01.02.2014 Views

نسخة pdf - جامعة القدس المفتوحة

نسخة pdf - جامعة القدس المفتوحة

نسخة pdf - جامعة القدس المفتوحة

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

جامعة القدس المفتوحة<br />

مجلة<br />

للأبحاث والدراسات


توجه املراسالت واألحباث على العنوان اآلتي:‏<br />

رئيس هيئة حترير جملة جامعة القدس املفتوحة<br />

جامعة القدس املفتوحة<br />

‏ص.ب:‏ 51800<br />

هاتف:‏ -2984491 02<br />

فاكس:‏ -2984492 02<br />

بريد الكرتوين:‏ hsilwadi@qou.edu<br />

تصميم وإخراج فني:‏<br />

قسم التصميم الجرافيكي واإلنتاج<br />

عمادة البحث العلمي والدراسات العليا<br />

جامعة القدس المفتوحة<br />

هاتف:‏ -2952508 02


املشرف العام<br />

أ.د.‏ يونس عمرو<br />

رئيس اجلامعة<br />

هيئة تحرير المجلة:‏<br />

رئيس التحرير<br />

أ.د.‏ حسن عبدالرمحن سلوادي<br />

عميد البحث العلمي والدراسات العليا<br />

هيئة التحرير<br />

أ.د.‏ يللاسللر الللمللاح<br />

أ.د.‏ علللللللي عللللودة<br />

د.م.‏ إسللللام عمرو<br />

د.‏ إنلللصلللاف عللبللاس<br />

د.‏ رشلللدي القواسمة<br />

د.‏ زيلللللللاد بلللركلللات<br />

د.‏ مللللاجللللد صللبلليللح<br />

د.‏ يللوسللف أبلللو فللارة


قواعد النشر والتوثيق<br />

تنشر اجمللة البحوث والدراسات األصلية املرتبطة بالتخصصات العلمية ألعضاء اهليئة التدريسية<br />

والباحثني يف جامعة القدس املفتوحة وغريها من اجلامعات احمللية والعربية والدولية،‏ مع اهتمام<br />

خاص بالبحوث املتعلقة بالتعليم املفتوح،‏ وتقبل أيضا األحباث املقدمة إىل مؤمترات علمية حمكمة<br />

واملراجعات والتقارير العلمية وترمجات البحوث.‏<br />

يرجى من األخوة الباحثني الراغبني يف نشر حبوثهم االقتداء بقواعد النشر والتوثيق االتية:‏<br />

‏.‏‎1‎تُقبل 1 األحباث باللغتني العربية واإلجنليزية.‏<br />

‏.‏‎2‎أن ال يزيد حجم البحث عن 32 صفحة »7500« كلمة تقريبا مبا يف ذلك اهلوامش<br />

واملراجع.‏<br />

‏.‏‎3‎أن يتسم البحث باألصالة وميثل إضافة جديدة إىل املعرفة يف ميدانه.‏<br />

‏.‏‎4‎يقدم الباحث حبثه منسوخا على CD« » أو عرب الربيد االلكرتوني مع ثالث نسخ مطبوعة<br />

منه،‏ غري مسرتجعة سواء نشر البحث أم مل يُنشر.‏<br />

‏.‏‎5‎يرفق مع البحث خالصة مركزة يف حدود »100 - 150« كلمة.ويكون هذا امللخص<br />

باللغة اإلجنليزية إذا كان البحث باللغة العربية ويكون باللغة العربية إذا كان البحث باللغة<br />

اإلجنليزية.‏<br />

‏.‏‎6‎ينشر البحث بعد إجازته من حمكمني اثنني على األقل ختتارهم هيئة التحرير بسرية تامة من بني<br />

أساتذة خمتصني يف اجلامعات ومراكز البحوث داخل فلسطني وخارجها على أن ال تقل رتبة<br />

احملكم عن رتبة صاحب البحث.‏


مجلة<br />

جامعة القدس المفتوحة<br />

لألبحاث والدراسات<br />

‏.‏‎7‎أن يتجنب الباحث أي إشارة قد تشري أو تدلل على شخصيته يف أي موقع من البحث.‏<br />

‏.‏‎8‎يزود الباحث الذي نشر حبثه بنسخة من العدد الذي نشر فيه،‏ باإلضافة إىل ثالث<br />

مستالت منه.‏<br />

‏.‏‎9‎تدون اإلحاالت املرجعية يف نهاية البحث وفق النمط اآلتي:‏ إذا كان املرجع أو املصدر كتابا<br />

فيثبت اسم املؤلف،عنوان الكتاب أو البحث،‏ اسم املرتجم أو احملقق ‏)مكان النشر،الناشر،‏<br />

الطبعة،‏ سنة النشر(‏ اجلزء أو اجمللد،‏ رقم الصفحة،‏ أما إذا كان املرجع جملة فيثبت املؤلف،‏<br />

عنوان البحث،‏ اسم اجمللة،‏ عدد اجمللة وتارخيها،‏ رقم الصفحة.‏<br />

‎1010‎ترتب املراجع واملصادر يف نهاية البحث ‏»الفهرس«‏ حسب احلروف األجبدية لكنية / عائلة<br />

املؤلف ثم يليها اسم املؤلف،عنوان الكتاب أو البحث،‏ ‏)مكان النشر،الناشر،‏ الطبعة،‏<br />

سنة النشر(‏ اجلزء أو اجمللد.‏<br />

‎1‎بإمكان 111 الباحث استخدام منط » APA» Style يف توثيق األحباث العلمية والتطبيقية،‏<br />

حيث يشار إىل املرجع يف املنت بعد فقرة االقتباس مباشرة وفق الرتتيب اآلتي:‏ ‏»اسم عائلة<br />

املؤلف،سنة النشر،رقم الصفحة«.‏<br />

جميع االأفكار يف املجلة تعربرّ‏ عن اآراء كاتبيها وال تعرب بالرضورة عن وجهة نظر املجلة


المحتويات<br />

األحباث<br />

عالقة العوامل الفردية للطالب وطبيعة املسألة باستراتيجيات طلبة<br />

الصف التاسع مبحافظات شمال فلسطني حلل املسألة الفيزيائية<br />

د.‏ شحادة عبده ........................................................................................................11<br />

عمليات العلم املتضمنة في دليل املعلم لألنشطة والتجارب العملية<br />

لكتب العلوم للمرحلة األساسية باألردن<br />

أ.حسني القطيش ....................................................................................................51<br />

قراءة في شعر توبة بن احلُميِّر اخلفاجي باملنهج البنيوي املعاصر<br />

القصيدة الثالثة - من ديوانه - منوذجاً‏<br />

د.‏ بهية هواري ...........................................................................................................83<br />

أسلوبية التكرار في التعبير عن شعور االغتراب ‏)شعر سيد قطب منوذجاً(‏<br />

د.‏ جهانكير أميري / أ.‏ فاروق نعمتي .......................................................................117<br />

وجُ‏ وبُ‏ تَ‏ نْرِينْرِ‏ أَسنْ‏ رَى املُسنْ‏ لِمِنينْ‏ َ<br />

د.‏ غسان هِرماس ......................................................................................................137<br />

املسؤولية اجلنائية عن اإلضرار باملدنيني بسبب الكمني في احلرب في الفقه اإلسالمي<br />

د.‏ سهيل األحمد .....................................................................................................177


مجلة<br />

جامعة القدس المفتوحة<br />

لألبحاث والدراسات<br />

أثر جتربة الدعم على الفاقدات وفق نهج ‏»من فاقدة إلى فاقدة«‏<br />

د.‏ سهيل حسني عطا حسنني ..............................................................................207<br />

التركيب البنائي لألسرة في الضفة الغربية:‏<br />

دراسة تليلية لبيانات تعداد السكان لسنة 2007<br />

د.‏ ماهر أبو صالح .....................................................................................................241<br />

اآلثار السياسية واالقتصادية واالجتماعية لظاهرة األنفاق على اجملتمع الفلسطيني<br />

في قطاع غزة من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس باجلامعات الفلسطينية<br />

د.‏ أشرف الغليظ / د.‏ زكي مرجتى ...........................................................................271<br />

زراعة البلسان في فلسطني ومصر واستخداماته ‎922-41‎ه/‏ ‎1516-661‎م<br />

د.‏ عبد الرحمن املغربي ............................................................................................301<br />

احلفريات األثرية في مدينة القدس ما بني األعوام ‎1863‎م/‏ ‎2009‎م<br />

واحلق التاريخي للعرب منذ تأسيسها ‏)دراسة تاريخية(‏<br />

د.‏ شامخ عالونة .......................................................................................................347<br />

انفصال جنوب السودان،‏ اجلذور والتطورات والتداعيات<br />

أ.د.‏ دريد اخلطيب / أ.‏ محمد أمير الشب ...............................................................379


االأبحاث


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

عالقة العوامل الفردية للطالب وطبيعة املسألة<br />

باسرتاتيجيات طلبة الصف التاسع مبحافظات<br />

مشال فلسطني حلل املسألة الفيزيائية<br />

د.‏ شحادة مصطفى عبده<br />

أستاذ مساعد/‏ كلية العلوم التربوية/‏ جامعة النجاح الوطنية.‏<br />

11


عالقة العوامل الفردية للطالب وطبيعة املسألة باستراتيجيات طلبة<br />

الصف التاسع مبحافظات شمال فلسطني حلل املسألة الفيزيائية<br />

د.‏ شحادة عبده<br />

ملخص:‏<br />

يهدف البحث اإىل تقصي درجة ‏شيوع اسرتاتيجيات طلبة الصف التاسع حلل املسألة<br />

الفيزيائية،‏ وحتديد طبيعة العالقة بني هذه االسرتاتيجيات وبني جنس الطالب،‏ ومستوى<br />

قدرته الفيزيائية العامة،‏ ومستوى معرفته الفيزيائية القبلية،‏ وطبيعة املسألة.‏ وتكون<br />

جمتمع البحث من )4544( طالباً‏ وطالبة ، منهم )2207( طالب،‏ و )2337( طالبة،‏ واأما<br />

العينة فتكونت من )432( طالباً‏ وطالبة )216 طالباً،‏ 216 طالبة(‏ .<br />

طبق اختبار حتصيلي مكون من )30( مسألة،‏ لتحديد اسرتاتيجيات حل املسألة<br />

الفيزيائية،‏ وحتقيق الباحث من ‏صدقه عن طريق املحكمني،‏ وحسب معامل ثباته،‏ فوجد<br />

اأنه )0.89( . ولدى حتليل استجابات الطلبة باستخدام منوذج حتليل االسرتاتيجيات،‏ تبني<br />

وجود ‏ست اسرتاتيجيات حلل املسألة الفيزيائية عند الطلبة،‏ هي:‏ االسرتاتيجية التقدمية،‏<br />

واالسرتاتيجية اخللفية ‏)البدء من النتيجة وصوالً‏ اإىل املقدمة(‏ ، واسرتاتيجية املحاولة<br />

واخلطأ العشوائية،‏ واسرتاتيجية املحاولة واخلطأ املنظمة،‏ واالسرتاتيجية احلدسية،‏ وال<br />

اسرتاتيجية.‏ كماحللت النتائج باستخدام اختبار كاي تربيع ( 2 χ( ، واأظهر التحليل النتائج<br />

االآتية:‏ توجد عالقات اقرتانية دالة اإحصائياً‏ بني اسرتاتيجيات حل املسألة وكل من:‏ مستوى<br />

املعرفة القبلية للطالب،‏ ومستوى قدرته الفيزيائية العامة،‏ وطبيعة املسألة.‏ بينما ال توجد<br />

عالقة اقرتانية دالة اإحصائياً‏ بني االسرتاتيجيات الست حلل املسألة وجنس الطالب.‏<br />

12


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

Abstract:<br />

This study aimed to identify problem solving strategies of physics<br />

problems, used by 9th grade, and the relation of these strategies with problem’s<br />

nature, student’s gender, their general physics ability level, and prior physics<br />

knowledge level. A sample of (432) students (216 males, 216 females) was<br />

chosen randomly from North West Bank area according to their gender,<br />

general physics ability, and prior physics knowledge. A (30) problems test<br />

was administered to identify students' problem solving strategies of physics<br />

problems. The test was validated by a group of experts, and its the reliability<br />

coefficient was (0.89) for model (a) (0.93), for model (b) and (0.90) for model<br />

(c) using KR-20, and (0.89) using test-retest technique.<br />

The results of chi square analysis showed that there was a significant<br />

relationship between the strategy and problem nature, general physics<br />

ability, and prior physics knowledge. No significant correlation was detected<br />

between the problem solving strategy and gender. The analysis also showed<br />

that there is a significant correlation coefficient between the strategy and<br />

the problem's nature for females, but it was not significant for males. There<br />

is also a significant correlation between the strategy and general physics<br />

ability level for females, but it was not significant for males. There is also a<br />

significant correlation between the strategy and prior physics knowledge for<br />

females, males, and high general physics ability, but it is not significant for<br />

low general physics ability. A number of recommendations for the Ministry of<br />

Education and researchers were proposed.<br />

13


عالقة العوامل الفردية للطالب وطبيعة املسألة باستراتيجيات طلبة<br />

الصف التاسع مبحافظات شمال فلسطني حلل املسألة الفيزيائية<br />

د.‏ شحادة عبده<br />

مقدمة:‏<br />

يرى الرتبويون اأن من اأهم اأهداف تعليم العلوم يف اأي مرحلة من مراحل التعليم<br />

املختلفة،‏ اإكساب الطلبة اسرتاتيجيات مناسبة ومتنوعة حلل املسألة الفيزيائية،‏ ويتطلب<br />

ذلك استبصار العالقات املوجودة بني اأجزاء املسألة واخلروج باحلل املطلوب،‏ بوليا<br />

. )Polya, 1957(<br />

ويشري حل املسألة اإىل نشاط عقلي يعاد فيه بناء التمثيل املعريف للخربة السابقة<br />

وتنظيمه،‏ ومكونات موقف املسألة معاً‏ بحثاً‏ عن بدائل احلل،‏ اإما باملحاولة واخلطأ اأو<br />

باالستبصار من خالل حماولة ‏صياغة مبداأ اأو اكتشاف نظام عالئقي يقود اإىل حلها،‏<br />

وقد يدور النشاط العقلي يف هذه احلالة حول معاجلة ‏صور اأو رموز،‏ وقد يتضمن ‏صياغة<br />

فرضيات جمردة عوضاً‏ عن معاجلة ظاهرة مادية،‏ ويسمى النشاط العقلي املستخدم يف<br />

هذه احلالة بالتفكري الذي يتضمن يف كل من االستبصار واملحاولة واخلطأ،‏ لذا،‏ فإن<br />

االسرتاتيجيات املستخدمة يف حل املسألة تتوقف على عمر الطالب وخربته السابقة<br />

وذكائه،‏ ويوؤدي استخدام االستبصار يف احلل اإىل الفهم الذي يظهر عند حل مسائل ذات<br />

‏صلة باملسألة احلالية،‏ لذا،‏ ال يعكس احلل باالستبصار فقط اأثر نقل مبادىء ذات ‏صلة<br />

ببدائل جديدة للمسألة نفسها اأو تطبيقها،‏ واإمنا قابلية النقل نفسها هي معيار االستبصار<br />

14<br />

.)Ausubel, 1968(<br />

ويشتمل االستبصار اإما نقالً‏ بسيطاً‏ ملبداأ متعلم ‏سابقاً‏ اإىل موقف جديد مماثل له،‏<br />

اأو اإعادة بناء وتنظيم البنية املعرفية السابقة كاملة اأو احلالية لتالئم متطلبات الهدف<br />

املخطط له،‏ ومتتاز احللول االستبصارية بظهورها فجأة اأو بصورة متقطعة،‏ ويكون فيها<br />

بعض التقدير اأو التذوق الضمني ملبداأ موؤثر يف حل املسألة حتى اإن وجدت ‏صعوبة يف<br />

التعبري عنها لفظياً.‏ وال يوؤكد استخدام الفرضيات اأن طريقة االستبصار متبعة يف حل<br />

املسألة،‏ كما اأن الغياب الظاهر لطريقة املحاولة واخلطأ ال يعني اأن حلها مت باالستبصار<br />

)1971 )Butler, . وتعدُ‏ املحاولة واخلطأ اإحدى ميزات التعلم احلركي،‏ اإذ تناسب حل بعض<br />

املسائل املنطوية على متاهات واألغاز،‏ وحتدث بقدر كاف عند اإدراك الطالب اجتاه انحرافه<br />

عن احلل املرغوب فيه،‏ ودرجة هذا االنحراف.‏ ويعدُ‏ حل املسألة باالستبصار نوعاً‏ من تعلم<br />

االكتشاف املعنوي الذي يربط اأبعاد املسألة واالأهداف املرغوبة ارتباطاً‏ جوهرياً‏ ببنية<br />

املعرفة السابقة للطالب،‏ ويقتضي االستبصار الذهاب اإىل اأبعد من التعمق باملعلومات<br />

املعطاة،‏ ونقلها من خالل التحليل والرتكيب،‏ وصياغة الفرضيات واختبارها،‏ واإعادة<br />

الرتجمة وترتيبها )Ausubel,1968( .


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

وتوؤدي بنية الطالب املعرفية السابقة دوراً‏ مهماً‏ يف حل املسألة،‏ من خالل اإعادة<br />

بناء اخلربات السابقة واملتطلبات اجلديدة وتنظيمها.‏ وتتضمن بنية الفرد املعرفية السابقة<br />

مواد خام الزمة حلل املسألة،‏ ‏سواء نقلت املعلومات نقالً‏ ‏سالباً‏ اأو موجباً.‏ ويعكس نقل<br />

التعلم ماهية وقوة متغريات البنية املعرفية،‏ فاشتمالها على معرفة استنباطية:‏ ‏)النظريات،‏<br />

والقوانني،‏ والتعميمات،‏ واملفاهيم،‏ واحلقائق…(‏ يسهل حل املسألة،‏ ومهما بلغت مهارة<br />

الطالب يف التعلم باالكتشاف،‏ فال ميكنه فهم ماهية املسألة املقدمة له دون امتالك معرفة<br />

‏سابقة ذات ‏صلة بها )1968 )Ausubel, .<br />

وميز اأوزوبل )1968 )Ausubel, يف ‏صياغة حل املسألة بني نوعني:‏ نظري اأو<br />

اكتشايف يهدف اإىل كشف اأفكار اأساسية،‏ ويتطلب اأمناطاً‏ جديدة من العالقات،‏ وصوالً‏ اإىل<br />

قواعد اأو تعليمات مناسبة حتلُ‏ بها املسألة.‏ وتطبيقي يركز على استخدام قاعدة يف مواقف<br />

مغايرة نوعاً‏ ما للموقف الذي مت اأستخدمت القاعدة فيه اأوال،‏ ويعنى هذا النوع باكتساب<br />

الطلبة مهارات وظيفية خاصة،‏ تفرتض الرتكيز على اعتبارات تربوية واجتماعية،‏ وتفحص<br />

املعلومات املعطاة،‏ وتستخدم بعض اأو جميع املعطيات تبعا لرتتيب معني مستعينني مبا<br />

تعلموه من قواعد للوصول اإىل حل كمي.‏<br />

ويواجه معظم الطلبة ‏صعوبة يف حل املسألة الفيزيائية،‏ كما يجد معلمو ومعلمات<br />

الفيزياء يف الوقت نفسه ‏صعوبة من نوع ما يف اكساب طلبتهم القدرة على حل مسائل<br />

من النوعني السابقني،‏ ملا يتطلبه حلها من حتليل عنارصها االأساسية،‏ واإيجاد عالقات<br />

بينها،‏ وتذكر املبادئ والقوانني املتعلمة ‏سابقاً‏ واخلروج منها باحلل املطلوب،‏ مما ال<br />

يجعل اإكسابها للطلبة ‏صعباً‏ اإال اإذا كان املعلم خبرياً‏ ومتمكناً‏ من هذا النوع من التدريس<br />

مدة طويلة 1971( )Butler, .<br />

وعرف كوين )1979 )Cooney, املسألة بأنها ‏سوؤال يقدم بطريقة ما،‏ من ‏شأنه اإثارة<br />

نوع من التحدي يقبله الطالب.‏ اأما بوليا )1957 )Polya, فعرف حل املسألة بأنها البحث<br />

الواعي عن الوسائل املالئمة لتحقيق هدف واضح يف الذهن يصعب احلصول عليه مبارشة.‏<br />

وعرف كينث )Kenneth,1967( املسألة كسوؤال يستدعي اإجابة اأو حال،‏ ويرافقه اأمر اأخر<br />

متعلق بالفرد،‏ يختلف من فرد اإىل اأخر،‏ لذا،‏ فقد تكون مسألة ما ‏سهلة عند فرد معني،‏<br />

وصعبة عند فرد اأخر،‏ وما هو ‏سهل عند فرد معني اليوم،‏ قد ال يكون عنده كذلك يف الغد.‏<br />

وعرف كالوسماير )1969 )Klausmeir, املسألة بأنها موقف مشكل يصادفه الطالب،‏<br />

وعليه االستجابة له،اإال اأنه ال ميلك وسائل ومعلومات ميكنه استخدامها حاالً‏ دون تفكري<br />

15


عالقة العوامل الفردية للطالب وطبيعة املسألة باستراتيجيات طلبة<br />

الصف التاسع مبحافظات شمال فلسطني حلل املسألة الفيزيائية<br />

د.‏ شحادة عبده<br />

جديد،‏ بغية الوصول اإىل احلل.‏ وعرف لسرت )1980 )Lester, املسألة بأنها موقف مشكل<br />

يطلب فيه من طالب ما اأو جمموعة طلبة اأداء مهمة ما ‏رشيطة عدم امتالكهم خطوات جاهزة<br />

متكنهم من حلها.‏ وعرف فليبس )1970 )Philips, املسألة بأنها موقف ال يوجد له اإجراء<br />

جاهز يتبعه الطالب للوصول اإىل حله.‏ ويتوقف كون املوقف املشكل مسألة اأم ال على مهارة<br />

الفرد واستعداده ومعرفته القبلية يف ذلك املوقف.‏<br />

ويظهر من تعريفات املسألة اأنها:‏ موقف مشكل يقدم لطالب ال ميلك حالً‏ جاهزاً‏ له،‏<br />

وال معرفة ومهارات كافية حللها،‏ ويتطلب حلها اإعادة بناء معرفته القبلية وتنظيمها لكي<br />

يتمكن من استبصار هذا احلل.‏ وهذا تعريف جامع اإىل حد ما ميثل النوع االكتشايف.‏<br />

وحدد بوليا )1957 )Polya, يف كتابه ‏“البحث عن احلل“‏ مراحل اأربع مير بها حل<br />

املسألة،‏ هي:‏ فهم املسألة،‏ وابتكار خطة احلل،‏ وتنفيذ فكرة احلل،‏ ومراجعة احلل.‏ وحدد<br />

ديوي )1933 )Dewey, خمس خطوات حلل املسألة،‏ هي:‏ الشعور بها،‏ والتفكري فيها،‏ ووضع<br />

الفروض،‏ واختبار ‏صحة الفروض،‏ والوصول اإىل احلل باختبار الفرض املالئم.‏<br />

وراآى لسرت )1980 )Lester, اأن قدرة الطالب على حل املساألة يوؤثر فيها عوامل<br />

عدة،‏ منها:‏<br />

‏.‏‎1‎عوامل 1 بنيوية:‏ عوامل تتصل ببنية املسألة،‏ وسياقها،‏ وطولها،‏ ودرجة ‏صعوبة<br />

األفاظها ومفرداتها اللغوية،‏ وموقع املتطلب فيها ووضوحه،وعدد متطلباتها،‏ وعدد خطوات<br />

حل كل متطلب،...الخ.‏<br />

‏.‏‎2‎عوامل 2 فردية:‏ عوامل تتصل بالطالب نفسه مثل:‏ ذكائه،‏ وقدرته القرائية،‏ ومستوى<br />

معرفته القبلية،‏ وجنسه،‏ وعمره،‏ وتخصصه،‏ ومستوى حتصيله،‏ واجتاهاته،‏ ودوافعه،‏<br />

ومستواه املعريف،...‏ الخ.‏<br />

‏.‏‎3‎اسرتاتيجيات 3 حل املساألة:‏ وهي االسرتاتيجيات التي يستخدمها الطالب عند<br />

حله املسألة،‏ وقد تتنوع من املحاولة واخلطأ،‏ واستدعاء معلومات وحقائق ‏سابقة اإىل<br />

اسرتاتيجيات حتليلية منظمة.‏<br />

وبعد مراجعة االأدب الرتبوي املتعلق باسرتاتيجيات حل املسألة الفيزيائية من خالل<br />

املسح على رزمة )ERIC( ، ومركز اإيداع الرسائل اجلامعية يف اجلامعة االأردنية الصادرة<br />

على مستوى العامل العربي،‏ وجمالت ودوريات عربية،‏ تبني قلة الدراسات والبحوث املحلية<br />

والعربية وندرتها على املستوى العاملي.‏<br />

16


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

الدراسات السابقة:‏<br />

تقصى بارريتت ومارس )1993 Mars, )Barrett and خطوات حل املسألة الفيزيائية<br />

واسرتاتيجياتها.‏ واأظهر البحث اأن تقوية مهارات حل املسألة ميكن اأن يتم بوساطة:‏ قراءة<br />

املسألة واإعادة قراءتها ثالث مرات على االأقل،‏ ووضع قائمة احلقائق الواردة فيها واإعادة<br />

‏صياغتها وحتديد املعلومات الالزمة للحل والزائدة والناقصة فيها،‏ ورسم الشكل الالزم<br />

وخمطط احلل اأو الشكل املساعد فيه،‏ وحتديد ما يعرفه الطالب وما يحتاجه،‏ والتنبوؤ وتقدير<br />

احلل يف مدى معقول،‏ وكيفية ربط املسألة مبفاهيم وحقائق الطالب السابقة،‏ واختيار<br />

االسرتاتيجية املناسبة للحل التي تربط بني معلومات املسألة ربطاً‏ ‏سليماً،‏ وتطبيق اإجراءات<br />

حلها على خري وجه،‏ وفحص احلل بداللة املسألة مما يولد اإحساسا بإمكانية توضيح اأو<br />

توسيع اأو تطبيقات اأخرى.‏<br />

وتقصَ‏ ى مارك )1998 )Mark, اسرتاتيجيات حل املسألة الفيزيائية.‏ واأظهرت نتائج<br />

البحث وجود عوامل تساعد الطالب على اأن يكون ماهراً‏ يف حل املسألة،‏ وهي:‏ اأن يعرف<br />

الطالب املبادئ الفيزيائية ذات الصلة باملوضوع املستهدف ويفهمها،‏ وامتالكه اسرتاتيجية<br />

تطبيق هذه املبادئ يف مواقف جديدة تساعده يف حل مشكالت حياتية،‏ وتطوير مهاراته<br />

حلل املسألة وامتالكه اسرتاتيجية تنظيم هذه املهارات.‏<br />

وتقصَ‏ ى ماكري )2001 )Maker, اسرتاتيجيات طلبة مرحلتي التعليم االأساسي<br />

املتوسطة والعليا حلل املسائل الفيزيائية.‏ وتكونت عينة البحث من )230( طالباً‏ يف<br />

الواليات املتحدة االأمريكية.‏ واأظهر البحث استخدام اأربع اسرتاتيجيات مرتبة من االأكرث<br />

‏شيوعاً‏ اإىل االأقل ‏شيوعاً،‏ هي:‏ الالاسرتاتيجية،‏ واملحاولةُ‏ اخلطأ العشوائية،‏ واملحاولةُ‏<br />

واخلطأ املنتظمة،‏ والتحليلية التقدمية.‏ واأظهر عدم وجود فروق بني اجلنسني يف استخدام<br />

اسرتاتيجيات حل مسائل العلوم.‏<br />

وتقصَ‏ ى تاكونيس ورفاقه )2003 al., )Taconis et اسرتاتيجيات حل مسائل العلوم<br />

يف مرحلتي التعليم االأساسي والثانوي من خالل حتليل )22( مقالة من مقاالت تصف<br />

)40( جتربة لبحوث جتريبية نرشت يف الفرتة الواقعة بني )1985- 1995( . واأظهر البحث<br />

تنوعاً‏ واسعاً‏ يف اسرتاتيجيات حل املسألة كاملحاولة واخلطأ العشوائية،‏ واملحاولة واخلطأ<br />

املنتظمة،‏ والالاسرتاتيجية والتحليلية اخللفية.‏<br />

واأجرى اأندرسون ورفاقة )2004 al., )Anderson et بحثاً‏ موقفياً‏ وصف برناجماً‏<br />

لتحسني مهارات حل مسائل العلوم.‏ وتألف جمتمع البحث من طلبة االأول والثالث والسادس<br />

17


عالقة العوامل الفردية للطالب وطبيعة املسألة باستراتيجيات طلبة<br />

الصف التاسع مبحافظات شمال فلسطني حلل املسألة الفيزيائية<br />

د.‏ شحادة عبده<br />

االأساسي يف والية الينوي.‏ وحددت اسرتاتيجيات حل املسألة من خالل مالحظات املعلمني<br />

وتسجيالت فيديو للباحثني.‏ واأظهر حتليل البيانات اأنه:‏ ال توجد فروق دالة اإحصائيا بني<br />

االسرتاتيجيات تعزى للصف،‏ وافتقار الطلبة للقدرة الذاتية على متابعة اسرتاتيجيات<br />

خمتلفة حلل مسائل العلوم وتطبيقها،‏ واستخدام مهارات بسيطة حلل مسائل علمية مركبة،‏<br />

وشيوع اإسرتاتيجيتني حلل املسألة املوؤلفة من اأربع خطوات هما اسرتاتيجية اخرتاع احلل،‏<br />

واسرتاتيجية اندماج الطالب يف املتابعة الذاتية للحل،‏ ويزيد فهم الطلبة السرتاتيجيات حل<br />

املسألة ومراجعة احلل بتقدم الصف.‏<br />

أسئلة البحث:‏<br />

حاول هذا البحث االإجابة عن االأسئلة االآتية:‏<br />

‏.‏‎1‎ما 1 اسرتاتيجيات طلبة الصف التاسع يف حل املسألة الفيزيائية،‏ وما درجة ‏شيوع<br />

كل منها؟<br />

‏.‏‎2‎هل 2 تختلف اسرتاتيجيات طلبة الصف التاسع يف حل املسألة الفيزيائية باختالف<br />

جنسهم؟<br />

‏.‏‎3‎هل 3 تختلف اسرتاتيجيات الطلبة يف حل املسألة باختالف مستوى قدرتهم<br />

الفيزيائية العامة؟<br />

هل تختلف اسرتاتيجيات ذكور الصف التاسع يف حل املسألة الفيزيائية باختالف<br />

قدرتهم الفيزيائية العامة؟<br />

هل تختلف اسرتاتيجيات اإناث الصف التاسع يف حل املسألة الفيزيائية باختالف<br />

قدرتهم الفيزيائية العامة؟<br />

‏.‏‎4‎هل 4 تختلف اسرتاتيجيات الطلبة يف حل املسألة باختالف مستوى معرفتهم<br />

الفيزيائية القبلية؟<br />

هل تختلف اسرتاتيجيات ذكور التاسع يف حل املسألة الفيزيائية باختالف<br />

مستوى معرفتهم الفيزيائية القبلية؟<br />

هل تختلف اسرتاتيجيات اإناث التاسع يف حل املسألة الفيزيائية باختالف مستوى<br />

معرفتهم الفيزيائية القبلية؟<br />

‏.‏‎5‎هل 5 تختلف اسرتاتيجيات الطلبة يف حل املسألة الفيزيائية باختالف طبيعتها؟<br />

18


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

‏.‏‎6‎هل 6 تختلف اسرتاتيجيات ذكور التاسع يف حل املسألة الفيزيائية باختالف<br />

طبيعتها؟<br />

‏.‏‎7‎هل 7 تختلف اسرتاتيجيات اإناث التاسع يف حل املسألة الفيزيائية باختالف<br />

طبيعتها؟<br />

فرضيات البحث:‏<br />

19<br />

حاول هذا البحث اختبار الفرضيات الصفرية االآتية عند مستوى الداللة<br />

:(a =0.01)<br />

1.<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

1 ال يوجد فروق دالة اإحصائيا بني اسرتاتيجيات الطلبة حلل املسألة الفيزيائية<br />

تعزى جلنسهم.‏<br />

‏.‏‎2‎ال 2 يوجد فروق دالة اإحصائيا بني اسرتاتيجيات الطلبة حلل املسألة تعزى ومستوى<br />

قدرتهم الفيزيائية العامة.‏<br />

ال يوجد فروق دالة اإحصائيا بني اسرتاتيجيات الذكور حلل املسألة تعزى مستوى<br />

قدرتهم الفيزيائية العامة.‏<br />

ال يوجد فروق دالة اإحصائيا بني اسرتاتيجيات الطالبات حلل املسألة تعزى<br />

ملستوى قدرتهم الفيزيائية العامة.‏<br />

‏.‏‎3‎ال 3 يوجد فروق دالة اإحصائيا بني اسرتاتيجيات الطلبة حلل املسألة تعزى ملستوى<br />

معرفتهم الفيزيائية القبلية.‏<br />

ال يوجد فروق دالة اإحصائيا بني اسرتاتيجيات الذكور حلل املسألة تعزى ملستوى<br />

معرفتهم الفيزيائية القبلية.‏<br />

ال يوجد فروق دالة اإحصائيا بني اسرتاتيجيات الطالبات حلل املسألة تعزى<br />

ملستوى معرفتهم الفيزيائية القبلية.‏<br />

‏.‏‎4‎ال 4 يوجد فروق دالة اإحصائيا بني اسرتاتيجيات الطلبة حلل املسألة الفيزيائية<br />

تعزى لطبيعتها.‏<br />

ال يوجد فروق دالة اإحصائيا بني اسرتاتيجيات الذكور حلل املسألة الفيزيائية<br />

تعزى لطبيعتها.‏<br />

ال يوجد فروق دالة اإحصائيا بني اسرتاتيجيات الطالبات حلل املسألة الفيزيائية<br />

تعزى لطبيعتها.‏


عالقة العوامل الفردية للطالب وطبيعة املسألة باستراتيجيات طلبة<br />

الصف التاسع مبحافظات شمال فلسطني حلل املسألة الفيزيائية<br />

د.‏ شحادة عبده<br />

أهمية البحث:‏<br />

تنامى االهتمام منذ مطلع عقد تسعينيات القرن املاضي يف كثري من دول العامل<br />

بتقصي اسرتاتيجيات الطلبة حلل املسألة عامة،‏ واملسألة الفيزيائية خاصة،‏ حتى ‏صار<br />

تقصيها وتنميتها غاية اأساسية ملعظم السياسات الرتبوية يف العامل،‏ وهدفاً‏ رئيساً‏<br />

تسعى املناهج التدريسية لتحقيقه 2001( )Maker, ، و 2003( al., )Taconis et ،<br />

و 2004( al., )Anderson et .<br />

وتكمن اأهمية هذا البحث يف اأنها تتناول موضوعاً‏ جديداً‏ ما زالت البحوث فيه نادرة<br />

حتى االآن.‏ ومعظم الدراسات يف هذا املجال،‏ اأُجريت يف الواليات املتحدة االأمريكية على<br />

طلبة يف مرحلة ما قبل املدرسة،‏ واملرحلة االأساسية الدنيا،‏ وعلى نوع خاص من املسائل<br />

هي اللفظية،‏ اأما الدراسات التي اأجريت على طلبة املرحلة الثانوية وما بعدها،‏ فتكاد تكون<br />

نادرة.‏ واأظهر مسح رسائل املاجستري والدكتوراة املودعة يف مركز اإيداع الرسائل اجلامعية<br />

يف اجلامعة االأردنية،‏ ومكتبات جامعة الريموك وجامعات الضفة الغربية،‏ اأن هذا البحث يعد<br />

االأول من نوعه حملياً‏ وعربياً،‏ وهو نادر على املستوى العاملي يف حدود اطالع الباحث.‏<br />

وتزيد اأهمية هذا البحث اإضافة اإىل االهتمام الواسع مبوضوعه،‏ لكونه مل يقترص على<br />

تقصي اسرتاتيجيات حل املسألة الفيزيائية فحسب،‏ واإمنا جمع اأيضاً‏ عدداً‏ من املتغريات<br />

املتعلقة بالطالب كجنسه،‏ ومستوى قدرته الفيزيائية العامة،‏ ومستوى معرفته الفيزيائية<br />

القبلية،‏ وباملسألة كطبيعتها.‏ بينما غلب على معظم الدراسات السابقة اقتصارها على<br />

متغري واحد،‏ يتعلق بالطالب اأو املسألة؛ لذا،‏ فإن نتائج هذا البحث تعطي ‏صورة اأوسع عن<br />

اسرتاتيجيات حل املسألة،‏ من حيث املتغريات املوؤثرة فيها،‏ وطبيعة العالقة بني استخدام<br />

هذه االسرتاتيجيات وبني املتغريات.‏<br />

وللبحث اأهمية من الناحيتني العملية والنظرية.‏ فمن الناحية العملية يفيد يف:‏ )1(<br />

الكشف عن اسرتاتيجيات حل املسألة الفيزيائية،‏ مما يعطي ‏صورة عن مدى تقدم الطلبة<br />

يف حتقيق اأهداف الرتبية العلمية،‏ وتكون معرفة تلك االسرتاتيجيات ذات فائدة كبرية يف<br />

توجيه نظر خرباء مناهج العلوم املدرسية واجلامعية اإىل هذه االسرتاتيجيات وعالقتها<br />

مبتغريات البحث؛ وهذا يوؤدي بالقائمني على تأليف مناهج العلوم اإىل تضمني النصوص<br />

العلمية يف الكتاب املدرسي اأنواعاً‏ خمتلفة من املسائل الفيزيائية التي تساعد على تنمية<br />

القدرة على حلها؛ )2( تطوير طرق التدريس املستخدمة يف املدارس؛ لتذليل بعض العقبات<br />

التي تعرتض تعلم الطلبة اأسلوب حل املسألة عامة،‏ والفيزيائية خاصة.‏ )3( اإعداد املعلمني،‏<br />

اإذ تبرصهم باسرتاتيجيات الطلبة يف حل املسألة الفيزيائية،‏ وتوجيه تفكريهم للرتكيز<br />

عليها.‏<br />

20


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

أهداف البحث:‏<br />

هدف البحث اإىل تقصي اسرتاتيجيات طلبة الصف التاسع يف حل املسألة الفيزيائية،‏<br />

ودرجة ‏شيوعها عندهم،‏ وطبيعة العالقة بني استخدام الطلبة هذه االسرتاتيجيات وبني كل<br />

من:‏ جنس الطالب،‏ ومستوى قدرته الفيزيائية العامة،‏ ومستوى معرفته القبلية،‏ وطبيعة<br />

املسألة.‏<br />

حدود البحث:‏<br />

استخدم البحث اختبار حتصيل،‏ لتحديد اسرتاتيجيات الطلبة حلل املسألة الفيزيائية،‏<br />

وعالقاتها بسمات تتعلق بهم.‏ لذا،‏ تتحدَد نتائج البحث فيما ياأتي:‏<br />

‏.‏‎1‎اأجري 1 البحث على عينة من )432 ) طالباً‏ وطالبةً‏ من طلبة الصف التاسع يف<br />

حمافظات ‏شمال فلسطني،‏ لذا،‏ تقترص نتائجه على طلبة هذا الصف الذي اختريت العينة<br />

منه يف الفصل الثاين من العام )2005/ 2006( ، وقد ال تصح على االأطفال وطلبة التعليم<br />

الثانوي وكليات املجتمع،‏ واجلامعات.‏ ولتعميم نتائج البحث،‏ توجد حاجة الإجراء بحوث<br />

ودراسات على ‏صفوف اأخرى.‏<br />

2 استخدم البحث مسائل فيزيائية تعلقت مبفاهيم:‏ الكهرباء الساكنة،‏ واأثار التيار<br />

الكهربائي احلراري واملغناطيسي والكيميائي.‏ لذا،‏ تتحدَد نتائج البحث مبدى كفاية االأدوات<br />

البحثية املستخدمة فيه،‏ لكشف التباين يف اسرتاتيجيات الطلبة حلل املسائل الفيزيائية.‏<br />

21<br />

2.<br />

تصميم البحث واملعاجلة اإلحصائية:‏<br />

البحث احلايل بحث وصفي استكشايف له جانبان،‏ هما:‏ وصف اسرتاتيجيات طلبة<br />

الصف التاسع حلل املسألة الفيزيائية،‏ وحتديد ما اإذا كانت هذه االسرتاتيجيات تختلف<br />

باختالف:‏ جنس الطالب،‏ ومستوى قدرته الفيزيائية العامة،‏ ومستوى معرفته الفيزيائية<br />

القبلية،‏ وطبيعة املسألة.‏<br />

استخدمت عينة عشوائية طبقية تكونت من )216( طالباً،‏ و )216( طالبةً،‏ موزعني<br />

على متغريات البحث املستقلة،‏ وهي:‏ اجلنس،‏ وله مستويان ‏)ذكور،‏ اإناث(‏ ، ومستوى القدرة<br />

الفيزيائية العامة،‏ وله ثالثة مستويات ‏)مرتفع،‏ متوسط،‏ منخفض(‏ ، ومستوى املعرفة<br />

الفيزيائية القبلية،‏ وله ثالثة مستويات ‏)مرتفع،متوسط،‏ منخفض(،‏ وطبيعة املسألة،‏ وله<br />

ثالث مستويات ‏)لفظية مطولة،‏ لفظية خمترصة،‏ ولفظية خمترصة معززة بالرسم(.‏ واستخدم<br />

يف هذا البحث اختبار حتصيل.‏ ومن ثم حُ‏ لِّلت استجابات الطلبة للكشف عن اسرتاتيجياتهم<br />

يف حل املسائل وحتديد اأنواعها وفق منوذج وصفي تصنيفي.‏


عالقة العوامل الفردية للطالب وطبيعة املسألة باستراتيجيات طلبة<br />

الصف التاسع مبحافظات شمال فلسطني حلل املسألة الفيزيائية<br />

د.‏ شحادة عبده<br />

ولالإجابة عن اجلانب االأول مت ما يأتي:‏ يف ‏ضوء استجابات اأفراد عينة البحث من<br />

اأسئلة اختبار الكشف عن اسرتاتيجيات حل املسألة الفيزيائية،‏ وحتليل هذه االستجابات،‏<br />

حُ‏ ‏سبت التكرار النسبي للعنارص التي تضمنتها استجابات كل فرد من اأفراد العينة.‏ ومت<br />

اعتماد االستجابات التي حصلت على تكرار نسبي يساوي )%50( فأكرب من قبل اأي فرد<br />

من هوؤالء االأفراد،‏ اإذ اعتربت هذه العنارص بأنها هي التي تقوم عليها كل اسرتاتيجية<br />

من اسرتاتيجيات الطالب حلل املسألة الفيزيائية،‏ ومن جمموعة هذه العنارص وطبيعة<br />

العالقات بينها،‏ تعرَّف الباحث اإىل طبيعة االسرتاتيجيات التي يستخدمها كل فرد من اأفراد<br />

العينة،‏ عند كل متغري من متغريات البحث.‏<br />

ولالإجابة عن اجلانب الثاين للبحث قُ‏ ورن وصفياً‏ بني طبيعة االسرتاتيجيات عند<br />

متغريات البحث بالتعرف والتأكيد على توافر عنارص كل اسرتاتيجية،‏ واستخدم االإحصائي<br />

( 2 χ( كلما اأمكن ذلك،‏ يسأل عنها الباحث للمقارنة بني التكرارات النسبية لكل عنرص<br />

تضمنته استجابات فئات البحث املختلفة.‏<br />

ونظرا الأن التصنيف يف جداول االقرتان تصف ‏صفات االأفراد ، وتسمى درجة العالقة<br />

بني املتغريين ، r وحتسب من املعادلة االآتية 328( 327- 2002; )Shbigl, :<br />

r = χ 2 / [ N (k- 1) ]<br />

اأما معامل االقرتان C يتم فيُحسب من املعادلة االآتية:‏<br />

C = [ χ 2 / (χ 2 + N) ]<br />

حيث:‏ N عدد اأفراد الكلي يف جدول االقرتان ، k عدد مستويات املتغري املستقل<br />

χ 2 قيمة كاي تربيع لبيانات جدول االقرتان.‏<br />

الطريقة واإلجراءات:‏<br />

منهج البحث:‏<br />

استخدم البحث املنهج الوصفي االستكشايف يف حتديد اسرتاتيجيات طلبة الصف<br />

التاسع حلل املسائل الفيزيائية يف املدارس احلكومية،‏ وتقصّ‏ ي عالقة هذه االسرتاتيجيات<br />

مبتغريات البحث املستقلة.‏<br />

جمتمع البحث:‏<br />

تكون جمتمع البحث من )4544( طالباً‏ وطالبة من الصف التاسع يف )32( مدرسة<br />

طبق البحث فيها،‏ )2207( ذكور يف )19( مدرسة للذكور،‏ و )2337( طالبة يف )18(<br />

22


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

مدرسة،‏ تابعة ملديريات تربية وتعليم حمافظات ‏شمال الضفة املحتلة ممثلة مبحافظات<br />

نابلس وجنني وطولكرم،‏ وقلقيلية،‏ وسلفيت،‏ يف الفصل الثاين للعام )2009/ 20010( .<br />

عينة البحث:‏<br />

اشتملت عينة البحث على )432( طالباً‏ وطالبة من الصف التاسع ميثلون )%10.5(<br />

من املجتمع،‏ منهم )216( طالبا،‏ )216( طالبة،‏ وهي عينة عشوائية طبقية اختريت من<br />

)64( ‏شعبة ‏صفية يف )32( مدرسة ، )16( مدرسة ذكور،‏ و )16( مدرسة اإناث.‏<br />

أدوات البحث:‏<br />

تطلب حتقيق اأهداف البحث واالإجابة عن اأسئلته تطبيق االأدوات االآتية:‏<br />

♦ ‏♦اختبار مستوى املعرفة القبلية:‏<br />

اأعد االختبار لتصنيف طلبة العينة يف املوضوعات التي تعد معرفة قبلية ذات ‏صلة<br />

وثيقة مبوضوع الكهرباء الساكنة واأثار التيار الكهربائي احلراري واملغناطيسي والكيميائي<br />

يف كتب العلوم املقررة للصفوف السابقة للصف التاسع االأساسي،‏ اإىل فئة من مستوى معرفة<br />

قبلية مرتفع وهم الطلبة الذين حصلوا على عالمة )%70( فأكرث على هذا االختبار،‏ وهم<br />

ميثلون عالمات اأعلى )%27( من الطلبة،‏ وفئة ذات مستوى منخفض من الذين حصلوا على<br />

عالمة دون )%50( عليه،‏ وهم ميثلون عالمات اأدنى )%27( من الطلبة ، وفئة ذات مستوى<br />

متوسط من الذين حصلوا على عالمة بني )50- 70( ، وهم ميثلون عالمات الفئة الوسطى<br />

)%46( من الطلبة.‏ ومت التحقق من ‏صدق حمتوى االختبار من قبل جلنة من املحكمني<br />

املتخصصني يف الفيزياء واأساليب العلوم،‏ وحُ‏ ‏سب معامل ثبات االتساق الداخلي لالختبار<br />

باستخدام معادلة كودر-‏ رتشتاردسون )20( ، اإذ بلغت قيمته )0.85( .<br />

♦ ‏♦اختبار الكشف عن اسرتاتيجيات حل املساألة الفيزيائية اللفظية:‏<br />

وهو االختبار املعد للكشف عن اسرتاتيجيات الطلبة حلل املسألة الفيزيائية يف<br />

موضوعي الكهرباء الساكنة،‏ واأثار التيار الكهربائي من كتاب العلوم املقرر للصف التاسع<br />

االأساسي،‏ وتكون االختبار من ثالثة مناذج من املسائل املتعلقة بهذين املوضوعني،‏ يتكون<br />

كل منوذج من )10( مسائل.‏ وقد مر اإعداد االختبار باخلطوات االآتية:‏<br />

‏وضع الباحث جمموعة من املسائل الفيزيائية وعددها )30 ) مسألة يف الوحدتني<br />

املختارتني.‏ وزعت املسائل الثالثون على ثالثة مناذج حسب ‏صياغتها،‏ كما هو مبنيَّ‏ يف<br />

اجلدول )1( .<br />

23


عالقة العوامل الفردية للطالب وطبيعة املسألة باستراتيجيات طلبة<br />

الصف التاسع مبحافظات شمال فلسطني حلل املسألة الفيزيائية<br />

د.‏ شحادة عبده<br />

النموذج<br />

رقم املساألة<br />

النموذج ‏)اأ(‏<br />

لفظية مطولة<br />

الجدول )1(<br />

بنية مسائل االختبار حسب صياغتها.‏<br />

املواصفات<br />

النموذج ‏)ب(‏<br />

لفظية خمترصة<br />

24<br />

1<br />

2<br />

3<br />

4<br />

5<br />

6<br />

7<br />

8<br />

9<br />

10<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

القوة الكهربائية<br />

القوة الكهربائية<br />

املجال الكهربائي<br />

املجال الكهربائي<br />

االأثر احلراري<br />

االأثر احلراري<br />

االأثر الكيميائي<br />

االأثر الكيميائي<br />

االأثر املغناطيسي<br />

االأثر املغناطيسي<br />

القوة الكهربائية<br />

القوة الكهربائية<br />

املجال الكهربائي<br />

املجال الكهربائي<br />

االأثر احلراري<br />

االأثر احلراري<br />

االأثر الكيميائي<br />

االأثر الكيميائي<br />

االأثر املغناطيسي<br />

االأثر املغناطيسي<br />

النموذج ‏)ج(‏<br />

لفظية خمترصة معززة بالرسم<br />

القوة الكهربائية<br />

القوة الكهربائية<br />

املجال الكهربائي<br />

املجال الكهربائي<br />

االأثر احلراري<br />

االأثر احلراري<br />

االأثر الكيميائي<br />

االأثر الكيميائي<br />

االأثر املغناطيسي<br />

االأثر املغناطيسي<br />

عرض االختبار على جلنة من تسعة حمكمني،‏ ثالثة منهم اأساتذة جامعيون يف<br />

اأساليب تدريس العلوم،‏ وثالثة اأساتذة يف الفيزياء،‏ ومرشف فيزياء،‏ ومعلم ومعلمة فيزياء<br />

علَّما املنهاج.‏<br />

طلب الباحث من كل حمكم من املحكمني اإبداء الراأي يف كل ‏سوؤال مع اإعطاء<br />

اقرتاحات وتوصيات حول تطوير مسائل االختبار،‏ وقد اأعطوا الوقت الكايف لذلك.‏ واأجريت<br />

التعديالت الالزمة بناء على اأراء املحكمني،‏ اإذ عدلت ‏صياغة مسألتني من كل منوذج من<br />

مناذج االختبار.‏ وتأكد الباحث من ثبات االختبار باستخدام معادلة كرونباخ األفا بعد<br />

تطبيقه على طلبة عينة البحث،‏ وبلغ معامل ثبات النموذج ‏)ا(‏ )0.89( ، والنموذج ‏)ب(‏<br />

)0.93( ، والنموذج ‏)ج(‏ )0.90( .<br />

♦ ‏♦منوذج حتليل اسرتاتيجيات حل املساألة الفيزيائية:‏<br />

اأعد النموذج بحيث اعتربت كل اسرتاتيجية عند اأي من اأفراد عينة البحث اإذا حصلت<br />

على تكرار نسبي ال يقل عن )%50( من املسائل املقدمة له.‏ ويعود االأخذ بهذا املعيار )%50(<br />

الأسباب عدة،‏ منها:‏ اأن التكرار النسبي )%50( ميثل وسيط كل اسرتاتيجية لكل فرد من اأفراد<br />

عينة البحث.‏ واأُخذ يف البداية مبعايري عدة كانت تكراراتها النسبية اأعلى من )%50( ، ويف<br />

كل حالة وجد اأن اأعداد الطلبة من متغريات البحث املختلفة الذين انطبق عليهم هذا املعيار<br />

كانت قليلة جدا،ً‏ اأو معدومة لبعض املتغريات؛ ومن املعايري التي اأخذ بها يف املراحل


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

االأولية من معاجلة بيانات البحث،‏ التكرار النسبي )%80( ، ثم اأنزل اإىل )%70( ، ومن ثم<br />

اإىل )%60( ، واأخرياً‏ استقر راأي جلنة املحكمني والباحث على )%50( ، اإذ وجد اأعداداً‏ ال بأس<br />

بها من اأفراد العينة على كل اسرتاتيجية من اسرتاتيجيات حل املسألة ميكن اأن تفي بهذا<br />

املعيار،‏ واأن االأخذ بتكرار نسبي اأقل من )%50( كمعيار هو اأمر غري وارد،‏ اإذ اإنه يصعب<br />

اعتبار اأية اسرتاتيجية حتصل على تكرار نسبي اأقل من نصف عدد املسائل اأنها اسرتاتيجية<br />

‏شائعة عند الفرد.‏<br />

ومت التأكد من ‏صدق االختبار من طرف جلنة من املحكمني من خالل تزويدهم<br />

باسرتاتيجيات حل مسائل االختبار من قبل الباحث والتعريف االإجرائي لكل نوع من<br />

االسرتاتيجيات الست،‏ الإبداء الراأي يف تصنيف اسرتاتيجيات احلل املقرتحة من قبل<br />

الباحث.‏<br />

وحتقق الباحث من ثبات منوذج التحليل بطريقتني:‏ الثبات عرب االأشخاص من خالل<br />

عرضه على جلنة املحكمني،‏ الذين زودوا التعريفات االإجرائية السرتاتيجيات حل املسألة،‏<br />

وطلب منهم اإبداء مالحظاتهم حول منوذج التحليل،‏ واأخذت مالحظاتهم حولها،‏ فتبني االتفاق<br />

بنسبة )0.85( بينهم حول حمتوى منوذج حتليل اسرتاتيجيات حل املسألة.‏ والثبات عرب<br />

الزمن:‏ من خالل مقارنة مالحظات اأحد املحكمني املوضوعة حول تطابق اسرتاتيجيات حل<br />

مسائل االختبار املقرتحة من الباحث والتعريفات االإجرائية السرتاتيجيات حل املسألة بعد<br />

اإعدادها مبارشة،‏ وبعد انقضاء ‏شهرين عرضت عليه مرة اأخرى،‏ وطلب منه وضع مالحظاته<br />

حولها،‏ فُ‏ وجد معامل تطابق نسبته )0.90( بني قائمتي مالحظاته حول منوذج التحليل،‏<br />

وهذه نسبة متثل معامل ثبات مقبول الأغراض هذا البحث.‏<br />

إجراءات البحث:‏<br />

هدف هذا البحث اإىل الكشف عن اسرتاتيجيات طلبة الصف التاسع يف حل املسائل<br />

الفيزيائية،‏ وتقصّ‏ ي العالقة بينها وبني كل من:‏ جنس الطالب،‏ ومستوى معرفته القبلية،‏<br />

ومستوى حتصيله يف الفيزياء،‏ وطبيعة املسألة.‏ ولتحقيق ذلك متت االإجراءات االآتية:‏<br />

‏♦اأجري البحث يف الفصل الثاين للعام )2009/ ) 2010 ، يف الفرتة الواقعة بني<br />

مطلع ‏شهر ‏شباط وحتى منتصف نيسان )2010( ، باستثناء فرتة امتحان نصف الفصل<br />

الثاين،‏ وتأتي هذه الفرتة بعد الوقت املحدد يف اخلطط املدرسية لتدريس موضوعات البحث.‏<br />

ولذا،‏ اتفق مع معلمي ومعلمات العلوم يف املدارس املتعاونة على هذا املوعد،‏ على اأن يطبق<br />

اختبار املعرفة القبلية قبل بدء تدريس املوضوعات املختارة،‏ وترتيب الالزم بعد انتهاء<br />

تدريسها لتطبيق اختبار الكشف عن اسرتاتيجيات حل املسألة الفيزيائية اللفظية.‏<br />

25<br />


عالقة العوامل الفردية للطالب وطبيعة املسألة باستراتيجيات طلبة<br />

الصف التاسع مبحافظات شمال فلسطني حلل املسألة الفيزيائية<br />

د.‏ شحادة عبده<br />

حددت املبادئ واملفاهيم الفيزيائية من خالل اإجراء مراجعة ‏شاملة للكتب املدرسية<br />

املقررة يف العلوم واأدلة املعلمني،‏ وعقدت لقاءات ومناقشات مع معلمي العلوم ومعلماتها<br />

الذين درّسوا هذه املناهج،‏ لتحديد اخلربات التعليمية واملتطلبات السابقة للموضوعات<br />

املختارة،‏ التي يفرتض اأن يكون الطالب قد تعلمها قبل دراسة هذه املوضوعات.‏ واأعد<br />

اختبار املعرفة القبلية يف ‏ضوء هذه املناقشات،‏ وتكون من )22( ‏سوؤاال،‏ اختزلت اإىل )14(<br />

‏سوؤاال بناء على مالحظات املحكمني حول تكرار بعض االأسئلة من حيث الفكرة واإن اختلف<br />

املحتوى،‏ وعدم تناسب بعض االأسئلة مع املرحلة العمرية لطلبة الصف التاسع اإذ تتطلب<br />

طلبة من ‏صفوف اأعلى من الصف التاسع،‏ والتغذية الراجعة من طلبة العينة االستطالعية اإذ<br />

تساءل عدد غري قليل عن بعض االأسئلة من كشف عن غموض يف حمتواها.‏ وصنف الطلبة<br />

اإىل ثالثة مستويات:‏ مرتفع،‏ ومتوسط،‏ ومنخفض.‏<br />

حُ‏ لِّل حمتوى املادة املختارة من خالل اإجراء مراجعة ‏شاملة لها يف كتاب<br />

العلوم املقرر للصف التاسع االأساسي،‏ ووضع جدول مواصفات،‏ واأعد-‏ استنادا اإىل جدول<br />

املوصفات-‏ اختبار الكشف عن اسرتاتيجيات حل املسألة الفيزيائية اللفظية.‏<br />

‏صنف الطلبة تبعاً‏ ملستوى قدرتهم الفيزيائية العامة،‏ واستنادا لعالماتهم<br />

املدرسية يف الفيزياء يف الفصل االأول للعام )2009/ 2010( . وطبقت اأدوات البحث على<br />

عينة البحث النهائية يف الفرتة بني )1/ 2010- 4/ 30/ 2010( 4/ ، بعد تطبيقها على<br />

عينة استطالعية مماثلة للعينة النهائية،‏ ومن خارجها يف الفرتة )15/ 2010- 3/ 20/<br />

2010( 3/ حلساب معامل ثبات االختبار.‏<br />

26<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

تعريف مصطلحات البحث:‏<br />

اشتمل هذا البحث على املصطلحات االآتية:‏<br />

‏◄◄االسرتاتيجية التحليلية التقدمية ‏)االأمامية(:‏ يحل الطالب املسألة بدءاً‏ من<br />

املعطيات عرب جملة من العمليات واالإجراءات وصوالً‏ اإىل النتائج.‏<br />

‏◄◄االسرتاتيجية التحليلية اخللفية ‏)العكسية(:‏ يحل الطالب املسألة بدءاً‏ من<br />

النتائج عرب جمموعة من العمليات واالإجراءات وصوالً‏ اإىل املعطيات.‏<br />

‏◄◄االسرتاتيجية احلدسية:‏ يحل الطالب املسألة بعد عدم قدرته على حلها ويأسه<br />

منها،‏ وانرصافه اإىل مسائل اأخرى،‏ ومن ثم تقدح يف ذهنه طريقة احلل كوميض الربق<br />

وضوحاً‏ ورسعة،‏ فيسارع اإىل حلها،‏ وقد طُ‏ لب من الطلبة االإشارة اإىل املسائل التي مرَّوا يف<br />

اأثناء حلها مبثل هذه الظروف بجانب كل مسألة حلت بهذه االسرتاتيجية.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

‏◄◄اسرتاتيجية املحاولة واخلطاأ املنظمة:‏ يحل الطالب املسألة استناداً‏ الأسس<br />

علمية ‏صحيحة متبعاً‏ اإجراءات توصله اإىل اخلطأ،‏ يبداأ بعدها بإجراءات جديدة يتجنب فيها<br />

اأخطاء املحاولة االأوىل،‏ وهكذا حتى يصل للحل الصحيح.‏<br />

‏◄◄اسرتاتيجية املحاولة واخلطاأ العشوائية:‏ يحل الطالب مسألة باتباع اإجراءات<br />

معينة توصله اإىل خطأ،‏ يبداأ بعدها بإجراءات جديدة دون جتنب اأخطاء املحاولة االأوىل،‏<br />

وقد يصل اأو ال يصل بعد حماوالت عدة اإىل احلل الصحيح.‏<br />

‏◄◄الالاسرتاتيجية:‏<br />

االسرتاتيجيات السابقة.‏<br />

يحل الطالب املسألة بإجراءات ال تخضع الأي اسرتاتيجية من<br />

‏◄◄درجة ‏شيوع اسرتاتيجية ما:‏ تقاس درجة ‏شيوع اسرتاتيجية ما حلل املسالة<br />

بالنسبة املئوية لالأفراد الذين استخدموا هذه االسرتاتيجية يف حل املسالة.‏<br />

نتائج البحث:‏<br />

● ‏●اأوال-‏ النتائج املتعلقة باسرتاتيجيات حل املساألة الفيزيائية:‏<br />

حُ‏ لِّلت استجابات الطلبة،‏ باستخدام منوذج حتليل اسرتاتيجيات حل املسألة الفيزيائية.‏<br />

ويبني اجلدول )2( عدد اأفراد العينة الذين استخدموا كل اسرتاتيجية من االسرتاتيجيات<br />

الست،‏ ودرجة ‏شيوعها.‏<br />

الجدول )2(<br />

عدد أفراد العينة الذين استخدموا كل استراتيجية من االستراتيجيات الست،‏ ودرجة شيوعها.‏<br />

اسرتاتيجية حل املساألة<br />

التحليلية املتقدمة<br />

املحاولة واخلطأ العشوائية<br />

الالاسرتاتيجية<br />

املحاولة واخلطأ املنظمة<br />

التحليلية العكسية<br />

احلدسية<br />

املجموع<br />

عدد الطلبة الذين استخدموا االسرتاتيجية<br />

164<br />

127<br />

103<br />

27<br />

6<br />

5<br />

27<br />

درجة ‏شيوعها )%(<br />

38<br />

29.4<br />

23.9<br />

6.3<br />

1.3<br />

1.1<br />

%100<br />

432<br />

تشري اأرقام اجلدول )2( اإىل اأن تكرار االسرتاتيجية التحليلية املتقدمة اأكرث<br />

االسرتاتيجيات استخداماً‏ من قبل الطلبة يف حل املسائل الفيزيائية اللفظية اإذ بلغت )%38(،<br />

تليها يف االستخدام اسرتاتيجية املحاولة واخلطأ العشوائية بدرجة ‏شيوع )%29.4( ، ثم


عالقة العوامل الفردية للطالب وطبيعة املسألة باستراتيجيات طلبة<br />

الصف التاسع مبحافظات شمال فلسطني حلل املسألة الفيزيائية<br />

د.‏ شحادة عبده<br />

تليها الالاسرتاتيجية اإذ بلغت درجة ‏شيوعها )%23.9( ، ثم تليها اسرتاتيجية املحاولة<br />

واخلطأ املنظمة بدرجة ‏شيوع )%6.3( ، ثم تليها االسرتاتيجية التحليلية العكسية بدرجة<br />

‏شيوع )%1.3( ، واأقلها يف درجة الشيوع االسرتاتيجية احلدسية بنسبة )%1.1( .<br />

● ‏●ثانيا-‏ النتائج املتعلقة باختالف اسرتاتيجيات حل املساألة الفيزيائية لدى<br />

الطلبة باختالف جنسهم:‏<br />

تناول السوؤال الثاين يف البحث اختالف اسرتاتيجيات الطلبة حلل املسألة الفيزيائية<br />

باختالف جنسهم،‏ ووزع الطلبة يف جمموعتني تبعاً‏ للجنس.‏ ويبني اجلدول )3( النسب<br />

املئوية لتوزيع الطلبة على اسرتاتيجيات حل املسألة تبعا جلنسهم.‏<br />

الجدول )3(<br />

النسب المئوية لتوزيع الطلبة على استراتيجيات حل المسألة تبعا لجنسهم.‏<br />

جنس الطالب<br />

اسرتاتيجية احلل<br />

التحليلية املتقدمة<br />

املحاولة واخلطأ العشوائية<br />

الالاسرتاتيجية<br />

املحاولة واخلطأ املنظمة<br />

التحليلية العكسية<br />

احلدسية<br />

ذكر<br />

%48.8<br />

80<br />

%37<br />

%53.5<br />

68<br />

%31.5<br />

%50.5<br />

52<br />

%24.1<br />

%44.4<br />

12<br />

%5.6<br />

%33<br />

2<br />

%0.9<br />

%40<br />

2<br />

%0.9<br />

اأنثى<br />

%51.2<br />

84<br />

%38.9<br />

%46.5<br />

59<br />

%27.3<br />

%49.5<br />

51<br />

%23.6<br />

%55.6<br />

15<br />

%6.9<br />

%67<br />

4<br />

%1.9<br />

%60<br />

3<br />

%1.4<br />

املجموع<br />

%100<br />

164<br />

%100<br />

127<br />

%100<br />

103<br />

%100<br />

27<br />

%100<br />

6<br />

%100<br />

5<br />

432<br />

%100 216<br />

املجموع %100 216<br />

28<br />

النسبة المئوية في الزاوية اليمنى العليا تشير إلى النسبة المئوية للتكرار بالنسبة إلى مجموع الطلبة


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

الذين استخدموا االستراتيجية التي إلى يمين المربع ، وهي مقربة إلى أقرب واحد صحيح.‏ والنسبة المئوية في<br />

الزاوية اليسرى السفلى تشير إلى النسبة المئوية للتكرار بالنسبة إلى مجموع الطلبة الذين حلوا طبيعة المسألة<br />

إلى أعلى المربع،‏ وهي مقربة إلى أقرب واحد صحيح.‏<br />

تشري اأرقام اجلدول )3( اإىل اأن تكرار االسرتاتيجية التحليلية املتقدمة اأقل عند الذكور<br />

)%48.8( منها عند االإناث )%51.2( ‏.وتكرار املحاولة واخلطأ العشوائية اأقل عند االإناث<br />

)%46.5( منها عند الذكور )%53.5( . وتكرار الالاسرتاتيجية اأقل عند االإناث )%49.5( منها<br />

عند الذكور )%50.5( . وتكرار املحاولة واخلطأ املنظمة اأقل عند الذكور )%44.4( منها<br />

عند االإناث )%55.6( . وتكرار التحليلية العكسية اأقل عند الذكور )%33( منها عند االإناث<br />

)%67(. وتكرار االسرتاتيجية احلدسية اأقل عند الذكور )%40( منها عند االإناث )%60( .<br />

الختبار الفرق بني اسرتاتيجيات الذكور واالإناث يف حل املسألة الفيزيائية اللفظية،‏<br />

استخدم اختبار ( 2 χ( ، وقد وجد اأن قيمة ( 2 χ( املحسوبة )1.45( اأصغر من احلرجة<br />

)15.09( عند )5= )df و (0.01=α) ، وعليه،‏ فإن توزيع الطلبة على االسرتاتيجيات ال<br />

يختلف باختالف جنسهم،‏ ويدل ذلك على اأنه ال توجد عالقة اقرتانية بني اسرتاتيجيات حل<br />

املسألة وجنس الطالب.‏<br />

● ‏●ثالثا-‏ النتائج املتعلقة باختالف اسرتاتيجيات حل املساألة لدى الطلبة<br />

باختالف مستوى القدرة الفيزيائية العامة:‏<br />

تناول السوؤال الثالث اختالف اسرتاتيجيات طلبة الصف التاسع حلل املسألة،‏ والذي<br />

يعزى ملستوى قدرتهم الفيزيائية العامة.‏ ويبني اجلدول )4( النسب املئوية لتوزيع الطلبة<br />

على اسرتاتيجيات حل املسألة تبعاً‏ ملستوى القدرة الفيزيائية العامة.‏<br />

الجدول )4(<br />

النسب المئوية لتوزيع الطلبة على استراتيجيات حل المسألة تبعا لمستوى القدرة الفيزيائية العامة.‏<br />

اسرتاتيجية احلل<br />

مستوى القدرة الفيزيائية العامة<br />

مرتفع<br />

متوسط<br />

منخفض<br />

املجموع<br />

%100<br />

69<br />

%20<br />

14<br />

%10<br />

%36<br />

25<br />

%17<br />

%44<br />

30<br />

%21<br />

التحليلية املتقدمة<br />

%100<br />

115<br />

%51<br />

59<br />

%41<br />

%35<br />

39<br />

%27<br />

%15<br />

17<br />

%12<br />

املحاولة واخلطأ العشوائية<br />

29


عالقة العوامل الفردية للطالب وطبيعة املسألة باستراتيجيات طلبة<br />

الصف التاسع مبحافظات شمال فلسطني حلل املسألة الفيزيائية<br />

د.‏ شحادة عبده<br />

اسرتاتيجية احلل<br />

مستوى القدرة الفيزيائية العامة<br />

مرتفع<br />

متوسط<br />

منخفض<br />

املجموع<br />

%100<br />

105<br />

%100<br />

69<br />

%100<br />

57<br />

%100<br />

17<br />

432<br />

%47<br />

49<br />

%34<br />

%19<br />

13<br />

%9<br />

%14<br />

9<br />

%6<br />

%0<br />

0<br />

%0<br />

144<br />

%100<br />

%35<br />

37<br />

%26<br />

%30<br />

21<br />

%15<br />

%30<br />

17<br />

%12<br />

%29<br />

5<br />

%3<br />

144<br />

%100<br />

%18<br />

19<br />

%13<br />

%51<br />

35<br />

%24<br />

%54<br />

31<br />

%22<br />

%71<br />

12<br />

%8<br />

144<br />

%100<br />

الالاسرتاتيجية<br />

املحاولة واخلطأ املنظمة<br />

التحليلية اخللفية<br />

احلدسية<br />

املجموع<br />

وتشري اأرقام اجلدول )4( اإىل اأن تكرار االسرتاتيجية التحليلية املتقدمة اأقل عند طلبة<br />

مستوى القدرة الفيزيائية املنخفض )%20( منه عند طلبة مستوى القدرة املرتفع )%44( .<br />

وتكرار اسرتاتيجية املحاولة واخلطأ العشوائية اأكرب عند طلبة املستوى املنخفض )%51(<br />

منه عند طلبة املستوى املرتفع )%15( . وتكرار االسرتاتيجية اأكرب عند طلبة املستوى<br />

املنخفض )%47( منه عند طلبة املستوى املرتفع )%18( . وتكرار اسرتاتيجية املحاولة<br />

واخلطأ املنظمة اأقل عند طلبة املستوى املنخفض )%19( منه عند طلبة املستوى املرتفع<br />

)%51( . وتكرار االسرتاتيجية التحليلية العكسية اأقل عند طلبة املستوى املنخفض )%14(<br />

منه عند املستوى املرتفع )%54( . وتكرار االسرتاتيجية احلدسية اأقل عند طلبة املستوى<br />

املنخفض )%0( منه عند املرتفع )%71( .<br />

الختبار الفرق بني اسرتاتيجيات الطلبة حلل املسألة ومستوى قدرتهم الفيزيائية<br />

العامة،‏ استخدم اختبار ( 2 χ( ، ومبا اأن قيمة ( 2 χ( املحسوبة )78.54( اأكرب من احلرجة<br />

)22.21( عند )10= )df و (0.01 = α) ، فهذا يدل على اأن توزيع الطلبة على اسرتاتيجيات<br />

حل املسألة اختلف باختالف مستوى قدرتهم الفيزيائية العامة ، ويدل كذلك على اأنه توجد<br />

عالقة اقرتانية بني اسرتاتيجيات حل املسألة وقدرتهم الفيزيائية العامة.‏ ولتحديد طبيعة<br />

العالقة بني نوع االسرتاتيجية املستخدمة من الطالب حلل املسألة وقدرته الفيزيائية<br />

30


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

العامة واجتاهها،‏ حُ‏ ‏سب معامل االقرتان الذي وجدت قيمته )0.392( ، ومعامل االرتباط<br />

بينهما فوُجد اأن قيمته )0.3015( ، وحيث اإن قيمة معامل االرتباط موجبة،‏ والعالقة<br />

بني املتغريين موجبة ‏)طردية(‏ ، واأن قيمته اأقل من )0.5( ، فان العالقة بني املتغريين<br />

‏ضعيفة.‏<br />

ويبني اجلدول )5( النسب املئوية لتوزيع الذكور على اسرتاتيجيات حل املسألة تبعا<br />

للقدرة الفيزيائية العامة.‏<br />

الجدول )5(<br />

النسب المئوية لتوزيع الذكور على استراتيجيات حل المسألة تبعا لمستوى القدرة الفيزيائية العامة.‏<br />

اسرتاتيجية احلل<br />

مستوى القدرة الفيزيائية العامة<br />

مرتفع<br />

متوسط<br />

منخفض<br />

املجموع<br />

%100<br />

31<br />

%100<br />

60<br />

%100<br />

54<br />

%100<br />

36<br />

%100<br />

27<br />

%100<br />

8<br />

%16<br />

5<br />

%7<br />

%52<br />

31<br />

%43<br />

%46<br />

25<br />

%35<br />

%19<br />

7<br />

%10<br />

%15<br />

4<br />

%5<br />

%0<br />

%0<br />

%0<br />

%39<br />

12<br />

%17<br />

%35<br />

21<br />

%29<br />

%35<br />

19<br />

%26<br />

%28<br />

10<br />

%14<br />

%30<br />

8<br />

%11<br />

%24<br />

2<br />

%3<br />

%45<br />

14<br />

%19<br />

%13<br />

8<br />

%11<br />

%19<br />

10<br />

%14<br />

%53<br />

19<br />

%27<br />

%55<br />

15<br />

%21<br />

%76<br />

6<br />

%8<br />

التحليلية املتقدمة<br />

املحاولة واخلطأ العشوائية<br />

الالاسرتاتيجية<br />

املحاولة واخلطأ املنظمة<br />

التحليلية اخللفية<br />

احلدسية<br />

216<br />

%100 72<br />

%100 72<br />

%100 72<br />

املجموع<br />

وتشري اأرقام اجلدول )5( اأن تكرار االسرتاتيجية التحليلية املتقدمة اأقل عند الذكور<br />

من مستوى القدرة املنخفض )%16( منه عند الذكور ذوي املستوى املرتفع )%45( .<br />

وتكرار اسرتاتيجية املحاولة واخلطأ العشوائية اأكرب عند الذكور من املستوى املنخفض<br />

31


عالقة العوامل الفردية للطالب وطبيعة املسألة باستراتيجيات طلبة<br />

الصف التاسع مبحافظات شمال فلسطني حلل املسألة الفيزيائية<br />

د.‏ شحادة عبده<br />

)%52( ، منه عند الذكور ذوي املستوى املرتفع )%13( . وتكرار الالإاسرتاتيجية اأكرب عند<br />

الذكور ذوي املستوى املنخفض )%46( منه عند ذوي املستوى املرتفع )%19( . وتكرار<br />

اسرتاتيجية املحاولة واخلطأ املنظمة اأقل عند الذكور ذوي املستوى املنخفض )%19( منها<br />

عند الذكور ذوي املستوى املرتفع )%53( . وتكرار االسرتاتيجية التحليلية العكسية اأقل عند<br />

الذكور ذوي املستوى املنخفض )%15( منه عند الذكور ذوي املستوى املرتفع )%55( .<br />

وتكرار االسرتاتيجية احلدسية اأقل عند الذكور ذوي املستوى املنخفض )%0( منه عند ذوي<br />

املستوى املرتفع )%76( .<br />

واستخدم اختبار ( 2 χ( الختبار الفرق بني اسرتاتيجيات الذكور حلل املسألة التي<br />

تعزى ملستوى قدرتهم الفيزيائية العامة،‏ ومبا اأن قيمة ( 2 χ( املحسوبة )42.125( اأكرب<br />

من احلرجة )22.21( عند )10= )df و (0.01 = α) ، فإن توزيع الذكور على اسرتاتيجيات<br />

حل املسألة اختلف باختالف مستوى قدرتهم الفيزيائية.‏ وذلك يدل على اأنه توجد عالقة<br />

اقرتانية بني اسرتاتيجيات حل املسألة وقدرتهم الفيزيائية العامة.‏ ولتحديد طبيعة العالقة<br />

بني نوع االسرتاتيجية املستخدمة من الطالب حلل املسألة وقدرته الفيزيائية العامة<br />

واجتاهها،‏ حُ‏ ‏سب معامل االقرتان الذي وجدت قيمته )0.404( ، وحُ‏ ‏سب معامل االرتباط<br />

بينهما فوجد اأن قيمته )0.312( ، وحيث اإن قيمة معامل االرتباط موجبة،‏ والعالقة<br />

بني املتغريين موجبة ‏)طردية(‏ ، واأن قيمته اأقل من )0.5( ، فإن العالقة بني املتغريين<br />

‏ضعيفة.‏<br />

ويبني اجلدول )6( النسب املئوية لتوزيع االإناث على اسرتاتيجيات حل املسألة تبعا<br />

للقدرة الفيزيائية العامة.‏<br />

الجدول )6(<br />

النسب المئوية لتوزيع اإلناث على استراتيجيات حل المسألة تبعا لمستوى القدرة الفيزيائية العامة.‏<br />

اسرتاتيجية احلل<br />

مستوى القدرة الفيزيائية العامة<br />

مرتفع<br />

متوسط<br />

منخفض<br />

املجموع<br />

%100<br />

38<br />

%100<br />

55<br />

%24<br />

9<br />

%13<br />

%51<br />

28<br />

%40<br />

%34<br />

13<br />

%18<br />

%33<br />

18<br />

%25<br />

%42<br />

16<br />

%22<br />

%16<br />

9<br />

%13<br />

التحليلية املتقدمة<br />

املحاولة واخلطأ العشوائية<br />

32


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

اسرتاتيجية احلل<br />

مستوى القدرة الفيزيائية العامة<br />

مرتفع<br />

متوسط<br />

منخفض<br />

املجموع<br />

%100<br />

51<br />

%100<br />

33<br />

%100<br />

31<br />

%100<br />

8<br />

216<br />

%47<br />

24<br />

%33<br />

%18<br />

6<br />

%8<br />

%16<br />

5<br />

%7<br />

%0<br />

%0<br />

%0<br />

%100 72<br />

%35<br />

18<br />

%25<br />

%33<br />

11<br />

%15<br />

%29<br />

9<br />

%12<br />

%43<br />

3<br />

%4<br />

%100 72<br />

%18<br />

9<br />

13<br />

%49<br />

16<br />

%22<br />

%55<br />

17<br />

%24<br />

%57<br />

5<br />

%6<br />

%100 72<br />

الالاسرتاتيجية<br />

املحاولة واخلطأ املنظمة<br />

التحليلية اخللفية<br />

احلدسية<br />

املجموع<br />

وتشري اأرقام اجلدول )6( اأن تكرار االسرتاتيجية التحليلية املتقدمة اأقل عند االإناث<br />

ذوات مستوى القدرة الفيزيائية املنخفض )%24( منه عند اإناث ذوات املستوى املرتفع<br />

)%42( . وتكرار اسرتاتيجية املحاولة واخلطأ العشوائية اأكرب عند االإناث ذوات املستوى<br />

املنخفض )%51( منه عند االإناث ذوات املستوى املرتفع )%16( . وتكرار الالإاسرتاتيجية<br />

اأكرب عند االإناث ذوات املستوى املنخفض )%47( منه عند االإناث ذوات املستوى املرتفع<br />

)%18( . وتكرار اسرتاتيجية املحاولة واخلطأ املنظمة اأقل عند االإناث ذوات املستوى<br />

املنخفض )%18( منه عند االإناث ذوات املستوى املرتفع )%49( . وتكرار االسرتاتيجية<br />

التحليلية العكسية اأقل عند االإناث ذوات املستوى املنخفض )%16( منه عند االإناث ذوات<br />

املستوى املرتفع )%55( . وتكرار االسرتاتيجية احلدسية اأقل عند االإناث ذوات املستوى<br />

املنخفض )%0( منها عند االإناث ذوات املستوى املرتفع )%57( .<br />

الختبار الفرق بني اسرتاتيجيات االإناث حلل املسألة،‏ والذي يعزى ملستوى قدرتهن<br />

الفيزيائية العامة،‏ استخدم اختبار ( 2 χ( ، ومبا اأن قيمة ( 2 χ( املحسوبة )36.63( اأكرب<br />

من احلرجة )22.21( عند )df=10( و (0.01 = α) ، فإن توزيعهن على االسرتاتيجيات<br />

اختلف باختالف مستوى قدرتهن الفيزيائية العامة.‏ ولتحديد طبيعة العالقة بني نوع<br />

االسرتاتيجية املستخدمة من الطالبة حلل املسألة وقدرتها الفيزيائية العامة واجتاهها،‏<br />

حُ‏ ‏سب معامل االقرتان فوُجدت قيمته )0.381( ، ومعامل االرتباط بينهما الذي وجد اأن<br />

33


عالقة العوامل الفردية للطالب وطبيعة املسألة باستراتيجيات طلبة<br />

الصف التاسع مبحافظات شمال فلسطني حلل املسألة الفيزيائية<br />

د.‏ شحادة عبده<br />

قيمته )0.291( ، وحيث اإن قيمة معامل االرتباط موجبة،‏ والعالقة بني املتغريين موجبة<br />

‏)طردية(‏ ، واأن قيمته اأقل من )0.5( ، فان العالقة بني املتغريين ‏ضعيفة.‏<br />

● ‏●رابعا-‏ النتائج املتعلقة باختالف اسرتاتيجيات حل املساألة لدى الطلبة<br />

باختالف مستوى معرفتهم الفيزيائية القبلية:‏<br />

تناول السوؤال الرابع اختالف اسرتاتيجيات الطلبة حلل املسألة الفيزيائية باختالف<br />

مستوى معرفتهم الفيزيائية القبلية.ويبني اجلدول )7( النسب املئوية لتوزيع الطلبة على<br />

اسرتاتيجيات حل املسألة تبعا ملستوى معرفتهم الفيزيائية القبلية<br />

الجدول )7(<br />

النسب المئوية لتوزيع الطلبة على استراتيجيات حل المسألة تبعا لمستوى معرفتهم الفيزيائية القبلية.‏<br />

اسرتاتيجية احلل<br />

مستوى املعرفة الفيزيائية القبلية<br />

مرتفع<br />

متوسط<br />

منخفض<br />

املجموع<br />

%100<br />

64<br />

%100<br />

118<br />

%100<br />

109<br />

%100<br />

71<br />

%100<br />

50<br />

%100<br />

20<br />

432<br />

%17<br />

11<br />

%8<br />

%49<br />

58<br />

%40<br />

%49<br />

53<br />

%37<br />

%14<br />

10<br />

%7<br />

%18<br />

9<br />

%6<br />

%15<br />

3<br />

%2<br />

%100 144<br />

%36<br />

23<br />

%16<br />

%31<br />

36<br />

%25<br />

%31<br />

34<br />

%24<br />

%38<br />

27<br />

%19<br />

%36<br />

18<br />

%12<br />

%30<br />

6<br />

%4<br />

%100 144<br />

%47<br />

30<br />

%21<br />

%20<br />

24<br />

%17<br />

%20<br />

22<br />

%15<br />

%48<br />

34<br />

%23<br />

%46<br />

23<br />

%16<br />

%55<br />

11<br />

%8<br />

%100 144<br />

التحليلية املتقدمة<br />

املحاولة واخلطأ العشوائية<br />

الالاسرتاتيجية<br />

املحاولة واخلطأ املنظمة<br />

التحليلية اخللفية<br />

احلدسية<br />

املجموع<br />

تشري اأرقام اجلدول )7( اإىل اأن تكرار االسرتاتيجية التحليلية املتقدمة اأقل عند الطلبة<br />

ذوي مستوى املعرفة الفيزيائية القبلية املنخفض )%17( منه عند الطلبة ذوي املستوى<br />

34


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

املرتفع )%47(. وتكرار اسرتاتيجية املحاولة واخلطأ العشوائية اأكرب عند الطلبة ذوي مستوى<br />

املعرفة القبلية املنخفض )%49( منه عند الطلبة ذوي املستوى املرتفع )%20( . وتكرار<br />

الال اسرتاتيجية اأكرب عند الطلبة ذوي مستوى املعرفة القبلية املنخفض )%49( منه عند<br />

الطلبة ذوي املستوى املرتفع )%20( . وتكرار اسرتاتيجية املحاولة واخلطأ املنظمة اأقل<br />

عند الطلبة ذوي مستوى املعرفة القبلية املنخفض )%14( منه عند الطلبة ذوي املستوى<br />

املرتفع )%48( . وتكرار االسرتاتيجية التحليلية العكسية اأقل عند الطلبة ذوي مستوى<br />

املعرفة القبلية املنخفض )%18( منه عند الطلبة ذوي املستوى املرتفع )%46( . وتكرار<br />

االسرتاتيجية احلدسية اأقل عند الطلبة ذوي مستوى املعرفة القبلية املنخفض )%15( منه<br />

عند ذوي املستوى املرتفع )%55( .<br />

والختبار الفرق بني اسرتاتيجيات الطلبة حلل املسألة الذي يعزى ملستوى معرفتهم<br />

الفيزيائية القبلية،‏ استخدم اختبار ( 2 χ( ، فوجد اأن قيمة ( 2 χ( املحسوبة )94.04( اأكرب<br />

من قيمتها احلرجة )22.21( عند )df=10( و (0.01 = α) ، مما يدل على اأن توزيع الطلبة<br />

على اسرتاتيجيات حل املسألة يختلف باختالف معرفتهم الفيزيائية القبلية.‏ ولتحديد<br />

طبيعة العالقة بني نوع االسرتاتيجية املستخدمة من الطالب حلل املسألة ومعرفته<br />

الفيزيائية القبلية واجتاهها،‏ حُ‏ ‏سب معامل االقرتان الذي وجد اأن قيمته )0.423( ، وحُ‏ ‏سب<br />

معامل االرتباط بينهما ووجد اأن قيمته )0.3299( ، وحيث اإن قيمة معامل االرتباط<br />

موجبة،‏ والعالقة بني املتغريين موجبة ‏)طردية(‏ ، واأن قيمته اأقل من )0.5( فإن العالقة<br />

بني املتغريين ‏ضعيفة.‏ ويبني اجلدول )8( النسب املئوية<br />

لتوزيع الذكور على اسرتاتيجيات حل املسألة تبعاً‏ ملعرفتهم الفيزيائية القبلية.‏<br />

الجدول )8(<br />

النسب المئوية لتوزيع الذكور على استراتيجيات حل المسألة تبعا لمستوى معرفتهم الفيزيائية القبلية.‏<br />

اسرتاتيجية احلل<br />

مستوى املعرفة الفيزيائية القبلية<br />

مرتفع<br />

متوسط<br />

منخفض<br />

املجموع<br />

%100<br />

30<br />

%100<br />

62<br />

%16.6<br />

5<br />

%7<br />

%48<br />

30<br />

%42<br />

%36.7<br />

11<br />

%15<br />

%31<br />

19<br />

%27<br />

%46.7<br />

14<br />

%19<br />

%21<br />

13<br />

%18<br />

التحليلية املتقدمة<br />

املحاولة واخلطأ العشوائية<br />

35


عالقة العوامل الفردية للطالب وطبيعة املسألة باستراتيجيات طلبة<br />

الصف التاسع مبحافظات شمال فلسطني حلل املسألة الفيزيائية<br />

د.‏ شحادة عبده<br />

اسرتاتيجية احلل<br />

مستوى املعرفة الفيزيائية القبلية<br />

مرتفع<br />

متوسط<br />

منخفض<br />

املجموع<br />

%100<br />

54<br />

%100<br />

35<br />

%100<br />

26<br />

%100<br />

9<br />

216<br />

%48<br />

26<br />

%36<br />

%17<br />

6<br />

%8<br />

%15<br />

4<br />

%6<br />

%11<br />

1<br />

%1<br />

%100 72<br />

%33<br />

18<br />

%25<br />

%37<br />

13<br />

%18<br />

%35<br />

9<br />

%12<br />

%22<br />

2<br />

%3<br />

%100 72<br />

%19<br />

10<br />

%14<br />

%46<br />

16<br />

%22<br />

%50<br />

13<br />

%18<br />

%67<br />

6<br />

%9<br />

%100 72<br />

الالاسرتاتيجية<br />

املحاولة واخلطأ املنظمة<br />

التحليلية اخللفية<br />

احلدسية<br />

املجموع<br />

تشري اأرقام اجلدول )8( اإىل اأن تكرار االسرتاتيجية التحليلية املتقدمة اأقل عند الذكور<br />

ذوي مستوى املعرفة الفيزيائية القبلية املنخفض )%16.6( منه عند الذكور ذوي املستوى<br />

املرتفع )%46.7( . وتكرار اسرتاتيجية املحاولة واخلطأ العشوائية اأكرب عند الذكور<br />

ذوي مستوى املعرفة املنخفض )%48( منه عند الذكور ذوي املرتفع )%21( . وتكرار<br />

الالإاسرتاتيجية اأكرب عند الذكور ذوي مستوى املعرفة املنخفض )%48( منه عند الذكور<br />

ذوي املستوى املرتفع )%19( . وتكرار اسرتاتيجية املحاولة واخلطأ املنظمة اأقل عند ذكور<br />

مستوى املعرفة القبلية املنخفض )%17( منه عند ذكور املستوى املرتفع )%46( . وتكرار<br />

االسرتاتيجية التحليلية العكسية اأقل عند ذكور مستوى املعرفة املنخفض )%15( منه<br />

عند ذكور املرتفع )%50( . وتكرار االسرتاتيجية احلدسية اأقل عند ذكور مستوى املعرفة<br />

املنخفض )%11( منه عند ذكور املرتفع )%67( .<br />

الختبار الفرق بني اسرتاتيجيات الذكور حلل املسألة الذي يعزى ملستوى معرفتهم<br />

الفيزيائية القبلية،‏ استخدم اختبار ( 2 χ( ، فوجد اأن قيمة ( 2 χ( املحسوبة )32.38( ، اأكرب<br />

من احلرجة )22.21( عند )df=10( و (0.01 = α) ، فأن توزيع الذكور على اسرتاتيجيات<br />

حل املسألة يختلف باختالف معرفتهم الفيزيائية القبلية،‏ اأي اأنه توجد عالقة اقرتانية بني<br />

