01.06.2014 Views

The Diabetologist #13

طبيب السكري - العدد 13

طبيب السكري - العدد 13

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

اإلنسانية بني الطبيب واملريض،‏ ووجد أن أهم عامل في حتديد<br />

احتمالية رفع الدعوى هو كيفية رد فعل وتصرف الطبيب املعالج<br />

للمريض بعد حدوث اإلصابة واخلطأ الطبي مباشرة.‏<br />

وقد وجد كذلك أن رد الفعل األولي والتلقائي الدفاعي من قبل<br />

املستشفى والطبيب املعالج يؤدي في أغلب األحيان باملريض<br />

لرفع دعوى قضائية ضد الطبيب واملستشفى كان ميكن تفاديها<br />

لو تغير رد فعل الطبيب املعالج واملستشفى.‏<br />

وقد أجابت دراسة أخرى عن السؤال:‏ ماذا يريد املريض من<br />

الطبيب حني يرفع عليه دعوى قضائية،‏ حيث متت دراسة حاالت<br />

آباء األطفال الذين ولدوا بإصابات عصبية نتيجة أخطاء أثناء<br />

الوالدة ودراسة الفرق بني الذين رفعوا دعوى ضد الطبيب وبني<br />

الذين لم يرفعوا دعوى،‏ فكانت أسباب اآلباء ما يلي:‏<br />

% 24 قالوا:‏ ‏"إن الطبيب لم يكن صادقاً‏ وإنه يكذب".‏<br />

% 24 قالوا:‏ ‏"إنهم في حاجة لدعم مادي لتأمني مستقبل الطفل<br />

املصاب".‏<br />

% 20 قالوا:‏ ‏"إنهم تصرفوا مبوجب رد فعل تلقائي عندما علموا<br />

مبصير ومستقبل طفلهم".‏<br />

% 20 قالوا:‏ ‏"إنهم لم يجدوا من يخبرهم بحقيقة ما حدث وأنهم<br />

يريدون أن يعرفوا احلقيقة".‏<br />

% 19 قالوا:‏ ‏"إنهم تصرفوا نتيجة الغضب مما حدث ورغبة<br />

في االنتقام من الطبيب املعالج نتيجة خطئه وإصراره على أنه<br />

لم يخطئ ‏)أو(‏ إنهم يريدون أن يتأكدوا أن اخلطأ لن يحدث مرة<br />

أخرى".‏<br />

وفي أغلبية األسباب لم يكن سبب رفع الدعوى مادياً،‏ ولكنه<br />

وسيلة لتحقيق أحد األمور التالية:‏<br />

1- فتح باب احلوار ودراسة سبب اخلطأ.‏<br />

2- تفسير وفهم ما حدث بكل صدق وأمانة واعتذار الطبيب<br />

واملستشفى عما حدث.‏<br />

3- الرغبة الصادقة من قبل املستشفى والطبيب في تصحيح<br />

سبب حدوث اخلطأ وأخذ خطوات إيجابية في هذا الطريق.‏<br />

برنامج إلصالح ذات البني بني أهل املريض والطبيب<br />

وقد كانت والية ماسيشوتس ‏)عاصمتها بوسطن(‏ إحدى أوائل<br />

الواليات األمريكية التي حولت هذه النقاط واملفاهيم إلى برنامج<br />

عمل،‏ فبدأت ما يُسمى بالبرنامج االختياري أو الطوعي للتوسط<br />

الطبي وإصالح ذات البني،‏ والذي قام بإنشائه البورد األمريكي<br />

في الوالية بالتعاون واالشتراك مع برنامج املفاوضة في مجال<br />

العناية الصحية وفض النزاع في جامعة هارفرد.‏<br />

وقد جنح هذا البرنامج في حل كثير من املشاكل،‏ وتفادي الكثير<br />

من الدعاوى القضائية وفض النزاع وإرضاء جميع األطراف في<br />

معظم احلاالت باستخدام احلكمة وحتري العدالة،‏ وقد وجدت في<br />

سرد بعض هذه النزاعات وطريقة التعامل معها فائدة للمرضى<br />

واألطباء على حد سواء.‏<br />

حدثت إحدى هذه احلاالت عام ‎1993‎م حيث أجريت ألحد<br />

املرضى عملية جراحية في منطقة احلالب،‏ ولكن آالم املريض<br />

استمرت بعد العملية،‏ وبالرغم من مراجعته للطبيب والشكوى له،‏<br />

إال أن الطبيب أهمل أعراض وشكاوى املريض مما دعا املريض<br />

للذهاب إلى جراح آخر،‏ وبعد فحصه تبني له أن العملية األولى<br />

كانت غير موفقة فأجرى له اجلراح الثاني عملية تصحيحية،‏<br />

وتكبد املريض معاناة نفسية وجسدية ومالية،‏ وفي أثناء هذه<br />

املعاناة حاول املريض االتصال باملستشفى املُعالج إلخبارهم مبا<br />

حدث ولكنه لم يجد آذاناً‏ صاغية أو رغبة صادقة في البحث عن<br />

احلقيقة،‏ مما أدى باملريض إلى رفع دعوى ضد الطبيب في البورد<br />

األمريكي للوالية بحجة أن الطبيب فشل في أن يوضح للمريض<br />

قبل إجراء العملية أن اجلراحة التي قام بها حتمل نسبة عالية من<br />

الفشل تصل إلى %10.<br />

وقامت السلطة للوالية بتعيني أحد كبار األخصائيني في فض<br />

النزاع والتحكيم،‏ وهو عضو مجلس أحد املستشفيات اجلامعية<br />

الكبرى الذي قام بتحديد يوم لالجتماع وأقنع كال الطرفني بحضور<br />

االجتماع،‏ فحضر الطبيب واملريض وكالهما يستشيط غضباً،‏<br />

وبدأ املريض مبهاجمة الطبيب واتهمه بأنه أهمل في شرح مخاطر<br />

العملية له قبل إجرائها،‏ علماً‏ بأن نسبة فشلها مرتفعة تصل إلى<br />

)%10(. وهنا أوقف الطبيب املريض حيث أذهلته النسبة التي<br />

ذكرها املريض وصححها له حيث إنها ال تتعدى واحداً‏ في املائة<br />

وليس عشرة في املائة.‏ وأوضح الطبيب أنه من املستحيل أن يقوم<br />

بعملية تصل نسبة فشلها إلى عشرة في املائة بدون شرح ذلك<br />

للمريض.‏<br />

واستمر الطبيب في حديثه معتذرا عما حدث وعن املعاناة التي<br />

تكبدها املريض واآلالم التي عاناها،‏ وشرح للمريض أن السبب<br />

احلقيقي لعدم رده على مكاملات املريض هو اقتراح محامي<br />

املستشفى له بأال يرد على مكاملاته.‏ وأحس املريض بصدق<br />

الطبيب فيما قاله،‏ وبالرغم من أن الوقت الذي حدد للجلسة كان<br />

أربع ساعات إال أنه بعد 45 دقيقة بالتحديد كان الطبيب واملريض<br />

يتصافحان ومت فض النزاع بينهما.‏<br />

* استشاري طب األمراض الباطنية والغدد الصماء والسكري - الزمالة األمريكية <br />

جامعة هارفرد - رئيس مجلس اإلدارة والرئيس التنفيذي <br />

املركز الطبي الدولي بجدة<br />

نحن والحياة من حولنا<br />

العدد ‏)الثالث عشر(‏ < يوليو 2012<br />

67

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!