The Diabetologist #24+25
طبيب السكري - العدد 24+25 طبيب السكري - العدد 24+25
خيط الدخان الرفيع.. من أين يبدأ ؟ أذكر وقت أن كنا صغارا.. إخوة من الذكور أربعة واخلامسة أنثى.. وفي األوقات التي كنا نتقابل فيها، نتقاطر سوية إلى سطح منزلنا.. وقد اقترح علينا كبيرنا ذات مرة أن نتبارى في تقليد والدنا رحمة الله عليه وبدون أن نتفق على شيء آخر، رحنا نقلده وهو جالس بني أصدقائه يدخن "السيجارة" وقد أخذ كل منا مجلسه وفي يده سيجارة من ورق الكرتون.. الذي أصبح مدَخَ ناً.. "ومن أول سحبة" أخذ منا السعال مأخذه.. وارمتينا على أرضية سطح املنزل، نطلب العون بسبب االختناق.. وعندما كبرنا كنا قد هجرنا التدخني إلى غير رجعة عدا أخي األصغر مني.. فقد ظل يدخن حتى وافته املنية بأزمة قلبية، ساعد التدخني وتلف الرئة في اإلسراع بوفاته ولكل أجل كتاب وأذكر أنه حدث ذات ليلة وقد كنت صغيرا آنذاك مدعوا إلى محاضرة في النادي األدبي أن كلفني أحد احلضور وقد كان باملناسبة معلمي في املدرسة املتوسطة بشراء "علبة سجاير" من البائع.. وبسالمة نية رحت اشتريها من تاجر يعمل "بقاال" وقد كان صديقا لوالدي.. وما أن انتهت احملاضرة إال وقد عزمت على العودة إلى املنزل، ووجدت والدي بانتظاري وهو يتشوق ملقابلتي.. وما أن التقاني حتى أخذني وراح يتشمم فمي لعله يجد أثرا للدخان الذي اشتريته من البقال.. وقد تعجبت من األمر، وسألته : لم يا والدي كل هذا ؟ قال : أال تعرف ؟ قلت : أبدا.. قال : أبلغني عم فالن البقال بأنك ابتعت علبة من السجائر.. ملن كانت هذه؟ قلت له: لألستاذ فالن.! قال سوف أسأله، لقد أنقذك من عقابي أن رائحة الدخان ال أثر لها في فيك.. والويل كل الويل لو كنت تكذب علي. لعل البعض يسأل.. وما لنا بهذه القصص التي عفى عليها الزمان. أبادر فأقول: إن هذه القصص تبرز أمرين على جانب كبير من األهمية، أال وهي أن عادة التدخني تبدأ في الصغر.. وما لم جتد النصيحة والزجر والتوجيه، فال أمل في اإلصالح أو التوعية. وثانيها: املتابعة املباشرة من األبوين ومن األهل أيضا.. ودعوكم من األصدقاء.. وألن العمل بقاعدة "الوقاية خير من العالج" و"العقل السليم في اجلسم السليم" هي األسلم في مجالنا هذا.. فإن التوعية بأضرار التدخني واملخدرات تبدأ من بداية اخليط.. أي بداية خيط اإلدمان.. والتعود على اإلتيان باألعمال الضارة بالصحة واجلسم.. وبالسمعة أيضا. هنا أدعو كل من يقرأ هذه الكلمات إلى االنتباه وإلى احلذر من أن نرى أو نترك صغيرا "ينفث" في سيجارة.. أو يلعب ب"أرجيلة".. وعلينا أن منسك باخليط من أوله.. وإال صار ثعبانا يلدغ كل من يقابله.. وأولهم من يأمن له. أقول هذا وأنا أقرا الكثير من التقارير التي حتذر من ظاهرة تدخني الصغار.. واإلناث.. فاألرقام التي يتم اإلعالن عنها.. مفزعة.. وتنذر باخلطر. علينا أن نكبح جماح هذه اآلفة اخلطيرة التي بدأت تعبث بصحة أبنائنا.. منذ الصغر.. وإال فالطوفان قادم والعياذ بالله. اللهم هل بلغت.. اللهم فاشهد.. طه محمد كسبه والكالم موصول
هوامش سكرية هوامش سكرية حين استطاع النبي يعقوب تمييز رائحة قميص ولده يوسف يا ما في التجارب.. من عجائب!! خطرات قلب أتعبته رحلة الحياة ..
- Page 84 and 85: األخطاء الطبية د.
- Page 86 and 87: 84 نحن والحياة من حو
- Page 88 and 89: الصحة الجنسية الري
- Page 90 and 91: حوار مع طبيب: د.
- Page 92 and 93: عملية المفصل الصنا
- Page 94 and 95: للعقم أسباب “ويج
- Page 96 and 97: نحن والحياة من حولن
- Page 98 and 99: نحن والحياة من حولن
- Page 100 and 101: الصحة تاج د. عز ال
- Page 102 and 103: اجلسم الداخلية واس
- Page 104 and 105: البدانة .. واألورام
- Page 106 and 107: كما الحظ الباحثون أ
- Page 108 and 109: االستطاعة الصحية ح
- Page 110 and 111: على مريض السكري الح
- Page 112 and 113: نصائح سكرية استشار
- Page 114 and 115: 9. ربع رغيف وملعقة ص
- Page 116 and 117: الخضروات والجمال د
- Page 118 and 119: العالج باألعشاب ال
- Page 120 and 121: دواؤنا في غذائنا وت
- Page 122 and 123: أن تأتي من مصادر اأ
- Page 124 and 125: دواؤنا في غذائنا يس
- Page 126 and 127: طبيبك يجيبك س ج س ج
- Page 128 and 129: طبيبك يجيبك س ج إسع
- Page 130 and 131: قرأت لك هذا الكتاب:
- Page 132 and 133: طبيبك يجيبك لقد كان
- Page 136 and 137: حين استطاع النبي يع
- Page 138 and 139: يا ما في التجارب..