اسرتاتيجيات حل املسألة ومستوى معرفتهم الفيزيائية القبلية.‏ ولتحديد طبيعة العالقة<br />

بني نوع االسرتاتيجية املستخدمة من الطالب حلل املسألة ومعرفته الفيزيائية القبلية<br />

36


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

واجتاهها،‏ حُ‏ ‏سب معامل االقرتان الذي وجد اأن قيمته )0.361( ، وحسب معامل االرتباط<br />

بينهما فوجد اأن قيمته )0.274( ، وحيث اإن قيمة معامل االرتباط موجبة،‏ فالعالقة بني<br />

املتغريين موجبة ‏)طردية(‏ ، ومبا اأن قيمته اأقل من )0.5( ، فإن العالقة بني املتغريين<br />

‏ضعيفة.‏<br />

يبني اجلدول )9( النسب املئوية لتوزيع االإناث على اسرتاتيجيات احلل تبعا ملستوى<br />

معرفتهم الفيزيائية القبلية.‏<br />

الجدول )9(<br />

النسب المئوية لتوزيع اإلناث على استراتيجيات حل المسألة تبعا لمستوى معرفتهم الفيزيائية القبلية.‏<br />

اسرتاتيجية احلل<br />

مستوى املعرفة الفيزيائية القبلية<br />

مرتفع<br />

متوسط<br />

منخفض<br />

املجموع<br />

%100<br />

34<br />

%100<br />

66<br />

%100<br />

55<br />

%100<br />

36<br />

%100<br />

24<br />

%100<br />

11<br />

216<br />

%18<br />

6<br />

%8<br />

%42<br />

28<br />

%39<br />

%49<br />

27<br />

%38<br />

%11<br />

4<br />

%5<br />

%21<br />

5<br />

%7<br />

%18<br />

2<br />

%3<br />

%100 72<br />

%35<br />

12<br />

%17<br />

%26<br />

17<br />

%24<br />

%29<br />

16<br />

%22<br />

%39<br />

14<br />

%19<br />

%38<br />

9<br />

%12<br />

%36<br />

4<br />

%6<br />

%100 72<br />

%47<br />

16<br />

%22<br />

%17<br />

11<br />

%15<br />

%22<br />

12<br />

%17<br />

%50<br />

18<br />

%25<br />

%41<br />

10<br />

%14<br />

%46<br />

5<br />

%7<br />

%100 72<br />

التحليلية املتقدمة<br />

املحاولة واخلطأ العشوائية<br />

الالاسرتاتيجية<br />

املحاولة واخلطأ املنظمة<br />

التحليلية اخللفية<br />

احلدسية<br />

املجموع<br />

تشري اأرقام اجلدول )9( اإىل اأن تكرار االسرتاتيجية التحليلية املتقدمة اأقل عند االإناث<br />

ذوات مستوى املعرفة الفيزيائية القبلية املنخفض )%18( منه عند ذوات املستوى املرتفع<br />

)%47( . وتكرار اسرتاتيجية املحاولة واخلطأ العشوائية اأكرب عند االإناث ذوات مستوى<br />

37


عالقة العوامل الفردية للطالب وطبيعة املسألة باستراتيجيات طلبة<br />

الصف التاسع مبحافظات شمال فلسطني حلل املسألة الفيزيائية<br />

د.‏ شحادة عبده<br />

املعرفة املنخفض )%42( منه عند ذوات املستوى املرتفع )%17( . وتكرار االإسرتاتيجية<br />

اأكرب عند اإناث مستوى املعرفة القبلية املنخفض )%49( منه عند ذوات املستوى املرتفع<br />

)%22( . وتكرار اسرتاتيجية املحاولة واخلطأ املنظمة اأقل عند االإناث ذوات مستوى املعرفة<br />

القبلية املنخفض )%11( منه عند ذوات املستوى املرتفع )%50( . وتكرار االسرتاتيجية<br />

التحليلية العكسية اأقل عند اإناث مستوى املعرفة القبلية املنخفض )%21( منه عند ذوات<br />

املستوى املرتفع )%41( . وتكرار االسرتاتيجية احلدسية اأقل عند االإناث ذوات مستوى<br />

املعرفة القبلية املنخفض )%18( منه عند ذوات املستوى املرتفع )%46( .<br />

الختبار الفرق بني اسرتاتيجيات االإناث حلل املسألة الذي يعزى ملستوى معرفتهن<br />

الفيزيائية القبلية،‏ استخدم اختبار ( 2 χ( ، فوجد قيمة ( 2 χ( املحسوبة )21.01( ، اأما القيمة<br />

احلرجة )22.21( عند عرشة درجات حرية و (0.01 = α) . ومبا اأن القيمة املحسوبة اأصغر<br />

من القيمة احلرجة،‏ فإن توزيع االإناث على اسرتاتيجيات حل املسألة ال يختلف باختالف<br />

معرفتهن الفيزيائية القبلية،‏ اأي اأنه توجد عالقة اقرتانية بني اسرتاتيجيات حل املسألة<br />

ومعرفتهن الفيزيائية القبلية.‏ ولتحديد طبيعة العالقة بني نوع االسرتاتيجية املستخدمة<br />

من الطالبة حلل املسألة ومعرفته الفيزيائية القبلية واجتاهها،‏ حُ‏ ‏سب معامل االقرتان الذي<br />

وجد اأن قيمته )0.298( ، وحُ‏ ‏سب معامل االرتباط بينهما فوُجد اأن قيمته )0.221( ، وحيث<br />

اإن قيمة معامل االرتباط موجبة،‏ فالعالقة بني املتغريين موجبة ‏)طردية(‏ ، ومبا قيمته اأقل<br />

من )0.5( فان العالقة بني املتغريين ‏ضعيفة.‏<br />

● ‏●خامسا-‏ النتائج املتعلقة باختالف اسرتاتيجيات حل املساألة الفيزيائية<br />

لدى الطلبة باختالف طبيعة املساألة:‏<br />

تناول السوؤال اخلامس يف البحث اختالف اسرتاتيجيات حل املسألة الفيزيائية عند<br />

طلبة الصف التاسع باختالف طبيعتها،‏ ووزع الطلبة اإىل ثالث جمموعات متكافئة من<br />

حيث:‏ اجلنس ومستويات القدرة الفيزيائية العامة ومستويات املعرفة الفيزيائية القبلية،‏<br />

وخصص لكل جمموعة اأحد اأنواع املسألة الفيزيائية الثالثة:‏ لفظية مطولة،‏ ولفظية<br />

خمترصة،‏ وخمترصة املعززة بالرسم.‏ وباستخدام منوذج حتليل اسرتاتيجيات حل املسألة،‏<br />

حُ‏ دِّدت اسرتاتيجية حل املسألة لكل فرد يف العينة.‏ ويبني اجلدول )10( النسب املئوية<br />

لتوزيع الطلبة على اسرتاتيجيات حل املسألة الفيزيائية تبعا لطبيعتها.‏<br />

38


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

الجدول )10(<br />

النسب المئوية لتوزيع الطلبة على استراتيجيات حل المسألة تبعا لطبيعتها.‏<br />

طبيعة املساألة<br />

اسرتاتيجية احلل<br />

اللفظية املطولة<br />

املخترصة<br />

املخترصة املعززة بالرسم<br />

املجموع<br />

%100<br />

78<br />

%100<br />

105<br />

%100<br />

124<br />

%100<br />

62<br />

%100<br />

48<br />

%100<br />

15<br />

432<br />

%36<br />

28<br />

%19<br />

%22<br />

23<br />

%16<br />

%33<br />

41<br />

%29<br />

%44<br />

27<br />

%19<br />

%46<br />

22<br />

%15<br />

%20<br />

3<br />

%2<br />

%100 144<br />

%38<br />

30<br />

%21<br />

%36<br />

38<br />

%26<br />

%34<br />

42<br />

%29<br />

%22<br />

14<br />

%10<br />

%33<br />

16<br />

%11<br />

%27<br />

4<br />

%3<br />

%100 144<br />

%26<br />

20<br />

%14<br />

%42<br />

44<br />

%31<br />

%33<br />

41<br />

%28<br />

%34<br />

21<br />

%15<br />

%21<br />

10<br />

%7<br />

%53<br />

8<br />

%5<br />

%100 144<br />

التحليلية املتقدمة<br />

املحاولة واخلطأ العشوائية<br />

الالاسرتاتيجية<br />

املحاولة واخلطأ املنظمة<br />

التحليلية اخللفية<br />

احلدسية<br />

املجموع<br />

تشري اأرقام اجلدول )10( اأن تكرار االسرتاتيجية التحليلية املتقدمة اأقل عند الطلبة<br />

الذين حلوا املسائل اللفظية املطولة )%26( منه عند من حلوا مسائل خمترصة معززة<br />

بالرسم )%36( ولفظية خمترصة )%38( . وتكرار اسرتاتيجية املحاولة واخلطأ العشوائية<br />

اأقل عند الطلبة الذين حلوا مسائل خمترصة معززة بالرسم )%22( منه عند من حلوا مسائل<br />

لفظية مطولة )%42( ومسائل خمترصة )%36( . وتكرار االإسرتاتيجية اأكرث عند الطلبة الذين<br />

حلوا مسائل خمترصة )%34( منه عند من حلوا مسائل لفظية مطولة )%33( ومسائل لفظية<br />

خمترصة معززة بالرسم )%31( . و تكرار اسرتاتيجية املحاولة واخلطأ املنظمة اأكرث عند<br />

الطلبة الذين حلوا مسائل خمترصة معززة بالرسم )%44( منه عند من حلوا مسائل لفظية<br />

مطولة )%34( و مسائل خمترصة )%22( . وتكرار االسرتاتيجية التحليلية العكسية اأكرث عند<br />

الطلبة الذين حلوا مسائل خمترصة معززة بالرسم )%46( منه عند من حلوا مسائل لفظية<br />

39


عالقة العوامل الفردية للطالب وطبيعة املسألة باستراتيجيات طلبة<br />

الصف التاسع مبحافظات شمال فلسطني حلل املسألة الفيزيائية<br />

د.‏ شحادة عبده<br />

مطولة )%21( ومسائل لفظية خمترصة )%33( . وتكرار االسرتاتيجية احلدسية اأقل عند من<br />

حلوا مسائل خمترصة معززة بالرسم )%20( منه عند من حلوا مسائل لفظية مطولة )%53(<br />

ومسائل لفظية خمترصة )%27( .<br />

والختبار الداللة االإحصائية لتوزيع الطلبة على اسرتاتيجيات حل املسألة تبعاً‏<br />

لطبيعتها،‏ اأُستخدم اختبار ( 2 χ( . ويبني اجلدول )11( قيم ( 2 χ( املحسوبة واحلرجة<br />

لتوزيع الطلبة على اسرتاتيجيات حل املسألة تبعا لطبيعتها.‏<br />

الجدول )11(<br />

قيم ( 2 χ( المحسوبة والحرجة لتوزيع الطلبة على استراتيجيات حل المسألة تبعا لطبيعتها.‏<br />

قيمة ( 2 )χ املحسوبة قيمة ( 2 )χ احلرجة<br />

وجه املقارنة لطبيعة املساألة<br />

عدد درجات احلرية<br />

18.21<br />

26.93<br />

مطول/‏ خمترص/‏ خمترص معزز بالرسم 10<br />

10.7<br />

13.90<br />

5<br />

مطول وخمترص/‏ خمترص معزز بالرسم<br />

10.7<br />

6.57<br />

5<br />

مطول/‏ خمترص<br />

10.7<br />

13.89<br />

5<br />

مطول/‏ خمترص معزز بالرسم<br />

10.7<br />

15.44<br />

5<br />

خمترص/‏ خمترص معزز بالرسم<br />

دال إحصائيا عند مستوى الداللة اإلحصائية (0.05 = α).<br />

يبني اجلدول )11( قيم ( 2 χ( املحسوبة من اجلدول )10( . وتبني من هذه القيم اأن<br />

توزيع الطلبة على اسرتاتيجيات حل املسألة يختلف باختالف طبيعتها:‏ من لفظية مطولة<br />

اإىل لفظية خمترصة اإىل خمترصة معززة بالرسم،‏ ومن مسائل لفظية مطولة ومسائل<br />

خمترصة معاً،‏ وخمترصة معززة بالرسم معاً،‏ ومن لفظية مطولة اإىل خمترصة معزز<br />

بالرسم،‏ ومن لفظية خمترصة اإىل خمترصة معززة بالرسم،‏ الأن قيم ( 2 χ( املحسوبة اأكرب<br />

من القيم احلرجة املناظرة.‏ بينما ال يختلف توزيع الطلبة على اسرتاتيجيات حل املسألة<br />

باختالف طبيعة املسألة من لفظية مطولة اإىل خمترصة الأن قيمة ( 2 χ( املحسوبة اأصغر<br />

من قيمتها احلرجة.‏ ويبني اجلدول )12( النسب املئوية لتوزيع الذكور على اسرتاتيجيات<br />

حل املسألة تبعا لطبيعتها.‏<br />

40


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

الجدول )12(<br />

النسب المئوية لتوزيع الذكور كل مجموعة على استراتيجيات حل المسألة تبعا لطبيعة المسألة.‏<br />

طبيعة املساألة<br />

اسرتاتيجية احلل<br />

اللفظية املطولة<br />

املخترصة<br />

املخترصة املعززة بالرسم<br />

املجموع<br />

%100<br />

35<br />

%100<br />

55<br />

%100<br />

65<br />

%100<br />

32<br />

%100<br />

22<br />

%100<br />

7<br />

%26<br />

9<br />

%12.5<br />

%24<br />

13<br />

%18<br />

%39<br />

25<br />

%35<br />

%47<br />

15<br />

%21<br />

%41<br />

9<br />

%12.5<br />

%14<br />

1<br />

%1<br />

%43<br />

15<br />

%21<br />

%34<br />

19<br />

%26<br />

%32<br />

21<br />

%29<br />

%22<br />

7<br />

%10<br />

%36<br />

8<br />

%11<br />

%29<br />

2<br />

%3<br />

%31<br />

11<br />

%15<br />

%42<br />

23<br />

%32<br />

%29<br />

19<br />

%26<br />

%31<br />

10<br />

%14<br />

%23<br />

5<br />

%7<br />

%57<br />

4<br />

%6<br />

التحليلية املتقدمة<br />

املحاولة واخلطأ العشوائية<br />

الالاسرتاتيجية<br />

املحاولة واخلطأ املنظمة<br />

التحليلية اخللفية<br />

احلدسية<br />

203<br />

%100 72<br />

%100 72<br />

املجموع %100 72<br />

تشري اأرقام اجلدول )12( اأن تكرار االسرتاتيجية التحليلية املتقدمة اأقل عند الذكور<br />

الذين حلوا املسألة املخترصة املعززة بالرسم )%26( منه عند من حلوا مسائل لفظية مطولة<br />

)%31( ومسائل لفظية خمترصة )%43( . وتكرار اسرتاتيجية املحاولة واخلطأ العشوائية<br />

اأقل عند الذكور الذين حلوا مسائل خمترصة معززة بالرسم )%24( منه عند من حلوا مسائل<br />

لفظية مطولة )%42( ومسائل خمترصة )%34( . وتكرار الالإاسرتاتيجية اأقل عند الذكور<br />

الذين حلوا مسائل مطولة )%29( منه عند من حلوا مسائل لفظية خمترصة )%32( ، ومسائل<br />

لفظية خمترصة معززة بالرسم )%39( . وتكرار اسرتاتيجية املحاولة واخلطأ املنظمة اأقل<br />

عند الذكور الذين حلوا مسائل خمترصة معززة بالرسم )%22( منه عند من حلوا مسائل<br />

41


عالقة العوامل الفردية للطالب وطبيعة املسألة باستراتيجيات طلبة<br />

الصف التاسع مبحافظات شمال فلسطني حلل املسألة الفيزيائية<br />

د.‏ شحادة عبده<br />

لفظية مطولة )%31( ، ومسائل خمترصة )%47( . وتكرار االسرتاتيجية التحليلية العكسية<br />

اأقل عند الذكور الذين حلوا مسائل مطولة )%23( منه عند من حلوا مسائل لفظية خمترصة<br />

)%36( ، ومسائل لفظية خمترصة معززة بالرسم )%41( . وتكرار االسرتاتيجية احلدسية<br />

اأقل عند الذكور الذين حلوا مسائل خمترصة معززة بالرسم )%14( منه عند من حلوا مسائل<br />

لفظية خمترصة )%29( ومسائل لفظية مطولة )%57( .<br />

والختبار الداللة االإحصائية لتوزيع الذكور على اسرتاتيجيات حل املسألة تبعاً‏<br />

لطبيعتها،‏ فقد اأُستخدم اختبار ( 2 χ( . ويبني اجلدول )13( قيم ( 2 χ( املحسوبة واحلرجة<br />

لتوزيع الذكور على اسرتاتيجيات حل املسألة تبعا لطبيعتها.‏<br />

الجدول )13(<br />

قيم ( 2 χ( المحسوبة والحرجة ودرجات الحرية لتوزيع الذكور<br />

على استراتيجيات حل المسألة تبعا لطبيعتها.‏<br />

قيمة ( 2 )χ املحسوبة قيمة ( 2 )χ احلرجة<br />

وجه املقارنة لطبيعة املساألة<br />

عدد درجات احلرية<br />

18.21<br />

11.47<br />

مطول/‏ خمترص/‏ خمترص معزز بالرسم 10<br />

10.7<br />

8.36<br />

5<br />

مطول وخمترص/‏ خمترص معزز بالرسم<br />

10.7<br />

2.98<br />

5<br />

مطول/‏ خمترص<br />

10.7<br />

7.74<br />

5<br />

مطول/‏ خمترص معزز بالرسم<br />

10.7<br />

6.27<br />

5<br />

خمترص/‏ خمترص معزز بالرسم<br />

دال إحصائيا عند مستوى الداللة اإلحصائية (0.05 = α).<br />

ويبني اجلدول )13( قيم ( 2 χ( املحسوبة من اجلدول )12( . وتبني من هذه القيم اأن<br />

توزيع الذكور على اسرتاتيجيات حل املسألة يختلف باختالف طبيعتها:‏ من لفظية مطولة<br />

اإىل لفظية خمترصة اإىل خمترصة معززة بالرسم،‏ ومن لفظية مطولة وخمترصة معاً‏ اإىل<br />

خمترصة معززة بالرسم،‏ ومن لفظية مطولة اإىل خمترصة،‏ ومن لفظية مطولة اإىل خمترصة<br />

معززة بالرسم،‏ ومن لفظية خمترصة اإىل خمترصة معززة بالرسم،‏ الأن قيم ( 2 χ( املحسوبة<br />

اأصغر من القيم احلرجة املناظرة.‏<br />

ويبني اجلدول )14( النسب املئوية لتوزيع االإناث على اسرتاتيجيات حل املسألة<br />

الفيزيائية تبعا لطبيعتها.‏<br />

42


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

طبيعة املساألة<br />

اسرتاتيجية احلل<br />

التحليلية املتقدمة<br />

الجدول )14(<br />

النسب المئوية لتوزيع اإلناث على استراتيجيات حل المسألة تبعا لطبيعتها.‏<br />

اللفظية املطولة<br />

املخترصة<br />

املخترصة املعززة بالرسم<br />

املجموع<br />

%100<br />

43<br />

%100<br />

50<br />

%100<br />

59<br />

%100<br />

30<br />

%100<br />

26<br />

%100<br />

8<br />

216<br />

املحاولة واخلطأ العشوائية<br />

الالاسرتاتيجية<br />

املحاولة واخلطأ املنظمة<br />

التحليلية اخللفية<br />

احلدسية<br />

املجموع<br />

%44<br />

19<br />

%26<br />

%20<br />

10<br />

%14<br />

%27<br />

16<br />

%22<br />

%40<br />

12<br />

%17<br />

%50<br />

13<br />

%18<br />

%25<br />

2<br />

%3<br />

%100 72<br />

%35<br />

15<br />

%21<br />

%38<br />

19<br />

%26<br />

%36<br />

21<br />

%29<br />

%23<br />

7<br />

%10<br />

%31<br />

8<br />

%11<br />

%25<br />

2<br />

%3<br />

%100 72<br />

%21<br />

9<br />

%12<br />

%42<br />

21<br />

%29<br />

%37<br />

22<br />

%31<br />

%37<br />

11<br />

%15<br />

%19<br />

5<br />

%7<br />

%50<br />

4<br />

%6<br />

%100 72<br />

تشري اأرقام اجلدول )14( اأن تكرار االسرتاتيجية التحليلية املتقدمة اأكرب عند االإناث<br />

اللواتي حللن مسائل خمترصة معززة بالرسم )%44( منه عند من حللن مسائل لفظية<br />

مطولة )%21( ومسائل لفظية خمترصة )%35( . وتكرار اسرتاتيجية املحاولة واخلطأ<br />

العشوائية اأقل عند اللواتي حللن مسائل خمترصة معززة بالرسم )%20( منه عند من حللن<br />

مسائل لفظية مطولة )%42( ، ومسائل خمترصة )%38( . وتكرار االإسرتاتيجية اأقل عند<br />

اللواتي حللن مسائل خمترصة معززة بالرسم )%27( منه عند من حللن مسائل لفظية<br />

مطولة )%37( ، ومسائل لفظية خمترصة )%36( . وتكرار اسرتاتيجية املحاولة واخلطأ<br />

املنظمة اأقل عند اللواتي حللن مسائل خمترصة )%23( منه عند من حللن مسائل لفظية<br />

مطولة )%37( ، ومسائل خمترصة معززة بالرسم )%40( . وتكرار االسرتاتيجية التحليلية<br />

العكسية اأقل عند اللواتي حللن مسائل لفظية مطولة )%19( منه عند من حللن مسائل<br />

43


عالقة العوامل الفردية للطالب وطبيعة املسألة باستراتيجيات طلبة<br />

الصف التاسع مبحافظات شمال فلسطني حلل املسألة الفيزيائية<br />

د.‏ شحادة عبده<br />

لفظية خمترصة )%31(، ومسائل خمترصة معززة بالرسم )%50( . وتكرار االسرتاتيجية<br />

احلدسية اأقل عند االإناث اللواتي حللن مسائل خمترصة معززة بالرسم )%25( ومسائل<br />

لفظية خمترصة )%25( منه عند من حللن مسائل لفظية مطولة )%50( .<br />

والختبار الداللة االإحصائية لتوزيع االإناث على اسرتاتيجيات حل املسألة تبعاً‏<br />

لطبيعتها،‏ فقد استخدم اختبار ( 2 χ( . ويبني اجلدول )15( قيم ( 2 χ( املحسوبة واحلرجة<br />

لتوزيع االإناث على اسرتاتيجيات حل املسألة تبعاً‏ لطبيعتها.‏<br />

الجدول )15(<br />

قيم ( 2 ) χ المحسوبة والحرجة لتوزيع اإلناث على استراتيجيات حل المسألة تبعا لطبيعتها.‏<br />

قيمة ( 2 )χ املحسوبة قيمة ( 2 )χ احلرجة<br />

وجه املقارنة لطبيعة املساألة<br />

عدد درجات احلرية<br />

18.21<br />

10.7<br />

10.7<br />

10.7<br />

10.7<br />

19.97<br />

11.40<br />

2.99<br />

12.69<br />

12.69<br />

10<br />

5<br />

5<br />

5<br />

5<br />

مطول/‏ خمترص/‏ خمترص معزز بالرسم<br />

مطول وخمترص/‏ خمترص معزز بالرسم<br />

مطول/‏ خمترص<br />

مطول/‏ خمترص معزز بالرسم<br />

خمترص/‏ خمترص معزز بالرسم<br />

دال إحصائيا عند مستوى الداللة اإلحصائية (0.01 = α)<br />

يبني اجلدول )15( قيم ( 2 χ( املحسوبة من اجلدول )14( . وتبني من هذه القيم<br />

اأن توزيع االإناث على اسرتاتيجيات حل املسألة الفيزيائية يختلف باختالف طبيعتها:‏<br />

من لفظية مطولة اإىل لفظية خمترصة اإىل خمترصة معززة بالرسم،‏ ومن لفظية مطولة<br />

وخمترصة معا اإىل خمترصة معززة بالرسم معا،‏ ومن لفظية مطولة اإىل خمترصة معززة<br />

بالرسم،‏ ومن لفظية خمترصة اإىل خمترصة معزز بالرسم،‏ الأن قيم ( 2 χ( املحسوبة اأكرب<br />

من القيم احلرجة املناظرة لها.‏ بينما توزيع االإناث على اسرتاتيجيات حل املسألة ال يختلف<br />

باختالف طبيعتها من لفظية مطولة اإىل خمترصة،‏ الأن قيمة ( 2 χ( املحسوبة اأصغر من<br />

قيمتها احلرجة.‏<br />

مناقشة النتائج:‏<br />

‏●السوؤال االأول:‏ ما اسرتاتيجيات طلبة الصف التاسع يف حل املساألة<br />

الفيزيائية،‏ وما درجة ‏شيوع كل منها؟<br />

44<br />


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

بينت النتائج اأن )%28.7( من الطلبة استخدموا اسرتاتيجية املحاولة واخلطأ<br />

العشوائية،‏ واستخدم )%38.3( من الطلبة االإسرتاتيجية،‏ وهذا يعني اأن )%67( من الطلبة<br />

استخدموا اسرتاتيجيات ‏سطحية يف حل املسألة.‏ بينما استخدم )%24.1( من الطلبة<br />

االسرتاتيجية التحليلية التقدمية،‏ اأو اسرتاتيجية التفاعل االستداليل.‏ يف حني استخدم<br />

)%6.3( من الطلبة اسرتاتيجية املحاولة واخلطأ املنظمة،‏ و )%1.4( من الطلبة استخدموا<br />

االسرتاتيجية العكسية،‏ واستخدم )%1.2( من الطلبة االسرتاتيجية احلدسية،‏ وهذا يعني اأن<br />

حوايل )%8.9( من الطلبة استخدموا اسرتاتيجيات التفاعل فوق املعريف يف حل املسائل:‏<br />

‏)التحليلية العكسية،‏ واملحاولة واخلطأ املنظمة،‏ و احلدسية(‏ )1957 .)Polya,<br />

وقد يعزى ‏شيوع االسرتاتيجيات السطحية يف حل املسائل:‏ ‏)التحليلية التقدمية،‏<br />

واملحاولة واخلطأ العشوائية،‏ واالإسرتاتيجية(‏ )1957 )Polya, ، و الأسباب عديدة،‏ منها:‏<br />

تدين حتصيلهم للفيزياء.‏<br />

فقد بلغ متوسط عالماتهم يف الفيزياء يف الفصل االأول من العام الدراسي )2009/<br />

2010( )%58.07( ، بينما تراوح متوسط عالمات الطلبة يف مدارسهم بني )%50.2-<br />

%70.7( ، ومبتوسط حسابي عام جلميع مدارس جمتمع البحث )%67.8( . واالأساليب<br />

التعليمية ملعلمي العلوم ومعلماتها على السواء ومهاراتهم التدريسية القائمة على احلفظ<br />

االستظهاري،‏ واأساليبهم التقوميية،‏ ومناهج العلوم املدرسية يف املرحلة االأساسية التي<br />

تركز على املعرفة والتذكر والتطبيق املبارش واملعرفة الرصيحة بنسبة )%77( وال تشجع<br />

على التفكري االإبداعي،‏ مما انعكس اأثره ‏سلبيا على تعلم الطلبة للمادة العلمية،‏ وبالتايل على<br />

اسرتاتيجياتهم يف حل املسألة.‏<br />

وتتفق هذه النتيجة مع الدراسات والبحوث التي اأشارت اإىل اأن الطلبة املوهوبني<br />

وذوي التحصيل العلمي املرتفع قد استوعبوا املسائل بدرجة اأكرب من غريهم.‏ وبنيَّ‏ البحث<br />

اأن معظم من استخدموا االسرتاتيجيات السطحية مل يحددوا االأفكار الرئيسة يف املسائل<br />

التي حلوها،‏ ومل يعطوا اأمثلة على ما حلوا،‏ ومل يربطوا بني االأفكار،‏ الأن انخفاض مستوى<br />

حتصيلهم جعلهم غري قادرين على ممارسة احلل بصورة مناسبة.‏ واأظهر بحثٌ‏ على طلبة<br />

مدارس خمتلفة يف فلسطني اأن طلبة مرحلة التعليم االأساسي عانوا من تدن يف مستوى<br />

التحصيل العلمي،‏ وضعف مستواهم التعليمي بوجه عام،‏ واإحباط يف اأثناء قراءة كتب<br />

العلوم املدرسية،‏ مما جعلهم غري قادرين على استيعاب املسائل التي بني اأيديهم،‏ وقد<br />

انعكس اأثر ذلك ‏سلبياً‏ على اسرتاتيجياتهم يف حل املسألة.‏ وهذا يفرس استخدام هوؤالء الطلبة<br />

اسرتاتيجيات ‏سطحية.‏ وظهرت يف اأوراقهم تسوؤالت تدل على ‏سوء استيعاب املسائل،‏ مثلما<br />

ورد على لسان بعض الطلبة السطحيني ويف اأوراقهم عبارة ‏»شو يعني كذا وكذا«‏ يف معظم<br />

املسائل.‏<br />

45


عالقة العوامل الفردية للطالب وطبيعة املسألة باستراتيجيات طلبة<br />

الصف التاسع مبحافظات شمال فلسطني حلل املسألة الفيزيائية<br />

د.‏ شحادة عبده<br />

وكانت نسبة استخدام اسرتاتيجيات التفاعل فوق املعريف ‏ضئيلة جدا )%8.9( من<br />

الطلبة،‏ وقد حصل معظم هوؤالء على عالمات كاملة اأو ‏شبه كاملة يف اختبار املعرفة القبلية،‏<br />

وكانوا ممن يقراأون الكتب واملجالت العلمية.‏ وتعكس هذه النسبة مستوى تعليم العلوم يف<br />

مدارس عينة البحث،‏ والتي هي عينة عشوائية من جمتمعه،‏ مما يدل على اأن الطلبة االأقوياء<br />

يحلون املسائل اأفضل من الطلبة ‏ضعاف التعلم.‏<br />

‏●السوؤال الثاين:‏ هل تختلف اسرتاتيجيات طلبة الصف التاسع يف حل<br />

املساألة الفيزيائية باختالف جنسهم؟<br />

46<br />

●<br />

●<br />

اأظهرت النتائج اأن نسب اأعداد الذكور واالإناث متفاوتة يف كل اسرتاتيجية من<br />

اسرتاتيجيات حل املسألة،‏ مما يشري اإىل اأن االسرتاتيجيات الست ذوات درجات ‏شيوع<br />

خمتلفة بني اجلنسني.‏ بينما ظهر اأن )%38.3( من الطلبة ذوي مستوى القدرة الفيزيائية<br />

العامة املرتفع استخدموا االسرتاتيجيات السطحية،‏ وقد يعزى ذلك اإىل تركيز املناهج<br />

والكتب املدرسية،‏ واأساليب تدريس العلوم يف املدارس،‏ واالختبارات،‏ على حفظ املعلومات<br />

واستظهارها.‏ واأن نسبة من استخدموا االسرتاتيجية التحليلية التقدمية )%24.1( من ذوي<br />

مستوى القدرة الفيزيائية العامة املرتفع،‏ وكادت تساوي تقريباً‏ نسبة من استخدموا هذه<br />

االسرتاتيجية من ذوي مستوى القدرة العامة املنخفض )%23.3( .<br />

وباستخدام حتليل كاي تربيع وجد اأن قيمة االإحصائي ( 2 χ( اأصغر من قيمتها<br />

احلرجة،‏ وهذا يعني رفض الفرضية الصفرية،‏ مبعنى اأنه ال يوجد فرق دال اإحصائياً‏ بني<br />

اسرتاتيجيات الطلبة حلل املسألة وجنسهم.‏ وميكن القول اإن متغري اجلنس ليس له اأثر يف<br />

اسرتاتيجيات حل املسألة لدى الطلبة الأن:‏ الطلبة جميعهم تعلموا من مناهج وكتب علوم<br />

مدرسية واحدة،‏ وتلقوا خربات تعليمية متقاربة يف مدارسهم،واأن الرتبية يف املجتمعات<br />

احلديثة ال متيّز بني الذكور واالإناث،‏ واأن الفرص املتاحة لكال اجلنسني متساوية خاصة يف<br />

املرحلة التي تناولها هذا البحث.‏<br />

واتفقت نتائج هذا البحث مع دراسة ماكري )2001 )Maker, التي اأظهرت عدم وجود<br />

فروق بني اجلنسني يف استخدام اسرتاتيجيات حل مسائل العلوم،‏ بينما مل يجد الباحث<br />

بحوثاً‏ تختلف مع هذه النتيجة.‏<br />

‏●السوؤال الثالث:‏ هل تختلف اسرتاتيجيات الطلبة يف حل املساألة<br />

باختالف مستوى قدرتهم الفيزيائية العامة؟<br />

وبينت نتائج اختبار كاي تربيع اأن توزيع الطلبة على اسرتاتيجيات حل املسألة


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

اختلف باختالف مستوى قدرتهم الفيزيائية العامة.‏ وتعزى هذه النتيجة اإىل اأن ذوي القدرة<br />

الفيزيائية العامة املنخفض قد استخدموا اسرتاتيجيات حلل املسألة بشكل يختلف عن<br />

االسرتاتيجيات التي يستخدمونها فعال يف دراستهم العادية،‏ اإذ تبني من النتائج اأن ما نسبته<br />

)%33( من ذوي مستوى القدرة الفيزيائية العامة املنخفض قد استخدموا اسرتاتيجيات<br />

التفاعل االستداليل على غري ما هو متوقع منهم،‏ وقد يعزى ذلك اإىل عدم خضوع طلبة<br />

عينة البحث الختبار موحد ومقنن كاالختبارات الوزارية،‏ واإمنا خضوع الطلبة الختبارات<br />

غري متكافئة،‏ واإمنا اختبارات تختلف وتتفاوت قي دقة اإعدادها ومدى توافر خصائص<br />

االختبار اجليد من ‏صدق وثبات وموضوعية،‏ وكذلك تتفاوت يف معامالت ‏صعوبة ومتييز<br />

فقراتها،‏ الختالف كفايات املعلمني املعدِّين لها يف بناء االختبارات التحصيلية.‏ ومل يجد<br />

الباحث بحوثاً‏ ودراسات ‏سابقة يف حدود اطالعه تتفق،‏ اأو تختلف مع هذه النتائج.‏<br />

‏●السوؤال الرابع:‏<br />

هل تختلف اسرتاتيجيات الطلبة يف حل املساألة<br />

باختالف مستوى معرفتهم الفيزيائية القبلية؟<br />

47<br />

●<br />

بينت نتائج اختبار كاي تربيع اأن توزيع الطلبة على اسرتاتيجيات حل املسألة اختلف<br />

باختالف مستوى معرفتهم الفيزيائية القبلية.‏ واأن توزيع الطلبة على اسرتاتيجيات حل<br />

املسألة اختلف باختالف مستوى معرفتهم القبلية.‏ واأن توزيع الذكور على اسرتاتيجيات<br />

حل املسألة مل يختلف باختالف مستوى معرفتهم القبلية،‏ بينما اختلف توزيع االإناث<br />

على اسرتاتيجيات حل املسألة باختالف مستوى معرفتهم القبلية.‏ اأي اإنه وجدت عالقة<br />

اقرتانية بني اسرتاتيجيات االإناث حلل املسألة ومستوى معرفتهن القبلية،‏ ومل توجد مثل<br />

هذه العالقة عند الذكور.‏ وميكن تفسري هذه النتيجة بأن الطالب ذا مستوى املعرفة القبلية<br />

املرتفع،‏ تكون لديه مفاهيم متماسكة نوعاً‏ ما،‏ ويكون الطالب واعياً‏ على العالقات بينها.‏<br />

وعندما يقراأ الطالب املسألة التي تشتمل هذه املفاهيم فأنه يسهل عليه ربط املعلومات<br />

اجلديدة بالقدمية،‏ مما يشجعه على اإعطاء االأمثلة على املفاهيم التي يقروؤها،‏ وعلى طرح<br />

االأسئلة عنها،‏ وهذه اأمناط ‏سلوك يف حل املسألة لوحظت عند كل الطلبة الذين استخدموا<br />

اسرتاتيجيات التفاعل االستداليل وفوق املعريف بدرجات متفاوتة.‏<br />

واأشارت نتائج الداللة االإحصائية الختبار كاي تربيع اإىل وجود عالقة اقرتانية بني<br />

اسرتاتيجية احلل،‏ وبني مستوى املعرفة القبلية طلبة مستوى القدرة الفيزيائية العامة<br />

املرتفع،‏ ومل توجد هذه العالقة عند طلبة مستوى القدرة الفيزيائية املنخفض.‏ ودلت<br />

النتائج على اأن طلبة مستوى املعرفة الفيزيائية القبلية املرتفع ومستوى القدرة الفيزيائية


عالقة العوامل الفردية للطالب وطبيعة املسألة باستراتيجيات طلبة<br />

الصف التاسع مبحافظات شمال فلسطني حلل املسألة الفيزيائية<br />

د.‏ شحادة عبده<br />

●<br />

العامة املرتفع كانوا اأكرث ميال الستخدام اسرتاتيجيات التفاعل االستداليل وفوق املعريف<br />

من طلبة مستوى املعرفة القبلية املرتفع،‏ ومستوى القدرة الفيزيائية العامة املنخفض.‏ ومل<br />

يجد الباحث بحوثاً‏ ودراسات ‏سابقة يف حدود اطالعه تتفق،‏ اأو تختلف مع هذه النتائج.‏<br />

‏●السوؤال اخلامس:‏ هل تختلف اسرتاتيجيات الطلبة يف حل املساألة<br />

الفيزيائية باختالف طبيعتها؟<br />

اأشارت نتائج البحث اإىل اأن االنتقال من مسألة لفظية مطولة اإىل لفظية خمترصة<br />

اإىل لفظية خمترصة معززة بالرسم غريت من اسرتاتيجيات الطلبة يف حل املسألة.‏ ويعزى<br />

استخدام الطلبة السرتاتيجيات تختلف باختالف طبيعة املسألة اإىل اأن كتب العلوم املدرسية<br />

حتتوي على مسائل تتطلب يف حلها بعض هذه االسرتاتيجيات،‏ واأن معلمي ومعلمات العلوم<br />

يدربوا طلبتهم يف حل املسائل الصفية على استخدام االسرتاتيجيات السطحية مع التعرض<br />

نادراً‏ لالسرتاتيجيات فوق املعرفية،‏ مما انعكس اأثر ذلك يف نوع االسرتاتيجيات املستخدمة<br />

لدى الطلبة يف حل املسألة الفيزيائية،‏ التي يغلب عليها االسرتاتيجيات السطحية.‏<br />

واأشارت النتائج اإىل اأن املسألة اللفظية املطولة قد جعلت الطلبة مييلون اإىل توظيف<br />

اأمناط السلوك االستداليل مثل:‏ الربط والتلخيص واإعطاء االأسئلة واستخدام االسرتاتيجية<br />

التحليلية التقدمية حلل املسألة.‏ وقد وجد اأن الطلبة مييلون اإىل اسرتاتيجيات احلل فوق<br />

املعريف اإذا مالت املسألة اإىل الطبيعة املخترصة واملخترصة املعززة بالرسم،‏ اأي اإن<br />

اسرتاتيجيات حل املسألة عند الطلبة تختلف باختالف طبيعة املسألة.‏<br />

وباستخدام اختبار كاي تربيع الختبار العالقة بني اسرتاتيجيات حل املسألة<br />

وطبيعة املسألة عند كل من الذكور واالإناث،‏ تبنيَّ‏ وجود عالقة اقرتانية يف حالة االإناث،‏<br />

ومل توجد مثل هذه العالقة عند الذكور.‏ ودل ذلك على اأن الذكور-‏ بعكس االإناث-‏ مل يغريوا<br />

من اسرتاتيجيات حل املسألة بتغري طبيعة املسألة،‏ ويعزى ذلك اإىل اأن اأساليب املعلمني<br />

التعليمية ركزت على احلفظ واالستظهار،‏ مما جعل الطلبة الذكور يركزون على هذا اجلانب<br />

يف املسألة.اأما االإناث-‏ واإن كن قد تعلمن بالأساليب التعليمية نفسها التي تعلم بها<br />

الذكور-‏ فإن اهتمامهن باجلوانب اجلمالية يف احلياة قد جعل لديهن قابلية االنتباه اإىل<br />

الرسومات واالأشكال يف املسائل العززة بالرسم،‏ وبالتايل اأثر على اسرتاتيجياتهن يف حل<br />

املسألة الفيزيائية.‏ ومل يجد الباحث بحوثاً‏ ودراسات ‏سابقة يف حدود اطالعه تتفق اأو<br />

تختلف مع هذه النتائج.‏<br />

48


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

التوصيات:‏<br />

استنادا اإىل نتائج البحث،‏ يوصي الباحث بإجراء دراسات على الطلبة الفلسطينيني<br />

يف ‏صفوف اأخرى يف مرحلتي التعليم االأساسي والثانوي والتعليم اجلامعي ، وموضوعات<br />

فيزيائية اأخرى،‏ وفروع علمية اأخرى.‏ وتقصّ‏ ي اأثر عوامل اأخرى ميكن اأن توؤثر يف اسرتاتيجيات<br />

حل املسألة:‏ املستوى االجتماعي االقتصادي،‏ وحجم الصفوف،‏ ومركز الضبط،‏ والنمط<br />

املعريف ، ومستوى تعليم الوالدين،...الخ.‏ ويوصي الباحث واضعي املناهج ومطوريها<br />

برضورة اإعادة النظر يف املناهج الدراسية،‏ وبرامج تدريب املعلمني واإعدادهم خاصة،‏ اإذ<br />

تصبح اسرتاتيجيات حل املسألة واأساليب تطويرها مكوناً‏ اأساسياً‏ يف املقررات الرتبوية<br />

التي يدرسها املعلمون واملعلمات قبل اخلدمة وبعدها،‏ ويف برامج التدريب التي تُنفذ يف<br />

اأثناء اخلدمة بهدف زيادة الوزن االأكرب السرتاتيجيات حل املسألة عامة واالسرتاتيجيات<br />

فوق املعرفية خاصة،‏ وتشجيع الطلبة على تنويع اسرتاتيجياتهم يف حل املسألة.‏ وتطوير<br />

االختبارات املدرسية كي تتجاوز قياس احلفظ االستظهاري،‏ وتشمل االستقالل يف التفكري<br />

واملبادرة،‏ وتقدمي حلول اأصيلة للمشكالت التي تواجههم.‏ لذا،‏ يجب االهتمام بإدخال<br />

اخلربات التي تسهم يف زيادة الفرص التي تكشف عن اسرتاتيجيات الطلبة يف حل املسألة<br />

وتنميتها وتطويرها،‏ يف كل املراحل الدراسية.‏<br />

49


عالقة العوامل الفردية للطالب وطبيعة املسألة باستراتيجيات طلبة<br />

الصف التاسع مبحافظات شمال فلسطني حلل املسألة الفيزيائية<br />

د.‏ شحادة عبده<br />

50<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

1. Alphonus , P. (1980) . Analysis of Process Sequence Traces Observed in<br />

Mathematical Problem Solving,Dissartation Abstract International,4 (9),<br />

p876 .<br />

2. Anderson,J. ; Olson, J, and Wrobel, M. (2001) . Beyond Computation:<br />

Improving Scientific Problem Solving.Journal of Research in Science<br />

Teaching, 38 (5) ,p544- 588.<br />

3. Anthony , B. and Hudgins, B. (1978) . Problem Solving Processes of Fifth<br />

Grade Arithmatics Pupils , The Journal of Educational Research , Vol .2,<br />

p384- 411.<br />

4. Ausubel , D . (1968) . Educational Psychology , NewYork , Holt .<br />

5. Barrett H. and Mars B. (1993) . Physics Problem Solving Strategy.<br />

American Journal of Physics, 60 (7) , p627- 636.<br />

6. Butler , Wern and Banks ; (1971) . The Teaching of Secondary Mathematics,<br />

NewYork , Mc Graw Hill .<br />

7. Cooney , T .; and Anderson, J. (1976) .Dynamics of Teaching Secondary<br />

School Mathematics, Boston .<br />

8. Dewey , J. (1933) . “ How to think “, NewYork , Health Company .<br />

9. Kenneth , A. ;Henderson,K . (1967) . Effect of Teaching Concepts of<br />

Logic on Verbalization of Discovered Mathematical Generalization ,The<br />

Mathematic Teacher, November No.7.<br />

10. Lester , F . (1980) . Research on Mathematical Problem Solving . In R.<br />

,Shumway (Ed.) . Research in Mathematics Education , National Council<br />

of Teachers of Mathematics , Inc . Reston , Virginia , (286- 323) .<br />

11. Maker, June (2001) Assessing and Developing Problem Solving. Gifted<br />

Education International,15 (3) ,p232- 251.<br />

12. Mark, H. (1998) . Physics Problem Solving Strategy. American Journal of<br />

Physics, 66 (7) , p627- 636.<br />

13. Philips, F. (1970) .Teaching Modern Mathematics in Elementary School,<br />

2nd Ed<br />

14. Polya , G. (1957) : How to Solve it , 2nd Ed. , NewYork , Garden City .<br />

15. Shbigl, Morai (2002) . Theories and Problems in Statisics. Macro Hill<br />

Cmpany NewYork.<br />

16. Taconis, R., Fergusan, M, and Broekkamp, H. (2001) . Teaching Science<br />

Problem Solving: An Overview of Experimental work, Journal of Research<br />

in Science Teaching, 38 (4), p 442- 488.


عمليات العلم املتضمنة يف دليل املعلم<br />

لألنشطة والتجارب العملية لكتب العلوم<br />

للمرحلة األساسية باألردن<br />

أ.‏ حسني مشوح حممد القطيش<br />

مساعد مدير/‏ معلم أول/‏ مديرية التربية والتعليم لمنطقة البادية الشمالية الشرقية/‏ المفرق/‏ األردن.‏<br />

51


عمليات العلم املتضمنة في دليل املعلم لألنشطة والتجارب العملية<br />

لكتب العلوم للمرحلة األساسية باألردن<br />

أ.‏ حسني القطيش<br />

ملخص:‏<br />

هدفت هذه الدراسة اإىل الكشف عن عمليات العلم االأساسية واملتكاملة،‏ املتضمنة يف<br />

دليل املعلم لالأنشطة والتجارب العملية لكتب العلوم للصفوف ‏)الرابع ‏–الثامن(‏ االأساسي يف<br />

االأردن،‏ وقد تكونت عينة الدراسة من جميع االأنشطة العلمية الواردة يف اأدلة املعلم لالأنشطة<br />

والتجارب العملية يف العلوم العامة للصفوف ‏)الرابع – الثامن(‏ ، واستخدم الباحث املنهج<br />

الوصفي التحليلي،‏ وصمم اأداة حتليل حمتوى لعمليات العلم،‏ وحتقَّق من ‏صدقها وثباتها،‏<br />

وبعد استخدام النسب املئوية والرتب للمعاجلة االإحصائية توصلت الدراسة اإىل النتائج<br />

االآتية:‏ اإن عدد االأنشطة والتجارب العملية يختلف من ‏صف اإىل اآخر يف املرحلة االأساسية<br />

حيث يظهر اأن اأعلى نسبة يف دليل االأنشطة للصف السابع بنسبة )%26.47( ، واأقلها دليل<br />

االأنشطة للصف السادس بنسبة )%13.23( ، واأكرث عمليات العلم االأساسية تكراراً‏ هي<br />

عملية املالحظة،‏ بينما اأكرث عمليات العلم املتكاملة تكراراً‏ هي عملية التفسري،‏ ومل تتناول<br />

االأنشطة والتجارب العملية عملية وضع الفرضيات،‏ وعملية االستقراء.‏<br />

الكلمات املفتاحية:‏ ‏)عمليات العلم،‏ دليل االأنشطة والتجارب العملية،‏ كتب العلوم،‏<br />

املرحلة االأساسية(‏ .<br />

52


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

Abstract:<br />

This study aimed at the detection of basic science processes & science<br />

integrative processes included in the teacher's guide to activities and practical<br />

experiences of science textbooks for (4the-8the) grades in Jordan. The sample<br />

of the study consisted of all scientific activities contained in the teacher guide<br />

for the activities and practical experiences of general science for (4the-8the)<br />

basic classes. The researcher used the analytic descriptive method. A tool<br />

was designed to analyze the scientific content. The validity and reliability of<br />

the tool were examined. The study revealed the following results: The number<br />

of activities and practical experiments varies from one class to the other at<br />

the primary stage. It appeared that the highest percentage in the directory of<br />

activities was for grades seven onwards which amounted to (26.47%), and the<br />

least of these user instructions for activities were for sixth grade (13.23%).<br />

It was also found that the most frequent basic science operations are in the<br />

process of observation and induction. There was no dealing with activities,<br />

class experiments, and the development of hypotheses and the process of<br />

induction.<br />

Keywords: (science processes, The Guide activities and practical<br />

experiences, Science textbooks, Basic stage).<br />

53


عمليات العلم املتضمنة في دليل املعلم لألنشطة والتجارب العملية<br />

لكتب العلوم للمرحلة األساسية باألردن<br />

أ.‏ حسني القطيش<br />

مقدمة:‏<br />

تعد مادة العلوم من املواد الدراسية االأكرث اأهمية من بني املواد التي يدرسها الطالب<br />

يف اأثناء فرتة اإعداده يف املراحل الدراسية املختلفة،‏ الأنها تسهم بشكل مبارش يف تشكيل<br />

‏شخصية املتعلم بتنمية قدراته العقلية واجتاهاته ومهاراته العملية الالزمة ملواجهة<br />

التطورات الرسيعة واملتالحقة يف جميع جماالت احلياة،‏ وتعمل على تطوير خمتلف<br />

االخرتاعات التي تهدف اإىل خدمة االإنسان ورفاهته.‏ ويشري الدردور )2001( اإىل اأن مناهج<br />

العلوم من املجاالت اخلصبة لتنمية التفكري لدى الطلبة ملا تتميز به من اإثارة للتفكري،‏<br />

وحتد للعقل فيما تتصدى له من ظواهر واأحداث طبيعية،‏ حيث يُطوِّر االجتاه الناقد للمعرفة<br />

العلمية ويُنمَّى من خالل االفرتاضات اأواالستدالالت التي يجربها الطلبة يف مادة العلوم،‏<br />

ويوؤكد هيوبرتي وديفز Davis,1998( )Huberty & ذلك بأن مناهج العلوم تنمي التفكري،‏<br />

الرتباطها بتفسري الظواهر العلمية والنظر اإليها نظرة ناقدة للوصول اإىل االستنتاجات<br />

الصحيحة.‏<br />

ويلجأ املتخصصون بإعداد املناهج الدراسية اإىل تنظيم حمتوى املادة الدراسية<br />

املناسبة لتحقيق االأهداف التعليمية على ‏شكل كتاب مدرسي يدرسة الطلبة،‏ ويطبقون<br />

االأنشطة والواجبات الواردة فيه ‏)اأبوغريب،‏ 1995( . لذا يرى الرتبويون اأن هناك مواصفات<br />

ومكونات اأساسية يتضمنها الكتاب املدرسي؛ اإذ ترى عبد الغني )1996( اأن الكتاب يجب<br />

اأن يتضمن القيم واملهارات واالجتاهات املهمة املراد توصيلها اإىل جمتمع الطلبة بصورة<br />

مرئية ومنظمة،‏ واإما السليمان )1996( فيوؤكد على اأهمية وضع حمتوى يتناسب مع عمليات<br />

التفكري املراد حتقيقها،‏ وتضمني الكتاب املدرسي اأسئلة مثرية للتفكري،‏ بينما يشري كل من<br />

دمعة ومرسي )1982( اإىل اأن الكتاب املدرسي يجب اأن تتوافر فيه التدريبات واملرشوعات<br />

واالأسئلة التفكريية التي تدربهم على التفكري والتحليل والنقد.‏<br />

واإضافة اإىل الكتاب املدرسي،‏ تصدر بعض املواد املساندة املنظمة للمعلم لتساعده<br />

يف تنفيذ املنهاج،‏ ومنها دليل املعلم الذي يعد مرجعاً‏ للمعلم يسرتشد به يف التعرف اإىل<br />

اجلوانب املختلفة لعنارص املنهاج ‏)الوكيل،‏‎2000‎‏(‏ . لهذا اأكدت البحوث الرتبوية يف جمال<br />

تطوير املناهج على بناء مواد خاصة باملعلم يعتمد عليها يف مرحلة التنفيذ امليداين<br />

للمنهاج،‏ ويطلق على هذه املواد مصطلحات مثل:‏ دليل املعلم اأو كتاب املعلم وجميعها<br />

حتمل املضمون ذاته ‏)نورالدين،‏‎2003‎‏(‏ ، ويرى الدمرداش )2001( اأن دليل املعلم هو كتاب<br />

يتضمن كل ما من ‏شأنه ان يوجه املعلم يف عمله ويرشده،‏ وكذلك يتضمن االأفكار اخلاصة<br />

54


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

بتدريس مادة دراسية معينة،‏ والتي تعني املعلم على التخطيط لها،‏ وتهيئة املواقف الصفية<br />

التعليمية املناسبة لتحقيق االأهداف املرجوة منه.‏<br />

ونظراً‏ الأهمية دليل املعلم؛ فإن املعلم يف بريطانيا يعده ركناً‏ اساسياً‏ من مصادره،‏<br />

وال يستغني عن الدليل ويستخدمه للتعرف اإىل املصادر التي يجب الرجوع اإليها استعداداً‏<br />

لتخطيط مواقف ‏صفية يومية ‏)حميدة،‏ 2000( ، ويوؤكد الروسان )1990( على اأهمية دليل<br />

املعلم يف اأنه يقدم ‏صورة متكاملة الأوجه التعلم التي يتضمنها الكتاب املدرسي،‏ ويبني<br />

العالقة بني االأهداف،‏ وبني حمتوى املنهج،‏ واسرتاجتيات التدريس واالأنشطة.‏<br />

وانطالقاً‏ مما ‏سبق،‏ وانسجاماً‏ مع اأهداف وزارة الرتبية والتعليم يف االأردن وتوجهاتها<br />

جاء دليل املعلم لالأنشطة والتجارب العملية ملادة العلوم الذي يحتوي على جمموعة من<br />

االأنشطة والتجارب العلمية مسانداً‏ ملعلم العلوم يف عملية تدريس العلوم،‏ ويف هذا الصدد<br />

يوؤكد زيتون )١٩٩٤( على اأن االأنشطة العلمية والتجارب املخربية متهد السبيل لتلبية<br />

حاجات املتعلمني العقلية وميولهم العلمية بشكل اأفضل،‏ فهي تعمل على توليد مشكالت<br />

واأسئلة جديدة الكتشاف حلولها.‏ ويوؤكد املتخصصون يف الرتبية العلمية على اأن اأحد<br />

االأهداف االأساسية لتدريس العلوم تنمية مهارات التفكري لدى الطلبة ‏)زيتون،‏‎2004‎‏،‏<br />

زيتون،‏ )Wilson, 1999 2001، ، وذلك باستخدام معلمي العلوم السرتاتيجيات التدريس<br />

التي ميارس طلبتهم خاللها اأنشطة تثري تفكريهم.‏<br />

وتشكل عمليات العلم اأهمية كبرية على ‏صعيد تدريس العلوم والرتبية العلمية،‏<br />

فالعلم ال يقوم على جناح واحد،‏ بل البد من االهتمام بجميع مكوناته من اأجل حتقيق<br />

اأهداف تدريس العلوم بشكلٍ‏ متكامل،‏ حتى يصبح دور املتعلم اإيجابياً‏ يف عملية<br />

التدريس،‏ ويستطيع التوصل اإىل املعلومات بنفسه،‏ واكتساب املتعلم مهارات التفكري<br />

العلمي،‏ والقدرة على التعلم الذاتي،‏ وبهذا فإن عمليات العلم تشكل عموداً‏ فقرياً‏ لطرائق<br />

تدريس العلوم ‏)يحيى اأبو جحجوح،‏ 2008، ‏ص 1391( ، ويتضح ذلك من خالل الدعوة<br />

التي اأطلقتها الرابطة القومية ملعلمي العلوم يف الواليات املتحدة االأمريكية ‏رضورة<br />

تضمني عمليات العلم [NSTA]) (NationalScience Teacher Association يف مناهج<br />

العلوم،‏ وعدّ‏ عمليات العلم من اأسس بناء املنهاج الرتبوي،‏ لضمان حتقق هذه العمليات<br />

لدى الطلبة 2000( )Ulerick, .<br />

وعمليات العلم هي مهارات عقلية يستخدمها الطالب يف جمع البيانات وحتليلها حلل<br />

املشكالت من اأجل التوصل اإىل اإجابات لالأسئلة املثريه للتفكري،‏ وتفسري النتائج ووصفها،‏<br />

فعمليات العلم املتكاملة التي تدرس للمرحلة الثانوية كصياغة الفرضيات وضبط املتغريات<br />

والتعريفات االإجرائية حتتاج اإىل متطلبات ‏سابقة وهي عمليات العلم االأساسية كاملالحظة،‏<br />

والتصنيف،‏ والتفسري وتدرس للمرحلة االأساسية Capie,1982( )Tobin & .<br />

55


عمليات العلم املتضمنة في دليل املعلم لألنشطة والتجارب العملية<br />

لكتب العلوم للمرحلة األساسية باألردن<br />

أ.‏ حسني القطيش<br />

وقد قام زيتون )1994( بتصنيف عمليات العلم اإىل قسمني:‏ االأول عمليات علم<br />

اأساسية وتضم عرش عمليات هي:‏ املالحظة،‏ والقياس،‏ والتصنيف،‏ واالستنباط،‏ واالستقراء،‏<br />

واالستدالل،‏ والتنبوء،‏ واستخدام االأرقام،‏ واستخدام العالقات املكانية والزمانية،‏ واالتصال،‏<br />

والثاين عمليات علم تكاملية وتضم خمس عمليات هي:‏ تفسري البيانات،‏ والتعريفات<br />

االإجرائية،‏ وضبط املتغريات،‏ وفرض الفروض،‏ والتجريب،‏ واتفق علي )2002( مع تصنيف<br />

زيتون يف ثماين عمليات علم اأساسية وهي املالحظة،‏ والقياس،‏ والتصنيف،‏ واالستدالل،‏<br />

والتنبوء،‏ واستخدام االأرقام،‏ واستخدام العالقات املكانية والزمانية،‏ واالتصال،‏ وجميع<br />

عمليات العلم املتكاملة،‏ بينما الهويدي )2005( اتفق يف ثماين عمليات علم اأساسية وخمس<br />

عمليات علم متكاملة،‏ واختلف يف ثالث وهي:‏ النمذجة،‏ والرسم البياين،‏ واالستقصاء.‏<br />

ولقد اأشارت نتائج بعض الدراسات مثل دراسة عبداملجيد )٢٠٠٤( ، ودراسة فراج<br />

)٢٠٠٠( اإىل تدين مستوى اكتساب الطلبة لعمليات العلم االأساسية والتكاملية،‏ بينما اأشارت<br />

دراسة فروموكو واآخرون )2006 etal. )Vhurumuku, & اإىل اأهمية دور االأنشطة العلمية<br />

يف زيادة فهم الطلبة لطبيعة العلم وعمليات العلم.‏ ويف ‏ضوء ما تقدم تظهر ‏رضورة الرتكيز<br />

على عمليات العلم يف االأنشطة العلمية،‏ ونظراً‏ الحتواء كتاب دليل املعلم على هذه االأنشطة،‏<br />

وجد الباحث اأن هناك حاجة ماسة الإجراء هذه الدراسة التي من ‏شأنها اأن تكشف عن<br />

اأهم عمليات العلم املتضمنة بكتاب دليل املعلم لالأنشطة والتجارب العملية لكتب العلوم<br />

للمرحلة االأساسية بالأردن.‏<br />

مشكلة الدراسة وأسئلتها:‏<br />

املتأمل لواقع تنفيذ االأنشطة العلمية من طرف معلمي العلوم يف حتقيق اأهداف<br />

تدريس العلوم يف مدارسنا،‏ يجدها تنفذ بصورة ‏شكلية روتينية بعيدة عن االأهداف التي<br />

تسعى الوزارة اإىل حتقيقها من خالل ممارسة الطلبة لالأنشطة العلمية بأنفسهم،‏ حيث اإن<br />

الوقت الذي يخصص ملزاولة الطلبة لالأنشطة يف املدارس يضيع هدراً‏ دون االستفادة<br />

الفعلية منه،‏ كذلك من خالل مالحظة الباحث واحتكاكه بامليدان،‏ الحظ اأن كثرياً‏ من معلمي<br />

العلوم يف املرحلة االأساسية ال يطبقون التجارب العملية الواردة يف اأدلة املعلم لالأنشطة<br />

والتجارب العملية ملادة العلوم العامة،‏ وهذا يرجع بسبب جتاهل معلمي العلوم اأو عدم<br />

معرفتهم بعمليات العلم املتضمنة يف هذه االأنشطة والتجارب العلمية العملية،‏ وبالتايل<br />

يوؤدي اإىل اأن يفقد الطلبة كثرياً‏ من مهارات عمليات العلم االأساسية واملتكاملة التي ميكن<br />

اأن يكتسبوها من خالل هذه االأنشطة،‏ وهنا يجب تسليط الضوء على هذه العلميات،‏ والكشف<br />

عنها املتضمنة يف دليل املعلم،‏ حيث يحتوي على عدد من التجارب واالأنشطة العلمية التي<br />

56


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

جترى من طرف الطلبة حتت اإرشاف املعلم،‏ وبتوجيه منه داخل خمتربات العلوم اأو خارجها.‏<br />

ومن هذا املنطلق فان دليل املعلم ميثل مصدراً‏ مهماً‏ من مصادر املعلم،‏ فهو بحاجة اإىل<br />

املراجعة الدائمة والتقومي بناء على التغريات التي حتدث للمنهاج،‏ وبالتايل تتنوع االأنشطة<br />

والتجارب العلمية وعمليات العلم املتضمنة يف هذه االأنشطة،‏ اإضافة اإىل اأن الباحث ام يجدْ‏<br />

اأي دراسة موجهة لدليل املعلم،‏ لهذا جاءت هذه الدراسة لتربز عمليات العلم املتضمنة<br />

بكتاب دليل املعلم لالأنشطة والتجارب العملية لكتب العلوم للمرحلة االأساسية<br />

باالأردن من خالل االإجابة عن االأسئلة االآتية:‏<br />

● ‏●ما عدد االأنشطة والتجارب العملية يف دليل االأنشطة والتجارب العملية لكتب<br />

العلوم للمرحلة االأساسية بالأردن؟<br />

● ‏●ما عمليات العلم الواجب تضمينها يف دليل االأنشطة والتجارب العملية لكتب<br />

العلوم للمرحلة االأساسية بالأردن؟<br />

● ‏●ما عمليات العلم االأساسية املتضمنة يف دليل االأنشطة والتجارب العملية لكل<br />

كتاب من كتب العلوم للمرحلة االأساسية بالأردن؟<br />

● ‏●ما عمليات العلم املتكاملة املتضمنة يف دليل االأنشطة والتجارب العملية لكل<br />

كتاب من كتب العلوم للمرحلة االأساسية بالأردن؟<br />

● ‏●ما مدى تضمني عمليات العلم يف دليل االأنشطة والتجارب العملية لكتب العلوم<br />

‏)جمتمعه(‏ للمرحلة االأساسية بالأردن؟<br />

أهمية الدراسة:‏<br />

تكتسب هذه الدراسة اأهميتها من اإبراز اأهمية دليل املعلم لالأنشطة والتجارب العملية<br />

لكتب العلوم عموماً‏ ومبرحلة التعليم االأساسي بصفة خاصة،‏ باعتبارها دعامة من دعائم<br />

الكتاب املدرسي ومصدراً‏ اأساسياً‏ للمعرفة العلمية واكتساب عمليات العلم يف عرص يتسم<br />

بالرسعة واالنفجار املعريف.‏ وتعد هذه الدارسة مهمة حيث اأنها تلقي الضوء على اأهم<br />

عمليات العلم املتوافرة يف دليل لالأنشطة والتجارب العملية لكتب العلوم،‏ وهي الدراسة<br />

االأوىل حسب علم الباحث على مستوى االأردن التي تتناول حتليل الدليل.كذلك من املتوقع<br />

اأن تعود نتائج هذه الدراسة بالفائدة على جلان تأليف الكتب يف وزارة الرتبية والتعليم<br />

االأردنية،‏ وتبصري املعلمني واملرشفني مبا حتتوية هذه االأدلة من عمليات العلم ونسبها يف<br />

كل ‏صف دراسي،‏ وبيان اوجه القصور.‏<br />

57


عمليات العلم املتضمنة في دليل املعلم لألنشطة والتجارب العملية<br />

لكتب العلوم للمرحلة األساسية باألردن<br />

أ.‏ حسني القطيش<br />

أهداف الدراسة:‏<br />

هدفت الدراسة احلالية اإىل ما ياأتي:‏<br />

1 حتليل االأنشطة العلمية يف دليل املعلم لالأنشطة والتجارب العملية لكتب العلوم<br />

للمرحلة االأساسية يف االأردن؛ لتحديد نوع عملية العلم املتضمنة.‏<br />

‏.‏‎2‎الكشف 2 عن عمليات العلم االأساسية واملتكاملة،‏ املتضمنة يف دليل املعلم لالأنشطة<br />

والتجارب العملية لكتب العلوم للصفوف ‏)الرابع واخلامس والسادس(‏ ، ‏)السابع والثامن(‏<br />

من املرحلة االأساسية.‏<br />

‏.‏‎3‎تسليط 3 الضوء على عمليات العلم االأساسية واملتكاملة ملا لها من دور يف تنمية<br />

التفكري العلمي لدى الطلبة يف املرحلة االأساسية.‏<br />

58<br />

1.<br />

حدود الدراسة:‏<br />

‏.‏‎1‎اقترصت 1 الدراسة على عملية التحليل لعمليات العلم املتضمنة يف دليل االأنشطة<br />

والتجارب العملية لكتب العلوم للمرحلة االأساسية بالأردن.‏<br />

‏.‏‎2‎اقترصت 2 الدراسة على دليل املعلم لالأنشطة والتجارب العملية لكتب العلوم<br />

للصفوف ‏)الرابع واخلامس والسادس(‏ ، ‏)السابع والثامن(‏ الذي قررت الوزارة اعتمادها<br />

للمعلم يف جميع مدارس اململكة االأردنية الهاشمية اعتباراً‏ من العام الدراسي 2008/<br />

.2009<br />

مصطلحات الدراسة:‏<br />

◄<br />

: االأنشطة اأو االأفعال التي يقوم بها<br />

املتعلمني من اأجل التوصل اإىل نتائج علمية لتطبيق طرق العلم من جهة،‏ واحلكم على هذه<br />

النتائج من جهة اخرى،‏ والتي متثل ‏سلوك العلماء،‏ وهي قابلة لالنتقال من موقف اإىل اآخر،‏<br />

وتتضمنها االأنشطة العملية املوجودة يف حمتويات دليل االأنشطة والتجارب العملية لكتب<br />

العلوم،‏ وميكن الكشف عنها بأداة حتليل حمتوى خاصة،‏ وتنقسم اإىل قسمني:‏ عمليات علم<br />

اأساسية وعمليات علم تكاملية.‏<br />

: تشمل العمليات<br />

االآتية:‏ املالحظة،‏ والقياس،‏ والتصنيف،‏ واالستنتاج،‏ واالستقراء،‏ واالستدالل،‏ والتنبوؤ،‏<br />

واستخدام االأرقام،‏ واستخدام العالقات املكانية والزمانية،‏ واالتصال.‏<br />

‏◄عمليات العلم Process( )Science<br />

◄ ‏◄عمليات العلم االأساسية processes( )basic science


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

: تشمل العمليات<br />

االآتية:‏ تفسري البيانات،‏ وضبط املتغريات،‏ ووضع الفرضيات،‏ والتجريب.‏<br />

‏◄عمليات علم تكاملية processes( )science integrative<br />

59<br />

◄<br />

‏◄◄دليل االأنشطة والتجارب العملية لكتب العلوم:‏ هو دليل املعلم لالأنشطة<br />

والتجارب العملية لكتب العلوم للصفوف ‏)الرابع واخلامس والسادس(‏ ، ‏)السابع والثامن(‏<br />

من التعليم االأساسي الذي قررت الوزارة اعتمادها للمعلم واستخدامه يف جميع مدارس<br />

اململكة االأردنية الهاشمية اعتباراً‏ من العام الدراسي 2009 2008/ م وما زال معتمداً‏<br />

حتى االآن.‏<br />

‏◄◄املرحلة االأساسية:‏ تتضمن هذه املرحلة الصفوف من االأول حتى العارش،‏ ويقصد<br />

بها يف هذه الدراسة من الصف الرابع االأساسي،‏ حتى الصف الثامن االأساسي.‏<br />

الدراسات السابقة:‏<br />

اأجرى برذرتون وبرس )1996 Prese, )Brotherton & دراسة هدفت اإىل استقصاء<br />

اأثر مهارات عمليات العلم االأساسية واملتكاملة على تدريس العلوم لدى طلبة الصف السابع<br />

والثامن والتاسع،‏ وتكونت عينة الدراسة من جمموعتني جتريبية و ‏ضابطة،‏ ودرّست<br />

املجموعتان يف كل ‏صف املحتوى العلمي نفسه،‏ وتلّقت املجموعة التجريبية زيادة عن<br />

املجموعة الضابطة مهارات يف عمليات العلم خالل كل حصة ‏صفية وملدة )28( اأسبوعاً،‏<br />

وتعرض اأفراد املجموعات اإىل اختبار قبلي وبعدي لعمليات العلم،‏ واستخدمت الدراسة<br />

املنهج التجريبي،‏ واأظهرت النتائج عدم وجود فروق دالة اإحصائياً‏ بني املجموعات<br />

التجريبية والضابطة على جميع املستويات يف اكتساب عمليات العلم االأساسية،‏ يف<br />

حني ظهرت فروق دالة اإحصائياً‏ يف اإكتساب عمليات العلم املتكاملة لدى طلبة املجموعة<br />

التجريبية يف الصف التاسع.‏<br />

وقامت عبد الفتاح )1999( بدراسة هدفت اإىل حتليل االأنشطة العلمية واالأسئلة<br />

املتضمنة يف كتاب العلوم للصف الثاين االإعدادي مبرص يف ‏ضوء عمليات العلم،‏ وتكونت<br />

اأداة الدراسة من استمارة لتحليل االأنشطة العلمية واالأسئلة،‏ واستخدمت الدراسة املنهج<br />

الوصفي التحليلي،‏ وقد توصلت الدراسة اإىل اأن االأنشطة العلمية ركزت على عملية املالحظة<br />

بنسبة )%50( ، تليها عملية االتصال بنسبة )%20( ، تليها عملية التجريب بنسبة )%11(،<br />

تليها عملية القياس بنسبة )%7( ، ثم عملية التصنيف وتفسري البيانات بنسبة )%4( ، واخرياً‏<br />

عملية ‏ضبط املتغريات بنسبة )%3( ، واأهملت االأنشطة عمليات االستدالل والتنبوؤ واستخدام<br />

االأرقام،‏ واستخدام العالقات الزمانية واملكانية وفرض الفروض.‏


عمليات العلم املتضمنة في دليل املعلم لألنشطة والتجارب العملية<br />

لكتب العلوم للمرحلة األساسية باألردن<br />

أ.‏ حسني القطيش<br />

واأجرى االغا والزعانني )2000( دراسة هدفت اإىل التعرف على مدى توافر بعض<br />

عنارص التنوير العلمي يف كتب العلوم للمرحلة االبتدائية بفلسطني،‏ وتكونت عينة الدراسة<br />

من )6( كتب للعلوم،‏ واستخدمت الدراسة املنهج الوصفي التحليلي،‏ وقد توصلت الدراسة اإىل<br />

اأن حمتويات كتب العلوم تعالج عمليات العلم بنسبة منخفضة جداً‏ )15.3( ، واأن عمليتيْ‏<br />

املالحظة والتصنيف ظهرتا يف كتابي العلوم للصفني االأول والثاين،‏ وعملية القياس<br />

ظهرت يف كتاب العلوم للصف الثالث،‏ ومل تظهر عمليات العلم املتكاملة مثل عملية ‏ضبط<br />

املتغريات،‏ وفرض الفروض يف كتب العلوم للمرحلة االبتدائية.‏<br />

اأعدَّ‏ عبد الهادي )2003( دراسة هدفت اإىل حتليل كراسة التدريبات واالأنشطة العلمية<br />

لكتابي العلوم بالصف الرابع واخلامس من املرحلة االبتدائية يف مرص يف ‏ضوء عمليات<br />

العلم االأساسية واساليب االتصال البرصية،‏ وتكونت عينة الدراسة من كراسة التدريبات<br />

واالأنشطة العلمية لكتابي العلوم بالصف الرابع واخلامس من املرحلة االبتدائية،‏ واسفرت<br />

الدراسة عن اأن حمتوى كراسة التدريبات واالأنشطة العلمية اخلاصة بالصف الرابع،‏ تضمن<br />

عملية االستناج بنسبة )%34( ، وعملية املالحظة بنسبة )%32( ، وعملية التصنيف بنسبة<br />

)%12( ، وعملية استخدام االرقام بنسبة )%8( ، وعملية التنبوؤ بنسبة )%7.5( ، وعملية<br />

القياس بنسبة )%2( ، واأن حمتوى كراسة التدريبات واالأنشطة العلمية اخلاصة بالصف<br />

اخلامس تتضمن عملية املالحظة بنسبة )%44( ، وعملية االستنتاج بنسبة )%32( ، وعملية<br />

التصنيف بنسبة )%16( ، وعملية استخدام االرقام بنسبة )%6( ، وعملية التنبوؤ بنسبة )%2(،<br />

وعملية القياس بنسبة )%2( .<br />

اأجرى الشعيلي،‏ وخطايبة )2003( دراسة هدفت اإىل حتليل االأنشطة العلمية يف كتب<br />

العلوم للصفوف االأربعة االأوىل من مرحلة التعليم االأساسي يف ‏سلطنة عمان؛ لتحديد نوع<br />

عملية العلم املتضمنة،‏ وتكونت عينة الدراسة من جميع االأنشطة العلمية املتوافرة يف كتب<br />

العلوم للصفوف االأربعة االأوىل من مرحلة التعليم االأساسي التي تدرس بسلطنة عمان،‏<br />

وتكونت اأداة الدراسة من قائمة حتليل لعمليات العلم االأساسية،‏ وقد توصلت الدراسة اإىل<br />

عدم توزع االأنشطة العلمية بالتساوي من ‏صف الآخر ‏ضمن هذه الكتب،‏ كما بينت النتائج<br />

اأيضا ظهور اختالف يف عدد عمليات العلم بكتب العلوم،‏ اإذ جاءت املالحظة االأكرث نسبة<br />

يف كتاب العلوم للصف االأول،‏ واالتصال االأكرث نسبة يف كتابي الثاين والرابع،‏ اأما االستقراء<br />

فكان االأكرث نسبة يف كتاب الصف الرابع االأساسي،‏ وخلو النشاطات العلمية يف كتب العلوم<br />

للصفوف االأربعة التي حُ‏ للت من بعض عمليات العلم،‏ كمهارة القياس من الصف االأول،‏<br />

واالتصال من كتاب الصف الرابع وغياب مهارة االستدالل من الصفوف الثاين والثالث<br />

والرابع االأساسي رغم وجودها يف الصف االأول.‏<br />

60


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

اأجرى عبد املجيد )2004( دراسة هدفت اإىل معرفة مدى تناول حمتوى منهاج العلوم<br />

باملرحلة االإعدادية الأبعاد طبيعة العلم وعملياته،‏ وفهم الطالب لها،‏ وتكونت عينة الدراسة<br />

من ثالثة كتب من كتب العلوم الستة املقررة على طالب املرحلة االإعدادية مبرص،‏ وكانت<br />

اأدوات الدراسة هي اأداة حتليل املحتوى واختبار فهم طبيعة العلم وعملياته،‏ واأشارت<br />

النتائج اإىل اأن نسب توافر اأخالقيات العلم يف الكتب الثالثة على النحو االآتي:‏ )%50، %0،<br />

%14( ، واأظهرت عملية التصنيف بدرجة مقبولة.‏<br />

واأجرى اأبو جحجوح )2008( دراسة هدفت الكشف عن مدى توافر عمليات العلم يف<br />

كتب العلوم ملرحلة التعليم االأساسي بفلسطني،‏ وحتديد عمليات العلم االأساسية واملتكاملة<br />

التي ينبغي تضمينها يف كتب العلوم للمرحلة االأساسية،‏ وتكونت عينة الدراسة من كتب<br />

العلوم العرشة من الصف االأول اإىل الصف العارش،‏ واتبعت الدراسة اأسلوب حتليل املحتوى<br />

اأحد اأساليب املنهج الوصفي،‏ ومن اأهم النتائج التي توصلت لها الدراسة:‏ اأن عمليات العلم<br />

وردت يف كتب العلوم العرشة جمتمعة على النحو االآتي:‏ املالحظة،‏ واالتصال ، وتفسري<br />

البيانات،‏ والتجريب،‏ والقياس،‏ واالستدالل،‏ واستخدام االأرقام،‏ والتصنيف،‏ وضبط<br />

املتغريات،‏ والتنبوؤ،‏ وفرض الفروض،‏ وبنسب مئوية )%31، ٢٥%، %11، %9.6، %7، %5،<br />

،%4 ،%3 ،%2 ،%2 )%0.4 على الرتتيب.‏<br />

واأجرى اأبو جحجوح )2011( دراسة هدفت اإىل استنباط عمليات العلم االأساسية من<br />

بعض اآيات القراآن الكرمي،‏ وكذلك استنباط عمليات العلم التكاملية،‏ وتوصلت الدراسة اإىل اأن<br />

القراآن الكرمي زاخر بعمليات العلم االأساسية والتكاملية،‏ ومن اأمثلة عمليات العلم االأساسية<br />

التي تقصَّ‏ ت عنها الدراسة وكشفتها يف القراآن الكرمي عمليات:‏ املالحظة،‏ والقياس،‏<br />

والتصنيف،‏ واالستدالل،‏ واالستقراء،‏ واالستنباط،‏ والتنبوؤ،‏ واستخدام االأرقام،‏ والتواصل،‏<br />

ومن اأمثلة عمليات العلم التكاملية:‏ فرض الفروض،‏ والتفسري،‏ والتعريفات االإجرائية،‏<br />

وضبط املتغريات،‏ والتجريب.‏<br />

تعقيب على الدراسات السابقة:‏<br />

يالحظ الباحث من خالل استعراض الدراسات السابقة املتعلقة مبوضوع<br />

عمليات العلم ما ياأتي:‏<br />

) ، دراسة<br />

61<br />

♦<br />

‏♦توصلت نتائج بعض الدراسات السابقة مثل:‏ دراسة عبدالفتاح )1999<br />

الشعيلي وخطايبة )2003( ، ودراسة عبدالهادي )2003( ، دراسة اأبو جحجوح )2008(<br />

اإىل اختالف نسب تضمني عمليات العلم يف كتب العلوم.‏


عمليات العلم املتضمنة في دليل املعلم لألنشطة والتجارب العملية<br />

لكتب العلوم للمرحلة األساسية باألردن<br />

أ.‏ حسني القطيش<br />

مل يجد الباحث بني الدراسات السابقة اختالفاً‏ من حيث املنهج فجميعهما استخدمت<br />

املنهج الوصفي التحليلي يف تفسري النتائج،‏ عدا دراسة برذرتون وبرس )& Brotherton<br />

)Prese, 1996 حيث استخدم املنهج التجريبي.‏<br />

62<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

هناك دراسة واحده تناولت حتليل كراسة التدريبات واالأنشطة العلمية لكتابي<br />

العلوم بالصف الرابع واخلامس يف ‏ضوء عمليات العلم االأساسية وهي:‏ دراسة عبدالهادي<br />

)2003( ، وهي تشابه الدراسة احلالية يف عمليات العلم االأساسية،‏ وتختلف يف حتليل<br />

عمليات العلم املتكاملة.‏<br />

هناك بعض دراسات تناولت حتليل كتب العلوم للمرحلة االأساسية يف ‏ضوء عمليات<br />

العلم باستخدام اأداة حتليل املحتوى وهي:‏ دراسة االغا والزعانني )2000( و دراسة عبد<br />

املجيد )2004( ، ودراسة اأبو جحجوح )2008( ، وبعضها االآخر تناول حتليل االأنشطة<br />

العلمية يف كتب العلوم يف ‏ضوء عمليات العلم باستخدام اأداة حتليل املحتوى وهي:‏ دراسة<br />

عبدالفتاح )1999( ، ودراسة الشعيلي،‏ وخطايبة )2003( بينما الدراسة احلالية مل تتناول<br />

حتليل كتب العلوم،‏ وامنا دليل املعلم.‏<br />

تتفق الدراسة احلالية مع الدراسات السابقة يف تناول موضوع عمليات العلم،‏ اإال<br />

اأن الدراسة احلالية تختلف عن الدراسات السابقة برتكيزها على عمليات العلم املتضمنة<br />

يف دليل االأنشطة والتجارب العملية لكتب العلوم للمرحلة االأساسية بالأردن.‏ وقد استفاد<br />

الباحث من الدراسات السابقة يف تصميم استمارة التحليل،‏ وتنفيذ اإجراءاتها،‏ ومناقشة<br />

النتائج.‏<br />

مل يجد الباحث اأية دراسة تتعلق بتحليل دليل املعلم لالأنشطة والتجارب العملية<br />

لكتب العلوم للمرحلة االأساسية ‏سواء على املستوى املحلي اأم العربي حسب علمه،‏ لذلك تعد<br />

هذه الدراسة االأوىل على املستوى املحلي.‏<br />

الطريقة واإلجراءات:‏<br />

منهج الدراسة:‏<br />

اتبعت الدارسة املنهج الوصفي التحليلي باستخدام حتليل املضمون ‏)املحتوى(‏ ، الذي<br />

يعد اأحد اأساليب البحث العلمي التي تستخدم يف حتليل حمتوى املناهج الدراسية والكتب<br />

املدرسية حتديداً،‏ لدراسة مدى تناول تلك الكتب للقضية موضع الدراسة ‏)طعيمة،‏ 1985(<br />

. ولذلك استخدم الباحث اأسلوب حتليل املحتوى يف هذه الدراسة الأنه االأنسب لتحقيق<br />

اأهداف هذه الدراسة،‏ وذلك من خالل حتليل حمتوى دليل املعلم لالأنشطة والتجارب العملية


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

لكتب العلوم للمرحلة االأساسية يف االأردن لتحديد مدى تضمينها لعمليات العلم موضوع<br />

الدراسة.‏<br />

جمتمع الدراسة وعينتها:‏<br />

تكوّن جمتمع الدراسة من جميع االأنشطة العلمية الواردة يف اأدلة املعلم اخلاصة<br />

بالأنشطة والتجارب العملية العلوم العامة التي يستخدمها املعلم يف تدرس العلوم لطلبة<br />

املرحلة االأساسية يف االأردن يف العام الدراسي ‎2011‎م 2010/ . وتكونت عينة الدراسة<br />

من جمتمعها.‏ واجلدول )1( يوضح ذلك.‏<br />

معلومات عامة<br />

عدد الوحدات<br />

عدد االأنشطة والتجارب<br />

عدد الصفحات<br />

أداة الدراسة:‏<br />

الجدول )1(<br />

مواصفات أدلة المعلم لألنشطة والتجارب العملية العلوم العامة في المرحلة األساسية<br />

دليل املعلم لالأنشطة والتجارب العملية<br />

العلوم العامة للصفوف<br />

الرابع اخلامس السادس<br />

8<br />

9<br />

74<br />

63<br />

8<br />

10<br />

30<br />

6<br />

17<br />

58<br />

دليل املعلم لالأنشطة والتجارب<br />

العملية العلوم العامة للصفني<br />

السابع الثامن<br />

9<br />

14<br />

57<br />

9<br />

18<br />

67<br />

املجموع<br />

40<br />

68<br />

286<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

اأعدَّ‏ الباحث اأداة الدراسة املتمثلة بقائمة بعمليات العلم املتضمنة يف دليل املعلم<br />

لالأنشطة والتجارب العملية ‏)العلوم العامة(‏ لصفوف املرحلة االأساسية،‏ وقد مر اإعداد اأداة<br />

الدراسة بعدد من اخلطوات االآتية:‏<br />

االطالع على بعض الدراسات السابقة التي تناولت كتب العلوم بالتحليل يف ‏ضوء<br />

عمليات العلم،‏ وما توصلت اإليه من نتائج،‏ وبخاصة دراسات:‏ االأغا والزعانني )2000( ،<br />

وعبد املجيد )2004( ، وعبدالفتاح )1999( ، والشعيلي،‏ وخطايبة )2003( ، وعبد الهادي<br />

)2003( ، واأبو جحجوح )2008( .<br />

استطالع اآراء مرشيف العلوم ومعلميها العاملني بامليدان يف وزارة الرتبية<br />

والتعليم االأردنية،‏ من خالل توجيه ‏سوؤال مفتوح اإىل تسعة منهم حول عمليات العلم التي<br />

يجب تضمينها يف حمتويات دليل املعلم لالأنشطة والتجارب العملية والرضورية لطلبة<br />

املرحلة االأساسية.‏<br />

ونتيجة االإجراءات السابقة توصل الباحث اإىل الصورة االأولية لقائمة عمليات<br />

العلم الواجب تضمينها يف حمتويات دليل املعلم لالأنشطة والتجارب العملية،‏ وتوزعت على


عمليات العلم املتضمنة في دليل املعلم لألنشطة والتجارب العملية<br />

لكتب العلوم للمرحلة األساسية باألردن<br />

أ.‏ حسني القطيش<br />

حمورين هما:‏ املحور االأول عمليات العلم االأساسية،‏ وعددها )12( عملية،‏ واملحور الثاين<br />

عمليات العلم املتكاملة،‏ وعددها )5( عمليات.‏<br />

وعرضت القائمة يف ‏صورتها االأولية على ثالثة من املحكمني املتخصصني<br />

مبناهج وطرق تدريس العلوم،‏ وذلك الإبداء الراأي حول مدى مناسبة العمليات الواردة<br />

بالقائمة وصياغتها،‏ وقد اأسفرت عملية التحكيم عن حذف عملية التعريفات االإجرائية<br />

من عمليات العلم املتكاملة،‏ ودمج عمليات االستنباط واالستنتاج معاً،‏ ودمج عمليات<br />

االستدالل واالستقصاء معاً‏ من عمليات العلم االأساسية.وبعد اإجراء التعديالت التي اأشار<br />

اإليها املحكمون،‏ وصلت قائمة عمليات العلم اإىل ‏صورتها النهائية حيث ‏شمل املحور<br />

االأول عمليات علم اأساسية وعددها )10( عمليات هي:‏ املالحظة،‏ والقياس،‏ والتصنيف،‏<br />

واالستنتاج،‏ واالستقراء،‏ واالستدالل،‏ والتنبوؤ،‏ واستخدام االأرقام،‏ واستخدام العالقات<br />

املكانية والزمانية،‏ واالتصال،‏ واملحور الثاين عمليات العلم املتكاملة وعددها )4( عمليات<br />

وهي:‏ ‏ضبط املتغريات،‏ ووضع الفرضيات،‏ والتجريب،‏ والتفسري.‏<br />

وقد اُستخدمت جمموعة من املوؤرشات لكل عملية من عمليات العلم اعتماداً‏ على<br />

االأدب النظري والدراسات السابقة االآتية:‏ ‏)دراسة اأبي جحجوح ‏،‏‎2008‎‏،ص 1393- 1395(،<br />

‏)القواقنة واآخرون،‏ 2008، ‏ص 14- 16( ، ‏)حطاب واآخرون،‏ 2008، ‏ص 10- 12( التي<br />

استخدمت هذه املوؤرشات ‏)انظر ملحق )1( ) .<br />

وبذلك يكون الباحث اأجاب عن السوؤال الثاين من اأسئلة الدراسة،‏ الذي ينص على:‏ ‏»ما<br />

عمليات العلم الواجب تضمينها يف دليل االأنشطة والتجارب العملية لكتب العلوم للمرحلة<br />

االأساسية بالأردن؟«‏<br />

64<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

●<br />

●<br />

حتليل احملتوى:‏<br />

استخدم الباحث-‏ بهدف حتليل حمتويات دليل املعلم لالأنشطة والتجارب العملية<br />

‏)العلوم العامة(‏ لصفوف املرحلة االأساسية-‏ اأداة حتليل املحتوى،‏ التي اشتملت على ما<br />

ياأتي:‏<br />

‏●الهدف من التحليل:‏ تهدف عملية التحليل اإىل حتديد عمليات العلم املتضمنة يف<br />

دليل املعلم لالأنشطة والتجارب العملية لكتب العلوم للمرحلة االأساسية،‏ ورصد تكرارات كل<br />

عملية منها.‏<br />

‏●فئة التحليل:‏ االعتماد على عمليات العلم االأساسية،‏ وعمليات العلم املتكاملة<br />

الواردة بأداة التحليل وعددها )14( عملية فرعية ‏ضمن حمورين لكونها االأنسب لتحقيق<br />

اأهداف الدراسة.‏


●<br />

●<br />

●<br />

<br />

مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

‏●وحدة التحليل : اختريت الفقرة التي تتضمن النتاجات اخلاصة بكل نشاط وجتربة،‏<br />

واخلطوة اأو اخلطوات املتعددة من النشاط والتجربة كوحدة للتحليل،‏ نظراً‏ ملناسبتها للهدف<br />

من عملية التحليل،‏ ومن املفرتض اأن حتتوي االأنشطة العلمية على نوع واحد اأو اأكرث من<br />

عمليات العلم،‏ وحُ‏ للت االأنشطة والتجارب العملية وفق بطاقة التحليل امللحق )1( .<br />

‏●تكرارات ظهور وحدة التحليل:‏ وذلك من خالل حساب تكرار عمليات العلم املراد<br />

حتليل حمتويات دليل املعلم يف ‏ضوئها.‏<br />

‏●ضوابط عملية التحليل:‏ مت التحليل يف اإطار املحتوى والتعريف االإجرائي لكل<br />

عملية من عمليات العلم مبوؤرشاتها،‏ ويشمل التحليل وحدات دليل املعلم لالأنشطة والتجارب<br />

العملية العلوم العامة للمرحلة االأساسية مبا حتتوي من اأنشطة وجتارب عملية،‏ واُستبعدت<br />

الرسوم التوضيحية والصور واالشكال واأسئلة التقومي املوجودة يف كل دليل،‏ واُستخدمت<br />

