على تبيني احلقائق، . 250/1<br />
5656احلطاب، مواهب اجلليل، . 406/17<br />
5757احلطاب، مواهب اجلليل، . 406/17 وقال الباجي: »يفِ الْعُتْبِيَّةِ وَاملْ َوَّازِيَّةِ قَتْلُ الْغِ يلَةِ مِ نْ<br />
املْ ُحَ ارَبَةِ اإِالَّ اأَنْ يَغْتَالَ رَجُ الً اأَوْ صَ بِيّاً فَيَخْ دَعَ هُ حَ تَّى يُدْخِ لَهُ مَ وْضِ عاً فَيَاأْخُ ذَ مَ ا مَ عَهُ فَهُ وَ<br />
كَ املْ ُحَ ارَبَةِ فَهَ ذَا بَنيِّ ٌ يفِ اأَحَ دِ الْوَجْ هَ نيْ ِ. انظر: الباجي، املنتقى رشح املوطاأ، 116/7«.<br />
5858احلطاب، مواهب اجلليل، . 406/17
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
5959الباجي، املنتقى، . 116/7<br />
6060احلطاب، مواهب اجلليل، . 406/17<br />
6161االأنصاري، فتح الوهاب، . 308/2<br />
6262الهيتمي، حتفة املحتاج، . 150/40<br />
6363الرحيباين، مطالب اأويل النهى، . 244/17<br />
6464انظر: ابن حزم، املحلى، ، 518/10 وما بعدها.<br />
6565انظر: ابن رشد، بداية املجتهد، 593/2- 594 . وهذا النوع يكون فيه القصاص حتماً،<br />
كما لو قتل الرجل ابنه على هذا النحو؛ باأن يضجعه فيذبحه، فاملالكية يوجبون<br />
القصاص على االأب يف هذه احلالة باعتبارها قتل غيلة، بخالف اجلمهور. انظر:<br />
التسويل، البهجة يف رشح التحفة، 380/2. والقرطبي، اجلامع الأحكام القراآن، 250/2.<br />
والكاساين، بدائع الصنائع، 235/7. والرشبيني، مغني املحتاج، 18/4. وابن قدامة،<br />
املغني، -360/9 .362<br />
6 سورة املائدة، االآية رقم )33<br />
6767احلِ رَابَةُ مشتقة من احلرب، واحلَرْبُ يف اللغة: نقيض السِّ لْم، وياأتي مبعنى: القتال،<br />
والشِّ دَّةُ، والعداء، واملعصية، واحلَرَبُ : اأن يُسْ لَبَ االإنسان ماله، يقال: حَ رَبَهُ يَحْ رُبُهُ: اإذا<br />
اأخذ ماله. وهو حمَ ْ رُوبٌ ، وحَ رِيبٌ . وحَ رِيبَةُ الرجل: ماله الذي سُ لِبَهُ، ال يسمَّى بذلك اإال بعد<br />
اأن يُسْ لَبَهُ. وحُ رِبَ دينه: اأي سُ لِبَ دينه. واحلَارِبُ : املشَ لِّحُ : اأي الغاصب الناهب. واحلَرِبُ :<br />
الغضب، اأو اشتداد الغضب. ابن منظور، لسان العرب، 99/3- 104، مادة )حرب( .<br />
والفريوزاآبادي، القاموس املحيط ص93- 94، مادة )حرب( . وابن فارس، معجم<br />
مقاييس اللغة ص258، مادة )حرب( . والرازي، خمتار الصحاح ص54، مادة حرب.<br />
واالأصفهاين، مفردات األفاظ القراآن، ص225، مادة )حرب( .<br />
6868وقد اأجاز املالكية قتل املسلم بالكافر اإذا قتله حرابة، ملا روي عن عبد اهلل بن عامر<br />
اأنه كتب اإىل عثمان بن عفان –رضي اهلل عنه- اأن رجالً من املسلمني عدا على دهقان<br />
فقتله على ماله، فكتب اإليه عثمان اأن اقتله، فاإن هذا قتل غيلة على احلرابة. وملا روي<br />
عن احلارث بن عبد الرحمن اأن رجالً مسلماً يف زمان اأبان بن عثمان بن عفان قتل<br />
نبطياً بذي حميت على مال، قال: فراأيت اأبان بن عثمان اأمر باملسلم فقتل بالنبطي،<br />
لقتله اإياه غيلة، فراأيته حتى رضبت عنقه«. وعن اأبي الزناد اأنه شهد اأبان بن عثمان<br />
اإذ قتل مسلماً بنرصاين قتله قتل غيلة. انظر: عليش، منح اجلليل، 5/9. واملواق، التاج<br />
. ) 66<br />
221
قَتْلُ الغِ يِلَةِ )االغتيال( وموقفُ الفقهِ اإلسالميّ منه<br />
دراسة مقارنة<br />
د. إسماعيل شندي<br />
واالإكليل، 249/12. والعدوي، حاشية العدوي على رشح كفاية الطالب الرباين، 82/7.<br />
وابن جزي، القوانني الفقهية، ص238. وابن حزم، املحلى، 519/10.<br />
69ابن تيمية، جمموع الفتاوى، 317/28. وابن مفلح، الفروع، 669/5<br />
االإنصاف، 6/10. واختار القاضي احلنبلي اأن قاتل االأئمة يقتل حداً الأن فساده اأعظم<br />
من فساد املحارب.<br />
70 هو عبد اهلل بن ذكوان القرشي، اأبو عبد الرحمن املدين، املعروف باأبي الزناد، قال ابن<br />
حجر: « ثقة فقيه، تويف سنة 130ه. انظر: ترجمته يف: ابن حجر، تقريب التهذيب، ص<br />
.358<br />
71ابن حزم، املحلى، 518/10<br />
72احلطاب، مواهب اجلليل، 406/17<br />
73العدوي، حاشية العدوي على رشح كفاية الطالب الرباين، 82/7<br />
74ابن تيمية، جمموع الفتاوى، 316/28- 317<br />
75 تكون احلرابة يف دار االإسالم غالباً، ومن رعاياها، ال من اأعدائها، الأن قطع الطريق<br />
من غري رعايا الدولة االإسالمية على رعايا دار االإسالم هي احلرب احلقيقية. اأبو زهرة،<br />
اجلرمية والعقوبة يف الفقه االإسالمي )العقوبة( ، ص127.<br />
76 ويف شمول احلرابة االعتداء على الفروج قال االإمام ابن العربي يف كتابه اأحكام<br />
القراآن ما نصه: »لقد كنت اأيام تولية القضاء، قد رفع اإيل اأمر قوم خرجوا حماربني اإىل<br />
رفقة، فاأخذوا منهم امراأة، مغالبة على نفسها من زوجها، ومن جملة املسلمني معه،<br />
فاحتملوها، ثم جُ دَّ فيهم الطلب، فاأخذوا، وجيء بهم فساألت من كان ابتالين اهلل به من<br />
املفتني، فقالوا: ليسوا حماربني؛ الأن احلرابة اإمنا تكون يف االأموال، ال يف الفروج، فقلت<br />
لهم: اإنا هلل، واإنا اإليه راجعون! اأمل تعلموا اأن احلرابة يف الفروج اأفحش منها يف االأموال،<br />
واأن الناس كلهم لريضون اأن تذهب اأموالهم، وحتُ ْ رَبَ من بني اأيديهم، وال يُحْ رَبُ املرء يف<br />
زوجته وبنته، ولو كان فوق ما قال اهلل عقوبة، لكانت ملن يسلب الفروج«. ابن العربي،<br />
اأحكام القراآن، 95/2.<br />
الشنقيطي، تبيني املسالك لتدريب السالك اإىل اأقرب املسالك، 520/4<br />
78 النَاأْرُ: هو الهيجان، ونَاأ َرَتْ نَائِرَةٌ يف الناس: اأي هاجت هائجة، والقتل لنائرة: اأي لعداوة<br />
بني القاتل واملقتول ويف هذا النوع القصاص ويجوز للويل العفو وفيه. ابن منظور،<br />
لسان العرب، 6/14، مادة )ناأر( . وجممع اللغة العربية، املعجم الوسيط، 895/2، مادة<br />
ناأر. والغنيمي، الفواكه الدواين، 45/7.<br />
. 69 واملرداوي،<br />
. 71<br />
. 72<br />
. 73<br />
. 74<br />
75<br />
. 777<br />
78<br />
222<br />
70<br />
76
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
7979الذَّحْ ل: هو الثاأر، وقيل: طلب مكافاأة بجناية جنيت عليك، اأو عداوة اأوتيت اإليك، وقيل:<br />
هو العداوة واحلقد، وجمعه اأذحال، وذحول. لسان العرب البن منظور، 27/5- 28،<br />
مادة )ذحل( .<br />
80اجلامع الأحكام القراآن للقرطبي، 151/6<br />
81منح اجلليل لعليش، ج9 ص336<br />
. 80<br />
. 81<br />
82<br />
82 احلد يف اللغة املنع، والفصل بني الشيئني، ويف اصطالح الفقهاء: عقوبة مقدرة رشعاً<br />
حقاً هلل. ابن منظور لسان العرب، 79/3- 83، مادة )حدد( ، والرشبيني، مغني<br />
املحتاج، 155/4. وعقوبة احلرابة عند مالك تكون على التخيري، حيث يرتك االأمر<br />
الجتهاد االإمام، يختار العقوبة املناسبة واالأردع للمحارب، اإن قتل فال بد قتله، وليس<br />
لالإمام تخيري يف قطعه وال يف نفيه، واإمنا التخيري يف قتله اأو صلبه. واأما اإن اأخذ املال<br />
ومل يقتل فال تخيري يف نفيه، واإمنا التخيري يف قتله اأو صلبه اأو قطعه من خالف. واأما<br />
اإذا اأخاف السبيل فقط فاالإمام عنده خمري يف قتله اأو صلبه اأو قطعه اأو نفيه. ومعنى<br />
التخيري عنده اأن االأمر راجع يف ذلك اإىل اجتهاد االإمام، فاإن كان املحارب ممن له الراأي<br />
والتدبري، فوجه االجتهاد قتله اأو صلبه، الأن القطع ال يرفع رضره واإن كان ال راأي له<br />
واإمنا هو ذو قوة وباأس قطعه من خالف، واإن كان ليس فيه شيء من هاتني الصفتني<br />
اأخذ باأيرس ذلك فيه، وهو الرضب والنفي. ابن رشد، بداية املجتهد، 678/2.<br />
83سورة املائدة، االآيتان، )33- 34<br />
223<br />
. ) 83<br />
84<br />
84 ويقتل احلر بالعبد، الأن القتل يف الغيلة للفساد ال للقصاص، وما يجري يف النفس يجري<br />
فيما دون النفس اإذا حدثت اجلناية غيلة واملراأة فيه كالرجل. مالك، املدونة، 427/6.<br />
كتاب الديات. وعليش، منح اجلليل، 5/9- 6. واحلطاب، مواهب اجلليل، 407/17.<br />
واملواق، التاج واالإكليل، 392/11.<br />
8585القريواين، الرسالة، ص573. واحلطاب، مواهب اجلليل، . 407/17 وعليش، منح اجلليل،<br />
.6/9<br />
. 86<br />
. 87<br />
. 888<br />
. 89<br />
86احلطاب، مواهب اجلليل، 407/17<br />
87القريواين، الرسالة، ص 573<br />
االآبي، الثمر الداين، ص573- 574<br />
89املرداوي، االإنصاف، 6/10<br />
9090حماربة اهلل –عز وجل- الواردة يف االآية هي من باب املجاز ال احلقيقة، الأن اهلل<br />
–تعاىل- ال يحارب وال يغالب، وال يشاق، ملا هو عليه من صفات اجلالل، وعموم
قَتْلُ الغِ يِلَةِ )االغتيال( وموقفُ الفقهِ اإلسالميّ منه<br />
دراسة مقارنة<br />
د. إسماعيل شندي<br />
القدرة واالإرادة على الكمال، وما وجب له من التنزه عن االأضداد واالأنداد، والأن ذلك<br />
يقتضي اأن يكون كل واحد من املتحاربني يف جهة، واجلهة على اهلل –تعاىل- حمال،<br />
ولذلك فاإن معنى االآية: يحاربون اأولياء اهلل، وقد عرب بنفسه عن اأوليائه اإكباراً الإذايتهم،<br />
كما عرب بنفسه عن الفقراء يف قوله –تعاىل- : {من ذا الذي يقرض اهلل قرضاً حسناً}<br />
)البقرة/245( ، لطفاً بهم ورحمة لهم، وحثاً على االستعطاف عليهم، وكشفاً للغطاء<br />
عنهم، ومثل ذلك يف صحيح مسلم، 440/12، وفيه: »عبدي مرضت فلم تعدين، وجعت<br />
فلم تطعمني، وعطشت فلم تسقني، فيقول: وكيف ذلك واأنت رب العاملني؟ فيقول: مرض<br />
عبدي فالن فلم تعده، ولو عدته لوجدتني عنده، وكل هذا على اهلل حمال؟ ، ولكنه كنى<br />
بذلك عنه ترشيفاً له، وكذلك االآية. انظر: ابن العربي، اأحكام القراآن، 91/2. والقرطبي،<br />
اجلامع الأحكام القراآن، 150/6«.<br />
224<br />
9191سورة املائدة، االآية رقم )33 ) .<br />
9292احلطاب، مواهب اجلليل، . 406/17 والعدوي، حاشية العدوي على رشح كفاية الطالب<br />
الرباين، 82/7.<br />
9393اأخرجه البخاري يف صحيحه، 259/8، برقم: )2236 ) . ويف رواية اأخرى اأنه قتلها<br />
على اأوضاح لها. فعَنْ َ اأنَسٍ -رَضِ يَ اهللَّ ُ- عَ نْهُ اأ َنَّ يَهُ ودِيّاً قَتَلَ جَ ارِيَةً عَ لَى اأَوْضَ احٍ لَهَ ا<br />
فَقَتَلَهَ ا بِحَ جَ رٍ فَجِ يءَ بِهَ ا اإِىلَ النَّبِيِّ صَ لَّى اهللَّ ُ عَ لَيْهِ وَسَ لَّمَ وَبِهَ ا رَمَ قٌ فَقَالَ : اأَقَتَلَكِ فُ الَ نٌ ؟<br />
فَاأَشَ ارَتْ بِرَاأْسِ هَ ا اأَنْ الَ ، ثُمَّ قَالَ الثَّانِيَةَ، فَاأَشَ ارَتْ بِرَاأْسِ هَ ا اأَنْ الَ ، ثُمَّ سَ اأَلَهَ ا الثَّالِثَةَ فَاأ َشَ ارَتْ<br />
بِرَاأْسِ هَ ا اأَنْ نَعَمْ، فَقَتَلَهُ النَّبِيُّ -صَ لَّى اهللَّ ُ عَ لَيْهِ وَسَ لَّمَ- بِحَ جَ رَيْنِ انظر: البخاري، صحيح<br />
البخاري، 173/21، رقم: )6371( . ومسلم، صحيح مسلم، 12/9، رقم: )3165( .<br />
9494ذكره ابن حزم كدليل للقائلني باأن قتل الغيلة من احلرابة، دون اأن يسلم بذلك لهم. انظر:<br />
ابن حزم، املحلى، 519/10.<br />
9595قال السمعاين: هم بطن من متيم، وقال ابن االأثري مستدركاً: قلت: هكذا قال السمعاين،<br />
اأن عكالً بطن من متيم، وليس بصحيح، واإمنا عكل اسم اأمة المراأة من حمري، يقال لها:<br />
بنت ذي اللحية، فتزوجها عوف بن قيسب وائل بن عبد منة بن اأد بن طابخة، فولدت له<br />
جشماً، وسعداً، وعلياً، ثم هلكت احلمريية، فحضنت عكل ولدها، فغلبت عليهم، ونسبوا<br />
اإليها، وعكل من جملة الرباب الذين حتالفوا على بني متيم. انظر: السمعاين، االأنساب،<br />
223/4. وابن االأثري، اللباب، 351/2- 352.<br />
9696نسبة اإىل عرينة بن نذير بن قرس بن عبقر بن اأمنا بن اأراش، وهم بطن من بجيلة. انظر:<br />
السمعاين، االأنساب، 182/4- 183.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
225<br />
10<br />
9797اجلوى: احلرقة، وشدة الوجد، وجوي من باب صدي فهو جوٍ واجتويت البلد: كرهت<br />
املقام به، واإن كنت يف نعمة. واملقصود هنا اأنه اأصابهم اجلوى وهو املرض وداء<br />
اجلوف اإذا تطاول، وذلك اأنه مل يوافقهم هواوؤها واستوخموها. انظر: الرازي، خمتار<br />
الصحاح، ص50، مادة )جوى( . وابن االأثري، النهاية يف غريب احلديث واالأثر، 318/1.<br />
والشوكاين، نيل االأوطار، 333/7.<br />
9898اللقاح: جمع مفرده لَقُحَ ة، ومعناه: الناقة احللوب الغزيرة اللب. جممع اللغة العربية،<br />
املعجم الوسيط، 834/2، مادة )لقحت( .<br />
9سَ 999 مَرَ اأعينهم اأو سمَّر: واملعنى: كحلوا باأميال قد اأحميت، وقيل: اأنه اأكحلهم مبسامري<br />
حمماة، وقال ابن حجر: واملشهور يف اأكرث الروايات: سمل: اأي فقاأ اأعينهم. ابن حجر،<br />
فتح الباري، 113/12. واالآبادي، عون املعبود، 14/12.<br />
10100احلَرَّة: اأرض ذات حجارة سود نخرة، كاأنها اأحرقت بالنار، وهي اأرض خارج املدينة<br />
معروفة، واألقوا فيها الأنها اأقرب املكان الذي فعلوا فيه ما فعلوا. الرازي، خمتار<br />
الصحاح، ص 55، مادة )حرر( . واالآبادي، عون املعبود، 14/12. والشوكاين، نيل<br />
االأوطار، 333/7.<br />
10101اأخرجه البخاري يف صحيحه، 412/1، برقم: )233(. ومسلم يف صحيحه، ، 239/11<br />
برقم: )4447( .<br />
102 اأخرجه البخاري بلفظ: »عَ نْ نَافِ عٍ عَ نْ ابْنِ عُ مَرَ رَضِ يَ اهللَّ ُ عَ نْهُ مَا اأَنَّ غُ الَ مً ا قُ تِلَ غِ يلَةً<br />
فَقَالَ عُ مَرُ: لَوْ اشْ رتَ َكَ فِ يهَ ا اأَهْ لُ صَ نْعَاءَ لَقَتَلْتُهُ مْ، وَقَالَ مُ غِ ريَةُ بْنُ حَ كِ يمٍ عَ نْ اأَبِيهِ اإ ِنَّ<br />
اأَرْبَعَةً قَتَلُوا صَ بِيًّا فَقَالَ عُ مَرُ مِ ثْلَهُ«. انظر: البخاري، صحيح البخاري، 203/21، قال<br />
ابن حجر: « هُ وَ خمُ ْ تَرشَ مِ نْ االْ أَثَر الَّذِي وَصَ لَهُ اِبْن وَهْ ب وَمِ نْ طَ رِيقه قَاسِ م بْن اأَصْ بَغَ<br />
وَالطَّ حَ اوِ يّ وَالْبَيْهَ قِيّ ، قَالَ اِبْن وَهْ ب: حَ دَّثَنِي جَ رِير بْن حَ ازِم، اأَنَّ املْ ُغِ ريَة بْن حَ كِ يم<br />
الصَّ نْعَاينِ َّ حَ دَّثَهُ عَ نْ اأَبِيهِ، اأَنَّ اِمْ رَاأَة بِصَ نْعَاء غَ ابَ عَ نْهَ ا زَوْجهَ ا، وَتَرَكَ يفِ حِ جْ رهَ ا اِبْناً<br />
لَهُ مِ نْ غَ ريْ هَ ا غُ الَ ماً يُقَال لَهُ اأُصَ يْل، فَاتَّخَ ذَتْ املْ َرْاأَة بَعْد زَوْجهَ ا خَ لِيالً، فَقَالَتْ لَهُ: اإِنَّ<br />
هَ ذَا الْغُالَ م يَفْضَ حُ نَا فَاقْتُلْهُ، فَاأَبَى، فَامْ تَنَعَتْ مِ نْهُ، فَطَ اوَعَ هَ ا، فَاجْ تَمَعَ عَ لَى قَتْل الْغُالَ م<br />
الرَّجُ لُ وَرَجُ لٌ اآخَ رُ، وَاملْ َرْاأَةُ، وَخَ ادِمُ هَ ا، فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ قَطَّ عُوهُ اأَعْ ضَ اء، وَجَ عَلُوهُ يفِ عَ يْبَة-<br />
... وِ عَ اءٌ مِ نْ اأَدَم- فَطَ رَحُ وهُ يفِ رَكِ يَّة- ... هِ يَ الْبِئْر الَّتِي ملَ ْ تَطْ وَ- يفِ نَاحِ يَة الْقَرْيَة<br />
لَيْسَ فِ يهَ ا مَ اء، فَذَكَ رَ الْقِصَّ ة وَفِ يهِ: فَاأ ُخِ ذَ خَ لِيلُهَ ا فَاعْ رتَ َفَ ، ثُمَّ اِعْ رتَ َفَ الْبَاقُ ونَ ، فَكَتَبَ<br />
يَعْلَى- وَهُ وَ يَوْمئِذٍ اأَمِ ريٌ- بِشَ ْاأ نِهِ مْ اإ ِىلَ عُ مَر، فَكَتَبَ ِ اإ لَيْهِ عُ مَرُ بِقَتْلِهِ مْ جَ مِ يعاً، وَقَالَ :<br />
وَاَهللَّ ِ لَوْ اأَنَّ اأَهْ ل صَ نْعَاء اِشْ رتَ َكُ وا يفِ قَتْله لَقَتَلْتهمْ اأَجْ مَعِ نيَ«. انظر: ابن حجر، ففتح
قَتْلُ الغِ يِلَةِ )االغتيال( وموقفُ الفقهِ اإلسالميّ منه<br />
دراسة مقارنة<br />
د. إسماعيل شندي<br />
الباري، 228/12. وبلفظ املنت انظر: مالك، املوطاأ، 317/5، رقم: )1368( . وابن<br />
اأبي شيبة، 391/6، رقم: )145( . والدارقطني، سنن الدار قطني، 202/3. والبيهقي،<br />
السنن الكربى، 41/8، رقم: )15973( . وذكر ابن حجر يف فتح الباري، 228/12،<br />
قصة مشابهة عن عمر فقال: »وَرَوَيْنَا نَحْ و هَ ذِهِ الْقِصَّ ة مِ نْ وَجْ ه اآخَ ر عِ نْد الدَّارَقُ طْ نِيِّ<br />
وَيفِ فَوَائِد اأَبِي احلْ َسَ ن بْن زَجنْ َ وَيْهِ بِسَ نَدٍ جَ يِّد اإِىلَ اأَبِي املْ ُهَ اجِ ر عَ بْد اهللَّ بْن عُ مَريْ َةَ مِ نْ<br />
بَنِي قَيْس بْن ثَعْلَبَة قَالَ : كَ انَ رَجُ ل يُسَ ابِق النَّاس كُ لّ سَ نَة بِاأَيَّامٍ ، فَلَمَّا قَدِمَ وَجَ دَ مَ عَ<br />
وَلِيدَتِهِ سَ بْعَةَ رِجَ الٍ يَرشْ َبُونَ فَاأ َخَ ذُوهُ فَقَتَلُوهُ، فَذَكَ رَ الْقِصَّ ةَ يفِ اِعْ رتِ َافِ هِ مْ وَكِ تَاب االْ أَمِ ريِ<br />
اإِىلَ عُ مَرَ وَيفِ جَ وَابِهِ اأَنْ ارشْ ِبْ اأَعْ نَاقهمْ، وَاقْتُلْهَ ا مَ عَهُ مْ، فَلَوْ اأَنَّ اأَهْ ل صَ نْعَاء اِشْ رتَ َكُ وا<br />
يفِ دَمه لَقَتَلْتهمْ، وَهَ ذِهِ الْقِصَّ ة غَ ريْ االْ أُوىلَ وَسَ نَده جَ يِّد«.<br />
226<br />
10103ابن حزم، املحلى، . 521/10<br />
10104عليش، منح اجلليل، 5/9. والغنيمي، الفواكه الدواين، . 45/7 وابن تيمية، جمموع<br />
الفتاوى، .317 ،316/28<br />
10105اختلف هوؤالء الفقهاء فيما يشمله لفظ احلِ رابة؛ فهي عند احلنفية: »اخلروج على<br />
املارَّة، الأخذ املال على سبيل املغالبة، على وجه ميتنع املارَّة عن املرور، وينقطع<br />
الطريق، سواء كان القطع من جماعة، اأو من واحد، بعد اأن يكون له قوة القطع«، وقال<br />
الشافعية: »هي الربوز الأخذ مال، اأو لقتل، اأو اإرعاب، مكابرة، اعتماداً على الشوكة،<br />
مع البعد عن الغوث«. وقال احلنابلة: »هي تعرض املكلفني امللتزمني للناس بسالح،<br />
ولو بعصا، وحجارة، يف صحراء اأو بنيان، اأو بحر، الأخذ مالهم قهراً، جماهرة.<br />
واملحاربون عندهم: هم املكلفون، امللتزمون، الذين يعرضون للناس بسالح، ولو<br />
بعصا، وحجارة يف صحراء، اأو بنيان، اأو بحر، فيغصبونهم ماالً حمرتماً قهراً،<br />
جماهرة. وقال ابن حزم الظاهري: »املحارب هو املكابر، املخيف الأهل الطريق،<br />
املفسد يف سبيل االأرض سواء بسالح، اأو بال سالح اأصالً، سواء ليالً، اأو نهاراً، يف<br />
مرص، اأو يف فالة، اأو يف قرص اخلليفة، اأو اجلامع، سواء قدموا على اأنفسهم اإماماً، اأو<br />
مل يقدموا سوى اخلليفة نفسه، فعل ذلك بجنده، اأو غريه، منقطعني يف الصحراء، اأو<br />
اأهل قرية، سكاناً يف دورهم، اأو اأهل حصن كذلك، اأو اأهل مدينة عظيمة، اأو غري عظيمة<br />
كذلك، واحداً كان، اأو اأكرث، كل من حارب املار، واأخاف السبيل، بقتل نفس، اأو اأخذ<br />
مال، اأو جلراحة، اأو النتهاك فرج، فهو حمارب، عليه، وعليهم –كرثوا اأو قلوا- حكم<br />
املحاربني املنصوص عليه«. الكاساين بدائع الصنائع، 90/7. والرشبيني، مغني<br />
املحتاج، 180/4. والبهوتي، كشاف القناع، 149/6- 150. وابن حزم، املحلى،<br />
.308/11
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
106 وضابط قتل العمد عند احلنفية هو: »اأَنْ يَقْصِ دَ الْقَتْلَ بِحَ دِيدٍ لَهُ حَ دٌّ اأَوْ طَ عْنٌ كَ السَّ يْفِ ،<br />
وَالسِّ كِّنيِ وَالرُّمْ حِ ، وَاالْ إِشْ فَى، وَاالْ إِبْرَةِ، وَمَ ا اأَشْ بَهَ ذَلِكَ ، اأَوْ مَ ا يَعْمَلُ عَ مَلَ هَ ذِهِ االَْ أشْ يَاءَ يفِ<br />
اجلْ َرْحِ ، وَالطَّ عْنِ كَ النَّارِ، وَالزُّجَ اجِ ، وَلِيطَ ةِ الْقَصَ بِ ، وَاملْ َرْوَةِ، وَالرُّمْ حِ الَّذِي الَ سِ نَانَ لَهُ،<br />
وَنَحْ وِ ذَلِكَ ، وَكَ ذَلِكَ االْ آلَةُ املْ ُتَّخَ ذَةُ مِ نْ النُّحَ اسِ ، وَكَ ذَلِكَ الْقَتْلُ بِحَ دِيدٍ الَ حَ دَّ لَهُ كَ الْعَمُ ودِ،<br />
وَصَ نْجَ ةِ املْ ِيزَانِ ، وَظَ هْرِ الْفَاأْسِ ، وَاملْ َرْوِ ، وَنَحْ وُ ذَلِكَ عَ مْدٌ يفِ ظَ اهِ رِ الرِّوَايَةِ، وَرَوَى<br />
الطَّ حَ اوِ يُّ عَ نْ اأَبِي حَ نِيفَةَ -رَضِ يَ اهللَّ ُ عَ نْهُ مْ- اأَنَّهُ لَيْسَ بِعَمْدٍ، فَعَلَى ظَ اهِ رِ الرِّوَايَةِ<br />
الْعِ ربْ َةُ لِلْحَ دِيدِ نَفْسِ هِ سَ وَاءٌ جَ رَحَ اأَوْ الَ ، وَعَ لَى رِوَايَةِ الطَّ حَ اوِ يِّ الْعِ ربْ َةُ لِلْجَ رْحِ نَفْسِ هِ<br />
حَ دِيداً كَ انَ اأَوْ غَ ريْ َهُ وَكَ ذَلِكَ اإذَا كَ انَ يفِ مَ عْنَى احلْ َدِيدِ كَ الصُّ فْرِ، وَالنُّحَ اسِ ، وَاالْ آنُكِ ،<br />
وَالرَّصَ اصِ ، وَالذَّهَ ب، وَالْفِضَّ ة فَحُ كْمُ هُ حُ كْم احلْ َدِيدِ«، وعند املالكية: »اأن يقصد القاتل<br />
اإىل القتل برضب حمدد اأو مثقل اأو باإحراق اأو تغريق اأو خنق اأو سم اأو غري ذلك«.<br />
وعند الشافعية: »هو اأن يعمد الرجل فيصيبه بالسالح الذي يتخذ لينهر الدم ويذهب<br />
يف اللحم وذلك الذي يعقل كل اأحد اأنه السالح املتخذ للقتل واجلراح وهو احلديد<br />
املحدد كالسيف والسكني واخلنجر وسنان الرمح واملخيط وما اأشبهه مما يشق بحده<br />
اإذا رضب اأو رمى به اجللد واللحم دون ثقله فيجرح«، وعند احلنابلة: »اأَنْ يَقْتُلَ قَصْ داً<br />
مبِ َا يَغْلِبُ عَ لَى الظَّ نِّ مَ وْتُ املْ َقْتُولِ بِهِ عَ املِ اً بِكَوْنِ املْ َقْتُولِ اآدَمِ يّاً مَ عْصُ وماً«. انظر<br />
فيما مضى: الكاساين، بدائع الصنائع، 233/7. وابن جزي، القوانني الفقهية، 226.<br />
والشافعي، االأم، 6/6. والبهوتي، كشاف القناع، 505/5.<br />
10107الشيباين، احلجة على اأهل املدينة، . 382/4<br />
227<br />
10<br />
10108الشافعي، االأم، . 349/7<br />
10109ابن قدامة، املغني، 336/9- 337 .<br />
11110ابن حزم، املحلى، . 521/10<br />
11111هو اإسحاق بن اإبراهيم بن خملد احلنظلي التميمي، املروزي، عامل خراسان يف<br />
عرصه، وهو اأحد كبار احلفاظ، اأخذ عنه االإمام اأحمد بن حنبل والبخاري، ومسلم،<br />
والرتمذي، والنسائي، وغريهم، ولد سنة 161ه، وتويف بنيسابور سنة 238ه. انظر<br />
ترجمته يف: االأصبهاين، حلية االأولياء، 234/9- 238. وابن العماد، شذرات الذهب،<br />
.173 -172/3 والزركلي، االأعالم، .292/1<br />
11112ابن قدامة، املغني، 336/9. وابن بطال، رشح البخاري، . 51/8<br />
11113وقد اختلف هوؤالء يف عقوبة القتل عمداً، فهي عند احلنفية والشافعية يف قول،<br />
واحلنابلة يف رواية، القصاص عيناً، واأما الدية فتكون حال العفو عن القصاص،
قَتْلُ الغِ يِلَةِ )االغتيال( وموقفُ الفقهِ اإلسالميّ منه<br />
دراسة مقارنة<br />
د. إسماعيل شندي<br />
وذهب الشافعية يف القول الثاين، واحلنابلة يف الراجح من املذهب، والظاهرية، اإىل<br />
اأن موجب العمد اأحد شيئني؛ القصاص اأو الدِّيَة، ويكون ذلك على التخيري، اأي اأن<br />
املجني عليه اأو ويل الدم يكون باخليار، اإما اأن يقتص، واإما اأن ياأخذ الدِّيَة. وتظهر<br />
ثمرة اخلالف يف اأنه ال يصار اإىل الدية على القول االأول اإال بالصلح عليها، وال بد من<br />
موافقة اجلاين، اأما على القول الثاين فيصار اإليها كعقوبة حددها الشارع احلكيم وخري<br />
ويل الدم بينها وبني القصاص. انظر: الرسخسي، املبسوط، 60/26. واملرغيناين،<br />
الهداية، 501/4. والطوري، تكملة البحر الرائق، 353/8. واملزين، خمترص املزين،<br />
345/8. والشريازي، املهذب، 68/5. والرشبيني، مغني املحتاج، 48/4. واملطيعي،<br />
تكملة املجموع، 397/20. وابن قدامة، املغني، 575. 474/9، وابن ضويان، منار<br />
السبيل، 283/2. وابن النجار، منتهى االإرادات، 410/2. واملرداوي، االإنصاف،<br />
3/10. وابن حزم، املحلى، 360/10- 361.<br />
11الشيباين، احلجة على اأهل املدينة، 382/4<br />
115 املصدر السابق نفسه.<br />
11الشافعي، االأم، 349/7<br />
11سورة االإرساء، االآية رقم )33<br />
11سورة البقرة، االآية رقم )178<br />
11119الشيباين، احلجة على اأهل املدينة، 382/4- 383 . والبهوتي، كشاف القناع،<br />
. 114<br />
11<br />
. 116<br />
. ) 117<br />
. ) 118<br />
533. 532/5- وابن حزم، املحلى، 521/10.<br />
. 120<br />
. 121<br />
12<br />
12الشيباين، احلجة على اأهل املدينة، 382/4- 383<br />
12ابن حزم، املحلى، 521/10<br />
122 قبيلة من ولد ربيعة، وهم حلى، واأفصى، ابنا حارثة بن عمرو بن عامر، واأولد ربيعة<br />
عمراً، واأولد عمرو كعباً، ومليحاً، وسعداً، وعوفاً، وعدياً، وسُ مُّوا خزاعة النخزاعهم من<br />
بني عمرو بن عامر، واالنخزاع: التخلف، والتقاعس. القرطبي، التعريف باالأنساب<br />
والتنويه بذوي االأحساب، ص 38. وابن منظور، لسان العرب 82/4- 83.<br />
123 هُ ذَيْل: حَ يٌّ من مُ رشَ ، وهو هُ ذَيْل بن مُ دْرَكَ ة بن اإلياس بن مُ رشَ ، وقيل: هي قبيلةٌ<br />
228<br />
12<br />
من خِ نْدَف، اأعرقت يف الشعر، والنسبة اإليها هُ ذَيل. انظر: ابن منظور، لسان العرب،<br />
.67 -66/15<br />
12124اأخرجه اأبو داود يف سننه، 170/4- 171 ، كتاب الديات، باب ويل العمد يرضى<br />
بالدِّيَة، برقم: )4504( . والرتمذي يف سننه، 21/4- 22، كتاب الديات، باب ما
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
جاء يف حكم ويل القتيل يف القصاص والعفو، برقم: )1406( ، وقال: حسن صحيح.<br />
واأحمد يف املسند، 332/10، برقم: )27230( . واحلديث صحيح، انظر: االألباين،<br />
صحيح سنن اأبي داود، 853/3، رقم: )3779( . واالألباين، صحيح وضعيف سنن<br />
الرتمذي، ،406/3 رقم: )1406( .<br />
12125فاإن مل يكن للمقتول ويل فوليه السلطان، فله اأن يقتص اأو اأن يعفو على الدية، وليس<br />
له العفو جماناً. البهوتي، كشاف القناع، 532/5- 533. والرحيباين، مطالب اأويل<br />
النهى، 244/17.<br />
12126البهوتي، كشاف القناع، 532/5- 533. والرحيباين، مطالب اأويل النهى، . 244/17<br />
وابن حزم، املحلى، 521/10. وابن بطال، رشح البخاري، 51/8.<br />
229<br />
12127ابن حزم، املحلى، . 521/10<br />
12128اأخرجه البيهقي يف السنن الكربى، 105/8- 106، برقم: )16074 ) ، وكذا يف معرفة<br />
السنن واالآثار، 178/13، برقم: )5087( ، وقال: هذا منقطع.<br />
12129الشافعي، االأم، . 349/7<br />
13130اأخرجه البيهقي يف معرفة السنن واالآثار، 179/13، برقم: )5088 ) ، وقال: هذا الذي<br />
رواه اإبراهيم النخعي منقطع.<br />
13131االأوضاح: جمع وَضَ ح: وهو نَوْع من احلُلِّيِ ، يُعْمَل من الفِضَّ ة، سُ مِّيت بها لبياضها.<br />
ابن االأثري، النهاية يف غريب احلديث واالأثر، 196/5.<br />
13132اأخرجه عبد الرزاق يف املصنف، 275/9، رقم: . 17186 وابن حزم يف املحلى،<br />
.519/10<br />
13133ابن قدامة، املغني، . 337/9<br />
13134ابن حزم، املحلى، . 521/10<br />
13135سبق تخريجه يف الهامش )124 ) من البحث نفسه.<br />
13136ابن حزم، املحلى، . 520/10<br />
13137املصدر السابق، . 521/10<br />
13138ابن حزم، املحلى، . 520/10<br />
13139املصدر السابق، . 521/10<br />
14140ابن قدامة، املغني، . 337/9
قَتْلُ الغِ يِلَةِ )االغتيال( وموقفُ الفقهِ اإلسالميّ منه<br />
دراسة مقارنة<br />
د. إسماعيل شندي<br />
14141مل يعرث الباحث يف املصادر املتوافرة على مناقشة الأدلة اجلمهور سوى ما ورد يف<br />
النقطة الرابعة، وما عداها هو من الباحث نفسه.<br />
14142احلديث املنقطع هو الذي يسقط من اإسناده رجل، اأو يذكر فيه رجل مبهم. ومن العلماء<br />
من قال: املنقطع مثل املرسل، وهو كل ما ال يتصل اإسناده، غري اأن املرسل اأكرث ما<br />
يطلق على ما رواه التابعي عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم. قال ابن الصالح:<br />
وهذا اأقرب، وهو الذي صار اإليه طوائف من الفقهاء وغريهم، وهو الذي ذكره اخلطيب<br />
البغدادي يف كفايته. ابن كثري، اختصار علوم احلديث، ص 47- 48.<br />
14143املطرودي، قتل الغيلة، ص . 3 نقالً عن بحث قتل الغيلة، من جملة اأبحاث هيئة كبار<br />
العلماء باململكة العربية السعودية.<br />
14144ابن كثري، تفسري القراآن العظيم، . 44/2<br />
14145انظر: عليش، منح اجلليل، 5/9. واملرداوي، االإنصاف، . 6/10<br />
230
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
املصادر واملراجع:<br />
1 القراآن الكرمي.<br />
2االآبادي، . 2 حممد شمس احلق، عون املعبود رشح سنن اأبي داود، ط1 ، بريوت، دار الكتب<br />
العلمية، 1410ه- 1990م.<br />
3 االآبي، صالح عبد السميع، الثمر الداين يف تقريب املعاين رشح رسالة ابن اأبي زيد<br />
القريواين، )د، ط( ، بريوت، دار الكتب العلمية، )د، ت( .<br />
4ابن . 4 االأثري، جمد الدين املبارك بن حممد، ت 606ه، النهاية يف غريب احلديث واالأثر،<br />
حتقيق طاهر الزاوي، وحممود الطناحي، )د، ط( ، بريوت، دار الفكر، )د، ت( .<br />
5ابن . 5 االأثري، حممد بن حممد، ت630ه، اللباب يف تهذيب االأنساب، باالأفست، بغداد،<br />
مكتبة املثنى، )د، ت( .<br />
6اأحمد . 6 بن حنبل، ت 241ه، املسند، )د، ط( ، مرص، موؤسسة قرطبة، )د، ت( .<br />
7االأزهري، . 7 حممد بن اأحمد، ت370ه، تهذيب اللغة، املكتبة الشاملة، االإصدار الثاين.<br />
8االأصبهاين، . 8 اأحمد بن عبد اهلل، ت430ه، حلية االأولياء، ط2 ، بريوت، دار الكتاب اللبناين،<br />
1387ه- 1967م.<br />
9االأصفهاين، . 9 احلسني بن حممد، ت502ه، مفردات األفاظ القراآن، حتقيق صفوان عدنان<br />
داودي، ط1، دمشق وبريوت، دار القلم، والدار الشامية، 1412ه- 1992م.<br />
1010االأصفهاين، علي بن احلسني، ت356ه، االأغاين، املكتبة الشاملة، االإصدار الثاين.<br />
11 اأطفيِّش، حممد بن يوسف، ت1332ه، رشح كتاب النيل وشفاء العليل، املكتبة الشاملة،<br />
االإصدار الثاين.<br />
12 االألباين، حممد نارص الدين، سلسلة االأحاديث الضعيفة واملوضوعة، املكتبة الشاملة،<br />
االإصدار الثاين.<br />
1313االألباين، حممد نارص الدين، صحيح الرتغيب والرتهيب، ط5 الرياض، مكتبة املعارف،<br />
)د، ت( .<br />
14 االألباين، حممد نارص الدين، صحيح وضعيف سنن الرتمذي، املكتبة الشاملة، االإصدار<br />
الثاين.<br />
1515االألباين، حممد نارص الدين، صحيح سنن اأبي داود، ط1 ، الرياض، مكتب الرتبية لدول<br />
اخلليج العربي، 1409ه- 1989م.<br />
231<br />
1.<br />
3.<br />
1<br />
12<br />
14
قَتْلُ الغِ يِلَةِ )االغتيال( وموقفُ الفقهِ اإلسالميّ منه<br />
دراسة مقارنة<br />
د. إسماعيل شندي<br />
1616االألباين، حممد نارص الدين، صحيح سنن ابن ماجة، ط3 ، الرياض، مكتب الرتبية لدول<br />
اخلليج العربي، 1408ه- 1988م.<br />
1717االألباين، حممد نارص الدين، صحيح وضعيف سنن اأبي داود، املكتبة الشاملة، االإصدار<br />
الثاين.<br />
1818االألباين، حممد نارص الدين، صحيح وضعيف سنن النسائي، املكتبة الشاملة، االإصدار<br />
الثاين.<br />
1919االأنصاري، زكريا االأنصاري، ت918ه، فتح الوهاب برشح منهج الطالب، املكتبة<br />
الشاملة، االإصدار الثاين.<br />
2020البابرتي، حممد بن حممود، ت 786ه، العناية يف رشح الهداية، )د، ط( ، بريوت، دار<br />
الفكر، )د، ت( .<br />
2121الباجي، سليمان بن خلف، ت 471ه، اأو 494ه، املنتقى رشح املوطاأ، ط1 ، مرص،<br />
مطبعة السعادة، 1332ه.<br />
222 البجريمي، سليمان البجريمي، حاشية البجريمي على اخلطيب، )د، ط( ، بريوت، دار<br />
املعرفة، 1398ه - 1978م.<br />
2323البخاري، عبد العزيز بن اأحمد، ت 730ه، كشف االأرسار عن اأصول البزدوي، املكتبة<br />
الشاملة، االإصدار الثاين.<br />
2424البخاري، حممد بن اإسماعيل، ت 256ه، صحيح البخاري، املكتبة الشاملة، االإصدار<br />
الثاين.<br />
2525ابن بطال، علي بن خلف، ت449ه، رشح البخاري، املكتبة الشاملة، االإصدار الثاين.<br />
2626البغدادي، عبد الوهاب بن علي، ت422ه، املعونة على مذهب عامل املدينة االإمام مالك<br />
بن اأنس، حتقيق حَ ميش عبد احلق، )د، ط( ، بريوت، دار الفكر، 1415ه - 1995م.<br />
2727البهوتي، منصور بن يونس، ت1046ه، كشاف القناع عن منت االإقناع، )د، ط( ،<br />
بريوت، دار الفكر، 1402ه - 1982م.<br />
2828البيهقي، اأحمد بن احلسني، ت458ه، السنن الكربى، حتقيق حممد عبد القادر عطا، ط1 ،<br />
بريوت، دار الكتب العلمية، 1414ه - 1994م.<br />
29 ه، شعب االإميان، حتقيق حممد السعيد بسيوين<br />
29البيهقي، اأحمد بن احلسني، ت458<br />
زغلول، ط1، بريوت، دار الكتب العلمية، 1410ه.<br />
232
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
3030البيهقي، اأحمد بن احلسني، ت458ه، معرفة السنن واالآثار، املكتبة الشاملة، االإصدار<br />
الثاين.<br />
3131الرتمذي، حممد بن عيسى، ت297ه، اجلامع الصحيح، )د، ط( ، بريوت، دار اإحياء<br />
الرتاث العربي، )د، ت( .<br />
32التسويل، علي بن عبد السالم، ت1258ه، البهجة يف رشح التحفة، ط3<br />
املعرفة، 1397ه - 1977م.<br />
33 ابن تيمية، اأحمد بن عبد احلليم، ت 728ه، جمموع الفتاوى، )د، ط( ، )د، ت( .<br />
3434جامعة القدس املفتوحة، اأصول الفقه )1( ، ط1 ، منشورات جامعة القدس املفتوحة،<br />
، 32 بريوت، دار<br />
233<br />
.1996<br />
3<br />
3535جامعة القدس املفتوحة، فقه العقوبات، ط1 ، منشورات جامعة القدس املفتوحة،<br />
.1999<br />
ت( .<br />
4<br />
3636اجلرجاين، علي بن حممد، ت 816ه، التعريفات، ط3 ، بريوت، دار الكتب العلمية،<br />
1408ه- 1988م.<br />
3737ابن جزي، حممد بن اأحمد، ت741ه، القوانني الفقهية، )د، ط( ، بريوت، دار القلم، )د،<br />
3838اجلوهري، اإسماعيل بن حماد، ت393ه، الصحاح، املكتبة الشاملة، االإصدار الثاين.<br />
3939احلاكم، حممد بن عبد اهلل، ت405ه، املستدرك على الصحيحني، فهرسة عبد الرحمن<br />
الشامي، املكتبة الشاملة، االإصدار الثاين.<br />
4040ابن حجر، اأحمد بن علي، ت852ه، تقريب التهذيب، حتقيق حممد عوامة، )د، ط( ،<br />
بريوت، دار ابن حزم للطباعة، 1420ه- 1999م.<br />
4141ابن حجر، اأحمد بن علي، ت852ه، فتح الباري رشح صحيح البخاري، )د، ط( ، بريوت،<br />
دار الفكر، )د، ت( .<br />
4242ابن حزم، علي بن حزم، ت456ه، املحلى باالآثار، حتقيق جلنة اإحياء الرتاث، )د، ط( ،<br />
بريوت، دار اجليل، ودار االآفاق اجلديدة، )د، ت( .<br />
4343احلطاب، حممد بن حممد، ت954ه، مواهب اجلليل لرشح خمترص خليل، املكتبة<br />
الشاملة، االإصدار الثاين.<br />
44 ابن حمدون، حممد بن احلسن، ت562ه، التذكرة احلمدونية، املكتبة الشاملة، االإصدار<br />
الثاين.
قَتْلُ الغِ يِلَةِ )االغتيال( وموقفُ الفقهِ اإلسالميّ منه<br />
دراسة مقارنة<br />
د. إسماعيل شندي<br />
4545الدارقطني، علي بن عمر، ت385ه، سنن الدارقطني، )د، ط( ، بريوت، دار اإحياء الرتاث<br />
العربي، 1413ه- 1993م.<br />
4646اأبو داود، سليمان بن االأشعث، ت275ه، سنن اأبي داود، )د، ط( ، بريوت، دار اجليل،<br />
1408ه- 1988م.<br />
4747الدردير، اأحمد الدردير، ت1201ه، الرشح الكبري، )د، ط( ، بريوت، دار الفكر، )د، ت( .<br />
4848الذهبي، حممد بن اأحمد، ت748ه، التلخيص، مطبوع مع املستدرك للحاكم، املكتبة<br />
الشاملة، االإصدار الثاين.<br />
4949ابن رشد، حممد بن اأحمد، ت595ه، بداية املجتهد ونهاية املقتصد، حتقيق: اأبو عبد<br />
الرحمن عبد احلكيم بن حممد، )د، ط( ، القاهرة، املكتبة التوفيقية، )د، ت( .<br />
5050الرازي، حممد بن اأبي بكر، ت666ه، خمتار الصحاح، )د، ط( ، بريوت، مكتبة لبنان<br />
نارشون، 1995م.<br />
5151الرازي، حممد بن عمر، ت 606ه، مفاتيح الغيب، املكتبة الشاملة، االإصدار الثاين.<br />
5252الرحيباين، مصطفى السيوطي، مطالب اأويل النهى يف رشح غاية املنتهى، املكتبة<br />
الشاملة، االإصدار الثاين.<br />
5353اأبو رخية، ماجد اأبو رخية، الوجيز يف اأحكام احلدود والقصاص، ط1 ، عمان، دار عمار<br />
للنرش والتوزيع، 1421ه- 2001م.<br />
5454ابن رشد، حممد بن اأحمد، ت595ه، بداية املجتهد ونهاية املقتصد، حتقيق: عبد احلكيم<br />
بن حممد، )د، ط( ، القاهرة، )د، ت( .<br />
555 ه-<br />
الزحيلي، وهبة مصطفى، اأصول الفقه االإسالمي، ط1، دمشق، دار الفكر، 1406<br />
1986م.<br />
5656الزرقا، مصطفى اأحمد، املدخل الفقهي العام، ط10، دمشق، مطبعة طربين، 1387ه-<br />
1968م.<br />
5757الزركشي، حممد بن بهادر، ت 794ه، البحر املحيط يف اأصول الفقه، املكتبة الشاملة،<br />
االإصدار الثاين.<br />
5858الزركلي، خري الدين، االأعالم، ط9، بريوت، دار العلم للماليني، 1990م.<br />
5959اأبو زهرة، حممد بن اأحمد، ت1394ه، العقوبة، )د، ط( ، القاهرة، دار الفكر العربي،<br />
)د، ت( .<br />
234
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
6060زيدان، عبد الكرمي، الوجيز يف اأصول الفقه، ط2، بريوت، موؤسسة الرسالة، 1407ه-<br />
1987م.<br />
61الزيلعي، عثمان بن علي، ت743ه، تبيني احلقائق رشح كنز الدقائق، ط1<br />
املطبعة االأمريية ببوالق، 1315ه.<br />
62السمعاين، عبد الكرمي بن حممد، ت562ه، االأنساب، ط1، بريوت، دار اجلنان، 1408<br />
1988م.<br />
63الشافعي، حممد بن اإدريس، ت204ه، االأم، ط2، بريوت، دار الفكر، 1403<br />
1983م.<br />
6464الرشبيني، حممد اخلطيب، ت977ه، مغني املحتاج اإىل معرفة معاين األفاظ املنهاج،<br />
)د، ط( ، بريوت، دار الفكر، )د، ت( .<br />
6565شلبي، اأحمد بن حممد، ت1021ه، حاشية شلبي على تبيني احلقائق، باالأفست،<br />
القاهرة، دار الكتاب االإسالمي، )د، ت( .<br />
66 الشنقيطي، حممد الشيباين، ت1363ه، تبيني املسالك لتدريب السالك اإىل اأقرب<br />
املسالك، )د، ط( ، دار الغرب االإسالمي، )د، ت( .<br />
67 67 الشوكاين، حممد بن علي،ت1250ه، نيل االأوطار رشح منتقى االأخبار من كالم سيد االأخيار،<br />
)د، ط( ، بريوت، دار اجليل، )د، ت( .<br />
6868الشيباين، حممد بن احلسن، ت189ه، االأصل، ط1 ، تصحيح وتعليق اأبي الوفاء االأفعاين،<br />
بريوت، عامل الكتب، 1410ه- 1990م.<br />
6969الشيباين، حممد بن احلسن، ت189ه، احلجة على اأهل املدينة، رتب اأصوله وعلق عليه<br />
مهدي حسن الكيالين القادري، ط3، بريوت، عامل الكتب، 1403ه- 1983م.<br />
7070ابن اأبي شيبة، عبد اهلل بن اأبي شيبة، ت235ه، املصنف، املكتبة الشاملة، االإصدار<br />
الثاين.<br />
71الشريازي، اإبراهيم بن علي، ت 476ه، املهذب، حتقيق حممد الزحيلي، ط1<br />
وبريوت، دار القلم، والدار الشامية، 1417ه- 1996م.<br />
72ابن ضويان، اإبراهيم بن حممد، ت1353ه، منار السبيل يف رشح الدليل، ط2<br />
مكتبة املعارف، 1405ه- 1985م.<br />
7373الطرباين، سليمان بن اأحمد، ت 360ه، املعجم الصغري، ط1 ، حتقيق حممد شكور حممود<br />
احلاج اأمرير، بريوت وعمّان، املكتب االإسالمي، ودار عمّار، 1405ه- 1985م.<br />
، 61 مرص،<br />
62 ه-<br />
63 ه-<br />
، 71 دمشق<br />
، 72 الرياض،<br />
235<br />
6
قَتْلُ الغِ يِلَةِ )االغتيال( وموقفُ الفقهِ اإلسالميّ منه<br />
دراسة مقارنة<br />
د. إسماعيل شندي<br />
7474الطرباين، سليمان بن اأحمد، ت 360ه، املعجم الكبري، حتقيق حمدي بن عبد املجيد<br />
السلفي، ط2، املوصل، مكتبة العلوم واحلكم، 1404ه- 1983م.<br />
7575الطربي، حممد بن جرير، ت 310ه، جامع البيان عن تاأويل اآي القراآن، حتقيق اأحمد<br />
شاكر، ط1، بريوت، موؤسسة الرسالة، 1420ه- 2000م.<br />
7676الطحطاوي، اأحمد الطحطاوي، ت1231ه، حاشية الطحطاوي على الدر املختار، طبع<br />
باالأفست، بريوت، دار املعرفة، 1975م.<br />
، 777 بريوت، دار<br />
ابن الطوري، عبد القادر بن عثمان، ت1030ه، تكملة البحر الرائق، ط3<br />
املعرفة، 1413ه- 1993م.<br />
7878عبد الرزاق، عبد الرزاق بن همام، ت211ه، املصنف، املكتبة الشاملة، االإصدار<br />
الثاين.<br />
7979عبد القادر عودة، ت1954م، الترشيع اجلنائي االإسالمي، )د، ط( ، القاهرة، مكتبة دار<br />
الرتاث، )د، ت( .<br />
8080العدوي، علي بن اأحمد، ت1189ه، حاشية العدوي على رشح اخلرشي، )د، ط( ، بريوت،<br />
دار الفكر، )د، ت( .<br />
8181العدوي، علي بن اأحمد، ت1189ه، حاشية العدوي على رشح كفاية الطالب الرباين،<br />
املكتبة الشاملة، االإصدار الثاين.<br />
8282ابن العربي، حممد بن عبد اهلل، ت543ه، اأحكام القراآن، ط1 ، بريوت، دار الفكر،<br />
1409ه- 1988م.<br />
8383عليش، حممد عليش، ت1299ه، منح اجلليل لرشح خمترص خليل، )د، ط( ، بريوت، دار<br />
الفكر، 1409ه- 1988م.<br />
8484ابن العماد، عبد احلي بن اأحمد، ت1089ه، شذرات الذهب يف اأخبار من ذهب، حتقيق عبد<br />
القادر وحممود االأرناوؤوط، ط1، دمشق وبريوت، دار ابن كثري، 1408ه- 1988م.<br />
8585الغنيمي، اأحمد بن غنيم، ت1120ه، الفواكه الدواين رشح رسالة ابن اأبي زيد القريواين،<br />
املكتبة الشاملة، االإصدار الثاين.<br />
8686ابن فارس، اأحمد بن فارس، ت395ه، معجم املقاييس يف اللغة، حتقيق: شهاب الدين<br />
اأبو عمرو، ط1، بريوت، دار الفكر، 1415ه- 1994م.<br />
87الفريوز اآبادي، حممد بن يعقوب، ت 817ه، القاموس املحيط، ط4<br />
الرسالة، 1415ه- 1994م.<br />
، 87 بريوت، موؤسسة<br />
236
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
888 قاضي زاده، اأحمد بن قودر، ت988ه، تكملة فتح القدير، )د، ط( ، بريوت، دار الفكر،<br />
)د، ت( .<br />
8989ابن قتيبة، عبد اهلل بن مسلم، ت276ه، الشعر والشعراء، املكتبة الشاملة، االإصدار<br />
الثاين.<br />
9090ابن قدامة، حممد بن عبد اهلل، ت620ه، املغني رشح خمترص اخلرقي، )د، ط( ، بريوت،<br />
دار الفكر، )د، ت( .<br />
9191القرطبي، حممد بن اأحمد، ت671ه، اجلامع الأحكام القراآن، دون ذكر طبعة وال دار<br />
نرش.<br />
9292القرطبي، اأبو احلسن اليمني، التعريف باالأنساب والتنويه بذوي االأحساب، املكتبة<br />
الشاملة، االإصدار الثاين.<br />
9393قلعجي وقنيبي، حممد رواس، وحامد قنيبي، معجم لغة الفقهاء، ط2 ، بريوت، دار<br />
النفائس، 1408ه- 1988م.<br />
9494القريواين، عبد اهلل بن عبد الرحمن، ت386ه، رسالة ابن اأبي زيد القريواين، )د، ط( ،<br />
بريوت، دار الكتب العلمية، )د، ت( .<br />
9595الكاساين، عالء الدين بن مسعود، ت587ه، بدائع الصنائع يف ترتيب الرشائع، ط2 ،<br />
بريوت، دار الكتب العلمية، 1406ه- 1986م.<br />
9696ابن كثري، اإسماعيل بن كثري، ت774ه، اختصار علوم احلديث، بتعليق اأحمد حممد<br />
شاكر، ط1، بريوت، دار الكتب العلمية، 1403ه- 1983م.<br />
9797ابن كثري، اإسماعيل بن كثري، ت774ه، تفسري القراآن العظيم، ط2 ، بريوت، دار القلم،<br />
)د، ت( .<br />
9898ابن ماجة، حممد بن يزيد، ت 275ه، سنن ابن ماجة، حتقيق حممد فوؤاد عبد الباقي،<br />
)د، ط( ، بريوت، دار الفكر، )د، ت( .<br />
999 مالك، مالك بن اأنس، ت179ه، املوطاأ، املكتبة الشاملة، االإصدار الثاين.<br />
10100مالك، مالك بن اأنس، ت179ه، املدونة الكربى، )د، ط( ، بريوت، دار صادر،<br />
)د، ت(.<br />
101 10 املباركفوري، حممد بن عبد الرحمن، حتفة االأحوذي برشح جامع الرتمذي، املكتبة<br />
الشاملة، االإصدار الثاين.<br />
237
قَتْلُ الغِ يِلَةِ )االغتيال( وموقفُ الفقهِ اإلسالميّ منه<br />
دراسة مقارنة<br />
د. إسماعيل شندي<br />
10102املربد، حممد بن يزيد، ت 286ه، الكامل يف اللغة واالأدب، املكتبة الشاملة، االإصدار<br />
الثاين.<br />
10103املرداوي، علي بن سليمان، ت885ه، االإنصاف يف معرفة الراجح من اخلالف،<br />
حتقيق حامد الفقي، )د، ط( ، بريوت، دار اإحياء الرتاث العربي، 1377ه- 1957م.<br />
104 جممع اللغة العربية، املعجم الوسيط، )د، ط( ، تركيا، دار الدعوة، )د، ت( .<br />
10املرغيناين، علي بن عبد اجلليل، ت593ه، الهداية رشح بداية املبتدي، ط1<br />
دار الكتب العلمية، 1410ه- 1990م.<br />
10106املزين، اإسماعيل بن يحيى، ت264ه، خمترص املزين، مطبوع يف نهاية اجلزء الثامن<br />
من كتاب االأم للشافعي، ط2، بريوت، دار الفكر، 1403ه- 1983م.<br />
10107مسلم، مسلم بن احلجاج، ت 264ه، صحيح مسلم، املكتبة الشاملة، االإصدار<br />
الثاين.<br />
108 املطيعي، حممد جنيب، تكملة املجموع، )د، ط( ، جدة، دار االإرشاد، )د، ت( .<br />
10ابن مفلح، حممد بن مفلح، ت763ه، الفروع، راجعه عبد الستار اأحمد فراح، ط4<br />
بريوت، عامل الكتب، 1405ه- 1985م.<br />
11ابن مفلح، اإبراهيم بن حممد، ت884ه، املبدع يف رشح املقنع، ط2<br />
املكتب االإسالمي، 1406ه- 1986م.<br />
10<br />
، 105 بريوت،<br />
10<br />
، 109<br />
، 110 دمشق وبريوت،<br />
11111ابن منظور، حممد بن مكرم، ت711ه، لسان العرب، حتقيق وتعليق علي شريي،<br />
ط2، بريوت، موؤسسة التاريخ االإسالمي، ودار اإحياء الرتاث العربي، 11412ه-<br />
1992م.<br />
11املوصلي، عبد اهلل بن حممود، ت683ه، االختيار لتعليل املختار، ط3<br />
املعرفة، 1395ه- 1975م.<br />
11113ابن النجار، حممد بن اأحمد، ت 972ه، منتهى االإرادات، حتقيق عبد الغني عبد<br />
اخلالق، )د، ط( ، بريوت، عامل الكتب، )د، ت( .<br />
11114النسائي، اأحمد بن علي، ت303ه، سنن النسائي، املكتبة الشاملة، االإصدار الثاين.<br />
11115النووي، يحيى بن رشف، ت676ه، منهاج الطالبني، )د، ط( ، عدن، مكتبة الثقافة،<br />
)د، ت( .<br />
11116الهيثمي، علي بن اأبي بكر، ت807ه، جممع الزوائد ومنبع الفوائد، املكتبة الشاملة،<br />
االإصدار الثاين.<br />
، 112 بريوت، دار<br />
238
مدى التزام شركة املساهمة بتصرفات<br />
جملس إدارتها الذي جتاوز حدود سلطاته<br />
»دراسة حتليلية مقارنة«<br />
د. محدي حممود بارود<br />
أستاذ مساعد/ كلية الحقوق/ جامعة األزهر/ غزة.<br />
239
مدى التزام شركة املساهمة بتصرفات مجلس إدارتها<br />
الذي جتاوز حدود سلطاته - »دراسة حتليلية مقارنة«<br />
د. حمدي بارود<br />
ملخص:<br />
استهدفت الدراسة بيان مدى التزام رشكة املساهمة بترصفات جملس اإدارتها الذي<br />
جتاوز حدود سلطاته، حيث ظهر حرص املرشع على حماية الغري الذي تعامل مع جملس<br />
االإدارة، فاألزم الرشكة بتلك الترصفات، غري اأن ذلك مرشوط بكون الغري حسن النية، ال يعلم<br />
بتجاوز جملس االإدارة لسلطاته، اأما اإذا كان سيئ النية، فال تلتزم الرشكة بذلك.<br />
240
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
Abstract:<br />
The purpose of this research is to study the degree of responsibility of the<br />
Joint- Stock Company towards the actions of the Board of Directors, which<br />
exceeded the limits of their power. Meanwhile, lawmakers are enthusiastic to<br />
protect others who deal with the Board of Directors. Therefore, the company<br />
will be committed by these actions on condition that the others were acting in<br />
good will and they did not know that the Board of Directors exceeded their<br />
responsibilities. But if they were acting in bad will, the company will not be<br />
committed.<br />
241
مدى التزام شركة املساهمة بتصرفات مجلس إدارتها<br />
الذي جتاوز حدود سلطاته - »دراسة حتليلية مقارنة«<br />
د. حمدي بارود<br />
مقدمة:<br />
جملس اإدارة رشكة املساهمة بوصفه اجلهاز التنفيذي للرشكة، يضطلع بجميع<br />
الصالحيات والسلطات الالزمة لتحقيق اأغراض الرشكة، غري اأن ذلك يكون ضمن توجيهات<br />
اجلمعية العامة وقراراتها، وتنفيذاً لالأحكام الواردة يف القانون ويف نظام الرشكة. وعادة<br />
ما يبني نظام الرشكة حدود سلطات املجلس واختصاصاته، واإذا خال من بيان ذلك، وهو<br />
فرض نادر، كان للمجلس اأن يقوم بكل االأعمال الداخلة يف غرض الرشكة، وال يخرج عن<br />
ذلك سوى االأعمال التي تدخل يف اختصاص اجلمعية العامة )1( .<br />
وبذلك، اعرتُ ف ملجلس االإدارة -يف سبيل تسيري اأمور الرشكة- بسلطات واسعة،<br />
ال يحد منها سوى القيود التي ترد بنص يف القانون، اأو يف نظام الرشكة، اأو يف قرارات<br />
صادرة من اجلمعية العامة للمساهمني يف حدود اختصاصاتها )2( . واأعمال جملس االإدارة<br />
التي يجريها يف حدود سلطاته واختصاصاته تلزم الرشكة دون اأعضاء املجلس، وكذلك<br />
يعدُّ ملزماً للرشكة كل عمل اأو ترصف يصدر من اإحدى جلان املجلس، اأو من ينوب عنه<br />
من اأعضائه يف االإدارة، يف اأثناء ممارسته الأعمال االإدارة املعتادة، حتى ولو اأساء املجلس<br />
استعمال اسم الرشكة باأن عقد مع الغري عقداً، ولكن استخدم نتيجته ملصلحة االأعضاء<br />
الشخصية، فالرشكة تظل ملتزمة بذلك. اأما اإذا جتاوز املجلس حدود سلطاته، فاإن الرشكة<br />
بحسب االأصل ال تلتزم بتلك االأعمال التي يجريها )3( . وعلى ذلك تلتزم الرشكة بالترصفات<br />
التي يقوم بها جملس االإدارة باسم الرشكة وحلسابها اإذا ما متت تلك الترصفات يف حدود<br />
القيود الواردة على سلطاته. فاإذا مل تراعَ تلك القيود، باأن قام جملس االإدارة مبخالفتها،<br />
فاإنه يعد متجاوزاً لسلطاته. ويف هذه احلاالت يثور التساوؤل عن مدى التزام الرشكة يف<br />
مواجهة الغري بهذا الترصف؟ . وحرصاً من املرشع على حماية الغري الذي تعامل مع جملس<br />
االإدارة، اأجاز لهم االحتجاج بتلك الترصفات يف مواجهة الرشكة. ومفاد ذلك التزام الرشكة<br />
بترصفات جملس االإدارة الصادرة بالتجاوز حلدود سلطته )4( . غري اأن التزام الرشكة، يف<br />
مواجهة الغري بترصفات جملس االإدارة الذي جتاوز حدود سلطاته، مرشوط بكون ذلك الغري<br />
حسن النية، اأي ال يعلم بتجاوز جملس االإدارة لسلطاته، اأما اإذا كان الغري سيئ النية يعلم<br />
بتجاوز جملس االإدارة لسلطاته، فاالأصل اأال تلتزم الرشكة بذلك )5( .<br />
ويرجع اختيارنا ملوضوع البحث، استكماالً للدراسة التي بداأناها حول موضوعات<br />
جملس اإدارة رشكة املساهمة )6( ، يف حماولة منا الإزالة الغموض الذي يكتنف مساألة التزام<br />
242
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
الرشكة بترصفات جملس االإدارة الذي جتاوز حدود سلطاته، باعتبارها من املوضوعات<br />
التي مل حتظَ بالدراسة الكافية يف القانون املقارن بوجه عام )7( .<br />
وعليه سوف تقترص دراستنا على مساألة التزام رشكة املساهمة يف مواجهة الغري<br />
بترصفات جملس االإدارة الذي جتاوز حدود سلطاته، وحيث اإن دراستنا ستنصب على<br />
معاجلة هذه املساألة، لذلك يخرج عن نطاق الدراسة مسئولية جملس االإدارة املرتتبة على<br />
جتاوز تلك السلطات، كما يخرج عن نطاق الدراسة بداهةً السلطات ذاتها التي يتمتع بها<br />
جملس االإدارة والقيود التي ترد عليها، هذا اإضافة لسوء استعمال جملس االإدارة لسلطاته اأو<br />
التعسف يف استعمال تلك السلطات.<br />
خطة البحث:<br />
يف ضوء ما سبق، يقتضي موضوع البحث تقسيمه اإىل مبحثني، نخصص االأول<br />
لدراسة سلطة متثيل الرشكة يف مواجهة الغري، بينما نكرس املبحث الثاين لدراسة مدى<br />
التزام الرشكة بترصفات جملس االإدارة التي متت بالتجاوز لسلطاته.<br />
املبحث األول:<br />
سلطة متثيل الشركة يف مواجهة الغري:<br />
تقتضي الدراسة يف هذا املبحث، اأن نتناول -بدايةً- حتديد املقصود بالغري، ثم<br />
سلطة متثيل الرشكة يف مواجهة الغري، على النحو الآتي:<br />
، يف دراستنا هذه<br />
)8(<br />
●اأول: حتديد املقصود بالغري: لعل حتديد املقصود بالغري<br />
يقترص على كل من يتعامل مع من له سلطة يف متثيل الرشكة، باعتبار ذلك الغري اأجنبيا<br />
عن الوضع الظاهر، وخدع مبوقف من له سلطة يف متثيل الرشكة، وذلك بغية السماح لذلك<br />
الغري، الذي تعاقد مع جملس االإدارة اأو اأحد اأعضائه الذي جتاوز حدود سلطاته، بالرجوع<br />
