The Diabetologist #21

أول كالمنا
أول كالمنا
الرعاية الصحية في بلدنا ..
ثقوب في الثوب األبيض ..
في أحايني كثيرة ، تنتاب املرء منا ، العديد من املشاعر واألحاسيس املتباينة ، كتلك احلالة التي أمر بها وأنا
أكتب هذه اإلفتتاحية .. فتارة هو شعور أو إحساس بالفرح والفخر وأنا أطالع ماتخرج به علينا وسائل
االعالم من أخبار سارة وفق مايعلنه املسؤولون بوزارة الصحة وغيرهم من املسؤولني مفادها أن اململكة
عززت من حجم إنفاقها على اخلدمات الطبية خالل العام اجلاري،‏ وتخصيص نحو 100 مليار ريال لصالح
قطاع اخلدمات الطبية والتنمية االجتماعية على مدار العام اجلاري.‏ واملشاريع املستقبلية التي سوف يحظى
بها القطاع الصحي والعالجي في اململكة من منشات ومستشفيات ومراكز طبية جديدة ، واضافة توسعات
عديدة باملستوصفات ومراكز الرعاية األولية ، وإنشاء العديد من املدن الطبية املختلفة واملوزعة على أرجاء
اململكة ، فضال عن مضاعفة أعداد األسرة التي تستقبل املرضى واملراجعني .. وكل هذا يعبر وبصدق عن
النمو املتسارع في القطاع الصحي ، واالهتمام املتزايد الذي توليه احلكومة لهذا القطاع احليوي واحلساس
في ان واحد ‏.ولعلي هنا أشير إلى أنه وعلى الرغم من هذه املشاريع العمالقة التي تقوم الدولة بإنشائها ، إال
أن مايحز في النفس تأخر العديد من هذه املشاريع الصحية والطبية في التسليم ومن ثم تأخر العمل بها
وهي التي من املفترض أن العمل بدأ بها منذ سنوات .
والشعور واإلحساس االخر الذي انتابني في نفس اللحظة هو خيبة األمل ، ناهيك عن ضآلة العائد
من وراء كل هذه االنفاقات واالعتمادات املالية وغيرها . والعجز املتوالي عن مواكبة احلاجة الكبيرة واملتزايدة
للرعاية الصحية الرشيدة ، والعناية الطبية الواجبة ، بالشكل واملضمون الذي يعبر عن رضا املواطن مبستوى
الرعاية الصحية الذي يغنيه عن السفر الى اخلارج كي ينال حقه في الرعاية والعناية والتطبيب والتمريض .
صحيح أننا ننفق الكثير من املال ونهدر الكثير من االمكانيات والطاقات ، وصحيح أيضا أننا نحاول اللحاق
بركب العصر في مجال الطب والتطبيب والرعاية الصحية .. إال أنني أرى ان الثوب االبيض الذي يفخر به
الطب في بلدنا ، بات مليئا بالكثير من الثقوب والتشوهات التي اصابت بياضه ونصاعته .
والذي الشك فيه ، هو أن اململكة متر مبرحلة تطور في أداء اخلدمات الطبية والصحية ، لكن مع التقدير الكامل
لظروف اململكة من حيث أنها مهوى قلوب املسلمني في شتى بقاع األرض والذي يتجمع على أرضها املاليني
من املسلمني القادمني سواء للعمل او الزيارة أو ألداء مناسك احلج والعمرة ، وهم القادمون من بيئات وثقافات
مختلفة ، والكثير منهم محمل ببعض األمراض واألوبئة والفيروسات املعدية ، والتي تبذل اململكة في سبيل