The Diabetologist #10
طبيب السكري - العدد 10 طبيب السكري - العدد 10
طبيب السكري مبدع، يعرف من أين يبدأ احلوار، وكيف، ومع من، وأي الطرق أفضل للتواصل مع الغير، وهذا املوقف الذي حكاه الشيخ الغزالي ألحد تامذته، وهو الشيخ حسن عيسى عبد الظاهر، ثم حكاه هذا العالم فيه دروس مهمة للدعاة، يقول الشيخ الغزالي رحمه الله: قال لي أحد املقربني مني: يا شيخ غزالي هل لك في محاضرة تخدم بها اإلسلام؟ قال الغزالي: نعم، على الرحب والسعة، فقال له صديقه: ولكنها محاضرة من نوع خاص، قال الغزالي: ال بأس. فقال له صديقه: صلِّ غدا في مسجد عمر مكرم )املغرب(، وستجد رجا في انتظارك، وسيذهب بك إلى مكان احملاضرة، وذهب الشيخ الغزالي في اليوم التالي ليؤدي صاة املغرب حسبما اتُفق معه، فوجد على الباب رجا جالسا في سيارة )مرسيدس( ينتظره قبل الصاة، فطلب إليه الشيخ الغزالي أن يدخل ليصلي معه، ظنا منه أن الرجل مسلم، فأبى أن يدخل معه املسجد، فعلم الشيخ الغزالي أن الرجل مسيحي، فأمر له بكرسي ينتظره عليه حتى يصلي، وصلى الغزالي املغرب إماما بالناس، ثم خرج، وظن الشيخ الغزالي أن الرجل ال يعدو أن يكون سائقا، فركب بجواره، متكئا على الكرسي، غير عابئ بأن يتكلم معه، اللهم إال في شؤون احلياة العامة، وإذ به يفاجأ بالرجل يعرفه بنفسه: أنا فان، معي دكتوراه في الكهنوت، يقول الشيخ الغزالي: فاعتدلت في جلستي، وقلت في نفسي: فألستعد إذن للكام مع رجل على علم باألديان، وأخذ هذا القس يناقش الشيخ الغزالي في اآليات التي صلى بها املغرب. ثم انطلق به إلى مكان بعيد، ويقول: ثم رأيت مبنى ضخما وإذ به كنيسة، فقلت في نفسي: أفي بلدي مكان كهذا وال أعرفه؟ ثم رأى من نظافة املدخل، وما به من أشجار وأزهار تزين جانبي املكان، مما جعله يتحسر على حال اجلامع األزهر، ويقول: منذ زمن نشكو من سوء حال النظافة في اجلامع األزهر، ومن تشويش األماكن املجاورة له، بل ومن سوئها. ويقول: ثم فوجئت مبدخل طويل على جانبيه حدائق وبساتني، وظن الشيخ الغزالي أنه استدرج إلى مصرعه، وأن هذه احلديقة ما هي إال مقبرته، ولكنه انتهى به إلى مكان احتشد له فيه عدد من القساوسة وطلبة الاهوت، فكلمه كبيرهم قائا: نستأذنك في ثاثة أشياء: أوال: أن تلقي كلمة بني احلضور، والثانية: أن يحضر النساء منفصلني عن الرجال، والثالثة: أن جتيب على األسئلة بعد الكلمة. يقول الشيخ الغزالي رحمه الله: فوافقت على ذلك كله، وفكرت في الكلمة التي ألقيها:عم أحتدث؟ ودعوت الله: أن يلهمني كلمة تناسب املوقف، فتكلمت عن املوافقات التي بني رسالة عيسى ومحمد عليهما السلام، وأن الرسالتني خرجتا من مشكاة واحدة، ودلل على ذلك من القرآن والسنة، ومما يتفق من الكتاب املقدس مع القرآن والسنة. ثم فرغ الشيخ الغزالي من إلقاء كلمته، وقد حضر فيها عدد كبير من طلبة الاهوت، وممن يدرسون الدراسات العليا، ومن القساوسة احلضور، ويكون بذلك قد لبى طلبني من ثاثة، وبقي األمر الثالث، وهو األسئلة، ففتحوا باب األسئلة، وكان السؤال األول من كبيرهم: هل يجوز لدولة مسلمة أن تطلب املعونة في حربها من دولة ملحدة كافرة ؟ يشير بذلك إلى مصر بعد هزميتها في حرب يونيو )حزيران( 1967، وقد استعانت بخبراء روس، وبأسلحة من روسيا، وكانت هذه احملاضرة في بدايات السبعينيات، فأجاب الشيخ الغزالي موجها اخلطاب للسائل: هَبْ أن لصوصا دخلوا عليك ليسرقوا بيتك، وإن قاومت قتلوك، ومعهم أسلحة، وأنت أعزل من الساح، ثم فوجئت بشباك بيتك وقد تركته مفتوحا، يرمي لك من اخلارج أحد املارة عددا من العصي الغليظة وسكينا، فماذا تفعل حينئذ؟ هل تأخذ الساح وتواجه به اللصوص في بيتك وتطردهم منه، أو تنظر من شرفة بيتك، لترى ديانة وعقيدة من رمى لك بالساح ؟ إن املنطق السوي يقول: أدافع عن نفسي، وال يضيرني ملة ومعتقد من مد لي يد العون ملواجهة خصومي. فأحس مدير اللقاء أن الشباب بدأوا يتأثرون بكام الغزالي رحمه الله، فختم اللقاء، ثم قال له: هل لو دعيت ملثل هذه احملاضرة تلبي؟ قال: نعم، فأنا داعية وواجبي أن ألبي الدعوة، وأن أحترك بني الناس بشرحها وتبيينها، يقول الشيخ الغزالي رحمه الله: وما دعوني مرة أخرى . هوامش سكرية 87 العدد )العاشر( < أبريل 2012