على الرشكة واإلزامها بالترصف الذي قام به املجلس.<br />
وما يعنينا يف هذا املقام هو موقف الغري الذي خُ دع مبجلس االإدارة الذي جتاوز<br />
حدود سلطاته، ال مبوقف االأخري، ويستوي حسن نية اأعضاء املجلس اأو سووؤها، ولكن يلزم<br />
اأن يكون الغري الذي تعاقد مع املجلس حسن النية، دون اأن ينسب اإليه اأي خطاأ.<br />
ولعل الفكرة املشرتكة للغري تنحرص يف اأن اأثراً قانونياً معيناً قد ميتد لشخص تقضي<br />
املبادئ العامة للقانون بحمايته من اأن ميتد اإليه فيعدُّ من الغري بالنسبة اإىل هذا االأثر )9( .<br />
وهناك من الترشيعات من يطلق كلمة الغري دون حتديد، كما فعل املرشع املرصي<br />
يف املادة )45( من قانون الرشكات رقم )159( لسنة 1981، حني اأضاف لها وصف<br />
243<br />
●
مدى التزام شركة املساهمة بتصرفات مجلس إدارتها<br />
الذي جتاوز حدود سلطاته - »دراسة حتليلية مقارنة«<br />
د. حمدي بارود<br />
االأجنبي عن الرشكة، وذلك يف جمال نصوصه حول اسرتداد احلصص، وقد ذهبت وزارة<br />
العدل املرصية اإىل اأن مفهوم الغري له معنى يشمل الرشكاء وغري الرشكاء )10( .<br />
ولكن الغري يف عالقته مع ممثلي الرشكة، ليس شخصاً اأجنبياً عن العقد، اإمنا هو طرفٌ<br />
فيه، دون اأن يعلم بتجاوز السلطة. وعليه فالغري هو كذلك بالنسبة للظاهر ذاته، يف حني اأنه<br />
هو املتعاقد االآخر بالنسبة للترصف الذي اأجراه مع ممثل الرشكة )11( .<br />
●ثانيا: سلطة متثيل الرشكة يف مواجهة الغري: االأصل اأن سلطة متثيل الرشكة يف<br />
مواجهة الغري تكون لكل اأعضاء جملس االإدارة سواء كانوا جمتمعني اأم منفردين )12( ، ولكن<br />
املرشع خرج عن هذا االأصل، وقرر لرئيس جملس االإدارة سلطة متثيل الرشكة يف مواجهة<br />
الغري، فهو يعد رئيساً للرشكة وممثلها لدى الغري واأمام جميع اجلهات، ومن ثم فهو ميارس<br />
الصالحيات املخولة له كافة لتحقيق غرضها مبوجب اأحكام القانون واللوائح الصادرة<br />
واالأنظمة االأخرى املعمول بها يف الرشكة، كما يتوىل تنفيذ كافة القرارات الصادرة عن<br />
املجلس بالتعاون مع اجلهاز التنفيذي يف الرشكة. لذا يجب اأن يكون رئيس جملس االإدارة<br />
متفرغاً الأعمال الرشكة، ويحدد جملس االإدارة يف هذه احلالة املهمَّات والصالحيات التي<br />
يحق للرئيس ممارستها بوضوح، كما يحدد املجلس اأتعابه والعالوات التي يستحقها،<br />
ويشرتط يف ذلك اأال يكون رئيساً متفرغاً ملجلس اإدارة رشكة مساهمة اأخرى اأو مديراً عاماً<br />
الأية رشكة مساهمة اأخرى )13( .<br />
ويالحظ اأن السلطات التي منحها املرشع لرئيس جملس االإدارة ال تختلف عن تلك<br />
التي يتمتع بها املجلس، باستثناء سلطة الرئيس يف متثيل الرشكة. وتاأسيساً على ذلك يرى<br />
البعض من الفقه بحق اأن رئيس جملس االإدارة ال يعدُّ منافساً فيما يتمتع به من سلطات<br />
ملجلس االإدارة الذي ميلك تعيني رئيسه اأو عزله )14( . كما يالحظ اأيضاً اأن رئيس جملس<br />
االإدارة واإن كان ميثل الرشكة يف عالقتها مع الغري، اإال اأن االإدارة الداخلية يضطلع بها<br />
جملس االإدارة )15( . واإذا كان كل منهما يتمتع بسلطة اتخاذ القرارات التي تتطلبها اإدارة<br />
الرشكة، اإال اأن جملس االإدارة من الناحية العملية ال يعدُّ العضو الرئيسي لالإدارة، واإمنا<br />
يقترص دوره على الرقابة على اأعمال رئيس جملس االإدارة الذي يتخذ املبادرة، اأما املجلس<br />
فال يتدخل اإال يف القرارات االإسرتاتيجية. ومع ذلك يستطيع جملس االإدارة اأن ميلي اإرادته<br />
على رئيس املجلس، ويخضعه لرقابته نظراً ملا ميلكه من سلطة يف عزل رئيسه اإذا جتاوز<br />
سلطاته )16( .<br />
واإذا كان االأصل اأن رئيس جملس اإدارة الرشكة هو الذي ميثلها يف التعاقد مع الغري،<br />
اإال اأنه قد يحدث اأن يعني جملس االإدارة وكالء عنه للتعاقد باسم الرشكة، مما قد يوؤدي اإىل<br />
244<br />
●
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
منازعات كثرية بني الغري والرشكة، خاصة حول اإثبات وجود تفويض من جملس االإدارة<br />
لهوؤالء الوكالء )17( .<br />
لذا جند ترشيعات الرشكات توجب اأن ينتخب جملس اإدارة الرشكة باالإضافة اإىل<br />
الرئيس ونائبه، من بني اأعضائه واحداً اأو اأكرث يكون له اأو لهم حق التوقيع عن الرشكة<br />
منفردين اأو جمتمعني وفقاً ملا يقرره املجلس يف هذا الساأن، ويف حدود الصالحيات التي<br />
يفوضها اإليهم. ويتوجب على املجلس اأن يزود مراقب الرشكات بنسخ عن قراراته بانتخاب<br />
االأعضاء املفوضني بالتوقيع عن الرشكة، وبنماذج عن توقيعاتهم، وذلك خالل سبعة اأيام<br />
من تاريخ صدورها. كما يحق ملجلس اإدارة الرشكة تفويض اأي موظف يف الرشكة بالتوقيع<br />
عنها، وذلك يف حدود الصالحيات التي يفوضها اإليه )18( .<br />
ويالحظ على النص اأنه قرص ذلك التفويض بالتوقيع عن الرشكة على املوظفني فيها<br />
دون غريهم، ونرى اإمكانية اأن يكونوا من غري املوظفني يف الرشكة، كما هو الساأن يف<br />
قانون الرشكات املرصي وفقا للمادة )53( ، ذلك اأن كل هوؤالء االأشخاص ياأخذون حكم<br />
الوكيل، والوكيل عن الرشكة قد يكون موظفاً اأو غري موظف كاملحامي اأو اأي شخص من<br />
اأصحاب املهن احلرة قد تعينه الرشكة. ويرى البعضُ من الفقه بحق اأن يف هذا التعيني<br />
اإفراطاً غري مسوغ يف حتديد االأشخاص الذين يقومون بالتعاقد نيابةً عن الرشكة مما قد<br />
يوؤدي اإىل التضارب يف االختصاص )19( . رمبا هذا هو السبب الذي جعل قانون الرشكات<br />
االأردين، ومرشوع قانون الرشكات الفلسطيني يقرصه على املوظفني يف الرشكة فقط.<br />
سلطة متثيل الشركة يف مشروع قانون الشركات الفلسطيين:<br />
ملجلس االإدارة سلطات عامة واسعة يف اإدارة الرشكة، فله الصالحية الكاملة يف اإنفاذ<br />
مقررات اجلمعية العامة، والقيام بجميع االأعمال التي يستوجبها سري الرشكة على الوجه<br />
املاألوف، والتي ال تعد من قبيل االأعمال اليومية، وليس لهذه السلطات من حد اأو حتفظات اإال<br />
ما هو مقرر يف القانون اأو نظام الرشكة. ويالحظ يف القوانني املختلفة اأنها حتدد سلطات<br />
جملس االإدارة بصيغة عامة، تاركة تفصيالتها اإىل نظام الرشكة بحسب الغرض الذي قامت<br />
من اأجل حتقيقه، لتجنب كل تردد اأو تساوؤل يثار بساأنها. واحلكمة من ذلك، تكمن يف منح<br />
جملس االإدارة بعض الصالحيات التي تفوق الصالحيات االإدارية، كاأعمال البيع اأو التاأمني<br />
على عقارات الرشكة، اأو اإجراء عقود املصاحلة اأو التحكيم اأو التنازل، هذا من جهة. ومن<br />
جهة اأخرى، تكمن احلكمة من ذلك يف التقليل من سقف الصالحيات االإدارية التي تعود<br />
للمجلس قانوناً )20( . ولقد اأكدت قوانني الرشكات العربية هذا النظر، فنصت رصاحة على<br />
سلطات جملس االإدارة )21( ، وكذلك فعل مرشوع قانون التجارة الفلسطيني، حني قضى باأن<br />
245
مدى التزام شركة املساهمة بتصرفات مجلس إدارتها<br />
الذي جتاوز حدود سلطاته - »دراسة حتليلية مقارنة«<br />
د. حمدي بارود<br />
ملجلس اإدارة الرشكة املساهمة اأو مديرها العام الصالحيات الكاملة يف اإدارة الرشكة يف<br />
احلدود التي يبينها نظامها، وله القيام باالأعمال والترصفات التي يقتضيها غرض الرشكة<br />
عدا ما احتفظ به القانون، اأو نظام الرشكة للجمعية العامة، وعليه اأن يتقيد بتوجيهات<br />
اجلمعية العامة وقراراتها )22( .<br />
سلطة متثيل الشركة يف قانون الشركات الفرنسي:<br />
لقد اأعطى قانون الرشكات الفرنسي ملجلس االإدارة سلطات واسعة، فطبقاً لنص املادة<br />
)98( من قانون الرشكات الفرنسي يكون ملجلس اإدارة رشكة املساهمة سلطات واسعة<br />
للترصف يف كل الظروف باسم الرشكة يف حدود غرضها، باستثناء ما نص عليه القانون<br />
رصاحة وجعله من اختصاص اجلمعية العامة. والرشكة تلتزم بكل الترصفات واأعمال<br />
جملس االإدارة، حتى لو مل تتعلق بغرض الرشكة، برشط اأال يثبت علم الغري بتجاوز الترصف<br />
لغرض الرشكة، اأو اأن الغري ال ميكنه اجلهل بهذا التجاوز، وذلك طبقاً للظروف التي مت فيها<br />
الترصف، وال يكفي جمرد نرش نظام الرشكة الإثبات علم الغري. كما ال يحتج يف مواجهة<br />
الغري بالقيود الواردة على سلطات جملس االإدارة يف نظام الرشكة.<br />
وعلى الرغم من السلطات الواسعة التي اأعطاها املرشع الفرنسي ملجلس اإدارة<br />
رشكة املساهمة، فاإنه اأعطى رئيس جملس االإدارة سلطات واسعة تستغرق جزءاً كبرياً من<br />
اختصاصات وسلطات جملس االإدارة، جند ذلك واضحاً يف نص املادة )1/13( من قانون<br />
الرشكات التجارية الفرنسي التي تقضي باأن »رئيس جملس اإدارة رشكة املساهمة يضطلع<br />
وحتت مسئوليته، باالإدارة العامة للرشكة، كما ميثل الرشكة يف عالقتها مع الغري، ويتمتع<br />
الرئيس باأوسع السلطات ليترصف يف كل الظروف باسم الرشكة. وذلك مع مراعاة ما ينص<br />
عليه القانون رصاحة باأنه من سلطات اجلمعية العمومية للمساهمني«.<br />
من النص يتضح باأن املرشع الفرنسي حدد سلطات جملس االإدارة وسلطات املدير<br />
بطريقة مماثلة، فكل منهما يتمتع بسلطة اتخاذ القرارات، اإال اأن جملس االإدارة غالباً ما يثبت<br />
العمل، وخاصة يف الرشكات الكبرية ذات االأعداد الكبرية من املساهمني، اأما رئيس جملس<br />
االإدارة فهو الذي يضطلع بالتعاقد مع الغري، ويكتفي املجلس بالرقابية على الرئيس )23( .<br />
سلطة متثيل الشركة يف قانون الشركات املصري:<br />
لقد سلك املرشع املرصي مسلكاً مشابهاً للمرشع الفرنسي، اإذ جنده ينصُّ على سلطات<br />
واسعة ملجلس االإدارة، وفقاً لنص املادة )54( من القانون رقم 159 لسنة 1981 التي<br />
246
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
تقضي باأن »ملجلس االإدارة كل السلطات املتعلقة باإدارة الرشكة والقيام بكافة االأعمال<br />
الالزمة لتحقيق غرضها، وذلك عدا ما استثني بنص خاص يف القانون، اأو نظام الرشكة<br />
من اأعمال اأو ترصفات تدخل يف اختصاص اجلمعية العامة«. كما نصت املادة )53( على<br />
اأن »يكون لكل من اجلمعية العامة وجملس االإدارة واملوظفني اأو الوكالء الذين تعينهم من<br />
هاتني اجلهتني، حق اإجراء الترصفات عن الرشكة، وذلك يف حدود نصوص هذا القانون<br />
وعقد الرشكة ولوائحها«. ويالحظ ما يف هذا النص االأخري من توسع شديد من دائرة<br />
االأشخاص الذين يكون لهم احلق يف متثيل الرشكة يف عالقاتها مع الغري، فقد يكون الوكيل<br />
عن الرشكة موظفاً فيها اأو غري موظف كمحام اأو اأي شخص من اأصحاب املهن احلرة، مما<br />
ميكن اأن يثري مساألة خطرية تتمثل يف وقوع الغري يف حرية مبناها من هو املخول حقيقة<br />
بالتعاقد ومتثيل الرشكة معه، بل قد يوؤدى ذلك اإىل التضارب يف االختصاص، مما يعوق<br />
نشاط الرشكة )24( . فالغري اأمامه العديد من االأشخاص يجوز لهم حسب النص التعاقد نيابة<br />
عن الرشكة، مما قد يدخله يف الغلط نتيجة تعاقده مع اأحد هوؤالء املذكورين.<br />
لكن الواضح من نص املادة )54( اأن املرشع املرصي قد تبنى االجتاه احلديث يف<br />
الترشيعات املقارنة، اإذ اإن املرشع يعطي جملس االإدارة احلرية الكاملة يف التحرك بسلطة<br />
واسعة، مادامت قراراته ال تخالف نصاً يف القانون، اأو تتعارض وغرض الرشكة، اأو اأن<br />
تشكّل تهديداً لكيان الرشكة.<br />
ولقد قضت حمكمة النقض املرصية بتمتع جملس االإدارة بسلطات واسعة يف قيامه<br />
باإدارة سوؤون الرشكة، اإال اأن هذه السلطة يجب اأال تتجاوز الغرض الذي اأُنشئت من اأجله،<br />
كما اأنها تخضع للقيود املقررة مبقتضى القواعد االآمرة يف القانون. فقد جاء يف حيثيات<br />
حكم حمكمة النقض الصادر بتاريخ 21 يناير 1971، اأنه واإن كانت املادة )31( من نظام<br />
الرشكة، تنصُّ على اأن ملجلس االإدارة اأوسع سلطة يف اإدارة سوؤونها، اإال اأن هذه السلطة<br />
يجب اأال جتاوز الغرض الذي اأُنشئت الرشكة من اأجله، كما اأنها تخضع للقيود املقررة<br />
مبقتضى القواعد االآمرة الواردة يف القانون. وملا كانت املادة )40( من قانون الرشكات ال<br />
جتيز للرشكة املساهمة تقدمي اأي تربع اإال يف احلاالت ويف احلدود الواردة بها، واشرتطت<br />
لصحة التربع يف جميع االأحوال صدور قرار من جملس االإدارة بناءً على ترخيص عام من<br />
اجلمعية العمومية متى جتاوزت قيمة التربع مائة جنيه، وكان من الثابت من تقريرات<br />
احلكم املطعون فيه اأن الدين الثابت يف ذمة مورث املطعون عليهم مبوجب السندات االإذنية<br />
املستحقة االأداء عن جزء من الدين قدره )2254( جنيهاً، وعن الفوائد دون اأي مقابل من<br />
جانب املدين وغري متنازع فيه، وكان االتفاق املوؤرخ يف 1963/4/26 الذي تضمن »اأن<br />
التنازل ال يعد صلحاً واإمنا اإبراء من جزء من الدين وهو عمل تربعي حمض ال ميلك جملس<br />
247
مدى التزام شركة املساهمة بتصرفات مجلس إدارتها<br />
الذي جتاوز حدود سلطاته - »دراسة حتليلية مقارنة«<br />
د. حمدي بارود<br />
االإدارة اإجراءه اأو اإجازته، وبالتايل فال ميلك التنازل عن هذا احلق الأحد اأعضائه اأو الأحد<br />
املديرين، واإال كان عمله باطالً طبقاً لنص املادة )102( من القانون املذكور، كما اأن<br />
املادة )31( من نظام الرشكة، واإن اأعطت جملس االإدارة سلطة اإجراء التسويات والصلح<br />
والتنازل عن التاأمينات، فاإنها مل تخول له سلطة التنازل عن الديون، لتعارض ذلك مع<br />
الغرض الذي قامت الرشكة من اأجله« )25( .<br />
ويالحظ باأن قانون الرشكات االأردين يتفق يف هذا الصدد مع القانون املرصي يف<br />
اإعطاء الصالحيات الواسعة ملجلس اإدارة رشكة املساهمة، مع تقييد هذه السلطات باأحكام<br />
القانون وقرارات الهيئة العامة للرشكة )26( ، وما يدخل ضمن اختصاص الرشكة )27( .<br />
كما يالحظ باأن مرشوع قانون الرشكات الفلسطيني ذهب اإىل نفس ما ذهب اإليه كل<br />
من القانونني املرصي واالأردين، فاختصاصات جملس االإدارة حمددة يف نظام الرشكة<br />
غالباً، فمجلس االإدارة يقوم بجميع االأعمال الالزمة لتحقيق اأغراض الرشكة، ويتمتع<br />
جملس االإدارة بذلك بالسلطات كافة التي من ساأنها اأن تعطيه احلق يف ممارسة هذه<br />
االأعمال وبالكيفية التي يراها حمققة الأغراض الرشكة، فيما عدا ما استثني بنص خاص<br />
سواء ورد ذلك يف القانون اأو يف نظام الرشكة.<br />
ولكن التساوؤل الذي يثار هنا، اإىل اأي مدى تصل هذه السلطات الواسعة ملجلس اإدارة<br />
رشكة املساهمة؟ . الراأي مستقر على اأن ملجلس اإدارة الرشكة مزاولة كافة االأعمال التي<br />
يقتضيها غرض الرشكة، دون تفرقة بني اأعمال االإدارة واأعمال الترصف، وال يحد من<br />
هذه السلطات اإال ما ينصُّ عليه قانون الرشكات اأو نظام الرشكة، اأو ما يدخل يف سلطات<br />
اجلمعية العامة )28( . ولقد استقر كل من الفقه والقضاء على عدم التفرقة بني ما يعد من<br />
اأعمال االإدارة واأعمال الترصف بالنسبة لترصفات جملس االإدارة، فهو يتمتع بحرية كاملة<br />
يف ترصفاته ما دام ذلك يف حدود حتقيق غرض الرشكة سواء تعلق االأمر باأعمال االإدارة<br />
اأو اأعمال الترصف. هذا ما جنده مستقراً يف الترشيعات املقارنة كافة، باستثناء القانون<br />
الفرنسي، الذي تداركه يف القانون الصادر يف 12 يوليو سنة 1967، حيث نص رصاحة<br />
على لفظ سلطة الترصف ملجلس االإدارة باالإضافة اإىل سلطة االإدارة.<br />
وقد هدفت الترشيعات من وراء ذلك اإىل حماية الغري حسن النية املتعامل مع رشكة<br />
املساهمة يف كل ما ميكن اأن يجريه جملس االإدارة من معامالت معه باسم الرشكة )29( .<br />
فقد ارتاأت تلك الترشيعات اأن من يتعامل من الغري مع الرشكة، اإمنا هو يتعامل على اأساس<br />
الظاهر اأمامه اأن جملس االإدارة مبا اأعطاه القانون من سلطات، اإمنا هو خمول باالأعمال<br />
248
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
كافة من اإدارة وترصف، ملا يعطيه للغري من اطمئنان يف عدم الوقوع يف الغلط بانعدام<br />
سلطة جملس االإدارة فيما يجريه من ترصفات، سواء تعلقت باالإدارة اأو بالترصف.<br />
نخلص اإىل اأنه باستقراء نصوص الترشيعات يف هذا الصدد، جندها تتفق مع موقف<br />
الفقه والقضاء )30( ، اللذين ال يركزان بالنسبة لهذه السلطات على الصفة القانونية للعمل<br />
الذي ياأتيه جملس االإدارة، سواء تعلق بالترصف اأو باالإدارة، بقدر ما يكون على اأهمية العمل<br />
ذاته بالنسبة للرشكة ومدى تناسبه مع غرضها، مما يعني اأنه حتى سلطة جملس االإدارة يف<br />
الترصف مقيدة باأهمية العمل بالنسبة للرشكة، فاإذا ما جتاوز هذا القيد، فاإن هذا الترصف<br />
ال يرسي يف حق الرشكة. لكن هذا القول يوؤدي اإىل االإجحاف بحق الغري حسن النية ممن<br />
يتعاملون مع الرشكة، لذلك جند الترشيع املقارن، وكذلك الفقه والقضاء، يقررون حماية<br />
الغري حسن النية الذي ال يسعفه يف غالب االأحيان الوقت الكايف ملراجعة السجل التجاري<br />
ملعرفة مدى سلطات جملس االإدارة )31( ، كذلك جند القانون يرتب مسئولية الرشكة جتاه<br />
الغري عن ترصفات جملس اإداراتها املتجاوزة لغرض الرشكة.<br />
املبحث الثاني:<br />
مدى التزام الشركة بتصرفات جملس اإلدارة اليت متت بالتجاوز لسلطاته:<br />
متهيد وتقسيم:<br />
تلتزم الرشكة -يف االأصل- بترصفات جملس اإدارتها التي اأجراها يف حدود سلطاته<br />
املقررة له، واإذا ما جتاوز املجلس تلك السلطات، كاأن قام باإجراء ترصفات جتاوز فيها<br />
غرض الرشكة، اأو تتعارض معه، اأو تخالف القيود النظامية، فاإن هذه الترصفات ال تلزم<br />
الرشكة. ولكن االأخذ بهذا االأصل على اإطالقه، ميكن اأن يكون حمالً للنقد، ملجافاته للواقع<br />
الذي يقتضي اأن تلتزم الرشكة بترصفات جملس اإدارتها املتجاوز لسلطاته اإذا كان الغري<br />
املتعامل مع الرشكة حسن النية، يجهل اأن املجلس متجاوزاً لسلطاته فيما مت من ترصف.<br />
ومقتضى ذلك اأن الرشكة ال تلتزم بترصفات جملس اإدارتها التي متت بالتجاوز لسلطاته، اإذا<br />
كان الغري يعلم، اأو كان مبقدوره وفقاً للظروف املحيطة بالترصف اأن يعلم بذلك التجاوز،<br />
اإذ يعدُّ الغري يف هذه احلالة سيئ النية، وال جمال للقول بحمايته. وعلى ذلك، فهذا اإجمال<br />
يحتاج اإىل تفصيل، لذا سنقسم الدراسة يف هذا املبحث اإىل مطلبني، ندرس يف االأول اأثر<br />
حسن نية الغري على التزام الرشكة بترصفات جملس االإدارة التي متت بالتجاوز لسلطاته،<br />
اأما الثاين فنخصصه لدراسة اأثر سوء نية الغري على التزام الرشكة بترصفات جملس االإدارة<br />
التي متت بالتجاوز لسلطاته.<br />
249
مدى التزام شركة املساهمة بتصرفات مجلس إدارتها<br />
الذي جتاوز حدود سلطاته - »دراسة حتليلية مقارنة«<br />
د. حمدي بارود<br />
●املطلب الأول: اأثر حسن نية الغري على التزام الرشكة بترصفات جملس االإدارة<br />
التي متت بالتجاوز لسلطاته:<br />
250<br />
●<br />
موقف الفقه والقضاء:<br />
الشك اأن هناك صعوبة يف اإلزام الغري بوجوب الرجوع اإىل نظام الرشكة الذي اأُشهر<br />
ليتعرف على مدى ما يتمتع به جملس االإدارة من سلطات، لتعارضه مع الواقع العملي الذي<br />
يكشف عن مرونة ورسعة يف اإبرام العقود مع الرشكة )32( . فالرشكة ال تكون ملزمة جتاه<br />
الغري باأعمال جملس االإدارة اإال اإذا صدرت يف حدود سلطاته، حتى مع فرض اإشهار القيود<br />
النظامية وغريها مما قد يرد على تلك السلطات )33( . ولكن هذا االأصل يظل حمالً للنقد اإذا<br />
مل ياأخذ يف االعتبار مصلحة الغري حسن النية، الذي تعامل مع جملس اإدارة الرشكة، وهو<br />
يجهل اأن املجلس اأو اأحد اأعضائه قد جتاوز سلطاته، اأو اأن ذلك الغري قد اعتقد بناءً على<br />
اأسباب مرشوعة، اأن الترصف الذي اأجراه مما يدخل ضمن اختصاصات املجلس.<br />
لذلك فقد ذهب الفقه والقضاء اإىل حتميل الرشكة املسوؤولية يف مواجهة الغري عن<br />
اأعمال املجلس الذي يتعدى حدود سلطاته متى كانت الرشكة قد خولته سلطات ظاهرة من<br />
ساأنها اإيقاع الغري حسن النية يف غلط. وحتى يسمح للغري، الذي تعاقد مع جملس االإدارة اأو<br />
اأحد اأعضائه الذي جتاوز حدود سلطاته، بالرجوع على الرشكة واإلزامها بتلك الترصفات،<br />
فقد استند بعضهم اإىل قواعد املسئولية التقصريية، وفقاً حلكم املادة )163( مدين مرصي.<br />
وكذلك على اأساس مسئولية املتبوع عن فعل التابع، تطبيقاً لنص املادة )174( مدين<br />
مرصي )34( . وهناك من استند اإىل نظرية الوكالة الظاهرة، باعتبارها وسيلة تصلح كاأساس<br />
للقول مبسئولية الرشكة اأمام الغري عن اأعمال وترصفات جملس االإدارة متى قامت شواهد<br />
من ساأنها اأن تولد لدى الغري االعتقاد يف صحة سلطات املجلس ومداها )35( .<br />
ومبقتضى الوكالة الظاهرة، اأعطى القضاء املرصي )36( والفرنسي، للغري احلق يف<br />
الرجوع على الرشكة ملطالبتها بتنفيذ االلتزامات املربمة مع املجلس. على اعتبار اأن<br />
جملس االإدارة وكيالً عن الرشكة، ومن ثم فهي تساأل عن جتاوزه حلدود الوكالة اأو انحرافه<br />
بها عن اأغراضها، حني يكون الغري حسن النية، ال يعلم بالفعل بحقيقة الوضع، ومل يكن<br />
هناك ما يستدعي اأو يفرتض علمه بذلك.<br />
موقف مرشوع قانون الرشكات الفلسطيني:<br />
جاء مرشوع قانون الرشكات الفلسطيني موؤكداً على حماية الغري حسن النية، وفق<br />
ما قضت به املادة )207( )37( منه، التي نصت على اأنه: »2- تعد االأعمال والترصفات<br />
التي يقوم بها وميارسها املجلس اأو مدير الرشكة باسمها ملزمة لها يف مواجهة الغري
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
الذي يتعامل مع الرشكة بحسن نية، ولها الرجوع عليه بقيمة التعويض عن الرضر الذي<br />
حلق بها، وذلك بغض النظر عن اأي قيد يرد يف نظام الرشكة اأو عقد تاأسيسها. 3- ويعد<br />
الغري الذي تتعامل معه الرشكة حسن النية ما مل يثبت غري ذلك على اأنه ال يلزم ذلك الغري<br />
بالتحقق من وجود اأي قيد على صالحيات جملس االإدارة اأو مدير عام الرشكة اأو على<br />
سلطتهم يف اإلزام الرشكة مبوجب عقدها اأو نظامها«.<br />
وعلى ذلك فاالأعمال والترصفات التي يجريها جملس االإدارة اأو املدير العام باسم<br />
الرشكة، تكون ملزمة للرشكة يف مواجهة الغري الذي تعامل مع الرشكة بحسن نية، ويعد<br />
الغري الذي تعامل مع الرشكة حسن النية ما مل تثبت الرشكة عكس ذلك، حيث ال يلزم الغري<br />
بالتحقق من وجود قيد على صالحيات جملس االإدارة اأو على سلطته يف اإلزام الرشكة مبوجب<br />
عقد تاأسيسها اأو نظامها، لذا ال يجوز للرشكة اأن حتتج على الغري حسن النية بالقيود الواردة<br />
يف نظام الرشكة على سلطة جملس االإدارة القانونية ما دام الترصف يف حدود االإدارة<br />
املعتادة التي تدخل يف غرض الرشكة، فاإنه يكون ملزماً لها، ولو صدر باملجاوزة لسلطة<br />
جملس االإدارة النظامية. كما ال يجوز للرشكة اأن حتتج يف مواجهة الغري حسن النية بكون<br />
االإجراءات املقررة يف نظام الرشكة مل تتبع بساأن الترصف، اأو باأن جملس االإدارة اأو بعض<br />
اأعضائه مل يعينوا على الوجه الذي نصَّ عليه نظام الرشكة اأو القانون، طاملا كان الترصف<br />
يف حدود االإدارة املعتادة التي تدخل يف غرض الرشكة. غري اأنه يجوز االحتجاج بالقيود<br />
الواردة على سلطة جملس االإدارة يف مواجهة الغري سيئ النية، متى اأثبتت الرشكة اأنه كان<br />
عاملاً بها، وحينئذ ال يكون الترصف ملزماً للرشكة، بل يلزم اأعضاء املجلس شخصياً، ما<br />
مل تقره اجلمعية العامة )38( .<br />
موقف قانون الرشكات الفرنسي واملرصي:<br />
يرى البعض من الفقه بحق )39( اأنه يصعب اجلزم حالياً وبعد صدور قانون الرشكات<br />
الفرنسي يف 24يوليو سنة 1966، وخاصة بعد تعديل نص املادة )98( منه، وبعد صدور<br />
قانون الرشكات املرصي اجلديد رقم )159( لسنة 1981، اأن نظرية الوكالة الظاهرة ما<br />
زالت تصلح سنداً قانونياً حلماية الغري حسن النية الذي يتعامل مع جملس االإدارة الذي<br />
جتاوز حدود صالحياته، الأن كال القانونني قد بالغ يف حماية الغري حسن النية يف هذه<br />
احلالة بنصوص رصيحة.<br />
ولقد نصت الفقرة الثانية من املادة )98( من قانون الرشكات الفرنسي، على التزام<br />
الرشكة يف مواجهة الغري بترصفات جملس االإدارة التي ال تتعلق بغرض الرشكة. وطبقاً لهذا<br />
النص، تلتزم الرشكة بكل الترصفات التي قام بها جملس االإدارة متجاوزاً حدود سلطاته،<br />
251
مدى التزام شركة املساهمة بتصرفات مجلس إدارتها<br />
الذي جتاوز حدود سلطاته - »دراسة حتليلية مقارنة«<br />
د. حمدي بارود<br />
سواء بقيامه بترصف ال يدخل يف غرض الرشكة، اأو بقيامه بترصف يتعارض مع غرض<br />
الرشكة االأساسي )40( .<br />
وجاء قانون الرشكات املرصي اجلديد، على غرار القانون الفرنسي )41( ، مستحدثاً<br />
نصوصاً جديدة يف هذا الصدد، فيها تفضيل ملصلحة الغري حسن النية على مصلحة<br />
الرشكة، بحيث حتمى ذلك الشخص الذي تعاقد مع الرشكة بحسن نية، وعلى اأساس من<br />
الظاهر، دون علمٍ منه بحقيقة سلطة من يتعاقد معه. اإذ تنصُّ املادة )1/54( منه على<br />
اأنه »يعترب ملزماً للرشكة اأي عمل اأو ترصف يصدر من اجلمعية العامة اأو جملس االإدارة اأو<br />
اأحد جلانه اأو من ينوب عنه من اأعضائه يف االإدارة يف اأثناء ممارسته الأعمال االإدارة على<br />
الوجه املعتاد«. وحرصاً من املرشع على حماية الغري حسن النية الذي يتعامل مع ممثلي<br />
الرشكة، فقد نص رصاحة يف املادة )1/55( على اأن يكون للغري حسن النية اأن يحتج بتلك<br />
الترصفات يف مواجهة الرشكة، ولو كان الترصف صادراً بالتجاوز لسلطة مصدره، اأو مل<br />
يتبع بساأنه االإجراءات املقررة قانونا.<br />
ويستفاد من هذا النص التزام الرشكة بالترصفات الصادرة بالتجاوز لسلطة<br />
مصدرها حتى ولو كانت مشهرة، رغم عدم النص رصاحة على ذلك، اإذ لو كانت سلطات<br />
القائم بالترصف حلساب الرشكة غري مشهرة، ملا كان املرشع بحاجة اإىل نص املادة<br />
)1/55( السابق )42( .<br />
واأكدت املادة )56( القاعدة نفسها ملصلحة الغري حسن النية، يف مواجهة الرشكة<br />
بالنسبة الأي ترصف يجريه اأحد موظفي الرشكة اأو وكالئها اإذا قدمه جملس االإدارة اأو<br />
اجلمعية العامة على اأنه ميلك سلطة الترصف نيابة عنها، واعتمد الغري على ذلك يف تعامله<br />
مع الرشكة.<br />
وجاء نص املادة )2/57( الذي ال يجيز للرشكة اأن تتمسك يف مواجهة الغري حسن<br />
النية باأن جملس اإدارتها اأو بعض اأعضائه اأو مديري الرشكة اأو غريهم من املوظفني اأو<br />
الوكالء، مل يعينوا على الوجه الذي يتطلبه القانون اأو نظام الرشكة، طاملا كانت ترصفاتهم<br />
فى حدود املعتاد بالنسبة ملن كان فى مثل وضعهم فى الرشكات التي متارس نوع النشاط<br />
نفسه الذي تقوم به الرشكة.<br />
بهذا يتضح اأن قانون الرشكات املرصي، قد عدَّ الغري حسن النية رغم االإشهار اأو<br />
النرش، كما عدَّه غري مكلف بالرجوع اإىل نظام الرشكة ليتحقق من مدى سلطة املجلس اأو<br />
اجلمعية اأو اختصاص املوظفني اأو الوكالء.<br />
وكذلك يتضح اأنه قد اأفرط يف حماية الغري الذي يتعامل مع الرشكة اعتماداً على<br />
الوضع الظاهر، ومبا اإن املرشع قد ربط هذه احلماية بحسن نية الغري، فيكون بذلك قد وازن<br />
252
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
بني االعتبارات املتناقضة التي تكتنف هذا االأمر )43( . بل يكون املرشع يف ذلك قد اأكد<br />
احرتام الوضع الظاهر الذي يقوم عليه التعامل التجاري، الذي يعد دعامة من دعائمه، كما<br />
يرتتب عليه استقرار يف املعامالت )44( .<br />
املطلب الثاني:<br />
أثر سوء نية الغري على التزام الشركة بتصرفات جملس اإلدارة اليت متت بالتجاوز<br />
لسلطاته:<br />
راأينا كيف اأن الرشكة تلتزم بترصفات جملس اإدارتها املتجاوز لسلطاته اإذا كان الغري<br />
الذي تعامل معه حسن النية، مل يكن يعلم بهذا التجاوز، ومل يكن مبقدوره اأن يعلم به. اأما<br />
اإذا كان الغري املتعامل مع جملس اإدارة الرشكة يعلم بتجاوز املجلس لسلطاته، اأو كان يف<br />
مقدوره اأن يعلم بتجاوز املجلس لسلطاته، فال تلتزم الرشكة يف مواجهته بهذا الترصف.<br />
وعلى ذلك، اإذا كان الغري سيء النية، فال يجوز االحتجاج يف مواجهة الرشكة بنتائج<br />
الترصفات التي قام بها جملس االإدارة متجاوزاً حدود سلطاته. لذا سنقوم بتحديد<br />
املقصود بسوء نية الغري، وعلى من يقع عبء اإثباته:<br />
● ●اأولً: حتديد املقصود بسوء نية الغري:<br />
الغري سيئ النية هو من كان يعلم باأوجه النقص والعيب يف الترصف الذي اأجراه<br />
مع جملس اإدارة الرشكة بالتجاوز لسلطاته. لذلك يعدُّ سيئ النية ومن ثم فهو غري جدير<br />
باحلماية، ذلك اأن هذا الغري كان مبقدوره اأن يعلم بالنظر اإىل سبق تعامله مع الرشكة يف<br />
مثل هذا الترصف الذي يريد التمسك به يف مواجهتها )45( . لذا كان منطقياً القول باأن الرشكة<br />
ال تلتزم يف مواجهة هذا الغري سيئ النية بترصفات جملس اإدارتها التي متت بالتجاوز<br />
لسلطاته.<br />
ومل يرش مرشوع قانون الرشكات الفلسطيني اإيل هذه احلالة، مكتفياً مبا قرره يف<br />
املادة )207( اخلاصة بالغري حسن النية، واملرشوع بذلك قد سلك مسلكاً مشابهاً لقانون<br />
الرشكات االأردين، الذي مل يرش بدوره للغري سيء النية. وميكن تربير هذا السكوت، باأن سوء<br />
نية الغري يستفاد ضمناً ومبفهوم املخالفة للغري حسن النية، غري اأنه على الرغم من هذا<br />
التربير، كان االأجدر بالنص رصاحة على ذلك اأسوة بالترشيعات االأخرى، كقانون الرشكات<br />
املرصي اجلديد، الذي جاء حمدداً لسوء النية يف املادة )1/58( منه التي نصت على اأنه:<br />
»ال يعترب حسن النية، يف حكم املواد السابقة، من يعلم بالفعل اأو كان مبقدوره اأن يعلم<br />
بحسب موقعه بالرشكة اأو عالقته بها باأوجه النقص اأو العيب يف الترصف املراد التمسك<br />
به يف مواجهه الرشكة«.<br />
253
مدى التزام شركة املساهمة بتصرفات مجلس إدارتها<br />
الذي جتاوز حدود سلطاته - »دراسة حتليلية مقارنة«<br />
د. حمدي بارود<br />
وكذلك فعل قانون الرشكات الفرنسي، يف املادة )98( بعد تعديلها مبرسوم<br />
20ديسمرب1969، اإذ تقضي بالتزام الرشكة بترصفات جملس االإدارة الذي جتاوز سلطاته،<br />
ما مل تثبت الرشكة اأن الغري كان يعلم بتجاوز هذه الترصفات لغرض الرشكة، اأو كان الغري<br />
ال ميكنه اأن يجهل هذا التجاوز بالنظر اإىل الظروف املحيطة بالترصف. ومن ثم ال يعترب<br />
الغري عاملاً بتجاوز غرض الرشكة، وبالتايل جتاوز جملس االإدارة لسلطاته، مبجرد نرش<br />
النظام االأساسي للرشكة )46( . فعلم الغري بتجاوز اأعضاء جملس االإدارة بترصفاتهم قرينة<br />
على سوء نية الغري، فاإذا ما ثبت علم الغري بتجاوز هذه الترصفات لسلطات املجلس اأو<br />
غرض الرشكة، كان هذا الغري سيئ النية.<br />
هكذا يفرتض يف الغري حسن النية مادام ال يعلم باأوجه العيب يف الترصف الذي مت،<br />
ويعدُّ سيئ النية ومن ثم غري جدير باحلماية، الغري الذي كان مبقدوره اأن يعلم بالنظر اإىل<br />
سبق تعامله مع الرشكة يف مثل الترصف الذي يريد التمسك به يف مواجهتها، فالقانون<br />
ال يتطلب العتباره سيئ النية اأن يكون عاملاً بالفعل باأوجه العيب يف الترصف املراد<br />
التمسك به يف مواجهة الرشكة، بل يكفي اأن يكون يف مقدوره اأن يعلم، ولو مل يتسنَ له<br />
العلم فعالً)47( . ومن جماع ما سبق، يلزم لتوافر سوء نية الغري، ومن ثم عدم التزام الرشكة<br />
بنتائج الترصفات التي قام بها جملس االإدارة متجاوزاً سلطاته، وجود رشطني:<br />
الرشط الأول- العلم بسلطات جملس اإدارة الرشكة: فيجب اأن يعلم الغري بغرض<br />
الرشكة، باعتبار اأن غرض الرشكة ميثل االأساس القانوين حلدود سلطات جملس االإدارة.<br />
ومن ثم يجب الإثبات سوء نية الغري اإثبات اأن هذا الغري كان على علم بغرض الرشكة؛ اأي<br />
بالنشاط الذي متارسه، واملنصوص عليه يف نظامها االأساسي. واإن كان هذا االإثبات ال<br />
يستلزم بالرضورة اإثبات اطالع املتعاقد بالفعل على نظام الرشكة واإمنا قد يعلم، طبقاً<br />
للظروف املحيطة بالتعاقد، بغرض الرشكة )48( .<br />
وال يشرتط علم الغري فعالً بحقيقة الترصف، بل يكتفي باأن يكون مبقدوره اأن يعلم<br />
بذلك، حتى لو مل يتسنَ له العلم فعالً، ذلك اأنه قد يكون بالنظر اإىل صلته بالرشكة على<br />
بينةٍ باأحوالها اأكرث ممن ال تربطهم صلة بها، لذا فيلزم اأن يكون لذلك اأثره يف تقدير حسن<br />
نيته )49( .<br />
وحماية للغري حسن النية، مل تعطَ ترشيعات الرشكات )50( للرشكة احلق، وهي يف<br />
سبيلها الإقامة الدليل على سوء نية من تعامل معها، التمسك بكون العقد والنظام االأساسي<br />
قد مت شهرهما، بحيث يكون يف مقدور من يطلع عليهما التعرف على حدود سلطات جملس<br />
االإدارة. فاملرشع مل يتطلب من الغري املتعامل مع الرشكة، بالرجوع اإىل نظام الرشكة<br />
254
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
املشهر ليتحقق من مدى تلك السلطات )51( . كما اأن النرش ال ينهض بذاته دليالً على علم<br />
الغري بالعيب الذي شاب الترصف الذي اأُجري معه على خالف هذه االختصاصات اأو القيود،<br />
اإذ يستطيع الغري حسن النية التدليل بالوسائل كافة على عدم علمه مبدى اختصاصات<br />
جملس االإدارة )52( . ويجوز للمحكمة اأن تعتد باعتقاد الغري يف صحة الترصف الذي قام به<br />
جملس االإدارة، طاملا اأن الرشكة مل تقم الدليل على علم الغري املتعاقد بغرض الرشكة. فهذا<br />
العلم ال يفرتض ملجرد نرش نظام الرشكة، واإمنا يجب على املحكمة اأن تتاأكد من علم الغري<br />
بالنظام االأساسي وبنوده.<br />
وال يكفي جمرد تكرار التعامل مع الرشكة واعتباره دليالً اأكيداً على علم الغري بغرض<br />
من الرشكة، نظراً الأن الغرض قد يكون من االتساع بحيث يصعب على كل متعاقد مع<br />
الرشكة العلم الدقيق بغرض الرشكة. واإن كان من املمكن استنتاج سوء نية الغري من العلم<br />
الفعلي بغرض الرشكة )53( .<br />
الثاين: علم الغري بتجاوز الترصف لسلطات جملس االإدارة: ال يكفي العتبار الغري<br />
سيئ النية جمرد العلم بغرض الرشكة اأو عدم اجلهل به، اإمنا يجب اأن يعلم ويدرك الغري اأن<br />
الترصف الذي يربمه جملس اإدارة رشكة املساهمة اأو رئيس املجلس، قد يتجاوز غرض<br />
الرشكة اأو سلطات املجلس؛ اإذ ال توجد عالقة بني الغرض والترصف، ويتمتع القاضي<br />
يف هذا الساأن بسلطة تقديرية )54( . وميكن الوقوف، اأحياناً، على سوء النية من الظروف<br />
اخلاصة التي اأحاطت بالترصف اأو العقد الذي اأبرمه جملس االإدارة، عندما يكون الغري<br />
بحسب وظيفته، اأو موقعه، اأو عالقته بالرشكة يف وضع ال ميكنه اأن يدعى جهله بغرض<br />
الرشكة، وبتجاوز جملس االإدارة لسلطاته )55( . فالرشيك يف الرشكة ال يستطيع اأن يتمسك<br />
بجهله بغرض الرشكة، كما اأن الرشكة االأم ال تستطيع اأن تدعي جهلها بغرض الرشكة، كما<br />
اأن الرشكة االأم ال تستطيع اأن تدَّعي جهلها بغرض الرشكة التابعة، اأو الوليدة، اأو بسلطات<br />
جملس اإدارة االأخرية )56( .<br />
● ●ثانياً- عبء اإثبات سوء نية الغري:<br />
العربة دائماً فى سوء نية الغري بالعلم فعالً، فاالأصل اأن يكون الغري حسن النية، لذا<br />
يجب على الرشكة، اإذا ادّعت خالف ذلك اأن تثبت العكس، ولكن اإذا كان الشخص الذي تعامل<br />
مع الرشكة تربطه بها صلة، كما لو كان من العاملني بها اأو حسب عالقته بها، كما اإذا<br />
تكررت معامالته معها، فاإن القانون ال يقتضي العتباره سيء النية اأن يكون عاملاً بالفعل<br />
بالعيب الذي يشوب ترصفها، بل يكفي اأن يكون مبقدوره اأو بوسعه اأن يعلم بذلك لو مل<br />
255
مدى التزام شركة املساهمة بتصرفات مجلس إدارتها<br />
الذي جتاوز حدود سلطاته - »دراسة حتليلية مقارنة«<br />
د. حمدي بارود<br />
يتسن له العلم فعال؛ الأنه بالنظر اإىل صلته بالرشكة يكون على بيّنة بحقيقة الوضع اأكرث<br />
من غريه ممن ال تربطهم بها صلة، ومن ثم يتعني اأخذ ذلك فى االعتبار عند تقدير سوء<br />
نيته )57( . وهناك من الفقه من يرى باأن عبء اإثبات حسن النية يقع على عاتق الغري الذي<br />
يريد التمسك فى مواجهه الرشكة بالترصف، اأو بالعقد الذي مت على خالف االأصول املتبعة<br />
فى هذا الساأن )58( . واإن اأرادت الرشكة التنصل من ترصفات املجلس املجاوزة حلدود<br />
سلطاته، اإثبات سوء نية الغري الذي تعامل معها، وذلك باإقامة الدليل على اأن الغري كان<br />
يعلم بالفعل، اأو كان يف مقدوره اأن يعلم، باأوجه العيب الذي شاب الترصف الذي يتمسك به<br />
يف مواجهة الرشكة )59( .<br />
وهذا ما فعله املرشع الفرنسي، حيث جعل عبء اإثبات سوء نية الغري يقع على عاتق<br />
الرشكة، اإن هي اأرادات التنصل من الترصفات التي قام بها املجلس بالتجاوز لسلطاته،<br />
وذلك وفق ما قضت به املادة )98( من قانون الرشكات الفرنسي، التي نصت على اإلزام<br />
الرشكة بترصفات جملس اإدارتها الذي جتاوز سلطاته، ما مل تثبت الرشكة اأن الغري كان يعلم<br />
بتجاوز هذه الترصفات لغرض الرشكة. يف حني مل يذكر قانون الرشكات املرصي اجلديد<br />
رصاحة اأن عبء االإثبات يقع على عاتق الرشكة، وكذلك احلال بالنسبة لقانون الرشكات<br />
االأردين رقم )22( لسنة 1997، والنهج ذاته سلكه مرشوع قانون الرشكات الفلسطيني.<br />
فهذه القوانني الثالثة افرتضت حسن نية الغري ما مل يثبت عكس ذلك، لكنها مل حتدد على<br />
من يقع عبء االإثبات. فهي رغم وضعها تعريفاً كان الزماً للغري حسن النية، فاإنها انطوت<br />
على تعقيد شديد يف اإثبات سوء النية بالنسبة للغري املتعاقد، االأمر الذي قد يوؤدى اإىل اإفالت<br />
ترصفات كثرية مع متعاقدين يتصفون بسوء النية من نطاق عدم نفاذ هذه الترصفات يف<br />
مواجهة الرشكة، وهي ترصفات متت مع متعاقدين ال يتمتعون حقيقة، وبحسب املعيار<br />
املوضوعي بحسن نية )60( .<br />
وعليه يتوجب تطبيق املبداأ العام يف مادة حسن اأو سوء نية الغري، فما دام اأن حسن<br />
النية مفرتض، وعلى من يدعى سوء نية الغري اإقامة الدليل على ذلك، ومن ثم يقع على<br />
عاتق الرشكة عبء اإثبات سوء نية الغري، اأي املتعاقد مع جملس االإدارة، وذلك حتى تتنصل<br />
من مسئوليتها عن نتائج الترصفات التي اأبرمها املجلس متجاوزاً سلطاته )61( . وعلى<br />
الرشكة اإقامة الدليل على علم الغري بغرض الرشكة، وباأن الترصف الذي اأجراه جملس<br />
االإدارة يتجاوز هذا الغرض، اأو يتعارض معه، اأي يتجاوز حدود سلطات جملس االإدارة،<br />
التي يقيدها غرض الرشكة )62( .<br />
256
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
خامتة:<br />
ملا كانت دراستنا قد استهدفت اأساساً اإظهار مدى التزام الرشكة بترصفات جملس<br />
االإدارة التي متت بالتجاوز لسلطاته، يف ضوء اأحكام مرشوع قانون الرشكات الفلسطيني،<br />
وقانون الرشكات االأردين، وكذلك يف ضوء اأحكام قانون الرشكات املرصي اجلديد، وقانون<br />
الرشكات الفرنسي. وحتى نتمكن من الوقوف على االأثر املرتتب على جتاوز جملس االإدارة<br />
لسلطاته بالنسبة للرشكة يف مواجهة الغري، ارتاأينا تقسيم الدراسة اإىل مبحثني، تناولنا يف<br />
املبحث االأول سلطة متثيل الرشكة يف مواجهة الغري، وكرسنا املبحث الثاين لبيان مدى<br />
التزام الرشكة بنتائج هذا التجاوز، والذي يختلف باختالف ما اإذا كان الغري املتعامل مع<br />
الرشكة حسن النية اأو سيء النية.<br />
وحدَّدنا يف املبحث االأول املقصود بالغري، ثم من ميلك سلطة متثيل الرشكة يف<br />
مواجهته، والحظنا اإفراط القانوننيْ الفرنسي واملرصي يف تعداد االأشخاص املفوضني<br />
بالتوقيع عن الرشكة، على خالف القانون االأردين ومرشوع قانون الرشكات الفلسطيني<br />
اللذان قرصا ذلك على جملس االإدارة واملوظفني يف الرشكة فقط.<br />
وبيَّنا يف املبحث الثاين االأثر املرتتب على جتاوز جملس االإدارة لسلطاته، وخلصنا<br />
اإىل اأن ترصفاته تلزم الرشكة اإذا كان الغري حسن النية. بينما ال تلزمها اإذا كان سيئ النية،<br />
غري اأنه يقع على عاتق الرشكة عبء اإثبات سوء نية الغري، ونظراً لصعوبة هذا االإثبات<br />
تظل الرشكة يف الغالب ملتزمة بتلك الترصفات. فاملرشع اإذ حاول التوفيق بني املصالح<br />
املتعارضة، مصلحة الرشكة والرشكاء من جهة، ومصلحة الغري من جهة اأخرى، اإال اأنه<br />
انحاز فيما نعتقد ملصلحة الغري، حتى واإن كان سيئ النية.<br />
ولعل اأهم ما خلصنا اإليه من دراستنا هذه، يتمثل يف النتيجتني الآتيني:<br />
االأوىل: االإفراط غري املربر يف حتديد االأشخاص الذين يقومون بالتعاقد نيابة عن<br />
الرشكة، مما قد يوؤدي اإىل التضارب يف االختصاص.<br />
الثانية: التزام الرشكة غالباً يف مواجهة الغري بالترصفات التي اأجراها جملس<br />
االإدارة بالتجاوز لسلطاته.<br />
لذا نوصي برضورة اإعادة النظر يف ترشيعات الرشكات اخلاصة بالتزام الرشكة<br />
بترصفات جملس االإدارة املتجاوزة لصالحياته، وذلك بالعمل على تخفيف عبء اإثبات<br />
سوء نية الغري امللقى دائماً على كاهلها.<br />
257<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦
مدى التزام شركة املساهمة بتصرفات مجلس إدارتها<br />
الذي جتاوز حدود سلطاته - »دراسة حتليلية مقارنة«<br />
د. حمدي بارود<br />
اهلوامش:<br />
، 3<br />
، 4 دار النهضة<br />
5.<br />
6.<br />
7.<br />
8.<br />
.1انظر 1 بحثا لنا بعنوان: سلطات جملس اإدارة رشكة املساهمة والقيود الواردة عليها<br />
»دراسة مقارنة«، مقبول للنرش يف جملة جامعة القدس املفتوحة.<br />
2د. . 2 اأبو زيد رضوان، ود. نعيم رضوان، الرشكات التجارية، ص620 ، دار الفكر العربي.<br />
. 3د. ثروت حبيب، دروس يف القانون التجاري، الرشكات التجارية، ص496، ط1983<br />
مكتبة اجلالء اجلديدة باملنصورة.<br />
. 4د. سميحة القليوبي، الرشكات التجارية، اجلزء الثاين، ص460، ط1993<br />
العربية.<br />
5 د. صالح اأمني اأبو طالب، جتاوز السلطة يف جملس اإدارة رشكة املساهمة، دراسة مقارنة<br />
يف القانون املرصي والفرنسي، ط1999، دار النهضة العربية.<br />
6 حيث قمنا بدراسة سلطات جملس اإدارة رشكة املساهمة والقيود الواردة عليها »دراسة<br />
مقارنة«، وهو بحث مشار اإليه اأعاله. وسيتبعه بحث اآخر متعلق مبسئولية جملس االإدارة<br />
املرتتبة على جتاوز تلك السلطات.<br />
7 باستثناء الدراسة التي قام بها -فيما نعلم- الدكتور/ صالح اأمني اأبو طالب، حول<br />
جتاوز السلطة يف جملس اإدارة رشكة املساهمة، دراسة مقارنة يف القانون املرصي<br />
واملشار اإليها اأعاله.<br />
8 مصطلح الغري، يعد من املصطلحات القدمية التي عرفها القانون الروماين، انظر يف<br />
تفصيل ذلك: د. عاطف حممد كامل، الغري يف القانون املدين املرصي، رسالة دكتوراه<br />
مقدمة اإىل كلية احلقوق جامعة االإسكندرية ص3 وما بعدها، 1976.<br />
. 9د. عبد الرازق السنهوري، الوسيط يف القانون املدين، اجلزء الثاين، ص199، ط1964<br />
10 د. عبد الرحمن السيد حممد قرمان، حق الرشكاء يف اسرتداد احلصص، رسالة دكتوراه،<br />
كلية احلقوق، جامعة القاهرة، سنة 1994، ص140.<br />
11 د. سعودي حسن رسحان، نحو نظرية حلماية الغري حني النية يف الرشكات التجارية،<br />
رسالة دكتوراه، كلية احلقوق، جامعة القاهرة، سنة 1982، ص190.<br />
12د. حممد بهجت عبد اهلل قايد، حول نظام جديد الإدارة رشكة املساهمة، ص46<br />
ط1993، دار النهضة العربية.<br />
13املادة )1/203- 2( من املرشوع والتي تتطابق مع نص املادة )152<br />
الرشكات االأردين.<br />
. 9<br />
10<br />
، 12<br />
) 13 من قانون<br />
1<br />
258
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
1414د. صالح اأمني اأبو طالب، جتاوز السلطة يف جملس اإدارة رشكة املساهمة، ص39 ،<br />
مرجع سابق.<br />
15د. حممد بهجت عبد اهلل قايد، حول نظام جديد الإدارة رشكة املساهمة، ص48<br />
سابق.<br />
16د. صالح اأمني اأبو طالب، جتاوز السلطة يف جملس اإدارة رشكة املساهمة، ص10<br />
مرجع سابق.<br />
17د. حممود سمري الرشقاوي، الرشكات التجارية، ص189 وما بعدها، ط1986<br />
النهضة العربية.<br />
1818املادة )189( من املرشوع والتي تتطابق مع نص املادة )137 ) من قانون الرشكات<br />
االأردين.<br />
19د. حممود سمري الرشقاوي، نفس املرجع السابق، ص 190<br />
20 د. اإلياس ناصيف، موسوعة الرشكات التجارية، الرشكات القابضة )هولدنغ( والرشكات<br />
املحصور نشاطها خارج لبنان )اأوف شور( ، ص132، ط2003.<br />
، 15 مرجع<br />
، 16<br />
، 17 دار<br />
. 19<br />
20<br />
21كالقانون السوري يف املادة )190( ، والقانون اللبناين يف املادة )157<br />
السعودي يف املادة )73( ، كذلك نص املادة )54( من قانون الرشكات املرصي رقم<br />
)159( لسنة 1981، الذي يقضي باأن »ملجلس االإدارة كل السلطات املتعلقة باإدارة<br />
الرشكة والقيام بكافة االأعمال الالزمة لتحقيق غرضها، وذلك فيما عدا ما استثني<br />
بنص خاص يف القانون اأو نظام الرشكة من اأعمال اأو ترصفات تدخل يف اختصاص<br />
اجلمعية العامة«. وكذلك القانون العراقي الذي نص يف املادة )109( على اأن »يتوىل<br />
جملس االإدارة املهام االإدارية واملالية والتخطيطية والتنظيمية والفنية الالزمة لسري<br />
نشاط الرشكة عدا ما كان منها داخال يف اختصاصات الهيئة العامة«. اإضافة اإىل<br />
ما قضت به املادة )124( من قانون الرشكات االأردين القدمي لعام 1964، باأنه<br />
»ملجلس االإدارة السلطات والصالحيات للقيام بجميع االأعمال التي تكفل سري العمل<br />
يف الرشكة وفقا لغاياتها. ويعني نظام الرشكة احلدود والرشوط التي يسمح ملجلس<br />
االإدارة االستدانة ورهن عقارات الرشكة واإعطاء الكفاالت، ويستثنى من ذلك الرشكات<br />
املساهمة التي تتعاطى االأعمال املرصفية«.<br />
22 املادة )1/207( من املرشوع والتي تتطابق مع نص املادة )156 ) من قانون الرشكات<br />
االأردين رقم )22( لسنة 1997.<br />
23د. حممود سمري الرشقاوي، الرشكات التجارية، مرجع سابق، ص – 189 190<br />
24د. اأبو زيد رضوان، الرشكات التجارية، دار الفكر العربي، 1989، ص621<br />
) 21 ، والقانون<br />
. 23<br />
. 24<br />
259<br />
2
مدى التزام شركة املساهمة بتصرفات مجلس إدارتها<br />
الذي جتاوز حدود سلطاته - »دراسة حتليلية مقارنة«<br />
د. حمدي بارود<br />
2525طعن رقم 36 225/ ق، جلسة 21 يناير 1971، املجموعة الثانية لسنة 22- ص<br />
.100<br />
. 26<br />
26املادة )156 / اأ( من قانون الرشكات االأردين رقم )22( لسنة 1997<br />
2727د. فوزي حممد سامي، رشح القانون التجاري، اجلزء الرابع، ط1996 ، دار الثقافة للنرش<br />
والتوزيع، عمان االأردن، ص467.<br />
املرجع السابق، ص 467.<br />
28د. سميحة القليوبي، مرجع سابق، ص 461<br />
29د. سميحة القليوبي، مرجع سابق، ص 461<br />
30د. اأبو زيد رضوان، مرجع سابق، ص 622<br />
31نقض فرنسي 13 مايو 1974، املجلة الفصلية للقانون التجاري 1975، ص864<br />
32د. صالح اأمني اأبو طالب، جتاوز السلطة يف جملس اإدارة رشكة املساهمة، ص66<br />
مرجع سابق.<br />
3 د. هاين حممد دويدار، التنظيم القانوين للتجارة، الرشكات التجارية، ص566<br />
بعدها، ط1997، املوؤسسة للدراسات والنرش والتوزيع.<br />
34 د. سليمان مرقص فى تعليقه على حكم حمكمة النقض املرصية الصادر فى<br />
1936/5/14، جملة القانون واالقتصاد س7 ص 348. وكذلك انظر: د. اأنور سلطان،<br />
مصادر االلتزام، طبعة 1966، ص67<br />
35د. عبد الرازق السنهوري، الوسيط يف رشح القانون املدين، مرجع سابق، ص616<br />
36الطعن رقم 225 لسنة 36، الصادر بتاريخ 21 من يناير 1971<br />
3737تتطابق مع املادة )156 ) من القانون االأردين.<br />
38املذكرة االإيضاحية مرشوع قانون الرشكات الفلسطيني، ص318- 319<br />
39د. صالح اأمني اأبو طالب، جتاوز السلطة يف جملس اإدارة رشكة املساهمة، ص68<br />
مرجع سابق.<br />
40املرجع السابق نفسه، ص69<br />
4141د. سميحة القليوبي، الرشكات التجارية، اجلزء الثاين، ص466 مرجع سابق<br />
42د. سميحة القليوبي، الرشكات التجارية، اجلزء الثاين، ص463<br />
43د. اأبو زيد رضوان، الرشكات التجارية، مرجع سابق، ص624<br />
4 د. سميحة القليوبي، الرشكات التجارية، ص466- 467<br />
45د. سعودي حسن رسحان، مرجع سبق ذكره، ص 196<br />
. 28<br />
. 29<br />
. 30<br />
. 31<br />
، 32<br />
33 وما<br />
. 35<br />
. 36<br />
. 38<br />
، 39<br />
260<br />
. 40<br />
، 42 مرجع سابق.<br />
. 43<br />
. 44<br />
. 45<br />
34
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
4646د. صالح اأمني اأبو طالب، جتاوز السلطة يف جملس اإدارة رشكة املساهمة، ص72 ،<br />
مرجع سابق.<br />
47 د. سعودي حسن رسحان، نحو نظرية حلماية الغري حسن النية املتعاملني مع الرشكات<br />
التجاري، مرجع سابق، ص196.<br />
48 د. صالح اأمني اأبو طالب، جتاوز السلطة يف جملس اإدارة رشكة املساهمة املرجع<br />
السابق ص73- 74.<br />
49 د. سعودي حسن رسحان، نحو نظرية حلماية الغري حسن النية يف الرشكات التجارية،<br />
مرجع سابق، ص 196.<br />
50 كالقانون الفرنسي، واملرصي، واالأردين، وكذلك املرشوع.<br />
51 د. حممد فريد العرينى، القانون التجاري، رشكات االأموال، دار املطبوعات اجلامعية،<br />
50<br />
51<br />
ط 2001، ص 367.<br />
. 52<br />
. 53<br />
54<br />
ص .75 -74<br />
5<br />
261<br />
47<br />
48<br />
49<br />
56<br />
52د. اأبو زيد رضوان، الرشكات التجارية، مرجع سابق، ص – 625 626<br />
53د. صالح اأمني اأبو طالب، جتاوز السلطة، مرجع سابق، ص 74<br />
54 د. صالح اأمني اأبو طالب، جتاوز السلطة يف جملس اإدارة رشكة املساهمة، مرجع سابق،<br />
55 حيث قضت حمكمة استئناف باريس باأن االأعمال التي يقوم بها جملس االإدارة والتي<br />
جتاوز اختصاصاتهم املحددة يف النظام االأساسي للرشكة تلزمهما، اإال اإذا كان الغري<br />
يعلم ذلك اأو ال يستطيع اإنكار علمه بذلك، اأما اإذا كانت الظروف املحيطة بالواقعة<br />
بعيدة عن كون الغري يعلم اأو ينكر علمه باأن االأعمال التي قام بها رئيس جملس االإدارة<br />
اأو املجلس ال تدخل يف اختصاصه فاإن هذا من ساأنه اأن يدخل يف االعتقاد اأن هذه<br />
االأعمال مل تكن خمالفة لسلطاته، وبذلك تكون الرشكة ملتزمة بهذه االأعمال.<br />
56 د. صالح اأمني اأبو طالب، جتاوز السلطة يف جملس اإدارة رشكة املساهمة، مرجع سابق،<br />
ص75.<br />
57د. على يونس، الرشكات التجارية، طبعة 1990، ص508<br />
58د. اأبو زيد رضوان، مرجع سبق ذكره، ص 625<br />
59 د. حممد فريد العريني القانون التجاري، رشكات االأموال، دار املطبوعات اجلامعية، ط<br />
. 57<br />
. 58<br />
59<br />
،2001 ص .367<br />
. 60<br />
. 61<br />
62<br />
60د. حممود سمري الرشقاوي، الرشكات التجارية، مرجع سابق، ص 194<br />
61د. صالح اأمني اأبو طالب، مرجع سابق، ص 76<br />
62 املرجع نفسه.
