The Diabetologist #24+25

طبيب السكري - العدد 24+25 طبيب السكري - العدد 24+25

diabetologist
from diabetologist More from this publisher
01.06.2014 Views

خيط الدخان الرفيع..‏ من أين يبدأ ؟ أذكر وقت أن كنا صغارا..‏ إخوة من الذكور أربعة واخلامسة أنثى..‏ وفي األوقات التي كنا نتقابل فيها،‏ نتقاطر سوية إلى سطح منزلنا..‏ وقد اقترح علينا كبيرنا ذات مرة أن نتبارى في تقليد والدنا رحمة الله عليه وبدون أن نتفق على شيء آخر،‏ رحنا نقلده وهو جالس بني أصدقائه يدخن ‏"السيجارة"‏ وقد أخذ كل منا مجلسه وفي يده سيجارة من ورق الكرتون..‏ الذي أصبح مدَخَ‏ ناً..‏ ‏"ومن أول سحبة"‏ أخذ منا السعال مأخذه..‏ وارمتينا على أرضية سطح املنزل،‏ نطلب العون بسبب االختناق..‏ وعندما كبرنا كنا قد هجرنا التدخني إلى غير رجعة عدا أخي األصغر مني..‏ فقد ظل يدخن حتى وافته املنية بأزمة قلبية،‏ ساعد التدخني وتلف الرئة في اإلسراع بوفاته ولكل أجل كتاب وأذكر أنه حدث ذات ليلة وقد كنت صغيرا آنذاك مدعوا إلى محاضرة في النادي األدبي أن كلفني أحد احلضور وقد كان باملناسبة معلمي في املدرسة املتوسطة بشراء ‏"علبة سجاير"‏ من البائع..‏ وبسالمة نية رحت اشتريها من تاجر يعمل ‏"بقاال"‏ وقد كان صديقا لوالدي..‏ وما أن انتهت احملاضرة إال وقد عزمت على العودة إلى املنزل،‏ ووجدت والدي بانتظاري وهو يتشوق ملقابلتي..‏ وما أن التقاني حتى أخذني وراح يتشمم فمي لعله يجد أثرا للدخان الذي اشتريته من البقال..‏ وقد تعجبت من األمر،‏ وسألته : لم يا والدي كل هذا ؟ قال : أال تعرف ؟ قلت : أبدا..‏ قال : أبلغني عم فالن البقال بأنك ابتعت علبة من السجائر..‏ ملن كانت هذه؟ قلت له:‏ لألستاذ فالن.!‏ قال سوف أسأله،‏ لقد أنقذك من عقابي أن رائحة الدخان ال أثر لها في فيك..‏ والويل كل الويل لو كنت تكذب علي.‏ لعل البعض يسأل..‏ وما لنا بهذه القصص التي عفى عليها الزمان.‏ أبادر فأقول:‏ إن هذه القصص تبرز أمرين على جانب كبير من األهمية،‏ أال وهي أن عادة التدخني تبدأ في الصغر..‏ وما لم جتد النصيحة والزجر والتوجيه،‏ فال أمل في اإلصالح أو التوعية.‏ وثانيها:‏ املتابعة املباشرة من األبوين ومن األهل أيضا..‏ ودعوكم من األصدقاء..‏ وألن العمل بقاعدة ‏"الوقاية خير من العالج"‏ و"العقل السليم في اجلسم السليم"‏ هي األسلم في مجالنا هذا..‏ فإن التوعية بأضرار التدخني واملخدرات تبدأ من بداية اخليط..‏ أي بداية خيط اإلدمان..‏ والتعود على اإلتيان باألعمال الضارة بالصحة واجلسم..‏ وبالسمعة أيضا.‏ هنا أدعو كل من يقرأ هذه الكلمات إلى االنتباه وإلى احلذر من أن نرى أو نترك صغيرا ‏"ينفث"‏ في سيجارة..‏ أو يلعب ب"أرجيلة"..‏ وعلينا أن منسك باخليط من أوله..‏ وإال صار ثعبانا يلدغ كل من يقابله..‏ وأولهم من يأمن له.‏ أقول هذا وأنا أقرا الكثير من التقارير التي حتذر من ظاهرة تدخني الصغار..‏ واإلناث..‏ فاألرقام التي يتم اإلعالن عنها..‏ مفزعة..‏ وتنذر باخلطر.‏ علينا أن نكبح جماح هذه اآلفة اخلطيرة التي بدأت تعبث بصحة أبنائنا..‏ منذ الصغر..‏ وإال فالطوفان قادم والعياذ بالله.‏ اللهم هل بلغت..‏ اللهم فاشهد..‏ طه محمد كسبه والكالم موصول

هوامش سكرية هوامش سكرية حين استطاع النبي يعقوب تمييز رائحة قميص ولده يوسف يا ما في التجارب..‏ من عجائب!!‏ خطرات قلب أتعبته رحلة الحياة ..

