The Diabetologist #13
طبيب السكري - العدد 13
طبيب السكري - العدد 13
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
طبيب السكري<br />
هل يمكن أن تتصالح<br />
يأكل من ثمار الجنة<br />
مع األعداء ؟<br />
الصدفة وحدها أوقعت في يدي هذا البحث اجلاد<br />
للدكتور عبد الستار إبراهيم والذي حدد في بعض<br />
فصوله أعداء اإلنسان، والذين أشار إليهم بأنهم ثالثة،<br />
مشيرا إليهم بأصابع االتهام، وبأنهم وراء تعاسة<br />
اإلنسان وسلب السعادة الشخصية منه، وأرجع أسباب<br />
جلوء الناس إلى عيادات الطب النفسي إليهم فيقول:<br />
إن قطاعا ضخما من مشكالت الناس املرتبطة بإثارة<br />
التوتر والضغط النفسي بثالثة انفعاالت غير محببة<br />
للنفس البشرية وهي:<br />
القلق ومشاعر اخلوف املبالغ فيه وغير املبرر من بعض<br />
املواضيع االجتماعية أو اخلارجية التي ال متثل في<br />
الظروف العادية ضررا شديدا لهم، مما يصبغ حياة<br />
صاحبه دائما بعدم االستقرار والتهديد واخلوف من<br />
مواجهة حتديات احلياة نتيجة لتوقع شر قد يحدث أو<br />
ال يحدث .<br />
وثاني هذه األسباب االكتئاب واملعاناة من مشاعر الكدر<br />
والضيق والتعاسة وامللل.<br />
وثالثهما الغضب وما يصحبه من اندفاعات وثورات<br />
انفعالية قد تهدد حياة اآلخرين أو حياة الشخص نفسه،<br />
وهذه االنفعاالت تتسبب في حدوث ما ميكن أن نطلق<br />
عليه باالضطراب االنفعالي، والذي يتسبب في وجود<br />
أكبر نسبة من زوار العيادات النفسية، والذي يعتبر من<br />
أكثر اجلوانب النفسية ارتباطا بإثارة التوتر واألمراض<br />
سكرية هوامش<br />
النفسية .<br />
ومن هنا أدعو إلى البحث في معاجلة هذه األسباب التي<br />
أصبحت تعد من أعداء اإلنسان، وهل من املمكن أن<br />
يتصالح اإلنسان مع أعدائه. ؟<br />
خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوما مع بعض أصحابه.. فلما<br />
برزوا خارج املدينة.. فإذا راكب يقبل نحوهم.. فصوب النبي<br />
صلى الله عليه وسلم إليه بصره.. ثم التفت إلى أصحابه فقال:<br />
كأن هذا الراكب إياكم يريد..!<br />
فما هو إال قليل.. حتى أقبل الرجل على بعيره فوقف عليهم.. ثم<br />
أخذ ينظر إليهم ..<br />
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: من أين أقبلت؟ فقال الرجل..<br />
وهو يئن من شدة الطريق ووعثاء السفر: أقبلت من أهلي، وولدي،<br />
وعشيرتي.<br />
فقال صلى الله عليه وسلم: فأين تريد؟ قال: أريد رسول الله<br />
صلى الله عليه وسلم.. قال: فقد أصبته.. فابتهج الرجل وتهلل<br />
وجهه.. وقال: يا رسول الله.. علمني ما اإلميان؟ قال: تشهد أن ال<br />
إله إال الله وأن محمدا رسول الله, وتقيم الصالة, وتؤتي الزكاة,<br />
وتصوم رمضان, وحتج البيت .<br />
قال: قد أقررت.. فما كاد الرجل يتم إقراره باإلسالم حتى حترك<br />
به بعيره, فدخلت يد بعيره في جحر جرذان, فهوى البعير على<br />
األرض.. وهوى الرجل من فوقه.. فوقع على هامته فمازال ينتفض<br />
حتى مات.. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: عليَ ّ بالرجل .<br />
فوثب إليه عمار بن ياسر وحذيفة – رضي الله عنهما – فأقعداه<br />
فلم يقعد.. وحركاه فلم يتحرك.. فقاال: يا رسول الله.. قبض<br />
الرجل ومات.<br />
فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم.. ثم أعرض عنه فجأة ..<br />
ثم التفت إلى حذيفة وعمار.. وقال: أما رأيتما إعراضي عن<br />
الرجل! فإني رأيت ملكني يدسان في فيه من ثمار اجلنة.. فعلمت<br />
أنه مات جائعا . رواه أحمد بسند حسن <br />
الله أكبر.. ما أروعه من صدق وإميان.<br />
الله أكبر.. ما أعظمك ياالله أتيت بهذا الرجل من أهله وولده<br />
وعشيرته.. ليشهد أنه ال إله إال أنت وحدك, وأن محمدا عبدك<br />
ورسولك ..<br />
الله أكبر.. ما أرحمك يا الله وأكرمك أتاك عبدك الضعيف جائعا..<br />
فأطعمته من ثمار جنتك، وهو لم يسجد لك سجدة , ولم يصم<br />
لك يوما.<br />
95<br />
العدد )الثالث عشر( < يوليو 2012