أمريكي سقط ميتا أمام الكعبة متأثرا بجالل المشهد هوامش سكرية قصة مؤثرة جدا أحببت أن أقدمها لكم، وقد تستغربون من العنوان ولكن عندما تخوضون في غمار هذه القصة ستكتشفون مدى ثأثيرها عليكم.. فقد سمعتها من صديق شاهد بعض أحداثها.. )1( لم يكن يخطر ببال دونالد رايس قبل أن يأتي إلى اململكة أن يفكر في دين اإلسلام، أو يشغل ذهنه باملسلمني ومبا هم عليه من هدى اإلسلام، فهو موظف كبير في شركة كبيرة، مكانته في عمله مرموقة، وحياته حافلة بالعمل اجلاد الذي مكنه من احلصول على عدد من الشهادات واألوسمة من كبار املسؤولني في شركته وفي دولته أمريكا، يقول عن نفسه: )قبل أن آتي إلى الرياض مسؤوال كبيرا في أرامكو للبترول لم أكن أشغل بالي بالدين، ونصوصه وتعاليمه، حياتي كلها مادة وعمل وظيفي ناجح، وإجازات أروح عن نفسي فيها مبا أشاء من وسائل الترويح املباحة وغير املباحة، شأني في ذلك شأن مايني البشر في هذا العالم الذين يعيشون حياتهم بهذه الصورة اململة من احلرية املزعومة. ومرت بي شهور في عملي اجلديد في مدينة الرياض وأنا مستغرق في تفاصيل وظيفتي املهمة في مجال عملي، كان همي األكبر أن أجنح في هذا العمل حتى أزداد رقيا في الشركة التي أعمل فيها، ومكانة مرموقة بني الناجحني في بلدي الكبير. )2( وذات يوم كنت جالسا في مكان، في حلظة استرخاء، ولفت نظري ألول مرة منظر عدد غير قليل من املسلمني سعوديني وغير سعوديني يتجهون إلى مسجد كبير كان قريبا من ذلك املكان، وكنت قد سمعت األذان أول ما جلست، وشعرت حينما سمعته بشعور لم أعهده من قبل.. هبت من خاله نسائم ال أستطيع أن أصفها، وانقدح في ذهني سؤال: ملاذا يصنع هؤالء الناس ما أرى ومن الذي يدفعهم بهذه الصورة إلى املسجد، وكأنهم يتسابقون إلى مكان يدفع لهم نقودا وهدايا ثمينة تستحق هذا االهتمام؟ كان السؤال عميق األثر في نفسي، جعلني اهتم مبتابعة ما يجري بصورة أعمق، وسمعت حركة صوت مكبر الصوت، ثم اإلقامة، وبدأت أفكر بصورة جدية، وحينما سمعت اإلمام يقول )السام عليكم(، وجهت نظري إلى بوابة املسجد الكبيرة فإذا بحشود املصلني يخرجون يتدافعون، ويصافح بعضهم بعضا بصورة كان لها أثرها الكبير في نفسي، ووجدتني أردد بصوت مرتفع )يا له من نظام رائع(، وكانت تلك بداية دخولي إلى عالم اإلسام اجلميل، وفهمت بعد ذلك كل شيء، ووجدت جوابا شافيا عن سؤال سألته ذات يوم وأنا غاضب، حيث كنت في سوق كبير من أسواق الرياض وكنت أريد شراء شيء على عجلة من أمري ففوجئت باحملال التجارية تغلق أبوابها، وحاولت أن أقنع صاحب احملل التجاري الذي كنت أريد شراء حاجتي منه أن ينتظر قليا فأبى وقال: بعد الصاة إن شاء الله، لقد غضبت في حينها، ورأيت أن هذا العمل غير الئق، وبعد أن أسلمت أدركت مدى الدافع النفسي الداخلي القوي الذي ميكن أن يجعل ذلك التاجر بهذه الصورة. )3( ويقول بعد 6 أشهر كاملة لدراسته للدين االسامى نطق الشهادتني.. أمريكي أشرق قلبه بنور اإلميان، وعرف حاوة اإلسلام، وبدأ يتحدث إلى أصدقائه باملشاعر الفياضة التي متأل جنبات نفسه، والسعادة التي لم يشعر بها أبدا من قبل، وبعد مرور شهرين على إسامه أبدى رغبته في زيارة البيت احلرام للعمرة والصاة أمام الكعبة مباشرة، وانطلق ومعه العدد )العاشر( < أبريل 2012 88
- Page 37 and 38: 36 الصحة الجنسية إلى
- Page 39 and 40: الضعف الجنسي: الض
- Page 41 and 42: حوار مع طبيب: د.