استمارة لرصد النتائج ملحق )١( ، وتكرار عمليات العلم.‏<br />

● ‏●خطوات عملية التحليل:‏<br />

حصل الباحث على اأحدث طبعة من كتب دليل املعلم لالأنشطة والتجارب العملية،‏<br />

العلوم العامة املقررة من الصف الرابع حتى الصف الثامن من املرحلة االأساسية يف العام<br />

الدراسي 2010- 2011 واجلدول )2( يوضح الوحدات الدراسية التي تشتمل عليها الكتب.‏<br />

الدليل<br />

الوحدات<br />

االأوىل<br />

الثانية<br />

الثالثة<br />

الصف الرابع<br />

الكائنات احلية والبيئة<br />

الضوء<br />

املادة<br />

الجدول )2(<br />

يوضح الوحدات الدراسية لكل صف دراسي<br />

الصف اخلامس<br />

النمو والوراثة<br />

احلركة والقوة<br />

املادة<br />

الصف السادس<br />

الكهرباء<br />

واملغناطيسية<br />

العنارص واملركبات<br />

جسم االنسان<br />

الصف السابع<br />

تركيب املادة<br />

وتغرياتها<br />

تصنيف الكائنات<br />

احلية<br />

التكاثر يف<br />

الكائنات احلية<br />

الصف الثامن<br />

الكائنات<br />

احلية<br />

الوراثة<br />

احلركة والقوة<br />

الرابعه<br />

الكهرباء واملغناطيس<br />

املادة النقية<br />

اخللية<br />

القوة والضغط<br />

الضوء<br />

اخلامسة<br />

السادسة<br />

النبات<br />

علوم االأرض والفضاء<br />

الطاقة من حولنا<br />

املاء والطقس<br />

مصادر الطاقة<br />

الضوء<br />

االأرصاد اجلوية<br />

تاريخ االأرض<br />

علوم االأرض<br />

والفضاء<br />

البنية<br />

االلكرتونية<br />

65


عمليات العلم املتضمنة في دليل املعلم لألنشطة والتجارب العملية<br />

لكتب العلوم للمرحلة األساسية باألردن<br />

أ.‏ حسني القطيش<br />

الدليل<br />

الوحدات<br />

السابعة<br />

الثامنة<br />

التاسعة<br />

الصف الرابع<br />

الصف اخلامس<br />

الصوت<br />

تغري ‏سطح االأرض<br />

66<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

الصف السادس<br />

علوم االأرض<br />

الفلك<br />

الصف السابع<br />

الصف الثامن<br />

تفاعالت<br />

العنارص<br />

احلرارة<br />

الصناعات<br />

الكيميائية<br />

الكثافة واملرونة<br />

الظاهرة<br />

املوجية<br />

االستجابة والسلوك<br />

حُ‏ للت كل وحدة على حدة،‏ وروجعت كل ‏صفحة من ‏صفحاتها،‏ للحصول على مدى<br />

تكرار البنود يف ‏شكل حتليل وصف كمي،‏ ثم قُ‏ ‏سم كل نشاط وجتربة اإىل خطوة واحدة اأو<br />

خطوات عدة لتنفيذه،‏ وقراءة الفقرة التي تتضمن النتاجات اخلاصة بكل نشاط وجتربة<br />

لتحديد فكرة او اأكرث،‏ وحتديد االأفكار التي تتضمن عمليات العلم.‏<br />

تصنيف كل فكرة اإىل اإحدى عمليات العلم املحددة بأداة حتليل املحتوى<br />

املذكورة.‏<br />

جمع تكرارات كل عملية من عمليات العلم يف كل دليل ولكل ‏صف،‏ وحساب نسبها<br />

املئوية.‏<br />

صدق احملكمني:‏<br />

عرض الباحث اأداة التحليل على ثالثة من املحكمني املتخصصني مبناهج وطرق<br />

تدريس العلوم،‏ وقد اأبدوا راأيهم يف استمارة التحليل من حيث وضوح العبارة،‏ وارتباطها<br />

باملحور الذي تنتمي اإليه،‏ وارتباط كل بند من بنود االستمارة بالهدف من وضع استمارة<br />

التحليل،‏ وقد جاءت اآراوؤهم متفقة على اأن استمارة التحليل تفي مبا وضعت من اأجله،‏ مع<br />

االإشارة لبعض التعديالت التي اأشار اإليها املحكمون،‏ والتي اأخذ بها الباحث يف تعديل<br />

استمارة التحليل،‏ حتى وصلت قائمة عمليات العلم اإىل ‏صورتها النهائية.‏<br />

صدق التحليل:‏<br />

للتحقق من ‏صدق التحليل حلَّل الباحث عينة من االأدلة املستهدفة،‏ كما حلَّل باحث<br />

اآخر العينة نفسها،‏ وذلك بعد االتفاق على جميع االإجراءات اخلاصة بالتحليل،‏ ثم حُ‏ ‏سبت<br />

نقاط االتفاق واالختالف بني التحليل االأول والثاين باستخدام معادلة هولستي )Holesty(<br />

حلساب معامل االتفاق ‏)طعيمة،‏ 1985( 177: اآالتية:‏<br />

معامل االتفاق=‏ !Error !Error 100×


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

وبلغت قيمة معامل االتفاق )0.88( ، ويعد الباحث هذه القيمة مقبولة وصاحله<br />

الأغراض هذه الدراسة.‏<br />

ثبات التحليل:‏<br />

للتحقق من ثبات التحليل حلَّل الباحث عينة من االأدلة املستهدفة،‏ ثم بعد ثالثة<br />

اأسابيع من التحليل االأول اأعاد الباحث التحليل مرة اأخرى ومن ثم حُ‏ ‏سبت نسبة االتفاق بني<br />

التحليلني االأول والثاين لالأدلة باستخدام معادلة هولستي )Holesty( ، وبلغت قيمة معامل<br />

الثبات بني التحليلني )0.86( ، وهذا موؤرش على ثبات التحليل.‏<br />

إجراءات الدراسة:‏<br />

قام الباحث باالإجراءات االآتية لتنفيذ الدراسة،‏ واحلصول على النتائج وهي كما<br />

ياأتي:‏<br />

االطالع على االأدب الرتبوي والدراسات السابقة املتعلقة بالدراسة احلالية،‏ ثم<br />

اإعداد قائمة بعمليات العلم،‏ وحتكيمها.‏<br />

67<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

بناء اأداة حتليل على ‏شكل استمارة حتليل تكونت من عمليات العلم وموؤرشاتها،‏<br />

وتكراراتها.‏<br />

حتليل حمتوى اأدلة املعلم اخلاصة بالأنشطة والتجارب العملية العلوم العامة يف<br />

‏ضوء تلك العمليات بعد التأكد من ‏صدق عملية التحليل وثباتها.‏<br />

تفريغ استمارات التحليل يف استمارة واحدة حلساب التكرارات ومعرفة النتائج.‏<br />

حتليل نتائج الدراسة ومناقشتها،‏ ثم اقرتاح بعض التوصيات يف ‏ضوء نتائج<br />

الدراسة.‏<br />

املعاجلة اإلحصائية:‏<br />

لضمان احلصول على النتائج ودقتها،‏ فقد اأدخلت البيانات التي جُ‏ معت باالستعانة<br />

باستمارات التحليل يف ذاكرة احلاسوب ثم عُ‏ وجلت احصائياً‏ باستخدام برنامج ،)SPSS(<br />

ومن ثمَّ‏ حُ‏ لِّلت البيانات واملعلومات التي جمعت باستخدام االأساليب االإحصائية االآتية:‏<br />

النسب املئوية والرتب.‏<br />

نتائج الدراسة ومناقشتها:‏<br />

‏◄◄اأوالً-‏ النتائج املتعلقة بالإجابة عن ‏سوؤال الدراسة االأول ومناقشتها:‏


عمليات العلم املتضمنة في دليل املعلم لألنشطة والتجارب العملية<br />

لكتب العلوم للمرحلة األساسية باألردن<br />

أ.‏ حسني القطيش<br />

نص السوؤال االأول:‏ ‏»ما عدد االأنشطة والتجارب العملية يف دليل االأنشطة<br />

والتجارب العملية لكتب العلوم للمرحلة االأساسية يف االأردن؟«‏ لالإجابة عن<br />

هذا السوؤال حُ‏ ‏رصت االأنشطة والتجارب العملية يف كل دليل بحسب الصف،‏ وحُ‏ ‏سبت تكراراتها<br />

ونسبها املئوية والرتبة،‏ واجلدول )3( يبني عدد االأنشطة والتجارب العملية ونسبها املئوية<br />

بكل دليل لكتاب العلوم لالأنشطة والتجارب العملية للصف الدراسي الواحد.‏<br />

الجدول )3(<br />

عدد األنشطة ونسبتها المتضمنة في دليل األنشطة والتجارب العملية<br />

لكتب العلوم للمرحلة األساسية بحسب الصف<br />

دليل املعلم لالأنشطة العملية<br />

عدد االأنشطة العلمية ‏)تكرار(‏<br />

النسبة املئوية%‏<br />

الرتبة<br />

2<br />

25<br />

17<br />

دليل العلوم لالأنشطة للصف الرابع<br />

4<br />

14.71<br />

10<br />

دليل العلوم لالأنشطة للصف اخلامس<br />

5<br />

13.23<br />

9<br />

دليل العلوم لالأنشطة للصف السادس<br />

1<br />

26.47<br />

18<br />

دليل العلوم لالأنشطة للصف السابع<br />

3<br />

20.59<br />

14<br />

دليل العلوم لالأنشطة للصف الثامن<br />

100<br />

68<br />

املجموع<br />

ويتبني من اجلدول )3( اأن عدد االأنشطة والتجارب العملية يختلف من ‏صف اإىل اآخر يف<br />

املرحلة االأساسية،‏ حيث يظهر اأن اأعلى نسبة لالأنشطة والتجارب العملية هي تلك املوجودة<br />

يف دليل العلوم لالأنشطة للصف السابع بنسبة )%26.47( ، واحتل املرتبة االأوىل،‏ ويليها<br />

يف املرتبة الثانية دليل العلوم لالأنشطة للصف الرابع بنسبة )%25( ، ويليها يف املرتبة<br />

الثالثة دليل العلوم لالأنشطة للصف الثامن بنسبة )%20.59( ، ويليها يف املرتبة الرابعة<br />

دليل العلوم لالأنشطة للصف اخلامس بنسبة )%14.71( ، واأخرياً‏ يف املرتبة اخلامسة دليل<br />

العلوم لالأنشطة للصف السادس بنسبة )%13.23( ، ويعزو الباحث ذلك اإىل اختالف كمية<br />

املعلومات الواردة يف كتاب العلوم بكل ‏صف دراسي حيث حتتاج بعض املفاهيم اإىل<br />

اأنشطة،‏ وبعضها االآخر ال يحتاج،‏ اإضافة اإىل احتواء كتب العلوم املخصصة للطلبة على<br />

االأنشطة والتجارب العملية الداعمة للمادة النظرية.‏ اإضافة اإىل اختالف موؤلفي حمتويات<br />

اأدلة كتب العلوم لكل ‏صف دراسي،‏ وضعف التنسيق بني اأعضاء جلان التأليف.واتفقت<br />

نتائج هذا السوؤال مع دراسة الشعيلي،‏ وخطايبة )2003( التي اأظهرت عدم توزع االأنشطة<br />

العلمية بالتساوي من ‏صف الآخر ‏ضمن كتب العلوم.‏<br />

68


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

‏◄◄ثانياً-‏ النتائج املتعلقة بالإجابة عن ‏سوؤال الدراسة الثاين ومناقشتها:‏<br />

نص السوؤال الثاين:‏ ‏»ما عمليات العلم الواجب تضمينها يف دليل االأنشطة<br />

والتجارب العملية لكتب العلوم للمرحلة االأساسية يف االأردن؟«‏ لالإجابة عن<br />

هذا السوؤال عمل عدداً‏ من اخلطوات واالإجراءات التي اأدت اإىل التوصل اإىل اأداة الدراسة ‏)انظر<br />

امللحق )1( بصورتها النهائية حسب اإجماع املحكمني،‏ حيث اأشاروا اإىل اأربع عرشة عملية علم<br />

ينبغي تضمينها يف دليل االأنشطة والتجارب العملية لكتب العلوم للمرحلة االأساسية،‏ منها<br />

عرش عمليات علم اأساسية وهي:‏ املالحظة،‏ والقياس،‏ والتصنيف،‏ واالستنتاج،‏ واالستقراء،‏<br />

واالستدالل،‏ والتنبوؤ،‏ واستخدام االأرقام،‏ واستخدام العالقات املكانية والزمانية،‏ واالتصال،‏<br />

واأربع عمليات علم متكاملة وهي:‏ ‏ضبط املتغريات،‏ ووضع الفرضيات،‏ والتجريب،‏ والتفسري.‏<br />

اإضافة اإىل جمموعة من املوؤرشات لكل عملية من عمليات العلم االأساسية واملتكاملة.‏ كما<br />

يتضح يف امللحق )1(( .<br />

‏◄◄ثالثاً-‏ النتائج املتعلقة بالإجابة عن ‏سوؤال الدراسة الثالث ومناقشتها:‏<br />

نص السوؤال الثالث:‏ ‏»ما عمليات العلم االأساسية املتضمنة يف دليل<br />

االأنشطة والتجارب العملية لكل كتاب من كتب العلوم للمرحلة االأساسية<br />

يف االأردن؟«‏ لالإجابة عن هذا السوؤال اُستخدمت اأداة الدراسة،‏ وهي استمارة حتليل<br />

املحتوى لتحديد عمليات العلم االأساسية املتضمنة يف دليل االأنشطة والتجارب العملية<br />

لكتب العلوم لكل ‏صف دراسي على حدة،‏ وحُ‏ ‏سبت تكراراتها ونسبها املئوية،‏ واجلدول )4(<br />

يبني التكرارات والنسب املئوية لكل عملية من عمليات العلم االأساسية املتضمنة بدليل<br />

العلوم لالأنشطة للمرحلة االأساسية لكل ‏صف دراسي.‏<br />

الجدول )4(<br />

عمليات العلم األساسية المتضمنة في دليل األنشطة والتجارب العملية<br />

لكتب العلوم للمرحلة األساسية ‏)للصفوف الرابع-‏ الثامن(‏<br />

عملية العلم<br />

تكرار<br />

رابع<br />

تكرار النسبة%‏<br />

خامس<br />

تكرار النسبة%‏<br />

‏سادس<br />

تكرار النسبة%‏<br />

‏سابع<br />

تكرار النسبة%‏<br />

ثامن<br />

النسبة%‏<br />

25<br />

8<br />

27.02<br />

10<br />

41.66<br />

15<br />

42.32<br />

11<br />

34.21<br />

املالحظة 13<br />

18.75<br />

6<br />

8.11<br />

3<br />

2.78<br />

1<br />

0<br />

0<br />

5.27<br />

2<br />

القياس<br />

6.25<br />

2<br />

16.21<br />

6<br />

2.78<br />

1<br />

7.70<br />

2<br />

7.89<br />

3<br />

التصنيف<br />

28.13<br />

9<br />

24.32<br />

9<br />

22.23<br />

8<br />

38.46<br />

10<br />

23.69<br />

9<br />

االستنتاج<br />

69


عمليات العلم املتضمنة في دليل املعلم لألنشطة والتجارب العملية<br />

لكتب العلوم للمرحلة األساسية باألردن<br />

أ.‏ حسني القطيش<br />

عملية العلم<br />

رابع<br />

تكرار النسبة%‏<br />

خامس<br />

تكرار النسبة%‏<br />

‏سادس<br />

تكرار النسبة%‏<br />

‏سابع<br />

تكرار النسبة%‏<br />

ثامن<br />

تكرار النسبة%‏<br />

0<br />

9.38<br />

6.25<br />

3.12<br />

0<br />

0<br />

3<br />

2<br />

1<br />

0<br />

0<br />

5.41<br />

5.41<br />

0<br />

0<br />

0<br />

2<br />

2<br />

0<br />

0<br />

0<br />

0<br />

0<br />

30.55<br />

0<br />

0<br />

0<br />

0<br />

11<br />

0<br />

0<br />

3.84<br />

3.84<br />

3.84<br />

0<br />

0<br />

1<br />

1<br />

1<br />

0<br />

0<br />

13.16<br />

10.52<br />

0<br />

2.63<br />

0<br />

5<br />

4<br />

0<br />

1<br />

االستقراء<br />

االستدالل<br />

التنبوؤ<br />

استخدام االأرقام<br />

العالقات املكانية<br />

والزمانية<br />

3.12<br />

1<br />

13.52<br />

5<br />

0<br />

0<br />

0<br />

0<br />

2.63<br />

1<br />

االتصال<br />

100<br />

32<br />

100<br />

37<br />

100<br />

36<br />

100<br />

26<br />

100<br />

املجموع 38<br />

يحتوي النشاط او التجربة على أكثر من عملية من عمليات العلم األساسية<br />

يتبني من اجلدول )4( ان اأكرث عمليات العلم االأساسية تضميناً‏ يف االأنشطة والتجارب<br />

العلمية لدليل االأنشطة والتجارب العملية لكتب العلوم للصفوف الرابع،‏ واخلامس،‏ والسابع<br />

هي عملية املالحظة بنسبة بلغت على التوايل )%34.21، %42.32،%41.66،%27.02( ،<br />

وجاءت يف املرتبة االأوىل،‏ بينما دليل اأنشطة وجتارب العلوم للصف الثامن اختلف عما<br />

‏سبق من االأدلة حيث جاءت عملية االستنتاج اأوالً،‏ بنسبة بلغت )%25( ، كذلك يتبني من<br />

اجلدول )4( ان اأكرث عمليات العلم االأساسية تضميناً‏ يف االأنشطة والتجارب العلمية لدليل<br />

االأنشطة والتجارب العملية لكتب العلوم للصف الرابع هي عملية املالحظة بنسبة بلغت<br />

)%34.21( ، وجاءت يف املرتبة االأوىل،‏ ويف املرتبة االأخرية عملية استخدام العالقات<br />

املكانية والزمانية وعملية االتصال بنشاط واحد يف دليل االأنشطة والتجارب العملية لكتب<br />

العلوم للصف الرابع،‏ بنسبة بلغت )%2.63( لكل منهما،‏ ويف دليل الصف اخلامس اأقلها<br />

تكراراً‏ ثالث عمليات هي:‏ عملية االستدالل وعملية التنبوؤ وعملية استخدام االأرقام،‏ وبنسبة<br />

بلغت )%3.84( لكل منها،‏ ويف دليل الصف السادس عمليتا القياس والتصنيف وبنسبة<br />

بلغت )%2.78( لكل منهما،‏ ويف دليل الصف السابع عمليتا االستدالل والتنبوؤ،‏ وبنسبة<br />

بلغت )%5.41( لكل منهما،‏ ويف دليل الصف الثامن عمليتا استخدام االأرقام واالتصال<br />

)%3.12( لكل منهما،‏ ورمبا يعزو الباحث السبب اإىل اأن عملية املالحظة تعد اأول عمليات<br />

العلم االأساسية واأبسطها،‏ ومن خاللها حتدد االأشياء والظواهر باستخدام احلواس وتستخدم<br />

لتمييز االأشياء يف الطبيعة.‏ بينما جاءت عمليتا االستدالل والتنبوؤ بنسب منخفضة يف دليل<br />

الصفني الرابع والسادس نتيجة تشابه املواضيع يف كتاب العلوم لكل منهما،‏ والتي تركز<br />

على جسم االإنسان والتغذية،‏ اإضافة اإىل مواضيع اأخرى،‏ رمبا راأى موؤلفو االأدلة عدم احلاجة<br />

ملثل هذه العمليات االأساسية.‏<br />

70


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

يتبني اأيضاً‏ من اجلدول )4( اأن عمليتيْ‏ االستقراء،‏ واستخدام العالقات املكانية<br />

والزمانية مل تُضمنا يف اأي نشاط من االأنشطة الواردة يف دليل العلوم لالأنشطة والتجارب<br />

العلمية للصفوف اخلامس،‏ السادس،‏ السابع،‏ الثامن،‏ كما اأن عمليتيْ‏ استخدام االأرقام<br />

و االستقراء مل تُضمنا يف دليل العلوم لالأنشطة والتجارب العلمية للصف الرابع،‏ ويعزو<br />

الباحث ذلك اإىل اأن عمليتي استخدام االأرقام واالستقراء حتتاجان اإىل مستويات تفكري<br />

عليا،‏ لهذا اكتفى موؤلفو الدليل بالرتكيز على العمليات االأخرى.‏ كذلك يعزو الباحث اإىل<br />

طبيعة منهاج العلوم املتنوع يف حمتواه العلمي،‏ ورمبا يكن السبب اإغفال موؤلفي هذا الدليل<br />

الرتكيز على هذه العمليات بدليل العلوم لالأنشطة والتجارب العلمية،‏ وترك ذلك اإىل تقدير<br />

معلمي العلوم بتناول هذه العمليات من خالل االأنشطة يف كتاب الطالب،‏ وحسب املستوى<br />

التعليمي للطلبة.‏<br />

ويتبني من اجلدول )4( ان االأنشطة والتجارب العلمية يف دليل الصف السابع مل حتتوِ‏<br />

على عملية استخدام االأرقام،‏ ويف حني خال دليل اأنشطة الصفوف اخلامس،‏ والسادس من<br />

عملية االتصال،‏ ودليل اخلامس من عملية القياس،‏ وخال دليل اأنشطة الصف السادس من<br />

عملية التنبوؤ.‏ ويعزو الباحث ذلك اإىل ‏ضعف اهتمام موؤلفي الدليل بعمليات العلم االأساسية<br />

السابقة،‏ او رمبا عدم وجود حاجة ملثل هذه العمليات يف تفسري املادة النظرية العلمية<br />

املوجودة يف كتاب الطالب.واتفقت نتائج هذا السوؤال مع دراسة عبدالهادي )2003( ،<br />

ودراسة اأبي جحجوح )2008( التي اأظهرت اأن عملية املالحظة اأكرث عمليات العلم نسبة.‏<br />

واختلفت نتائج هذا السوؤال مع دراسة الشعيلي،‏ وخطايبة )2003( التي اأظهرت اأن عملية<br />

االستقراء االأكرث نسبة،‏ ودراسة عبدالهادي )2003( التي اأسفرت عن اأن حمتوى كراسة<br />

التدريبات واالأنشطة العلمية اخلاصة بالصف الرابع،‏ تضمن عملية االستنتاج بنسبة )%34(<br />

اأعلى من ‏سائر عمليات العلم.‏<br />

‏◄◄رابعاً-‏ النتائج املتعلقة بالإجابة عن ‏سوؤال الدراسة الرابع ومناقشتها:‏<br />

نص السوؤال الرابع:‏ ‏»ما عمليات العلم املتكاملة املتضمنة يف دليل<br />

االأنشطة والتجارب العملية لكل كتاب من كتب العلوم للمرحلة االأساسية<br />

يف االأردن؟«‏ لالإجابة عن هذا السوؤال اُستخدمت اأداة الدراسة،‏ وهي استمارة حتليل<br />

املحتوى لتحديد عمليات العلم املتكاملة املتضمنة يف دليل االأنشطة والتجارب العملية<br />

لكتب العلوم لكل ‏صف دراسي على حدة،‏ وحُ‏ ‏سبت تكراراتها ونسبها املئوية،‏ واجلدول )5(<br />

يبني التكرارات والنسب املئوية لكل عملية من عمليات العلم املتكاملة املتضمنة بدليل<br />

العلوم لالأنشطة للمرحلة االأساسية لكل ‏صف دراسي .<br />

71


عمليات العلم املتضمنة في دليل املعلم لألنشطة والتجارب العملية<br />

لكتب العلوم للمرحلة األساسية باألردن<br />

أ.‏ حسني القطيش<br />

الجدول )5(<br />

عملية العلم<br />

‏ضبط املتغريات<br />

وضع الفرضيات<br />

التجريب<br />

تفسري<br />

املجموع<br />

عمليات العلم المتكاملة المتضمنة في دليل األنشطة والتجارب العملية<br />

لكتب العلوم للمرحلة األساسية ‏)للصفوف الرابع - الثامن(‏<br />

رابع خامس ‏سادس ‏سابع<br />

تكرار النسبة%‏ تكرار النسبة%‏ تكرار النسبة%‏ تكرار النسبة%‏<br />

ثامن<br />

تكرار النسبة%‏<br />

0 0<br />

0 0<br />

20 1<br />

80 4<br />

100 5<br />

0 0 0 0 0 0 11.10 1<br />

0 0 10 1 0 0 0 0<br />

14.29 1 50 5 42.86 3 44.45 4<br />

85.71 6 40 4 57.14 4 44.45 4<br />

100 7 100 10 100 7 100 9<br />

يحتوي النشاط او التجربة على أكثر من عملية من عمليات العلم األساسية<br />

يتبني من اجلدول )5( اأن اأكرث عمليات العلم املتكاملة تكراراً‏ يف اأدلة العلوم لالأنشطة<br />

والتجارب العلمية للصفوف الرابع،‏ واخلامس،‏ والسابع،‏ والثامن هي عملية التفسري،‏ وبنسبة<br />

بلغت على التوايل لكل منها )%44.45،%57.14، %85.71،%80( ، وكذلك عملية التجريب<br />

بالنسبة الأدلة اأنشطة الصف الرابع،‏ والسادس وبنسبة )%44.45،%50( لكل منها،‏ واأقلها<br />

تكراراً‏ هي عملية التجريب يف اأدلة العلوم لالأنشطة والتجارب العلمية للصفوف اخلامس،‏<br />

والسابع،‏ والثامن وبنسب متفاوتة على التوايل )%42.86،%14.29،%20( ، بينما ظهرت<br />

عملية ‏ضبط املتغريات يف دليل اأنشطة الرابع يف نشاط واحد،‏ وبنسبة بلغت )%11.1( ، ويف<br />

دليل اأنشطة الصف السادس وردت عملية وضع الفرضيات يف نشاط واحد،‏ بنسبة بلغت<br />

)%10( ، بينما خلت اأدلة العلوم لالأنشطة والتجارب العلمية للصفوف اخلامس،‏ والسادس،‏<br />

والسابع،‏ والثامن من عملية ‏ضبط املتغريات،‏ كذلك خلت اأدلة العلوم لالأنشطة والتجارب<br />

العلمية للصفوف الرابع،‏ واخلامس،‏ والسابع،‏ والثامن من عملية وضع الفرضيات،‏ ويعزو<br />

الباحث ذلك اإىل الرتكيز على عمليتي التجريب والتفسري كثرياً،‏ نظراً‏ لطبيعة املرحلة العمرية<br />

التي تتطلب مثل هذه العمليات،‏ واأن كثرياً‏ من الظواهر العلمية الواردة يف منهاج العلوم<br />

حتتاج اإىل تفسري وجتريب وقريب الأذهان الطلبة،‏ اإما فيما يتعلق بإهمال عمليتي ‏ضبط<br />

املتغريات ووضع الفرضيات يف االأدلة،‏ فريجع اإىل عدم وجود اآلية حمددة لوضع هذه<br />

االأنشطة بشكل متناسق حتى تغطي جميع عمليات العلم،‏ وكذلك اإغفال موؤلفي الدليل على<br />

تضمني عمليات العلم املتكاملة ‏ضمن االأنشطة والتجارب العلمية بشكل متوازن يف هذه<br />

الصفوف بالرغم من حاجة الطلبة لهذه العمليات يف هذه املرحلة العمرية،‏ واأيضاً‏ رمبا<br />

يكون السبب اأن هناك اأنشطة وجتارب علمية يف كتاب الطالب قد تتضمن عمليتي ‏ضبط<br />

72


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

املتغريات،‏ وضع الفرضيات.واتفقت نتائج هذا السوؤال مع دراسة اأبي جحجوح )2008(<br />

التي اأظهرت اأن عملية تفسري البيانات االأكرث نسبة من عمليات العلم املتكاملة.‏<br />

‏◄◄خامساً-‏ النتائج املتعلقة بالإجابة عن ‏سوؤال الدراسة اخلامس ومناقشتها:‏<br />

نص السوؤال اخلامس:‏ ‏»ما مدى تضمني عمليات العلم يف دليل االأنشطة<br />

والتجارب العملية لكتب العلوم ‏)جمتمعه(‏ للمرحلة االأساسية يف االأردن؟«‏<br />

لالإجابة عن هذا السوؤال اُستخدمت اأداة الدراسة،‏ وهي استمارة حتليل املحتوى لتحديد<br />

عمليات العلم ‏)جمتمعه(‏ واملتضمنة يف دليل االأنشطة والتجارب العملية لكتب العلوم<br />

للمرحلة االأساسية،‏ وحُ‏ ‏سبت تكراراتها ونسبها املئوية والرتبة،‏ واجلدوالن )6( و )7( يبينا<br />

التكرارات والنسب املئوية لكل عملية من عمليات العلم املتضمنة بدليل العلوم لالأنشطة<br />

للمرحلة االأساسية ‏)للصفوف الرابع-‏ الثامن(‏ .<br />

الجدول )6(<br />

التكرارات والنسب المئوية لعمليات العلم األساسية المتضمنة بدليل األنشطة والتجارب العملية<br />

لكتب العلوم للمرحلة األساسية ‏)للصفوف الرابع-‏ الثامن(‏<br />

عملية العلم املتضمنة<br />

املالحظة<br />

القياس<br />

التصنيف<br />

االستنتاج<br />

االستقراء<br />

االستدالل<br />

التنبوؤ<br />

استخدام االأرقام<br />

استخدام العالقات املكانية والزمانية<br />

االتصال<br />

املجموع<br />

رابع<br />

التكرار<br />

خامس ‏سادس<br />

15<br />

1<br />

1<br />

8<br />

0<br />

0<br />

0<br />

11<br />

0<br />

0<br />

73<br />

11<br />

0<br />

2<br />

10<br />

0<br />

1<br />

1<br />

1<br />

0<br />

0<br />

13<br />

2<br />

3<br />

9<br />

0<br />

5<br />

4<br />

0<br />

1<br />

1<br />

‏سابع<br />

10<br />

3<br />

6<br />

9<br />

0<br />

2<br />

2<br />

0<br />

0<br />

5<br />

ثامن<br />

8<br />

6<br />

2<br />

9<br />

0<br />

3<br />

2<br />

1<br />

0<br />

1<br />

املجموع<br />

57<br />

12<br />

13<br />

45<br />

0<br />

11<br />

9<br />

13<br />

1<br />

7<br />

النسبة املئوية%‏<br />

33.93<br />

7.14<br />

7.74<br />

26.79<br />

0<br />

6.55<br />

5.36<br />

7.74<br />

0.59<br />

4.16<br />

الرتبة<br />

1<br />

4<br />

3<br />

2<br />

9<br />

5<br />

6<br />

3<br />

8<br />

7<br />

100<br />

168<br />

يحتوي النشاط او التجربة على أكثر من عملية من عمليات العلم األساسية<br />

يتبني من اجلدول )6( اأن اأكرث عمليات العلم االأساسية تكراراً‏ هي عملية املالحظة<br />

بنسبة )%33.93( وجاءت يف املرتبة االأوىل،‏ ويف املرتبة الثانية عملية االستنتاج جاءت<br />

يف )45( نشاطاً‏ وجتربة بنسبة )%26.79( ، اأما يف املرتبة الثالثة فعملية التصنيف وعملية


عمليات العلم املتضمنة في دليل املعلم لألنشطة والتجارب العملية<br />

لكتب العلوم للمرحلة األساسية باألردن<br />

أ.‏ حسني القطيش<br />

استخدام االأرقام،‏ وجاءت يف )13( نشاطاً‏ وجتربة بنسبة )%7.74( لكل منهما،‏ بينما املرتبة<br />

الرابعة عملية القياس بنسبة )%7.14( يف )12( نشاطاً‏ وجتربة،‏ ويف املرتبة اخلامسة عملية<br />

االستدالل جاءت يف )11( نشاطاً‏ وجتربة بنسبة )%6.55( ، واملرتبة السادسة عملية التنبوؤ<br />

بنسبة )%5.36( يف )9( اأنشطة وجتربة،‏ واملرتبة السابعة عملية االتصال جاءت يف )7(<br />

اأنشطة وجتربة بنسبة )%4.16( ، وعملية استخدام العالقات املكانية والزمانية حصلت<br />

على املرتبة االأخرية حيث وردت يف نشاط واحد،‏ وبنسبة )%0.59( ، ومل تتناول االأنشطة<br />

والتجارب العملية عملية االستقراء،‏ ورمبا يعزو الباحث السبب يف ذلك اإىل عدم الرتكيز على<br />

عملية االستقراء واالكتفاء بعمليات العلم االأساسية االأخرى،‏ واإىل الكم الهائل من املعرفة<br />

الذي ال يسمح بتناول جميع عمليات العلم االأساسية بالقدر نفسه،‏ نتيجة لضيق الوقت<br />

املتاح لتنفيذها يف احلصص الصفية،‏ كذلك ميكن اأن تكون هناك اأنشطة وجتارب عملية<br />

خمربية يف كتب العلوم تتضمن هذه العملية،‏ وبالنسبة لعملية املالحظة فهي تعد اأساس<br />

عمليات العلم جميعاً،‏ ويُركز عليها يف الصفوف كافة.‏ واتفقت بعض نتائج هذا السوؤال مع<br />

دراسة عبدالفتاح )1999( ، ودراسة عبدالهادي )2003( ، ودراسة اأبي جحجوح )2008(<br />

التي اأظهرت تضمن عملية املالحظة اأكرث من باقي عمليات العلم.‏ واختلفت نتائج هذا<br />

السوؤال مع دراسة الشعيلي،‏ وخطايبة )2003( التي اأظهرت اأن عملية االستقراء االأكرث نسبة<br />

يف كتاب العلوم للصف الرابع االأساسي.‏<br />

الجدول )7(<br />

التكرارات والنسب المئوية لعمليات العلم المتكاملة بدليل األنشطة والتجارب العملية<br />

لكتب العلوم للمرحلة األساسية ‏)للصفوف الرابع-‏ الثامن(‏<br />

عملية العلم املتضمنة<br />

عدد االأنشطة العلمية ‏)تكرار(‏<br />

رابع خامس ‏سادس ‏سابع<br />

ثامن<br />

املجموع<br />

النسبة املئوية%‏<br />

الرتبة<br />

3<br />

2.63<br />

1<br />

0<br />

0<br />

0<br />

0<br />

1<br />

‏ضبط املتغريات<br />

3<br />

2.63<br />

1<br />

0<br />

0<br />

1<br />

0<br />

0<br />

وضع الفرضيات<br />

2<br />

36.85<br />

14<br />

1<br />

1<br />

5<br />

3<br />

4<br />

التجريب<br />

1<br />

57.89<br />

22<br />

4<br />

6<br />

4<br />

4<br />

4<br />

تفسري<br />

100<br />

38<br />

5<br />

7<br />

10<br />

7<br />

املجموع 9<br />

يحتوي النشاط او التجربة على أكثر من عملية من عمليات العلم المتكاملة<br />

74


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

يتبني من اجلدول )7( اأن اأكرث عمليات العلم املتكاملة تكراراً‏ هي عملية التفسري حيث<br />

تناولها )22( نشاطاً‏ وجتربة عملية،‏ وبنسبة )%57.89( ، وباملرتبة الثانية عملية التجريب<br />

يف )14( نشاطاً‏ وبنسبة )%36.85( ، واأقلها تكراراً‏ هي عمليتا ‏ضبط املتغريات ووضع<br />

الفرضيات،‏ حيث جاءت يف املرتبة الثالثة واالأخرية،‏ ويف نشاط واحد وبنسبة )%2.63(<br />

لكل منهما،‏ ورمبا يعزو الباحث السبب اإىل الرتكيز على تنمية املهارات واخلربات احلسية<br />

والتعامل مع االأجهزة واالأدوات املخربية دون العمل على اختبار الفرضيات واإمنا تفسري<br />

النتائج،‏ وقصور هذه االأدلة،‏ وبخاصة دليل الصف الثامن عن تناول عملية ‏ضبط املتغريات،‏<br />

بالرغم من حاجة الطلبة لتنمية هذه العملية لديهم يف هذه املرحلة العمرية ‏.واتفقت نتائج<br />

هذا السوؤال مع دراسة اأبي جحجوح )2008( التي اأظهرت اأن عملية تفسري البيانات االأكرث<br />

نسبة من عمليات العلم املتكاملة التي وردت يف كتب العلوم .<br />

التوصيات:‏<br />

‏.‏‎1‎تضمني 1 عمليات العلم املتكاملة:‏ ‏ضبط املتغريات ووضع الفرضيات يف دليل<br />

املعلم لالأنشطة والتجارب العلمية لكتاب العلوم للصف الثامن.‏<br />

‏.‏‎2‎تضمني 2 عمليات العلم االأساسية:‏ االستقراء،‏ واستخدام العالقات املكانية والزمانية<br />

يف دليل املعلم لالأنشطة والتجارب العلمية لكتاب العلوم للصفوف:‏ اخلامس،‏ والسادس،‏<br />

والسابع،‏ والثامن.‏<br />

‏.‏‎3‎اإعادة 3 النظر يف ‏صياغة دليل املعلم لالأنشطة والتجارب العلمية لكتاب العلوم لكل<br />

‏صف من ‏صفوف املرحلة االأساسية يف االأردن،‏ بحيث تتضمن هذه االأدلة عمليات العلم<br />

االأساسية واملتكاملة بشكل متوازن،‏ وحسب الفئة العمرية املستهدفة.‏<br />

‏.‏‎4‎تدريب 4 معلمي العلوم على تنمية عمليات العلم عند طلبة املرحلة االأساسية من<br />

خالل تنفيذ االأنشطة والتجارب العلمية الواردة يف دليل االأنشطة والتجارب العلمية .<br />

‏.‏‎5‎اقرتاح 5 اإجراء دراسة تبني مدى تضمني كتب العلوم للمرحلة االأساسية لعمليات<br />

العلم.‏<br />

75


عمليات العلم املتضمنة في دليل املعلم لألنشطة والتجارب العملية<br />

لكتب العلوم للمرحلة األساسية باألردن<br />

أ.‏ حسني القطيش<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

أوالً-‏ املراجع العربية:‏<br />

‎1‎اأبو . 1 غريب،‏ عايدة عباس )1995 ) روؤية مستقبلية ملناهج الدراسات االجتماعية بالتعليم<br />

العام يف مرص يف ‏ضوء ‏سياسة تطوير املناهج واالجتاهات العاملية املعارصة،‏ جملة<br />

العلوم الرتبوية،‏ عدد خاص،‏‎3‎ )4( ، جامعة الريموك،‏ 167- 203.<br />

‎2‎االغا،‏ . 2 احسان والزعانني،‏ جمال.‏ )2000 ) ، مدى توافر بعض عنارص التنور العلمي<br />

يف كتب العلوم للمرحلة االبتدائية،‏ املوؤمتر العلمي الرابع للجمعية املرصية للرتبية<br />

العلمية،‏ الرتبية العلمية للجميع،‏ -31 3 اغسطس ،2000 )1( ، -163 .201<br />

‎3‎حطاب،‏ . 3 خولة واآخرون.‏ )2008 ) . دليل املعلم لالأنشطة والتجارب العملية العلوم العامة<br />

للصفوف السابع والثامن،‏ ط‎1‎‏،‏ وزارة الرتبية والتعليم،‏ اإدارة املناهج والكتب املدرسية،‏<br />

عمان:‏ مطبعة الصفدي.‏<br />

‎4‎حميدة،‏ . 4 امام خمتار.‏ )2000( ‏.اأسس بناء وتنظيمات املناهج ‏)الواقع واملأمول(‏ ، ط‎3‎ ،<br />

القاهرة:‏ دار زهراء الرشق.‏<br />

‎5‎الدردور،‏ . 5 عامر.‏ )2001 ) . اأثر استخدام اخلرائط املفاهيمية يف تنمية التفكري الناقد لدى<br />

طلبة الصف السادس االأساسي.‏ رسالة ماجستري غري منشورة،‏ جامعة الريموك،‏ اإربد.‏<br />

‎6‎الدمرداش،‏ . 6 ‏صربي.‏ )2001 ) . املناهج حارضاً‏ ومستقبالً،‏ الكويت:‏ مكتبة املنار<br />

االإسالمية.‏<br />

‎7‎دمعه،‏ . 7 جميد اإبراهيم ومرسي،‏ حممد منري.‏ )1982 ) . الكتاب ومدى مالءمته لعمليتي<br />

التعلم والتعليم يف املرحلة االبتدائية،‏ املنظمة العربية للرتبية والثقافة والعلوم،‏ وحدة<br />

البحوث الرتبوية،‏ تونس.‏<br />

‎8‎الروسان،‏ . 8 ‏سليم ‏سالمه.‏ )1990 ) . تخطيط املنهج وتطويره،‏ عمان:‏ كلية الزرقاء<br />

احلكومية.‏<br />

، 9 عمّان:‏ دار الرشوق للنرش<br />

. ‎9‎زيتون،‏ عايش حممود )2001( . اأساليب تدريس العلوم،‏ ط‎4‎<br />

والتوزيع.‏<br />

76


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

‎1010‎زيتون،‏ عايش حممود،‏ )1994( . اأساليب تدريس العلوم،‏ ط‎1‎ ، عمان:‏ دار الرشوق<br />

للنرش والتوزيع.‏<br />

111 زيتون،‏ كمال عبد احلميد )2004( . تدريس العلوم للفهم روؤية بنائية،‏ ط‎2‎ ، القاهرة:‏<br />

عامل الكتب.‏<br />

‎1212‎السليمان،‏ ‏سليمان.‏ )1996 ) . دراسة حتليلية لالأسئلة والتمارين املتضمنة يف كتب<br />

التاريخ باملرحلة املتوسطة ‏)بنني(‏ ، مركز البحوث الرتبوية،‏ اململكة العربية السعودية،‏<br />

جامعة امللك ‏سعود،‏ كلية الرتبية.‏<br />

‎1313‎الشعيلي،‏ علي وخطايبة،‏ عبد اهلل )2003 ) . عمليات العلم االأساسية املتضمنة يف<br />

االأنشطة العلمية لكتب العلوم للصفوف االأربعة االأوىل من مرحلة التعليم االأساسي يف<br />

‏سلطنة عُ‏ مان،‏ جملة العلوم الرتبوية والنفسية،‏ )1( 4 ، جامعة البحرين،‏ 156- 195.<br />

‎1414‎طعيمة،‏ رشدي )1985 ) . حتليل املحتوى يف العلوم االإنسانية،‏ القاهرة:‏ مكتبة<br />

االأجنلو.‏<br />

‎1515‎عبد الغني،‏ زينب احمد.‏ )1996 ) . تقومي كتاب الرياضيات املدرسي للمرحلة املتوسطة<br />

للبنات باململكة العربية السعودية يف ‏ضوء اآراء املوجهات واملعلمات.‏ جملة كلية<br />

الرتبية،‏ 12.<br />

‎1616‎عبدالفتاح،‏ هدى.‏ )1999 ) . دراسة حتليلية لالأنشطة العلمية واالأسئلة املتضمنة يف<br />

كتاب العلوم للصف الثاين االإعدادي يف ‏ضوء عمليات العلم،‏ املوؤمتر العلمي الثالث<br />

للجمعية املرصية للرتبية العلمية،‏ مناهج العلوم للقرن احلادي والعرشون روؤية<br />

مستقبلية،‏ -25 28 يوليو ،1999 )1( ، -247 .282<br />

‎1717‎عبداملجيد،‏ ممدوح.‏ )2004 ) . مدى تناول حمتوى منهج العلوم باملرحلة االعدادية<br />

البعاد طبيعة العلم وعملياته وفهم الطالب لها،‏ جملة الرتبية العلمية،‏ )3( 7 ، 103-<br />

.144<br />

‎1818‎عبدالهادي،‏ جمال الدين.‏ )2003 ) ‏.تقومي كراسة التدريبات واالأنشطة ملناهج العلوم<br />

باملرحلة االبتدائية يف ‏ضوء اأساليب االتصال البرصية وعمليات العلم االأساسية،‏<br />

جملة الرتبية العلمية،‏‎6‎ )2( ، -1 .27<br />

77


عمليات العلم املتضمنة في دليل املعلم لألنشطة والتجارب العملية<br />

لكتب العلوم للمرحلة األساسية باألردن<br />

أ.‏ حسني القطيش<br />

2<br />

‎1919‎علي،‏ حممد.‏ )2002( . الرتبية العلمية وتدريس العلوم،‏ ط‎1‎ ، القاهرة:‏ دار الفكر<br />

العربي.‏<br />

‎2020‎فراج،‏ حمسن )2000 ) ‏.مدى تضمني حمتوى منهج العلوم باملرحلة املتوسطة باململكة<br />

العربية السعودية البعاد العلم وعملياته وفهم التالميذ لها،‏ جملة الرتبية العلمية،‏ 3<br />

.41 -1 ، )2(<br />

‎2121‎القواقنة،‏ فاطمة واآخرون.‏ )2008 ) ‏.دليل املعلم لالأنشطة والتجارب العملية العلوم<br />

العامة للصفوف الرابع واخلامس والسادس،‏ ط‎1‎‏،‏ وزارة الرتبية والتعليم،‏ اإدارة املناهج<br />

والكتب املدرسية،‏ عمان:‏ املركز احلريف االأردين للطباعة الفنية.‏<br />

22 النجدي،‏ احمد وراشد،‏ علي وعبدالهادي،‏ منى )1999 ) ‏.املدخل يف تدريس العلوم،‏<br />

القاهرة:‏ دار الفكر العربي.‏<br />

‎2323‎نور الدين،‏ وداد عبدالسميع.‏ )2003 ) . التصورات املستقبلية ملوجهات ومعلمات العلوم<br />

حول اهمية توافر املكونات االأساسية يف مرشد معلمة العلوم يف املرحلة االبتدائية،‏<br />

جملة العلوم الرتبوية والنفسية،‏ )1( 4 ، جامعة البحرين،‏ 199- 228.<br />

‎2424‎الهويدي،‏ زيد.‏ )2005( . اأساليب تدريس العلوم يف املرحلة االأساسية،‏ ط‎1‎ ، العني:‏ دار<br />

الكتاب اجلامعي.‏<br />

‎2525‎الوكيل،‏ حلمي.‏ )2000 ) . تطوير املناهج:‏ اأسبابه،‏ اأسسه،‏ اأساليبه،‏ خطواته،‏ معوقاته،‏<br />

القاهرة:‏ دار الفكر العربي.‏<br />

‎2626‎يحيى اأبو جحجوح.‏ )2008 ) . مدى توافر عمليات العلم يف كتب العلوم ملرحلة التعليم<br />

االأساسي بفلسطني،‏ جملة جامعة النجاح لالأبحاث ‏)العلوم االإنسانية(‏ ، 22 )5( ، جامعة<br />

النجاح،‏ -١٣٨5 .١٤٢٠<br />

) 27 . عمليات العلم ومهارات التفكري املستنبطة من القراآن<br />

‎27‎يحيى اأبو جحجوح.‏ )2011<br />

الكرمي وتطبيقاتها يف تدريس العلوم ، جملة اجلامعة االإسالمية ‏)سلسلة الدراسات<br />

االإنسانية(‏ )1( 19 ، اجلامعة االإسالمية،‏ -277 .325<br />

78


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

1.<br />

2.<br />

3.<br />

4.<br />

5.<br />

6.<br />

ثانياً-‏ املراجع األجنبية:‏<br />

Brotherton, P. N. and Prese, P. F. W. (1996) . Teaching Science Process<br />

Skills. Int. Journal of Science Education, 18 (1) : 65 – 74.<br />

Hurberty, C., & Davis, E. (1998) . Evolution of a state critical thinking<br />

skills training program. Studies in Educational Evaluation, 24 (1) , 45-<br />

69.<br />

Tobin, K.G., & Capie, W. (1982) . Relationships between formal reasoning<br />

ability, locus of control, academic engagement and integrated process<br />

skill achievement. Journal of Research in Science Teaching. 19 (2) , 113–<br />

121.<br />

Ulerick, S. L. (2000) . Using textbooks for meaningful learning in science<br />

(Research Matters to the Science Teacher) . National Association for<br />

Research in Science Teaching (NARST) . Retrieved April 30, 2010 from<br />

Web site: http:// www.narst.org/ research/ textbooks2.htm.<br />

Vhurumuku E. & Holtman, L., Mikalsen, O., Kolsto, S. (2006) . “An<br />

investigation of Zimbabwe high school chemistry students’ laboratory<br />

work- based images of the nature of science”. Journal of Research in<br />

Science Teaching. (43) 2. 127- 149.<br />

Wilson, J. (1999) . Using Words About Thinking: Content Analyses of<br />

Chemistry Teachers’ Classroom Talk, International Journal of Science<br />

Education, 21 (10) : 1067- 1084.<br />

79


عمليات العلم املتضمنة في دليل املعلم لألنشطة والتجارب العملية<br />

لكتب العلوم للمرحلة األساسية باألردن<br />

أ.‏ حسني القطيش<br />

عملية<br />

العلم<br />

املالحظة<br />

القياس<br />

التصنيف<br />

بسم اهلل الرحمن الرحيم<br />

ملحق رقم )1( ... استمارة حتليل<br />

استمارة حتليل حمتويات دليل املعلم لالأنشطة والتجارب العملية العلوم العامة<br />

للصفوف ‏)الرابع ‏–الثامن(‏ يف ‏ضوء عمليات العلم االأساسية واملتكاملة<br />

استمارة حتليل يف ‏ضوء عمليات العلم االأساسية:‏<br />

فئات التحليل<br />

‏•حتديد االأشياء والظواهر باستخدام احلواس<br />

‏•متييز اخلصائص الطبيعية لالأشياء واالأحداث باملالحظة<br />

املبارشة<br />

‏•تسجيل الصفات املناسبة وغري املناسبة لالأشياء واالأحداث<br />

باملالحظة املبارشة،‏ وصف التغريات احلادثة يف االأشياء او<br />

الظواهر يف عبارات حمددة بناءً‏ على املالحظة املبارشة.‏<br />

‏•اختيار االأدوات املناسبة للقياس<br />

‏•استعمال اأدوات القياس بشكلٍ‏ ‏صحيح<br />

‏•التعبري كمياً‏ عن اخلاصية املقاسة<br />

‏•املقارنة بني خاصيتني اأو اأكرث باستخدام اأداة قياس مقننة.‏<br />

‏•ترتيب املواد تبعاً‏ لصفة معينة متدرجة<br />

‏•حتديد معيار التصنيف<br />

‏•مقارنة االأشياء واملواد تبعاً‏ الأوجه الشبه واالختالف فيما بينها<br />

‏•وضع االأشياء يف جمموعات على اأساس خصائص مشرتكة.‏<br />

4<br />

3<br />

2<br />

1<br />

الصف:‏<br />

الوحدات الدراسية<br />

9<br />

8<br />

7<br />

6<br />

5<br />

جمموع<br />

االستنتاج<br />

االستقراء<br />

االستدالل<br />

‏•االنتقال من العام اإىل اخلاص<br />

‏•االنتقال من الكليات اإىل اجلزئيات<br />

‏•االنتقال من اخلاص اإىل العام<br />

‏•االنتقال من اجلزئيات ‏)اأمثلة(‏ اإىل العموميات<br />

‏•التوصل اإىل تعميم من معلومات فرعية<br />

‏•استخالص معلومة اأو معلومات فرعية جديدة من تعميم معروف<br />

‏•الربط بني مالحظة اأو معلومة متوافرة عن ظاهرة مبعلومة ‏سابقة<br />

‏•التوصل اإىل معلومة فرعية جديدة من معلومة ‏سابقة.‏<br />

80


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

9<br />

عملية<br />

العلم<br />

فئات التحليل<br />

الصف:‏<br />

الوحدات الدراسية<br />

8 7 6 5 4<br />

3<br />

2<br />

1<br />

التنبوؤ<br />

‏•توقع حدوث ظاهرة معينة يف ‏ضوء املعلومات املتوافرة<br />

‏•الربط بني املالحظات والتنبوؤات حلدوث ظاهرة معينة<br />

‏•التحقق من ‏صحة حدوث التنبوؤ.‏<br />

جمموع<br />

استخدام االأرقام<br />

‏•التعبري الكمي عن خصائص الظاهرة موضوع القياس<br />

‏•اإجراء العمليات احلسابية ملعاجلة البيانات<br />

‏•استخدام الرموز الرياضية والعالقات العددية بني املفاهيم<br />

العلمية املختلفة<br />

‏•حتديد وحدات القياس باستخدام االأرقام<br />

استخدام العالقات<br />

املكانية والزمانية<br />

‏•استخدام العالقات الرياضية والقوانني املعربة عن العالقات<br />

املكانية او الزمانية.‏<br />

االتصال<br />

‏•وصف االأشياء اأو الظواهر بدقة علمية<br />

‏•ترجمة املعلومات املتوافرة يف ‏صورة ‏شفهية اأو كتبية<br />

‏•عرض النتائج يف جداول اأو رسومات<br />

‏•اإعداد التقارير عن االأنشطة العلمية<br />

استمارة حتليل يف ‏ضوء عمليات العلم املتكاملة:‏<br />

تفسري البيانات<br />

‏ضبط املتغريات<br />

‏•تفسري البيانات التي مت احلصول عليها بطريقة غري مبارشة<br />

‏•التمييز بني العالقات اخلطية وغري اخلطية التي حتتويها بيانات<br />

يف جدول<br />

‏•تعليل ‏سبب قائم على االأدلة املقنعة<br />

‏•الربط بني السبب والنتيجة لظاهرة<br />

‏•حتديد العوامل املستقلة والتابعة<br />

‏•الربط بني املتغري املستقل واأثره يف املتغري التابع<br />

‏•ضبط املتغريات التي ليست جزءاً‏ من الفرض املراد اختباره<br />

‏•اإبعاد اأثر العوامل االأخرى<br />

التجريب<br />

‏•تصميم جتربة للتعرف اإىل اأثر عامل يف عامل متغري اأو اأكرث<br />

‏•القيام بتجربة وفق خطوات منظمة<br />

‏•االختبار العملي لصحة الفروض<br />

81


عمليات العلم املتضمنة في دليل املعلم لألنشطة والتجارب العملية<br />

لكتب العلوم للمرحلة األساسية باألردن<br />

أ.‏ حسني القطيش<br />

عملية<br />

العلم<br />

فئات التحليل<br />

الصف:‏<br />

الوحدات الدراسية<br />

9 جمموع<br />

8 7 6 5 4<br />

3<br />

2<br />

1<br />

وضع<br />

الفرضيات<br />

‏•صياغة فرض من مالحظات<br />

‏•صياغة فروض قابلة لالختبار<br />

‏•استبعاد الفروض التي ليس لها ‏صلة بحل املشكلة.‏<br />

82


قراءة يف شعر توبة بن احلُميرِّ‏<br />

اخلفاجي باملنهج البنيوي املعاصر<br />

القصيدة الثالثة من ديوانه منوذجاً‏<br />

د.‏ بهية فهد هوّاري<br />

أستاذ مساعد/‏ تخصص اللغة العربية وآدابها/‏ برنامج التربية/‏ فرع رام اهلل والبيرة/‏ جامعة القدس المفتوحة.‏<br />

83


قراءة في شعر توبة بن احلُميِّر اخلفاجي باملنهج البنيوي املعاصر<br />

القصيدة الثالثة – من ديوانه – منوذجاً‏<br />

د.‏ بهية هواري<br />

ملخص:‏<br />

انصب اهتمام الباحثني والنقّاد على ‏شعراء احلب العذريّ‏ – يف العرص االأموي–،‏ والقى<br />

اأدبهم رواجاً‏ كبرياً،‏ فدرسوه بعناية وعمق،‏ باستثناء ‏شاعر منهم،‏ مل يُنصفه الدارسون،‏<br />

اإنّه ‏)توبة بن احلُمريِّ‏ اخلفاجي،‏ ‏صاحب ليلى االأخيليّة(‏ الذي عاش جتربة عاطفية،‏ باءت<br />

بالفشل.‏<br />

وملا كان مُ‏ ‏سلّماً‏ به اأن التجربة العاطفية من مقومات االإنسان السوي،‏ وبعد العودة<br />

لشعر توبة يف ديوانه املطبوع،‏ استهدفت هذه الدراسة ‏شعره بصورة علمية موضوعية.‏<br />

فاتخذت القصيدة الثالثة من الديوان منوذجاً‏ الستنطاقه وفقاً‏ ملقولة القراءة االإبداعيّة،‏<br />

وقمت بتحليل لهذه القصيدة يف حماولة لتطبيق معطيات االجتاه النقدي املنبثق عن<br />

النظرية البنائية )1( واللسانية املعارصة،‏ الأنها يف اعتقاد بعض الباحثني،‏ هي املنهج<br />

االأفضل الذي يوصل اإىل الكشف عن الغاية والهدف املرجو.‏ اإنها دراسة يف جوهر الشعر،‏<br />

تبداأ من الظاهر لتدخل اإىل الباطن،‏ فكلّ‏ مَ‏ نْ‏ يُعيد حتليل املادة املدروسة بهذا املنهج نفسه،‏<br />

‏سيصل اإىل النتيجة نفسها اأو ما يقاربها.‏<br />

وقد درست ‏شعر توبة من خالل خمسة مستويات هي:‏ مستوى الوزن واالإيقاع ‏)املستوى<br />

الصوتي(‏ ، واملستوى الرصيف،‏ واملستوى املعجمي ‏)اللفظي/‏ الداليل(‏ ، واملستوى الرتكيبي<br />

‏)النحوي(‏ ، واملستوى البالغي ‏)البياين(‏ . مستعينة بعدد من اجلداول االإحصائية،‏ للتوصل<br />

اإىل النتائج املوضوعية الدقيقة.‏<br />

84


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

Abstract:<br />

The researchers and critics focused their attention on Platonic love poets<br />

in the Umayyad Age. These poets' literature gained so much popularity that<br />

it was studied thoroughly and carefully. However, one of those poets was not<br />

dealt with fairly. This poet is Tawbah Ben Al Humayyer Al-Khafaje, Laila Al-<br />

Akhyaliyyah's lover, who underwent a failure love affair.<br />

As it is universally acknowledged that a romantic emotional experience<br />

characterizes the normal human being, this study attempts to investigate this<br />

poet's literature in a profound scientific and objective way.<br />

I selected the third poem of his Diwan as a model and made a<br />

comprehensive analysis of it in an attempt to apply the critical trend within the<br />

contemporary structural and linguistic theory, as most researchers maintain<br />

that this is the best method to reveal the truth. It is a study in the essence of<br />

poetry starting from the outside and moving to the inside.<br />

Therefore, it is a reliable approach in the sense that each researcher<br />

who repeats analysis of the same material will come up with the same or<br />

nearly the same conclusion. I followed five levels in studying Tawba’s Diwan:<br />

phonetic, morphological, lexical, structural, and rhetorical level. I used some<br />

statistical tables to get precise results.<br />

85


قراءة في شعر توبة بن احلُميِّر اخلفاجي باملنهج البنيوي املعاصر<br />

القصيدة الثالثة – من ديوانه – منوذجاً‏<br />

د.‏ بهية هواري<br />

هدف البحث:‏<br />

تستهدف هذه الدراسة،‏ اإلقاء الضوء على اأسلوب توبة وخصائصه الفنية،‏ والعنارص<br />

التي يرتكز عليها منهجه الشعري فتجعله يتمايز عن غريه من الشعراء العذريني الذين<br />

عارصوه.‏ وهذا يقتضي معاجلة لشعره ال ميكن اإدراكها اإالّ‏ بالتحليل الذي يعتمد على<br />

التفكيك والربط،‏ الكتشاف العالقات بني مظهر واآخر من مظاهر العمل االأدبي،‏ اأي اكتشاف<br />

بنائه،‏ للوصول اإىل النتائج املرجوة.‏<br />

اخرتت ديوان توبة لدراسة ‏شعره،‏ الشتهار هذا الديوان بني علماء املرشق واملغرب<br />

قدمياً‏ )2( وحديثاً‏ )3( ، واتضح يل من خالل ذلك ‏ضياع كثري من ‏شعره،‏ واختالطه بشعر<br />

غريه.‏ والديوان على ‏صغره حجماً،‏ قد استوفى موضوعه )4( .<br />

واخرتت القصيدة الثالثة من هذا الديوان للدراسة،‏ الأنها – يف اعتقادي – اأنسب قصيدة<br />

من بني قصائد الديوان ومقطّ‏ عاته،‏ من حيث عدد االأبيات،‏ ويف متثيلها معظم خصائص<br />

‏شعره الفنية،‏ فاتخذتها منوذجاً‏ للقراءة االإبداعية التي تسريّ‏ النقد اإنشاءً،‏ والترشيح بناءً.‏<br />

وقد اأقمت دراستي لشعر توبة على مستويات خمسة هي:‏ مستوى الوزن واالإيقاع<br />

‏)املستوى الصوتي(‏ )5( ، واملستوى الرصيف،‏ واملستوى املعجمي ‏)اللفظي/‏ الداليل(‏ ،<br />

واملستوى الرتكيبي ‏)النحوي(‏ ، واملستوى البالغي ‏)البياين(‏ ، واستعنت بعدد من اجلداول<br />

االإحصائية،‏ واملخططات الرضورية،‏ للتوصل اإىل النتائج املوضوعية الدقيقة.‏<br />

وستخدم هذه الدراسة – من وجهة نظري-‏ عدداً‏ من مساقات تخصص اللغة العربية<br />

التي تُدرّس يف جامعة القدس املفتوحة وهي:‏<br />

1 مناهج النقد االأدبي احلديث.‏<br />

2 منهج قراءة النص العربي.‏<br />

1.<br />

2.<br />

‏.‏‎3‎نصوص 3 ‏شعرية ،1( ) 3 ،2 .<br />

‏.‏‎4‎علم 4 البالغة.‏<br />

متهيد:‏<br />

‏شُ‏ هر توبة اخلفاجي بليلى االأخيلية وشهرتْ‏ به،‏ واأحب اأحدهما االآخر حتى عُدا<br />

من العشاق العذريني )6( . لذا يعدهما املوؤرخون من ‏شعراء العرص االأموي،‏ ففيه برزا<br />

86


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

‏شاعرين عذريني،‏ وشاع خربهما،‏ وظهرت ‏شاعريتهما،‏ وانترش ‏شعرهما،‏ وتردد ذكره،‏ ال<br />

‏سيما يف جمالس اخللفاء واالأمراء.‏<br />

وقد متيز العرص االأموي بانتشار الغزل العذري ومنوه،‏ فقد ‏شاع يف بوادي جند<br />

واحلجاز،‏ وبخاصة بني بني عذرة،‏ وبني عامر.‏ اأحب توبة ليلى حباً‏ ملك عليه لبّه،‏ فكان<br />

يعاود زيارتها،‏ ويقول فيها الشعر،‏ وكانت كما يحدثنا املوؤرخون ‏»جميلة،‏ طويلة،‏ دعجاء<br />

العينيني،‏ حسنة املشية،‏ حسنة الثغر«‏ )7( . ويبدو اأن قومهما كانا متجاورين،‏ يغزوان معاً‏<br />

‏»فغزوا يوماً‏ فلما رجعوا حانت من توبة التفاتة وقد برزت النساء بالبرش واالإسفار للقاء<br />

القادمني من الغزو،‏ فراأى توبة ليلى فافتنت بها،‏ وجعل يعاودها فيتحدث اإليها اإىل اأن<br />

اأخذت قلبه واأطارت لبّه«‏ )8( .<br />

‏»فخطبها اإىل اأبيها فأبى اأن يزوجه اإياها،‏ وزوجها رجالً‏ من بني االأدلع«‏ )9( ، اإالّ‏ اأن<br />

هذا مل مينعه من معاودة زيارتها،‏ ‏»فعاتبه اأخوها وقومها فلم يُعتب،‏ وشكوه اإىل قومه<br />

فلم يُقلع،‏ فتظلموا منه اإىل السلطان،‏ فأهدر دمه اإن اأتاهم«‏ )10( . وعلمت ليلى بإهدار<br />

دمه ‏»وجاءها زوجها،‏ وكان غيوراً،‏ يعزب بها عن الناس،‏ فحلف لئن مل تعلمه مبجيئه<br />

ليقتلنّها،‏ ولئن اأنذرته بذلك ليقتلنّها«‏ )11( . ‏»وكان توبة يزورها على خيفة وخفية،‏ فلما<br />

اشتدّ‏ التحريج عليه،‏ جعلت بينها وبينه اأمارة،‏ فقالت اإذا مررتَ‏ فوجدتني مربقعة فاجلس<br />

مطمئناً،‏ فال حرج حينئذ«‏ )12( . ‏»فصادف اأن جاء يوماً‏ لزيارتها،‏ فلما علمت به خرجت<br />

‏سافرة حتى جلست يف طريقه،‏ فلما راآها ‏سافرة فطن ملا اأرادت،‏ وعلم اأنه قد رُ‏ ‏صد،‏ واأنها<br />

‏سفرت الأمر ذي بال،‏ فركض فرسه فنجا«‏ )13( . وبلغ بني االأدلع اأنه اأتاها،‏ فتبعوه،‏<br />

ففاتهم.‏ ولذلك قال بيته:‏<br />

)14(<br />

وكنتُ‏ اإذا ما زرتُ‏ ليلى تربقعتْ‏ فقد رابني منها الغَداةَ‏ ‏سُ‏ فورُها<br />

وال تذكر املظان عن اأحوال توبة ‏شيئاً‏ بعد اقرتان ليلى،‏ ولكن االأرجح اأنه تزوج،‏ واأنه<br />

مل ينقطع تشبيبه بها.‏ وقد جاء هذا على لسان ليلى،‏ وكان احلجَّ‏ اج ‏سألها بقوله:‏ ‏»هل كان<br />

بينكما ريبة قط اأو خاطبك يف ذلك قط؟ فقالت:‏ ال واهلل اأيها االأمري،‏ اإالّ‏ اأنه قال يل ليلة – وقد<br />

خلونا – قوالً‏ فظننت اأنه قد خضع لبعض االأمر )15( فقلت له:‏<br />

وذي حاجةٍ‏ قُلنا له:‏ ال تبُحْ‏ بها فليس اإليها ما حَ‏ ييتَ‏ ‏سبيلُ‏<br />

)16(<br />

لنا ‏صاحبٌ‏ ال ينبغي اأن نخونَهُ‏ واأنتَ‏ الأخرى فارغٌ‏ وحليلُ‏<br />

فو اهلل ما ‏سمعت منه ريبة بعدها حتى فرّق بيننا املوت«.‏<br />

فالشطر الثاين من البيت الثاين،‏ يوضح اأمر زواجه.‏<br />

87


قراءة في شعر توبة بن احلُميِّر اخلفاجي باملنهج البنيوي املعاصر<br />

القصيدة الثالثة – من ديوانه – منوذجاً‏<br />

د.‏ بهية هواري<br />

ْ<br />

فقال احلجَّ‏ اج:‏ اأنشدينا يا ليلى بعض ما قال فيك توبة،‏ قالت نعم اأيها االأمري هو الذي<br />

يقول )17( :<br />

)18(<br />

عليَّ‏ ودوني جَ‏ نْدلٌ‏ وصَ‏ ‏فائحُ‏<br />

وَلَوْ‏ اأنرّ‏ ليلى االأخيليرّةَ‏ ‏سَ‏ لرّمتْ‏ )19(<br />

اإليها ‏صدىً‏ من جانبِ‏ القربِ‏ ‏صائحُ‏<br />

لسلرّمتُ‏ تسليمَ‏ البشاشةِ‏ اأو زَقا وقام على قبربي النساءُ‏ الصوائحُ‏<br />

فَهَلْ‏ تبكنيَ‏ ليلى لئنْ‏ مِتُّ‏ قبلَها وجادَ‏ لها جارٍ‏ من الدمعِ‏ ‏سافحُ‏<br />

كما لو اأصابَ‏ املوتُ‏ ليلى بكيتُها واأنشدته القصيدة كلها.‏<br />

وتعدُّ‏ قصة مقتل توبة خري مثال للعصبية القبلية،‏ والنزاع الذي كان مستفحالً‏ بني<br />

القبائل – يف عرص بني اأمية – اآنذاك،‏ حتى بني االأرهاط التي بينها نسب،‏ فقتلةُ‏ توبة من<br />

بني عوف بن عامر،‏ وهوؤالء وخفاجة من بني عُ‏ قيل.‏<br />

وكان ‏سبب مقتله اأنه كان بينه وبني بني عوف بن عامر بن عوف بن عقيل حلاء )20( ،<br />

وكان يجدد غاراته عليهم،‏ ويطرد اإبلهم،‏ فهبّوا الأخذ الثأر واالنتقام،‏ فكان لهم ما اأرادوا،‏<br />

وقد وافته املنية وهو يف ريعان ‏شبابه،‏ كما قالت عنه ليلى من خالل رثائها له:‏<br />

واأقصرضَ‏ عنهُ‏ كلُّ‏ قِرْنٍ‏ يُطاولُهْ‏<br />

اأتتْهُ‏ المنايا حني تمَّ‏ تمامُهُ‏ )21(<br />

وترضى بهِ‏ اأشبالُهُ‏ وحالئِلُهْ‏<br />

وكان كلَيْثِ‏ الغابِ‏ يحمي عرينَهُ‏ القصيدة الثالثة ‏)احلائية(‏<br />

قال توبة:‏<br />

‏)من الطويل(‏<br />

وهلْ‏ ما واأَتْ‏ ليلى بهِ‏ لكَ‏ ناجِ‏ حُ‏<br />

اأال هلْ‏ فُوؤادي عن ‏صِ‏ با اليومِ‏ ‏صافِحُ‏ ‏رضَ‏ احٌ‏ ملِ‏ ا تَلْوي النُفوسُ‏ الشَ‏ حائِحُ‏<br />

وهلْ‏ يف غدٍ‏ اإنْ‏ كانَ‏ يف اليومِ‏ عِ‏ لرّةٌ‏ كما ‏رضَ‏ رّدَ‏ اللوحَ‏ النِطافُ‏ الضَّ‏ حاضِ‏ حُ‏<br />

‏سَ‏ قتْني بِرضُ‏ بِ‏ املُستَضافِ‏ فَصَررّدَتْ‏ ولو اأنَّ‏ ليلى االأخيليةَ‏ ‏سلرّمتْ‏ عَليَّ‏ ودوني جَ‏ نْدَلٌ‏ وصَ‏ ‏فَائِحُ‏<br />

لَسلرّمتُ‏ تسليمَ‏ البَشاشةِ‏ اأوْ‏ زَقا اإليها ‏صدىً‏ مِنْ‏ جانبِ‏ القَربْ‏ ِ ‏صائِحُ‏<br />

ولو اأنَّ‏ ليلى في السماءِ‏ الأَصْ‏ عَدتْ‏ بِطَرْيف اإِىل ليلى العيونُ‏ الكَواشِ‏ حُ‏<br />

ولو اأرسَ‏ لتْ‏ وَحْياً‏ اإليَّ‏ عَرفْتُهُ‏ مَعَ‏ الررّيحِ‏ في مَورّارِها املُتَناوِحِ‏<br />

اإذا الناسُ‏ قالوا:‏ كيفَ‏ اأنتَ‏ وقد بدا ‏ضمريُ‏ الذي بي قلتُ‏ : للناسِ‏ ‏صالِحُ‏<br />

واأُغْ‏ بَطُ‏ مِنْ‏ ليلى بِما ال اأَنالُهُ‏ اأال كُلُّ‏ ما قَررّتْ‏ بهِ‏ العينُ‏ ‏صالِحُ‏<br />

88


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

ُّ<br />

وقامَ‏ على قبري النِساءُ‏ السصّ‏ وائِحُ‏<br />

فهلْ‏ تبكيَنْ‏ ليلى لَئِنْ‏ مِترّ‏ قبلَها وجادَ‏ لها جارٍ‏ مِنَ‏ الدرّمعِ‏ ‏سافِحُ‏<br />

كما لو اأصابَ‏ املوتُ‏ ليلى بَكَيتُها على ظَ‏ هْرِ‏ مُغْبرِّ‏ املَفاوِزِ‏ نازِحُ‏<br />

وفِتْيانِ‏ ‏صِ‏ دْقٍ‏ قد وصلتُ‏ جَ‏ ناحَ‏ هم مبِ‏ ائِرَةِ‏ الضَ‏ بْعَيْنِ‏ مَعقودَةِ‏ النَّسا جُ‏ نُوفٍ‏ ، هَواها السَّ‏ بْسَ‏ بُ‏ املُتطاوِحُ‏<br />

وما ذُكْرَتي ليلى على نَاأْيِ‏ دارِها بِنجرانَ،‏ اإالرّ‏ الرتُ‏ ‏َّهاتُ‏ الصَ‏ حاصِ‏ حُ‏<br />

حتليل القصيدة:‏<br />

هذه القصيدة من الشعر الوجداين الذي يقرتب من االإفضاء الرومانسي،‏ الأنها مزيج من<br />

مناجاة ‏شاعر حمب يستلهم الطبيعة،‏ فمداها التأرجح بني الواقع واخليال.‏<br />

فكيف السبيل اإىل فك روابط هذا النسيج الشعري من حلمته املتحولة؟ تلك هي وظيفة<br />

االستنطاق النصي وفقاً‏ ملقولة القراءة االإبداعية.‏<br />

89<br />

‏♦املقطع االأول:‏ االأبيات )1 – 3<br />

‏♦املقطع الثاين:‏ االأبيات )4 – 9<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

حول القراءة األوىل:‏<br />

اأول ما يسرتعي االنتباه،‏ عند قراءة النص للوهلة االأوىل،‏ تكرار لفظة ‏)ليلى(‏ ، وعلى<br />

مساحة النص ‏)ثماين مرات(‏ ، ويف االأبيات )1، 14( 11، 10، 9، 6، 4، ، ثم كرثة االأدوات<br />

على اختالف اأنواعها،‏ ولهذا نتوقع االنعطافات الرئيسة اأو التحوالت الداخلية يف االأبيات<br />

حيث ترد هذه اللفظة،‏ اأو تلك االأداة التي حتدد اأسلوب اجلملة.‏ ويحدث هذا التكرار يف مطالع<br />

املقاطع اأو نهاياتها،‏ ويف االأقسام الداخلية،‏ مما يسمح بالتقسيم االآتي:‏<br />

) ، ويبداأ بأداة االستفتاح والتنبيه واالستفهام،‏<br />

وتوارد اللفظ املفتاح ‏)ليلى(‏ ، ‏)اأال هل...‏ البيت 1( .<br />

) ، ويبداأ بأداة الرشط ‏)لو(‏ وباللفظ امللهم ‏)ليلى<br />

االأخيلية(‏ الذي يعود ليغلق املقطع مع اأداة االستفتاح والتنبيه ‏)اأال كل ... البيت 9( .<br />

‏♦املقطع الثالث:‏ االأبيات )10- 14 ) ، ويبداأ بامتزاج اأداتي االستفهام والرشط،‏<br />

وبدفعٍ‏ من اللفظ املوحي ‏)ليلى(‏ ، ‏)فهل ... ليلى لئن ... البيت 10( ، وينتهي اأيضاً‏ باللفظة<br />

نفسها املحركة ‏)ليلى(‏ ، ‏)البيت 14( .<br />

أ.‏ املستوى الصريف:‏<br />

‏.‏‎1‎الضمائر:‏ 1<br />

تعتمد القصيدة ‏صيغة املتكلم ‏)اأنا،‏ الشاعر(‏ والغائب ‏)هي،‏ ليلى(‏ ، فهما القطبان اللذان<br />

تتحرك بينهما القصيدة.‏


قراءة في شعر توبة بن احلُميِّر اخلفاجي باملنهج البنيوي املعاصر<br />

القصيدة الثالثة – من ديوانه – منوذجاً‏<br />

د.‏ بهية هواري<br />

<br />

يكشف تكرار ‏ضمريي املتكلم والغائب عن وضعية االنفصال ما بني الشاعر/‏ وهي؛<br />

بسبب البعد املكاين ‏)البيت 14( وسواه.‏<br />

يدور الكالم بجملته على لسان املتكلم،‏ فقد تكررت ‏ضمائر املتكلم املتعلقة بالشاعر<br />

)17 مرة(‏ وعلى النحو االآتي:‏<br />

‏املقطع االأول:‏ )1- 3<br />

‏املقطع الثاين:‏ )4- 9<br />

‏املقطع الثالث:‏ )10- 14<br />

<br />

<br />

<br />

) ، تكرر ‏ضمري املتكلم مرتني.‏<br />

) ، تكرر ‏ضمري املتكلم عرش مرات.‏<br />

) ، تكرر ‏ضمري املتكلم خمس مرات.‏<br />

وتكررت ‏ضمائر الغائب املتعلقة بليلى )10 مرات(‏ ، كما يأتي:‏<br />

‏املقطع االأول:‏ )1- 3<br />

‏املقطع الثاين:‏ )4- 9<br />

‏املقطع الثالث:‏ )10- 14<br />

<br />

<br />

) ، تكرر ‏ضمري الغائب مرتني.‏<br />

) ، تكرر ‏ضمري الغائب ثالث مرات.‏<br />

) ، تكرر ‏ضمري الغائب خمس مرات.‏<br />

‏)جدول الضمائر(‏<br />

املقطع<br />

‏ضمري املتكلم<br />

الغائب<br />

2<br />

3<br />

5<br />

2<br />

10<br />

5<br />

1<br />

2<br />

3<br />

ونالحظ التساوق العددي لضمريي املتكلم والغائب يف املقطع االأول،‏ اإذ تكرر كل من<br />

الضمريين مرتني،‏ ويف املقطع الثالث تكرر كل من الضمريين خمس مرات.‏ ولهذا داللته<br />

النفسية،‏ وشعور املتكلم ‏)الشاعر(‏ بالتقارب الروحي مع الغائب رغم البعد املكاين.‏ كما اأن<br />

جميء هذين الضمريين ‏)متصلني(‏ دليل على رغبة الشاعر اخلفية يف اإقامة اتصال حقيقي<br />

على اأرض الواقع.‏<br />

مل يرد ‏ضمري الغائب الدال على اجلمع،‏ ‏سوى مرتني.‏ الواو يف ... قالوا ... ‏)البيت 8(<br />

والعائد على ‏)الناس(‏ ، وهم يف ... جناحهم ... ‏)البيت 12( والعائد على ‏)فتيان ‏صدق(‏ .<br />

والكالم عن اجلماعة بصيغة الغائبني،‏ استبعاد للعالقة بني املتكلم ‏)الشاعر(‏ وبينهم،‏<br />

وتعبري عن انفصاله عنهم،‏ لذلك ال يشرتك ‏)الناس(‏ اأو الغائبون معه يف ‏ضمريٍ‏ واحد،‏ كضمري<br />

املتكلمني وال يتوجه اإليهم بضمري املخاطبني.‏<br />

ورد الضمري الدال على املخاطب املفرد مرتني فقط،‏ مرةً‏ متصالً‏ ‏)لك ... البيت 1( ،<br />

90


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

واأخرى منفصالً‏ ‏)اأنت ... البيت 8( واملقصود بالضمريين املتكلم نفسه ‏)الشاعر(‏ ، اأي اأنه<br />

وضع نفسه مرةً‏ اأخرى يف عزلةٍ‏ عن اجلماعة.‏ فأبيات القصيدة جتري يف تصور ثنائي.‏ اأنا،‏<br />

املتكلم ‏)الشاعر(‏ / هي الغائب ‏)املحبوبة(‏ .<br />

91<br />

‏.‏‎2‎االأسماء:‏ 2<br />

وردت يف القصيدة على النحو االآتي:‏<br />

● ‏●ليلى:‏<br />

كرر الشاعر هذا االسم ثماين مرات،‏ جاءت على النحو االآتي:‏<br />

‏املقطع االأول:‏ -1( )3 ، واأت ليلى ... البيت 1( ) .<br />

‏املقطع الثاين:‏ -4( )9 ، ... ليلى االأخيلية ‏سلمت ... البيت 4( ) ، ... ليلى يف السماء ...<br />

اإىل ليلى العيون ... البيت )6( ، واأغبط من ليلى ... البيت )9( .<br />

‏املقطع الثالث:‏ -10( )14 ، تبكني ليلى ... البيت 10(<br />

)11( ، وما ذكرتي ليلى...‏ البيت )14( .<br />

●<br />

) اأصاب املوت ليلى ... البيت<br />

فقد ورد اسم ‏)ليلى(‏ يف املقطع االأول مرة فقط مقروناً‏ بفعل الوعد واالأمل،‏ بينما<br />

تكرر يف املقطع الثاين اأربع مرات مقروناً‏ بالسالم والعلو واالرتفاع اإىل السماء،‏ ثم الغبطة،‏<br />

وينعكس احلال يف املقطع الثالث واالأخري،‏ فيرتدد اسمها ثالث مرات،‏ ممزوجاً‏ بالبكاء<br />

واملوت والذكرى.‏<br />

وانتشار اسم ‏)ليلى(‏ بوجوهه املتعددة يدفعنا اإىل االإحساس بأن الشاعر يهذي باسم<br />

‏)ليلى(‏ ليالً‏ ونهاراً،‏ اإنه اللحن الوحيد الذي يظل يعزفه على اأوتار ‏شعره دون اأن ميل اأو ييأس<br />

فهي حبه الوحيد فيه يظل اأبداً‏ هائماً‏ حاملاً،‏ وال يُفرس اإال اأنه قدر حمتوم،‏ وليلى حتمل<br />

وجهي القدر،‏ هي احلياة،‏ وهي املوت،‏ وهي مفتاح ‏شعره.‏<br />

)22(<br />

‏●جنران:‏<br />

ذكر هذا االسم مرة فقط،‏ البيت )14( ، ويبدو اأنها املكان الذي استقرت فيه ليلى بعد<br />

زواجها.‏ وقد وضعه على ‏شكل جملة اعرتاضية.‏<br />

‏.‏‎3‎اسم 3 الفاعل<br />

تكرر يف النص )13( مرة على النحو االآتي:‏<br />

مرتان يف املقطع االأول )1- 3( ، ‏صافح،‏ ناجح.‏ خمس مرات يف املقطع الثاين )4-<br />

9( ، ‏صائح،‏ الكواشح،‏ املتناوح،‏ ‏صالح ‏)مرتني(‏ . ‏ست مرات يف املقطع الثالث )10- 14( ،


قراءة في شعر توبة بن احلُميِّر اخلفاجي باملنهج البنيوي املعاصر<br />

القصيدة الثالثة – من ديوانه – منوذجاً‏<br />

د.‏ بهية هواري<br />

الصوائح،‏ جارٍ‏ ، ‏سافح،‏ نازح،‏ مائرة،‏ املتطاوح.‏<br />

ومبا اأن ‏صيغة اسم الفاعل بنية تدل على احلدث ومن قام به،‏ كما اأنها تعمل عمل الفعل،‏<br />

فقد تعمد الشاعر االإكثار من هذه الصيغة،‏ لتكون عوناً‏ له،‏ مع االأفعال بصيغها املختلفة،‏<br />

لتدعيم حماور احلركة يف القصيدة؛ الأنها تفيد االإطالق واالستمرار غري املقيّد بزمان.‏<br />

‏.‏‎4‎‏صيغة 4 اجلمع:‏<br />

وردت اأسماء بصيغة اجلمع )15( مرة على النحو االآتي:‏<br />

تكررت ‏صيغة اجلمع يف املقطع االأول )1- 3( اأربع مرات:‏ النفوس،‏ الشحائح،‏ النطاف،‏<br />

الضحاضح.‏<br />

وتكررت يف املقطع الثاين )4- 9( خمس مرات:‏ ‏صفائح،‏ العيون،‏ الكواشح،‏ الناس<br />

‏)مرتني(‏ . وردت يف املقطع الثالث )10- 14( ‏ست مرات:‏ النساء،‏ الصوائح،‏ فتيان،‏ املفاوز،‏<br />

الرتهات،‏ الصحاصح.‏ فإكثار الشاعر من هذه الصيغ يستثري يف بنية القصيدة حساً‏ بالقهر<br />

والرصاع.‏<br />

ومن الالفت للنظر اأن االسم بصيغة املثنى،‏ مل يرد يف القصيدة ‏سوى مرة فقط<br />

‏)الضبعني(‏ البيت )13( ، علماً‏ بأن القصيدة،‏ كما ذكر تدور يف ثنائية اأنا ‏)الشاعر(‏ / هي<br />

‏)املحبوبة(‏ ، فلو تناولنا املعنى اللغوي لكلمة ‏)الضبعني(‏ ، والتي وردت ‏صفة للناقة،‏ وجدنا<br />

اأنها تعني بعيدةَ‏ ما بنيَ‏ املنكبني،‏ وضبعاها عضداها،‏ وسميا كذلك؛ الأنها تضبع بهما،‏<br />

اأي متد بهما )23( . فالكلمة حتمل معنى البعد واالمتداد،‏ وهذا يوؤكد حقيقة وضع الشاعر<br />

واملحبوبة،‏ ويفرس عدم التقاء املثنى،‏ بصورة واسعة،‏ على اأرض القصيدة.‏<br />

‏.‏‎5‎الزمان 5 واملكانك<br />

وظّ‏ ف الشاعر األفاظ الزمان واملكان للمساهمة يف هندسة القصيدة،‏ اإذ وردت هذه<br />

االألفاظ على النحو االآتي:‏<br />

‏)جدول الزمان والمكان(‏<br />

املقطع<br />

البيت<br />

اللفظ<br />

‏صبا اليوم<br />

يف غد<br />

يف اليوم<br />

زمان<br />

زمان<br />

زمان<br />

)1(<br />

)2(<br />

)2(<br />

االأول<br />

)3 – 1(<br />

92


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

املقطع<br />

البيت<br />

اللفظ<br />

ودوين<br />

مكان<br />

)4(<br />

جانب<br />

القرب<br />

مكان<br />

مكان<br />

)5(<br />

)5(<br />

الثاين<br />

)9 -4(<br />

يف السماء<br />

مكان<br />

)6(<br />

قبلها<br />

زمان<br />

)10(<br />

قربي<br />

املفاوز<br />

دارها<br />

مكان<br />

مكان<br />

مكان<br />

)10(<br />

)12(<br />

)14(<br />

الثالث<br />

)14 -10(<br />

جنران<br />

مكان<br />

)14(<br />

الحظنا تكرار األفاظ الزمان يف املقطع االأول،‏ ثالث مرات،‏ بينما تالشى املكان.‏ ويف<br />

املقطع الثاين تالشى الزمان،‏ وتكرر املكان اأربع مرات.‏ وتراجع حضور الزمان يف املقطع<br />

الثالث ملرة فقط،‏ يف حني تكررت األفاظ املكان اأربع مرات.‏ كما نالحظ اأن األفاظ الزمان يف<br />

جميع القصيدة )4( مرات بينما جاءت األفاظ املكان ‏ضعف هذا العدد )8( مرات.‏<br />

الشاعر يركز على املكان ملعاناته من البعد املكاين حيث تقبع احلبيبة،‏ وقد وضح<br />

ذلك بصورة مبارشة بقوله.‏ ‏)على نأي دارها بنجران(‏ البيت )14( .<br />

اأخرياً،‏ فقد ابتداأ الشاعر قصيدته بزمان،‏ واأنهاها مبكان،‏ وهذا توازن بني النقطة العليا<br />

والنقطة اخلتامية،‏ ناهيك عن التوازن اخلفي داخل املقاطع.‏<br />

93<br />

‏.‏‎6‎االأفعال:‏ 6<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

نالحظ يف االأفعال ما يأتي:‏<br />

انعدام فعل االأمر يف جميع القصيدة،‏ وهذا يوؤكد عدم وجود خماطَ‏ بني فيها.‏<br />

Úورود الفعل املضارع )4 ) مرات فقط،‏ وعلى النحو االآتي:‏<br />

املقطع االأول )1 – 3( تلوي،‏ البيت )2( . واملقطع الثاين )4- 9( واأغبط،‏ ال اأناله،‏ البيت<br />

)9( . واملقطع الثالث -10( )14 تبكني،‏ البيت )10( .<br />

ويحمل املضارع الزمن احلارض واملستقبل اأي استمرارية احلدث،‏ ولكن جميء هذا<br />

الفعل بهذه الضآلة،‏ يَنْفي احلضور احلقيقي،‏ ويجعله يف حُ‏ كم الغياب املتمثل يف االأفعال<br />

املاضية.‏


قراءة في شعر توبة بن احلُميِّر اخلفاجي باملنهج البنيوي املعاصر<br />

القصيدة الثالثة – من ديوانه – منوذجاً‏<br />

د.‏ بهية هواري<br />

Úكثافة الفعل املاضي،‏ فقد ورد )21 ) مرة على النحو االآتي:‏<br />

94<br />

Ú<br />

<br />

البيت )3( .<br />

‏املقطع االأول )1- 3( واأت،‏ البيت )1( . كان،‏ البيت )2 ) . ‏سقتني،‏ فرصدت،‏ ‏رصد،‏<br />

) ، اأصعدت،‏ البيت<br />

<br />

‏املقطع الثاين )4–9( ‏سلمت،‏ البيت )4( . ‏سلمت،‏ زقا،‏ البيت،‏ )5<br />

)6( . اأرسلت،‏ عرفته،‏ البيت )7( . قالوا،‏ بدا،‏ قلت،‏ البيت )8( . قرّت،‏ البيت )9( .<br />

‏املقطع الثالث )10- 14( متّ‏ ، قام،‏ البيت )10( . اأصاب،‏ جاد،‏ بكيتها،‏ البيت )11 (.<br />

وصلت،‏ البيت )12( .<br />

وعلى الرغم من كثافة الفعل املاضي،‏ اإال اأن له،‏ يف هذه القصيدة داللة مستقبلية،‏<br />

وال ‏سيما اأفعال املقطع الثاين والثالث لتأكيد حتمية حدوثه،‏ وزيادة حدته،‏ وقدرته على<br />

التأثري.‏<br />

اأما انعدام االأفعال،‏ بصيغتها املختلفة،‏ يف البيتني )13، 14( فله داللته النفسية،‏<br />

عند الشاعر،‏ فالفعل مرتبط باحلركة،‏ وخلو هذين البيتني من احلركة،‏ دليل على السكون<br />

النسبي املرتبط باليأس الذي انتاب الشاعر يف النهاية،‏ ويكشف عن جو االإحباط،‏ وتوايل<br />

اخليبات.‏<br />

ب.‏ املستوى املعجمي ‏)اللفظي/‏ الداللي(‏ :<br />

لو استعرضنا األفاظ املقطع االأول )1- 3( لوجدنا بعضها ينتمي قاموسياً‏ اإىل ‏)حقل<br />

احلب(‏ مثل:‏ ‏)فوؤادي،‏ ‏صبا اليوم،‏ ‏صافح،‏ واأت ليلى،‏ ناجح،‏ علة،‏ ‏رساح،‏ تلوى النفوس،‏<br />

البيتان -1 )2 .<br />

وبعضها االآخر ينتمي اإىل ‏)حقل املاء/‏ العطش(‏ ، مثل:‏ ‏)سقتني،‏ ‏رشب املستضاف،‏<br />

‏رصدت،‏ اللوح،‏ النطاف الضحاضح،‏ البيت 3( .<br />

وملا كانت األفاظ حقل املاء جمازية،‏ نستطيع اأن نضمها اإىل األفاظ حقل احلب لتقارب<br />

دالالتهما،‏ ولتشكال معاً‏ ثنائيات ‏ضدية اأو متناقضة،‏ حتدد وضعية الشاعر واملحبوبة<br />

واملتمثلة يف االتصال/‏ االنقطاع،‏ وعلى النحو االآتي:‏<br />

االستفهام ‏)هل(‏ الذي تكرر مرتني يف مطلع القصيدة،‏ البيت )1( تأكيد لالنغالق<br />

‏)انعدام املعرفة،‏ انغالق لطبيعة املتساءل عنه(‏ ، فوؤاد الشاعر ‏)فوؤادي(‏ وما يحويه من ‏شوق<br />

‏)صبا اليوم(‏ ثم متنيه ترك هذا الشوق،‏ واالإعراض عنه،‏ هو انغالق اأيضاً‏ يقابله االنفتاح<br />

املتمثل يف وعد ليلى له ‏)وهل ما واأت ليلى...‏ البيت 1( . ويجري االنغالق/‏ االنفتاح يف<br />

روؤية الشاعر يف ‏سياق الزمن،‏ يف اليوم علة/‏ يف غد ‏رساح،‏ البيت )2( .