خيط الدخان الرفيع..‏<br />

من أين يبدأ ؟<br />

أذكر وقت أن كنا صغارا..‏ إخوة من الذكور أربعة واخلامسة أنثى..‏<br />

وفي األوقات التي كنا نتقابل فيها،‏ نتقاطر سوية إلى سطح منزلنا..‏<br />

وقد اقترح علينا كبيرنا ذات مرة أن نتبارى في تقليد والدنا <br />

رحمة الله عليه وبدون أن نتفق على شيء آخر،‏ رحنا نقلده وهو<br />

جالس بني أصدقائه يدخن ‏"السيجارة"‏ وقد أخذ كل منا مجلسه<br />

وفي يده سيجارة من ورق الكرتون..‏ الذي أصبح مدَخَ‏ ناً..‏ ‏"ومن<br />

أول سحبة"‏ أخذ منا السعال مأخذه..‏ وارمتينا على أرضية سطح<br />

املنزل،‏ نطلب العون بسبب االختناق..‏<br />

وعندما كبرنا كنا قد هجرنا التدخني إلى غير رجعة عدا أخي<br />

األصغر مني..‏ فقد ظل يدخن حتى وافته املنية بأزمة قلبية،‏ ساعد<br />

التدخني وتلف الرئة في اإلسراع بوفاته ولكل أجل كتاب <br />

وأذكر أنه حدث ذات ليلة وقد كنت صغيرا آنذاك مدعوا إلى<br />

محاضرة في النادي األدبي أن كلفني أحد احلضور وقد كان<br />

باملناسبة معلمي في املدرسة املتوسطة بشراء ‏"علبة سجاير"‏ من<br />

البائع..‏ وبسالمة نية رحت اشتريها من تاجر يعمل ‏"بقاال"‏ وقد كان<br />

صديقا لوالدي..‏ وما أن انتهت احملاضرة إال وقد عزمت على<br />

العودة إلى املنزل،‏ ووجدت والدي بانتظاري وهو يتشوق<br />

ملقابلتي..‏ وما أن التقاني حتى أخذني وراح يتشمم<br />

فمي لعله يجد أثرا للدخان الذي اشتريته من<br />

البقال..‏ وقد تعجبت من األمر،‏ وسألته :<br />

لم يا والدي كل هذا ؟ قال : أال تعرف<br />

؟ قلت : أبدا..‏ قال : أبلغني عم<br />

فالن البقال بأنك ابتعت علبة<br />

من السجائر..‏ ملن كانت<br />

هذه؟ قلت له:‏ لألستاذ<br />

فالن.!‏ قال سوف<br />

أسأله،‏ لقد أنقذك من عقابي أن رائحة الدخان ال أثر لها في فيك..‏<br />

والويل كل الويل لو كنت تكذب علي.‏<br />

لعل البعض يسأل..‏ وما لنا بهذه القصص التي عفى عليها<br />

الزمان.‏<br />

أبادر فأقول:‏ إن هذه القصص تبرز أمرين على جانب كبير من<br />

األهمية،‏ أال وهي أن عادة التدخني تبدأ في الصغر..‏ وما لم جتد<br />

النصيحة والزجر والتوجيه،‏ فال أمل في اإلصالح أو التوعية.‏<br />

وثانيها:‏ املتابعة املباشرة من األبوين ومن األهل أيضا..‏ ودعوكم<br />

من األصدقاء..‏<br />

وألن العمل بقاعدة ‏"الوقاية خير من العالج"‏ و"العقل السليم<br />

في اجلسم السليم"‏ هي األسلم في مجالنا هذا..‏ فإن التوعية<br />

بأضرار التدخني واملخدرات تبدأ من بداية اخليط..‏ أي بداية<br />

خيط اإلدمان..‏ والتعود على اإلتيان باألعمال الضارة بالصحة<br />

واجلسم..‏ وبالسمعة أيضا.‏<br />

هنا أدعو كل من يقرأ هذه الكلمات إلى االنتباه وإلى احلذر من أن<br />

نرى أو نترك صغيرا ‏"ينفث"‏ في سيجارة..‏ أو يلعب ب"أرجيلة"..‏<br />

وعلينا أن منسك باخليط من أوله..‏ وإال صار ثعبانا يلدغ كل من<br />

يقابله..‏ وأولهم من يأمن له.‏<br />

أقول هذا وأنا أقرا الكثير من التقارير التي حتذر من ظاهرة<br />

تدخني الصغار..‏ واإلناث..‏ فاألرقام التي يتم اإلعالن عنها..‏<br />

مفزعة..‏ وتنذر باخلطر.‏<br />

علينا أن نكبح جماح هذه اآلفة اخلطيرة التي بدأت تعبث بصحة<br />

أبنائنا..‏ منذ الصغر..‏ وإال فالطوفان قادم والعياذ بالله.‏<br />

اللهم هل بلغت..‏ اللهم فاشهد..‏<br />

طه محمد كسبه<br />

والكالم موصول

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!