The Diabetologist #13
طبيب السكري - العدد 13 طبيب السكري - العدد 13
إن الله يسمع ويرى.. هوامش سكرية عدت إلى بعض األوراق القدمية.. أستمتع مبا كتبت ذات يوم من أيامي اخلوالي.. فماذا وجدت.. تعالوا نقرأ سويا: خطرت على بالي فكرة غريبة.. وهي تثبيت كاميرات فيديو في بيتي..!! حيث نويت أن أسجل يوما عاديا في حياتي.. فلماذا ال أرى نفسي بعني اآلخرين..!! قمت فعال بتثبيت الكاميرات في أكثر من مكان باملنزل.. حتى تسجل كل حركة وكل سكنة بوضوح.. إال أنني ال أخفي عليكم شعرت برهبة شديدة من هذه التجربة..!! ولم أدر مصدر هذا اخلوف..!! هل هو خوف من الكاميرات أم من نفسي..؟ مرت الدقائق بصعوبة شديدة.. وسرحت بتفكيري متخيال أحداث اليوم.. وكيف ستسجلها الكاميرا باللحظة.. لم أكن أنا الوحيد املتشوق لرؤية هذه التجربة..!! بل ان مجموعة كبيرة من الزمالء واألصدقاء يتشوقون لرؤية هذه التجربة.. وكأنهم يتشوقون لرؤية فيلم سينمائي من نوع خاص.. لم يكتب له السيناريو سواي.. ولم يخرجه غيري.. ولكن ترى من سيشاركني بطولة هذا الفيلم..!! ثم قلت في نفسي: ما اجلديد في األمر..؟ أنه يوم مثل أي يوم، يجب أن أتصرف بتلقائية!! وأحاول أن أتناسى الكاميرات التي وضعتها في أرجاء البيت.. وبدأت أشعر أن هذه الكاميرات تشعر مبا أفكر به.. وكأنها تنظر إلي وتتحداني..!! بل وتبتسم في سخرية قائلة: سأتعرف على كل ما يخصك.. سأقتحم حياتك.. سأكون شاهدة على أقوالك وأفعالك..!! كدت أجن من تلك الفكرة.. وهدأت نفسي قائلة: هذه الكاميرا..!! ما هي إال جماد ال يحس وال يشعر.!! فلماذا كل هذه الرهبة واخلوف منها..!! حتدثت مع صديق لي باجلوال لم أستطع احلديث، وأغلقت الهاتف سريعا..!! كنت دائما أحتدث بالساعات في الهاتف احلديث عن هذا..!! وماذا فعل ذاك..!! واآلن ال أستطيع.. وهكذا متر الدقائق تلو الدقائق، والساعات تلو الساعات.. وكلما فكرت في فعل شيء ال أحب أن يراه الناس.. تراجعت.. فالكاميرات تسجل وتصور..!! أحسست بخوف ميلؤني، أحتاج ألحد أجلأ إليه..! ذهبت بشكل ال إرادي كي أتوضأ وأصلي.. وأبكي بني يدي الله وكأنني أصلي ألول مرة، نعم وكأنها ألول مرة في حياتي أستشعر معية الله، بعدها لم أعد أخشى من تلك الكاميرات.. بل أحببتها جدا.. ألنها أحدثت حتوال كبيرا في حياتي.. ونظرت إليها في امتنان.. وكأنني أقول لها: شكرا.. واألغرب انني بعد فترة لم أعد أهتم بها..!! ولم تعد تلك الكاميرات هي الرقيب علي.. وإمنا أعظم منها.. وهو شعوري مبعية الله الذي ال يغفل وال ينام. فلو فرضنا أن الكاميرات سجلت كل تصرفاتي فما الذي يجعلني أخاف..!! أأخاف من الناس الذين هم مثلي أمام الله.. هل أخشى الناس وال أخشى الله ..! ما أعجب أمر اإلنسان هذا.. حينئذ تذكرت مقولة: ( ال جتعل الله أهون الناظرين اليك(.. قمت وأغلقت الكاميرات.. فلم أعد بحاجة إليها.. ولن أحتاج أن أسجل يوما من حياتي.. فعندي ملكان يسجالن علي كل أعمالي وكل أقوالي.. واآلن.. أسمع صوتا يناديني من داخلي يقول: )ما أحلى معية الله(، ولكن ما هذا الصوت؟ لقد سمعت هذا الصوت كثيرا.. إنه صوت ضميري..!! خطرت لي فكرة أكثر غرابة.. ماذا سيحدث لو ظل كل منا حتت رقابة القمر الصناعي يوما كامال.. كيف سيتصرف..؟ الناس ستراك اآلن، فماذا أنت فاعل..!! يا إلهي.. لقد كانت فكرة الكاميرات أبسط بكثير فما بالك بالقمر الصناعي.. والعالم كله يراك..!! هل تعصي الله..!! هل حتب أن يراك أحد على معصية..!! بالطبع ستكون إجابتك: ال واآلن.. أطرح عليكم سؤاال: هل جتدون في الدنيا ما هو أعظم من رضا الله..! إذن ال جتعل الله أهون الناظرين إليك.. اللهم اجعلنا نخشاك كأننا نراك. العدد )الثالث عشر( < يوليو 2012 94
طبيب السكري هل يمكن أن تتصالح يأكل من ثمار الجنة مع األعداء ؟ الصدفة وحدها أوقعت في يدي هذا البحث اجلاد للدكتور عبد الستار إبراهيم والذي حدد في بعض فصوله أعداء اإلنسان، والذين أشار إليهم بأنهم ثالثة، مشيرا إليهم بأصابع االتهام، وبأنهم وراء تعاسة اإلنسان وسلب السعادة الشخصية منه، وأرجع أسباب جلوء الناس إلى عيادات الطب النفسي إليهم فيقول: إن قطاعا ضخما من مشكالت الناس املرتبطة بإثارة التوتر والضغط النفسي بثالثة انفعاالت غير محببة للنفس البشرية وهي: القلق ومشاعر اخلوف املبالغ فيه وغير املبرر من بعض املواضيع االجتماعية أو اخلارجية التي ال متثل في الظروف العادية ضررا شديدا لهم، مما يصبغ حياة صاحبه دائما بعدم االستقرار والتهديد واخلوف من مواجهة حتديات احلياة نتيجة لتوقع شر قد يحدث أو ال يحدث . وثاني هذه األسباب االكتئاب واملعاناة من مشاعر الكدر والضيق والتعاسة وامللل. وثالثهما الغضب وما يصحبه من اندفاعات وثورات انفعالية قد تهدد حياة اآلخرين أو حياة الشخص نفسه، وهذه االنفعاالت تتسبب في حدوث ما ميكن أن نطلق عليه باالضطراب االنفعالي، والذي يتسبب في وجود أكبر نسبة من زوار العيادات النفسية، والذي يعتبر من أكثر اجلوانب النفسية ارتباطا بإثارة التوتر واألمراض سكرية هوامش النفسية . ومن هنا أدعو إلى البحث في معاجلة هذه األسباب التي أصبحت تعد من أعداء اإلنسان، وهل من املمكن أن يتصالح اإلنسان مع أعدائه. ؟ خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوما مع بعض أصحابه.. فلما برزوا خارج املدينة.. فإذا راكب يقبل نحوهم.. فصوب النبي صلى الله عليه وسلم إليه بصره.. ثم التفت إلى أصحابه فقال: كأن هذا الراكب إياكم يريد..! فما هو إال قليل.. حتى أقبل الرجل على بعيره فوقف عليهم.. ثم أخذ ينظر إليهم .. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: من أين أقبلت؟ فقال الرجل.. وهو يئن من شدة الطريق ووعثاء السفر: أقبلت من أهلي، وولدي، وعشيرتي. فقال صلى الله عليه وسلم: فأين تريد؟ قال: أريد رسول الله صلى الله عليه وسلم.. قال: فقد أصبته.. فابتهج الرجل وتهلل وجهه.. وقال: يا رسول الله.. علمني ما اإلميان؟ قال: تشهد أن ال إله إال الله وأن محمدا رسول الله, وتقيم الصالة, وتؤتي الزكاة, وتصوم رمضان, وحتج البيت . قال: قد أقررت.. فما كاد الرجل يتم إقراره باإلسالم حتى حترك به بعيره, فدخلت يد بعيره في جحر جرذان, فهوى البعير على األرض.. وهوى الرجل من فوقه.. فوقع على هامته فمازال ينتفض حتى مات.. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: عليَ ّ بالرجل . فوثب إليه عمار بن ياسر وحذيفة – رضي الله عنهما – فأقعداه فلم يقعد.. وحركاه فلم يتحرك.. فقاال: يا رسول الله.. قبض الرجل ومات. فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم.. ثم أعرض عنه فجأة .. ثم التفت إلى حذيفة وعمار.. وقال: أما رأيتما إعراضي عن الرجل! فإني رأيت ملكني يدسان في فيه من ثمار اجلنة.. فعلمت أنه مات جائعا . رواه أحمد بسند حسن الله أكبر.. ما أروعه من صدق وإميان. الله أكبر.. ما أعظمك ياالله أتيت بهذا الرجل من أهله وولده وعشيرته.. ليشهد أنه ال إله إال أنت وحدك, وأن محمدا عبدك ورسولك .. الله أكبر.. ما أرحمك يا الله وأكرمك أتاك عبدك الضعيف جائعا.. فأطعمته من ثمار جنتك، وهو لم يسجد لك سجدة , ولم يصم لك يوما. 95 العدد )الثالث عشر( < يوليو 2012
- Page 45 and 46: نقص في السوائل خالل
- Page 47 and 48: املاضي في كافة األع
- Page 49 and 50: كيف يصوم األطفال في
- Page 51 and 52: كيف تستقبلون رمضان
- Page 53 and 54: اأنت والسكري اأنت و
- Page 55 and 56: حيث قال : الصوم مفيد
- Page 57 and 58: يتولد غاز األوزون ف
- Page 59 and 60: أنت والسكري 3( مرضى
- Page 61 and 62: نحن واحلياة من حولن
- Page 63 and 64: عليه الصالة والسال
- Page 65 and 66: اإلفراط في استخدام
- Page 67 and 68: • تناول األطعمة ذا
- Page 69 and 70: اإلنسانية بني الطب
- Page 71 and 72: مبرض السكري، خصوص
- Page 73 and 74: يتطلب عالج األعراض
- Page 75 and 76: دواوؤنا يف غذائنا ا
- Page 77 and 78: دواؤنا في غذائنا كم
- Page 79 and 80: دواؤنا في غذائنا وج
- Page 81 and 82: الكوال الدايت 12
- Page 83 and 84: "مؤشر اجللوكوز"
- Page 85 and 86: خبز - حبوب قمح كاملة
- Page 87 and 88: أول مسابقة طبية تنظ
- Page 89 and 90: استشارات طبية طبيب
- Page 91 and 92: استشارات سج و طبية
- Page 93 and 94: هل سألت نفسك يوما..
- Page 95: هوامش سكرية اإن ا
إن الله يسمع ويرى..<br />
هوامش سكرية<br />
عدت إلى بعض األوراق القدمية.. أستمتع مبا كتبت<br />
ذات يوم من أيامي اخلوالي.. فماذا وجدت.. تعالوا نقرأ<br />
سويا:<br />
خطرت على بالي فكرة غريبة.. وهي تثبيت كاميرات فيديو<br />
في بيتي..!! حيث نويت أن أسجل يوما عاديا في حياتي..<br />
فلماذا ال أرى نفسي بعني اآلخرين..!! قمت فعال بتثبيت<br />
الكاميرات في أكثر من مكان باملنزل.. حتى تسجل كل<br />
حركة وكل سكنة بوضوح.. إال أنني ال أخفي عليكم <br />
شعرت برهبة شديدة من هذه التجربة..!! ولم أدر مصدر<br />
هذا اخلوف..!!<br />
هل هو خوف من الكاميرات أم من نفسي..؟<br />
مرت الدقائق بصعوبة شديدة.. وسرحت بتفكيري متخيال<br />
أحداث اليوم.. وكيف ستسجلها الكاميرا باللحظة.. لم<br />
أكن أنا الوحيد املتشوق لرؤية هذه التجربة..!! بل ان<br />
مجموعة كبيرة من الزمالء واألصدقاء يتشوقون لرؤية هذه<br />