مدى التزام شركة املساهمة بتصرفات مجلس إدارتها<br />
الذي جتاوز حدود سلطاته - »دراسة حتليلية مقارنة«<br />
د. حمدي بارود<br />
املصادر واملراجع:<br />
1د. . 1 اأبو زيد رضوان، ود. نعيم رضوان، الرشكات التجارية، دار الفكر العربي، ط1989 .<br />
.2د. 2 اإلياس ناصيف، موسوعة الرشكات التجارية، الرشكات القابضة )هولدنغ( والرشكات<br />
املحصور نشاطها خارج لبنان )اأوف شور( ، ط2003.<br />
3د. . 3 اأنور سلطان، مصادر االلتزام، طبعة . 1966<br />
4د. . 4 ثروت حبيب، دروس يف القانون التجاري، الرشكات التجارية، ط1983 ، مكتبة<br />
اجلالء اجلديدة باملنصورة.<br />
.5د. 5 حمدي حممود بارود، بحث بعنوان: سلطات جملس اإدارة رشكة املساهمة والقيود<br />
الواردة عليها »دراسة مقارنة«، مقبول للنرش يف جملة جامعة القدس املفتوحة.<br />
.6د. 6 سعودي حسن رسحان، نحو نظرية حلماية الغري حني النية يف الرشكات التجارية،<br />
رسالة دكتوراه، كلية احلقوق، جامعة القاهرة، سنة 1982.<br />
7د. . 7 سميحة القليوبي، الرشكات التجارية، اجلزء الثاين، ط1993 ، دار النهضة العربية.<br />
.8د. 8 صالح اأمني اأبو طالب، جتاوز السلطة يف جملس اإدارة رشكة املساهمة، دراسة مقارنة<br />
يف القانون املرصي والفرنسي، ط1999، دار النهضة العربية.<br />
.9د. 9 عاطف حممد كامل، الغري يف القانون املدين املرصي، رسالة دكتوراه مقدمة اإىل<br />
كلية احلقوق جامعة االإسكندرية، 1976.<br />
1010د. عبد الرازق السنهوري، الوسيط يف القانون املدين، اجلزء الثاين، ط1964 .<br />
111 د. على يونس، الرشكات التجارية، طبعة . 1990<br />
1212د. فوزي حممد سامي، رشح القانون التجاري، اجلزء الرابع، ط1996 ، دار الثقافة للنرش<br />
والتوزيع، عمان االأردن.<br />
1313د. حممد بهجت عبد اهلل قايد، حول نظام جديد الإدارة رشكة املساهمة، ط1993 ، دار<br />
النهضة العربية.<br />
14 14 د. حممد فريد العريني القانون التجاري، رشكات االأموال، دار املطبوعات اجلامعية، ط<br />
.2001<br />
262
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
<br />
نحو قانون واحد للرشكات، ط1991 ، منساأة املعارف باالإسكندرية.<br />
1515د. حممود سمري الرشقاوي، الرشكات التجارية، ط1986 ، دار النهضة العربية.<br />
1616د. حممود خمتار بريري، الشخصية املعنوية للرشكة التجارية، رشوط اكتسابها وحدود<br />
االحتجاج بها، دار الفكر العربي، ط 1985.<br />
قانون املعامالت التجارية، دار الفكر العربي، . 1986<br />
1717د. مصطفى كمال وصفي، املسئولية املدنية الأعضاء جملس االإدارة، رسالة دكتوراه،<br />
كلية احلقوق، جامعة القاهرة، سنة 1951.<br />
1818د. مفلح عواد القضاة، الوجود الواقعي والوجود القانوين للرشكة الفعلية، رسالة<br />
دكتوراه، كلية احلقوق، جامعة القاهرة، سنة 1985.<br />
1919د. نعمان خليل جمعة، اأركان الظاهر كمصدر للحق، رسالة دكتوراه، كلية احلقوق،<br />
جامعة القاهرة، سنة 1977.<br />
، 20 املوؤسسة<br />
20د. هاين حممد دويدار، التنظيم القانوين للتجارة، الرشكات التجارية، ط1997<br />
للدراسات والنرش والتوزيع.<br />
263
مدى التزام شركة املساهمة بتصرفات مجلس إدارتها<br />
الذي جتاوز حدود سلطاته - »دراسة حتليلية مقارنة«<br />
د. حمدي بارود<br />
264
اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني<br />
1967م - 1970م<br />
دراسة يف املصادر والوثائق الفلسطينية<br />
د. عماد رفعت البشتاوي<br />
أ. شبلي دودين<br />
أستاذ مساعد في قسم التاريخ والعلوم السياسية/ كلية اآلداب/ جامعة الخليل.<br />
مشرف أكاديمي غير متفرغ/ منطقة دورا التعليمية/ جامعة القدس المفتوحة.<br />
265
اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني 1967م -1970م د. عماد البشتاوي<br />
أ. شبلي دودين<br />
دراسة في املصادر والوثائق الفلسطينية<br />
ملخص:<br />
تناول هذا البحث اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني يف الفرتة املمتدة بني عامي<br />
1967م - 1970م، وهي الفرتة التي شهدت نساأة اجلبهة الشعبية، السيما بعد التحوالت<br />
الكبرية التي حدثت على صعيد احلركة الوطنية الفلسطينية بشكل عام، وحركة القوميني<br />
العرب بشكل خاص، بعد حرب حزيران 1967م. كما تطرَّق البحث اإىل اأبرز املوؤمترات التي<br />
عقدتها اجلبهة الشعبية والتحوالت الفكرية واالنشقاقات التي واجهتها، ويعرض البحث<br />
اأيضاً لعالقة اجلبهة الشعبية مع منظمة التحرير الفلسطينية.<br />
266
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
Abstract:<br />
The present research is concerned with the Popular Front for the<br />
Liberation of Palestine during 1967 - 1970. This period witnessed the<br />
foundation of the Popular Front, especially after the great changes that<br />
took place to the National Palestinian Movement in general, and the Arab<br />
Nationalist Movement in particular, after June 1967 war. The research also<br />
deals with the most significant conferences held by the Popular Front, the<br />
intellectual changes, and the disintegrations it faced. The research also<br />
reflects on the relations of the Popular Front with the PLO.<br />
267
اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني 1967م -1970م د. عماد البشتاوي<br />
أ. شبلي دودين<br />
دراسة في املصادر والوثائق الفلسطينية<br />
مقدمة:<br />
شهدت حقبة الستينيات من القرن املاضي اأحداثاً سياسية مهمة يف تاريخ القضية<br />
الفلسطينية، من بينها هزمية عام 1967، التي اأدخلت كثريين يف سجاالت سياسية لتحديد<br />
من هو املسوؤول عن تلك الهزمية، من بينهم حركة القوميني العرب التي اعتربت بنهجها جزءاً<br />
من تلك الهزمية، االأمر الذي عجل يف تشكيل تيارات وتنظيمات من رحم احلركة تعمل خارج<br />
اإطارها كتنظيم اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني، الذي اأعلن عن نفسه يف 1967/12/11م<br />
تنظيماً ثورياً ماركسياً، يتبنى اأسلوب الكفاح املسلح وحرب التحرير الشعبية طريقاً لتحرير<br />
فلسطني.<br />
حتاول الدراسة وضع تصور واضح عن نساأة اجلبهة الشعبية والرصاعات الفكرية<br />
واالأيديولوجية التي عصفت بها، وما نتج عنها من انشقاقات، كما تهدف الدراسة للتعريف<br />
باأيديولوجية اجلبهة واسرتاتيجيتها السياسية والتنظيمية وعالقتها مع منظمة التحرير<br />
الفلسطينية. يف الفرتة املمتدة بني عامي )1967م - 1970م( نظراً ملا متثله هذه الفرتة<br />
من اأهمية بسبب حرب عام 1967م وتداعياتها على خمتلف االأصعدة، كما ارتاأينا التوقف<br />
عند عام 1970م من اأجل عدم اخلوض يف اأحداث اأيلول 1970م يف االأردن التي هي بحاجة<br />
اإىل دراسة مستقلة.<br />
لقد راعت الدراسة جمع املعلومات من الوثائق وحتليلها، وذلك من خالل تبني املنهج<br />
التحليلي للخروج بدراسة علمية موضوعية. ومن اأهم الوثائق التي اعتمدت عليها الدراسة<br />
كمصدر رئيسي الوثائق الفلسطينية العربية 1965م - 1969م، والكتاب السنوي للقضية<br />
الفلسطينية 1964م - 1969م، فعلى الرغم من قيمة هذه الوثائق واأهميتها، فاإن االأبحاث<br />
والكتب التي حتدثت عن التنظيمات الفلسطينية مل تلتفت لها, ورجع الباحث كذلك اإىل بعض<br />
املصادر االأولية، اإضافة اإىل املذكرات الشخصية ذات العالقة املبارشة، مثل: نايف حوامته<br />
يتحدث، وكتاب جورج حبش التجربة النضالية الفلسطينية.<br />
نشأة اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني:<br />
اإن احلديث عن الظروف التي اأدت اإىل نساأة اجلبهة الشعبية، يتطلب التوقف عند موؤمتر<br />
حركة القوميني العرب الذي عقد يف بريوت يف نيسان 1963م، حيث شاركت فيه معظم<br />
فروع احلركة، وقد طرح املوؤمتر وثيقة نظرية توؤكد على االنحياز نحو االشرتاكية، استجابة<br />
للتحديات التي عصفت باملنطقة، وقد استجابت كل الفروع لهذا التحول، باستثناء قيادة<br />
268
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
الفرع االأردين، وبذلك شق كل فرع من فروع احلركة طريقه، واأخذ عنوانه وصاغ برناجمه<br />
اخلاص لوحده بسبب التطورات املوضوعية لكل فرع )1( .<br />
وعن ذلك يقول جورج حبش: بداأنا يف حركة القوميني العرب نناقش املساألة<br />
الفلسطينية، هل نبقى نناضل ضمن خط حركة القوميني العرب؟ اأو التفكري بعمل مستقل؟<br />
وكان القرار فصل اأعضاء احلركة من فروع لبنان والكويت وسوريا لوضعهم يف وضع<br />
تنظيمي ميكنهم من تلقي مادة تنظيمية تثقيفية استعداداً للعمل العسكري، وبعد نساأة<br />
منظمة التحرير الفلسطينية وفرز قيادة سياسية عسكرية، بداأت عملياتها العسكرية من<br />
خالل التنظيمات الفلسطينية على الساحة الفلسطينية، وقد اقتضى االأمر تفكرياً جدياً يف<br />
تاأسيس جبهة تضم تلك التنظيمات )2( .<br />
ومن هنا كانت بوادر االنقسام يف حركة القوميني العرب تخضع لسجاالت سياسية<br />
ترجمت بشكل اأساسي بهزمية عام 1967م، التي شكلت صدمة كبرية، السيما بعد سقوط<br />
الرهان على القوات العربية، فكانت حركة القوميني العرب من اأكرث املتاأثرين بهذه النكسة،<br />
علماً باأنها كانت قد دعت مسبقاً، وقبل قيام احلرب اإىل توحيد الصفوف والتعبئة العامة<br />
وااللتحاق باجلبهات )3( ، وعقب انتهاء احلرب عقدت منظمات حركة القوميني العرب<br />
العديد من املوؤمترات فنتج عنها فك االرتباط بني احلركة والنارصية، متهمة اإياها بالفشل<br />
واملسوؤولية عن الهزمية )4( ، وما تالها من قرارات هزيلة يف موؤمتر اخلرطوم يف اآب 1967م،<br />
والتي ركزت على مبداأ العمل السياسي الإزالة اآثار العدوان، على اأن يكون العمل مرشوطاً<br />
بجملة من املبادئ مثل عدم االعرتاف باإرسائيل وعدم التفاوض معها )5( .<br />
ونتيجة لهزمية عام 1967م، وحماولة حتديد املسوؤول عنها، حاولت احلركة اأن<br />
ترسم لنفسها منحى ثورياً ملعاجلة تلك الهزمية، بوضع اجلماهري العربية يف قلب املعركة<br />
بعدما اأُبعدت عنها بحسب وصف احلركة، مما يعدُّ سبباً رئيساً للهزمية، ومن هنا فاإن حركة<br />
القوميني العرب كانت ترى نفسها املعربة عن املوقف اجلماهريي، لذلك رفضت املشاريع<br />
الغربية املطروحة حلل القضية الفلسطينية، السيما املرشوع الربيطاين )6( ، الذي اأقره<br />
جملس االأمن يف هذا املجال )7( .<br />
وعلى الرغم من هذا املوقف السياسي حلركة القوميني العرب، فاإن الواقع احلقيقي<br />
كان ينذر بخالفات عميقة عقب الهزمية فظهر فيها تيارات خمتلفة فمنها ما اأيد البقاء على<br />
احلركة وخطها القومي، ومنها ما اعترب اأن نهج احلركة جزء من هزمية حزيران، وبهذا بداأت<br />
بوادر االنشقاق، فربزت تيارات اعتنقت املاركسية اللينينية، مسرتشدة بالتجربة الكوبية<br />
والفيتنامية مثل اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني )8( .<br />
269
اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني 1967م -1970م د. عماد البشتاوي<br />
أ. شبلي دودين<br />
دراسة في املصادر والوثائق الفلسطينية<br />
)9(<br />
وردت االإشارات االأوىل عن ظهور تنظيم اجلبهة الشعبية يف 7 كانون اأول 1967،<br />
وعرفت نفسها على اأنها تنظيم موحد لقوى فدائية كانت تعمل قبل 5 حزيران 1967، واأنها<br />
تلقت اأوامر للقيام بعمليات فدائية يف 27 ترشين ثاين 1967، وهكذا اأصبحت االأجواء مهياأة<br />
لصدور البيان التاأسيسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطني والذي صدر يف 1967/12/11<br />
واأعلن رسمياً عن نشوء احلركة وفلسفتها ونظرتها القومية والعاملية )10( . وقد اأوضح<br />
البيان السياسي الأول للجبهة اأنها تشكلت من التنظيمات الآتية:<br />
● ●منظمة اأبطال العودة.<br />
● ●جبهة التحرير الفلسطينية بفروعها )فرقة الشهيد عبد اللطيف رشورو، فرقة الشهيد<br />
عز الدين القسام، فرقة الشهيد عبد القادر احلسيني( .<br />
● ●اجلبهة القومية لتحرير فلسطني )منظمة شباب الثاأر( .<br />
وعلى صعيد الكفاح املسلح: راأت اجلبهة اأن الهزمية التي حلقت بالقوات العربية، قد<br />
اأحدثت مرحلة جديدة من العمل الثوري يف مقارعة الصهيونية، باعتماد الكفاح املسلح<br />
منهجاً رئيساً يف استعادة االأرض، الأنه النهج التاريخي الصحيح يف التحرر، وعلى الرغم<br />
من اأن اخلطاب قد جاء بلغة مميزة خماطباً الفالحني والفقراء والصامدين فاإنه فتح الباب<br />
اأمام القوى والفئات كافة الإحداث لقاء وطني ثوري عريض للوصول للوحدة الوطنية.<br />
وحول قضية االأرض اأظهر البيان اهتماماً واضحاً بالصمود حيث رُفع شعار )منوت<br />
ول نهاجر( على اعتبار اأن االأرض ملك للجماهري، واأن الدفاع عنها واجب مقدس يقع على<br />
عاتق كل من يسكن عليها.<br />
وحول نظرتِها القومية والعاملية: فقد راأت اجلبهة الشعبية اأن اجلبهة الفلسطينية هي<br />
امتداد للجبهة العربية على اعتبار اأن اجلماهري الفلسطينية يف قتالها جزء ال يتجزاأ من<br />
احلركة النضالية للشعوب العربية، كذلك االرتباط العضوي بني هذه الشعوب يف كفاحها<br />
ضد اخلطر نفسه والعدو نفسه )11( .<br />
مؤمتر آب عام 1968والصراع الفكري داخل اجلبهة الشعبية:<br />
منذ نساأتها مل تطرح اجلبهة الشعبية يف وثائقها واأدبياتها روؤية سياسية من منطلق<br />
االشرتاكية العلمية يف معركتها التحريرية، وكان طرحها يقوم على فكر سياسي حترري مل<br />
يشكل متايزاً عن بقية التنظيمات الفلسطينية االأخرى على الساحة الفلسطينية، ومع مرور<br />
الوقت اأخذت اجلبهة الشعبية جتنح نحو اليسار لتشكل متايزاً فكرياً جديداً لها، فاأصبحت<br />
تسرتشد بالتجربة الفيتنامية والكوبية يف رضب املصالح الصهيونية واالإمربيالية )12( ،<br />
270
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
وقد عرب جورج حبش عن ذلك بالقول: بعد االنفصال بني سوريا ومرص راأيت بنفسي القوى<br />
التي قامت بهذا الدور، فاأدركت اأن هناك رصاعاً طبقياً، ثم درست جتربة فيتنام، والتنظيم<br />
الذي يقوم على اأساس ماركسي، والذي يسرتشد باملنهج اجلديل، ويلتزم مصلحة الطبقة<br />
املستغلة وقارنته بالنظام الربجوازي الصغري، فاأدركت الفارق، فكان التزامي باملاركسية<br />
بعد عام 1967م )13( .<br />
اإن نقطة التحول احلقيقية يف مسرية اجلبهة الشعبية يف انحيازها الفكري اإىل<br />
اأيديولوجيا الربوليتاريا، عرب عنها موؤمتر اآب وقراراته، حني بنيَّ اأن فشل الربجوازية الصغرية<br />
التي تشكلت عقب نكبة عام 1948م، وتسببت يف نكسة 1967م، بسبب براجمها الغوغائية<br />
دون اأن تسرتشد بالتجربة الفيتنامية والكوبية، وراأى املوؤمتر اأن التسلح باأيديولوجية<br />
الربوليتاريا هو الكفيل مبقارعة االستعمار والصهيونية واالمربيالية العاملية )14( .<br />
مل تكن الوحدة التي اأعلنت تاأسيس اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني اأكرث من وحدة<br />
اسمية، حيث اأرص كل تنظيم مشكل للجبهة على االحتفاظ بعضويته ومنطلقاته السياسية<br />
وقواته الفدائية، لذلك دخلت اجلبهة يف مرحلة من التاأمل يف عام )15( 1968 ، فمن<br />
ناحية اُعتقل جورج حبش يف سوريا )16( ، ومن ناحية اأخرى اتهم اليساريون يف اجلبهة<br />
-ومعظمهم من الشباب خريجي اجلامعات من املتاأثرين بالتمرد اليساري يف اأوروبا،<br />
وبكتابات ماوتسي تونغ وجيفارا- اتهموا قيادة احلرس القدمي باأنهم مل يبادروا للعمل<br />
املسلح تاركني زمام املبادرة حلركة فتح )17( .<br />
لقد تركت هذه االأحداث اأثراً سيئاً ظهرت اآثاره يف موؤمتر احلركة االأول الذي جرى<br />
التحضري له يف االأردن يف اآب 1968م، وبخاصة اأن احلركة مل تكن اأكرث من جمرد تنظيم<br />
ثوري يعمل داخل منظمة التحرير الفلسطينية، االأمر الذي دفع باليسار لتعزيز حضوره يف<br />
املوؤمتر من خالل جتميع دور العنارص اليسارية وتفعيلها يف احلركة باجتاه اإشاعة الفكر<br />
املاركسي )18( ، معتمداً على يارس عبد ربه وحممد كتمتو وهما من اأقطاب اليسار ومسوؤويل<br />
التنظيم املدين يف االأردن ضمن اللجنة القيادية التي شكلتها حركة القوميني العرب عقب<br />
اخلالف مع اأحمد جربيل الذي اأنهى عالقته معها يف 23 نيسان 1968م، واختار اليمني كالً<br />
من وديع حداد وهاين الهندي ملواجهة اليسار، لقد شكلت اأحداث املوؤمتر خالفاً شديداً بني<br />
اأقطاب اليسار واليمني بعدما فاز اليسار يف انتخابات القيادة االأمر الذي اأثار غضب اليمني<br />
الذي دعا لالنتخابات مرة اأخرى فسحب اليساريون بعض مرشحيهم يف خطوة تكتيكية،<br />
لكي يتبنى املوؤمتر التقرير السياسي الذي كان قد اأعده نايف حوامته بعنوان برنامج اآب )19( ،<br />
وحرض املوؤمتر كل من نايف حوامته واأبو علي مصطفى وحمد الفرحان وعبد الكرمي حمد<br />
271
اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني 1967م -1970م د. عماد البشتاوي<br />
أ. شبلي دودين<br />
دراسة في املصادر والوثائق الفلسطينية<br />
وعمر القاسم وعبد الغني هللو وسعيد البطل وحمدي مطر ود. نظمي خورشيد ومها بسطامي<br />
وحسني سامل، وغاب عن املوؤمتر جورج حبش الذي كان رهني السجن يف سوريا )20( .<br />
احتوى قرار املوؤمتر على مقدمة حتليلية، صورت جذور االأزمة الفلسطينية التي<br />
ترتبط جدلياً بني تطورات الوضع الفلسطيني ووضع الرشق االأوسط ابتداءً من التاريخ<br />
العثماين حتى صدور وعد بلفور وقيام الدولة اليهودية، حينما استغلت االإمربيالية العاملية<br />
والصهيونية االأنظمة االإقطاعية الربجوازية الكبرية التي ارتبطت مصاحلها باالستعمار،<br />
فوقفت مكتوفة االأيدي اأمام االستعمار، ودلل التقرير على صحة هذه املعطيات، فمثالً<br />
جاءت هزمية عام 1948 على يد قيادات فلسطينية اإقطاعية دينية )احلاج اأمني احلسيني(،<br />
واأحزاب برجوازية كبرية، مثل: )حزب الدفاع واالستقالل( ، واأنظمة اإقطاعية عربية مثل<br />
امللوك والروؤساء العرب )21( .<br />
وتعرض التقرير لنكبة عام 1948م، وهزمية حزيران عام 1967م، واعتربها نتيجة<br />
طبيعية للتكوين الطبقي واالقتصادي والعسكري واالأيديولوجي حلركة التحرير الفلسطينية<br />
والعربية التي اأفرزت الطبقة الربجوازية الصغرية، والتي تسلمت مقاليد احلكم رغم ضعفها<br />
وتخلفها فتحالفت مع االستعمار فدخلت حرب عام 1948م، بجيوش هزيلة فكانت النكبة،<br />
واستدل التقرير على صحة ذلك بقول عبد النارص يف اأثناء حصار الفالوجة حينما قال: »اأن<br />
الهزمية ليست هنا يف املعركة واإمنا يف القاهرة يف نظام فاروق الإقطاعي الربجوازي<br />
املتحالف مع الستعمار«، لذلك دعا التقرير اإىل تصفية تلك االأنظمة الربجوازية االإقطاعية<br />
املسوؤولة عن نكبة عام 1948م، الإسقاط حتالف االإقطاع وراأس املال واالستعمار، وبناء<br />
قاعدة اقتصادية مستقلة عن السوق الراأسمالية، وقاعدة سياسية واجتماعية معادية<br />
لالستعمار واالإمربيالية والصهيونية )22( .<br />
واسرتشد التقرير بالتجربة الفيتنامية والكوبية كنموذج يحتذى به، حيث متكنت كل<br />
من فيتنام وكوبا رغم ضعف اإمكاناتهما اأن تقفا يف وجه االإمربيالية االأمريكية على الرغم<br />
من تفوقها العسكري، ويعود ذلك اإىل اأنظمة تلك الدول الوطنية الثورية ذات التكوين الطبقي<br />
الربوليتاري والفالحي الفقري الذي يضع طاقات البالد يف خدمة الثورة والتحرر، ويقوم<br />
على تصفية االمتيازات الطبقية، وبناء قاعدة مادية تقوم على االستقالل االقتصادي<br />
والسياسي من خالل الصناعة الثقيلة والزراعة. ويف املقابل بنيَّ التقرير اأن االقتصاد<br />
الذي تبنته الربجوازية الصغرية يف البالد العربية مل ميكنها من الصمود اأمام الهجمة<br />
االمربيالية، الأن ذلك االقتصاد مبني على التصنيع اخلفيف واحللول الزراعية، ويف مساألة<br />
العالقة االأيديولوجية بقيت الربجوازية الصغرية على قمة الهرم االجتماعي والسياسي،<br />
272
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
وبقيت اجلماهري العريضة من الفالحني والفقراء يف قاع الهرم، وبهذا بقيت الربجوازية<br />
الصغرية متحكمة يف جممل التحوالت وحركة التحرر الوطني، فدخلت حرب حزيران عام<br />
1967م بهذا الربنامج الهزيل سياسياً واقتصادياً، فاأسقطها يف هزمية عام 1967م )23( .<br />
وقد بنيّ التقرير اأن اأمام هذه االأنظمة اإما االستفادة من التجربة الفيتنامية الكوبية<br />
باإحداث اإنقالب شامل على برناجمها الوطني عن طريق اجلماهري خلوض حرب حترير<br />
شعبية، اأو البقاء على براجمها التي تسببت يف هزمية عام 1967م، وخلص التقرير من<br />
هذه املساألة بالقول اإن خمسة عرش شهراً قد مرت على الهزمية دون موؤرش يف تغيري تلك<br />
االأنظمة لرباجمها، كما اأن التوجه صوب القرارات الدولية مثل قرار 242 اأفرغ القضية من<br />
حمتواها، ووجهها صوب التصفية )24( .<br />
ويف حديث الفتٍ للنظر حتدث التقرير عن اإخفاقات املقاومة الفلسطينية مبا فيها<br />
اجلبهة الشعبية بعد اأن انساقت وراء اليمني الرجعي الفلسطيني والعربي الذي رفع شعار عدم<br />
التدخل يف القضايا العربية مستفيداً من التجربة اجلزائرية وغري مدركٍ لطبيعة العدو )25( .<br />
وحول قضية الوحدة الوطنية الفلسطينية خلص التقرير اإىل اأن حركة املقاومة<br />
الفلسطينية قد قفزت على حقائق التاريخ الفلسطيني، حينما فرست شعار الوحدة الوطنية<br />
يف صالح االإطارات الطبقية والسياسية والرجعية التي تخلت تاريخياً عن حركة التحرر<br />
الوطني، وانتقد تشكيلة املجلس الوطني الذي جمع القوى الرجعية، كما اأكد التقرير على<br />
اأهمية الوحدة الوطنية مبسماها الصحيح الذي يكفل تشكيل جبهة حترير وطنية عريضة<br />
متثل الطبقات الثورية يف املجتمع الفلسطيني، واأن اخلالص الوطني يقوم على اأيديولوجيا<br />
الربولتياريا املعادية لالستعمار، التي تعتمد على الطبقات االأكرث ثورية، مع رضورة رفع<br />
الوعي الوطني لدى اجلماهري، بعيداً عن التهريج، ورفض برامج الهزمية، وقرارات جملس<br />
االأمن )26( .<br />
االنشقاقات عن اجلبهة الشعبية:<br />
كانت اأحداث موؤمتر اآب وما تخلله من سجاالت سياسية واأعمال عنف موؤرشاً حقيقياً<br />
الإحداث انشقاقات داخل اجلبهة الشعبية، وبخاصة حينما اتهم اليساريون اأقطاب اليمني<br />
باأنهم تنكروا لقرارات موؤمتر اآب )27( ، الذي تاأخر نرشه لبعض الوقت بضغط من اليمني، االأمر<br />
الذي اعتربه اأحمد جربيل الشعرة التي قصمت ظهر البعري، فاأعلن عن قيام اجلبهة الشعبية<br />
لتحرير فلسطني )القيادة العامة( يف 10 ترشين ثاين )28( 1968 ، واتخذ لنفسه شعاراً<br />
)29(<br />
مميزاً بندقيتان متقاطعتان على خريطة فلسطني مكتوب عليها )فداء- عودة- حترير(<br />
273
اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني 1967م -1970م د. عماد البشتاوي<br />
أ. شبلي دودين<br />
دراسة في املصادر والوثائق الفلسطينية<br />
وللحقيقة اأن اأحمد جربيل كان قد اأعد نفسه مسبقاً لالنشقاق حينما اأعلن يف 23 حزيران<br />
1968م انفصاله عن حركة القوميني العرب، وحقه يف اتخاذ اسم اجلبهة الشعبية لتحرير<br />
فلسطني، واجتذبت القيادة العامة حوايل ربع مقاتلي اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني،<br />
واحتفظت مبعسكر تدريب جبهة التحرير الفلسطينية قرب دمشق وانضم اأحمد زعرور،<br />
وفضل رشورو، وطالل ناجي اإىل اأحمد جربيل، وعينت اجلبهة الشعبية مصطفى الزبري<br />
مكان اأحمد جربيل قائداً عسكرياً للجبهة )30( .<br />
وحول االنشقاق قال جورج حبش اإن اخلالفات السياسية والتنظيمية والعسكرية كانت<br />
وراء عملية االنشقاق، فكانت روؤية اجلبهة تختلف عن روؤية اأحمد جربيل الذي كان يعتقد اأن<br />
طريقته هي االأفضل دائماً )31( .<br />
شكل انشقاق اأحمد جربيل جزءاً من الرصاع الذي استمر بني جناحني االأول يساري<br />
واالآخر قومي داخل اجلبهة الشعبية منذ موؤمتر اآب حينما اتهم اجلناح اليساري اجلناح<br />
اليميني باأنه يحاول حسم اخلالفات الفكرية والسياسية داخل احلركة بقوة السالح<br />
واختطاف عنارص اليسار واعتقالهم، واأنه رفض فكرة الطالق الدميقراطي )32( ، االأمر الذي<br />
استدعى كما يقول نايف حوامته: حماولة احتواء املشكلة الإبقاء التعايش، ونقل الطرف<br />
االآخر للمواقع اليسارية من خالل حوار جريء يف عمان، لكن املحاوالت باءت بالفشل<br />
بسبب تعنت االجتاه القومي وحماولته الضغط، واستخدام العنف، لذلك كان القرار االإعالن<br />
عن تشكيل اجلبهة الشعبية الدميقراطية لتحرير فلسطني يف 1969/2/21م )33( .<br />
ورداً على ذلك اأوضح جورج حبش اأن سبب اخلالف داخل اجلبهة هو اأن بعضهم حاول<br />
تفجري رصاع طبقي، بينما املطلوب هو جر املزيد من قطاعات الشعب الفلسطيني لساحة<br />
القتال. واأعلن بيان للجبهة الشعبية رداً على ادعاء املعارضني، اأنها مل تتنكر لقرارات موؤمتر<br />
اآب، حينما تبنت االشرتاكية العلمية دليالً نظرياً على غرار الثورات التحررية يف العامل مثل<br />
كوبا وفيتنام والصني، وذهب البيان اإىل اأنه اُتفق يف موؤمتر اآب على اأنه وخالل مرحلة<br />
التحرر الوطني، البد من حتالف طبقي يشمل كل الطبقات بقيادة الطبقة الكادحة يف ظل<br />
االأيديولوجية االشرتاكية، كما اتهم البيان املعارضني باأنهم جيوب انتهازية رفضوا النزول<br />
للقتال واالإقامة يف املخيمات، ورفضوا االحتكام اإىل موؤمتر عام تصاحلي، واأرصوا على<br />
حمل اسم اجلبهة خللق مزيد من البلبلة والتشويش، لكن التقرير مل ينكر اعتقال عنارص من<br />
املعارضني وتقدميهم ملحاكم شعبية. بهذا اجتهت االأمور اإىل طريق مسدود وحدثت صدامات<br />
بني الطرفني يف 18 شباط 1969م ثم تكرر الصدام بعد يومني، واأسفر عن مقتل شخص<br />
واإصابة ثالثة بجروح، علماً اأن الصدام وقع بسبب حماولة املعارضني توزيع منشورات<br />
تتعلق بهجوم اجلبهة الشعبية على طائرة العال االإرسائيلية يف 18 شباط )34( .<br />
274
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
واأخرياً كان بيان اجلناح التقدمي الذي اأعلن قيام اجلبهة الشعبية الدميقراطية يف<br />
شباط 1969م والذي بني اأن بذور اخلالف مردها اإىل حركة القوميني العرب، فعقب هزمية<br />
حزيران 1967م، كانت احلركة تعاين تناقضاً بني تيارين متعاكسني االأول مييني برجوازي<br />
والثاين يساري تقدمي ثوري، وبنساأة اجلبهة الشعبية عمل اجلناح اليميني على وضع قيادة<br />
اجلبهة بيد عنارص راأسمالية وبرجوازية كبرية ووضع املقاومة الفلسطينية يف قبضة<br />
اليمني الرجعي الفلسطيني والعربي، بحكم موقعها القيادي على اأكتاف الطبقات العاملة<br />
والفقرية وحاربت هذه القيادات اليمينية اأي حماولة للتغيري الثوري، لهذا حاول اجلناح<br />
التقدمي رفض برنامج اليمني الربجوازي، وطرح برناجماً ثورياً مستفيداً من دروس هزمية<br />
حزيران، يتمثل يف رفض ركوب اليمني الفلسطيني ظهر املقاومة، والعمل على حتويل كل<br />
مقاتل اإىل سياسي ثوري، وكل تنظيمات اجلبهة اإىل ميليشيا شعبية متارس دورها الثوري<br />
يف حماية العمل الفدائي، لكن اليمني الربجوازي الذي استحوذ على قيادة اجلبهة اأبقى على<br />
مواقفه فانقلب على قرارات موؤمتر نيسان 1968م، وقام بحملة اعتقاالت لالأطر التقدمية،<br />
ومع ذلك اأبقى اليسار على سياسة ضبط النفس االأمر الذي استدعى عقد موؤمتر اآب )35( .<br />
ورداً على هذه االتهامات من اجلناح املعارض بينت اجلبهة اأن التعارض بني قوى<br />
الثورة االأساسية املتمثلة بالعمال والفالحني والربجوازية الصغرية صحيح، لكن مدى<br />
مساهمة اأي طبقة من الطبقات يف معركة التحرر الوطني شيء وموقعها يف معسكر الثورة<br />
شيء اآخر، واأن الربجوازية الصغرية متحالفة مع العمال والفالحني يف مرحلة التحرر<br />
الوطني، وبالتايل ال يجوز اأن توضع يف املعسكر املضاد، الأنها عملياً ضمن معسكر<br />
الثورة )36( .<br />
ورداً على قول الفريق املعارض اأن حركة املقاومة الفلسطينية قد وقعت اأسرية يف<br />
اأيديولوجية اليمني الرجعي الفلسطيني والعربي، اأوضحت اجلبهة باأنه البد من التمييز بني<br />
الربجوازية الصغرية الفلسطينية والربجوازية الصغرية العربية، فالربجوازية الصغرية<br />
الفلسطينية، وبحكم وجودها خارج السلطة فهي جزء من اإسرتاتيجية حرب التحرير الشعبية<br />
بينما الربجوازية الصغرية العربية، فهي جزء من اسرتاتيجية ال تريد التصدي الإرسائيل<br />
واالمربيالية، الأنها حتاول احلفاظ على امتيازاتها )37( .<br />
ورداً على بيان االنشقاق الذي اتهم اجلبهة الشعبية باأنها متثل تياراً برجوازياً ميينياً<br />
ال ميكن حتويله اإىل موقع يساري ثوري، اأوضحت اجلبهة اأن االأساس النظري الذي انطلقت<br />
منه هو ذلك االأساس النظري الذي انطلقت منه حركة القوميني العرب، والذي يقوم على<br />
تسليم مقاليد القيادة اإىل الطبقات والفئات االجتماعية الكادحة، واأن السبيل الوحيد لتحرير<br />
275
اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني 1967م -1970م د. عماد البشتاوي<br />
أ. شبلي دودين<br />
دراسة في املصادر والوثائق الفلسطينية<br />
فلسطني هو الكفاح الشعبي املسلح، وبهذا فاإن البنية الطبقية لتنظيمها اعتمد اأساساً اأبناء<br />
العمال والفالحني والفقراء، باالإضافة اإىل وجود عدد قليل من اأبناء الربجوازية الصغرية<br />
الوطنية الذي ال يغري من التكوين اليساري الذي تستند اإليه )38( .<br />
وتعقيباً على االأحداث التي اأعقبت موؤمتر اآب اأوضح البيان التاأسيسي للجبهة الشعبية<br />
الدميقراطية، اأنه -ومنذ اللحظات االأخرية للموؤمتر- فُ رضت قيادة توفيقية على املوؤمتر<br />
بقوة السالح، واأن اجلناح اليميني قد تنكر لقرارات املوؤمتر على النحو الآتي:<br />
اأن ميني اجلبهة قد رفض نتائج انتخابات اللجنة املركزية التي سقط فيها<br />
276<br />
♦<br />
♦<br />
اليمني.<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦قام اليمني -ومنذ كانون اأول 1968م- بسلسلة من اأعمال العنف ضد اجلناح<br />
التقدمي مثل اإضعاف القواعد التنظيمية التقدمية وحماولة تصفيتها يف االأردن، اإضافة<br />
اإىل عمليات االعتقاالت يف كانون االأول وحماوالت وديع حداد تصفية اليسار. وخروجاً<br />
من املاأزق بني التقرير اأن اليسار قرر الدعوة اإىل موؤمتر دميقراطي الإبقاء التعايش بني<br />
اليسار واليمني، لكن جورج حبش رفض، وذهب البيان اإىل اأن جورج حبش قد رفض فكر<br />
الطالق الدميقراطي الذي طرحه اليسار، واندفع اليمني منتهزاً غياب القيادات الفلسطينية<br />
يف القاهرة يف اجتماعات املجلس الوطني، وفتح النار لفرض حلول بالقوة بسبب اإفالسه<br />
الدميقراطي، االأمر الذي استدعى اليسار واأجربه على القيام بعمل مضاد )39( .<br />
واإزاء هذا املوقف اأظهر البيان اأن اجلناح التقدمي متكن من عقد سلسلة من املوؤمترات<br />
لكل الفروع الفلسطينية حتت راية اجلبهة الشعبية، وقد انتهت موؤمترات اليسار مع الفروع<br />
على اتخاذ القرارات الآتية:<br />
االلتزام بقرارات موؤمتر اآب.<br />
اإدانة ممارسة حركة القوميني العرب التي يديرها ميني اجلبهة الشعبية التي<br />
احتكمت اإىل البنادق يف حل التناقضات الفكرية والسياسية.<br />
اإنهاء العالقة مع ميني حركة القوميني العرب ومع ميني اجلبهة الشعبية والعمل<br />
املستقل اأيديولوجياً وسياسياً وفكرياً.<br />
اجلديدة )40( .<br />
تبقى اللجنة املركزية التي انتخبت يف موؤمتر اآب حلني عقد املوؤمتر القادم للجبهة
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
وقد خلص الدكتور جورج حبش سبب اخلالف مع اجلبهة الشعبية الدميقراطية<br />
بالقول عن املنشقني:<br />
كانوا ينظرون اإىل منظمة التحرير الفلسطينية على اأنها اإفراز برجوازي واأن التعامل<br />
معها فيه اإعطاء رشعية للربجوازية يف قيادة احلركة الفلسطينية.<br />
277<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
كانوا يقولون عن قيادة منظمة التحرير الفلسطينية اأنها قيادة ميينية تقليدية.<br />
كانوا يرون اأن التجمع الوطني يف االأردن ال فائدة منه، واأدانوا دخول اجلبهة<br />
الشعبية فيه.<br />
طالبوا بخوض معركة مع الربجوازية الصغرية، واتهموا عبد النارص باجلب<br />
والتخاذل.<br />
عاملياً كانوا على يسار ماوتسي تونغ مبائة مرت، وخاضوا معارك وجداالت فكرية<br />
مع االحتاد السوفيتي.<br />
طرحوا مبداأ الدميقراطية التامة يف البناء العكرسي.<br />
واأضاف حبش اأنه ناقش حوامته يف هذه االأمور، لكنه كان يرص دائماً على اأن اجلبهة<br />
هي تنظيم برجوازي ال ميكنه اأن يتحول اإىل حزب ثوري، ويضيف حبش قائالً: »اأننا تركنا<br />
املجال حلوامته ورفاقه العمل داخل التنظيم لتحويله اإىل ما يريدون، اإل اأنه كان<br />
يقول اإن وجوده ورفاقه يف التنظيم كان موؤقتاً لستخراج العنارص اليسارية من<br />
اجلبهة، واأمام هذا الإرصار حدثت عملية النشقاق«. كما اتهم حبش فتح رصاحة باأنها<br />
ساعدت وباركت عملية االنشقاق )41( .<br />
ورداً على اتهامات املنشقني بينت اجلبهة الشعبية اأن موؤمتر اآب مل يتشكل على اأساس<br />
انتخابات دميقراطية شملت قواعدها كافة، حيث مل يكن للجبهة وصف تنظيمي ونظام<br />
داخلي يفرز موؤمتراً حزبياً منظماً، واأن اجلناح املنشق كان قد رتب لذلك مسبقاً، ونفت اجلبهة<br />
الشعبية استعمال السالح لفرض قيادة توفيقية، واأن فكرة القيادة التوفيقية كانت مببادرة<br />
من املنشقني حينما اأدركوا خلو القيادة االأوىل من رموز سياسية وتنظيمية وعسكرية،<br />
واتفق على اأن جترى انتخابات دميقراطية بعد ثالثة اأشهر من خالل موؤمتر اآخر )42( .<br />
وحول التنكر لقرارات موؤمتر اآب، والتنكر للعنارص اليسارية، بينت اجلبهة الشعبية اأن<br />
املنشقني قاموا بانتحال اسمها يف بياناتهم، وخروجاً من املاأزق عُ قد اجتماع مع قياديني<br />
بارزين من كوادر االنشقاق، وعرض عليهم تقدمي تقريرين للموؤمتر بحيث يعرض كل فريق
اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني 1967م -1970م د. عماد البشتاوي<br />
أ. شبلي دودين<br />
دراسة في املصادر والوثائق الفلسطينية<br />
وجهة نظره، واأن تعاد االنتخابات يف املناطق التي رفض فيها الفريق املنشق رشعية<br />
االنتخابات، لكن الفريق املنشق اشرتط فصل بعض العنارص القيادية واإعادة توزيع<br />
السالح، واأمام رفض هذين االقرتاحني عرض على املنشقني اأن يعملوا بصورة مستقلة<br />
لكنهم رفضوا اأيضاً، فتم اتخاذ اإجراءات انضباطية بحقهم شملت احتجاز 14 عضواً<br />
ممن كانوا يجمعون االأموال يف صناديق حتمل اسم اجلبهة الشعبية مت االإفراج عن 11<br />
عنرصاً، منهم يف حني اأبقي على ثالثة عنارص؛ الأنهم مسوؤولون عن صدور بيان موؤمتر<br />
عمان اليساري الذي عرض اأمن اجلبهة للخطر، واأعلنت اجلبهة اأن طريف الرصاع يتحملون<br />
مسوؤولية الصدامات الدموية التي حدثت )43( .<br />
وقد استدعى االأمر تدخل منظمة التحرير الفلسطينية، فعقدت اللجنة التنفيذية ملنظمة<br />
التحرير الفلسطينية اجتماعاً مطوالً لها يف مقر منظمة التحرير الفلسطينية بحضور ممثلني<br />
من كال الطرفني ملعاجلة اخلالفات القائمة بينهما، وصدر بيان عن اللجنة التنفيذية<br />
يف 1969/5/4 اأشارت فيه باأنها استطاعت وبالتعاون الواعي بني اأطراف اجلبهة من<br />
تطويق االأزمة ووضع حد لكل التجاوزات )44( . كما صدر بيان عن اجلبهة الشعبية لتحرير<br />
فلسطني يف 1969/5/4م، اأعلنت فيه عن شجبها واستنكارها الستعمال السالح يف غري<br />
موضعه، واأنها شكلت جلنة عمل دائمة ملراقبة االأحداث )45( . كذلك اأصدرت اجلبهة الشعبية<br />
الدميقراطية بياناً يف 1969/5/4 اأعلنت فيه عن استنكارها اللجوء للعنف سواء ما صدر<br />
منها اأو عليها )46( .<br />
اإلسرتاتيجية السياسية والتنظيمية للجبهة الشعبية عام 1969:<br />
عقدت اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني موؤمتراً عاماً لها يف شباط 1969، وُ ضع<br />
خالله تقرير سياسي وتنظيمي وعسكري شامل. وقد اأكد التقرير على اأهمية الفكر السياسي<br />
العلمي الذي يرشد الثورة ويحدد اسرتاتيجيتها، واأن القتال دون فكر سياسي يعني الوقوع<br />
يف اخلطاأ، وبالتايل تتشتت قوة الثورة، ودلل التقرير على اأن الهزائم التي تعرض لها الشعب<br />
الفلسطيني سببها عدم توافر النضج لديه يف الظروف املوضوعية املحيطة بقضيته )47( .<br />
وحدد التقرير اأعداء الثورة اإضافة اإىل اإرسائيل كالًّ من الصهيونية واالمربيالية<br />
العاملية والرجعية العربية املتمثلة باالإقطاع والراأسمالية وقد نظر التقرير اإىل االأنظمة<br />
العربية احلاكمة على اأنها اأنظمة رجعية ال متثل راأسمالية مستقلة، واإمنا فروع ضعيفة<br />
للراأسمالية الغربية، واأن تاأييدها السطحي حلركات التحرر الوطني لن ميكنها من استئصال<br />
االستعمار وبناء اقتصاد حر، الأنها تدرك اأن تناقضها الرئيسي مع اجلماهري التي حتاول<br />
278
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
القضاء على تلك االأنظمة الرجعية، لذلك اأكد التقرير على اأن حتديد الرجعية العربية اأمر يف<br />
غاية االأهمية ملنع تلك االأنظمة من رضب الثورة وهزميتها )48( .<br />
ويف حديثه عن االأعداء واالأصدقاء: قسم التقرير العامل اإىل معسكرين، هما:<br />
االإمربيالية العاملية بقيادة اأمريكا، ومعسكر القوى االشرتاكية والشعوب املضطهده مثل<br />
االحتاد السوفييتي وقد تبلورت صورة االإمربيالية ومعاملها بتجميع القوى الراأسمالية<br />
االستعمارية يف معسكر واحد بقيادة اأمريكا، لكن بعض التناقضات اجلزئية ظهرت يف<br />
هذا املعسكر بسبب التنافس االستعماري اإال اأن اأمريكا بقيت املسيطرة بسبب التحالفات<br />
التي عقدتها ملواجهة املعسكر االشرتاكي، وتطويقه من خالل اإرشاك قوى اجتماعية حملية<br />
يف عملية الربح لكسب تاأييدها اأثناء فرتة استعمارها، كما وسعت الحتواء حركات التحرر<br />
حيناً، والتلويح باستخدام القوة حيناً اآخر، وطبقت هذه السياسة على القضية الفلسطينية<br />
لذلك فاإن الثورة الفلسطينية ترى يف االإمربيالية عدوها االأول، واأن الشعوب املستعبدة هي<br />
صديقها االأول، لهذا البد من التحالف بني حركة التحرر الفلسطينية والعربية مع حركات<br />
التحرر يف اآسيا واأفريقيا وفيتنام وكوبا وكوريا الشمالية )49( .<br />
وخلص التقرير يف هذا الصدد اإىل اأن احلرب التقليدية الكالسيكية مع االإمربيالية<br />
والعدو الصهيوين باأسلحته املتطورة لن تكون يف صالح الثورة، واأن البديل االأمثل هي<br />
حرب العصابات وحرب التحرير الشعبية )50( وميز التقرير بني الشعب اليهودي ودولة<br />
اإرسائيل معترباً اأن حركة التحرير الفلسطينية ليست عدواً للشعب اليهودي، واأن هدف<br />
الثورة هو حتطيم دولة اإرسائيل وكيانها العسكري القائم على التوسع والتحالف مع القوى<br />
االستعمارية، كما نظر التقرير للحركة الصهيونية على اأنها حركة عنرصية عدوانية اتخذت<br />
من اآالم الشعب اليهودي مدخالً خلدمة مصاحلها، لذا فاإن اجلبهة الشعبية تسعى الإقامة<br />
دولة دميقراطية يف فلسطني يعيش فيها اليهود والعرب كمواطنني متساوين يف احلقوق<br />
والواجبات )51( .<br />
وعلى صعيد قوى الثورة، قسم التقرير قوى الثورة اإىل صعيدين: االأول فلسطيني<br />
والثاين عربي. فعلى الصعيد الفلسطيني يرى التقرير اأن حتديد قوى الثورة اإما اأن يكون<br />
بنظرة طبقية، فال يجوز النظر اإىل الطبقات كافة على اأنها متتلك الطاقة الثورية نفسها،<br />
بحكم وضعها بدون اأرض وخارج وطنها اأو بنظرة غري طبقية، بحكم اأنه ال يكون الرصاع<br />
طبقياً اإال يف مرحلة الثورة االشرتاكية، اأما يف مرحلة التحرر الوطني، فاإن كل الطبقات<br />
تشكل تناقضاً مع اإرسائيل، واأمام هذين التصورين اعترب التقرير اأن هذا النمط من التفكري<br />
279
اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني 1967م -1970م د. عماد البشتاوي<br />
أ. شبلي دودين<br />
دراسة في املصادر والوثائق الفلسطينية<br />
يوؤدي اإىل الضياع روؤية القوى الطبقية الثورية وغيابها، وال ميكنها من وضع برامج ثورية<br />
جذرية للقضية. لذلك حدد التقرير طبقات الثورة على النحو الآتي:<br />
●اأولً- العمال والفالحني: واعتربهم التقرير عماد الثورة مبا يعانون من ظلم<br />
واستبداد واستغالل االمربيالية وحلفائها، واستشهد التقرير بالوضع البائس يف املخيمات<br />
الفلسطينية.<br />
● ثانياً- الربجوازية الصغرية: وقد بني التقرير اأن هذه الطبقة ال تعيش اأوضاع<br />
الطبقة العاملة، بل يعيشون حياة توفر لهم املتطلبات االأساسية مع بعض الفائض الذي<br />
يجعلهم يطمحون للوصول للربجوازية الكبرية )52( ، واأن املوقف الثوري من هذه الطبقة<br />
يتحدد يف نقطتني، االأوىل: باالإمكان اأن تكون هذه الطبقة حليفة للثورة والثانية: اأن هذا<br />
احلليف ليس هو مادة الثورة، وبالتايل يجب احلذر، واأن يكون التعامل واعياً لكي ال تتسلل<br />
هذه الطبقة لقيادة الثورة )53( .<br />
●ثالثاً- الربجوازية الكبرية: يرى التقرير اأن هذه الطبقة متثل برجوازية جتارية<br />
ومرصفية مرتبطة مبصالح االمربيالية التجارية واملرصفية، واأن عددها ال يتجاوز %1<br />
من الشعب )54( ، لذلك فاإن هذه الطبقة ليست مستعدة حلمل السالح اأو االستعداد للموت<br />
دفاعاً عن الوطن، فالرهان على هذه الطبقة هو بعرثة وتشتيت لقوى االأمة، واإدخالها يف<br />
رصاع داخلي )55( .<br />
وعلى اأية حال، فاإن التقرير رسم تصوره للجبهة الوطنية العريضة من خالل قيام<br />
جبهة متثل العمال والفالحني والربجوازية الصغرية، لكن التقرير ركز على بعد اأيديولوجي<br />
مهم اأال وهو تعبئة الفالحني والعمال يف تنظيم سياسي ثوري يتسلح باالشرتاكية العلمية،<br />
اأما الربجوازية الصغرية، فليس باالإمكان تعبئتها مبفهوم االشرتاكية العلمية، واإمنا مبنطق<br />
الشعارات التحررية العاملية لكي ال تعيش حياة تنظيمية تلزمها مبا هو فوق طاقتها )56( .<br />
وبالعودة للحديث عن قوى الثورة على الصعيد العربي: يرى التقرير اأن اسرتاتيجية<br />
العمل الثوري العربي تتطابق واسرتاتيجية العمل الثوري الفلسطيني، واأن اأساس التطابق<br />
وقوع اأجزاء من االأراضي العربية مثل سيناء واجلوالن حتت االحتالل، كما هو احلال<br />
الفلسطيني، لذلك فاإن اإسرتاتيجية معركة التحرير الفلسطينية تتطلب تعبئة القوى الثورية<br />
كافة، وحشدها يف البلدان العربية بشكل عام، والدول العربية املحيطة باإرسائيل بشكل<br />
خاص. وقسم التقرير الدول العربية اإىل قسمني:<br />
●اأولً- الأنظمة الرجعية الراأسمالية: وتشكل العالقة مع هذا النوع من االأنظمة<br />
عالقة تصادقية فهذه االأنظمة مثَّلتها طبقة االإقطاعيني واالأرس االستقراطية الربجوازية<br />
280<br />
●<br />
●<br />
●<br />
●
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
مثل قيادة اأمني احلسيني يف فلسطني وشكري القوتلي يف سوريا، وقد هدفت هذه الطبقة<br />
برصاعها مع االستعمار اإىل الوصول اإىل استقالل شكلي لتصبح على راأس السلطة، وبذلك<br />
ستبقى رشيكة لالستعمار يف استغالل الكادحني.<br />
●ثانياً- الأنظمة الوطنية: مثل هذا النوع من االأنظمة قيادة جمال عبد النارص<br />
الذي استطاع اأن يتخلص من احلماية الربيطانية، واأحدث اإصالحات زراعية ودفع مبرص<br />
نحو التحول االشرتاكي.<br />
281<br />
●<br />
وقد بني التقرير اأن التقومي الثوري لهذه االأنظمة، يكون عرب تقومي نتائج هزمية حزيران<br />
عام 1967م فمنذ اأواسط الستينيات اأصبحوا يتحركون ضمن برامج وخمططات تفرضها<br />
الطبيعة الطبقية لتلك االأنظمة، وهنا بداأت اأزمة تكوين االأنظمة واأزمة خمططاتها، فعلى<br />
الرغم من اأنها رضبت مصالح االإقطاع والراأسمالية، فاإنها اأبقت على الربجوازية الصغرية<br />
ومصاحلها، وبهذا تشابكت مصاحلها مع مصالح الربجوازية الصغرية، وشكلت معها طبقة<br />
فوقية اأرادت –على الرغم من عدائها لالستعمار- احلفاظ على مصاحلها فطرحت التصدي<br />
لالستعمار من خالل املوؤسسة العسكرية؛ الأن احلرب الشعبية تعني اأن يتبواأ القيادة اأبناء<br />
الطبقات الكادحة التي تضحي باأرواحها، ولذلك طرحت فكراً سياسياً مائعاً من القضية،<br />
مما اأدى اإىل هزمية عام 1967م، وبهذا مل تكن هزمية عام 1967م هزمية عسكرية بقدر ما<br />
كانت هزمية للربجوازية الصغرية وبراجمها الهزيلة )57( .<br />
عالقة اجلبهة الشعبية مبنظمة التحرير الفلسطينية:<br />
باحلديث عن عالقة اجلبهة الشعبية مبنظمة التحرير الفلسطينية، البد من التعرف اإىل<br />
موقف حركة القوميني العرب )احلركة الأم للجبهة الشعبية( ، فقد اعتربت احلركة اأن<br />
قيام املنظمة مهم للقضية الفلسطينية رشيطة اأن تكون تنظيماً ثورياً هدفه حترير فلسطني،<br />
ومبنياً على قاعدة انتخابية حرة، واإذا تعذر ذلك فال باأس من جلنة حتضريية ممثلة جلميع<br />
املنظمات، كما دعت احلركة لتجنيد الفلسطينيني يف وحدات عسكرية نظامية تخضع لقيادة<br />
يقودها جهاز تنفيذي يف ذلك الكيان، واأن يكون املجلس الوطني هو السلطة العليا، وهو<br />
الذي ينتخب اللجنة التنفيذية ملدة عامني وتنتخب بدورها رئيسها )58( .<br />
لكن احلركة وبعد اختيار الشقريي رئيساً للجنة التنفيذية، حتفظت على اأدائه ومواقفه<br />
فاعتربت اأن املنظمة مل حتقق الهدف الذي قامت من اأجله، لذلك -وبعد عقد املوؤمتر الفلسطيني<br />
االأول يف القدس وقبيل انعقاد املوؤمتر الثاين يف القاهرة- دعت احلركة اإىل اإعادة هيكلة<br />
املنظمة لتصبح منظمة جماهرية ثورية حتشد الطاقات الفلسطينية اإىل ساحات القتال،
اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني 1967م -1970م د. عماد البشتاوي<br />
أ. شبلي دودين<br />
دراسة في املصادر والوثائق الفلسطينية<br />
وبعد انعقاد املوؤمتر الثاين بينت احلركة اأن املنظمة بقيادة الشقريي، وبعد عام من العمل<br />
مل توفر املناخ املناسب للعمل الثوري )59( ، وبهذا ميزت احلركة بني دعمها لقيام املنظمة<br />
باعتبارها فرصة ثمينة مفتوحة اأمام الشعب الفلسطيني، وبني نقدها للشقريي صاحب<br />
السلطة الفردية، واأن البديل لذلك هو العمل اجلماعي )60( .<br />
ويف بيانها الصادر بتاريخ 1967/12/19م، اأيدت اجلبهة الشعبية مذكرة اللجنة<br />
التنفيذية ملنظمة التحرير الفلسطينية، والتي طالبت باإقالة الشقريي عن رئاسة املنظمة،<br />
وقد عللت اجلبهة موقفها بالقول: اإن التنظيمات الفلسطينية قد حاولت دفع املنظمة نحو<br />
مواقع ثورية، اإال اأنها كانت تصطدم بعقبات اأهمها عقلية الشقريي واأسلوبه يف العمل الذي<br />
حول املنظمة اإىل هيكل فارغ، بعدما حولها اإىل موؤسسة ديكتاتورية فردية، بدالً من اأن تكون<br />
موؤسسة تضع اإمكانياتها حتت ترصف املقاومة، لذلك ثمنت اجلبهة موقف اللجنة التنفيذية<br />
بالدعوة الإقالة الشقريي، وطالبت باإعادة تشكيل املنظمة على اأسس ثورية لوضع اإمكانات<br />
املنظمة يف خدمة املقاومة، ورضورة تهيئة الظروف الإيجاد نوع من اللقاء والتنسيق بني<br />
املنظمات الفلسطينية، وتخليص املنظمة من سطوة التسلط الفردي واالرجتايل )61( .<br />
وعلى اإثر الضغوط املتزايدة على الشقريي قدم استقالته يف )62( 1967/12/24 ،<br />
وبعد االستقالة وجهت اجلبهة الشعبية بتاريخ 1968/1/6 مذكرة للجنة التنفيذية ملنظمة<br />
التحرير الفلسطينية رشحت فيها ما تراه مناسباً يف طبيعة مهمة املنظمة، واأن االأزمة يف<br />
املنظمة مل تنته باستقالة الشقريي، حيث اإن استقالته تشكل مدخالً للمراجعة املطلوبة<br />
لتحسني اأداء عملها واأساليبه لكرس طوق العزلة الذي لفها، ولن يتحقق ذلك اإال بالتعاون<br />
بني املنظمة والقوى االأخرى على الساحة الفلسطينية )63( .<br />
ووجهت اجلبهة الشعبية مذكرة للجنة التحضريية للوحدة الوطنية الفلسطينية يف اأيار<br />
1968، اأوضحت فيها اأنها ال متانع من االشرتاك يف املجلس الوطني التابع ملنظمة التحرير<br />
الفلسطينية رشيطة اأن يكون ممثالً للقوى املقاتلة كافة، واأن ال تكون النسب العددية يف<br />
املجلس عائقاً اأمام الوحدة )64( ، وبانعقاد املجلس الوطني الرابع يف شهر متوز 1968م،<br />
يف القاهرة وجهت اجلبهة الشعبية مذكرة للمجلس رشحت فيها اأبعاد القضية الفلسطينية<br />
وتصورها لطبيعة املعركة، واإسرتاتيجية التصدي ومتطلباتها، ونظرتها يف اإعادة هيكلة<br />
منظمة التحرير الفلسطينية )اللجنة التنفيذية ودوائرها( ومهمَّات تلك الدوائر )65( .<br />
وكانت اجلبهة الشعبية قد اأعلنت عن موافقتها على االشرتاك يف دورة املجلس الوطني<br />
الرابعة بعدما اُتفق على تشكيلة االأعضاء املمثلة يف املجلس، والذي انتخب فيه السيد عبد<br />
282
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
املحسن القطان رئيساً له، وانتخب وديع حداد وزهري حمسن نائبني للرئيس )66( . لكن<br />
اجلبهة الشعبية، ومن خالل موؤمترها االأول يف اآب 1968م عادت وحتفظت على تشكيلة<br />
املجلس الوطني، حينما اعتربته قد جمع قوى رجعية، وعلى راأسها شلة املليونريية من<br />
اأصحاب البنوك وكبار املقاولني التي اشرتطت اأن تكون على راأس املجلس الوطني )67( .<br />
شهد عام 1969م توتراً كبرياً يف عالقة اجلبهة الشعبية مبنظمة التحرير الفلسطينية<br />
ففي دورة املجلس الوطني اخلامسة التي انعقدت بني 1- 4 شباط 1969م، كان عدد<br />
مقاعد املجلس الوطني 105 مقاعد، موزعة كاالآتي: )33( لفتح، و )12( للجبهة الشعبية و<br />
)12( للصاعقة و )11( للجنة التنفيذية و )5( جليش التحرير و )1( للصندوق القومي و )3(<br />
لالحتادات و )28( للمستقلني، وفور االإعالن عن التشكيلة السابقة اأعلنت اجلبهة الشعبية<br />
عن رفضها االشرتاك يف املجلس، وانتخبت جلنة تنفيذية جديدة مل تشرتك فيها اجلبهة<br />
الشعبية )68( .<br />
وعقد املجلس الوطني دورته السادسة يف الفرتة املمتدة من 1- 6 اأيلول 1969 ووسع<br />
عضويته اإىل 112 عضواً مل يحرض منهم سوى 102 عضو، ورفضت اجلبهة الشعبية جمدداً<br />
االإشرتاك يف دورة املجلس، وعن اأسباب عدم املشاركة اأظهرت اجلبهة اأن عدم مشاركتها<br />
ال يعني عدم اهتمامها مبوضوع الوحدة الوطنية، اأو املصلحة تنظيمية للجبهة، واإمنا<br />
لتحفظات على منظمة التحرير من حيث تكوينها وغموض مواقفها، وعدم الوضوح بني<br />
القوى املشاركة فيها، وبالتايل، فاإن املنظمة ل تشكل اإطاراً صحيحاً للوحدة الوطنية<br />
بسبب الثغرات الآتية:<br />
.1التكوين: 1 بينت اجلبهة اأن املنظمة تعيش واقعاً مكتبياً وبريوقراطياً ال يصلح لقيادة<br />
املقاتلني واجلماهري، واأن املنظمة قد اأهملت البناء العسكري، وبالتايل فاإن البناء املكتبي<br />
والبريوقراطي قد استحوذ على ميزانية املنظمة، بدالً من اأن تذهب تلك املخصصات للقتال<br />
واملقاتلني، وبهذا فاإن املنظمة ليس باإمكانها اأن تقود ثورة اإال اإذ حتولت مبكاتبها اإىل<br />
القواعد العسكرية وخميمات الالجئني.<br />
.2الغموض 2 يف موقف املنظمة: وبخاصة يف عالقاتها مع الدولة العربية، وال سيما<br />
الرجعية منها. وقد استدل البيان بتجارب الدول العربية الفاشلة خالل ثورة عام 1936م<br />
ونكبة 1948م ونكسة 1967م، واأوضح البيان اأن تلك االأنظمة حتاول رضب العمل الفدائي<br />
واحتواءه، لذلك ينبغي على املنظمة اأن تطرح هذه املسائل بوضوح لتصبح اإطاراً سليماً<br />
للوحدة )69( .<br />
283
اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني 1967م -1970م د. عماد البشتاوي<br />
أ. شبلي دودين<br />
دراسة في املصادر والوثائق الفلسطينية<br />
.3املصالح 3 الستعمارية: اأظهرت اجلبهة اأن رضب املصالح االستعمارية يتطلب<br />
حتديد من هو العدو، وذهب البيان اأن معسكر العدو هم اإرسائيل واحلركة الصهيونية<br />
واالمربيالية العاملية واالأنظمة الرجعية العربية، لذلك البد من التصدي لهذه القوى من قبل<br />
كل فصائل املنظمة التي ينبغي اأن تتوحد، واأن الدعوة للوحدة ال يعني الوحدة االأيديولوجية،<br />
واإمنا الوحدة الوطنية والسياسية.<br />
.4واقع 4 التنظيمات الفلسطينية: اأوضحت اجلبهة اأن واقع التنظيمات الفلسطينية<br />
ومواقع االختالف واالتفاق بينها تفرض نوعاً معيناً من العالقات، البد اأن ياأخذ طابعاً<br />
جبهوياً؛ الأنها الصيغة الوحيدة للعمل املشرتك، وتوفر لكل تنظيم حقه يف ممارسة نشاطه<br />
السياسي والعسكري، واأن طبيعة منظمة التحرير الفلسطينية احلالية، ال تشكل صيغة للقاء<br />
تلك القوى الوطنية.<br />
.5املجلس 5 الوطني واللجنة التنفيذية: اأكدت اجلبهة اأن االتفاق النظري يف القضايا<br />
اخلالفية ال يشكل طريقاً جيداً للتعاون، واأن الضمانة الوحيدة للعمل املشرتك عن طريق<br />
تشكيل هيئات املنظمة القيادية بشكل يضمن متثيل جميع املنظمات فيها )70( .<br />
وبينت اجلبهة اأن االتصاالت التي متت بينها، وبني اللجنة التنفيذية ملنظمة التحرير<br />
الفلسطينية مل تسفر عن حتقيق نتائج يف هذا املوضوع، لذلك فاإن اشرتاك اجلبهة يف<br />
الهيئات التنفيذية ملنظمة التحرير دون االشرتاك يف املجلس الوطني لن يكون فعاالً )71( .<br />
284
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
اخلامتة:<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦شكلت هزمية عام 1967م بروز ظاهرة العمل الفلسطيني املستقل خارج اإطار<br />
احلركات واالأحزاب القومية بظهور التنظيمات الفلسطينية، بعد فشل الرهان على القوات<br />
العربية واالأنظمة العربية، معتربة اأن مرحلة جديدة من العمل الثوري يف اسرتجاع فلسطني<br />
قد بداأت باأسلوب الكفاح املسلح، ومسرتشدة بالتجارب الثورية يف العامل.<br />
مل تكن اجلبهة الشعبية يف بداية نساأتها اأكرث من جمرد تنظيم ثوري، لذلك عقدت<br />
اجلبهة موؤمترها االأول يف اآب 1968م يف حماولة لبلورة اأيديولوجية واضحة للجبهة، اإال<br />
اأن اأحداث املوؤمتر كشفت التباين الواضح بني اأقطابها، ممَّا ترتب عليه اأوضاعاً واإفرازات<br />
اأدخلت اجلبهة يف سجاالت فكرية ترتب عليها انشقاقات عديدة.<br />
انشقت اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني )القيادة العامة( عن اجلبهة الشعبية متذرعة<br />
بذرائع عدة، منها تنكر اليمني لقرارات موؤمتر اآب، كما انشقت اجلبهة الشعبية الدميقراطية<br />
بقيادة نايف حوامته للمسوغات السابقة نفسها، واأيضاً التهام حوامته الأقطاب اليمني<br />
باضطهاد اأقطاب اليسار وقتلهم واعتقالهم، وهو ما اأنكره زعيم اجلبهة الشعبية جورج<br />
حبش، معترباً اأن املنشقني حاولوا تفجري رصاع طبقي يف الوقت الذي يحتاج فيه الشعب<br />
الفلسطيني اإىل حتالف طبقي يف مرحلة التحرر الوطني.<br />
بعد عملية االنشقاق التي تعرضت لها اجلبهة الشعبية دخلت اجلبهة يف عملية تاأمل<br />
جديدة برهن عليها موؤمتر شباط عام 1969، الذي رسم االإسرتاتيجية السياسية والتنظيمية<br />
للجبهة، وحُ سم املوقف االأيديولوجي لها بشكل نهائي بتبني املاركسية اللينيينة.<br />
♦شهدت عالقة اجلبهة الشعبية مبنظمة التحرير الفلسطينية –منذ نشوء املنظمة-<br />
توتراً حني انتقدت اجلبهة زعيم املنظمة اأحمد الشقريي، وراأت اأنه اأفرغ املنظمة من حمتواها<br />
بقراراته االرجتالية، ويف مرحلة ما بعد الشقريي استمرت اجلبهة يف توجيه االنتقادات<br />
اإىل هيكلية املنظمة، وتشكيلة املجلس الوطني، االأمر الذي منع اجلبهة من املشاركة يف<br />
الدورتني اخلامسة والسادسة للمجلس الوطني الفلسطيني.<br />
285
اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني 1967م -1970م د. عماد البشتاوي<br />
أ. شبلي دودين<br />
دراسة في املصادر والوثائق الفلسطينية<br />
اهلوامش:<br />
1عماد . 1 نداف، نايف حوامتة يتحدث، ص . 46<br />
2فوؤاد . 2 مطر، حكيم الثورة، ص115 .<br />
3الوثائق . 3 الفلسطينية العربية لعام 1967، وثيقة رقم )191( ، ص . 267<br />
4باسل . 4 الكبيسي، حركة القوميني العرب، ص50 .<br />
5الوثائق . 5 الفلسطينية العربية لعام ،1967 وثيقة رقم )685( ، ص -973 974 .<br />
.6املرشوع 6 الربيطاين: عرضته بريطانيا على جملس االأمن بساأن النزاع العربي االإرسائيلي،<br />
واأقره جملس االأمن يف الثاين والعرشين من ترشين الثاين عام 1967، وجاء القرار على<br />
شكل اإبداء رغبات دولية اأكرث منه اإىل قرارات تنفيذية، وقد نص القرار على حق اإرسائيل<br />
يف الوجود، ووضع حدود ثابتة لها واأمنها وسالمتها، واإنهاء حالة احلرب معها، كما<br />
وجتاهل القرار حق العودة لالجئني، واعرتف القرار بحق املرور يف املمرات الدولية<br />
خاصة العقبة وقناة السويس، وهكذا جاء القرار يف جمموعه حمققاً الأمال اإرسائيل<br />
ومطالبها، وخميباً الآمال العرب وقرارات موؤمتراتهم، الوثائق الفلسطينية العربية لعام<br />
،1967 وثيقة رقم )661( ، -943 .944<br />
7الوثائق . 7 الفلسطينية العربية لعام 1967، وثيقة رقم )672( ، ص956- . 957<br />
8باسل . 8 الكبيسي، حركة القوميني العرب، ص 75- 76 .<br />
.9عن 9 تسمية اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني، اأوضح جورج حبش باأنه صاحب الفكرة يف<br />
اإطالق هذه التسمية التي نوقشت باستفاضة، بعدما اأطلق كل تنظيم اقرتاحاً، واأضاف<br />
قائالً: اأن كل كلمة يف املسمى لها معنى، فكلمة جبهة لها مضمون سياسي، والإعطاء<br />
التنظيم طابعاً طبقياً كانت كلمة الشعبية، واأما كلمتا حترير فلسطني، فهما لتحديد<br />
الهدف السياسي لهذا التنظيم. فوؤاد مطر، حكيم الثورة، ص 118.<br />
1010الكتاب السنوي للقضية الفلسطينية لعام 1967، ص . 139<br />
111 الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، وثيقة رقم )704( ، ص1000 .<br />
1212الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، وثيقة رقم )352( ، ص400 .<br />
1313جورج حبش، التجربة النضالية، ص 29- 30 .<br />
1414الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، وثيقة رقم )577( ، ص . 653<br />
286
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
1515يزيد صانع احلركة الوطنية الفلسطينية، ص341- . 345<br />
1616اُعتقل جورج حبش يف سوريا مع زميليه فايز قدوره وعلي بشناق بتاريخ ، 1968/3/19<br />
يف اأثناء لقائه مع مسوؤول عسكري سوري يف حماولة من جورج حبش استعادة اأسلحة<br />
صودرت من مقاتلي اجلبهة، وفشلت كل الوساطات العربية الإطالق رساحه، والذي<br />
استمر 232 يوماً فتدخلت اجلبهة الشعبية بعملية عسكرية واأطلقت رساحه مع زمالئه<br />
بتاريخ 24 ترشين ثاين 1968، الوثائق العربية الفلسطينية لعام 1968، وثيقة رقم<br />
)749( ، ص868، وتشري دراسة اأخرى اأن جورح حبش قد اعتقل حينما اتهمت سوريا<br />
حركة القوميني العرب بالتاآمر للقيام بانقالب عسكري مع شخصيات معارضة بقيادة<br />
جمال االأتاسي، يزيد صايغ، احلركة الوطنية الفلسطينية، ص 342.<br />
1717يزيد صايغ، احلركة الوطنية الفلطسينية، ص . 345<br />
1818عماد نداف، نايف حوامته يتحدث، ص . 52<br />
1919يزيد صايغ، احلركة الوطنية الفلسطينية، ص 343- 345 .<br />
2020عماد نداف، نايف حوامته يتحدث، ص . 53<br />
2121الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، وثيقة رقم )577( ، ص 653- 655 .<br />
222 الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، وثيقة رقم )577( ، ص655- . 657<br />
2323الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، وثيقة رقم )577( ، ص . 658<br />
2424الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، وثيقة رقم )577( ، ص . 659<br />
2525الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، وثيقة رقم )577( ، ص660<br />
2626الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، وثيقة رقم )577( ، ص 664- 671 .<br />
2727الكتاب السنوي للقضية الفلسطينية لعام 1969، ص . 95<br />
2828يزيد صايغ، احلركة الوطنية الفلسطينية، ص . 344<br />
2929الكتاب السنوي للقضية الفلسطينية لعام 1969، ص 123- 124 .<br />
3030يزيد صايغ، احلركة الوطنية الفلسطينية، ص . 344<br />
3131فوؤاد مطر، حكيم الثورة، ص119 .<br />
3232الكتاب السنوي للقضية الفلسطينية لعام 1969، ص95 .<br />
287
اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني 1967م -1970م د. عماد البشتاوي<br />
أ. شبلي دودين<br />
دراسة في املصادر والوثائق الفلسطينية<br />
333 عماد نداف، نايف حوامته يتحدث، ص . 56<br />
3434الكتاب السنوي للقضية الفلسطينية لعام 1969، ص 96- 97 .<br />
3535الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، وثيقة رقم )77( ، ص64- . 65<br />
3636الكتاب السنوي للقضية الفلسطينية لعام 1969، ص97 .<br />
3737الكتاب السنوي للقضية الفلسطينية لعام 1969، ص98 .<br />
3838الكتاب السنوي للقضية الفلسطينية، لعام 1969، ص99 .<br />
3939الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، وثقة رقم )77( ، ص67 .<br />
4040الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، وثقة رقم )77( ، ص 67- 68 .<br />
4141فوؤاد مطر، حكيم الثورة، ص 120- 122 .<br />
4242الكتاب السنوي للقضية الفلسطينية لعام 1969، ص . 102<br />
4343الكتاب السنوي للقضية الفلسطينية لعام 1969، ص . 102<br />
444 الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، وثيقة رقم )195( ، ص 200- 201 .<br />
4545الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، وثيقة رقم )196( ، ص 200- 201<br />
4646الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، وثيقة رقم )197( ، ص . 201<br />
4747الكتاب السنوي للقضية الفلسطينية لعام 1969، ص 103- 104 .<br />
4848الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، وثيقة رقم )77( ، ص79 .<br />
4949الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، وثيقة رقم )77( ، ص . 89<br />
5050يف حديث جلورج حبش يف اآذار 1969 حول موجبات احلرب الشعبية بني اأن االشرتاكية<br />
العلمية هي االأساس العقائدي للثورة، وحينما سئل هل تعني باالشرتاكية العلمية<br />
املاركسية قال حبش نعم اأنها املاركسية، التي تعطي اأولوية للكفاح املسلح مثل<br />
االأحزاب املاركسية الصينية والكوبية والفيتنامية، اإن مثل تلك االأحزاب لهو الكفيل<br />
باستعادة فلسطني من خالل حرب التحرير الشعبية وحرب العصابات وليس عن طريق<br />
احلرب الكالسيكية غري املتكافئة، ويف نيسان 1969 اأعاد جورج حبش تاأكيده على اأن<br />
املاركسية هي الطريق الوحيد اإىل النرص حتى ولو استمرت هذه احلرب طويالً. الوثائق<br />
الفلسطينية العربية لعام 1969، وثيقة رقم )92( ، ص98.<br />
288
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
5151الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، وثيقة رقم )77( ، ص 89- 92 .<br />
5252الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، وثيقة رقم )77( ، ص81- . 82<br />
5353الكتاب السنوي للقضية الفلسطينية لعام 1969، ص104 .<br />
5454الوثائق الفلسطينية لعام 1969، وثيقة رقم )77( ، ص82 .<br />
555 الكتاب السنوي للقضية الفلسطينية لعام 1969، ص104 .<br />
5656الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، وثيقة رقم . 84 77،<br />
5757الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، وثيقة رقم )77( ، ص84- . 88<br />
5858الكتاب السنوي للقضية الفلسطينية لعام 1964، ص96 .<br />
5959الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1965، وثيقة رقم )94( ، ص 23- 246 .<br />
6060الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1965، وثيقة رقم )165( ، ص476- . 477<br />
6161الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، وثيقة رقم )720( ، ص 1018- 1019 .<br />
6262الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، وثيقة رقم )725( ، ص1025 .<br />
6363الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، وثيقة رقم )3( ، ص . 2<br />
6464الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، وثيقة رقم )330( ، ص 378- 379 .<br />
6565الوثائق الفلسطينية العربية لعام1968، وثيقة رقم )452( ، ص505- . 510<br />
666 الكتاب السنوي للقضية الفلسطينية لعام 1968، ص70 .<br />
6767الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، وثيقة رقم )577( ، ص . 664<br />
6868الكتاب السنوي للقضية الفلسطينية لعام 1969، ص66- . 67<br />
6969الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، وثيقة رقم )361( ، ص362- . 366<br />
7070الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، وثيقة رقم )361( ، ص362- . 366<br />
7171الكتاب السنوي للقضية الفلسطينية لعام 1969، ص69- . 70<br />
289
اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني 1967م -1970م د. عماد البشتاوي<br />
أ. شبلي دودين<br />
دراسة في املصادر والوثائق الفلسطينية<br />
املصادر واملراجع:<br />
أوالً- الوثائق:<br />
أ. الوثائق الفلسطينية العربية:<br />
1الوثائق . 1 الفلسطينية العربية لعام ، 1965 موؤسسة الدراسات الفلسطينية،<br />
290<br />
بريوت، 1967.<br />
2الوثائق . 2 الفلسطينية العربية لعام ، 1967 موؤسسة الدراسات الفلسطينية،<br />
بريوت، 1969.<br />
3الوثائق . 3 الفلسطينية العربية لعام ، 1968 موؤسسة الدراسات الفلسطينية،<br />
بريوت، 1970.<br />
4الوثائق . 4 الفلسطينية العربية لعام ، 1969 موؤسسة الدراسات الفلسطينية،<br />
بريوت، 1971.<br />
ب. الكتاب السنوي:<br />
1الكتاب . 1 السنوي للقضية الفلسطينية لعام ، 1964 موؤسسة الدراسات الفلسطينية،<br />
بريوت، 1966.<br />
2الكتاب . 2 السنوي للقضية الفلسطينية لعام ، 1967 موؤسسة الدراسات الفلسطينية،<br />
بريوت، 1969.<br />
3الكتاب . 3 السنوي للقضية الفلسطينية لعام ، 1968 موؤسسة الدراسات الفلسطينية،<br />
بريوت، 1971.<br />
4الكتاب . 4 السنوي للقضية الفلسطينية لعام ، 1969 موؤسسة الدراسات الفلسطينية،<br />
بريوت، 1972.<br />
ثانياً- املذكرات الشخصية:<br />
.1حبش، 1 جورج: التجربة النضالية الفلسطينية، حوار حممد سويد، موؤسسة الدراسات<br />
الفلسطينية، بريوت، 1988.<br />
. 2نداف، عماد: نايف حوامته يتحدث، دار اجلليل للنرش، 1997<br />
. 3مطر، فوؤاد: حكيم الثورة، هاي اليت، لندن، 1984<br />
. 2<br />
. 3
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
ثالثاً- املراجع:<br />
1صايغ، . 1 يزيد: احلركة الوطنية الفلسطينية 1949- 1993 ، موؤسسة الدراسات الفلسطينية،<br />
بريوت، 2003.<br />
.2الكبيسي، 2 باسل: حركة القوميني العرب، مطبعة النارص، القدس، د. ت.<br />
291
اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني 1967م -1970م د. عماد البشتاوي<br />
أ. شبلي دودين<br />
دراسة في املصادر والوثائق الفلسطينية<br />
292
يهودية دولة إسرائيل:<br />
جذور املصطلح وتأثريه<br />
على القضية الفلسطينية<br />
د. أسامة حممد أبو حنل<br />
أستاذ مشارك في التاريخ الحديث والمعاصر/ كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية/ جامعة األزهر/ غزة.<br />
293
يهودية دولة إسرائيل:<br />
جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />
د. أسامة أبو نحل<br />
ملخص:<br />
