The Diabetologist #26
طبيب السكري - العدد 26
طبيب السكري - العدد 26
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
24<br />
اليوم العالمي للسكري<br />
لكن املعجزة استمرت لفترة محدودة؛ ألن األنسولني لم يكن<br />
عالجا، فقد كانت نسبة الوفيات في مدينة نيويورك من مرضى<br />
السكري عام 1921، األعلى داخل الواليات املتحدة. واليوم<br />
تصنف وزارة الصحة مرض السكري على أنه واحد من أبرز<br />
5 أسباب للوفاة بني سكان املدينة. لكن ضحايا هذا املرض<br />
أضحوا اآلن من الكبار بعد أن كانوا من األطفال، فإن ما<br />
فعله األنسولني هو أنه حول مرضا قاتال إلى مرض مزمن<br />
وطويل األمد.<br />
وفي العقود األولى من القرن العشرين، بذلت نحو ست<br />
مجموعات بحثية مختلفة جهودا حثيثة للتوصل إلى األنسولني،<br />
وهو هرمون ينتجه البنكرياس، ولكن من الصعب فصله عن<br />
اإلنزميات الهضمية التي تنتج معه من نفس املكان.<br />
ومن دون األنسولني، ال يستطيع اجلسم االستفادة من<br />
اجللوكوز، الذي ميثل غذاءه األساسي. ومعظم األطفال<br />
الذين يعانون من مرض السكري ال يفتقدون<br />
األنسولني متاما، في حني أن البالغني الذين<br />
يعانون من مرض السكري من النوع<br />
الثاني غالبا ما يعانون من السمنة<br />
التي تقاوم عمل الهرمون.<br />
وفي كلتا احلالتني، فإن السكر<br />
والنشا املوجودين في غذاء<br />
مرضى السكري يتحوالن إلى<br />
سم يؤدي إلى انسداد مجرى الدم<br />
بجلوكوز غير صالح لالستعمال،<br />
ويتم التخلص من اجللوكوز في البول<br />
وحترم خاليا اجلسم منه على الرغم من أنه<br />
كان موجودا بكثرة. واملرضى الذين يعانون من<br />
نقص األنسولني يشعرون بالعطش واجلوع، لكن كلما أكلوا<br />
يتخلص اجلسم بسرعة من األكل.<br />
وقبل ظهور األنسولني، كان األطباء يدركون هذا األمر لذلك<br />
كانوا يصفون عالجات مؤقتة تتضمن إلزام مرضى السكري<br />
بنظام غذائي يعتمد على السلطة والبيض وجتنب السكر<br />
والنشا، ويسمح باحلد األدنى من السعرات احلرارية الالزمة<br />
لبقاء املرضى على قيد احلياة. وألن املرضى كانوا نحيلي<br />
األجساد بالفعل، فقد أضحوا هياكل عظمية، لكن اختفى<br />
اجللوكوز الزائد من الدم والبول وحافظوا على بقائهم لفترة<br />
أطول كثيرا من معاصريهم الذين لم يلتزموا بنظام غذائي.<br />
ويتذكر الدكتور إليوت جوسلني، الذي كانت عيادته في<br />
العدد )السادس والعشرون( < نوفمبر 2013<br />
كان هناك أناس يعملون على<br />
إنقاذ مرضى السكري من الداء<br />
بوسطن وال تزال مركزا معروفا لعالج مرضى السكري، كيف<br />
أن إحدى مريضات السكري قبل اكتشاف األنسولني كانت<br />
تتبع نظاما غذائيا كان وزنها ال يزيد على )وزن عظام جسمها<br />
وروحها البشرية(.<br />
وأسس الدكتور فريدريك ألن، مستشفى داخليا ملرضى<br />
السكري، في شارع 51 في مانهاتن، ثم بعد ذلك في والية<br />
نيوجيرسي في املناطق الريفية.<br />
ويذكر الدكتور ألن أن الفقيه القانوني األمريكي البارز<br />
والقاضي باحملكمة العليا تشارلز إيفانز هيوز قد أصيب<br />
بالصدمة عندما مت تشخيص مرض ابنته إليزابيث بالسكري<br />
عام 1919 حيث كانت في احلادية عشرة من عمرها.<br />
وكانت إليزابيث هيوز مرحة وجميلة وطولها 5<br />
أقدام وشعرها بنيا مسترسال وحتب الطيور.<br />
ومع خضوعها للنظام الغذائي الذي وضعه<br />
لها الدكتور ألن انخفض وزنها إلى 65<br />
رطلال )الرطل يساوي 453 غراما<br />
تقريبا(، ثم 52 رطال، وبعد إصابتها<br />
باإلسهال الذي كاد يقتلها في ربيع عام<br />
1922، وصل وزنها إلى 45 رطال،<br />
لكنها ظلت ألكثر من ثالث سنوات، فترة<br />
أطول كثيرا مما كان متوقعا. ثم سمعت<br />
والدتها باخلبر: أخيرا مت استخالص األنسولني<br />
في كندا.<br />
وكان البطل غير املتوقع لهذا اإلجناز هو فريدريك بانتينغ، وهو<br />
شاب من مدينة أونتاريو تخرج في كلية الطب من دون تفوق،<br />
وتعرض إلصابة في احلرب العاملية األولى، مما ألقى به في<br />
مختبر جامعة تورنتو، وكانت فكرة احلصول على هذه املادة<br />
احمليرة تسيطر على جل تفكيره.<br />
التفاصيل تقول إنه وبعد أن قامت احلرب العاملية األولى،<br />
وأخذت أصوات املدافع تهدر فوق األراضي الفرنسية، وفتح<br />
املوت فاه ليبتلع اآلالف من شباب األمم الذين هرعوا من وراء<br />
البحار ليقدموا أجسامهم الفتية وقودا لنيرانه، وكان من بني<br />
هؤالء الشبان فتى كندي من طلبة الطب، أصيب في إحدى<br />
املعارك بجرح خطير، فعاد إلى وطنه في كندا ليواصل دراسته