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

وتطل ثنائية االتصال/‏ االنقطاع يف البيت )3( من خالل ‏سقتني/‏ فرصّدت،‏ فما<br />

حصل عليه الشاعر – وهو املستغيث من العطش – من السقي ‏)املجازي(‏ ، هو من القلة،‏<br />

والندرة واملحدودية اأقرب اإىل احلرمان.‏<br />

ومبالحظة مطلع املقطع االأول ونهايته،‏ حيث بداأه بالشوق،‏ ‏)صبا اليوم(‏ ، وهو عطش<br />

جمازي،‏ واأنهاه بالعطش ‏)كما ‏رصد اللوح البيت 3( ، نتبني اأن الثنائيات املتناقضة التي<br />

استخرجناها من املقطع االأول،‏ تتحكم بالوضعية اخلارجية للشاعر ومبوقعه من االآخر،‏ فهو<br />

يعاين جتربة احلرمان املمثلة يف حبه العاثر الشقي،‏ وهذا هو املحور االأول يف القصيدة.‏<br />

ويف املقطع الثاين )4- 9( تنتمي االألفاظ فيه اإىل احلقول االآتية:‏<br />

‏حقل السالم والتسليم ‏)سلمتْ‏ ، لسلمتُ‏ ، تسليم،‏ اأرسلتْ‏ ، وحياً(‏ .<br />

‏حقل السعادة ‏)البشاشة،‏ ‏صالح ‏)مرتني(‏ ، اأغبط،‏ قرّت(‏ .<br />

‏حقل الصوت ‏)زقا،‏ ‏صدى،‏ ‏صائح،‏ الريح،‏ موارها،‏ املتناوح(‏ .<br />

حقل احلزن ‏)جندل،‏ ‏صفائح،‏ القرب،‏ املتناوح،‏ ‏ضمري(‏<br />

وتتميز هذه احلقول بالتساوق العددي،‏ فكل منها يتكون من خمسة األفاظ تقريباً.‏<br />

وميكننا اأن نضم األفاظ حقل السالم اإىل حقل السعادة،‏ ملا حتمله األفاظ احلقلني من دالالت<br />

االرتياح والغبطة،‏ ليصبحا معاً‏ حقالً‏ واحداً‏ هو ‏)حقل السعادة(‏ . كما اأن األفاظ حقل الصوت<br />

حتمل يف طياتها معاين احلزن،‏ مما يسمح بضمها اإىل ‏)حقل احلزن(‏ ، لنخرج بسلسلة متصلة<br />

احللقات من الثنائيات الضدية التي جتسد التصورات االأساسية.‏ االتصال/‏ االنقطاع،‏<br />

االنفتاح/‏ االنغالق،‏ القرب/‏ البعد.‏<br />

فالسالم والتسليم والبشاشة وصوت الصدى يف البيتني )4، 5( انتشار ‏)انفتاح(‏<br />

لالنفعال باجتاه االآخر،‏ فهي عوامل جتاوب ومشاركة،‏ ناهيك عن االتصال املبارش الناجت<br />

– اإن كانت عملية السالم يداً‏ بيد – ولكن هذا االتصال واالنتشار،‏ ‏رسعان ما يتقلص<br />

وينقطع ويرتد عندما يصدم باجلانب االآخر،‏ باحليز املكاين املغلق ‏)القرب(‏ واملغطى بجندل<br />

وصفائح.‏<br />

وتتكرر حماولة االتصال يف عامل السماء املنفتح،‏ حيث اإمكانية وجود ‏)ليلى(‏ والنظر<br />

اإليها بحرية،‏ البيت )6( ولكنه عامل بعيد،‏ وجمابه مبراقبة العيون التي تضمر وتخفي<br />

العداوة.‏ وتعود ثنائية االتصال ‏)االنتشار(‏ / االنقطاع من جديد يف البيت )7( ولو اأرسلت<br />

وحيا...،‏ فالإرسال انفتاح وانتشار،‏ والوحي انغالق،‏ الأن ما اأوحت به كالماً‏ ‏)رساً(‏ خمفياً‏<br />

عن الغري،‏ واملعرفة،‏ عرفته،‏ انفتاح ‏)انتشار(‏ .<br />

95


قراءة في شعر توبة بن احلُميِّر اخلفاجي باملنهج البنيوي املعاصر<br />

القصيدة الثالثة – من ديوانه – منوذجاً‏<br />

د.‏ بهية هواري<br />

وتوؤلف الريح يف حد ذاتها ثنائية ‏ضدية،‏ ففي حني تقوم بتوصيل ما توحيه احلبيبة،‏<br />

تكون الوقت نفسه قد بدّدت ونرثت وبعرثت ما حملته بسبب متوجها واضطرابها،‏ ولهبوبها<br />

الرسيع يف كافة االجتاهات ... ‏شماالً...‏ جنوباً...‏ فتكون عامل انقطاع.‏<br />

يحاول الشاعر اأن يجد قنوات اتصال بينه وبني احلبيبة الغائبة،‏ يف السالم والصدى<br />

والسماء والوحي والريح،‏ ولكنها حماوالت فاشلة،‏ ال تلبث اأن تنقطع؛ الأنها جمرد متنيات،‏<br />

لن تتحقق،‏ فهي بعيدة عن اأرض الواقع،‏ لذا ‏ستظل تدور يف فلك اأحالم الشاعر فقط.‏<br />

واإذا انتقلنا اإىل البيتني )8، 9( ، نهاية املقطع الثاين،‏ جند اأنهما يقعان بني حركتني<br />

متصالبتني،‏ حركة احللم الذي حلق به الشاعر يف خياله ‏)االأبيات – 4 7( ، وحركة احلقيقة<br />

االآتية،‏ واملمثلة يف املوت ‏)البيتان 11( 10، . وعرب هاتني احلركتني يعاين الشاعر عذاب<br />

وعي اللحظة احلارضة،‏ من اأجل ذلك يحتضن التناقضات،‏ اإنه ‏شعور باملرارة،‏ وهذا هو<br />

املحور الثاين يف القصيدة.‏<br />

ويسأل الناس،‏ كيف اأنت؟ البيت )8( ، واالستفهام ثنائية تصورية،‏ كما ذُكر،‏ فهو<br />

انغالق ‏)لعدم املعرفة(‏ ، لكنه استفهام جوابه معروف وموؤكد ‏)قلت:‏ للناس ‏صالح(‏ انفتاح.‏<br />

ويلتقي الرسي باملكشوف يف حركة ‏)وقد بدا ‏ضمري الذي بي(‏ ليتحول الرس املضمر اإىل<br />

وجود واضح،‏ ليشكال ثنائية ‏ضدية،‏ فما بدا وانكشف من الشاعر خالف ونقيض ملا اأضمره.‏<br />

وتتضح جدلية اأخرى خمالفة للمنطق يف البيت )9( واأغبط...‏ مبا ال اأناله...،‏ اإذ كيف يصح<br />

اأن يشعر االإنسان ‏)الشاعر(‏ بالسعادة وهو غري حاصل عليها،‏ بل فاقدها وحمروم منها؟<br />

اإنها حدة االأمل الذي يستبد بالشاعر،‏ ومقدار اللوعة التي تتولد عن التناقضات املتحكمة به.‏<br />

فثنائية االنفتاح/‏ االنغالق يف البيتني )8، 9( تتوحد يف ذات مركزية،‏ تصبح منبعاً‏ لطريف<br />

الثنائية،‏ وتشكل بوؤرة انفجارية يف القصيدة كلها،‏ هذه الذات،‏ هي ذات الشاعر العاشق،‏<br />

وهي مركز الثقل االنفعايل يف القصيدة.‏<br />

ويأتي الشطر الثاين من البيت )9( بهذا التذييل الذي اأجراه الشاعر على نهاية<br />

املقطع الثاين،‏ وقد خال من الثنائيات الضدية،‏ ليقرر ويوؤكد حقيقة ‏شعوره بالسعادة،‏<br />

معلالً‏ ومقنعاً‏ نفسه بعبارة انسيابية،‏ حتمل معنى الشمولية والتعميم،‏ لينهي املقطع<br />

الثاين بأداة التنبيه نفسها التي بداأ بها املقطع االأول ‏)اأال كل ما قرت به العني ‏صالح(‏ .<br />

اإن املقطع الثاين هو النواة التوليدية؛ الأنه يشتمل على الوقائع واجلدليات التي من تفجر<br />

تناقضها يتولد النص كله.‏<br />

ويشتمل املقطع الثالث واالأخري )10- 14( ، على احلقول االآتية:‏<br />

‏حقل البكاء ‏)تبكني،‏ بكيتها،‏ الدمع،‏ جاد،‏ جار،‏ ‏سافح(‏ .<br />

96


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

‏حقل املوت ‏)مت،‏ قام،‏ النساء،‏ قربي،‏ الصوائح،‏ املوت(‏ .<br />

‏حقل السفر ‏)وصلت،‏ جناحهم،‏ ظهر،‏ املفاوز،‏ نازح،‏ مائرة الضبعني(‏ .<br />

نالحظ،‏ مرة اأخرى،‏ التساوق العددي بني هذه احلقول،‏ فكل منها يتشكل من ‏ستة<br />

األفاظ.‏ ويتبني اأن حقلي البكاء واملوت ينتميان اإىل حقل واحد هو ‏)حقل احلزن(‏ ، اأي احلقل<br />

نفسه الذي ورد يف املقطع الثاين،‏ وملا كان حقال السعادة واحلزن يشكالن ثنائية ‏ضدية يف<br />

املقطع الثاين،‏ جند ثنائية ‏ضدية ‏شبيهة تتشكل بني حقلي احلزن والسفر يف املقطع الثالث،‏<br />

ملا يحمله السفر – هنا – من تفوؤل.‏<br />

وملا كانت األفاظ البيت )14( مثل:‏ ‏)ذُكرتي ليلى،‏ نأي دارها،‏ الرتّهات الصحاصح(‏<br />

حتمل خيبة االأمل واليأس،‏ فيمكن اإدراجها حتت حقل احلزن لنخرج بالنتيجة االآتية:‏<br />

املقطع االأول )1- 3( وفيه حقال احلب ‏)سعادة(‏ / املاء،‏ العطش ‏)حرمان(‏ . واملقطع<br />

الثاين )4- 9( وفيه حقال السعادة ‏)حب(‏ / احلزن ‏)حرمان(‏ . واملقطع الثالث )10- 14(،<br />

وفيه حقال احلزن ‏)حرمان(‏ / السفر ‏)تفوؤل،‏ حب(‏ تشابهت احلقول املعجمية يف ‏سائر<br />

املقاطع.‏<br />

ويتشكل املحور الثالث يف القصيدة من األفاظ املقطع الثالث على النحو االآتي:‏<br />

يحدد البيتان )10، 11( اخلط الدرامي املأساوي يف القصيدة،‏ فيهما مشاركة يف<br />

احلدث ‏)املوت(‏ ، وما يتبعه من بكاء وحزن وانفعال،‏ كما يشكالن ثنائية ‏ضدية،‏ فاملوت<br />

انفصال وعزلة عن احلياة،‏ وهو توحد واتصال للشاعر واملحبوبة يف القرب الذي يحمل<br />

وجهَ‏ يّ‏ املوت واحلياة.‏<br />

وتبدو ثنائيةُ‏ العالقة بني الشاعر وصحبه يف البيت )12( وهي عالقة اتصال/‏<br />

انقطاع،‏ فبينما يوؤكد الشاعر حالة التناغم والتواصل بأصحابه ‏)قد وصلت جناحهم(‏ الأنهم<br />

عامل اإيجابي بينه وبني املحبوبة،‏ ينقطع هذا االتصال عرب ‏)مغرب املفاوز(‏ البيئة الشحيحة<br />

التي متثل عامل اجلدب واجلفاف.‏ ويختار الشاعر يف البيت )13( ناقة مميزة ‏)خفيفة،‏ بعيدة<br />

ما بني املنكبني،‏ متشنجة،‏ ‏رسيعة،‏ هواها اأن جتد متسعاً‏ من االأرض تسري فيه،‏ فهي ‏شعلة<br />

من القلق والتوتر(‏ . وحدة انفعال الناقة ما هو اإال تعبري عن حدة انفعال الشاعر،‏ وهذا احلس<br />

يزود احلنني باملسافة،‏ ويطلق ‏سفر اجلسد والقلب واخليال،‏ واالمتداد يجد يف احللم اأقصى<br />

حتقق له.‏ وهكذا جند ‏شاعرنا اإنسان اأحالم واأحزان.‏<br />

ويأتي البيت االأخري )14( ليكشف عما يعانيه الشاعر من متزق وتناقض،‏ فذكراه<br />

املتجددة املستمرة للمحبوبة ‏)ليلى(‏ ما هي اإال من قبيل الوهم واالإحباط.‏<br />

97


قراءة في شعر توبة بن احلُميِّر اخلفاجي باملنهج البنيوي املعاصر<br />

القصيدة الثالثة – من ديوانه – منوذجاً‏<br />

د.‏ بهية هواري<br />

وهكذا تتحدد الوضعية اجلوهرية للشاعر املأخوذ مبعضلة االنفصال والغياب،‏<br />

وحرسة االأشياء الهاربة.‏ ليلى متثل االأمل،‏ والناقة متثل االإرادة للوصول اإىل االأمل،‏ وهناك<br />

عوائق ‏)البعد املكاين الناس،‏ املوت،‏ الكواشح،‏ الرتاث االجتماعي(‏ والشاعر يف ‏رصاعٍ‏<br />

عنيف،‏ يرفض الواقع الأنه موؤمل،‏ فيزداد تشتُته وعذابُه،‏ ويبقى خيالُه اأبداً‏ على ‏سفر،‏ اإنها<br />

اأزمة االإنسان ومعاناته اإذ يواجه املعضالت الكونية كاحلب واحلياة واملوت.‏<br />

ج.‏ املستوى الرتكييب ‏)النحوي(‏ :<br />

تقوم اجلملة بوظيفة داللية حمض،‏ ومتد املخاطب بخرب اأو بإعالم،‏ وتقوم بالإضافة<br />

اإىل وظيفتها السابقة بحمل ‏شحنة نفسية اأو عاطفية وانفعالية نسميها اأسلوب اجلملة،‏ وقد<br />

تظهر الوظيفة االنفعالية حتى يف الكلمات املنفردة،‏ اإضافة على عنرص ‏ضمني خفي يحدث<br />

التغريات التي يتولد منها ‏شكل اجلملة القانوين )24( . لذا يتشكل اأسلوب اجلملة يف ‏شعر توبة<br />

كما يلي:‏<br />

‏.‏‎1‎اجلمل 1 االسمية والفعلية:‏<br />

‏ساهمت يف هندسة القصيدة،‏ كما يأتي:‏<br />

‏املقطع االأول:‏ )1- 3( يبداأ بجملة اسمية ‏)اأال هل فوؤادي...‏ ‏صافح البيت 1<br />

بجملة فعلية ‏)كما ‏رصد...‏‎3‎‏(‏ .<br />

‏املقطع الثاين:‏ )4- 9( يبداأ بجملة اسمية ‏)ولو اأن ليلى ... 4 ) وينتهي بجملة اسمية<br />

‏)اأال كل ما قرت...‏ 9( .<br />

‏املقطع الثالث:‏ )10- 14( يبداأ بجملة فعلية ‏)وهل تبكني ليلى...‏ ) 1 وينتهي بجملة<br />

اسمية ‏)وما ذكرتي...‏ اإالّ‏ الرتهات 14( .<br />

فقد بداأ الشاعر قصيدته بجملة اسمية،‏ واأنهاها بجملة اسمية،‏ وهذا توازن بني النقطة<br />

العليا،‏ والنقطة اخلتامية،‏ اإضافة اإىل التوازن بني مطالع وخوامت املقاطع.‏ وانترشت اجلمل<br />

االسمية والفعلية على مساحة القصيدة على النحو االآتي:‏<br />

) . وينتهي<br />

<br />

<br />

<br />

‏)جدول الجمل االسمية والفعلية(‏<br />

املقطع<br />

االأبيات<br />

اجلمل االسمية<br />

اجلمل الفعلية<br />

4<br />

4<br />

3 -1<br />

االأول<br />

3<br />

4<br />

9 -4<br />

الثاين<br />

3<br />

3<br />

14 -10<br />

الثالث<br />

98


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

ونالحظ التقارب العددي بينهما،‏ اإذ بلغت اجلمل االسمية )11( وبلغت اجلمل<br />

الفعلية )10( .<br />

وقد دلت اجلمل االسمية على اللحظة احلارضة الثابتة،‏ بينما فرست اجلمل الفعلية<br />

اتساع احلركة يف اأجواء القصيدة.‏ وقيمة الزمن ليست يف امتداده االأفقي – العددي بل يف<br />

عمقه وعموديته،‏ ولهذا قد تكون اللحظة التي مضت اأثمن واأغلى من الدهر كله،‏ ال ‏سيما اإن<br />

كانت حضوراً‏ مع احلبيبة،‏ بينما تكون اأطول من الشهور والسنني،‏ اإن كانت غياباً‏ عنها.‏<br />

99<br />

‏.‏‎2‎اجلمل 2 الرشطية:‏<br />

انترشت يف القصيدة على النحو االآتي:‏<br />

‏املقطع االأول )1- 3( ‏)اإن كان يف اليوم علة...‏ ) 2 .<br />

‏املقطع الثاين )4- 9( ‏)ولو اأن ليلى...‏ ‏سلمت...‏ لسلمت...‏ البيتان 4- 5<br />

ليلى...‏ الأصعدت...‏ 6( ، ‏)ولو اأرسلت...‏ عرفته...‏ 7( ، ‏)اإذا الناس قالوا...‏ قلت...‏‎8‎‏(‏ .<br />

‏املقطع الثالث )10- 14( )... لئن مت...‏ وقام...‏ 10<br />

) ، ‏)ولو اأن<br />

) ، )... لو اأصاب...‏ بكيتها<br />

<br />

<br />

وجاد...‏ )11 .<br />

وعدد اجلمل الرشطية )7( ، تركزت كثافتها يف املقطع الثاين )4( ، ونالحظ اأن االأداة<br />

االأكرث استعماالً‏ هي ‏)لو(‏ . وهذه اجلمل قائمة بقوة التمني الذي ميسك بالفعل يف اإطار من<br />

احللم،‏ لذا كانت حماوالت الشاعر من قبيل العبث لعدم حتققها ‏)امتناع اجلواب،‏ المتناع<br />

الرشط(‏ .<br />

‏.‏‎3‎اجلمل 3 املعرتضة:‏<br />

<br />

<br />

وردت اجلمل املعرتضة على النحو االآتي:‏<br />

‏املقطع االأول )1- 3( ‏)اإن كان يف اليوم علة ) 2 . فقد وقعت هذه اجلمل بني<br />

عنرصي جملة اسمية ‏)املبتداأ واخلرب(‏ ، ‏)وهل يف غدٍ...‏ ‏رساح(‏ ، يليها جملة فعلية ‏)ملا تلوي<br />

النفوس...(‏ ، لتشويق القارئ ملا يحمله الغد.‏<br />

‏املقطع الثاين )4- 9( ‏)ودوين جندل وصفائح ) 4 ، فقد جاءت اجلملة االعرتاضية<br />

هنا بني عنرصي جملة ‏رشطية،‏ ومسبوقة بواو احلال،‏ فقد رغب الشاعر اأن ينبهنا اإىل احلالة<br />

التي ‏سيكون عليها عند عملية السالم والتسليم احلاصلة بينه وبني ليلى،‏ اأي عندما يكون<br />

يف عداد االأموات.‏ وجملة ‏)وقد بدا ‏ضمري الذي بي 8( ، وقعت بني جملة اسمية ‏)كيف اأنت؟(‏<br />

، وجملة فعلية ‏)قلت(‏ للداللة مرة اأخرى على حالته عندما يسأله الناس،‏ وهو اإظهار ما كان<br />

يخفي.‏


قراءة في شعر توبة بن احلُميِّر اخلفاجي باملنهج البنيوي املعاصر<br />

القصيدة الثالثة – من ديوانه – منوذجاً‏<br />

د.‏ بهية هواري<br />

<br />

‏املقطع الثالث )10- 14( ‏)على نأي دارها،‏ بنجران ) 14 ، فقد اعرتضت هذه<br />

اجلملة حدي اجلملة االسمية ‏)وما ذكرتي ليلى...‏ اإال الرتهات الصحاصح(‏ ، للداللة على<br />

البعد املكاين بينه وبني ليلى.‏<br />

‏.‏‎4‎االإضافة:‏ 4<br />

اأكرث الشاعر من استخدامها يف القصيدة،‏ على النحو االآتي:‏<br />

) ، ‏)يف موارها<br />

‏املقطع االأول -1( )3 ‏)فوؤادي،‏ ‏صبا اليوم )1 . ‏)برشب املستضاف ) 3 .<br />

<br />

‏املقطع الثاين )4- 9( ‏)تسليم البشاشة،‏ جانب القرب 5( ، ‏)بطريف 6<br />

7( ، ‏)كل ما قرت(‏ .<br />

<br />

‏املقطع الثالث )10- 14( ‏)قبلها،‏ قربي ) 10 ، ‏)وفتيان ‏صدق ٍ، جناحهم،‏ ظهر مغرب<br />

املفاوز 12( ، ‏)مبائرة الضبعني،‏ معقودة النسا 13( ، ‏)ذكرتي،‏ نأي دارها 14( .<br />

‏»وتوضح االإضافة يف ‏سائر مقاطع القصيدة عالقة بني اسمني متميزين،‏ اأي بني ذاتني<br />

خمتلفتني اأو عالقة الذات بنفسها«‏ )25( . وقد وردت االإضافة يف املقطع االأخري اأكرث كثافةً‏<br />

منها يف املقطعني االأول والثاين )11( مرة،‏ كما ‏شملت يف هذا املقطع خمس ذوات هي:‏<br />

ليلى ‏)قبلها،‏ دارها(‏ ، والشاعر ‏)قربي،‏ ذكرتي(‏ ، واأصحابه ‏)وفتيان ‏صدق،‏ جناحهم(‏<br />

، واملفاوز ‏)ظهر مغرب املفاوز(‏ ، والناقة ‏)مائرة الضبعني،‏ معقودة النسا(‏ . وال يخفى علينا<br />

ما لهذه الذوات من عالقة وترابط،‏ كما ذكر.‏<br />

‏.‏‎5‎الصفات:‏ 5<br />

والصفة ال تربط بني ذاتني،‏ بل تدل على خاصة من خواص ذات معينة.‏ وقد جاءت<br />

الصفات منوعة وعلى النحو االآتي:‏<br />

‏)جدول الصفات(‏<br />

املقطع<br />

املوصوف<br />

الصفة<br />

البيت<br />

2<br />

3<br />

4<br />

5<br />

6<br />

7<br />

النفوس<br />

النطاف<br />

ليلى<br />

‏صدى<br />

العيون<br />

موارها<br />

الشحائح<br />

الضحاضح<br />

االأخيلية<br />

‏صائح<br />

الكواشح<br />

املتناوح<br />

االأول<br />

)3 -1(<br />

الثاين<br />

)9 -4(<br />

100


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

املقطع<br />

املوصوف<br />

الصفة<br />

البيت<br />

10<br />

11<br />

13<br />

14<br />

النساء<br />

جار ‏)الدمع(‏<br />

الناقة<br />

الناقة<br />

الناقة<br />

السبسب<br />

الرتهات<br />

الصوائح<br />

‏سافح<br />

معقودةٍ‏ النَّسا<br />

جُ‏ نُو ‏ٍف<br />

هواها السبسب<br />

املتطاوح<br />

املتطاوح<br />

الصحاصح<br />

الثالث<br />

)14 -10(<br />

تُبني هذه الصفات اإما اأصناف الناس الذين اهتم بهم الشاعر ‏)االأبيات:‏ 10،6،4،2(<br />

، اأو ‏صفات لعنارص مأخوذة من الطبيعة ليعطيها ‏صفة االتساع والدميومة ‏)االأبيات:‏<br />

13،11،7،5،3( . وقد احتل املقطع الثالث العدد االأكرب من الصفات )7( وكان الرتكيز فيه<br />

على الناقة.‏ وجند اأن ‏سائر الصفات جتسد القلق واالضطراب والتوتر املسيطر على اأجواء<br />

القصيدة كلها.‏<br />

6 تقدمي ما حقه التاأخري:‏<br />

يكون تأكيد التقدمي بإخراج اأحد عنارص اجلملة من املكان املخصص له وتثبيته يف<br />

غري مكانه،‏ اإذ من اأراد اأن يخص ‏شيئاً‏ باهتمام السامع اأو القارئ قدمه وفاجأه به،‏ ليقع<br />

ذلك يف نفس ‏سامعه اأو قارئه موقعاً‏ ثابتاً‏ )26( . وقد ‏شمل التقدمي ما يأتي:‏<br />

‏تقدمي اخلرب على املبتداأ:‏<br />

كما يف قوله ‏)يف غدٍ‏ ‏رساح،‏ يف اليوم علة 1( ، ملا يحمله املستقبل املمثل يف لفظة<br />

‏)غدٍ(‏ من اأمل جديد لهذه النفوس املتعطشة للخالص مما تعانيه يف الزمن احلارض ‏)اليوم(.‏<br />

‏)ودوين جندل البيت 4( ، ‏)للناس ‏صالح البيت 8( .<br />

‏تقدمي اجلار واملجرور:‏<br />

كما يف قوله:‏ ‏)اأال هل فوؤادي عن ‏صبا اليوم ‏صافح 1( . ‏)زقا اإليها ‏صدى 5( ‏)اأصعدت<br />

بطريف اإىل ليلى العيون 6( ، ‏)واأغبط من ليلى مبا ال اأناله 9( ، ‏)وقام على قربي النساء 10(،<br />

‏)وجاد لها جارٍ‏ 11( .<br />

‏تقدمي اجلواب على الرشط:‏<br />

كما يف قوله ‏)وهل يف غدٍ‏ ‏رساح اإن كان يف اليوم علة 1( ‏)فهل تبكني ليلى لئن مت..‏<br />

وقام...‏ 10( . وهذا التقدمي – ‏سواء يف اجلار واملجرور،‏ اأو يف جواب الرشط-‏ هو ‏رضب<br />

101<br />

6.


قراءة في شعر توبة بن احلُميِّر اخلفاجي باملنهج البنيوي املعاصر<br />

القصيدة الثالثة – من ديوانه – منوذجاً‏<br />

د.‏ بهية هواري<br />

من التوسعة يف الرتكيب،‏ غايته اإعطاء املعنى بدقة،‏ والتشويق ملعرفة املتأخر،‏ ومساوقة<br />

خلجات نفس الشاعر املتأملة مرة،‏ املتشائمة اليائسة مرات.‏<br />

‏.‏‎7‎التكرار:‏ 7<br />

وقد جاء يف القصيدة منوعاً،‏ فالتكرار يضع يف اأيدينا مفتاحاً‏ للفكرة املتسلطة على<br />

الشاعر،‏ وهو بذلك اأحد االأضواء الالشعورية التي يسلطها الشعر على اأعماق الشاعر فيضيئها<br />

بحيث نطلع عليها )27( ، فمنه:‏<br />

‏تكرار االأدوات:‏<br />

Úاأدوات Ú االستفهام ‏)هل(‏ ، ‏)االأبيات:‏ ) 10 ،2 ،1 .<br />

Úاأدوات Ú الرشط ‏)اإن(‏ ، ‏)البيتان:‏ ) 10 ،2 .<br />

102<br />

‏)لو(‏ ، ‏)االأبيات:‏ )11 ،7 ،6 ،4 .<br />

Úاأدوات Ú التوكيد والتحقيق ‏)اأن(‏ ، ‏)البيتان ) 6 ،4 .<br />

‏)قد(‏ ، ‏)البيتان )12 ،8 .<br />

Úاأدوات Ú النفي ‏)ال(‏ ، ‏)البيت )9 ‏)ما(‏ ، ‏)البيت ) 14 .<br />

فالقصيدة بكاملها ‏سلسلة تتكرر فيها ‏صيغ االستفهام والرشط والتوكيد والنفي،‏<br />

وجوها يتحدد بهذه الصيغ،‏ اإنه جو اللوعة واالضطراب والقلق واحلرية.‏<br />

‏التكرار اللفظي:‏<br />

تكررت لفظة ‏)ليلى(‏ ثماين مرات،‏ ‏)االأبيات:‏ 6،4،1 مرتني 14،11،10،9( . ‏)فرصدت،‏ ‏رصد<br />

3( ، ‏)سلمت،‏ لسلمت،‏ تسليم 5،4( ، ‏)اإذا الناس قالوا،‏ قلت للناس 8( ، ‏)صالح مرتني 9،8( .<br />

‏التكرار احلريف:‏<br />

مثل ‏)الشحائح )2 ، ‏)اللوح،‏ الضحاضح )3 ، ‏)البشاشة )5 ، ‏)السبسب )13 ، ‏)الصحاصح )14 .<br />

زد على ذلك تكرار حروف اجلر مثل الباء )8 مرات(‏ ، الالم ‏)‏‎4‎مرات(‏ ، يف )4 مرات(‏<br />

على )4 مرات(‏ ، اإىل )3 مرات(‏ . وحروف العطف مثل الواو )7 مرات(‏ ، الفاء ‏)مرتان(‏ ،<br />

والوصل مثل ما )6 مرات(‏ ، وسواها.‏<br />

وتتعلق هذه التكرارات تعلقاً‏ مبارشاً‏ ببناء القصيدة العام،‏ اإذ ترتبط اأشد االرتباط<br />

بالسياق،‏ ولها مالءمة كبرية بظروف الشاعر النفسية،‏ فهو يوؤدي بها معاين اأكرث اتصاالً‏<br />

بخلجات نفسه وحواسه،‏ وتسهم مساهمة فعالة يف البناء الهندسي املحكم للبيت،‏ وتخدم<br />

البنية املوسيقية الداخلية واخلارجية يف القصيدة )28( .


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

د.‏ املستوى البالغي ‏)البياني(‏ :<br />

يف هذه القصيدة حمطات تستوقفنا على مستوى الصورة يف ‏شعر توبة،‏ فالصورة<br />

ابنة للخيال الشعري الذي يتألف – عند الشعراء – من قوى داخلية تفرق العنارص وتنرش<br />

املواد،‏ ثم تعيد ترتيبها وتركيبها،‏ لتصبها يف قالب خاص حني تريد خلق فن جديد متحد<br />

منسجم )29( .<br />

اتخذت الصور يف القصيدة االأشكال االآتية:‏<br />

‏املقطع االأول:‏ )1- 3( ‏)اأال هل فوؤادي...‏ ‏صافح ) 1 ، استعارة،‏ وفيها يجعل الفوؤاد<br />

كالإنسان يُعرض ويرتك ‏)ما واأت...‏ ناجح 1( استعارة.‏ ‏)يف اليوم علة،‏ يف غدٍ‏ ‏رساح 2(،<br />

استعارة،‏ وفيها يربط الزمن احلارض ‏)اليوم(‏ باالعتالل الذي يصيب االإنسان،‏ والزمن<br />

املستقبل ‏)غدٍ(‏ باخلروج واالنعتاق من املرض.‏<br />

‏)فرصدت كما ‏رصد...‏ 3( ، وفيها تشبيه،‏ اأي قطعها للسقي يشبه املاء القليل ‏)النطفة(،‏<br />

ال تروي الظمأ.‏<br />

‏املقطع الثاين:‏ )4- 9( ‏)ولو اأرسلت...‏ مع الريح ) 7 ، استعارة،‏ وفيها يجعل الريح<br />

كالإنسان يحمل وينقل ما يكلف به.‏ ‏)كل ما قرت به العني...‏ 9( ، جماز مرسل،‏ وعنى بالعني<br />

النفس،‏ كما ورد يف قوله عز وجل:‏ ‏»فكلي وارشبي وقري عيناً...(‏ )30( ، اأي لتهداأ وتطمئن<br />

نفسك.‏<br />

‏املقطع الثالث:‏ )10- 14( ‏)فهل تبكني...كما لو...‏‎11،10‎ ) ، وفيه يشبّه موتها<br />

مبوته،‏ وبكاءَها ببكائه.‏<br />

‏)وجاد لها جارٍ‏ من الدمع...‏ 11( ، استعارة،‏ وفيها يشبه الدمع بالإنسان الكرمي الذي<br />

يجود حيناً،‏ وبالسيل اجلاري حيناً‏ اآخر،‏ للداللة على الغزارة والكرثة.‏<br />

‏)قد وصلت جناحهم...‏‎12‎‏(‏ ، استعارة،‏ وفيها يشبه اأصحابه بالطيور للداللة على<br />

الرسعة.‏<br />

‏)على ظهر مغرب املفاوز...‏‎12‎‏(‏ ، استعارة،‏ وفيها يشبه املفاوز بحيوان له ظهر<br />

ميُ‏ تطى.‏<br />

‏)وما ذكرتي...‏ اإال الرتهات الصحاصح 14( ، تشبيه بليغ وهو توحيد لهويتني<br />

متباينتني عن طريق االإحلاح على نقطة االلتقاء بينهما،‏ واإبطال مسافة التباين )31( .<br />

فالشاعر يوحد بني ذكرياته لليلى من جهة،‏ وبني الرتهات الصحاصح من جهة<br />

اأخرى،‏ كي يلغي املسافة بني حدي التشبيه.‏ وقد استقى الشاعر ‏صوره،‏ يف هذه القصيدة،‏<br />

من ‏صفات متعلقة بالإنسان اأو من الطبيعة،‏ وعلى النحو االآتي:‏<br />

103


قراءة في شعر توبة بن احلُميِّر اخلفاجي باملنهج البنيوي املعاصر<br />

القصيدة الثالثة – من ديوانه – منوذجاً‏<br />

د.‏ بهية هواري<br />

‏)جدول مصدر الصورة(‏<br />

املقطع<br />

مصدر الصورة<br />

البيت<br />

عدد الصور<br />

2<br />

2<br />

1<br />

1<br />

1<br />

2<br />

2<br />

2<br />

1<br />

1<br />

2<br />

3<br />

7<br />

9<br />

11 ،10<br />

11<br />

12<br />

14<br />

االإنسان<br />

االإنسان<br />

الطبيعة<br />

االإنسان والطبيعة<br />

االإنسان<br />

االإنسان<br />

االإنسان والطبيعة<br />

الطبيعة<br />

االإنسان<br />

االأول<br />

3 -1<br />

الثاين<br />

9 -4<br />

الثالث<br />

14 -10<br />

والشاعر اإذ يستمد ‏صورَه من االإنسان والطبيعة ‏)بيئتِهِ‏ الواسعة(‏ ، فالأنه اأقرب اإىل<br />

الشعراء الرومانسيني الذين يركزون على االإنسان الفرد وعواطفه،‏ وعده القيمة االأوىل،‏ والأن<br />

عالقتهم بالطبيعة عالقة تعاطف وتالق وانسجام،‏ فهم يفيضون عليها من مشاعرهم،‏<br />

فتشاركهم ما يحسون من حزن اأو كآبة.‏<br />

ولذا يغلب على ‏صوره طابع التسوؤم والسلبية الناجتة عن معاناة االإنسان يف هذه<br />

البيئة اجلافة الشحيحة.‏<br />

ه.‏ مستوى الوزن واإليقاع ‏)املستوى الصوتي(‏ :<br />

‏»االإيقاع باملعنى العميق لغة ثانية ال تفهمها االأذن وحدها،‏ واإمنا يفهمها قبل االأذن<br />

واحلواس،‏ الوعي احلارض والغائب،‏ ولهذه اللغة عالقة ثنائية بالأجواء الشعرية تستحرض<br />

االأجواء،‏ واالأجواء تبعثها«‏ )32( . ‏»هذا يعني،‏ بالتايل،‏ اأن الكلمة داخل النظام العام للتجربة<br />

تستدعي ما يالئمها موسيقياً،‏ الأن املوسيقى عامل هام يف الشعر،‏ فهي ‏سلسلة من االأصوات<br />

ينبعث عنها املعنى«‏ )33( .<br />

ثمة تناول يسمح باكتناه العالقات بني مكونات البنية االإيقاعية،‏ كما تتوزع يف<br />

القصيدة،‏ عن طريق دراسة الوزن.‏<br />

تنتمي هذه القصيدة اإىل البحر الطويل،‏ وعدد دوائرها الوزنية )4( دوائر.‏ وبتمثيل<br />

فعولن ب )1( ، ومفاعيلن ب )2( ، وفعول ب )3( ، ومفاعلن ب )4( ، نحصل على اجلدول االآتي<br />

الذي ‏سيظهر يف الصفحة االآتية )34( :<br />

ويف هذا املخطط ‏)اجلدول(‏ ميثل كل ‏سهمني يربطان بني ‏صندوقني توحد هوية بيتني،‏<br />

104


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

105<br />

<br />

<br />

<br />

اأو اأكرث من اأبيات القصيدة بالشطر االأول والثاين من حيث وزنهما.‏ اأما االأسهم املفردة<br />

اخلارجة من الصناديق )1، 13( 9، 4، فإنها متثل تفرد هذه االأبيات بشطريها،‏ وانعدام<br />

وجود اأبيات تتحد هويتها بها اأو بواحد منها يف القصيدة،‏ بينما قد تتحد بغريها ‏ضمن<br />

‏شطر واحد فقط.‏<br />

وباستقراء العالقات التي تنشأ بني االأبيات،‏ نحصل على الظواهر االآتية:‏<br />

‏هناك تناسق يتعلق بهندسة القصيدة،‏ فنهاية كل مقطع تنتهي بالرتتيب االآتي:‏ 1<br />

4 1 2 ‏)الشطر الثاين(‏ ، كما اأن بداية القصيدة ونهايتها تنتهي بالرتتيب نفسه:‏ 4 1 2 1<br />

‏)الشطر االأول(‏ .<br />

ثمة تناسق يف تكرار ‏صور االأبيات،‏ ينعكس يف التدرج االآتي:‏<br />

. )11 /10 ،12 /7 ،8 /6 /5 /3 ،14 /2(<br />

<br />

، وواضح اأن البيتني<br />

يرتابطان بأكرث من عنرص مشرتك:‏ كالهما يبداأ بواو العطف،‏ ويبداأ بجملة اسمية،‏ وكالهما<br />

ينطوي على ثنائيات:‏ فالبيت )2( فيه لفظا زمان ‏)غدٍ،‏ اليوم(‏ ، ويف البيت )14( لفظا مكان<br />

‏)دارها،‏ بنجران(‏ . وكالهما تتساوق فيه املوسيقى الداخلية،‏ فتتوازى ثنائية حرف ‏)احلاء(‏<br />

يف عجز البيتني.‏ والتناوس احلاصل من تكرار ‏)السني(‏ يف ‏)رساح،‏ النفوس 2( ، ويف تكرار<br />

‏)الراء(‏ يف ‏)ذكرتي،‏ دارها،‏ بنجران،‏ الرتهات 14( .<br />

، ويالحظ اأن<br />

التشابه يف هذه االأبيات ناجت عن تكرار ثنائيات متجانسة يف اللفظ داخل البيت الواحد،‏<br />

مثل ‏)فرصدت،‏ ‏رصد 3( ، ‏)لسلمت،‏ تسليم 5( ، )... ليلى اإىل ليلى...‏ 6( ، ).. الناس قالوا...‏ قلت<br />

للناس...‏ )8 .<br />

ويجمع هذه االأبيات اأيضاً‏ الثنائيات الضدية يف كل بيت،‏ والتي تولد حساً‏ باالتصال<br />

واالنقطاع مثل:‏ ‏)سقتني/‏ فرصدت 3( ، ‏)تسليم البشاشة/‏ ‏صدى من القرب 5( ، ‏)ليلى يف<br />

السماء/‏ العيون الكواشح 6( ، ‏)بدا/‏ ‏ضمري 8( .<br />

وتشرتك هذه االأبيات على ‏صعيد املكونات الصوتية بوجود األفاظ تنتهي بحرف املد<br />

‏)االألف(‏ مثل:‏ ‏)كما 3( ، ‏)زقا،‏ اإليها ‏صدى 5( ، ‏)ليلى مرتني،‏ اإىل 6( ، ‏)اإذا،‏ بدا 8( ، والتكرار<br />

احلريف مثل:‏ ‏)الضحاضح 3( ، ‏)البشاشة 5( ، ‏)ليلى 6( ، ‏)الناس قالوا...‏ قلت للناس 8( ،<br />

وتناوب حريف الصفري ‏)السني والصاد(‏ يف كل بيت.‏ ‏)سقتني،‏ املستضاف،‏ فرصدت،‏ ‏رصد<br />

3( ، ‏)لسلمت،‏ تسليم،‏ ‏صدى،‏ ‏صائح 5( ، ‏)السماء،‏ الأصعدت 6( ، ‏)الناس،‏ للناس،‏ ‏صالح 8(.<br />

يف الشطر<br />

االأول منهما – بثنائية عالقة اتصال اختياري،‏ بني املحبوبة والشاعر يف البيت )35( 7 ‏)ولو<br />

‏البيتان:‏ ،14 /2 لهما الرتكيب املوحد:‏ 4 1 2 1 4 1 2 1<br />

‏االأبيات االأربعة ،3( )8 ،6 ،5 لها الرتكيب املوحد:‏ 4 1 2 1 4 3 2 1<br />

‏البيتان ،12 /7 لهما الرتكيب املوحد .4 3 2 1 4 3 2 1 يشرتك البيتان –


قراءة في شعر توبة بن احلُميِّر اخلفاجي باملنهج البنيوي املعاصر<br />

القصيدة الثالثة – من ديوانه – منوذجاً‏<br />

د.‏ بهية هواري<br />

اأرسلت وحياً‏ اإيل(‏ ، وبني الشاعر وصحبه،‏ يف البيت 12 ‏)قد وصلت جناحهم(‏ ، وتعود هذه<br />

العالقة – يف الشطر الثاين منهما – لالنقطاع،‏ حيث يتبدد ما اأوحت به املحبوبة للشاعر،‏<br />

مع الريح،‏ وكذلك اتصال الشاعر بصحبه ينقطع عرب ‏)مغرب املفاوز(‏ البيئة الصحراوية<br />

اجلافة،‏ زد على ذلك ورود حرف ‏)احلاء(‏ متخلالً‏ األفاظ البيتني لالإيحاء بالرسعة املتعلقة<br />

بالريح مثل:‏ ‏)وحياً،‏ مع الريح،‏ املتناوح 7( ، ‏)جناحهم،‏ نازح 12( .<br />

، ومن اجلدير بالذكر اأن<br />

هذين البيتني يشكالن معاً‏ اخلط الدرامي املأساوي يف القصيدة،‏ فيهما مشاركة يف احلدث<br />

‏)املوت(‏ وما يتبعه من بكاء وحزن وانفعال،‏ والثنائية الضدية التي يحملها املوت،‏ كما<br />

ذكر،‏ اإضافة اإىل تكرار األفاظ ‏)الرشط،‏ البكاء،‏ ليلى،‏ املوت(‏ يف البيتني.‏<br />

‏ويعود تفرد كل بيت من االأبيات:‏ )1، 13( 9، 4، – بشطريه – عن غريه من اأبيات<br />

القصيدة،‏ اإىل ما يأتي:‏<br />

) ‏)مطلع القصيدة(‏ ، وينفرد بالرتتيب:‏<br />

)1 4( 3 2 1 4 1 2 ، وهو البيت الوحيد الذي يظهر فيه وعد ليلى للشاعر بصورة<br />

‏رصيحة ومبارشة ‏)واأت ليلى(‏ ، فكان هذا املطلع املفتاحَ‏ القادحَ‏ لرشارة احلركة الشعورية<br />

التي تشد اأوتار هذه القصيدة.‏<br />

) ‏)مطلع املقطع الثاين(‏ ، وينفرد بالرتتيب:‏<br />

)1 4( 3 2 3 4 3 2 ، وهو البيت الوحيد يف القصيدة الذي يذكر اسم املحبوبة كامالً‏<br />

‏)ليلى االأخيلية(‏ ، كما يصف قرب الشاعر وصفاً‏ تفصيلياً،‏ وهذا يفرس تفردَه.‏<br />

) ‏)نهاية املقطع الثاين(‏ ، وينفرد بالرتتيب:‏<br />

)3 4( 1 2 1 4 1 2 ، ويبداأ بفعل مضارع هو الوحيد الذي ورد يف القصيدة بصيغة<br />

املبني للمجهول ‏)واأغبط(‏ ليوؤكد الشاعر مدى جهلنا بعمق الغبطة التي يحسها،‏ مع اأنه غري<br />

حاصل عليها مطلقاً،‏ فهي يف حكم املجهول.‏<br />

) ، وهو يختص بوصف الناقة،‏ كما<br />

يبداأ وينتهي باسم الفاعل ‏)مبائرة...‏ واملتطاوح(‏ .<br />

دلت دراسة البنية االإيقاعية على اأن العالقات التي تشكلت ‏ضمن هذه البنية،‏ مرتبطة<br />

بعمق وتناغم وانسجام بالبنية الداللية للروؤية الوجودية التي جسدتها القصيدة.‏<br />

جند اأن هذه القصيدة مبنية على اأساس من التنوع العام املتحد،‏ فاملواقف فيها تتغري،‏<br />

وانفعاالت الشاعر تتلون والعنارص تتعدد وتتنوع،‏ ال على اأساس من التشابه فقط،‏ بل على<br />

‏البيتان ،11 /10 لهما الرتتيب املوحد 4 1 2 3 4 1 2 1<br />

106<br />

Úالبيت )1<br />

Úالبيت )4<br />

Úالبيت )9<br />

Úالبيت )13( وينفرد بالرتتيب 3( 4 3 2 1 4 1 2<br />

<br />

<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

اأساس من التنافر اأيضاً،‏ واملوسيقى تتبدل وفق ذلك كله،‏ مما جعل القصيدة تتخذ الشكل<br />

الدرامي اأساساً‏ لبنائها.‏ اإنها تكثيف قوي لتجربة حية عاشت يف ‏صاحبها،‏ ثم انتقلت اإلينا،‏<br />

فولدت فينا توتراً‏ ممتعاً،‏ دفعنا اإىل متابعتها من خالل رحلة عذابه التي قدمها لنا،‏ بصورة<br />

هذا البناء الفني املنوع االأصيل،‏ املتالحم يف ‏سياقه ومعانيه وتركيبه وصوره وموسيقاه.‏<br />

‏)جدول البنية اإليقاعية في القصيدة الثالثة(‏<br />

الشطر )1( الشطر )2(<br />

املقطع<br />

البيت<br />

4 3 2 1<br />

4 1 2 1<br />

1<br />

4 1 2 1<br />

4 1 2 1<br />

2<br />

االأول<br />

)3 -1(<br />

4 1 2 1<br />

4 3 2 1<br />

3<br />

4 3 2 3<br />

4 3 2 1<br />

4<br />

4 1 2 1<br />

4 1 2 1<br />

4 3 2 1<br />

4 3 2 1<br />

4 3 2 1<br />

4 3 2 1<br />

5<br />

6<br />

7<br />

الثاين<br />

)9 -4(<br />

4 1 2 1<br />

4 3 2 1<br />

8<br />

4 1 2 1<br />

4 1 2 3<br />

9<br />

4 1 2 3<br />

4 1 2 3<br />

4 1 2 1<br />

4 1 2 1<br />

10<br />

11<br />

الثالث -10( )14<br />

4 3 2 1<br />

4 3 2 1<br />

12<br />

4 3 2 1<br />

4 1 2 3<br />

13<br />

4 1 2 1<br />

4 1 2 1<br />

14<br />

107


قراءة في شعر توبة بن احلُميِّر اخلفاجي باملنهج البنيوي املعاصر<br />

القصيدة الثالثة – من ديوانه – منوذجاً‏<br />

د.‏ بهية هواري<br />

اخلامتة:‏<br />

من خالل رحلتي يف اأعماق املصادر القدمية،‏ وجتوايل بني املراجع احلديثة – اإمياناً‏<br />

مني برضورة التكامل العلمي بني القدمي واجلديد – وبعد العودة اإىل ‏شعر توبة يف ديوانه<br />

املطبوع،‏ الأنه القاضي واحلكم يف كل ما يصدر من نتائج،‏ واتخاذي القصيدة الثالثة<br />

‏)احلائية(‏ منوذجاً‏ ممثالً‏ لهذا الشعر توصلت اإىل ما يأتي:‏<br />

كشفت القصيدة الثالثة اأكرث اخلصائص الفنية لشعر توبة،‏ فوضحت مدى الفاعلية<br />

التي كانت للموسيقى يف ‏شعره.‏ فوزن هذه القصيدة من البحر الطويل املوؤلف من دوائر<br />

وزنية اأساسها الشطر،‏ وهذه الدوائر تتوزع داخل القصيدة اإما متباعدة اأو متقاربة،‏ وقد<br />

تظهر اأو تختفي يف ‏صدر القصيدة ووسطها ونهايتها بشكل متجاوب،‏ فنلمس الرتجيع<br />

املتناغم املناسب يف املكان املناسب الذي يطلبه،‏ وال فرق اأن تكون هذه االأشطار اأوىل اأو<br />

ثانية.‏ بداأ الشاعر قصيدته مبقدمة،‏ عرض فيها ملخصاً‏ ملشكلته التي كانت السبب الرئيس<br />

لقلقه وتوتره،‏ كما مل ينسَ‏ ذكر املحبوبة ‏)ليلى(‏ يف هذه املقدمة.‏ وهذا يفرس اأن مطلع<br />

القصيدة يحمل نفسية الشاعر،‏ ويكون ‏صدى ملشاعره وانفعاله،‏ ‏»واأن الشاعر ‏سواء قصد<br />

اأم مل يقصد،‏ فإنه يصب ما نفسه من مشاعر اإزاء موضوع القصيدة ومالبساتها«‏ )36( . ثم<br />

‏صوّر الرصاع الذي اعتمل بداخله،‏ حتى اإذا جاء للنهاية مال اإىل الهدوء النسبي.‏ ‏»وهذا يوؤكد<br />

ما جاء يف االأبحاث النقدية احلديثة التي درست الوزن على اأن العالقة بينه وبني االنفعال<br />

اأساسية وثابتة،‏ الأنهما يتحدان داخل التجربة الواحدة ويف خيال الشاعر )37( . وتشكل<br />

القافية )38( يف القصيدة نوعاً‏ من االنفعال ممثالً‏ بها،‏ اإذ تعمل كرابط يربط الوزن باملعنى<br />

العام داخل السياق،‏ وتأتي اأهميتها يف كونها نهاية ثالث وحدات:‏ وحدة الوزن واملعنى<br />

والبناء النحوي.‏<br />

واإذا تتبعنا نوع القافية يف هذه القصيدة،‏ وجدناها مطلقة )39( ملناسبتها استقرار<br />

االأصوات.‏ ‏»بالإضافة اإىل خصائص االأحرف العربية التي تقرب االإيقاع الصوتي من اجتاه<br />

معني«‏ )40( .<br />

)42(<br />

وقع الشاعر يف هذه القصيدة يف بعض عيوب القافية مثل:‏ االإيطاء )41( واالإقواء<br />

والتضمني )43( . ويأتي االإيقاع الداخلي ‏ضمن املجموعة املوسيقية للقصيدة،‏ ليساهم بهدوء<br />

يف بعث النغم املناسب واملنسجم مع جو القصيدة ومعناها.‏ وتبدو األوان االإيقاع الداخلي<br />

يف هذه القصيدة يف التكرار )44( اللفظي واحلريف،‏ ورد العجز على الصدر )45( واالعرتاض<br />

108


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

والرتادف.‏ ونالحظ اأن التكرار اللفظي واحلريف يف القصيدة يكمل اأحدهما االآخر،‏ فالأبيات<br />

التي خلت من التكرار اللفظي مثالً،‏ ورد فيها تكرار حريف،‏ وقد باعد الشاعر بينها وبني<br />

الرتابة فجعلها تتناوب احلضور والغياب بشكل ترتاح له النفس.‏<br />

وغطّ‏ ت هذه القصيدة مفردات املعجم الرومانسي وتراكيبه مثل:‏ احلب واحلنني<br />

والشكوى والبكاء واملوت والنأي ونار الشوق...‏ اإلخ،‏ مما اأدى اإىل والدة حقول معجمية<br />

جديدة،‏ وكان حقل احلب هو الذي انبثقت عنه ‏سائر احلقول االأخرى.‏ ومن هنا كان تكرار<br />

الشاعر للفظة ‏)ليلى(‏ بهذه الكثافة،‏ فهي مفتاح ‏شعره،‏ الذي اتخذ يف هذه القصيدة ‏شكل<br />

ثنائيات ‏ضدية اأظهرت تأرجح الشاعر بني االأطراف،‏ فهو بني ‏شك ويقني،‏ مسافر عائد،‏<br />

يائس متأمل،‏ منفصل عن ليلى متصل بها،‏ وهي النسيان والتذكر،‏ القرب والبعد،‏ احللم<br />

والواقع،‏ احلياة واملوت.‏<br />

وطغى على القصيدة اأسلوب اجلمل التي تساعد على خلق احلركة النفسية كاالستفتاح<br />

واالستفهام والرشط والنداء والتنبيه والنفي والتوكيد بأنواعه املختلفة.‏<br />

وصدرت الصور يف هذه القصيدة عن جتربة الشاعر الذاتية،‏ وحياته اخلاصة والعامة،‏<br />

فارتبطت بالإنسان واحليوان والطبيعة،‏ فكانت الصورة البرصية هي االأعم،‏ ‏»فالكرثة<br />

الكاثرة من ماديات الكون،‏ تُرى بالعني،‏ ولذا عُ‏ دت اأم احلواس،‏ وتشتمل على االألوان،‏<br />

واإرشاق املنظورات وبُعدها وقربها«‏ )46( ، وملسنا الصورة السمعية )47( والصورة اللمسية<br />

)48( والصورة الذوقية )49( والصورة احلركية )50( . واتخذت الصورة يف هذه القصيدة ‏شكل<br />

االإشارة )51( اأو التشبيه )52( اأو االستعارة )53( . والصورة االستعارية هي االأكرث ‏شيوعاً‏ من<br />

غريها.‏ ‏»ونستطيع القول اأنه ال يجوز اأن نبحث يف الشعر عن الصورة بحد ذاتها،‏ واإمنا عن<br />

اللون الشعري فيه،‏ وعن ‏صلته بالإنسان والعامل والكشف عنهما«‏ )54( .<br />

ونلمح يف القصيدة الروح القصصية مبا فيها من حوار وحدث وشخوص وعنرصي<br />

الزمان واملكان،‏ حتى العقدة تكاد تظهر فيها.‏ ولهذا متيزت هذه القصيدة بالتماسك<br />

وااللتحام واالأصالة والتشكيل والرتاكم املوؤدي بالتايل اإىل متاسك البنية.‏<br />

واأخرياً،‏ ميكن القول اإن هذا الشعر اإنساين،‏ ميثل الرصاع املستدمي مع االأقدار،‏ وهو –<br />

واإن كان نابعاً‏ من البيئة العربية البدوية االأصيلة،‏ والثقافة االإسالمية املحض – فقد حمل<br />

يف طياته طابعاً‏ فكرياً،‏ عربّ‏ ‏صاحبه من خالله عن موقفه اخلاص كشاعر واإنسان اإزاء هذه<br />

البيئة،‏ وتلك الثقافة.‏ وهو اإذ ينقل اإلينا اآراءه ومعاناته،‏ اإمنا ينقل جتربة اإنسانية عامة،‏<br />

متس فكر كل اإنسان يف الوجود،‏ وعبقريته،‏ اأنه استطاع اأن ينقل جتربته من احليز اخلاص<br />

109


قراءة في شعر توبة بن احلُميِّر اخلفاجي باملنهج البنيوي املعاصر<br />

القصيدة الثالثة – من ديوانه – منوذجاً‏<br />

د.‏ بهية هواري<br />

املحدود،‏ اإىل الساحة الكلية العامة،‏ التي يشارك فيها بنو البرش جميعاً.‏ فالفنان من استطاع<br />

حتويل الذات اإىل موضوع،‏ كما اتفقت على ذلك اأكرث الفلسفات احلديثة يف الفن.‏<br />

وبعد،‏ فلو اأمهلته يد املنون،‏ ومل تقطفه يف هذه السن املبكرة،‏ التسعت اأشعاره،‏ ومالأت<br />

اأكرث من ديوان.‏<br />

توصية:‏<br />

اأمتنى اأن تُعتَمد هذه القصيدة-‏ يف جامعة القدس املفتوحة-‏ منوذجاً‏ تطبيقياً‏ للمنهج<br />

النقدي البنيوي املعارص،‏ خللو مساقات اللغة العربية ‏)النقدية والشعرية(‏ يف اجلامعة من<br />

منوذج تطبيقي يوضح هذا املنهج.‏<br />

واهلل من وراء القصد،،،‏<br />

110


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

اهلوامش:‏<br />

‏.‏‎1‎البنائية 1 اأو البنيوية،‏ كما يحلو للبعض اأن يسميها،‏ كلمة اأصبحت منذ حقبة ليست<br />

بالقصرية،‏ ترتدد يف اأبحاث الباحثني يف خمتلف فروع العلم واملعارف االإنسانية.‏<br />

وليست البنائية جمرد اصطالح،‏ بل هي منهج حتاول الدراسات املختلفة يف العلوم<br />

الطبيعية واالنرثوبولوجية واللغوية واالأدبية والفنية اأن تطبقه يف اإرصار،‏ نبيلة<br />

اإبراهيم،‏ ‏»البنيوية من اأين واإىل اأين«،‏ فصول/‏ 2، ‏ص 168.<br />

‎2‎ابن . 2 خري االأشبيلي،‏ الفهرست،‏ ‏ص 395 وما بعدها؛ الزبيدي،‏ طبقات النحويني واللغويني،‏<br />

‏ص ‎172‎؛ ياقوت احلموي،‏ معجم االأدباء،‏ ‎27‎؛ 7/ القايل،‏ االأمايل،‏ ‎166‎؛ 1/ االآمدي،‏<br />

املوؤتلف واملختلف،‏ ‏ص 68.<br />

‏.‏‎3‎يف 3 العرص احلديث قام بتحقيق الديوان،‏ والتعليق عليه،‏ والتقدمي له،‏ االأستاذ خليل<br />

اإبراهيم العطية.‏ ديوان توبة بن احلُميِّري اخلفاجي،‏ بغداد ‏)مط االإرشاد(‏ ، 1968.<br />

. ‎4‎اأحمد اجلندي،‏ ‏»ديوان توبة بن احلُمريّ‏ اخلفاجي«،‏ جملة جممع اللغة العربية،‏ 45<br />

/ 4<br />

.170<br />

‏.‏‎5‎حيث 5 تدرس احلروف ورمزيتها،‏ ‏صالح فضل،‏ نظرية البنائية يف النقد االأدبي،‏ ‏ص<br />

250، وفيه مستويات اأخرى.‏<br />

‎6‎ابن . 6 قتيبه،‏ الشعر والشعراء،‏ ‎356‎؛ 1/ الزجاجي،‏ االأمايل،‏ ‏ص 77 ؛ اأبو الفرج االأصفهاين،‏<br />

االأغاين،‏ – 204 11/ ‎205‎؛ احلرصي،‏ زهر االآداب،‏ ‏ص 934.<br />

. ‎7‎ابن ‏شاكر الكتبي ، فوات الوفيات،‏ 290 2/<br />

. ‎8‎داود االأنطاكي،‏ تزيني االأسواق،‏ ‏ص 96<br />

. 7<br />

. 8<br />

‎9‎اأبو . 9 الفرج االأصفهاين ، م.‏ ‏س،‏ ‏ص.‏ ن،‏ 204 11/ بالدال والعني املهملتني وعنه نقل<br />

االآخرون:‏ كاملرزباين وابن ‏شاكر الكتبي وابن واصل احلموي.‏ وفات حمققي ‏“طبعة دار<br />

الكتب”‏ حتقيقه،‏ وصوابه:‏ بالذال والغني املعجمتني،‏ وبنو االذلغ:‏ قوم من بني عبادة<br />

ابن عقيل،‏ البكري،‏ ‏سمط الاللئ ‎119‎؛ 1/ ويف اللسان ‏)ذلغ(‏ : االذلغ بن ‏شداد من بني<br />

عبادة بن عقيل عن ابن بري.‏ وينظر:‏ تاج العروس ‏)االذلغ(‏ 10، 6/ على اأن الفريوز<br />

اآبادي:‏ ذكره بالدال والعني املهملتني.‏ القاموس املحيط ‏)دلع(‏ .<br />

‎1010‎اأبو الفرج االأصفهاين،‏ م.‏ ‏س،‏ . 205 11/<br />

111 اأبو الفرج االأصفهاين،‏ م.‏ ن،‏ ‏ص.‏ ن.‏<br />

111


قراءة في شعر توبة بن احلُميِّر اخلفاجي باملنهج البنيوي املعاصر<br />

القصيدة الثالثة – من ديوانه – منوذجاً‏<br />

د.‏ بهية هواري<br />

‎1212‎اأبو الفرج االأصفهاين،‏ م.‏ ن،‏ – 206 11/ 207 .<br />

‎1313‎ابن قتيبه،‏ الشعر والشعراء،‏ ‎445‎؛ 1/ اأبو الفرج االأصفهاين،‏ االأغاين،‏ 205 11/ ؛ ابن<br />

‏شاكر الكتبي،‏ فوات الوفيات،‏ 182. 2/<br />

112<br />

‎1414‎ديوان توبة،‏ القصيدة )1( ، البيت 10( ) .<br />

‎1515‎احلرصي،‏ زهر االآداب،‏ ‏ص ‎1007‎؛ الرسّاج،‏ مصارع العشاق،‏ 286 1/ ؛ ابن خلكان،‏<br />

وفيات االأعيان،‏ 49. 2/ داود االأنطاكي ، تزيني االأسواق،‏ ‏ص 189 وفيه قال لها:‏<br />

مكّنيني من تقبيل يدك،‏ وفيه اأيضاً‏ عن الروض النضري،‏ اأنه ‏سألها قبلة.‏<br />

‎1616‎ديوان ليلى االأخيلية،‏ ‏ص – 95 96 .<br />

‎1717‎ديوان توبة،‏ القصيدة )3( ، االأبيات:‏ ،11 ،10 ،5 ،4 ‏ص . 48<br />

18<br />

19<br />

18 الصفائح:‏ احلجارة العراض تكون على القرب.‏<br />

19 زقا:‏ ‏صاح.‏ الصدى:‏ طائر،‏ زعمت العرب اأنه يخرج من راأس القتيل يصيح اسقوين،‏ اإىل<br />

اأن يوؤخذ بثأره.‏ الرسّاج،‏ م.‏ ‏س،‏ 285. 1/ وهذا البيت وسابقه من ‏شواهد النحو.‏ وموضع<br />

الشاهد فيهما استعمال ‏)لو(‏ حرف ‏رشط يف املستقبل غري جازم.‏ ابن هشام،‏ مغني<br />

اللبيب،‏ 261، 1/ الشاهد )417( ، ابن عقيل،‏ ‏رشح األفية ابن مالك،‏ 302، 2/ الشاهد<br />

. )347(<br />

20<br />

‎2121‎ديوان ليلى،‏ قصيدة )30( ، البيتان:‏ – 11 ،12 ‏ص‎98‎ .<br />

. 22<br />

‎2323‎ديوان توبة،‏ ‏ص . 50<br />

‎2424‎طحّ‏ ان،‏ االألسنية العربية/‏ 2، ‏ص . 96 84،<br />

20 الحاه مالحاة وحلاء:‏ نازعه.‏<br />

2 هي مدينة باحلجاز من ‏شق اليمن.‏ البكري،‏ معجم ما استعجم،‏ ‏ص 1298<br />

‎2525‎يُنظر كمال اأبو ديب ، جدلية اخلفاء والتجلي،‏ ‏ص . 282<br />

‎2626‎طحّ‏ ان،‏ م.‏ ‏س،‏ ‏ص . 86<br />

‎2727‎نازك املالئكة،‏ قضايا الشعر املعارص،‏ ‏ص . 243 242،<br />

‎2828‎يُنظر املستوى الصوتي،‏ ‏ص 22 من هذا البحث.‏<br />

‎2929‎الربّاعي،‏ الصورة الفنية،‏ ‏ص . 14<br />

‎3030‎‏سورة مرمي،‏ اآية . 26


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

‎3131‎خالدة ‏سعيد،‏ حركية االإبداع،‏ ‏ص . 171<br />

‎3232‎خالدة ‏سعيد،‏ م.‏ ن،‏ ‏ص . 111<br />

3 رينيه ويليك واأوسنت وارن،‏ نظرية االأدب،‏ ‏ص 205<br />

‎3434‎يُنظر جدول البنية االإيقاعية للقصيدة،‏ ‏ص . 26<br />

35 البيت فيه اإقواء.‏<br />

‎3636‎عبد احلليم حفني،‏ مطلع القصيدة العربية،‏ ‏ص . 5<br />

‎3737‎رينيه ويليك واأوسنت وارن،‏ نظرية االأدب،‏ ‏ص . 220<br />

‎3838‎عبد العزيز عتيق،‏ علم العروض والقافية،‏ ‏ص . 134<br />

‎3939‎عبد العزيز عتيق،‏ م.‏ ن.،‏ ‏ص . 165<br />

. 33<br />

‎4040‎خالدة ‏سعيد،‏ حركية االإبداع،‏ ‏ص – 112 113 .<br />

35<br />

‎4141‎ينظر السيد اأحمد الهاشمي،‏ ميزان الذهب،‏ ‏ص ‎124‎؛ ديوان توبة،‏ البيتان:‏ 9 8، ‏ص . 49<br />

‎4242‎ديوان توبة،‏ البيتان:‏ ،13 ،7 ‏ص 50 ،48 ويُنظر الهامش 2( ) .<br />

‎4343‎م.‏ ن،‏ ق )3( ، البيتان:‏ – 4 ،5 ‏ص . 48<br />

. 44<br />

4 نازك املالئكة،‏ قضايا الشعر املعارص،‏ ‏ص 230<br />

‎4545‎نازك املالئكة،‏ م.‏ ن،‏ ‏ص . 242<br />

‎4646‎نرصت عبد الرحمن،‏ يف النقد احلديث،‏ ‏ص . 67<br />

‎4747‎ديوان توبة،‏ ق )3( ، البيت ،10 ،5 ‏ص – 48 49 .<br />

‎4848‎م.‏ ن،‏ ق )3( ، البيت ،5 ،4 ‏ص . 48<br />

. 49<br />

. 50<br />

. 51<br />

‎5252‎م.‏ ن،‏ ق )3( ، االأبيات:‏ ،14 ،11 ،5 ،3 ‏ص – 47 50 .<br />

‎53‎م.‏ ن،‏ ق )3( ، االأبيات:‏ ،12 ،11 ،2 ،1 ‏ص 47<br />

‎49‎م.‏ ن،‏ ق )3( ، البيت 3، ‏ص‎47‎<br />

‎50‎م.‏ ن،‏ ق )3( ، البيت 12، ‏ص 50<br />

‎51‎م.‏ ن،‏ ق )3( ، البيت 6، ‏ص 48<br />

53 وما بعدها.‏<br />

‎5454‎اأدونيس،‏ زمن الشعر،‏ ‏ص . 155<br />

113


قراءة في شعر توبة بن احلُميِّر اخلفاجي باملنهج البنيوي املعاصر<br />

القصيدة الثالثة – من ديوانه – منوذجاً‏<br />

د.‏ بهية هواري<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

أوالً–‏ املصادر:‏<br />

‏.‏‎1‎القراآن 1 الكرمي،‏ كتاب اهلل عز وجل.‏<br />

‏.‏‎2‎االآمدي،‏ 2 اأبو القاسم احلسن بن برش،‏ املوؤتلف واملختلف.‏ تصحيح وتعليق د.‏ ف كرنكو.‏<br />

القاهرة ‏)مكتبة املقدسي(‏ . 1935.<br />

‏.‏‎3‎ابن 3 خلكان،‏ اأبو العباس ‏شمس الدين اأحمد.‏ وفيات االأعيان.‏ حتق حممد حمي الدين عبد<br />

احلميد.‏ القاهرة ‏)مكتبة النهضة املرصية(‏ طب 1948. 1. ج – 1 8.<br />

‎4‎ابن . 4 خري االشبيلي،‏ اأبو بكر حممد.‏ الفهرست.‏ حتق كوديرا وطواخو.‏ ‏رسقسطة . 1893<br />

‏.‏‎5‎ابن 5 ‏شاكر الكتبي،‏ اأبو عبد اهلل حممد.‏ فوات الوفيات.‏ حتق اإحسان عباس.‏ بريوت ‏)دار<br />

‏صادر(‏ 1973.<br />

‏.‏‎6‎ابن 6 عقيل،‏ بهاء الدين عبد اهلل.‏ ‏رشح األفية ابن مالك.‏ حتق حممد حمي الدين عبد احلميد.‏<br />

القاهرة ‏)مط.‏ السعادة(‏ طب 1954. 8،<br />

‏.‏‎7‎ابن 7 قتيبة،‏ اأبو حممد عبد اهلل بن مسلم.‏ الشعر والشعراء.‏ حتق اأحمد حممد ‏شاكر.‏ القاهرة<br />

‏)دار املعارف(‏ طب 1967. 2، ج 1- 2.<br />

‏.‏‎8‎ابن 8 منظور،‏ جمال الدين اأبو الفضل حممد بن مكرم.‏ لسان العرب.‏ بريوت ‏)دار ‏صادر،‏<br />

دار بريوت(‏ ال.‏ ت.‏<br />

‏.‏‎9‎ابن 9 هشام،‏ اأبو حممد جمال الدين.‏ مغني اللبيب.‏ حتق حممد حمي الدين عبد احلميد.‏<br />

بريوت ‏)دار الكتاب العربي(‏ ال.‏ ت.‏ ج – 1 2.<br />

‎1010‎االأخيلية،‏ ليلى بنت عبد اهلل بن الرحال.‏ ديوان ليلى االأخيلية.‏ حتق وجمع خليل اإبراهيم<br />

العطية،‏ وجليل العطية.‏ بغداد ‏)مط.‏ دار اجلمهورية(‏ 1967.<br />

111 االأصفهاين،‏ اأبو الفرج علي بن احلسني.‏ االأغاين.‏ مصور عن طبعة دار الكتب.‏ بريوت<br />

‏)موؤسسة جمال للطباعة والنرش(‏ ال.‏ ت.‏ ج – 1 16.<br />

12 12 االنطاكي،‏ داود بن عمر.‏ تزيني االأسواق يف اأخبار العشاق.‏ بريوت ‏)دار حمد وحميو(‏<br />

طب .1972 ،1<br />

114


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

‎1313‎البكري،‏ اأبو عبيد عبد اهلل بن عبد العزيز.‏ ‏سمط الالآيل.‏ القاهرة ‏)جلنة التأليف والرتجمة<br />

والنرش(‏ 1935.<br />

‎1414‎احلرصي القريواين،‏ اأبو اسحق اإبراهيم بن علي.‏ زهر االآداب.‏ مضبوط بقلم زكي مبارك،‏<br />

وحممد حمي الدين عبد احلميد.‏ بريوت ‏)دار اجليل(‏ طب 1972. 4،<br />

‎1515‎اخلفاجي،‏ توبة بني احلُمريِّ‏ بن حزن.‏ ديوان توبة بن احلمريّ‏ اخلفاجي.‏ حتق وتعليق<br />

وتقدمي خليل اإبراهيم العطية.‏ بغداد ‏)مط.‏ االإرشاد(‏ 1978.<br />

‎1616‎الزبيدي،‏ اأبو بكر حممد بن احلسن.‏ طبقات النحويني واللغويني.‏ حتق حممد اأبو الفضل.‏<br />

القاهرة ‏)ال.‏ ن(‏ 1953.<br />

‎1717‎الزبيدي،‏ اأبو الفيض حممد بن حممد.‏ تاج العروس.‏ القاهرة ‏)مط.‏ اخلريية(‏ . 1888<br />

‎1818‎الزجاجي،‏ اأبو القاسم عبد الرحمن بن اسحق.‏ االأمايل.‏ حتق ورشح عبد السالم هارون.‏<br />

بريوت ‏)دار اجليل(‏ ط 1987. 2،<br />

‎1919‎الرسّاج،‏ اأبو حممد جعفر بن اأحمد.‏ مصارع العشاق.‏ بريوت ‏)دار بريوت،‏ دار ‏صادر(‏<br />

.1958<br />

‎2020‎الفريوز اآبادي،‏ جمد الدين حممد.‏ القاموس املحيط،‏ القاهرة.‏ ‏)مط.‏ السعادة(‏ . 1913<br />

‎2121‎القايل،‏ اأبو علي اسماعيل بن القاسم.‏ االأمايل.‏ القاهرة ‏)مط.‏ السعادة(‏ طب . 1953 3، ج<br />

.2–1<br />

222 ياقوت احلموي،‏ اأبو عبد اهلل ياقوت بن عبد اهلل.‏ معجم االأدباء.‏ القاهرة ‏)دار املأمون(‏<br />

.1938<br />

ثانياً–‏ املراجع:‏<br />

‏.‏‎1‎اأبو 1 ديب،‏ كمال.‏ جدلية اخلفاء والتجلي.‏ دراسات بنيوية يف الشعر.‏ بريوت ‏)دار العلم<br />

للماليني(‏ طب 1984. 3،<br />

‎2‎اأدونيس،‏ . 2 علي اأحمد ‏سعيد.‏ زمن الشعر.‏ بريوت ‏)دار العودة(‏ طب . 1978 2،<br />

.3 3 حفني،‏ عبد احلليم.‏ مطلع القصيدة العربية وداللته النفسية.‏ القاهرة ‏)الهيئة املرصية<br />

العامة للكتاب(‏ 1987.<br />

115


قراءة في شعر توبة بن احلُميِّر اخلفاجي باملنهج البنيوي املعاصر<br />

القصيدة الثالثة – من ديوانه – منوذجاً‏<br />

د.‏ بهية هواري<br />

‏.‏‎4‎الربّاعي،‏ 4 عبد القادر،‏ الصورة الفنية يف ‏شعر اأبي متام.‏ اإربد ‏)نرش بدعم من جامعة<br />

الريموك(‏ طب 1980. 1،<br />

‏.‏‎5‎‏سعيد،‏ 5 خالدة.‏ حركية االإبداع.‏ دراسات يف االأدب العربي احلديث.‏ بريوت ‏)دار العودة(‏<br />

طب .1979 ،1<br />

‎6‎طحّ‏ . 6 ان،‏ رميون.‏ االألسنية العربية/‏ 2. املكتبة اجلامعية/‏ . 3 بريوت ‏)دار الكتاب اللبناين(‏<br />

طب .1972 ،1<br />

‎7‎عبد . 7 الرحمن،‏ نرصت.‏ يف النقد احلديث.‏ عمان ‏)مكتبة االأقصى(‏ طب . 1979 1،<br />

‎8‎عتيق،‏ . 8 عبد العزيز.‏ علم العروض والقافية.‏ بريوت ‏)دار النهضة العربية(‏ طب . 1969 2،<br />

‏.‏‎9‎فضل،‏ 9 ‏صالح.‏ نظرية البنائية يف النقد االأدبي.‏ القاهرة ‏)مكتبة االأجنلو املرصية(‏<br />

.1978<br />

‎1010‎املالئكة،‏ نازك.‏ قضايا الشعر املعارص.‏ بغداد ‏)مكتبة النهضة(‏ طب . 1965 2،<br />

111 الهاشمي،‏ السيد اأحمد.‏ ميزان الذهب.‏ بريوت ‏)دار الكتب العلمية(‏ . 1979<br />

‎1212‎ويليك،‏ رينيه،‏ ووارن اأوسنت.‏ نظرية االأدب.‏ ترجمة حمي الدين ‏صبحي.‏ بريوت ‏)املوؤسسة<br />

العربية للدراسات والنرش(‏ طب 1981. 2.<br />

ثالثاً‏ – املقاالت:‏<br />

‎1‎اإبراهيم،‏ . 1 نبيلة.‏ ‏»البنيوية من اأين...؟ واإىل اأين ‏...؟«‏ ، فصول/‏ ، 2 جملة النقد االأدبي،‏<br />

املجلد االأول،‏ العدد الثاين،‏ القاهرة.‏ 1981.<br />

.2 2 اجلندي،‏ اأحمد.‏ ‏»ديوان توبة بن احلُمريّ‏ اخلفاجي ‏صاحب ليلى االأخيلية«‏ . جملة جممع<br />

اللغة العربية.‏ مج 45، ج 1. دمشق.‏ 1970.<br />

116


أسلوبية التكرار<br />

يف التعبي عن شعور االغرتاب<br />

‏)شعر سيد قطب منوذجاً(‏<br />

د.‏ جهانكي أميي<br />

أ.‏ فاروق نعميت<br />

أستاذ مساعد في قسم اللغة العربية و آدابها/‏ جامعة الرازي کرمانشاه/‏ ايران.‏<br />

طالب دکتوراه/‏ قسم اللغة العربية وآدابها/‏ جامعة الرازي کرمانشاه/‏ ايران.‏<br />

117


أسلوبية التكرار في التعبير عن شعور االغتراب<br />

‏)شعر سيد قطب منوذجاً(‏<br />

د.‏ جهانكير اميري<br />

أ.‏ فاروق نعمتي<br />

ملخص:‏<br />

تبحث هذه الدراسة عن ظاهرة االغرتاب بوصفها ‏سمة بارزة يف اأشعار ‏سيد قطب،‏<br />

وقد رصدت تأثريات هذه الظاهرة علی مقومات فكره،‏ و بالتايل علی نتاجه االإبداعي<br />

الشعري،‏ باعتبار اأنّه امتداد لتذبذبات الذهن معتمدةً‏ علی املنهج االأسلوبي لقدرته علی<br />

اإبراز اخلصائص االأسلوبية لشعرية االغرتاب.‏ فقد راأت الدراسة اأن تسلط الضوء علی بنية<br />

الرتكيب بوصفها حجر االأساس يف العملية الشعرية.‏ و قد اكتفت بدراسة اأسلوبية التكرار<br />

بنوعيه:‏ ‏)الرتجيع و التدومي(‏ حلضوره الكثيف يف ‏شعر ‏سيد قطب،‏ ثم تطرّقت الدراسة اإیل<br />

اأمناط الرتجيع و التدومي كلٍّ‏ علی حده،‏ و حاولت من خالل عرض اأمثلة ‏شعرية للشاعر،‏<br />

توضيح اأقسام الرتجيع من ترجيع الكلمة و ترجيع اجلملة،‏ و اأجزاء التدومي من التوازي<br />

و االإنشاء،‏ كما ينقسم االإنشاء اإیل االستفهام و التمني و النداء.‏ فأمّ‏ ا الذي يرمي اإليه هذا<br />

البحث،‏ فهو التجسيد للشعور االغرتابي لدی ‏سيد قطب،‏ و متثيله عرب اأشعاره الراقية.‏ و ال<br />

يخفی اأنّ‏ االغرتاب هو نوع من مصطلح ‏)النوستاليجية(‏ املتداولة فی اأدبنا احلديث.‏<br />

الكلمات الرئيسية:‏<br />

‏سيد قطب،‏ الشعر،‏ االأسلوبية،‏ االغرتاب،‏ الرتكيب،‏ التكرار،‏ الرتجيع،‏ التدومي.‏<br />

118


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

Abstract:<br />

This study is an attempt to focus on the issue of alienation as a<br />

distinctive quality in the poetry of Sayed Qutub and its impact on his thinking<br />

and poetry. Qutub uses the repetition method in his poetry as a dominant<br />

technique to express the sense of nostalgia. The study concentrates on two<br />

types of repetition: Tarjee' and Tadweem both in words and sentences. It also<br />

illustrates the types of Tarjee' and Tadweem by using examples from Qutub's<br />

poetry.<br />

Keywords:SayedQotb,Method,Nostalgia,Composition,Repetition,<br />

Tarjee',Tadweem.<br />

119


أسلوبية التكرار في التعبير عن شعور االغتراب<br />

‏)شعر سيد قطب منوذجاً(‏<br />

د.‏ جهانكير اميري<br />

أ.‏ فاروق نعمتي<br />

120<br />

1- مقدمة:‏<br />

احلمدهلل حمداً‏ كثرياً،‏ والصالة و السالم علی نبيه حممد ‏)ص(‏ ، وعلی اآله وصحبه ومن<br />

وااله،‏ ومن تبعهم بإحسان اإیل يوم الدين؛ اأما بعد:‏<br />

فتعدُّ‏ مشكلة االغرتاب ظاهرةً‏ بارزةً‏ ومتميزة يف العرص احلديث،‏ الذي هو عرصٌ‏ يعكس<br />

اأزمات ‏سياسية واجتماعية وفكرية واأخالقية،‏ وقد طُ‏ رحت هذه الظاهرة علی ‏ساحات علم<br />

النفس والفلسفة وعلم االجتماع،‏ واإن كانت لها جذورٌ‏ طويلةٌ‏ يف النفس البرشية.‏ وملا كان<br />

االأدب تعبرياً‏ ‏صادقاً‏ عن جتارب ذاتية وهواجس نفسية،‏ فمن الطبيعي اأن ترتك االندفاعات<br />

النفسية بصماتها اخلاصة عليه.‏<br />

اإنّ‏ االأسلوبية برغم حضورها الكثيف يف االأوساط االأدبية والعلمية وبرغم اهتمام<br />

الدارسني بها،‏ مازالت حديثة العهد مبكانٍ‏ ، فهی حتتاج اإیل مزيد من الرعاية واالهتمام؛<br />

وذلك لقدرتها علی الغور يف خفايا النص واإبراز خصائصه البارزة.‏<br />

لقد تناول هذا البحث ‏شاعراً‏ واأديباً‏ قبل اأن يكون مفرصّ‏ اً‏ ومفكراً،‏ اأال وهو ‏سيد قطب،‏ الذی<br />

‏شاع االغرتاب يف فكره وشعره،‏ كما تبنيّ‏ للباحث جليّاً‏ بعد اإلقاء نظرة فاحصة و ‏شاملة يف<br />

انتاجه االإبداعي،‏ و يف ترصيحاته التي اأدیل به هناك وهناك.‏ من هنا اتخذ الباحث املنهج<br />

االأسلوبي لدراسة هذه الظاهرة ليبنيّ‏ ما اإذا كان التشكيل النحوي امتداداً‏ للتشكيل الذهني،‏<br />

واأنّ‏ احلالة االغرتابية توكّ‏ د حضورها علی احلالة االإبداعية وعياً‏ اأو الوعياً،‏ فضالً‏ عن اأنّ‏<br />

البنية النحوية والرتكيبية،‏ لها دورها املوؤثر فی ترسيخ املشاعر االغرتابية.‏<br />

ومن هنا كان الهدف من هذه الدراسة اإلقاء الضوء علی عملية االغرتاب يف االإبداع<br />

الشعري،‏ وترمي اإیل اإبراز مدی فاعليتها علی االإنتاج االأدبي.‏<br />

عرف العرب وجوهاً‏ ‏متعددة من البحث االأسلوبي،‏ ولكنهم مل يعمقوا النظر يف هذه<br />

الوجوه،‏ وذلك ‏ضمن الدرس البالغي؛فمثال ‏»الدارسون يف البالغة و االأسلوبية اليوم يعرتفون<br />

بوجود منطقة مشرتكة بني البالغة واالأسلوبية«‏ ‏)بن ذريل،‏ 47( 2000: و الدليل علی هذا<br />

االرتباط تلك اجلهود احلثيثة التي حفظتها كتب املوروث البالغي والنحوي واللغوي،‏ غري<br />

اأن هناك فارقاً‏ بني االأسلوبية والدرس البالغي الحظه عديدٌ‏ من النقاد،‏ وهو اأنّ‏ االأسلوبية<br />

التصدر اأحكاماً‏ تقوميية،‏ بل كل ما يف االأمر اأنها تقوم بوصف النصوص االأدبية وحتليلها،‏<br />

غري اأن البالغة تعتمد علی التقسيم واحلكم.‏<br />

وقد ركّ‏ زت الدراسة علی اأسلوبية التكرار وما ينضوي حتته من التوازي والتدومي،‏<br />

ليتّضح للقاریء مدی فاعلية هذه العنارص يف اإيصال معنی االغرتاب اإیل املتلقي وتعميقه<br />

عنده.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

2- وقفة مع سيد قطب وحياته الشعرية:‏<br />

وُ‏ لد ‏سيد قطب اإبراهيم الشاذيل،‏ عام 1906، فی قرية ‏»موشا«‏ من حمافظة اأسيوط فی<br />

مرص.‏ تخرّج عام 1933 فی دارالعلوم حامالً‏ ‏شهادة الليسانس فی االآداب.‏ التحق بحركة<br />

‏»االإخوان املسلمني«‏ وخاض فی معاركهم التی بداأت منذ عام 1954، بدءاً‏ من اعتقاله فی<br />

السنة نفسها،‏ عندما اتهم االإخوان مبحاولة اغتيال الرئيس املرصی ‏»جمال عبدالنارص«.‏<br />

اأفرج عن ‏سيد قطب فی عام 1964، ولكنه عاد اإیل السجن مرة اأخری وحُ‏ كم عليه وعلی<br />

جمموعة من اأعضاء االإخوان بالإعدام،‏ و نُفّذ فيه احلكم فی فجر االإثنني عام 1966. ‏)ينظر:‏<br />

عبدالفتاح اخلالدی،‏ -323 :1991 )482<br />

لقد مارس ‏سيد قطب حياته العلمية اأديباً‏ وناقداً،‏ ولكن ال يعرفه كثري من الناس اإال<br />

مفكراً‏ و مفرصّ‏ اً‏ اإسالمياً،‏ و ذلك من خالل دراساته االإسالمية املتعدّدة،‏ مثل ‏»فی ظالل<br />

القراآن«،‏ ‏»العدالة االجتماعية فی االإسالم«،‏ ‏»معامل فی الطريق«‏ و غريها،‏ وقد اأهملت ثقافته<br />

االأدبية والنقدية من جانب الكثريين وبذلك،‏ ترك اأدبه ومدرسته النقدية فی زاوية النسيان.‏<br />

‏)رسباز،‏ ‎1431‎ق:‏ 42( مارس نظم الشعر فی فرتة مبكّرة من حياته،‏ فأخرج ديوانه االأول<br />

فی عام 1935، وديوانه الثانی فی ‎1937‎؛ وكانت الفرتة من 1930 اإیل 1940، فرتة<br />

ازدهار ‏شاعريّته.‏ ‏)حممد حسني،‏ 137- 1993: 138(<br />

لسيد قطب ‏شعر كثري،‏ منه ما جمعه بنفسه فی ديوان ‏»الشاطئ املجهول«‏ الذی نرشه<br />

فی يناير ‏سنة ‎1935‎م،‏ وله مقدمة نرثية كتبها بنفسه،‏ حتدّث فيها عن ‏»الشعر والنظريات<br />

العلميّة والفلسفيّة«،‏ و ‏»اجلسم والعقل والروح«،‏ و ‏»اجلسم والزمن والوحدة«،‏ و ‏»االإحساس<br />

بالزمن وحماولة اخللود«،‏ و ‏»ملكة التصوير وروح القصص«‏ و ‏»موسيقية الديوان«،‏<br />

و»التعبري«.‏ لكن كان معظم ‏شعره مبعرثاً‏ فی الصحف واملجالت،‏ جمعه ‏»عبدالباقي حممد<br />

حسني«‏ ونرشه مع ديوان ‏»الشاطئ املجهول«‏ فی ديوان ‏سمّاه ‏»ديوان ‏سيد قطب«.‏ ويشتمل<br />

ديوان ‏»الشاطئ املجهول«‏ علی ‏سبع وخمسني قصيدة وخمس مقطوعات،‏ وجمموع اأبياته<br />

1103 بيتاً،‏ وجمموع قصائد الشاعر خارج هذا الديوان،‏ واحد وسبعون قصيدة وجمموع<br />

االأبيات 1470 بيتاً.‏ ورتّب ‏»عبدالباقي حممد حسني«‏ كلّ‏ اأشعار ‏سيد قطب،‏ حسب<br />

املوضوعات التی يُعاجلها علی االأبواب االآتية:‏<br />

1- التمرّد،‏ 2- الشكوی،‏ 3- احلنني،‏ 4- التأمّ‏ ل،‏ 5- الغزل،‏ 6- الوصف،‏ 7- الرثاء،‏<br />

8- الوطنيات.‏<br />

121


أسلوبية التكرار في التعبير عن شعور االغتراب<br />

‏)شعر سيد قطب منوذجاً(‏<br />

د.‏ جهانكير اميري<br />

أ.‏ فاروق نعمتي<br />

يخلو ‏شعر ‏سيد قطب من املدح والفخر والهجاء،‏ والغزل احلسي الفاحش،‏ الذی يصدر<br />

عن ‏شهوات النفس وملذّاتها،‏ وعبث الشباب وجمُ‏ ونه،‏ ويرتكّ‏ ز حول وصف مفاتن املراأة<br />

اجلسديّة واحلديث عن لقاءاتها املحرّمة؛ علی العكس من ذلك متاماً‏ جند فی غزل ‏سيد قطب،‏<br />

احلبّ‏ الطاهر اخلالد الذی يرتفع بالإنسان عن خطل اجلسم اإیل عامل النور والضياء.‏ وهو<br />

فی احلقيقة ال يحرص احلبّ‏ فی حبّ‏ املراأة واالأصدقاء،‏ بل يری للحبّ‏ معنی اأوسع واأشمل<br />

فيقول فی مقالٍ‏ له حتت عنوان ‏»شاعر من ‏شعراء الشباب«:‏ ‏»وهذا احلبّ‏ الذی يخفق به قلب<br />

‏شاعرنا ليس مقصوراً‏ علی حبّ‏ املراأة وال حبّ‏ االأصدقاء؛ ما اأردتُ‏ بذلك قط حني قلتُ‏ اأنّ‏<br />

نفسه حمبّة واإمنّ‏ قصدتُ‏ اإیل معنی اأشمل،‏ هو معنی احلبّ‏ العام الذي يعمر النفوس،‏ فال يدع<br />

فيها مكاناً‏ للبغضاء اأو احلقد،‏ والذی يجعلها نزّاعة اأبداً‏ اإیل االجتماع والعطف،‏ و تلقّي كل<br />

مظهر من مظاهر احلياة بنوعٍ‏ من القبول و الرفق،‏ فهو يودّ‏ لو يشمل الكون جميعه باحلنان،‏<br />

واأن يشمله كل ‏شیء فی الكون باحلنان وكذلك يكون بينهما تعاطف وتراحم وتواد.‏ بعد<br />

ذلك يظهر فی حبّ‏ املراأة اأو حبّ‏ االأصدقاء اأو حبّ‏ العهود املاضية والدور البالية واالأشجار<br />

النارضة والذابلة والطيور املغرّدة والنائحة«.‏ ‏)نقالً‏ من:‏ ‏سيد بركة،‏ 129( 1999:<br />

كان ‏سيد قطب فی ‏شعره،‏ مييل اإیل استخدام الصور والظالل واإضفاء احلياة علی<br />

اجلمادات،‏ وبذلك يُعدّ‏ من الشعراء املصوّرين،‏ وال غرابة فی ذلك؛ الأن التصوير والتخييل هو<br />

السمة الغالبة علی اأسلوبه،‏ واإنّ‏ لهذه السمة جذوراً‏ عميقةً‏ راسخةً‏ فی نفسه وشعوره وخميلته<br />

واأحاسيسه.‏ ‏)عبدالفتاح اخلالدي،‏ 57( 1989: وبذلك ميكن اأن يعدَّ‏ ‏سيد قطب الشاعر املصوّر<br />

فی العرص احلديث،‏ كما كان ابن الرومي الشاعر املصوّر فی العرص العباسي.‏ ‏)املرجع<br />

نفسه،‏ 69( يقول ‏سيد فی مقدمة ديوانه:‏ ‏»يتبنيّ‏ للناقد،‏ اأنّ‏ الشاعر فی هذا الديوان يقف<br />

موقفَ‏ املصوّر فی كثري من القصائد؛ حتّی ال تكاد تخلو قصيدة من تصوير.‏ وقد يزيد علی<br />

الصورة الصامتة فی كثري من االأحيان حركة نابضة؛ واالأمثلة علی ذلك فی ‏)الشّ‏ عاع اخلابي.‏<br />

وخراب.‏ والصحراء.‏ واالإنسان االأخري.‏ وخريف احلياة.‏ واجلبار العاجز.‏ وناحِ‏ تِ‏ الصَّ‏ خر(‏ ال<br />

بل االأمثلة هی هذا الديوان كله،‏ فهو مُ‏ تحف ‏صُ‏ ور،‏ قبل اأن يكون قصائد ‏شعر!‏ «. ‏)قطب،‏<br />

34( 1992: ثمّ‏ يبحث عن كيفيّة التصوير فی ‏شعره قائالً:‏ ‏»اإنّه التصوير الهادئ؛ الغامض.‏<br />

فالهدوء والغموض هما اللذان يُثريان فی الشاعر خاطر التصوير،‏ بل خاطر التعبري...«.‏<br />

‏)املرجع نفسه،‏ 34(<br />

اأُعجب ‏سيد يف بداية مسريته االأدبيّة مبدرسة ‏»العقاد«،‏ حيث وصف العقادَ‏ بأنه<br />

اأفضل ‏شاعر واأقوی اأديب فی مرص.‏ ‏)البدوي،‏ 52( 1992: كما اأعجب اأيضاً‏ بالشعراء<br />

االإيرانيني،‏ والسيّما ‏»حافظ الشريازي«،‏ ووصف غزلياته بأنها ‏»تساعد علی انحسار<br />

املوجة الفكرية عن الشعر احلديث«،‏ واأنّ‏ قارئها ‏»يسرتوح فيها عطر الرشق البعيد<br />

وبساطته ومرحه«.‏ ‏)قطب،‏ 71( 1983:<br />

122


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

3- مفهوم االغرتاب:‏<br />

جتمع املصادر اللغوية علی اأن مادة ‏)غرب(‏ تدل علی البعد و»النزوح عن الوطن<br />

واالغرتاب«،‏ ‏)ابن منظور،‏ 1988، ج‎10‎‏:‏ 32( اإال اأن الغربة اأصبحت فيما بعدُ‏ تطلق علی<br />

البعد الفكري اأو النفسي ما ميكن تسميته بالغربة املعنوية.‏ ‏)دهقان،‏ ‎1386‎‏ش:‏ 2(<br />

اأمّ‏ ا االغرتاب فهو ‏»مشتق من ‏)غرب،‏ يغرب(‏ ويعني غاب واختفی وتواری ومتادی<br />

وتنحّ‏ ی وبعُ‏ د عن وطنه؛ اأمّ‏ ا ‏)اغرتب،يغرتب(‏ فتعني اأحسّ‏ بالغربة ونزَحَ‏ عن وطنه؛<br />

فاالغرتاب مصدرٌ‏ لفعل ‏)اغرتب(‏ اأي انتاب الفرد ‏شعورٌ‏ باالغرتاب برغم وجوده يف بلده؛<br />

وفقدُ‏ االإنسان ذاتَه و ‏شخصيته مما قد يدفعه اإیل الثورة لكي يستعيد كيانه«.‏ ‏)العايد و<br />

االآخرون،‏ )888 :1989<br />

واالغرتاب اصطالحاً‏ هو ترجمة للكلمة االجنليزية )alientation( ، واإن اقرتح بعض<br />

املرتجمني تعابري اأخري ك ‏»االغتيار«‏ و ‏»االستالب«‏ و ‏»االألنية«‏ للكلمة ذاتها.‏ ولها اأصل<br />

التينيّ‏ مستمدّ‏ من الفعل )alienare( الذي يعني نقل ملكية ‏شيء مّ‏ ا اإیل اآخر،‏ وهذا الفعل هو<br />

‏»االستالب«‏ و ‏»االإلنية«،‏ و هذا الفعل بدوره مستمد من )alienus( اأي االنتماء اإیل ‏شخص<br />

اآخر.‏ ‏)العبد اهلل،‏ 21( 2005: فاالغرتاب بوصفه مفهوماً‏ حديثاً‏ تناوله اأول االأمر،‏ الفيلسوف<br />

االأملاين ‏“هيغل”‏ ‏)ستوده،‏ 239( 1382: اإیل اأن دخل معظم الدراسات االأدبية و النفسية و<br />

االجتماعية،‏ فهو حالة ‏»من ‏شعور الفرد بانفصاله عن واقعه وعجزه عن التكيّف للمجتمع<br />

الذي يعيش فيه،‏ فهو حالة اإخفاق الفرد يف حتقيق التوازن بني الواقعية واالإمكان«.‏ ‏)الراوي،‏<br />

)66 :1423<br />

اإن االغرتاب ظاهرة قدمية ولعل جذور فكرتها تعود اإیل هبوط اآدم ‏)ع(‏ علی الكوكب<br />

االأرضي،‏ اإالّ‏ اأنها مفهوماً‏ ومصطلحاً‏ من ‏سمات العرص احلديث،‏ ملا يتميز به هذا العرص<br />

من بواعث لهذه الظاهرة؛ ومن اأهمّها الباعث السياسي الذي اأسفر عن ‏»اإثارة اإحساس<br />

الناس بالضيق يف اأوطانهم وبالذل يف ديارهم«،‏ ‏)روحي،‏ 20( 2007: اإال اأن غربة<br />

الشاعر املعارص تكون من نوع اآخر،‏ تكاد تكون غربةً‏ فكريةً؛ الأنّ‏ ‏»التغريّ‏ ات السياسية<br />

الرسيعة التي تعاقبت علی العامل منذ اأواخر االأربعينيات،‏ والتفاوت االقتصادي بني<br />

الطبقات االجتماعية املختلفة،‏ قد اأسهمت يف تصدع االأبنية الثقافية واالجتماعية<br />

التقليدية و انهيارها،‏ فأدرك املثقّف اإنعدام املعايري والقيم التي حتكم ‏سلوك الفرد<br />

وترصفاته وجمود هذه القيم وعدم فاعليتها،‏ مما اأدّي اإیل تنامي اإحساس املثقف<br />

بالغربة واالنعزال«.‏ ‏)ابوشاويش وعواد،‏ 127( 2006:<br />

123


أسلوبية التكرار في التعبير عن شعور االغتراب<br />

‏)شعر سيد قطب منوذجاً(‏<br />

د.‏ جهانكير اميري<br />

أ.‏ فاروق نعمتي<br />

124<br />

4- األسلوبية:‏<br />

واإذا كانت غاية الكالم اإيصال املعنی اإیل املخاطب ولفت اهتمامه،‏ فإنّ‏ من الرضوري<br />

اأن يسلك املتكلم طريقاً‏ يف التعبري يوصله اإیل مطلوبه.‏ من هنا جاء اهتمام املتكلم بتعابريه<br />

ونظمها،‏ و تشكيلها وفقاً‏ لالندفاعات التی تعكس ‏شخصيته وتعربّ‏ عنها.‏<br />

فالأسلوب،‏ رغم ما يحمل معناه اجلذري من السطر من النخيل والطريق والوجه<br />

واملذهب،‏ ‏)ابن منظور،‏ 1988، ج‎6‎‏:‏ 319( ، يُستعمل فی العرص احلديث،‏ طريقة للكتابة<br />

اأو االإبداع؛ وبعبارة اأخری،‏ اإنه طريقة اختيار الكلمات وتأليفها للتعبري عن املعاين،‏<br />

فهو كما قال ابن خلدون:‏ ‏»املنوال الذي ينسج فيه الرتكيب اأو القالب الذي يفرغ فيه«.‏<br />

‏)الشايب،‏ 49( 1956: وبذلك يكون االأسلوب جتسيداً‏ حسياً‏ اأو ‏صورة لفظية للجوانب العقلية<br />

واالنفعالية لدی االأديب والشاعر،‏ وقد اأكّ‏ د ‏»بوفون«‏ االأديب الفرنسي،‏ هذه املقولة بقوله:‏<br />

‏»االأسلوب هو الشخص نفسه«،‏ ‏)النحوي،‏ 155( 1999: كتأكيد علی اأن اللغة تكشف عن<br />

‏شخصية ‏صاحبها.‏<br />

اإنّ‏ حبّ‏ االطالع علی السمات التي تخلفها النفس املبدعة واكتناه ‏رسّ‏ عبقرية املبدع<br />

واأثره االإبداعي جعال من دراسة االأسلوب علماً‏ ‏سمّي بالأسلوبية )stylistics( ؛ التي ‏»تَعنی<br />

االأبعاد النفسية والقيم اجلمالية والوصول اإیل اأعماق فكر الكاتب من خالل حتليل نصه«.‏<br />

‏)املرجع نفسه،‏ 158( ، فبذلك تسعی االأسلوبية اإیل دراسة االأعمال منطلقة من حتليل الظواهر<br />

اللغوية والبالغية،‏ قصد توصيفها واإيضاحها وتصنيفها بحسب جماليتها الفنية.‏<br />

وعلى الرغم من اأن الدرس االأسلوبي اأوروبياً‏ كان اأم عربياً،‏ ‏احتفی منذ القدمي بدراسة<br />

االأسلوب يف مباحث عديدة،‏ اإذ ارتبط بالبالغة يف الدراسات القدمية،‏ فإن مصطلح ‏»االأسلوبية«‏<br />

مل يظهر اإال يف بداية القرن العرشين مع ظهور الدراسات اللغوية احلديثة التي اأحدثتها لسانيات<br />

‏»فرديناند دي ‏سوسري«.‏ وقد يذهب الدارسون اإیل اأن ‏»شارل بايل«‏ هو موؤسس علم االأسلوب<br />

بكتابه ‏»بحث يف علم االأسلوب الفرنسي«.‏ ‏)خفاجي و االآخرون،‏ 12( 1992:<br />

5- مظاهر االغرتاب الرتكيبيّة و مجاليّتها فی شعر سيد قطب:‏<br />

‏»اإن الشعر عمليةٌ‏ حتدث يف اللغة«،‏ ‏)كدكني،‏ ‎1376‎‏ش:‏ 3( يتناولها الشاعر بنوع<br />

خاص يختلف عن ‏سياق نظام اللغة العادي االأتوماتيكي،‏ وذلك بنظم الكلمات املختارة<br />

وتركيبها وفقاً‏ للدفقة الشعورية التي يعيشها املبدع.‏ فالشعر حتكمه عمليّتا االختيار<br />

)selection( والرتكيب )combination( ؛ مبعنی اأن املبدع ينتقي ‏سمات لغوية خاصة،‏<br />

ومن ثم ينظم تلك الكلمات املختارة يف اخلطاب االأدبي،‏ بهدف التعبري عن موقفٍ‏ معنيّ‏ .


