The Diabetologist #13

أول كالمنا
أول كالمنا
مريض السكري..‏ في رمضان!!‏
من املعلوم لدينا جميعا،‏ أن داء السكري واحد من األمراض املزمنة التي ميكن السيطرة عليها بالعالج
واحلمية،‏ وقد كنت شاهد عيان،‏ على معاناة والدي رحمه الله من هذا الداء الذي فرض عليه منطا معينا
من احلياة،‏ أعده أنا قاسيا..‏ وقد كانت هذه املعاناة تبلغ مداها في شهر الصوم،‏ مع حرصه على أداء
فريضة الصوم كما يجب،‏ ضاربا بتوصية األطباء عرض احلائط..‏ فقد كان يؤمن رحمه الله بأنه باإلمكان
حتمل صيام شهر رمضان املبارك بدون حدوث تغيرات مهمة في ضبط السكر.‏
وبحكم اطالعي،‏ وجتربتي فقد حرصت على اإلدالء بدلوي في إسداء النصيحة ملريض السكري في
رمضان..‏ وأعلم حرصهم على الصوم..‏ وجتشم عنائه والصبر على متاعبه،‏ إرضاء للمولى عز وجل.‏
فقد أظهرت غير دراسة علمية أن مستوى السكر عند مرضى السكري ينخفض بشكل طفيف في
األيام األولى من رمضان،‏ ثم يعود إلى مستواه األصلي في اليوم العشرين من شهر رمضان،‏ ثم
يرتفع ارتفاعاً‏ خفيفاً‏ في آخر الشهر.‏
وقد يتأرجح مستوى السكر بشكل طفيف تبعا لعادات املريض الغذائية وآليات استقالب سكر الدم.‏
وتشير الدراسات احلالية إلى أنه لم حتدث أية مشكالت مهمة عند صيام املرضى السكريني من النوع
الثاني ‏)الذين يتناولون احلبوب اخلافضة لسكر الدم(،‏ أما املرضى الذين يتناولون األنسولني فال ينصح
األطباء عادة بالصيام.‏ أما في األشكال اخلفيفة من مرض السكر املعتمد على األنسولني فقد يصر
بعض املرضى على الصيام،‏ ورمبا ميكن إعطاء هؤالء جرعة واحدة من األنسولني املتوسط التأثير قبل
السحور،‏ وقد يعطى جرعة أخرى عند اإلفطار.‏ ومع ذلك يجب استشارة الطبيب قبل ذلك.‏
أما في املرضى الذين يتناولون جرعتني من احلبوب اخلافضة لسكر الدم فينبغي تناول اجلرعة األولى
عند اإلفطار،‏ وهي اجلرعة التي كانت تؤخذ عند الصباح.‏ أما اجلرعة الثانية فتؤخذ عند السحور،‏ ويعطى
نصف اجلرعة التي كان يأخذها في املساء.‏
يخشى عادة من حدوث مُضاعفات حادة مثل:‏ ‏»نقص السكر في الدم،‏ الغيبوبة،‏ زيادة السكر
في الدم،‏ أو احلماض الكيتوني السكري«،‏ إال أن هذا ال يحدث عند معظم املرضى املُتابعني طبياً‏
واملُلتزمني بالعالج.‏
وهنا أتوقف للرد على السؤال الذي اعترض طريقنا..‏ وهو هل يسمح ملريض السكري بالصيام إن رغب
في ذلك؟