- Page 140 and 141: خطرات قلب أتعبته رح
- Page 142 and 143: a food insulin index, a physiologic
- Page 144 and 145: during uncontrolled hyperglycemia a
- Page 146: For Diabetologist ADA/JDRF Type 1 D
خيط الدخان الرفيع..<br />
من أين يبدأ ؟<br />
أذكر وقت أن كنا صغارا.. إخوة من الذكور أربعة واخلامسة أنثى..<br />
وفي األوقات التي كنا نتقابل فيها، نتقاطر سوية إلى سطح منزلنا..<br />
وقد اقترح علينا كبيرنا ذات مرة أن نتبارى في تقليد والدنا <br />
رحمة الله عليه وبدون أن نتفق على شيء آخر، رحنا نقلده وهو<br />
جالس بني أصدقائه يدخن "السيجارة" وقد أخذ كل منا مجلسه<br />
وفي يده سيجارة من ورق الكرتون.. الذي أصبح مدَخَ ناً.. "ومن<br />
أول سحبة" أخذ منا السعال مأخذه.. وارمتينا على أرضية سطح<br />
املنزل، نطلب العون بسبب االختناق..<br />
وعندما كبرنا كنا قد هجرنا التدخني إلى غير رجعة عدا أخي<br />
األصغر مني.. فقد ظل يدخن حتى وافته املنية بأزمة قلبية، ساعد<br />
التدخني وتلف الرئة في اإلسراع بوفاته ولكل أجل كتاب <br />
وأذكر أنه حدث ذات ليلة وقد كنت صغيرا آنذاك مدعوا إلى<br />
محاضرة في النادي األدبي أن كلفني أحد احلضور وقد كان<br />
باملناسبة معلمي في املدرسة املتوسطة بشراء "علبة سجاير" من<br />
البائع.. وبسالمة نية رحت اشتريها من تاجر يعمل "بقاال" وقد كان<br />
صديقا لوالدي.. وما أن انتهت احملاضرة إال وقد عزمت على<br />
العودة إلى املنزل، ووجدت والدي بانتظاري وهو يتشوق<br />
ملقابلتي.. وما أن التقاني حتى أخذني وراح يتشمم<br />
فمي لعله يجد أثرا للدخان الذي اشتريته من<br />
البقال.. وقد تعجبت من األمر، وسألته :<br />
لم يا والدي كل هذا ؟ قال : أال تعرف<br />
؟ قلت : أبدا.. قال : أبلغني عم<br />
فالن البقال بأنك ابتعت علبة<br />
من السجائر.. ملن كانت<br />
هذه؟ قلت له: لألستاذ<br />
فالن.! قال سوف<br />
أسأله، لقد أنقذك من عقابي أن رائحة الدخان ال أثر لها في فيك..<br />
والويل كل الويل لو كنت تكذب علي.<br />
لعل البعض يسأل.. وما لنا بهذه القصص التي عفى عليها<br />
الزمان.<br />
أبادر فأقول: إن هذه القصص تبرز أمرين على جانب كبير من<br />
األهمية، أال وهي أن عادة التدخني تبدأ في الصغر.. وما لم جتد<br />
النصيحة والزجر والتوجيه، فال أمل في اإلصالح أو التوعية.<br />
وثانيها: املتابعة املباشرة من األبوين ومن األهل أيضا.. ودعوكم<br />
من األصدقاء..<br />
وألن العمل بقاعدة "الوقاية خير من العالج" و"العقل السليم<br />
في اجلسم السليم" هي األسلم في مجالنا هذا.. فإن التوعية<br />
بأضرار التدخني واملخدرات تبدأ من بداية اخليط.. أي بداية<br />
خيط اإلدمان.. والتعود على اإلتيان باألعمال الضارة بالصحة<br />
واجلسم.. وبالسمعة أيضا.<br />
هنا أدعو كل من يقرأ هذه الكلمات إلى االنتباه وإلى احلذر من أن<br />
نرى أو نترك صغيرا "ينفث" في سيجارة.. أو يلعب ب"أرجيلة"..<br />
وعلينا أن منسك باخليط من أوله.. وإال صار ثعبانا يلدغ كل من<br />
يقابله.. وأولهم من يأمن له.<br />
أقول هذا وأنا أقرا الكثير من التقارير التي حتذر من ظاهرة<br />
تدخني الصغار.. واإلناث.. فاألرقام التي يتم اإلعالن عنها..<br />
مفزعة.. وتنذر باخلطر.<br />
علينا أن نكبح جماح هذه اآلفة اخلطيرة التي بدأت تعبث بصحة<br />
أبنائنا.. منذ الصغر.. وإال فالطوفان قادم والعياذ بالله.<br />
اللهم هل بلغت.. اللهم فاشهد..<br />
طه محمد كسبه<br />
والكالم موصول