The Diabetologist #10
طبيب السكري - العدد 10
طبيب السكري - العدد 10
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
أمريكي سقط ميتا أمام الكعبة<br />
متأثرا بجالل المشهد<br />
هوامش سكرية<br />
قصة مؤثرة جدا أحببت أن أقدمها لكم، وقد تستغربون<br />
من العنوان ولكن عندما تخوضون في غمار هذه القصة<br />
ستكتشفون مدى ثأثيرها عليكم.. فقد سمعتها من صديق<br />
شاهد بعض أحداثها..<br />
)1(<br />
لم يكن يخطر ببال دونالد رايس قبل أن يأتي إلى اململكة<br />
أن يفكر في دين اإلسلام، أو يشغل ذهنه باملسلمني ومبا<br />
هم عليه من هدى اإلسلام، فهو موظف كبير في شركة<br />
كبيرة، مكانته في عمله مرموقة، وحياته حافلة بالعمل اجلاد<br />
الذي مكنه من احلصول على عدد من الشهادات واألوسمة<br />
من كبار املسؤولني في شركته وفي دولته أمريكا، يقول عن<br />
نفسه: )قبل أن آتي إلى الرياض مسؤوال كبيرا في أرامكو<br />
للبترول لم أكن أشغل بالي بالدين، ونصوصه وتعاليمه،<br />
حياتي كلها مادة وعمل وظيفي ناجح، وإجازات أروح عن<br />
نفسي فيها مبا أشاء من وسائل الترويح املباحة وغير<br />
املباحة، شأني في ذلك شأن مايني البشر في هذا العالم<br />
الذين يعيشون حياتهم بهذه الصورة اململة من احلرية<br />
املزعومة.<br />
ومرت بي شهور في عملي اجلديد في مدينة الرياض وأنا<br />
مستغرق في تفاصيل وظيفتي املهمة في مجال عملي، كان<br />
همي األكبر أن أجنح في هذا العمل حتى أزداد رقيا في<br />
الشركة التي أعمل فيها، ومكانة مرموقة بني الناجحني في<br />
بلدي الكبير.<br />
)2(<br />
وذات يوم كنت جالسا في مكان، في حلظة استرخاء، ولفت<br />
نظري ألول مرة منظر عدد غير قليل من املسلمني سعوديني<br />
وغير سعوديني يتجهون إلى مسجد كبير كان قريبا من ذلك<br />
املكان، وكنت قد سمعت األذان أول ما جلست، وشعرت<br />
حينما سمعته بشعور لم أعهده من قبل.. هبت من خاله<br />
نسائم ال أستطيع أن أصفها، وانقدح في ذهني سؤال: ملاذا<br />
يصنع هؤالء الناس ما أرى ومن الذي يدفعهم بهذه الصورة<br />
إلى املسجد، وكأنهم يتسابقون إلى مكان يدفع لهم نقودا<br />
وهدايا ثمينة تستحق هذا االهتمام؟<br />
كان السؤال عميق األثر في نفسي، جعلني اهتم مبتابعة ما<br />
يجري بصورة أعمق، وسمعت حركة صوت مكبر الصوت، ثم<br />
اإلقامة، وبدأت أفكر بصورة جدية، وحينما سمعت اإلمام<br />
يقول )السام عليكم(، وجهت نظري إلى بوابة املسجد الكبيرة<br />
فإذا بحشود املصلني يخرجون يتدافعون، ويصافح بعضهم<br />
بعضا بصورة كان لها أثرها الكبير في نفسي، ووجدتني أردد<br />
بصوت مرتفع )يا له من نظام رائع(، وكانت تلك بداية دخولي<br />
إلى عالم اإلسام اجلميل، وفهمت بعد ذلك كل شيء، ووجدت<br />
جوابا شافيا عن سؤال سألته ذات يوم وأنا غاضب، حيث<br />
كنت في سوق كبير من أسواق الرياض وكنت أريد شراء شيء<br />
على عجلة من أمري ففوجئت باحملال التجارية تغلق أبوابها،<br />
وحاولت أن أقنع صاحب احملل التجاري الذي كنت أريد شراء<br />
حاجتي منه أن ينتظر قليا فأبى وقال: بعد الصاة إن شاء<br />
الله، لقد غضبت في حينها، ورأيت أن هذا العمل غير الئق،<br />
وبعد أن أسلمت أدركت مدى الدافع النفسي الداخلي القوي<br />
الذي ميكن أن يجعل ذلك التاجر بهذه الصورة.<br />
)3(<br />
ويقول بعد 6 أشهر كاملة لدراسته للدين االسامى نطق<br />
الشهادتني.. أمريكي أشرق قلبه بنور اإلميان، وعرف حاوة<br />
اإلسلام، وبدأ يتحدث إلى أصدقائه باملشاعر الفياضة التي<br />
متأل جنبات نفسه، والسعادة التي لم يشعر بها أبدا من قبل،<br />
وبعد مرور شهرين على إسامه أبدى رغبته في زيارة البيت<br />
احلرام للعمرة والصاة أمام الكعبة مباشرة، وانطلق ومعه<br />
العدد )العاشر( < أبريل 2012<br />
88