اإن مساألة قضية يهودية دولة اإرسائيل، التي طرحها قادتها يف االآونة االأخرية من<br />
خالل ترصيحاتهم، تُعد من اأخطر القضايا املطروحة يف منطقة الرشق االأوسط؛ الأنها تهدد<br />
مصري القضية الفلسطينية، وتنذر باندثارها متاماً، وبخاصة اإذا ما وُ ضع هذا الطرح حمل<br />
التنفيذ الفعلي على االأرض، واأصبح اأمراً واقعاً، دون فعل شيء ملموس من اجلانب العربي.<br />
وللحقيقة فاإن طرح )يهودية الدولة( مل يكن وليد هذه الترصيحات، بل سبقها يف<br />
التاريخ احلديث ترصيحات للعديد من القادة الصهاينة، وحتديداً يف النصف الثاين من<br />
القرن التاسع عرش، واأيضاً ما صدر عن الساسة االإنكليز خالل النصف االأول من القرن<br />
العرشين، كما يف ترصيح بلفور عام 1917، وتقرير اللجنة امللكية )تقرير جلنة بيل( عام<br />
1937، واأخرياً القرار الدويل رقم 181، الذي صدر عن اجلمعية العامة لالأمم املتحدة عام<br />
.1947<br />
ويف راأينا تكمن خطورة ترصيحات قادة اإرسائيل فيما يتعلق بيهودية )الدولة(؛<br />
باأنها ستوؤدي اإىل اإحلاق االأذى بالقضية الفلسطينية برمتها وكل ملفاتها، واإفراغها من<br />
مضمونها، وستجعل من الفلسطينيني ومن دولتهم املنتظرة جمرد رقم ثانوي ال قيمة له<br />
يف منطقة الرشق االأوسط.<br />
294
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
Abstract:<br />
The issue of Israel, which has been raised by the Israeli leaders in recent<br />
times as a Jewish state is considered as the most serious issue in the Middle<br />
East; because it threatens the fate of the Palestinian issue, and will completely<br />
demolish it especially if the Israelis implement it on the ground and make it<br />
real, without doing anything to face the Arab official regimes.<br />
In fact, speaking about the (Jewish State), was not initiated only in these<br />
statements, but was preceded by what has been declared in modern history<br />
by Zionist leaders' statements particularly in the second half of the nineteenth<br />
century. This was also what the British politicians issued during the first half<br />
of the twentieth century, as in the Balfour Declaration in 1917, and the report<br />
of the Royal Commission (Peel commission report) in 1937, and finally the<br />
UN Security Council Resolution 181, issued by the General Assembly of the<br />
United Nations in 1947.<br />
In our view, the seriousness of the statements of the Israeli leaders<br />
regarding the Jewish State will cause a great harm to the whole Palestinian<br />
issue and all its files, and will empty it of all its content, and will make the<br />
Palestinians and their expected state a minor issue that has no value in the<br />
Middle East.<br />
295
يهودية دولة إسرائيل:<br />
جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />
د. أسامة أبو نحل<br />
مقدمة:<br />
اإن احلديث عن يهودية دولة اإرسائيل وجذور نساأتها من املوضوعات النادرة يف<br />
تاريخنا املعارص، ويكتسب هذا املوضوع اأهميته من تكرار حديث قادة دولة اإرسائيل عن<br />
يهودية دولتهم؛ وحق اليهود باأن تكون دولتهم دولة يهودية خالصة من اأي جنس عرقي<br />
اأو ديني مغاير لليهودية؛ اأو مبعنى اآخر، فاإنهم يبتغون دولة عنرصية متاماً ال يشاركهم<br />
فيها اأحد.<br />
ومهما يكن من اأمر؛ فاإن مصطلح يهودية الدولة ليس باجلديد؛ بل هو قدمي جديد<br />
اإن جاز التعبري، فهذا املصطلح ظهر بدايةً مع رواد احلركة الصهيونية يف القرن التاسع<br />
عرش، ثمَّ اأكّ ده الزعيم الصهيوين »تيودور هرتزل« يف املوؤمتر الصهيوين الأول يف بازل<br />
السويرسية عام 1897م، ومع اندالع احلرب العاملية االأوىل منحت احلكومة الربيطانية<br />
ترصيحاً لليهود، سُ مي باسم »ترصيح بلفور« عام 1917م؛ يقضي بحقهم يف اأن يكون<br />
لهم وطن قومي على اأرض فلسطني، وخالل فرتة انتداب بريطانيا على فلسطني، اأقرّت<br />
احلكومة الربيطانية تقرير اللجنة امللكية )تقرير جلنة بيل( عام 1937م، الذي ينص<br />
على تقسيم فلسطني اإىل دولتني: اإحداهما عربية واالأخرى يهودية؛ اأي اأن هذا التقرير وضع<br />
مساألة الدولة اليهودية الأول مرة يف بوؤرة االهتمام الدويل؛ وذلك بعد اأن كان صك االنتداب<br />
على فلسطني، ينص على رضورة تنفيذ ما صدر يف ترصيح بلفور من اإقامة وطن قومي<br />
لليهود.<br />
اأما القرار الدويل 181 لعام 1947م، والذي صدر عن اجلمعية العامة لالأمم املتحدة،<br />
فقد كان القرار الرسمي لتطبيق تقسيم فلسطني فعلياً اإىل دولتني: عربية ويهودية، واعتُرب<br />
هذا القرار ملزماً للجميع، وال يجوز رفضه اأو نقضه.<br />
ومع بداية اإرهاصات التسوية السلمية لقضايا احلل النهائي عام 2007، بداأت اإرسائيل<br />
يف التهرب من استحقاقاتها عرب تسويقها ملساألةٍ خطرية، هي رضورة االعرتاف الفلسطيني<br />
والعربي بيهودية دولتها، وشاركها الرئيس االأمريكي »جورج بوش االبن« برضورة تنفيذ<br />
ذلك املطلب، ومن بعده الرئيس احلايل »باراك اأوباما«.<br />
وتنبع اأهمية هذه الدراسة، من خطورة الطرح الذي عرضه قادة اإرسائيل يف املحافل<br />
كافة، سواء االإقليمية منها اأو الدولية، ملِ ا سيرتتب على وضع هذا الطرح على اأرض الواقع<br />
من خماطر جسيمة على القضية الفلسطينية، مما ينتفي معه حق الفلسطينيني باملطالبة<br />
296
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
بعودة الالجئني الفلسطينيني اإىل ديارهم التي رشُ دوا منها عام 1948؛ واأيضاً اخلطر الذي<br />
يستشعره الفلسطينيون داخل اإرسائيل وهم الذين تزيد نسبتهم اىل اإجمايل عدد سكان<br />
اإرسائيل عن 20 باملائة؛ الأن مصطلح )يهودية الدولة( يحمل يف طياته –بالتاأكيد- توجهاً<br />
اإرسائيلياً لطرد اأبناء فلسطني من وطنهم بزعم احلفاظ على نقاء الدولة اليهودية, يستوي<br />
يف ذلك فلسطينيو اأراضي 1967م واأراضي 1948م.<br />
وقد اعتمدت الدراسة اأساساً على املنهج الوصفي التحليلي؛ نظراً النعدام املراجع التي<br />
حتدثت عن مساألة يهودية دولة اإرسائيل، اأو الدولة اليهودية، والتي مرَّ الكثريون عليها مرور<br />
الكرام، دون اإدراك ملخاطرها، كما ستوضحها الدراسة.<br />
فاإن وُ فقت يف هذه الدراسة؛ فاإن التوفيق من عند اهلل؛ واإن قرشّ ت فهذا منتهى مقدرتي<br />
يف الوصول اإىل النتائج التي توصلتُ اإليها؛ كما اأنني اأمتنى من الباحثني االآخرين، العمل<br />
على بحث هذه القضية من زوايا عدة، الإماطة اللثام عن املخططات االإرسائيلية لتهويد كل<br />
فلسطني التاريخية حلساب مصاحلهم االستعمارية.<br />
مصطلح الوطن القومي اليهودي يف اسرتاتيجية الساسة اإلنكليز:<br />
بادئ ذي بدء فاإن على الباحث اأيَّاً كان، االإقرار باجلرمية الكربى التي ارتكبتها<br />
بريطانيا العظمى يف اختالق دولة اإرسائيل على اأرض فلسطني التاريخية، فلوال اجلرمية ملِ ا<br />
وُ ضِ عت هذه الدولة على اخلريطة السياسية ملنطقة الرشق االأوسط، واأصبحت فيما بعد العباً<br />
اأساسياً فيها؛ ذلك اأنه مهما اأُوتي قادة احلركة الصهيونية من براعة، فالدور الربيطاين كان<br />
مبثابة الرشيان الرئيسي الذي اندفعت من خالله الطموحات الصهيونية اليهودية بقوة،<br />
لتجد بعد ذلك كل املعوقات، وقد بداأت بالتالشي بخطىً حثيثة، نحو الهدف املنشود يف<br />
اإقامة تلك الدولة.<br />
وبدايات الهتمام الربيطاين مبساألة اإعادة اليهود اإىل فلسطني تعود تاريخياً<br />
اإىل القرن السابع عرش، عندما قامت جماعة دينية تُسمى »البيورتان« )Puritanism(<br />
بالثورة، وجنحوا من خاللها يف التحكم يف سوؤون اإنكلرتا، حيث طالبوا خالل تلك الفرتة<br />
باإعادة اليهود اإىل فلسطني )1( .<br />
ومنذ منتصف القرن التاسع عرش اأضحت فلسطني حمط اهتمام احلركة الصهيونية،<br />
وذلك الأسباب عدة، منها يف املقام االأول: تعاطف بريطانيا العظمى االإجنليكانية، ذلك<br />
املذهب القريب من املذهب الربوتستانتي مع اليهود يف اإقامة وطن قومي لهم يف فلسطني،<br />
امتثاالً ملِ ا ورد يف العهد القدمي من عودة اليهود اإليها، واإعادة بناء هيكل سليمان املزعوم<br />
297
يهودية دولة إسرائيل:<br />
جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />
د. أسامة أبو نحل<br />
يف مدينة القدس، لذلك وجدنا الفايكونت »باملرستون« (Palmerston) رئيس الوزراء<br />
الربيطاين، بنيّ بوضوح يف رسالةٍ بعث بها اإىل السفري االإنكليزي يف االآستانة، املنافع<br />
السياسية واملادية التي ستعود على السلطان العثماين، من جرّاء تشجيع الهجرة اليهودية<br />
اإىل فلسطني؛ واأن عودة اليهود اإليها بدعوة من السلطان نفسه وحتت حمايته، سوف تشكّل<br />
سداً منيعاً يف وجه خمططات حممد علي باشا حاكم مرص اأو من سيخلفه، يف االستيالء<br />
على اأمالك الدولة العثمانية )2( .<br />
وكانت بريطانيا متهيداً لوضع االأقوال موضع اأفعال، قد افتتحت لها اأول قنصلية<br />
غربية يف مدينة القدس عام 1838، ووجّ هت معظم جهودها ونشاطها حلماية اجلالية<br />
اليهودية يف فلسطني؛ فاأضحت مساألة حماية اليهود الشغل الشاغل لتلك القنصلية، فقد<br />
اأبدى »باملرستون« رغبة صادقة حلماية اليهود يف فلسطني، الأسبابٍ وُ صفت باالإنسانية<br />
من جهة، وللمنافع التي من املتوقع احلصول عليها لكلٍّ من السلطان العثماين واإنكلرتا من<br />
جهةٍ ثانية، ولرغبته الشخصية بعودة اليهود اإىل فلسطني، ونيته استغالل ذلك الوجود داخل<br />
الدولة العثمانية، لتعزيز النفوذ الربيطاين يف منطقة الرشق من جهة ثالثة )3( .<br />
وكان من اأهم اأهداف قادة احلركة الصهيونية، ثمَّ املنظمة الصهيونية العاملية، هو<br />
اإقامة دولة حتمل اسماً تاريخياً رشِ فاً، يف حماولةٍ من جانب هوؤالء القادة لرتسيخ مفهوم<br />
اإرسائيل ككيان تاريخي، حمل املسمى نفسه يف التاريخ القدمي؛ وعلى الرغم من اأن فكرة<br />
هذا الكيان هو كيان يهودي يف االأساس؛ فاإن هوؤالء القادة ابتعدوا يف البدايات عن توصيف<br />
الكيان بسمة دينية كالدولة اليهودية، خلشيتهم من رفض العامل لهذا الكيان؛ وبخاصة<br />
اأن دول العامل يف القرن التاسع عرش كانت تنحى منحى النمط القومي، اأو على اأقل تقدير<br />
النمط القطري؛ فارتاأى قادة احلركة الصهيونية استخدام النمط القومي؛ على اعتبار اأن<br />
دولة اإرسائيل املزمع اإنشاوؤها ستكون للقومية اليهودية التي جتمع بني اأجنحتها كل شتات<br />
اليهود يف العامل؛ مع عملهم الدوؤوب على اأن يحمل اأي قرار بخصوص دولتهم اسم الدولة<br />
اليهودية، الستخدامه عندما تقتضي الظروف ذلك.<br />
والثابت تاريخياً اأن انعقاد املوؤمتر الصهيوين االأول مبدينة بازل يف سويرسا عام<br />
1897م، الذي ضمَّ كل التجمعات الصهيونية يف العامل، كان مبثابة االإعالن االأول الإنشاء<br />
الدولة اليهودية، فمن خالله وُ ضعت اللبنات االأوىل واملقومات االأساسية الرضورية لقيام<br />
تلك الدولة على اأرض الواقع، وظهر ذلك جلياً من خالل حتديد املوؤمتر الأهدافه، والتي كان<br />
من اأهمها: خلق وطن للشعب اليهودي يف فلسطني يضمنه القانون العام؛ وقد تعمّد موؤمتر<br />
بازل اأن يستعمل يف قراره الرئيس تعبري »وطن« (Hermstaeete) اأو (Home) الأسبابٍ<br />
دبلوماسية، بينما كان الهدف احلقيقي للموؤمتر منذ البداية هو »دولة يهودية«، ولتحقيق<br />
298
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
هذا الهدف ال بد من وسائل لتنفيذها، منها: العمل على استعمار فلسطني بوساطة العمال<br />
الزراعيني والصناعيني اليهود وفق اأسس مناسبة، وتقوية الشعور والوعي القومي اليهودي<br />
وتغذيته، بل اأكرث من ذلك فقد األّف »تيودور هرتزل« Herzl) (Theodor عام 1895م كتاباً<br />
اأسماه )الدولة اليهودية( ، ونرشه يف العام التايل، رشح فيه اأفكاره حول املساألة اليهودية<br />
واحللول التي يتوخاها لها )4( .<br />
يتضح لنا مما سبق؛ اأن فكرة اإنشاء الدولة اليهودية كانت الأساس لدى قادة<br />
الفكر الصهيوين وعلى راأسهم »هرتزل«؛ لذا كان من اأولوياتهم تقوية الوعي القومي<br />
عند يهود العامل، كما لو كانوا جميعاً من اأصولٍ واحدة متحدة، يجمعهم نسب متاأصّ ل ولغة<br />
واحدة جتمع بينهم؛ على الرغم من اأن تلك االأمور من الصعب توكيدها، يف ظل تعدد التواجد<br />
اليهودي يف اأنحاء العامل كافة، وعدم حتدثهم جميعاً باللغة العربية، بل بلغاتِ البلدان التي<br />
عاشوا فيها، وجاء كتاب »هرتزل« عن الدولة اليهودية ليدعم تلك الفكرة بني اليهود، ولكن<br />
كما سبقت االإشارة مل تكن فكرة اإنشاء وطن يحمل اسماً دينياً وقتذاك حمبذاً، مما اضطر<br />
هوؤلء القادة بعد »هرتزل« لختيار اسمٍ تاريخيٍ من وجهة نظرهم هي: »دولة<br />
اإرسائيل«.<br />
وكان االستعمار االستيطاين عند احلركة الصهيونية جمرد اأداة خللق القومية والدولة<br />
القومية، وليس لقومية قائمة ومتحققة بالفعل؛ لذا رسمت تلك احلركة خططها للعمل على<br />
اإجالء سكان فلسطني االأصليني الإقامة دولة يهودية قومية رشِ ف؛ واعتربوا اأن التاريخ<br />
اليهودي القدمي هو صك ملكية اليهود لفلسطني )5( .<br />
ومهما يكن من اأمر؛ فاإن اهتمام »هرتزل« بالتوجه نحو بريطانيا لتنفيذ املخططات<br />
الصهيونية، مل يكن سابقاً لتوجهه نحو اأملانيا ثمَّ الدولة العثمانية، بل اأتى يف املرتبة<br />
الثالثة، وذلك عندما اضطرت احلكومة الربيطانية عام 1902، اإىل تشكيل جلنة ملكية<br />
للتحقيق يف الهجرة اليهودية اإىل بريطانيا، بسبب زيادة هجرة يهود روسيا وبولندا اإىل<br />
االأحياء الرشقية من لندن؛ وخشيتها من اأن يوؤدي ذلك الزدياد املعارضة، وبالتايل ظهور<br />
موجة من الال سامية داخل املجتمع الربيطاين، وكان »هرتزل« قد اأدىل بشهادته اأمام هذه<br />
اللجنة؛ فاأعلن اأن اليهود يحملون عقدة الال سامية معهم اأينما حلّوا؛ وراأى اأن احلل الوحيد<br />
لهذه املشكلة هو اإقامة وطن قومي لليهود خارج اأوروبا )6( ؛ علماً باأن »هرتزل« كان قد<br />
فشل يف العام نفسه يف احلصول على موافقة السلطان العثماين عبد احلميد الثاين يف اإقامة<br />
مستوطنٍ يهودي يف فلسطني يتمتّع بحكم ذاتي، رغم الوسائل واالإغراءات كافة التي اتبعها<br />
مع السلطان )7( .<br />
299
يهودية دولة إسرائيل:<br />
جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />
د. أسامة أبو نحل<br />
ويف عام 1905 كان حزب املحافظني الربيطاين قد دعا رساً اإىل عقد موؤمترٍ، يهدف<br />
اإىل اإيجاد اآلية معينة حتافظ على تفوق ومكاسب الدول االستعمارية اإىل اأطول اأمد ممكن،<br />
وقدّم فكرة املرشوع حلزب االأحرار احلاكم اآنذاك، حيث كان يراأس احلكومة وقتذاك »هرني<br />
كامبل برنمان« Bnrman) (Henry Campbell ، ومبوجب ذلك انعقد املوؤمتر الذي ضمَّ<br />
الدول االستعمارية يف ذاك الوقت، واستمرت مناقشات املوؤمتر وجلساته ملدة سنتني، ويف<br />
نهاية املوؤمتر عام 1907، خرج املشاركون يف املوؤمتر بوثيقة رسية اأسموها »وثيقة<br />
كامبل«، نسبة اإىل رئيس الوزراء الربيطاين. ولتحقيق ذلك الهدف دعا املوؤمتر اإىل اإقامة<br />
دولة يف فلسطني، تكون مبثابة حاجز برشي قوي وغريب ومعادٍ ، يفصل اجلزء االأفريقي من<br />
املنطقة العربية عن القسم االآسيوي منه، للحيلولة دون حتقيق وحدة الشعوب العربية )8( .<br />
على اأن اأول جناح رسمي حققته املنظمة الصهيونية العاملية، يف سبيل اإقامة وطن<br />
قومي لليهود يف فلسطني، كان الترصيح الذي صدر عن وزير اخلارجية الربيطاين اللورد<br />
»اآرثر جيمس بلفور« Balfour) (Arthur .J ، اإىل اللورد اليهودي »ليونيل والرت روتشيلد«<br />
Rothschild( )Lionel Walter رئيس املنظمة الصهيونية العاملية يف 2 ترشين ثانٍ<br />
)نوفمرب( 1917، وضمّنه الوعد بتسهيل حتقيق وطن قومي يهودي يف فلسطني )9( ؛ ويعود<br />
هذا النجاح الأن هذا الترصيح صدر عن مسوؤول رسمي يف دولة عظمى؛ وبناءً على ذلك<br />
اأضحى حترّك املنظمة الصهيونية العاملية، نحو حتقيق هذا الهدف يكتسب رشعية من<br />
اأعطى ما ال ميلك ملن ال يستحق.<br />
ونتيجةً حلال القلق التي سادت فلسطني بعد االحتالل الربيطاين لها، وتفشّ ي ظاهرة<br />
االنتقادات التي عمّت الصحف الربيطانية ووصلت اإىل جملس اللوردات )10( ، اضطر »ونستون<br />
ترششل« Churchill( )Winston رئيس الوزراء الربيطاين اإىل اإصدار الكتاب الربيطاين<br />
االأبيض يف عام 1922، وذلك لتهدئة خماوف عرب فلسطني؛ فاأشار اإىل اأن عبارات ترصيح<br />
بلفور ال تشري اإىل حتويل فلسطني بجملتها وجعلها وطناً قومياً لليهود؛ واإمنا تعني اأن وطناً<br />
كهذا سوف يتم تاأسيسه يف فلسطني؛ وطماأن اليهود باأن وجودهم يف فلسطني هو حق لهم<br />
وليس منحة؛ واأن معنى ترقية الوطن القومي اليهودي يف فلسطني، هو زيادة رقي الطائفة<br />
اليهودية مبساعدة اليهود املوجودين يف جميع اأنحاء العامل، حتى تُصبح مركزاً يكون فيه<br />
الشعب اليهودي كله حمط اهتمام وفخر من الناحيتني: الدينية والقومية؛ ولذا فاإن هذا<br />
السبب هو الذي جعل من الرضوري، ضمان اإنشاء الوطن القومي اليهودي ضماناً دولياً؛<br />
واالعرتاف رسمياً باأنه يستند اإىل صلة تاريخية قدمية )11( .<br />
اأما النجاح الثاين الذي حققته املنظمة الصهيونية العاملية نحو حتقيق هدفها<br />
املنشود، فكان اإصدار عُ صبة االأمم لصك االنتداب على فلسطني يف 24 متوز )يوليه(<br />
300
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
1922م، والذي اأصبح نافذ املفعول يف 29 اأيلول )سبتمرب( 1923م، فقد تضمّن الصك<br />
مواد عدة جاءت كلها لصالح اليهود والوطن القومي اليهودي يف فلسطني، منها: املادتان<br />
الرابعة والسادسة، باالعرتاف بالوكالة اليهودية كهيئة عمومية الإمالء املشورة لالإدارة<br />
الربيطانية والتعاون معها وخدمة اليهود املتواجدين يف فلسطني، واملادة السابعة التي<br />
نصّ ت على جعل اجلنسية الفلسطينية مشرتكة لكلٍ من العرب واليهود؛ غري اأن املادتني<br />
اخلامسة عرشة والثالثة والعرشين اأقرتا بالفرق بني اجلنسية العربية واجلنسية اليهودية،<br />
وعملتا على اإثبات هذا الفرق من خالل جعلهما اللغتني العربية والعربية لغتني رسميتني<br />
يف البلد )12( .<br />
ودون التطرّق لكيفية جناح املهاجرين الصهاينة اليهود بالوصول اإىل فلسطني وزرعها<br />
باملستعمرات االستيطانية؛ منذ الربع االأخري من القرن التاسع عرش؛ فاإن زعماء املنظمة<br />
الصهيونية العاملية متكّنوا، وخالل فرتة االنتداب الربيطاين على فلسطني، من حتقيق كثري<br />
من النجاحات التي جعلت حلم اإقامة دولة قومية يهودية يف فلسطني قاب قوسني اأو اأدنى،<br />
فاملساعدات الربيطانية خلدمة املرشوع الصهيوين، مل تكل منذ ما قبل احلرب العاملية<br />
االأوىل وحتى اأواخر احلرب العاملية الثانية، عندما سلّمت بريطانيا الراية للواليات املتحدة<br />
االأمريكية، لتتحمّل مسئوليتها يف مساعدة املرشوع الصهيوين يف حلظاته االأخرية؛ وقبل<br />
اأن يُبرص النور على اأرض الواقع.<br />
مصطلح الدولة اليهودية يف تقرير اللجنة امللكية الربيطانية لعام 1937:<br />
شهِ دت العالقات السياسية الصهيونية– الربيطانية خالل الفرتة ما بني عامي<br />
1936– 1939، تطورات غاية يف االأهمية ملواجهة تطورات الثورة الفلسطينية الكربى،<br />
التي اندلعت عام 1936م على الصعيدين: السياسي والعسكري، فكاد التعاون بني الطرفني<br />
ياأخذ طابع التعاون الكامل، فقد عمدت احلكومة الربيطانية اإىل اإصدار مشاريع سياسية<br />
بساأن القضية الفلسطينية؛ وذلك بعد اأن فشلت جميع حماوالتها للقضاء على تلك الثورة<br />
بالفشل الذريع، ولكي تخرج بريطانيا من ذلك املاأزق اأصدرت خالل تلك الفرتة اأربعة<br />
مشاريع سياسية، فكان مرشوع اللجنة امللكية عام 1937م، ومرشوع اللجنة الفنية )جلنة<br />
وودهيد( عام 1938م، ثمَّ تالها موؤمتر لندن عام 1939م، واأخرياً اإصدار الكتاب االأبيض<br />
يف العام نفسه )13( .<br />
وفيما يتعلق مبرشوع اللجنة امللكية، فقد شكّلت احلكومة الربيطانية جلنة حتقيق<br />
يف الدوافع التي اأدّت لتلك الثورة برئاسة اللورد »بيل« ،)Peel( وكان من اأبرز مهماتها<br />
التثبّت بعد تفسري نصوص االنتداب تفسرياً صحيحاً، عمَّا اإذا كان لدى العرب الفلسطينيني<br />
301
يهودية دولة إسرائيل:<br />
جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />
د. أسامة أبو نحل<br />
اأو اليهود، اأية عالقات مرشوعة ناجمة عن الطريقة التي اُتبعت فيما مضى، اأو التي تتبع<br />
يف تنفيذ االنتداب، والقيام لدى اقتناعها باستناد اأية ظالمة من تلك الظالمات اإىل اأساسٍ<br />
صحيح، برفع التواصي الإزالة تلك الظالمات ومنع تكرارها )14( ، ثمَّ رفعت اللجنة امللكية<br />
تقريراً باخلصوص اإىل احلكومة الربيطانية يف 22 حزيران )يونيه( 1937م، التي نرشته<br />
يف 7 متوز )يوليه( من العام نفسه )15( ، ورغم انحياز التقرير لصالح اليهود يف فلسطني؛ اإالَّ<br />
اأنه كان اأهم واأدق تقرير كُ تب حول القضية الفلسطينية خالل فرتة االنتداب الربيطاين؛ فقد<br />
اأكّ د التقرير اأن االأسباب الرئيسية للثورة تكمن يف: رغبة العرب يف االستقالل القومي، وكره<br />
العرب الإنشاء الوطن القومي اليهودي وتخوفهم منه )16( .<br />
وخالصة االأمر بالنسبة للتقرير املذكور؛ استحالة اأن يحكم فلسطني باأرسها اأيٌّ من<br />
العرب اأو اليهود، وليس ثمة ما مينع اأيّاً منهما من تويل احلكم يف قسمٍ منها؛ اإن كان ذلك<br />
ممكناً، فالتقسيم يُفسح املجال لتوطيد اأوارص السالم يف النهاية، االأمر الذي ال يتيحه اأي<br />
مرشوع اآخر )17( ، فعرضت اللجنة مرشوعاً ينص على تقسيم فلسطني اإىل دولتني: اإحداهما<br />
عربية تُضم اإىل رشق االأردن، واالأخرى يهودية، مع اإبقاء االأماكن املقدسة مع ممر اإىل<br />
يافا حتت سلطة االنتداب الربيطاين، وطلبت اللجنة اإنهاء االنتداب على فلسطني واستبداله<br />
بنظام املعاهدات مع الدولتني املقرتحتني، واأوصت اللجنة بتعيني جلنة لتخطيط احلدود<br />
بني الدولتني )18( .<br />
ومع موافقة احلكومة الربيطانية على قرار تقسيم فلسطني يف 7 متوز )يوليه( 1937م؛<br />
فاإن القيادة املوحدة للفلسطينيني رفضت هذا القرار جملةً وتفصيالً، اأما القيادة الصهيونية<br />
ورغم ارتياحها اإىل مبداأ التقسيم الذي يوؤدي اإىل قيام الدولة اليهودية، فقد حددت موقفها<br />
من القرار نفسه من منطلقني مهمني: االأول: شعورها برضورة حتقيق السيادة اليهودية، اأو<br />
اإقامة دولة يهودية يف فلسطني؛ باأنه العنرص اجلوهري يف البناء االأيديولوجي الصهيوين؛<br />
لذلك كان من البديهي اأن ترحّ ب القيادة الصهيونية بالفرصة املواتية لتحقيقه؛ حتى ولو<br />
يف جزء من اأرض امليعاد –حسب وصفها– الأنه سيكون مبثابة خطوة اأوىل نحو حتويل<br />
فلسطني كلها اإىل دولة يهودية؛ ودار اخلالف بني القادة الصهاينة حول اأن بعضهم مل<br />
يرضَ باملرشوع طمعاً يف املزيد، وبعضهم االآخر خاف على مصري الدولة اليهودية يف<br />
املرشوع املقرتح. والثاين: اأن التعاون مع بريطانيا سيوؤلف حجر االأساس يف السياسة<br />
الصهيونية؛ وهذا يعني اأن القيادة الصهيونية ربطت مصريها باالإمربيالية الربيطانية؛ غري<br />
اأن هذا االرتباط مل يلغِ وجود تيار ميثّل الرغبة يف جذب املنظمة الصهيونية ومرشوعها<br />
يف فلسطني اإىل جانب االإمربيالية االأمريكية، التي بداأت تترسب اإىل منطقة الرشق االأوسط،<br />
االأمر الذي بدا جلياً يف املوؤمتر الصهيوين العرشين، يف - 3 17 اآب )اأغسطس( 1937 يف<br />
302
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
زيوريخ بسويرسا، حيث مل تُرفض فكرة التقسيم باملطلق، بل خوّل املوؤمتر اللجنة التنفيذية<br />
الصهيونية، سلطة مفاوضة احلكومة الربيطانية للتحقق من الرشوط التي تعرضها هذه<br />
الإنشاء الدولة اليهودية املقرتحة )19( .<br />
وقد وضّ ح »حاييم وايزمان« Weizmann) (Chaim سبب قبول احلركة الصهيونية<br />
بقرار التقسيم بالقول: »مل يكن بوسعها اأن تتجاهل اخلطر املهدد، الذي دنا واأصبح معلقاً<br />
فوق روؤوس يهود اأوروبا، وبسبب ما يكون لدولة يهودية من احتماالت لتخليص وتنجية،<br />
بات رفض التقسيم رفضاً باتاً اأمراً مستحيالً« )20( .<br />
وملَّا كان »وايزمان« قد وافق على املرشوع الربيطاين، فخالل اجتماعه مع »اأورمسبي<br />
غور« Gorr( )Ormsby وزير املستعمرات الربيطاين، وعد ببذل قصارى جهده حلمل املوؤمتر<br />
الصهيوين على املوافقة على مرشوع التقسيم، ومساعدة االإنكليز على اإجالء السكان<br />
الفلسطينيني عن منطقة اجلليل ونقلهم اإىل رشقي االأردن؛ كما ذكر »وايزمان« اأن الفرنسيني<br />
كذلك موافقون على فكرة التقسيم واإقامة دولة يهودية )21( . واملعلوم اأن »وايزمان« كان<br />
اأول زعيم صهيوين يوافق على مرشوع التقسيم، فقد ملّح اإىل اإمكانية موافقة الصهاينة<br />
على فكرة تقسيم فلسطني اإىل نظام كانتونات )22( ، وذلك بعد اإدالئه بشهادته اأمام جلنة<br />
التحقيق امللكية يف 23 كانون اأول )ديسمرب( 1936؛ باأنه سيكون على استعداد لدراسة<br />
املقرتحات املتعلّقة بذلك النظام، يف حال تقدميها بعناية فائقة )23( ؛ كما اأن »وايزمان«<br />
كان يرى اأن اإقامة الدولة اليهودية يف جزءٍ من اأرض امليعاد –حسب وصفه– سيكون<br />
مبثابة خطوة اأوىل، نحو حتويل فلسطني كلها اإىل دولة يهودية؛ فعندما رصّح »ديفيد بن<br />
غوريون« Gurion( )David Ben- رئيس الوكالة اليهودية وقتذاك باأن اأرض اإرسائيل ال<br />
تتجزّاأ؛ رد عليه »وايزمان« باأن النقب لن يفر )24( ، ومل ميضِ طويالً حتى بداأ »بن غوريون«<br />
يقتنع مبزايا مرشوع التقسيم؛ بعد اأن كان من اأشد املعارضني له، وذلك بعد اأن غلّب مصلحة<br />
اليهود العليا على خالفاته الشخصية مع »وايزمان«، بل اأبدى حماساً بالغاً للمرشوع )25( .<br />
ويف 15 متوز )يوليه( 1937م، حرصت احلكومة الربيطانية على توضيح سياستها<br />
جتاه مرشوع التقسيم وما يرتتّب عليه؛ فاأدىل »نيفل تشمربلني« Chamberlain( )Neville<br />
بترصيحٍ حول السياسة الربيطانية يف فلسطني؛ بنيّ فيه اأهداف احلكومة الربيطانية العاجلة<br />
التي ستقدم اإىل الربملان قبل انفضاض دورة انعقاده؛ اأما االإجراءات اخلاصة التي ستتبع<br />
بالنسبة للمعاهدات املقرتحة يف تقرير بيل، فسوف تكون موضع بحث يف املستقبل؛ ويبدو<br />
اأن بريطانيا كانت تهدف من وراء ذلك اإىل احلصول على موافقة عصبة االأمم على التقسيم،<br />
وكانت مناقشات جملس العموم قد متيّزت بهجومٍ شديد على مرشوع التقسيم الذي اقرتحته<br />
303
يهودية دولة إسرائيل:<br />
جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />
د. أسامة أبو نحل<br />
»جلنة بيل« امللكية، ويعود السبب يف ذلك اإىل جهود النواب الذين اأيدوا قرار التقسيم، لكنهم<br />
مل يوؤيدوا مرشوع اللجنة امللكية، الذين كانوا يرون فيه عدم حتقيق مطالب الوطن القومي<br />
اليهودي )26( .<br />
وملّا ازدادت الثورة الفلسطينية عنفاً ضد السلطات الربيطانية، اضطرت احلكومة<br />
الربيطانية لتشكيل جلنة حتقيق فنية جديدة، عُ رفت باسم جلنة وودهيد ( Woo dJohn<br />
)head وذلك بهدف وضع مرشوع تقسيم جديد، ياأخذ يف اعتباره جلنة التحقيق امللكية،<br />
ويكون هدف تلك اللجنة تقدمي اقرتاحات ملرشوع تقسيم ثالثي مفصّ ل )27( . ومهما يكن من<br />
اأمر؛ فبعد وصول اللجنة للقدس يف 27 نيسان )اأبريل( 1938م، ورفض القيادات الفلسطينية<br />
االجتماع بها، اأكّ دت احلكومة الربيطانية على لسان املسرت »مالكوم مكدونالد« Malcolm(<br />
)McDonald وزير املستعمرات على قبولها مببداأ التقسيم واقتناعها به؛ الأنه اأجنع السبل<br />
حلل املشكلة الفلسطينية، وبعد مغادرة اللجنة فلسطني نرشت احلكومة الربيطانية تقرير<br />
اللجنة يف 9 ترشين ثانٍ )نوفمرب( من العام نفسه، وبرصف النظر عن مكونات التقرير؛ فقد<br />
اأقرّت اللجنة بصعوبة التقسيم بشكله احلايل، واقرتحت شكالً معدالً للتقسيم رغم اأنه سيحرم<br />
الدولتني: العربية واليهودية من االستقالل يف اإدارة شئونهما املالية، ولكن بعد مراعاة<br />
بعض التحفظات يصلح الأن يكون اأساساً للتسوية، يف حال استعداد احلكومة الربيطانية<br />
لتحمل تلك التبعات املالية؛ واأمام تلك الصعاب تخلت بريطانيا نهائياً عن مرشوع التقسيم<br />
القتناعها باستحالة تنفيذه؛ واأنها ستواصل االضطالع مبسئولياتها يف حكم فلسطني<br />
كلها )28( .<br />
ومع ما يكتسبه الرسد التاريخي ملِ ا ذكرناه سابقاً من اأهمية، يبقى لنا اأن نحلل<br />
تلك االأمور؛ فاإن ما يعنينا يف املقام االأول هو بيان اأهمية ظهور مصطلح الوطن القومي<br />
اليهودي اأو الدولة اليهودية الأول مرة يف وثائق دولية رسمية، سوف يُبنى عليها فيما<br />
بعد؛ فاإن كان همّ القادة الصهاينة هو اإنشاء وطن قومي لليهود يف فلسطني فهذا ساأنهم؛<br />
ولكن اأن تقوم دولة عظمى كربيطانيا بتبني هذا النهج فهنا تكمن املشكلة. ويحق للباحث<br />
املنصف اأن يتساءل عن السبب الذي دعا بريطانيا للقبول بحق اليهود باإقامة<br />
دولة يهودية يف فلسطني، طبقاً ملشاريعها املتعاقبة لتقسيم فلسطني اإىل<br />
دولتني: اإحداهما عربية والأخرى يهودية، وذلك خالل فرتة الثورة الفلسطينية<br />
الكربى ما بني عامي 1936- 1939، كما يحق لنا التساوؤل اأيضاً عن السبب الذي<br />
دعا بريطانيا لتوصيف الدولة اخلاصة بالفلسطينيني بالدولة العربية،<br />
وليس الدولة الفلسطينية.<br />
304
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
وكنا قد اأرشنا من قبل اإىل اأن مساألة نساأة الدول، سواء ما كان منها موجوداً بالفعل اأو<br />
وُ جد من العدم، كانت من اأهم القضايا التي شهدها القرن التاسع عرش، لكن تلك الدول كانت<br />
مبجملها قومية اأو وطنية، لكنها مل حتمل اسماً دينياً؛ فاإذا ما اأراد اليهود توصيف دولتهم<br />
التي يبتغونها مبسمى ديني فهذا ساأنهم؛ لكن اأن تتبنى دولة عظمى اأو املجتمع الدويل ذلك<br />
االسم لدولة يريدون خلقها من العدم، فتلك مساألة اأخرى. فالواضح مما سبق؛ اأن بريطانيا<br />
االإجنليكانية واملتعاطفة مع اليهود واحلركة الصهيونية يف اإنشاء وطن قومي لهم، اأرادت<br />
السري حتى اآخر الشوط يف هذا التعاطف، حتى ولو اأدّى االأمر الإنشاء دولة حتمل اسماً دينياً<br />
كالدولة اليهودية؛ ويبدو اأن اللوبي الصهيوين القوي املتواجد داخل اأروقة حكومة صاحب<br />
اجلاللة، كان له تاأثريه القوي والنافذ يف اإصدار تعليمات لها قوة القانون لصالح اليهود<br />
على حساب الفلسطينيني، سكان فلسطني التاريخية االأصليني، واختيار اللورد »هربرت<br />
صموئيل« اليهودي كاأول مندوبٍ سامٍ بريطاين على فلسطني، صبَّ يف هذا االجتاه، حيث<br />
عمل كل ما يف وسعه ليحقق اليهود ماآربهم يف فلسطني، خاصةً يف جمال نقل ملكية<br />
االأراضي لهم، ومنحهم كل االمتيازات الالزمة لتسهيل تلك املهمة التي حملها على عاتقه.<br />
اإذن تقع املسئولية االأوىل على بريطانيا بحكم وقوع فلسطني التاريخية حتت عهدتها<br />
واإدارتها املوؤقتة، ريثما تُنقل السلطة يف البالد لسكانها االأصليني )اأي: الفلسطينيون( ؛ غري<br />
اإنها مل تلتزم مبا قطعته على نفسها بعد احتاللها لفلسطني، بل عملت حثيثاً على رسعة<br />
تطبيق ما ورد يف ترصيح بلفور، ضاربةً عرض احلائط مبصالح الفلسطينيني الوطنية،<br />
وذلك بالعمل على اقتطاع جزء من اأمالكهم ومنحها الأناس ال تربطهم صلة وطنية بفلسطني،<br />
فكانت فلسطني بذلك اأول بلد تشهد حالة والدة وطن لطائفة دينية، يحمل اأتباعها جنسيات<br />
خمتلفة وال ميتّون لفلسطني بصلة تاريخية؛ اإذ ال يجوز للباحث املنصف اأيَّاً كانت هويته<br />
وجنسيته ودينه؛ اأن يُطلق عليهم مصطلح شعب؛ الأن القوم الذين ميكن اأن نُطلق عليهم<br />
اسم شعب هم ممن يعيشون يف بيئة جغرافية واحدة، وليسوا اأناساً يعتنقون ديانة معينة<br />
مبعرثين يف كافة اأنحاء املعمورة؛ واإالَّ جلاز ملعتنقي الديانة االإسالمية مثالً اأن يطالبوا<br />
باإقامة دولة اإسالمية يف اإسبانيا؛ وجلاز ملعتنقي الديانة املسيحية اأن يطالبوا باإنشاء دولة<br />
صليبية يف فلسطني الأنها مهد السيد املسيح.<br />
وملَّا شعرت بريطانيا العظمى باأن الفلسطينيني ال يقبلون بسيادتهم عليها، وال بزرع<br />
اأناس اآخرين غريهم يف فلسطني، ليستولوا على اأراضيهم وممتلكاتهم كاليهود الذين قدموا<br />
من كل فجٍ عميق؛ فبعد اأن شعرت بريطانيا بحالة الغليان وتفاقم الثورات ضدها من هوؤالء<br />
الفلسطينيني، خاصةً ما جرى يف الثورة الفلسطينية الكربى – 1936 1939؛ نقول اإن<br />
بريطانيا عمدت اإىل القضاء على تلك الثورة من خالل اإصدار تقارير غاية يف اخلطورة، من<br />
305
يهودية دولة إسرائيل:<br />
جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />
د. أسامة أبو نحل<br />
خالل جلان شكّلتها حكومتها، وكان هدفها من وراء ذلك كله اإيجاد حل نهائي للمساألة<br />
الفلسطينية، وذلك بخلق دولتني على اأرض فلسطني التاريخية، اإحداهما: عربية واالأخرى<br />
يهودية.<br />
ويبدو اأن بريطانيا صاحبة اخلربة االستعمارية العريقة، كانت تعي كل حرفٍ<br />
اختطته يف تقاريرها تلك، فهي عندما اأوصت بدولة عربية مل تكن تعني دولة فلسطينية<br />
يف املقام االأول؛ بل عنت من وراء ذلك اأن باإمكان اأي زعيم عربي ليس من اأصل فلسطيني<br />
اأن يراأس تلك الدولة املقرتحة، كامللك عبد اهلل االأول ملك اإمارة رشق االأردن على وجه<br />
التحديد )29( ، فالتالعب باملصطلحات، كان من اأهم مقومات السياسة الربيطانية جتاه<br />
املساألة الفلسطينية؛ وعلى الرغم من الرفض الفلسطيني لقرارات تقسيم فلسطني التي<br />
اأصدرتها بريطانيا جملةً وتفصيالً؛ اإالَّ اأن الفلسطينيني والعرب معاً مل يرفضوا تلك القرارات<br />
الأنها حملت مسمى دولة عربية اأو دولة يهودية؛ بل رفضوها الأنهم يعارضون مبداأ التقسيم<br />
اأساساً ومن حيث املبداأ. وبريطانيا عندما وصّ فت الدولة اخلاصة باليهود بالدولة اليهودية،<br />
مل ياأتِ توصيفها هذا من فراغ، فمن الناحية االأوىل: اأرادت من وراء ذلك تاأكيد االلتزام<br />
بهذا التوصيف، فهي مل تقرتح مسمى دولة اإرسائيل بدالً من مسمى الدولة اليهودية، وذلك<br />
لتنفيذ رغبة املنظمة الصهيونية العاملية باملسمى الذي تبتغيه، حتى اإذا مل تتمكن تلك<br />
املنظمة من اإطالق هذه التسمية لصعوبة الوضع السياسي والعسكري، حتتفظ بحقها فيما<br />
بعد باالإدعاء بيهودية الدولة املقرتحة، االأمر الذي سنبحثه فيما بعد، ومن الناحية االأخرى:<br />
فبحكم انتماء بريطانيا للمذهب االإجنليكاين املوؤمن بحتمية عودة اليهود اإىل اأرض امليعاد<br />
–حسب وجهة نظرهم– فاإنها، وقد سنحت لها الفرصة لفرض نفوذها على فلسطني، قد<br />
وجدت الفرصة سانحة اأمامها وال بد من استغاللها لتنفيذ تلك احلتمية باإقامة وطن قومي<br />
يهودي يف فلسطني.<br />
واإزاء اقتناع بريطانيا بصعوبة تنفيذ خمططاتها الرامية الإقامة وطن قومي يهودي يف<br />
فلسطني؛ واأن سياستها جتاه تلك املخططات تراوح مكانها، بداأت تفكّر جدياً باالنسحاب من<br />
فلسطني، وثمة اأسباب عدة دعت بريطانيا للتخلي عن فلسطني، منها: اأنها فقدت مقوماتها<br />
كدولة عظمى من الطراز االأول من جهة، وكنتيجة ملجريات احلرب العاملية الثانية، قفزت<br />
الواليات املتحدة كدولة موؤهلة لوراثة اأمالك بريطانيا يف منطقة الرشق االأوسط عامة<br />
وفلسطني خاصة من جهةٍ ثانية؛ واالأهم من ذلك كله اأن بريطانيا مل تُرد بعد نهاية احلرب<br />
العاملية الثانية؛ اأن تفقد ما تبقى لديها من روابط ومصالح مع العامل العربي؛ ومبا اأن<br />
الواليات املتحدة تنتمي اأيضاً للمذهب الربوتستانتي، فقد اأخذت على عاتقها االستمرار يف<br />
تنفيذ ما عجزت عنه بريطانيا من خالل مشاريعها لتقسيم فلسطني.<br />
306
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
وقد وصف »وايزمان« اأثر نهاية احلرب العاملية الثانية على اليهود قائالً: »كانت<br />
احلقبة التي جاءت تواً يف اأعقاب احلرب، حقبة مليئة مبر اخليبة لكلٍ من الثنني:<br />
الشعب اليهودي واحلركة الصهيونية؛ وصحيح اأن بطالن الأحالم مل يكن نصيبنا<br />
لوحدنا، ولكن قلّت املطالب املعادلة ملطالبنا...« )30( ، االأمر الذي دعاه لزيارة الواليات<br />
املتحدة، حامالً يف قرارة نفسه توكيد املسرت »ترششل«؛ باأنه اختط لليهود خطة لصالح<br />
املرشوع اليهودي؛ واأنه )اأي: وايزمان( والرئيس »فرانكلني روزفلت« )1933- 1945(<br />
Roosevelt( )Franklin قادران على تنفيذها؛ وبخاصة اأن نهاية احلرب ستشهد تبديالً<br />
يف مكانة الوطن القومي اليهودي )31( . غري اأن بريطانيا اضطرت يف نهاية املطاف اإىل<br />
رفع القضية الفلسطينية اإىل هيئة االأمم املتحدة، لتتخلّص من تلك املشكلة الشائكة، بعدما<br />
وفّرت لليهود بالقوة والعنف واالإرهاب، املقومات االأساسية الإقامة وطن قومي لهم يف<br />
فلسطني، تاركةً لغريها اإكمال املهمة.<br />
مصطلح الدولة اليهودية يف اسرتاتيجية الساسة األمريكيني:<br />
صحيح اأن املوقف الربيطاين من مساعدة اليهود على اإقامة وطن قومي لهم يف<br />
فلسطني، سبق املوقف االأمريكي بفرتةٍ طويلة، وهذا اأمر مفهوم بحكم اخلربة االستعمارية<br />
الطويلة، والباع الطويل لربيطانيا يف فرض سياستها على الدول االستعمارية االأوروبية<br />
االأخرى، فغالباً ما كانت لها الغلبة بهذا اخلصوص.<br />
ومهما يكن من اأمر؛ فاإن نشاط الواليات املتحدة الإقامة املرشوع الصهيوين وتنفيذه،<br />
بداأ بصورة مبكرة رافقت التطور االستعماري االأمريكي الستعمار منطقة الرشق، فالواليات<br />
املتحدة شاركت الدول االأوروبية االستعمارية تطلعاتها يف السيطرة على اأقاليم الدولة<br />
العثمانية، التي كانت تلفظ اأنفاسها االأخرية، كما تعاونت مع تلك الدول على اإنهاء وجودها،<br />
وتصارعت معها على املكاسب التي كانت تلك الدول تسعى للحصول عليها، ومما يدلل على<br />
ذلك؛ ما ذكره »وليام بيل« Bell) (William املندوب االأمريكي اخلاص يف مرص يف تقارير<br />
رسية؛ باأن اإقامة كومنولث يهودي يف فلسطني سوف يتطور، ليصبح مركزاً اأمامياً للواليات<br />
املتحدة يف الرشق؛ واأضاف باأن الدولة اليهودية التي سوف تُقام ستقع حتماً حتت سيطرة<br />
اليهود االأمريكيني )32( .<br />
وكانت الواليات املتحدة قد شاركت بريطانيا منذ الربع االأول من القرن التاسع عرش،<br />
مساعيها الإقامة الدولة اليهودية يف فلسطني من خالل دعم نشاطات دينية تبشريية، تقوم<br />
بالرتكيز على العهد القدمي )التوراة( ، وذلك متهيداً لتهيئة العقول لقبول فكرة اإقامة الدولة<br />
اليهودية يف فلسطني؛ ففي عام 1819 اأرسل املجلس االأمريكي للتبشري يف اخلارج، ممثلني<br />
307
يهودية دولة إسرائيل:<br />
جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />
د. أسامة أبو نحل<br />
له اإىل القدس لتاأسيس بعثة تبشريية فيها، متهيداً الإقامة نظام واسع للتبشري؛ غري اأن تلك<br />
اللجنة فشلت يف احلصول على الرتاخيص الالزمة من السلطات العثمانية، فاأقاموا مركزاً<br />
لهم يف مدينة بريوت عام )33( 1823 .<br />
ومع بداية اشتعال احلرب العاملية االأوىل، مل يكن اهتمام الرئيس االأمريكي »ودروو<br />
ويلسون« Wilson( )Woodrow بالصهيونية عميقاً مبا يكفي؛ ولكن موقف »ويلسون« هذا<br />
تغريّ خالل احلملة االنتخابية الرئاسية االأمريكية عام 1916، فاأبدى اهتماماً باليهود<br />
املتواجدين يف فلسطني، فوجّ ه الأول مرة نداءً اإىل الناخبني اليهود على اأساس اهتمامهم<br />
بالصهيونية، وخالل هذه االنتخابات اأُدخل ما سُ مي ب »التصويت اليهودي« يف معادلة<br />
السياسات االأمريكية الداخلية )34( . وكان »ديفيد هنرت ميلر« Miller( )Dived .H املستشار<br />
القانوين للرئيس »ويلسون«؛ قد اأشار اإىل اأن قاعدة تقرير املصري التي نادى بها »ويلسون«؛<br />
من ساأنها اأن حتول دون اإنشاء دولة يهودية يف فلسطني؛ اإالَّ اأن مستشاري الرئيس »ويلسون«<br />
اأعدّوا مذكرة قُ دمت اإىل موؤمتر باريس للسالم عام 1919، نصت على االعرتاف بالدولة<br />
اليهودية حينما تربز اإىل الوجود )35( . وبقيت السياسة الأمريكية ثابتة على مواقفها طيلة<br />
عقدين من الزمن، تواىل خاللها على الرئاسة ثالثة روؤساء اأمريكيني، اتبعوا السياسة<br />
نفسها فيما يخص القضية الفلسطينية وهم: »وارين هاردينغ« )1921- 1923(<br />
،)Calvin Coolidge( )1929 - 1923( و »كالفني كوليدج« ،)Warren G. Harding(<br />
و »هربرت هوفر« )1929 - 1933( Hoover) (Herbert ، ولكن االلتزام االأمريكي جتاه<br />
احلركة الصهيونية بداأ فعلياً مع نهاية احلرب العاملية الثانية؛ الأن الفرتة ما بني احلربني<br />
العاملية االأوىل والثانية، شهدت نوعاً من الدعم وليس االلتزام الفعّال؛ اأي اأن الواليات<br />
املتحدة اأخذت دور بريطانيا الداعم بل واملتطابق مع موقف احلركة الصهيونية )36( .<br />
وكان الزعماء الصهاينة يدركون اأهمية موؤسسة الكونغرس يف جناح مرشوعهم؛<br />
وكان ثمة اعتقاد باأن الدعم االأمريكي سيوؤمّ ن لهم تنفيذ ترصيح بلفور، فاجتهوا اإىل<br />
جملسي: الشيوخ والنواب، ومتكنوا من كسب دعم اأهم كبار الشخصيات يف االإدارة االأمريكية<br />
والكونغرس، وكان على راأس هوؤالء الرئيس »وارين غامالييل هاردينغ« )1921 - 1923(<br />
Harding( )Warren .G و »هرني كابوت لودج« Lodge( )Henry .C ، فقد قدّم االأخري<br />
مذكرة ملجلس الشيوخ يف 2 نيسان )اأبريل( 1922، جاء فيها: »مبا اأن الوليات املتحدة<br />
توؤيد اإقامة وطن قومي للشعب اليهودي يف فلسطني، وفقاً لنص اإعالن احلكومة<br />
الربيطانية يف 2 ترشين ثانٍ )نوفمرب( 1917... لذلك يجب اأن يكون لليهود وطن<br />
قومي يف البلد، الذي كان مهد عرقهم، وحيث عاشوا وعملوا لآلف السنني؛ واأن<br />
308
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
بريطانيا ستوؤمن لهم احلماية«. اأما يف جملس النواب فقد قدّم النائب »هاملتون فيرش«<br />
مرشوع قرار للمجلس يف الرابع من الشهر نفسه، طالب فيه مبساعدة الشعب اليهودي من<br />
اأجل اإعادة بناء وطنه القدمي يف اأرض اآبائه، مع االأخذ باالعتبار حقوق جميع السكان يف<br />
فلسطني )37( . وسُ جِّ ل قرار جملس النواب –بالفعل- يف حمرض الكونغرس كتوصية مبرشوع،<br />
ويف 11 اأيلول )سبتمرب( 1922 استلم جملس النواب التصديق من وزارة اخلارجية، ثمَّ وقّع<br />
عليه الرئيس »هاردينغ«، والذي جاء فيه »اتخذ جملسا الشيوخ والنواب يف الوليات<br />
املتحدة الأمريكية جمتمعني يف الكونغرس، قراراً بتاأييد الوليات املتحدة الأمريكية<br />
لإقامة وطن قومي للشعب اليهودي يف فلسطني؛ ويُفهم بوضوح اأنه لن يحدث اأية<br />
اإساءة للحقوق املدنية والدينية للمسيحيني والطوائف الأخرى غري اليهودية يف<br />
فلسطني...« )38( .<br />
يتضح مما سبق بيانه؛ اأن االإدارة االأمريكية وموؤسساتها الدستورية، قد تبنت رسمياً<br />
كل حرفٍ ورد يف ترصيح بلفور، دون اأي تعديل يُذكر، وبذلك اأخذ روؤساء الواليات املتحدة<br />
على عاتقهم منذ ذلك احلني اإلزام اأنفسهم باملوقف الصهيوين، وبالتايل اأخذ كل رئيسٍ تالٍ<br />
بالتعبري عن تعاطفه مع احلركة الصهيونية وباأهدافها، يف اإقامة الوطن القومي اليهودي<br />
يف فلسطني.<br />
وكنتيجة منطقية لفشل احلكومة الربيطانية يف اإقرار ما ورد يف تقرير اللجنة امللكية<br />
)تقرير بيل( يف عام 1937م، من تقسيم فلسطني اإىل دولتني: عربية ويهودية، فقد اضطرت<br />
الحقاً الإصدار الكتاب االأبيض عام 1939م، والذي حدد عدد املهاجرين اليهود اإىل فلسطني<br />
ب 75,000 مهاجر يف مدة خمس سنوات، وحتديده لفرتة انتقالية مدتها عرش سنوات،<br />
يتم خاللها نقل السلطة تدريجياً اإىل الفلسطينيني، كان رد القادة الصهاينة على هذا<br />
الكتاب؛ باأن نقلوا قاعدة عملياتهم السياسية من لندن اإىل واشنطن، حيث ضاعفوا جهودهم<br />
للحصول على التزام سياسي اأمريكي، ومن جهةٍ اأخرى اجتهوا اإىل تقوية نشاطهم العسكري<br />
يف فلسطني؛ االأمر الذي اأكّ ده »بن غوريون« باأنه كان مقتنعاً؛ باأن امليدان الرئيسي جلهود<br />
الصهيونية خارج فلسطني ليس بريطانيا؛ واإمنا الواليات املتحدة االأمريكية )39( .<br />
وكان موؤمتر »بلتيمور« الصهيوين الذي انعقد يف مدينة نيويورك االأمريكية يف اآيار<br />
)مايو( 1942، هو التاريخ الرسمي لكي تتبنى االإدارات االأمريكية املتعاقبة فيما بعد،<br />
ليس خدمة مرشوع اإنشاء دولة اإرسائيل فحسب، بل اإقامة دولة يهودية بكل ما يعني هذا<br />
املصطلح من توصيف ديني، ال يوجد له مثيل يف اأنحاء املعمورة كافة، فخالل هذا املوؤمتر<br />
اأعلن املجتمعون فيه رضورة اإقامة الدولة اليهودية، بحيث تكون جزءاً من العامل الدميقراطي<br />
309
يهودية دولة إسرائيل:<br />
جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />
د. أسامة أبو نحل<br />
اجلديد، اأي عامل ما بعد احلرب العاملية الثانية، واإطالق الهجرة اليهودية، واإنشاء جيش<br />
يهودي له رايته اخلاصة واالعرتاف به، وكانت تلك اأول مرة تظهر فيها نواياهم احلقيقية<br />
وبصورة علنية ويف موؤمتر رسمي، فاأصبحت تلك املقررات بذلك برنامج احلركة اليهودية<br />
اجلديد؛ مع االإشارة اإىل اأن احلزبني االأمريكيني: الدميقراطي واجلمهوري اأخذا يف التنافس<br />
خالل انتخابات الكوجنرس ورئاسة الدولة بعد عام 1944، السرتضاء اليهود االأمريكيني<br />
كسباً الأصواتهم )40( . فقد اأكّ د الرئيس »فرانكلني روزفلت« يف ترشين اأول )اأكتوبر( 1944م،<br />
يف رسالةٍ وجهها اإىل موؤمتر عقده الصهاينة االأمريكيون، التزام حزبه بتحقيق االأهداف<br />
الصهيونية، وهو ما تناغم مع ما خططت له احلركة الصهيونية، بحيث يتجاهل وجود<br />
قومية وهوية فلسطينية يف سياسته نحو فلسطني )41( .<br />
ومن االإنصاف االإشارة هنا ولو بسطورٍ مقتضبة اإىل اأن السياسة اخلارجية االأمريكية<br />
جتاه املساألة الفلسطينية ابتداءً من عام 1944، وما رافقها من ارمتاء احلزبني الرئيسيني<br />
يف الواليات املتحدة يف اأحضان اللوبي الصهيوين فيها، وتنافسهما لتسهيل املقوّمات<br />
كافة الإعالن والدة الكيان اليهودي اجلديد، قد بزَّت السياسة الربيطانية منذ اإصدار ترصيح<br />
بلفور وحتى انتهاء فرتة االنتداب على فلسطني، فما عجزت بريطانيا عن تقدميه، عملت<br />
القوة العظمى اجلديدة والوريثة الرسمية للسياسة االستعمارية يف منطقة الرشق االأوسط،<br />
على حتقيقه مبختلف السبل.<br />
اأما الرئيس »هاري ترومان« )1945 - 1953( Truman( )Harry .S ، فقد عمل كل<br />
ما يف وسعه خلدمة املرشوع الصهيوين؛ على اعتبار اأن الدولة اليهودية القادمة ستكون<br />
مناوئة للمد السوفيتي يف منطقة الرشق االأوسط، وحارساً ملصالح الواليات املتحدة يف<br />
املنطقة )42( ، ويف عهده اأيضاً بات هدف الصهيونية واضحاً ال لبس فيه، وال يقترص على<br />
اإلغاء الكتاب االأبيض وتشجيع الهجرة، بل على اإقامة الدولة اليهودية )43( .<br />
القرار الدولي 181 وتثبيت مصطلح الدولة اليهودية:<br />
وملَّا كانت عالقة اليهود وممثليهم يف املنظمة الصهيونية العاملية، قد ترسّ خت مع<br />
االإدارة االأمريكية خاصة يف فرتة حكم الرئيس »ترومان«؛ فاإنهم كانوا موؤيدين بشدة للقرار<br />
الربيطاين برفع القضية اإىل املوؤسسة الدولية االأوىل؛ التي اأسسها املنترصون بعد اأن وضعت<br />
احلرب العاملية الثانية اأوزارها، وهم الداعمون اأصالً حلق اليهود يف اإنشاء وطن قومي<br />
لهم يف فلسطني، وبرصف النظر عن اخلدمات اجلليلة التي قدّمها »ترومان« للمرشوع<br />
الصهيوين، فقد دخلت القضية الفلسطينية منعطفاً خطرياً عام 1947م.<br />
310
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
وعلى اأية حال؛ فقد قررت بريطانيا نهائياً اإحالة القضية الفلسطينية اإىل االأمم<br />
املتحدة، التي تخضع فيها الدول الصغرى لنفوذ الواليات املتحدة، ففي 28 نيسان )اأبريل(<br />
1947 انعقدت اجللسة االأوىل بناءً على طلبٍ بريطاين، وكانت جلنة سياسية قد تشكّلت<br />
واستمعت لالأطراف كافة، وانتهت اإىل قرارٍ بتاأليف جلنة دولية لتقصي احلقائق يف القضية<br />
الفلسطينية )يونسكوب( )UNSCOP( ، تشرتك فيها اإحدى عرشة دولة، مهمتها بحث<br />
املشكلة الفلسطينية من جميع جوانبها، والتعرّف على اأحوال اليهود يف اأوروبا؛ واأن ترفع<br />
هذه اللجنة توصياتها اإىل االأمني العام لالأمم املتحدة يف وقتٍ ال يتجاوز االأول من اأيلول<br />
)سبتمرب( من العام نفسه )44( .<br />
ودون احلاجة للتطرّق ملجريات اللجنة الدولية وما دار خاللها، توصّ لت تلك اللجنة اإىل<br />
مرشوعني: يقضي االأول: بتقسيم فلسطني اإىل دولتني: اإحداهما عربية واالأخرى يهودية،<br />
وهو ما سُ مي مبرشوع االأكرثية؛ على اأن تُصبح الدولتان املقرتحتان مستقلتني بعد مرحلة<br />
انتقال تدوم عامني، ويجب عليهما املوافقة على دستور كلٍ منهما، ثمَّ توقّع معاهدة توطيد<br />
النظام والتعاون االقتصادي، واإقامة احتاد اقتصادي يهدف اإىل استثمار املرافق العامة؛<br />
على اأن تتوىل بريطانيا احلكم يف مرحلة االنتقال حتت اإرشاف االأمم املتحدة. ويقضي<br />
املرشوع الثاين: ويُسمى مبرشوع االأقلية بقيام حكومتني يف فلسطني مستقلتني استقالالً<br />
ذاتياً، وتتاألف منهما دولة احتادية عاصمتها القدس، ويُنتخب جملس تاأسيسي لوضع<br />
الدستور، وتتناول سلطة احلكومة االحتادية قضايا الدفاع والسوؤون اخلارجية واملصالح<br />
االقتصادية املشرتكة، وينتخب جملس االحتاد رئيس الدولة )45( .<br />
ومهما يكن من اأمر؛ فبعد مناورات عدة من جانب الواليات املتحدة، صوّتت اجلمعية<br />
العامة لالأمم املتحدة يف 29 ترشين ثانٍ )نوفمرب( 1947م على املرشوع االأول )اأي:<br />
مرشوع االأغلبية(، وحاز املرشوع الذي حمل اسم القرار رقم )181( على اأغلبية اأصوات<br />
االأعضاء )46( ؛ وتبلغ مساحة الدولة اليهودية يف هذا القرار %55 من اأرض فلسطني التاريخية،<br />
وتشمل اجلليل والنقب ومعظم السهل الساحلي، بينما قبل اإصدار هذا القرار مل يكن اليهود<br />
ميلكون سوى خُ مس اأراضي هذه املنطقة، وهو على اأية حال تقسيم شبيه مبا طالب به<br />
القادة الصهاينة يف مذكرة الوكالة اليهودية اإىل موؤمتر لندن يف اآب )اأغسطس( )47( 1946 .<br />
والواضح اأن بريطانيا ضغطت على االأمم املتحدة التخاذ قرار التقسيم دون دراسة<br />
كافية، ويف وقتٍ قصري ال يُسمح خالله للدبلوماسية العربية باتخاذ االإجراءات الكفيلة<br />
باإقرار احلقوق الوطنية الفلسطينية، كما ضغطت على عددٍ كبري من اأعضاء اجلمعية العامة،<br />
311
يهودية دولة إسرائيل:<br />
جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />
د. أسامة أبو نحل<br />
سواء كان ذلك اأثناء عملية اختيار اأعضاء اللجنة الدولية اأم اأثناء التصويت على القرار<br />
الصادر عنها )48( ؛ كما اأنها اأعدّت برناجمها اخلاص باالنسحاب من فلسطني، بالتنسيق<br />
مع قادة احلركة الصهيونية، لكي تتمكن االأخرية من اإقامة دولتها، واالستيالء على اأكرب<br />
مساحة ممكنة من اأراضي فلسطني )49( . ويبدو اأن ثمة اتفاقاً متَّ بني احلكومة الربيطانية<br />
وامللك عبد اهلل االأول، سبق التصويت على القرار 181، فربيطانيا وصلت اإىل راأي نهائي من<br />
حيث موقفها من القضية، فقررت القبول بقيام كيان يهودي مستقل يف فلسطني، ما دام<br />
ذلك ال يتعارض مع استمرار مصاحلها يف املنطقة، من خالل اتفاقها مع امللك عبد اهلل يف<br />
احلفاظ على تلك املصالح من وراء ضم القسم العربي الذي سيقره قرار التقسيم اإىل مملكته<br />
اخلاضعة لربيطانيا مبارشة؛ والواضح اأن السيناريو الذي اأعده االإنكليز لكي يستويل عبد<br />
اهلل على املنطقة العربية من قرار التقسيم، هو دخوله احلرب بعدما تنسحب هي نهائياً من<br />
فلسطني )50( .<br />
ويبقى لنا اأن نتساءل عن الدافع وراء اإرصار الدول الكربى على اإصدار الأمم<br />
املتحدة نصاً رصيحاً، يقضي بتقسيم فلسطني اإىل دولتني، اإحداهما يهودية؟؛<br />
واأن نتساءل كذلك عن السبب الذي دعا احلركة الصهيونية اإىل قبول ذلك القرار،<br />
والسبب وراء تسمية تلك الدولة باسم دولة اإرسائيل؟<br />
سبق واأن اأرشنا اإىل اأن بريطانيا، وضعت اللبنة االأوىل لبناء الوطن القومي اليهودي،<br />
من خالل اإصدار ترصيح بلفور عام 1917م، ثمَّ رصّ ت املدماك االأول يف ذلك البنيان<br />
باإصدار تقرير اللجنة امللكية )تقرير بيل( عام 1937م؛ وعلى الرغم من اأن هذا التقرير مل<br />
ياأخذ صفة دولية؛ فاإنه يبقى القالب الذي على اأساسه صِ يغ وحُ بك قرار تقسيم فلسطني رقم<br />
181 لعام 1947، برصف النظر عن االختالفات يف رسم احلدود يف التقريرين. ومع ذلك<br />
يبقى القرار 181 االأهم واالأخطر؛ الأنه حمل صفة قانونية ملزمة من االأمم املتحدة لتطبيقه<br />
على اأرض الواقع، رغم ما فيه من ظلمٍ بحق الفلسطينيني اأصحاب االأرض االأصليني، الذين<br />
بات من حقهم فقط –طبقاً لقرار التقسيم– %45 من فلسطني ليقيموا عليها دولة؛ هذا<br />
اإن صدقت نوايا املخططني للقرار 181؛ فالقرار ينص على تقسيم فلسطني اإىل دولتني:<br />
اإحداهما عربية، واالأخرى يهودية، ففيما يخص الدولة العربية؛ مل يذكر القرار رصاحة على<br />
اأن مسوؤولية احلكم فيها للفلسطينيني؛ واإمنا تعمّد واضع القرار استخدام صيغة مبهمة قابلة<br />
للتاأويل، فلم يحدد القرار جنسية تلك الدولة العربية وال جنسية رئيسها، وهذا اأمرٌ ال يجوز<br />
يف القانون الدويل؛ واإالَّ لكنا سمعنا عن دولة التينية اأو غري ذلك.<br />
312
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
وفيما يخص تسمية الدولة االأخرى التي شملها قرار التقسيم بالدولة اليهودية؛ فاالأمر<br />
ال يحتاج لكثريٍ من العناء لنتاأكد اأن االإمربيالية الربيطانية ووريثتها يف حكم منطقة الرشق<br />
االأوسط الواليات املتحدة االأمريكية الربوتستانتية؛ داأبتا معاً على تنفيذ خمططات احلركة<br />
الصهيونية منذ القرن التاسع عرش، بتحويل فلسطني اإىل وطن قومي لليهود اأوالً، ثمَّ اإىل<br />
دولة يهودية ثانياً.<br />
ومن املعلوم اأن ثمة فرقاً قانونياً بني مصطلحي: الوطن القومي والدولة، فاالأول<br />
يُسمح باالإقامة فيه الأناس دون احلق لهم بامتالك السلطة، اأما االآخر فهو عبارة عن اأرضٍ<br />
وشعبٍ وسيادةٍ كاملةٍ غري منقوصةٍ )51( . فالدول الكربى وبتاأثريٍ من القادة الصهاينة<br />
والوكالة اليهودية، عملت على اإبقاء جذوة فكرة التقسيم قائمة، كما كان االأمر مع تقرير<br />
جلنة بيل عام 1937، ولكن مع اإدخال بعض التعديالت اجلوهرية، ليتالءم ومصالح الدولة<br />
اليهودية املقرتحة؛ والواضح اأن التاأثري املهم واالأبرز كان من جهات ثالث هي: بريطانيا<br />
والواليات املتحدة واالحتاد السوفيتي، ولكل طرفٍ من تلك االأطراف مسوغاته يف التاأثري.<br />
فربيطانيا القوة املنتدبة على فلسطني؛ تريد اأن تُنهي انتدابها بعد اأن رسّ خت اأقدام<br />
اليهود يف فلسطني، من خالل فتحها باب الهجرة على مرصاعيه اأمامهم، ومن ثمَّ وضع<br />
حجر اأساس الدولة اليهودية، كفكرة ميكن التعاطي معها، وهذا ما ظهر جلياً من خالل<br />
تقرير جلنة بيل، وبذلك تكون بريطانيا هي صاحبة الفضل االأول واالأهم يف حتقيق ماآرب<br />
احلركة الصهيونية، يف املطالبة بدولة يهودية بدالً من وطن قومي يهودي، كما سبقت<br />
االإشارة.<br />
اأما الواليات املتحدة؛ فبحكم تبني االإدارة االأمريكية وموؤسساتها الترشيعية، ونفوذ<br />
وسائل االإعالم واللوبي الصهيوين فيها للمخططات الصهيونية، فقد عمدت منذ بداية احلرب<br />
العاملية الثانية، وحتى صدور قرار التقسيم الدويل رقم 181، اإىل جعل احللم اليهودي بخلق<br />
دولة يهودية من العدم، حقيقة واقعة على االأرض، وبالتايل باالإمكان اعتبار جهود الرئيس<br />
»ترومان« يف هذا الصدد، املعْلم الرئيس لتنفيذ ذلك احللم. وال يفوتنا االإشارة هنا اإىل اأن<br />
انتماء بريطانيا اإىل املذهب االإجنليكاين والواليات املتحدة اإىل املذهب الربوتستانتي-<br />
اللذين يوؤمنان برضورة اإعادة اليهود اإىل فلسطني، ومن ثمَّ خلق دولة يهودية على اأراضيها<br />
– قد اأدى دوراً مهماً وبارزاً يف هذا املضمار؛ وبالتايل فاإن العامل الديني اأدى دوراً واضحاً<br />
يف التنسيق بني الطرفني مع احلركة الصهيونية، التي استفادت من دعمهما؛ على الرغم من<br />
اأن نظامي احلكم يف الدولتني علماين وليس ثيوقراطياً.<br />
313
يهودية دولة إسرائيل:<br />
جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />
د. أسامة أبو نحل<br />
1.<br />
اأما االحتاد السوفيتي؛ فاإن مل يكن دوره بارزاً كدوري: بريطانيا والواليات املتحدة،<br />
لكنه اأراد من استصدار قرار التقسيم الدويل 181 وحتقيقه اأمور عدة، منها:<br />
1 عدم قيام دولة قومية لليهود؛ الأنه اأصالً ال يعرتف بالقوميات؛ وبخاصة اأنه كدولة<br />
مبنيّة على قوميات متعددة االإثنيات، كان هدفه صهر تلك القوميات يف بوتقة واحدة، هي<br />
بوتقة الفيدرالية الروسية؛ لذا فاإنه اأراد للدولة اليهودية اأن تكون دولة اإثنية ال قومية.<br />
.2اإنه 2 اأراد التخلّص نهائياً من االأقلية اليهودية املتواجدة على اأرضه، بتشجيعها على<br />
الهجرة اإىل تلك الدولة املقرتحة.<br />
.3اإن 3 االحتاد السوفيتي مل يكن وقتذاك قد دخل مرحلة احلرب الباردة مع الواليات<br />
املتحدة يف منطقة الرشق االأوسط، وبالتايل مل تكن له مصالح سياسية واقتصادية مع<br />
الدول العربية، فكان بذلك من اأوائل الدول التي اعرتفت بقرار التقسيم املذكور.<br />
وفيما يخص السبب الذي دعا احلركة الصهيونية اإىل قبول ذلك القرار، والسبب وراء<br />
تسمية تلك الدولة باسم دولة اإرسائيل، فتلك احلركة وجدت من املفيد االستفادة من الظروف<br />
الدولية اجلديدة، يف ظل تطور املوقف االأمريكي اجلديد يف التعامل مع دول املنطقة من<br />
جهة، وتناغم سياساتها مع الدول االأوروبية ومنظومة الدول الكربى من جهةٍ اأخرى. لذا<br />
وجدنا موقف اليهود مما دار قُ بيل انتهاء جلنة تقصي احلقائق )يونسكوب( من اأعمالها،<br />
موقفاً متقدماً واإيجابياً يف التعامل مع اأعضائها، فقد قدّمت الوكالة اليهودية مذكرات<br />
عدة اإىل تلك اللجنة، ثمَّ اأوفدت شخصيات صهيونية عدة لالجتماع مع اأعضاء اللجنة، فقد<br />
اأشار »هليل سيلفر« Silver( )Hillel اأحد هوؤالء االأشخاص الذين قابلوا اللجنة اإىل بيانٍ<br />
ذُ كر فيه اقتناع الوكالة اليهودية بجدوى اهتمام هيئة دولية مبشكلة فلسطني؛ وادّعى اأن<br />
الوكالة مفوّضة مبوجب صك االنتداب للتحدث باسم يهود العامل يف اأمور الوطن القومي<br />
اليهودي؛ واأوضح اأنه بينما الوطن القومي ما زال حتت التاأسيس؛ فاإن املجتمع الدويل<br />
يتطلع اإىل استكمال الهجرة اليهودية يف فلسطني، وخلق الدولة اليهودية فيها )52( ، اأما<br />
املوؤمتر الصهيوين العام الذي كان جمتمعاً يف زيوريخ وقت اإعالن تقرير اللجنة يف 31 اآب<br />
)اأغسطس(، فقد وافق على املرشوع االأول )اأي: املرشوع الذي يوصي بالتقسيم( باأغلبية 51<br />
صوتاً ضد 1653.<br />
وعلى اأية حال؛ فقد فرح قادة احلركة الصهيونية بقرار التقسيم، ورغم عدم قناعتهم<br />
بحجم الدولة املقرتحة؛ اإالَّ اأنهم كانوا مرسورين الأن الدولة اليهودية سرتى النور وفق<br />
القانون الدويل، ومل يعودوا بحاجة القتصار حجتهم على احلقوق الدينية والتاريخية؛<br />
ناهيك عن اأن قرار التقسيم كان ذا صبغة قانونية اأقوى من ترصيح بلفور، فقرار التقسيم<br />
314
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
ينص على اإقامة دولة يهودية، بينما ترصيح بلفور نصَّ على اإقامة وطن قومي يهودي<br />
فقط )54( .<br />
وتبقى نقطة مهمة مفادها اأن قراري: جلنة بيل عام 1937م والقرار رقم 181 لعام<br />
1947م؛ مل يكن ضمن حدود الدولة اليهودية فيهما منطقة الضفة الغربية، اأو ما يُطلق<br />
عليها االإرسائيليون يهودا والسامرة )55( ، واحلقيقة فاإن ذلك اأمرٌ ليس مبستغرب؛ فاليهود<br />
مل يهتموا منذ بداية اهتماماتهم بالهجرة اإىل فلسطني باالستقرار يف املناطق املتكدسة<br />
بالسكان العرب، ما عدا مدينة اخلليل؛ لذا فعند صدور القرار 181، مل يكن لهم وجود ذو بال<br />
يف تلك املنطقة، لكن هذا ال يعني اأنهم اأخرجوها من حساباتهم املستقبلية.<br />
وفيما يتعلق بتسمية الدولة اليهودية املقرتحة باإرسائيل؛ فاإنها مل تلقَ كثرياً من<br />
الدراسات واالهتمام؛ واإننا من باب االجتهاد نقول اإن هذا االأمر متَّ؛ الأن القائمني على اأمر<br />
الزعامة الصهيونية وقتذاك ك »ديفيد بن غوريون« وغريه، مل يكونوا من املتدينني اأصالً<br />
بل اتسموا بالفكر العلماين، فاآثروا تسمية الدولة اليهودية املقرتحة باسم »دولة اإرسائيل«،<br />
لتكون مقبولة دولياً واإقليمياً؛ ومع ذلك فاإنهم احتفظوا الأنفسهم يف احلق بتغيري هذا االسم<br />
الحقاً اإذا ما اقتضت الظروف ذلك؛ ناهيك عن الدولة املقرتحة لليهود مل تكن خالية من<br />
اجلنس العربي بعد لالإدعاء بنقاء دولتهم اليهودية؛ اإذن من وجهة نظرهم يجب اإخالء تلك<br />
الدولة من العرب الفلسطينيني اأوالً، ثمَّ اإعالن يهودية الدولة رسمياً.<br />
ومن الأدلة التي تبنيّ علمانية قادة اإرسائيل ك »ديفيد بن غوريون«؛ اأنه شكك<br />
مبا ورد يف العهد القدمي من رواياتٍ واأساطري؛ فبينما نصْ التوراة يقول اإن عدد بني اإرسائيل<br />
الذين خرجوا مع موسى عليه السالم من اأرض مرص هم ستمائة األف عدا االأوالد؛ جند اأن<br />
»بن غوريون« يف اإحدى جلسات الكنيست االإرسائيلي؛ يرجّ ح جدياً باأن ذلك العدد مل يتجاوز<br />
600 فقط اأو اأقل؛ الأن مثل هذا العدد هو الذي كان باإمكان اأي قائد كموسى قيادته، وتدبري<br />
سوؤونه يف مثل ذلك الزمان )56( . وبناءً على ما سبق ذكره؛ وجدنا قادة دولة اإرسائيل منذ<br />
اإعالن والدتها يف 14 اآيار )مايو( 1948، وحتى العام 2007 مل يُظهروا اأية اإشارة ليهودية<br />
دولتهم، لكن الظروف االإقليمية والدولية املعارصة يف العام االأخري، حتّمت على قادتها<br />
اإعادة التفكري من جديد بتبني يهودية الدولة، كما سرتد االإشارة الحقاً.<br />
حماوالت إحياء مصطلح يهودية دولة إسرائيل من خالل تصرحيات قادتها:<br />
بادئ ذي بدء يجب اأن نذكر ما تعنيه يهودية الدولة عند االإرسائيليني بناءً على وجهة<br />
نظرهم، ثمَّ ننطلق لتفنيد وجهة النظر تلك، فحسب وجهة نظر اإرسائيلية رسمية، وهي وزارة<br />
اخلارجية االإرسائيلية؛ فاإن »دولة اإرسائيل هي اأولً واأخرياً دولة يهودية, يف ضوء حق<br />
315
يهودية دولة إسرائيل:<br />
جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />
د. أسامة أبو نحل<br />
الشعب اليهودي يف دولة مستقلة واحدة تابعة له, ويف ضوء العالقة التاريخية<br />
املذكورة يف التوراة بني الشعب اليهودي واأرض اإرسائيل...« )57( .<br />
ودون اأن نخوض يف تفاصيل التاريخ القدمي؛ فالثابت تاريخياً اأن مكوث بني اإرسائيل<br />
على اأرض فلسطني كان دائماً مكوثاً موؤقتاً، ومل يحمل صفة الدميومة مطلقاً من لدن يعقوب<br />
عليه السالم، وحتى طردهم نهائياً منها على اأيدي الرومان؛ والثابت تاريخياً اأيضاً اأنه مل<br />
يكن لهم طيلة مكوثهم يف فلسطني، ال عادات وال لغة وال ثقافة وال خطط مستقبلية، وحتى<br />
عقيدتهم كانت حمل شبهات؛ فمع بداية دعوة موسى عليه السالم لهم عبدوا العجل يف<br />
صحراء سيناء وهو بني ظهرانيهم، وحيناً عبدوا االآلهة الوثنية الكنعانية زمن حكم القضاة،<br />
وحيناً عبدوا االإله متوز يف بابل اأثناء فرتة السبي البابلي. اأما موضوع اللغة فهو فرية<br />
اأرادوا من خاللها اإرجاع تاريخهم اإىل اأزمنة سحيقة؛ لكن الثابت تاريخياً اأن اللغة العربية<br />
مل تكن موجودة اأصالً مع بداية ظهور بني اإرسائيل؛ واإمنا اللغة العربية ابتكرها الكاهن<br />
عزرا اأثناء السبي البابلي وليس قبل ذلك مطلقاً، فاإبراهيم عليه السالم كان يتحدث باللغة<br />
االأكادية العراقية، واسحق ويعقوب باللغة الكنعانية حيث وُ لدوا، ويوسف وموسى باللغة<br />
الهريوغليفية املرصية حيث تربيا ونساأ، وداود وسليمان باللغة الكنعانية حيث وُ جدا )58( .<br />
اأضف اإىل ذلك وهو االأهم اأن يهود اليوم الذين يطالبون بدولة يهودية على اأرض<br />
فلسطني، ليسوا هم بنو اإرسائيل الذين نزلت عليهم الرساالت واالأنبياء؛ فموسى عليه السالم<br />
مل تتنزّل عليه ديانة خمصوصة تُدعى »الديانة اليهودية«، بل دعاه ربه لنرش »دعوة<br />
التوحيد اأو الإسالم«، كما نزلت على االأنبياء من قبله من لدَّن نوح واإبراهيم وحتى حممد،<br />
فاالأنبياء كافة كلّفهم اهلل بنرش ديانة واحدة ال ثاين لها وهي التوحيد، بالتايل فالقوم اأو<br />
الشعب الذين بُعث فيهم موسى ليسوا الشعب اليهودي، بل هم بنو اإرسائيل؛ فاأصبح اأتباعه<br />
يتسمَّون ب »املوسويني« نسبة اإليه؛ فاإذا مل يكن ثمة يهودٌ ال يف زمن موسى وال يف زمني:<br />
داود وسليمان عليهم السالم؛ فاإن الثابت تاريخياً اأن مصطلح الشعب اليهودي ظهر للعلن<br />
وللمرة االأوىل، يف اأواخر فرتة مكوث بني اإرسائيل يف بابل زمن الكاهن عزرا الذي اخرتع<br />
باالشرتاك مع ملك الفرس »ارحتششتا االأول« )465 - 425 ق. م( ما تسمّى اليوم بالديانة<br />
اليهودية، نسبةً اإىل منطقة يهوذا الفلسطينية التي اأُجلوا عنها زمن امللك الكلداين »نبوخذ<br />
نرشَّ » )59( . وبناءً على التوصيف السابق؛ واأيَّاً كان مصدر ديانة اليهود؛ والتي نفضّ ل اأن<br />
نطلق عليها مصطلح »الرشيعة اليهودية«؛ فاإن ما يُطلق عليه اليوم اسم الشعب اليهودي<br />
هو تسمية خاطئة؛ فالشعوب ال تتسمّى باأسماء دياناتها؛ واإالَّ جلاز للبعض التسمي بالشعب<br />
االإسالمي اأو الشعب املسيحي اأو الشعب البوذي... الخ.<br />
316
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
ومهما يكن من اأمر؛ فمنذ العام 2007 وترصيحات القادة الإرسائيليني مل تتوقف<br />
اإىل الدعوة بيهودية دولة اإرسائيل )60( ، مبناسبة اأو بدون مناسبة؛ وقد وردت تلك<br />
الترصيحات على لسان كلٍ من: »شمعون برييز«(Peres (Shimon رئيس اإرسائيل، و<br />
»اأيهود اأوملرت« Olmert) (Ehud رئيس الوزراء السابق عن حزب كادميا، و »تسيبي ليفني«<br />
Benjamin Netanya-( وزيرة اخلارجية يف حكومته، و »بنيامني نتنياهو« (Tzipi Livni(<br />
(Avigdor Lieberman) رئيس الوزراء احلايل عن حزب الليكود، و »اأفيغدور ليربمان« )hu<br />
وزير خارجيته احلايل، وكان »نتنياهو« قد رصّح عند افتتاح الدورة الشتوية للكنيست<br />
االإرسائيلي عام 2009: باأن »حق وجود دولة يهودية وحق الدفاع عن النفس، هما<br />
اثنان من اأركان وجود شعبنا، وهناك ترابط عضوي بني هذين احلقنيْ ...« )61( ؛ والواضح<br />
هنا فيما يخص قوله »دولة خاصة بنا«، اأي: دولة يهودية؛ وبذلك ميكن القول اإن مصطلح<br />
اأو تسمية »دولة اإرسائيل« باتت جزءاً من املاضي- حسب وجهة نظره.<br />
وكان نتنياهو من قبل، قد اأدىل بكلمة خالل جلسة الكنيست الإحياء ذكرى زئيف<br />
جابوتينسكي زعيم التيار التصحيحي الصهيوين اليميني وحركة »بيتار«، يف 22 متوز<br />
)يوليه( 2009، اأكّ د فيها: »اإننا نطرح يف هذه الأيام بالذات مطلباً حازماً وحاسماً<br />
