The Diabetologist #13
طبيب السكري - العدد 13 طبيب السكري - العدد 13
مريض السكري وصوم رمضان أما اإلنسان فقد تنفصل الشهية لديه لتناول الطعام عن حاجته احلقيقية له، فتراه يلتهم منه ما يزيد على حاجته، وغالبا ما يحدث ذلك عند وفرة الطعام بأنواع مختلفة وأشكال عديدة، ويتراكم الفائض منه في اجلسم فيضطرب لذلك التوازن الدقيق لعناصر مكوناته، وتتراكم سموم األغذية في أنسجته فيحدث اخللل وتظهر األمراض والعلل. >> التقوى املتوخاة من الصيام.. كيف تتحقق؟ بني مركبات اجلسد األرضية أو بني الغذاء والروح كلطيفة ربانية عالقة وسر، فمن حتكم في غذائه وشهواته سمت روحه وأشرق وجدانه وارتفعت درجة استجابته ألوامر ربه وتوقى العلل واألمراض التي ميكن أن تصيب اإلنسان من كثرة األكل ودوامه على مدار العام، فاإلنسان بنيان خلقه الله وفق نظام محكم بديع ال يعرف دقائق سنن خلقه وال يحيط بها وبتدبيرها إال هو سبحانه القائل "أال يعلم من خلق وهو اللطيف اخلبير" فالله وحده يعلم على وجه الدقة والشمول واإلحاطة ما يصلح هذا املخلوق الفذ وما يفسده وما يصحه وما ميرضه، ففرض الله سبحانه وتعالى الصيام علينا وعلى كل األمم والشعوب قبلنا ال لكونه أمرا تعبديا للخالق العظيم جل وعال فحسب، ولكن لفوائده احملققة جلسم اإلنسان وروحه. >> هل نفهم أن باألمر توازنا.. وسموا روحيا للنفس يقابله حرمان مادي للجسد؟ أهم املفاهيم غير الصحيحة عن الصوم في هذا الزمان أن كثيرا من الناس يظنون أن الصوم هو حرمان اجلسم بأنسجته وخالياه من عناصر التغذية في الطعام والشراب وأن اجلسم البشري كاآللة الصماء التي تعمل بالوقود، فإن حرمت منه توقفت عن العمل واحلركة، كما يخلط الصيام يحقق منافع جمة لألصحاء والمرضى وهو معنى يزيد على الوقاية فهو عالج لبعض األمراض كما أنه يحسن صحة األصحاء ويرفع مستواها وأداءها اإلنسان هو الكائن الوحيد الذي تنفصل الشهية لديه لتناول الطعام عن حاجته الحقيقية بعض األطباء بني التجويع املطلق وبني الصيام اإلسلالمي، فيحملون الثاني كل آثار األول وأخطاره، ألن املدرسة الطبية الغربية وعلى نهجها تسير املدارس العربية واإلسالمية ال تدرس في مناهجها إال التجويع وتسميه أحيانا الصيام، وال تشير من قريب أو بعيد إلى الصيام اإلسالمي، وبهذا الظن واخللط شكك اجلهالء في حكمة الصيام وفائدته، وفرط ضعاف اإلميان في االلتزام به وأعطيت التوجيهات الطبية لبعض املرضى باإلفطار في شهر الصيام بغير ضوابط علمية مستيقنة. ولكن احلقيقة التي ثبتت بيقني بعد تقدم العلوم املذهل في هذا الزمان أن للجسم البشري مخازن هائلة للطاقة تتيح له العمل واحلركة لعدة أيام والبقاء لعدة شهور من غير أن يتناول فيها أي طعام قط. >> وفيم يختلف الصيام اإلسالمي عن التجويع العادي أو الذي يستخدم طبيا؟ الصيام اإلسالمي يختلف عن التجويع في أمور كثيرة وجوهرية جتعله صياما متميزا سهال ميسورا ال يشكل أية مشقة أو شدة على اجلسم البشري، بل إن له من الفوائد واملنافع الوقائية والعالجية لعدد من األمراض اجلسدية والنفسية ما يحتم كونه ضرورة حيوية للجسم والنفس البشرية ويجعله معجزة من معجزات التشريع اإلسالمي الذي جاء به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فاجلسم البشري مصمم ومهيأ للحياة على القليل والبسيط من الغذاء، والترف واإلفراط في إشباع النهم اإلنساني من الغذاء ضد صحة اإلنسان وفطرته. >> لكن وماذا عن الساعات الطوال التي يقضيها الصائم بدون طعام؟ الصيام اإلسلالمي يقابل فترتي امتصاص الغذاء وما بعد االمتصاص اللتني تتراوح مدتهما ما بني 12 16 ساعة، وهي فترة آمنة بكل املقاييس العلمية، ومن وجوه اإلعجاز في الصيام اإلسلالمي يسره وسهولته، وأنه وقاية للجسم والنفس من األمراض والعلل، اعتمادا على العموم الذي تفيده كلمات اليسر واخلير والتقوى في آيات الصيام. وقد ثبت كل هذا بالدليل العلمي القاطع، وقد كان وما زال بعض 30 العدد )الثالث عشر( < يوليو 2012
من جوانب التقوى المرجو تحققها من الصيام اتقاء العلل النفسية والجسمانية.. وهو أيضا تحقيقا لقول المصطفى صلى اهلل عليه وآله وسلم »الصوم جنة« البشر يعتقدون أن الصيام هو حرمان اجلسم من الغذاء ال فائدة جتنى من ورائه إال ضعف البدن واضطراب النفس، حتى أن بعض الديانات بدلت الصيام احلقيقي الذي فرضه الله عليهم بصيام شكلي يتناولون فيه كل أنواع املأكوالت واملشروبات عدا الطعام املستمد من احليوان وكل ذي روح، وهكذا جتلت حقيقة الصيام اإلسلالمي في هذا العصر، وأنه مع كونه عبادة ربانية فهو حقا معجزة علمية وضرورة إنسانية. >> وهل هناك فائدة صحية للصوم على اجلسم من منع الطعام والشراب لهذه الفترة الزمنية؟ إن األخطار واألضرار الناجتة من كثرة األكل وكثرة تنوع األغذية التي يلتهمها اإلنسان بال موعد أو ضابط باتت حقيقة ال نزاع فيها. كما أن اإلنسان في العصر احلديث كما يقول الدكتور ماهلر في بحث له عن السمنة: ال يأكل ألنه جاع بل يأكل ليرضي شهوته للطعام. وأستدل هنا بقول الدكتور بالكبورن أستاذ اجلراحة بكلية الطب في جامعة هارفارد بعد أن درس بعض التأثيرات الفيزيائية للصوم: إن من املؤكد أن األكل خصوصا املتعاقب )إدخال الطعام على الطعام( يشكل عبئا ثقيال بالتمثيل الغذائي على اجلسم فيفرز كميات كبيرة من هرمونات اجلهاز الهضمي واألنسولني، وأن قطع هذه العادة سيقلل من إفراز هذه الهرمونات مما يحفظ صحة اجلسم ويعطي لإلنسان حياة أفضل. >> هل هذا الكالم حقائق علمية مؤكدة؟ نعم هو كذلك، وعلى سبيل املثال فقد أجريت جتارب عملية في مركز أبحاث جيرونتولوجي في بالتيمور فوجد أن فئران التجارب التي تأكل يوما بعد يوم يزيد عمرها )63( أسبوعا أكثر من مثيالتها التي تسمح لها باألكل كلما تريد، كما أنها كانت األكثر نشاطا في األسابيع األخيرة من عمرها. >> أخيرا ما النصيحة التي توجهها للصائمني؟ أهيب باملسلم وأحثه على أن يبني ثقافته وأفكاره على أوامر ربه وتوجيهات رسوله عليه الصالة والسلالم والتي أكدتها حقائق العلم في كل ميدان. لقد أنزل الله سبحانه في الطعام والشراب تشريعا محكما فأحل الطيبات وحرم اخلبائث ووضع قاعدة االعتدال في تناول الطيبات قال تعالى "وكلوا واشربوا وال تسرفوا", ولعظم هذه القاعدة وفضلها وأثرها اخلطير على حياة الناس سماها اإلمام ابن القيم )القاعدة الذهبية في حفظ احلياة البشرية(. وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إشارة جلية إلى أخطار وأضرار األكل وبني حدود االعتدال في تناوله في احلديث: "ما مأل ابن آدم وعاء شرا من بطنه بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان ال بد: فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه". إن الله شرع الصيام تزكية لنفس اإلنسان وتهذيبا لسلوكه ووقاية وعالجا مما قد يصيبه من علل وآفات في نفسه وجسده من جراء كثرة األكل ودوامه. مريض السكري وصوم رمضان 31 العدد )الثالث عشر( < يوليو 2012