- Page 43 and 44: طرق عالج عديدة منها
- Page 45 and 46: الصحة الجنسية وهنا
- Page 47 and 48: 46 الصحة الجنسية واا
- Page 49 and 50: صحة وجمال عطاف خليل
- Page 51 and 52: ضرورة الفحص وضبط مع
- Page 53 and 54: حماية الجلد والبشر
- Page 55 and 56: حماية الجلد والبشر
- Page 57 and 58: شباب دائم خمس خطوات
- Page 59 and 60: على اإلنسان العادي
- Page 61 and 62: أرق النوم األرق..
- Page 63 and 64: نحن والحياة من حولن
- Page 65 and 66: زيت الزيتون ودوار ا
- Page 67 and 68: اضطرابات النطق اضط
- Page 69 and 70: طعامنا: انتظر .. فه
- Page 71 and 72: اللوز: يحتوي على ك
- Page 73 and 74: حوار مع طبيب دواؤنا
- Page 75 and 76: سوء التغذية وفقدان
- Page 77 and 78: السكري .. واألعصاب س
- Page 79 and 80: قرأت لك هذا الكتاب
- Page 81 and 82: رحلة في كتاب طبي : ط
- Page 84 and 85: هوامش سكرية واهلل
- Page 86 and 87: طبيب السكري في المح
- Page 90 and 91: طبيب السكري صديقان
- Page 92 and 93: هل أنت إنسان سعيد ؟
- Page 94 and 95: erger State-Trait Anxiety Inventory
- Page 96 and 97: References 1. Miller E, Hare JW, Cl
طبيب السكري<br />
مبدع، يعرف من أين يبدأ احلوار، وكيف، ومع من، وأي<br />
الطرق أفضل للتواصل مع الغير، وهذا املوقف الذي حكاه<br />
الشيخ الغزالي ألحد تامذته، وهو الشيخ حسن عيسى عبد<br />
الظاهر، ثم حكاه هذا العالم فيه دروس مهمة للدعاة، يقول<br />
الشيخ الغزالي رحمه الله: قال لي أحد املقربني مني: يا شيخ<br />
غزالي هل لك في محاضرة تخدم بها اإلسلام؟ قال الغزالي:<br />
نعم، على الرحب والسعة، فقال له صديقه: ولكنها محاضرة<br />
من نوع خاص، قال الغزالي: ال بأس.<br />
فقال له صديقه: صلِّ غدا في مسجد عمر مكرم )املغرب(،<br />
وستجد رجا في انتظارك، وسيذهب بك إلى مكان احملاضرة،<br />
وذهب الشيخ الغزالي في اليوم التالي ليؤدي صاة املغرب<br />
حسبما اتُفق معه، فوجد على الباب رجا جالسا في سيارة<br />
)مرسيدس( ينتظره قبل الصاة، فطلب إليه الشيخ الغزالي<br />
أن يدخل ليصلي معه، ظنا منه أن الرجل مسلم، فأبى أن<br />
يدخل معه املسجد، فعلم الشيخ الغزالي أن الرجل مسيحي،<br />
فأمر له بكرسي ينتظره عليه حتى يصلي، وصلى الغزالي<br />
املغرب إماما بالناس، ثم خرج، وظن الشيخ الغزالي أن<br />
الرجل ال يعدو أن يكون سائقا، فركب بجواره، متكئا على<br />
الكرسي، غير عابئ بأن يتكلم معه، اللهم إال في شؤون احلياة<br />
العامة، وإذ به يفاجأ بالرجل يعرفه بنفسه:<br />
أنا فان، معي دكتوراه في الكهنوت، يقول الشيخ الغزالي:<br />
فاعتدلت في جلستي، وقلت في نفسي: فألستعد إذن للكام<br />
مع رجل على علم باألديان، وأخذ هذا القس يناقش الشيخ<br />
الغزالي في اآليات التي صلى بها املغرب.<br />
ثم انطلق به إلى مكان بعيد، ويقول: ثم رأيت مبنى ضخما وإذ<br />