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

وبذلك يصبح العمل االإبداعي ومنه الشعر ‏»معادالً‏ موضوعياً«‏ النفعال املبدع،‏ يعطي<br />

لالأسلوبية اأهميّه يف حتديد تلك السمات املتميزة للرتاكيب النحوية،‏ وما حتمله من الدالالت<br />

النفسية،‏ وقد اأكّ‏ د ‏»عبدالقاهر اجلرجاين«‏ علی اأهمية الرتكيب قائالً:‏ ‏»اعلم اأن ليست املزيّة<br />

بواجبة لها يف اأنفسها من حيثُ‏ هي علی االطالق،‏ ولكن تعرض بسبب املعاين واالأغراض<br />

التي يوضح لها الكالم،‏ ثم بحسب موقع بعضها من بعض،‏ واستعمال بعضها مع بعض«‏<br />

‏)اجلرجاين،‏ 74( 2005: وانطالقاً‏ من هنا،‏ رصد الباحث تلك السمات الرتكيبية النابعة من<br />

احلالة االغرتابية عند الشاعر،‏ وركّ‏ ز علی ‏»التكرار«‏ بوصفه ظاهرة بارزة فيها.‏<br />

125<br />

:5 -1 التكرار:‏<br />

انترشت ظاهرة التكرار يف الشعر احلديث كثرياً‏ واتخذت موقفاً‏ بارزاً‏ يف بناء النص<br />

والتعبري عن ‏ضمري الشاعر؛ فإنّه ميثل عنرصاً‏ جوهرياً‏ حاسماً‏ يف الصياغة الشعرية.‏ ‏)فضل،‏<br />

261( 1987: ، كما ‏»يعدّ‏ – يف علو معدالت تكراره-‏ وسيلة بالغية device( )rhetorical<br />

ذات قيم اأسلوبيّة خمتلفة«،‏ ‏)العبد،‏ 128( 2007: تربز اجلوانب التي يريدها الشاعر،‏ وتكون<br />

اأقدر علی حمل مراده.‏ فالتكرار ‏»اأحد االأضواء الالشعورية التي يسلّطها الشعر علی اأعماق<br />

الشاعر فيضيئها«.‏ ‏)املالئكة،‏ 43( 1983: ويف ‏شعر االغرتاب والغربة،‏ يكون الأسلوب التكرار<br />

حضورُه املكثّف؛ االأمر الذي دعا اإیل رصد مظاهره عند الشاعر،‏ وحتديد وظيفته الداللية يف<br />

موضوع االغرتاب،‏ وذلك عرب مبحثني اثنني هما:‏ الرتجيع والتدومي.‏<br />

:5 -1 -1 الرتجيع:‏<br />

هو تكرار منظّ‏ م للكلمات واجلمل،‏ بحيث ميثّل ذلك،‏ املركز الداليل لالنفعال واملشاعر.‏<br />

اإنّ‏ هذا النوع من التكرار يشمل تكرار كلمة بجميع حروفها اأو اأكرثها اأو اجلملة بجميع<br />

كلماتها.‏ والقاعدة االأساسية يف جمالية هذا التكرار،‏ هو اأن يكون اللفظ املكرر وثيق الصلة<br />

باملعنی ونابعاً‏ عنه،‏ و اإالّ‏ كان عالةً‏ علی السياق ال ‏سبيل اإیل قبوله.‏ والرتجيع بدوره<br />

ينقسم اإیل:‏<br />

:5 -1 -1 -1 ترجيع الكلمة:‏<br />

وهو ما ‏سماه ‏»اوملان«‏ بالتكرار البسيط repetition( )simple ، ‏)العبد،‏ 128( 2007:<br />

والقصد منه اإعادة اللفظ والكلمة مطلقاً،‏ وقد ‏صنف علماء البالغة القدامى هذا النوع من<br />

التكرار حتت باب ‏»االإطناب«،‏ اإالّ‏ اأنه الميثّل اإطناباً،‏ واإمنا حماولةٌ‏ جادة للوفاء باملعنی،‏ بل<br />

قد يكون بوؤرةً‏ للشعور االنفعايل.‏ وهو ما جتلّی ظاهراً‏ يف تكرار كلمة ‏»غريب«‏ عند ‏سيد قطب<br />

يف قصيدة ‏»غريب...!‏ «:


أسلوبية التكرار في التعبير عن شعور االغتراب<br />

‏)شعر سيد قطب منوذجاً(‏<br />

د.‏ جهانكير اميري<br />

أ.‏ فاروق نعمتي<br />

غَرِيبٌ‏ اأجَ‏ ل اأنا فِی غُربَةٍ‏<br />

غَرِيبٌ‏ بِنَفسِ‏ ‏ی وَمَا تَنطَوِی<br />

غَرِيبٌ‏ وَاإن كَانَ‏ لَمَّا يَزَل<br />

غَرِيبٌ‏ فَوا حَ‏ اجَ‏ تِی لِلمُعِني<br />

وَاإن حَ‏ فَّ‏ بِیَ‏ الصَّ‏ حبُ‏ وَاالأقرَبُون<br />

عَلَيهِ‏ حَ‏ نَايَا فُوؤادِي احلَنُون<br />

بِبَعضِ‏ القُلوبِ‏ لِقَلبِی حَ‏ نِني<br />

وَوا لَهفَ‏ نَفسِ‏ ‏ی لِلمُخلِصِ‏ ني<br />

‏)قطب،‏ )63 :1992<br />

اإنّ‏ التكرار هنا يعمّق جمری داللة ‏»غريب«،‏ وينقّب عن طبقات املعنی،‏ ليصل اإیل العمق<br />

املطلوب وهو التعبري عن اغرتاب الشاعر يف هذا الواقع املكروه املوهن فی نفسه الذي وقع<br />

فيه،‏ فإنّ‏ تكرار كلمة ‏»غريب«‏ اأربع مرات يف كل بيت يقوم بدور ‏»التعويض«‏ عن تلك احلالة<br />

الشعورية املسيطرة عليه،‏ حالة االغرتاب واحلزن.‏ اإنّ‏ الغربة التي يعيشها ‏سيد،‏ ليست غربة<br />

عاديّة يعيشها اأیّ‏ اإنسان غريب يسكن خارج وطنه بعيداً‏ عن اأحبابه واأقاربه؛ ذلك الأنّ‏ ‏سيد<br />

قطب كما ‏رصّح يف هذه االأبيات يُقيم وسط اأصحابه واأقرانه و يتمتّع برعايتهم وعطفهم<br />

وحنانهم.‏ اإمنّ‏ يكون هذا االغرتاب الذي بداخله ناجماً‏ من ‏شعوره بالوحدة واالإنفراد يف<br />

عامل الكون،‏ فهو غربةٌ‏ فلسفيّة اإن جاز التعبري.‏ كما يعيشها املزيد من املفكّرين والشُّ‏ عراء<br />

منذُ‏ اأن هبط اآدم ‏)ع(‏ مع زوجته اإیل االأرض،‏ وبأمرٍ‏ من اهلل ‏سبحانه وتعایل،‏ فاختمر الشعور<br />

بالغربة يف وجوده وتأصّ‏ لت جذوره يف اأعماق نفسه،‏ يطغی علی السطح كلّما واجه االآدميّ‏<br />

ظروفاً‏ تستثريُ‏ عواطفه ومشاعره؛ كما لو اأنّه يكون واقفاً‏ عند ‏شاطئ البحر وقت االأصيل<br />

مُ‏ راقباً‏ اأمواج البحر التي تُعانق الصُّ‏ خور فتعزف موسيقا حزينة بأحلان ‏شجيّة،‏ حينئذٍ‏<br />

يستفيق الشعور باالغرتاب لدی االإنسان مُ‏ رتافقاً‏ مع احلزن العميق،‏ هذا الشعور ال ينعدم<br />

مهما كان االإنسان مُ‏ نهمكاً‏ يف مالهي الدنيا ومالذّها،‏ الأنّه يتداعی ويتناوب بني حنيٍ‏ واآخر<br />

كجَ‏ مرة حتت الرماد؛ واالغرتاب الذي حتدّث عنه ‏سيد قطب،‏ يأتي يف هذا السياق ويُوؤطّ‏ ر يف<br />

هذا االإطار.‏<br />

وقد يتمثّل التكرار متثالّ‏ ً حسياً‏ من خالل ذكر اللفظة املكررة ‌ تكراراً‏ متعاقباً،‏ كما يف<br />

قوله:‏<br />

الظَّ‏ ‏لالمَ‏ الظَّ‏ ‏لالمَ‏ اأروِّحُ‏ لِلقَلبِ‏ وَلَو كَانَ‏ الَ‏ يُريحُ‏ العُقُوال!‏<br />

‏)املرجع نفسه،‏ 145(<br />

اإنّ‏ التكرار هنا يوحي لنا بظلمة املكان الذي يتحمله الشاعر،‏ فتكرار ‏»الظالم«‏ جتسيد<br />

للغربة املكانيّة التی ال ‏ضياء فيها.‏ فالشاعر يُروّح ويُسكّن قلبه بالظّ‏ لمة العميقة التی دخل<br />

فيها،‏ والتی كانت حصيلة الغربة الشعورية فی نفسه.‏<br />

فقد اأدّی هذا احلنني،‏ اإیل تكرار يُعربّ‏ عن جوانب الذات املغرتبة وتعكس عمق تفاعل<br />

126


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

املوضوع فيها وهو ما حصل فعالً‏ لسيد قطب،‏ اإثر ‏»مأساة البداري«؛ هذه املأساة الوحشيّة<br />

التی مثّلها مأمور ‏»البداري«‏ مع اأهايل هذه البلدة.‏ ‏)املرجع نفسه،‏ مقدمة القصيدة،‏ 281(<br />

اإذ انتاب الشاعر واملجتمع املرصی بهذه احلادثة الكارثة،‏ ‏شعورٌ‏ باخلزي والذلّ‏ . فقد عربّ‏<br />

الشاعر يف قصيدة ‏)مأساة البداري(‏ ، عمّا كان الشعب املرصي يُعانيه حالياً،‏ فدفعه<br />

االإحساس مبا يحدث يف ‏شعبه من االإهانة والغضب للكرامة االإنسانيّة،‏ اإیل تكرار عبارة<br />

‏)فی مرص(‏ ، يف بداية كل بيت،‏ لتعمل كمراآة تعكس ما يتحسّ‏ ‏س به ‏سيد قطب،‏ من مشاعره<br />

اجليّاشة اأمام ‏شعبه:‏<br />

فِی مِصرَ‏ قَد تَلقَی الكِالبُ‏ رِعايَةً‏<br />

فِی مِصرَ‏ الَ‏ يَلقَی املُسیءُ‏ جَ‏ زاءَه<br />

فِی مِرص مَا الَ‏ يَحفَظُ‏ التَّاريخُ‏ مِن<br />

فِی مِصرضَ‏ ! لَو فِی مِرصَ‏ بَعضُ‏ كَرامةٍ‏<br />

127<br />

بِينا يُحقَّرُ‏ ‏شَ‏ ‏عبُهَا وَيُحَ‏ طَّ‏ مُ!‏<br />

الَ‏ بَل يُكافَاأ دونَهُ‏ وَيُكرَّمُ‏<br />

فُحشٍ‏ يَعِجُّ‏ بِهَا وَفُحشٍ‏ يُكتَمُ‏<br />

غَضِ‏ ‏بَت وَفَارَ‏ عَلَی جَ‏ وانِبِهَا الدَّمُ!‏<br />

‏)املرجع نفسه،‏ 282(<br />

ممّا يُثري الشعور باالغرتاب لدی ‏سيد قطب،‏ الظلم والفوضی اللذين يشهدهما فی بلده<br />

مرص؛ املشهد الرهيب الذي يراه ‏سيد للظلم واالضطهاد جتاه ‏شعبه املهضوم ميالأ نفسه حُ‏ زناً‏<br />

واأسیً‏ ، ال يُطيق الشاعر املجتمع الذي ينقصه العدل والكرامة،‏ واالإنسان فيه اأقلّ‏ ‏شأناً‏ من<br />

الكالب.‏ كما يستثري الشعور باالغرتاب لديه عدمُ‏ مُ‏ كافأة املُحسنني وعدم مُ‏ عاقبة املُجرمني<br />

يف املُجتمع املرصي الذي ال يُكرّم فيه املُواطن،‏ وال حتُ‏ رتم فيه القيمُ‏ واملُثُل،‏ بل تُنتهك فيه<br />

احلرمات وتُسفك به الدماء وتنترش يف اأرجائه الضغائن والفُحش واخلُنوع.‏ هذه املشاهد<br />

السيّئة والصور القبيحة فجّ‏ رت االأحزان والهموم بداخل الشاعر،‏ وكأنّها بُركانٌ‏ هائل،‏ كما<br />

اأثار مشاعر الوحشة واالغرتاب يف نفس ‏سيد قطب.‏ فعربّ‏ الشاعر عن هذه االأحاسيس اجلياشة<br />

بأسلوب التكرار،‏ فمالأت مشاعره اإناء الكلمات وسال فائضها منه،‏ فال تكاد الكلمات تتّسع<br />

لتلك املشاعر اجلاحمة،‏ فكلّ‏ كلمة تعجّ‏ بشعور االغرتاب فكأنّها تئنّ‏ اأملاً‏ ومضاضةً،‏ حيثُ‏<br />

يسمعُ‏ القارئ اأنينها بوضوحٍ‏ حينما يقراأ االأبيات.‏<br />

وعملت هذه املشاعر االغرتابية فعلَها علی فكرة ‏سيد قطب وتركت بصماتها عليها،‏<br />

فتسلّلت اإیل نفسه فی قصيدة ‏»هُ‏ بل..هُ‏ بَل«؛ فإنّه يكرر هذه الكلمة،‏ عند نهاية كل فقرة،‏ كرمز<br />

للسَّ‏ خافة والدَّجل واجلَهالَة:‏<br />

‏»هُبَل...‏ هُبَل،‏ رَمزُ‏ السَّ‏ خَ‏ افَةِ‏ وَالدَّجَ‏ ل<br />

مِن بَعدِ‏ مَا اندَثَرَت عَلَی اأيدِی الاأبَاة....‏<br />

هُبَل...‏ هُبَل،‏ رَمزُ‏ السَّ‏ خَ‏ افَةِ‏ وَاجلَهَالَةِ‏ والدَّجَ‏ ل<br />

الَ‏ تَساألَن يَا ‏صَ‏ احِ‏ بِي تِلكَ‏ اجلُمُوع...‏


أسلوبية التكرار في التعبير عن شعور االغتراب<br />

‏)شعر سيد قطب منوذجاً(‏<br />

د.‏ جهانكير اميري<br />

أ.‏ فاروق نعمتي<br />

هُبَل .... هُبَل،‏ رَمزُ‏ اخلِيانَةِ‏ وَاجلَهَالَةِ‏ وَالسَّ‏ خَ‏ افَةِ‏ وَالدَّجَ‏ ل<br />

هُتَّافَةُ‏ التَّهرِيجِ‏ مَا مَلُّوا الثَّنَاء...‏<br />

هُبَل ... هُبَل،‏ رَمزُ‏ اخلِيانَةِ‏ وَالعَمَالَةِ‏ وَالدَّجَ‏ ل<br />

‏صِ‏ يغَت لَهُ‏ االأمجَ‏ ادُ‏ زَائفَةً‏ فَصَ‏ دَّقَهَا الغَبِيرّ...«.‏<br />

‏)املرجع نفسه،‏ 289(<br />

:5 -1 -1 -2 تكرار اجلملة:‏<br />

وقد ‏سمّاه ‏)اأوملان(‏ ب ‏»االأمناط املركبة للتكرار ،»complex patterns repetition<br />

‏)العبد،‏ 128( 2007: وفيه يعمد الشاعر اإیل عبارة معينة،‏ يكرّرها يف اأثناء النص وبشكل<br />

يهيّئ لها فرصة التعبري عن حالة يريد هو بثَّها.‏ وقد استثمر ‏سيد قطب هذا النمط ليتغنّی<br />

مبشاعره االغرتابية،‏ ففي قصيدة ‏)زَفراتٌ‏ جاحمةٌ‏ مكبوحة(‏ ، يكرّر الشاعر جملتني ‏)اإذهب و<br />

خلِّفني(‏ مرتني،‏ تعبرياً‏ منه عن قشعريرة اغرتابه املرير:‏<br />

اذهَب وَخَ‏ لِّفنِي هُنَا مُتاألِّمَا<br />

اذهَب وخَ‏ لِّفنِي تَذوبُ‏ حُ‏ شَ‏ اشَتِي<br />

اذهَب فَلَن اأشكُو اإليكَ‏ عَواطِ‏ فِي يَوماً‏<br />

اذهَب وَيفِ‏ نَفسي لبُعدِك حَ‏ سرةٌ‏<br />

128<br />

الَ‏ تَلقَنِي ‏سَ‏ ‏محاً‏ والَ‏ مُتَجَ‏ هِّمَا!‏<br />

وَيَبُضُّ‏ قَلبِي مِن قَرَارتِه دَمَا<br />

وَلَن األقَاكَ‏ اإالرّ‏ اأبكَمَا<br />

وَالعَيشُ‏ بَعدكَ‏ ‏صَ‏ ارَ‏ ‏صُ‏ لباً‏ عَلقَما<br />

‏)قطب،‏ )44 :1992<br />

يسأل الشاعر هنا عن ‏صديقه اأن يرتكه واآالمه التی تُذيب حشاشته وقلبه الذي يرشح<br />

دماً.‏ فوقع الشاعر هناك فی غربة نفسية،‏ كان ‏سببها،‏ فقدان من يحبه ويعشقه وجتوال<br />

احلبّ‏ فی نفسه،‏ فينكر مكانه وتضيق نفسه به،‏ ويحسّ‏ وحشة الغربة وكآبة الوحدة.‏ وعدّت<br />

العرب قدمياً‏ هذا النمط نوعاً‏ من الغربة،‏ فقالت فی مأثور كالمها:‏ ‏»فَقدُ‏ االأحِ‏ بَّةِ‏ غُ‏ ربَةٌ«.‏<br />

وقد يأتي التكرار للجملة ليوؤكّ‏ د ‏شدة اإحساس املغرتب بضيق الواقع وحنينه اإیل رحبة<br />

املاضي املُرشق؛ وهذا ‏سيد قطب فی قصيدة ‏»اجلنة املفقودة«،‏ يعربّ‏ عن حماسه اإیل فردوسه<br />

الضائع،‏ فيقول:‏<br />

فَقَدتُكَ‏ فِی النَّفسِ‏ اأنشُ‏ ‏ودَةً‏<br />

فَقَدتُكَ‏ ذِكرَیً‏ فَوَا حَ‏ سرَتَاه<br />

وَمَعنَیً‏ مِنَ‏ الفِتنَةِ‏ السَّ‏ ‏احِ‏ رَه<br />

لِفَقدٍ‏ مِنَ‏ العَينيِ‏ وَاخلَاطِ‏ ‏رَه<br />

‏)املرجع نفسه،‏ 183(<br />

يف هذا املقطع الشعري،‏ يفتح لنا ‏سيد قطب نوافذ اأخری علی قلبه ونفسه لنُطلّ‏ منها<br />

علی اأحزانه الكامنة واملسيطرة علی كيانه.‏ يف هذه املرة عزف قيثارةَ‏ وجوده هجرُ‏ احلبيب


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

وابتعاده وخلَق اأنغاماً‏ واأحلاناً‏ ملوؤها احلزنُ‏ واالأسی.‏ هجران احلبيب من املوضوعات التي<br />

اأذرفت الدموع من عيون الشعراء،‏ واأدمت قلوبهم منذُ‏ قدمي االأزمنة.‏ وسيد قطب بوصفه<br />

‏شاعراً‏ حمُ‏ بّاً‏ وغزير العاطفة واالإحساس اقتفی اأثرهم واحتذی حذوهم؛ فهو يذرف الدموع<br />

احلمراء،‏ ويُطلق الزفرات احلارّة،‏ ويُبدي حالة الضيق والضجر والسآمة،‏ ويتجرّع كُ‏ وؤوس<br />

املرارة والغُ‏ ‏صص،‏ تعبرياً‏ عن ‏شعور الوحشة واالغرتاب الذي يلمسه،‏ فهذا الشعور يكاد ميُ‏ زّق<br />

نياط قلبه حرسةً‏ ويُذيب حُ‏ ‏شاشته كآبةً.‏ فالشاعريتحدث عن اجلنة الضائعة التي كان يتقلب<br />

يف نعيمها ويف فضاءها الرحب،‏ وهذه اجلنة بقِيت ‏"اأنشودة"‏ يتغنّی بها الشاعر و"ذكری"‏<br />

تتجول فی ذهنه.‏ قد يكون واضحاً‏ اأن النفس املغرتبة بسبب ما تكابده من معاناة وضياع<br />

يف واقعها املتدهور تفقد توازنها واتّزانها،‏ ما يستدعي احلنني اإیل حياة زاهرة ومكان<br />

مرشق يخلصانها من اغرتابه املضني،‏ فتلجأ اإیل اجلنة املفقودة التی قلما جتدها علی<br />

اأرض الواقع.‏<br />

ونشاهد اأيضا تكرار جملة ‏»تعایل«‏ فی قصيدة ‏»نداء اخلريف«،‏ واخلريف كما هو<br />

معلوم،‏ رمزٌ‏ للحزن والغربة لدی كثري من الشعراء:‏<br />

تَعَالَ‏ اأوشَ‏ ‏كَت اأيَّامُنا تَنفَد<br />

تَعَالَ‏ اأوشَ‏ ‏كَت اأنفَاسُ‏ نا تَربُد<br />

بِالَ‏ اأمَلٍ‏ وَال لُقيَا وَالَ‏ مَوعِ‏ د<br />

‏)املرجع نفسه،‏ 98(<br />

كلمة ‏)تعايل(‏ يف االأبيات السابقة تعربّ‏ عن رغبة الشاعر املُلحّ‏ ة النتهاز الفُرص واغتنام<br />

الثواين قبل ‏ضياعها،‏ فتجعل هذه الرغبة الشاعرَ‏ اأن يدعو حبيبته اإیل التواصل والتآلف قبل<br />

اأن تفوتهم الفُرصُ‏ . كما يسعی الشاعر جاهداً‏ اأن يذكّ‏ ر احلبيب اأنّ‏ االأيام ‏ستمضي قُ‏ دماً،‏<br />

وستنتهي كلمح البرص،‏ وسيأتي يومٌ‏ تنقطع فيه اأنفاسهما وتتوقّف حياتهما ويوافيهما<br />

االأجل دون اإنذار مسبق وموعد حمدّد.‏ تعكس كلمات الشاعر مُ‏ نتهی اأمله وبُغيته لعودة<br />

احلبيب اإليه وَملّ‏ ‏شمل الصداقة بينمهما و ذلك بأسلوب التكرار؛ فالتكرار هنا يُوحي بشعور<br />

خاص لدی الشاعر بالتفرد والوحشة المتداد العمر به،‏ نتيجة فقدان االأقران واالأصحاب؛<br />

فحنني الشاعر هناك،‏ كان حصيلةً‏ للغربة؛ اإذ ال ‏شعور باحلنني دون ‏شعور ‏سابق مبعاناة<br />

الغربة اأوالً.‏ واحلنني هو التشوّق اإیل ما تفقده وتأنس اإليه،‏ وهو فی هذه النوع من الغربة،‏<br />

حنني اإیل الشباب واأيامه احللوة،‏ واإیل من يلقی فيه الشاعر من االأصحاب واخلالّ‏ ن.‏ فجاء<br />

التكرار لريكّ‏ ز علی اغرتابه واأن يكون ‏»تنفيساً‏ مديداً‏ يعالج به القلب من ‏ضواغط االأشجان«.‏<br />

‏)السيد،‏ )185 :1986<br />

129


أسلوبية التكرار في التعبير عن شعور االغتراب<br />

‏)شعر سيد قطب منوذجاً(‏<br />

د.‏ جهانكير اميري<br />

أ.‏ فاروق نعمتي<br />

130<br />

:5 -1 -2 التدومي:‏<br />

يُعرّف التدومي بأنّه ‏»تكرار النماذج اجلزئية اأو املركّ‏ بة بشكل متتابع اأو مرتاوح،‏ بغية<br />

الوصول بالصياغة اإیل درجة عالية من الوجد املوسيقي والنشوة اللغوية،‏ عندئذ تتصاعد<br />

البنية املوسيقية لتسيطر علی املستوی التصويري،‏ وتصبح رمزاً‏ تتكثف حوله داللة الشعر<br />

ويتمركز معناه،‏ وتصبح الصياغة هی حمور القوة التعبريية ونقطة التفجري الشعري«.‏<br />

‏)فضل،‏ ‎1987‎؛ 262( فالتدومي يبنى علی املستوی الرتكيبي بإعادة تكرار بنيات نحوية.‏<br />

وقد جاءت ظاهرة التدومي واأمناطها يف ‏شعر ‏سيد قطب،‏ كشفاً‏ عن حالته االإغرتابية،‏<br />

كما اأنّها قادرة علی تعميق معنی االغرتاب لدی املتلقي،‏ ملِ‏ تتميز به من استمرارية تلك<br />

احلالة ومتريرها.‏ فقد رصد الباحث هذه الظاهرة يف ‏شعره من خالل االأمناط التالية:‏<br />

:5 -1 -2 -1 تدومي التوازي:‏<br />

هو ‏»عبارة عن متاثل اأو تعادل املباين اأو املعاين يف ‏سطور متطابقة الكلمات اأو<br />

العبارات القائمة علی االزدواج الفني«؛ ‏)حسن،‏ 7( 1999: وهو حصيلة ‏»التكرار الكالمي«،‏<br />

‏)صفوي،‏ 156( 1373: الذي يقوم علی تكرار البنية النحوية و»يحتلّ‏ املنزلة االأويل بالنسبة<br />

للفن االأدبي«.‏ ‏)ياكبسون،‏ 103( 1988: اإن هذا النوع من التكرار يُعدّ‏ عند البعض،‏ ‏ضمن<br />

‏)التدومي(‏ واإن يحمل يف طياته ‏صورة من ‏صور الرتجيع،‏ ذلك الأنّه قائم علی مماثلة يف<br />

االألفاظ.‏<br />

لقد اشتدّ‏ احلزن و االغرتاب بسيد قطب،‏ فينقل حزنه وكآبته اإیل مظاهر الكون؛<br />

فالأرض ال تدور من ‏شدة حزنه،‏ و الريح تخفی فی ‏صدرها احلرسة والزفري،‏ والطري تشدو<br />

بالهالك والدمار،‏ والناس وقعوا فی اليأس والقنوط؛ كل هذه كانت بسبب تدفّق مشاعر<br />

الشاعر القامتة اإیل اخلارج متمثلة يف بنية التوازي،‏ يف حماولة منه ليتخلص نهائياً‏ من<br />

وخز االغرتاب،‏ حيث تكشف بنية التوازي واجتاهها اخلطي عن استمرارية هذا االغرتاب<br />

واتصالها بذات الشاعر خاصة:‏<br />

االأرضُ‏ غريُ‏ االأرضُ‏ فِي دَورانِها<br />

وَالرِّيحُ‏ غَيريُ‏ الرِّيح يفِ‏ جَ‏ والنِهَا<br />

وَالطَّ‏ ريُ‏ غَريُ‏ الطَّ‏ يريِ‏ فِي اأحلَانِها<br />

وَالنَّاسُ‏ غَريُ‏ النَّاسِ‏ فِي اآمَالِها<br />

لَتَكادُ‏ مِن فَرطِ‏ السَّ‏ امَةِ‏ ال تَدُور<br />

لَتَكَادُ‏ تَكتَمُ‏ يفِ‏ جَوانِحِ‏ ها الزَّفِير<br />

لَتَكَادُ‏ تَنعَبُ‏ بِاخلرابِ‏ وَبِالثُّبُور<br />

لَيَكَادُ‏ يَجثُواليَاأسُ‏ يفِ‏ تِلكَالصُّ‏ دُور<br />

‏)قطب،‏ )53 :1992<br />

اإنّ‏ املفهوم الذي تُوحيه كلمات الشاعر للقارئ،‏ هو اأنّ‏ االإحساس باالغرتاب من ‏شأنه<br />

اأن يُفقد االإنسانَ‏ حالة االتّزان والتعادل يف مشاعره وروؤيته جتاه احلياة؛ فالشاعر ال يری


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

يف احلياة اإال الوخز االأليم والعذاب الشديد،‏ وال يری الرياح التي تهبّ‏ يف حياته ‏سوی رياحٍ‏<br />

مُ‏ دمّ‏ رة تُدمّ‏ ر كل ‏شیء،‏ وال يسمع من الطيور املُغرّدة عدا نغمات اخلزن واالأحلان الشجيّة<br />

تبعث البُكاء والعويل.‏<br />

قد يحدث التوازي يف ‏)حرف النفی(‏ ، ويف هذه احلالة يكون تكرار حرف النفی اأمراً‏<br />

متوقعاً،‏ ويف ‏شعر االغرتاب كان تكرار هذه احلرف ‏)الثابت(‏ واالإسم بعدها ‏)املتغري(‏ ‏سعياً‏<br />

الحتواء الداللة يف وجوهها املختلفة:‏<br />

اآه،‏ ال ‏شَ‏ ‏كوَی وَال بَثَّ‏ ‏شَ‏ ‏جَ‏ ن<br />

131<br />

الَ‏ اأرِيدُ‏ الضَّ‏ ‏عفَ‏ كَالَّ‏ ال اأرِيد<br />

‏)املرجع نفسه،‏ 42(<br />

وهذا ‏سيد قطب،‏ مل يجد يف قصيدة ‏»عينان«،‏ اأفضل من التوازي ليقدّم ‏صوره منوذجية<br />

للموضوع ‏)املراأة املحبوبة ومدی نظرة عينها التی تخرتق احلجب واالأستار(‏ ، حيث الميرّ‏<br />

مرصاع من كل بيت اإال وتتمثل فيها بنية التوازي:‏<br />

اإىلَ‏ مَخبَاإ اأسرارٍ‏ يفِ‏ نَفسِ‏ كَاهِنٍ‏<br />

اإىلَ‏ الغَابِر املَاضِ‏ ي الَّذي ‏ضَ‏ اعَ‏ رَسمُه<br />

اإىلَ‏ القَابِل االآتِي الَّذي نَدَّ‏ طَ‏ يفُه<br />

اإىلَ‏ حَ‏ يثُما االأقدارُ‏ تُمضِ‏ ي اأمُورَها<br />

حتُ‏ ‏َجِّ‏ بُها اأستَارُ‏ دُجوانِ‏ مُظلِم<br />

وَغَيَّبه النِّسيانُ‏ فِی تِيَهِ‏ عَيلَمِ‏<br />

عَنِ‏ الوَهمِ‏ بَل ‏ضَ‏ لَّته رُوؤيا املُنَجِّ‏ مِ‏<br />

عَلَی خِ‏ فيَةٍ‏ مِن وَهمِه املُتَوهِّ‏ م<br />

‏)املرجع نفسه،‏ 165(<br />

يُرصّح الشاعر يف االأبيات املاضية عن ‏شدة تيهه و ‏ضالله يف عيلم احلياة،‏ فهو<br />

مل يهتد اإیل ‏رسٍّ‏ من اأرسار الكون،‏ ومل يعرث علی رسم حلبيبٍ‏ له مضی وطواه النسيان؛ ومل<br />

يزُر حتّی طيفه يف احللم.‏ فالشاعر يُداهمه الوهم وينتابه الضياع،‏ وكأنّه هامَ‏ علی وجهه<br />

يف فالة قاحلة ‏ضاعت معاملها واحمّ‏ ى رسمها واأصبحت حياته كلّها كالدياجري املُظلمة،‏<br />

وتبلغ حالة الضياع يف الشاعر ذروتها ، فيقول اإنّ‏ االأقدار اأصبحت تهابُه وتخاف منه.‏<br />

فشبه اجلملة يستقصي جزئيات حِ‏ دة عني املحبوبة التی يُصوّرها الشاعر واإذن،‏ يصبح<br />

التوازي الواقع يف النص مناسباً‏ لتوازٍ‏ يف مشاعر الشاعر،‏ اإذ ‏»التوازي النحوي يجسّ‏ د توازي<br />

املحتوی«.‏ ‏)عبد املجيد،‏ 121( 1998:<br />

:5 -1 -2 -2 تدومي االإنشاء:‏<br />

واملقصود بالإنشاء،‏ كما هو معلوم فی البالغة،‏ عبارة عن كالمٍ‏ ال يحتمل فيه الصدق<br />

والكذب،‏ كما اأن اخلرب مقابل لذلك.‏ واالإنشاء ينقسم فی بحثنا اإیل ما يأتي:‏<br />

. أ)األف(‏ بنية االستفهام:‏<br />

اإن االإحساس باالغرتاب والشعور بالضياع يوصالن الذات املغرتبة اإیل ‏)عدم


أسلوبية التكرار في التعبير عن شعور االغتراب<br />

‏)شعر سيد قطب منوذجاً(‏<br />

د.‏ جهانكير اميري<br />

أ.‏ فاروق نعمتي<br />

التماسك(،‏ والذي ‏»يوؤدّي اإیل كرثة التعامل مع اأدوات االستفهام«.‏ ‏)بدوي،‏ 38( 1984: من<br />

هنا تتحول بنية االستفهام يف التجربة الشعرية االغرتابية اإیل وسيلة تعبريية تخدم الشاعر<br />

يف ‏سعيه وراء ملّ‏ نفسه املتشتّتة؛ اإذ تفتقد الذات املغرتبة يف ظل املعاناة والشعور بضياع<br />

نفسها،‏ فتسعی يف البحث عنها ‏سواء يف املاضي من خالل الذكريات اأم يف املستقبل من<br />

خالل التعلق بالأمل يف حتقيق اآماله.‏<br />

وها هو ذا ‏سيد قطب،‏ يجتهد من خالل تدومي بنية االستفهام الإعادة تلك اللحظات<br />

الطيبة التي قضاها مع حبيبته علّه يتغلب بها علی اغرتابه و ملله وتضجره:‏<br />

اأيُّها احلُلمُ‏ الَّذی كَانَ‏ وكَان اأينَ‏ نَحنُ‏ االآنَ‏ مِن هَذَا الزَّمَان؟<br />

اأينَ‏ اأطيَافُكِ‏ اأوهامُ‏ العَيَان اأينَ‏ يَا حُ‏ لمُ؟ لَقَد كُنتَ‏ وكَان!‏<br />

اأينَ‏ اأنتَ‏ االآنَ‏ يَا ‏سِ‏ ‏رَّ‏ حَ‏ يَاتِی اأينَ‏ اأنتَ‏ االآنَ‏ يَا مَعنَی وُجُ‏ ودِي!‏<br />

اأينَ‏ يَا وَحیَ‏ نَشِ‏ ‏يدي وصَ‏ ‏التِي؟ اأينَ؟ فِی وادٍ‏ مِنَ‏ الصَّ‏ ‏متِ‏ بَعِيد<br />

‏)قطب،‏ )216 :1992<br />

اأيّام املاضي وذكرياتها اجلميلة مل تُفارق الشاعر،‏ بل اأصبحت حُ‏ لماً‏ يعيشه ليلَ‏ نهار،‏<br />

وقد يلهو الشاعر بأحالمه البعيدة اإیل درجة ينسی الزمن احلايل الذي يعيشه،‏ فالشاعر<br />

يتساءل يف حرية وضياعٍ‏ اأين هو ويف اأیّ‏ زمن هو.‏ هذا التسوؤل يعكس مدی استغراق<br />

الشاعر يف اأحالمه واأوهامه،‏ حتّی فقد ذاتَه ومعنَاه مُ‏ علّقاً‏ يف متاهات االأحالم ونسیَ‏<br />

فلسفة وجوده ورسّ‏ حياته.‏ ففقدان الذات ونسيان معنی احلياة خلّف حالةً‏ من الصمت<br />

الرهيب والفراغ الهائل،‏ استولت علی حياة ‏سيد قطب،‏ وعربّ‏ عنها يف غضون اأبياته املاضية<br />

مُ‏ ‏ستخدماً‏ اأسلوب االستفهام مع التكرار ليقوی اأثرها املُوحي علی نفس القارئ.‏ فاستخدام<br />

اأداة االستفهام ‏)اأين(‏ املسوؤول بها عن الظرف املكاين،‏ يعربّ‏ عن حماولة الذات،‏ منع نفسها<br />

من التشتّت واحلنني وراء متاسكها؛ وبعبارةٍ‏ اأخری حرصها بني جهات املكان؛ لكن السوؤال<br />

هنا يكشف عن انعدام قدرة الذات علی هذا االأمر،‏ ليظل الشاعر يرتاوح بني االغرتاب املضني<br />

وحنني التشبث بأيامه الوردية مع عشيقته.‏<br />

‏.ببنية النداء:‏<br />

اإنّ‏ االغرتاب بالنسبة للذات املغرتبة يُعَدّ‏ موتاً،‏ فمن الطبيعي اأن حتاول قهره بشتّی<br />

الطرق املمكنة،‏ منها بنية النداء،‏ مبا متنح الذات املغرتبة من حياة،‏ وتبعث فيها االأمل<br />

باستحضار املطلوب املنشود.‏ اإنّ‏ املغرتب وما يحسّ‏ به من تفاهة الواقع وفوضويّة احلياة،‏<br />

يرفض احلياة بل يّعاديها،‏ ما يدفعه عفويّاً‏ اإیل البحث عن مُ‏ نجٍ‏ والتشبّث به؛ وقد وجد ‏سيد<br />

قطب،‏ هذا املنجي يف احلبّ‏ مستخدماً‏ تدومي النداء ليُخاطب حُ‏ لم حبّه وروؤياه:‏<br />

132


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

اأيُّها احلُلمُ‏ الَّذي كَانت حَ‏ ياتِي<br />

اأيُّها الحُ‏ لمُ‏ الَّذي اأطلَقَنِي<br />

اأيُّها الحُ‏ لمُ‏ الَّذِي طَ‏ هَّرَ‏ نَفسِ‏ ‏ي<br />

اأيُّها الحُ‏ لمُ‏ الَّذي رَدَّ‏ عَليَّا<br />

اأيُّها الحُ‏ لمُ‏ الَّذي ‏صَ‏ ‏وَّرَهَا<br />

133<br />

مِن حَ‏ والَيه دُعَاء وَصَ‏ ‏اله<br />

مِن قُيُودی نَحوَ‏ اآفَاقٍ‏ عَجِ‏ يبَه<br />

بِالعَذابِ‏ احلُلوِ‏ وَالدَّمعِ‏ الطَّ‏ هُور<br />

نَزَقَ‏ الطِّفلَ‏ وَاأهواءَ‏ الغُالم!‏<br />

كُلَّ‏ يَومٍ‏ ‏صُ‏ ‏ورةً‏ مِنهَا طَ‏ ريفَه<br />

‏)املرجع نفسه،‏ 215- 216(<br />

يستخدم الشاعر كما هو املالحظ،‏ النداء يف تدومي متتابع الستحضار االأحالم يف<br />

خميّلته،‏ ومن ثمّ‏ تعميقها عرب التكرار ، حنيناً‏ منه اإیل اخلالص من اغرتابه وحريته؛ فبذلك<br />

يحتلّ‏ الصوت االغرتابي ‏صدر السطور وصدر الشاعر علی مستوی العميق.‏<br />

يتوجّ‏ ه الشاعر يف اأبيات اأخری اإیل الشباب باعتبارهم ‏صانعي املجد وبُناة املستقبل،‏<br />

ويستحثّ‏ هممهم بتكرار النداء واستخدام اأسلوب يف السخريّة،‏ من ‏شأنها اأن تُثري غرية<br />

الرجولة لدی كل ‏شابّ‏ عربيّ‏ ؛ فيُنادي ‏سيد قطب الشباب بأسلوب موهن ويحذّرهم من اأن<br />

يكونوا كاملخدّرات اخلفرات التي همّهنّ‏ زينتهنّ‏ وتربّجهنّ‏ ، ثمّ‏ يكرّر الشاعر النداء ويستدعی<br />

فيه الشباب اأن يكونوا مبعث الفخر والكرامة لالأجيال القادمة:‏<br />

يَا ‏شَ‏ ‏بَاباً‏ نَاعِ‏ ماً‏ مُستَاأنِثَاً!‏<br />

يَا ‏شَ‏ ‏بَاباً‏ تَافِهَاً‏ مُحتَقَراً‏<br />

يَا ‏شَ‏ ‏بَاباً‏ هَمُّهُ‏ لَذَّاتُهُ‏<br />

يَا ‏شَ‏ ‏بَاباً‏ قَصُ‏ ‏رَت اآمَالُهُ‏<br />

يَا ‏شَ‏ ‏بَاباً‏ نُكِبَ‏ النِّيلُ‏ بِهِ‏<br />

كَذَواتِ‏ اخلِدرِ‏ يفِ‏ ظِ‏ ‏لِّ‏ اخلِبَاء!‏<br />

تَاأنَفُ‏ االأجيَالُ‏ مِنهُ‏ فِي ازدِرَاء<br />

فَهُوَ‏ يَحيَا بَنيَ‏ كَاأسٍ‏ وخَ‏ نَاء<br />

كَخَ‏ شَ‏ ‏اشِ‏ االأرضِ‏ مَرمَاهُ‏ الغِذَاء<br />

يفِ‏ االأمَانِی وَالتَّعِالَّ‏ تِ‏ الوِضَ‏ ‏اء<br />

‏)املرجع نفسه،‏ 262(<br />

يف هذه االأبيات،‏ يستنكر ‏سيد قطب يف ‏صورة قاصفة السعيَ‏ وراء الشهوات واتّباع<br />

امللذّات.‏ ال يكتفي الشاعر بهذه الكلمات التي تُضفي عليها لوناً‏ من السخرية،‏ بل يستخدم<br />

هذه املرة،‏ بالغة التشبيه للتعبري عن املعنی الذي يدور يف خلده،‏ فيشبّه الشباب الالهثني<br />

وراء الشهوات باحلرشات التافهة العدمية القيمة التي يقتزص همّها علی املأكل والرشاب.‏<br />

‏.تبنية التمني:‏<br />

اإنّ‏ التواصل مع االآخر ‏)املحبوبة(‏ هو غاية ما يتمناه املغرتب،‏ فإنّها هي االأمل الوحيد<br />

الذي يُفلته من اأرس الواقع املوؤمل ويحلق به يف فضاء املطلق،‏ كما اأن حضورها املستمر<br />

يولّد السالم واالأمان؛ فلذلك يتحرس ‏سيد قطب علی حبّه الضائع متمنياً‏ عودته عرب تدومي<br />

بنية التمني:‏


أسلوبية التكرار في التعبير عن شعور االغتراب<br />

‏)شعر سيد قطب منوذجاً(‏<br />

د.‏ جهانكير اميري<br />

أ.‏ فاروق نعمتي<br />

لَيتَنی اأدري ‏-واإن لَم يَشفِني-‏<br />

لَيتَنی اأدرِي خَ‏ بيئاتِ‏ السِّ‏ ‏نِين<br />

لَيتَ‏ ، لَكن ‏»ليت«‏ ال تُدينِ‏ رَجَ‏ اء<br />

134<br />

كَيفَ‏ اأُبدِي مَا بِنَفسِ‏ ‏ي مِن األَ‏ !<br />

اإنَّ‏ فِراقاً‏ اأو يكَُن بَعدُ‏ اقرتِ‏ اب<br />

فَالأمُت اأو اأبقَ‏ حِ‏ لفَ‏ الكَمَدِ‏<br />

‏)املرجع نفسه،‏ 154- 155(<br />

كانت املعاناة كبرية للذات املغرتبة يف ظل غياب حبّها،‏ وقد كانت حدة هذه املعاناة<br />

السببَ‏ الرئيس حلنينه اإیل التواصل مع احلببيب،‏ ولذلك وقع الشاعر يف اأمل وحزن وصار<br />

حليفاً‏ للكمد.‏<br />

خامتة البحث:‏<br />

انترشت ظاهرة ‏»التكرار«‏ يف الشعر احلديث كثرياً‏ واتّخذت موقفاً‏ بارزاً‏ يف بناء النصّ‏<br />

والتعبري عن مشاعر الشاعر؛ فالتكرار وفق روؤية الشعرية احلديثة ليس ‏رضباً‏ من الرتف،‏<br />

بل له وظائفه النفسية والدالليّة،‏ وعلی هذا يُصبح التكرار عنرصاً‏ جوهريّاً‏ حاسماً‏ يف<br />

الصياغة الشعريّة.‏ يف حنيٍ‏ اأنّ‏ االغرتاب،‏ بوصفه حالةً‏ من ‏شعور الفرد بانفصاله عن واقعه<br />

وعجزه عن التكيّف مع املجتمع الذي يعيش فيه،‏ اأو حالة اإخفاق الفرد يف حتقيق توازن<br />

بني الواقعية واالإمكان،‏ له دورٌ‏ بارزٌ‏ يف االأدب العربي احلديث ومردّ‏ ذلك،‏ يرجع اإیل عوامل<br />

عدة كالعامل السياسي الذي يسبّب اإثارة اإحساس الناس بالضيق يف اأوطانهم وبالذلّ‏ يف<br />

ديارهم وبالرغبة امللحّ‏ ة يف الرحيل.‏ بعبارةٍ‏ اأخری اإنّ‏ االغرتاب،‏ اأمرٌ‏ يتعلق بالنفس،‏ وله<br />

تأثريه احلاسم علی الطريقة الشعرية،‏ كما وجد ‏سبيله اإیل ‏صوت الشاعر،‏ وترك بصماته<br />

الواضحة علی اإبداع الشاعر املعارص ‏سيد قطب؛ حيث استفاد الشاعر من التكرار،‏ لريُ‏ ي<br />

اغرتابه لالآخرين عرب هذا املنهج.‏<br />

جاء التكرار يف ‏شعر ‏سيد قطب بنوعيه:‏ الرتجيع والتدومي،‏ معمّقاً‏ لداللة االغرتاب<br />

‌ وتعبرياً‏ عنه.‏ كما تبنيّ‏ اأنّ‏ التكرار رغم الفضاء التعريفي السائد عليه،‏ بأنه مملّ‏ ويبعث<br />

السأم وينزل بالشعر اإیل هاوية النرثية،‏ ‏فقد اأُثبِت يف نصّ‏ االغرتاب املدروس،‏ بأنه عنرصٌ‏<br />

بنائيٌّ‏ مهم يقوم بتقوية املعنی.‏ اإضافةً‏ اإیل هذا بات واضحاً‏ اأنّ‏ الصوت النحوي،‏ وتشكيله<br />

امتدادٌ‏ للصوت النفسي،‏ بغضّ‏ النظر عن قائله ومستوی ثقافته ونوع لغته.‏<br />

يف احلقيقة يف هذا البحث،‏ قمنا بدراسة منط التكرار خارجاً‏ عن نطاق البالغة الضيّق،‏<br />

والوجوه التی ذكرها البالغيّون لتوجيه التكرار.‏ بل األقينا نظرة جديدة،‏ وذلك من منظور<br />

الدراسات احلديثة للغة وخاصةً‏ يف الدراسات املسمّاة ‏»بالنوستاليجية«‏ يف الشعر احلديث.‏<br />

اإذ اإنّ‏ التكرار يف الشعر االغرتابي،‏ بكل اأنواعه التی بيّناها يف هذا البحث،‏ يأتی لتقوية<br />

املعنی والتعبري عن ‏شعور االغرتاب لدی الشاعر ويُوصله اإیل اأعماق نفوس القارئني.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

‎1‎ابن . 1 منظور،‏ لسان العرب،‏ بريوت،‏ دار اإحياء الرتاث العربي،‏ الطبعة االأویل،‏ ‎1988‎م،‏<br />

املجلد العارش.‏<br />

2 ابوشاويش،‏ حماد حسن؛ وعواد،‏ ابراهيم عبدالرزق،‏ االغرتاب يف رواية ‏»البحث عن وليد<br />

مسعود«،‏ جملة اجلامعة االإسالمية.‏ املجلد‎14‎‏.‏ العدد‎2‎‏،‏ ‎2006‎م.‏<br />

‎3‎بدوی،‏ . 3 اأحمد،‏ ‏سيد قطب نقاد االأدب )10 ) ، القاهرة،‏ الهيئة املرصية العامة<br />

للكتاب،‏‎1992‎م.‏<br />

. ‎4‎بدوي،‏ عبده،‏ ‏»الغربة املكانية يف الشعر العربي«،‏ جملة عامل الفكر،‏ الكويت،‏ املجلد‎15‎<br />

العدد االأول،‏ ‎1948‎م.‏<br />

5 بن ذريل،‏ عدنان،‏ النص و االأسلوبية بني النظرية و التطبيق ‏)دراسة(‏ ، دمشق،‏ منشورات<br />

احتاد الكتاب العرب،‏ الطبعة االأویل،‏ ‎2000‎م.‏<br />

6 اجلرجاين،‏ عبدالقاهر،‏ دالئل االإعجاز.‏ بريوت،‏ دار الكتاب العربي،‏ الطبعة االأویل،‏<br />

‎2005‎م.‏<br />

7 خفاجي،‏ حممد عبد املنعم؛ وفرهود،‏ حممد السعدي؛ ورشف،‏ عبدالعزير،‏ االأسلوبية و<br />

البيان العربي،‏ القاهرة،‏ الدار املرصية اللبنانية،‏ ‎1992‎م.‏<br />

8 دهقان،‏ حميده،‏ اأثر الغربة فی اللغة و التصاوير الشعرية فی ديوان نارص خرسو<br />

‏)تأثريات غربت بر زبان و تصاوير اشعار ديوان نارص خرسو(‏ ، رسالة املاجستري<br />

باللغة الفارسية،‏ جامعة الرازي كرمانشاه-‏ ايران،‏ ‎1386‎‏ش.‏<br />

9 روحي،‏ مها،‏ احلنني و الغربة يف الشعر االأندلسي عرص ‏سيادة غرناطة،‏ رسالة املاجستري<br />

فی جامعة النجاح الوطنية،‏ ‎2007‎م.‏<br />

10 ‏ستوده،‏ هدايت اهلل،‏ علم النفس االجتماعي ‏)روان ‏شناسي اجتماعي(‏ ، طهران،‏ طبعة اآواز<br />

نور،‏ ‎1382‎‏ش.‏<br />

11 ‏رسباز،‏ حسن،‏ ‏»سيد قطب و تراثه االأدبي و النقدي«،‏ جملة اللغة العربية و اآدابها،‏ جامعة<br />

طهران ‏)فرديس قم(‏ ، العدد العارش،‏ السنة السادسة،‏ ‎1431‎ق.‏<br />

12 السيد،‏ ‏عز الدين علي،‏ التكرير بني املثري و التأثري،‏ بريوت،‏ عامل الكتب،‏ الطبعة الثانية،‏<br />

‎1986‎م.‏<br />

‎13‎‏سيد بركة،‏ حممد،‏ ‏سيد قطب ‏صفحات جمهولة،‏ دار االعتصام،‏ 1999<br />

14 الشايب،‏ اأحمد،‏ االأسلوب:‏ دراسة بالغية حتليلية الأصول االأساليب االأدبية.مرص،‏ مكتبة<br />

النهضه املرصية،‏ الطبعة اخلامسة،‏ ‎1956‎م.‏<br />

، 4<br />

13 م.‏<br />

14<br />

135<br />

2.<br />

5.<br />

6.<br />

7.<br />

8.<br />

9.<br />

10<br />

1<br />

12


أسلوبية التكرار في التعبير عن شعور االغتراب<br />

‏)شعر سيد قطب منوذجاً(‏<br />

د.‏ جهانكير اميري<br />

أ.‏ فاروق نعمتي<br />

‎1515‎‏شفيعي كدكني،‏ حممدرضا،‏ موسيقا الشعر ‏)موسيقی ‏شعر(‏ . طهران،‏ طبعة اآكه،‏ الطبعة<br />

اخلامسة،‏ ‎1376‎‏ش.‏<br />

‎16‎‏شميسا،‏ ‏سريوس،‏ معاين املعاين،‏ طهران،‏ طبعة ميرتا،‏ الطبعة العارشة،‏ 1381<br />

17 الشيخ،‏ عبدالواحد حسن،‏ البديع و التوازي،‏ القاهرة،‏ ‏مكتبة و مطبعة االإشعاع الفنية،‏<br />

الطبعة االأویل،‏ ‎1999‎م.‏<br />

18 ‏صفوي،‏ كورش،‏ من علم ‏للغة اإیل االأدب ‏)از زبان ‏شناسي به ادبيات(‏ . طهران،‏ طبعة<br />

چشمه،‏ الطبعة االأویل،‏ ‎1373‎‏ش،‏ املجلد االأویل.‏<br />

19 العبد اهلل،‏ يحيي،‏ االغرتاب:‏ دراسة حتليلية لشخصيات الطاهر بن جلون الروائية،‏<br />

بريوت،‏ املوؤسسه العربية للدراسات و النرش،‏ ‎2005‎م.‏<br />

20 عبدالفتاح اخلالدی،‏ ‏صالح،‏ نظرية التصوير الفنّی عند ‏سيد قطب،‏ جدة،‏ داراملنار،‏<br />

‎1989‎م.‏ الطبعة الثانية.‏<br />

......................... 21 ‏سيد قطب:‏ من امليالد اإیل االستشهاد،‏ دمشق-‏ بريوت،‏ دارالقلم-‏ الدار<br />

الشامية،‏ الطبعة االأویل،‏ ‎1991‎م.‏<br />

22 عبد املجيد،‏ جميل،‏ البديع بني البالغة العربية و اللسانيات النصية،‏ الهيئة املرصية<br />

العامة للكتاب،‏ ‎1998‎م.‏<br />

‎23‎العبد،‏ حممد،‏ اللغة و االإبداع االأدبي،‏ القاهرة،‏ دار املعرفة،‏ الطبعة الثانية.‏ 2007<br />

24 فضل،‏ ‏صالح،‏ اإنتاج الداللة،‏ القاهرة،‏ موؤسسة خمتار للنرش و التوزيع،‏ الطبعة االأویل.‏<br />

‎1987‎م.‏<br />

25 قطب،‏ ‏سيد،‏ ديوان اأشعار،‏ جمعه ووثّقه:‏ عبدالباقي حممد حسني،‏ املنصورة،‏ دارالوفاء،‏<br />

الطبعة الثانية،‏ ‎1992‎م.‏<br />

26...............، كتب و ‏شخصيات،‏ القاهرة،‏ دارالرشوق،‏ الطبعة الثالثة،‏ 1983<br />

27 حممد حسني،‏ عبدالباقي،‏ ‏سيد قطب:‏ حياته و اأدبه،‏ املنصورة،‏ دارالوفاء،‏ الطبعة الثانية،‏<br />

‎1993‎م.‏<br />

28 املالئكة،‏ ‏نازك،‏ قضايا الشعر املعارص،‏ بريوت،‏ دار العلم للماليني،‏ الطبعة االأویل،‏<br />

‎1982‎م.‏<br />

29 النحوي،‏ عنان علي رضا،‏ االأسلوب واالأسلوبية بني العلمانية واالأدب امللتزم بالإسالم،‏<br />

السعودية،‏ دار النحوي،‏ الطبعة االأویل،‏ ‎1999‎م.‏<br />

‎30‎الهاشمي،‏ اأحمد،‏ جواهر البالغة،‏ طهران،‏ طبعة اإلهام،‏ الطبعة االأویل،‏ 1377<br />

31 ياكبسون،‏ رومان،‏ القضايا الشعرية،‏ ترجمة:‏ حممد الويل ومبارك حنون،‏ املغرب،‏ دار<br />

توبقال للنرش،‏ الطبعة االأویل،‏ ‎1998‎م.‏<br />

16 ‏ش.‏<br />

17<br />

23 م.‏<br />

24<br />

26 م.‏<br />

27<br />

30 ‏ش.‏<br />

31<br />

136<br />

18<br />

19<br />

20<br />

21<br />

2<br />

25<br />

28<br />

29


وجُ‏ وبُ‏ حتَ‏ نْ‏ رِينْرِ‏ أَسنْ‏ رَى املُسنْ‏ لِمِنينْ‏ َ<br />

د.‏ غسَّان عيسى حممد هِرنْ‏ ماس<br />

أستاذ مساعد/‏ قسم التربية اإلسالمية/‏ فرع بيت لحم/‏ جامعة القدس المفتوحة.‏<br />

137


وجُ‏ وبُ‏ تَ‏ نْرِينْرِ‏ أَسنْ‏ رَى املُسنْ‏ لِمِ‏ نينْ‏ َ<br />

د.‏ غسان هِ‏ رماس<br />

ملخص:‏<br />

حترير االأرسى مطلب لدى االأمم كلها،‏ وهو عند املسلمني اآكد واأوجب،‏ اإذ يرتبط<br />

بعقيدتهم وتعاليم دينهم.‏ وملا كان املسلمون اليوم اأكرث اأهل االأرض اأرسى لدى االأعداء،‏<br />

خاصة يف فلسطني التي زاد عدد اأرساها يف ‏سجون االحتالل االإرسائيلي على ‏سبعة االآف<br />

اأسري،‏ لزم التذكري بوجوب حترير اأرسى املسلمني،‏ وانتهاج ‏شتى الوسائل والسبل لتحقيق<br />

هذه الغاية.‏<br />

وهذا البحث يتناول منهج االإسالم يف معاجلة قضيتهم،‏ ويتكون من مقدمة وثالثة<br />

مباحث وخامتة ‏ضمنتها النتائج والتوصيات.‏ وقد حتدثت يف املقدمة عن اأهمية البحث،‏<br />

واأهدافه،‏ وخطته،‏ والدراسات السابقة املتعلقة مبوضوعه.‏ وبيَّنْتُ‏ يف املبحث االأول فضل<br />

اجلهاد،‏ الأن االأرس اأحد اإفرازاته،‏ كما عرَّفت بالأسري وفضل استنقاذه.‏ وخصصت املبحث<br />

الثاين الأقوال العلماء يف حكم حترير االأرسى،‏ مبيِّناً‏ اأدلتهم،‏ مرجحاً‏ الراأي القوي،‏ ومفنداً‏<br />

الراأي املرجوح يف املسألة.‏ وتناولت يف املبحث الثالث طرق حتريرهم وتخليصهم من<br />

اأرسهم.‏ وختمت البحث بخامتة ‏ضمنتها نتائج البحث،‏ وتوصيات ذكرتها الأهميتها.‏ واحلمد<br />

هلل رب العاملني.‏<br />

138


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

Abstract:<br />

Prisoners’ release has always been a demand that all nations have<br />

especially the Muslim nation which gives this issue a priority since releasing<br />

prisoners is closely associated with Moslem’s doctrine and Shari’a.<br />

Nowadays, Muslims form the biggest number of prisoners and their number<br />

is seven thousand in Palestine. Consequently, releasing Muslim prisoners in<br />

all means and approaches has been assured for its importance.<br />

This research deals with the Islamic approach in releasing detainees.<br />

It consists of an introduction, three chapters, and a conclusion and<br />

recommendations. In the introduction, the research importance, objectives,<br />

plans and previous studies have been presented. Also, the merit of resistance<br />

(Jihad) since imprisonment is one of its results and the definition of the prisoner<br />

and the importance of releasing him/ her have been discussed. Chapter Two<br />

has been devoted to the scholars’ viewpoints in the judgment of prisoners’<br />

release showing their evidences that support their release. Chapter Three<br />

discusses ways of releasing prisoners .The results of the study have appeared<br />

in the conclusion followed by the research important recommendations.<br />

139


وجُ‏ وبُ‏ تَ‏ نْرِينْرِ‏ أَسنْ‏ رَى املُسنْ‏ لِمِ‏ نينْ‏ َ<br />

د.‏ غسان هِ‏ رماس<br />

مقدمة:‏<br />

احلمد هلل رب العاملني،‏ والصالة والسالم على ‏سيدنا رسول اهلل،‏ وعلى اآله،‏ واأصحابه،‏<br />

والتابعني لهم بإحسان اإىل يوم الدين،‏ وبعد:‏<br />

فإذا كانت الرشيعة االإسالمية تعطي االأسري الكافر عناية خاصة،‏ ال ترقى اإليها كل<br />

القوانني االأرضية واالأنظمة الدولية قدمياً‏ وحديثاً،‏ فأي عناية تعطيها لالأسري املسلم؟!‏ اإنَّ‏<br />

اأمره فوق كل االأمور،‏ وحريته مقدمة على كل احلريات،‏ وال يعدل اأمره عند احلاكم الصالح<br />

اأي اأمر اآخر.‏<br />

واأعظم هذه احلقوق واأوجبها حتريره من اأرسه واإطالق ‏رساحه.‏ ولعل من اأعظم اخلذالن<br />

له تركه لدى االأعداء يُسام العذاب األواناً،‏ وال يُجهد يف اإنقاذه،‏ وشعار املسلم جتاه اأخيه:‏<br />

املُسْ‏ لِمُ‏ اأَخُ‏ و املُسْ‏ لِمِ‏ ال يَظْ‏ لِمُ‏ هُ،‏ وال يُسْ‏ لِمُ‏ هُ،‏ ومَ‏ نْ‏ كانَ‏ يف حاجَ‏ ةِ‏ اأَخِ‏ يْهِ‏ كانَ‏ اهللُ‏ يف حاجَ‏ تِهِ)‏‎1‎‏(‏ .<br />

ومما دفعني للكتابة يف هذا املوضوع اأين كنت واحداً‏ من مئات اآالف االأرسى<br />

الفلسطينيني الذين غيبهم االحتالل االإرسائيلي يف ‏سجونه ‏سنوات وسنوات.‏ وعشت ما<br />

عاشه ويعيشه غريي ممن مرَّ‏ بتجربة االعتقال املريرة،‏ وكابدت ما كابدوا،‏ واحتجت ما<br />

احتاجوا،‏ وملست التقصري الذي تتعرض له هذه الرشيحة من اأبناء اأمتنا،‏ حتى زاد عدد<br />

املعتقلني اليوم يف ‏سجون اإرسائيل وحدها على عرشة اآالف اأسري.‏ ولئن مل يتوسع االأوائل<br />

يف بحث موضوع االأرسى املسلمني لوضوح اأهمية قضيتهم يف االأذهان يومها،‏ اإال اأن االأمر<br />

اليوم اأصيب بانتكاسة يف الهمم والعزائم،‏ وضمور يف االأفكار واملشاعر.‏<br />

كما كان من اأهم الدوافع التي اأسست الإجناز هذا البحث نتائج استبانة بسيطة اأجريت<br />

داخل السجن على بعض اأصحاب االأحكام العالية واملوؤبدة،‏ تناول موضوعها توقعاتهم<br />

بشأن االإفراج عنهم ذات يوم،‏ وكيف يتعاملون مع هذه الفرضية؟ وقد ذهبت االإجابات اإىل<br />

حد حتويل الفرضية اإىل متعلق زمني ال نهائي.‏ فكتب اأحدهم:‏ حتى يرث اهلل االأرض ومن<br />

عليها.‏ وكتب اآخر:‏ 9999. 9/ 9/ وخط ثالث بقلمه الكليل:‏ اإىل اأن يُنْفَخَ‏ يف الصُ‏ وْرِ.‏ وشابههم<br />

رابع . ومل يَبْعُ‏ د عنهم اخلامس.‏ اأما السادس فكان جوابه اآملَ‏ َ االأجوبة واأقساها،‏ اإذ مل يجد<br />

ما يعرب به اإال اأن يضع اأصفاراً‏ تدل على الزمن الالمتناهي:‏ ‏.......ولنا اأن نسأل اأنفسنا:‏ تُرَى<br />

كيف ‏سيتحرر هوؤالء؟ ومتى؟ ومن املسوؤول عن ذلك؟ وما دورنا كمسلمني جتاههم؟؟؟؟<br />

ثم اإين مل اأجد من اأَفْرَدَ‏ مسألةَ‏ ‏)االأسري املسلم(‏ بالكالم التفصيلي والبحث املستقل،‏<br />

وجَ‏ هِ‏ دتُ‏ اأن اأجمع اأقوال اأهل العلم يف ذلك،‏ فما اأصبتُ‏ منها اإال النَْزرَ‏ اليسري املتناثر يف<br />

140


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

بطون الكتب،‏ وبعض مقاالت قصرية تقع يف ‏صفحة اأو ‏صفحتني على الشبكة العنكبوتية<br />

ال تفي بالغرض.‏<br />

لذلك كله اأحببت الكتابة يف هذه املسألة.‏ وراأيت اأن اأجعل ذلك يف مقدمة وثالثة<br />

مباحث:‏<br />

املبحث االأول:‏ تعريف اجلهاد وفضله وفضل املجاهدين.‏ وتعريف االأرس واالأسري.‏<br />

وفضل استنقاذه.‏<br />

141<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

املبحث الثاين:‏ حكم استنقاذ االأرسى،‏ ومذاهب اأهل العلم واأدلتهم،‏ والراجح.‏<br />

املبحث الثالث:‏ طرائق فك االأرسى ومنها:‏ احلرب وتسيري اجليوش،‏ وفرق االإنقاد،‏<br />

واملفاداة.‏<br />

وختمته بخامتة ‏ضمنتها نتائج توصلت اإليها،‏ وتوصيات ذكرتها الأهميتها.‏<br />

وسميته ‏)وجُ‏ وبُ‏ حتَ‏ ْ رِيْرِ‏ اأَرصْ‏ ‏َى املُسْ‏ لِمِ‏ نيْ‏ َ(، اإذ يغفل كثري من املسلمني عن التفكر يف اأمر<br />

االأرسى وحتريرهم.‏ ويراه اآخرون من نافلة القول،‏ ظناً‏ منهم اأن هذا ‏شأن الدولة املسلمة.‏<br />

فأحببت اأن اأوقظ الغافلني،‏ واأن اأحمو كل ‏شك يف وجوب حترير اأرسانا.‏ ثم ليعلم غري املسلمني<br />

من اأمم االأرض اأن املسلمني لن يطيب عيشهم واأسري واحد لهم لدى االأعداء،‏ وسيبقى دينهم<br />

يحدوهم ليحرروا اأرساهم،‏ ويستنقذوا اآخر جماهديهم.‏<br />

وكان من منهجي يف هذا البحث اأين اتبعت املنهج التحليلي على النحو االآتي:‏<br />

● ‏●اأوردت االآيات القراآنية التي لها تعلق بالبحث،‏ ونقلت تفاسري العلماء حيث لزم<br />

التفسري،‏ وبينت الراجح من هذه التفاسري.‏<br />

● ‏●وذكرت من االأحاديث النبوية الرشيفة ما له ‏صلة بالبحث،‏ وتتبعت تعليقات اأهل<br />

العلم ورشاح احلديث عليها،‏ متعرضاً‏ لبعض ما يستفاد منها،‏ واحلكم عليها.‏<br />

● ‏●فما كان من االأحاديث النبوية يف الصحيحني اأو اأحدهما اكتفيت بِعَزْوِ‏ هِ‏ اإليهما<br />

اأو اإىل اأحدهما،‏ ومل اأبني حُ‏ كْمَهُ‏ لتلقي االأمة لهما بالقبول.‏ وما كان يف كتب السنة االأربعة<br />

اأو اأحدها،‏ اأرشت اإىل من خرجه،‏ ومل اأتتبعه يف كتب السنة االأخرى طلباً‏ لالختصار،‏ اإال ما<br />

دعت اإليه احلاجة.‏ وما كان يف غريها عزوته اإىل من خرجه،‏ وذكرت حكمه من حيث الصحة<br />

والضعف.‏<br />

● ● اأوردت بعض االأحاديث الضعيفة التي لها ارتباط وداللة خاصة يف البحث،‏<br />

وتصلح لالستشهاد بها يف فضائل االأعمال.‏ وفق الرشوط التي وضعها من اأجاز العمل<br />

باحلديث الضعيف.‏


وجُ‏ وبُ‏ تَ‏ نْرِينْرِ‏ أَسنْ‏ رَى املُسنْ‏ لِمِ‏ نينْ‏ َ<br />

د.‏ غسان هِ‏ رماس<br />

● ‏●مل اأتعرض للحكم على بعض الروايات املوقوفة اأو املقطوعة،‏ كأقوال عمر بن<br />

اخلطاب رضي اهلل عنه وعمر بن عبدالعزيز رحمه اهلل،‏ اإذ كانت ال تخرج عن القصد،‏ وتبقى<br />

اأقوال ‏صحابة اأو تابعني اأو فقهاء يجوز االأخذ بها اأو ردها،‏ اإال اأقوال الصحابة التي لها حكم<br />

املرفوع.‏<br />

● ‏●ذكرت اأقوال الفقهاء يف املسائل الفقهية املختلفة وعزوتها اإىل مصادرها االأصلية،‏<br />

وحاولت الرتجيح بينها،‏ ورمبا عَ‏ لَّقْتُ‏ عليها طلباً‏ للتوفيق بينها،‏ اأو لفائدة راأيتها.‏<br />

واأخرياً،‏ فقد جهدت يف اأن يوايف املكتوبُ‏ حقَّ‏ مَ‏ نْ‏ كُ‏ تِبَ‏ فيه،‏ وما اأحسبني اأدركت<br />

املأمول،‏ وال بلغت مرتبة القَبُول،‏ اإال اأن يبارك اهلل جهد املقل،‏ وبذل الضعيف.‏ ‏سائال اهلل<br />

العظيم اأن يكرمنا بروؤية جميع اأرسانا االأبطال يف عامل احلرية واالنتصار.‏<br />

املبحث األول:‏<br />

واحلمد هلل رب العاملني<br />

تعريف اجلهاد،‏ وفضله،‏ وفضل اجملاهدين:‏<br />

وبداأت به الأن االأرس اأحد اإفرازات اجلهاد الرئيسة،‏ وبينهما ارتباط واتصال،‏ فكان ال بد<br />

من احلديث عن اجلهاد وفضله،‏ لِيُعْرَفَ‏ فضلُ‏ االأسري ورضورةُ‏ حتريره،‏ واأجرُ‏ من يفعل ذلك.‏<br />

تعريف اجلهاد:‏ ميكن القول:‏ اإن مدلول اجلهاد يف الرشع اأعم من اأن يقصد به القتال<br />

فقط.‏ وهو ما دلَّت عليه النصوص ولكل نصٍ‏ داللته املعروفة.‏ اأما اإن قصدنا به قتال<br />

االأعداء،‏ فمعناه على ما يراه الكاساين من احلنفية:‏ بذل الوسع والطاقة بالقتال يف ‏سبيل اهلل<br />

عز وجل،‏ بالنفس،‏ واملال،‏ واللسان،‏ اأو غري ذلك،‏ اأو املبالغة يف ذلك )2( . وال تَبْعُدُ‏ تعريفات<br />

اأصحاب املذاهب والفقهاء االآخرين عن تعريفه كثرياً.‏<br />

فضل اجلهاد واملجاهدين يف ‏سبيل اهلل:‏ ال اأعلم ‏شيئًا يف االإسالم بعد ‏شهادة اأن ال اإله<br />

اإال اهلل يعدل اجلهاد،‏ وما ذلك اإال الأن االأمة اإذا اأضاعت اجلهاد اأضاعت كل ‏شيء،‏ وضَ‏ اعَ‏ تْ‏<br />

وذَلَّتْ‏ .<br />

فاجلهادُ‏ اأفضلُ‏ االأعمالِ‏ بعدَ‏ االإميان،‏ فعن اأبي هُ‏ رَيْرَةَ‏ رضي اهلل عنه اأنَّ‏ رَسُ‏ ولَ‏ اهللِ‏ ‏صلى<br />

اهلل عليه وسلم ‏سُ‏ ئِلَ‏ : اأيُّ‏ العَمَلِ‏ اأَفْضَ‏ لُ‏ ؟ فقالَ‏ : اإميانٌ‏ باهللِ‏ ورَسُ‏ ولِهِ،‏ قيلَ‏ : ثُمَّ‏ ماذا؟ قالَ‏ : اجلِ‏ هادُ‏<br />

يف ‏سَ‏ بيلِ‏ اهللِ،‏ قيلَ‏ ثُمَّ‏ ماذا؟ قالَ‏ : حَ‏ جٌّ‏ مَ‏ ربْ‏ ورٌ)‏‎3‎‏(‏ .<br />

واملجاهدُ‏ خريُ‏ النَّاس،‏ فإذا كان اجلهادُ‏ اأفضل االأعمال فاملجاهد خري الناس واأفضلهم،‏<br />

فعنْ‏ اأبي ‏سعيدٍ‏ اخلُدْرِيِّ‏ رضي اهلل عنه قِ‏ يْلَ‏ : يَا رَسُ‏ وْلَ‏ اهللِ،‏ اأيُّ‏ النَّاسِ‏ اأَفْضَ‏ لُ‏ ؟ فَقَالَ‏ رَسُ‏ ولُ‏ اهللِ‏<br />

142


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

‏صلى اهلل عليه وسلم:‏ مُ‏ وؤْمِ‏ نٌ‏ يُجَ‏ اهِ‏ دُ‏ يف ‏سَ‏ بِيْلِ‏ اهللِ‏ بِنَفْسِ‏ هِ‏ ومَ‏ الِهِ،‏ قَالُوا:‏ ثُمَّ‏ مَ‏ نْ‏ ؟ قَالَ‏ : مُ‏ وؤْمِ‏ نٌ‏ يف<br />

‏شِ‏ عْبٍ‏ مِ‏ نَ‏ الشِّ‏ عَابِ‏ يَتَّقي اهللَ‏ ويَدَعُ‏ النَّاسَ‏ مِ‏ نْ‏ ‏رصَ‏ ‏ِّهِ)‏‎4‎‏(‏ .<br />

وهو ميزانُ‏ الصَّ‏ الحِ‏ والرِّفعةِ‏ والتَّقوى،‏ مييز اهلل به بني املوؤمنني العابدين،‏ الراكعني،‏<br />

الساجدين،‏ القاعدين عن اجلهاد من غري ‏رضر،‏ وبني من يبذل روحه وماله يف ‏سبيل اهلل،‏<br />

قال اهلل تعاىل:‏ ‏{الَّ‏ يَسْ‏ تَوِي الْقَاعِ‏ دُونَ‏ مِ‏ نَ‏ املْ‏ ‏ُوؤْمِ‏ نِنيَ‏ غَ‏ ريْ‏ ُ اأُوْيلِ‏ الرصَّ‏ ‏َرِ‏ وَاملْ‏ ‏ُجَ‏ اهِ‏ دُونَ‏ يفِ‏ ‏سَ‏ بِيلِ‏<br />

اهللّ‏ ِ بِأَمْ‏ وَالِهِ‏ مْ‏ وَاأَنفُسِ‏ هِ‏ مْ‏ فَضَّ‏ لَ‏ اهللّ‏ ُ املْ‏ ‏ُجَ‏ اهِ‏ دِينَ‏ بِأَمْ‏ وَالِهِ‏ مْ‏ وَاأَنفُسِ‏ هِ‏ مْ‏ عَ‏ لَى الْقَاعِ‏ دِينَ‏ دَرَجَ‏ ةً‏ وَكُ‏ الًّ‏<br />

وَعَ‏ دَ‏ اهللّ‏ ُ احلْ‏ ‏ُسْ‏ نَى وَفَضَّ‏ لَ‏ اهللّ‏ ُ املْ‏ ‏ُجَ‏ اهِ‏ دِينَ‏ عَ‏ لَى الْقَاعِ‏ دِينَ‏ اأَجْ‏ راً‏ عَ‏ ظِ‏ يماً}‏‎95‎‏.‏ ‏{دَرَجَ‏ اتٍ‏ مِّ‏ نْهُ‏<br />

وَمَ‏ غْفِرَةً‏ وَرَحْ‏ مَةً‏ وَكَ‏ انَ‏ اهللّ‏ ُ غَ‏ فُوراً‏ رَّحِ‏ يماً}‏‎96‎ ‏سورة النساء.‏<br />

والصدقةُ‏ يف اجلهاد اأو عليه تضاعف اأضعافاً‏ كثرية،‏ فَعَنْ‏ خُ‏ رَميْ‏ ِ بنِ‏ فَاتِكٍ‏ رضي اهلل<br />

عنه قال:‏ قال رَسُ‏ ولُ‏ اهللِ‏ ‏صلى اهلل عليه وسلم:‏ مَ‏ نْ‏ اأَنْفَقَ‏ نَفَقَةً‏ يف ‏سَ‏ بيلِ‏ اهللِ‏ كُ‏ تِبَتْ‏ لَهُ‏ ‏سبعمائَةِ‏<br />

‏ضِ‏ عْفٍ‏ )5( .<br />

واأجر رباط يوم يف ‏سبيل اهلل اأعظم للمجاهد من حيازة الدنيا بحذافريها،‏ فعن ‏سهلِ‏<br />

بنِ‏ ‏سَ‏ عْدٍ‏ رضي اهلل عنه قالَ‏ : قالَ‏ رسُ‏ ولُ‏ اهللِ‏ ‏صلى اهلل عليه وسلم:‏ رِبَاطُ‏ يَوْمٍ‏ يف ‏سَ‏ بيلِ‏ اهللِ‏ خَ‏ ريْ‏ ٌ<br />

مِ‏ نَ‏ الدُّنْيا ومَ‏ ا عَ‏ لَيْها،‏ وَمَ‏ وْضِ‏ عُ‏ ‏سَ‏ وْطِ‏ اأَحَ‏ دِكُ‏ مْ‏ مِ‏ نَ‏ اجلَنَّةِ‏ خَ‏ ريْ‏ ٌ مِ‏ نَ‏ الدُّنْيَا ومَ‏ ا علَيْها،‏ والرَّوْحَ‏ ةُ‏<br />