وواضحاً، ينص على اعرتاف الفلسطينيني باإرسائيل كدولة الشعب اليهودي، كدولة<br />
يهودية؛ اإن هذا العرتاف ضمن اتفاق السالم يُعترب اأمراً اأساسياً ومبدئياً ورضورياً...<br />
غري اأن السالم هو الذي يستوجب هذا العرتاف؛ اإذ لن يكون السالم يف اأفضل احلالت–<br />
بغياب اعرتاف فلسطيني بدولة اإرسائيل كدولة قومية للشعب اليهودي– اإلَّ اتفاقاً<br />
خالياً من اأي مضمون حقيقي يسمح للفلسطينيني برتبية اأطفالهم على النظر اإىل<br />
جريانهم اليهود؛ باأنهم يقيمون دون حق يف اأرض مغتصبة يجب حتريرها فيما بعد<br />
بطرق اأخرى« )62( .<br />
وهنا، وحسب ما قاله نتنياهو؛ باالإمكان التوقّف عند نقطة مهمة وخطرية جداً؛ تفيد<br />
باأن كل ما يعني االإرسائيليني من اعرتاف الفلسطينيني ثم بقية العرب بيهودية دولتهم؛<br />
ينصب يف االأساس على اأن ميسح الفلسطينيون ويزيلون من اأذهانهم، ومن ثمَّ من اأذهان<br />
اأطفالهم؛ باأن فلسطني التاريخية كانت يف يومٍ من االأيام ملكٌ لهم؛ بل االأكرث من ذلك هو<br />
اإقرار الفلسطينيني رسمياً باأن هوؤالء اليهود الذين وفدوا اإىل فلسطني من كل فجٍّ عميق، هم<br />
اأصحاب االأرض احلقيقيني؛ وباأن الفلسطينيني مل يكونوا سوى مغتصبني ملمتلكات اليهود<br />
منذ مئات السنني.<br />
317
يهودية دولة إسرائيل:<br />
جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />
د. أسامة أبو نحل<br />
ثمَّ تعددت كذلك مرشوعات القوانني املقدمة للكنيست االإرسائيلي بحظر االحتفال<br />
بيوم النكبة الذي يحتفل به فلسطينيو اإرسائيل سنوياً، ورضورة تاأكيد الوالء واالنتماء<br />
الإرسائيل وحظر املشاركة يف االنتخابات االإرسائيلية لتلك االأحزاب العربية التي ال تعرتف<br />
باإرسائيل كدولة يهودية )63( . واحلقيقة فاإن اختيار هذا التاريخ مل ياأتِ من فراغ؛ واإمنا هو<br />
تاريخٌ مدروس بدقة وعناية فائقة؛ وباإمكان الباحث اأو املوؤرخ اأو السياسي من باب<br />
الجتهاد وبعض الدراية بالساأن الإرسائيلي؛ اأن يحدد دوافع تلك الترصيحات:<br />
فاإن العمل على تاأسيس يهودية الدولة، بداأ رسمياً منذ شهر كانون ثانٍ<br />
)يناير( 1991 بالتحديد؛ وذلك خالل عملية عاصفة الصحراء، التي قامت بها الواليات<br />
املتحدة االأمريكية مع حلفائها من نحو 30 دولة، مبا فيها بعض الدول العربية؛ الإخراج<br />
العراق من الكويت، ونتيجة للتعاطف: الرسمي والشعبي الفلسطينيني مع العراق، فقد<br />
عمدت اإرسائيل اإىل فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، فحسب ما ذكرت »عمرية هس«<br />
Hass) (Amira الصحفيّة بجريدة »ها اآرتس« االإرسائيلية؛ باأن عملية الفصل تلك اأدّت<br />
للتضييق على سكان تلك املناطق؛ حيث مل يعد مبقدورهم التنقّل بني تلك املناطق اإالَّ<br />
بترصيح اأمني من اجليش االإرسائيلي؛ وبالتايل فاإن فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية<br />
مل يتم يف اأعقاب االنسحاب االإرسائيلي من قطاع غزة خالل شهر اآب )اأغسطس( 2005، بل<br />
يف عام 1991. وعملية الفصل تلك كانت اأول خطوة فعلية وعملية لتطبيق سياسة يهودية<br />
الدولة، وذلك من خالل حرش الفلسطينيني يف معازل برشية، غري مرتبطة جغرافياً، متهيداً<br />
القتالعهم منها، اأو تشجيعهم على الهجرة منها اإىل اخلارج )64( .<br />
318<br />
◄◄فاأولً:<br />
◄◄وثانياً: بعد تولية الرئيس االأمريكي »جورج بوش االبن« Bush) (George .W<br />
سدة احلكم يف الواليات املتحدة؛ راأى قادة اإرسائيل اأن الفرصة الذهبية لتنفيذ خمططاتهم<br />
دُفعةٍ واحدة باتت وشيكة؛ فالرئيس االأمريكي واأركان اإدارته ينتمون اإىل التيار املسيحي<br />
الصهيوين، الذي يوؤمن بخدمة دولة اإرسائيل وخدمة اليهود اإمياناً مطلقاً؛ وبناءً عليه فكمرثى<br />
الدولة اليهودية اأضحت ناضجة اأكرث من اأي وقتٍ مضى؛ واستغلّ قادة اإرسائيل عدة مناخات<br />
صعبة مرّت بالعامل، منها: اأحداث 11 اأيلول )سبتمرب( 2001، وغزو اأفغانستان يف اأواخر<br />
العام نفسه، واحتالل العراق يف عام 2003، ورضوخ معظم اأنظمة احلكم يف العامل مبا فيها<br />
االأنظمة الرسمية العربية واالإسالمية للهيمنة االأمريكية، ووفاة الرئيس الفلسطيني يارس<br />
عرفات اأواخر العام 2004، الذي كان ميثّل صِ مام االأمان للسياسة الفلسطينية واملقاومة<br />
الوطنية معاً؛ فبوفاته فقد الشعب الفلسطيني الزعيم الكاريزما، فانحدر الفلسطينيون من<br />
سيءٍ اإىل اأسواأ.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
319<br />
◄◄ وثالثاً:<br />
اأرادت اإرسائيل وما زالت تريد استغالل ما تشهده الساحة الفلسطينية من<br />
انقسام سياسي بني الفصائل والتنظيمات الفلسطينية، والتي تشهد يف هذه االأيام انفصاماً<br />
يف شخصيتها الوطنية من جهة؛ واأرادت وما زالت تريد اأن تستغل الرصاع الدموي بني قطبي<br />
السياسة الفلسطينية: حركة التحرير الوطني الفلسطيني )فتح( ، وحركة املقاومة االإسالمية<br />
)حماس( من جهةٍ اأخرى؛ حيث يعتقد قادة اإرسائيل اأنه مبقدورهم استغالل تلك اخلالفات<br />
والرصاعات لتنفيذ اأجندتهم اخلاصة، بفرض ما يريدون على املفاوض الفلسطيني.<br />
ومع دخول املفاوضات االإرسائيلية الفلسطينية منعطفاً، يقتضي الدخول<br />
يف تسوية سلمية لقضايا احلل النهائي كالقدس والالجئني واحلدود واملياه، اأعاد قادة<br />
اإرسائيل مساألة يهودية دولتهم اإىل السطح من جديد، بل اأكرث من ذلك فقد طالبوا الفلسطينيني<br />
باالعرتاف بيهودية دولة اإرسائيل، كرشطٍ مسبق للتفاوض حول تلك القضايا؛ وهم بذلك<br />
يدركون اأنهم يضعون رشطاً تعجيزياً يعلمون مسبقاً استحالة حتقيقه، وذلك للتنصّ ل متاماً<br />
من اأية التزامات مستحقة عليهم حلساب الطرف الفلسطيني.<br />
◄◄ورابعاً:<br />
ويف السياق نفسه؛ فاإن الربوفيسور »شلومو زانت« Zant) (hlomo اأستاذ الدراسات<br />
التاريخية بجامعة تل اأبيب، اعترب يف مقابلة اأجرتها معه صحيفة »فرانكفورتر روند<br />
شاو« االأملانية؛ اأن اإرصار قادة اإرسائيل على مطالبة الفلسطينيني باالعرتاف بها كدولة<br />
يهودية؛ فاإنه ميثّل تطوراً خطرياً يف بلدٍ ربع سكانه من غري اليهود )65( . ويف دراسة اأخرى<br />
للربوفيسور ناجي رشاب، اأستاذ العلوم السياسة بجامعة االأزهر – غزة؛ اأوضح من خاللها<br />
اأن اخلطاب السياسي االإرسائيلي يكشف على كل مستوياته، طبيعة االأزمة التي تعيشها<br />
اإرسائيل واأبعادها، وهى اأزمة ممتدة صاحبت وما زالت قيام اإرسائيل، فعلى الرغم من قيام<br />
اإرسائيل كدولة؛ اإالَّ اأن هذه الدولة ما زالت تعانى من اأزمات متعددة تقف وراء سلوكها<br />
السياسي، فما زالت اأزمة هوية الدولة دون حل، هل هي هوية يهودية، اأو هوية اإرسائيلية،<br />
اأو هوية صهيونية، اأو هوية عربانية؛ ومع ذلك فاإن املطالبة بالهوية اليهودية تثري العديد<br />
من املشكالت حول من هو اليهودي؟ ويتضح ذلك من خالل مطالبة الفلسطينيني والعرب<br />
باالعرتاف بيهودية الدولة؛ فالهوية ال تُطلب من االآخرين بقدر ما هي عنارص تتوافر<br />
وترتاكم وتتفاعل برشياً ومكانياً على مدار سنوات متعددة، وهذا ما مل تنجح فيه اإرسائيل<br />
حتى االآن )66( .<br />
كما ينحو الدكتور عبد العليم حممد املنحى نفسه بقوله؛ اإن اأهم العنارص التي تسهم<br />
يف ظهور مطلب يهودية دولة اإرسائيل واأولويته علي ما عداه، يتمثل يف حرية املجتمع<br />
االإرسائيلي بساأن الهوية؛ وهو ما يعني اأن ثمة خلالً يف انتقال تلك الشفرة اخلاصة بالهوية<br />
بني االأجيال املختلفة من جمتمع املستوطنني واملهاجرين اليهود, واإذا ما اأصبح هذا اخللل
إسرائيل:<br />
دولة يهودية الفلسطينية<br />
القضية على وتأثيره املصطلح جذور نحل<br />
أبو أسامة د. اأن<br />
الطبيعي من فاإنه اليوم؛ اإرسائيل يف احلال هو كما االأجيال من لعدد مهمة منزلة يف من<br />
ويصبح التفكك، خطر تواجه قد االإرسائيلية، اجلماعة هنا وهي املعنية اجلماعة تكون هذا<br />
واأن املصري؛ هذا من اجلماعة اإنقاذ باأمل الهوية ماهية حول االأمر استيضاح الرضوري . )67( اإرسائيل دولة يهودية عن االأخري الدفاع خط العنرص دولتهم<br />
داخل العربية الدميوغرافية ازدياد يف يرون اإرسائيل قادة اإن منو<br />
ومعدل مضطرد، عربي منو معدل ظل يف دولتهم، يهودية على وشيكاً مستقبلياً خطراً الهجرة<br />
عنرص على تعتمد اإرسائيل دولة فاإن ولذلك اآخر؛ اإىل حنيٍ من ينخفض يهودي اأعدائها؛<br />
مع حروبها يف القتل اأو الطبيعية الوفاة بسبب نقصانه يتم ما لتعويض، اخلارجية الدميوغرايف؛<br />
املاأزق هذا من باخلروج شيء اأي قبل معنية فاإرسائيل اأمر من يكن ومهما الفلسطينية،<br />
السلطة اأراضي اإىل برتحيلهم اإرسائيل يف العربية الكثافة من تتخلّص باأن وذلك عبد<br />
الدكتور ذكر فقد لذلك وتاأكيداً حالياً. املطروحة االقرتاحات من حال كل على وهو لظهور<br />
االأذهان هياأت التي والعوامل العنارص منظومة ضمن ينخرط اأنه حممد؛ العليم باملساواة<br />
املطالبة نحو 1948 عرب من كبري قطاع اجتاه اإرسائيل، دولة يهودية مطلب مع<br />
املطالبة هذه تعارض وعدم ووطنهم، اأراضيهم يف وجودهم من تشتق التي واملواطنة، . )68( اإرسائيل دولة مواجهة يف القومي الوعي وترقية والفلسطيني، العربي االنتماء تاأكيد 320<br />
◄◄وخامساً:<br />
الصبغة<br />
ذي اللبناين اهلل حزب على حربها يف الذريع اإرسائيل فشل فاإن بعد<br />
باتت اإرسائيل اأن مفادها للعيان؛ مهمة نتيجة اإىل اأدّى 2006، العام صيف االإسالمية العربية<br />
املقاومة حركات مع تديره عسكري رصاع اأي حسم على قادرة غري احلرب تلك 2000،<br />
)مايو( اآيار يف اُضطرت التي فاإرسائيل ؛ العربية( اجليوش )وليس االإسالمية معاهدة<br />
فرض من تتمكن اأن ودون اهلل؛ حزب رضبات حتت اللبناين اجلنوب من لالنسحاب باأي<br />
االإتيان من اهلل، حزب لتكتيف رشوط جمرد فرض حتى اأو اللبنانية، الدولة مع سالم من<br />
اسرتاتيجي جزء اأي واحتالل التقدّم عن بعد فيما عجزها ثمَّ اإرسائيل، ضد عسكري عمل اإرسائيل<br />
قادة اإفالس اإىل اأدّى ذلك اأن نرى املذكورة؛ 2006 حرب خالل اللبنانية االأراضي اإىل<br />
القادة هوؤالء جلاأ ثمَّ ومن »اإرسائيل«، ب املتمثلة القومية الدولة هوية على احلفاظ يف اأو<br />
صيغة الإقرار وذلك 1948، عام دولتهم عليه اأسسوا الذي التقسيم لقرار االأصلي النص اأنظار<br />
للفت منهم حماولةٍ يف االأفول، يف جنمها بداأ التي دولتهم على اثنية دينية ملسة جديد.<br />
من معهم التعاطف يف العامل ◄◄وسادساً:<br />
تدل<br />
الدولة، يهودية حول االأخرية اإرسائيل قادة ترصيحات فاإن اأمر؛ من يكن ومهما فلسطني<br />
يف االستيطاين االستعماري مرشوعهم انهيار وبداية الضعف، على قاطعة داللة احلياة<br />
)اأي: جديد؛ من القدمية اليهودية الرشنقة داخل اليهود تقوقع وعودة التاريخية،
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
داخل اجليتو( ؛ فلو كان مبقدور القادة االإرسائيليني اإعالن يهودية دولتهم، لكان ذلك يف<br />
تقديري ممكناً بعد غزوهم للبنان صيف العام 1982، بعدما اأفقدوا الثورة الفلسطينية<br />
قدراتها العسكرية، ومن قبل كانوا قد وقعّوا مع مرص معاهدة كامب ديفيد للسالم عام<br />
1979، فحيّدوها عن الرصاع العربي االإرسائيلي، وكان النظام االإقليمي العربي يف ذلك<br />
الوقت يف حالة شبه انهيار.<br />
فاإن تلك الترصيحات تزامنت مع قُ رب انتهاء والية الرئيس االأمريكي<br />
»بوش االبن«؛ فاأراد اأصحابها استغالل ما تبقّى له من نفوذٍ وسلطة لتحقيق ماآربهم.<br />
321<br />
◄◄وسابعاً:<br />
اإن رحيل الرعيل االأول للقادة املوؤسسني لدولة اإرسائيل- ومل يتبقِّ منهم<br />
سوى »شمعون برييز« رئيس الدولة– يبدو اأنه بداأ يوؤثّر سلباً على فكر قادة اإرسائيل وذلك<br />
بسبب سطوة االأحزاب الدينية الواضحة على اخلريطة السياسية االإرسائيلية يف االآونة<br />
االأخرية، كما اأدّت سطوة رجال الدين اليهود املتزمتني على جزءٍ من املجتمع االإرسائيلي،<br />
اإىل الدفع قُ دماً نحو سياسة تهويد كل شيء كل اأرض فلسطني التاريخية، وكذلك االأمر يف<br />
خامتة املطاف اإعالن »يهودية الدولة«.<br />
◄◄وثامناً:<br />
ومهما يكن من اأمر؛ فاإن ترصيحات القادة االإرسائيليني االأخرية، ال ميكن املرور عليها<br />
مرور الكرام فهي من االأهمية مبكان، بحيث يجب االنتباه اإىل دالالتها االآنية واملستقبلية؛<br />
فترصيحات قادة احلركة الصهيونية خالل القرن التاسع عرش وحتى منتصف القرن<br />
العرشين، ثمَّ ترصيحات قادة دولة اإرسائيل يف االآونة االأخرية؛ اإمنا تخرج من معنيٍ واحد،<br />
وقد اأُعدَّت بدقة متناهية، لتكون فيما بعد قرارات راسخة على اأرض الواقع؛ لذلك فاإن تلك<br />
الترصيحات تاأتي يف سياق ما يُرتبُ له ويُعدّ للمرحلة املقبلة.<br />
واجلدير بالذكر هنا اأن اإرسائيل كدولة؛ تريد اأن جتعل من )الدولة اليهودية( مبداأ؛ يُتهم<br />
من يحاربه باأنه اإمنا يحارب السامية، ففي اإحدى حلقات التقرير التلفزيوين املسائي tNigh<br />
line يف عام 2004، الذي يُقدّم على شبكة ،ABC- TV طرح مقدم الربنامج السوؤال االآتي: هل<br />
من العداء للسامية اأن تنتقد سياسات حكومة اإرسائيل جتاه الفلسطينيني؟ ،<br />
فاأجاب ضيف الربنامج، وكان رئيساً لرابطة مكافحة التشهري )اليهودية( : اإن اإرسائيل دولة<br />
ذات سيادة، وانتقاد سياساتها مسموح به بطبيعة احلال، لكنه حذَّر من مغبّة معارضة مبداأ<br />
»الدولة اليهودية«؛ الأنه سيكون جتاوزاً للخطوط وعداءً حمضاً للسامية )69( .<br />
وفيما يخص ردة الفعل الفلسطينية واالإقليمية العربية على تلك الترصيحات؛ فاإنها<br />
مل تتعدَّ يف قليلٍ منها جمرد االستنكار واالإدانة، ومل تتجاوزها اإىل مرحلة الفعل الذي مينع<br />
تطبيقها فعلياً، ثمَّ ملَّا انعقد »موؤمتر اأنابوليس« للسالم يف 27 ترشين ثانٍ )نوفمرب( 2007،
يهودية دولة إسرائيل:<br />
جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />
د. أسامة أبو نحل<br />
حمل املوؤمتر للعرب رسائل خطرية؛ يُفرتض اأن يكونوا قد وعوها جيداً واطّ لعوا عليها قبل<br />
املوؤمتر، حيث استخدم الرئيس االأمريكي )بوش االبن( يف خطابه االفتتاحي للموؤمتر مصطلح<br />
»الدولة اليهودية« يف وصف اإرسائيل، وهو مصطلح ال يقوم على اأي اأساس، ومل تعرتض<br />
عليه من الدول العربية اإالَّ القليل )70( ، وهذا االإعالن من الرئيس »بوش« عن »يهودية الدولة«،<br />
يجايف اأبسط مبادئ القانون الدويل واملحلي يف جوانب عدة اأهمها: اأن االإدارة االأمريكية<br />
ال تعرتف مبفهوم الشعب اليهودي، ففي 1964 اأرسلت وزارة اخلارجية االأمريكية رسالة<br />
اإىل احلاخام »برغر« )Burger(؛ تقول فيما معناه اأن الواليات املتحدة تعرتف باإرسائيل<br />
دولة لها مواطنوها من خمتلف االأديان واالأعراق؛ واأن الواليات املتحدة ال تقبل التميز على<br />
هذا االأساس، وال تقبل متييز مواطنيها االأمريكيني اإذا كانوا يهوداً اأو غري ذلك، ولذلك فال<br />
يوجد يف القانون معنىً لتعبري »الشعب اليهودي«؛ وكذلك االأمر فاإن القرار الصادر من االأمم<br />
املتحدة رقم 181، والذي ينص على تقسيم فلسطني، ال يعطي متيزاً لليهود؛ واأيضاً ال ميكن<br />
اأن يصدر قرار عن االأمم املتحدة يدعو اإىل دولة اأو نظام مبني على اأساس عرقي اأو ديني؛<br />
بل اإن الفصلني الثاين والثالث من القرار رقم 181 بيّنا بوضوح حماية احلقوق السياسة<br />
والدينية واالجتماعية والثقافية لكل فئة من السكان دون متييز )71( .<br />
تبعات إعالن يهودية الدولة على القضية الفلسطينية:<br />
ومن التبعات اجلسام التي ستنتج عن اإعالن »يهودية الدولة«؛ اأنها تعطي اإرسائيل<br />
ترخيصاً وحقاً يف طرد الفلسطينيني املواطنني يف اإرسائيل، اأو تعتربهم غرباء يحملون<br />
تراخيص اإقامة ميكن اإلغاوؤها يف اأي وقت، االأمر الذي تسعى اإليه اإرسائيل منذ زمن،<br />
فانسحابها من غزة عام 2005، وبناء اجلدار الفاصل يف الضفة الغربية، ياأتي يف سياق<br />
احلفاظ على يهودية الدولة )72( . وبالتايل فاإن يهودية الدولة تلغي حقاً غري قابل للترصّف،<br />
هو حق العودة لالجئني الفلسطينيني الذين طردتهم اإرسائيل عام 1948م، وهذا اأمر غري<br />
ممكن يف القانون الدويل؛ كما اأن يهودية الدولة تعني استيالء اإرسائيل قانونياً، وبال مقابل<br />
على كل فلسطني التاريخية بكل حمتوياتها )73( .<br />
وباالإمكان اإضافة نقطة مهمة جداً؛ وهي اأن خطر االعرتاف بيهودية الدولة يعني<br />
اعتبار نضال الفلسطينيني منذ مطلع القرن الفائت وحتى يومنا هذا الغياً وال قيمة له؛<br />
واأنهم كانوا جمرد اإرهابيني حاربوا اليهود الأخذ حق هو من حقوق االأخريين، وبالتايل<br />
يصبح اليهود هم سكان فلسطني االأصليني والعرب هم الدخالء الذين كانوا يغتصبون<br />
حقهم.<br />
322
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
وخالل زيارة الرئيس االأمريكي »جورج بوش االبن« لبعض دول منطقة الرشق<br />
االأوسط، ومنها اإرسائيل واأراضي السلطة الفلسطينية واململكة العربية السعودية يف مطلع<br />
العام 2008؛ قال خالل وجوده يف اإرسائيل برصيح العبارة؛ باأنه موؤمن باأمن الدولة<br />
اليهودية ل دولة اإرسائيل، مع تبنيه ليهودية دولة اإرسائيل؛ فلم ينطق اأحد من زعماء<br />
الدول العربية التي زارها، ببنت شفة معرتضاً على ما تفوّه به »بوش« )74( .<br />
ومهما يكن من اأمر؛ فاإن على السلطة الفلسطينية اإذا ما اأرادت اأن تضغط من اأجل<br />
فعل شيء، لالعرتاض على ترصيحات القادة االإرسائيليني بهذا اخلصوص، وذلك يف الوقت<br />
الذي ال تستطيع معه من منع اإعالن يهودية الدولة؛ باأن تلوّح باإمكانية حل نفسها متذرّعةً<br />
بفشل املفاوضات السلمية، حتى ال تتحمّل وزر اإعالن قرار يهودية الدولة رسمياً؛ الأنه لو<br />
حدث ذلك يف ظل وجودها فاإنها بذلك تعطي املرشوعية لهذا القرار؛ فالسلطة الفلسطينية<br />
لن تخرس كثرياً اإذا ما حلّت نفسها؛ واإمنا هي تعود بذلك اإىل صفوف الشعب الفلسطيني من<br />
جديد؛ بعد اأن تتبنى خيار املقاومة من جديد. واملوقف الرسمي الفلسطيني والعربي واإن<br />
كان هشاً، فهذا ال يعني بحالٍ من االأحوال اتخاذ موقف الصمت، الذي يكاد يكون مريباً،<br />
وميكن تاأويله على وجوه عدة؛ فاإذا كان املوقف العربي خمزياً، فاملفرتض اأالَّ يكون املوقف<br />
الفلسطيني صاحب القضية االأول كذلك؛ فاإذا كانت اإرسائيل قد متادت يف بناء املستوطنات<br />
على االأراضي املحتلة عام 1967، ومتادت يف تهويد مدينة القدس اإىل اأبعد مما يتصوره<br />
العقل واملنطق، ومل تكن ردة الفعل الفلسطينية ذات بال؛ فلو اأعلنت اإرسائيل رسمياً يهودية<br />
دولتها، وبقيت ردة الفعل الفلسطينية على ما هي عليه؛ فاإن الدولة اليهودية القادمة سوف<br />
تكون قد وصلت يف حماولتها الإلغاء الوجود الفلسطيني برمته اإىل اآخر الشوط.<br />
خامتة الدراسة والتوصيات:<br />
بعد النتهاء من الدراسة التي بني اأيدينا، بالإمكان الوقوف عند بعض حمطاتها:<br />
مل يكن مصطلح الدولة اليهودية وليد حلظة الترصيحات التي صدرت عن مسوؤولني<br />
واأحزاب اإرسائيلية موؤخراً، التي اأدىل بها وما زال قادة اإرسائيل حول يهودية الدولة؛ واإمنا<br />
هو قدمي وُ جد اأساساً يف ترصيحات املوؤمترات الصهيونية املتعاقبة ومقرراتها، حتى اإعالن<br />
والدة دولة اإرسائيل من العدم.<br />
ثمَّ حاول االإنكليز اإحياء هذا املصطلح اأكرث من مرة، ابتداءً من ترصيح بلفور الشهري<br />
عام 1917، مروراً بتقرير جلنة بيل عام 1937، وانتهاءً بقرار تقسيم فلسطني الصادر عن<br />
اجلمعية العامة لالأمم املتحدة رقم 181 لعام 1947.<br />
323
يهودية دولة إسرائيل:<br />
جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />
د. أسامة أبو نحل<br />
اإن طرح قادة اإرسائيل الإعادة اإحياء فكرة اإحياء يهودية الدولة يف عام 2007<br />
بالذات، كان الهدف منه استغالل ظروف اإقليمية ودولية عدة، منها: تواجد اإدارة اأمريكية<br />
يتزعمها املسيحيون الصهاينة، واأحداث 11 اأيلول )سبتمرب( 2001، وغزو القوات االأمريكية<br />
الأفغانستان واحتالل العراق، واالنقسام على الساحة الفلسطينية، وغري ذلك من الظروف.<br />
اإن سكوت االأنظمة الرسمية العربية على ترصيحات قادة اإرسائيل فيما يخص يهودية<br />
الدولة، مينح تلك الترصيحات الرشعية لوضعها موضع التنفيذ، االأمر الذي بتنا نستشعره<br />
يف االآونة االأخرية.<br />
اإن طرح قادة اإرسائيل الإعادة اإحياء فكرة اإحياء يهودية الدولة؛ يبدو اأنه اأمر غري<br />
قابل للتطبيق العملي؛ الأن نسبة الفلسطينيني يف اإرسائيل تزيد على 20 باملائة من اإجمايل<br />
السكان.<br />
وميكن القول اإنه يف حال اإعالن »يهودية الدولة«؛ فسوف يرتتّب على ذلك منح<br />
اإرسائيل ترخيصاً وحقاً يف طرد الفلسطينيني املواطنني يف اإرسائيل، اأو اعتبارهم غرباء<br />
يحملون تراخيص اإقامة ميكن اإلغاوؤها يف اأي وقت.<br />
واأخرياً فاإن خطر االعرتاف بيهودية الدولة يعني يف التحليل االأخري، اعتبار نضال<br />
الفلسطينيني منذ مطلع القرن الفائت وحتى يومنا هذا ال قيمة له؛ واأن الفلسطينيني كانوا<br />
جمرد اإرهابيني حاربوا اليهود الغتصاب حق هو من حقوق االأخريين، وبالتايل يصبح<br />
اليهود هم سكان فلسطني االأصليون، والعرب هم الدخالء الذين كان هدفهم اغتصاب<br />
حقهم.<br />
واأهم التوصيات التي توصّ لت اإليها الدراسة هي:<br />
.1 1 العمل بحذر شديد مع املصطلحات الصهيونية والغربية التي فُ رضت على املساألة<br />
الفلسطينية.<br />
.2 2 بذل اجلهود يف املحافل الدولية كافة للحيلولة دون اإبراز مصطلح يهودية الدولة<br />
سواء من جانب العرب عامةً والفلسطينيني خاصةً.<br />
.3 3 اأن متتنع السلطة الفلسطينية عن االستمرار يف املفاوضات السلمية مع اإرسائيل،<br />
الإجبارها على الرتاجع عن مطلبها باالعرتاف بيهودية الدولة.<br />
.4 4 اأن يتخذ العرب موقفاً موحداً جتاه الواليات املتحدة االأمريكية، لكي جترب قادة<br />
اإرسائيل عن الرتاجع حول اأطروحاتهم حول يهودية الدولة.<br />
324
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
اهلوامش:<br />
Albert M. Hyamson, Palestine Under Mandate 1920- 1948, Greenwood1 .1<br />
.Press, London 1976, pp. 1- 2<br />
2عبد . 2 الوهاب الكيايل، تاريخ فلسطني احلديث، ط10 ، املوؤسسة العربية للدراسات والنرش،<br />
بريوت 1990، ص23- 24.<br />
3املرجع . 3 السابق، ص23 .<br />
Charles Webster (Sir) , The Foreign Policy of Palmerston 1830- 1841, Britain,<br />
The Liberal Movement and the Eastern Question, Vol. 2, G. Bell & Sons,<br />
London 1951, p. 761; Barbara Tuchman, Bible and Sword, England and Palestine<br />
from the Bronze Age to Balfour, University Press New York, New York,<br />
1956, p. 61.<br />
4تيودور . 4 هرتزل، الدولة اليهودية، نسخة مرتجمة للعربية، بنظام ، PDF صفحات<br />
متفرقة.<br />
. 5<br />
. 5الكيايل، تاريخ فلسطني احلديث، ص30<br />
Regina Sharif, Non Jewish Zionism, its Roots in Western History, Zed6 .6<br />
.Press, London, 1983, p. 74<br />
7الكيايل، . 7 تاريخ فلسطني احلديث، ص31 ، وموؤسسة الدراسات الفلسطينية، فلسطني:<br />
تاريخها وقضيتها، منشورات جامعة القدس املفتوحة، املكتبة اجلامعية، نابلس، د.<br />
ت، ص41،<br />
N. Mandel, The Arabs and Zionism before World War I, London, 1976,8 .8<br />
.pp. 10- 12<br />
http: //basheer. me/blog/%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%82%D8%A9- %<br />
D9%83%D8%A7%D9%85%D8%A8%D9%84.<br />
9كامل . 9 حممود خلة، فلسطني واالنتداب الربيطاين 1922- 1939، ط2 ، املنساأة العامة<br />
للنرش والتوزيع واالإعالن، طرابلس 1982، ص53.<br />
وكانت فكرة اأن تكون فلسطني وطناً قومياً لليهود، قد طُ رحت يف وقتٍ مبكر من احلرب<br />
العاملية االأوىل، كجزءٍ من النظام العاملي اجلديد وقتذاك، بواسطة »هربرت صموئيل« ( rHe<br />
)bert Samuel الذي كان يشغل حينذاك وزيراً يف احلكومة الربيطانية، فبعد حمادثات<br />
خاصة مع السري »اإدوارد غراي« Grey( )Edward وزير الدولة للسوؤون اخلارجية، قدّم<br />
325
يهودية دولة إسرائيل:<br />
جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />
د. أسامة أبو نحل<br />
»صموئيل« يف 9 ترشين ثانٍ )نوفمرب( 1914، مسودة مذكرة حكومية اإىل رئيس احلكومة<br />
»هربرت اسكويث« Asquith( )Herbert ، يدعو فيها اإىل اإقامة دولة يهودية يف فلسطني<br />
حتت احلماية الربيطانية؛ وعلى الرغم من اأن اقرتاح »صموئيل« مل يوؤخذ على حممل اجلد<br />
يف حينه؛ اإالَّ اأن »مارك سايكس« Sykes( )Mark مستشار وزارة اخلارجية الربيطانية<br />
يف سوؤون الرشق االأوسط، بادر اإىل اإجراء مفاوضات مع اأبرز املوؤيدين للصهيونية، وكان<br />
»سايكس« على قناعة باأن اليهود ميثلون قوة ذات ساأن يف الكثري من البالد، ورمبا يقومون<br />
بتخريب قضية احللفاء.<br />
Bernard Wasserstein, The British in Palestine; the Mandatory Government<br />
and the Arab- Jewish Conflict, 1917- 1929, Oxford, 1991, p. 74; David Fromkin,<br />
A peace to End All peace; Creating the Modern Middle East, 1914- 1922,<br />
London, 1991, pp. 196- 197; Sahar Huneidi, A Broken Trust: Herbert Samuel,<br />
Zionism and the Palestine 1920- 1925, L. B Tauris Publishers, London-<br />
New York, p. 11.<br />
1010الكيايل، تاريخ فلسطني احلديث، ص163- . 164<br />
111 خلة، فلسطني واالنتداب الربيطاين، ص150 ، وموؤسسة الدراسات الفلسطينية، فلسطني:<br />
تاريخها وقضيتها، ص69- 70.<br />
1212خلة، فلسطني واالنتداب الربيطاين، ص163- ، 167 وملزيد من التفاصيل اأنظر:<br />
.N. Bentwich, The Mandates System, London 1951, pp. 21- 51<br />
1313اإسالم جودت مقدادي، العالقات الصهيونية الربيطانية يف فلسطني 1936- 1948 ،<br />
رسالة ماجستري غري منشورة، اجلامعة االإسالمية بغزة، غزة 2009، ص37.<br />
Martin Sicker, The Pangs of the Messiah; The troubled birth of the Jewish1414<br />
.State, Praege. Westport, CT, 2000, p. 122<br />
John Marlow, The seat of Pilate, an account of the Palestine mandate,1515<br />
Gresset Press, London, 1959, p. 128; Charles D. Smith: Palestine and<br />
the Arab- Israeli Conflict, Second Edition, St. Martin’s Press, New York<br />
.1992, p. 97<br />
1616خلة، فلسطني واالنتداب الربيطاين، ص666- . 674<br />
Bernard Reich, Arab- Israeli conflict and conciliation, documentary his- 17 17<br />
tory, Queen Wood Press, New York, 1995, p. 49; Smith: Palestine and<br />
.the Arab- Israeli Conflict, p. 97<br />
Esco Foundation for Palestine (Author) , Palestine A study of Jewish,1818<br />
326
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
Arab and British Polices, Vol. 1, Yale University Press, New York, CT,<br />
1947, p. 1150; Sara Rey, The Gaza Strip, The political economy of<br />
development, Institute for Palestine study, Washington, DC, 1995, p. 33;<br />
.Smith: Palestine and the Arab- Israeli Conflict, p. 97<br />
1919خلة، فلسطني واالنتداب الربيطاين، ص685- ، 691 وصالح مسعود بويصري، جهاد<br />
شعب فلسطني خالل نصف قرن، ط2، سلسلة كتاب القراءة للجميع، منشورات وزارة<br />
الثقافة الفلسطينية، غزة 2001، ص251- 252، وحاييم وايزمان: ملخص كتاب<br />
التجربة واخلطاأ، ترجمة: وديع البستاين، مطبعة احلكيم، النارصة 1964، ص248-<br />
،263<br />
.Jewish Virtual Library: The 1936 Riots, www. us- israel. org<br />
אברהם פולופאנזון، דוד בן גוריון ומדינת ישראל, הוצאת עם עובד. תל אביב 1974, עמ ʼ31.<br />
)اأبراهام فولفانزون، ديفيد بن غوريون ودولة اإرسائيل، اإصدارات: شعب عامل، تل<br />
اأبيب 1974، ص31(.<br />
2020وايزمان، ملخص كتاب التجربة واخلطاأ، ص256 .<br />
21الكيايل، تاريخ فلسطني احلديث، ص284<br />
. 21<br />
2 שלמה לב- עמי, במאבק ובמרד- ההגנה, אצ”ל והלח »-1918 1948<br />
הביטחון, 1976( תל אביב , עמ ‘68.<br />
” 22 )הוצאת משרד<br />
)شلومو ليف- عامي، يف الرصاع والتمرد، الهاغاناه واإتسل وليحي 1918- 1948،<br />
وزارة الدفاع االإرسائيلية، تل اأبيب 1976، ص68(.<br />
Jewish, Virtual Library: Peel Commission; The Israeli foreign Ministry,2323<br />
.www. us- israel. org<br />
2424שלמה، במאבק ובמרד- ההגנה, אצ”ל והלח، עמ . 45<br />
2525שלמה، במאבק ובמרד، עמ ، 46 יצחק אבנרי, מרד ההגירה- תוכנית בן גוריון, תל אביב,<br />
1970, עמ ʼ45. )اإسحاق اأفنريي، مترد الهجرة – خطة بن غوريون، تل اأبيب 1970،<br />
ص45( .<br />
2626خلة، فلسطني واالنتداب الربيطاين، ص693- . 695<br />
2727حدد »اأورمسبي غور« Gorr( )Ormsby وزير املستعمرات يف 28 شباط )فرباير(<br />
1938 اأعضاء اللجنة، التي سيرتاأسها السري »جون وودهيد«، ومل تتاألف اللجنة من<br />
327
يهودية دولة إسرائيل:<br />
جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />
د. أسامة أبو نحل<br />
خرباء عسكريني؛ واإمنا ستاأخذ براأي هوؤالء اخلرباء عند بروز مشاكل؛ ومن املعلوم اأن<br />
»اأورمسبي غور«، قدّم يف اأواخر عام 1937 مذكرة اإىل حكومته، طالب فيها بانتهاج<br />
سياسة بنّاءة يف فلسطني، ثمَّ تبعته وزارة اخلارجية بعرض موقفها، فظهرت بوادر<br />
خالف بني الوزارتني، حيث كانت وزارة اخلارجية تسعى اإىل حل باإمكانه اإرضاء العرب<br />
الفلسطينيني، بينما كانت وزارة املستعمرات من املوؤيدين ملرشوع التقسيم.<br />
خلة، فلسطني واالنتداب الربيطاين، ص714- 719،<br />
Gideon Biger, The boundaries of modern Palestine, 1840- 1947, Routledge,<br />
London, 2004, pp. 197- 198.<br />
2828خلة، فلسطني واالنتداب الربيطاين، ص721- ، 724 وبويصري، جهاد شعب فلسطني،<br />
صص 267- 272، ووايزمان: ملخص كتاب التجربة، ص263، و sReich, Arab- I<br />
.raeli conflict, p. 44<br />
. 29<br />
29الكيايل، تاريخ فلسطني احلديث، ص283<br />
30وايزمان، ملخص كتاب التجربة واخلطاأ، ص285<br />
31املرجع السابق، ص285- 286<br />
32 فائق حمدي طهبوب، »الصهيونية االأمريكية ودورها يف تقسيم فلسطني«، جملة املوؤرخ<br />
. 30<br />
. 31<br />
32<br />
العربي، العدد 48، السنة 19، بغداد 1414ه )1994( ، ص22.<br />
George Lenczowski, United states Interests in the Middle East, New York, 333<br />
.1973, pp. 83- 84<br />
Frank Manuel, The Realities of American- Palestine Relations, Washing-3434<br />
.ton, pp. 175- 176<br />
35<br />
35 وحيد عبد احلميد، العالقات الفلسطينية االأمريكية، يف: غسان سالمة واآخرين: السياسة<br />
االأمريكية والعرب، ط2، مركز دراسات الوحدة العربية، بريوت 1985، ص166.<br />
Robert W. Stookey, America and the Arab States: An Uneasy Encoun-3636<br />
ter, Wiley, New York , 1975, p. 46; Nadava Sofran, From War: The Arab<br />
Israeli Confrontation 1948- 1967, 1st. ed, western Publishing Company,<br />
.New York 1969, pp. 92 – 98<br />
3737طهبوب، »الصهيونية االأمريكية ودورها يف تقسيم فلسطني، ص24، نقالً عن: New<br />
.York Times, April 14, 1922, p. 16; April 5, 1922, p. 3<br />
3838طهبوب، »الصهيونية االأمريكية ودورها يف تقسيم فلسطني«، ص24- ، 25 نقالً عن:<br />
.National Archives, State Dep. , File 867; N. 01/311A<br />
328
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
. Walid Khaldi, From Haven to Conquest, Beirut, 1976, p. 673939<br />
4040موؤسسة الدراسات الفلسطينية، فلسطني. تاريخها وقضيتها، ص115- ، 116<br />
.Christoper Sykes, Crossroads to Israel, London, 1965, p. 195<br />
Arakie Margaret, The Broken Sword of Justice: America, Israel and The4141<br />
.Palestine Tragedy, Quartet Books, London, 1973, P. 77<br />
William R. Polk, The United States and the Arab world, 3ed. , Mass Har-4242<br />
.vard University Press Cambridge, 1978, P. 363<br />
4343طهبوب، »الصهيونية االأمريكية ودورها يف تقسيم فلسطني«، ص34 .<br />
Biger, The boundaries of modern Palestine, p. 213; Joseph Dunner, The 444<br />
republic of Israel, it’s history and it’s promise, Whittles house, New York,<br />
.1950, p. 77; Smith: Palestine and the Arab- Israeli Conflict, p. 135<br />
Resolution Adopted on the Reported of the AD HOC Committee on the4545<br />
Palestinian Question; http: //www. un. org; Smith, Palestine and the Arab-<br />
Israeli Conflict, P. 137; Michael Cohen, Palestine, Retreat from the mandate:<br />
The Making of British Policy, 1936- 1945, Holmes and Meier, New<br />
.York, 1978, p. 267<br />
Marlow, The Seat of Pilate, p. 244- 245; Smith, Palestine and the Arab-4646<br />
.Israeli Conflict, p. 138<br />
4747اأنيس صايغ، الهاشميون وقضية فلسطني، املكتبة العرصية وجريدة املحرر، بريوت<br />
1966، ص223.<br />
Noah Lucus, The modern history of Israel, Praeger, New York, 1975, p.4848<br />
.232<br />
. Biger, The boundaries of modern Palestine, pp. 214- 2154949<br />
5050صايغ، الهاشميون وقضية فلسطني، ص223- . 224<br />
5151مقدادي، العالقات الصهيونية الربيطانية، ص120 .<br />
5252واصف عبوشي، فلسطني قبل الضياع، قراءة جديدة يف املصادر الربيطانية، ترجمة:<br />
علي اجلرباوي، رياض الريس للكتب والنرش، لندن 1985، ص348.<br />
. Marlow, The Seat of Pilate, p. 2425353<br />
329
يهودية دولة إسرائيل:<br />
جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />
د. أسامة أبو نحل<br />
5454عبوشي، فلسطني قبل الضياع، ص373 ، واأحمد طرابني، فلسطني يف عهد االنتداب<br />
الربيطاين، املوسوعة الفلسطينية، القسم 2، ج2، ط1، بريوت 1990، ص1084.<br />
Rachel Maissy- Noy, “Palestinian historiography in relation to the terri- 555<br />
tory of Palestine”, Middle Eastern Studies, Volume 42, Issue 6 November<br />
.2006, p. 897<br />
5656حممد اأديب العامري، عروبة فلسطني يف التاريخ، املكتبة العرصية، صيدا – بريوت<br />
330<br />
1972، ص117.<br />
http: //www. altawasul. com/ MFAAR/israel+and+the+middle+east/5757<br />
peace+process/FAQ+israel+the+conflict+and+peace+process+112007.<br />
htm#jewish<br />
5858ملزيد من التفاصيل، اأنظر: اأسامة اأبو نحل، وعصام خميمر، تاريخ فلسطني القدمي:<br />
بني روايات العهد القدمي والدراسات احلديثة، ط1، مكتبة القدس، غزة 2008، الفصل<br />
اخلامس.<br />
59 ملزيد من التفاصيل، اأنظر: املرجع السابق، الفصل السابع.<br />
60 ملزيد من التفاصيل عن ترصيحات القادة االإرسائيليني حول يهودية الدولة، اأنظر:<br />
موقع وزارة اخلارجية االإرسائيلية:<br />
http: //www. altawasul. com/MFAAR/government/communiques++and<br />
+policy+statements/2009/Joint- Press- Conference- of- PM- Netanyahu-<br />
and- Chancellor- of- Germany- Angela- Merkel- in- Berlin- 27082009;<br />
http: //www. altawasul. com/MFAAR/about+the+ministry+arab+site/<br />
latest+dev elopments/2009/isaac- levanon- interview- alrai-- 11102009;<br />
http: //www. altawasul. com/MFAAR/about+the+ministry+arab+site/<br />
former+foreign+ministers/tsipi+livni/speeches/clinton- livni- joint- pressconference-<br />
full- stake- out- 0303200; http: //www. altawasul. com/MFAAR/<br />
government/communiques++and+policy+statements/2009/peres- interviewwith-<br />
alray- alkuwaitiya- 23082009; http: //www. altawasul. com/MFAAR/government/communiques++and+policy+statements/2006/olmert+speech+in+t<br />
he+knesset+new+gov+04052006. htm;http: //www. altawasul. com/MFAAR/<br />
government/communiques++and+policy+statements/2008/Address- by-<br />
PM- Olmert- to- the- TAU- INSS- Annual- Conference18122008;http: //www.<br />
altawasul. com/MFAAR/about+the+ministry+arab+site/the+foreign+minister/<br />
interviews+and+speeches/Joint- press- conferenc- FM- Liberman- and- US-<br />
Secy- of- State- Clinton- 17062009; http: //www. altawasul. com/MFAAR/<br />
59<br />
60
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
government/communiques++and+policy+statements/2009/PM- Netanyahus-<br />
Speech- at- the- Saban- Forum- 15112009. htm;http: //www. altawasul.<br />
com/MFAAR/government/communiques++and+policy+statements/2009/netanyahu-<br />
speech- in- the- Knesset- 12102009. htm<br />
http: //www. altawasul. com/MFAAR/government/communiques++and+p6161<br />
olicy+statements/2009/netanyahu- speech- in- the- Knesset- 12102009.<br />
.htm<br />
6262كلمة رئيس الوزراء االإرسائيلي بنيامني نتانياهو خالل جلسة الكنيست الإحياء ذكرى<br />
زئيف جابوتينسكي زعيم التيار التصحيحي الصهيوين اليميني وحركة »بيتار«، مكتب<br />
رئيس الوزراء االإرسائيلي، il/PMOAr/Communication/ http: //www. pmo. gov.<br />
Speeches/speechjabo220709. htm?DisplayMode=Search<br />
6363عبد العليم حممد: »يهودية دولة اإرسائيل.. ملاذا االآن«، صحيفة االأهرام املرصية، العدد<br />
4 ،44770 يوليه .2009<br />
6464عمرية هس الصحفية بجريدة »هااآرتس« االإرسائيلية، خالل برنامج عن القضية<br />
الفلسطينية، بثته قناة احلوار الفضائية بتاريخ 2009/12/26.<br />
6565مقالة بعنوان، »موؤرخ اإرسائيلي: ليس هناك شعب يهودي واإرسائيل مثل الطفل اللقيط«،<br />
http: //www. ti4it. com/vb/showthread. php?t=6613<br />
666 ناجي رشاب، »اإرسائيل: اأزمة قوة اأم اأزمة اأيديولوجية اأم اأزمة قيادة«. مقال منشور يف<br />
موقع شبكة االنرتنت لالإعالم العربي )اأمني( ، بتاريخ 2009/12/16،<br />
http: //www. amin. org/articles. php?t=opinion&id=8660<br />
6767عبد العليم حممد: »يهودية دولة اإرسائيل«.<br />
68 املرجع السابق.<br />
69 خالد وليد حممود: »يهودية دولة »اإرسائيل«.. مغزى الطرح والتوقيت؟ »، مقال منشور<br />
يف موقع اإخوان اأون الين، بتاريخ 2007/12/4، ikhwanonline. http: //www.<br />
com/Article. asp?Page=1&ArtID=32610&SecID=452<br />
، 70 ثنائية االخرتاق<br />
331<br />
68<br />
69<br />
70اأحمد اإبراهيم حممود، واآخرون، حال االأمة العربية 2007- 2008<br />
والتفتيت، حترير، اأحمد يوسف اأحمد ونيفني مسعد، مركز دراسات الوحدة العربية،<br />
بريوت، اأبريل 2008، ص120، واأحمد جواد الوادية، السياسة اخلارجية االأمريكية<br />
جتاه القضية الفلسطينية 2001- 2008، رسالة ماجستري غري منشورة، جامعة<br />
االأزهر– غزة، غزة 2009، ص150.
يهودية دولة إسرائيل:<br />
جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />
د. أسامة أبو نحل<br />
7171حممود: حال االأمة العربية، ص120 .<br />
7272حممد عبد الهادي، »من وطن قومي لليهود يف فلسطني اإىل دوله فلسطينية على اأرض<br />
اإرسائيل«، صحيفة االأهرام املرصية 2008/1/17، العدد 44236، والوادية، السياسة<br />
اخلارجية االأمريكية، ص150.<br />
7373حممود: حال االأمة العربية، ص123- . 124<br />
7474اأسامة اأبو نحل، مقال بعنوان: »عُ ربان اليوم والرِدّة اإىل عرص اجلاهلية«، يف موقع<br />
حميط االإخباري، بتاريخ 2008/1/20،<br />
وموقع وزارة اخلارجية االإرسائيلية،<br />
http: //www. moheet. com/show_files. aspx?fid=78691<br />
http: //www. altawasul. com/MFAAR/this+is+israel/history/important+events/<br />
bush%20visit%20to%20israe<br />
332
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
املصادر واملراجع:<br />
أوالً– الرسائل العلمية غري املنشورة:<br />
1اأحمد . 1 جواد الوادية، السياسة اخلارجية االأمريكية جتاه القضية الفلسطينية 2001-<br />
2008، رسالة ماجستري غري منشورة، جامعة االأزهر – غزة، غزة 2009.<br />
. 2اإسالم جودت مقدادي، العالقات الصهيونية الربيطانية يف فلسطني 1936- 1948<br />
رسالة ماجستري غري منشورة، اجلامعة االإسالمية بغزة، غزة 2009.<br />
، 2<br />
ثانياً– املراجع العربية:<br />
1اأحمد . 1 اإبراهيم حممود، واآخرون، حال االأمة العربية 2007- 2008 ، ثنائية االخرتاق<br />
والتفتيت، حترير، اأحمد يوسف اأحمد ونيفني مسعد، مركز دراسات الوحدة العربية،<br />
بريوت، اأبريل 2008.<br />
. 2اأحمد طرابني، فلسطني يف عهد االنتداب الربيطاين، املوسوعة الفلسطينية، القسم 2<br />
ج2، ط1، بريوت 1990.<br />
.3اأسامة 3 اأبو نحل، وعصام خميمر )الدكتور( ، تاريخ فلسطني القدمي: بني روايات العهد<br />
القدمي والدراسات احلديثة، ط1، مكتبة القدس، غزة 2008.<br />
.4اأنيس 4 صايغ، الهاشميون وقضية فلسطني، املكتبة العرصية وجريدة املحرر، بريوت<br />
.1966<br />
. 5صالح مسعود بويصري، جهاد شعب فلسطني خالل نصف قرن، ط2<br />
القراءة للجميع، منشورات وزارة الثقافة الفلسطينية، غزة 2001.<br />
. 6عبد الوهاب الكيايل )الدكتور( ، تاريخ فلسطني احلديث، ط10<br />
للدراسات والنرش، بريوت 1990.<br />
. 7كامل حممود خلة )الدكتور( ، فلسطني واالنتداب الربيطاين 1922- 1939، ط2<br />
املنساأة العامة للنرش والتوزيع واالإعالن، طرابلس 1982.<br />
.8موؤسسة 8 الدراسات الفلسطينية، فلسطني: تاريخها وقضيتها، منشورات جامعة القدس<br />
املفتوحة، املكتبة اجلامعية، نابلس، د. ت.<br />
. 9حممد اأديب العامري، عروبة فلسطني يف التاريخ، املكتبة العرصية، صيدا –<br />
، 2<br />
، 5 سلسلة كتاب<br />
، 6 املوؤسسة العربية<br />
، 7<br />
9 بريوت<br />
.1972<br />
333
يهودية دولة إسرائيل:<br />
جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />
د. أسامة أبو نحل<br />
1010وحيد عبد احلميد، العالقات الفلسطينية االأمريكية، يف: غسان سالمة واآخرين: السياسة<br />
االأمريكية والعرب، ط2، مركز دراسات الوحدة العربية، بريوت 1985.<br />
ثالثاً – املراجع املرتمجة:<br />
1تيودور . 1 هرتزل، الدولة اليهودية، نسخة مرتجمة للعربية، بنظام . PDF<br />
.2حاييم 2 وايزمان: ملخص كتاب التجربة واخلطاأ، ترجمة: وديع البستاين، مطبعة احلكيم،<br />
النارصة 1964.<br />
.3واصف 3 عبوشي، فلسطني قبل الضياع، قراءة جديدة يف املصادر الربيطانية، ترجمة:<br />
علي اجلرباوي، رياض الريس للكتب والنرش، لندن 1985.<br />
رابعاً – الدوريات والصحف:<br />
.1عبد 1 العليم حممد: »يهودية دولة اإرسائيل.. ملاذا االآن«، صحيفة االأهرام املرصية، العدد<br />
4 ،44770 يوليه .2009<br />
.2فائق 2 حمدي طهبوب، »الصهيونية االأمريكية ودورها يف تقسيم فلسطني«، جملة املوؤرخ<br />
العربي، العدد 48، السنة 19، بغداد 1414ه )1994( .<br />
.3حممد 3 عبد الهادي، »من وطن قومي لليهود يف فلسطني اإىل دوله فلسطينية على اأرض<br />
اإرسائيل«، صحيفة االأهرام املرصية 2008/1/17، العدد 44236.<br />
Rachel Maissy- Noy, “Palestinian historiography in relation to the terri-4.<br />
4<br />
tory of Palestine”, Middle Eastern Studies, Volume 42, Issue 6 November<br />
.2006<br />
خامساً – مواقع الشبكة اإلليكرتونية والفضائيات العربية:<br />
1. Jewish Virtual Library: The 1936 Riots, www. us- israel. org.<br />
2. Jewish, Virtual Library: Peel Commission; The Israeli foreign Ministry,<br />
www. us- israel. org.<br />
3. Resolution Adopted on the Reported of the AD HOC Committee on the<br />
Palestinian Question; http: //www. un. org.<br />
4. http: //www. altawasul. com/MFAAR/israel+and+the+middle+east/<br />
peace+process/FAQ+israel+the+conflict+and+peace+process+11200<br />
7. htm#jewish.<br />
334
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
5. http: //www. altawasul. com/MFAAR/government/communiques++and+<br />
policy+statements/2009/Joint- Press- Conference- of- PM- Netanyahuand-<br />
Chancellor- of- Germany- Angela- Merkel- in- Berlin- 27082009;<br />
http: //www. altawasul. com/MFAAR/about+the+ministry+arab+site/<br />
latest+dev elopments/2009/isaac- levanon- interview- alrai-- 11102009;<br />
http: //www. altawasul. com/MFAAR/about+the+ministry+arab+site/<br />
former+foreign+ministers/tsipi+livni/speeches/clinton- livni- jointpress-<br />
conference- full- stake- out- 0303200; http: //www. altawasul.<br />
com/MFAAR/government/communiques++and+policy+statements<br />
/2009/peres- interview- with- alray- alkuwaitiya- 23082009; http: //<br />
www. altawasul. com/MFAAR/government/communiques++and+poli<br />
cy+statements/2006/olmert+speech+in+the+knesset+new+gov+040<br />
52006. htm;http: //www. altawasul. com/MFAAR/government/commu<br />
niques++and+policy+statements/2008/Address- by- PM- Olmert- tothe-<br />
TAU- INSS- Annual- Conference18122008;http: //www. altawasul.<br />
com/MFAAR/about+the+ministry+arab+site/the+foreign+minister/<br />
interviews+and+speeches/Joint- press- conferenc- FM- Liberman- and-<br />
US- Secy- of- State- Clinton- 17062009; http: //www. altawasul. com/<br />
MFAAR/government/communiques++and+policy+statements/2009/PM-<br />
Netanyahus- Speech- at- the- Saban- Forum- 15112009. htm;http: //www.<br />
altawasul. com/MFAAR/government/communiques++and+policy+state<br />
ments/2009/netanyahu- speech- in- the- Knesset- 12102009. htm.<br />
6. http: //www. altawasul. com/ MFAAR/government/communiques++and+<br />
policy+statements/2009/netanyahu- speech- in- the- Knesset- 12102009.<br />
htm.<br />
7. http: //www. pmo. gov. il/PMOAr/ Communication/Speeches/<br />
speechjabo220709. htm?DisplayMode=Search.<br />
8. http: //basheer. me/blog/%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%82%D8%A<br />
9- %D9%83%D8%A7%D9%85%D8%A8%D9%84.<br />
9 اأسامة اأبو نحل، مقال بعنوان: »عُ ربان اليوم والرِدّة اإىل عرص اجلاهلية«، يف موقع<br />
حميط االإخباري، بتاريخ 2008/1/20،<br />
http: //www. moheet. com/show_files. aspx?fid=78691<br />
1010مقالة بعنوان، »موؤرخ اإرسائيلي: ليس هناك شعب يهودي واإرسائيل مثل الطفل اللقيط«،<br />
http: //www. ti4it. com/vb/showthread. php?t=6613<br />
9.<br />
335
يهودية دولة إسرائيل:<br />
جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />
د. أسامة أبو نحل<br />
111 وموقع وزارة اخلارجية االإرسائيلية،/com/MFAAR http: //www. altawasul.<br />
this+is+israel/history/important+events/bush%20visit%20to%20israe<br />
12 ناجي رشاب، »اإرسائيل: اأزمة قوة اأم اأزمة اأيديولوجية اأم اأزمة قيادة«. مقال منشور يف<br />
موقع شبكة االنرتنت لالإعالم العربي )اأمني( ، بتاريخ 2009/12/16،<br />
http: //www. amin. org/articles. php?t=opinion&id=8660<br />
13<br />
يف موقع اإخوان اأون الين، بتاريخ 2007/12/4، ikhwanonline. http: //www.<br />
.com/Article. asp?Page=1&ArtID=32610&SecID=452<br />
14<br />
13 خالد وليد حممود: »يهودية دولة »اإرسائيل«.. مغزى الطرح والتوقيت؟«، مقال منشور<br />
14 عمرية هس الصحفية بجريدة »هااآرتس« االإرسائيلية، خالل برنامج عن القضية<br />
الفلسطينية، بثته قناة احلوار الفضائية بتاريخ 2009/12/26.<br />
336<br />
سادساً– املراجع األجنبية:<br />
1. Albert M. Hyamson, Palestine Under Mandate 1920- 1948, Greenwood<br />
Press, London 1976.<br />
2. Arakie Margaret, The Broken Sword of Justice: America, Israel and The<br />
Palestine Tragedy, Quartet Books, London, 1973.<br />
3. Barbara Tuchman, Bible and Sword, England and Palestine from the<br />
Bronze Age to Balfour, University Press New York, New York, 1956.<br />
4. Bernard Reich, Arab- Israeli conflict and conciliation, documentary<br />
history, Queen Wood Press, New York, 1995.<br />
5. Bernard Wasserstein, The British in Palestine; the Mandatory Government<br />
and the Arab- Jewish Conflict, 1917- 1929, Oxford, 1991.<br />
6. Charles D. Smith: Palestine and the Arab- Israeli Conflict, Second<br />
Edition, St. Martin’s Press, New York 1992.<br />
7. Charles Webster (Sir) , The Foreign Policy of Palmerston 1830- 1841,<br />
Britain, The Liberal Movement and the Eastern Question, Vol. 2, G. Bell<br />
& Sons, London 1951.<br />
8. Christoper Sykes, Crossroads to Israel, London, 1965.<br />
9. David Fromkin, A peace to End All peace; Creating the Modern Middle<br />
East, 1914- 1922, London, 1991.<br />
10. Esco Foundation for Palestine (Author) , Palestine A study of Jewish,<br />
Arab and British Polices, Vol. 1, Yale University Press, New York, CT,<br />
1947.<br />
12
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
11. George Lenczowski, United states Interests in the Middle East, New York,<br />
1973.<br />
12. Gideon Biger, The boundaries of modern Palestine, 1840- 1947, Routledge,<br />
London, 2004.<br />
13. Frank Manuel, The Realities of American- Palestine Relations,<br />
Washington.<br />
14. John Marlow, The seat of Pilate, an account of the Palestine mandate,<br />
Gresset Press, London, 1959.<br />
15. Joseph Dunner, The republic of Israel, it’s history and it’s promise,<br />
Whittles house, New York, 1950.<br />
16. Martin Sicker, The Pangs of the Messiah; The troubled birth of the Jewish<br />
State, Praege. Westport, CT, 2000.<br />
17. Michael Cohen, Palestine, Retreat from the mandate: The Making of<br />
British Policy, 1936- 1945, Holmes and Meier, New York, 1978.<br />
18. N. Bentwich, The Mandates System, London 1951.<br />
19. N. Mandel, The Arabs and Zionism before World War I, London, 1976.<br />
20. Nadava Sofran, From War: The Arab Israeli Confrontation 1948- 1967,<br />
1st. ed, western Publishing Company, New York 1969.<br />
21. Noah Lucus, The modern history of Israel, Praeger, New York, 1975.<br />
22. Robert W. Stookey, America and the Arab States: An Uneasy Encounter,<br />
Wiley, New York , 1975.<br />
23. Regina Sharif, Non Jewish Zionism, its Roots in Western History, Zed<br />
Press, London, 1983.<br />
24. Sahar Huneidi, A Broken Trust: Herbert Samuel, Zionism and the<br />
Palestine 1920- 1925, L. B Tauris Publishers, London- New York.<br />
25. Sara Rey, The Gaza Strip, The political economy of development, Institute<br />
for Palestine study, Washington, DC, 1995.<br />
26. Walid Khaldi, From Haven to Conquest, Beirut, 1976.<br />
27. William R. Polk, The United States and the Arab world, 3ed. Mass Harvard<br />
University Press Cambridge, 1978.<br />
337
يهودية دولة إسرائيل:<br />
جذور املصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية<br />
د. أسامة أبو نحل<br />
سابعاً– املراجع العربية:<br />
1אברהם . 1 פולופאנזון، דוד בן גוריון ומדינת ישראל, הוצאת עם עובד. תל אביב . 1974<br />
)اأبراهام فولفانزون، ديفيد بن غوريون ودولة اإرسائيل، اإصدارات: شعب عامل، تل<br />
اأبيب )1974 .<br />
. 2שלמה לב- עמי, במאבק ובמרד- ההגנה, אצ”ל והלח »-1918 1948<br />
הביטחון, 1976( תל אביב.<br />
” 2 )הוצאת משרד<br />
)شلومو ليف- عامي، يف الرصاع والتمرد، الهاغاناه واإتسل وليحي 1918- 1948،<br />
وزارة الدفاع االإرسائيلية، تل اأبيب 1976.<br />
3יצחק . 3 אבנרי, מרד ההגירה- תוכנית בן גוריון, תל אביב, . 1970<br />
)اإسحاق اأفنريي، مترد الهجرة– خطة بن غوريون، تل اأبيب 1970( .<br />
338
التوجهات السياسية واملطلبية يف فكر<br />
احلركة الطالبية يف اجلامعات الفلسطينية:<br />
تقويم نقدي يف املمارسة العملية<br />
د. أمين طالل يوسف<br />
أستاذ مشارك في العلوم السياسية والعالقات الدولية/ كلية العلوم واآلداب/ الجامعة العربية األمريكية/ جنين.<br />
339
التوجهات السياسية واملطلبية في فكر احلركة الطالبية في<br />
اجلامعات الفلسطينية: تقومي نقدي في املمارسة العملية<br />
د. أمين طالل يوسف<br />
ملخص:<br />
حتتل احلركة الطالبية يف اجلامعات الفلسطينية اأهمية خاصة, بسب تداخل املهمَّات<br />
واملسوؤوليات واالأدوار التي اأدتها احلركة يف املفاصل التاريخية املهمة من عمر الشعب<br />
الفلسطيني. يشتمل البحث على مقدمة موجزة تتضمن مشكلة البحث واالأهداف واالأهمية<br />
واملنهجية املتبعة, ال سيما يف ظل نقص االأدبيات املرتبطة بهذا املوضوع. منهجية البحث<br />
وصفية حتليلية استمدت كثرياً من املعطيات من املصادر االأولية والثانوية مبا فيها الكتب<br />
واملجالت واأوراق املوؤمترات واملقابالت مع قادة العمل الطالبي من خمتلف األوان الطيف<br />
السياسي. من نتائج البحث اأن احلركة الطالبية اأدت اأدواراً اإيجابية يف مقارعتها لالحتالل,<br />
اإال اأن العمل الطالبي واجلماهريي تراجع بعد العام 1993. هناك عرض رسيع الأهم املراحل<br />
التاريخية التي مرت بها احلركة الطالبية منذ فرتة االنتداب الربيطاين, مروراً بهزمية عام<br />
1967, وانتهاءً بالتوقيع على اتفاقية اأوسلو يف عام 1993. فاإضافة اإىل املسوؤوليات<br />
الوطنية التي قامت بها احلركة الطالبية بكفاءة عالية, يتعرض هذا البحث اإىل املهمَّات<br />
االأخرى التي تكفلت احلركة الطالبية القيام بها, خاصة النقابية واملطلبية املرتبطة بخدمة<br />
جموع الطلبة من خالل مواجهة املشكالت امللحة التي تواجههم داخل احلرم اجلامعي على<br />
شاكلة قضايا االأقساط والتخفيف عن كاهل الطالب مالياً , فضالً عن قضايا متصلة<br />
باالأجواء االأكادميية واالنتخابات الطالبية, والدميوقراطية الطالبية.<br />
340
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
Abstract:<br />
Student movement in the Palestinian universities occupies special<br />
importance because of the overlapping nature of its tasks, responsibilities and<br />
roles carried out during the main historical periods in the life of the Palestinian<br />
people. This research includes general introduction that contains research<br />
problem, objectives, importance and methodology which is descriptive and<br />
analytical. A lot of data is obtained from primary and secondary resources<br />
including books, journals, conference papers and interviews with student<br />
leaders from different political affiliations. One result of this research is that<br />
student movement played positive roles in fighting the Occupation, but the<br />
student activities and mass work regressed after 1993. There is quick survey<br />
of the major historical stages of the student movement, starting from the<br />
British Mandate, passing through to the defeat of 1967 and ending up with<br />
Oslo Agreement in 1993. Along with the national and political tasks carried<br />
out by the student movement, this research also covers other non- political<br />
responsibilities including issues related to financial matters, university fees,<br />
helping students financially, providing healthy academic atmosphere as well<br />
as conducting student elections and enhancing students’ democracy.<br />
341
التوجهات السياسية واملطلبية في فكر احلركة الطالبية في<br />
اجلامعات الفلسطينية: تقومي نقدي في املمارسة العملية<br />
د. أمين طالل يوسف<br />
مقدمة:<br />
يعد تاريخ احلركة الطالبية يف االأراضي الفلسطينية حديثاً نسبياً , يرجع اإىل فرتة<br />
اخلمسينيات من القرن العرشين حيث متثل بظهور احلركات والروابط الطالبية التي<br />
ضمت بني اأجنحتها مئات الطلبة الفلسطينيني الدارسني يف الدول العربية املجاورة, وقد<br />
ظهرت هذه الروابط الطالبية يف املنايف متاأثرة مبجموعة من العوامل واملتغريات الدولية<br />
واالإقليمية واملحلية. فعلى الصعيد املحلي اأُنشئت دولة االحتالل على االأراضي الفلسطينية<br />
عام 1948بعد تهجري مئات االآالف من الفلسطينيني الذين هجروا قرساً وعنوة, واأجربوا على<br />
اللجوء اإىل الدول العربية املجاورة, حيث بقي االأمل يراودهم بالعودة اإىل الديار مرة اأخرى,<br />
اأما على املستوى االإقليمي العربي, فقد ظهرت النارصية واالأفكار القومية, خاصة بعد ثورة<br />
متوز يف مرص عام 1952, التي اأنهت امللكية واأسست اجلمهورية, ثم اأصبحت جمهورية<br />
عبد النارص النواة االأوىل لتصدير االأفكار الثورية والقومية اإىل البلدان العربية املجاورة,<br />
لذلك كانت هذه الروابط الطالبية الفلسطينية قد اعتنقت االأفكار القومية والنارصية, واآمنت<br />
برضورة التغيري املتطرف الشمويل من اأجل تنظيف اجلبهة العربية, واالنطالق بحلة جديدة<br />
لتحرير فلسطني, وكرست شعار: »اأن الوحدة العربية هي طريق حترير فلسطني«. اأما<br />
دولياً, فكانت احلرب الباردة قد بداأت تداعياتها تتوغل اإىل املنطقة معلنة حرباً خفيه بني<br />
الواليات املتحدة االأمريكية واالحتاد السوفيتي السابق, وظهور املعادالت الدولية واملحاور<br />
االإقليمية خدمة ملصالح الدول الكربى.<br />
اإن طلبة املدارس الثانوية, وطلبة اجلامعات كما هو معروف وبحسب تركيبتهم<br />
من اأكرث رشائح املجتمع يف اأغلب بلدان العامل سعياً وراء التغيري, بكل صوره واأشكاله<br />
السياسية, واالقتصادية, واالجتماعية, ملا متلكه هذه الرشيحة من دافعية قوية باجتاه<br />
بناء جمتمعات عرصية, وحديثة, ومتطورة قادرة على استيعاب قدراتهم وطموحاتهم<br />
واإمكاناتهم. لقد اأثبتت التجارب املتعددة يف البلدان العربية واالأجنبية, اأن اجلامعات كانت,<br />
وما زالت, االأمكنة املناسبة واملالئمة التي انطلقت منها الثورات واالنتفاضات الشعبية,<br />
وبقيت املعاقل املتقدمة واحلرة التي حاربت االحتالل واالستعمار اخلارجي, فضالً عن<br />
مقاومة االأنظمة الدكتاتورية والسلطوية التي تسعى لقمع الشعوب, واإبقائها يف حالة من<br />
اخلوف واأجواء الرهبة. فالطلبة واملجتمع االأكادميي داخل اجلامعات ميثلون روح التغيري<br />
نحو االأفضل, وهم الذين يحتضنون العلم واملعرفة والنظرة الثاقبة كاأدوات لتحسني ظروف<br />
العيش العام, والنهوض باحلرية االإنسانية.<br />
342
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
بالنسبة للحركة الطالبية الفلسطينية, فقد اأثريت بعض االأسئلة واإشارات االستفهام<br />
حول مالحمها وسماتها واآليات عملها, ومدى متثيلها جلموع الطلبة, وبخاصة يف االأمور<br />
اخلدماتية واملطلبية. اإطالق اسم احلركة على اأي تنظيم اإنساين جمعي يحمل يف طياته<br />
وجود منظومة قوانني ولوائح داخلية, اإضافة اإىل التفاعل االإيجابي الذي يساهم يف<br />
النهاية يف حماية حقوق االأفراد املنتمني لهذه احلركة وحرياتهم. من هنا دخلت مساألة<br />
وجود حركة طالبية فلسطينية منظمة يف سجال النقاشات واملداوالت واللقاءات وورشات<br />
العمل, فضالً عن املوؤمترات العلمية واالأكادميية التي انعقدت يف مناسبات عدة لتناول<br />
هذه القضية. كما مت تداول مدى ارتباط احلركة الطالبية الفلسطينية مع قضايا جمتمعية<br />
اأخرى مثل الدميقرطة واحلريات العامة واحلقوق االإنسانية، ومستقبل البناء املوؤسساتي<br />
يف فلسطني. اقرتح بعضهم تنظيم عمل احلركات والكتل الطالبية املتواجدة يف الساحات<br />
اجلامعية ضمن منظومة قوانني فاعلة تدعم حقوق الشباب والشابات يف التعليم اأوالً, ويف<br />
ممارسة حياة جامعية منتجة ومثمرة ثانياً.<br />
اأصبح غياب التثقيف السياسي والنقابي واملطلبي يف اأوساط الطلبة من املعوقات<br />
الرئيسة التي تواجه العمل الطالبي على خمتلف اجلبهات واالأصعدة، وبخاصة فيما يتعلق<br />
بتمثيل الطلبة يف همومهم ومشكالتهم بعيداً عن التسييس واملناكفات احلزبية بني الكتل<br />
املختلفة, فضالً عن خلط املطلبي بالسياسي مما اأفقده جزءاً من حمتواه االأصلي والرشعي,<br />
وبخاصة اأن فئات من الطلبة الفلسطينيني تعيش اأوضاعاً معيشية صعبة يف ظل ممارسات<br />
االحتالل وقلة موارد الدخل العائلي.<br />
مشكلة البحث:<br />
تكمن مشكلة البحث يف حتليل العالقة الرتابطية والتداخلية بني مسارين مهمني<br />
سيطرا على برنامج العمل الطالبي منذ انطالقة احلركة الطالبية املعارصة يف الضفة<br />
الغربية وقطاع غزة. انصب املسار االأول حول قضية مقاومة االحتالل االإرسائيلي, وتنمية<br />
روح املقاومة الفلسطينية, وهذا بدوره ارتبط مع املسار الثاين, وهو اجلانب اخلدماتي<br />
املطلبي القائم على معاجلة املشكالت الطالبية مثل قضايا االأقساط اجلامعية واالأجواء<br />
التعليمية السائدة يف اجلامعات الفلسطينية. تتعمق مشكلة البحث اأكرث واأكرث يف صلب<br />
القضية املبحوثة, وتلج اإىل جوهرها من اأجل اإدراك كيفية تعايش هذين املسارين يف<br />
مشكلة البحث, واأيهما طغى على الآخر يف سياق الكتابة عن هذا املوضوع<br />
تاريخياً؟ وما اأسباب طغيان مسار على اآخر؟ وملاذا مل تستطع احلركة<br />
الطالبية اأن توازن بني هذين املسارين ملا فيه خدمة الطلبة الفلسطينيني؟<br />
وكيف سينعكس ذلك على نتائج الدراسة يف النهاية واستخالصاتها؟<br />
343
التوجهات السياسية واملطلبية في فكر احلركة الطالبية في<br />
اجلامعات الفلسطينية: تقومي نقدي في املمارسة العملية<br />
د. أمين طالل يوسف<br />
أهداف البحث:<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
يسعى هذا البحث اإىل حتقيق الأهداف الآتية:<br />
تتبع املفاصل التاريخية املهمة التي مرت بها احلركة الطالبية الفلسطينية منذ<br />
انطالقتها حتى اليوم.<br />
معرفة سمات احلركة الطالبية الفلسطينية, ومدى انعكاس هذه السمات على اآليات<br />
عمل هذه احلركة داخل اجلامعات الفلسطينية.<br />
اإدراك وحتليل الظروف املجتمعية العامة التي عملت يف ظلها احلركة الطالبية,<br />
وانعكاس مثل هذه البيئة على نشاطات الكتل الطالبية، وبخاصة فيما يتعلق بقضايا<br />
العمل التطوعي ومساعدة الطلبة الإكمال مشوارهم العلمي والتعليمي يف وقت يعيش فيه<br />
الفلسطينيون ظروفاً صعبة وقاسية.<br />
تقومي التجربة الدميقراطية الطالبية من خالل قراءة شعاراتها واأطروحاتها<br />
وبراجمها االنتخابية واأساليبها الدعائية, ومدى انسجام هذه الربامج مع متطلبات العمل<br />
الطالبي والعملية التعليمية.<br />
البحث يف التغيريات البنيوية املهمَّة سواء على مستوى الربامج اأو على مستوى<br />
اآليات وديناميات العمل التي تبنتها احلركة الطالبية بعد قدوم السلطة الوطنية, واالآثار<br />
التي تركتها عملية اأوسلو يف عام 1993 على املنظمات الشعبية واجلماهريية, واالحتادات<br />
والنقابات.<br />
استعراض اأهمية التعليم العايل بالنسبة للفلسطينيني يف زمن التهجري والشتات<br />
واالحتالل, ومدى قدرة احلركة الطالبية اجلامعية على تدعيم النشاطات التعليمية<br />
واالأكادميية من خالل توفري االأجواء اجلامعية والتدريسيه الصحية.<br />
دراسة الرابط بني التجارب الطالبية يف اجلامعات الفلسطينية وموؤسسات النظام<br />
السياسي الفلسطيني, ومعرفة انعكاسات املشاركة السياسية لطلبة اجلامعات على جممل<br />
احلياة السياسية الفلسطينية، وبخاصة بعد االنتخابات الترشيعية االأخرية التي جرت<br />
عام 2006, والتي تركت انعكاسات واآثاراً على بنية النظام السياسي الفلسطيني واحلياة<br />
السياسية الفلسطينية عموماً.<br />
344
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
أسئلة البحث واملنهجية:<br />
يجيب البحث عن الأسئلة الفرتاضية الآتية:<br />
كيف ميكن دراسة تاريخ احلركة الطالبية الفلسطينية ضمن اإطار علمي ومنهجية<br />
عقالنية؟<br />
345<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
ما املفاصل التاريخية املهمة التي مرت بها احلركة الطالبية يف االأراضي<br />
الفلسطينية يف اآخر نصف قرن مضى؟<br />
ما العالقة بني املطلبي والسياسي يف نشاطات احلركة الطالبية الفلسطينية؟<br />
اأيهما طغى على احلركة الطالبية املطلبي اأم السياسي وملاذا؟<br />
كيف ميكن تقومي اآليات عمل احلركة الطالبية خاصة يف مساومتها مع اإدارة<br />
اجلامعات؟<br />
كيف انعكست االنتخابات الطالبية على جممل احلياة السياسية الفلسطينية؟<br />
ملاذا اأثر اتفاق اأوسلو على عمل املنظمات الشعبية واجلماهريية, وعلى موؤسسات<br />
منظمة التحرير الفلسطينية؟<br />
ما مدى تاأثري اتفاق اوسلو على نشاط احلركة الطالبية؟<br />
هل اتبع طرق عالج واضحة لتقومي الضعف الذي اأصاب احلركة الطالبية؟<br />
اأما بالنسبة للمنهجية, فقد اعتمد الباحث يف عرض البحث وحتليل االأسئلة االفرتاضية,<br />
والولوج اإىل املحتوى واملضمون على املنهجية التاريخية, الوصفية, التحليلية. هذه<br />
املنهجية تتضمن الرجوع اإىل املراحل التاريخية املختلفة من عمر احلركة الطالبية,<br />
واستعراض هذه املراحل بطريقة نقدية من خالل الرجوع اإىل بعض املصادر االأولية<br />
والثانوية مبا فيها الكتب واملجالت والدوريات والنرشات التثقيفية, فضالً عن املقابالت<br />
الشخصية مع قادة العمل الطالبي مبن فيهم مسوؤويل الكتل الطالبية وقادتهم واأعضاء<br />
جمالس الطلبة من سنوات متنوعة سابقة. لقد شملت املقابالت كل اأطياف العمل الطالبي<br />
الفلسطيني مبن فيهم الوطنيني واليساريني واالإسالميني وبعض املستقلني. لكن يود الباحث<br />
اأن يورد اأن املقابالت قد اقترصت على جامعات الضفة الغربية فقط بسبب صعوبة اإجراء<br />
مثل هذه املقابالت مع طلبة جامعات قطاع غزة بسبب عوامل مرتبطة بالبعد اجلغرايف<br />
ومعوقات يخلقها االحتالل, وظروف معقدة مر بها الفلسطينيون يف القطاع يف اأثناء اإجناز<br />
هذه الدراسة بسبب االقتتال الداخلي والرصاعات احلزبية والفصائلية.