التجربة.. وكأنهم يتشوقون لرؤية فيلم سينمائي من نوع<br />
خاص.. لم يكتب له السيناريو سواي.. ولم يخرجه غيري..<br />
ولكن ترى من سيشاركني بطولة هذا الفيلم..!!<br />
ثم قلت في نفسي: ما اجلديد في األمر..؟ أنه يوم مثل<br />
أي يوم، يجب أن أتصرف بتلقائية!! وأحاول أن أتناسى<br />
الكاميرات التي وضعتها في أرجاء البيت.. وبدأت أشعر<br />
أن هذه الكاميرات تشعر مبا أفكر به.. وكأنها تنظر إلي<br />
وتتحداني..!! بل وتبتسم في سخرية قائلة: سأتعرف على<br />
كل ما يخصك.. سأقتحم حياتك.. سأكون شاهدة على<br />
أقوالك وأفعالك..!! كدت أجن من تلك الفكرة.. وهدأت<br />
نفسي قائلة: هذه الكاميرا..!! ما هي إال جماد ال يحس وال<br />
يشعر.!! فلماذا كل هذه الرهبة واخلوف منها..!!<br />
حتدثت مع صديق لي باجلوال لم أستطع احلديث،<br />
وأغلقت الهاتف سريعا..!! كنت دائما أحتدث بالساعات<br />
في الهاتف احلديث عن هذا..!! وماذا فعل ذاك..!! واآلن<br />
ال أستطيع.. وهكذا متر الدقائق تلو الدقائق، والساعات<br />
تلو الساعات.. وكلما فكرت في فعل شيء ال أحب أن<br />
يراه الناس.. تراجعت.. فالكاميرات تسجل وتصور..!!<br />
أحسست بخوف ميلؤني، أحتاج ألحد أجلأ إليه..!<br />
ذهبت بشكل ال إرادي كي أتوضأ وأصلي.. وأبكي بني<br />
يدي الله وكأنني أصلي ألول مرة، نعم وكأنها ألول مرة<br />
في حياتي أستشعر معية الله، بعدها لم أعد أخشى من<br />
تلك الكاميرات.. بل أحببتها جدا.. ألنها أحدثت حتوال<br />
كبيرا في حياتي.. ونظرت إليها في امتنان.. وكأنني أقول<br />
لها: شكرا.. واألغرب انني بعد فترة لم أعد أهتم بها..!!<br />
ولم تعد تلك الكاميرات هي الرقيب علي.. وإمنا أعظم<br />
منها.. وهو شعوري مبعية الله الذي ال يغفل وال ينام.<br />
فلو فرضنا أن الكاميرات سجلت كل تصرفاتي فما الذي<br />
يجعلني أخاف..!! أأخاف من الناس الذين هم مثلي أمام<br />
الله.. هل أخشى الناس وال أخشى الله ..! ما أعجب أمر<br />
اإلنسان هذا.. حينئذ تذكرت مقولة: ( ال جتعل الله أهون<br />
الناظرين اليك(.. قمت وأغلقت الكاميرات.. فلم أعد بحاجة<br />
إليها.. ولن أحتاج أن أسجل يوما من حياتي.. فعندي<br />
ملكان يسجالن علي كل أعمالي وكل أقوالي.. واآلن..<br />
أسمع صوتا يناديني من داخلي يقول: )ما أحلى معية<br />
الله(، ولكن ما هذا الصوت؟<br />
لقد سمعت هذا الصوت كثيرا.. إنه صوت ضميري..!!<br />
خطرت لي فكرة أكثر غرابة.. ماذا سيحدث لو ظل كل منا<br />
حتت رقابة القمر الصناعي يوما كامال.. كيف سيتصرف..؟<br />
الناس ستراك اآلن، فماذا أنت فاعل..!!<br />
يا إلهي.. لقد كانت فكرة الكاميرات أبسط بكثير فما<br />
بالك بالقمر الصناعي.. والعالم كله يراك..!! هل تعصي<br />
الله..!! هل حتب أن يراك أحد على معصية..!! بالطبع<br />
ستكون إجابتك: ال واآلن.. أطرح عليكم سؤاال: هل<br />
جتدون في الدنيا ما هو أعظم من رضا الله..! إذن ال<br />
جتعل الله أهون الناظرين إليك.. اللهم اجعلنا نخشاك<br />
كأننا نراك.<br />
العدد )الثالث عشر( < يوليو 2012<br />
94