به كنيسة، فقلت في نفسي: أفي بلدي مكان كهذا وال أعرفه؟<br />
ثم رأى من نظافة املدخل، وما به من أشجار وأزهار تزين<br />
جانبي املكان، مما جعله يتحسر على حال اجلامع األزهر،<br />
ويقول: منذ زمن نشكو من سوء حال النظافة في اجلامع<br />
األزهر، ومن تشويش األماكن املجاورة له، بل ومن سوئها.<br />
ويقول: ثم فوجئت مبدخل طويل على جانبيه حدائق وبساتني،<br />
وظن الشيخ الغزالي أنه استدرج إلى مصرعه، وأن هذه<br />
احلديقة ما هي إال مقبرته، ولكنه انتهى به إلى مكان احتشد<br />
له فيه عدد من القساوسة وطلبة الاهوت، فكلمه كبيرهم<br />
قائا: نستأذنك في ثاثة أشياء:<br />
أوال: أن تلقي كلمة بني احلضور، والثانية: أن يحضر<br />
النساء منفصلني عن الرجال، والثالثة: أن جتيب على<br />
األسئلة بعد الكلمة.<br />
يقول الشيخ الغزالي رحمه الله: فوافقت على ذلك كله،<br />
وفكرت في الكلمة التي ألقيها:عم أحتدث؟ ودعوت الله:<br />
أن يلهمني كلمة تناسب املوقف، فتكلمت عن املوافقات<br />
التي بني رسالة عيسى ومحمد عليهما السلام، وأن<br />
الرسالتني خرجتا من مشكاة واحدة، ودلل على ذلك من<br />
القرآن والسنة، ومما يتفق من الكتاب املقدس مع القرآن<br />
والسنة.<br />
ثم فرغ الشيخ الغزالي من إلقاء كلمته، وقد حضر فيها<br />
عدد كبير من طلبة الاهوت، وممن يدرسون الدراسات<br />
العليا، ومن القساوسة احلضور، ويكون بذلك قد لبى<br />
طلبني من ثاثة، وبقي األمر الثالث، وهو األسئلة، ففتحوا<br />
باب األسئلة، وكان السؤال األول من كبيرهم: هل يجوز<br />
لدولة مسلمة أن تطلب املعونة في حربها من دولة ملحدة<br />
كافرة ؟ يشير بذلك إلى مصر بعد هزميتها في حرب يونيو<br />
)حزيران( 1967، وقد استعانت بخبراء روس، وبأسلحة<br />
من روسيا، وكانت هذه احملاضرة في بدايات السبعينيات،<br />
فأجاب الشيخ الغزالي موجها اخلطاب للسائل: هَبْ أن<br />
لصوصا دخلوا عليك ليسرقوا بيتك، وإن قاومت قتلوك،<br />
ومعهم أسلحة، وأنت أعزل من الساح، ثم فوجئت بشباك<br />
بيتك وقد تركته مفتوحا، يرمي لك من اخلارج أحد املارة<br />
عددا من العصي الغليظة وسكينا، فماذا تفعل حينئذ؟<br />
هل تأخذ الساح وتواجه به اللصوص في بيتك وتطردهم<br />
منه، أو تنظر من شرفة بيتك، لترى ديانة وعقيدة من رمى<br />
لك بالساح ؟ إن املنطق السوي يقول: أدافع عن نفسي،<br />
وال يضيرني ملة ومعتقد من مد لي يد العون ملواجهة<br />
خصومي.<br />
فأحس مدير اللقاء أن الشباب بدأوا يتأثرون بكام<br />
الغزالي رحمه الله، فختم اللقاء، ثم قال له: هل لو دعيت<br />
ملثل هذه احملاضرة تلبي؟ قال: نعم، فأنا داعية وواجبي<br />
أن ألبي الدعوة، وأن أحترك بني الناس بشرحها<br />
وتبيينها، يقول الشيخ الغزالي رحمه الله: وما دعوني<br />
مرة أخرى .<br />
هوامش سكرية<br />
87<br />
العدد )العاشر( < أبريل 2012