The Diabetologist #10

طبيب السكري
صديقان من رفقاء عمله من السعوديني،‏ وهناك في رحاب البلد
األمني،‏ وفي ساحات املسجد احلرام وأمام الكعبة املشرفة حلق
بروحه في اآلفاق الروحية النقية الطاهرة،‏ وقد رأى منه مرافقاه
عجائب من خشوعه ودعائه وبكائه،‏ وقال لهما:‏ كم في هذا العالم
من احملرومني من هذا اجلو الروحي العظيم.‏
أمت عمرته قبل صاة العشاء،‏ في التاسع من شهر رمضان
املوافق للعام الهجرى 1430 في 9 رمضان 2009 مياديا
وكان حريصا على الصاة في الصف األول املباشر للكعبة،‏
وحقق له مرافقاه ذلك،‏ وبدأت صاة العشاء وكان اإلمام عبد
الرحمن السديس،‏ وكان األمريكي املسلم والذي سمى نفسه ‏)أبو
بكر(‏ في حالة من اخلشوع العجيب،‏ يقول أحد مرافقيه:‏ وحينما
قمنا من التشهد األول لم يقم،‏ وظننته قد استغرق في حالته
الروحية فنسي القيام،‏ ومددت يدي إلى رأسه منبها له،‏ ولكنه
لم يستجب،‏ وحينما ركعنا رأيته مييل ناحية اليمني،‏ ولم يسلم
اإلمام من صاته حتى تبني لنا أن الرجل قد فارق احلياة،‏ نعم،‏
فارق احلياة،‏ أصبح جسدا با روح،‏ لقد صعدت تلك الروح التي
رأينا تعلقها الصادق بالله في تلك الرحاب الطاهرة،‏ صعدت إلى
خالقها يقول املرافق:‏ لقد شعرت بفضل الله العظيم على ذلك
الرجل رحمه الله،‏ وشعرت باملعنى العميق حلسن اخلامتة،‏
ومتثل أمام عيني حديث الرسول صلى الله عليه وسلم،‏ عن
الرجل الذي يعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينها وبينه
إال ذراع،‏ فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل اجلنة فيدخلها،‏
لقد عرفت هذا الرجل األمريكي كافرا قبل أن يسلم،‏ ورأيت
كيف تغيرت مامح وجهه بعد أن أسلم،‏ ورأيت خشوعه لله في
صاته،‏ ورأيته طائفا ساعيا،‏ ورأيته مصليا ورأيته ميتا في
ساحة احلرم املكي الشريف،‏ وودعته مشيعا حيث مت دفنه في
مكة املكرمة بعد استئذان أهله في أمريكا.‏
)4(
يقول مرافقه:‏ حينما علم زماؤه األمريكان وهم غير مسلمني
مبا حصل له..‏ قال أحدهم:‏ إنني أغبطه على هذه امليتة،‏
قلت له:‏ ملاذا؟ قال:‏ ألنه مات في أهم بقعة،‏ وأعظم مكان في
ميزان الدين اإلسلامي الذي آمن به واعتنقه..‏ مات أبو بكر
األمريكي..‏ صدق مع الله فصدق الله معه..‏
قال تعالى:‏ ‏)منَ‏ املْ‏ ‏ُؤْمِ‏ نِنيَ‏ رِجَ‏ الٌ‏ صَدَقُواْ‏ مَا عَاهَدُواْ‏ اللَ‏ ‏ّهَ‏
عَلَيْهِ‏ فَمِ‏ نْهُمْ‏ مَ‏ ‏ّن قَضَى نَحْ‏ بَهُ‏ وَمِ‏ نْهُمْ‏ مَ‏ ‏ّن يَنتَظِ‏ رُ‏ وَمَا بَدَ‏ ‏ّلُواْ‏ تَبْدِ‏ ياً(،‏
األحزاب.‏
هوامش سكرية
89
العدد ‏)العاشر(‏ < أبريل 2012