The Diabetologist #24+25
طبيب السكري - العدد 24+25
طبيب السكري - العدد 24+25
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
حين استطاع النبي يعقوب تمييز رائحة<br />
قميص ولده يوسف<br />
هوامش سكرية<br />
هذه بضع مشاهد .. من قصة سيدنا يوسف .. والتحديد حني<br />
وجد أبوه يعقوب ريح ابنه قادما إليه مدركا آنذاك أنه حي ..<br />
فتعالوا نتابع القصة اآلن :<br />
نقرأ القرآن، ونعلم تفاصيل قصة النبي يوسف ابن يعقوب ..<br />
ورحلته منذ مولده .. ونعلم أيضا أنه بعد رحلة طويلة تنقّل فيها<br />
من حضن أبيه إلى ظالم اجلبّ إلى السجن وأخيرا إلى عرش<br />
امللك، بقي أبوه يعقوب عليه السلالم واثقا بالله لم يفقد األمل من<br />
رحمته، وبقي يتذكر ابنه ويأمل عودته بعد أن مضى على غيابه<br />
سنوات طويلة .ونعلم كيف أن بعض املشككني بالقرآن الكرمي،<br />
يبحثون عن أي شيء غريب في القرآن ويقولون إن القرآن ال يوافق<br />
العقل أو املنطق أو الواقع، أو أنه يخالف احلقائق العلمية.<br />
ومن بني انتقاداتهم للقرآن ما جاء في سورة يوسف عليه السالم<br />
عندما وجد يعقوب ريح ابنه يوسف قبل أن يصل إلى بيته.<br />
وعندما أرسل يوسف قميصه ألبيه وقبل أن يصل القميص<br />
أخبرهم يعقوب أنه يجد ريح يوسف، يقول تعالى: )وَملَ َ ّا فَصَلَتِ<br />
الْعِ يرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي ألَ َجِ دُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْالَ أَنْ تُفَنِّدُونِ ) [ يوسف:<br />
94[. والغريب في هذه اآلية الكرمية هو كيف استطاع سيدنا<br />
يعقوب أن يجد ريح ابنه على مسافة طويلة قبل أن يصل القميص<br />
إليه؟<br />
إن هذا األمر غير منطقي كما يدعي بعض املشككني، ولكن<br />
السؤال: هل كشفت األبحاث العلمية عن أشياء تؤكد صدق ما<br />
جاء في القرآن ؟<br />
كان من الالفت لالنتباه، أن العلماء وجدوا آثارا لعضو ضامر<br />
يسمى vomeronasal في أنف اإلنسان كان في يوم ما<br />
يلتقط اإلشارات الكيميائية البعيدة الصادرة عن أشخاص آخرين،<br />
ويقول العلماء إن هذا العضو احلساس يقع في الدماغ خلف<br />
فتحتي األنف. كما أن هذا العضو الضامر كان عبارة عن ثقبني<br />
صغيرين يلتقطان اإلشارات الكيميائية التي يفرزها أشخاص آخرون<br />
ويحتوي على مجموعة من األعصاب تستطيع حتليل هذه اإلشارات<br />
والتعرف على صاحبها.<br />
هذه اخلاليا العصبية كانت فعالة منذ آالف السنني ولكنها فقدت<br />
حساسيتها مع الزمن ولم يعد لها مفعول يُذكر، ولكن وكما نعلم هنالك<br />
كثير من احليوانات تتخاطب بلغة اإلشارات الكيميائية، مثل النمل مثال.<br />
ويؤكد العلماء أن هذا العضو كان مستخدما بفعالية كبيرة لدى البشر<br />
في عصور سابقة. ويبررون ضمور هذا العضو، بسبب اإلهمال على<br />
اعتبار أن العضو الذي ال يعمل .. يضمر.<br />
لقد اكتشف العلماء وجود عضو ضامر خلف أنف اإلنسان )القسم<br />
األحمر(، وهذا العضو كان ذات يوم يتحسس املواد الكيميائية املنبعثة<br />
من أشخاص آخرين ومن مكان بعيد، ويستطيع الدماغ قراءة املواد<br />
الكيميائية كما يقرأ أحدنا الرسالة.<br />
حتى إن العلماء اليوم يعتقدون بوجود إشارات كيميائية يتم تبادلها<br />
بني البشر ويحاولون دراسة هذه اإلشارات وتأثيراتها واستكشافها،<br />
ويعتقدون بوجود مواد كيميائية متيز كل إنسان عن اآلخر، بل ومتيز<br />
الرجال عن النساء، حتى إن هذه املواد تؤثر على اجلاذبية التي متارسها<br />
املرأة على الرجل.<br />
كما يؤكد الباحثون أن الكثير من الثدييات مثل الفئران تتخاطب بالرموز<br />
الكيميائية )مثال تفرز أنثى الفأر مواد كيميائية يستطيع الذكر حتليلها<br />
واإلسراع إلى التزاوج(. ويقول العلماء إن اإلنسان يستطيع أن مييز<br />
عشرة آالف نوع مختلف من أنواع الرائحة.<br />
كما اكتشفت الدكتورة ليندا باك Linda Buck أن أجهزة التحسس<br />
في أنف اإلنسان تتلقى الروائح وتعاملها مثل الرسائل املؤلفة من أحرف<br />
ألفبائية ثم حتولها إلى الدماغ ليتعرف عليها، وبالتالي هناك إمكانية<br />
للتعرف على آالف املواد الكيميائية.<br />
وها هو العلم اليوم يقرر حقيقة علمية نشرتها دورية Howard<br />
Hughes Medical Institute وهي ثبات رائحة اإلنسان ومتيزها<br />
134 العدد )25/24( < سبتمبر / أكتوبر 2013