The Diabetologist #26

أول كالمنا
أول كالمنا
بحسب االحتاد العاملي ملرض السكري،‏ فإن اململكة حتتل املركز الثاني عامليا بنسبة اإلصابة مبرض السكري،‏ وتشهد
اململكة تزايدا مطردا في نسبة اإلصابة بالسكري.‏
يعاني نحو 80 في املائة من مرضى السكري ‏)النوع الثاني(‏ في اململكة من زيادة الوزن ‏)السمنة(.‏ ويكلف عالج
مرض السكري ومضاعفاته والسمنة في اململكة خزينة الدولة نحو 11 مليار ريال سنويا.‏
وكثيرا ما جتمعني باألطباء الكثير من املناسبات،‏ وفي احلقيقة فإن ما يتداولونه من أخبار أو معلومات عن داء
السكري..‏ بات أمرا خطيرا،‏ بل أصبح مرعبا للكثيرين من املتابعني لهذا املرض وتطوراته وحتوالت حاالته كل يوم.‏
ولعل من املثير هنا أن أشير إلى أن كثيرا من األفراد يصابون مبرض السكري من دون علمهم،‏ وهو األمر الذي
يهددهم،‏ بالتالي حصول مضاعفات تهدد حياتهم.‏ مثلما أكد األطباء واملختصون في أكثر من مناسبة أن نسبة
ارتفاع مرض السكري في اململكة ‏)مرعبة(،‏ مشيرين إلى أن املرض أصبح أشبه باألمراض املعدية التي أصبح
يطلق عليها ‏)الوباء(،‏ حيث مت تصنيف اململكة ضمن الئحة الدول العشر التي تعاني معدالت االنتشار األعلى عامليا
للسكري،‏ الفتني إلى دراسات حديثة ذكرت أن 30 في املائة من سكان اململكة مصابون بالسكري.‏
وتتعامل مراكز األبحاث في دول العالم على أن معدالت اإلصابة بداء السكري في اململكة من أعلى معدالت اإلصابة
باألمراض في العالم..‏ وهو األمر الذي يهدد حتول هذا الداء في اململكة إلى وباء.‏
واملدهش في األمر أن العلماء يربطون بني اإلصابة بالداء والعادات الغذائية التي منارسها سواء بوعي أو بدونه
وهم دائما ما يشيرون إلى أن مرض السكري خطير،‏ ويتطلب املزيد من الدراسات العلمية،‏ الستنباط آليات وحلول
حتد من انتشاره بهذه املعدالت املؤرقة.‏
وهذا ما يدفعني إلى املناداة من هذا املنبر إلى ضرورة وضع حلول وخطط استراتيجية مؤثرة ملكافحة عوامل
اخلطورة التي تؤدي لإلصابة بالسكري،‏ مثل زيادة الوزن والسمنة،‏ داعيا إلى ممارسة الرياضة،‏ وتهيئة األماكن
املالئمة ملمارستها،‏ إضافة إلى إدخال منهج في التعليم يهتم بالصحة،‏ مبينا أن تثقيف الصغار على االهتمام
بصحتهم في الصغر له فوائد مستقبلية كبيرة على املجتمع،‏ كما أدعو إلى تغيير العادات الغذائية لدى األطفال
على حد سواء مع الكبار.‏
وأنهي هذه الكلمة بنداء إلى كل العاملني في مجال مكافحة داء السكري إلى التكاتف في مواجهة هذا املرض..‏
وانتهاز كل فرصة للحيلولة دون أن يتمكن هذا املرض من إصابة ضحايا جدد،‏ أو أن يتحول إلى وباء..‏ عندئذ سوف
يصبح العالج صعبا إن لم يكن مستحيال..‏
وقانا الله وإياكم شر الوقوع في حبائل هذا املرض اللعني،‏ داعيا الله أن ينعم علينا وعليكم بالصحة والعافية..‏
ودمتم في صحة وعافية
*****
رئيس التحرير