- Page 3 and 4: أول كالمنا أول كالم
- Page 5 and 6: ا لمحتو يا ت أول مجل
- Page 7 and 8: صحتك بالدنيا افتت
- Page 9 and 10: صحتك بالدنيا إذا وص
- Page 11 and 12: صحتك بالدنيا استغر
- Page 13 and 14: صحتك بالدنيا محمود
- Page 15 and 16: صحتك بالدنيا االحت
- Page 17 and 18: صحتك بالدنيا صحة جد
- Page 19 and 20: باحثو “تافتس”
- Page 21 and 22: صحتك بالدنيا جدة - خ
- Page 23 and 24: صحتك بالدنيا صحتك ب
- Page 25 and 26: مريض السكري السكري
- Page 27 and 28: في رمضان هي نفس اجل
- Page 29 and 30: من السكري له أنواع
- Page 31: وبني خطورة ما يسمى
- Page 35 and 36: وفي بداية احلديث تق
- Page 37 and 38: على مريض السكري أال
- Page 39 and 40: ال ينصح األطباء بصي
- Page 41 and 42: في البداية يقول الد
- Page 43 and 44: وصول نسبة السكر في
- Page 45 and 46: نقص في السوائل خالل
- Page 47 and 48: املاضي في كافة األع
- Page 49 and 50: كيف يصوم األطفال في
- Page 51 and 52: كيف تستقبلون رمضان
- Page 53 and 54: اأنت والسكري اأنت و
- Page 55 and 56: حيث قال : الصوم مفيد
- Page 57 and 58: يتولد غاز األوزون ف
- Page 59 and 60: أنت والسكري 3( مرضى
- Page 61 and 62: نحن واحلياة من حولن
- Page 63 and 64: عليه الصالة والسال
- Page 65 and 66: اإلفراط في استخدام
- Page 67 and 68: • تناول األطعمة ذا
- Page 69 and 70: اإلنسانية بني الطب
- Page 71 and 72: مبرض السكري، خصوص
- Page 73 and 74: يتطلب عالج األعراض
- Page 75 and 76: دواوؤنا يف غذائنا ا
- Page 77 and 78: دواؤنا في غذائنا كم
- Page 79 and 80: دواؤنا في غذائنا وج
- Page 81 and 82: الكوال الدايت 12
مريض السكري وصوم رمضان<br />
أما اإلنسان فقد تنفصل الشهية لديه لتناول الطعام عن<br />
حاجته احلقيقية له، فتراه يلتهم منه ما يزيد على حاجته،<br />
وغالبا ما يحدث ذلك عند وفرة الطعام بأنواع مختلفة وأشكال<br />
عديدة، ويتراكم الفائض منه في اجلسم فيضطرب لذلك<br />
التوازن الدقيق لعناصر مكوناته، وتتراكم سموم األغذية في<br />
أنسجته فيحدث اخللل وتظهر األمراض والعلل.<br />
>> التقوى املتوخاة من الصيام.. كيف تتحقق؟<br />
بني مركبات اجلسد األرضية أو بني الغذاء والروح كلطيفة<br />
ربانية عالقة وسر، فمن حتكم في غذائه وشهواته سمت<br />
روحه وأشرق وجدانه وارتفعت درجة استجابته ألوامر<br />
ربه وتوقى العلل واألمراض التي ميكن أن تصيب<br />
اإلنسان من كثرة األكل ودوامه على مدار<br />
العام، فاإلنسان بنيان خلقه الله وفق<br />
نظام محكم بديع ال يعرف دقائق سنن<br />
خلقه وال يحيط بها وبتدبيرها إال هو<br />
سبحانه القائل "أال يعلم من خلق<br />
وهو اللطيف اخلبير" فالله وحده يعلم<br />
على وجه الدقة والشمول واإلحاطة ما<br />
يصلح هذا املخلوق الفذ وما يفسده وما<br />