التوجهات السياسية واملطلبية في فكر احلركة الطالبية في<br />
اجلامعات الفلسطينية: تقومي نقدي في املمارسة العملية<br />
د. أمين طالل يوسف<br />
أهمية التعليم العالي بالنسبة للفلسطينيني:<br />
اإن الكتابة يف موضوع التعليم بشكل عام, والتعليم العايل بشكل خاص يف فلسطني<br />
يعد قضية مشوقة وحمفزة جداً, كون اأغلب الفلسطينيني يلجاأون اإىل التعليم لتثبيت الهوية،<br />
ولتاأمني فرصة عمل جيدة يف ظل اأوضاع معيشية قاسية. فبالرغم من ظروف القهر والترشيد<br />
واالحتالل االستيطاين التي عانى منها الشعب الفلسطيني, وما زال، ورغم غياب الدولة<br />
الكيانية التي ترعى العملية التعليمية, والتنمية الشاملة املستدامة، سجل الفلسطينيون<br />
قفزات نوعية متسارعة ومتصاعدة على مستوى الكم والكيف يف العملية التعليمية مقارنة<br />
بالدول الشعوب االأخرى على مستوى املنطقة. التعليم مهم وحاسم الأي عملية تعمري واإعادة<br />
بناء، ورضوري يف العملية التنموية عموماً, الأن اإحداث التنمية الشاملة، التي حتمل صفات<br />
االستدامة والثبات والتوازن، يف املجاالت السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية<br />
والفكرية كافة ال يتم اأو يكتمل، واإمنا يبقى منقوصاً دون موؤرشات تعليمية واضحة.<br />
يكفي اأن نذكر يف هذا السياق اأن احلكم على اأي عملية دمقرطة حقيقية ال يتم اإال بعد<br />
تفحص املوؤرشات التعليمية املختلفة, وبخاصة اأن زيادة نسبة التعليم يف اأوساط الشعوب<br />
يسهم بشكل مبارش يف حتسني اأدائها االقتصادي ومستواها املعيشي، -وهذا بدوره-<br />
ينعكس اإيجابا على املشاركة السياسية والتثقيف السياسي الواعي، والذي يعد متطلباً مهمّاً<br />
يف حياة الشعب الفلسطيني يف معركته لنيل احلرية واالستقالل، ويف معركته نحو مزيد من<br />
التحررية )التحررية ماأخوذة من اللربلة نسبة اإىل الليربالية السياسية والتعددية الثقافية<br />
والفكرية( ، والدميقرطة واالنفتاح السياسي واالقتصادي والثقايف.<br />
عاش الفلسطيني فرتة ضياع فكري وثقايف ووجداين يف فرتة ما بعد النكبة يف العام<br />
1948, وذلك بسبب خسارته الأرضه، وبسبب تدمري مئات القرى التي شكلت احلاضنة<br />
الطبيعية لنمو منظومة القيم االجتماعية وتشكيلها, واملفردات الثقافية املهمة التي طاملا<br />
اعتز بها الفلسطيني، كونها املغناطيس الطبيعي التي اجنذبت نحوها كل اأركان احلياة<br />
الفلسطينية. يف هذا السياق يرى حسن خرض اأن النكبة وما واكبها من تهجري وترشيد<br />
واغرتاب، قد اأصابت الفلسطيني باالأرضار الفادحة واخلسائر التي ال ميكن تعويضها، الأن<br />
خسارة %78 من فلسطني االنتدابية كان له اآثار وتداعيات, واأصداء على احلياة الفلسطينية<br />
على املستويات السياسية واالجتماعية والثقافية واملعنوية كافة. خرس الفلسطينيون<br />
على املستويني النفسي واالجتماعي املدن الساحلية كحيفا ويافا وعكا وصفد والتي<br />
مثلت احلاضنة الطبيعية لنمو الطبقة الوسطى، وشكلت »املعمل االجتماعي لتوليد االأفكار<br />
واحلركات السياسية والثقافية. كما اأن النكبة يف العام 1948 اأثرت سلباً على عملية اإنتاج<br />
346
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
النخب السياسية القادرة على اتخاذ قرارات مصريية يف معركة الفلسطيني للعودة واسرتداد<br />
)1(<br />
احلقوق«.<br />
اأمام هذه املعضلة التاريخية واملاأساة االإنسانية, شكل التعليم، ورضورات احلصول<br />
على املعرفة والعلم يف بقاع الشتات واالغرتاب, جواز سفر لتاأهيل الفلسطيني وتسليحه<br />
بطريقة جيدة للبقاء فوق صفحات احلياة يف زمن شهد اندثار العديد من االأمم والشعوب،<br />
ولعل الهنود احلمر اأفضل مثال على ذلك. ولهذا اأصبح االستثمار االجتماعي الفلسطيني يف<br />
التعليم جزءاً من اإسرتاتيجية الفلسطيني لالنتصار على ظروف الشتات وللمحافظة على<br />
)2(<br />
وجوده الثقايف واالإنساين يف دول الطوق العربية, ويف العامل ككل.<br />
وقد شكلت نكسة 1967 رضبة اأخرى وجهها االحتالل لنسيج احلياة االجتماعية<br />
والثقافية الفلسطينية, حيث اأصبح اأخطبوط االحتالل يلف فلسطني شماالً وجنوباً, رشقاً<br />
وغرباً. وزادت اإجراءات االحتالل القمعية/ التعسفية يف اإفراغ احلياة الفلسطينية من<br />
رحيقها الثقايف ومكونها االإنساين, ويف اإلغاء طابعها احلضاري, ويف اتباع سياسة تغيبية<br />
شاملة. ويجدول عبد اجلواد صالح يف اأثناء تناوله وحتليله الإجراءات االحتالل القمعية<br />
يف فرتة ما بعد 1967, جمموعة من اخلطوات التعسفية التي قام بها االحتالل على شكل<br />
خطة شاملة ومربجمة ملحاربة الفلسطينيني ثقافياً وحضارياً. ومن هذه االإجراءات: تفريغ<br />
املوؤسسات التعليمية من الكوادر والطاقات والكفاءات العالية من خالل خلق ظروف عامة<br />
جترب هذه الطاقات على الهجرة خارج الوطن. اإضافة اإىل سياسة اقتحام املدارس والكليات<br />
واجلامعات, ومنع الطلبة من الوصول اإىل املراكز التعليمية لدفعهم اإىل ترك مقاعد الدراسة<br />
وتشجيعهم على العمل داخل اإرسائيل كقوة عاملة رخيصة, وبالتايل استنزاف املوارد<br />
البرشية يف الضفة الغربية وغزة.<br />
كما اأن سلطات االحتالل جلاأت اإىل سياسة االعتقاالت، وفرض االإقامات اجلربية على<br />
الطلبة واملحارضين على حدٍ سواء, وحظرت تدريس العديد من املساقات الرتبوية, وخاصة<br />
االإنسانية واجلغرافية والتاريخية التي تتناول املراحل واملفاصل التاريخية املهمة التي<br />
)3(<br />
مرت بها القضية الفلسطينية.<br />
شكل قدوم السلطة الوطنية والعودة اإىل اأرض الوطن يف اأعقاب اتفاقيات اأوسلو يف<br />
1993 البدايات االأوىل لنساأة كيانية شبه مستقلة فوق االأرض الفلسطينية, حيث جتسدت<br />
هذه السلطة شبه الدوالنية اأو نصفها على اأرض الواقع من خالل تاأسيس املوؤسسات<br />
والوزارات واالأجهزة املدنية والعسكرية, وبداأ النظام السياسي الفلسطيني, مبوؤسساته<br />
السياسية واالجتماعية واالقتصادية والرتبوية, يبلور مالمح وسمات حمددة. )4( ومن هذه<br />
347
التوجهات السياسية واملطلبية في فكر احلركة الطالبية في<br />
اجلامعات الفلسطينية: تقومي نقدي في املمارسة العملية<br />
د. أمين طالل يوسف<br />
الوزارات اخلدمية التي اأُنشئت وزارة التعليم العايل ملا لها من دور حيوي حاسم يف تاأهيل<br />
عرشات االآالف من الطلبة الفلسطينيني الطاحمني لدخول قطاع التعليم العايل.<br />
مع حلول العام 2005, كان هناك اإحدى عرشة جامعة فلسطينية, وثالث عرشة كلية<br />
جامعية, وحوايل تسع عرشة كلية متوسطة متنح درجة الدبلوم والبكالوريوس واملاجستري<br />
والدكتوراه. )5( وقد حاولت السلطة الوطنية وضع اسرتاتيجية وطنية شاملة لرفع ساأن<br />
التعليم العايل ومكانته يف فلسطني ملا لهذا القطاع االإنساين احليوي من دور مهم يلعبه<br />
يف التنمية البرشية والتنمية املجتمعية عموماً. ولعل من مالمح هذه االإسرتاتيجية الشاملة<br />
مساعدة اجلامعات الفلسطينية يف خلق واإنتاج قوة عاملة شابة وموؤهلة تستطيع اأن تتكيف<br />
مع املتغريات والتطورات املتالحقه التي يشهدها سوق العمل الفلسطيني, بحيث تكون<br />
قادرة على رفد االقتصاد الوطني الناشئ بالقوة البرشية الالزمة الإحداث التنمية، الأن<br />
)6(<br />
االإنسان يبقى العنرص االأهم يف اأي عملية تنموية.<br />
وقد خرجت اإىل حيز الوجود بعض االهتمامات يف التفكري اجلدي لتناول قضايا التعليم<br />
العايل على شكل استثمار اجتماعي/ اقتصادي يتطلب اأوالً واأخرياً جهداً جماعياً متكامالً<br />
حللحلة جمموعة من املشكالت املعقدة واملتشابكة, على راأسها املشكالت املالية والوضع<br />
املايل الصعب التي وصلت اإليه اجلامعات الفلسطينية، ثم رضورة النظر والتمعن يف سبل<br />
التوسع بالتعليم العايل بشكل يتناسب مع احتياجات السوق، خاصة قطاع التعليم املهني<br />
والتقني والصناعي والفندقي والعلوم املنزلية، والتي طاملا احتلت مكانة متدنية على سلم<br />
االأولويات االجتماعية. كما اأن احلاجة ظهرت لتفعيل البحث العلمي, ووضع املوازنات<br />
الرضورية لذلك من اأجل خلق جيل عقالين باحث عن احلقيقة, ومتطلع بشوق ورغبة شديدة<br />
للمضي باملجتمع اإىل اأرقى صوره ودرجاته, وبخاصة يف زمن التطور التكنولوجي الهائل،<br />
ويف زمن عوملة العلم واملعرفة والسياسة واالقتصاد والثقافة واملعلومات.<br />
اإضافة اإىل ذلك حاولت الوزارة جاهدة اعتماد معايري واضحة لضبط اجلودة والنوعية<br />
يف التعليم العايل، واعتماد اأسس ومعايري جديدة لرتخيص املوؤسسات التعليمية، والربامج<br />
)7(<br />
والتخصصات املختلفة، سواء ملنح درجة البكالوريوس اأو درجة املاجستري.<br />
ويرى رمزي ريحان، اخلبري الرتبوي، املطلع على سوؤون التعليم العايل يف فلسطني,<br />
اأن التعليم العايل يف اأغلب دول العامل هو قطاع ديناميكي متنامٍ , واأن التجربة الفلسطينية<br />
يف هذا السياق ال يجب اأن يستهان بها الأنها اأثبتت اأوالً واأخرياً قدرة الفلسطيني على<br />
الصمود والبقاء, وعلى الرغم من التجربة االحتاللية االستيطانية االإقتالعية. فقد اأسهم<br />
قطاع التعليم يف اجتذاب الكفاءات العلمية واخلربات االأكادميية. ففي عام 1997، كان<br />
348
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
هناك اأكرث من 28000 فلسطيني يحملون درجات بكالوريوس وماجستري حصلوا عليها<br />
من جامعات فلسطينية داخل الوطن. وقد اأظهرت الدراسة التي اأعدها جرير القدوة ملصلحة<br />
وزارة الرتبية والتعليم العايل التزايد املطرد يف اأعداد الطلبة امللتحقني باجلامعات<br />
الفلسطينية، ففي العام الدراسي 1994/1993، بلغ عدد الطلبة امللتحقني باجلامعات<br />
الفلسطينية الثمانية حوايل 22966. اختار ما يقارب %60.4 منهم الدراسات االإنسانية<br />
مثل االآداب والرتبية والفنون والقانون واأصول الدين والفندقة كحقل معريف متخصص،<br />
بينما اختار %39.6 الكليات ذات الطابع العلمي يف الهندسة والعلوم والتجارة والصيدلة<br />
واملهن الطبية والصحية. هذه االأعداد من الطلبة امللتحقني باجلامعات واملعاهد العليا<br />
والكليات املتوسطة ظلت يف تزايد مستمر حيث بلغت نسبة الزيادة خالل الفرتة الواقعة ما<br />
بني – 1994/1993 2003/2002 حوايل %3، 233. حيث وصلت اأعداد هوؤالء الطلبة اإىل<br />
)8(<br />
ما يقارب 104000 طالب وطالبة يف العام الدراسي 2003/2002.<br />
هذه االأرقام واالإحصاءات واملوؤرشات الرقمية اإن دلت على شيء فاإمنا تدل وتشري<br />
على اأن التعليم العايل يف االأراضي الفلسطينية بداأ يتبلور اأكرث فاأكرث يف اآخر عرش سنوات<br />
وراح ياأخذ صفة القطاع االستثماري يف االإنسان, ويف نشاطه االقتصادي واالجتماعي<br />
والثقايف. من الناحية االقتصادية، ينظر اإىل التعليم العايل كاستثمار اآين يتمثل مردوده<br />
املستقبلي يف زيادة الدخل القومي عن طريق ارتفاع اإنتاجية املتعلم وحامل الشهادة<br />
العلمية. لكن للتعليم العايل اآفاقاً تتعدى البعد االقتصادي البحت لتشمل هذه الرضا<br />
االجتماعي واالإنتاج العلمي والثقايف بجميع اأشكاله ودوره يف تعزيز الهوية الوطنية<br />
والقومية. )9( حاولت وزارة التعليم العايل منذ قدومها وضع اسرتاتيجية عقالنية فاعلة<br />
للتعامل مع مدخالت العملية الرتبوية والتعليمية, ومع خمرجاتها على حدٍ سواء. لكن مع<br />
مرور الوقت توسع مفهوم االسرتاتيجية، واأصبح يضم جماالت اأخرى اإدارية واقتصادية<br />
وتربوية، واأصبحت االسرتاتيجية اأكرث املصطلحات توازناً وعقالنية يف حقل معريف معني؛<br />
الأنها تعكس التخطيط والتفكري احليوي واملنطق السليم يف التعامل مع االأشياء والقضايا<br />
)10(<br />
واملشكالت.<br />
بدايات احلركة الطالبية الفلسطينية:<br />
تعود البدايات االأوىل للحركة الطالبية الفلسطينية املعارصة اإىل خمسينيات القرن<br />
املاضي، بالتحديد يف 1959/11/29، وهي ذكرى تاأسيس الحتاد العام لطلبة<br />
فلسطني، وقد جاءت هذه املناسبة بعد عرش سنوات من قرار تقسيم فلسطني, الذي اأصدرته<br />
االأمم املتحدة عام 1947. فقد توافد رموز الطلبة الفلسطينيني وممثلوهم يف لبنان وسوريا<br />
349
التوجهات السياسية واملطلبية في فكر احلركة الطالبية في<br />
اجلامعات الفلسطينية: تقومي نقدي في املمارسة العملية<br />
د. أمين طالل يوسف<br />
ومرص اإىل القاهرة الإعالن انطالق هذه املوؤسسة الوطنية الفلسطينية, والتي كان على راأس<br />
اأولوياتها يف تلك الفرتة وضع اللوائح الداخلية واالأنظمة النقابية التي تعنى بعمل االحتاد<br />
ونشاطاته, وقدرته للوصول اإىل عقول الطلبة الفلسطينيني, وقلوبهم الذين عاشوا يف شتات<br />
عظيم واغرتاب موؤمل يف اأعقاب النكبة. وقد استفاد االحتاد فعالً من وجوده على اأرض مرص<br />
النارصية التي بداأت تويل اهتماماً خاصاً بقضية العرب االأوىل, وهي ضياع فلسطني،<br />
ورضورة تعميق اجلهود العربية والفلسطينية, وجتذيرها يف اسرتداد االأرض, واحلقوق يف<br />
فلسطني.<br />
اإال اأن بعض االأدبيات واملصادر, القليلة نسبياً, تعمقت يف تناول احلركة الطالبية<br />
الفلسطينية يف فرتة ما قبل نكبة عام 1948, فاأرجعت النشاطات الطالبية يف فلسطني اإىل<br />
عرشينيات القرن املاضي, اأي اإىل الفرتة التي سبقت االنتداب الربيطاين, وازدياد الهجمة<br />
الصهيونية الرشسة على فلسطني. يف هذه الفرتة, كان عدد الدارسني الفلسطينيني يف<br />
اجلامعات خارج فلسطني يف اأماكن خمتلفة ومتعددة منها على سبيل املثال ال احلرص<br />
االآستانة والقاهرة وبريوت وباريس, قليالً جداً, وانحرصت هذه الفئة يف العائالت الوجاهية<br />
والغنية واالإقطاعية التي كان مبقدورها اإرسال اأوالدها اإىل اخلارج من اأجل التعليم. ومع هذا<br />
قاوم الطلبة الفلسطينيون الهجمة الصهيونية على فلسطني من خالل املظاهرات واملسريات<br />
ونرش الوعي الوطني واجلماهريي بني اأوساط الشعوب العربية واالإسالمية, موضحني لهم<br />
خماطر املرشوع الصهيوين يف فلسطني )11( . اإال اأن النشاطات الطالبية والشبابية يف تلك<br />
الفرتة كانت ضعيفة وغري منظمة نسبياً بسبب عدم وجود حركة طالبية وشبابية فلسطينية<br />
واضحة الروؤى واالأهداف, وبسبب ضعف التعليم العايل, وقلة املراكز التعليمية اجلامعية<br />
داخل فلسطني.<br />
تشكلت جمموعة من الروابط الطالبية واملنتديات الثقافية والشبابية واالأدبية يف<br />
فلسطني حيث كان جزء من نشاطها يقوم على مقاومة الصهيونية, وهجمتها االستيطانية<br />
يف فلسطني. فقد اأسس الطلبة الفلسطينيون الدارسون يف االأزهر الرشيف عام 1914 جمعية<br />
مقاومة الصهيونية التي عمدت اإىل مقاومة الوجود الصهيوين بكل الوسائل املمكنة,<br />
وعملت على تاأسيس فروع للجمعية يف بعض املدن السورية والفلسطينية بهدف تنشيط<br />
النشاطات االقتصادية والزراعية والتجارية يف فلسطني ودعمها, وخلق حالة من التوعية<br />
يف اأوساط الفالحني الفلسطينيني من اأجل التشبث باأراضيهم )12( . اأما الشبيبة النابلسية<br />
فقد تاأسست يف بريوت عام 1913, وضمت مائة طالب من مدينة نابلس برعاية جنيب<br />
نصار, حيث هدفت اإىل حماية حقوق الطلبة الفلسطينيني املتواجدين يف بريوت, وخلق<br />
االأجواء املناسبة, للنهوض باالأمة العربية والفكر القومي واالأفكار السورية. اأما جمعية<br />
350
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
العلم االأخرض, فقد تشكلت على هيئة جمعية طالبية عربية يف االآستانة, حيث ضمت الطلبة<br />
العرب والفلسطينيني، وبرز من بني صفوفهم عاصم بسيسو ومصطفى احلسيني وشكري<br />
غوشة. وكان من اأهدافها تقوية الروابط العربية والقومية بني الطلبة العرب والنهوض<br />
بالفكر العروبي والقومي متشياً مع احلركة النهضوية العربية االإصالحية التي ظهرت يف<br />
اأواخر القرن التاسع عرش وبدايات القرن العرشين واأصبح يطلق عليها فكرياً حركة النهضة<br />
العربية )13( .<br />
شهدت فرتة االنتداب الربيطاين اأحداثاً وتطورات متتابعة كان لها تاأثري على رشائح<br />
الشعب الفلسطيني مبا فيهم الطلبة والشباب خصوصا اأحداث ثورة عام 1929. وقد شارك<br />
الطالب يف اأحداث الثورة من خالل تاأسيس اللجنة العليا للطالب التي قادت العمل الطالبي,<br />
وقامت بتنظيم املوؤمترات واللقاءات الطالبية والشبابية يف فلسطني واخلارج )14( . يف<br />
اأعقاب اأحداث ثورة عام 1929, انعقد املوؤمتر الطالبي الفلسطيني الأول يف مدينة عكا<br />
حيث رفع شعار: »حماربة الإجنليز راأس الأفعى«, وكان من مقرراته الدعوة اإىل االإرضاب<br />
العام احتجاجاً على الهجرة الصهيونية واالنتداب الربيطاين الذي كان يسهل هذه الهجرة<br />
اليهودية املنظمة، ويدعمها رساً وعالنية. وصدر عن املوؤمتر بعض القرارات املهمَّة منها<br />
تاأليف فرقة كشافة عربية يف فلسطني, والدعوة اإىل مقاطعة البضائع االأجنبية, واملطالبة<br />
بتدريس تاريخ البلدان العربية وجغرافيتها لتعكس ماضيها االأصيل )15( .<br />
تاأججت املشاعر الفلسطينية عموماً خالل ثورة عام 1936 ضد االنتداب الربيطاين<br />
يف فلسطني بحيث انتفضت جموع الفلسطينيني ضد سياسات االنتداب, ويف هذه الفرتة<br />
انعقد موؤمتر جلان طلبة فلسطني يف مدينة يافا حيث اأيد املوؤمتر االستمرار باالإرضاب<br />
الكبري, وشجع عدم دفع الرضائب, اإضافة اإىل نرشه جملة توعوية ملنع بيع االأراضي<br />
لليهود, وتعميق فكرة مقاطعة البضائع االأجنبية, وتشكيل جلان الطلبة واالأندية الطالبية<br />
يف القرى واالأرياف, فضالً عن اإصدار عدد خاص عن الطلبة الفلسطينيني الدارسني يف<br />
املدارس الثانوية, ويف املعاهد العليا يف اخلارج, ينقل هموم الناس ويوجههم اإىل الطريق<br />
الصحيح )16( . يف الفرتة نفسها ظهرت اأيضا العديد من االأحزاب السياسية مبا فيها احلزب<br />
الشيوعي الفلسطيني, وحزب االستقالل, وحزب الدفاع الوطني , واحلزب العربي الفلسطيني,<br />
حيث اعتمدت هذه االأحزاب على الشباب والطلبة املتعلمني يف صياغة برامج هذه االأحزاب,<br />
وحتديد اأهدافها ووسائلها يف السياسة والنضال )17( .<br />
مثلت جمعيات »اخلطابة« واالأندية االأدبية واالجتماعية التعبري االأول لدور احلركة<br />
الطالبية الناشئة يف فلسطني, ومن خاللها مارست االأنشطة املتعددة مبا فيها الرياضية<br />
والسياسية والثقافية, وبالرغم من سياسة بريطانيا التجهيلية ضد الشعب الفلسطيني من<br />
351
التوجهات السياسية واملطلبية في فكر احلركة الطالبية في<br />
اجلامعات الفلسطينية: تقومي نقدي في املمارسة العملية<br />
د. أمين طالل يوسف<br />
حيث قلة املدارس وحماولة طمس الهوية الوطنية, وعدم وجود جامعة وطنية يف تلك<br />
الفرتة, فاإن الفئة القليلة من الطالب واملتعلمني اأدركوا خطة بريطانيا يف تسهيل مهمة<br />
تهويد فلسطني. ومن هنا تعالت االأصوات املحذرة من هذه املخططات الظالمية من خالل<br />
الدعوة اإىل تشكيل احتاد طالبي فلسطيني من اأجل جتميع الطاقات، وحتشيدها لصالح<br />
االأهداف واالأغراض الوطنية والنضالية.<br />
مع هذا ل ميكن اإطالق صفة احلركة على النشاطات الطالبية يف هذه الفرتة,<br />
بسبب جمموعة من العوامل واملتغريات:<br />
● ●الطابع املدرسي للنشاط الطالبي بسبب افتقار فلسطني اإىل املعاهد الدراسية<br />
العليا.<br />
● ●البساطة واملحدودية يف النشاطات والفعاليات الطالبية املنظمة حيث افتقر<br />
العنرص الطالبي لعامل التنظيم وتنسيق اجلهود والفعاليات.<br />
● ●مل يكن التعليم يف هذه املرحلة اإحدى وسائل التحول االجتماعي واالقتصادي يف<br />
املجتمع الفلسطيني بسبب وجود وسائل واأدوات اأخرى )18( .<br />
● ●اقتصار التعليم على العائالت االإقطاعية والوجاهية, وعلى الفئات العليا يف<br />
املجتمع الفلسطيني بسبب الفقر والفوارق الطبقية واالجتماعية واالقتصادية، حيث بقي<br />
الريف الفلسطيني مبجمله مهمشاً فيما يتعلق بالنشاطات الطالبية )19( .<br />
● ●شيوع ظاهرة املدارس االأجنبية يف فلسطني مما شكل خطراً داهماً على الثقافة<br />
الوطنية والتعليم االأصيل، متثل ذلك يف جهل الطلبة اخلريجني بالعادات والتقاليد االأصيلة<br />
ملواقع سكناهم من جانب, وعدم توفيقهم يف اأخذ ما يلزم الواقع الفلسطيني من ابتكارات<br />
واخرتاعات، مما جعلهم لقمة سائغة حتولوا من خاللها اإىل كتلة )عضوية رسيعة الذوبان<br />
يف بطن االستعمار( )20( .<br />
انطالقة العمل الطالبي الفاعل بعد نكسة عام 1967:<br />
بعد تاأسيس االحتاد العام لطلبة فلسطني يف ترشين ثاين عام 1959, نشطت الروابط<br />
الطالبية الفلسطينية, واتسعت دائرة النشاطات والفعاليات الفلسطينية خاصة يف فروع<br />
االحتاد يف سوريا ولبنان ومرص. وبالرغم من اأن الظروف الصعبة التي مرت بها القضية<br />
الفلسطينية واالأمة العربية عموماً, وبخاصة بعد انتصار النارصية يف مرص, والبعثية<br />
يف سوريا والعراق, ونشوب حرب اليمن واخلسارة العربية الفادحة يف حرب حزيران عام<br />
1967, فاإن االحتاد العام لطلبة فلسطني حافظ على ترابطه الداخلي, وطور كثرياً من براجمه<br />
352
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
وفعالياته وطرق تواصله مع الطلبة الفلسطينيني, ومع مقتضيات القضية الفلسطينية. لقد<br />
عرفت الساحة الفلسطينية عرب سنني النضال الطويلة العديد من اخلالفات يف وجهات النظر<br />
جتاه العديد من القضايا اجلوهرية مثل اتفاق جنيف عام 1974, وبرنامج النقاط العرشة<br />
ملنظمة التحرير الفلسطينية, واتفاق اأوسلو عام 1993, وما اأحدثته هذه االتفاقيات من<br />
خالفات وانقسامات وتداعيات يف الساحة الفلسطينية, اإال اأن جتربة االحتاد العام لطلبة<br />
فلسطني اأثبت اأن االحتاد كان قادراً على استيعاب هذه اخلالفات الداخلية ذات الطابع<br />
الفصائلي, واستطاع فعالً من جتاوزها, وهضمها مبا يتالءم مع ظروف الشتات الفلسطيني<br />
واأوضاع الطلبة الفلسطينيني، وبخاصة اأولئك الذين يدرسون يف اخلارج )21( . هذه الورقة<br />
البحثية لن تتناول جتربة االحتاد العام لطلبة فلسطني كون نشاطاته تركزت يف اأوساط<br />
الطلبة الفلسطينيني يف اخلارج, واإمنا احلركة الطالبية يف اجلامعات الفلسطينية حيث<br />
التماس املبارش مع االأرض ومقاومة املحتل, ومع هذا يعتقد الباحث جازماً اأن هاتني<br />
التجربتني مرتبطتان بشكل وثيق, وميثالن منوذجاً ال باأس به للعمل الطالبي يف داخل<br />
فلسطني وخارجها.<br />
مع مرور الوقت, ومع طغيان اأحداث القضية الفلسطينية على مرسح االأحداث يف<br />
الرشق االأوسط، ومع زيادة اإقبال الفلسطينيني على التعليم، توسع االحتاد العام لطلبة<br />
فلسطني ليضم االآن اأكرث من خمسني فرعاً خاصة يف الدول العربية ودول اأوروبا الرشقية<br />
والدول الغربية. بعد انتكاسة عام 1967، تعمقت جتربة العمل الطالبي داخل الوطن, بسبب<br />
االأحداث املوؤملة التي مرت بها املنطقة العربية خصوصاً بعد خسارة ما تبقى من فلسطني<br />
االنتدابية, وبسبب سياسة التهويد واالستيطان واملصادرات التي اتبعها االحتالل لتغيري<br />
اجلغرافيا والدميوغرافيا يف الضفة الغربية وغزة. وقد كان طلبة اجلامعات يف مقدمة<br />
حركة وطنية بداأت تنمو بقوة ملقاومة املحتل, وكانت وسائل النضال يف تلك الفرتة سلمية<br />
العنفية وشعبية يف ظل ميزان قوى مييل لصالح االحتالل.<br />
بعد منتصف السبعينيات, دخلت جمموعة من العوامل واملتغريات ساهمت يف تقوية<br />
احلركة الطالبية الفلسطينية ومتتني عودها, ومن هذه العوامل اأن القضية الفلسطينية<br />
دخلت مرحلة جديدة خاصة بعد االنتخابات البلدية التي جرت يف كربى املدن الرئيسة<br />
يف الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1976، حيث اأفرزت هذه االنتخابات رموزاً وطنية<br />
حمسوبة على منظمة التحرير الفلسطينية. كما اأن الليكود وصل اإىل احلكم يف اإرسائيل, وهو<br />
احلزب الذي تبنى سياسة تكثيف االستيطان ومصادرة االأراضي, وبداأ قادته يفكرون جدياً<br />
يف اإمكانية ضم الضفة الغربية اإىل الكيان االإرسائيلي )22( . فضالً عن اتساع دائرة التعليم<br />
353
التوجهات السياسية واملطلبية في فكر احلركة الطالبية في<br />
اجلامعات الفلسطينية: تقومي نقدي في املمارسة العملية<br />
د. أمين طالل يوسف<br />
العايل يف فلسطني, وزيادة اأعداد الطالب واملوؤسسات التعليمية الثانوية واجلامعية حيث<br />
ظهرت جامعات فلسطينية مثل النجاح وبريزيت وبيت حلم واالإسالمية )23( .<br />
قبل احلديث عن طبيعة الدور الذي تقوم به احلركة الطالبية يف دمقرطة احلياة<br />
الطالبية والسياسية الفلسطينية, يود الباحث اأن يورد النقاط الآتية كخصائص بارزة<br />
متتاز بها احلركة الطالبية الفلسطينية يف الضفة الغربية وقطاع غزة:<br />
● ●جاء تشكيل املجالس الطالبية يف اجلامعات الفلسطينية على خلفية التناقض مع<br />
االحتالل االإرسائيلي, ومل ياأت على اأساس رصاع بني الطلبة واإدارات اجلامعات. ومع هذا<br />
استمرت املحاوالت اجلادة للربط بني النضال الوطني ضد االحتالل وسياساته االقصائية<br />
التهجريية من جهة, وبني دمقرطة احلياة الطالبية من جهة اأخرى )24( .<br />
● ●الكتل الطالبية املختلفة هي باالأساس امتداد للحركات والفصائل والتنظيمات<br />
السياسية الفلسطينية التي تواجدت يف الشتات الفلسطيني قبل التوقيع على اتفاق اأوسلو.<br />
من وجهة نظر بعض نشطاء الطلبة داخل اأسوار اجلامعات الفلسطينية اأن خمتلف احلركات<br />
الطالبية, وما تنتمي اإليه من فكر اإسالمي اأو وطني اأو يساري غري قادرة على اتخاذ قرارات<br />
مستقلة يف السوؤون الطالبية العامة بعيداً عن قياداتها السياسية. لذلك يتساءل بعض<br />
رموز وقيادات احلركة الطالبية حول اأهلية ومصداقية احلديث عن حركة طالبية فلسطينية<br />
فاعلة, بعيداً عن التنظيمات والفصائل واالأحزاب، وبخاصة اأن بعض الفصائل تدخلت يف<br />
)25(<br />
كل صغرية وكبرية يف عمل الكتل الطالبية<br />
● ●تعرضت احلركة الطالبية الفلسطينية اإىل حالة من الترشذم والتكلس السياسي<br />
والتنظيمي بعد التوقيع على اتفاق اأوسلو, بسبب بروز اهتمامات وتناقضات جديدة على<br />
الساحة الفلسطينية. وقد امتازت احلركات الطالبية والبنى اجلماهريية عموماً باجلمود<br />
واخلطابية والشعاراتية والرومانسية والطوباوية احلاملة بعيداًُ عن الواقعية, فضال عن<br />
الترشذم واالنقسام حيث جاء بناء موؤسسات السلطة الوطنية على حساب املنظمات الشعبية<br />
واالحتادات النقابية )26( .<br />
● ●مل تستطع احلركة الطالبية الفلسطينية بناء هيكل تنظيمي ياأخذ مسمى »جملس<br />
اأعلى«, »هيئة وطنية« اأو غري ذلك من املسميات حتى يكون مبقدوره اأن يعكس هموم الطلبة،<br />
ويتناول قضاياهم ومشكالتهم بعيداً عن السياسة احلزبية الضيقة، وبعيداً عن املناكفات<br />
الفصائلية التي اأرضت بالعمل الطالبي النقابي السلمي التعاوين.<br />
● ● بقيت مشاركة الطالبات الفلسطينيات يف النشاط الطالبي داخل اجلامعات<br />
حمدودة، وال تعكس اأعدادهن وحجمهن, وبدالً من ذلك اأخذت هذه املشاركة الطابع الشكلي<br />
354
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
والتجميلي. اإن مراجعة نسبة متثيل الطالبات يف جمالس الطلبة ميكن اأن تستخدم كموؤرش<br />
ملعرفة مدى اإدماج النوع االجتماعي اأو اجلندر يف العملية التعليمية يف اجلامعات. منذ<br />
بداية السبعينيات، وحتى اليوم مل تصل نسبة الطالبات داخل املجالس الطالبية اأكرث من<br />
%11, واإن اأغلب الكتل الطالبية استخدمت هذا الوجود بني الطالبات الستقطاب هذه القاعدة<br />
الطالبية العريضة وتوسيع القاعدة الشعبية, دومنا رغبة يف خدمة النوع االجتماعي )27( .<br />
الدميقراطية الطالبية:<br />
355<br />
●<br />
●<br />
على مستوى اآخر، ميارس اآالف الطلبة الفلسطينيني داخل اأسوار اجلامعات دميقراطية<br />
شبابية من خالل مشاركتهم يف جتربة انتخاب ممثليهم يف جمالس الطلبة للعناية باأمورهم<br />
وسوؤونهم اليومية وقضاياهم متعددة االأوجه واملظاهر، التعليمي منها، والسياسي والنقابي<br />
واالأكادميي. اإن الدراسات البحثية املحكمة ذات الساأن الرفيع التي تناولت احلركة الطالبية<br />
الفلسطينية، والتي هي يف احلقيقة قليلة جداً، توصلت اإىل نتيجة مفادها اأن جمالس<br />
الطلبة يف اجلامعات الفلسطينية عرب تاريخها الطويل قامت مبهمتني رئيسيتني:<br />
●الأوىل واحلاسمة كانت وما زالت سياسية الطابع ونضالية املحتوى، تتمثل<br />
مبقارعة االحتالل وخلق جيل طالبي واع وقادر على فهم املعوقات والتناقضات املفصلية<br />
املهمَّة التي مرت بها قضية الشعب الفلسطيني، لدرجة اأضحت معها احلركة الطالبية تتسيد<br />
املقاعد االأمامية يف احلركة النضالية الفلسطينية، وبخاصة يف اأعقاب نكسة عام 1967.<br />
ورغم اأن النكسة نتج عنها خسارة ما تبقى من اأراضي فلسطني االنتدابية، فاإنها منت شعوراً<br />
وطنياً فلسطينياً عارماً داخل املوؤسسات النقابية واالحتادات املهنية، مبا فيها املجالس<br />
الطالبية، مفاده اأن حترير فلسطني لن يتم اإال باأيد فلسطينية وجهد فلسطيني مدعوم بعمق<br />
)28(<br />
عربي واإسالمي واسع ورحب<br />
●والثانية هي باالأصل خدماتية اجتماعية واأكادميية ونقابية الطابع تهدف اإىل<br />
مساعدة الطالب الفلسطيني الإكمال مشواره التعليمي من خالل توفري اأجواء مريحة للعلم<br />
والتعلم، ومن خالل مد يد املساعدة للطلبة املحتاجني للوصول اإىل املقاعد اجلامعية،<br />
وتاأمني املنح والقروض واملساعدات, وضمان التنسيق اجليد مع اإدارات اجلامعات ووزارة<br />
التعليم العايل بهذا اخلصوص )29( .<br />
حتاول الكتل والتنظيمات الطالبية املختلفة دائماً فرض ذاتها, والرتويج لربناجمها<br />
السياسي واخلدماتي، بحيث تقدمه باألوان واأشكال خمتلفة للطالب الفلسطيني، وبخاصة<br />
الطلبة اجلدد الذين دخلوا احلرم اجلامعي دون اأن يكون لهم اخلربة واملعرفة الكاملة<br />
بالعمل الطالبي. اإن زيارة قصرية الإحدى اجلامعات الفلسطينية اأيام االنتخابات ستنعش
التوجهات السياسية واملطلبية في فكر احلركة الطالبية في<br />
اجلامعات الفلسطينية: تقومي نقدي في املمارسة العملية<br />
د. أمين طالل يوسف<br />
الصدر والذاكرة, وسيمتزج هذا الشعور الوطني اجلارف باألوان العلم الفلسطيني الذي يزين<br />
البنايات واالأسطح واالأركان، وتختلط األوانه مع األوان الربيع الدافئة حيث اأن انتخابات<br />
املجالس الطالبية يف اجلامعات الفلسطينية حتدث يف هذا الفصل اجلميل، كما متتزج األوان<br />
العلم مع صور الشهداء واالأرسى واملحررين، وبخاصة اوؤلئك الذين ينتمون للحركة الطالبية<br />
باألوانها واأطيافها السياسية كافة. تختلط صور الشهداء والشعارات الوطنية مع املنشورات<br />
والكتيبات التي توزعها كتل العمل الطالبي لتحتوي على اأهدافها واأطروحاتها واأفكارها<br />
واإجنازاتها, وما تنوي فعال ًتقدميه اإذا ما اأتيح لها فرصة الوصول اإىل مقاعد جملس الطلبة,<br />
وبالتايل املساهمة يف بناء احلياة الدميوقراطية وتطويرها داخل اجلامعات )30( .<br />
يكتسب الطلبة, باللغة السياسية, خالل وجودهم يف اجلامعات ملدة اأربع سنوات<br />
مهارات اإضافية من خالل عملهم التطوعي يف الكتل والتنظيمات الطالبية، فهم االأقدر على<br />
اإدارة احلمالت االنتخابية والدخول يف املناظرات السياسية والفكرية، اإضافة اإىل مهاراتهم<br />
اخلطابية والكالمية على مستوى الشخصية واالأداء، خاصة املرتبط بالقدرة للوصول اإىل<br />
اأصوات الطلبة الذين مل يحددوا بعد ملن سيصوتون يوم االنتخابات الكبري. اإن هذا التمرين<br />
االنتخابي له فعال استحقاقاته يف تفريخ قيادات شابة من خمتلف الفئات والطبقات<br />
االجتماعية, وبخاصة من االأرياف واملخيمات والطبقة الوسطى )31( .<br />
من هنا ميكن للتنظيمات والفصائل املختلفة اأن تستفيد من هذه اخلربة الطالبية<br />
العالية يف اإدارة احلملة االنتخابية وتفعيل الدعاية االنتخابية، وبخاصة اأن الشعب<br />
الفلسطيني قد مر باستحقاقات انتخابية عديدة على مستوى البلديات واملجلس الترشيعي<br />
والرئاسة الفلسطينية وبالتحديد عام 2005. فالطلبة ميتلكون من اخلربة واجلراأة واملرونة<br />
احلد الكايف لضمان حملة انتخابية ناجحة وواعية، تستطيع اأن تقرع كل االأبواب, وحتفز<br />
خمتلف الفئات يف املجتمع الفلسطيني للخروج باأعداد كبرية يوم االنتخابات، ال سيما اأن<br />
االنتخابات يف السياق الفلسطيني اأصبحت استفتاءً وطنياً شامالً, وجزءاً من حركة وطنية<br />
نضالية فلسطينية, ما زالت تقاوم للوصول اإىل احلرية واالستقالل. هذا حتماً ينعكس اإيجاباً<br />
على الهوية الوطنية الفلسطينية، ويسهم يف تثبيت االإنسان الفلسطيني على اأرضه يف ظل<br />
معادلة دميوغرافية سكانية يحاول االحتالل استغاللها لتهجري الفلسطينيني بطريقة ناعمة<br />
من خالل بناء املستوطنات واجلدار العازل، وقتل اإمكانيات احلياة واملستقبل يف االأراضي<br />
الفلسطينية )32( .<br />
يف بعض اجلامعات، تدخل الكتل الطالبية يف حتالفات وعالقات تضامنية ائتالفية<br />
قبل االنتخابات اأو بعدها، بناء على اآيديولوجية مشرتكة اأو برنامج سياسي وطني متقارب,<br />
وقابل للتطبيق على اأرض الواقع. هنا تظهر قدرة كل اجتاه اأو تكتل طالبي للدخول يف<br />
356
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
معرتك املساومات واملفاوضات مع االجتاهات والكتل االأخرى لتنسيق جهودها الطالبية<br />
ضمن اتفاقية اأو تفاهم ضمني يكفل توزيع املصادر واملوارد والغنائم يف فرتة ما بعد<br />
االنتخابات، اإذا ما قدر لهذا التكتل اأن يفوز. اإن التجربة االئتالفية والعالقات التضامنية<br />
املوؤقتة بني توجهات سياسية وحزبية خمتلفة، هي اإحدى مظاهر الدميقراطيات الربملانية<br />
املعارصة التي متتاز بتنوع وتعدد االأحزاب واأطروحاتها وبراجمها السياسية واالقتصادية<br />
واالجتماعية، يف ظل عدم قدرة حزب واحد اأن يحصل على اأغلبية ساحقة يف الربملان تكون<br />
كافية لتمكينه من تشكيل احلكومة لوحده، مما يضطره للدخول يف اتفاقيات ائتالفية مع<br />
اأحزاب صغرية اأو كبرية بناء على تفاهم ضمني اأو اتفاق مكتوب يضمن توزيعاً عادالً<br />
ملقاعد املجلس )33( . لكن املشكلة اأن التحالفات بني الكتل الطالبية افتقدت املهنية واالأبعاد<br />
النقابية, حيث بقي الرتكيز على البعد السياسي واملصلحي اأساسه معارضة السلطة الوطنية<br />
واتفاق اأوسلو. فعلى سبيل املثال ال احلرص، ورغم االختالفات املنهجية واالأيديولوجية<br />
والفكرية بني الكتل االإسالمية واليسارية, فاإنها دخلت يف حتالف واحد ملعارضة القوى<br />
الطالبية املوؤيدة حلركة فتح والسلطة الوطنية )34( .<br />
اإن التجربة الدميقراطية الواعية بني اأوساط الطلبة يف رحاب اجلامعات ميكن اأن تسهم<br />
بالتاأكيد يف تعزيز التوجهات الدميقراطية, وتقوية البنيان الداخلي للمجتمع الفلسطيني اإن<br />
اُستغلت على الوجه االأمثل من قبل الكتل الطالبية واإدارات اجلامعات، بتعدديته وتنوعه<br />
الثقايف والديني والسياسي واالجتماعي. فاملجتمع املدين الفلسطيني الذي يضم املساجد<br />
والكنائس واالحتادات النقابية واالأحزاب السياسية املعارضة واملنظمات الثقافية<br />
واالإنسانية واحتادات املراأة والطلبة والشباب، يوؤدي دوراً حمورياً يف تعزيز موؤرشات<br />
الدميقراطية يف املجتمع الفلسطيني. اإن تنمية املجتمع املدين وتقويته يعد من اأهم املداخل<br />
النظرية التي تساهم يف اإحداث حتول دميقراطي، خاصة اإذا اقرتن تطور املجتمع املدين<br />
مع متطلبات ورشوط مسبقة اأخرى من اأهمها تعميق الثقافة السياسية الناضجة واأنسنة<br />
التعليم، وبث قيم التسامح والتعددية السياسية والفكرية والدينية واالجتماعية, وتقبل<br />
االآخر والتعايش معه )35( .<br />
هناك اآليات خمتلفة ومتعددة للتحول الدميقراطي، وما زالت اأصداء احلوارات<br />
والنقاشات والندوات املتخصصة تدور حول اأفضل الطرق والوسائل التي تفضي اإىل<br />
فضاء دميقراطي حقيقي. من بني هذه املداخل واالآليات التي تبناها بعضهم مدخل<br />
االإصالح والتجديد املوؤسساتي يف بنية النظام القائم مبوؤسساته ومكوناته الرسمية وغري<br />
الرسمية,. فدرجة املاأسسة والبناء الداخلي املنظم واالستقالل املايل لالإحتادات والنقابات<br />
النسوية والطالبية والعمالية والطوعية واملهنية, وتقوية الدميقراطية الداخلية لالأحزاب<br />
357
التوجهات السياسية واملطلبية في فكر احلركة الطالبية في<br />
اجلامعات الفلسطينية: تقومي نقدي في املمارسة العملية<br />
د. أمين طالل يوسف<br />
والقوى السياسية سينعكس اإيجاباً على النظام السياسي الفلسطيني ككل. فكلما كانت<br />
االأنظمة واللوائح الداخلية واضحة, وكلما كانت املمارسات احلزبية والنقابية تعلي من<br />
ساأن التعددية السياسية والفكرية، فقد اأسهم هذا يف ماأسسة التجربة الدميقراطية الوطنية,<br />
وعقلنة االأنظمة والقوانني واملعايري التي تعنى بالعملية السياسية عموماً )36( .<br />
اإن تعزيز هذا الشعور, وهذه املمارسات يتطلب عقد الورشات والندوات الدورية<br />
املتخصصة التي تتناول اأمور احلركة الطالبية, ومشاكل طلبة اجلامعات، وبخاصة يف<br />
هذا الزمن الذي تعاين فيه احلركة التعليمية الفلسطينية مشاكل جمة ومعقدة. فعملية<br />
التثقيف السياسي والنقابي اأمست رضورة وطنية، حيث تُعنى جمالس الطلبة املنتخبة،<br />
وعمادات سوؤون الطلبة، وممثلو الكتل الطالبية بعملية التوعية من خالل مساعدة الطلبة<br />
لالإملام باأبجديات احلركة الطالبية الفلسطينية، من حيث البدايات واملراحل التي مرت<br />
بها وظروفها احلالية. هذه الورشات املتخصصة ستساعد بالتعريف باملوؤسسات القيادية<br />
والتنظيمية التي قادت العمل الطالبي داخل الوطن وخارجه، كما اأنها ستساعد يف معرفة<br />
العالقة العضوية/ الوجدانية بني كتل العمل الطالبي وفصائل العمل الوطني املقاوم. كما<br />
اأن للحركة الطالبية دوراً يف تدعيم املوؤرشات الدميقراطية من خالل املشاركة الفاعلة يف<br />
عملية االنتخابات, واالإصالح السياسي واالجتماعي والتعليمي، كما اأنها قادرة على رفد<br />
النخب السياسية الفلسطينية بكوادر جديدة )37( .<br />
تسييس احلركة الطالبية:<br />
اأسهمت احلركة الطالبية يف تفريخ قيادات فصائلية وحزبية وجمتمعية, ومل يكن دور<br />
الكتل الطالبية منصباً على اإيجاد قيادات طالبية واإبرازها فحسب, بل تعدى االأمر اإىل صقل<br />
قدرات هذه الكفاءات والقيادات الذين اأهلوا خالل فرتة دراستهم يف اجلامعات ومتتينها.<br />
وقد نشطت هذه القيادات الطالبية بعد تخرجها من اجلامعات يف قيادة العمل املجتمعي<br />
العام, ويف اإطار الفصائل واالأحزاب الفلسطينية, ويف منظمات املجتمع املدين, كما شارك<br />
بعض هذه القيادات يف اإدارة موؤسسات السلطة التنفيذية والترشيعية واالأجهزة املدنية<br />
واالأمنية )38( .<br />
اإن تاريخ احلركة الطالبية الفلسطينية, سواء داخل الضفة الغربية وقطاع غزة اأم يف<br />
الشتات واملنايف, مل يختلف كثرياً، ومل يتمايز عن تاريخ فصائل العمل الوطني الفلسطيني<br />
بكل اأطيافه واألوانه السياسية واحلزبية. حتى اإن بعضهم يستطيع االدعاء يف هذا السياق<br />
اأن بعض القيادات الطالبية الفاعلة والنافذة ضمن القاعدة اجلماهريية قد استطاعت من<br />
استغالل قدراتها وطاقاتها القيادية والتعبوية لبناء وتاأسيس فصائل واأحزاب فلسطينية,<br />
358
●<br />
●<br />
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
ال سيما يف خمسينيات القرن العرشين. اإن احلديث عن احلركة الطالبية الفلسطينية يف<br />
املضامني وظروف النساأة، والتاأسيس يعني مالحظتني جوهريتني:<br />
●الأوىل اأن احلركة الطالبية نفسها كانت مساهمة حمورية يف التاأسيس والتنظري<br />
لالأحزاب الفلسطينية خاصة يف بداياتها االأوىل, وهذا ينطبق على حركة القوميني العرب<br />
اجلبهة الشعبية وحركة فتح وغريها من الفصائل, اإضافة اإىل االأحزاب واحلركات االإسالمية<br />
خاصة االإخوان املسلمني.<br />
●اأما املالحظة الثانية فمتعلقة باحلركات الطالبية التي اأنتجتها االأحزاب<br />
والفصائل السياسية, وهي تشكل االأطر الطالبية يف داخل االأراضي الفلسطينية كافة, وقد<br />
تزامنت نساأة هذه الروابط الطالبية مع قيام العديد من اجلامعات الفلسطينية يف نهاية<br />
السبعينيات وبداية الثمانينيات.<br />
لقد غرقت احلركة الطالبية الفلسطينية يف النشاطات السياسية واحلزبية حيث عمدت<br />
الفصائل واالأحزاب املختلفة اإىل زيادة درجة التاأطري والتجنيد والتعبئة يف صفوف الطلبة؛<br />
الأنهم ميثلون الرشائح املتعلمة, اإضافة اإىل الدور الريادي للحركة الطالبية يف رفد احلركة<br />
الوطنية الفلسطينية يف الداخل واخلارج بالكوادر والقيادات الوطنية املوؤهلة فكرياً وسياسياً<br />
للعمل يف صفوف املنظمات الفلسطينية. لقد شكلت اجلامعات واملعاهد والكليات املتوسطة<br />
املنابر واملحطات املهمَّة للمناكفات السياسية واحلزبية والنقاشات الطويلة وللدعايات<br />
االنتخابية لفصيل اأو تنظيم سياسي ما, حيث اإن حالة اجلدل السياسي استغلت ملهاجمة<br />
اخلصوم من اأتباع الفصائل االأخرى ولزيادة وعى جموع الطلبة بالربامج السياسية<br />
واالنتخابية للفصائل واالأحزاب السياسية. ومبا اأن احلركة الطالبية الفلسطينية انطلقت<br />
يف اأوج املواجهة مع االحتالل االإرسائيلي, فقد عملت جاهدة الستنفاذ كل خيارات مقاومة<br />
االحتالل عرب منرب اجلامعات ومن خالل العمل اجلاد والدوؤوب لتجنيد الطلبة وتاأطريهم<br />
وتثقيفهم سياسيا حتى يقوموا مبهمة مقاومة االحتالل بطريقة واعية ومثمرة وعقالنية.<br />
يف هذا السياق نفسه يجب اأن ال ننسى اأو نتناسى االأدوار االجتماعية والتوعوية<br />
املهمة التي تقوم بها احلركة الطالبية بالتحديد على صعيد العالقات االجتماعية بني<br />
الطلبة اأنفسهم, وتنظيم النشاطات الثقافية واالجتماعية لتمتني هذه العالقات. كما كان<br />
هناك تركيز على الرشائح الضعيفة والفقرية يف اأوساط الطلبة من اأجل ضمان حصولهم<br />
على التعليم ومواصلة مشوارهم العلمي, وحق اجلميع يف التعليم اأوالً، ويف املشاركة يف<br />
كل االأنشطة الطالبية ثانياً. لقد اقرتن العمل والنشاط االجتماعي والثقايف يف اأجندة<br />
العمل الطالبي مع نشاطات نقابية ومطلبية، ال يستهان بها جلّها متعلقة مبستوى وطبيعة<br />
359
التوجهات السياسية واملطلبية في فكر احلركة الطالبية في<br />
اجلامعات الفلسطينية: تقومي نقدي في املمارسة العملية<br />
د. أمين طالل يوسف<br />
اخلدمات املقدمة للطلبة, والتخفيف عنهم فيما يتصل باالأقساط اجلامعية, والعمل على<br />
توفري املنح واملساعدات املادية للطلبة الفقراء واأبناء االأرسى واجلرحى والشهداء, اإضافة<br />
اإىل جهد بذل لتنسيق النشطات الطالبية من خالل النوادي واللجان والعمادات املختلفة,<br />
ومبشاركة اأساتذة ونقابيني واإدارة اجلامعات.<br />
تضارب الربامج الوطنية واملطلبية يف فرتة ما بعد اوسلو:<br />
مبا اأن الهّم السياسي والنضايل يحتل احليز االأكرب يف اأولويات الفلسطينيني يف ظل<br />
االحتالل مبا فيهم القطاعات الطالبية, اإال اأن الواقع االقتصادي واملايل الصعب الذي<br />
متر به الضفة الغربية وقطاع غزة يحتم على الكتل الطالبية واحتادات املجالس الطالبية<br />
التخفيف من معاناة الطلبة وبخاصة املحتاجني منهم, من خالل تفعيل دور صناديق<br />
مساعدة الطالب املحتاج. يف الورشات الطالبية املختلفة التي حرضتها وحارضت فيها,<br />
حيث كانت ترتفع بعض االأصوات التي تدعو اإىل اإنشاء الصناديق املالية التي تنمي النزعة<br />
االستثمارية بعيداً عن ثقافة االستهالك والعوز املستمر, وهذا من املمكن اأن يتحقق اإذا<br />
فعالً حتركت الكتل الطالبية املختلفة كجسد واحد, رغم الفوارق السياسية واالآيديولوجية<br />
فيما بينها, لتبني مشاريع استثمارية تاأخذ منط املرشوعات الصغرية بحيث تُنفذ داخل<br />
اجلامعة وخارجها، ويكون املردود النهائي لصالح صندوق الطالب املحتاج )39( . يف هذا<br />
السياق اأود التشديد على اأن دراسات اجلدوى االقتصادية للمرشوعات الصغرية ودراسات<br />
السوق من حيث متطلباته واآليات العرض والطلب فيه ميكن اأن يقوم بها طلبة متخصصون<br />
يف جمال االإدارة واالقتصاد والتسويق مبساعدة واإرشاف اأساتذة اجلامعة التي يدرسون<br />
فيها. اإن دخول االأكادمييني والباحثني امليدانيني على اخلط يساعد كثرياً يف تفعيل العالقة<br />
االإيجابية بني الطالب واملحارض من جهة, ويساعد يف حتسني فرص جناح مثل هذه<br />
املشاريع من جهة اأخرى )40( . من الفوائد واملكاسب الأخرى التي ميكن جنيها من فكرة<br />
تفعيل املشاريع الصغرية لطلبة اجلامعات المور الآتية:<br />
ضمان كفاية حاجة الطالب الفقري، وعدم اعتماده الدائم على املساعدات املالية<br />
اخلارجية ذات الطابع اخلريي, وهنا تكمن اأهمية العمل الطالبي املطلبي رغم تداخل هذا<br />
البعد مع البعد الوطني )41( .<br />
تشجيع ثقافة االستثمار وعقلية املنفعة املتبادلة )البزنس( يف اأوساط الطلبة<br />
مقابل القضاء على ثقافة االستهالك والتواكل, وحث املجالس الطالبية لتبني مثل هذه<br />
الفلسفة وهذا التوجه ملا له من نتائج عملية ومفيدة لقطاع الطالب يف فلسطني وبخاصة<br />
اإذا اأدركنا اأن االقتصاد الفلسطيني اأصبح ريعياً اأي معتمداً على املساعدات واملنح املالية<br />
اخلارجية )42( .<br />
360<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
زيادة انتماء الطالب جلامعته من خالل خلق فرص واآفاق جديدة له تساهم يف<br />
متتني اأوارص العالقة مع املسئولني واالأكادمييني، الأن مثل هذه العالقة ميكن استثمارها<br />
خلدمة الطلبة فيما يتعلق باالأقساط اجلامعية والنشاطات الطالبية االأخرى )43( .<br />
361<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
اإن هذه النشاطات متثل اأرضية جيدة وحقل تدريب واسعاً للطلبة تضيف مفاهيم<br />
وروؤى واأفكاراً واقعية براجماتية تساعد الطالب على فهم الواقع كما هو، بعيداً عن<br />
رومانسيات الشباب ومثاليتهم؛ الأن فهم الواقع كما هو, يساعد يف التعاطي معه اإيجابياً<br />
بالتحديد بعد التخرج حيث يصادف الطالب العديد من املشاكل واملعوقات مبا فيها اإيجاد<br />
فرص عمل مناسبة اأو العثور عليها يف ظل سوق عمل حمدود، وغري معقد يف تركيبته<br />
اخلدماتية )44( .<br />
لذلك ميكن القول اإنه بالرغم من الوعي السياسي واالآيديولوجي والفصائلي الذي<br />
تتمتع به خمتلف القوى والكتل الطالبية فهناك مساحة واسعة ورحبة للتطوير والتطور<br />
خاصة باجتاه بناء شخصية علمية ومعرفية للطالب الفلسطيني رغم الظروف االستثنائية<br />
القاهرة التي مير بها. فنشاطاته واسعة وموارده متوافرة وسهلة التحصيل داخل احلرم<br />
اجلامعي, اإذ تشتمل على االأساتذة واملحارضين والقاعات والتجهيزات املختلفة التي ميكن<br />
استخدامها بشكل اإيجابي وفعّال الإثارة مواضيع اجتماعية واقتصادية وثقافية بعيداً عن<br />
السياسية والتسييس, ولربط الطالب مع املجتمع املحلي الذي يعيش فيه دومنا نسيان<br />
الوطن السليب حتت االحتالل )45( .<br />
اإن اإجنازات احلركة الطالبية النقابية واملطلبية متعددة وواسعة, وال ميكن حرصها<br />
يف بحث واحد, لكن اأغلبها يقع حتت عناوين عريضة مثل التقسيط للطلبة املحتاجني,<br />
وتخفيض االأقساط اجلامعية, ومساعدة الطلبة يف عملية تسجيل املساقات، وبخاصة الطلبة<br />
اجلدد, والدخول يف مفاوضات مع اإدارات اجلامعات خاصة حينما يتعلق االأمر بالسوؤون<br />
الطالبية واالأكادميية واملالية, فضال عن تنظيم الرحالت واملسابقات الثقافية والرياضية<br />
واالحتفال باملناسبات الوطنية والدينية, وعمل الدورات والورشات املختلفة للطلبة يف<br />
اأمور وقضايا تهمهم )46( . لكن احلركة الطالبية الفلسطينية دخلت يف اأزمة املوازنة بني<br />
االأهداف النضالية من جهة, واملطلبية والنقابية من جهة اأخرى خاصة يف مرحلة ما بعد<br />
اوسلو بسبب الرتاجع يف العمل اجلماهريي )47( .<br />
اإن اكرب حتدٍّ يواجه احلركة الطالبية اليوم هو حالة الترشذم واالنقسام والتفتت بني<br />
الكتل الطالبية على اأسس واعتبارات حزبية واآيديولوجية, وصلت يف نهاية السبعينيات<br />
والثمانينيات اإىل درجة االقتتال الدموي )48( . اإضافة اإىل عملية اإقحام اجلوانب واالأبعاد
التوجهات السياسية واملطلبية في فكر احلركة الطالبية في<br />
اجلامعات الفلسطينية: تقومي نقدي في املمارسة العملية<br />
د. أمين طالل يوسف<br />
املطلبية والنقابية وزجها بالسياسي التي ال ميكن السكوت عنه, الأنه يقحم الطلبة يف<br />
تناقضات ورصاعات تغذيها خمتلف الكتل الطالبية على الساحة اجلامعية, ناهيك عن<br />
تدخل االأحزاب والتنظيمات السياسية من اخلارج )49( . وبهذا الزج واخللط بني املطلبي<br />
والسياسي حتولت اجلامعات من حاضنة للعقول اإىل مدرسة جامدة, ومن تصدير احلريات<br />
اإىل تصدير االأزمات, ومن اأداة للتغيري اإىل ناقل لالزمات الداخلية الفلسطينية.<br />
إشكاليات احلركة الطالبية:<br />
هناك عوامل اأدت اإىل حمدودية العمل النقابي يف اجلامعات الفلسطينية، اأهمها: فقدان<br />
احلركة الطالبية لقيادات كثرية بسبب االعتقال من قبل السلطات االإرسائيلية، االأمر الذي<br />
خلق اختالالً يف اجلسم الطالبي، وبروز عدد من املمارسات العفوية التي مل تكن يف صالح<br />
الطلبة اأو واقعهم ومستقبلهم االأكادميي، كما اأن انخفاض املستوى الثقايف واالأكادميي<br />
لدى نسبة كبرية من الطلبة افقدهم كثرياً من االهتمام باجلانب النقابي يف اجلامعة )50( .<br />
ويف هذا السياق, يجب االإشارة اإىل النشاطات السلبية لبعض الطلبة داخل احلرم اجلامعي،<br />
خاصة خالل سنوات االنتفاضة الثانية, ومنها على سبيل املثال ال احلرص التعصب<br />
الفصائلي وثقافة الشتائم والسباب, اإضافة اإىل تدخل بعض االأطر الطالبية يف عمل<br />
املدرسني واملحارضين وحماولة ابتزازهم يف وضع العالمات واحلصول على امتيازات<br />
اأخرى.<br />
لقد طغى العمل احلزبي ملعظم الطلبة اجلامعيني »املوؤطرين« على العمل النقابي،<br />
بحيث حتوصل الطالب ضمن دائرة ضيقة، وتبوتق ضمن اإطار حزبي معني، وما عليه اإال<br />
اإن ينفذ تعاليم وقرارات وتوجهات املسئولني عنه من احلزب الذي ينتمي اإليه. يضاف اإىل<br />
ذلك، اأنه بسبب احتكار »احلزبني الكبريين« حماس وفتح ملعظم حيز الساحة السياسية<br />
الفلسطينية، اأدى اإىل نقل هذا املشهد اإىل اجلامعات، للتحوصل واختزال املجالس الطالبية<br />
يف قيادة حتكم وتوجه الكتل التابعة لها، ما اأدى اإىل مضاعفة الشلل النقابي وفقدانه<br />
للتعددية النقابية )51( .<br />
اإن من اأوضح التجليات التي توؤكد طغيان العمل السياسي على النقابي لدى طلبة<br />
اجلامعات, هي »املناظرة« بحيث يتبني من خاللها اأن املزايدات والتجاذبات احلزبية لهذه<br />
الكتلة الطالبية اأو تلك هي التي تكون حمور املناظرة، بعيداً -يف كثري من االأحيان- عن<br />
هموم الطلبة وحاجاتهم، لذا ميكن القول اإن جمالس الطلبة اجلامعية قد فقدت وظيفتها<br />
االأساسية بشكل كبري )52( .<br />
اإذا حققت هذه الكتلة اأو تلك اإجنازات حمددة، فاإنها توظفها ملصلحة تنظيمها احلزبي،<br />
وهذا ما اأفقد الكتل الطالبية عامل اجلذب والتجنيد املطلوب واملصداقية يف اأوساط الطلبة،<br />
362
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
كما اأن جمالس الطلبة اأصبحت »مراكز جتنيد للحزب« ال مراكز اأو جمالس تخدم<br />
الطالب, وتسانده اأمام التحديات التي تواجه، ال سيما يف قضية االأقساط والتشغيل،<br />
والتثقيف، والعمل التطوعي واملجتمعي، وغريها من االحتياجات التي يتخرج الطالب من<br />
جامعته وهو يفتقد اإىل معرفة مسلماتها واأبسط القواعد املتعلقة بها. هذا اإضافة اإىل ضعف<br />
الوعي السياسي والثقافة احلزبية حيث تركيز الكتل الطالبية على اأعداد الطلبة املنتمني لها,<br />
وليس نوعيتهم اأسهم يف النهاية يف تخريج جيل اأو حتى اأجيال غري ملمة باأبجديات احلركة<br />
الطالبية, وال يدركون حتى الربامج السياسية واالأيديولوجية واالجتماعية لالجتاهات<br />
احلزبية املنطوين يف ظلها )53( .<br />
اإن تراجع العمل النقابي مقابل طغيان العمل السياسي اأثر سلباً على الطلبة غري<br />
»املسيسيني« اأو الطلبة غري املسجلني يف تنظيم حزبي معني وهم نسبة كبرية، بحيث فقدوا<br />
اأو حرموا من احلق يف الدعم السياسي واملايل والنقابي وغريها من احلقوق كاملساعدة التي<br />
ينالها عدد ال باأس به من الطلبة املنتمني اإىل اأحزاب، ال سيما الكبرية منها. وعلى الرغم<br />
من اأن بعض الطلبة مدركون الأهمية العمل النقابي, وسلبية ارتباطه باحلزب السياسي<br />
واالآيديولوجيا, فاإن الثقافة العربية مبا حتمله من »عبودية وتقليد اأعمى« للحزب واأهدافه،<br />
تغيب هذا االإدراك, ففلسطني جزء من الوطن العربي حيث ينمو التحزب الضيق على حساب<br />
احلزبية الرحبة )54( .<br />
هناك سلوك سيء ومقيت لدى طلبة بعض الكتل اجلامعية، يتمثل يف تصيد خطاأ هذه<br />
الكتلة اأو تلك، وذلك بهدف اإضعافها يف املناظرة, وتقليل نسب جناحها يف االنتخابات، مع<br />
املالحظة هنا اأن معظم هذه االأخطاء تتحوصل يف البعد السياسي واحلزبي اأكرث مما هي<br />
اأخطاء نقابية اأو طالبية. كذلك فان تغليب البعد احلزبي على النقابي اأتاح الإدارة اجلامعات<br />
اإن تضعف الكتل الطالبية، لعدم اهتمامها بالساأن الطالبي العام اأو بسبب التفافها كثرياً<br />
حول التجاذبات واملنافسات احلزبية املقيتة )55( .<br />
من هنا ميكن القول اإن الطلبة قد غيِّبوا عن الفعل السياسي, باستثناء اأصواتهم التي<br />
يدلون فيها وقت انتخابات جمالس الطلبة من اأجل تسجيل انتصار ملصلحة هذا الفصيل اأو<br />
ذاك. وتبقى املطالب النقابية يف ذيل اهتمامات احلركة الطالبية, فلم تعد جمالس الطلبة حتقق<br />
اجنازات نقابية ومطلبيه, اإضافة اإىل ضعف املساهمة يف اخلدمات املجتمعية والتطوعية,<br />
وتراجع اأدوارها واأدائها يف تطوير العلمية والتعليمية واالأكادميية يف اجلامعات, فضالً عن<br />
تراجع دورها يف الدفاع عن الفئات املهشمة والضعيفة مما اأدى اإىل حرمان عدد ال باس<br />
به من الطلبة من الدراسة بسبب ارتفاع االأقساط اجلامعية وضنك العيش عموماً. اإن تراجع<br />
دور املجالس الطالبية تزامن مع ارتفاع وترية ونطاق النشاطات للكتل الطالبية احلزبية,<br />
363
التوجهات السياسية واملطلبية في فكر احلركة الطالبية في<br />
اجلامعات الفلسطينية: تقومي نقدي في املمارسة العملية<br />
د. أمين طالل يوسف<br />
حيث سعت هذه الكتل اإىل تعميق براجمها احلزبية والفصائلية على حساب الربامج النقابية<br />
املطلبية, مما اأدى يف نهاية املطاف اإىل تراجع النشاطات اجلماعية واجلمعية للطلبة ككل.<br />
قابل ذلك زيادة عدد واأشكال االأنشطة الفصائلية, بعد اأن كانت االأنشطة اجلمعية التضامنية<br />
حارضة يف كل املناسبات والظروف يف اجلامعات الفلسطينية, عرب بوابات العمل التطوعي<br />
واملظاهرات واالحتجاجات املطلبية والوطنية والشعارات العريضة التي كانت ترفع يف<br />
املناسبات الوطنية مكرسة بذلك اأبعاد وطنية ونقابية وحدوية جامعة وموحدة )56( .<br />
وبالرغم من اأن سنوات الثمانينيات والتسعينيات من القرن املاضي شهدت بروزاً<br />
وتاأثرياً للعمل السياسي واحلزبي يف اجلامعات فاإن العمل النقابي خاصة اأخذ حقه من<br />
االهتمام, واإن كان بدرجة اأقل، يف حني اأنه بعد حقبة اأوسلو, شهد العمل النقابي تراجعاً من<br />
حيث اهتمام الكتل، وكذلك الطلبة غري احلزبيني، وذلك حلساب العمل السياسي الذي تراجع<br />
هو االآخر ولكن بنسبة قليلة )57( .<br />
اإن معظم االأحزاب السياسية يف فلسطني شهدت بعد اأوسلو اأزمات تنظيمية واآيديولوجية<br />
نُقلت بشكل غري مبارش اإىل اجلسم الطالبي, مما اأدى اإىل بروز مظاهر االإحباط، والالمباالة،<br />
وبعض مظاهر االنقسام والترشذم يف اأوساط الطلبة. املطلوب من الكتل الطالبية هو تغيري<br />
خطابها مبا يخدم ما هو وطني ونقابي يف اآن معاً مع مراعاة التوازن يف اخلطاب واملمارسة<br />
العملية بني هذين البعدين مع التحيز اأكرث بقليل للبعد النقابي, الأنه يسهم يف النهاية يف<br />
خدمة البعد الوطني. اإن االهتمام بالقضايا النقابية واالجتماعية والعمل اجلاد على حل<br />
املشكالت امللحة للطلبة يلعب دوراً مهماً يف زيادة حيوية طلبة اجلامعات, ويسهم اأيضا يف<br />
ترتيب تثبيت الفلسطينيني وموؤسساته العلمية والتعليمية على االأرض الفلسطينية )58( .<br />
خامتة وتوصيات:<br />
بالرجوع اإىل مشكلة البحث واالأسئلة االفرتاضية التي طرحها الباحث يف مقدمته, ميكن<br />
اجلزم اأن االأطروحات واجلوانب السياسية قد طغت على برامج احلركات والكتل الطالبية.<br />
وقد جاء هذا الطغيان على حساب اجلوانب املطلبية والدميوقراطية الداخلية, وعلى حساب<br />
العالقة بني خمتلف الكتل الطالبية. ومرد هذا االستنتاج والقراءة النقدية يعود اإىل الظروف<br />
االستثنائية التي مرت بها القضية الفلسطينية يف اآخر قرن, وما عاناه الشعب الفلسطيني<br />
من احتالل واستعمار واستيطان وتهجري انعكست على جممل احلياة الفلسطينية.<br />
اإن نكبة 1948, وما تالها من نكسة اأخرى عام 1967, اأقنعت الفلسطينيني من اأن<br />
املشوار النضايل والكفاحي لتثبيت الهوية الوطنية يجب اأن يستعمل كل االأدوات والوسائل<br />
364
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
365<br />
1.<br />
2.<br />
3.<br />
4.<br />
5.<br />
6.<br />
7.<br />
املتاحة, العسكرية والسياسية والثقافية واملدنية. وقد جاء هذا الدور النضايل على حساب<br />
االعتبارات الداخلية للحركة الطالبية, وعلى مدى قدرتها خلدمة العملية الرتبوية والتعليمية<br />
والطالبية.<br />
اإن تسييس اجلامعات واحلركة الطالبية يف فرتة ما بعد قدوم السلطة الوطنية، اأدى<br />
دوراً سلبياً يف تراجع العمل اجلماهريي والنقابي واملطلبي للكتل الطالبية، وبخاصة فيما<br />
يتعلق باأمور وقضايا تالمس حياة الطلبة داخل اجلامعات مثل مستقبل العملية التعليمية,<br />
والتخصصات العلمية واالأقساط اجلامعية, فضال عن الدميوقراطية الداخلية يف اإطار الكتل<br />
الطالبية ومدى انسجامها على مستوى الربامج ومتثيل الطلبة. وعلى الرغم من املهمة<br />
املحورية التي قامت بها احلركة الطالبية يف دمقرطة احلرم اجلامعي من خالل املنافسة<br />
احلرة والنزيه, فاإن دخول االأحزاب السياسية والتنظيمات داخل اأسوار اجلامعات اأسهم يف<br />
متحور اهتمامات احلركة الطالبية باجتاه رفع الشعارات الوطنية والسياسية العريضة على<br />
حساب اجلوانب اخلدمية واملطلبية التي تهم كل الطالب اجلامعيني.<br />
من العرض السابق ميكن تقدمي التوصيات الآتية:<br />
1 الفصل بني الكتل الطالبية والتنظيمات السياسية يف الربامج والروؤى من اأجل خلق<br />
عالقة تقوم على االستقاللية والتكاملية، وليس على اأساس التبعية.<br />
2 تفعيل اجلهد الطالبي باجتاه خلق جسم طالبي اأو هيئة طالبية اأو جملس وطني<br />
ميثل كل الطالب داخل اجلامعات الفلسطينية.<br />
3 الفصل بني الوطني والسياسي من جهة والنقابي واملطلبي من جهة اأخرى من<br />
خالل عقد املناظرات والورشات الطالبية التي تتناول هذا املوضوع.<br />
4 العمل على تفعيل مشاركة الطالبات يف العملية االنتخابية والدميوقراطية، وزيادة<br />
متثيل الطالبات داخل املجالس الطالبية.<br />
5 عقد الورشات والندوات من اأجل تعريف الطلبة بتاريخ احلركة الطالبية الفلسطينية<br />
ومساهماتها يف تعزيز الدميوقراطية واملشاركة السياسية واحلزبية والنقابية.<br />
6 تكثيف التواصل االإيجابي احلي والصحي بني املجالس الطالبية واإدارة اجلامعات<br />
ملا لذلك من انعكاسات على دمقرطة االأجواء وتخفيف التوترات التي تنساأ من فرتة اإىل<br />
اأخرى.<br />
7 تفعيل النشاطات الطالبية املشرتكة التي تضم كل الكتل الطالبية، وتعزيز ثقافة<br />
احلوار فيما بينها ملا لذلك من تداعيات ايجابية على التواصل الطالبي اجلاد خدمة للطالب<br />
اأنفسهم.