يَرُوحُ‏ هَ‏ ا العَبْدُ‏ يف ‏سَ‏ بِيْلِ‏ اهللِ‏ اأو الغَدْوَةُ‏ خَ‏ ريْ‏ ٌ مِ‏ نَ‏ الدُّنْيَا ومَ‏ ا عَ‏ لَيْهَ‏ ا )6( .<br />

وحسب املجاهد ‏رشفاً‏ اأنه اإذا مات اأجرى اهلل له اأجر اأعماله الصاحلة حتى كأنه<br />

يبارشها،‏ وذلك من اإكرام اهلل له،‏ فَعَنْ‏ ‏سَ‏ لْمَانَ‏ رضي اهلل عنه قالَ‏ : ‏سَ‏ مِ‏ عْتُ‏ رَسُ‏ ولَ‏ اهللِ‏ ‏صلى اهلل<br />

عليه وسلم يَقُولُ‏ : رِبَاطُ‏ يَوْمٍ‏ وَلَيْلَةٍ‏ خَ‏ ريْ‏ ٌ مِ‏ نْ‏ ‏صِ‏ يَامِ‏ ‏شَ‏ هْرٍ‏ وَقِ‏ يَامِ‏ هِ،‏ واإِنْ‏ مَ‏ اتَ‏ جَ‏ رَى عَ‏ لَيْهِ‏ عَ‏ مَلُهُ‏<br />

الذي كَ‏ انَ‏ يَعْمَلُهُ،‏ واأُجْ‏ رِيَ‏ عَ‏ لَيْهِ‏ رِزْقُ‏ هُ،‏ واأَمِ‏ نَ‏ الفَتَّانَ‏ )7( .<br />

وهو ‏صاحب وعد اهلل،‏ فإما جنة وفردوس اأعلى،‏ واإما عودة كرمية بنرصٍ‏ مُ‏ وؤَزَّرٍ‏ وغنيمةٍ‏<br />

عاجلةٍ‏ ، واأجرٍ‏ عظيم.‏ فَعَنْ‏ اأَبي هُ‏ رَيْرَةَ‏ رضي اهلل عنه قَالَ‏ : قَالَ‏ رَسُ‏ ولُ‏ اهللِ‏ ‏صلى اهلل عليه وسلم:‏<br />

تَكَفَّلَ‏ اهللُ‏ ملِ‏ ‏َنْ‏ جَ‏ اهَ‏ دَ‏ يف ‏سَ‏ بِيْلِهِ‏ ال يُخْ‏ رِجُ‏ هُ‏ مِ‏ نْ‏ بَيْتِهِ‏ اإِالَّ‏ اجلِ‏ هَ‏ ادُ‏ يف ‏سَ‏ بِيْلِهِ‏ وَتَصْ‏ دِيْقُ‏ كَ‏ لِمَتِهِ‏ اأَنْ‏<br />

يُدْخِ‏ لَهُ‏ اجلَنَّةَ‏ اأَوْ‏ يَرُدَّهُ‏ اإِىل مَ‏ ‏سْ‏ كَنِهِ‏ مبِ‏ ‏َا نَالَ‏ مِ‏ نْ‏ اأَجْ‏ رٍ‏ اأَوْ‏ غَ‏ نِيْمَةٍ‏ )8( .<br />

واإذا كان غبار الدنيا يحجب الروؤية فإنَّ‏ ما يعلق بحذاء املجاهد من غبار املعارك<br />

والسري اإليها يحجبه عن نار جهنم،‏ فعن اأبي عَ‏ بْسٍ‏ عبدِالرحمنِ‏ بنِ‏ جَ‏ ربْ‏ ٍ رضي اهلل عنه قال:‏<br />

‏سَ‏ مِ‏ عْتُ‏ رَسُ‏ ولَ‏ اهللِ‏ ‏صلى اهلل عليه وسلم يقولُ‏ : مَ‏ نْ‏ اغْ‏ ربَ‏ ‏َّتْ‏ قَدَماهُ‏ يف ‏سَ‏ بيلِ‏ اهللِ‏ حَ‏ رَّمَ‏ هُ‏ اهللُ‏ على<br />

النَّارِ)‏‎9‎‏(‏ . وعَ‏ نْ‏ اأَبي هُ‏ رَيْرَةَ‏ رضي اهلل عنه قَالَ‏ : قَالَ‏ رَسُ‏ ولُ‏ اهللِ‏ ‏صلى اهلل عليه وسلم:‏ ال يجْ‏ تَمِ‏ عُ‏<br />

غُ‏ بَارٌ‏ يفِ‏ ‏سَ‏ بِيلِ‏ اهللَّ‏ ِ وَدُخَ‏ انُ‏ جَ‏ هَ‏ نَّمَ‏ يفِ‏ جَ‏ وْفِ‏ عبدٍ‏ اأَبَداً،‏ وال يَجْ‏ تَمِ‏ عُ‏ الشُّ‏ حُّ‏ واالإِميْ‏ ‏نُ‏ يف قَلْبِ‏ عَ‏ بْدٍ‏<br />

اأَبَداً)‏‎10‎‏(‏ .<br />

وفضائل اجلهاد اأعظم واأكرث من اأن اأحصيها يف هذه الصفحات القليلة.‏<br />

143


وجُ‏ وبُ‏ تَ‏ نْرِينْرِ‏ أَسنْ‏ رَى املُسنْ‏ لِمِ‏ نينْ‏ َ<br />

د.‏ غسان هِ‏ رماس<br />

تعريف األسر واألسي:‏<br />

والأن االأسري اإمنا يستمد مكانته من منزلة املجاهد يف ‏سبيل اهلل،‏ فهو يف االأصل<br />

جماهد بذل نفسه وماله هلل رب العاملني،‏ غري طامع يف جائزة وال راغب يف دنيا،‏ اإال اأن<br />

املقادير حالت بينه وبني ما متنى،‏ فوقع اأسرياً‏ يف اأيدي االأعداء،‏ فوجب حقه على املسلمني،‏<br />

ووجب تخليصه مما هو فيه،‏ الأن ‏رشف اجلهاد ومسماه مل يفارقاه،‏ كاملصلي الذي ال يزال<br />

يف ‏صالة ما انتظر الصالة )11( .<br />

واالأسري يف اللغة:‏ من االأرس،‏ وهو الشَّ‏ دُّ‏ والعَصْ‏ بُ‏ ‏....واالأسري:‏ االأَخِ‏ يذُ‏ واملقيد واملسجون،‏<br />

واجلمع:‏ اأرساء )12( . وقال اجلوهري:‏ اأرسَ‏ قَتَبَهُ‏ يأرسه اأرساً:‏ ‏شَ‏ دَّه بالإسار،‏ وهو القِدُّ،‏ ومنه<br />

‏سمي االأسري،‏ وكانوا يشدونه بالقِدِّ،‏ فسمي كلُّ‏ اأخيذٍ‏ اأسرياً‏ واإن مل يشدَّ‏ به،‏ يقال:‏ اأرستُ‏ الرجلَ‏<br />

اأرساً‏ واإساراً،‏ فهو اأسري ومأسور،‏ واجلمع اأَرسى واأُسارى )13( . وقال اأبو منصور االأزهري:‏<br />

وقال اأبو اإسحاق:‏ يجمع االأسري:‏ اأرسى.‏ قال:‏ وفعلى جمعٌ‏ لكل ما اأصيبوا به يف اأبدانهم اأو<br />

عقولهم،‏ مثل:‏ مريض ومرضى،‏ واأحمق وحمقى،‏ وسكران وسكرى،‏ قال:‏ ومن قراأ:‏ اأُسارى<br />

واأَسارى فهو جمع اجلمع )14( ‏.قال الزبيدي:‏ وقد اختار هذا جماعة من اأهل االشتقاق )15( .<br />

ونقل ابن منظور عن جماهد يف قوله تعاىل:‏ ‏{وَيُطْ‏ عِ‏ مُ‏ ونَ‏ الطَّ‏ عَامَ‏ عَ‏ لَى حُ‏ بِّهِ‏ مِ‏ ‏سْ‏ كِ‏ يناً‏ وَيَتِيماً‏<br />

وَاأَسِ‏ رياً}‏ 8 ‏سورة االإنسان.‏ قال:‏ االأسري املسجون،‏ واجلمع اأُرساء واأُسارى واأَسارى واأَرسى.‏<br />

قال ثعلب:‏ ليس االأرسُ‏ بعَاهةٍ‏ فيجعل اأرسى من باب جرحى يف املعنى،‏ ولكنه ملا اأصيب<br />

بالأرس ‏صار كاجلريح واللديغ،‏ فكرصِّ‏ َ على فَعْلى،‏ كما كرس اجلريح ونحوه،‏ وهذا معنى<br />

قوله )16( . ويطلق على االأسري العاين )17( كما ورد يف حديث رسول اهلل:‏ فكوا العاين،‏ واأطعموا<br />

اجلائع،‏ وعودوا املريض )18( .<br />

واأما املعنى االصطالحي فال يبعد عن املعنى اللغوي،‏ وقد عرَّفَ‏ الدكتور زيد بن<br />

عبدالكرمي الزيد اأرسى احلرب بأنهم:‏ االأعداء الذين اأظهروا العداوة لالإسالم وعملوا على<br />

حماربته،‏ فسقطوا يف اأيدي املسلمني )19( . لكن االأسري املسلم ميكن اأن يكون مقاتال اأو غري<br />

مقاتل،‏ فإن كان مقاتال فحقه اأَبْنيَ‏ ُ من اأن ننبه اإليه،‏ واإن كان غري مقاتل فله علينا حق<br />

االإسالم واالأخوة.وعليه فالأسري املسلم هو كل مسلم وقع يف اأيدي االأعداء،‏ مقاتالً‏ كان اأو<br />

غري مقاتل.‏<br />

فضل استنقاذ األسرى:‏<br />

يرتبط فضل استنقاذ االأرسى بفضل اجلهاد واملجاهدين،‏ اإذ هو ‏رضب من ‏رضوب<br />

اجلهاد،‏ ولون من األوانه،‏ وسبب من اأسبابه،‏ واالأسري اإما جماهد وقع يف اأيدي االأعداء،‏ ولزوم<br />

عونه ونرصته ال يخفى على اأحد،‏ واإما واحد من عامة اأهل االإسالم اأرسه االأعداء،‏ وحق على<br />

املسلم عون اأخيه املسلم.‏<br />

144


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

ومما يدل على عظيم فضل استنقاذ االأرسى اأنَّ‏ النبيَّ‏ ‏صلى اهلل عليه وسلم جعل فداء<br />

االأسري املسلم من اأيدي االأعداء كفداء ذاته النبوية الرشيفة ‏صلى اهلل عليه وسلم،‏ واأي عمل<br />

اأرجى للمسلم عند اهلل من اإطالق ‏رساح حممد بن عبداهلل ‏صلى اهلل عليه وسلم من اأرسه-‏ لو<br />

وقع يف االأرس-‏ ، فَعَنِ‏ ابنِ‏ عَ‏ بَاس رضي اهلل عنه قالَ‏ : قَالَ‏ رَسُ‏ ولُ‏ اهللِ‏ ‏صلى اهلل عليه وسلم:‏<br />

مَ‏ نْ‏ فَدَى اأَسِ‏ ريْ‏ اً‏ مِ‏ نْ‏ اأَيْدِي العَدُوِّ‏ فأَنا ذلِكَ‏ االأَسري )20( .<br />

ويرى عمر بن اخلطاب رضي اهلل عنه اأنَّ‏ استنقاذ مسلم خري له من حيازة جزيرة<br />

العرب مُ‏ لْكَاً‏ خالصاً،‏ فقد رُوِ‏ يَ‏ عنه اأَنَّهُ‏ قالَ‏ : الأَنْ‏ اسْ‏ تَنقِذ رجُ‏ الً‏ مِ‏ نَ‏ املسلمنيَ‏ مِ‏ نْ‏ اأَيْدِي الكُ‏ فَّارِ‏<br />

اأَحَ‏ بُّ‏ اإِيلَّ‏ مِ‏ نْ‏ جزيرةِ‏ العَرَبِ‏ )21( . واأي معان عظيمة جتمعها جزيرة العرب وفيها مكة املكرمة،‏<br />

وطيبة الطيبة،‏ واملسجد احلرام،‏ واملسجد النبوي،‏ وهي عنوان االإسالم،‏ وقلب االأمة،‏ ومهوى<br />

اأفئدة املسلمني،‏ كل ذلك اأعظم منه حترير مسلم.‏<br />

واإذا كانت تعاليم النبي ‏صلى اهلل عليه وسلم الأصحابه رضي اهلل عنهم االإحسان اإىل<br />

اأرسى االأعداء،‏ فأي اإكرام متنحه الرشيعة الأرسى املسلمني،‏ واأي حق يجب لهم على اأئمة<br />

املسلمني وعامتهم.‏ واأي فضل عظيم ملن يتوىل مهمة انقاذهم،‏ وانتزاعهم من اأغاللهم،‏ واإذا<br />

كان اأجر االأسري املحتسب عظيماً‏ كبرياً،‏ فأجر من يخلصه عظيم كبري.‏<br />

املبحث الثاني:‏<br />

حكم استنقاذ األسرى،‏ ومذاهب أهل العلم وأدلتهم،‏ والراجح<br />

مذاهب أهل العلم يف حكم استنقاذ األسرى:‏<br />

ال بد من حترير االأرسى،‏ تلك حقيقة توؤمن بها كل االأمم،‏ وتتبناها كل الشعوب،‏ والتفريط<br />

فيها تفريط مبقدسٍ‏ ، وبالزم ال انفكاك منه.‏ ويف قول اهلل تعاىل:‏ ‏{وَمَ‏ ا لَكُ‏ مْ‏ الَ‏ تُقَاتِلُونَ‏ يفِ‏<br />

‏سَ‏ بِيلِ‏ اهللّ‏ ِ وَاملْ‏ ‏ُسْ‏ تَضْ‏ عَفِنيَ‏ مِ‏ نَ‏ الرِّجَ‏ الِ‏ وَالنِّسَ‏ اء وَالْوِلْدَانِ‏ الَّذِينَ‏ يَقُولُونَ‏ رَبَّنَا اأَخْ‏ رِجْ‏ نَا مِ‏ نْ‏ هَ‏ ذِهِ‏<br />

الْقَرْيَةِ‏ الظَّ‏ ‏ملِ‏ ِ اأَهْ‏ لُهَ‏ ا وَاجْ‏ عَل لَّنَا مِ‏ ن لَّدُنكَ‏ وَلِيّاً‏ وَاجْ‏ عَل لَّنَا مِ‏ ن لَّدُنكَ‏ نَصِ‏ رياً}‏‎75‎‏سورة النساء،‏<br />

اإلزام للمسلمني بالقتال الستنقاذ املستضعفني من الرجال والنساء والولدان الذين ال حول<br />

لهم وال قوة،‏ وال يستطيعون الفرار بدينهم،‏ وال اخلروج من دار الكفر اإىل دار االإسالم.‏ كما<br />

يحمل مطلع االآية الكرمية العتابَ‏ الشديد ملن تكاسل عن القيام بواجبه جتاه هذه الطائفة<br />

املستضعفة،‏ واحلضَّ‏ والتشجيع واالإثارة واالنطالق لتحريرهم وحتطيم قيودهم.‏<br />

وعلق االأستاذ ‏سيد قطب عليها بقوله:‏ وكيف تقعدون عن القتال يف ‏سبيل اهلل<br />

واستنقاذ هوؤالء املستضعفني من الرجال والنساء والولدان؟ هوؤالء الذين ترتسم ‏صورهم<br />

145


وجُ‏ وبُ‏ تَ‏ نْرِينْرِ‏ أَسنْ‏ رَى املُسنْ‏ لِمِ‏ نينْ‏ َ<br />

د.‏ غسان هِ‏ رماس<br />

يف مشهد مثري حلِ‏ ‏َمِ‏ يَّةِ‏ املسلم،‏ وكرامة املوؤمن،‏ ولعاطفة الرحمة االإنسانية على االإطالق؟<br />

هوؤالء الذين يعانون اأشد املحنة والفتنة،‏ الأنهم يعانون املحنة يف عقيدتهم،‏ والفتنة يف<br />

دينهم.‏ واملحنة يف العقيدة اأشد من املحنة يف املال واالأرض والنفس والعرض،‏ الأنها حمنة<br />

يف اأخص خصائص الوجود االإنساين )22( . فكيف اإن كان االأرسى من املقاتلني الذين لهم<br />

االأيادي البيضاء على اأمتهم؟<br />

وقد اختلفت اأقوال العلماء يف مساألة حكم استنقاذ االأرسى تَبَعَاً‏ لتعدد فروعها،‏<br />

وحكم كل فرع،‏ بينما اتفقت اآراوؤهم يف حكم اأصل املساألة.‏<br />

القائلون بالوجوب:‏ وهم جمهور الفقهاء من احلنفية واملالكية والشافعية واحلنابلة،‏<br />

وبه قال ابن حزم.‏ ومن قال بغريه فقوله حمصور يف مسألة خمصوصة.‏<br />

قول احلنفية:‏ قال املرغيناين:‏ والأبي حنيفة اأن تخليص املسلم عن ذل الكافر<br />

واجب )23( . بل يرى احلنفية اأن حترير االأسري مسوؤولية املسلمني،‏ لذا قالوا:‏ اإنقاذ االأسري،‏<br />

وجوبه على الكل متجه من اأهل املرشق واملغرب ممن علم )24( . وقال حممد بن احلسن<br />

الشيباين:‏ وَاإِذَا دَخَ‏ لَ‏ املْ‏ ‏ُرصْ‏ ‏ِكُ‏ ونَ‏ دَارَ‏ االإسْ‏ المِ‏ فَأَخَ‏ ذُوا االأمْ‏ وَالَ‏ وَالذَّرَارِيَّ‏ وَالنِّسَ‏ اءَ،‏ ثُمَّ‏ عَ‏ لِمَ‏ بِهِ‏ مْ‏<br />

جَ‏ مَاعَ‏ ةَ‏ املْ‏ ‏ُسْ‏ لِمِ‏ نيَ،‏ وَلَهُ‏ مْ‏ عَ‏ لَيْهِ‏ مْ‏ قُ‏ وَّةٌ،‏ فَالْوَاجِ‏ بُ‏ عَ‏ لَيْهِ‏ مْ‏ اأَنْ‏ يَتَّبِعُوهُ‏ مْ‏ مَ‏ ا دَامُ‏ وا يفِ‏ دَارِ‏ االإسْ‏ المِ‏ ، ال<br />

يَسَ‏ عُهُ‏ مْ‏ اإال ذَلِكَ‏ . فَإ ‏ِنْ‏ دَخَ‏ لُوا بِهِ‏ مْ‏ دَارَ‏ احلْ‏ ‏َرْبِ‏ نُظِ‏ رَ:‏ فَإ ‏ِنْ‏ كَ‏ انَ‏ الَّذِي يفِ‏ اأَيْدِيهِ‏ مْ‏ ذَرَارِيُّ‏ املْ‏ ‏ُسْ‏ لِمِ‏ نيَ،‏<br />

فَالْوَاجِ‏ بُ‏ عَ‏ لَى املْ‏ ‏ُسْ‏ لِمِ‏ نيَ‏ اأَيْضاً‏ اأَنْ‏ يَتَّبِعُوهُ‏ مْ،‏ اإذَا كَ‏ انَ‏ غَ‏ الِبُ‏ رَاأْيِهِ‏ مْ‏ اأَنَّهُ‏ مْ‏ يَقْوَوْنَ‏ عَ‏ لَى اسْ‏ تِنْقَاذِ‏<br />

الذَّرَارِيِّ‏ مِ‏ نْ‏ اأَيْدِيهِ‏ مْ‏ اإذَا اأَدْرَكُ‏ وهُ‏ مْ،‏ مَ‏ ا ملَ‏ ْ يَدْخُ‏ لُوا حُ‏ ‏صُ‏ ونَهُ‏ مْ)‏‎25‎‏(‏ .<br />

قول املالكية:‏ قال مالك بن اأنس رحمه اهلل:‏ ذلك على الناس ولو بجميع اأموالهم )26(<br />

وكان رحمه اهلل يرى:‏ اأن كل اأسري مسلم يخرج به اإلينا حربي بأمان اأنه يوؤخذ من يده<br />

بقيمته،‏ اأحبَّ‏ اأو كره،‏ وال يُرتك يرجع به اإن اأعطي قيمته،‏ وال يحل جلماعة املسلمني تركه<br />

لريد اإىل اأرض الكفر وعليهم واجباً‏ فداوؤه )27( .<br />

قول الشافعية:‏ قال الغزايل:‏ ولو اأرسوا مسلما اأو مسلمني فهل يتعني القتال كما<br />

لو استولوا على الديار؟ فيه خالف.‏ والظاهر اأنه يتعني اإذا اأمكن اإال حيث يعرس التوغل<br />

يف ديارهم ويحتاج اإىل زيادة اأهبة،‏ فقد رخص فيه يف نوع من التأخري ولكن ال يجوز<br />

اإهماله )28( .<br />

وقال العز بن عبدالسالم:‏ اإِنْقَاذُ‏ اأَرصْ‏ ‏َى املْ‏ ‏ُسْ‏ لِمِ‏ نيْ‏ َ مِ‏ نْ‏ اأَيْدِي الْكُ‏ فَّارِ‏ مِ‏ نْ‏ اأَفْضَ‏ لِ‏ الْقُرُبَاتِ‏ ‏،وَقَدْ‏<br />

قَالَ‏ بَعْضُ‏ الْعُ‏ لَمَاءِ:‏ ‏»اإِذَا اأَرصَ‏ ‏ُوْا مُ‏ ‏سْ‏ لِمًا وَاحِ‏ دًا وَجَ‏ بَ‏ عَ‏ لَيْنَا اأَنْ‏ نُوَاظِ‏ بَ‏ عَ‏ لَى قِ‏ تَالِهِ‏ مْ‏ حَ‏ تَّى نُخَ‏ لِّصَ‏ هُ‏<br />

اأَوْ‏ نُبِيْدَهُ‏ مْ«،‏ فَمَا الظَّ‏ نُّ‏ اإِذَا اأَرصَ‏ ‏ُوْا خَ‏ لْقًا كَ‏ ثِريْ‏ ‏ًا مِ‏ نَ‏ املْ‏ ‏ُسْ‏ لِمِ‏ نيْ‏ ‏َ؟ )29( .<br />

146


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

قول احلنابلة:‏ قال ابن قدامة املقدسي:‏ ويجب فداء اأرسى املسلمني اإذا اأمكن،‏ وبهذا<br />

قال عمر بن عبدالعزيز ومالك واإسحاق،‏ ويروى عن ابن الزبري اأنه ‏سأل احلسن بن علي:‏<br />

على من فكاك االأسري؟ قال:‏ على االأرض التي يقاتل عليها،‏ وثبت اأن رسول اهلل قال:‏ اأطعموا<br />

اجلائع،‏ وعودوا املريض،‏ وفكوا العاين )30( .<br />

قول الظاهرية:‏ ويرى ابن حزم فرضية فداء املسلم فيقول:‏ واإسار املسلم اأبطل الباطل،‏<br />

واأخذ الكافر اأو الظامل ماله فداء من اأبطل الباطل،‏ فال يحل اإعطاء الباطل وال العون عليه،‏<br />

وتلك العهود واالأميان التي اأعطاهم ال ‏شيء عليه فيها،‏ الأنه مكره عليها،‏ اإذ ال ‏سبيل اإىل<br />

اخلالص اإال بها،‏ وال يحل له البقاء يف اأرض الكفر وهو قادر على اخلروج،‏ وقد قال رسول<br />

اهلل ‏صلى اهلل عليه وسلم:‏ رفع عن اأمتي اخلطأ والنسيان وما استكرهوا عليه )31( . وهكذا كل<br />

عهد اأعطيناهم،‏ حتى نتمكن من استنقاذ املسلمني واأموالهم من اأيديهم،‏ فإن عجزنا عن<br />

استنقاذه اإال بالفداء ففرض علينا فداوؤه خلرب الرسول ‏صلى اهلل عليه وسلم الذي رويناه<br />

من طريق اأبي موسى االأشعري:‏ ‏)اأطعموا اجلائع وفكوا العاين(‏ وهو قول اأبي ‏سليمان<br />

والشافعي )32( . فجمهور الفقهاء على اأن االأصل يف مسألة استنقاذ االأرسى هو الوجوب.‏<br />

وجوب استنقاذ اأرسى اأهل الذمة:‏ وذهب بعض الفقهاء اإىل اأبعد مما ‏سبق فأحلقوا<br />

باملسلمني اأهل الذمة وذراريهم يف هذا الوجوب.‏ قال حممد بن احلسن الشيباين:‏ وَاحلْ‏ ‏ُكْمُ‏ فِ‏ يمَا<br />

اإذَا ظَ‏ هَ‏ رَ‏ اأَهْ‏ لُ‏ احلْ‏ ‏َرْبِ‏ عَ‏ لَى ذَرَارِي اأَهْ‏ لِ‏ الذِّمَّ‏ ةِ‏ اأَوْ‏ عَ‏ لَى اأَمْ‏ وَالِهِ‏ مْ‏ عَ‏ لَى نَحْ‏ وِ‏ مَ‏ ا ذَكَ‏ رْنَا اأَيْضً‏ ا(‏ . اأي من<br />

وجوب حتريرهم.‏ وقال الرسخسي:‏ الأنَّ‏ املْ‏ ‏ُسْ‏ لِمِ‏ نيَ‏ حِ‏ نيَ‏ اأَعْ‏ طَ‏ وْهُ‏ مْ‏ الذِّمَّ‏ ةَ‏ فَقَدْ‏ الْتَزَمُ‏ وا دَفْعَ‏ الظُّ‏ لْمِ‏<br />

عَ‏ نْهُ‏ مْ‏ وَهُ‏ مْ‏ ‏صَ‏ ارُوا مِ‏ نْ‏ اأَهْ‏ لِ‏ دَارِ‏ االإسْ‏ المِ‏ )33( . وقال ابن قدامة:‏ وجملة ذلك اأنَّ‏ اأهل احلرب اإذا<br />

استولوا على اأهل ذمتنا فسبوهم واأخذوا اأموالهم ثم قدر عليهم،‏ وجب ردهم اإىل ذمتهم،‏ ومل<br />

يجز اسرتقاقهم يف قول عامة اأهل العلم،‏ منهم:‏ الشعبي ومالك والليث واالأوزاعي والشافعي<br />

واإسحاق،‏ وال نعلم لهم خمالفاً،‏ وذلك الأن ذمتهم باقية ومل يوجد ما يوجب نقضها،‏ وحكم<br />

اأموالهم حكم اأموال املسلمني يف حرمتها.‏ قال علي رضي اهلل عنه:‏ اإمنا بذلوا اجلزية لتكون<br />

دموؤهم كدمائنا واأموالهم كأموالنا )34( .<br />

147<br />

♦ ‏♦القائلون باالستحباب:‏<br />

وممن نَقَلَ‏ القولَ‏ باالستحباب ابن النَّحاسِ‏ يف مَ‏ ‏شَ‏ ارِعِ‏ االأشواق فقال:‏ مذهب الشافعي<br />

اأنَّ‏ فداء االأسري مستحب،‏ واأوجبه اأحمد بن حنبل كما اأوجبه مالك )35( . وقال النووي رحمه<br />

اهلل:‏ فداء االأمريِ‏ االأسريَ‏ مستحب،‏ فلو قال مسلم لكافر:‏ اأطلق اأسريك ولك عليَّ‏ األف،‏ فأطلقه،‏<br />

لزمه االألف )36( .


وجُ‏ وبُ‏ تَ‏ نْرِينْرِ‏ أَسنْ‏ رَى املُسنْ‏ لِمِ‏ نينْ‏ َ<br />

د.‏ غسان هِ‏ رماس<br />

♦ ‏♦القول الراجح يف املساألة:‏<br />

ال اأحسب عاقالً‏ يف كل االأرض،‏ ويف كل االأزمان واالأوقات،‏ وعلى اختالف املذاهب<br />

واالأديان واالأهواء واالأفكار يقول بجواز ترك املقاتلني من اأبناء اأمته اأرسى لدى االأعداء،‏ اأو<br />

ال يرى فداءهم،‏ اإال اأن يكون مصاباً‏ يف عقله اأو مطعوناً‏ يف دينه وانتمائه.‏ فأمر املجاهدين<br />

االأرسى اأكرب من اأن يَسمحَ‏ النَّاسُ‏ الأنفسهم يف مناقشة قضية اإطالق ‏رساحهم اأو عدمها.‏<br />

واالأمر عند املسلمني داخل حتت باب الوجوب على الكفاية،‏ فإن مل يقم به بعضهم عمَّ‏<br />

االإثم اجلميع،‏ واأصبح واجباً‏ عيناً‏ على كل مسلم حتى يُحَ‏ رَّرَ‏ االأرسى.‏ وبه قال ابن بطال<br />

وعزاه اإىل اجلمهور )37( . وذكر ‏صاحب مغني املحتاج اأن الكفار لو اأرسوا مسلماً،‏ فالأصح<br />

وجوب النهوض اإليهم واإن مل يدخلوا دارنا خلالصه – اإن توقعناه-‏ بأن يكونوا قريبني،‏ كما<br />

ننهض اإليهم عند دخولهم دارنا،‏ بل اأوىل الأن حرمة املسلم اأعظم من حرمة الدار )38( . وقال<br />

ابن امللقن:‏ لو قدر اأسري على هرب لزمه،‏ اإقامةً‏ لدينه...ولو ‏رشطوا اأن ال يخرج من دارهم مل<br />

يجز الوفاء،‏ اأي بل عليه اخلروج الأن يف ذلك ترك اإقامة الدين )39( .<br />

ويحملني على القول بوجوب حترير االأرسى وجوباً‏ ال نزاع وال خالف فيه،‏ جملة<br />

من االأدلة،‏ اأذكر طرفاً‏ منها:‏<br />

اأما من قول الرسول ‏صلى اهلل عليه وسلم:‏ فقوله عليه الصالة والسالم:‏ فُ‏ كُ‏ وا العَاينَ،‏<br />

واأَطْ‏ عِ‏ مُ‏ وا اجلائِعَ‏ ، وعُ‏ ودُوا املريضَ‏ )40( . وهو حديث عظيم يشتمل على معانٍ‏ جميلة،‏ تنم عن<br />

مسوؤولية جتاه االأمة والرعية،‏ وتدل داللة واضحة على التكافل والتواصل بني املسلمني،‏<br />

ويف تقدميه فكَّ‏ العاين يف هذه الرواية على اإطعام اجلائع وعيادة املريض،‏ مع عظيم<br />

منزلتهما يف االإسالم ما يدلل بوضوح على وجوب حترير االأسري.‏<br />

وما تضمنته وثيقةُ‏ املدينةِ‏ النَّبَويَّةِ‏ التي اأمر النَّبيُّ‏ ‏صلى اهلل عليه وسلم بكتابتها<br />

بني اأهل املدينة،‏ لتكون اأولَ‏ وثيقة تشتمل على نصوصٍ‏ بَيِّنَةٍ‏ يف القانون الدويل،‏ حتوي<br />

‏شيئاً‏ مما له تعلق بالأرسى وهو قولُهُ‏ ‏صلى اهلل عليه وسلم:‏ واملُهَ‏ اجِ‏ رُونَ‏ مِ‏ نْ‏ قُ‏ رَيْشٍ‏ عَ‏ لَى<br />

رِ‏ بْ‏ عَ‏ تِ‏ هِ‏ مْ)‏‎41‎‏(‏ يَتَعَاقَلُونَ‏ بَيْنَهُ‏ م،‏ وَهُ‏ مْ‏ يَفْدُونَ‏ عَ‏ انِيهمْ‏ بِاملَعْرُوفِ‏ والقِسْ‏ طِ‏ بنيَ‏ املُوؤْمِ‏ ننيَ،‏ وبَنُو<br />

عَ‏ وْفٍ‏ عَ‏ لَى رِبْعَتِهِ‏ مْ‏ يَتَعَاقَلُونَ‏ مَ‏ عَاقِ‏ لَهُ‏ م االأُوْىلَ‏ ، كُ‏ لُّ‏ طَ‏ ائِفَةٍ‏ تَفْدِي عَ‏ انِيها بِاملعْرُوفِ‏ والقِسْ‏ طِ‏<br />

بنيَ‏ املوؤْمِ‏ ننيَ)‏‎42‎‏(‏ . فقد األزم النبي ‏صلى اهلل عليه وسلم كل طوائف املسلمني فداء اأرساهم،‏<br />

بل جعل كل طائفة تتحمل مسوؤولية فداء اأرساها،‏ الأنه كان يعلم اأنَّ‏ االأيام املقبلة حتمل يف<br />

طياتها احلروب والقتل واالأرس وكثرياً‏ من تبعات اإقامة الدولة اجلديدة،‏ وال مصادر دخل<br />

لها،‏ واأمر االأرسى ال يحتمل التأخري،‏ فجزاأ املسوؤولية ليسهل حتمل نفقات الفداء.‏<br />

148<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

وما رواه اأبو جُ‏ حَ‏ يْفَةَ‏ قالَ‏ : قُ‏ لْتُ‏ لعليٍ‏ رضي اهلل عنه:‏ هلْ‏ عندَكُ‏ مْ‏ ‏شيءٌ‏ مِ‏ نَ‏ الوحْ‏ ي اإال<br />

مَ‏ ا يف كتابِ‏ اهللِ؟ قال:‏ ال والَّذي فَلَقَ‏ احلبَّةَ‏ وبَرَاأَ‏ النَسْ‏ مة،‏ ما اأَعلَمُ‏ هُ‏ اإال فَهْماً‏ يُعْطيهِ‏ اهللُ‏ عزَّ‏ وجلَّ‏<br />

رَجُ‏ الً‏ يف القراآن،‏ وما يف هذه الصَّ‏ حيفَةِ،‏ قلت:‏ وما يف هذهِ‏ الصَّ‏ حيفَةِ؟ قال:‏ العَقْلُ‏ وفِ‏ كاكُ‏<br />

االأسريِ،‏ واأنْ‏ ال يُقْتَلَ‏ مُ‏ ‏سْ‏ لِمٌ‏ بكافِ‏ رٍ)‏‎43‎‏(‏ .<br />

149<br />

♦<br />

♦<br />

واأما من فعله ‏صلى اهلل عليه وسلم:‏ فإنه فادى عمرو بن اأبي ‏سفيان – وكان اأرسه يوم<br />

بدر – بالصحابي ‏سعد بن النعمان بن اأكال،‏ من بني عمرو بن عوف،‏ وفادى رجالً‏ من بني<br />

عقيل برجلني من املسلمني،‏ كما فدى بامراأة من املرشكني ناساً‏ من املسلمني )44( .<br />

ثم اإنَّ‏ القول بالوجوب هو مذهب اجلمهور كما ذكر بعضهم:‏ قال ابنُ‏ حَ‏ جَ‏ رٍ‏ معلقاً‏ على<br />

حديث فكوا العاين:‏ قوله:‏ ‏)باب فكاك االأسري(‏ اأي من اأيدي العدو مبال اأو بغريه.....قال ابن<br />

بطال:‏ فكاك االأسري واجب على الكفاية،‏ وبه قال اجلمهور )45( . واأحسب اأنَّ‏ قول ابن بطال<br />

يفيد االإجماع ال الوجوب،‏ فنص قوله:‏ ‏)فكاك االأسري فرض على الكفاية،‏ لقوله ‏صلى اهلل<br />

عليه وسلم:‏ فكوا العاين.‏ وعلى هذا كافة العلماء )46( ) . وقال ابن حجر الهيثمي:‏ ولو اأرسوا<br />

مسلماً‏ فالأصح وجوب النهوض اإليهم فوراً‏ على كل قادر )47( . وقال ابن النحاس:‏ وتخليص<br />

االأسارى واجب على جماعة املسلمني اإما بالقتال،‏ واإما بالأموال،‏ وذلك اأوجب لكونها دون<br />

النفوس اإذ هي اأهون منها )48( . وهو مذهب عمر بن عبدالعزيز الذي يقول:‏ اإذا خرج االأسري<br />

املسلم يفادي نفسه فقد وجب فداوؤه على املسلمني ليس لهم رده اإىل املرشكني،‏ قال اهلل<br />

تعاىل:‏ ‏{وَاإِن يَأتُوكُ‏ مْ‏ اأُسَ‏ ارَى تُفَادُوهُ‏ مْ‏ وَهُ‏ وَ‏ حمُ‏ َ رَّمٌ‏ عَ‏ لَيْكُ‏ مْ‏ اإِخْ‏ رَاجُ‏ هُ‏ مْ‏ { البقرة:‏ )49( 85 .<br />

وممن قال بالوجوب من املعارصين الدكتور يوسف القرضاوي الذي ‏رصح بأن اإنقاذ<br />

االأسري من اأيدي اأعدائه االآرسين له،‏ هو من فروض الكفاية التي جتب على االأمة بالتضامن،‏<br />

وجتب عيناً‏ على اأويل االأمر خاصة )50( .<br />

وهذا الدكتور عبدالكرمي زيدان يرى اأنَّه:‏ اإذا اأرس الكفار مسلماً‏ اأو مسلمةً‏ وجب النفري<br />

ونهوض املسلمني الستنقاذ املسلم اأو املسلمة من ذلِّ‏ االأرس،‏ وهذا واجب عيني على جميع<br />

املسلمني القادرين عليه )51( .<br />

ولعل فيما ورد عن ابن العربي ما يوؤكد القول بالوجوب،‏ حتى اإنه ذهب اإىل القول بأن<br />

الفرد املسلم ملزم باستنقاذ اأرسى املسلمني يف حال تخلى اجلميع،‏ فقال رحمه اهلل:‏ فإن<br />

قيل:‏ فكيف يصنع الواحد اإذا قرص اجلميع؟ واأجاب:‏ اأن يعمد من راأى تقصري اخللق اإىل اأسري<br />

واحد فيفديه،‏ فالأغنياء لو اقتسموا فداء االأرسى ما لزم كل واحد منهم اإال اأقل من درهم<br />

للرجل الواحد،‏ فإذا فدا الواحدَ‏ فقد اأدى يف الواحد اأكرث مما كان يلزمه يف اجلماعة،‏ ويغزو<br />

بنفسه اإن قدر واإال جهز غازياً،‏ فقد قال رَسُ‏ ولُ‏ اهللِ‏ ‏صلى اهلل عليه وسلم:‏ مَ‏ نْ‏ جَ‏ هَ‏ زَ‏ غَ‏ ازِياً‏ فقدْ‏<br />

غَ‏ زَا،‏ ومَ‏ نْ‏ خَ‏ لَفَ‏ غَ‏ ازِياً‏ يف اأَهْ‏ لِهِ‏ فقدْ‏ غَ‏ زَا )52( .


وجُ‏ وبُ‏ تَ‏ نْرِينْرِ‏ أَسنْ‏ رَى املُسنْ‏ لِمِ‏ نينْ‏ َ<br />

د.‏ غسان هِ‏ رماس<br />

وقال:‏ اإذا كان النفري عاماً‏ لغلبة العدو على احلوزة،‏ اأو استيالئه على االأسارى كان<br />

النفري عاماً،‏ ووجب اخلروج خفافاً‏ وثقاالً،‏ وركباناً‏ ورجاالً،‏ عبيداً‏ واأحراراً،‏ من كان له اأبٌ‏<br />

من غري اإذنه،‏ ومن ال اأبَ‏ له،‏ حتى يظهر دينُ‏ اهلل،‏ وحتُ‏ مى البَيْضَ‏ ةُ،‏ وحتفظ احلَوْزَة،‏ ويُخزى<br />

العدو،‏ ويُستنقذ االأرسى،‏ وال خالف يف هذا )53( . وانقاذ املراأة املسلمة من باب اأوىل،‏ الأن<br />

استنقاذها وتخليصها من التعرض لها بالفاحشة اأوىل من استنقاذ االأسري املسلم.‏<br />

بل اإن القول بالوجوب هو ما اأجمعت عليه االأمة:‏ فقد حكى ابن حزم االإجماع عليه<br />

فقال:‏ واتفقوا اأنه اإن مل يُقْدَر على فَكِّ‏ املسلم اإال مبال يعطاه اأهل احلرب،‏ اأنَّ‏ اإعطاءهم ذلك<br />

املال حتى يفك ذلك االأسري واجب )54( . ونقل الدكتور القرضاوي حفظه اهلل عن ابن خويز<br />

منداد قوله:‏ تضمنت االآية – اأي ‏{وَاإِن يَأتُوكُ‏ مْ‏ ُ اأسَ‏ ارَى تُفَادُوهُ‏ مْ}‏ البقرة:‏ 85– وجوب فك<br />

االأرسى،‏ وبذلك وردت االآثار عن النبي ‏صلى اهلل عليه وسلم اأنه فكَّ‏ االأرسى،‏ واأمر بفكهم.‏<br />

وجرى بذلك عمل املسلمني،‏ وانعقد به االإجماع )55( . وتقدم قريباً‏ قول ابن بطال مبا يفيد<br />

االإجماع.‏<br />

توجيه القول باالستحباب:‏<br />

واأما ما نقل عن بعض الشافعية من قولهم باالستحباب،‏ فيمكن تأويله:‏ بأنَّه يستحب<br />

فداوؤهم اإذا مل يعاقبهم الكفار ومل يعذبوهم،‏ اأما اإذا عاقبوهم فيصبح فداوؤهم واجباً)‏‎56‎‏(‏ . اأو<br />

اأنَّ‏ االستحباب على االآحاد،‏ والوجوب على االإمام.‏ واستحسنه ‏صاحب مغني املحتاج )57( .<br />

وَرَجَّ‏ حَ‏ الدكتور القرضاوي املعنى الثاين واستحسنه فقال:‏ وهذا الرتجيح الذي<br />

اختاره يف مغني املحتاج:‏ مسلَّمٌ‏ مقبول.‏ فالأفراد مطلوب منهم حترير االأسارى على ‏سبيل<br />

االستحباب،‏ اأما الدولة – املعرب عنها بالإمام – فهو مطلوب منها على ‏سبيل الوجوب.‏ وهذا<br />

ما تفعله كل دول العامل قدمياً‏ وحديثاً)‏‎58‎‏(‏ .<br />

واأقول:‏ اإنَّ‏ حترير االأرسى قد يُستحبُ‏ يف بعض االأحيان نظراً‏ للحال الذي يكون عليه<br />

املسلمون،‏ كدخول العدو بأرسى املسلمني دار احلرب وتوغلهم فيها،‏ واخلوف على املسلمني<br />

من الهالك واخلرسان اإذا حلقوهم الستنقاذ االأرسى.والناظر يف كتب الفقه يجد اأن الشافعية<br />

مل ينفردوا بالقول باالستحباب يف مثل هذه املسألة،‏ بل ‏شاركهم فيها حممد بن احلسن<br />

الشيباين فقال:‏ فَأَمَّ‏ ا اإذَا دَخَ‏ لُوا حُ‏ ‏صُ‏ ونَهُ‏ مْ‏ فَإِنْ‏ اأَتَاهُ‏ مْ‏ املْ‏ ‏ُسْ‏ لِمُ‏ ونَ‏ حَ‏ تَّى يُقَاتِلُوهُ‏ مْ‏ السْ‏ تِنْقَاذِ‏<br />

الذَّرَارِيِّ‏ فَذَلِكَ‏ فَضْ‏ لٌ‏ اأَخَ‏ ذُوا بِهِ،‏ وَاإِنْ‏ تَرَكُ‏ وهُ‏ مْ‏ رَجَ‏ وْت اأَنْ‏ يَكُ‏ ونُوا يفِ‏ ‏سَ‏ عَةٍ‏ مِ‏ نْ‏ ذَلِكَ‏ .<br />

وعلق عليه الرسخسي بقوله:‏ الأنَّ‏ الظَّ‏ اهِ‏ رَ‏ اأَنَّهُ‏ مْ‏ بَعْدَ‏ مَ‏ ا وَصَ‏ لُوا اإىلَ‏ مَ‏ ‏أْمَ‏ نِهِ‏ مْ‏ وَدَخَ‏ لُوا<br />

حُ‏ ‏صُ‏ ونَهُ‏ مْ‏ يَعْجِ‏ زُ‏ املْ‏ ‏ُسْ‏ لِمُ‏ ونَ‏ عَ‏ نْ‏ اسْ‏ تِنْقَاذِ‏ الذَّرَارِي مِ‏ نْ‏ اأَيْدِيهِ‏ مْ،‏ اإالَّ‏ بِملْ‏ ‏ُبَالَغَةِ‏ يفِ‏ اجلْ‏ ‏َهْدِ‏ وَبَذْلِ‏<br />

النُّفُوسِ‏ وَاالأمْ‏ وَالِ‏ يفِ‏ ذَلِكَ‏ . فَإِنْ‏ فَعَلُوهُ‏ فَهُ‏ وَ‏ الْعَزِميَةُ،‏ وَاإِنْ‏ تَرَكُ‏ وهُ‏ لِدَفْعِ‏ احلْ‏ ‏َرَجِ‏ وَاملْ‏ ‏َشَ‏ قَّةِ‏ عَ‏ نْ‏<br />

150


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

اأَنْفُسِ‏ هِ‏ مْ‏ كَ‏ انَ‏ لَهُ‏ مْ‏ يفِ‏ ذَلِكَ‏ رُخْ‏ ‏صَ‏ ةٌ.‏ اأال تَرَى اأَنَّا نَعْلَمُ‏ اأ ‏َنَّ‏ يفِ‏ يَدِ‏ الْكُ‏ فَّارِ‏ بِالرُّومِ‏ وَالْهِ‏ نْدِ‏ بَعْضَ‏<br />

اأُسَ‏ ارَى املْ‏ ‏ُسْ‏ لِمِ‏ نيَ،‏ وَال يَجِ‏ بُ‏ عَ‏ لَى كُ‏ لِّ‏ وَاحِ‏ دٍ‏ مِ‏ نَّا اخلْ‏ ‏ُرُوجُ‏ لِقِتَالِهِ‏ مْ‏ السْ‏ تِنْقَاذِ‏ االأُسَ‏ ارَى مِ‏ نْ‏<br />

اأَيْدِيهِ‏ مْ)‏‎59‎‏(‏ . وهذا اأمر ال يُخْ‏ تَلَفُ‏ فيه،‏ فالرضورة تقدر بقدرها،‏ واملصلحة العامة مقدمة على<br />

املصلحة اخلاصة،‏ وحفظ اآالف النفوس اأوىل من استنقاذ اآحادها.‏<br />

ورد االإمام النووي نفسُ‏ هُ‏ االأمرَ‏ اإىل القدرة واالإمكان فقال:‏ دخل مسلم دار احلرب فوجد<br />

مسلمة اأرسوها لزمه اإخراجها اإنْ‏ اأمكنه )60( .<br />

كما ميكننا فهم قول االإمام النووي السابق ‏)فداء االأمريِ‏ االأسريَ‏ مستحب،‏ فلو قال مسلم<br />

لكافر:‏ اأطلق اأسريك ولك علي األف،‏ فأطلقه،‏ لزمه االألف(‏ بأنه متعلق بالفداء باملال،‏ فمن<br />

العلماء من يرى اأن فداء االأسري باملال يجب من مال الدولة حتى لوكان االأسري غنياً،‏ ومنهم<br />

من يرى اأن االأسري الغني يفدي نفسه من ماله.‏ واإن فداه اأحد املسلمني فهل يعود عليه<br />

باملال اأم ال؟ مسألة خالفية.‏<br />

ويف اأقوال النووي نفسه ما يوؤيد القول بالوجوب،‏ فقد كتب يف الروضة ما نصه:‏<br />

لو اأرسوا مسلماً‏ اأو مسلمني فهل هو كدخول دار االإسالم؟ وجهان،‏ اأحدهما:‏ ال،‏ الأن ازعاج<br />

اجلنود لواحد بعيد،‏ واأصحهما:‏ نعم،‏ الأن حرمته ‏)املسلم(‏ اأعظم من حرمة الدار،‏ فعلى هذا<br />

ال بد من رعاية النظر،‏ فإن كانوا على قرب دار االإسالم وتوقعنا استخالص من اأرسوه لو<br />

طرنا اإليهم،‏ فعلنا،‏ فإن توغلوا يف بالد الكفر وال ميكن التسارع اإليهم،‏ وقد ال يتأتى خرقها<br />

باجلنود اضطررنا اإىل االنتظار،‏ كما لو دخل منهم ملك عظيم الشوكة طرف بالد االإسالم<br />

ال يتسارع اإليه اآحاد الطوائف )61( . وبَنيِّ‏ ٌ من هذا القول اأنَّ‏ االإمام النووي رحمه اهلل يرجح<br />

وجوب اخلروج الستنقاذ املسلم الواحد اأو املسْ‏ لِمَني،‏ خاصة اإذا توقعنا تخليصهما واأَمِ‏ نَّا<br />

غَ‏ ائلة االأعداء ومكرهم،‏ وهو ما يستوي مع فهمه لدين اهلل،‏ وفقهه يف النوازل،‏ وحرصه على<br />

املسلمني ومصاحلهم.‏<br />

املبحث الثالث:‏<br />

طرائق فك األسرى:‏<br />

ال اأعلم اأحداً‏ له حقٌ‏ على واليه وحكومته كحق االأسري املسلم،‏ خاصة اإن كان خرج<br />

جماهداً‏ فأرس،‏ فله حقان:‏ حق املجاهد،‏ وحق االأسري الذي قهره االأعداء،‏ ونكلوا به،‏ وحبسوه<br />

عن اأهله وبلده،‏ وعن كل متاع الدنيا،‏ حتى حرموه نسمة الهواء،‏ وضوء الشمس،‏ وروؤية<br />

القمر.‏ وقبل ذلك وفوقه حق االإسالم،‏ فهو مسلم له ما للمسلمني من حقوق،‏ وعليه ما عليهم<br />

من واجبات،‏ وقد اأدى واجبه،‏ فجاهد وضحى وبذل نفسه رخيصة يف الذود عن اأمته وبلده،‏<br />

فوجبت له حقوق عليهم،‏ فإن قرصَّ‏ وا فقد اأثموا،‏ وبوؤوا بسخط من اهلل وغضب.‏<br />

151


وجُ‏ وبُ‏ تَ‏ نْرِينْرِ‏ أَسنْ‏ رَى املُسنْ‏ لِمِ‏ نينْ‏ َ<br />

د.‏ غسان هِ‏ رماس<br />

وهمة املسلمني واجتهادهم يأبيان عليهم اأن يُسْ‏ رتَ‏ ‏َقَّ‏ مسلمٌ‏ يف اأقصى االأرض،‏ الأن<br />

االأرس اسرتقاق واإهانة واإذالل،‏ وقدمياً‏ قال االإمام الزُّهْ‏ رِيُّ‏ رحمه اهلل:‏ قَضَ‏ تْ‏ السُّ‏ نَّةُ‏ اأَنْ‏ ال<br />

يَسْ‏ رتَ‏ ‏ِقَّ‏ كَ‏ افِ‏ رٌ‏ مُ‏ ‏سْ‏ لِمًا.‏ وقَالَ‏ حممد بن احلسن الشيباين:‏ وَبِهِ‏ نَأْخُ‏ ذُ‏ اإذَا اأَسْ‏ لَمَ‏ عَ‏ بْدُ‏ الْكَافِ‏ رِ‏ ملَ‏ ْ يُرتْ‏ ‏َكْ‏<br />

يَسْ‏ رتَ‏ ‏ِقُّهُ،‏ وَيُجْ‏ ربَ‏ ُ عَ‏ لَى بَيْعِ‏ هِ)‏‎62‎‏(‏ . وحترير االأسري له وجوه متعددة:‏ منها ما هو الزم للدولة<br />

واحلاكم،‏ ومنها ما يلزم االأمة والشعب،‏ ومنها ما يلزم املجاهد واأهله.‏ واالأصل اأن تَتَضَ‏ افَرَ‏<br />

كُ‏ لُّ‏ اجلُهُ‏ ودِ،‏ وتُتَّبَعَ‏ كُ‏ لُّ‏ السُّ‏ بُلِ‏ لِتَحْ‏ رِيْرِهِ.‏<br />

وأوهلا - احلرب وتسيي اجليوش:‏<br />

وهذا ‏سبيل يلزم الدولة واحلاكم،‏ واإن احتاج اإىل جهود االأمة ودمائها.‏ وبداأتُ‏ به واإنْ‏<br />

كان اأعظم واأثقل ‏سبل االإنقاذ على النفس،‏ واأكرثها خسارة يف االأموال واالأنفس،‏ ليُعْلَمَ‏ اأنَّ‏<br />

حقَّ‏ االأسريِ‏ كبريٌ‏ على دولته،‏ ومكانته عظيمة فيها،‏ يستحق اأن يبذل يف ‏سبيل خالصه<br />

الغايل والنفيس.‏ قال اهلل تعاىل(وَاإِنِ‏ اسْ‏ تَنرصَ‏ ‏ُوكُ‏ مْ‏ يفِ‏ الدِّينِ‏ فَعَلَيْكُ‏ مُ‏ النَّرصْ‏ ‏ُ)سورة االأنفال:‏<br />

اآية‎72‎‏.‏ ويف تفسريها يقول القرطبي رحمه اهلل:‏ يريد اإن دعوا – هوؤالء-‏ املوؤمنون الذين مل<br />

يهاجروا من اأرض احلرب عونكم بنفري اأو مال الستنقاذهم فأعينوهم،‏ فذلك فرض عليكم<br />

فال تخذلوهم،‏ اإال اأن يستنرصوكم على قوم كفار بينكم وبينهم ميثاق فال تنرصوهم عليهم<br />

وال تنقضوا العهد حتى تتم مدته )63( .<br />

اأما ابن العربي،‏ فريى:‏ اأن الوَالية مع هوؤالء االأرساء املستضعفني قائمة،‏ والنرصة<br />

لهم واجبة بالبدن،‏ حتى ال يبقى منا عني تطرف حتى نخرج اإىل استنقاذهم اإن كان عددنا<br />

يحتمل ذلك،‏ اأو نبذل جميع اأموالنا يف استخراجهم حتى ال يبقى الأحدٍ‏ درهم،‏ كذلك قال<br />

مالك،‏ وجميع العلماء،‏ فإنا هلل واإنا اإليه راجعون على ما حل باخللق يف تركهم اإخوانهم يف<br />

اأرس العدو وبأيديهم خزائن االأموال،‏ وفضول االأحوال،‏ والعدة والعدد والقوة واجللد )64( .<br />

وتسيري اجليوش الستنقاذ اأرسى املسلمني،‏ ودفع ‏صولة العدو ‏شيمة اخللفاء املجاهدين،‏<br />

والسالطني الصاحلني،‏ فهذا هشام بن عبدامللك ملا بلغه اأنَّ‏ العدو قد اأخذ اأردبيل )65( يف<br />

‏سنة اثنتي عرشة ومائة ‏)‏‎112‎ه(‏ ، واستاق املسلمني اأرسى،‏ بعث ‏سعيد بن عمرو احلرشي<br />

بجيشٍ‏ ، واأمره بالإرساع<br />

اإليهم،‏ فلحق الرتك وهم يسريون بأسارى املسلمني نحو ملكهم خاقان،‏ فاستنقذ<br />

منهم االأسارى ومن كان معهم من نساء املسلمني ومن اأهل الذمة اأيضاً)‏‎66‎‏(‏ . فلم يكفهم<br />

اأن يستنقذوا اأرسى املسلمني حتى استنقذوا اأرسى اأهل الذمة،‏ وهذا واهلل غاية الوفاء الأهل<br />

الذمة بذمتهم،‏ ومن وفَّى لهوؤالء بذمتهم،‏ وفَّى الأبطال املسلمني بحقهم،‏ ومل يرتكهم نهباً‏<br />

لالأعداء وتسلطهم.‏<br />

152


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

وحكى القاضي ابن العربي اأن بعض االأمراء عاهد كفاراً‏ اأال يحبسوا اأسريا،‏ فدخل رجل<br />

من جهته اإىل بالدهم،‏ فمر على بيت مغلق،‏ فنادته امراأة:‏ اإين اأسرية فأبلغ ‏صاحبك خربي.‏<br />

فلما اجتمع به استطعمه عنده،‏ وجتاذبا ذيل احلديث،‏ انتهى اخلرب اإىل هذه املعذبة فألقاه<br />

اإليه،‏ فما اأكمل حديثه حتى قام االأمري على قدمه،‏ وخرج غازياً‏ من فوره،‏ ومشى اإىل البلد<br />

حتى اأخرج االأسرية واستوىل على املوضع )67( . فَعِ‏ رْضُ‏ املسلمة اأغلى من االأرواح،‏ وحتريرها<br />

وردها اإىل اأهلها وزوجها واجب على كل من وَيلِ‏ َ اأمرَ‏ املسلمني،‏ وتَرْكُ‏ هَ‏ ا ‏سَ‏ بِيَّةً‏ بأيدي العدو<br />

خيانة هلل ورسوله واملوؤمنني.‏ وقصة استنجاد املراأة باخلليفة العباسي املعتصم باهلل<br />

مشهورة معروفة )68( .<br />

ويُذكر اأن السلطان ‏صالح الدين خلص من االأرسى يف وقعة حطني ‏سنة ‏)‏‎583‎ه(‏ اأكرث<br />

من عرشين األف اأسري )69( . وقرابة اأربعة اآالف ملا فتح بيت املقدس )70( . ومثلهم يوم عكا )71( .<br />

وقد تنتهي مهمة اجليش عند حتصيل املنفعة املرجوة،‏ واستنقاذ اأرسى املسلمني،‏<br />

وهي منفعة مقدمة على فتح البالد وكرس اجليوش وقهر االأعادي،‏ ففي ‏سنة ‏سبع وثمانني<br />

ومائة ‏)‏‎187‎ه(‏ بعث الرشيد ولده القاسم على الصائفة،‏ وجعله قرباناً‏ ووسيلة بني يديه،‏<br />

وواله العواصم،‏ فسار اإىل بالد الروم فحارصهم حتى افتدوا بخلق من االأسارى يطلقونهم<br />

ويرجع عنهم،‏ ففعل ذلك )72( .<br />

ثانيها - فِرَقُ‏ اإلنقاذ:‏<br />

وهي وسيلة ال يلجأ اإليها اإال من ‏ضَ‏ عُفَ‏ عن خوض حرب وتسيري جيش،‏ وقهر عدو،‏ اأو<br />

راأى السالمة يف عملية ‏رسيعة،‏ ال يف حرب مفتوحة،‏ فعمد اإىل تكوين جمموعات قليلة العَدَدِ،‏<br />

خفيفةِ‏ العُدَدِ،‏ الستنقاذ اأرساه.‏ وقدمياً‏ ومنذ اأيام االإسالم االأوىل،‏ يوم خرج رسول اهلل ‏صلى<br />

اهلل عليه وسلم من مكة مهاجراً‏ خُ‏ فْيَةً‏ اإىل املدينة،‏ خملفاً‏ وراءه بعض ‏ضعفاء املسلمني<br />

الذين األقت قريش القبض عليهم،‏ وحبستهم يف بعض بيوت مكة،‏ وصبت عليهم العذاب<br />

األواناً‏ لرتدهم عن دينهم.‏ فما اأن وصل النبي ‏صلى اهلل عليه وسلم اإىل املدينة املنورة حتى<br />

انتدب جمموعة من خرية الصحابة االأبطال y، واختارهم بنفسه من املهاجرين العارفني<br />

مبكة،‏ ودروبها،‏ وبيوتها،‏ وممن لهم جَ‏ لَدٌ‏ ومُ‏ ‏صَ‏ ابَرَةٌ،‏ وقدرة جسدية جبارة،‏ ودراية حربية<br />

وخربة عسكرية،‏ واأمرهم بتخليص االأرسى واستنقاذهم من اأيدي الكفار يف قلب مكة،‏ ومكة<br />

يومها يف قمة عنفوانها وجربوتها وحقدها على املسلمني،‏ وكفرها بالإسالم.‏<br />

قال ابن اإسحاق:‏ حدثني من اأثق به:‏ اأَنَّ‏ رَسُ‏ ولَ‏ اهللِ‏ ‏صلى اهلل عليه وسلم قَالَ‏ وهُ‏ وَ‏<br />

باملدينةِ:‏ ‏)مَ‏ نْ‏ يل بعيَّاشِ‏ بنِ‏ اأَبي رَبيعَةَ،‏ وهِ‏ ‏شَ‏ امِ‏ بنِ‏ العَاصِ‏ ي؟ فقالَ‏ الوليدُ‏ بنُ‏ الوليدِ‏ بنِ‏<br />

املُغِ‏ رية:‏ اأَنَا لَكَ‏ يا رسُ‏ ولَ‏ اهللِ‏ بِهِ‏ ما،‏ فَخَ‏ رَجَ‏ اإِىل مَ‏ كَّةَ،‏ فَقَدِمَ‏ هَ‏ ا مُ‏ ‏سْ‏ تَخْ‏ فِياً،‏ فَلَقِيَ‏ امْ‏ رَاأَةً‏ حتَ‏ ْ مِ‏ لُ‏<br />

153


وجُ‏ وبُ‏ تَ‏ نْرِينْرِ‏ أَسنْ‏ رَى املُسنْ‏ لِمِ‏ نينْ‏ َ<br />

د.‏ غسان هِ‏ رماس<br />

طَ‏ عَاماً،‏ فقالَ‏ لَهَ‏ ا:‏ اأَيْنَ‏ تُريدينَ‏ يَا اأَمَ‏ ةَ‏ اهللِ؟ قَالَتْ‏ : اأُريدُ‏ هَ‏ ذَيْنِ‏ املَحبُوسَ‏ نيْ‏ ِ- تَعْنِيهما.‏ فَتَبِعَها<br />

حتى عَ‏ رَفَ‏ مَ‏ وْضِ‏ عَهُ‏ ما،‏ وكَ‏ انَا حمَ‏ ْ بُوسَ‏ نيْ‏ ِ يف بيتٍ‏ ال ‏سَ‏ قْفَ‏ لَهُ،‏ فَلَما اأَمْ‏ ‏سَ‏ ى تَسَ‏ وَّرَ‏ عَ‏ لَيهِ‏ ما،‏ ثُمَّ‏<br />

اأَخَ‏ ذَ‏ مَ‏ رْوَةً)‏‎73‎‏(‏ فوضَ‏ عَها حتتَ‏ قَيْدَيْهِ‏ ما،‏ ثُمَّ‏ ‏رصَ‏ ‏َبَهُ‏ ما بسَ‏ يْفِهِ‏ فَقَطَ‏ عَهُ‏ ما،‏ فكانَ‏ يُقالُ‏ لسَ‏ يْفِهِ:‏ ذُو<br />

املَرْوَةِ‏ لذَلِكَ‏ . ثُمَّ‏ حَ‏ مَلَهُ‏ مَا على بَعِ‏ ريْ‏ ‏ِهِ،‏ وسَ‏ اقَ‏ بِهِ‏ ما،‏ فَعَرثَ‏ َ، فَدَمِ‏ يَتْ‏ اأُصْ‏ بَعُهُ،‏ فقالَ‏ :<br />

ُ ‏ص<br />

هَلْ‏ اأنْتِ‏ اإالَّ‏ اأ ْ ‏بَعٌ‏ دَمِيْتِ‏<br />

ويف ‏سَ‏ ‏بيْلِ‏ اهللِ‏ مَا لَقِيْتِ‏<br />

ثُمَّ‏ قَدِمَ‏ بِهِ‏ ما عَ‏ لَى رسُ‏ ولِ‏ اهللِ‏ ‏صلى اهلل عليه وسلم املدينَةَ)‏‎74‎‏(‏ .<br />

ثالثها - املُفَاداة:‏<br />

وهي وسيلة ثالثة الستنقاذ االأرسى،‏ عَ‏ رَفها الناس قدمياً،‏ وحكى اهلل ‏سبحانه عن<br />

بني اإرسائيل معرفتهم لها يف الزمن الغابر فقال تعاىل:‏ ‏{ثُمَّ‏ اأَنتُمْ‏ هَ‏ وؤُالء تَقْتُلُونَ‏ اأَنفُسَ‏ كُ‏ مْ‏<br />

وَتُخْ‏ رِجُ‏ ونَ‏ فَرِيقاً‏ مِّ‏ نكُ‏ م مِّ‏ ن دِيَارِهِ‏ مْ‏ تَظَ‏ اهَ‏ رُونَ‏ عَ‏ لَيْهِ‏ م بِالإِثْمِ‏ وَالْعُدْوَانِ‏ وَاإِن يَأتُوكُ‏ مْ‏ اأُسَ‏ ارَى<br />

تُفَادُوهُ‏ مْ‏ وَهُ‏ وَ‏ حمُ‏ َ رَّمٌ‏ عَ‏ لَيْكُ‏ مْ‏ اإِخْ‏ رَاجُ‏ هُ‏ مْ}‏ ‏سورة البقرة:‏ اآية‎85‎‏.‏ واملفاداة على ‏رضبني:‏ فإما<br />

اأن تكون على مال يوؤخذ اأو اأسري يطلق )75( ، ورمبا جُ‏ مِ‏ عَ‏ بني االأمرين يف املفاداة الواحدة،‏<br />

وقد فعل النبي ‏صلى اهلل عليه وسلم االأمرين،‏ ففادى اأرسى بدر على مال )76( ، وفادى بعض<br />

املسلمني ببعض املرشكني.‏<br />

‏♦اأما املفاداة باملال:‏ فيجب اأال يدخر مالٌ‏ ، وال يحتفظ بكثريٍ‏ وال قليلٍ‏ واأسري لنا<br />

لدى االأعداء،‏ وهل الدرهم والدينار اأغلى من املجاهدين ومن نفوس املسلمني؟ وهو اأَمْ‏ رُ‏<br />

رسول اهلل للمسلمني بأن يفادوا اأرساهم ، واأال يحتفظوا بفيئهم ويدعوا اأبناءهم ومقاتليهم<br />

يف ‏سجون العدو،‏ فعن حِ‏ بَّان بن اأبي جَ‏ بَلَةَ‏ رضي اهلل عنه اأن رسول اهلل ‏صلى اهلل عليه وسلم<br />

قال:‏ اإنَّ‏ على املسلمني يف فيئهم اأن يفادوا اأسريهم،‏ ويوؤدوا عن غارمهم.‏ )77(<br />

154<br />

♦<br />

وتتحمل الدولة مسوؤولية املفاداة من خزينتها،‏ واإن غال الثمن،‏ وهو واجب احلكومة<br />

قبل اأن يكون واجبًا على الناس،‏ فعَنِ‏ ابْنِ‏ عَ‏ بَّاسٍ‏ رضي اهلل عنه،‏ قَالَ‏ : قَالَ‏ عُ‏ مَرُ‏ رضي اهلل<br />

عنه:‏ كُ‏ لَّ‏ اأَسِ‏ ريٍ‏ كَ‏ انَ‏ يفِ‏ اأَيْدِي املْ‏ ‏ُرصْ‏ ‏ِكِ‏ نيَ‏ مِ‏ نَ‏ املْ‏ ‏ُسْ‏ لِمِ‏ نيَ،‏ فَفِكَاكُ‏ هُ‏ مِ‏ نْ‏ بَيْتِ‏ مَ‏ الِ‏ املْ‏ ‏ُسْ‏ لِمِ‏ نيَ)‏‎78‎‏(‏ .<br />

‏َأ لَ‏ ابْنُ‏ الزُّبَريْ‏ ِ احلْ‏ ‏َسَ‏ نَ‏ بْنَ‏ عَ‏ لِيٍّ‏ عَ‏ نِ‏ الرَّجُ‏ لِ‏ يُقَاتِلُ‏ عَ‏ نْ‏ اأَهْ‏ لِ‏ الذِّمَّ‏ ةِ‏ ، فَيُوؤْرصَ‏ ‏ُ؟ قَالَ‏ : فِ‏ كَاكُ‏ هُ‏ مِ‏ نْ‏<br />

وسَ‏<br />

خَ‏ رَاجِ‏ اأُولَئِكَ‏ الْقَوْمِ‏ الَّذِينَ‏ قَاتَلَ‏ عَ‏ نْهُ‏ مْ)‏‎79‎‏(‏ . وقدمياً‏ فدى عمر ابن عبدالعزيز رحمه اهلل تعاىل<br />

رجالً‏ مسلماً‏ من العدو مبائة األف درهم )80( . وكتب اإىل عماله:‏ اأن فادوا بأسارى املسلمني<br />

واإن اأحاط ذلك بجميع مالهم )81( . ووصى قائده على الصائفة قائالً‏ له:‏ يا عمرو...‏ فادِ‏ من<br />

قدرت عليه من املسلمني واأرقائهم واأهل ذمتهم )82( .


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

وكان يفتي بحرمة ردِّ‏ املسلم اإىل الكفار،‏ ووجوب بذل املسلمني ما يستطيعونه يف<br />

‏سبيل مفاداته،‏ فقد روى عنه ‏سعيد بن منصور يف ‏سننه اأنه قال:‏ اإذا خرج الرومي بالأسري<br />

من املسلمني فال يحل للمسلمني اأن يردوه اإىل الكفر،‏ وليفادوه مبا استطاعوا،‏ قال اهلل عز<br />

وجل ‏{وَاإِن يَأتُوكُ‏ مْ‏ اأ ‏ُسَ‏ ارَى تُفَادُوهُ‏ مْ}‏ ‏سورة البقرة )83( 85 .<br />

وروى اأشهب وابن نافع عن مالك اأنه ‏سئل:‏ اأواجب على املسلمني افتداء من اأرس منهم؟<br />

)84(<br />

قال:‏ نعم،‏ األيس واجب عليهم اأن يقاتلوا حتى يستنقذوهم ، فكيف ال يفدونهم بأموالهم؟<br />

وحكى ابن حزم االإجماع عليه فقال:‏ و اتفقوا اأنه اإن مل يُقْدَر على فَكِّ‏ املسلم اإال مبال يعطاه<br />

اأهل احلرب،‏ اأنَّ‏ اإعطاءهم ذلك املال حتى يفك ذلك االأسري واجب )85( .<br />

وعند الرسخسي:‏ من وقع اأسرياً‏ يف يد اأهل احلرب من املوؤمنني و قصدوا قتله يفرتض<br />

على كل مسلم يعلم بحاله اأن يفديه مباله اإنْ‏ قدر على ذلك،‏ واإال اأخرب به غريه ممن يقدر<br />

عليه،‏ واإذا قام به البعض ‏سقط عن الباقني بحصول املقصود )86( .<br />

ونص االإمام النووي رحمه اهلل على اأن:‏ الفداء باملال واجب اإن استطعنا تخليص<br />

االأرسى به )87( .<br />

وال يقف االأمر عند هذا احلد فإن على الدولة وعلى املسلمني اأن يدفعوا للمسلم الذي<br />

يشرتي مسلماً‏ اأو ذمياً‏ من االأعداء ما دفعه ثمناً‏ لهما،‏ فعن اإبراهيم النخعي يف احلُرِّ‏ واحلُرَّةِ‏<br />

من املسلمني،‏ اأو الذِّمِّ‏ يةِ‏ اأو الذِّمِّ‏ يِّ‏ احلُرَّيْنِ‏ يأرسهم العدو فيشرتيهم الرجل من املسلمني،‏ قال:‏<br />

ال يكون واحد منهم رقيقاً،‏ وعليهم اأن يسعوا للرجل يف الثمن الذي اشرتاهم به حتى يوؤدوه<br />

اإليه.‏ قال اأبو يوسف:‏ وهذا اأحسن ما ‏سمعنا يف ذلك واهلل اأعلم )88( .<br />

وال يخفى ما يف هذا القول من معان عظيمة،‏ اإذ فيه عدم جواز اسرتقاق هذا االأسري،‏<br />

ولو اشرتي على هذه الصفة وعدَّه االأعداء رقيقاً.‏ كما يُلْحِ‏ قُ‏ الذِّميَّ‏ باملسلمِ‏ يف املعاملة مما<br />

يدل على فضل االإسالم وعلو ‏شأنه وعنايته برعاياه.‏ ثم بذل املال ملن قام بالرشاء ‏سواء<br />

بذلته الدولة من خزينتها،‏ اأو ‏سعى الناس يف جمعه مما يف اأيديهم واأيدي املحسنني حتى<br />

يوؤدوه ملن دفعه اأوالً،‏ مما يشحذ الهمم لفداء اأرسى املسلمني،‏ ويطمئن به كل من بذل ماالً‏<br />

اأنَّ‏ مالَهُ‏ مردودٌ‏ اإليه ال يخاف عليه الضيعة.‏<br />

قال ابن العربي املالكي يف تفسري هذه االآية:‏ ‏{وَمَ‏ ا لَكُ‏ مْ‏ الَ‏ تُقَاتِلُونَ‏ يفِ‏ ‏سَ‏ بِيلِ‏ اهللّ‏ ِ<br />

وَاملْ‏ ‏ُسْ‏ تَضْ‏ عَفِنيَ‏ مِ‏ نَ‏ الرِّجَ‏ الِ‏ وَالنِّسَ‏ اء وَالْوِلْدَانِ‏ الَّذِينَ‏ يَقُولُونَ‏ رَبَّنَا اأَخْ‏ رِجْ‏ نَا مِ‏ نْ‏ هَ‏ ذِهِ‏ الْقَرْيَةِ‏<br />

الظَّ‏ ‏ملِ‏ ِ اأَهْ‏ لُهَ‏ ا وَاجْ‏ عَل لَّنَا مِ‏ ن لَّدُنكَ‏ وَلِيّاً‏ وَاجْ‏ عَل لَّنَا مِ‏ ن لَّدُنكَ‏ نَصِ‏ رياً}‏‎75‎ ‏سورة النساء:‏ قال<br />

علموؤنا:‏ اأوجب اهلل تعاىل يف هذه االآية القتال الستنقاذ االأرسى من يد العدو مع ما يف<br />

القتال من تلف النفس،‏ فكان بذل املال يف فدائهم اأوجب لكونه دون النفس واأهون لها.‏<br />

وقال مالك:‏ على الناس اأن يفكوا االأسارى بجميع اأموالهم )89( .<br />

155


وجُ‏ وبُ‏ تَ‏ نْرِينْرِ‏ أَسنْ‏ رَى املُسنْ‏ لِمِ‏ نينْ‏ َ<br />

د.‏ غسان هِ‏ رماس<br />

‏♦املفاداة باأسرى االأعداء:‏ وهي وسيلة قدمية عرفتها البرشية الستنقاذ االأرسى.‏<br />

فال اأقل من اأن ندفع لالأعداء اأرساهم لِنُخَ‏ لِّصَ‏ َ اأرسانا من رَهَ‏ قِ‏ القيد وظلم السجان،‏ ‏سواء<br />

فادينا اأسريَنا بأسريٍ‏ مثلِه،‏ اأو بأسريين اثنني،‏ اأو بثالثةٍ‏ ، اأو بأكرثَ‏ من ذلك،‏ اإذ ما جدوى<br />

االحتفاظ بأرسى االأعداء واأرسانا بأيديهم؟<br />

156<br />

♦<br />

ومن املعلوم اأنَّ‏ رسول اهلل ‏صلى اهلل عليه وسلم فادى رجالً‏ من املسلمني برجل من<br />

املرشكني،‏ فقد روى ابن هشام يف ‏سريته اأَنَّ‏ عَ‏ مْروَ‏ بنَ‏ اأَبي ‏سُ‏ فْيانَ‏ بنِ‏ حَ‏ رْبٍ‏ كانَ‏ اأَسِ‏ ريْ‏ اً‏ يف<br />

يَدَيْ‏ رَسُ‏ ولِ‏ اهللِ‏ ‏صلى اهلل عليه وسلم مِ‏ نْ‏ اأَرصْ‏ ى بَدْرٍ‏ ‏،اأَرصَ‏ ‏َهُ‏ عليُ‏ بنُ‏ اأَبي طَ‏ الِبٍ‏ رضي اهلل عنه،‏<br />

فَقيلَ‏ الأبي ‏سُ‏ فْيانَ‏ : افْدِ‏ عَ‏ مْراً‏ ابْنَكَ‏ . قالَ‏ : اأَيَجْ‏ مَعُ‏ عَ‏ لَيَّ‏ دَمِ‏ ي ومَ‏ ايل!‏ قَتَلوا حَ‏ نْظَ‏ لَةَ‏ واأَفْدِي عَ‏ مْرَاً،‏<br />

دَعُ‏ وْهُ‏ يف اأَيْدِيْهِ‏ م ميُ‏ ‏ْسكُ‏ وهُ‏ مَ‏ ا بَدَا لهم.‏ قالَ‏ : فبينما هو كذلكَ‏ حمبوسٌ‏ باملدينةِ‏ عندَ‏ رسولِ‏ اهللِ‏<br />

‏صلى اهلل عليه وسلم،‏ اإذ خرجَ‏ ‏سعدُ‏ بنُ‏ النُّعمانِ‏ بنِ‏ اأكال،‏ اأخو بني عمرو بنِ‏ عوفٍ‏ ثم اأَحَ‏ دُ‏ بني<br />

معاويةَ‏ معتمراً،‏ ومعه مَ‏ رِيَةٌ)‏‎90‎‏(‏ له،‏ وكان ‏شَ‏ يْخاً‏ مسلماً‏ يف غَ‏ نَمٍ‏ له بالنَقِيْعِ‏ )91( ، فخرجَ‏ مِ‏ نْ‏<br />

هنالكَ‏ مُ‏ عْتَمِ‏ راً،‏ وال يَخْ‏ ‏شَ‏ ى الذي ‏صُ‏ نِعَ‏ بهِ،‏ ملَ‏ ْ يَظُ‏ نْ‏ اأَنَّهُ‏ يُحْ‏ بَسُ‏ مبكَّةَ،‏ اإِمنَّ‏ جاءَ‏ مُ‏ عْتَمِ‏ راً.‏ وقد كانَ‏<br />

عَ‏ هِ‏ دَ‏ قريشاً‏ ال يَعْرِضُ‏ ون الأحدٍ‏ جاءَ‏ حَ‏ اجَّ‏ اً‏ اأو مُ‏ عْتَمراً‏ اإال بخريٍ،‏ فَعَدا عليه اأبو ‏سفيانَ‏ بنُ‏ حَ‏ رْبٍ‏<br />

مبكَّةَ‏ فَحَ‏ بَسَ‏ هُ‏ بابنهِ‏ عمرو.‏<br />

ومَ‏ ‏شَ‏ ى بَنُو عمرو بنِ‏ عوفٍ‏ اإىل رسولِ‏ اهللِ‏ ‏صلى اهلل عليه وسلم،‏ فأَخْ‏ ربوهُ‏ خَ‏ ربَ‏ ‏َهُ،‏ وسَ‏ ‏أَلُوهُ‏<br />

اأَنْ‏ يُعْطِ‏ يَهُ‏ م عمرو بنَ‏ اأبي ‏سُ‏ فيان،‏ فيَفُكُّوا بهِ‏ ‏صَ‏ احِ‏ بَهُ‏ م،‏ فَفَعَلَ‏ رسولُ‏ اهللِ‏ ‏صلى اهلل عليه وسلم،‏<br />

فبعثُوا بهِ‏ اإىل اأبي ‏سفيان،‏ فخَ‏ لَّى ‏سبيلَ‏ ‏سَ‏ عْدٍ)‏‎92‎‏(‏ .<br />

كما اأنَّ‏ رسول اهلل ‏صلى اهلل عليه وسلم فادى رجالً‏ من بني عقيل برجلني من املسلمني،‏<br />

فقد اأخرج مسلم رحمه اهلل يف ‏صحيحه عَ‏ نْ‏ عِ‏ مْرَانَ‏ بْنِ‏ حُ‏ ‏صَ‏ نيْ‏ ٍ قَالَ‏ : كَ‏ انَتْ‏ ثَقِيفُ‏ حُ‏ لَفَاءَ‏ لِبَنِى<br />

عُ‏ قَيْلٍ‏ فَأَرصَ‏ ‏َتْ‏ ثَقِيفُ‏ رَجُ‏ لَنيْ‏ ِ مِ‏ نْ‏ اأَصْ‏ حَ‏ ابِ‏ رَسُ‏ ولِ‏ اهللَّ‏ ِ ‏صلى اهلل عليه وسلم وَاأَرصَ‏ َ اأَصْ‏ حَ‏ ابُ‏<br />

رَسُ‏ ولِ‏ اهللَّ‏ ِ ‏صلى اهلل عليه وسلم رَجُ‏ الً‏ مِ‏ نْ‏ بَنِى عُ‏ قَيْلٍ‏ وَاأَصَ‏ ابُوا مَ‏ عَهُ‏ الْعَضْ‏ بَاءَ)‏‎93‎‏(‏ فَأَتَى عَ‏ لَيْهِ‏<br />

رَسُ‏ ولُ‏ اهللَّ‏ ِ ‏صلى اهلل عليه وسلم وَهْ‏ وَ‏ فِ‏ ى الْوَثَاقِ‏ . قَالَ‏ : يَا حمُ‏ َ مَّدُ.‏ فَأَتَاهُ‏ فَقَالَ‏ : مَ‏ ا ‏شَ‏ ‏أْنُكَ‏ ؟ فَقَالَ‏ :<br />

بِ‏ َ اأَخَ‏ ذْتَنِي؟ وَبِ‏ َ اأَخَ‏ ذْتَ‏ ‏سَ‏ ابِقَةَ‏ احلْ‏ ‏َاجِّ‏ ؟ فَقَالَ‏ اإِعْ‏ ظَ‏ امً‏ ا لِذَلِكَ‏ : اأَخَ‏ ذْتُكَ‏ بِجَ‏ رِيرَةِ‏ حُ‏ لَفَائِكَ‏ ثَقِيف.‏ ثُمَّ‏<br />

انْرصَ‏ ‏َفَ‏ عَ‏ نْهُ‏ فَنَادَاهُ‏ فَقَالَ‏ : يَا حمُ‏ َ مَّدُ‏ يَا حمُ‏ َ مَّدُ.‏ وَكَ‏ انَ‏ رَسُ‏ ولُ‏ اهللَّ‏ ِ ‏صلى اهلل عليه وسلم رَحِ‏ يمًا<br />

رَقِ‏ يقًا،‏ فَرَجَ‏ عَ‏ اإِلَيْهِ‏ فَقَالَ‏ : مَ‏ ا ‏شَ‏ ‏أْنُكَ‏ ؟ قَالَ‏ اإِنِّى مُ‏ ‏سْ‏ لِمٌ.‏ قَالَ‏ : لَوْ‏ قُ‏ لْتَهَ‏ ا وَاأَنْتَ‏ متَ‏ ‏ْلِكُ‏ اأ ‏َمْ‏ رَكَ‏ اأَفْلَحْ‏ تَ‏ كُ‏ لَّ‏<br />

الْفَالَحِ‏ . ثُمَّ‏ انْرصَ‏ ‏َفَ‏ . فَنَادَاهُ‏ فَقَالَ‏ : يَا حمُ‏ َ مَّدُ‏ يَا حمُ‏ َ مَّدُ.‏ فَأَتَاهُ‏ فَقَالَ‏ : مَ‏ ا ‏شَ‏ ‏أْنُكَ‏ ؟ قَالَ‏ : اإِنِّى جَ‏ ائِعٌ‏<br />

فَأَطْ‏ عِ‏ مْنِي وَظَ‏ مْآنُ‏ فَأَسْ‏ قِنِي.‏ قَالَ‏ : هَ‏ ذِهِ‏ حَ‏ اجَ‏ تُكَ‏ . فَفُدِيَ‏ بِالرَّجُ‏ لَنيْ‏ ِ)94( .<br />

قلت:‏ ويف احلديث فوائد جليلة كثرية منها:‏ جواز اأخذ رجال االأعداء واأرسهم اإذا اأخذوا<br />

رجالنا واأرسوهم،‏ واالإبقاء عليهم يف االأرس حتى يفك اأسري املسلمني ويطلق ‏رساحه،‏ وهذا<br />

من باب املقابلة واملعاملة باملثل،‏ وايجاد التوازن،‏ وزرع الرعب،‏ وحفظ الهيبة.‏ كما اأنَّ‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

اإطعام االأسري حق مكفول،‏ ال يجوز حرمانه منه،‏ وال التأخر به عليه.‏ ثمَّ‏ رِقَّة النبي ‏صلى اهلل<br />

عليه وسلم وحسن خلقه،‏ وسعة ‏صدره،‏ ورحمته بالأرسى وعدم جتربه بهم.‏ واأما قول النبي<br />

‏صلى اهلل عليه وسلم:‏ ‏)لَوْ‏ قُ‏ لْتَهَ‏ ا وَاأَنْتَ‏ متَ‏ ‏ْلِكُ‏ اأَمْ‏ رَكَ‏ اأَفْلَحْ‏ تَ‏ كُ‏ لَّ‏ الْفَالَحِ‏ ) . فمعناه كما قال النووي:‏<br />

لو قلت كلمة االإسالم قبل االأرس حني كنت مالك اأمرك اأفلحت كل الفالح،‏ الأنه ال يجوز اأرسك<br />

لو اأسلمت قبل االأرس،‏ فكنت فزت بالإسالم والسالمة من االأرس،‏ ومن اغتنام مالك،‏ واأما<br />

اإذا اأسلمت بعد االأرس فيسقط اخليار يف قتلك،‏ ويبقى اخليار بني االسرتقاق واملن والفداء،‏<br />

ويف هذا جواز املفاداة،‏ واأن اإسالم االأسري ال يسقط حق الغامنني منه،‏ بخالف ما لو اأسلم<br />

قبل االأرس )95( . ويف مفاداة الرسول اهلل ‏صلى اهلل عليه وسلم رجلني من املسلمني برجل من<br />

املرشكني دليل على اأن املفاداة بالأرسى تخضع لبعض املعايري واملوازين،‏ ومنها:‏ قيمة<br />

االأسري لدى قومه ومنزلته فيهم،‏ كما تخضع للمساومة واملفاصلة،‏ واأجنح الفريقني من<br />

استطاع اأن يخلص اأرساه بأقل تكلفة واأيرسها،‏ وال يصار اإىل اأعالها حتى ينقطع الرجاء<br />

من اأدناها،‏ وهذا ال يعني اأن ينظر اإىل القيمة القليلة دون اعتبار حلقيقة االأرس،‏ بل يبذل<br />

الكثري اإن تعذر قبول القليل،‏ فقيمة املسلم وحرمته اأعظم من بيت اهلل احلرام،‏ وقد اأعطى عمر<br />

ابن عبدالعزيز برجل من املسلمني عرشة من الروم واأخذ املسلم )96( .<br />

كما فادى عليه الصالة والسالم امراأة من املرشكني بأرسى من املسلمني،‏ فقد اأخرج<br />

مسلمٌ‏ عنْ‏ اإياسِ‏ بنِ‏ ‏سَ‏ لَمَةَ‏ عن اأبيه ‏سَ‏ لَمَةَ‏ بنِ‏ االأَكْ‏ وَعِ‏ قالَ‏ : غَ‏ زَونَا فَزَارَةَ‏ وعَ‏ ليْنا اأَبُو بكرٍ.‏ اأمَّ‏ رَه<br />

رسول اهلل ‏صلى اهلل عليه وسلم علينا.‏ فلما كان بيننا وبني املاء ‏ساعة،‏ اأمرنا اأبو بكرٍ‏<br />

فعَرَّسْ‏ نا.‏ ثمَّ‏ ‏شَ‏ نَّ‏ الغارةَ.‏ فوَرَدَ‏ املاءَ.‏ فقتل من قتلَ‏ عليهِ،‏ وسبى.‏ واأَنْظُ‏ رُ‏ اإىل عُ‏ نُقٍ‏ )97( من الناسِ‏<br />

فيهمُ‏ الذَّرَاري،‏ فخشيتُ‏ اأن يسبقوين اإىل اجلبلِ‏ ، فرميتُ‏ بسهمٍ‏ بينهم وبني اجلبل.‏ فلما راأَوا<br />

السهم وقفوا.‏ فجئت بهم اأسوقهم،‏ وفيهم امْ‏ راأةٌ‏ من بني فَزَارَةَ،‏ عليها ِ قَشْ‏ عٌ‏ من اأ ‏َدَمٍ‏ ‏)قال:‏<br />

القَِشْ‏ عُ‏ النِّطَ‏ عُ‏ ) معها ابنةٌ‏ لها من اأحسن العربِ‏ . فسقتهم حتى اأتيتُ‏ بهم اأبا بكرٍ،‏ فَنَفَّلَني اأبو<br />

بكرٍ‏ ابنتها.‏ فقدمنا املدينةَ‏ وما كشفتُ‏ لها ثوبًا.‏ فلقيني رسول اهلل ‏صلى اهلل عليه وسلم يف<br />

السوقِ‏ ، فقال:‏ يا ‏سلمةُ،‏ هَ‏ بْ‏ يل املراأةَ.‏ فقلت:‏ يا رسول اهلل،‏ واهلل لقد اأعجبتني،‏ وما كشفت لها<br />

ثوباً.‏ ثمَّ‏ لقيني رسولُ‏ اهللِ‏ ‏صلى اهلل عليه وسلم من الغَدِ‏ يف السُّ‏ وقِ‏ . فقال يل:‏ يا ‏سلمةُ،‏ هب يل<br />

املراأةَ،‏ هللِ‏ اأبوكَ‏ !! فقلتُ‏ : هيَ‏ لكَ‏ يا رسول اهلل،‏ فواهلل ما كشفت لها ثوباً.‏ فبعث بها رسول اهلل<br />

‏صلى اهلل عليه وسلم اإىل اأهل مكةَ‏ ففدى بها ناسً‏ ا من املسلمني،‏ كانوا اأُرصِ‏ وا مبكةَ)‏‎98‎‏(‏ .<br />

قال النووي:‏ ويف احلديث جواز املفاداة،‏ وجواز فداء الرجال بالنساء الكافرات،‏ وجواز<br />

التفريق بني االأم وولدها البالغ،‏ وجواز استيهاب االإمام اأهل جيشه بعض ما غنموه ليفادي<br />

به مسلماً‏ اأو يرصفه يف مصالح املسلمني،‏ اأو يتألف به من يف تألفه مصلحة كما فعل النبي<br />

‏صلى اهلل عليه وسلم هنا )99( .<br />

157


وجُ‏ وبُ‏ تَ‏ نْرِينْرِ‏ أَسنْ‏ رَى املُسنْ‏ لِمِ‏ نينْ‏ َ<br />

د.‏ غسان هِ‏ رماس<br />

ومن الفقه اجلميل اأنَّ‏ االإمام اأحمد منع فداء نساء املرشكني باملال،‏ الأن يف بقائهن<br />