يصحه وما ميرضه، ففرض الله سبحانه<br />
وتعالى الصيام علينا وعلى كل األمم والشعوب<br />
قبلنا ال لكونه أمرا تعبديا للخالق العظيم جل وعال<br />
فحسب، ولكن لفوائده احملققة جلسم اإلنسان وروحه.<br />
>> هل نفهم أن باألمر توازنا.. وسموا روحيا للنفس يقابله<br />
حرمان مادي للجسد؟<br />
أهم املفاهيم غير الصحيحة عن الصوم في هذا الزمان<br />
أن كثيرا من الناس يظنون أن الصوم هو حرمان اجلسم<br />
بأنسجته وخالياه من عناصر التغذية في الطعام والشراب<br />
وأن اجلسم البشري كاآللة الصماء التي تعمل بالوقود،<br />
فإن حرمت منه توقفت عن العمل واحلركة، كما يخلط<br />
الصيام يحقق منافع جمة لألصحاء<br />
والمرضى وهو معنى يزيد على الوقاية<br />
فهو عالج لبعض األمراض كما أنه يحسن<br />
صحة األصحاء ويرفع مستواها وأداءها<br />
اإلنسان هو الكائن<br />
الوحيد الذي تنفصل<br />
الشهية لديه لتناول<br />
الطعام عن حاجته<br />
الحقيقية<br />
بعض األطباء بني التجويع املطلق وبني الصيام اإلسلالمي،<br />
فيحملون الثاني كل آثار األول وأخطاره، ألن املدرسة الطبية<br />
الغربية وعلى نهجها تسير املدارس العربية واإلسالمية ال<br />
تدرس في مناهجها إال التجويع وتسميه أحيانا الصيام،<br />
وال تشير من قريب أو بعيد إلى الصيام اإلسالمي، وبهذا<br />
الظن واخللط شكك اجلهالء في حكمة الصيام وفائدته، وفرط<br />
ضعاف اإلميان في االلتزام به وأعطيت التوجيهات الطبية<br />
لبعض املرضى باإلفطار في شهر الصيام بغير ضوابط<br />
علمية مستيقنة. ولكن احلقيقة التي ثبتت بيقني بعد تقدم<br />
العلوم املذهل في هذا الزمان أن للجسم البشري مخازن<br />
هائلة للطاقة تتيح له العمل واحلركة لعدة أيام والبقاء<br />
لعدة شهور من غير أن يتناول فيها أي طعام<br />
قط.<br />
>> وفيم يختلف الصيام اإلسالمي عن<br />
التجويع العادي أو الذي يستخدم<br />
طبيا؟<br />
الصيام اإلسالمي يختلف عن التجويع<br />
في أمور كثيرة وجوهرية جتعله صياما<br />
متميزا سهال ميسورا ال يشكل أية<br />
مشقة أو شدة على اجلسم البشري، بل<br />
إن له من الفوائد واملنافع الوقائية والعالجية<br />
لعدد من األمراض اجلسدية والنفسية ما يحتم كونه<br />
ضرورة حيوية للجسم والنفس البشرية ويجعله معجزة من<br />
معجزات التشريع اإلسالمي الذي جاء به الرسول محمد<br />
صلى الله عليه وسلم، فاجلسم البشري مصمم ومهيأ<br />
للحياة على القليل والبسيط من الغذاء، والترف واإلفراط<br />
في إشباع النهم اإلنساني من الغذاء ضد صحة اإلنسان<br />
وفطرته.<br />
>> لكن وماذا عن الساعات الطوال التي يقضيها الصائم<br />
بدون طعام؟<br />
الصيام اإلسلالمي يقابل فترتي امتصاص الغذاء وما بعد<br />
االمتصاص اللتني تتراوح مدتهما ما بني 12 16 ساعة،<br />
وهي فترة آمنة بكل املقاييس العلمية، ومن وجوه اإلعجاز<br />
في الصيام اإلسلالمي يسره وسهولته، وأنه وقاية للجسم<br />
والنفس من األمراض والعلل، اعتمادا على العموم الذي<br />
تفيده كلمات اليسر واخلير والتقوى في آيات الصيام. وقد<br />
ثبت كل هذا بالدليل العلمي القاطع، وقد كان وما زال بعض<br />
30<br />
العدد )الثالث عشر( < يوليو 2012