التوجهات السياسية واملطلبية في فكر احلركة الطالبية في<br />
اجلامعات الفلسطينية: تقومي نقدي في املمارسة العملية<br />
د. أمين طالل يوسف<br />
2.<br />
3.<br />
4.<br />
اهلوامش:<br />
.1حسن 1 خرض، خصوصية نشوء وتكوين النخبة الفلسطينية، معهد اإبراهيم اأبو لغد<br />
للدراسات الدولية، جامعة بري زيت، 2003، ص. 13.<br />
2 جربيل حممد، التعليم العايل الفلسطيني بني القطاع العام واخلصخصة، القدس: منتدى<br />
اأبحاث السياسيات االجتماعية واالقتصادية يف فلسطني، 1999، ص. 1- 2.<br />
3 عبد اجلواد صالح، املشكالت الذاتية ملوؤسسات التعليم العايل يف الضفة وقطاع غزة،<br />
نيقوسيا: دار الصمود العربي، 1982، ص. 10- 11.<br />
4 جميل هالل، النظام السياسي الفلسطيني بعد اوسلو دراسة حتليلية نقدية، بريوت:<br />
موؤسسة الدراسات الفلسطينية ورام اللة: مواطن املوؤسسة الفلسطينية لدراسة<br />
الدميقراطية، 1998.<br />
5.<br />
5 اجلامعات الفلسطينية هي: االأزهر، االإسالمية، االأقصى، اخلليل، بوليتيكنك فلسطني،<br />
القدس اأبو ديس، بيت حلم، بريزيت، النجاح الوطنية، العربية االأمريكية وجامعة<br />
القدس املفتوحة. اأما الكليات اجلامعية فهي: فلسطني التقنية/طولكرم، فلسطني<br />
التقنية/العروب، فلسطني التقنية/رام اللة للبنات، فلسطني التقنية/دير البلح، العلوم<br />
والتكنولوجيا/خانيونس، العلوم الرتبوية/جمتمع املراأة، العلوم الرتبوية/جمتمع<br />
رام اللة ابن سينا للتمريض، فلسطني للتمريض/خانيونس، الدعوة االإسالمية/<br />
قلقيلية، الدعوة االإسالمية/غزة، كلية بيت حلم للكتاب املقدس، معهد وجدي اأبو غربية<br />
التكنولوجي. الكليات املتوسطة هي: االأمة/القدس، االإبراهيمية/القدس، العرصية/<br />
رام اللة، الروضة/نابلس، النجاح/نابلس، هشام حجاوي التكنولوجية/نابلس، املهن<br />
التطبيقية/بوليتيكنك فلسطني/اخلليل، الدراسات املتوسطة/االأزهر، العلوم املهنية<br />
والتطبيقية/االإسالمية، املجتمع العربية/رفح، تدريب/غزة، غزة السياحية، صحة<br />
املجتمع/رام اللة، اخلليل للتمريض، احلاجة عندليب العمد للتمريض/نابلس، كلية<br />
التمريض يف جمعية اإنعاش االأرسة/رام اللة، كلية التمريض مستشفى الكاريتاس/<br />
بيت حلم، كلية التمريض/املقاصد، كلية جمتمع طاليتا/بيت حلم.<br />
6تقرير . 6 التنمية البرشية يف فلسطني ، 2004 برنامج دراسات التنمية يف جامعة بريزيت،<br />
،2005 ص. .47<br />
7.<br />
7 د. جابي برامكي، جتربة التعليم العايل يف فلسطني منذ االحتالل: نساأته، االإشكاليات<br />
واالإجنازات، السياسية الفلسطينية، مركز البحوث الدراسات الفلسطينية، نابلس، السنة<br />
السابعة, عدد ,2000 ،26 ص. -6 .14<br />
8.<br />
8 رمزي ريحان، التعليم العايل الفلسطيني والتنمية، السياسية الفلسطينية، مركز البحوث<br />
والدراسات الفلسطينية، نابلس، السنة السابعة عدد 2000، 26، ص. 15- 23.<br />
366
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
9مصدر . 9 سابق، رمزي ريحان، ص. . 19<br />
http: //home. att. net/nickols/stratrgy_definision. htm1010<br />
, 11<br />
1 بيان نويهض احلوت, القيادات واملوؤسسات السياسية يف فلسطني 1917- 1948<br />
بريوت: موؤسسة الدراسات الفلسطينية, 1986, ص. 41<br />
1212املصدر السابق, ص. 41<br />
1313املصدر السابق, ص. 41<br />
1414املصدر السابق, ص. 41- 42<br />
15 وليد سامل, املنظمات املجتمعية التطوعية والسلطة الوطنية الفلسطينية نحو عالقة<br />
تكاملية, رام اهلل: منتدى اأبحاث السياسات االجتماعية واالقتصادية, 1999, ص.<br />
367<br />
15<br />
65 -55<br />
16<br />
,2000 ص. 15<br />
17<br />
19<br />
20<br />
16 عماد غياضة, احلركة الطالبية الفلسطينية املمارسة والفاعلية, رام اهلل: مواطن,<br />
17 جميل هالل, التنظيمات واالأحزاب السياسية الفلسطينية بني مهام الدميوقراطية<br />
الداخلية والدميوقراطية السياسية والتحرر الوطني, رام اهلل: مواطن, 2006, ص. 42-<br />
43<br />
1818عماد غياضة, مصدر سابق, ص. 17<br />
19 جميل هالل, تكوين النخب السياسية الفلسطينية منذ نشوء احلركة الوطنية الفلسطينية<br />
اإىل ما بعد قيام السلطة الوطنية, رام اهلل: مواطن, 2002, ص. 15- 27.<br />
20 اإبراهيم اأبو لغد وحماد حسني )حمرران( , التعليم الفلسطيني تاريخاً, واقعاً ورضورات<br />
املستقبل, املوؤمتر الدويل الثاين للدراسات الفلسطينية, جامعة بريزيت, 1997, ص.<br />
.191 -190<br />
21<br />
23<br />
21 نارص اأبو عزيز, االإحتاد العام لطلبة فلسطني تاريخ- واقع- افاق, الدورة الثقافية<br />
للموؤسسات االأهلية النسوية, مديرية التوجيه السياسي, ص. 6<br />
222 عماد غياضة, مصدر سابق , ص. 88- 90<br />
23 عبد اجلواد صالح, موؤسسات التعليم العايل يف الضفة الغربية وقطاع غزة, صامد<br />
االقتصادي, السنة اخلامسة, عدد 1983, 44, ص. 39- 57<br />
24 عزت عبد الهادي واآخرون, املوؤسسات الوطنية االنتخابات والسلطة, رام اهلل: مواطن,<br />
24<br />
,1994 ص. 14<br />
25<br />
الفرتة -1995 ,1996 بتاريخ -20 -2 2007<br />
25 مقابلة مع اإبراهيم اأبو الهيجاء, منسق الكتلة االإسالمية يف جامعة النجاح الوطنية يف
التوجهات السياسية واملطلبية في فكر احلركة الطالبية في<br />
اجلامعات الفلسطينية: تقومي نقدي في املمارسة العملية<br />
د. أمين طالل يوسف<br />
2626عماد غياضة, مصدر سابق, ص. 157- 164<br />
27 ايلني كتاب, احلركة الطالبية الفلسطينية واإبعادها االجتماعية النسوية يف جمدي<br />
املالكي )حترير( , احلركة الطالبية الفلسطينية ومهمات املرحلة جتار واآراء, رام اهلل:<br />
مواطن, 2000, ص. 141.<br />
2828نارص اأبو عزيز, مصدر سابق,ص. 7<br />
2929املصدر السابق, ص. 7- 8<br />
3030عماد غياضة, مصدر سابق, ص. 88- 90<br />
3131مقابلة شخصية مع اإبراهيم اأبو الهيجاء, بتاريخ 20- 2- 2007<br />
3232مقابلة شخصية مع اإبراهيم اأبو الهيجاء بتاريخ 20- 2- 2007<br />
33 مقابلة شخصية مع طارق دغلس, احد قيادات حركة الشبيبة الطالبية يف اجلامعة<br />
3<br />
العربية االأمريكية بتاريخ 13- 3- 2007.<br />
34<br />
368<br />
27<br />
34 فتحي خرض, دور احلركة الطالبية يف جامعة النجاح الوطنية يف ترسيخ مفهوم<br />
املشاركة السياسية 1994- 2000, نابلس: جامعة النجاح الوطنية, 2008, ص.<br />
140 )رسالة ماجستري غري منشورة(<br />
35مقابلة شخصية مع طارق دغلس بتاريخ 13- 3- 2007<br />
. 35<br />
. 36<br />
. 37<br />
36مقابلة شخصية مع طارق دغلس بتاريخ 13- 3- 2007<br />
37مقابلة شخصية مع اإبراهيم اأبو الهيجاء, بتاريخ 12- 3- 2007<br />
3838فتحي خرض, مصدر سابق, ص. 129<br />
39 مقابلة تلفونية مع عالء حميدان, رئيس جملس الطلبة عن الكتلة االإسالمية يف الفرتة<br />
39<br />
,2004 -2001 جامعة النجاح الوطنية, بتاريخ -22 -2 .2007<br />
40<br />
يف الفرتة -2004 ,2006 بتاريخ -21 -2 .2007<br />
41<br />
الكتلة االإسالمية, -1995 ,1996 بتاريخ -20 -2 .2007<br />
42<br />
عن كتلة الشبيبة الطالبية 2006- 2007, بتاريخ 10- 3- 2007.<br />
43<br />
يف اجلامعة العربية االأمريكية 2006- 2007, بتاريخ 12- 3- 2007.<br />
40 مقابلة تلفونية مع رامي االأقرع, احد قادة الكتلة االإسالمية يف جامعة النجاح الوطنية<br />
41 مقابلة تلفونية مع منذر مشاقي, رئيس جملس الطلبة يف جامعة النجاح الوطنية عن<br />
42 مقابلة شخصية مع احمد العامر, رئيس جملس الطلبة يف اجلامعة العربية االأمريكية<br />
43 مقابلة شخصية مع زياد الرشقاوي, عضو جملس الطلبة عن حركة الشبيبة الطالبية
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
444 مقابلة شخصية مع معتز كميل, رئيس جملس الطلبة عن حركة الشبيبة الطالبية يف<br />
اجلامعة العربية االأمريكية -2005 ,2006 بتاريخ -10 -3 .2007<br />
45 مقابلة شخصية مع اأماين عبيدلة, عضوة جملس الطلبة عن حركة الشبيبة الطالبية يف<br />
45<br />
اجلامعة العربية االأمريكية -2005 ,2006 بتاريخ -10 -3 .2007<br />
46<br />
يف اجلامعة العربية االأمريكية, 2006- 2007, بتاريخ 11- 3- 2007<br />
47<br />
اجلامعة العربية االأمريكية -2005 ,2006 بتاريخ -12 -3 .2007<br />
48<br />
اخلليل -1993 ,1994 بتاريخ, -18 -1 .2007<br />
49<br />
ابو ديس -1997 ,1998 بتاريخ -22 -1 .2007<br />
50<br />
بيت حلم -2000 ,2001 بتاريخ -19 -1 .2007<br />
51<br />
- 52<br />
.2007 -2<br />
53<br />
,2007 -2006 بتاريخ -26 -2 .2007<br />
, 54<br />
بتاريخ -23 -2 .2007<br />
5<br />
ديس -1996 ,1997 بتاريخ -28 -2 .2007<br />
46 مقابلة شخصية مع زياد الرشقاوي, عضو جملس الطلبة عن حركة الشبيبة الطالبية<br />
47 مقابلة شخصية مع معتز كميل, رئيس جملس الطلبة عن حركة الشبيبة الطالبية يف<br />
48 مقابلة تلفونية مع وصفي الدبابسة, من قيادات حركة الشبيبة الطالبية يف جامعة<br />
49 مقابلة تلفونية مع حممد عزت جعافرة, من قيادات حركة الشبيبة الطالبية يف القدس<br />
50 مقابلة تلفونية مع حمسن خليل من كتلة القطب الطالبي عن اجلبهة الشعبية يف جامعة<br />
51 مقابلة مع تلفونية وصفي دبابسة, مصدر سابق.<br />
52مقابلة تلفونية مع طارق عبد املنعم اأبو خلف, مستقل, جامعة بريزيت, بتاريخ 23<br />
53 مقابلة تلفونية مع سوسن مزهر عن اجلماعة االإسالمية يف الكلية التقنية للبنات<br />
54مقابلة تلفونية مع راسم حممود اأبو علي, مستقل يف جامعة اخلليل 2001- 2002<br />
55 مقابلة تلفونية مع عوين الشوامرة من قيادات حركة الشبيبة يف جامعة القدس اأبو<br />
5656فتحي خرض, مصدر سابق, ص. 72<br />
57 مقابلة تلفونية مع امين خليل من قيادات الكتلة االإسالمية يف جامعة القدس املفتوحة<br />
57<br />
يف رام اهلل -2006 ,2007 بتاريخ -22 -2 .2007<br />
58<br />
الدميوقراطية يف جامعة بريزيت 2001- 2002, بتاريخ 26- 2- 2007.<br />
58 مقابلة تلفونية مع عنان اأبو حسني من قيادات كتلة الوحدة الطالبية عن اجلبهة<br />
369
التوجهات السياسية واملطلبية في فكر احلركة الطالبية في<br />
اجلامعات الفلسطينية: تقومي نقدي في املمارسة العملية<br />
د. أمين طالل يوسف<br />
املصادر واملراجع:<br />
.1اأبو 1 عزيز, نارص, االإحتاد العام لطلبة فلسطني تاريخ- واقع- اآفاق, الدورة الثقافية<br />
للموؤسسات االأهلية النسوية, مديرية التوجيه السياسي.<br />
.2اأبو 2 لغد, اإبراهيم وحماد حسني )حمرران( , التعليم الفلسطيني تاريخاً, واقعاً ورضورات<br />
املستقبل, املوؤمتر الدويل الثاين للدراسات الفلسطينية, جامعة بريزيت, 1997.<br />
.3برامكي, 3 جابي، جتربة التعليم العايل يف فلسطني منذ االحتالل: نساأته، االإشكاليات<br />
واالإجنازات، السياسية الفلسطينية، مركز البحوث الدراسات الفلسطينية، نابلس، السنة<br />
السابعة, عدد 2000. 26،<br />
4تقرير . 4 التنمية البرشية يف فلسطني ، 2004 برنامج دراسات التنمية يف جامعة بريزيت،<br />
.2005<br />
5احلوت, . 5 بيان نويهض, القيادات واملوؤسسات السياسية يف فلسطني 1917- 1948 ,<br />
بريوت: موؤسسة الدراسات الفلسطينية, 1986.<br />
.6خرض, 6 حسن، خصوصية نشوء وتكوين النخبة الفلسطينية، معهد اإبراهيم اأبو لغد<br />
للدراسات الدولية، جامعة بري زيت، 2003.<br />
.7خرض, 7 فتحي, دور احلركة الطالبية يف جامعة النجاح الوطنية يف ترسيخ مفهوم<br />
املشاركة السياسية 1994- 2000, نابلس: جامعة النجاح الوطنية, 2008.<br />
.8ريحان, 8 رمزي، التعليم العايل الفلسطيني والتنمية، السياسية الفلسطينية، مركز البحوث<br />
والدراسات الفلسطينية، نابلس، السنة السابعة عدد 2000. 26،<br />
.9سامل, 9 وليد, املنظمات املجتمعية التطوعية والسلطة الوطنية الفلسطينية نحو عالقة<br />
تكاملية, رام اهلل: منتدى اأبحاث السياسات االجتماعية واالقتصادية, 1999.<br />
1010صالح, عبد اجلواد, موؤسسات التعليم العايل يف الضفة الغربية وقطاع غزة, صامد<br />
االقتصادي, السنة اخلامسة, عدد 1983. 44, انظر اأيضا, املشكالت الذاتية ملوؤسسات<br />
التعليم العايل يف الضفة وقطاع غزة، نيقوسيا: دار الصمود العربي، 1982.<br />
11 1 عبد الهادي, عزت واآخرون, املوؤسسات الوطنية االنتخابات والسلطة, رام اهلل: مواطن,<br />
.1994<br />
370
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد الثالث والعشرون )1( - حزيران 2011<br />
1212غياضة, عماد, احلركة الطالبية الفلسطينية املمارسة والفاعلية, رام اهلل: مواطن,<br />
.2000<br />
1313كتاب, اآيلني, احلركة الطالبية الفلسطينية واإبعادها االجتماعية النسوية يف جمدي<br />
املالكي )حترير( , احلركة الطالبية الفلسطينية ومهمات املرحلة جتار واآراء, رام اهلل:<br />
مواطن, 2000.<br />
1414حممد, جربيل، التعليم العايل الفلسطيني بني القطاع العام واخلصخصة، القدس: منتدى<br />
اأبحاث السياسيات االجتماعية واالقتصادية يف فلسطني، 1999.<br />
15 15 هالل, جميل, التنظيمات واالأحزاب السياسية الفلسطينية بني مهام الدميقراطية<br />
الداخلية والدميقراطية السياسية والتحرر الوطني, رام اهلل: مواطن, 2006, اأيضا تكوين<br />
النخب السياسية الفلسطينية منذ نشوء احلركة الوطنية الفلسطينية اإىل ما بعد قيام<br />
السلطة الوطنية, رام اهلل: مواطن, 2002, اأيضا النظام السياسي الفلسطيني بعد اأوسلو<br />
دراسة حتليلية نقدية، بريوت: موؤسسة الدراسات الفلسطينية ورام اهلل: مواطن املوؤسسة<br />
الفلسطينية لدراسة الدميقراطية، 1998.<br />
371
التوجهات السياسية واملطلبية في فكر احلركة الطالبية في<br />
اجلامعات الفلسطينية: تقومي نقدي في املمارسة العملية<br />
د. أمين طالل يوسف<br />
املقابالت:<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
اأبو حسني, عنان, جامعة بريزيت.<br />
اأبو خلف, طارق عبد املنعم, جامعة بريزيت.<br />
اأبو علي, راسم حممود, جامعة اخلليل.<br />
االأقرع, رامي, جامعة النجاح الوطنية.<br />
اأبو الهيجاء, اإبراهيم, جامعة النجاح الوطنية.<br />
جعافرة, حممد عزت, جامعة القدس اأبو ديس.<br />
حميدان, عالء, جامعة النجاح الوطنية.<br />
خليل, اأمين, جامعة القدس املفتوحة يف رام اهلل.<br />
خليل, حمسن, جامعة بيت حلم.<br />
الدبابسة, وصفي, جامعة اخلليل.<br />
دغلس, طارق, اجلامعة العربية االأمريكية- جنني.<br />
الشوامرة, عوين, جامعة القدس اأبو ديس.<br />
الرشقاوي, زياد, اجلامعة العربية االأمريكية- جنني.<br />
♦العامر, احمد, اجلامعة العربية االأمريكية –جنني.<br />
عبيدلة, اأماين, اجلامعة العربية االأمريكية- جنني.<br />
كميل, معتز, اجلامعة العربية االأمريكية- جنني.<br />
مشاقي, منذر, جامعة النجاح الوطنية.<br />
مزهر, سوسن، الكلية التقنية للبنات/ رام اهلل.<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
372
Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />
and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />
Khaled Dweikat<br />
10. Jacobs, G. M. & Ball, J. (1996) : An investigation of the structure of<br />
group activities in ELT coursebooks. ELT Journal, vol. 50/2, 99- 107.<br />
11.<br />
12.<br />
13.<br />
14.<br />
15.<br />
Jahangard, A. (2007, June) . Evaluation of EFL materials taught at<br />
Iranian public high schools. Asian EFL Journal, 9 (2) , 1- 15. Retrieved<br />
June 22, 2007, from<br />
http: //www. asian- efl- journal. com/June_07_aj. php<br />
Lee, Kang- Young (2009) . Treating culture: What 11 high school EFL<br />
conversation textbooks in South Korea1 do. English Teaching: Practice<br />
and Critique May, 2009, Volume 8, Number 1. available at:<br />
http: //education. waikato. ac. nz/research.<br />
Litz, D. (n. d.) . Textbook evaluation and ELT management: A South<br />
Korean case study. Asian EFL Journal, n. a., pp. 1- 53. Retrieved June<br />
22, 2007, from http: //www. asian- efl- journal. com/Litz_thesis. <strong>pdf</strong><br />
Mahmoud, Ahmed. (2006) . Analyzing “ English for Palestine IV” in<br />
Terms of the Characteristics of a Good English Textbook. The Islamic<br />
University Journal. Gaza, Palestine.<br />
Mahmoud, Ahmed. (2009) . Analyzing «English for Palestine- 10» in<br />
Terms of The Characteristics of a Good English Textbook. Journal of<br />
Al- Quds Open University for Research and Studies. No. 13, June 2008<br />
pp. 9- 32.<br />
16. Muʼmen, G (1992) . «Teachersʼ Evaluation of PETRA The English<br />
Language Textbooks for the Seventh and Eighth Grades in Jordan. M.<br />
A. Thesis. University of Jordan, Amman, Jordan.<br />
17.<br />
18.<br />
19.<br />
Pusporini, Nuryantiningsih (2008) . A Content Analysis on English<br />
e- Book for Junior High School Grade VII, ”English In Focus”.<br />
http: //www. asian- efl- journal. com<br />
Reda, G. (2003) : “English coursebooks: Prototype texts and basic<br />
vocabulary norms. “ ELT Journal, vol. 57/3, 260- 268.<br />
Shatnawi, Mohammad Hussein (2005). The cultural dimension in TEFL:<br />
A case study of the Cutting Edge Series. Unpublished Ph. D. Dissertation.<br />
Amman Arab University for Graduate Studies.<br />
79
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />
References:<br />
1.<br />
Abbas, Insaf. Cultural Dimensions in English for Palestine Textbooks<br />
for Grades 10, 11&12, Second National Symposium on Quality English<br />
Teaching: EFL Enhancement in the New Millennium, June 27, 2009<br />
Birzeit University.<br />
2. Al. Momani, Naʼeem. (1998) . An Evaluation of EFL textbooks (AMRA)<br />
for the First and Second Secondary Classes in Jordan from Studentsʼ,<br />
Teachersʼ and Supervisorsʼ Perspectives. Unpublished M. Ed. Thesis.<br />
Yarmouk University.<br />
3.<br />
4.<br />
5.<br />
6.<br />
7.<br />
8.<br />
9.<br />
Ansary, Hasan and Babaii, Esmat. (2003) Subliminal Sexism in Current<br />
ESL/EFL Textbooks. http: //www. asian- efl- journal. com<br />
Ansary, H., & Babaii, E. (2002) . Universal characteristics of EFL/ESL<br />
textbooks: A step towards systematic textbook evaluation. The Internet<br />
TESL Journal, VIII, 2. Retrieved June 22, 2007, from<br />
http: //iteslj. org/Articles/<br />
Bataineh, Ruba. (2004) . The Representation of the Local Environment<br />
in Language Curricula: A case Study of Jordanians Tenth Grade English<br />
Textbooks. Damascus University Journal, Vol. VIII, 2004.<br />
Hamiloglu, Kamile and Karlıova, Hayriye (2009) . A Content Analysis<br />
on the Vocabulary Presentation in EFL Course Books. Ozean Journal of<br />
Social Sciences 2 (1) , 2009<br />
Hasan, Ali S. and Raddatz, Volker (2008) . Analysis of EFL elementary<br />
textbooks in Syria and Germany: cognitive, affective and procedural<br />
aspects in their inter- cultural context. Journal of Intercultural<br />
Communication, issue 17, June 2008. URL:<br />
http: //www. immi. se/intercultural/<br />
Hutchinson, T., & Torres, E, (1994) . The Textbook as Agent of Change.<br />
ELT Journal, 48 (4) , 315- 348.<br />
Inal, B. (2006) . Coursebook selection process and some of the most<br />
important criteria to be taken into consideration in foreign language<br />
teaching. Journal of Arts and Sciences, May, 2006 (5) , pp. 19- 29.<br />
78
Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />
and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />
Khaled Dweikat<br />
To sum up, the results of this content analysis can support the idea that<br />
“English for Palestine” textbook, described as a modern, communicative<br />
English course, has been especially written for schools in Palestine to help<br />
students learn English and to encourage them to become confident users<br />
of English and that it has been developed in consultation with local and<br />
international ELT experts although listening was neglected in the workbook.<br />
Recommendations:<br />
In the light of the results of this content analysis study, the researcher<br />
recommends the following:<br />
1.<br />
2.<br />
3.<br />
4.<br />
5.<br />
6.<br />
«English for Palestine» textbook should have included straightforward<br />
and well- defined objectives.<br />
«English for Palestine» textbook should be revised and modified so as to<br />
include more relevant subject matters that are strongly related to the life<br />
and culture of the students because the textbook still has some irrelevant<br />
topics that do not encourage the students to express their own culture<br />
and life.<br />
The textbook should have included more meaningful and communicative<br />
exercises and activities that motivate the students to speak the language.<br />
The textbook should have included more group work activities and<br />
exercises so as to enable the students help each other and to learn using<br />
different sources of learning.<br />
The textbook should have been balanced in terms of the types and the<br />
number of study skills which it promotes.<br />
The workbook should be provided with a number of exercises and<br />
activities that aim at improving the listening skill either in the classroom<br />
or at home.<br />
77
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />
To answer this question, the researcher used One- Way ANOVA test.<br />
Tables 20, 21 reveal the findings of this test.<br />
Table (20)<br />
The Mean Scores and Standards Deviations of the teachers’ attitudes according to Qualification<br />
Domain Qualification N Mean Standard Deviation<br />
diploma 5 3.30 0.327<br />
Total degree<br />
B. A 49 3.55 0.394<br />
M. A and more 5 3.42 0.325<br />
Domain<br />
Total 59 3.51 0.385<br />
Table (21)<br />
Findings of One- Way ANOVA for teachers' attitudes according to Qualification<br />
Source of<br />
variation<br />
Sum of<br />
squares<br />
Degrees of<br />
freedom<br />
Mean<br />
squares<br />
Between groups 0.394 3 0.131<br />
F- value Sig<br />
Total degree<br />
Within groups 8.20 56 0.149<br />
Total 8.59 59<br />
0.881 0.457<br />
Table 19 shows that there were no statistically significant differences<br />
at α = 0.05 between the teachers’ attitudes towards the usefulness and<br />
appropriateness of the exercises and activities that can be attributed to<br />
qualification variable.<br />
This means that teachers, regardless the degree or qualifications<br />
they obtained, seem to have the same attitudes towards usefulness and<br />
appropriateness of the exercises and activities. This might be explained by<br />
the fact that all teachers have to attend some obligatory training workshops<br />
which are frequently organized by the Ministry of Education for the sake<br />
of rehabilitating the experienced and inexperienced teachers in relation to<br />
the new curricula. Moreover, it might be argued that those teachers who are<br />
diploma holders seem to have long experiences in teaching EFL materials<br />
which may help them compensate for the lack of higher degrees (B. A or<br />
more.<br />
76
Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />
and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />
Khaled Dweikat<br />
To answer this question, the researcher used One- Way ANOVA. The<br />
findings of this test are shown in Tables 18, 19.<br />
Table (18)<br />
The Mean Scores and Standards Deviations<br />
of the teachers’ attitudes according to Experience<br />
Domain Experience N Mean Standard Deviation<br />
Total degree<br />
1- 4 years 7 3.758 0.473<br />
5- 8 years 13 3.490 0.388<br />
9 - 12 years 16 3.547 0.342<br />
13 and more 23 3.433 0.374<br />
Total 59 3.515 0.385<br />
Table (19)<br />
Findings of One- Way ANOVA for teachers' attitudes according to Experience<br />
Domain<br />
Source of<br />
variation<br />
Sum of<br />
squares<br />
Degrees of<br />
freedom<br />
Mean<br />
squares<br />
F- value Sig<br />
Total degree<br />
Between groups 0.594 3 0.198<br />
Within groups 8.002 56 0.145<br />
Total 8.59 59<br />
75<br />
1.360 0.265<br />
Table 19 shows that there were no statistically significant differences at<br />
α= 0.05 between teachers' attitudes towards the usefulness and appropriateness<br />
of the exercises and activities that can be attributed to experience variable.<br />
This means that regardless their experience in teaching English as<br />
a foreign language, the teachers in this study had similar attitudes<br />
towards the usefulness and appropriateness of the exercises and<br />
activities which might be explained by the idea that this textbook<br />
is somehow a new one and the experience of teaching it is not<br />
so long for all teachers and that the new teachers have to attend<br />
training workshops that aim to qualify them to bee experienced<br />
teachers in the field.<br />
C.<br />
Are there statistically significant differences at α = 0.05 between<br />
teachers’ attitudes towards the usefulness and appropriateness of the<br />
exercises and activities that can be attributed to qualification?
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />
11. Results Related to the Eleventh Question: Are there statistically<br />
significant differences at α = 0.05 between teachers’ attitudes towards<br />
the usefulness and appropriateness of the exercises and activities that<br />
can be attributed to sex, experience and qualification variables?<br />
To answer this question, it is better to be divided into the following minor<br />
questions according to the independent variables of the study.<br />
A.<br />
Are there statistically significant differences at α = 0.05 between<br />
teachers’ attitudes towards the usefulness and appropriateness of the<br />
exercises and activities that can be attributed to sex?<br />
To answer this question, the researcher used the t- test for independent<br />
samples and Table 17 shows the findings of this test.<br />
Table (17)<br />
Findings of the Independent t- Test on the Differences<br />
between the Teachers’ attitudes due to Sex<br />
Male (n=25)<br />
Female (n=34)<br />
Domain<br />
Mean<br />
Standard<br />
deviation<br />
Mean<br />
Standard<br />
deviation<br />
F<br />
Sig*<br />
Total degree 3.63 0.381 3.43 0.370 0.060 0.807<br />
Table 17 shows that there were no statistically significant differences at<br />
α= 0.05 between teachers’ attitudes towards the usefulness and appropriateness<br />
of the exercises and activities that can be attributed to sex. This means that<br />
both male and female teachers have to some extent similar attitudes towards<br />
the usefulness and appropriateness of the exercises and activities which<br />
might be due to the fact that they mostly have similar educational background<br />
and experiences in teaching this textbook in particular which is a new one.<br />
Moreover, the results might be explained by the fact the male and female<br />
teachers participated in a training workshops which aimed at empowering<br />
them and enabling them to employ the best methods in teaching<br />
B.<br />
Are there statistically significant differences at α = 0.05 between<br />
teachers’ attitudes towards the usefulness and appropriateness of the<br />
exercises and activities that can be attributed to experience?<br />
74
Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />
and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />
Khaled Dweikat<br />
usefulness and appropriateness of the exercises and activities in favor of the<br />
teachers whose means were higher than the means of the students.<br />
These results revealed that the teachers’ attitudes towards the usefulness<br />
and appropriateness of the exercises and activities were higher and more<br />
positive than the students’ attitudes which might be due to the maturity of<br />
teachers and the good experience they have gained throughout teaching this<br />
textbook or other similar textbooks. In addition, teachers are expected to<br />
have better thinking skills and a more comprehensive picture of what they<br />
are teaching.<br />
The results seem to be in disagreement with Al- Momani (1998) whose<br />
study found no significant differences between the supervisors’ and teachers’<br />
perspectives regarding the above mentioned strengths and weaknesses in<br />
AMRA textbooks.<br />
10. Results Related to the Tenth Question - Are there statistically significant<br />
differences at α = 0.05 between the students’’ attitudes towards the<br />
usefulness and appropriateness of the exercises and activities of the<br />
Tenth Grade textbook “ English for Palestine due to sex variable?<br />
To answer this question, the researcher used the t- test for independent<br />
samples and Table (16) shows the findings of this test.<br />
Table (16)<br />
Domain<br />
Findings of the Independent t- Test on the Differences between<br />
the Students’ attitudes due to Sex<br />
Male (n=59)<br />
Mean<br />
Standard<br />
deviation<br />
Female (n=52)<br />
Mean<br />
Standard<br />
deviation<br />
F<br />
Sig*<br />
Total degree 3.42 0.55 2.98 0.66 1.034 0.312<br />
Table (16) shows that there were no statistically significant differences<br />
at α = 0.05 between the students’ attitudes towards the usefulness and<br />
appropriateness of the exercises and activities that can be attributed to sex.<br />
This means that both male and female students have, to some extent, similar<br />
attitudes towards the usefulness and appropriateness of the exercises and<br />
activities which might be explained by the idea that both of them have the<br />
same educational background and that they a live under the same conditions.<br />
73
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />
when teaching English for Palestine and other similar textbooks are centered<br />
around one main objective; to help students become more confident in using<br />
English for meaningful communication at school and outside which seems<br />
to agree with Al- Momani (1998) who found that the objectives of AMRA<br />
textbooks were based on teaching English for communication which met the<br />
students’ needs and interests.<br />
On the other hand, the students feel that the various types of exercises<br />
and activities which cover different themes, skills, aims, and structures seem<br />
to encourage their participation in the classroom which may lead them to<br />
build more confidence in using English for communicative purposes. This<br />
can be supported by the idea that exercises and activities, when designed<br />
appropriately can motivate learners participation by introducing a slice of real<br />
life into classrooms in more complete communicative context.<br />
The results seem to agree with Kumsung (1996) who found that activities<br />
designed to encourage dialogues among Korean learners based upon cultural<br />
generalizations. The results also seem to agree with that of Abbas (2009) who<br />
found that each unit in the Tenth Grade textbook contained a reading passage<br />
followed by various activities involving all language skills based to a great<br />
extent on the thematic, lexical and structural content of the reading material.<br />
9. Results Related to the Ninth Question: Are there statistically significant<br />
differences at α = 0.05 between the teachers’ attitudes and students’<br />
attitudes towards the usefulness and appropriateness of the exercises<br />
and activities of “English for Palestine?<br />
To answer this question, the researcher used the Independent t- test. The<br />
findings are shown in Table 15<br />
Table (15)<br />
Domain<br />
Findings of the Independent t- Test on the Differences between<br />
Teachers’ attitudes and Students’ attitudes<br />
Teachers (n=59)<br />
Mean<br />
Standard<br />
deviation<br />
Students (n=111)<br />
Mean<br />
Standard<br />
deviation<br />
72<br />
F<br />
Sig*<br />
Total degree 3.51 0.38 3.21 0.64 11.04 0.001<br />
Table (15) shows that there were statistically significant differences<br />
at α = 0.05 between students’ attitudes and teachers’ attitudes towards the
Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />
and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />
Khaled Dweikat<br />
Statement Mean percentage Estimation<br />
level<br />
26<br />
They improve students' proficiency in<br />
English.<br />
3.36 67.2 moderate<br />
27 They provide a sense of challenge and fun. 2.80 56 low<br />
28 They create relaxation and enjoyment. 2.68 53.6 low<br />
29<br />
The quality of exercises and activities is<br />
adequate for both students and teachers.<br />
2.77 55.4 low<br />
Total 3.21 64.2 moderate<br />
Table 14 shows that the total mean score of students' attitudes towards<br />
the usefulness and appropriateness of exercises and activities was moderate<br />
as it was 3.21 and that the means of the students' responses ranged between<br />
2.68 and 3.71. The statement "The exercises and activities encourage the<br />
students’ active participation” came first with a mean of 3.71 whereas the<br />
statement “They create relaxation and enjoyment” scored the least with a<br />
mean of 2.76.<br />
These results revealed that the statement “They create relaxation and<br />
enjoyment” scored the least by both the teachers and the students which<br />
indicate that the exercises and activities of English for Palestine textbook<br />
seem to be unable to create enjoyable atmosphere in the classroom which<br />
may lead to some kind of pressure that teachers and students may suffer from.<br />
This pressure might be due to the intensity of the exercises and activities in<br />
both the student book and the work book as well.<br />
The results here seem to agree with Mahmoud (2006) who found in his<br />
evaluative study for the “English for Palestine IV” textbooks that the time<br />
allotted for the included material is inadequate, and this may make the process<br />
of teaching the material boring and difficult for the teachers and the students<br />
as well.<br />
Moreover, the results revealed that while the statement “ The exercises and<br />
activities promote meaningful communication via the language” was ranked<br />
first in the teachers’ responses, the statement “ The exercises and activities<br />
encourage the students’ active participation” was ranked first in the students’<br />
responses” which might be explained by the idea that the teachers’ objectives<br />
71
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />
Statement Mean percentage Estimation<br />
level<br />
10<br />
11<br />
12<br />
13<br />
14<br />
15<br />
16<br />
17<br />
18<br />
19<br />
20<br />
21<br />
They promote the students' ability to practice<br />
English.<br />
They suit the level and abilities of the<br />
students.<br />
They employ various types of educational<br />
aids.<br />
They take into account the student's prior<br />
experience.<br />
They take into account the individual<br />
differences between students.<br />
They motivate students to use English<br />
outside.<br />
They are equally distributed among the<br />
units.<br />
They are appropriately organized to suit the<br />
students' linguistic abilities.<br />
They encourage student- studentinteraction.<br />
They encourage teacher- student<br />
interaction.<br />
They encourage the use of various learning<br />
resources.<br />
They provide for a practical revision of the<br />
main points discussed previously.<br />
3.39 67.8 moderate<br />
2.90 58<br />
3.31 66.2 moderate<br />
3.40 68 moderate<br />
2.83 56.6 low<br />
2.96 59.2 low<br />
3.16 63.2 moderate<br />
2.92 58.4 low<br />
3.37 67.4 moderate<br />
3.61 72.2 high<br />
3.07 61.4 moderate<br />
3.45 69 moderate<br />
22 The exercises and activities are applicable. 3.14 62.8 moderate<br />
23<br />
24<br />
25<br />
They enhance the quality of learning<br />
English.<br />
They help students express themselves<br />
freely and naturally.<br />
They enable the students to use<br />
authentically English cultural materials.<br />
3.27 65.4 moderate<br />
3.27 65.4 moderate<br />
2.91 58.2 low<br />
70
Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />
and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />
Khaled Dweikat<br />
same time, the results seem to be partially in disagreement with Lee (2009)<br />
who found that the 11 high- school EFL conversation textbooks used in Korea<br />
included remarkably scant use of authentic materials along with interactive<br />
technologies like the Internet for teaching culture was used. On the other<br />
hand, the means and percentages of the students’ responses were calculated<br />
and represented in Table 14.<br />
Table (14)<br />
Means and Percentages of the Students’ ‘Attitudes Towards<br />
the Usefulness and Appropriateness of the Exercises and Activities<br />
Statement Mean percentage Estimation<br />
level<br />
1.<br />
2.<br />
3.<br />
4.<br />
5.<br />
6.<br />
7.<br />
8.<br />
9<br />
They contribute to achieving the behavioral<br />
objectives of the syllabus.<br />
Exercises and activities promote meaningful<br />
communication via the language.<br />
The exercises and activities provide for the<br />
development of systematic language skills.<br />
The exercises and activities encourage the<br />
students' active participation.<br />
The exercises and activities promote critical<br />
thinking (i. e. interpretation, application,<br />
analysis, synthesis, and evaluation.<br />
The exercises and activities meet the needs<br />
and interests of the students.<br />
The exercises and activities provide for the<br />
development of study skills: skimming, note<br />
taking, outlining, and looking up words in the<br />
dictionary.<br />
The exercises and activities develop the<br />
students' ability to use English for fruitful<br />
discussions.<br />
They help students understand the material<br />
effectively<br />
3.53 70.6 high<br />
3.39 67.8 moderate<br />
3.57 71.4 high<br />
3.71 74.2 high<br />
3.30 66 moderate<br />
2.95 59 low<br />
3.62 72.4 high<br />
3.28 65.6 moderate<br />
3.29 65.8 moderate<br />
69
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />
Statement Mean percentage Estimation<br />
level<br />
28 They create relaxation and enjoyment. 2.76 55.2 low<br />
29<br />
The quality of exercises and activities is<br />
adequate for both students and teachers.<br />
3.03 60.6 moderate<br />
Total 3.51 70.2 high<br />
Table (13) shows that the total mean score of teachers' attitudes towards<br />
the usefulness and appropriateness of exercises and activities was high<br />
(positive) as it was 3.51 and that the means of the teachers' responses ranged<br />
between 2.76 and 4.01. The statement "The exercises and activities promote<br />
meaningful communication via the language” was ranked first with a mean of<br />
4.01 whereas the statement “They “exercises and activities “create relaxation<br />
and enjoyment” scored the least with a mean of 2.76. Such results might<br />
be explained by the idea that the student book and workbook are included<br />
various types of exercises and activities which aim at developing the use of<br />
the language in meaningful situations and communicative functions. It has<br />
been shown above that the exercise and activities of the student book included<br />
(30.488 %) of the speaking skill type, (36.73%) of the communicative type,<br />
(21.93%) of the meaningful type, (29.2%) of language use type and (23.46%)<br />
of the exercises and activities can be conducted in pairs. On the other hand,<br />
the work book included (18.44 %) of the speaking skill type, (7.04 %%) of the<br />
communicative type, (50.70 %%) of the meaningful type, (20 %) of language<br />
use type and (%) of the exercises and activities can be conducted in pairs.<br />
The results also show that the teachers think the exercises and activities<br />
provide for the development of systematic language skills and provide for<br />
a practical revision of the main points discussed previously. They also feel<br />
that the exercises and activities employ various types of educational aids and<br />
learning resources that help the students understand the material effectively<br />
and therefore, encourage student- student and teacher- student interaction.<br />
These results seem to be in agreement with what Lee (2009) calls<br />
for when he claimed that conversation materials in 11 high- school EFL<br />
conversation textbooks used in Korea are chosen because socio- cultural<br />
values and norms are best acquired during the process of interaction. At the<br />
68
Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />
and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />
Khaled Dweikat<br />
Statement Mean percentage Estimation<br />
level<br />
12<br />
13<br />
14<br />
15<br />
16<br />
17<br />
18<br />
19<br />
20<br />
21<br />
22<br />
23<br />
24<br />
25<br />
26<br />
27<br />
They employ various types of educational<br />
aids.<br />
They take into account the student's prior<br />
experience<br />
They take into account the individual<br />
differences between students.<br />
They motivate students to use English<br />
outside.<br />
They are equally distributed among the<br />
units.<br />
They are appropriately organized to suit<br />
the students' linguistic abilities.<br />
They encourage student- studentinteraction.<br />
They encourage teacher- student<br />
interaction.<br />
They encourage the use of various<br />
learning resources.<br />
They provide for a practical revision of the<br />
main points discussed previously.<br />
The exercises and activities are<br />
applicable.<br />
They enhance the quality of learning<br />
English.<br />
They help students express themselves<br />
freely and naturally.<br />
They enable the students to use<br />
authentically English cultural materials.<br />
They improve students' proficiency in<br />
English.<br />
They provide a sense of challenge and<br />
fun.<br />
3.67 75.2 high<br />
3.30 66 moderate<br />
2.83 56.6 low<br />
3.27 65.4 moderate<br />
3.52 70.4 high<br />
3.27 65.4 moderate<br />
3.81 76.2 high<br />
3.94 78.8 high<br />
3.66 73.2 high<br />
3.77 75.4 high<br />
3.42 68.4 moderate<br />
3.55 71 high<br />
3.44 68.8 moderate<br />
3.45 69 moderate<br />
3.52 70.4 high<br />
2.91 58.2 low<br />
67
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />
Table (13)<br />
Means and Percentages of the Teachers ‘Attitudes towards the Usefulness<br />
and Appropriateness of the Exercises and Activities<br />
Statement Mean percentage Estimation<br />
level<br />
1.<br />
2.<br />
3.<br />
4.<br />
5.<br />
6.<br />
7.<br />
8.<br />
9<br />
10<br />
11<br />
They contribute to achieving the<br />
behavioral objectives of the syllabus.<br />
The exercises and activities promote<br />
meaningful communication via the<br />
language.<br />
The exercises and activities provide for<br />
the development of systematic language<br />
skills.<br />
The exercises and activities encourage<br />
the students' active participation.<br />
The exercises and activities promote<br />
critical thinking (i. e. interpretation,<br />
application, analysis, synthesis, and<br />
evaluation.<br />
The exercises and activities meet the<br />
needs and interests of the students.<br />
The exercises and activities provide for<br />
the development of study skills: skimming,<br />
note taking, outlining, and looking up<br />
words in the dictionary.<br />
The exercises and activities develop the<br />
students' ability to use English for fruitful<br />
discussions.<br />
They help students understand the<br />
material effectively<br />
They promote the students' ability to<br />
practice English.<br />
They suit the level and abilities of the<br />
students.<br />
3.89 77.8 high<br />
4.01 80.2 v. high<br />
3.89 77.8 high<br />
3.77 75.4 high<br />
3.50 70 high<br />
3.55 71 high<br />
3.79 75.8 high<br />
3.71 74.2 high<br />
3.83 76.6 high<br />
3.88 77.6 high<br />
2.86 57.2 low<br />
66
Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />
and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />
Khaled Dweikat<br />
exercises related to using the dictionary are emphasized more in the workbook<br />
which can be explained by the idea that most students believe in the importance<br />
of vocabulary as a basic requirement to speak the language.<br />
The least percentages in the Student Book were scored by “looking up<br />
words” (8. 14%) and skimming (9. 3%) while they were skimming (6. 12%)<br />
scanning (10. 20%) and note- taking (10. 20%) . This means that there must<br />
be a more balanced variation of study skills to meet the individual differences<br />
of the students.<br />
The results seem to be in agreement with Folse (2004) who found that<br />
students appreciate good instruction in vocabulary, which includes teaching<br />
words that students need to know, giving many good examples of the<br />
words, and holding students accountable for the words through appropriate<br />
practice activities and systematic testing. On the other hand, the quantitative<br />
analysis of teachers” and students’ responses revealed that a high percentage<br />
of teachers (75.8 %) and a moderate percentage of students (66 %) agreed<br />
that the exercises and activities provide for the development of study skills.<br />
Nevertheless, it can be concluded that both teachers and students believe that<br />
the exercises and activities “ English for Palestine” textbook for Tenth Grade<br />
provide for the development of study skills which could be explained by the<br />
fact the using different techniques and skills can greatly help students become<br />
more confident, effective, productive and intelligent in learning English. The<br />
results here seem to be in agreement with Hasan & Volker (2008) who found<br />
the Syrian material focuses on the cognitive element of language learning<br />
without ignoring affective and procedural factors, whereas the German<br />
material tended to put special emphasis on affectivity and process- orientation<br />
in addition to some pronunciation exercises and a stronger consideration of<br />
learner autonomy.<br />
8. Results Related to the Eighth Question: What are the attitudes of both<br />
teachers and students towards the usefulness and appropriateness of<br />
the exercises and activities of the Tenth Grade textbook “English for<br />
Palestine?<br />
To answer this question, the means and percentages for the two samples<br />
were calculated as shown in Tables 13, and 14.<br />
65
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />
and Eighth grades were of a limited type and the readers did not sufficiently<br />
meet the students’ scientific and technological needs. The findings were in<br />
disagreement with Hamdan (1994) whose study revealed that most of these<br />
textbooks are not strongly related to the students’ life.<br />
The results also seem to disagree with Shatnawi (2003) who found that<br />
some parents, teachers, and pupils were not fully satisfied with the content<br />
of Enterprise textbooks series which is used at Yarmouk University Model<br />
School since it was not more relevant to the students’ culture and background<br />
(Cited in Shatnawi, 2005) .<br />
The results seem to be in disagreement with Lee (2009) who found that<br />
that the11textbooks did not encourage the culture- general aspect of culture<br />
learning.<br />
7. Results Related to the Seventh Question: To what extent do the<br />
exercises and activities provide for the development of study skills,<br />
such as skimming, note taking, outlining, and looking up words in the<br />
dictionary?<br />
Table (12)<br />
Frequencies and Percentages of Study Skills<br />
Study Skills<br />
Student Book<br />
Frequency<br />
Percentage<br />
Frequency<br />
Work Book<br />
Percentage<br />
Scanning<br />
18<br />
20.93 %<br />
10<br />
10.20 %<br />
Skimming<br />
8<br />
9.3 %<br />
6<br />
6.12 %<br />
Note- Taking<br />
25<br />
29 %<br />
10<br />
10.20 %<br />
Outlining<br />
9<br />
10.46 %<br />
12<br />
12.24 %<br />
Summarizing<br />
19<br />
22 %<br />
25<br />
25.51 %<br />
Looking Up Words<br />
7<br />
8.14 %<br />
35<br />
35.71 %<br />
Total<br />
86<br />
100 %<br />
98<br />
100 %<br />
Table (12) shows that the exercises and the activities promote to some<br />
different types of study skills. The highest study skill in the Student book was<br />
note- taking which scored (29 %) while “looking up words in a dictionary”<br />
scored the highest in the Workbook (35.71) . This means that vocabulary<br />
64
Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />
and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />
Khaled Dweikat<br />
Student Book which focus on the Palestinian ways of living so as to meet the<br />
interests and cultural background of the students.<br />
Secondly, the historical aspects had the second highest percentage (17.2%)<br />
in the student book while the second highest percentage was scored by ways<br />
of living in the workbook (18.18%) . This means that the textbook involves<br />
some activities and exercises which have items that are related to Palestinian<br />
or Arab /Islamic events that happened in the past, present, or future.<br />
With regard to the political aspect we see that this aspect is included<br />
in some exercises and activities with only (8.28%) in the Student Book and<br />
(1.56%) in the Workbook.<br />
The results seem to agree with Bataineh (2004) who found that the<br />
Jordanian environment is moderately represented in the textbook she analyzed<br />
and that the environment, in general, is well represented and a lot of references<br />
are made to regional and international components.<br />
On the other hand, the analysis of respondents of teachers revealed that<br />
(71 %) of teachers indicated that the exercises and activities meet the needs<br />
and interests of the students while only (59 %) of the students agreed that<br />
the exercises and activities meet the needs and interests of the students. This<br />
means that the textbook should include more exercises and activities that meet<br />
their needs and interests since they know better what they need and what may<br />
interest them in the content of EFL textbook. Here, such necessity seem to<br />
agree with Inal (2006) who found that the course books applied in English<br />
language teaching in Turkish schools should be in line with the needs of the<br />
students attending the program.<br />
The results seem to agree with Shatnawi (2005) who found that the<br />
textbooks he analyzed included different percentages of cultural aspects<br />
including historical, economical, geographical, literary, political, religious,<br />
social, man- woman relationship, habits, customs and traditions.<br />
The results also agree with Al- Momani (1998) who found that the<br />
objectives of AMRA textbooks and vocabulary items and grammar and<br />
structural functions for the first and second secondary classes in Jordan meet<br />
the students’ needs and interests.<br />
The results, on the other hand, seem to disagree with Mu’men (1992)<br />
who found that the writing activities of PETRA textbooks for the Seventh<br />
63
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />
- Habits, Customs, and Traditions: Items that are related to habits,<br />
customs and traditions of people.<br />
- Way of Living: Items related to the way people live in certain<br />
societies.<br />
Table (11)<br />
Historical<br />
Cultural Aspects<br />
Economical<br />
Geographical<br />
Literary<br />
Political<br />
Religious<br />
Social<br />
Man- Woman Relationship<br />
Habits, Customs &Traditions<br />
Ways of Living<br />
Total<br />
Frequencies and Percentages of the Cultural Aspects<br />
Student Book<br />
Frequency<br />
27<br />
8<br />
54<br />
19<br />
13<br />
11<br />
8<br />
6<br />
5<br />
6<br />
157<br />
Percentage<br />
17.2%<br />
5.09%<br />
34.4%<br />
12.1%<br />
8.28%<br />
7 %<br />
5.09%<br />
3.82%<br />
3.18%<br />
3.82%<br />
100%<br />
Frequency<br />
5<br />
4<br />
13<br />
5<br />
1<br />
6<br />
10<br />
5<br />
5<br />
12<br />
66<br />
Work Book<br />
Percentage<br />
7.58 %<br />
6.06 %<br />
19.7 %<br />
7.58 %<br />
1.56 %<br />
9.09 %<br />
15.15 %<br />
7.58 %<br />
7.58 %<br />
18.18 %<br />
100%<br />
Table (11) shows that the Student Book contains more exercises and<br />
activities which focus on different aspects of the Arab/Palestinian culture.<br />
These exercises and activities will be of great interest to the students since<br />
they include something related to their own culture either Palestinian, Arab or<br />
Islamic ones. Table (11) , particularly, shows that the geographical aspects had<br />
the highest percentage in both Student Book and Workbook although it was<br />
higher in the Student Book (34.4 %) compared to the Workbook (19.7%).<br />
The least percentages in the Student Book were scored by Habits, Customs<br />
&Traditions (3.18%) , Man- Woman Relationship (3.82%) , ways of living<br />
(3.82) respectively while the least percentages in the Work Book were scored<br />
by political aspects (1.56 %) , economical aspects (6.06 %) and historical<br />
aspects (7.58 %) . This means that "ways of living" has been included in<br />
a higher percentage in the activities and exercises of the work book which<br />
reveals that there is a need to include more activities and exercises in the<br />
62
Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />
and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />
Khaled Dweikat<br />
students since teachers teach the same material many times which give them<br />
a chance to be more familiarized with its contents.<br />
The results here seem to disagree, to some extent, with that of Wu & J;<br />
Lin and Yin (1999) who found that presentation of programming examples in<br />
High School Computer textbooks in Taiwan lacked a detailed explanation of<br />
some of the problem –solving steps.<br />
6. Results Related to the Sixth Question: To what extent do the exercises<br />
and activities meet the background and interests of the students?<br />
To answer this question, the researcher tried to count the frequencies<br />
of the activities and exercises which are related to the Palestinian or Arab/<br />
Islamic culture. To do this, he used the criteria which were taken from Shatnawi<br />
(2005) . These criteria involved 10 cultural aspects that will be established<br />
and defined precisely prior to the analysis process so as to code the aspects<br />
consistently and coherently throughout the three units in the same way every<br />
time. This step, of course aims to establish sufficient reliability and validity<br />
in this content analysis. Shatnawi’s criteria included the following cultural<br />
aspects with their definitions and examples:<br />
- Historical: Items related to events that happened in the past, present,<br />
or future.<br />
- Economical: Items that give information about the economical<br />
system.<br />
- Geographical: Items that give information about the location of<br />
places.<br />
- Literary: Items that give information about the biographies of writers,<br />
poets, playwrights, scientists, essayists, and storytellers.<br />
- Man- woman relationship: Items related to marriage and the<br />
relationship between males and females.<br />
- Political: Items that give information about the political system.<br />
- Religious: Items that are related to the practices of Muslims and other<br />
religions.<br />
- Social: Items that are related to: country, beliefs, values, games,<br />
drinks, food, pets, greetings, Muslim and others festivals, etc.<br />
61
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />
Table (9)<br />
Frequencies and Percentages of Types of Activities and Exercises<br />
Types of Activities<br />
and Exercises<br />
Individual<br />
Pair<br />
Group<br />
Total<br />
Student Book<br />
Frequency Percentage<br />
145 73.98 %<br />
46 23.46 %<br />
5 2.55 %<br />
196 100%<br />
Work Book<br />
Frequency Percentage<br />
220 99.1 %<br />
2 0.9 %<br />
0<br />
0 %<br />
222 100%<br />
To sum up, the integration of activities and exercises can make the<br />
teaching\ learning process more enjoyable and more effective since they<br />
encourage the students to express themselves and / or to talk about their own<br />
traditions and culture.<br />
5. Results Related to the Fifth Question; To what extent do the exercises<br />
and activities promote critical thinking?<br />
Table (10)<br />
Frequencies and Percentages of Critical Thinking<br />
Levels of Critical Thinking<br />
Recalling<br />
Interpretation<br />
Application<br />
Analysis<br />
Synthesis<br />
Evaluation<br />
Total<br />
Student Book<br />
Frequency Percentage<br />
62 31.63%<br />
21 10.71 %<br />
36 18.36 %<br />
23 11.73 %<br />
39 19.89 %<br />
15 7.65 %<br />
196 100 %<br />
Work Book<br />
Frequency Percentage<br />
55 23.81 %<br />
15 6.49 %<br />
41 17.75 %<br />
26 11.26 %<br />
73 31.60 %<br />
21 9.09 %<br />
231 100 %<br />
Table (10) shows that recalling had the highest percentage in the student<br />
book (31.63 %) while synthesis had the highest percentage in the work book.<br />
The least percentages were scored by evaluation in the student book (7.65 %)<br />
and interpretation (6.49 %) in the workbook. Furthermore, the analysis of<br />
the questionnaire indicated that the exercises and activities promote critical<br />
thinking as the teachers scored high (70%) while the students scored moderate<br />
(66%) . The difference between teachers’ and students’ percentage could be<br />
attributed to the fact that teachers in general have more experiences than the<br />
60
Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />
and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />
Khaled Dweikat<br />
percentages in both the Student Book and the Work Book. It was also<br />
revealed that vocabulary exercises had the highest percentage in the Work<br />
Book (43.48%) while structure exercises had the highest percentage in the<br />
Workbook (32.4%) .<br />
The least percentage was scored by reading comprehension exercises<br />
and activities in both books as they were (16.23 %) in the Student book and<br />
only (6.69 %) in the workbook. This might be explained by the idea that<br />
reading comprehension exercises and activities are mostly designed to help<br />
students increase the pleasure and effectiveness of reading other subjects and<br />
in the personal and professional lives. Reading comprehension, furthermore is<br />
considered as a means of personal improvement and intellectual enlightenment<br />
and not for direct improvement of students’ active participation.<br />
The highest frequency of exercise and activities is given to the individual<br />
activities and exercises in both the student book and the work book since<br />
it scored 99.1% in the work book and (73.98 %) in the student book. This<br />
might be explained by the fact that the workbook exercise and activities were<br />
designed to be practiced individually or in pairs as stated in its objectives.<br />
Such activities are advised to be done individually at home so as help<br />
students revise what they have studied in the student book previously. Pair<br />
activities scored the second highest percentage in both textbooks although<br />
the percentage was much higher in the student book (23.46%) compared to<br />
the workbook which scored only 0.9 %. This might be explained by the idea<br />
that although the activities carried out in groups seem to be more powerful<br />
and more motivating, they require a lot of effort and a skillful use of the space<br />
and organization of the classroom which is unattainable in our classes that are<br />
over crowded.<br />
Using the quantitative data obtained from teachersʼ and studentsʼ<br />
responses, it can be realized that both teachers and students agreed that the<br />
exercises and activities encourage the students’ active participation since<br />
their percentages were high (75.4 %) for the teachers and (74.2 %) for the<br />
students.<br />
However, Table (9) below shows that such students’ participation could<br />
be done either individually, in pairs or even in groups. In this respect we find<br />
that group activities has only five frequencies (2.55 %) in the student book<br />
and scored nothing in the Work book.<br />
59
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />
which means that writing activities and exercises are used so as to help the<br />
students express themselves through writing through asking them perform<br />
different types of activities and exercises which include communicative and<br />
manipulative ones.<br />
Furthermore, the analysis of teachers» and students» respondents revealed<br />
that the exercises and activities provide for the development of systematic<br />
language skills as both percentages were high (77.8 %) for the teachers and<br />
(71.4 %) for the students.<br />
The results seem to be similar to what Abbas (2009) has reached in her<br />
study when she found that analytical survey for the contents of EFP textbooks<br />
for grades 10, 11&12 revealed various activities involving all language skills<br />
based to a great extent on the thematic, lexical and structural content of the<br />
reading material.<br />
The results seem to disagree with Al- Momani (1998) whose study<br />
revealed that the listening and speaking skills were not stressed in AMRA<br />
textbooks.<br />
4. Results Related to the Fourth Question; To what extent do the exercises<br />
and activities encourage the studentsʼ active participation?<br />
If we reexamine Tables (6, 7) above, we can find that the textbook has<br />
a variety of classroom activities and exercises that encourage the students to<br />
participate effectively through focusing on different skills in one hand, and<br />
providing students with situations from their real life on the other hand. For<br />
instance, Table (6) revealed that the four skills are integrated in each unit<br />
so as to motivate students to practice the language actively and this active<br />
participation can be seen through different forms and different levels.<br />
Table (7) , moreover, showed that the textbook includes different forms<br />
of activities and exercises either meaningful, communicative, mechanical or<br />
even manipulative ones.<br />
Table (8) revealed that both the Student Book and the Workbook<br />
contain a variety of exercises and activities the aim of which is to activate<br />
students' participation and their frequent use of language as well. These<br />
include vocabulary, structure, and language use and they scored acceptable<br />
58
Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />
and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />
Khaled Dweikat<br />
On the other hand, the analysis of the questionnaire indicated that the<br />
highest percentage of the teachers (80.2%) indicated that exercises and<br />
activities promote meaningful communication via the language while only<br />
a moderate percentage (67.8%) of the students agreed that the exercise and<br />
activities promote meaningful communication via the language. This might<br />
explained by the idea that teachers could have built more comprehensive<br />
picture of the textbook and its exercises and activities to the extent that it<br />
can be used effectively to enhance efficient communication via the language.<br />
The teachers in this regard have more experience and more knowledge of the<br />
content of the textbook under analysis.<br />
3. Results Related to the Third Question: To what extent do the exercises<br />
and activities provide for the development of systematic language<br />
skills?<br />
Using systematic language skills means presenting the four skills in a<br />
way which is skillfully based on a regular plan or fixed method in which<br />
students can move from one skill to another easily and interestingly.<br />
First, table (6) above showed that the four skills are clearly integrated in<br />
all of the units so as to help students learn English through practicing these<br />
four skills. By doing so, they will be able to improve their communicative<br />
performance so as to become confident users of English.<br />
Moreover, Table (6) above showed that the speaking skill has the highest<br />
frequency and percentage in the student book (30.48 %) but it was not the<br />
highest in the work book. The highest emphasized skill in the work book<br />
was the writing skill which scored (60.28%) . This means that the student<br />
book gives a prominent importance to the speaking skill so as to encourage<br />
the students to «speak» the language as much as possible in order to become<br />
confident users of English, while the work book gives a prominent importance<br />
to the writing skill.<br />
Table (6) above also revealed that the listening skill was completely<br />
neglected in the work book although it scored (23.78%) in the textbook which<br />
means that the focus of the workbook was not in the listening skill which is<br />
considered as unattainable skill for most students and to a lesser degree the<br />
teachers themselves.<br />
Then, we can see that the writing skill has the second frequency and<br />
percentage in the student book and the highest percentage in the workbook<br />
57
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />
(43) frequencies (21.93%) . Regardless of these results, we can say that<br />
the activities and exercises promote the use of the English language for<br />
meaningful communication especially when we add the meaningful activities<br />
and exercises to the communicative ones which give us about (58.66%) of<br />
the total activities and exercises. This might be interpreted by the fact that<br />
the skilful presentation and balanced variation of activities and exercises can<br />
provide students with the opportunity to feel free and express themselves<br />
or their ideas through making use of some meaningful activities which are<br />
considered essential for learners who need to learn in meaningful, socially<br />
organized contexts.<br />
Furthermore, the analysis of the questionnaire indicated that (80.2 %) of<br />
teachers (67.8%) of students agreed that the exercise and activities promote<br />
meaningful communication via the language.<br />
Table (8) shows that language use exercises and activities score a good<br />
percentage of frequencies 45 (29 %) in the student book and 46 (20%) in the<br />
workbook which means that the textbook promotes meaningful communication<br />
when it promotes students to use the language so as to communicate with<br />
peers, teachers and sometimes with other people outside the classroom. In<br />
this regard we canʼt ignore that students need the other types of exercises.<br />
i. e. vocabulary, structure and even reading comprehension exercises so as<br />
to improve the language in terms of competence and performance abilities.<br />
Therefore the structural exercises and activities which scored the highest<br />
frequency (50) and (32.46%) could have equal importance if they are used<br />
appropriately and been taught skillfully on the ground of strengthening the<br />
overall competencies of the English language.<br />
Table (8)<br />
Frequencies and Percentages of Type of Exercises and Activities<br />
Activities & Exercises<br />
Vocabulary<br />
Structure<br />
Reading comprehension<br />
Language use<br />
Total<br />
Student Book<br />
Frequency Percentage<br />
34 22 %<br />
50 32.46%<br />
25 16.23%<br />
45 29.2%<br />
154 100%<br />
Work Book<br />
Frequency Percentage<br />
100 43.48 %<br />
68 29.57 %<br />
16 6.96 %<br />
46 20 %<br />
230 100%<br />
56
Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />
and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />
Khaled Dweikat<br />
in line with the goals of the institutions, objectives of the language program,<br />
and the needs of the students attending the program.<br />
However, the study seems to disagree with Mahmoud (2006) who found<br />
that teachers and supervisors were not contacted by the Ministry of Education<br />
regarding the setting of the EFL objectives of “English for Palestine IV”<br />
textbook.<br />
2. Results Related to the Second Question: To what extent do the exercises<br />
and activities promote meaningful communication via the language?<br />
The content analysis of the Student Book and the Work Book revealed<br />
that exercises and activities promote meaningful communication.<br />
Table (7)<br />
Forms of Activities<br />
and Exercises<br />
Manipulative<br />
Meaningful<br />
Communicative<br />
Total<br />
Frequencies and Percentages of Communicative<br />
Manipulative, and Meaningful Activities and Exercises<br />
Student Book<br />
Frequency<br />
81<br />
43<br />
72<br />
196<br />
Percentage<br />
55<br />
41.32 %<br />
21.93%<br />
36.73%<br />
100%<br />
Frequency<br />
60<br />
72<br />
10<br />
142<br />
Work Book<br />
Percentage<br />
42.25 %<br />
50.70 %<br />
7.04 %<br />
100%<br />
Table (7) shows that textbook covers different types of exercises<br />
including manipulative, meaningful and communicative activities. The<br />
manipulative activities and exercises have the highest frequency in the student<br />
book (81) occurrences (41.32%) while the highest frequency was scored by<br />
the meaningful type in the workbook with a percentage of (50.70%) . This<br />
might be explained by the fact that the workbook was designed in order to<br />
encourage the students to practice using the language after the finish practicing<br />
manipulative activities with the help of the teacher and therefore, each unit<br />
in the Workbook has been divided into Reading& Development, Language I,<br />
and Language 2 sections to be practiced with a partner or alone while writing<br />
in the copybook.<br />
The communicative activities and exercises have the second frequency<br />
(72) of about (36.73%) in the student book while it was the least type in<br />
the workbook. The manipulative type scored the second highest occurrences<br />
in the work book and meaningful activities and exercises have only
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />
in meaningful situations. Such integration of the skills contribute to fulfilling<br />
the objectives of the syllabus.<br />
Table (6)<br />
Frequencies and Percentages of the Four Skills Integrated<br />
in the Activities and Exercises of Studentʼs Book and Work Book<br />
Skills<br />
Student Book<br />
Frequency<br />
Percentage<br />
Frequency<br />
Work Book<br />
Percentage<br />
Listening<br />
78<br />
23.78 %<br />
0<br />
0 %<br />
Speaking<br />
100<br />
30.488 %<br />
52<br />
18.44 %<br />
Reading<br />
53<br />
16.16 %<br />
60<br />
21.28 %<br />
Writing<br />
97<br />
29.57 %<br />
170<br />
60.28 %<br />
Total<br />
328<br />
100 %<br />
282<br />
100 %<br />
On the other hand, we can notice that the textbook is full of different<br />
types of activities and exercises which provide a great deal of grammatical<br />
practice through communicative, meaningful or manipulative activities as<br />
shown in Table (7) below where we can see that the manipulative activities<br />
and exercises score (81) frequencies (41.32%) while the communicative<br />
activities and exercises score (72) frequencies (36.73%) and the meaningful<br />
ones score (43) frequencies (21.93%) which means that all of these types are<br />
used to help the students practice the language.<br />
However, the textbook includes a great deal of motivating activities and<br />
exercises which talk about certain customs, traditions, figures, historical cities<br />
and places in Palestine.<br />
The agreement between the teachers seem to go with Mahmoud (2008)<br />
who found that English for Palestine textbook is suitable and specifies the<br />
general objectives of the course. The results also seem to agree with Pusporini<br />
(2008) who found that “English in Focus” is considered relevant to the EFL<br />
textbook evaluation criterion which can be seen from the level of suitability<br />
and that the level of suitability of “English in Focus” is 90.9%.<br />
The results also agree with Inal (2006) whose study found that the<br />
coursebooks used for English language teaching in Turkish schools should be<br />
54
Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />
and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />
Khaled Dweikat<br />
Statement Mean percentage Estimation<br />
level<br />
27.<br />
They provide a sense of challenge and<br />
fun.<br />
2.80 56 low<br />
28. They create relaxation and enjoyment. 2.68 53.6 low<br />
29.<br />
The quality of exercises and activities is<br />
adequate for both students and teachers.<br />
2.77 55.4 low<br />
Total 3.21 64.2 moderate<br />
1. Results Related to the First Question: To what extent do the activities and<br />
the exercises meet the behavioral objectives delineated in the syllabus,<br />
curriculum?<br />
The results revealed that 77.8% of the teachers and 70.6% of the students<br />
indicated that the activities and the exercises meet the behavioral objectives<br />
delineated in the syllabus. However, the students’ percentage and means were<br />
lower than the teachers’ means and percentage.<br />
This result could be possibly explained by the fact that «English for<br />
Palestine» textbook has been written and developed in consultation with local<br />
and international experts so as to provide systematic skills development and<br />
grammar practice that can help students become confident users of English.<br />
Second, although the behavioral objectives of the syllabus are not stated<br />
directly and straightforwardly in the textbook, we can somehow rely on what<br />
was mentioned on the cover of the textbook which states that the textbook aims<br />
to « help students learn English and to encourage them to become confident<br />
users of English, provide systematic skills development and grammatical<br />
practice, has built- in recycling and frequent revision to build confidence and<br />
includes motivating and rewarding activities”<br />
Thirdly, to answer the first question which was mentioned above in terms<br />
of the content analysis of the exercises and activities, we can realize that the<br />
four skills as shown in table (6) below, are clearly integrated in all of the units<br />
so as to help students learn English through practicing these skills. By doing<br />
so, they will be able to improve their communicative performance so as to<br />
become confident users of English and to use English to express themselves<br />
53
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />
Statement Mean percentage Estimation<br />
level<br />
12.<br />
13.<br />
14.<br />
15.<br />
16.<br />
17.<br />
18.<br />
19.<br />
20.<br />
21.<br />
22.<br />
23.<br />
24.<br />
25.<br />
26.<br />
They employ various types of educational<br />
aids.<br />
They take into account the student's prior<br />
experience.<br />
They take into account the individual<br />
differences between students.<br />
They motivate students to use English<br />
outside.<br />
They are equally distributed among the<br />
units.<br />
They are appropriately organized to suit<br />
the students' linguistic abilities.<br />
They encourage student- studentinteraction.<br />
They encourage teacher- student<br />
interaction.<br />
They encourage the use of various<br />
learning resources.<br />
They provide for a practical revision of the<br />
main points discussed previously.<br />
The exercises and activities are<br />
applicable.<br />
They enhance the quality of learning<br />
English.<br />
They help students express themselves<br />
freely and naturally.<br />
They enable the students to use<br />
authentically English cultural materials.<br />
They improve students' proficiency in<br />
English.<br />
3.31 66.2 moderate<br />
3.40 68 moderate<br />
2.83 56.6 low<br />
2.96 59.2 low<br />
3.16 63.2 moderate<br />
2.92 58.4 low<br />
3.37 67.4 moderate<br />
3.61 72.2 high<br />
3.07 61.4 moderate<br />
3.45 69 moderate<br />
3.14 62.8 moderate<br />
3.27 65.4 moderate<br />
3.27 65.4 moderate<br />
2.91 58.2 low<br />
3.36 67.2 moderate<br />
52
Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />
and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />
Khaled Dweikat<br />
Table (5)<br />
The Mean Scores and Standard Percentages of Students’ Respondents<br />
Statement Mean percentage Estimation<br />
level<br />
1.<br />
2.<br />
3.<br />
4.<br />
5.<br />
6.<br />
7.<br />
8.<br />
9.<br />
10.<br />
11.<br />
They contribute to achieving the<br />
behavioral objectives of the syllabus.<br />
The exercises and activities promote<br />
meaningful communication via the<br />
language.<br />
The exercises and activities provide for<br />
the development of systematic language<br />
skills.<br />
The exercises and activities encourage<br />
the students' active participation.<br />
The exercises and activities promote<br />
critical thinking (i. e. interpretation,<br />
application, analysis, synthesis, and<br />
evaluation.<br />
The exercises and activities meet the<br />
needs and interests of the students.<br />
The exercises and activities provide for<br />
the development of study skills: skimming,<br />
note taking, outlining, and looking up<br />
words in the dictionary.<br />
The exercises and activities develop the<br />
students' ability to use English for fruitful<br />
discussions.<br />
They help students understand the<br />
material effectively<br />
They promote the students' ability to<br />
practice English.<br />
They suit the level and abilities of the<br />
students.<br />
3.53 70.6 high<br />
3.39 67.8 moderate<br />
3.57 71.4 high<br />
3.71 74.2 high<br />
3.30 66 moderate<br />
2.95 59 low<br />
3.62 72.4 high<br />
3.28 65.6 moderate<br />
3.29 65.8 moderate<br />
3.39 67.8 moderate<br />
2.90 58<br />
51
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />
Statement Mean percentage Estimation<br />
level<br />
13<br />
14<br />
15<br />
16<br />
17<br />
18<br />
19<br />
20<br />
21<br />
They take into account the student's prior<br />
experience.<br />
They take into account the individual<br />
differences between students.<br />
They motivate students to use English<br />
outside.<br />
They are equally distributed among the<br />
units.<br />
They are appropriately organized to suit the<br />
students' linguistic abilities.<br />
They encourage student- studentinteraction.<br />
They encourage teacher- student<br />
interaction.<br />
They encourage the use of various learning<br />
resources.<br />
They provide for a practical revision of the<br />
main points discussed previously.<br />
3.30 66 moderate<br />
2.83 56.6 low<br />
3.27 65.4 moderate<br />
3.52 70.4 high<br />
3.27 65.4 moderate<br />
3.81 76.2 high<br />
3.94 78.8 high<br />
3.66 73.2 high<br />
3.77 75.4 high<br />
22 The exercises and activities are applicable. 3.42 68.4 moderate<br />
23<br />
24<br />
25<br />
They enhance the quality of learning<br />
English.<br />
They help students express themselves<br />
freely and naturally.<br />
They enable the students to use<br />
authentically English cultural materials.<br />
3.55 71 high<br />
3.44 68.8 moderate<br />
3.45 69 moderate<br />
26<br />
They improve students' proficiency in<br />
English.<br />
3.52 70.4 high<br />
27 They provide a sense of challenge and fun. 2.91 58.2 low<br />
28 They create relaxation and enjoyment. 2.76 55.2 low<br />
29<br />
The quality of exercises and activities is<br />
adequate for both students and teachers.<br />
3.03 60.6 moderate<br />
Total 3.51 70.2 high<br />
50
Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />
and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />
Khaled Dweikat<br />
Table (4)<br />
The Mean Scores and Percentages of Teachers’ Respondents<br />
Statement Mean percentage Estimation<br />
level<br />
1<br />
2<br />
3<br />
4<br />
5<br />
6<br />
7<br />
8<br />
9<br />
10<br />
11<br />
12<br />
They contribute to achieving the behavioral<br />
objectives of the syllabus.<br />
The exercises and activities promote<br />
meaningful communication via the<br />
language.<br />
The exercises and activities provide for the<br />
development of systematic language skills.<br />
The exercises and activities encourage the<br />
students' active participation.<br />
The exercises and activities promote critical<br />
thinking (i. e. interpretation, application,<br />
analysis, synthesis, and evaluation.<br />
The exercises and activities meet the needs<br />
and interests of the students.<br />
The exercises and activities provide for the<br />
development of study skills: skimming, note<br />
taking, outlining, and looking up words in<br />
the dictionary.<br />
The exercises and activities develop the<br />
students' ability to use English for fruitful<br />
discussions.<br />
They help students understand the material<br />
effectively<br />
They promote the students' ability to<br />
practice English.<br />
They suit the level and abilities of the<br />
students.<br />
They employ various types of educational<br />
aids.<br />
3.89 77.8 high<br />
4.01 80.2 v. high<br />
3.89 77.8 high<br />
3.77 75.4 high<br />
3.50 70 high<br />
3.55 71 high<br />
3.79 75.8 high<br />
3.71 74.2 high<br />
3.83 76.6 high<br />
3.88 77.6 high<br />
2.86 57.2 low<br />
3.67 75.2 high<br />
49
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />
Table (3) shows number of units, pages, exercises, activities in the two<br />
textbooks.<br />
Table (3)<br />
Number of Units, Pages, Exercises and Activities in Textbooks.<br />
Units<br />
No. of pages<br />
Student Book<br />
No. of Activities<br />
& Exercises<br />
No. of pages<br />
Workbook<br />
No. of Activities<br />
& Exercises<br />
One<br />
8<br />
37<br />
6<br />
19<br />
Two<br />
8<br />
28<br />
6<br />
16<br />
Three<br />
8<br />
36<br />
6<br />
19<br />
Four<br />
8<br />
41<br />
6<br />
17<br />
Five<br />
8<br />
41<br />
6<br />
17<br />
Six<br />
8<br />
41<br />
6<br />
19<br />
Seven<br />
8<br />
38<br />
6<br />
22<br />
Eight<br />
8<br />
37<br />
6<br />
13<br />
Nine<br />
8<br />
43<br />
6<br />
16<br />
Ten<br />
8<br />
42<br />
6<br />
21<br />
Eleven<br />
8<br />
43<br />
6<br />
21<br />
Twelve<br />
8<br />
37<br />
6<br />
18<br />
Total<br />
96<br />
464<br />
72<br />
218<br />
The data of the study were statistically analyzed in accordance with the<br />
study questions and the results were as follows:<br />
Tables (4, 5) below will be used as a base to answer the questions 1, 2,<br />
3, 4, 5, 6, 7.<br />
48
Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />
and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />
Khaled Dweikat<br />
2.<br />
3.<br />
4.<br />
5.<br />
Choosing the sample after getting the statistics from the Department of<br />
Statistics at Nablus Directorate of Education.<br />
Addressing the headmasters of the schools to distribute the questionnaire<br />
among the sample of the study. The headmasters, in the spirit of<br />
cooperation, forwarded the questionnaire to the teachers who teach or<br />
have taught Tenth Grade textbook «English for Palestine»<br />
Out of 86 questionnaires sent to the teachers via the headmasters, a total<br />
of 69 valid questionnaires were returned giving a response rate of 80 %.<br />
The respondents were asked to choose the response which describes their<br />
level of agreement with the statements made. From 69 questionnaires<br />
returned, 59 were considered useful for analysis.<br />
Regarding the students, the researcher believed it was better to save time<br />