يف الرق تعريضاً‏ لهن لالإسالم ملعارشتهن للمسلمني،‏ لكنه جوَّزَ‏ اأن يفادى بهن اأسارى<br />

املسلمني اأخذاً‏ بهذا احلديث،‏ والأن يف ذلك استنقاذ مسلم متحقق اإسالمه )100( . غري اأنَّ‏<br />

االأسرية الكافرة اإذا اأسلمت حرم ردها اإىل دار االأعداء ‏{فَال تَرْجِ‏ عُوهُ‏ نَّ‏ اإِىل الكُ‏ فَّارِ‏ ال هُ‏ نَّ‏ حِ‏ لٌّ‏<br />

لَهُ‏ مْ‏ وال هُ‏ مْ‏ يَحِ‏ لُّونَ‏ لَهُ‏ نَّ‏ { ‏سورة املمتحنة 10، ويف ردها اإليهم تعريضاً‏ لها للرجوع عن<br />

االسالم واستحالل ما ال يحل منها.‏ )101(<br />

ويف احلديث دليل على عناية النبي ‏صلى اهلل عليه وسلم بأرسى املسلمني الذين منعهم<br />

املرشكون من اللحاق باملدينة وباملسلمني،‏ فلم يَنْسَ‏ هُ‏ مُ‏ النبي ‏صلى اهلل عليه وسلم بل اأرسل<br />

اإليهم من اأنقذهم،‏ ومن بقي منهم حبيساً‏ يف مكة جعله على قائمة اأولوياته عند اأول عملية<br />

اأرس ينفذها املسلمون يف اأول مواجهة لهم مع االأعداء.‏ ثم اإنَّه يدل داللة واضحة على مدى<br />

احلب الذي كانت تنطوي عليه قلوب الصحابة للنبيّ‏ ‏ِصلى اهلل عليه وسلم،‏ وايثارهم رضاه<br />

على ‏شهوات اأنفسهم ورغباتهم.‏ وفيه رد على من زعم اأن النبي ‏صلى اهلل عليه وسلم كان<br />

رجلَ‏ ‏شهوةٍ‏ ، واأنه كان يوؤثر ‏شهوته على مصالح اأصحابه،‏ فعلى الرغم من اجلمال الفائق<br />

الذي كانت تتمتع به االأسرية الفزارية،‏ واإمكانية استمتاعه بها،‏ اإال اأنه اآثر اأن يفدي بها<br />

بعضً‏ ا من ‏صحبه.‏<br />

ومن اأروع االأمثلة على املفاداة تلك املحاورة البديعة بني خليفةِ‏ املسلمني عمرَ‏<br />

بنِ‏ عبدِالعزيز رحمه اهلل وبني رسولِهِ‏ اإىل امرباطور القسطنطينية،‏ والتي تتجلى فيها<br />

عظمة االإسالم،‏ وعظمة رجاله،‏ وفقههم القدمي البديع،‏ املنطوي على نفع االأمة والدائر مع<br />

مصلحتها،‏ والشامل جلميع من قَبِلَ‏ اأن يستظل بظل االإسالم.‏<br />

فعن عبدالرحمن بن اأبي عمرة قال:‏ ملا بعثه عمر بن عبدالعزيز بفداء اأسارى املسلمني<br />

من القسطنطينية،‏ قلت له:‏ اأراأيت يا اأمريَ‏ املوؤمنني اإنْ‏ اأَبَوْا اأنْ‏ يُفَادوا الرَّجلَ‏ بالرَّجل،‏ كيف<br />

اأصنع؟ قال عمر:‏ زدهم.‏ قلت:‏ اإنْ‏ اأَبَوا اأنْ‏ يُعْطُ‏ وا الرَّجُ‏ لَ‏ باالثنني؟ قال:‏ فأعطهم ثالثاً.‏ قلت:‏<br />

فإنْ‏ اأَبِوا اإال اأربعاً؟<br />

قال:‏ فأعطهم لكل مسلم ما ‏سألوك،‏ فواهلل لرجلٌ‏ من املسلمني اأحبُّ‏ اإيلَّ‏ من كل مرشك<br />

عندي،‏ اإنَّكَ‏ ما فديت به املسلم فقد ظفرت،‏ اإنك اإمنا تشرتي االإسالم.‏ قلت:‏ النساء؟ قال:‏ نعم،‏<br />

افدهنَّ‏ مبا تفدي به غريهن.‏ قلت:‏ اأراأيت اإن وجدت امراأةً‏ تنرصت فأرادت اأن ترجع اإىل<br />

االإسالم؟ قال:‏ افدها مبثل ما تفدي به غريها.‏ قلت:‏ اأفراأيت العبيد،‏ اأفديهم اإذا كانوا مسلمني؟<br />

قال:‏ افدهم مبثل ما تفدي به غريهم.قلت:‏ اأفراأيت اإن وجدتُ‏ منهم من قد تنرص،‏ فأراد اأن<br />

يُرَاجِ‏ ع اإىل االإسالم؟ قال:‏ فاصنع بهم ما تصنع بغريهم.‏ فصاحلت عظيم الروم على كل رجل<br />

من املسلمني،‏ رجلني من الروم.‏ زاد اإسماعيل:‏ وزاد فيه ناسٌ‏ من اأصحابنا عن عبدالرحمن<br />

اأنه ‏سأل عمر بن عبدالعزيز عن اأهل الذمة؟<br />

158


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

فقال:‏ افدهم مبثل ما تفدي به غريهم )102( .<br />

فهذا عمر بن عبدالعزيز يرى وجوب افتداء كل مسلم،‏ ولو افتُدِيَ‏ املسلمُ‏ االأسري الواحد<br />

بكل ما يف اأيدي املسلمني من اأرسى االأعداء،‏ قلَّ‏ عددهم اأو كرث،‏ وهو بهذا اإمنا ينترص<br />

لالإسالم الذي يحمله املسلم وينتمي اإليه.‏<br />

- ثم اإنَّ‏ املراأة يف هذا االأمر حالها كحال الرجل،‏ جتب مفاداتها وال يبخل عليها يف<br />

ذلك بشيء،‏ بل اإن اأمرها اأخطر واأحرج،‏ واإنقاذها اأوىل واأوجب،‏ حفظاً‏ لعرضها،‏ وصوناً‏<br />

حلرمتها.‏ حتى اإن املفاداة لتشمل املراأة التي تنرصت واأقامت يف بالد النصارى وتزوجت<br />

منهم،‏ واأجنبت لهم،‏ ثم راأت اأن ترجع اإىل االإسالم،‏ فال يرتك مثلها اأسرياً‏ لدى االأعداء،‏ وهذا<br />

واهلل فقه عظيم عجيب من عمر بن عبدالعزيز رحمه اهلل،‏ اإذ نظر اإىل انتقالها من النرصانية<br />

اإىل االإسالم برغبتها فيه وحبها له،‏ ومل ينظر اإىل تنرصها،‏ ملا يعرتي تنرصها من اإكراه<br />

وتضييق.‏ ثم هي الغاية الكربى من خلق البرش واإرسال االأنبياء وهي عبادة اهلل تعاىل،‏<br />

واإخراج الناس من عبادة العباد اإىل عبادة رب العباد.‏<br />

وما ينطبق على الرجال والنساء املسلمني-‏ واإن تنرصوا-‏ ينطبق على العبيد واأهل<br />

الذمة،‏ وهذا غاية الوفاء وحفظ الذمة الأهل الذمة،‏ والرعاية واالإحسان للرقيق والعبيد<br />

واالإماء.‏<br />

وملا خاطب ابن تيمية التتار يف اإطالق االأرسى،‏ اأطلقوا له اأرسى املسلمني،‏ واأبوا اأن<br />

يطلقوا اأرسى النصارى الذين اأخذوهم من القدس.‏ فقال لكبريهم غازان:‏ بل جميع من معك<br />

من اليهود والنصارى الذين هم اأهل ذمتنا،‏ فإنَّا نفتكهم وال ندع اأسرياً‏ ال من اأهل امللة وال<br />

من اأهل الذمة.‏ وكان له ما اأراد )103( .<br />

وتاريخ االإسالم حافل بوقائع املفاداة ومنها:‏ مفاداة ‏سنة اإحدى وثالثني ومائتني<br />

‏)‏‎231‎ه(‏ ، والتي فادى فيها االأمري خاقان اخلادم اأسارى املسلمني الذين كانوا يف اأيدي<br />

الروم،‏ وكان عددهم اأربعة اآالف وثالثمائة واثنني وستني )4362( اأسرياً)‏‎104‎‏(‏ .<br />

وذكر ابن كثري ‏شيئاً‏ عن موقع املفاداة والطريقة التي متت بها،‏ فقال:‏ وكان وقوع<br />

املفاداة عند نهر يقال له الالمس،‏ عند ‏سلوقية بالقرب من طرسوس )105( ، بَدَل كل مسلم اأو<br />

مسلمة يف اأيدي الروم،‏ اأو ذمي اأو ذمية كان حتت عقد املسلمني اأسري من الروم كان بأيدي<br />

املسلمني ممن مل يسلم،‏ فنصبوا جرسين على النهر،‏ فإذا اأرسل الروم مسلماً‏ اأو مسلمة يف<br />

جرسهم فانتهى اإىل املسلمني كَ‏ ربَّ‏ َ وكَ‏ ربَّ‏ َ املسلمون،‏ ثم يُرسل املسلمونَ‏ اأسرياً‏ من الروم على<br />

جرسهم،‏ فإذا انتهى اإليهم تكلم بكالم يشبه التكبري اأيضا.‏ ومل يزالوا كذلك مدة اأربعة اأيام<br />

بدل كل نفس نفس،‏ ثم بقي مع خاقان جماعة من الروم االأسارى فأطلقهم للروم حتى يكون<br />

له الفضل عليهم )106( . ومفاداة ‏سنة ‏ست واأربعني ومائتني ‏)‏‎246‎ه(‏ بني املسلمني والروم،‏<br />

والتي فدي فيها من املسلمني نحو من اأربعة اآالف اأسري )107( .<br />

159


وجُ‏ وبُ‏ تَ‏ نْرِينْرِ‏ أَسنْ‏ رَى املُسنْ‏ لِمِ‏ نينْ‏ َ<br />

د.‏ غسان هِ‏ رماس<br />

ومفاداة ‏سنة ثالث وثمانني ومائتني ‏)‏‎283‎ه(‏ التي استُنْقِذَ‏ فيها من اأيدي الروم األفا<br />

اأسري وخمسمائة واأربعة اأنفس )108( . وكان يوم املفاداة يوماً‏ عظيماً‏ مشهوداً،‏ يجتمع له<br />

الناس من كل حدب وصوب،‏ من له اأسري ومن ليس له اأسري،‏ الرجال والنساء،‏ والشيوخ<br />

والصبيان،‏ والعلماء واالأمراء،‏ والعقالء والسفهاء.‏ فالكل فرح نشوان،‏ وبلقاء االأرسى طَ‏ رِبٌ‏<br />

جذالن،‏ يتقرب اإىل اهلل بالنظر اإليهم،‏ اأو بتحيتهم،‏ فإن مل يستطع الوصول اإليهم،‏ ومصافحة<br />

اأكفهم،‏ وتقبيل جباههم،‏ لوح بيده من بعيد،‏ يشهد اهلل على حبهم،‏ واملبايعة لهم،‏ واأنهم كانوا<br />

منه يف ‏سويداء القلب.‏ وحضور هذا اليوم عربون حمبة واعرتاف بالفضل الأهل الفضل.‏ وما<br />

كان للعلماء اأن يتخلفوا عن هذا املهرجان احلافل،‏ واحلشد الهائل،‏ وهم احلَاضُّ‏ ون على<br />

اجلهاد،‏ الذاكرون لفضائله.‏ بل كانوا يتنادون حلضوره،‏ ويقطعون املسافات لشهوده.‏ وذلك<br />

تأكيد منهم على اأهمية اجلهاد،‏ ووجوب حترير االأرسى،‏ واستقبالهم والوفاء بحقهم.‏ روى<br />

احلافظ مأمون املرصي اأنه خرج اإىل طرسوس ‏سنةً‏ ملشاهدة الفداء مع االإمام النسائي،‏<br />

وجماعة من مشايخ االإسالم واحلفاظ منهم:‏ عبد اهلل بن اأحمد بن حنبل،‏ وحممد بن اإبراهيم<br />

مربَّع،‏ واأبو االأذان ومشيخة غريهم )109( .<br />

وما كان للسلطان اأن يقبض يده يف مثل هذا اليوم العظيم،‏ بل كان يأمر بتزيني<br />

الشوارع والدروب،‏ وينرث على الناس اأصناف العطايا والطيوب.‏ ‏سوى ما كان يأمر به نائبه<br />

ومتويل اأمر املفاداة عنه،‏ من بذل الغايل والنفيس يف املبادلة واستنقاذ اأرسى املسلمني.‏<br />

ذكر التنوخي اأنَّ‏ ‏سيف الدولة اأقام الفداء بشاطئ الفرات يف ‏سنة خمس وخمسني وثالثمائة<br />

‏)‏‎355‎ه(‏ ، واأنفق عليه خمسمائة األف دينار،‏ واأخرج كل من قدر على اإخراجه من اأسارى<br />

املسلمني من بلد الروم،‏ واشرتى كل اأسري بثالثة وثمانني ديناراً‏ وثلث رومية،‏ من ‏ضعاف<br />

الناس،‏ فأما اجللة ممن كان اأسرياً،‏ ففادى بهم روؤساء كانوا عنده اأرسى من الروم.‏ وكانت<br />

احلال هائلة فيما اأخربين جماعة حرضوا،‏ يبقى فخرها وثوابها له )110( .<br />

وال بُدَّ‏ من االإشارة اإىل اأن كثرياً‏ من حوادث املفاداة التي كانت تعقد الستنقاذ بعض<br />

ملوك االأعداء واأمرائهم كان يشرتط يف الفدية اأن تشتمل على اأرسى املسلمني واملال.‏ فقد<br />

اأرس نورُالدينِ‏ زَنْكِ‏ ي ‏صاحبَ‏ طرابلس يف بعض غزواته،‏ واأرس معه جماعة من اأهل دولته،‏<br />

فافتدى نفسه منه بثالثمائة األف دينار،‏ وخمسمائة حصان،‏ وخمسمائة وردية،‏ ومثلها<br />

برانس )111( ، اأي لبوس،‏ وقنطوريات،‏ وخمسمائة اأسري من املسلمني،‏ وعاهده اأن ال يغري على<br />

بالد املسلمني ملدة ‏سبع ‏سنني وسبعة اأشهر وسبعة اأيام )112( .<br />

واأرس ‏صالح الدين االأيوبي ‏صاحب طرابلس وبقي عنده يف االأرس عرش ‏سنني،‏ ثم افتدى<br />

نفسه مبائة األف دينار،‏ واألف اأسري من املسلمني )113( . ويف ‏سنة ‏سبع وستمائة ‏)‏‎607‎ه(‏ اأُخِ‏ ذَ‏<br />

ملك الكَرْجِ‏ )114( اإيواين اأسرياً،‏ فأُسْ‏ قِطَ‏ يف اأيدي الكرج،‏ ففادوه مبائتي األف دينار واألفي اأسري<br />

من املسلمني )115( .<br />

160


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

● ● اأيهما اأوىل املفاداة باملال اأم باالأرسى:‏<br />

اإن الناظر يف الصفحات املتقدمة من هذا البحث يجد اأن بعض اأهل العلم ذهب اإىل<br />

اأن دفع املال الستنقاذ االأسري املسلم مقدم على مبادلة اأسري بأسري،‏ ناظرين يف ذلك اإىل<br />

اأمرين:‏<br />

اأولهما:‏ اأنَّ‏ مصلحة االإسالم تقتضي االإبقاء على اأسري االأعداء بأيدي املسلمني رجاء<br />

هدايته واإسالمه.‏ وثانيهما:‏ اأنَّ‏ يف اإطالق ‏رساحه ورده اإىل االأعداء تقوية لشوكتهم وزيادة<br />

لعددهم.‏ وعللوا بقاء االأسري املسلم بأيدي االأعداء يف حال عدم القبول باملفاداة املالية،‏<br />

اأن املسلم بصربه على االأرس والسجن ينال االأجر والثواب العظيم من اهلل،‏ وهو يف جهاد ما<br />

‏صرب وثبت واحتسب.‏<br />

وذهب اآخرون اإىل اأنه يفادى بالروؤوس وال يفادى باملال،‏ حمتجني بأهمية املال يف<br />

االإعداد والدفاع عن املسلمني.‏<br />

ونقل احلافظ ابن حجر العسقالين بعض كالم العلماء يف هذه املسألة فقال:‏ قال ابن<br />

بطال:‏ فكاك االأسري واجب على الكفاية،‏ وبه قال اجلمهور.‏ وقال اإسحاق بن راهويه:‏ من<br />

بيت املال،‏ وروي عن مالك اأيضا.‏ وقال اأحمد:‏ يفادى بالروؤوس،‏ واأما باملال فال اأعرفه.‏<br />

ولو كان عند املسلمني اأسارى وعند املرشكني اأسارى واتفقوا على املفاداة تعينت،‏ ومل<br />

جتز مفاداة املرشكني باملال )116( . ورد ابن بطال على قول االإمام اأحمد بعدم معرفته<br />

املفاداة باملال،‏ فقال:‏ وقوله ‏صلى اهلل عليه وسلم:‏ ‏)فكوا العاين(‏ ، عموم فى كل ما يفادى<br />

به،‏ فال معنى لقول اأحمد )117( .<br />

والقارئ لكتب السياسة،‏ الرشعية وغري الرشعية،‏ الناظر يف اأخبار الدول قدميها<br />

وحديثها،‏ املتتبع الآثار االأَوَائل واالأواخر،‏ يدرك متاماً‏ اأن ‏سوؤون االأرسى ال جتري على نسق<br />

واحد،‏ وال يتحكم فيها طرف دون طرف،‏ واإن رجحت كفة االأقوى فيما ميلى من الرشوط.‏<br />

وهذا االإمام حممد بن احلسن الشيباين ينص يف هذه املسألة بكالم دقيق،‏ يغني عن الرشح<br />

والبيان،‏ فقد تدرج يف بيان االأوىل تدرجاً‏ منصفاً،‏ يدل على فهم وعقل،‏ ودراية وعناية.‏<br />

وتبعه الرسخسي يف ‏رشحه لبعض عبارات اإمامه،‏ فقاال:‏ ‏)بَابُ‏ املْ‏ ‏ُفَادَاةِ‏ بِالأرصَ‏ ‏َاءِ‏ وَغَ‏ ريْ‏ ‏ِهِ‏ مْ‏<br />

مِ‏ نْ‏ االأمْ‏ وَالِ‏ : وَاإِذَا رَغِ‏ بَ‏ اأَهْ‏ لُ‏ احلْ‏ ‏َرْبِ‏ يفِ‏ مُ‏ فَادَاةِ‏ اأُسَ‏ ارَى املْ‏ ‏ُسْ‏ لِمِ‏ نيَ‏ بِملْ‏ ‏َالِ‏ فال يَنْبَغِ‏ ي لِلْمُ‏ ‏سْ‏ لِمِ‏ نيَ‏<br />

اأَنْ‏ يُفَادُوهُ‏ مْ‏ بِالأرصَ‏ ‏َاءِ،‏ وَال بِالْكُ‏ رَاعِ‏ وَالسِّ‏ الحِ‏ (. الأنَّ‏ مَ‏ نْفَعَتَهُ‏ مْ‏ يفِ‏ دَفْعِ‏ املْ‏ ‏َالِ‏ اإلَيْهِ‏ مْ‏ دُونَ‏<br />

مَ‏ نْفَعَتِهِ‏ مْ‏ يفِ‏ رَدِّ‏ املْ‏ ‏ُقَاتِلَةِ‏ اأَوْ‏ دَفْعِ‏ اآلَةِ‏ الْقِتَالِ‏ اإلَيْهِ‏ مْ.‏ اأَال تَرَى اأَنَّ‏ حَ‏ مْلَ‏ االأمْ‏ وَالِ‏ اإلَيْهِ‏ مْ‏ لِلتِّجَ‏ ارَةِ‏<br />

جَ‏ ائِزٌ،‏ وَحَ‏ مْلَ‏ السَّ‏ بْيِ‏ وَالْكُ‏ رَاعِ‏ وَالسِّ‏ الحِ‏ اإلَيْهِ‏ مْ‏ لِلتِّجَ‏ ارَةِ‏ حَ‏ رَامٌ.‏ ‏)وَاإِنْ‏ كَ‏ رِهُ‏ وا املْ‏ ‏ُفَادَاةَ‏ بِملْ‏ ‏َالِ‏<br />

وَرَغِ‏ بُوا فِ‏ يهِ‏ بِالْكُ‏ رَاعِ‏ وَالسِّ‏ الحِ‏ فَال يَنْبَغِ‏ ي لَهُ‏ مْ‏ اأَنْ‏ يُفَادُوهُ‏ مْ‏ بِالأُرصَ‏ ‏َاءِ(.‏ الأنَّ‏ حُ‏ كْمَ‏ دَفْعِ‏ الْكُ‏ رَاعِ‏<br />

وَالسِّ‏ الحِ‏ اإلَيْهِ‏ مْ‏ اأَهْ‏ وَنُ‏ مِ‏ نْ‏ حُ‏ كْمِ‏ رَدِّ‏ املْ‏ ‏ُقَاتِلَةِ‏ عَ‏ لَيْهِ‏ مْ،‏ اأَال تَرَى اأَنَّهُ‏ يَجِ‏ بُ‏ قَتْلُ‏ املْ‏ ‏ُقَاتِلَةِ‏ مِ‏ نْهُ‏ مْ‏ اإذَا<br />

متَ‏ ‏َكَّنَ‏ املْ‏ ‏ُسْ‏ لِمُ‏ ونَ‏ مِ‏ نْ‏ ذَلِكَ‏ ، وال يَجِ‏ بُ‏ اإتْالفُ‏ الْكُ‏ رَاعِ‏ وَالسِّ‏ الحِ‏ عَ‏ لَيْهِ‏ مْ.‏ ‏)فَإِنْ‏ كَ‏ رِهُ‏ وا ذَلِكَ‏ اأَيْضً‏ ا<br />

161


وجُ‏ وبُ‏ تَ‏ نْرِينْرِ‏ أَسنْ‏ رَى املُسنْ‏ لِمِ‏ نينْ‏ َ<br />

د.‏ غسان هِ‏ رماس<br />

فَحِ‏ ينَئِذٍ‏ يَجُ‏ وزُ‏ املْ‏ ‏ُفَادَاةُ‏ بِالأرصَ‏ ‏َاءِ.‏ وَلَوْ‏ رَغِ‏ بُوا يفِ‏ املْ‏ ‏ُفَادَاةِ‏ مبِ‏ ‏َالٍ‏ عَ‏ ظِ‏ يمٍ‏ فِ‏ يهِ‏ اإجْ‏ حَ‏ افٌ‏ بِملْ‏ ‏ُسْ‏ لِمِ‏ نيَ‏<br />

يفِ‏ بَيْتِ‏ مَ‏ الِهِ‏ مْ‏ فَإِنَّهُ‏ يَجُ‏ وزُ‏ مُ‏ فَادَاتُهُ‏ مْ‏ بِالأُرصَ‏ ‏َاءِ‏ دُونَ‏ املْ‏ ‏َالِ‏ .( )118( .<br />

وعليه،‏ فالأمر مرتوك لالإمام يقدره وفق مصلحة االأمة وما فيه خريها،‏ ويستشري فيه<br />

اأهل حربه ومشورته،‏ فإن راأى املصلحة يف مبادلة االأرسى بالأرسى فعل ذلك،‏ واإن راأى<br />

دفع املال الستنقاذهم دفع وال ترثيب عليه.‏<br />

● ‏●املفاداة العجيبة:‏<br />

وقد ال تقترص املفاداة على مبادلة االأرسى باملال اأو بأرسى مثلهم،‏ بل تتعدى ذلك<br />

اإىل ما له قيمة معنوية عند االأعداء،‏ كصليب اأو حتفة فنية،‏ اأو قطعة من القماش مَ‏ ‏سَّ‏ تْ‏ جسد<br />

نبي من االأنبياء،‏ اأو ‏صالحٍ‏ من الصلحاء،‏ اأو عظيم من العظماء.‏ ففي ‏سنة اإحدى وثالثني<br />

وثلثمائة ‏)‏‎331‎ه(‏ ورد كتاب ملك الروم اإىل خليفة املسلمني،‏ يطلب منه منديالً‏ بكنيسة<br />

الرها )119( ، كان املسيح قد مسح بها وجهه،‏ فصارت ‏صورة وجهه فيه،‏ واأنه متى وصل هذا<br />

املنديل يبعث من االأسارى خلقاً‏ كثرياً.‏ فأحرض اخلليفة العلماء فاستشارهم يف ذلك،‏ فمن<br />

قائل:‏ نحن اأحق بعيسى منهم،‏ ويف بعثه اإليهم عضاضة على املسلمني،‏ وَوَهَ‏ نٌ‏ يف الدِّين.‏<br />

فقال علي بن عيسى الوزير:‏ يا اأمري املوؤمنني اإنقاذ اأسارى املسلمني من اأيدي الكفار خري<br />

واأنفع للناس من بقاء ذلك املنديل بتلك الكنيسة.‏ فأمر اخلليفة بإرسال ذلك املنديل اإليهم<br />

وتخليص اأرسى املسلمني من اأيديهم )120( .<br />

اخلامتة:‏<br />

احلمد هلل الذي اأمتَّ‏ عليَّ‏ نعمته،‏ واأعانني على فتح هذا الباب وولوجه،‏ والكتابة فيه على<br />

‏ضعفي وقلة بضاعتي،‏ ولعل عاملاً‏ نشيطاً‏ يرى فيما كتبت حافزاً‏ ليكتب ويُجّ‏ وِّدَ‏ بأفضل مما<br />

كتبت،‏ وينصف االأرسى الذين قرصَّ‏ َ الكُ‏ لُّ‏ يف اإنصافهم وحتريرهم،‏ غري اأين يف ختام بحثي<br />

اأجد من الزم متامه اأن اأسجل بعض النتائج التي وقفت عليها:‏<br />

‏.‏‎1‎اإنَّ‏ 1 حترير االأرسى واجب على الكفاية،‏ يلزم الفرد كما يلزم احلاكم،‏ كل حسب طاقته<br />

وقدرته،‏ اإن قام به البعض ‏سقط عن الكل،‏ واإن تقاعس الكل اأثموا.‏<br />

‏.‏‎2‎ووجوب 2 حتريرهم مما اأجمعت عليه االأمة،‏ ومل يخالف فيه اأحد،‏ واأما القول<br />

باالستحباب فمرتبط مبسائل خاصة ال ميكن تعميم حكمها.‏<br />

‏.‏‎3‎وال 3 بد من تضافر كل اجلهود املمكنة للدفع باجتاه حترير االأرسى،‏ ‏سواء ما تعلق<br />

منها باحلاكم اأو املحكوم.‏<br />

162


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

‏.‏‎4‎كما 4 يجب استنهاض االأمة بكامل طاقاتها،‏ وكافة اأفرادها خلدمة هذه الرشيحة،‏<br />

‏سواء كانت يف االأرس اأو احلرية،‏ فحقها فوق كل احلقوق،‏ وفضلها يعلو على كل فضل.‏<br />

واملتقاعس عنها مقرص مفرط يف واجب يلزمه،‏ اأو خلق حسن يُجَ‏ مِّلُهُ.‏<br />

‏.‏‎5‎ويف 5 وضع كوضعنا وحال كحالنا،‏ ويف غياب الرعاية الكاملة،‏ والتغطية التامة<br />

لهذه الرشيحة العزيزة من اأمتنا،‏ ويف ظل العجز االقتصادي الذي يلف دول العامل االإسالمي<br />

والعربي،‏ ودفع كل واحد من املسلمني زكاة ماله على الوجه الذي يناسبه،‏ بعيداً‏ عن الدولة<br />

ودورها القدمي يف جمع الزكاة واإنفاقها يف وجوهها املتعددة،‏ ومنها فك االأرسى،‏ اأرى اأنَّ‏<br />

القول بجواز دفع جزء من زكاة املال لفك االأرسى واالإنفاق عليهم قولٌ‏ وجيه،‏ له اعتباره<br />

يف السياسة الرشعية ومستنده من االأدلة النصية وفقه العلماء لها.‏<br />

‏.‏‎6‎ثم 6 اإنَّ‏ حكم االأرسى من اأهل الذمة كحكم اأرسى املسلمني،‏ يجب استنقاذهم وبذل<br />

النفس واملال يف ذلك،‏ فقد اأعطيناهم ذمتنا على حمايتهم ورعايتهم،‏ فوجب علينا الوفاء<br />

مبا عاهدناهم عليه.‏<br />

‏.‏‎7‎وقضية 7 املفاداة باملال اأو االأرسى تخضع لراأي احلاكم وقراره،‏ وهو يقدره مع اأهل<br />

مشورته واأركان حربه.‏<br />

توصيات:‏<br />

‏.‏‎1‎‏رضورة 1 تفعيل قضية االأرسى اإعالمياً،‏ واستثارة الراأي العاملي يف ‏سبيل اإنهائها،‏<br />

نظراً‏ ملا يواجهه االأرسى من حياة بئيسة يف املعتقالت.‏<br />

‏.‏‎2‎تشكيل 2 وزارة فاعلة خاصة بالأرسى خاصة يف الدول التي يكرث اأرساها لدى<br />

االأعداء ، وهو ما تنبهت اإليه السلطة الفلسطينية فأفردت وزارة لالأرسى،‏ تعنى بسوؤونهم،‏<br />

وتقوم على توفري احتياجاتهم،‏ ومتابعة اأمورهم.‏<br />

‏.‏‎3‎ايجاد 3 ‏صندوق خاص جلمع جزء من اأموال الزكاة والصدقات لصالح االأرسى<br />

لتغطية احتياجاتهم واالإنفاق عليهم منه.‏<br />

‏.‏‎4‎اإنشاء 4 املوؤسسات االأهلية الداعمة،‏ التي تعنى بسوؤون االأرسى ‏سواء يف اأثناء<br />

اعتقالهم،‏ اأو بعد حتررهم،‏ ليلتقي جهد الدولة مع اجلهد الشعبي.‏<br />

‏.‏‎5‎وال 5 بأس ببعث واإحيائها بعض املوارد القدمية التي كانت تشكل رافداً‏ مالياً‏ لفك<br />

االأرسى واالإنفاق عليهم كالوقف والوصايا.‏ اأو استحداث موارد جديدة تساهم يف حتقيق<br />

هذا الهدف.‏<br />

واحلمد هلل رب العاملني<br />

163


وجُ‏ وبُ‏ تَ‏ نْرِينْرِ‏ أَسنْ‏ رَى املُسنْ‏ لِمِ‏ نينْ‏ َ<br />

د.‏ غسان هِ‏ رماس<br />

اهلوامش:‏<br />

‎1‎البخاري . 1 – ‏صحيح البخاري برقم )6951( يف كتاب االإكراه – باب ميني الرجل<br />

لصاحبه اأنه اأخوه )4/ 2173( ، والنيسابوري – ‏صحيح مسلم برقم )2564( يف كتاب<br />

الرب والصلة – باب يف حترمي ظلم املسلم )4/ 291- 292( بنحوه.‏<br />

164<br />

‎2‎الكاساين-‏ . 2 بدائع الصنائع /7( ) 178 .<br />

‎3‎البخاري . 3 – ‏صحيح البخاري برقم )26( يف كتاب االإميان – باب من قال اإن االإميان<br />

هو العمل )1/ 33( وبرقم )1519( يف كتاب احلج – فضل احلج املربور )1/ 454( ،<br />

والنيسابوري – ‏صحيح مسلم برقم )83( يف كتاب االإميان – باب كون االإميان باهلل<br />

تعاىل اأفضل االأعمال )1/ 95( .<br />

‎4‎البخاري . 4 – ‏صحيح البخاري برقم )2786( يف كتاب اجلهاد – باب اأفضل الناس<br />

موؤمن يجاهد بنفسه وماله يف ‏سبيل اهلل )2/ 862( وبرقم )6494( يف كتاب الرقاق<br />

– باب العزلة راحة من خُ‏ الط السوء )4/ 2036( ، والنيسابوري – ‏صحيح مسلم برقم<br />

)1888( يف كتاب االإمارة – باب فضل اجلهاد والرباط )3/ 364( .<br />

‎5‎الرتمذي . 5 – ‏سنن الرتمذي برقم )1631( يف كتاب فضائل اجلهاد – باب ما جاء يف<br />

فضل النفقة يف ‏سبيل اهلل )3/ 233( وقال:‏ حديث حسن،‏ والنسائي-‏ السنن الصغرى<br />

برقم )3183( يف كتاب اجلهاد – فضل النفقة يف ‏سبيل اهلل تعاىل )6/ 49( .<br />

‎6‎البخاري . 6 – ‏صحيح البخاري برقم )2892( يف كتاب اجلهاد والسري–‏ باب فضل رباط<br />

يوم يف ‏سبيل اهلل )2/ 892( .<br />

‎7‎النيسابوري . 7 – ‏صحيح مسلم برقم )1913( يف كتاب االإمارة – باب الرباط يف ‏سبيل<br />

اهلل عز وجل )3/ 381( .<br />

‎8‎البخاري-‏ . 8 ‏صحيح البخاري برقم )7463( يف كتاب التوحيد – باب قول اهلل تعاىل<br />

‏)قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي(‏ )4/ 2330( ، والنيسابوري – ‏صحيح مسلم برقم<br />

)1876( يف كتاب االإمارة – باب فضل اجلهاد واخلروج يف ‏سبيل اهلل )3/ 356( .<br />

9 باب املشي اإىل اجلمعة<br />

. ‎9‎البخاري-‏ ‏صحيح البخاري برقم )907( يف كتاب اجلمعة –<br />

. )270 /1(


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

‎1010‎النسائي-‏ السنن الصغرى برقم )3107( يف كتاب اجلهاد – باب فضل من عمل يف<br />

‏سبيل اهلل على قدمه )6/ 14( وصححه االألباين يف ‏صحيح اجلامع الصغري برقم<br />

. )1262 /2( )7616(<br />

11 اإشارة اإىل احلديث الذي رواه البخاري – ‏صحيح البخاري برقم )647 ) يف كتاب االأذان<br />

– باب فضل ‏صالة اجلماعة )1/ 207( والنيسابوري – ‏صحيح مسلم برقم )272/<br />

649( يف كتاب املساجد ومواضع الصالة – باب فضل ‏صالة اجلماعة وانتظار الصالة<br />

. )476 /1(<br />

‎1212‎الفريوزاآبادي-‏ القاموس املحيط )1/ ) 438 مادة ‏)اأرس(‏ .<br />

‎1313‎اجلوهري-‏ الصحاح /2( )578 ، ابن منظور-‏ لسان العرب /4( ) 19 .<br />

‎1414‎االأزهري-‏ معجم تهذيب اللغة )1/ 159( ، ابن منظور-‏ لسان العرب )4/ ) 19 ،<br />

الزبيدي-‏ تاج العروس )6/ 23( .<br />

165<br />

‎1515‎تاج العروس /6( ) 23 .<br />

‎1616‎ابن منظور-‏ لسان العرب )4/ 19( ، الزبيدي-‏ تاج العروس )6/ ) 23 .<br />

‎1717‎انظر اخلطابي-‏ غريب احلديث )3/ ) 265 .<br />

1<br />

‎1818‎البخاري – ‏صحيح البخاري برقم )3046 ) يف كتاب اجلهاد والسري-‏ باب فكاك االأسري<br />

)2/ 937( 936- ، وبرقم )7173( خمترصاً،‏ يف كتاب االأحكام – باب اإجابة احلاكم<br />

الدعوة )4/ 2243( ونصه:‏ فكوا العاين واأجيبوا الداعي.‏<br />

‎1919‎عبدالكرمي الزيد-‏ مقدمة يف القانون الدويل االإنساين يف االإسالم ‏)ص‎34‎ ) .<br />

‎2020‎الطرباين-‏ املعجم الصغري،‏ فيمن اسمه حصني )1/ ) 151 وقال:‏ مل يروه عن زيد اإال<br />

هشام،‏ وال عنه اإال بكر بن ‏صدقة اجلدي،‏ تفرد به اأيوب بن ‏سليمان،‏ وال يروى عن رسول<br />

اهلل ‏صلى اهلل عليه وسلم اإال بهذا االإسناد.‏ وقال الهيثمي يف جممع الزوائد )5/ 332(:<br />

رواه الطرباين يف الصغري وفيه اأيوب بن اأبي حجر،‏ قال اأبو حامت:‏ اأحاديثه ‏صحاح،‏<br />

وضعفه االأزدي،‏ وبقية رجاله ثقات.‏<br />

وقال ابن اأبي حامت الرازي يف اجلرح والتعديل )1/ 249( يف ترجمة اأيوب بن ‏سليمان<br />

بن اأبي حجر االأيلي:‏ ‏سألت اأبي واأبا زرعة عنه فقاال:‏ ال نعرفه.‏ وقال اأبي:‏ هذه االأحاديث<br />

التي رواها ‏صحاح.‏


وجُ‏ وبُ‏ تَ‏ نْرِينْرِ‏ أَسنْ‏ رَى املُسنْ‏ لِمِ‏ نينْ‏ َ<br />

د.‏ غسان هِ‏ رماس<br />

وقد ‏ضعفه االألباين يف ‏ضعيف اجلامع الصغري برقم )5721( ‏)ص‎824‎‏(‏ . واأورده<br />

احللبي ومن معه يف موسوعة االأحاديث واالآثار الضعيفة واملوضوعة برقم )25494(<br />

. )136 /10(<br />

‎2121‎اأبو يوسف-‏ اخلراج ‏)ص‎196‎ ) ، ابن اأبي ‏شيبة-‏ املصنف يف االأحاديث واالآثار برقم<br />

)33253( يف كتاب اجلهاد-‏ باب يف الفداء من راآه وفعله )6/ 496( , وذكره ابن<br />

النحاس يف مشارع االأشواق )2/ 831( .<br />

222 قطب-‏ يف ظالل القراآن /2( ) 708 .<br />

‎2323‎املرغيناين-‏ الهداية ‏رشح بداية املبتدي )2/ ) 847 .<br />

‎2424‎ابن جنيم-‏ البحر الرائق ‏رشح كنز الدقائق )5/ ) 78 وابن عابدين-‏ حاشية ابن عابدين<br />

. )126 /4(<br />

‎2525‎الشيباين-‏ السري الكبري /1( -144 145 ) .<br />

‎2626‎القرايف-‏ الذخرية /3( )221 ، ابن العربي-‏ اأحكام القراآن /1( ) 459 .<br />

‎2727‎النمري-‏ الكايف /1( ) 471 .<br />

‎2828‎الغزايل-‏ الوسيط يف املذهب )7/ ) 13 .<br />

‎2929‎السُّ‏ لَمي-‏ اأحكام اجلهاد وفضائله ‏)ص‎97‎ ) .<br />

‎3030‎املقدسي-‏ املغني /8( ) 445 .<br />

‎3131‎الطرباين-‏ املعجم الكبري برقم )11274( )11/ 133- 134 ) بلفظ:‏ اإنَّ‏ اهلل عز وجل<br />

جتاوز الأمتي عن اخلطأ والنسيان وما استكرهوا عليه.‏ وصححه االألباين يف ‏صحيح<br />

اجلامع الصغري برقم )3515( )1/ 659( . وانظر تعليق العسقالين عليه يف تلخيص<br />

احلبري /1( -281 )283 ، واالألباين يف اإرواء الغليل برقم )82( /1( )123 .<br />

‎3232‎ابن حزم-‏ املحلى بالآثار )5/ 364( مسأله رقم )934 ) .<br />

333 الرسخسي-‏ ‏رشح كتاب السري الكبري /1( -144 146 ) .<br />

‎3434‎املقدسي-‏ املغني /8( -444 445 ) .<br />

‎3535‎ابن النحاس-‏ مشارع االأشواق )2/ ) 829 .<br />

‎3636‎النووي-‏ روضة الطالبني /10( -294 295 ) .<br />

166


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

‎3737‎العسقالين-‏ فتح الباري /6( ) 279 .<br />

‎3838‎اخلطيب الرشبيني-‏ مغني املحتاج )4/ ) 291 .<br />

‎3939‎ابن امللقن-‏ عجالة املحتاج )4/ ) 1702 .<br />

‎4040‎تقدم يف ‏)ص‎6‎ ) .<br />

41 41 رِبْعَتهم:‏ اأي على استقامتهم،‏ يريد اأنهم على اأمرهم الذي كانوا عليه.‏ ورِباعة الرجل:‏<br />

‏شأنه وحاله التي هو رابعٌ‏ عليها:‏ اأي ثابت مقيم.‏ ابن االأثري-‏ النهاية يف غريب احلديث<br />

. )189 /2(<br />

‎4242‎املعافري-‏ السرية النبوية )2/ 97( وابن حنبل – مسند اأحمد بن حنبل برقم )2443 )<br />

)3/ 113( وابن اأبي ‏شيبة-‏ املصنف برقم )33252( يف كتاب اجلهاد – باب يف الفداء<br />

من راآه وفعله )6/ 496( خمترصاً،‏ ونصه:‏ اأن النبي ‏صلى اهلل عليه وسلم كتب كتاباً‏<br />

بني املهاجرين واالأنصار:‏ اأن يعقلوا معاقلهم،‏ واأن يفدوا عانيهم باملعروف،‏ واالإصالح<br />

بني الناس.‏ وصحح اإسناده الشيخ اأحمد ‏شاكر رحمه اهلل.‏<br />

‎4343‎البخاري-‏ ‏صحيح البخاري برقم )3047( يف كتاب اجلهاد والسري – باب فكاك االأسري<br />

. )937 /2(<br />

444 انظرها يف املبحث الثالث يف املفاداة.‏<br />

‎4545‎العسقالين-‏ فتح الباري /6( ) 279 .<br />

‎4646‎ابن بطال-‏ ‏رشح ‏صحيح البخاري )5/ ) 210 .<br />

‎4747‎الهيثمي-‏ حتفة املحتاج /9( ) 237 .<br />

‎4848‎ابن النحاس-‏ مشارع االأشواق )2/ ) 828 .<br />

‎4949‎ابن النحاس-‏ مشارع االأشواق )2/ ) 829 .<br />

‎5050‎القرضاوي-‏ فقه اجلهاد /2( ) 868 .<br />

‎5151‎زيدان-‏ املفصل يف اأحكام املراأة والبيت املسلم )4/ ) 400 .<br />

52 ‏صحيح البخاري<br />

‎52‎ابن العربي-‏ اأحكام القراآن )2/ 956( ، وروى احلديث البخاري –<br />

برقم )2843( يف كتاب اجلهاد والسري – باب فضل من جهز غازيا )2/ 879( ،<br />

والنيسابوري – ‏صحيح مسلم برقم )1895( يف كتاب االمارة – باب فضل اإعانة<br />

الغازي يف ‏سبيل اهلل )3/ 368( .<br />

167


وجُ‏ وبُ‏ تَ‏ نْرِينْرِ‏ أَسنْ‏ رَى املُسنْ‏ لِمِ‏ نينْ‏ َ<br />

د.‏ غسان هِ‏ رماس<br />

‎5353‎ابن العربي-‏ اأحكام القراآن )2/ ) 955 .<br />

‎5454‎ابن حزم-‏ مراتب االإجماع ‏)ص‎122‎ ) .<br />

555 القرضاوي-‏ فقه اجلهاد /2( ) 869 .<br />

‎5656‎اخلطيب الرشبيني-‏ مغني املحتاج )4/ ) 281 .<br />

‎5757‎اخلطيب الرشبيني-‏ مغني املحتاج )4/ ) 320 .<br />

‎5858‎القرضاوي-‏ فقه اجلهاد /2( ) 868 .<br />

‎5959‎الرسخسي-‏ ‏رشح كتاب السري الكبري )1/ ) 145 .<br />

‎6060‎النووي-‏ روضة الطالبني /10( ) 295 .<br />

‎6161‎النووي-‏ روضة الطالبني /10( ) 216 .<br />

‎6262‎الشيباين-‏ السري الكبري /1( -92 93 ) .<br />

‎6363‎القرطبي-‏ اجلامع الأحكام القراآن )7/ ) 330 .<br />

‎6464‎ابن العربي-‏ اأحكام القراآن )2/ ) 887 .<br />

‎6565‎اأردبيل:‏ من اأشهر مدن اإقليم اأذربيجان،‏ تقع بالقرب من الساحل اجلنوبي الغربي لبحر<br />

قزوين،‏ وكانت حتى ‏صدر العهد العباسي عاصمة االإقليم.‏ من كتاب تعريف بالأماكن<br />

الواردة يف البداية والنهاية البن كثري )1/ 21( .<br />

666 ابن كثري-‏ البداية والنهاية /9( ) 215 .<br />

‎6767‎ابن العربي-‏ اأحكام القراآن /2( -955 956 ) .<br />

‎6868‎ابن كثري-‏ البداية والنهاية )10/ 206- 208 ) ، ابن االأثري-‏ الكامل يف التاريخ<br />

. )480 /6(<br />

‎6969‎ابن النحاس-‏ مشارع االأشواق )2/ ) 837 .<br />

‎7070‎ابن كثري-‏ البداية والنهاية )12/ ) 250 .<br />

‎7171‎ابن كثري-‏ البداية والنهاية )12/ ) 249 .<br />

‎7272‎ابن كثري-‏ البداية والنهاية )10/ ) 138 .<br />

73 73 مروة:‏ وجمعها مرو،‏ وهي حجارة بيض براقة تكون فيها النار وتقدح منها.‏ ابن<br />

منظور-‏ لسان العرب )15/ 275( .<br />

168


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

‎7474‎املعافري-‏ السرية النبوية )2/ 80( وانظر خرب اأرسهما فيه )2/ 78- 80 ) .<br />

‎7575‎انظر املاوردي-‏ االأحكام السلطانية ‏)ص‎50‎ ) .<br />

‎7676‎انظر املعافري-‏ السرية النبوية )2/ ) 200 .<br />

77 اخلراساين-‏ ‏سنن ‏سعيد بن منصور برقم )2821( – يف كتاب اجلهاد-‏ باب ما جاء يف<br />

الفداء )2/ 293( . واإسناده ‏ضعيف،‏ فيه:‏ اإسماعيل بن عياش ‏صدوق يف روايته عن اأهل<br />

بلده،‏ خملط يف غريهم.‏ العسقالين-‏ تقريب التهذيب )1/ 98( وروايته هنا عن غري اأهل<br />

بلده.‏ واأما عبدالرحمن بن زياد بن اأنعم ‏ضعيف يف حفظه.‏ العسقالين-‏ تقريب التهذيب<br />

)1/ 569( ، واحلديث فوق ذلك مرسل،‏ فحبان بن اأبي جبلة ثقة من الثالثة مات ‏سنة<br />

اثنتني وقيل خمس وعرشين ومائة.‏ العسقالين-‏ تقريب التهذيب )1/ 181( .<br />

169<br />

7<br />

‎7878‎اأبو يوسف – اخلراج ‏)ص‎196‎ ) ، ابن اأبي ‏شيبة-‏ املصنف يف االأحاديث واالآثار بر قم<br />

)33262( يف كتاب احلج – باب يف فكاك االأرسى على من هو )6/ 497( .<br />

‎7979‎ابن اأبي ‏شيبة-‏ املصنف يف االأحاديث واالآثار برقم )33263 ) يف كتاب اجلهاد-‏ باب<br />

يف فكاك االأرسى على من هو )6/ 497( .<br />

‎8080‎ابن ‏سعد-‏ الطبقات الكربى )5/ ) 350 ، وابن اأبي ‏شيبة-‏ املصنف يف االأحاديث واالآثار<br />

برقم )33248( يف كتاب اجلهاد-‏ باب يف الفداء من راآه وفعله )6/ 496( ، والنووي-‏<br />

تهذيب االأسماء واللغات )2/ 339( .<br />

‎8181‎ابن اجلوزي-‏ ‏سرية عمر بن عبدالعزيز ‏)ص‎82‎ ) .<br />

‎8282‎ابن ‏سعد-‏ الطبقات الكربى )5/ ) 369 .<br />

‎8383‎اخلراساين-‏ ‏سنن ‏سعيد بن منصور برقم )2819( – يف كتاب اجلهاد-‏ باب ما جاء يف<br />

الفداء /2( )293 .<br />

‎8484‎ابن بطال-‏ ‏رشح ‏صحيح البخاري )5/ ) 210 .<br />

‎8585‎ابن حزم-‏ مراتب االإجماع ‏)ص‎122‎ ) .<br />

‎8686‎الرسخسي-‏ املبسوط /30( ) 271 .<br />

‎8787‎النووي-‏ روضة الطالبني /10( ) 216 .<br />

888 اأبو يوسف-‏ اخلراج ‏)ص‎200‎ ) .<br />

‎8989‎ابن العربي-‏ اأحكام القراآن )1/ ) 459 .


وجُ‏ وبُ‏ تَ‏ نْرِينْرِ‏ أَسنْ‏ رَى املُسنْ‏ لِمِ‏ نينْ‏ َ<br />

د.‏ غسان هِ‏ رماس<br />

‎9090‎املريَّة:‏ الناقة الغزيرة الدَّرِّ،‏ من املَرْي وهو احللب.‏ ابن االأثري-‏ النهاية يف غريب احلديث<br />

/4( )323 ، الزخمرشي-‏ الفائق /3( )236 .<br />

‎9191‎النقيع:‏ موضع قرب املدينة كان لرسول اهلل ‏صلى اهلل عليه وسلم ، حماه خليله.‏ احلموي-‏<br />

معجم البلدان /5( )348 .<br />

‎9292‎املعافري-‏ السرية النبوية )2/ 201- 202 ) بترصف.‏<br />

‎9393‎اسم ناقة رسول اهلل ‏صلى اهلل عليه وسلم.‏<br />

‎9494‎النيسابوري-‏ ‏صحيح مسلم برقم )1641( يف كتاب النذر – باب ال وفاء لنذر يف<br />

معصية /3( -117 )118 .<br />

‎9595‎النووي-‏ ‏رشح النووي على ‏صحيح مسلم )6/ ) 100 .<br />

‎9696‎ابن ‏سعد-‏ الطبقات الكربى )5/ ) 354 .<br />

‎9797‎العنق من الناس:‏ اجلماعة الكثرية من الناس.‏ ابن منظور-‏ لسان العرب )10/ ) 273<br />

مادة عنق.‏<br />

‎9‎النيسابوري-‏ 898 ‏صحيح مسلم برقم )1755 ) يف كتاب اجلهاد والسري-‏ باب التنفيل<br />

وفداء املسلمني بالأرسى /3( -232 )233 .<br />

‎9‎النووي-‏ 999 ‏رشح النووي على ‏صحيح مسلم )6/ ) 288 .<br />

‎10100‎املقدسي-‏ املغني /8( ) 376 .<br />

‎10101‎املقدسي-‏ املغني /8( -376 377 ) .<br />

‎10102‎اخلراساين-‏ ‏سنن ‏سعيد بن منصور برقم )2822( – يف كتاب اجلهاد-‏ باب ما جاء<br />

يف الفداء /2( -293 )294 .<br />

‎10103‎ابن تيمية-‏ جمموع الفتاوى )28/ ) 336 .<br />

‎10104‎ابن كثري-‏ البداية والنهاية )10/ ) 219 .<br />

105 10 طرسوس:‏ ثغر من اأهم الثغور االإسالمية يف منطقة ‏)كليكيا(‏ بني نهري ‏سيحان<br />

وجيحان،‏ ويشقها نهر ‏)الربدان(‏ وقد ظلت من اأكرب الثغور حتى استوىل عليها<br />

الروم ‏سنة 354 ه وظلت بيدهم حتى ‏سنة 623 ه،‏ دفن فيها اخلليفة املأمون.‏<br />

وهي اليوم من مدن اجلمهورية الرتكية.‏ تعريف بالأماكن الواردة يف البداية<br />

والنهاية البن كثري )2/ 121( .<br />

170


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

‎10106‎ابن كثري-‏ البداية والنهاية )10/ ) 222 .<br />

‎10107‎ابن كثري-‏ البداية والنهاية )10/ ) 251 .<br />

‎10108‎ابن كثري-‏ البداية والنهاية )11/ ) 57 .<br />

‎10109‎اخلطيب البغدادي-‏ اجلامع الأخالق الراوي واآداب السامع برقم )1514( )2 /<br />

.)221<br />

‎11110‎التنوخي-‏ نشوار املحارضة /1( ) 190 .<br />

‎11111‎برانس جمع بُرْنُس،‏ وهو قلنسوة طويلة،‏ اأو كل ثوب راأسه منه.‏ الفريوزاآبادي –<br />

القاموس املحيط /2( )226 .<br />

‎11112‎ابن كثري-‏ البداية والنهاية )12/ ) 223 .<br />

‎11113‎ابن كثري-‏ البداية والنهاية )12/ ) 225 .<br />

‎11114‎الكرج:‏ اسم كان يطلقه العرب واملسلمون يف العصور السابقة على االأراضي الواقعة<br />

يف جمهورية جورجيا احلالية،‏ وعاصمتها تبليسي،‏ وكانت تشتهر بتفليس.‏<br />

http:// wikipedia.org/ wiki.<br />

‎11115‎ابن كثري-‏ البداية والنهاية )13/ ) 45 .<br />

‎11116‎العسقالين-‏ فتح الباري /6( ) 279 .<br />

‎11117‎ابن بطال-‏ ‏رشح ‏صحيح البخاري )5/ ) 210 .<br />

‎11118‎الرسخسي-‏ ‏رشح كتاب السري الكبري )4/ 343- 344 ) .<br />

‎11119‎الرها:‏ مدينة بيزنطية تقع يف اجلزيرة ‏شمايل حران عند منابع اأحد روافد نهر البليخ<br />

وكان اسمها اليوناين ‏)كلرهو )callrho فسماها العرب الرها وهي حتريف السمها<br />

اليوناين،‏ وهي اليوم من بالد تركيا وتسمى اأورفة.‏ تعريف بالأماكن الواردة يف<br />

البداية والنهاية البن كثري )1/ 181( .<br />

‎12120‎ابن كثري-‏ البداية والنهاية )11/ ) 153 .<br />

171


وجُ‏ وبُ‏ تَ‏ نْرِينْرِ‏ أَسنْ‏ رَى املُسنْ‏ لِمِ‏ نينْ‏ َ<br />

د.‏ غسان هِ‏ رماس<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

‏.‏‎1‎االأزهري،‏ 1 حممد بن اأحمد-‏ معجم تهذيب اللغة-‏ حتقيق رياض قاسم-‏ دار املعرفة-‏<br />

بريوت/‏ لبنان – ط االأوىل‎2001‎م.‏<br />

2 االألباين،‏ حممد نارص الدين:‏<br />

. أاإرواء الغليل يف تخريج اأحاديث منار السبيل – املكتب االإسالمي – بريوت/‏<br />

لبنان–‏ ط االأوىل ‎1979‎م.‏<br />

172<br />

2.<br />

‏.بصحيح اجلامع الصغري وزيادته ‏)الفتح الكبري(‏ - املكتب االإسالمي-‏ بريوت-‏ ط<br />

الثانية ‎1988‎م.‏<br />

3 بريوت/‏<br />

– 4<br />

7 بريوت/‏<br />

5.<br />

6.<br />

8.<br />

9.<br />

10<br />

‏.تضعيف اجلامع الصغري وزيادته ‏)الفتح الكبري(‏ - املكتب االإسالمي-‏ بريوت-‏ ط<br />

الثانية ‎1988‎م.‏<br />

. ‎3‎ابن االأثري،‏ علي بن حممد بن حممد الشيباين-‏ الكامل يف التاريخ – دار الفكر –<br />

لبنان-‏ ط ‎1982‎ه .<br />

. ‎4‎ابن االأثري،‏ املبارك بن حممد اجلزري-‏ النهاية يف غريب احلديث واالأثر-‏ دار الفكر<br />

بريوت/‏ لبنان – ط االأوىل ‎1997‎م.‏<br />

5 البخاري،‏ حممد بن اإسماعيل-‏ ‏صحيح البخاري-‏ حتقيق الشيخ حممد علي القطب<br />

وهشام البخاري-‏ املكتبة العرصية-‏ ‏صيدا/‏ لبنان – ط ‎2010‎م.‏<br />

6 ابن بطال،‏ علي بن خلف بن عبد امللك البكري القرطبي-‏ ‏رشح ‏صحيح البخارى-‏ حتقيق<br />

اأبي متيم يارس بن اإبراهيم-‏ مكتبة الرشد-‏ السعودية/‏ الرياض – ط الثانية ‎2003‎م.‏<br />

. ‎7‎الرتمذي،‏ حممد بن عيسى-‏ ‏سنن الرتمذي-‏ حتقيق اأحمد ‏شاكر – دار الفكر –<br />

لبنان-‏ ط ‎1994‎م.‏<br />

8 التنوخي،‏ املحسِّ‏ ن بن علي بن حممد البرصي-‏ نشوار املحارضة واأخبار املذاكرة-‏<br />

حتقيق مصطفى حسني عبد الهادي-‏ دار الكتب العلمية-‏ بريوت/‏ لبنان – ط االأوىل<br />

2004 م.‏<br />

9 ابن تيمية،‏ اأحمد بن عبداحلليم احلراين-‏ جمموعة الفتاوى-‏ اعتنى بها وخرج اأحاديثها<br />

عامر اجلزار واأنور الباز – دار الوفاء،‏ املنصورة/‏ مرص.‏ ومكتبة العبيكان،‏ الرياض/‏<br />

السعودية – ط الثانية ‎1998‎م.‏<br />

10 اجلوهري،‏ اإسماعيل بن حماد-‏ الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية-‏ حتقيق اأحمد<br />

عبدالغفور عطار-‏ ط الثالثة ‎1984‎م .


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

11 ابن اجلوزي،‏ عبدالرحمن بن علي-‏ ‏سرية عمر بن عبدالعزيز – ب م ن-‏ ب ت ن.‏<br />

12 احللبي،‏ علي حسن واآخرون-‏ موسوعة االأحاديث واالآثار الضعيفة واملوضوعة-‏ مكتبة<br />

املعارف للنرش والتوزيع-‏ الرياض/‏ السعودية – ط االأوىل ‎1999‎م.‏<br />

‎1313‎احلموي،‏ ياقوت بن عبداهلل-‏ معجم البلدان – حتقيق فريد اجلندي-‏ دار الكتب العلمية<br />

– بريوت/‏ لبنان – ب.ت.ن.‏<br />

14 ابن اأبي حامت الرازي،‏ عبدالرحمن بن حممد بن اإدريس-‏ اجلرح والتعديل-‏ مطبعة<br />

جملس دائرة املعارف العثمانية-‏ حيدر اآباد الدكن/‏ الهند – ط االأوىل ‎1952‎م.‏<br />

‎1515‎ابن حزم،‏ علي بن اأحمد بن ‏سعيد االأندلسي الظاهري<br />

173<br />

1<br />

12<br />

14<br />

. أاملحلى بالآثار–‏ حتقيق عبدالغفار البنداري – دار الكتب العلمية – بريوت/‏<br />

لبنان–‏ ب.ت.ن.‏<br />

‏.بمراتب االإجماع يف العبادات واملعامالت واالعتقادات-‏ دار الكتب العلمية –<br />

بريوت/‏ لبنان – ب.ت.ن.‏<br />

‎16‎ابن حنبل،‏ اأحمد بن حممد-‏ مسند االإمام اأحمد بن حنبل–‏ حتقيق اأحمد حممد ‏شاكر<br />

دار احلديث – القاهرة/‏ مرص – ط االأوىل ‎1995‎م.‏<br />

17 اخلراساين،‏ ‏سعيد بن منصور بن ‏شعبة املكي-‏ ‏سنن ‏سعيد بن منصور-‏ حتقيق حبيب<br />

الرحمن االأعظمي – دار الكتب العلمية-‏ بريوت/‏ لبنان-‏ ط ‎1387‎ه.‏<br />

18 اخلطابي،‏ حمد بن حممد-‏ غريب احلديث-‏ حتقيق عبدالكرمي العزباوي-‏ من منشورات<br />

جامعة اأم القرى-‏ مكة املكرمة-‏ ط‎1983‎م.‏<br />

19 اخلطيب البغدادي،‏ اأحمد بن علي-‏ اجلامع الأخالق الراوي واآداب السامع-‏ حتقيق حممد<br />

عجاج اخلطيب-‏ موؤسسة الرسالة-‏ بريوت/‏ لبنان-‏ ط الثانية ‎1994‎م.‏<br />

‎2020‎اخلطيب الرشبيني،‏ حممد-‏ مغني املحتاج اإىل معرفة معاين األفاظ املنهاج – اعتنى به<br />

حممد خليل عيتاين-‏ دار املوؤيد – الرياض/‏ السعودية–‏ ط االأوىل ‎1997‎م.‏<br />

21 الزبيدي،‏ السيد حممد مرتضى احلسيني الواسطي احلنفي-‏ تاج العروس من جواهر<br />

القاموس-‏ حتقيق علي ‏شريي-‏ دار الفكر-‏ بريوت/‏ لبنان-‏ ط ‎1994‎م.‏<br />

22 الزخمرشي،‏ حممود بن عمر-‏ الفائق يف غريب احلديث-‏ تعليق اإبراهيم ‏شمس الدين-‏<br />

دار الكتب العلمية – بريوت/‏ لبنان – ط االأوىل ‎1996‎م.‏<br />

‎23‎زيدان،‏ عبدالكرمي-‏ املفصل يف اأحكام املراأة والبيت املسلم يف الرشيعة االإسالمية<br />

موؤسسة الرسالة – بريوت/‏ لبنان-‏ ط الثالثة ‎1997‎م.‏<br />

– 16<br />

– 23<br />

17<br />

18<br />

19<br />

21<br />

2


وجُ‏ وبُ‏ تَ‏ نْرِينْرِ‏ أَسنْ‏ رَى املُسنْ‏ لِمِ‏ نينْ‏ َ<br />

د.‏ غسان هِ‏ رماس<br />

26 بريوت/‏<br />

174<br />

25<br />

27<br />

28<br />

29<br />

30<br />

31<br />

32<br />

3<br />

‎2424‎الرسخسي،‏ حممد بن اأحمد-‏ ‏رشح كتاب السري الكبري-‏ حتقيق حممد حسن الشافعي-‏<br />

دار الكتب العلمية – بريوت/‏ لبنان – ط االأوىل ‎1997‎ه.‏<br />

25 السُّ‏ لَمِ‏ ي،‏ عِ‏ زالدين عبد العزيز بن عبد السالم-‏ اأَحكام اجلهاد وفضائله-‏ حتقيق نزيه كمال<br />

حماد-‏ مكتبة دار الوفاء للنرش والتوزيع – جدة/‏ السعودية-‏ ط االأوىل ‎1986‎م.‏<br />

‎26‎ابن ‏سعد،‏ حممد كاتب الواقدي - الطبقات الكربى-‏ دار ‏صادر و دار بريوت –<br />

لبنان-‏ ط ‎1960‎م .<br />

27 الشيباين،‏ حممد بن احلسن-‏ السري الكبري ‏)مع ‏رشحه لالإمام حممد بن اأحمد الرسخسي(‏<br />

- حتقيق حممد حسن الشافعي-‏ دار الكتب العلمية – بريوت/‏ لبنان – ط االأوىل<br />

‎1997‎ه.‏<br />

28 ابن اأبي ‏شيبة،‏ عبداهلل بن حممد-‏ املصنف يف االأحاديث واالآثار-‏ حتقيق كمال احلوت-‏<br />

دار التاج-‏ بريوت/‏ لبنان-‏ ط االأوىل ‎1989‎م.‏<br />

29 الطرباين،‏ ‏سليمان بن اأحمد:‏<br />

. أاملعجم الصغري-‏ دار الكتب العلمية-‏ بريوت-‏ ط‎1983‎م-‏<br />

‏.باملعجم الكبري-‏ حتقيق حمدي عبد املجيد السلفي – مكتبة ابن تيمية – القاهرة/‏<br />

مرص – ط الثانية ‎1983‎م.‏<br />

30 عبدالكرمي الزيد،‏ زيد-‏ مقدمة يف القانون الدويل االإنساين يف االإسالم-‏ من منشورات<br />

اللجنة الدولية للصليب االأحمر-‏ ب.ت.ن.‏<br />

31 العسقالين،‏ اأحمد بن علي بن حجر:‏<br />

. أتقريب التهذيب-‏ حتقيق مصطفى عطا – دار الكتب العلمية – بريوت/‏ لبنان – ط<br />

االأوىل‎1993‎م.‏<br />

‏.بتلخيص احلبري يف تخريج اأحاديث الرافعي الكبري – ‏صححه عبداهلل هاشم<br />

اليماين-‏ دار املعرفة – بريوت/‏ لبنان – ب.ت.ن.‏<br />

‏.تفتح الباري برشح ‏صحيح البخاري-‏ حتقيق الشيخ عبدالعزيز بن باز-‏ دار الفكر-‏<br />

بريوت/‏ لبنان – ط ‎1996‎م.‏<br />

32 ابن عابدين،‏ حممد اأمني-‏ حاشية ابن عابدين ‏)حاشية رد املختار على الدر املختار<br />

‏رشح تنوير االأبصار(‏ – دار الفكر – بريوت/‏ لبنان – ط ‎2000‎م.‏ من ‏ضمن كتب<br />

املكتبة الشاملة.‏<br />

33 ابن العربي،‏ حممد بن عبداهلل-‏ اأحكام القراآن-‏ حتقيق علي حممد البجاوي-‏ دار املعرفة<br />

– بريوت/‏ لبنان-‏ ب ت ن.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

‎3434‎الغزايل،‏ حممد بن حممد-‏ الوسيط يف املذهب-‏ حتقيق اأحمد حممود اإبراهيم وحممد<br />

حممد تامر – دار السالم-‏ القاهرة/‏ مرص – ط االأوىل ‎1997‎م.‏<br />

‎35‎الفريوزاآبادي،‏ حممد بن يعقوب-‏ القاموس املحيط – حتقيق جمدي السيد –<br />

التوفيقية – القاهرة/‏ مرص – ب.‏ ت.‏ ن.‏<br />

36 القرايف ، اأحمد بن اإدريس الصنهاجي املرصي-‏ الذخرية يف فروع املالكية-‏ حتقيق<br />

اأحمد عبدالرحمن – دار الكتب العلمية – بريوت/‏ لبنان – ط االأوىل ‎2001‎م.‏<br />

‎3737‎القرضاوي،‏ يوسف عبداهلل-‏ فقه اجلهاد – مكتبة وهبة – القاهرة/‏ مرص-‏ ط االأوىل<br />

‎2009‎م.‏<br />

38 القرطبي،‏ حممد بن اأحمد االأنصاري-‏ اجلامع الأحكام القراآن-‏ ‏ضبطه ‏صدقي جميل<br />

العطار-‏ دار الفكر-‏ بريوت/‏ لبنان – ط االأوىل ‎1999‎م.‏<br />

‎39‎قطب،‏ ‏سيد-‏ يف ظالل القراآن – دار الرشوق – بريوت/‏ لبنان – ط‎25‎ – 1996<br />

‎40‎الكاساين،‏ عالء الدين اأبو بكر بن مسعود احلنفي-‏ بدائع الصنائع يف ترتيب الرشائع<br />

دار الفكر – بريوت/‏ لبنان – ط االأوىل ‎1996‎م.‏<br />

41 ابن كثري،‏ اإسماعيل بن عمر-‏ البداية والنهاية-‏ دار اإحياء الرتاث العربي وموؤسسة<br />

التاريخ العربي-‏ بريوت/‏ لبنان-‏ ط االأوىل ‎1997‎م.‏<br />

42 املاوردي،‏ علي بن حممد بن حبيب-‏ االأحكام السلطانية والواليات الدينية-‏ دار الكتب<br />

العلمية – بريوت/‏ لبنان-‏ ط ‎1978‎م.‏<br />

‎4343‎املرغيناين،‏ علي بن اأبي بكر-‏ الهداية ‏رشح بداية املبتدي – حتقيق حممد حممد تامر<br />

وحافظ عاشور – دار السالم القاهرة/‏ مرص – ط الثانية ‎2006‎م.‏<br />

املعافري،‏ عبدامللك بن هشام-‏ السرية النبوية-‏ حتقيق حممد بيومي-‏ مكتبة االإميان<br />

املنصورة/‏ مرص-‏ ط االأوىل ‎1995‎م.‏<br />

45 املقدسي،‏ عبد اهلل بن اأحمد بن حممد بن قدامة-‏ املغني-‏ مكتبة الرياض احلديثة-‏<br />

الرياض/‏ السعودية – ط ‏سنة 1981 م .<br />

46 ابن امللقن،‏ عمر بن علي بن اأحمد-‏ عجالة املحتاج اإىل توجيه املنهاج-‏ حتقيق عزالدين<br />

هشام البدراين–‏ دار الكتاب–‏ اإربد/‏ االأردن – ط ‎2001‎م.‏<br />

‎47‎ابن منظور،‏ حممد بن مكرم االإفريقي-‏ لسان العرب–‏ دار ‏صار–‏ بريوت/‏ لبنان–‏<br />

الثالثة ‎1994‎م.‏<br />

48 النسائي،‏ اأحمد بن ‏شعيب-‏ ‏سنن النسائي الصغرى ‏)املجتبى(-‏ ‏ضبط وتوثيق ‏صدقي<br />

العطار-‏ دار الفكر–‏ بريوت/‏ لبنان-‏ ط ‎1995‎م.‏<br />

35 املكتبة<br />

39 م.‏<br />

– 40<br />

– 444<br />

47 ط<br />

175<br />

36<br />

38<br />

41<br />

42<br />

45<br />

46<br />

48


وجُ‏ وبُ‏ تَ‏ نْرِينْرِ‏ أَسنْ‏ رَى املُسنْ‏ لِمِ‏ نينْ‏ َ<br />

د.‏ غسان هِ‏ رماس<br />

‎4949‎النمري،‏ يوسف بن عبداهلل بن عبدالرب القرطبي-‏ الكايف يف فقه اأهل املدينة املالكي-‏<br />

حتقيق حممد حممد اأحيد املوريتاين-‏ مكتبة الرياض احلديثة-‏ الرياض/‏ السعودية-‏<br />

ط االأوىل ‎1978‎م.‏<br />

50 النووي،‏ يحيى بن ‏رشف:‏<br />

. أتهذيب االأسماء واللغات-‏ دار الفكر–‏ بريوت/‏ لبنان–‏ ط االأوىل ‎1996‎م.‏<br />

176<br />

50<br />

‏.بروضة الطالبني وعمدة املتقني-‏ املكتب االإسالمي–‏ بريوت/‏ لبنان–‏ ط ‏سنة<br />

‎1405‎ه.‏<br />

51 دار<br />

52<br />

53<br />

54<br />

‏.ترشح ‏صحيح مسلم-‏ خرَّج اأحاديثه حممد حممد تامر–‏ دار الفجر للرتاث–القاهرة/‏<br />

مرص – ط االأوىل ‎1999‎م.‏<br />

‎51‎النيسابوري،‏ مسلم بن احلجاج-‏ ‏صحيح مسلم-‏ حتقيق حممد فوؤاد عبدالباقي–‏<br />

احلديث – القاهرة/‏ مرص – ط االأوىل ‎1997‎م.‏<br />

52 ابن جنيم،‏ زين الدين بن اإبراهيم املرصي-‏ البحر الرائق ‏رشح كنز الدقائق-‏ دار املعرفة<br />

– بريوت/‏ لبنان – ب.ت.ن.‏ ‏ضمن كتب املكتبة الشاملة.‏<br />

53 ابن النحاس،‏ اأحمد بن اإبراهيم بن حممد الدمشقي ثم الدمياطي-‏ مشارع االأشواق اإىل<br />

مصارع العشاق ومثري الغرام اإىل دار السالم ‏)يف فضائل اجلهاد(-‏ حتقيق اإدريس<br />

حممد علي وحممد خالد اإسطنبويل-‏ دار البشائر االإسالمية–‏ بريوت/‏ لبنان–‏ ط االأوىل<br />

‎1990‎م.‏<br />

54 الهيثمي،‏ اأحمد بن حممد بن حجر-‏ حتفة املحتاج برشح املنهاج ‏)بحاشية كتاب<br />

حواشي الرشواين وابن قاسم العبادي على حتفة املحتاج(-‏ دار اإحياء الرتاث العربي–‏<br />

بريوت/‏ لبنان – ب.‏ ت.‏ ن.‏<br />

555 بريوت/‏<br />

الهيثمي،‏ علي بن اأبي بكر-‏ جممع الزوائد ومنبع الفوائد-‏ دار الكتاب العربي–‏<br />

لبنان-‏ ط الثالثة ‎1982‎م.‏<br />

‎5656‎اأبو يوسف،‏ يعقوب بن اإبراهيم-‏ اخلراج-‏ دار املعرفة-‏ بريوت/‏ لبنان – ب.ت.ن.‏<br />

املواقع األلكرتونية:‏<br />

‎1‎تعريف . 1 بالأماكن الواردة يف البداية والنهاية البن كثري–‏ بدون موؤلف-‏ عن موقع<br />

االإسالم http:// www.al- islam.com والكتاب مدرج ‏ضمن املكتبة الشاملة.‏<br />

. http:// wikipedia.org/ wiki2 . 2<br />

‏.‏‎3‎املكتبة 3 الشاملة.‏


املسؤولية اجلنائية عن اإلضرار باملدنيني<br />

بسبب الكمني يف احلرب يف الفقه اإلسالمي<br />

د.‏ سهيل األمحد<br />

أستاذ مساعد/‏ قسم الحقوق/‏ كلية فلسطين األهلية الجامعية/‏ بيت لحم.‏<br />

177


املسؤولية اجلنائية عن اإلضرار باملدنيني<br />

بسبب الكمني في احلرب في الفقه اإلسالمي<br />

د.‏ سهيل األحمد<br />

ملخص:‏<br />

تناولت هذه الدراسة املسوؤولية اجلنائية عن االإرضار باملدنيني يف احلرب يف الفقه<br />

االإسالمي،‏ هادفة اإىل بيان راأيه فيها،‏ وقد وقف الباحث على ماهية املسوؤولية والكمني<br />

وعنارصهما وموقف الفقه االإسالمي منهما؛ فتبني اأن القيام بالكمني يف احلرب من<br />

االأعمال اجلائزة واملرشوعة فيها،‏ وبأن قواعد الرشيعة االإسالمية ومقاصدها العامة<br />

تقضي مبساءلة املتسبب بالإرضار بأرواح املدنيني من خالل نظام الديات وفق حاالت<br />

معينة يجب معرفتها ومراعاتها.‏<br />

178


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

Abstract:<br />

Prisoners' release has always been a demand that all nations call for<br />

especially the Muslim nation which gives this issue a priority since releasing<br />

prisoners is closely associated with Islamic doctrine and Shari'a. Nowadays,<br />

Muslims form the biggest number of prisoners and their number in Palestine<br />

is seven thousand. Consequently, releasing Muslim prisoners by all means<br />

and approaches has been assured for its importance.<br />

This research deals with the Islamic approach in releasing detainees.<br />

It consists of an introduction, three chapters, and a conclusion and<br />

recommendations. In the introduction, the research importance, objectives,<br />

plans and previous studies have been presented. Also, the merit of resistance<br />

(Jihad) has been explained since imprisonment is one of its results. The<br />

definition of the prisoner and the importance of releasing him/her have been<br />

discussed as well. Chapter two has been devoted to the scholars' viewpoints on<br />

the judgment of prisoners' release showing their evidences that support these<br />

views. Chapter three discusses ways of releasing prisoners .The results of the<br />

study have appeared in the conclusion followed by the research's important<br />

recommendations.<br />

179


املسؤولية اجلنائية عن اإلضرار باملدنيني<br />

بسبب الكمني في احلرب في الفقه اإلسالمي<br />

د.‏ سهيل األحمد<br />

مقدمة:‏<br />

احلمد هلل رب العاملني والصالة والسالم على ‏سيدنا حممد ‏سيد اخللق اأجمعني،‏ وعلى<br />

اآله وصحبه،‏ ومن تبعهم بإحسان اإىل يوم الدين،‏ وبعد؛<br />

فإن الفقه االإسالمي قد اأوىل النفس البرشية عناية ورعاية بقصد احرتامها واحلفاظ<br />

عليها ومنع االعتداء عليها،‏ حيث جعلها من الرضورات اخلمس التي يجب حتقيق مصاحلها،‏<br />

واإرساء قواعد ‏سالمتها مبا يحقق الرفاهة والسعادة التي متكن الناس من العيش الكرمي<br />

بعيدًا عن احلرج واملشقة.‏<br />

ولهذا كان لزامً‏ ا على من يوقع االأذى والرضر بها اأن يسأل مسوؤولية تقتضيها<br />

متطلبات احلياة الكرمية،‏ وتكفلها نصوص الرشيعة ومقاصدها العامة،‏ فإذا قام املسلمون<br />

يف حروبهم مع االأعداء بعمليات قتالية قد تلحق الرضر باملدنيني )1( كعمليات الكمائن<br />

العسكرية؛ فإن هذه املرشوعية للمعركة ال تلغي قضية املساءلة عما تسببه هذه االأعمال<br />

من خسائر بالأرواح،‏ ومن هنا جاء هذا البحث ليظهر فيه الباحث مدى املسوؤولية التي<br />

تفرضها الرشيعة االإسالمية على معتنقيها حال اإرضارهم باملدنيني يف احلرب بطريق<br />

اخلطأ ال العمد.‏<br />

أهمية املوضوع وأسباب اختياره:‏<br />

تربز اأهمية املوضوع واأسباب اختياره فيما ياأتي:‏<br />

‏.‏‎1‎تسهم 1 هذه الدراسة يف بيان عظمة االإسالم،‏ واأنه دين ‏صالح لكل زمان ومكان،‏ وهو<br />

قادر على بيان احللول املالئمة لكل ما تطرحه املجتمعات من مسائل ومشكالت،‏ فليست<br />

تنزل يف اأحد من اأهل دين اهلل نازلة اإال ويف كتاب اهلل الدليل على ‏سبيل الهدى فيها )2( .<br />

‏.‏‎2‎قلة 2 تناول هذا املوضوع بدراسة ‏رشعية مستقلة تعاجله رغم اأهميته<br />

واحلاجة اإليه.‏<br />

‏.‏‎3‎القناعة 3 بوجوب خدمة الفقه االإسالمي،‏ وذلك بتناول جزئياته ودراستها<br />

دراسة متعمقة.‏<br />

‏.‏‎4‎مساس 4 هذا املوضوع بحياة الناس املعارصة،‏ وهو ليس بعيدًا عن واقعهم<br />

ومشاهدتهم.‏<br />

180


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

واأما منهج البحث فلقد كان كاالآتي:‏<br />

1 تصوير املسألة املراد بحثها تصويراً‏ دقيقاً‏ قبل بيان حكمها،‏ ليتضح املقصود<br />

من دراستها.‏<br />

2 الرتكيز على موضوع البحث وجتنب االستطراد.‏<br />

3 العناية برضب االأمثلة خاصة الواقعية.‏<br />

4 االعتماد على املنهج الوصفي واالستقرائي التحليلي.‏<br />

5 الرجوع اإىل املصادر االأصلية واأمهات الكتب،‏ وخاصة يف اأخذ االآراء من املذاهب<br />

وذلك بأخذ راأي كل مذهب من مصادره املعتمدة مع ذكر اأدلتهم من كتبهم،‏ مع املناقشة<br />

والرتجيح املبني على قوة الدليل وسالمته من املعارضة.‏<br />

6 االهتمام بعزو االآيات القراآنية اإىل مواطنها يف الكتاب العزيز،‏ وتخريج االأحاديث<br />

النبوية الرشيفة.‏<br />

181<br />

1.<br />

2.<br />

3.<br />

4.<br />

5.<br />

6.<br />

حمتوى البحث:‏<br />

وقد جاءت هذه الدراسة،‏ اإضافة للمقدمة واخلامتة يف ثالثة مباحث،‏ حيث جاء االأول<br />

يف ماهية الكمني واأنواعه وطبيعة القيام به،‏ وحتدث الثاين عن حكم الكمني من الناحية<br />

الفقهية،‏ وناقش الثالث قضية املسوؤولية عن االإرضار باملدنيني بسبب الكمني يف احلرب<br />

وهل يلزم القائمني به العوض اأم ال،‏ وبيان هذه املباحث فيما ياأتي:‏<br />

املبحث األول:‏<br />

ماهية املسؤولية اجلنائية والكمني،‏ وأنواع الكمني يف احلرب،‏<br />

وطبيعة القيام به:‏<br />

يعد الكمني يف احلرب من االأساليب القدمية املتجددة التي تدور فكرتها حول اخلفاء<br />

واحليلة واملباغتة مع الرتكيز يف حتقيق النكاية والتأثري يف ‏صفوف االأطراف املتحاربة<br />

والتقليل من اخلسائر قدر املستطاع بحسب االأدوات القتالية املتاحة لكل طرف،‏ ومن هنا<br />

كان البد من الوقوف على ماهية الكمني واأنواعه وطبيعة القيام به،‏ وكذلك بيان املقصود<br />

باملسوؤولية اجلنائية املرتتبة على اإرضاره باملدنيني،‏ وذلك فيما ياأتي من مطالب:‏<br />

‏◄◄املطلب االأول-‏ التعريف باملسوؤولية اجلنائية والكمني:‏<br />

من مقتضيات التعامل مع املصطلحات الوقوف على حمدداتها بقصد تكييفها،‏ ومن


املسؤولية اجلنائية عن اإلضرار باملدنيني<br />

بسبب الكمني في احلرب في الفقه اإلسالمي<br />

د.‏ سهيل األحمد<br />

ثم معاجلة ما ينبني على ذلك من اأحكام،‏ ومن هنا كان البد من التعريف مبصطلحات<br />

املسوؤولية اجلنائية والكمني يف احلرب لبيان املاهية وجتلية ‏صورتهما،‏ وذلك يف الفروع<br />

االآتية:‏<br />

♦ ‏♦الفرع االأول-‏ التعريف باملسوؤولية اجلنائية:‏<br />

املسوؤولية لغة )3( : من ‏سأل وهي حال اأو ‏صفة من يسأل عن اأمر تقع عليه تبعته،‏<br />

يقال:‏ اأنا بريء من تبعة هذا العمل،‏ وتساءلوا:‏ ‏سأل بعضهم بعضً‏ ا.‏<br />

وتطلق اأخالقيًّا على:‏ التزام الشخص مبا يصدر عنه قوال اأو عمال،‏ وتطلق قانونًا<br />

على:‏ االلتزام بإصالح اخلطأ الواقع على غريه طبقًا لقانون )4( . فاملسوؤولية تقتضي االلتزام<br />

وتوجيه السوؤال لشخص ما ملعرفة تبعاته وطبيعة االلتزام الواقع عليه بقصد اإصالح اخللل<br />

وتصويب اخلطأ.‏<br />

اأما املسوؤولية اجلنائية اصطالحً‏ ا:‏ فهي اأن يتحمل االإنسان نتائج االأفعال املحرمة<br />

التي يأتيها خمتارًا وهو مدرك ملعانيها ونتائجها.‏<br />

وبناء على هذا التعريف:‏ فمن اأتى فعال حمرمً‏ ا وهو ال يريده كاملكره اأو املغمى عليه<br />

ال يسأل جنائيًا عن فعله،‏ ومن اأتى فعال حمرمً‏ ا وهو يريده،‏ ولكنه ال يدرك معناه كالطفل اأو<br />

املجنون ال يسأل اأيضً‏ ا عن فعله )5( .<br />

ومن التعريف نستخلص اأيضً‏ ا اأن املسوؤولية اجلنائية تقوم على اأسس ثالثة:‏ اأولها:‏<br />

اأن يأتي االإنسان فعالً‏ حمرَّماً،‏ وثانيها:‏ اأن يكون الفاعل خمتارًا،‏ وثالثها:‏ اأن يكون الفاعل<br />

مدركً‏ ا،‏ فإذا وجدت هذه االأسس وجدت املسوؤولية،‏ واإذا انعدم اأحدها انعدمت )6( .<br />

♦ ‏♦الفرع الثاين-‏ التعريف بالكمني يف احلرب<br />

الكمني لغة:‏ من كمن كمونًا:‏ اأي توارى،‏ واستخفى يف مكمن ال يفطن له،‏ والكمني:‏ هم<br />

القوم يكمنون يف احلرب حيلة )7(<br />

ويعرف الكمني اصطالحً‏ ا باأنه:‏ هجوم مفاجئ ورسيع من موقع خمفي لتدمري قوات<br />

العدو املتحركة اأو التي تقف لالسرتاحة موؤقتا،‏ لقسم كبري من اأفراده،‏ اأو القضاء عليه،‏<br />

وملنع وصول جنداته )8( .<br />

وجاء يف قاموس املصطلحات العسكرية يف تعريف الكمني باأنه:‏ مصيدة تستطيع<br />

القطعات القائمة به،‏ واملختفية بصورة جيدة،‏ اإيقاع اأكرب اخلسائر والتدمري بالعدو،‏ وذلك<br />

بهجوم مباغت من املوضع املخفي،‏ على عدو غافل اأثناء احلركة اأو خالل واقعة موؤقتة )9( .<br />

182


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

183<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

وقيل اأيضً‏ ا:‏ اإنه اأحد طرائق العمل التكتيكي للقيام بإغارة مفاجئة على العدو من<br />

خمابئ تقع على حماور حتركه )10( .<br />

يلحظ على التعريفات السابقة للكمني بأنها ترجع يف جمملها اإىل معناه اللغوي،‏ فهي<br />

تدور حول اخلفاء والرسعة واالإعداد والتخطيط املسبق املحكم،‏ والتأثري يف الطرف املوجه<br />

‏ضده مبا يكفل النكاية به مع احلفاظ على اأرواح القائمني به ومتعلقاتهم بشكل مباغت<br />

مفاجئ موؤقت.‏ وهذه املعاين متثل الرشوط التي يجب مراعاتها يف احلكم على الفعل الذي<br />

يعد من باب الكمائن يف احلرب.‏<br />

‏◄◄املطلب الثاين-‏ اأنواع الكمائن يف احلرب:‏<br />

الناظر يف الكمائن وطبيعتها يجد اأنها تتنوع اإىل عدة اأنواع:‏ منها ما يكون خمططً‏ ا له،‏<br />

ومنها ما يكون قد طراأ حسب املستجدات على اأرض املعركة،‏ ومنها ما يتخذ خلداع اخلصم<br />

باستدراجه والسيطرة عليه،‏ وبيان هذه االأنواع فيما ياأتي )11( :<br />

♦ الكمني املدبر،‏ وهو الكمني الذي يجرى التخطيط له وحتضريه بدقة،‏ وذلك بحسب<br />

معلومات دقيقة تصل اإىل اجليش وقيادته وفى وقت كاف للتخطيط والتدبري والتنفيذ.‏<br />

‏♦الكمني الرسيع،‏ وهو الكمني الذي يحدث عندما تصادف اأي قوة متقدمة قوات<br />

العدو،‏ وفى هذه احلالة يقوم قائد املجموعة املقاتلة بالتجهيز لهذا الكمني،‏ وذلك من خالل<br />

توضيح ‏رسيع لطبيعة الكمني واأعماله الأفراد جمموعته،‏ وذلك بغية االنقضاض على قوات<br />

العدو املتقدمة،‏ ومن ثم تدمريها يف اأقرص وقت ممكن.‏<br />

‏♦كمني خدعة،‏ حيث اإن هذا الكمني يوضع يف منطقة معينة وبعدها يدفع من قوة<br />

الكمني مبجموعة ‏صغرية لتشتبك مع العدو،‏ ومن ثم تنسحب قليال الأجل استدراج العدو اإىل<br />

موضع الكمني الرئيس؛ االأمر الذي يفاجئ العدو بقوة الكمني الذي قد كان خدعة له،‏ مما<br />

‏سيوؤدى اإىل القضاء على اأفراد العدو وجنوده.‏<br />

‏◄◄املطلب الثالث-‏ طبيعة القيام بالكمني يف احلرب:‏<br />

تدور عمليات الكمائن حول االأعمال التي تنكي يف الطرف املوجه ‏ضده وتوؤثر يف<br />

‏صفوف جيوشه،‏ ولذا كان لهذا النوع من العمل القتال واجبات لتحقيق النكاية؛<br />

ومنها )12( :<br />

‏♦قتل اأفراد العدو:‏ ويعد هذا االأمر من االأعمال املهمة يف القتال الأن القوة البرشية<br />

يف احلروب اأساس يف استمرارها،‏ والنكاية بهذه القوة واإرعابها واإضعاف معنوياتها عنرص<br />

مهم من عنارص النرص والظفر،‏ ولذا كان استهدافها بعمليات الكمائن اإعانة للقائم بالكمني


املسؤولية اجلنائية عن اإلضرار باملدنيني<br />

بسبب الكمني في احلرب في الفقه اإلسالمي<br />

د.‏ سهيل األحمد<br />

على كسب املعركة والفوز فيها )13( . ومثاله ما فعله عبد اهلل بن اأبي حدرد )14( وصاحباه<br />

يف ‏رسيتهم لقتل رفاعة بن قيس اجلشمي )15( ، اإذ كمنوا يف موضع ليال وانتظروه حتى قدم<br />

اآخذًا ‏سيفه،‏ فشدوا عليه وقتلوه،‏ وجاءوا براأسه )16( .<br />

‏♦تاأخري حتركات العدو اإيقافها،‏ وعزل القوات التي تعمل على الهدف من تدخل<br />

جندات العدو )17( . فالقيام بهذا الكمني يعطي القائمني به املزيد من الوقت للثبات والقتال<br />

والتقدم،‏ الأن اإشغال العدو بقوة جمهزة مدربة ومعدة،‏ بأسلوبٍ‏ موؤثر يف العمل؛ يجعل<br />

العدو يعمل حسابا لقوة الكامنني عمومً‏ ا،‏ الأن بعضً‏ ا من اأفراد قوته قد اأوقع فيه الكثري<br />

من اخلسائر فكيف بباقي القوات،‏ وبالتايل كان قيام الطرف الكامن بهذا الواجب حمققًا<br />

ملصلحته ومسهال له يف عمله وتقدمه.‏<br />

184<br />

♦<br />

ومثاله قيام بعض الصحابة بذلك،‏ ومن هوؤالء عمر بن اخلطاب رضي اهلل عنه حينما<br />

كتب اإىل عتبة بن غزوان )18( بعد اأن اأرسله اإىل البرصة،‏ ‏سنة اأربع عرشة:‏ اأنه قد فتح اهلل على<br />