and effort and administer the studentsʼ questionnaire among a purposeful<br />
sample of 4 classes: two female classes and two male classes. The<br />
researcher himself administered the questionnaire among the students of<br />
First Secondary Grade who studied English for Palestine last year. Such<br />
technique was recommended by a number of teachers who indicated that<br />
the Tenth Grade students of the academic year 2009 / 2010 will not be<br />
able to answer the questionnaire because they didnʼt finish the textbook<br />
and, therefore they did not examine its content.<br />
6.<br />
Analyzing data using SPSS in light of the questions of the study.<br />
Results:<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
For the purpose of interpreting the results, the following scale, which<br />
had five levels, was used to evaluate the degree of agreement of the<br />
respondents:<br />
4 (80 %) and more very high<br />
3.5 - 3.99 (70 – 79 %) high<br />
3- 3.49 (60 – 69 %) moderate<br />
2.5 – 2.99 (50 – 59%) low<br />
Below 2.5 (below 50%) very low<br />
47
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />
♦<br />
in the students’ book and the work book which required the students to<br />
practice any skill of the language.<br />
The text has been coded into manageable content categories. These<br />
categories were taken from Skierso evaluation checklist which consisted<br />
of thirteen categories that evaluated the exercises and activities in<br />
particular.<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
The analysis concentrated on different lists of categories including:<br />
Types of exercises and activities: manipulative, communicative, and<br />
meaningful activities and exercises.<br />
Types of exercises and activities in terms of: vocabulary, structure,<br />
reading comprehension, language use……etc.<br />
Levels of critical thinking: interpretation, application, analysis, synthesis<br />
and evaluation.<br />
Levels of clarity and appropriateness: clear, ambiguous, in between.<br />
Types of skills covered: listening, speaking, reading, and writing.<br />
Types of revision exercises and activities.<br />
Types of study skills included in the exercises and activities: skimming,<br />
scanning, note taking, outlining, looking up words in the dictionary…<br />
etc.<br />
Data Analysis:<br />
In order to answer the questions of the study, the collected data were<br />
analyzed statistically using the Means, frequencies, percentages, standard<br />
deviations, t- test for Independent Samples, and One- Way ANOVA.<br />
Data Collection Procedures:<br />
The following procedures were followed for the purpose of collecting<br />
data:<br />
1.<br />
Getting the formal approval of the Director of Directorate of Education<br />
in Nablus to administer the questionnaire among the teachers and the<br />
students at the beginning of the academic year 2009 / 2010.<br />
46
Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />
and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />
Khaled Dweikat<br />
3.<br />
used to compute the consistency coefficient between the three analyses.<br />
It was found that the consistency was (0.90) which is acceptable.<br />
Validity of the Questionnaire:<br />
To ensure the face validity and content validity of the questionnaire, a jury<br />
of 8 EFL curriculum experts from QOU, Najah University and EFL teachers<br />
were asked to determine the questionnaire’s validity. Their suggestions were<br />
as follows:<br />
♦ The questionnaire needed to be shortened because it will be distributed<br />
among the Tenth Grade students who are not accustomed to answering<br />
questionnaires.<br />
♦ Some items needed to be rewritten so as to avoid the problem of the<br />
duality of some items and eliminate duplications as well.<br />
♦ The questionnaire should be translated into Arabic so as to fit the students<br />
of the Tenth Grade who are not fluent in English.<br />
As a result, major changes to the order and wording of the items resulted<br />
from these procedures. Firstly, the number of items decreased from 34 to 29<br />
when the duplicated items were eliminated. Secondly, the wording of items<br />
was simplified so as to fit both teachers and students. Thirdly, the students’<br />
questionnaire was translated into Arabic so as to help the students understand<br />
the content of the items. The translation of the questionnaire was later refereed<br />
by a number of specialists in the fields of the Arabic language, translation and<br />
curriculum.<br />
After validation, the questionnaire consisted of (29 items) and was divided<br />
into two sections. (Section 1) sought to obtain three types of information in<br />
the teachers’ questionnaire and one type in the students’ questionnaire. In the<br />
teachers’ questionnaire, this section sought to obtain information on gender,<br />
prior experience with teaching, and educational qualification of the teachers.<br />
In the students’ questionnaire, the first section sought to obtain information<br />
on the gender of the students not more. (Section 2) consisted of 29 items<br />
measured on a 5- point Lickert scale ranging from ‘Strongly agree, agree,<br />
undecided disagree and ‘strongly disagree”.<br />
4.<br />
♦<br />
Unit of analysis and list of categories:<br />
The unit of analysis used in this study was the exercise and the activity.<br />
This means that the focus was given to all exercises and activities found<br />
45
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />
Instruments of the study:<br />
Two methodologies have been employed in this study, employing a<br />
combined range of qualitative and quantitative methods:<br />
♦ Content Analysis of the Student Book and the Work Book.<br />
♦ A 29- item questionnaire to survey Teachers’ and Students’ attitudes.<br />
Reliability of Instruments:<br />
1.<br />
Reliability of the questionnaire:<br />
The reliability was evaluated by assessing the internal consistency of the<br />
items using Cronbach alpha and it was 0.91.<br />
2.<br />
Reliability of Content Analysis:<br />
To establish the reliability of content analysis, the following procedures<br />
were followed:<br />
♦ The researcher developed rules for coding the text so as to code things<br />
consistently and coherently throughout the text in the same way every<br />
time.<br />
♦ The researcher developed a pre- defined set of concepts and categories.<br />
The researcher in this case precisely defined the categories used in this<br />
analysis so as ensure the consistency of the analysis.<br />
♦ The researcher coded the text so as to form a coding –checklist that can<br />
help him in the analysis process. Then he started reading through the<br />
text and manually writing down concept occurrences by tallying the<br />
frequencies of each category.<br />
♦ The researcher repeated the analysis after one week of the first analysis<br />
using the same rules and procedures. Consequently, Scott coefficient is<br />
used to compute the consistency coefficiency between the two analyses<br />
done by the researcher himself. It was found that the consistency was<br />
(0.95) which indicated a high coincidence between the two analyses.<br />
♦ The researcher asked two EFL teachers who taught English for Palestine<br />
textbook for the Tenth Grade to analyze the textbook after being given<br />
the required training and they were asked to follow the same rules and<br />
procedures used by the researcher himself. Again Scott coefficient was<br />
44
Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />
and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />
Khaled Dweikat<br />
Variables Levels of variables Frequency Percentage<br />
1- 4 7 11.9 %<br />
5- 8 13 22 %<br />
Years of Experience 9- 12 16 27.1 %<br />
13- more 23 39 %<br />
Total 59 100 %<br />
Qualification<br />
diploma 5 8.5 %<br />
B. A 49 83 %<br />
M. A - more 5 8.5 %<br />
Total 59 100 %<br />
♦<br />
The second population of the study consisted of (5172) students<br />
(2726 female) and (2446 male) . The sample was, 111 students<br />
chosen purposively in order to facilitate the process of distributing the<br />
questionnaire and to save time as well. Table 2 shows the distribution of<br />
the students' sample according to gender.<br />
Table (2)<br />
Distribution of the Students’ Sample according to Gender<br />
Variable Levels of variable Frequency Percentage<br />
Male 59 53.2 %<br />
Gender<br />
Female 52 46.8 %<br />
Variables of the Study:<br />
♦<br />
♦<br />
Total 111 100 %<br />
The Independent variables of the study included: gender of teachers<br />
(male/female) , gender of students (male /female) , Prior experience<br />
with teaching (1- 4 years / 5- 8 years /9- 12 years /13 and more) and<br />
Educational qualification (Diploma / B. A / M. A and more) .<br />
The dependent variable included the teachers’ and students’ attitudes.<br />
43
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />
in addition to listening and speaking.. The Student’s Book layout is enriched<br />
with colored pictures, graphic designs, cartoons, diagrams, and charts.<br />
The workbook, on the other hand, starts with a short section entitled<br />
“Review and Preview” which aims to help students review important basic<br />
English they have studied before and preview the books they are going to work<br />
with. The Workbook also contains 12 units which are rich in exercises and<br />
activities for the pupils to work on at home and in the classroom. Each unit in<br />
the Workbook was divided into three main sections: Reading & Development,<br />
Language I, and Language 2. Moreover, each section includes a puzzle that<br />
aims at revising the key words mentioned in the word list of each unit. A<br />
quick investigation of the content of the activities and exercises indicates that<br />
the units cover the four skills (listening, speaking, reading, and writing) and<br />
also focus on vocabulary building and language use. The workbook ends with<br />
Two Practice Tests: Practice Test 1 and Practice Test 2. Each test covers the<br />
four skills in addition to vocabulary and language use.<br />
Method:<br />
The exercises and activities of the Student Book and Workbook were<br />
examined using content- analysis method. Content analysis method provides<br />
an objective, quantified description of the frequencies of occurrence of<br />
selected components in the sampled educational materials.<br />
Population of the study:<br />
♦<br />
The first population of the study consisted of 86 teachers: (47 female) and<br />
(39 male) who have taught English for Palestine in Nablus Directorate<br />
of Education. The randomly chosen sample was 59 teachers who were<br />
distributed according to three independent variables as shown in Table<br />
1.<br />
Table (1)<br />
Distribution of Teachers’ Sample according to Independent Variables of the Study<br />
Gender<br />
Variables Levels of variables Frequency Percentage<br />
Male 25 42.4 %<br />
Female 34 57.6 %<br />
Total 59 100 %<br />
42
Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />
and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />
Khaled Dweikat<br />
benefit from this analysis when the nature and the structure of its exercises<br />
and activities are analyzed. The results of this study can help bridging the gap<br />
that might exist between learners and educators and it can add some useful<br />
information to the growing body of literature in this area. The findings of<br />
this study might be of great benefits for people who are interested in teacher<br />
training, syllabus design, teaching method, testing and materials.<br />
Materials:<br />
The exercises and activities in the Student Book and Workbook of<br />
“English for Palestine” for the Tenth Grade were taken to serve as the corpus<br />
of the present study.<br />
Being one of a series of EFL textbooks called First Palestinian English<br />
Curriculum, “English for Palestine” textbook is described as a modern,<br />
communicative English course which has been especially written for Tenth<br />
Grade students (15 years old) . It has been designed by the Curriculum Centre<br />
of Ministry of Education and Higher Education to be in favor of the current<br />
climate of the Communicative Approach since the beginning of the 1990s.<br />
The back cover contains a description that sates “English for Palestine”<br />
series:<br />
♦ has been developed in consultation with local and international ELT<br />
experts.<br />
♦ provides systematic skills development and grammatical practice.<br />
♦ has built- in recycling and frequent revision to build confidence.<br />
♦ includes motivating and rewarding activities suitable for each Grade.<br />
♦ Prepares school leavers for further study or the world of work.<br />
Regarding the content of this textbook, it can be realized that the Student<br />
Book contains 12 units, each organized around a topic supported by colored<br />
pictures, exercises and activities. Furthermore, the cyclical content page<br />
indicates that the units are divided into seven sections organized in a way<br />
to cover different types of skills and subskills. The sections cover reading,<br />
development (summary & vocabulary) , language I, writing (punctuation<br />
& composition) , listening, pronunciation & speaking, language II, and<br />
integrated skills in varying order. Vocabulary and style are covered in all four<br />
sections in the appropriate parts, and the Language Use’ sections appear in the<br />
most relevant parts in all sections especially “Language I and Language II”<br />
41
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />
4.<br />
5.<br />
6.<br />
7.<br />
8.<br />
9.<br />
To what extent do the exercises and activities encourage the students><br />
active participation?<br />
To what extent do the exercises and activities promote critical thinking<br />
(i. e. interpretation, application, analysis, synthesis, and evaluation?<br />
To what extent do the exercises and activities meet the background and<br />
interests of the students?<br />
To what extent do the exercises and activities provide for the development<br />
of study skills, such as skimming, note taking, outlining, and looking up<br />
words in the dictionary?<br />
What are the attitudes of both teachers and students towards the usefulness<br />
and appropriateness of the exercises and activities of the Tenth Grade<br />
textbook «English for Palestine?<br />
Are there statistically significant differences at α = 0.05 between the<br />
teachers’ attitudes and students’ attitudes towards the usefulness and<br />
appropriateness of the exercises and activities of the Tenth Grade textbook<br />
“English for Palestine?<br />
10. Are there statistically significant differences at α = 0.05 between the<br />
students’’ attitudes towards the usefulness and appropriateness of<br />
the exercises and activities of the Tenth Grade textbook “ English for<br />
Palestine due to sex variable?<br />
11. Are there statistically significant differences at α = 0.05 between teachers’<br />
attitudes towards the usefulness and appropriateness of the exercises<br />
and activities that can be attributed to sex, experience and qualification<br />
variables?<br />
Significance of the Study:<br />
The Palestinian Ministry of Education gives great importance to school<br />
textbooks since they are the foundation of the curriculum and an indispensable<br />
medium of learning. Therefore, there is an obvious need to evaluate and<br />
analyze the content of new modern communicative textbooks. In fact, this is<br />
the first content analysis study that aims to explore the content of the exercise<br />
and activities of “English for Palestine’ textbook. Thus, the findings of this<br />
content analysis will be useful for those people who work in the area of<br />
syllabus design as well as the teachers who teach this textbook since they can<br />
40
Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />
and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />
Khaled Dweikat<br />
Mu’men (1992) evaluated PETRA textbooks for the Seventh and<br />
Eighth grades. The results showed that these textbooks need modifications<br />
concerning the long comprehension passages, the writing activities were of a<br />
limited type and the readers did not sufficiently meet the students’ scientific<br />
and technological needs.<br />
Statement of the Problem:<br />
The best way to ensure that textbooks were designed in accordance with<br />
educational criteria is through reliable and valid analysis of their contents.<br />
Unfortunately, a great number of teachers who teach the Tenth Grade level<br />
face many difficulties in teaching «English for Palestine» textbook and they<br />
claim that it has many negative elements and drawbacks although it has<br />
been written and developed in consultation with local and international ELT<br />
experts. Thus, the researcher tried to analyze the exercises and activities<br />
found in the Student Book and Work Book of Tenth Grade EFL textbook<br />
(English for Palestine) and investigated the attitudes of a sample of teachers<br />
and students towards the appropriateness and usefulness of the exercises and<br />
activities of this textbook.<br />
Purpose of the Study:<br />
This study aimed at analyzing the exercises and activities of «English for<br />
Palestine» textbook for the Tenth Grade and also it aimed at investigating the<br />
attitudes of teachers and students towards the appropriateness and usefulness<br />
of the exercises and activities of Tenth Grade textbook.<br />
Questions of the study:<br />
This study attempted to answer the following questions:<br />
1.<br />
2.<br />
To what extent do the activities and the exercises meet the behavioral<br />
objectives delineated in the syllabus, curriculum?<br />
To what extent do the exercises and activities promote meaningful<br />
communication via the language?<br />
To what ext<br />
3. ent do the exercises and activities provide for the development<br />
of systematic language skills?<br />
39
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />
on teaching methods and use of evaluated textbooks in the classrooms. The<br />
results of the study revealed that:<br />
1.<br />
2.<br />
3.<br />
4.<br />
5.<br />
6.<br />
7.<br />
8.<br />
9.<br />
10.<br />
11.<br />
12.<br />
The objectives of AMRA textbooks were based on teaching English for<br />
communication, and they met the students’ needs and interests.<br />
The vocabulary items were selected to suit the students’ level and to<br />
facilitate communication.<br />
The grammar and structural functions were selected to suit students’<br />
backgrounds and they were related to previous classes.<br />
The textbooks were good in terms of their general aspects, they were<br />
paginated correctly, clearly typed and free of misprints.<br />
The workbooks were useful; they enhanced understanding of the<br />
material.<br />
The rationale of the textbooks was suitable.<br />
AMRA textbook 1 was not provided with a word list.<br />
The teaching aids, wall pictures and cassettes were not provided.<br />
Listening and speaking skills were not stressed in AMRA textbooks<br />
The content of AMRA textbooks was not interesting to the students.<br />
The exercises in workbooks were not related completely to the material.<br />
The allocated periods per week to cover the material was not suitable.<br />
13. There were no significant differences between supervisors’ and<br />
teachers’ perspectives regarding the strengths and weaknesses in AMRA<br />
textbooks.<br />
Jacobs and Ball (1996) examined the use of group activities in EFL<br />
textbooks published since 1990. They found that such activities are widely<br />
used.<br />
Al- Barakat (1996) evaluated English language curriculum textbooks for<br />
the basic stage in Jordan, PETRA series. The researcher made a quantitative<br />
analysis which consisted of all the main passages which were presented for<br />
reading. The results showed that Petra Series reflected cultural bias as revealed<br />
the criteria of the two instruments. (Cited in Shatnawi, 2005)<br />
38
Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />
and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />
Khaled Dweikat<br />
lexical items with reference to developments in the life of the English nation.<br />
Reda recommended to enlarge the basic area of English vocabulary to include<br />
an unlimited range of purposes, especially in a period of globalization..<br />
Ansary (2002) did ten coursebook reviews to find out the universal<br />
characteristics of ESL/EFL coursebooks. He concluded that no neat formula<br />
or system may ever provide a definite way to judge a textbook and stated<br />
however perfect a textbook is, it is just a simple tool in the hands of teachers.<br />
He noted, therefore, that it is not only the matter of coursebook content or<br />
system of its evaluation, but also the attitudes and competence of educators<br />
by whom coursebooks are utilized in classrooms.<br />
Ansary and Babaii (2002) explored the status of sexism in current<br />
ESL/ EFL textbooks. Two types of analysis were performed to examine the<br />
manifestation (s) of sexist attitudes and values in two textbooks (Right Path to<br />
English I & II) that are locally designed to cater for and respond to the English<br />
language needs of Iranian students at secondary schools. First, a systematic<br />
quantitative content analysis was carried out with reference to (a) sex visibility<br />
in both texts and illustrations and (b) female/male topic presentation in dialogs<br />
and reading passages. Secondly, a qualitative inquiry was made into (a) sexlinked<br />
job possibilities, (b) sex- based activity types, (c) stereotyped sex<br />
roles (d) firstness and (e) masculine generic conception. Results revealed that<br />
Right Path to English I & II can be considered sexist textbooks that present<br />
students, in their early exposure to the English language, with an unfair<br />
and inexcusable picture of women. It is suggested that this sexism, though<br />
embarrassing and undesirable, seems to mirror the institutionalized unfair sex<br />
discrimination to the disadvantage of women in society.<br />
Al- Momani (1998) evaluated AMRA textbooks for the first and second<br />
secondary classes in Jordan. To achieve that purpose the researcher developed<br />
three evaluation instruments. The first one was two evaluation questionnaires,<br />
one for teachers and supervisors which contained (91) items covering eleven<br />
major characteristics of a good English textbook. The other evaluation<br />
instrument was for students. Their questionnaire included (85) items. The<br />
second evaluation instrument was the interview form. The third evaluation<br />
instrument was the observation form which included actual observations<br />
37
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />
pictures and that the time allotted for the included material is inadequate.<br />
Additionally, he stated that teachers and supervisors were not contacted by<br />
the Ministry of Education regarding the setting of the EFL objectives for the<br />
materials of this textbook.<br />
Inal (2006) looked into the issue of coursebook selection criteria<br />
applied in English language teaching in Turkish schools. He concluded that<br />
coursebooks should be in line with the goals of the institutions, objectives of<br />
the language program, and the needs of the students attending the program.<br />
Shatnawi (2005) investigated the role of culture in foreign language<br />
textbooks through content analysis and the extent to which culture is<br />
represented in the Cutting Edge series. The researcher analyzed the content of<br />
the Cutting Edge series to find out the cultural aspects in these textbooks. The<br />
analysis revealed that the textbooks include these cultural aspects: historical,<br />
economical, geographical, literary, political, religious, social, man- woman<br />
relationship, habits, customs and traditions.<br />
Bataineh (2004) examined the representation of the local environment in<br />
English language curricula: a case study of Jordanians Tenth Grade textbooks.<br />
The findings revealed that the Jordanian environment is moderately represented<br />
in the textbook she analyzed. The environment, in general, is well represented<br />
and a lot of references are made to regional and international components.<br />
Shatnawi (2003) evaluated Enterprise textbooks series which is used at<br />
Yarmouk University Model School and many other private schools in Jordan<br />
and some other Arab and Islamic countries. The results of the study showed<br />
that some parents, teachers, and pupils were not fully satisfied with the<br />
content of Enterprise since it was not more relevant to the students’ culture<br />
and background. (Cited in Shatnawi, 2005) .<br />
Reda (2003) examined topics of a sample of six EFL textbooks including<br />
the well- known Cambridge English Course and Headway. These topics cover<br />
food and drink, clothes and fashion, colors and shapes, animals and plants, time<br />
and dates, family relationships, leisure and sports, countries and nationalities<br />
and many others. In particular, using materials from Headway, the study drew<br />
attention to the prototyping pattern of moving the lexical syllabus from general<br />
interest topics to higher levels. It shows that the expansion of vocabulary<br />
in EFL programmes broadens the horizon of basic English by incorporating<br />
36
Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />
and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />
Khaled Dweikat<br />
Hasan & Volker (2008) explored the cognitive, affective and procedural<br />
aspects of EFL elementary textbooks in Syria and Germany. They analyzed a<br />
corpus which consisted of three Syrian elementary textbooks, Starters I- III,<br />
and their German counterparts, Kooky I- II. Based on the paradigmatic change<br />
from instructivism to constructivism, a descriptive- analytical approach is<br />
used to examine the content- material in terms of teacher vs. pupil orientation,<br />
product vs. process orientation, virtuality vs. authenticity, cognitive learning<br />
vs. learning by doing which represent the essential parameters of learner<br />
autonomy. Results indicated that the Syrian material focuses on the cognitive<br />
element of language learning without ignoring affective and procedural factors,<br />
whereas the German material tended to put special emphasis on affectivity<br />
and process- orientation. Culturally, the Syrian textbooks confine their view<br />
to the domestic background before opening up to British culture in book III,<br />
whereas the German textbooks are keen to introduce the British dimension<br />
right from the start. For the Syrian material, the study suggested the inclusion<br />
of pronunciation exercises and a stronger consideration of learner autonomy.<br />
In the case study he carried out in South Korea on an EFL course book,<br />
Litz (n. d.) covered also vocabulary issues and presents a Teacher Textbook<br />
Evaluation Form which includes four items for vocabulary evaluation. The<br />
Teacher textbook evaluation of vocabulary issues revealed that the textbook<br />
included a detailed overview of the functions, structures and vocabulary that<br />
will be taught in each unit and that an adequate vocabulary list or glossary is<br />
included. The results also revealed that the grammar points and vocabulary<br />
items are introduced in motivating and realistic contexts and that the<br />
progression of grammar points and vocabulary items is appropriate.<br />
Jahangard (2007) evaluated the EFL textbooks used in Iranian public<br />
high schools and consolidated a 13- tem checklist extracted from ten different<br />
checklists offered by various authors. He indicated that two types of problems<br />
are detected and stated them as follows: “One is concerned with the lack<br />
of correspondence between the different senses of the word introduced<br />
in the New Words Sections and the senses which are used in the Reading<br />
Comprehensions. The other type is attributable to the poor contextualization<br />
of the new vocabulary in the New Words Sections.<br />
Mahmoud (2006) evaluated “English for Palestine IV” textbooks and<br />
showed that the textbooks need modifications concerning the irrelevant<br />
35
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />
thematic, lexical and structural content of the reading material. The workbook<br />
gives extra activities and homework exercises which reinforce what has been<br />
introduced in the students’ book.<br />
Hamiloglu and Karlıova (2009) examined and evaluated the selected<br />
English language coursebooks from the viewpoint of vocabulary selection<br />
and teaching techniques they employ. As a result of this evaluation, it was<br />
seen that all selected coursebooks integrated lexis into their syllabuses, giving<br />
emphasis to word knowledge by means of separate headings and additional<br />
sub- headings. Also, by means of word lists supplied at the end of Student’s<br />
Books, they provide quick- reference data for selfcheck. Furthermore, all of<br />
the coursebooks have colorful layouts supporting vocabulary acquisition and<br />
comprehension through pictures, graphic designs, drawings, diagrams and<br />
cartoons except for Grammar in Context 2 also which has also some pictures<br />
and drawings, but all are all in black- and- white format and fewer in number,<br />
which makes the Student’s Book somehow dull and less attractive than the<br />
rest of the coursebooks.<br />
Mahmoud (2009) evaluated “English for Plaestine” textbook which is<br />
used for teaching English for the tenth grade students in Palestine. Therefore,<br />
the researcher used two instruments: a questionnaire that contained 52 items<br />
and a list contained the characteristics of a good textbook. The study revealed<br />
that the textbook is suitable and could be used in private and in government<br />
schools after regarding the different suggestions and modifications the<br />
researcher recommended.<br />
Pusporini (2008) aimed to analyze English e- book for junior high school<br />
grade VII, “English in Focus”, based on the EFL textbook evaluation criteria.<br />
The study also aimed to find out what criteria that have been fulfilled by<br />
English e- book for junior high school grade VII. The results of the study<br />
were (1) “English in Focus” is considered relevant to the EFL textbook<br />
evaluation criterion which can be seen from the level of suitability. The level<br />
of suitability of “English in Focus” is 90.91%. ; and, (2) the criteria that are<br />
fulfilled by “English in Focus” are: Objectives, Good Vocabulary Explanation<br />
and Practice, Periodic Review and Test Sections, Appropriate Visual Materials<br />
Available, Clear Instructions, Clear Attractive Layout, Content Clearly<br />
Organized and Graded, Good Grammar Presentation and Practice, Fluency<br />
Practice in All Four Skills, Encourage Learners.<br />
34
Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />
and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />
Khaled Dweikat<br />
aspirations of the Palestinian society. It recognizes that such a curriculum will<br />
foster Palestinian values and traditions in one hand, and promotes a sustainable<br />
spirit of development on the other hand. In this respect, The Palestinian<br />
Ministry of Education and Higher Education gives great importance to school<br />
textbooks since they are the foundation of the curriculum and an indispensable<br />
medium of learning. Thus, the EFL textbook for Tenth Grade, published in<br />
2004, represents the last one of the basic cycle of primary education from<br />
grades 1- 10 included in the First Palestinian Curriculum Plan which aims<br />
at developing the school textbooks in Palestine in accordance with current<br />
research and approaches.<br />
Review of the Related Literature:<br />
This literature review aims at presenting a number of studies which are<br />
conducted in the field of educational textbooks mainly EFL textbooks.<br />
Lee (2009) tried to collect 11 high- school EFL conversation textbooks<br />
used in Korea to examine how the textbooks teach culture. Findings showed<br />
that all of the textbooks neglect both the teaching of the culture- general aspect<br />
of culture learning and the small “c” target- culture learning. Remarkably<br />
scant use of authentic materials along with interactive technologies like the<br />
Internet for teaching culture was used. The findings also revealed that that the<br />
11 textbooks did not encourage the culture- general aspect of culture learning.<br />
Out of the 16 themes suggested by Lee (2004, 2005) , only two themes (12%)<br />
“Intercultural communicative competence” and “Positive attitude toward<br />
culture learning” were identified in 9 textbooks. The use of authentic materials<br />
such as print, audio, video and realia, along with interactive technologies such<br />
as the Internet is scarce throughout the 11 textbooks.<br />
Abbas (2009) aimed at investigating the cultural elements in the new<br />
English syllabus by using content survey and analysis. Therefore, a detailed<br />
analytical survey for the contents of EFP textbooks for grades 10, 11 & 12<br />
is made. The aim of this survey is to describe the content of these textbooks<br />
in terms of the topics they cover and the way they are covered. For this<br />
purpose, these topics were analyzed to see what international (global) and<br />
Palestinian (including Arab &Islamic) issues and dimensions they deal with.<br />
The analysis revealed that each unit contains a reading passage followed by<br />
various activities involving all language skills based to a great extent on the<br />
33
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />
Introduction:<br />
To learn English as a foreign language, people usually trust textbooks<br />
which can help them acquire the skills of language easily and efficiently.<br />
These EFL textbooks are considered useful tools for both learners and<br />
teachers especially when they are designed along the lines of current research<br />
and approaches. Thus, textbooks constitute a central component in the<br />
educational process since they provide the basic sources of information to<br />
learners, especially at elementary school. In education, generally speaking,<br />
textbooks govern almost all classroom practices. Learners, in this respect,<br />
use textbooks to organize their learning process by a variety of methods<br />
and strategies in order to perform tasks and activities in terms of lexical,<br />
grammatical and cultural progression. Textbooks, moreover, teach the subject<br />
content and other issues such as social and cultural topics as well as the values<br />
and beliefs of society. It is not surprising, therefore, that textbooks are still<br />
considered the primary instrument for carrying out the subject syllabus in<br />
Palestine. Moreover, in the national school certificate examinations, students<br />
are evaluated on the basis of information contained in the textbooks. So,<br />
the content of the textbooks determines the students’ examination results.<br />
Teachers, on the other hand, depend greatly on the textbook as they do not<br />
have time to collect and adapt material for their classes. In addition, they find<br />
it extremely difficult to develop new material and they might face external<br />
pressure which may restrict them from doing so.<br />
In view of the arguments stated above, textbooks continue to play a<br />
major role in classroom interaction despite the controversial debate on their<br />
significance. Hutchinson and Torres (1994) , for example, consider the role<br />
of the textbook in teaching and learning and in the process of change. They<br />
challenge the anti- textbook view and argue that the textbook has a vital and<br />
positive part to play in the everyday job of teaching and learning English<br />
(especially at elementary level) and that the textbook becomes even more<br />
important in periods of change.<br />
In the light of the great need to improve the process of learning English<br />
as a foreign language in Palestine, The Palestinian Ministry of Education and<br />
Higher Education pays great attention to this field of education in particular<br />
with the hope of producing a national curriculum that meets the needs and<br />
32
Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />
and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />
Khaled Dweikat<br />
Abstract:<br />
This study aimed at analyzing the exercises and activities of “English<br />
for Palestine” textbook for the Tenth Grade and investigating teachers’ and<br />
students’ attitudes towards the appropriateness and usefulness of the activities<br />
and exercises. The study also aimed to examine the effect of sex, experience<br />
and qualification variables on these attitudes. The study sample consisted of<br />
25 male teachers and 34 female teachers chosen randomly, in addition to 59<br />
male students and 52 female students.<br />
To answer the questions of the study, the researcher analyzed the<br />
two parts of «English for Palestine» textbook: the Student Book and the<br />
Workbook. Moreover, a 29- item questionnaire was administered among the<br />
two samples.<br />
The results indicated that:<br />
1.<br />
The content analysis of the exercises and activities indicated that they<br />
fulfill the textbook objectives and develop the language skills and the<br />
study skills which can be used for effective communication. These<br />
exercises and activities, moreover, encourage critical thinking and<br />
classroom interaction.<br />
2. The teachersʼ attitudes towards the usefulness and appropriateness of<br />
exercises and activities were high (positive) whereas the studentsʼ<br />
attitudes were moderate.<br />
3. There were statistically significant differences between teachersʼ attitudes<br />
and studentsʼ attitudes towards the usefulness and appropriateness of the<br />
exercises and activities in favor of the teachers.<br />
4. There were no statistically significant differences between studentsʼ<br />
attitudes towards the usefulness and appropriateness of the exercises and<br />
activities due to sex.<br />
5.<br />
There were no statistically significant differences between teachers’<br />
attitudes towards the usefulness and appropriateness of the exercises and<br />
activities due to sex, experience and qualification variables.<br />
31
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />
@ZòÉ‹fl<br />
<br />
«English for Palestine»<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
30
Investigating Teachers' and<br />
Students' Attitudes towards<br />
the Activities and Exercises<br />
of EFL Textbook for Tenth<br />
Grade in Palestine<br />
Khaled Abdel-Jaleel Dweikat<br />
Academic Supervisor\ Education Program\ English Language Teaching<br />
Methodology\ Nablus Educational Region.<br />
29
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />
32.<br />
Sankari, M. N. (1978). Environments, plants and ranges of the Syrian<br />
arid and very arid areas (protection and development) 7th part, chapter<br />
3: 683- 694. University of Aleppo, Syria.<br />
33. Trevino, M. (2009) Dozens of horses poisoned at California farm. CNN:<br />
Crime. 3<br />
34.<br />
35.<br />
36.<br />
Vailati, A. ; Aristia, L. ; Sozze, E. (1993). Randomized open study of the<br />
dose- affect relationship of a short course of IdB 1016 in patients with<br />
viral or alcoholic hepatitis. Fitoterapia; 64: 219- 27<br />
Wagner, H. (1981) Plant constituents with antihepatotoxic activity.<br />
In: Beal J. L., Reinhard E eds. Natural Products as Medicinal Asgents.<br />
Stuttgart: Hippkrates- Verlag.<br />
West, E. (1957) Poisonous plants around the home. Florida Agr. Expt.<br />
Sta., Circular S- 100.<br />
28
Ex vivo assessment of Nerium oleander (Defla) toxicity<br />
and Silybum marianum (Khurfeish) antidotal virtues<br />
Bilal Ghareeb<br />
21. Knight, A. P. (1999) Guide to Poisonous Plants: Oleander. Colorado<br />
State University.<br />
22.<br />
23.<br />
24.<br />
25.<br />
26.<br />
27.<br />
28.<br />
Lerche, C. ; Fautrel, A. ; Shaw, P. M. ; Glaise, D. ; Ballet, F. ; Guillouzo,<br />
A.; Laurent, C. (1997). Regulation of the major detoxification functions by<br />
Phenobarbital and 3- methylcolanthrine in co- culture of rat hepatocytes<br />
and liver epithelial cells. Eur J. Biochem 244 (98).<br />
Lirussi, F. ; Okolicsanyi, L. (1992). Cytoprotection in the nineties:<br />
experience with ursodeoxycholic acid and silymarin in chronic liver<br />
disease. Acta Physiol Hung; 80: pp. 363- 7<br />
Luper, S. (1998) A review of plants used in the treatment of liver disease:<br />
part 1. Alternative Medicine Review 4: 410- 421.<br />
Magliulo, E. ; Gagliardi, B. ; Fiori, G. P. (1978). Results of a double blind<br />
study on the effect of silymarin in the treatment of acute viral hepatitis<br />
carried out at two medical centers. Med Klin; 73: pp. 1060- 5<br />
Medina- Diaz, I. M., Elizondo, G. (2005) Transcriptional induction of<br />
CYP3A4 by o, p’- DDT in HepG2 cells. Toxicol Lett; 16: 41–7.<br />
Mohammad, A. (2005) Rangeland conditions at Southern West bank.<br />
Hebron University Journal of Research, vol. 2. No. 1.<br />
Mosmann, T. (1983) Rapid colorimetric assay for cellular growth and<br />
survival: application to proliferation and cytotoxicity assays. J Immunol<br />
Methods. Dec 16;65(1- 2): 55- 63.<br />
29. Raju J., Patlolla J. M. R., Swamy M. V. Rao C. V. (2004) Diosgenin,<br />
a steroid saponin of Trigonella foenum graecum (Fenugreek), inhibits<br />
azoxymethane- induced aberrant crypt foci formation in F344 rats<br />
and induces apoptosis in HT- 29 human colon cancer cells. Cancer<br />
Epidemiology, Biomarkers & Prevention 13, 1392.<br />
30.<br />
31.<br />
Saad B. (2005) In vitro evaluation of tissue compatibility of biomaterials.<br />
Euro- Asian Journal of Applied Sciences 3: 33- 52.<br />
Saad B., Azaizeh H., Said O. (2005) Tradition and Perspectives of Arab<br />
Herbal Medicine: A Review. eCAM Advance eCAM 2005 2: 475- 479;<br />
doi: 10. 1093/ecam/neh133.<br />
27
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />
11.<br />
12.<br />
13.<br />
14.<br />
Desplaces, A, Chppin, J., Trost, W. (1975) The effects of silymarin on<br />
experimental phalloidine poisoning. Arzneimittelforschung 25: 89- 96.<br />
Flora, K. ; Hahn, M. ; Rosen, H. ; Benner, K. (1998). Milk thistle (Silybum<br />
marianum) for the therapy of liver disease. Am J Gastroenterol. 93: 139–<br />
43.<br />
Ghareeb B., Khaseeb S., Kosseff R., Sa’ad B. (2008) Toxicity of<br />
Cichorium pumilum (Elik) to Grazing Animals and Detoxification<br />
Using Silybum marianum (Khurfeish) (A Study in the Hepatic Cell Line<br />
HepG2. Hebron University Research Journal (Nat Sci) Volume (3) No<br />
(2) July 69- 83.<br />
Ghareeb B., Arteen M., Abu Farha A., Awwad N., Badie H., Kmail A.,<br />
Barghouthi S., Sa’ad B. (2007) In vitro evaluations of cytotoxicity of<br />
Crozophora tinctoria (Ghbeira) and antidote effects of Silybum marianum<br />
(Khurfeish) Applied aspects for grazing in Palestine. An- Najah Univ. J.<br />
Res. (Nat. Sc. ) vol 21, 117- 128<br />
15. Goetz, Rebecca. J. (1998). Oleander. Indiana Plants Poisonous to<br />
Livestock and Pets. Cooperative Extension Service, Purdue University.<br />
16.<br />
Ignarro, L. J., Buga, G. M., Wood, K. S. and Byrns R. E. (1987)<br />
Endothelium derived relaxing factor produced and released from artery<br />
and vein is nitric oxide. Proc. Natl. Acad. Sci. USA 84: 9265- 9269.<br />
17. Inchem (2005). Nerium oleander L. (PIM 366). IPCS Inchem. Retrieved<br />
on 2005- 10- 23.<br />
18.<br />
19.<br />
20.<br />
Jaffe, W. G. (1972). Plant toxins. Second printings in “The safety of<br />
foods” An international symposium on safety and importance of foods<br />
in the western hemisphere. University of Puerto Rico. Mayaguez, Puerto<br />
Rico.<br />
Kalapodi, M., Georgokapoulos, P., Zikos, P., Frangides, C. (2006) In<br />
vitro action of Nerium oleander extract in different sanguine groups.<br />
Pharmacologyonline 3: 78- 83.<br />
Kingsbury, J. M. (1964). Poisonous plants of the United States and<br />
Canada. Prentice- Hall Inc. N. J. 626 pages.<br />
26
Ex vivo assessment of Nerium oleander (Defla) toxicity<br />
and Silybum marianum (Khurfeish) antidotal virtues<br />
Bilal Ghareeb<br />
References:<br />
1.<br />
Abu Rmeileh, B. (2000) Toxic plants in Jordan. University of Jordan,<br />
Research Deanship publication 4/2001. 307 pages. Amman, Jordan.<br />
<br />
<br />
<br />
2.<br />
Adamson, G. M. and Billings, R. E. (1993) Cytokine toxicity and induction<br />
of NO synthase activity in cultured mouse hepatocytes. Toxicol. Appl.<br />
Pharmacol. 119: 100- 107.<br />
3.<br />
4.<br />
5.<br />
6.<br />
7.<br />
8.<br />
9.<br />
Anonymous. Alternative Medicine Review Volume 4, Number 4 (1999)<br />
pp 272- 274.<br />
Behnia, K. ; Bhatia, S. ; Jastromb, N. ; Balis, U. ; Sullivan, S. ; Yarmush,<br />
M. ; Toner, M. (2000).<br />
Xenobiotic metabolism by cultured primary porcine hepatocytes. Tissue<br />
Engineering vol. 6 (5): 467- 479.<br />
Bnouham, M., Mekhfi, H., Legssyer, A., Ziyyat, A. (2002) Medicinal<br />
plants used in the treatment of diabetes in Morocco. Int J Diabetes and<br />
Metabolism 33- 50.<br />
Braigith, A. (1998) Palestinian agricultural policy, forests, pastures and<br />
wildlife. A report of Palestinian Ministry of Agriculture.<br />
Bode, J. C. ; Schmidt, U. ; Durr, H. K. (1977). Silymarin for the treatment<br />
of acute viral hepatitis? Report of a controlled trial. Med Klin; 72: pp.<br />
513- 8<br />
Buzzelli, G; Moscarella, S; Giusti A. (1993). A pilot study on the liver<br />
protective effect of silybinphosphatidylcholine complex (IdB 1016) in<br />
chronic active hepatitis. Int J Clin Pharmacol Ther Toxicol; 31: pp. 456-<br />
60<br />
Desai, Umesh R. (2000).<br />
10. Cardiac glycosides. Virginia Commonwealth<br />
University School of Pharmacy.<br />
25
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />
used for treatment in case of intoxication (feeding the intoxicated animal 11<br />
to 33 fold the weight of the intoxicating plant). The apparently large dose<br />
of Khurfeish is not large in reality. Let’s give an example of a 70 kg animal<br />
intoxicated with 35 mg of Defla (0.5 mg/ Kg of body weight is lethal to many<br />
animals as reported by Inchem, 2005), it should be given 385 mg to 1155<br />
mg of Khurfeish which should be easily doable. The effect of Khurfeish,<br />
however, decreases as the Defla concentration increases. More research is of<br />
utmost importance using more ex vivo models, experimental animal (mice<br />
and rats) and eventually farms animals.<br />
Acknowledgments:<br />
Many deep acknowledgments are addressed to the Union of Arab<br />
Universities who funded this research. My deep acknowledgments also are for<br />
Saeed Khaseeb at the Arab American University- Jenin (AAUJ) who helped<br />
in doing this research as well as for Dr. Mohammad Dawabsheh at AAUJ for<br />
his kind linguistic revision of the manuscript.<br />
24
Ex vivo assessment of Nerium oleander (Defla) toxicity<br />
and Silybum marianum (Khurfeish) antidotal virtues<br />
Bilal Ghareeb<br />
Figure (3)<br />
0,25<br />
0,2<br />
MTT (Viability)<br />
0,15<br />
0,1<br />
0,05<br />
0<br />
0 0<br />
0 2000<br />
0 20000<br />
0 100000<br />
1500 0<br />
1500 2000<br />
1500 20000<br />
1500 100000<br />
3000 0<br />
3000 2000<br />
3000 20000<br />
3000 100000<br />
9000 0<br />
9000 2000<br />
9000 20000<br />
9000 100000<br />
90000 0<br />
90000 2000<br />
90000 20000<br />
90000 100000<br />
ì g of plant dry matter/ml of HepG2 medium<br />
To demonstrate the anti- toxicity effects of Silybum marianum (Khurfeish)<br />
when added with Nerium oleander (Khurfeish) on HepG2 cell line, different<br />
concentrations of these plants were added. Khurfeish has clear mitogenic<br />
effects when added alone on HepG2 cell line. Khurfeish possesses also clear<br />
antidotal virtues when added when Defla. The antidotal effect decreases as<br />
the concentrations of Defla increases. The concentrations down the figure<br />
are for Defla while the concentrations upper the figure are for Khurfeish as<br />
detailed in Table2.<br />
Conclusions and Recommendations:<br />
The grazing animals are badly influenced by the toxic plants in Palestinian<br />
ranges. This research starts to set up a technique based on evaluation of the<br />
effect of plant extract on cell cultures (ex vivo) and could start to study<br />
toxicity of plants for the first time in Palestine. Defla shows a clear toxic<br />
effect on HepG2 cell line in a direct proportionate manner and using two<br />
different assays (MTT and NO). Khurfeish demonstrate a promising ex vivo<br />
antidotal profile against the toxicity of Defla. Khurfeish could, therefore, be<br />
23
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />
Plant extract (s)<br />
plant dry material/ ml of medium<br />
Defla 9000<br />
Defla+Khurfeish 9000 + 2000<br />
Defla+Khurfeish 9000 + 20000<br />
Defla+Khurfeish 9000 + 100000<br />
Defla 90000<br />
Defla+Khurfeish 90000 + 2000<br />
Defla+Khurfeish 90000 + 20000<br />
Defla+Khurfeish 90000 + 100000<br />
The plant extract(s) concentrations added to HepG2 cell line to assess the<br />
antidotal virtues of Khurfeish versus the toxicity of Defla. In case of applying<br />
two plant extracts, concentrations are ordered respectively. These values are<br />
expressed in μg of plant dry material/ml of RPMI medium. The effect was<br />
measured using the viability assay, MTT (results are shown in figure 3).<br />
Concerning the virtues of Khurfeish, an interesting and promising profile<br />
is demonstrated in Figure 3. Firstly, Khurfeish shows a clear mitogenic effect<br />
on HepG2 cell line. This mitogenic effect is directly proportional to the<br />
Khufeish concentration used. Secondly, a clear inverse relationship between<br />
the Defla concentration used and the viability values obtained for HepG2 is<br />
demonstrated. This confirms the results obtained in Figure 1 and 2. Thirdly,<br />
a clear antitoxic effect of Khurfeish on Defla is shown. This effect is clear<br />
at Defla and Khufeish concentrations of 1500 and 20000, 3000 and 100000<br />
as well as at 9000 and 100000 μg of plant dry matter/ ml of RPMI medium<br />
respectively. It might be concluded that in case of intoxication with Defla (and<br />
possibly with other toxic plants), a possible treatment can be envisaged using<br />
Khurfeish plant weighing about 11 to 33 fold the weight of the intoxicating<br />
plant. However, at larger Defla concentrations (e. g. 90000 μg of plant dry<br />
matter/ ml of RPMI medium), Khurfeish has no longer antidotal capacity<br />
in HepG2 cell line. This could demonstrate the importance of treating<br />
intoxication in the early stages even if the ideal situation is to completely<br />
avoid intoxication. These values need, however, to be verified and validated<br />
in other ex vivo systems as well as ultimately in vivo investigations.<br />
22
Ex vivo assessment of Nerium oleander (Defla) toxicity<br />
and Silybum marianum (Khurfeish) antidotal virtues<br />
Bilal Ghareeb<br />
Assessment of the antidotal virtues of Khurfeish (Silybum marianum)<br />
using MTT assay:<br />
Silybum is recognized in the literature as a cell regenerative agent.<br />
Silybum marianum is reported to possess antidote and liver regeneration<br />
virtues (Flora et al., 1998; Luper, 1998; Buzzelli et al., 1993; Vailati et al.,<br />
1993; Lirussi and Okolicsanyi, 1992; Wagner, 1981; Magliulo et al., 1978;<br />
Bode et al., 1977; Desplaces, 1975; Anonymous, 1999) and could, therefore,<br />
be as an antidote herb for intoxicated animals. This was an application horizon<br />
for our study. So hepatic cells treated with toxic plant extract are also treated<br />
with Silybum marianum extract in order to evaluate its antidote and liver<br />
regeneration capacities. As a control, Silybum marianum was added alone<br />
and in combination with the toxic plants extract. Unexpectedly, Silybum<br />
marianum failed to prove the cell regeneration virtues when added with Defla<br />
at the concentrations used in figures 1 and 2 (10000 and 3125 μg of plant dry<br />
material/ ml of RPMI medium respectively). Therefore, further concentrations<br />
were used (Table 2) and showed a convincing antidotal pattern (Figure 3).<br />
Table (2)<br />
Plant extract (s)<br />
plant dry material/ ml of medium<br />
No plant 0<br />
Khurfeish 2000<br />
Khurfeish 20000<br />
Khurfeish 100000<br />
Defla 1500<br />
Defla+Khurfeish 1500 + 2000<br />
Defla+Khurfeish 1500 + 20000<br />
Defla+Khurfeish 1500 + 100000<br />
Defla 3000<br />
Defla+Khurfeish 3000 + 2000<br />
Defla+Khurfeish 3000 + 20000<br />
Defla+Khurfeish 3000 + 100000<br />
21
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />
Khurfeish, concentrations will be adjusted in the following sections. However,<br />
MTT assay has proved to be more «precocious» in detecting the toxic effects<br />
of Defla. At 625 μg of plant dry matter /ml medium, the MTT (cell viability)<br />
value is 1/3 the negative control while using the NO assay, there is just a<br />
slight negative effect on the growth. Therefore, MTT only will be considered<br />
for the next investigation concerning the antidotal effects of Khurfeish.<br />
Figure (2)<br />
viability (MTT)<br />
0.6<br />
0.5<br />
0.4<br />
0.3<br />
0.2<br />
0.1<br />
0<br />
0<br />
25<br />
125<br />
625<br />
3125<br />
15725<br />
dafla+khur<br />
khur<br />
ug of dry plant/ml of medium<br />
Different plant extracts were added to evaluate their effect on the hepatic<br />
cell line (HpG2). A mitogenic effect of Defla at 25 μg of plant dry material/ml<br />
of RPMI medium and a slight mitogenic effect are demonstrated at 125 μg of<br />
plant dry material/ml of RPMI medium. A clear toxic effect is demonstrated at<br />
625 μg of plant dry material/ml of RPMI medium with a stabilization plateau<br />
until 3125 μg of plant dry material/ml of RPMI medium. The maximum toxic<br />
effect of Defla is at 15725 plant dry material/ml of RPMI medium. Khurfeish,<br />
when applied alone at 10000 μg of plant dry material/ml of RPMI medium has<br />
a rather slight negative effect on growth of cells, unexpectedly. No antidotal<br />
effect of Khurfeish at the used concentration was detected (10000 and 3125<br />
μg of plant dry matter /ml medium for Khurfeish and Defla respectively).<br />
20
Ex vivo assessment of Nerium oleander (Defla) toxicity<br />
and Silybum marianum (Khurfeish) antidotal virtues<br />
Bilal Ghareeb<br />
It’s demonstrated in figure 1 (which measures the mortality of cells using<br />
the NO assay) that applying 25, 125 and 625 μg of plant dry matter /ml medium<br />
has a slight negative effect on the growth of HepG2 cell line. A stronger<br />
antigrowth effect is demonstrated at 3125 μg of plant dry matter /ml medium.<br />
The toxic effect reaches a maximum point at 15725. No more concentrations<br />
were used which means that this was not an absolute maximum toxicity level.<br />
Besides the main purpose of the experiment in figure 1 (revealing the toxic<br />
concentrations of Defla extract), a trial was made to measure the antidotal<br />
virtues of Khufeish (Silybum marianum) when added with Defla (Nerium<br />
oleander). These plants were added at 10000 and 3125 μg of plant dry matter<br />
/ml medium respectively. No antitoxic virtues could be detected at the used<br />
concentrations. Furthermore, Khufeish failed to demonstrate any growth<br />
stimulation at the used concentrations (table 1 and Figure 1). A further range<br />
of concentrations will be used in the next sections (table 2, Figure 2 and<br />
Figure 3).<br />
Toxicity of Defla on HepG2 cells using MTT assay:<br />
To confirm results obtained using the NO assay, MTT assay was employed<br />
to assess the toxic doses of Defla as well as to have a first impression of the antitoxicity<br />
of Khurfeish (Figure 2). The same plant extract concentrations listed<br />
in table 1 were applied to hepG2 cell line. A series of experiments composed<br />
of up to 12 replicates was performed in HepG2 cell line and gave the profile<br />
shown in figures 2. As the results in figure 1, the maximum toxicity could be<br />
detected at 15725 μg of plant dry matter /ml medium. However, unexpectedly,<br />
a strong mitogenic effect of Defla on hepG2 cell line was detected at 25 μg<br />
of plant dry matter /ml medium, a slight mitogenic effect appears at 125 μg<br />
of plant dry matter /ml medium. At higher concentrations, a clear toxic effect<br />
of Defla is demonstrated (at 625 and 3125 μg of plant dry matter /ml medium<br />
where the toxic effect is almost the same). The maximum toxic effect was<br />
obtained at the highest concentration of Defla used (15725 μg of plant dry<br />
matter /ml medium). In the same manner as upon using the NO assay, this<br />
does not mean necessarily that this concentration is the absolute highest toxic<br />
concentration of Defla. In the same manner as figure 1, Khurfeish failed to<br />
show any antitoxic effect when applied with Defla at 10000 and 3125 μg<br />
of plant dry matter /ml medium respectively. Other concentrations will be<br />
assayed in the following sections. Khurfeish also shows an unexpected slight<br />
growth inhibition effect on HepG2 cell line. Therefore, for the virtues of<br />
19
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />
Plant Extract (s)<br />
μg of plant dry material/ ml of medium<br />
Defla 625<br />
Defla 3125<br />
Defla 15725<br />
Defla+Khurfeish 3125 + 10000<br />
Khurfeish 10000<br />
The concentrations of plant extracts(s) added to HepG2 cells. In case<br />
of applying two plant extracts, concentrations are ordered respectively. The<br />
effects were measured using the mortality assay, NO and the viability assay,<br />
MTT (results are shown in figures 1 and 2 respectively)<br />
Figure (1)<br />
Mortality (NO)<br />
0.16<br />
0.14<br />
0.12<br />
0.1<br />
0.08<br />
0.06<br />
0.04<br />
0.02<br />
0<br />
0<br />
25<br />
125<br />
625<br />
3125<br />
15725<br />
dafla+khur<br />
khur<br />
ug of dry plant/ml of medium<br />
When applying increasing concentrations of Defla to HepG2 cell line,<br />
a slight toxic effect is demonstrated up to 625 μg of plant dry material/ml of<br />
RPMI medium. Then a clear toxic effect is demonstrated at 3125 and the effect<br />
attains its maximum at 15725 μg of plant dry material/ml of RPMI medium.<br />
Adding Khurfeish with Defla at 10000 and 3125 μg of plant dry material/ml<br />
of RPMI medium respectively shows no antidotal effect of Khurfeish.<br />
18
Ex vivo assessment of Nerium oleander (Defla) toxicity<br />
and Silybum marianum (Khurfeish) antidotal virtues<br />
Bilal Ghareeb<br />
terms of mortality and expressed as absorbance at 550 of NO. After 24 hrs<br />
of HepG2 cells incubation with the plant extract(s), 50 μl of the medium<br />
was mixed with 100 μl of reagent B (1% wt/v sulfanilamide, 3% v/v H 3<br />
PO 4<br />
in distilled water), then further mixed with 100 μl of reagent A (1% wt/v<br />
Naphtylethylendiamine dihydrochloride in distilled water and stored at 4ºC).<br />
The mixture was then incubated at RT for 20 min. The effect was measured in<br />
form of absorbance at 550 nm using ELISA plate reader (Ignarro et al., 1987;<br />
Adamson and Billings, 1993).<br />
Statistical Analysis:<br />
A series of experiments was conducted using plant extracts from Defla<br />
and/or Khurfeish in the concentration and combinations detailed in tables 1<br />
and 2. The variables tested were the viability and/or the mortality of cells due<br />
to the plant extract(s) determined by MTT and NO assays respectively.<br />
Error limits cited and error bars plotted represent simple standard<br />
deviations of the mean. Usually, numerical results are only accurate enough to<br />
specify the least significant digit. When comparing different samples, results<br />
were considered to be statistically different when P < 0.05 (Student’s t- test<br />
for unpaired samples).<br />
Results and Discussion:<br />
Toxicity of Defla on HepG2cells using NO assay:<br />
To detect the toxic doses of Nerium oleander (Defla), a range of plant<br />
extract concentrations was added to HepG2 cell line. The concentrations are<br />
shown in Table 1. Up to 12 replicates were performed and gave the profile<br />
shown in figure 1. The effect was measured through the cell mortality test<br />
(NO).<br />
Table (1)<br />
Plant Extract (s)<br />
μg of plant dry material/ ml of medium<br />
No plant 0<br />
Defla 25<br />
Defla 125<br />
17
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />
animals (Behnia et al., 2000; Lerche et al., 1997). Any measured plant toxicity<br />
on HepG2 can, therefore, be expected to appear in the whole organism.<br />
Consequently, results should be useful for future research into plant toxicity<br />
in animals.<br />
Hepatic cells treated with toxic plant extract were also treated with<br />
Silybum marianum extract in order to evaluate the antidote and liver<br />
regeneration capacities of Silybum marianum. As controls, the toxic plant was<br />
added alone, Silybum marianum was added also alone and in combination<br />
with the toxic plants extract.<br />
To study the antidotal virtues of Silybum marianum (Flora et al., 1998;<br />
Luper, 1998; Buzzelli et al., 1993), this plant was added to HepG2 in parallel<br />
to the toxic plant, the controls were HepG2 without any plant extract, HepG2<br />
with Silybum marianum, and HepG2 with the plant extract. The concentrations<br />
of each plant in terms of μg of plant DM/ ml of medium are shown in table 2<br />
and figure 3.<br />
MTT Assay:<br />
The MTT assay was performed to assess the effect of the plant extracts on<br />
the viability and proliferation of cells (according to Raju et al., 2004 and Saad<br />
et al, 2005). MTT [3- (4, 5- dimethylthiazol- 2- yl)- 2, 5- diphenyltetrazolium<br />
bromide] standard colorimetric assay, first described by Mosmann in 1983, is<br />
based on the ability of a mitochondrial dehydrogenase enzyme from viable cells<br />
to cleave the tetrazolium rings of the pale yellow MTT and form a dark blue<br />
or purple formazan crystals which is largely impermeable to cell membranes,<br />
thus resulting in its accumulation within healthy cells. Solublization of the<br />
cells by the addition of a detergent results in the liberation of the crystals<br />
which are solublized. The number of surviving cells is directly proportional<br />
to the level of the formazan product created. The color can then be quantified<br />
using a simple colorimetric assay. The results can be read on a multi- well<br />
scanning spectrophotometer (ELISA reader) at 570 nm.<br />
NO Assay:<br />
The idea of this assay depends on the quantification of mortality of cells<br />
based on the nitric oxide (NO) produced by dead cells. The effects of different<br />
concentrations of Defla were assayed on HepG2 cell line using this mortality<br />
assay (as described by Ghareeb et al., 2008). The effects are measured in<br />
16
Ex vivo assessment of Nerium oleander (Defla) toxicity<br />
and Silybum marianum (Khurfeish) antidotal virtues<br />
Bilal Ghareeb<br />
Materials and methods:<br />
Plants were collected from different locations in Jenin area located in the<br />
northern Palestinian Territories and were pooled for extraction. Only leaves<br />
were extracted.<br />
Preparation of Plant Extracts:<br />
The plants were harvested in March and April and were dried in shadow<br />
at room temperature and the leaves were taken for extraction. In order to<br />
extract the organic as well as the non organic extracts, ethanol (50% water)<br />
was added to leaves which were finely smashed using a kitchen blender. This<br />
mixture was then boiled for 15 minutes with stirring. The filtrate was then<br />
taken and freeze- dried and diluted in a Phosphate Buffered Saline (PBS)<br />
buffer and preserved at –20°C. The concentrations used throughout this<br />
manuscript are described as weight of plant dry matter (μg) in the medium<br />
volume unit (ml), where cells were grown (as described by Ghareeb et al.,<br />
2008, Ghareeb et al., 2007, Saad, 2005, and Saad et al., 2005).<br />
Cell Culture:<br />
HepG2 cell line retains differentiated parenchymal functions of normal<br />
hepatocytes, including the expression of P450 isoenzymes (Medina- Diaz et<br />
al., 2006) thus permitting long- term studies to be performed. The cells were<br />
grown in Dulbecco’s modified Eagle’s medium (RPMI) with a high glucose<br />
content (4.5 g/L) supplemented with 10% vol/vol inactivated fetal calf serum,<br />
1% nonessential amino acids, 1% glutamine, 100 U/ml penicillin, and 10 mg/<br />
m1 streptomycin. Cells were maintained in humidified atmosphere with 5%<br />
CO 2<br />
at 37°C. The medium of cells was changed twice a week. At 70–80%<br />
confluence, cells were trypsinized and seeded in 96- well plates in cell density<br />
of 1.5x10 4 HepG2 cells. Twenty four hours after cell seeding, cells were<br />
exposed to various concentrations of the plant extracts in fresh serum- free<br />
medium.<br />
We present in this report the profiles of viability of cells under the effect<br />
of plant extracts using suitable controls; HepG2 cultures without any plant<br />
treatment (as described by Ghareeb et al., 2007, Ghareeb et al., 2008).<br />
Furthermore, the hepatic cell line HepG2 was chosen for this study<br />
because the hepatic cells are known to represent the detoxification center of<br />
15
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />
addition, Defla is reported to contain nerioside, oleandroside, saponins, which<br />
are toxic for humans, horses, cattle, sheep, goats and dogs. All plant parts<br />
are poisonous (http: //www. ansci. cornell. edu/plants/). They are present in<br />
all parts of the plant, but are most concentrated in the sap. It is thought that<br />
Oleander may contain many other unknown or un- researched compounds that<br />
may have dangerous effects (Inchem 2005). Oleander bark contains rosagenin<br />
which is known for its strychnine- like effects. The entire plant including the<br />
milky white sap is toxic and any part can cause an adverse reaction.<br />
Different names for Oleander are used around the world in different<br />
locations, so when encountering a plant by any of these names, care and<br />
caution should be used. Many of Oleander’s relatives have similar leaves and<br />
also contain toxic compounds.<br />
Bnouham et al., 2002 review, however, that Ferula communis (Kalakh)<br />
and Nerium oleander (Defla) and other plants known to be toxic can have,<br />
astonishingly, antidiabetic effects, but this information has to be vitally<br />
verified as these plants are known to be highly toxic!<br />
Finally, Silybum marianum (Khurfeish) is recognized in the literature<br />
as a cell regenerative agent. It is reported to possess antidote and liver<br />
regeneration virtues (Luper, 1998; Buzzelli et al., 1993; Vailati et al., 1993;<br />
Lirussi and Okolicsanyi, 1992; Wagner, 1981; Magliulo et al. (1978); Bode<br />
et al., 1977; Desplaces, 1975; Anonymous, 1999). In this study, the antidotal<br />
virtues of Silybum marianum will be assayed in cells for possible future<br />
antidotal applications on intoxicated animals.<br />
Objectives:<br />
I.<br />
II.<br />
Putting a basis for the evaluation of toxicity of many plants in the<br />
Palestinian environment through the study of the level of toxicity of<br />
Nerium oleander (Defla) to the hepatic cell line HepG2 and ultimately to<br />
grazing animals.<br />
Assaying the antidotal virtues of Silybum marianum (Khurfeish) using<br />
HepG2. This should guide a future research in vivo and might provide<br />
our farmers with a free antidote in case of intoxication.<br />
III. The applications of this study are not only agricultural and economical<br />
but also environmental and political for Palestinians. The protection<br />
of farmers and their production and avoiding losses are vital to protect<br />
land.<br />
14
Ex vivo assessment of Nerium oleander (Defla) toxicity<br />
and Silybum marianum (Khurfeish) antidotal virtues<br />
Bilal Ghareeb<br />
Ingestion can cause both gastrointestinal and cardiac effects. The<br />
gastrointestinal effects can consist of stomach and abdominal pains, nausea<br />
and vomiting, excess salivation, diarrhea that may or may not contain blood,<br />
and especially in horses, colic (Inchem 2005). Cardiac reactions consist of<br />
irregular heart rate, sometimes characterized by increasing perspiration and<br />
a racing heart at first that then slows to below normal further along in the<br />
reaction. The heart may also beat erratically with no sign of a specific rhythm.<br />
Extremities may become pale and cold due to poor or irregular circulation.<br />
Reactions to poisonings can also affect the central nervous system. These<br />
symptoms can include drowsiness, tremors or shaking of the muscles,<br />
seizures, collapse, and even coma that can lead to death. Oleander sap can<br />
cause skin irritations, severe eye inflammation and irritation, and allergy<br />
reactions characterized by dermatitis (Goetz, 1998). Intoxication symptoms<br />
include also anoxia, bloody diarrhea, and loss of consciousness and might<br />
end with death (Steyen, 1934 as reviewed by Abu Rmeileh, 2000). It was<br />
also found that oleander toxins cause hemoagglutination of intravascular red<br />
blood cells and directly lysis of red blood cells (Kalapodi et al., 2006).<br />
Poisoning and reactions to Oleander plants are evident quickly, requiring<br />
immediate medical care in suspected or known poisonings of both humans<br />
and animals (Goetz, 1998). Induced vomiting and gastric lavage (wash) are<br />
protective measures to reduce absorption of the toxic compounds. Charcoal<br />
may also be administered to help absorb any remaining toxins (Inchem 2005).<br />
Further medical attention may be required and will depend on the severity of<br />
the poisoning and symptoms.<br />
In general, plants toxic substances are classified as alkaloids, cyanogenic<br />
glycosides, cardiac glucosides as oleandioside found in Nerium oleander<br />
(Defla), saponins, toxic organic acids, selenium (Se), photosenstizers,<br />
oxalates, resins and resinoids, proteins and polypeptides, nitrates and nitrites,<br />
photosensitizers and finally mineral elements (Sankari, 1978; Jaffe, 1972 and<br />
Kingsbury, 1964).<br />
Among the toxic substances and secondary compounds of Defla (Nerium<br />
oleander), the most significant are oleandrin and neriine, which are cardiac<br />
glycosides (Goetz, 1998). Cardiac glycosides are naturally occurring plant<br />
or animal compounds whose actions include toxic effects on the heart, but<br />
astonishingly reported to have beneficial effects on the heart (Desai 2000).<br />
This latter piece of information has, however, to be seriously checked. In<br />
13
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />
Introduction:<br />
Braighith (1998) reported that out of the total rangeland area of about<br />
218, 000 (ha) in the Palestinian territories; only 70, 000 (ha) were accessible<br />
to Palestinians. Poverty of farmers caused by many factors including<br />
occupation, resulted in overgrazing and bad use of trees and shrubs in ranges<br />
(Mohammad, 2005). Recognition of toxic and unpalatable plants is, therefore,<br />
of vital importance for a better grazing management and consequently,<br />
avoiding animals suffering and deaths as well as increasing the productivity.<br />
Recognition must be based on a scientific rather than on a hearsay basis. The<br />
example of Elik (Cichorium pumilum) which is reported to intoxicate sheep<br />
is illustrative. The poisoning symptoms are said to appear also in the indoorkept<br />
sheep and goats. If Elik is really poisonous, what parts of the plants are<br />
toxic and under what circumstances?<br />
Plant toxic to animals are in general also toxic to human. Some plants toxic<br />
to animals were, however, found to be safe for humans. Toxic compounds can<br />
render plants unpalatable especially at high concentrations. But the danger<br />
comes from eating plants “mildly” poisonous plants and also high in nutrients.<br />
Animals eat such plants rather than starve but this might lead eventually and<br />
by accumulation to death.<br />
The toxicity of Oleander genus including Defla (Nerium oleander) is<br />
considered extremely high and it has been reported that in some cases only<br />
a small amount had lethal or near lethal effects. Consumption of one leaf is<br />
sufficient to kill human being specially children (Goetz, 1998). West (1957)<br />
reported that many individuals were intoxicated after a barbeque where<br />
Nerium oleander containing wood was used! Oleander is also known to hold<br />
its toxicity even after drying. All animals (sheep, horses, cattle…) can suffer<br />
a reaction or death from Defla.<br />
In animals, around 0.5 mg/ Kg of body weight is lethal to many animals,<br />
and various other doses will affect other animals (Inchem 2005). Horses were<br />
reported to become ill when they are poisoned with toxic leaves of Nerium<br />
oleander (Trevino, 2009). Plant clippings are especially dangerous to horses,<br />
as they are sweet. 100 g of Defla were reported to kill an adult horse (Knight,<br />
1999). Defla is toxic for horses and cows at 0.005% (plant weight/animal<br />
weight) and at 0.015% for sheep and goats (reviewed by Abu Rmeileh,<br />
2000).<br />
12
Ex vivo assessment of Nerium oleander (Defla) toxicity<br />
and Silybum marianum (Khurfeish) antidotal virtues<br />
Bilal Ghareeb<br />
Abstract:<br />
Assessment of toxicity of plants in the Palestinian ranges and looking<br />
for antidotal range plants have vital economical, ecological and also political<br />
importance. This research aims to evaluate the toxicity of Nerium oleander<br />
(Defla) and the antitoxic capacity of Khurfeish in HepG2 cells. A series<br />
of concentrations of plant extracts were added to HepG2 and the effect<br />
was evaluated using the MTT viability and NO mortality assays. As the<br />
concentration of Defla increases, the viability of HepG2 cell line decreases<br />
to attain its minimum at 15725 μg of plant dry matter/ ml of RPMI medium<br />
using both assays. Unexpectedly, a growth enhancer effect was found at the<br />
Defla concentration of 25 μg of plant dry matter/ ml of RPMI medium using<br />
the MTT assay.<br />
Khurfeish was assessed for its antidotal effects when combined with Defla.<br />
The effect of Khurfeish alone on HepG2 cell line showed to be mitogenic.<br />
This effect is in general proportionate to the concentration of Khurfeish. When<br />
combined with Defla, Khurfeish was found to have an antidotal effect against<br />
the toxicity of Defla. Promising antidotal effects of Khurfeish were obtained<br />
when added with Defla at the following concentrations respectively (20000<br />
and 1500, 100000 and 3000, 100000 and 9000 μg of plant dry matter/ ml of<br />
RPMI medium). The antidotal effect, in general, decreases as the concentration<br />
of Defla increases. However, at the Defla concentration of 90000 μg of plant<br />
DM/ ml of medium, Khurfeish, no longer shows anti- toxicity virtues. This<br />
might demonstrate the efficiency of treating intoxication at early stages.<br />
Based on the mentioned values and in case of intoxication of farm animals by<br />
Defla, it could be useful to counteract the toxicity by feeding with Khurfeish<br />
of about 11 to 33 equivalent of the Defla weight. For ultimate validation of<br />
these results, experiments should be conducted in vivo using small animals<br />
then farm animals.<br />
Key words:<br />
Toxicity, grazing animals, Nerium oleander (Defla), Silybum marianum<br />
(Khurfeish), antidote<br />
11
Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 23 (1) - June 2011<br />
@ZòÉ‹fl<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(NO) (MTT)<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
10
Ex vivo assessment of<br />
Nerium oleander (Defla)<br />
toxicity and Silybum marianum<br />
(Khurfeish) antidotal virtues<br />
Bilal Ghareeb<br />
Arab American University\ Faculty of Arts and Sciences\ Biology and<br />
Biotechnology Dept.\ Jenin\ Palestine.<br />
9
Al-Quds Open Uni ver sity<br />
Journal of<br />
for Research & Studies<br />
Contents<br />
Ex vivo assessment of Nerium oleander (Defla) toxicity<br />
and Silybum marianum (Khurfeish) antidotal virtues<br />
Bilal Ghareeb ............................................................................................. 9<br />
Investigating Teachersʼ and Studentsʼ Attitudes towards the Activities<br />
and Exercises of EFL Textbook for Tenth Grade in Palestine<br />
Khaled Abdel-Jaleel Dweikat ................................................................. 29
Al-Quds Open Uni ver sity<br />
Journal of<br />
for Research & Studies<br />
9. References should follow rules as follows:<br />
(a) If the reference is a book, then it has to include the author name,<br />
book title, translator if any, publisher, place of publication, edition,<br />
pub li cation year, page number.<br />
(b) If the reference is a magazine, then it has to include the author,<br />
paper title, magazine name, issue number order by last name of<br />
the au thor.<br />
10. References have to be arranged in alphabetical order by last name of the<br />
author.<br />
11. The researcher can use the APA style in documenting scientific and applied<br />
topics where he points to the author foot notes.<br />
Opinions expressed in this journal are solely those of their authors
Guidelines for Authors<br />
The Journal of Al-Quds Open Uni ver sity For Research & Studies Publishes<br />
Original research documents and sci en tific studies for faculty members and<br />
re searchers in Alquds Open University and other local, Arab, and International<br />
universities with special focus on topics that deal with open education and distance<br />
learning. The Journal accepts pa pers offered to sci en tific conferences.<br />
Researchers who wish to publish their papers are required to abide by the<br />
following rules:<br />
1.<br />
Papers are accepted int both English and Arabic.<br />
2. each paper should not exceed 35 pages or 8000 words including foot notes<br />
and references.<br />
3.<br />
Each paper has to add new findings or extra knowledge in its field.<br />
4. Papers have to be on a floppy diskette “Disk A” or on a CD accom pa nied by<br />
three hard copies. Nothing is returnable in ei ther case: published or not.<br />
5. An abstract of 100 to 150 words has to be included. The lan guage of the<br />
abstract has to be English if the paper is in Arabic and has to be Arabic if<br />
the paper is in English.<br />
6. The paper will be published if it is accepted by at least two re visers. The<br />
Journal will appoint the revisers who has the same degree or higher than<br />
the researcher himself.<br />
7.<br />
The researcher should not include anything personal in his pa per.<br />
8. The owner of the published paper will receive five copies of the Journal in<br />
which his paper is published.
general supervisor professor<br />
Younis Amro<br />
President of the University<br />
editor - in - chief<br />
Hasan A. Silwadi<br />
Director of Scientific Research & Graduate Studies Program<br />
editorial board<br />
Yaser Al. Mallah<br />
Ali Odeh<br />
Islam Y. Amro<br />
Insaf Abbas<br />
Rushdi Al - Qawasmah<br />
Zeiad Barakat<br />
Majid Sbeih<br />
Yusuf Abu Fara
for correspondence and sending research<br />
use the following address:<br />
Chief of the Editorial Board of the Journal of<br />
Al-Quds Open University for Research & Studies<br />
Al-Quds Open University<br />
P.O. Box ; 51800<br />
Tel: 02-2984491<br />
Fax: 02-2984492<br />
Email: hsilwadi@qou.edu<br />
design and artistic production:<br />
Graphic Design & Production Department<br />
Scientific Research & Graduate Studies Program<br />
Al-Quds Open University<br />
Tel: 02-2952508
Al-Quds Open Uni ver sity<br />
Journal of<br />
for Research & Studies