اإخوانكم احلرية )19( وما حولها،‏ وقتل عظيم من عظمائها،‏ ولست اآمن اأن ميدهم اإخوانهم<br />

من اأهل فارس فإين اأريد اأن اأوجهك اإىل اأرض الهند وفى رواية:‏ اأرض السند لتمنع اأهل تلك<br />

اجلزيرة من اإمدادهم اإخوانهم على اإخوانكم،‏ وتقاتلهم لعل اهلل يفتح عليكم،‏ فقدم البرصة )20(<br />

يف خمسمائة يزيدون قليال اأو ينقصون قليال )21( . فأمر عمر رضي اهلل عنه ملنع اأهل الهند<br />

من جندة مَ‏ نْ‏ انهزم من اإخوانهم يف احلرية؛ داللة على اأمره بوضع قاعدة وخطة عسكرية<br />

تنكي يف اأعدائها وتوؤثر يف ‏صفوفهم يف اأدائها وموقعها لتأخري قوات العدو واحلد من<br />

حتركاته.‏<br />

كذلك فعل خالد بن الوليد رضي اهلل عنه حني اأرسلَ‏ ‏رضار بن االأزور )22( لتدمري قوات<br />

العدو املتقدمة،‏ اإىل اأجنادين )23( ولتأخريها،‏ حيث اإنه كمن مبن معه عند بيت لهيا )24( ،<br />

واأخفى اأمره فلما قارب العدو اأعطى اأمره بالهجوم بأن كرب وكرب معه املسلمون وفاجأوا<br />

قوات العدو املتقدمة فقتلوا منهم واأخروا تقدمهم )25( . فإرسال خالد لرضار داللة على<br />

اأهمية الكمائن وتأثريها يف قوات العدو.‏<br />

♦ ‏♦قتل القادة اأو اأرسهم،‏ اأو فك اجلنود من االأرس،‏ اأو استنقاذ اجلرحى منهم )26(.<br />

فالنكاية يف العدو مطلب من متطلبات املعركة وعامل من عوامل النرص فيها،‏ وهي حتقق<br />

ذروتها باستهداف من توؤول اإليه االأمور يف الراأي واحلكمة والسيطرة والتقدم ولذا؛ كان قتل<br />

القادة اأو اأرسهم من اأهم االأمور املثبطة لتقدم العدو واملمكنة للطرف الكامن من اإضعاف<br />

معنويات العدو وتخذيله وتفريق ‏صفوفه.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

ومثاله اإرسال خالد بن الوليد رافع بن عمرية الطائي )27( لفك اأرس ‏رضار بن االأزور،‏<br />

حيث قد ‏سار رافع يف واجبه حتى بلغ وادي احلياة،‏ فكمن يف الوادي حتى مر ‏رضار<br />

ومعه احلرس من الروم يريدون به حمص،‏ فكرب رافع معلناً‏ بداية االقتحام،‏ فكربوا جميعا<br />

واقتحموا احلرس،‏ وخلصوا ‏رضارًا من االأرس )28( .<br />

املبحث الثاني:‏<br />

حكم القيام بالكمني يف الفقه اإلسالمي:‏<br />

تعد الكمائن من اأجنح العمليات للتأثري على معنويات العدو،‏ وخلخلة قواه يف احلروب<br />

التقليدية،‏ ورمبا كان لها دور كبري يف تدمري اآالت القتال )29( وخططه اأيضً‏ ا،‏ وهو ما يدل<br />

على مرشوعية هذا النوع من العمليات وجوازه ورضورته يف االأعمال احلربية عمومً‏ ا.‏<br />

جاء يف مشارع االأشواق )30( : « ومن اأهم ما يعتنى به يف احلروب من املكايد الكمناء،‏<br />

فإن الكمني واإن كان عددًا يسريًا؛ فإنه اإذا ظهر اأثر يف القلوب رعبًا،‏ وفى االأعضاء ‏ضعفًا،‏<br />

وفى العقل جمودًا،‏ وفى االإقدام وقفةً،‏ وال يدوم اإقبال مقاتل على خصمه اإال اإذا كان اآمنًا<br />

من ورائه،‏ ومتى جوز اأن يوؤتى من خلفه تشتت همته بني الدفع والقتال،‏ وضعف جأشه<br />

عن مقاومة الرجال،‏ والتفت قلبه حذرًا مما قد يقع فكيف اإذا ‏سمع جلبةً‏ خلفه اأو ‏صوتًا من<br />

ورائه،‏ ولو من رجل واحد،‏ وال حتصى كرثة العساكر الذين استبيحوا بالكمناء وكان ‏سبب<br />

هالكهم يف اجلاهلية واالإسالم«.‏<br />

ومن االأدلة على جواز الكمائن يف احلرب ما ياأتي:‏<br />

. فاحلديث عام يف جواز خمادعة<br />

‏♦قوله ‏صلى اهلل عليه وسلم:‏ ‏»احلرب خدعة«‏ )31(<br />

العدو والتمويه عليه يف احلروب وهو ما ال خالف فيه بني الفقهاء )32( . قال النووي:‏ ‏»اتفق<br />

العلماء على جواز خداع الكفار يف احلرب،‏ وكيف اأمكن اخلداع اإال اأن يكون فيه نقض عهد<br />

اأو اأمان فال يحل«‏ )33( .<br />

والكمني يف احلرب نوع من اأنواع اخلداع التي يقصد بها اإحداث النكاية يف العدو<br />

واالإرضار بجنوده،‏ وهو ليس بغدر الأنه ال يكون اإال بأن يستخفوا يف مكمن بحيث ال يفطن<br />

لهم،‏ ثم ينهضون على العدو على غفلة منهم )34( . ويف هذا دليل على جوازه ومرشوعيته.‏<br />

اإن القيام بالكمائن يحقق اإغاظة للعدو،‏ واإغاظة العدو يف االإسالم مرغوبة ومطلوبة،‏<br />

فقد جعل اهلل ‏سبحانه وتعاىل للمجاهد مغيظ الكفار اأجرًا وثوابًا )35( حيث قال:‏ ‏»وال يطأون<br />

موطئًا يغيظ الكفار وال ينالون من عدو نيال اإال كتب لهم به عمل ‏صالح«‏ )36( . ومن قام بالكمائن<br />

يف احلرب فقد استحق االأجر لعدها من باب االإغاظة املرشوعة وهذا دليل على جوازها.‏<br />

185<br />

♦<br />

♦<br />


املسؤولية اجلنائية عن اإلضرار باملدنيني<br />

بسبب الكمني في احلرب في الفقه اإلسالمي<br />

د.‏ سهيل األحمد<br />

اإن رسول اهلل ‏صلى اهلل عليه وسلم قد جعل على الرماة يوم اأحد،‏ وكانوا خمسني<br />

رجال عبد اهلل بن جبري وقال:‏ اإن راأيتمونا تخطفنا الطري فال تربحوا من مكانكم هذا حتى<br />

اأرسل لكم،‏ واإن راأيتمونا هزمنا القوم واأوطأناهم فال تربحوا حتى اأرسل اإليكم،‏ قال:‏ فهزمهم<br />

اهلل،‏ قال:‏ فأنا واهلل راأيت النساء يسندن على اجلبل،‏ فقال اأصحاب عبد اهلل بن جبري:‏ الغنيمة<br />

اأي قوم الغنيمة ظهر اأصحابكم فما تنتظرون،‏ فقال عبد اهلل بن جبري:‏ اأنسيتم ما قال لكم<br />

رسول اهلل ‏صلى اهلل عليه وسلم ، فقالوا:‏ واهلل لنأتني الناس فلنصينب من الغنيمة،‏ فأتوهم<br />

فرصفت وجوههم واأقبلوا منهزمني"‏ )37( . فَجعْلُ‏ النبي ‏صلى اهلل عليه وسلم للرماة يكمنون<br />

على اجلبل حلماية جيش املسلمني دليل على جواز اتخاذ الكمائن يف احلرب.‏<br />

‏♦اإن رسول اهلل ‏صلى اهلل عليه وسلم مل يكن يريد غزوة يغزوها اإال ورى بغريها )38(<br />

، والتورية من االأعمال التي تشبه الكمني يف احلرب من خالل خفاء هدفها،‏ وعدّها من<br />

االأعمال التي حتقق مقاصد مطلوبة يف احلرب،‏ االأمر الذي يدل على مرشوعيتها ومرشوعية<br />

الكمني الذي هو يف حكمها.‏<br />

186<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

املبحث الثالث:‏<br />

املسؤولية اجلنائية عن األضرار الالحقة باملدنيني بسبب عمليات الكمني:‏<br />

قد يوؤدي القيام ببعض االأعمال احلربية،‏ ومنها الكمائن اأن توؤثر يف املدنيني من<br />

حيث اجلرح اأو القتل نتيجة استخدام مواد قتالية متفجرة واسعة االنتشار،‏ االأمر الذي<br />

يقتضي تناول مسألة تعويض هوؤالء املترضرين عن اخلسائر الالحقة بأرواحهم،‏ وبيان<br />

قدره وطبيعته،‏ مع التنبيه اإىل اأن هذا االإرضار يعد من قبيل اخلطأ الواقع من القائمني به،‏<br />

على اعتبار اأن املستهدف من حيث االأصل يف املعركة هو العدو ال غريه،‏ ولذلك فإن تناول<br />

مسألة التعويض بسبب هذا الرضر ‏سيتضمن معاجلته من خالل اأحكام القتل اخلطأ يف<br />

املعركة املرشوعة،‏ مع االإشارة اإىل مسألة حكم املقتول من املدنيني يف عمليات الكمائن،‏<br />

هل يعد من قبيل الشهداء اأم من غريهم؟ وبيان ذلك يف املطالب االآتية:‏<br />

‏◄◄املطلب االأول-‏ حكم املقتول من املدنيني بسبب عمليات الكمائن:‏<br />

اإن االإرضار الالحق باملدنيني حال القيام بالكمني يكون بطريق التبع ال طريق القصد<br />

وفرق بني الطريقني من حيث النتيجة واالآثار،‏ وعليه فإذا قتل اأحد من املدنيني كأن كان<br />

من املارة مكان الكمني اأو حصوله فإن حكمه يف هذه احلالة كمن قتل خطأ من قبل مسلم<br />

يف اأرض املعركة،‏ وقد اختلف الفقهاء يف حكم املقتول يف هذه احلالة هل يعد ‏شهيد معركة


اأو ال اإىل قولني:‏<br />

مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

‏♦القول االأول:‏ وهو للشافعية وقول عند املالكية،‏ ومفاده:‏ اأن املقتول من املسلمني<br />

يف هذه احلالة ‏شهيد معركة،‏ وبالتايل ال يغسل وال يصلى عليه وال يكفن،بل ويدفن بثيابه<br />

التي قتل فيها )39( . وقد جاء هذا القول بناء على راأيهم من اأن الشهيد يف نظرهم من مات<br />

بسبب قتال الكفار حال قيام القتال،‏ ‏سواء قتله كافر،‏ اأو اأصابه ‏سالح مسلم خطأ،‏ اأو قتله<br />

مسلم يظنه كافرًا )40( .<br />

وميكن اأن يستدل لهوؤالء مبا روى عن عائشة رضي اهلل عنها،‏ قالت:‏ ملا كان يوم اأحد<br />

هزم املرشكون،‏ فصاح اإبليس:‏ اأي عباد اهلل اأخراكم،‏ فرجعت اأوالهم فاجتلدت هي واأخراهم،‏<br />

فنظر حذيفة )41( فإذا هو بأبيه اليمان )42( ، فقال:‏ اأي عباد اهلل اأبي اأبي،‏ فوا اهلل ما احتجزوا<br />

حتى قتلوه،فقال حذيفة:‏ غفر اهلل لكم«‏ )43( .<br />

فأبو حذيفة اأخذ ‏سيفه الأجل اأن يلحق برسول اهلل ‏صلى اهلل عليه وسلم،لعل اهلل اأن<br />

يرزقه الشهادة معه،‏ فأخذ السيف ثم دخل يف الناس ومل يعلم به،فاختلفت عليه اأسياف<br />

املسلمني،‏ فقتلوه وال يعرفونه،‏ فأراد النبي ‏صلى اهلل عليه وسلم اأن يديه،فتصدق حذيفة<br />

بديته للمسلمني )44( .<br />

وهذا االستدالل بناء على ما جاء يف تعريف الشهيد عند هذا الفريق؛ يف اأنه من قتل<br />

من املسلمني يف املعركة مع الكفار ‏سواء كان ذلك القتل عن طريق اخلطأ اأو ظن املسلمني<br />

بأنه من الكفار فهو ‏شهيد يف نظرهم،‏ وهو ما وقع يف حق اأبي حذيفة من اختالف ‏سيوف<br />

املسلمني عليه فقتلوه،‏ وبالتايل فال يغسل وال يصلى عليه ويدفن بثيابه التي قتل فيها.‏<br />

ومن هنا كان يف هذا احلديث املوؤيد لوجهة نظر هذا الفريق يف تعريف الشهيد،‏ داللة<br />

على اأن من قتل خطأ من قبل مسلم يف املعركة مع الكفار ‏سواء كان ذلك برمي ‏سهم اأو<br />

‏رضب ‏سيف اأو اشتباك اأو انفجار حال الكمني..‏ فإنه ‏شهيد تنطبق عليه اأحكام الشهداء يف<br />

االإسالم،‏ وهذا الأن قتله كان بسبب الكفار وقتالهم،‏ ولوال حماربته لهم وقتالهم ملا حصل<br />

له هذا القتل،‏ وبالتايل كان ‏شهيدًا.‏<br />

‏♦القول الثاين:‏ وهو قول احلنفية واحلنابلة،‏ وقول للمالكية ومفاده:‏ اأن املقتول من<br />

املسلمني يف هذه احلالة ليس بشهيد معركة،‏ وبالتايل يغسل ويكفن ويصلى عليه )45( . جاء<br />

يف تبيني احلقائق:‏ اإن رمى مسلم اإىل الكفار فأصاب مسلماً،‏ فمات مل يعد ‏شهيدًا،‏ الأن هذا<br />

الفعل قطع النسبة اإىل العدو )46( . وجاء يف مواهب اجلليل:‏ ولو قتل املسلمون يف املعرتك<br />

مسلماً‏ ظنوه من العدو،‏ فإنه يغسل ويصلى عليه )47( . وفى املبدع وغريه:‏ من قتله املسلمون<br />

خطأ؛ غسل رواية واحدة )48( .<br />

187<br />

♦<br />


املسؤولية اجلنائية عن اإلضرار باملدنيني<br />

بسبب الكمني في احلرب في الفقه اإلسالمي<br />

د.‏ سهيل األحمد<br />

ففي االأقوال السابقة ما يدل على اأن اأصحاب هذا القول ال يرون يف املقتول من<br />

املسلمني يف هذه احلالة بأنه ‏شهيد،‏ بل يرون اأن يغسل ويصلى عليه ويكفن،‏ وذلك الأن قتله<br />

يف هذه احلالة مل يكن بفعل مضاف اإىل العدو،‏ وبالتايل ال يصل بهذا القتل اإىل منزلة من<br />

قتله العدو،‏ ولذلك فهو ‏شهيد يف حكم االآخرة ال يف حكم الدنيا.‏<br />

188<br />

<br />

<br />

والذي يظهر اأن هذا القول هو الراجح على اعتبار اأن املقتول حال الكمني مل يكن بفعل<br />

مضافٍ‏ للعدو،‏ ومل يكن العدو هو من بارشه بل املسلم القائم بالعمل القتايل من قتل،‏ واأما<br />

اإذا كان القتل قد وقع بسبب مضاف للعدو،‏ كأن قتل بسبب االشتباك احلاصل،‏ فهو بهذا<br />

يكون قد قتل بفعل مضافٍ‏ للعدو،‏ ومن بارش العدو قتله من املسلمني اأو كان القتل مضافًا<br />

اإليه،‏ فإن املقتول يف هذه احلالة يعد ‏شهيدًا،‏ وبالتايل ال يغسل وال يصلى عليه،‏ وال يكفن بل<br />

يدفن يف ثيابه التي قتل فيها.‏<br />

‏◄◄املطلب الثاين-‏ طبيعة املسوؤولية اجلنائية عن الرضر الالحق باأرواح<br />

املدنيني بسبب الكمني:‏<br />

اإن املطالع ملسائل الفقه االإسالمي التي عاجلت موضوع اجلناية على النفس اأو ما<br />

دونها يجد اأن النفس البرشية مصونة حمرتمة،‏ ويتمثل هذا االأمر مبنع االعتداء عليها ولزوم<br />

التعويض املتمثل بنظام الديات )49( يف حال وقوع ذلك،‏ واإذا وقع الكمني وترتب على القيام<br />

به ما يرض باملدنيني فهل يلزم القائمني به العوض؟<br />

الناظر يف كالم الفقهاء يظهر له اأن العوض قضية الزمة يف مثل هذه احلالة وهي<br />

متمثلة بنظام الديات،‏ على اعتبار اأن الكمائن من االأعمال التي يلجأ اإليها للرضورة احلربية،‏<br />

والتي يرتتب على تنفيذها اأحيانًا خسائر تتعلق بالأرواح،‏ وعليه كان البد من بيان حاالت<br />

القتل احلاصلة،‏ والتي يلزم فيها نظام الديات بيانه يف الفروع االآتية:‏<br />

♦ ‏♦الفرع االأول-‏ املسوؤولية اجلنائية حال القتل اخلطاأ يف الكمني:‏<br />

اتفق الفقهاء )50( اأن املسلم اإذا قتل مسلما خطأ يف املعركة،‏ ومن ذلك القتل حال<br />

الكمني اأن على القاتل الدية حتملها العاقلة.‏ يدل على ذلك ما ياأتي:‏<br />

قوله تعاىل:‏ ‏{وَمَ‏ نْ‏ قَتَلَ‏ مُ‏ وؤْمِ‏ نًا خَ‏ طَ‏ ‏أً‏ فَتَحْ‏ رِيرُ‏ رَقَبَةٍ‏ مُ‏ ‏ْوؤ مِ‏ نَةٍ‏ وَدِيَةٌ‏ مُ‏ ‏سَ‏ لَّمَةٌ‏ اإ ‏ِىلَ‏ َ اأ هْ‏ لِهِ}‏<br />

‏]النساء:‏ 92[. قال القرطبي)فحكم اهلل جل ثنوؤه يف املوؤمن يقتل خطأ بالدية،‏ وثبتت السنة<br />

الثابتة عن رسول اهلل ‏صلى اهلل عليه وسلم على ذلك،‏ واأجمع اأهل العلم على القول به(‏ )51( .<br />

قال:‏ ‏)اختلفت ‏سيوف املسلمني على اليمان اأبي حذيفة،‏ وال<br />

‏عن حممود بن لبيد )52(<br />

يعرفونه فقتلوه،‏ فأراد رسول اهلل ‏صلى اهلل عليه وسلم اأن يديه،‏ فتصدق حذيفة بديته على<br />

املسلمني(‏ )53( .


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

189<br />

Ú<br />

<br />

<br />

<br />

Ú<br />

♦ ‏♦الفرع الثاين-‏ املسوؤولية اجلنائية حال قُتِل املدنيون املسلمون املترتِرّس<br />

بهم العدو خالل الكمني:‏<br />

اإذا ترتس العدو بأرسى املسلمني حال التحام القتال واإقبال العدو على احلرب وخوف<br />

املسلمني اأن يحيط العدو بهم،‏ فقد اتفق الفقهاء )54( على اأنه يجوز الرمي نحو الرتس ويقصد<br />

بالرمي الكفار،‏ ‏سواء كان ذلك يف املواجهة يف املعركة اأم حال الكمني،‏ واإن اأفضى ذلك اإىل<br />

قتل املسلمني املترتَّس بهم،‏ الأن احلال حال ‏رضورة ويف ترك قتالهم ورميهم ترتب ‏رضر<br />

على املسلمني،‏ فكان يف قتلهم ورميهم استدفاعً‏ ا الأكرث الرضرين بأقلهما.‏<br />

واأما اإذا ترتسوا بهم يف غري التحام القتال،‏ وعدم اخلوف منهم على املسلمني فقد<br />

اختلف الفقهاء يف جواز رميهم اإىل قولني:‏<br />

‏االأول منهما:‏ اأنه ال يجوز قتالهم ورميهم.‏ وبه قال املالكية )55( والشافعية )56(<br />

واحلنابلة )57( واحلسن بن زياد من احلنفية )58( . حيث ال يوجد ‏رضورة لرميهم،‏ والأن قتل<br />

املسلم حرام،‏ واالمتناع عن قتل الكافر اأمر جائز،‏ وجانب املسلم مقدم )59( .<br />

ورواية عند<br />

‏واأما القول الثاين:‏ فقد ذهب اإىل جواز رميهم،‏ وبه قال احلنفية )60(<br />

احلنابلة )61( ، وذلك الأن يف ترك رمي العدو ‏سدًا لباب اجلهاد فيترضر املسلمون،‏ ويف رميهم<br />

دفع الرضر بإحلاق ‏رضر خاص اأوىل )62( . ويناقش هذا:‏ بأن ترك رمي العدو حلرمة رمي<br />

الرتس املسلم عملية موؤقتة حتى يتميز العدو،‏ فال يوؤدي ذلك اإىل ‏سد باب اجلهاد.‏<br />

والذي يظهر اأن الراأي الراجح االأول والذي يتمثل بعدم جواز قتال العدو ورميهم اإذا<br />

ترتسوا بأرسى املسلمني،‏ طاملا اأنه مل يكن هناك ‏رضورة لقتالهم ورميهم وال حاجة ملحة<br />

تتنزل منزلة الرضورة،‏ وهذا الأن حرمة دم املسلم اأعظم من قتل الكفار.‏ وعليه؛ فإن قتل اأحدٌ‏<br />

من املدنيني املسلمني الذين ترتس بهم العدو،‏ فقد اختلف الفقهاء يف ‏ضمان دية املقتول<br />

ولزوم الكفارة )63( على املسلم اإىل ثالثة اأقوال:‏<br />

واملالكية اإذا<br />

‏القول االأول:‏ ال يلزم املجاهد دية وال كفارة،‏ وبهذا قال احلنفية )64(<br />

مل يعلم الرامي اأن الرتس من املسلمني )65( . واستدلوا مبا ياأتي:‏<br />

ما روي اأن رسول اهلل ‏صلى اهلل عليه وسلم كان اإذا اأمر اأمريا على جيش قال له:‏<br />

ادعهم اإىل االإسالم فإن اأجابوك فاقبل منهم وكف عنهم،‏ فإن هم اأبوا فسلهم اجلزية،‏ فإن<br />

هم اأجابوك فأقبل منهم وكف عنهم،‏ فإن هم اأبوْا،‏ فاستعن باهلل وقاتلهم(‏ )66( . ففي احلديث<br />

داللة على جواز حماربة العدو مطلقًا واإن ترتسوا باملسلمني،‏ وعلى هذا فالرمي يكون<br />

مباحً‏ ا،‏ وال يبقى على الرامي تبعة من كفارة اأو دية )67( .


املسؤولية اجلنائية عن اإلضرار باملدنيني<br />

بسبب الكمني في احلرب في الفقه اإلسالمي<br />

د.‏ سهيل األحمد<br />

بأنه ملا قضت الرضورة رفع املوؤاخذة الإقامة فرض القتال،‏ قضت كذلك اإىل نفي<br />

الضمان،‏ الأن وجوب الضمان مينع اإقامة الفرض خوفًا من لزوم الضمان،‏ واإيجاب ما<br />

مينع من اإقامة الواجب متناقض،‏ وفرض القتال مل يسقط فدل على اأن الضمان ‏ساقط )68(<br />

. ونوقش هذا:‏ بأن الرضورة تنفي املوؤاخذة،‏ وال تنفي الضمان،‏ كتناول مال غريه يف حال<br />

املخمصة،‏ فقد رخص يف تناوله لكنه يجب عليه ‏ضمانه )69( .<br />

190<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

<br />

Ú<br />

واجلواب:‏ اأن وجوب الضمان يف املخمصة ال مينع تناول الطعام،‏ الأنه لو مل يتناوله<br />

هلك،‏ واإذا مل مينع من التناول فال يوؤدي اإىل التناقض ثم يف املخمصة يجب عليه الضمان<br />

مقابل ما حصل له )70( .<br />

‏القول الثاين:‏ اإن على املسلم الدية والكفارة،‏ وهذا قول املالكية اإذا علم اأن الرتس<br />

من املسلمني )71( ، وقول للشافعية )72( ورواية عند احلنابلة )73( وقول احلسن بن زياد من<br />

احلنفية )74( . واستدلوا مبا ياأتي:‏<br />

Ú قوله تعاىل:‏ ‏{وَمَ‏ نْ‏ قَتَلَ‏ مُ‏ وؤْمِ‏ نًا خَ‏ طَ‏ ‏أً‏ فَتَحْ‏ رِيرُ‏ رَقَبَةٍ‏ مُ‏ ‏ْوؤ مِ‏ نَةٍ‏ وَدِيَةٌ‏ مُ‏ ‏سَ‏ لَّمَةٌ‏ اإ ‏ِىلَ‏ َ اأ هْ‏ لِهِ}‏<br />

‏]النساء:‏ 92[. فالآية عامة يف وجوب الدية والكفارة على قاتل املوؤمن خطأً)‏‎75‎‏(‏ .<br />

يترتسوا به )76( .<br />

اأنه قتل معصومً‏ ا بالإميان والقاتل من اأهل الضمان،‏ فتلزم الدية كما لو مل<br />

،<br />

Ú<br />

<br />

Ú<br />

‏القول الثالث:‏ تلزم املسلم الكفارة،‏ وال تلزمه الدية،‏ وهذا قول للشافعية )77(<br />

ورواية عند احلنابلة هي املذهب )78( . واستدلوا مبا ياأتي:‏<br />

Ú قوله تعاىل:‏ ‏{وَمَ‏ ا كَ‏ انَ‏ ملِ‏ ‏ُوؤْمِ‏ نٍ‏ اأَنْ‏ يَقْتُلَ‏ مُ‏ وؤْمِ‏ نًا اإِال خَ‏ طَ‏ ‏ًأ وَمَ‏ نْ‏ قَتَلَ‏ مُ‏ وؤْمِ‏ نًا خَ‏ طَ‏ ‏ًأ<br />

فَتَحْ‏ رِيرُ‏ رَقَبَةٍ‏ مُ‏ وؤْمِ‏ نَةٍ‏ وَدِيَةٌ‏ مُ‏ ‏سَ‏ لَّمَةٌ‏ اإِىلَ‏ اأَهْ‏ لِهِ‏ اإ ‏ِال اأَنْ‏ يَصَّ‏ دَّقُ‏ وا فَإِنْ‏ كَ‏ انَ‏ مِ‏ نْ‏ قَوْمٍ‏ عَ‏ دُوٍّ‏ لَكُ‏ مْ‏ وَهُ‏ وَ‏<br />

مُ‏ وؤْمِ‏ نٌ‏ فَتَحْ‏ رِيرُ‏ رَقَبَةٍ‏ مُ‏ ‏ْوؤ مِ‏ نَةٍ‏ وَاإِنْ‏ كَ‏ انَ‏ مِ‏ نْ‏ قَوْمٍ‏ بَيْنَكُ‏ مْ‏ وَبَيْنَهُ‏ مْ‏ مِ‏ يثَاقٌ‏ فَدِيَةٌ‏ مُ‏ ‏سَ‏ لَّمَةٌ‏ اإِىلَ‏ اأَهْ‏ لِهِ‏<br />

وَحتَ‏ ْ رِيرُ‏ رَقَبَةٍ‏ مُ‏ وؤْمِ‏ نَةٍ‏ { ‏]النساء:‏ 92[.<br />

وجه الداللة:‏ اأنه ذكر الكفارة ومل يذكر الدية يف االآية وترْكه لذكرها يف هذا النوع مع<br />

ذكرها يف االآية التي قبلها دليل ظاهر،‏ اأنه ال جتب يف هذه االآية،‏ وال تدخل يف عموم وجوب<br />

الدية يف القتل اخلطأ )79( .<br />

Úوالأنه قتل يف دار احلرب برمي مباح فال دية )80( . والظاهر من هذه االأقوال اأن<br />

هناك حالتني:‏<br />

اأوالهما:‏ اأن يقصد املسلم بالرمي العدو،‏ ثم ال يعلم هل اأصاب مسلمًا،‏ اأم ال.‏ ويف هذه<br />

احلالة فالذي يرجح القول االأول يف اأنه ال دية عليه وال كفارة.‏ الحتمال اأنه اأصاب مسلمًا


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

ويحتمل اأنه مل يصبه،‏ ومع االحتمال يسقط االستدالل،‏ وبالتايل ال يثبت احلكم،‏ فال دية وال<br />

كفارة.‏ والأن اإيجاب الدية والكفارة على املسلم يف اأمر البد اأن يفعله للرضورة اإليه،‏ ومل<br />

يقصد االإرضار باملسلم،‏ ومل يعلم اأنه اأصابه اأو ال مدعاة لرتك اجلهاد،‏ ويف هذا ما فيه من<br />

املفاسد واملخاطر التي يجب منعها وعدم السماح بوقوعها.‏<br />

واأما احلالة الثانية:‏ فهي اأن يقصد املسلم بالرمي العدو،‏ ثم يقتل من يعلمه مسلمًا<br />

يف ‏صف الكفار )81( ففي هذه احلالة يظهر رجحان القول الثاين القائل بوجوب الدية وكفارة<br />

القتل اخلطأ،‏ الأن هذا قتل خطأ واالآية واضحة ورصيحة يف ذلك.‏ اإال اأن الذي يتحمل الدية عن<br />

املسلم بيت مال املسلمني،‏ الأن النبي ‏صلى اهلل عليه وسلم اأراد اأن يدي اليمان بعد اأن قتله<br />

املسلمون وهم ال يعرفونه،‏ فتصدق حذيفة بدية اأبيه على املسلمني )82( ، والأن املسلم اإمنا<br />

فعل ذلك مضطرًا ملا فيه مصلحة املسلمني ونرص الدين،‏ فإن مل يكن بيت مال للمسلمني،‏<br />

فتكون الدية على العاقلة.‏<br />

♦ ‏♦الفرع الثالث-‏ املسوؤولية حال وقوع قتلى من مدنيي العدو يف الكمني ‏سواء<br />

كان ذلك بطريق العمد اأم اخلطاأ:‏<br />

من املعلوم اأنه ال يجوز التعرض ملن مل يشارك من العدو يف املعركة بنفسه،‏ اأو راأيه،‏<br />

اأو التحريض،‏ كالنساء واالأطفال والشيوخ وغريهم )83( . ولذلك فإذا قتل اأحد ممن ال يجوز<br />

قتله من العدو خطأً‏ اأو عمدًا حال الكمني يف احلرب،‏ فإنه ال يرتتب ‏شيء على قتلهم من الدية<br />

اأو الكفارة،‏ واإمنا يلزم التوبة واالستغفار )84( . يدل على ذلك:‏<br />

ما روي اأن النبي ‏صلى اهلل عليه وسلم ‏سئل عن اأهل الدار يبيتون من املرشكني<br />

فيصاب من نسائهم وذراريهم،‏ فقال:‏ ‏)هم منهم(‏ )85( . فقوله ‏صلى اهلل عليه وسلم)هم منهم(‏<br />

يعني:‏ اأن ذراري املرشكني ونساءهم منهم يف اأنه ال عصمة لهم وال قيمة لذمتهم )86( .<br />

191<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

والأن جمرد حرمة القتل ال توجب الضمان وذلك النتفاء العاصم وهو:‏ االإسالم اأو<br />

االإحراز بالأرس )87( .<br />

خامتة البحث و نتائجه:‏<br />

1.<br />

احلمد هلل رب العاملني،‏ الذي اأعانني على اإمتام هذا اجلهد املتواضع،‏ واحلمد والشكر له<br />

‏سبحانه،‏ خري ما يختم به املرء اأعماله،‏ وبعد؛<br />

فاإنه يجدر بي يف هذه املحطة اأن اأعرض اأهم النقاط التي تضمنتها هذه<br />

الدراسة:‏<br />

1 تُعرَّف املسوؤولية اجلنائية اصطالحً‏ ا بأنها اأن يتحمل االإنسان نتائج االأفعال<br />

املحرمة التي يأتيها خمتارًا وهو مدرك ملعانيها ونتائجها.‏


املسؤولية اجلنائية عن اإلضرار باملدنيني<br />

بسبب الكمني في احلرب في الفقه اإلسالمي<br />

د.‏ سهيل األحمد<br />

‏.‏‎2‎تقوم 2 املسوؤولية اجلنائية على اأسس ثالثة:‏ اأولها:‏ اأن يأتي االإنسان فعال حمرما،‏<br />

وثانيها:‏ اأن يكون الفاعل خمتارًا،‏ وثالثها:‏ اأن يكون الفاعل مدركً‏ ا.‏<br />

‏.‏‎3‎الكمني 3 اصطالحً‏ ا هجوم مفاجئ ورسيع من موقع خمفي لتدمري قوات العدو<br />

املتحركة اأو التي تقف لالسرتاحة موؤقتا،لقسم كبري من اأفراده،اأو القضاء عليه،وملنع<br />

وصول جنداته.‏<br />

‏.‏‎4‎عند 4 احلكم على الفعل القتايل واعتباره من الكمائن يجب مراعاة ‏رشوط منها:‏<br />

الرسعة،‏ واخلفاء،‏ واملباغتة،‏ واملفاجأة،‏ والتخطيط املسبق املحكم،‏ وفاعلية النكاية،‏<br />

وسالمة عودة القائم بالكمني اإىل مواقعه.‏<br />

‏.‏‎5‎الناظر 5 يف الكمائن وطبيعتها يجد اأنها تتنوع اإىل اأنواع عدة:‏ منها ما يكون خمططً‏ ا<br />

له،‏ ومنها ما يكون قد طراأ حسب املستجدات على اأرض املعركة،‏ ومنها ما يتخذ خلداع<br />

اخلصم باستدراجه والسيطرة عليه.‏<br />

‏.‏‎6‎تعد 6 الكمائن من اأجنح العمليات للتأثري على معنويات العدو،‏ وخلخلة قواه يف<br />

احلروب التقليدية،‏ ورمبا كان لها دور كبري يف تدمري اآالت القتال وخططه اأيضً‏ ا،‏ وهو ما<br />

يدل على مرشوعية هذا النوع من العمليات وجوازه ورضورته يف االأعمال احلربية عمومً‏ ا.‏<br />

‏.‏‎7‎قد 7 يوؤدي القيام بالكمائن اإىل التأثري يف املدنيني من حيث اجلرح اأو القتل نتيجة<br />

استخدام مواد قتالية متفجرة واسعة االنتشار،‏ وهو ما يقتضي تناول مسألة تعويض هوؤالء<br />

املترضرين عن اخلسائر الالحقة بأرواحهم وبيان قدره وطبيعته.‏<br />

‏.‏‎8‎يعد 8 االإرضار باملدنيني بسبب الكمني من قبيل اخلطأ الواقع من القائمني به،‏ على<br />

اعتبار اأن املستهدف من حيث االأصل يف املعركة هو العدو ال غريه.‏<br />

‏.‏‎9‎املسوؤولية 9 اجلنائية قضية الزمة حال حلق الرضر بأرواح املدنيني وهي متمثلة<br />

بنظام الديات،‏ على اعتبار اأن الكمائن من االأعمال التي يلجأ اإليها للرضورة احلربية،‏ والتي<br />

يرتتب على تنفيذها خسائر تتعلق بأرواح املدنيني وفق حاالت معينة.‏<br />

واأخرياً؛ فإنني اأتوجه اإىل اهلل ‏سبحانه بخالص الدعاء اأن يوفقنا لتحصيل العلم،‏ واأن<br />

يعلمنا ما ينفعنا،‏ واأن ينفعنا مبا علمنا،‏ واأن يزدنا علماً،‏ اإنه ‏سميع جميب الدعاء.‏<br />

192


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

اهلوامش:‏<br />

193<br />

2.<br />

3.<br />

‏.‏‎1‎يعرف 1 املدين:‏ بأنه الشخص الذي ال يشارك يف احلرب اأو العمليات العسكرية بأي جمهود<br />

كان بشكل مبارش اأو غري مبارش ‏سواء كانت املشاركة بالقول اأم بالفعل،‏ ويستوي يف<br />

ذلك النساء والرجال والشباب والصبيان والشيوخ وغريهم،‏ املوصلي،‏ عبد اهلل بن<br />

حممود بن مودود،‏ االختيار لتعليل املختار،‏ خرج حديثه وضبطه وعلق عليه خالد عبد<br />

الرحمن العك،‏ بريوت،‏ لبنان،‏ دار املعرفة،‏ ط‎1،1998‎م،‏ 145- 4/ 146، الكاساين،‏<br />

عالء الدين بن اأبي بكر بن ‏سعود،‏ بدائع الصنائع يف ترتيب الرشائع،‏ بريوت،‏ دار الكتاب<br />

العربي،‏ ط‎2‎‏،‏ ‎1982‎م،‏ 63، 6/ الدسوقي،‏ حممد عرفة،‏ حاشية الدسوقي على الرشح<br />

الكبري،‏ حتقيق حممد عليش،‏ بريوت،‏ دار الفكر،‏ د.ط،‏ د.ت،‏ 479- 2/ 480، اخلطيب،‏<br />

حممد الرشبيني،‏ مغني املحتاج،‏ بريوت،‏ دار الفكر،‏ د.ط،‏ د.ت،‏ 30- 6/ 31، ابن قدامة،‏<br />

عبد اهلل بن اأحمد،‏ املغني،‏ بريوت،‏ دار الفكر،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1405‎ه،‏ 139- 13/ 140، ابن<br />

تيمية،‏ اأحمد بن عبد احلليم،‏ جمموع الفتاوى،‏ حتقيق عبد الرحمن بن حممد بن قاسم<br />

العصمي النجدي،‏ د.م،‏ مكتبة ابن تيمية،‏ ط‎2‎‏،‏ د.ت،‏ 354. 28/<br />

2 االإمام الشافعي،‏ اأبو عبد اهلل حممد بن اإدريس،‏ الرسالة،‏ القاهرة،‏ د.ط،‏ د.ت،‏ حتقيق اأحمد<br />

حممد ‏شاكر،‏ ‏ص‎20‎‏.‏<br />

3 الفريوزاآبادي،‏ حممد بن يعقوب،‏ القاموس املحيط،‏ اعتنى به حسان عبد املنان،‏ بيت<br />

االأفكار الدولية،‏ ط ‎2004‎م،‏ عمان،‏ االأردن،‏ ‏ص‎774‎‏،‏ اإبراهيم مصطفى واآخرون،‏ املعجم<br />

الوسيط،‏ املكتبة االإسالمية،‏ استنابول،‏ تركيا،‏ ‏ص‎411‎‏.‏<br />

. ‎4‎اإبراهيم مصطفى واآخرون،‏ املعجم الوسيط،‏ 411<br />

5 انظر:‏ مبحث االأهلية وعوارضها ‏سواء كانت ‏سماوية كالصغر واجلنون والعته والنسيان<br />

..، اأم مكتسبة كاجلهل والسكر واخلطأ واالإكراه..،‏ البخاري،‏ عالء الدين بن عبد العزيز،‏<br />

كشف االأرسار عن اأصول فخر االإسالم البزدوي،‏ دار الكتاب العربي،‏ بريوت،‏ ط‎3‎‏،‏<br />

‎1997‎م،‏ 435- 4/ 436، مع مالحظة اأن الكمني من العمليات احلربية التي تقتضي<br />

طبيعة معينة للقائم بها من حيث الرشوط واالأهلية والقوة والقدرة اجلسدية والعقلية<br />

والتي يكاد يخلو منها الضعفاء واأصحاب االأعذار يف اجلهاد،‏ انظر:‏ ‏رشوط اجلهاد يف<br />

االإسالم،‏ فخر الدين عثمان بن علي،‏ تبيني احلقائق ‏رشح كنز الدقائق،‏ القاهرة،‏ دار<br />

الكتب االإسالمي،‏ د.ط،‏ ‎1313‎ه،‏ 241، 3/ ابن قدامة،‏ املغني،‏ 8. 13/<br />

6 عبد القادر،‏ عودة،‏ الترشيع اجلنائي االإسالمي مقارنًا بالقانون الوضعي،‏ موؤسسة<br />

الرسالة،‏ بريوت،‏ لبنان،‏ ط‎14‎‏،‏ ‎2000‎م،‏ 392. 1/<br />

. 4<br />

5.<br />

6.


املسؤولية اجلنائية عن اإلضرار باملدنيني<br />

بسبب الكمني في احلرب في الفقه اإلسالمي<br />

د.‏ سهيل األحمد<br />

‎7‎الفريوزاآبادي،‏ . 7 القاموس املحيط،‏ ‏ص‎1528‎ ، اإبراهيم مصطفى واآخرون،‏ املعجم<br />

الوسيط،‏ ‏ص‎799‎‏.‏<br />

. ‎8‎االأيوبي،‏ هيثم،‏ املوسوعة العسكرية،‏ بريوت،‏ دار الفكر،‏ ط ‎1981‎م،‏ 1، 724 1/<br />

. ‎9‎اأمني،‏ حممد فتحي،‏ قاموس املصطلحات العسكرية،‏ د.م،‏ د.ت،‏ ط 2، ‏ص 416<br />

10 املعجم العسكري املوسوعي،‏ بإرشاف العماد مصطفى طالس،‏ دمشق،‏ مركز الدراسات<br />

العسكرية،‏ د.ط،‏ د.ت،‏ 1159. 2/<br />

11 املومني،‏ اأحمد حممد خلف،‏ التعبئة اجلهادية يف االإسالم،‏ عمان،‏ االأردن،‏ دار االأرقم،‏<br />

ط‎1‎‏،‏ ‎1986‎م،‏ ‏ص‎124‎‏.‏<br />

. 8<br />

. 9<br />

10<br />

، 12 عون،‏<br />

194<br />

1<br />

‎12‎كمال،‏ اأحمد عادل،‏ الطريق اإىل املدائن،‏ دار النفائس،‏ د.م،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1972‎م،‏ ‏ص‎365‎<br />

عبد الروؤوف،‏ الفن احلربي يف ‏صدر االإسالم والدولة العباسية،‏ دار املعارف،‏ القاهرة،‏<br />

ط‎1‎‏،‏ ‎1961‎م،‏ ‏ص‎250‎‏،‏ املومني،‏ التعبئة اجلهادية،‏ ‏ص 120- 123، زعرب،‏ خالد<br />

حممد عطوة،‏ اخلداع يف احلرب،‏ رسالة ماجستري مقدمة لربنامج الدراسات العليا،‏<br />

كلية الرشيعة،‏ قسم الفقه املقارن،‏ اجلامعة االإسالمية،‏ غزة،‏ بإرشاف الدكتور يونس<br />

االأسطل،‏‎2005‎م،‏ ‏ص‎100‎‏.‏<br />

‎13‎كمال،‏ الطريق اإىل املدائن،‏ ‏ص‎365‎<br />

14 هو:‏ عبد اهلل بن اأبي حدرد،‏ واسمه ‏سالمة،‏ وقيل عبيد بن عمري بن اأبي ‏سالمة بن ‏سعد<br />

بن ‏سنان بن احلارث بن عبس بن هوازن بن اأسلم بن اأفصى االأسلمي،‏ اأبو حممد،‏ له<br />

والأبيه ‏صحبة،‏ كان من وجوه اأصحاب النبي ‏صلى اهلل عليه وسلم،‏ وكان ممن يوؤمر<br />

على الرسايا،‏ اأول مشاهده احلديبية ثم خيرب،‏ وتويف ‏سنة اإحدى وسبعني وهو ابن<br />

اإحدى وثمانني،‏ انظر:‏ ابن حجر العسقالين،‏ اأحمد بن علي بن حجر،‏ االإصابة يف متييز<br />

الصحابة،‏ حتقيق علي حممد البجاوي،‏ بريوت،‏ دار اجليل،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1992‎م،‏ 54، 4/ ابن<br />

عبد الرب،‏ يوسف بن عبد اهلل بن حممد،‏ االستيعاب يف معرفة االأصحاب،‏ حتقيق علي<br />

حممد البجاوي،‏ بريوت،‏ دار اجليل،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1412‎ه-‏ ‎1992‎م،‏ 280. 1/<br />

15 هو:‏ رجل من جشم بن معاوية يقال:‏ له رفاعة بن قيس،‏ اأو قيس بن رفاعة،‏ انظر:‏ ابن<br />

كثري،‏ اأبو الفداء اإسماعيل،‏ البداية والنهاية،‏ لبنان،‏ بريوت،‏ دار املعرفة،‏ ‎1997‎م،‏ 4/<br />

223، الطربي،‏ اأبو جعفر حممد بن جرير ، تاريخ االأمم وامللوك،‏ د.م،‏ دار بدران،‏ د.ت،‏<br />

د.ط،‏ .148 /2<br />

16 ابن هشام،‏ السرية النبوية،‏ حققها ورشحها ووضع فهارسها:‏ مصطفى السقا واإبراهيم<br />

االأبياري وعبد احلميد ‏شلبي،‏ د.م،‏ دار ابن كثري،‏ د.ط،‏ د.ت،‏ 629 2/ وما بعدها.‏<br />

. 13<br />

14<br />

15<br />

16


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

. 17<br />

18<br />

‎17‎املومني،‏ التعبئة اجلهادية يف االإسالم،‏ ‏ص‎121‎<br />

18 هو:‏ عتبة بن غزوان بن جابر بن مرض،‏ قدمي االإسالم،‏ هاجر اإىل احلبشة،‏ وشهد بدرا،‏<br />

واشرتك يف فتح العراق،‏ واستعمل على البرصة ومات يف معدن بني ‏سليم يف ‏سنة<br />

‎17‎ه،‏ وهو ابن ‏سبع وخمسني ‏سنة،‏ انظر:‏ ابن ‏سعد،‏ حممد بن ‏سعد بن منيع اأبو عبد اهلل<br />

البرصي الزهري،‏ الطبقات الكربى،‏ بريوت،‏ دار ‏صادر،‏ د.ط،‏ د.ت،‏ – 98 3/ 99 .<br />

19 اأطالل قاعدة امللوك اللخميني بني النجف والكوفة يف العراق،‏ عرفت بحرية النعمان،‏<br />

195<br />

19<br />

20<br />

واشتهرت بنشاطها الثقايف واالأدبي،‏ انظر:‏ املنجد يف االأعالم،‏ بريوت،‏ دار املرشق،‏<br />

ط‎25‎‏،‏ ‎2002‎م،‏ مطبوع ‏ضمن كتاب املنجد يف اللغة واالأعالم،‏ ‏ص‎227‎‏.‏<br />

20 مدينة يف العراق على ‏شط العرب تأسست يف عهد عمرو بن اخلطاب رضي اهلل عنه<br />

وازدهرت مع العباسيني واأصبحت هي و الكوفة مهدا للدروس اللغوية ومركزا ثقافيا،‏<br />

انظر:‏ املنجد يف االأعالم،‏ ‏ص 129.<br />

‎21‎الطربي،‏ تاريخ االأمم وامللوك،‏ 591 31/<br />

. 21<br />

2<br />

22 هو ‏رضار بن مالك االأزور بن اأوس بن خزمية االأسدي،‏ اأحد االأبطال يف اجلاهلية<br />

واالإسالم،‏ وكان ‏شاعرًا مطبوعً‏ ا،‏ له ‏صحبة،‏ وهو الذي قتل مالك بن نويرة بأمر خالد<br />

بن الوليد،‏ وقاتل يوم اليمامة اأشد قتال حتى قطعت ‏ساقاه،‏ فجعل يحبو على ركبتيه<br />

ويقاتل واخليل تطأه،‏ ومات بعد اأيام يف اليمامة،‏ انظر:‏ الزركلي،‏ خري الدين،‏ االأعالم،‏<br />

بريوت،‏ دار العلم للماليني،‏ ط‎10‎‏،‏ ‎1992‎م،‏ 215. 3/<br />

‎2323‎موقع يف فلسطني،‏ انترص فيه املسلمون على البيزنطيني يف ‏سنة ‎13‎ه بقيادة اأبي<br />

عبيدة ابن اجلراح،‏ انظر:‏ احلموي،‏ ياقوت بن عبد اهلل،‏ معجم البلدان،‏ بريوت،‏ دار الفكر،‏<br />

د.ط،‏ د.ت،‏ 103، 1/ واملنجد يف االأعالم،‏ ‏ص‎27‎‏.‏<br />

‎24‎هي قرية بغوطة دمشق،‏ انظر:‏ احلموي،‏ معجم البلدان،‏ 522 1/<br />

. 24<br />

. 25<br />

. 26<br />

27<br />

‎25‎الواقدي،‏ حممد بن عمر بن واقد،‏ فتوح الشام،‏ بريوت،‏ دار الفكر،‏ د.ط،‏ د.ت،‏ 43 1/<br />

‎26‎زعرب،‏ اخلداع يف احلرب،‏ ‏ص‎100‎‏،‏ املومني،‏ التعبئة اجلهادية،‏ ‏ص‎123‎<br />

27 هو:‏ رافع بن عمرو بن جابر بن حارثة بن عمرو بن خمضب اأبو احلسن الطائي السنبسي<br />

ويقال:‏ بن عمرية ، قيل:‏ له ‏صحبة،‏ وقيل:‏ هو من التابعني،‏ ‏شهد غزوة ذات السالسل،‏<br />

وصحب اأبا بكر الصديق فيها،‏ وهو الذي دل خالد بن الوليد على طريق السماوة حتى<br />

رحل بهم من العراق اإىل الشام يف خمسة اأيام،‏ وتويف ‏سنة ثالث وعرشين،‏ انظر:‏ ابن<br />

االأثري،‏ اأسد الغابة،‏ 352، 1/ ابن حجر،‏ االإصابة،‏ 440، 2/ ت رقم 2540.<br />

‎2828‎الواقدي،‏ فتوح الشام،‏ . 48 1/


املسؤولية اجلنائية عن اإلضرار باملدنيني<br />

بسبب الكمني في احلرب في الفقه اإلسالمي<br />

د.‏ سهيل األحمد<br />

196<br />

. 29<br />

30<br />

31<br />

32<br />

‎29‎املومني،‏ التعبئة اجلهادية،‏ ‏ص‎123‎<br />

30 ابن النحاس الدمياطي،‏ مشارع االأشواق اإىل مصارع العشاق ومثري الغرام اإىل دار<br />

السالم،‏ بريوت،‏ لبنان،‏ دار البشائر االإسالمية،‏ ط‎3‎‏،‏ ‎2002‎م،‏ ‏ص 1078- 1079.<br />

31 البخاري،‏ حممد بن اإسماعيل،‏ ‏صحيح البخاري،‏ عمان،‏ االأردن،‏ بيت االأفكار الدولية،‏<br />

د.ت،‏ د.ط،‏ كتاب اجلهاد والسري،‏ باب احلرب خدعة،‏ ح برقم 3029، ‏ص 579، ومسلم،‏<br />

ابن احلجاج القشريي النيسابوري ، ‏صحيح مسلم،‏ عمان،‏ االأردن،‏ بيت االأفكار الدولية،‏<br />

‎1998‎م ، د.ط،‏ كتاب اجلهاد والسري،‏ باب جواز اخلداع يف احلرب،‏ ح 1739، ‏ص 722.<br />

32 الرسخسي،‏ حممد بن اأحمد،‏ ‏رشح السري الكبري لالإمام حممد بن احلسن الشيباين،‏ اإمالء<br />

حممد بن اأحمد الرسخسي،‏ د.م،‏ مطبعة ‏رشكة االإعالنات الرشقية،‏ ‎1971‎م،‏ د.ط،‏ 1/<br />

85، ابن قدامة،‏ املغني،‏ 177، 9/ والبهوتي،‏ منصور،‏ كشاف القناع عن منت االإقناع،‏<br />

القاهرة ، مطبعة اأنصار السنة املحمدية،‏ ‎1366‎ه-‏ ‎1947‎م،‏ د.ط،‏ 38، 3/ والشوكاين،‏<br />

حممد بن علي،‏ نيل االأوطار،‏ بريوت،‏ دار اجليل،‏ 1973 م،‏ د.ط،‏ 57. 8/<br />

33 النووي،‏ اأبو زكريا يحيى بن ‏رشف،‏ ‏رشح النووي على ‏صحيح مسلم،‏ بريوت،‏ دار اإحياء<br />

3<br />

الرتاث،‏ ط‎2‎‏،‏ ‎1392‎ه،‏ . 45 12/<br />

، 34<br />

35<br />

‎34‎الفيومي،‏ اأحمد بن علي املقري،‏ املصباح املنري،‏ القاهرة،‏ املطبعة االأمريية،‏ ط‎4‎<br />

‎1921‎ه،‏ ‏ص‎322‎‏.‏<br />

35 ابن القيم،‏ ‏شمس الدين حممد بن اأبي بكر الزرعي الدمشقي،‏ مدارج السالكني بني منازل<br />

اإياك نعبد واإياك نستعني،‏ دار الكتاب العربي،‏ بريوت،‏ لبنان،‏ ط‎2‎‏،‏ ‎1994‎م،‏ حتقيق<br />

وتعليق حممد املعتصم باهلل البغدادي،‏ 241. 1/<br />

‎36‎‏سورة التوبة ، اآية 120<br />

. 36<br />

37<br />

38<br />

39<br />

37 البخاري،‏ الصحيح،‏ كتاب اجلهاد والسري،‏ باب ما يكره من التنازع واالختالف يف<br />

احلرب،‏ وعقوبة من عصى اإمامه،‏ ح برقم‎3039‎‏،‏ ‏ص‎581‎‏،‏ اأبو داود،‏ ‏سليمان بن االأشعث<br />

السجستاين،‏ ‏سنن اأبي داود،‏ عمان،‏ االأردن،‏ بيت االأفكار الدولية،‏ ‎2004‎م،‏ د.ط،‏ كتاب<br />

اجلهاد،‏ باب يف الكمناء،‏ ح‎2662‎‏،‏ ‏ص‎300‎‏،‏ واللفظ له.‏<br />

38 البخاري،‏ الصحيح،‏ كتاب اجلهاد والسري،‏ باب ما يكره من اأراد غزوة فورى بغريها،‏ ح<br />

برقم‎2947‎‏،‏ ‏ص‎566‎‏.‏<br />

39 الدردير،‏ اأبو الربكات ‏سيدي اأحمد،‏ الرشح الكبري،‏ حتقيق حممد عليش،‏ بريوت،‏ دار الفكر،‏<br />

د.ط،‏ د.ت،‏ مطبوع مع حاشية الدسوقي،‏ 425، 1/ واخلرشي،‏ حممد بن عبد اهلل بن علي،‏<br />

حاشية اخلرشي علي خمترص ‏سيدي خليل،‏ لالإمام خليل بن اإسحاق بن موسى املالكي،‏


4<br />

مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

‏ضبط وتخريج زكريا عمريات،‏ بريوت،‏ لبنان،‏ دار الكتب العلمية،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1417‎ه-‏<br />

‎1997‎م،‏ 369، 2/ النووي،‏ حميي الدين بن ‏رشف،‏ روضة الطالبني وعمدة املفتني،‏<br />

بريوت،‏ املكتب االإسالمي،‏ ط‎2‎‏،‏ 119. 2/ 1985،<br />

‎4040‎الدردير،‏ الرشح الكبري،‏ ، 425 1/ والنووي،‏ حميي الدين بن يحيى بن ‏رشف،‏ حتقيق حممد<br />

جنيب املطيعي،‏ املجموع،‏ بريوت،‏ دار اإحياء الرتاث العربي،‏ د.ط،‏ ‎1995‎م،‏ 221. 5/<br />

‎4141‎هو:‏ حذيفة بن حسل بن جابر العبسي،‏ اأبو عبد اهلل،‏ واليمان:‏ لقب حسل:‏ ‏صحابي،‏ من<br />

الوالة الشجعان الفاحتني،‏ كان ‏صاحب ‏رس النبي ‏صلى اهلل عليه وسلم يف املنافقني،‏<br />

ومل يعلمهم اأحد غريه من الصحابة،‏ ولد باملدينة،‏ وشهد اأحدا واخلندق،‏ وتويف باملدينة<br />

‏سنة 36 هجرية،‏ انظر:‏ ابن االأثري،‏ عز الدين اأبي احلسن علي بن حممد اجلزري،‏ اأسد الغابة<br />

يف معرفة الصحابة،‏ بريوت،‏ دار الفكر،‏ د.ط،‏ ‎1989‎م،)‏‎1‎‏/‏ 468( ، ت رقم)‏‎1113‎‏(‏ ،<br />

الزركلي،‏ االأعالم،‏ 171. 2/<br />

‎4242‎هو:‏ حسل،‏ ويقال حسيل بن جابر العبسي،‏ اأصاب دمً‏ ا يف اجلاهلية فهرب اإىل املدينة<br />

وحالف بني عبد االأشهل،‏ فسماه قومه)اليمان(‏ حللفه لليمانية وهم االأنصار.‏ ‏شهد اأحدًا<br />

فقتله بعض الصحابة خطأ الأنهم مل يعرفوه،‏ انظر:‏ ابن االأثري،‏ اأسد الغابة يف معرفة<br />

الصحابة،)‏‎1‎‏/‏ 493( ، الذهبي،‏ حممد بن اأحمد بن عثمان بن قامياز،‏ ‏سري اأعالم النبالء،‏<br />

حتقيق ‏شعيب االأرنوؤوط وحممد نعيم العرقسوسي،‏ بريوت،‏ موؤسسة الرسالة،‏ ط‎9‎‏،‏<br />

‎1413‎ه،)‏‎2‎‏/‏ 361( عند ترجمة حذيفة بن اليمان.‏<br />

‎4343‎البخاري،‏ الصحيح،‏ كتاب بدء اخللق،‏ باب ‏صفة اإبليس وجنوده،‏ ح برقم ، 3290<br />

‏ص‎628‎‏،‏ كتاب املغازي،‏ باب اإذ همت طائفتان،‏ ح برقم 4065، ‏ص‎771‎‏.‏<br />

44 ابن ‏سعد،‏ الطبقات،‏ ، 45 2/ واملرصي،‏ حممود،‏ اأصحاب الرسول،‏ القاهرة،‏ دار اأبو بكر<br />

الصديق،‏ ط‎2‎‏،‏ ‎2002‎م،‏ 430. 1/<br />

‎4545‎الزيلعي،‏ فخر الدين عثمان بن علي،‏ تبيني احلقائق ‏رشح كنز الدقائق،‏ القاهرة،‏ دار<br />

الكتب االإسالمي،‏ د.ط،‏ ‎1313‎ه،‏ 247، 1/ املواق،‏ حممد بن يوسف العبدري،‏ التاج<br />

واالإكليل ملخترص خليل،‏ بريوت،‏ دار الفكر،‏ ط‎3‎‏،‏ ‎1992‎م،‏ مطبوع مع مواهب اجلليل<br />

للحطاب،‏ 66، 3/ الدسوقي،‏ حاشية السوقي،‏ 426، 1/ برهان الدين اإبراهيم بن حممد<br />

بن مفلح احلنبلي،‏ املبدع يف ‏رشح املقنع،‏ بريوت،‏ لبنان،‏ املكتب االإسالمي للطباعة<br />

والنرش،‏ ط‎1‎‏،‏ 1402 ه-‏ ‎1982‎م،‏ 238، 2/ البهوتي،‏ كشاف القناع،‏ . 576 1/<br />

‎4646‎الزيلعي،‏ تبيني احلقائق،‏ . 247 1/<br />

197


املسؤولية اجلنائية عن اإلضرار باملدنيني<br />

بسبب الكمني في احلرب في الفقه اإلسالمي<br />

د.‏ سهيل األحمد<br />

‎4747‎احلطاب،‏ عبد اهلل حممد بن عبد الرحمن املغربي،‏ مواهب اجلليل لرشح خمترص خليل،‏<br />

‏ضبط وتخريج زكريا عمريات،‏ دار الكتب العلمية،‏ لبنان،‏ بريوت،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1995‎م،‏ 67. 3/<br />

‎48‎ابن مفلح،‏ املبدع،‏ 238، 2/ البهوتي،‏ كشاف القناع،‏ 576 1/<br />

. 48<br />

49<br />

51<br />

52<br />

49 الدية:‏ جمع ديات،‏ وهي:‏ ما يعطيه القاتل ويل املقتول من املال بدل النفس،‏ يقال:‏ ودي<br />

فالن فالنًا اإذا اأدى ديته اإىل وليه.‏ ابن منظور،‏ جمال الدين حممد،‏ لسان العرب،‏ بريوت،‏<br />

لبنان،‏ دار ‏صادر،)‏‎15‎‏/‏ 383( ، الفيومي،‏ املصباح املنري،‏ ‏ص)‏‎654‎‏(‏ مادة)ودي(‏ ،<br />

ورشعً‏ ا:‏ املال املوؤدى اإىل جمني عليه اأو وليه بسبب اجلناية.‏ انظر:‏ ابن النجار،‏ حممد بن<br />

اأحمد الفتوحي،‏ معونة اأوىل النهى ‏رشح املنتنهى)منتهى االإرادات(‏ حتقيق:‏ د.عبد امللك<br />

بن دهيش،‏ بريوت،‏ لبنان،‏ دار خرض،‏ ط‎1‎‏،‏ 1416 ه-‏ 1995 م،)‏‎3‎‏/‏ 291( .<br />

‎5050‎الرسخسي،‏ ‏رشح السري الكبري،)‏‎4‎‏/‏ ) 225 ، العيني،‏ حممود بن اأحمد،‏ البناية يف ‏رشح<br />

الهداية،‏ بريوت-‏ لبنان،‏ دار الفكر،‏ ط‎2،1411‎ه-‏ ‎1990‎م،)‏‎12‎‏/‏ 128( ، ابن عبد الرب<br />

القرطبي،‏ اأبو عمر يوسف،‏ الكايف يف فقه اأهل املدينة املالكي،‏ حتقيق:‏ د.حممد حممد<br />

املوريتاين،‏ الرياض،‏ مكتبة الرياض احلديثة،‏ ط‎3‎‏،‏ 1406 ه-‏ 1986 م،)‏‎1‎‏/‏ 470( ،<br />

احلطاب،‏ مواهب اجلليل،)‏‎4‎‏/‏ 548( ، الشافعي،‏ حممد بن اإدريس،‏ االأم،‏ بريوت،‏ لبنان،‏<br />

دار املعرفة،)‏‎4‎‏/‏ 246( ، الشريازي،‏ املهذب مطبوع مع تكملة املجموع،)‏‎20‎‏/‏ 418( ،<br />

ابن قدامة،‏ املغني،)‏‎12‎‏/‏ 81( .<br />

51 القرطبي،‏ حممد بن اأحمد،‏ اجلامع الأحكام القراآن،‏ حتقيق:‏ عبد الرزاق املهدي،‏ دار الكتاب<br />

العربي،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1418‎ه-‏ ‎1997‎م،)‏‎5‎‏/‏ 299( .<br />

52 هو:‏ حممود بن لبيد بن رافع بن عبد االأشهل،‏ االأنصاري االأوسي االأشهلي ولد يف حياة<br />

النبي ‏صلى اهلل عليه وسلم وروي عنه ولذا قال البخاري:‏ له ‏صحبة،‏ وعده بعضهم يف<br />

التابعني،‏ واالأوىل ما قاله البخاري لالأحاديث التي رواها،‏ كان من العلماء واأكرث روايته<br />

عن الصحابة،‏ تويف ‏سنة)‏‎96‎ ه(‏ وقيل غري ذلك.‏ انظر:‏ ابن االأثري،‏ اأسد الغابة،)‏‎4‎‏/‏ 341(<br />

، ابن حجر،االإصابة،)‏‎6‎‏/‏ )35 .<br />

‎53‎‏صحيح البخاري مع الفتح كتاب الديات باب اإذا مات يف الزحام ح رقم)‏‎6890‎<br />

) 53 وكتاب<br />

املغازي باب اإذا همت طائفتان منكم اأن تفشال،‏ ح رقم)‏‎4065‎‏(‏ ، االإمام اأحمد بن حنبل،‏<br />

خرج ووضع فهارسه،‏ اأحمد ‏شاكر،‏ واأكمله حمزة اأحمد الزين،‏ القاهرة،‏ دار احلديث،‏ ط‎1‎‏،‏<br />

‎1416‎ه-‏ ‎1995‎م،)‏‎17‎‏/‏ 62( ، ح رقم)‏‎23529‎‏(‏ واللفظ كما يف املسند.‏<br />

‎54‎الرسخسي،‏ املبسوط،)‏‎10‎‏/‏ 65( ، الدسوقي،‏ حاشية الدسوقي،)‏‎2‎‏/‏ 178<br />

) 54 ، القرطبي،‏ اجلامع<br />

الأحكام القراآن،)‏‎16‎‏/‏ 244( ، الشافعي،‏ االأم،)‏‎4‎‏/‏ 244( ، ابن قدامة،‏ املغني،)‏‎13‎‏/‏ 141( .<br />

198


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

199<br />

. ) 555<br />

56<br />

الدسوقي،‏ حاشية الدسوقي،)‏‎2‎‏/‏ 178<br />

56 النووي،‏ حميي الدين بن ‏رشف،‏ روضة الطالبني وعمدة املفتني،‏ بريوت،‏ املكتب<br />

االِ‏ إسالمي،‏ ط‎3‎‏،‏ 1412 ه ‎1991‎م،)‏‎10‎‏/‏ 245( .<br />

‎57‎ابن قدامة،‏ املغني،)‏‎13‎‏/‏ 141<br />

‎58‎الرسخسي،‏ املبسوط،)‏‎10‎‏/‏ 64<br />

‎59‎الرسخسي،‏ املبسوط،)‏‎10‎‏/‏ 64( ، القرطبي،‏ اجلامع الأحكام القراآن،)‏‎4‎‏/‏ 139<br />

روضة الطالبني،)‏‎10‎‏/‏ 245( ، ابن قدامة،‏ املغني،)‏‎13‎‏/‏ 141( .<br />

‎60‎الرسخسي،‏ املبسوط،)‏‎10‎‏/‏ 64<br />

61 املرداوي،‏ عالء الدين اأبو احلسن،‏ االإنصاف يف معرفة الراجح من اخلالف على مذهب<br />

االإمام اأحمد بن حنبل،‏ ‏صححه وحققه حممد حامد الفقي،‏ بريوت،‏ لبنان،‏ دار اإحياء<br />

الرتاث العربي،‏ ط‎4(،2‎‏/‏ 129( .<br />

‎62‎الرسخسي،‏ املبسوط،)‏‎10‎‏/‏ 64( ، املرداوي،‏ االإنصاف،)‏‎4‎‏/‏ 129<br />

. ) 57<br />

. ) 58<br />

) ، النووي،‏<br />

59 . ) 60<br />

61<br />

. ) 62<br />

63<br />

63 مأخوذة من الكفر وهو:‏ السرت،‏ الأنها تغطي الذنب وتسرته،‏ الفيومي،‏ املصباح املنري،‏<br />

‏ص‎535‎‏،‏ وكفارة القتل هي:‏ عتق رقبة موؤمنة،‏ فإن مل يجد فصيام ‏شهرين متتابعني،‏<br />

وال اإطعام فيها.‏ ابن النجار،‏ ‏رشح منتهى االإرادات،)‏‎3‎‏/‏ 329( ، البهوتي،‏ كشاف<br />

القناع،)‏‎5‎‏/‏ )54 .<br />

‎64‎الكاساين،‏ بدائع الصنائع،)‏‎6‎‏/‏ 63( ، الرسخسي،‏ املبسوط،)‏‎10‎‏/‏ 65<br />

. ) 64<br />

65<br />

65 ابن العربي،‏ حممد بن عبد اهلل،‏ اأحكام القراآن،‏ راجع اأصوله وخرج اأحاديثه وعلق عليه:‏<br />

حممد عبد القادر عطا،‏ بريوت،‏ لبنان،‏ دار الكتب العلمية،‏ د.ط،‏ 1416 ه-‏ ‎1996‎م،)‏‎4‎‏/‏<br />

139( ، القرطبي،‏ اجلامع الأحكام القراآن،)‏‎16‎‏/‏ 243( .<br />

6 مسلم،‏ الصحيح،‏ كتاب اجلهاد والسري،‏ باب تأمري االأمراء على البعوث،‏ ح رقم)‏‎1731‎<br />

.) 66<br />

. ) 67<br />

. ) 68<br />

69<br />

70<br />

. ) 71<br />

.) 72<br />

‎67‎الزيلعي،‏ تبيني احلقائق،)‏‎3‎‏/‏ 243( ، القرطبي،‏ اجلامع الأحكام القراآن،)‏‎16‎‏/‏ 244<br />

‎68‎الكاساين،‏ بدائع الصنائع،)‏‎6‎‏/‏ 63<br />

69 املرجع السابق.‏<br />

70 املرجع السابق.‏<br />

‎71‎ابن العربي،‏ اأحكام القراآن،)‏‎4‎‏/‏ 139( ، القرطبي،‏ اجلامع الأحكام القراآن،)‏‎16‎‏/‏ 243<br />

‎72‎الشافعي،‏ االأم،)‏‎4‎‏/‏ 246( ، الشريازي،‏ املهذب مع تكملة املجموع،)‏‎20‎‏/‏ 417


املسؤولية اجلنائية عن اإلضرار باملدنيني<br />

بسبب الكمني في احلرب في الفقه اإلسالمي<br />

د.‏ سهيل األحمد<br />

‎73‎ابن مفلح،‏ املبدع،)‏‎3‎‏/‏ 324( ، ابن قدامة،‏ املغني،)‏‎13‎‏/‏ 142<br />

‎74‎الكاساين،‏ بدائع الصنائع،)‏‎6‎‏/‏ 63<br />

‎75‎ابن قدامة،‏ املغني،)‏‎13‎‏/‏ 142( ، القرطبي،‏ اجلامع الأحكام القراآن،)‏‎13‎‏/‏ 244<br />

‎76‎الكاساين،‏ بدائع الصنائع،)‏‎6‎‏/‏ 63<br />

. ) 73<br />

. ) 74<br />

. ) 75<br />

. ) 76<br />

. ) 777<br />

) 78 ، ابن قدامة،‏<br />

املغني،)‏‎13‎‏/‏ )142 .<br />

النووي،‏ روضة الطالبني وعمدة املفتني،)‏‎10‎‏/‏ 246<br />

‎78‎املرداوي،‏ االإنصاف يف معرفة الراجح من اخلالف،)‏‎4‎‏/‏ 129<br />

‎7979‎ابن قدامة،‏ املغني،)‏‎13‎‏/‏ ) 142 ابن اإبراهيم املقدسي،‏ بهاء الدين عبد الرحمن،‏ العدة<br />

‏رشح العمدة يف فقه اإمام السنة اأحمد بن حنبل الشيباين،‏ بريوت،‏ لبنان،‏ دار الفكر،‏<br />

‏ص)‏‎492‎‏(‏ .<br />

‎80‎ابن قدامة،‏ املغني،)‏‎13‎‏/‏ 142<br />

‎81‎النووي،‏ روضة الطالبني،)‏‎10‎‏/‏ 246<br />

‎82‎البخاري،‏ الصحيح،‏ كتاب بدء اخللق،‏ باب ‏صفة اإبليس وجنوده،‏ ح برقم 3290<br />

628، كتاب املغازي،‏ باب اإذ همت طائفتان،‏ ح برقم 4065، ‏ص‎771‎‏.‏<br />

. ) 80<br />

. ) 81<br />

، 82 ‏ص<br />

‎8383‎املوصلي،‏ االختيار،‏ 145- 4/ 146، الكاساين،‏ بدائع الصنائع،‏ ، 64 6/ الدسوقي،‏<br />

حاشية الدسوقي،‏ 480، 2/ الرشبيني،‏ مغني املحتاج،‏ 31، 6/ ابن قدامة،‏ املغني،‏<br />

،140 -139 /13 ابن تيمية،‏ جمموع الفتاوى،‏ .354 /28<br />

‎84‎الكاساين،‏ بدائع الصنائع،)‏‎6‎‏/‏ 64( ، الرسخسي،‏ املبسوط،)‏‎26‎‏/‏ 132<br />

) 84 ، ابن عبد<br />

الرب،‏ الكايف يف فقه اأهل املدينة،)‏‎1‎‏/‏ 467( ، ابن مهنا االأزهري املالكي،‏ اأحمد بن<br />

غنيم بن ‏سامل،‏ الفواكه الدواين على رسالة ابن اأبي زيد القريواين،‏ اعتني به الشيخ عبد<br />

الوارث حممد،‏ بريوت،‏ لبنان،‏ دار الكتب العلمية،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1418‎ه-‏ ‎1997‎م،)‏‎1‎‏/‏ 615( ،<br />

الشريازي،‏ املهذب،)‏‎21‎‏/‏ 171( ، املرداوي،‏ االإنصاف،)‏‎4‎‏/‏ 130( .<br />

‎85‎البخاري،‏ الصحيح،‏ كتاب اجلهاد،‏ باب اأهل الدار يبيتون،‏ ح رقم)‏‎3012‎<br />

) 85 ، مسلم،‏<br />

الصحيح،‏ كتاب اجلهاد باب جواز قتل النساء والصبيان يف البيات من غري تعمد،‏ ح<br />

رقم )1745(،26 .<br />

‎86‎الرسخسي،‏ ‏رشح السري الكبري،)‏‎4‎‏/‏ 187<br />

. ) 86<br />

87<br />

87 ابن الهمام،‏ كمال الدين حممد بن عبد الواحد،‏ فتح القدير،‏ بريوت،‏ لبنان،‏ دار اإحياء<br />

الرتاث العربي،‏ د.ط،‏ د.ت،)‏‎5‎‏/‏ 196( .<br />

200


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

‏.‏‎1‎القراآن 1 الكرمي<br />

‏.‏‎2‎اإبراهيم 2 املقدسي،‏ بهاء الدين عبد الرحمن،‏ العدة ‏رشح العمدة يف فقه اإمام السنة اأحمد<br />

بن حنبل الشيباين،‏ بريوت،‏ لبنان،‏ دار الفكر.‏<br />

‏.‏‎3‎اإبراهيم 3 مصطفى واآخرون،‏ املعجم الوسيط،‏ املكتبة االإسالمية،‏ استنبول،‏ تركيا.‏<br />

‏.‏‎4‎االأثري،‏ 4 عز الدين اأبي احلسن علي بن حممد اجلزري،‏ اأسد الغابة يف معرفة الصحابة،‏<br />

بريوت،‏ دار الفكر،‏ د.ط،‏ ‎1989‎م.‏<br />

‏.‏‎5‎اأحمد 5 بن حنبل،‏ خرج ووضع فهارسه،‏ اأحمد ‏شاكر،‏ واأكمله حمزة اأحمد الزين،‏ القاهرة،‏<br />

دار احلديث،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1416‎ه-‏ ‎1995‎م.‏<br />

‎6‎اأمني،‏ . 6 حممد فتحي،‏ قاموس املصطلحات العسكرية،‏ د.م،‏ د.ت،‏ ط . 2<br />

‎7‎االأيوبي،‏ . 7 هيثم،‏ املوسوعة العسكرية،‏ بريوت،‏ دار الفكر،‏ ط ‎1981‎م.‏ 1،<br />

‏.‏‎8‎البخاري،‏ 8 عالء الدين بن عبد العزيز،‏ كشف االأرسار عن اأصول فخر االإسالم البزدوي،‏ دار<br />

الكتاب العربي،‏ بريوت،‏ ط‎3‎‏،‏ ‎1997‎م.‏<br />

‏.‏‎9‎البخاري،‏ 9 حممد بن اإسماعيل،‏ ‏صحيح البخاري،‏ عمان،‏ االأردن،‏ بيت االأفكار الدولية،‏<br />

د.ت،‏ د.ط.‏<br />

‎1010‎برهان الدين اإبراهيم بن حممد بن مفلح احلنبلي،‏ املبدع يف ‏رشح املقنع،‏ بريوت،‏<br />

لبنان،‏ املكتب االإسالمي للطباعة والنرش،‏ ط‎1‎‏،‏ 1402 ه-‏ ‎1982‎م.‏<br />

111 البهوتي،‏ منصور،‏ كشاف القناع عن منت االإقناع،‏ القاهرة ، مطبعة اأنصار السنة<br />

املحمدية،‏ ‎1366‎ه-‏ ‎1947‎م،‏ د.ط.‏<br />

‎1212‎ابن تيمية،‏ اأحمد بن عبد احلليم،‏ جمموع الفتاوى،‏ حتقيق عبد الرحمن بن حممد بن<br />

قاسم العصمي النجدي،‏ د.م،‏ مكتبة ابن تيمية،‏ ط‎2‎‏،‏ د.ت.‏<br />

‎1313‎ابن حجر العسقالين،‏ اأحمد بن علي بن حجر،‏ االإصابة يف متييز الصحابة،‏ حتقيق علي<br />

حممد البجاوي،‏ بريوت،‏ دار اجليل،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1992‎م.‏<br />

14 14 احلطاب،‏ عبد اهلل حممد بن عبد الرحمن املغربي،‏ مواهب اجلليل لرشح خمترص خليل،‏<br />

‏ضبط وتخريج زكريا عمريات،‏ دار الكتب العلمية،‏ لبنان،‏ بريوت،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1995‎م.‏<br />

201


املسؤولية اجلنائية عن اإلضرار باملدنيني<br />

بسبب الكمني في احلرب في الفقه اإلسالمي<br />

د.‏ سهيل األحمد<br />

‎1515‎احلموي،‏ ياقوت بن عبد اهلل،‏ معجم البلدان،‏ بريوت،‏ دار الفكر،‏ د.ط،‏ د.ت.‏<br />

‎1616‎اخلرشي،‏ حممد بن عبد اهلل بن علي ، حاشية اخلرشي علي خمترص ‏سيدي خليل،‏ لالإمام<br />

خليل بن اإسحاق بن موسى املالكي،‏ ‏ضبط وتخريج زكريا عمريات،‏ بريوت،‏ لبنان،‏ دار<br />

الكتب العلمية،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1417‎ه-‏ ‎1997‎م.‏<br />

‎1717‎اخلطيب،‏ حممد الرشبيني،‏ مغني املحتاج،‏ بريوت،‏ دار الفكر،‏ د.ط،‏ د.ت.‏<br />

‎1818‎اأبو داود،‏ ‏سليمان بن االأشعث السجستاين،‏ ‏سنن اأبي داود،‏ عمان،‏ االأردن،‏ بيت االأفكار<br />

الدولية،‏ ‎2004‎م،‏ د.ط.‏<br />

‎1919‎الدردير،‏ اأبو الربكات ‏سيدي اأحمد،‏ الرشح الكبري،‏ حتقيق حممد عليش،‏ بريوت،‏ دار الفكر،‏<br />

د.ط،‏ د.ت،‏ مطبوع مع حاشية الدسوقي.‏<br />

‎2020‎الدسوقي،‏ حممد عرفة،‏ حاشية الدسوقي على الرشح الكبري،‏ حتقيق حممد عليش،‏ بريوت،‏<br />

دار الفكر،‏ د.ط،‏ د.ت.‏<br />

‎2121‎الذهبي،‏ حممد بن اأحمد بن عثمان بن قامياز،‏ ‏سري اأعالم النبالء،‏ حتقيق ‏شعيب<br />

االأرنوؤوط وحممد نعيم العرقسوسي،‏ بريوت،‏ موؤسسة الرسالة،‏ ط‎9‎‏،‏ ‎1413‎ه.‏<br />

222 الزركلي،‏ خري الدين،‏ االأعالم،‏ بريوت،‏ دار العلم للماليني،‏ ط‎10‎‏،‏ ‎1992‎م.‏<br />

‎2323‎زعرب،‏ خالد حممد عطوة،‏ اخلداع يف احلرب،‏ رسالة ماجستري مقدمة لربنامج الدراسات<br />

العليا،‏ كلية الرشيعة،‏ قسم الفقه املقارن،‏ اجلامعة االإسالمية،‏ غزة،‏ بإرشاف الدكتور<br />

يونس االأسطل،‏‎2005‎م.‏<br />

‎2424‎الزيلعي،‏ فخر الدين عثمان بن علي،‏ تبيني احلقائق ‏رشح كنز الدقائق،‏ القاهرة،‏ دار<br />

الكتب االإسالمي،‏ د.ط،‏ ‎1313‎ه.‏<br />

‎2525‎الرسخسي،‏ حممد بن اأحمد،‏ ‏رشح السري الكبري لالإمام حممد بن احلسن الشيباين،‏ اإمالء<br />

حممد بن اأحمد الرسخسي،‏ د.م،‏ مطبعة ‏رشكة االإعالنات الرشقية،‏ ‎1971‎م،‏ د.ط.‏<br />

‎2626‎ابن ‏سعد،‏ حممد بن ‏سعد بن منيع اأبو عبد اهلل البرصي الزهري،‏ الطبقات الكربى،‏ بريوت،‏<br />

دار ‏صادر،‏ د.ط،‏ د.ت.‏<br />

‎2727‎الشافعي،‏ حممد بن اإدريس،‏ االأم،‏ بريوت،‏ لبنان،‏ دار املعرفة.‏<br />

28 28 الشافعي،‏ اأبو عبد اهلل حممد بن اإدريس،‏ الرسالة،‏ القاهرة،‏ د.ط،‏ د.ت،‏ حتقيق اأحمد حممد<br />

‏شاكر.‏<br />

202


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

‎2929‎الشوكاين،‏ حممد بن علي،‏ نيل االأوطار،‏ بريوت،‏ دار اجليل،‏ 1973 م،‏ د.ط.‏<br />

‎3030‎الطربي،‏ اأبو جعفر حممد بن جرير ، تاريخ االأمم واملالك،‏ د.م،‏ دار بدران،‏ د.ت،‏ د.ط.‏<br />

‎3131‎ابن عبد الرب،‏ يوسف بن عبد اهلل بن حممد،‏ االستيعاب يف معرفة االأصحاب،‏ حتقيق علي<br />

حممد البجاوي،‏ بريوت،‏ دار اجليل،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1412‎ه-‏ ‎1992‎م.‏<br />

‎3232‎ابن عبد الرب القرطبي،‏ اأبو عمر يوسف،‏ الكايف يف فقه اأهل املدينة املالكي،‏ حتقيق:‏<br />

د.حممد حممد املوريتاين،‏ الرياض،‏ مكتبة الرياض احلديثة،‏ ط‎3‎‏،‏ 1406 ه-‏<br />

‎1986‎م..‏<br />

333 عبد القادر،‏ عودة،‏ الترشيع اجلنائي االإسالمي مقارنًا بالقانون الوضعي،‏ موؤسسة<br />

الرسالة،‏ بريوت،‏ لبنان،‏ ط‎14‎‏،‏ ‎2000‎م.‏<br />

‎3434‎ابن العربي،‏ حممد بن عبد اهلل،‏ اأحكام القراآن،‏ راجع اأصوله وخرج اأحاديثه وعلق عليه:‏<br />

حممد عبد القادر عطا،‏ بريوت،‏ لبنان،‏ دار الكتب العلمية،‏ د.ط،‏ 1416 ه-‏ ‎1996‎م.‏<br />

‎3535‎عون،‏ عبد الروؤوف،‏ الفن احلربي يف ‏صدر االإسالم والدولة العباسية،‏ دار املعارف،‏<br />

القاهرة،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1961‎م.‏<br />

‎3636‎العيني،‏ حممود بن اأحمد،‏ البناية يف ‏رشح الهداية،‏ بريوت-‏ لبنان،‏ دار الفكر،‏<br />

ط‎2،1411‎ه-‏ ‎1990‎م.‏<br />

‎3737‎الفريوزاآبادي،‏ حممد بن يعقوب،‏ القاموس املحيط،‏ اعتنى به حسان عبد املنان،‏ بيت<br />

االأفكار الدولية،‏ ط ‎2004‎م،‏ عمان،‏ االأردن.‏<br />

‎3838‎الفيومي،‏ اأحمد بن علي املقري،‏ املصباح املنري،‏ القاهرة،‏ املطبعة االأمريية،‏ ط‎4‎ ،<br />

‎1921‎ه.‏<br />

‎3939‎ابن قدامة،‏ عبد اهلل بن اأحمد،‏ املغني،‏ بريوت،‏ دار الفكر،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1405‎ه.‏<br />

‎4040‎القرطبي،‏ حممد بن اأحمد،‏ اجلامع الأحكام القراآن،‏ حتقيق:‏ عبد الرزاق املهدي،‏ دار الكتاب<br />

العربي،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1418‎ه-‏ ‎1997‎م.‏<br />

41 41 ابن القيم،‏ ‏شمس الدين حممد بن اأبي بكر الزرعي الدمشقي،‏ مدارج السالكني بني منازل<br />

اإياك نعبد واإياك نستعني،‏ دار الكتاب العربي،‏ بريوت،‏ لبنان،‏ ط‎2‎‏،‏ ‎1994‎م،‏ حتقيق<br />

وتعليق حممد املعتصم باهلل البغدادي.‏<br />

203


املسؤولية اجلنائية عن اإلضرار باملدنيني<br />

بسبب الكمني في احلرب في الفقه اإلسالمي<br />

د.‏ سهيل األحمد<br />

‎4242‎الكاساين،‏ عالء الدين اأبو بكر بن ‏سعود،‏ بدائع الصنائع يف ترتيب الرشائع،‏ بريوت،‏ دار<br />

الكتاب العربي،‏ ط‎2‎‏،‏ ‎1982‎م.‏<br />

‎4343‎ابن كثري،‏ اأبو الفداء اإسماعيل،‏ البداية والنهاية،‏ لبنان،‏ بريوت،‏ دار املعرفة،‏ ‎1997‎م.‏<br />

444 كمال،‏ اأحمد عادل،‏ الطريق اإىل املدائن،‏ دار النفائس،‏ د.م،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1972‎م.‏<br />

‎4545‎املرداوي،‏ عالء الدين اأبي احلسن،‏ االإنصاف يف معرفة الراجح من اخلالف على مذهب<br />

االإمام اأحمد بن حنبل،‏ ‏صححه وحققه حممد حامد الفقي،‏ بريوت،‏ لبنان،‏ دار اإحياء<br />

الرتاث العربي،‏ ط‎2‎‏.‏<br />

‎4646‎مسلم،‏ ابن احلجاج القشريي النيسابوري ، ‏صحيح مسلم،‏ عمان،‏ االأردن،‏ بيت االأفكار<br />

الدولية،‏ ‎1998‎م ، د.ط.‏<br />

‎4747‎املرصي،‏ حممود،‏ اأصحاب الرسول،‏ القاهرة،‏ دار اأبو بكر الصديق،‏ ط‎2‎‏،‏ ‎2002‎م.‏<br />

‎4848‎املعجم العسكري املوسوعي،‏ بإرشاف العماد مصطفى طالس،‏ دمشق،‏ مركز الدراسات<br />

العسكرية،‏ د.ط،‏ د.ت.‏<br />

‎4949‎املنجد يف االأعالم،‏ بريوت،‏ دار املرشق،‏ ط‎25‎‏،‏ ‎2002‎م،‏ مطبوع ‏ضمن كتاب املنجد يف<br />

اللغة واالأعالم.‏<br />

‎5050‎ابن منظور،‏ جمال الدين حممد،‏ لسان العرب،‏ بريوت،‏ لبنان،‏ دار ‏صادر.‏<br />

‎5151‎مهنا االأزهري املالكي،‏ اأحمد بن غنيم بن ‏سامل،‏ الفواكه الدواين على رسالة ابن اأبي زيد<br />

القريواين،‏ اعتني به الشيخ عبد الوارث حممد،‏ بريوت،‏ لبنان،‏ دار الكتب العلمية،‏ ط‎1‎‏،‏<br />

‎1418‎ه-‏ ‎1997‎م.‏<br />

‎5252‎املواق،‏ حممد بن يوسف العبدري،‏ التاج واالإكليل ملخترص خليل،‏ بريوت،‏ دار الفكر،‏<br />

ط‎3‎‏،‏ ‎1992‎م،‏ مطبوع مع مواهب اجلليل للحطاب.‏<br />

‎5353‎املوصلي،‏ عبد اهلل بن حممود بن مودود،‏ االختيار لتعليل املختار،‏ خرج حديثه وضبطه<br />

وعلق عليه خالد عبد الرحمن العك،‏ بريوت،‏ لبنان،‏ دار املعرفة،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1998‎م.‏<br />

‎5454‎املومني،‏ اأحمد حممد خلف،‏ التعبئة اجلهادية يف االإسالم،‏ عمان،‏ االأردن،‏ دار االأرقم،‏<br />

ط‎1‎‏،‏ ‎1986‎م.‏<br />

55 5 ابن النجار،‏ حممد بن اأحمد الفتوحي،‏ معونة اأوىل النهى ‏رشح املنتهى)منتهى االإرادات(‏<br />

حتقيق:‏ د.عبد امللك بن دهيش،‏ بريوت،‏ لبنان،‏ دار خرض،‏ ط‎1‎‏،‏ 1416 ه-‏ ‎1995‎م.‏<br />

204


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

‎5656‎ابن النحاس الدمياطي،‏ مشارع االأشواق اإىل مصارع العشاق ومثري الغرام اإىل دار<br />

السالم،‏ بريوت،‏ لبنان،‏ دار البشائر االإسالمية،‏ ط‎3‎‏،‏ ‎2002‎م.‏<br />

‎5757‎النووي،‏ اأبو زكريا يحيى بن ‏رشف،‏ ‏رشح النووي على ‏صحيح مسلم،‏ دار اإحياء الرتاث،‏<br />

بريوت،‏‎1392‎ه،‏ ط‎2‎‏.‏<br />

‎5858‎النووي،‏ حميي الدين بن ‏رشف،‏ روضة الطالبني وعمدة املفتني،‏ بريوت،‏ املكتب<br />

االإسالمي،‏ ط‎2‎‏،‏ 1985.<br />

‎5959‎النووي،‏ حميي الدين بن ‏رشف،‏ روضة الطالبني وعمدة املفتني،‏ بريوت،‏ املكتب<br />

االِ‏ إسالمي،‏ ط‎3‎‏،‏ 1412 ه ‎1991‎م.‏<br />

‎6060‎النووي،‏ حميي الدين بن يحيى بن ‏رشف،‏ حتقيق حممد جنيب املطيعي،‏ املجموع،‏<br />

بريوت،‏ دار اإحياء الرتاث العربي،‏ د.ط،‏ ‎1995‎م.‏<br />

‎6161‎ابن هشام،‏ السرية النبوية،‏ حققها ورشحها ووضع فهارسها:‏ مصطفى السقا واإبراهيم<br />

االأبياري وعبد احلميد ‏شلبي،‏ د.م،‏ دار ابن كثري،‏ د.ط،‏ د.ت.‏<br />

‎6262‎ابن الهمام،‏ كمال الدين حممد بن عبد الواحد،‏ فتح القدير،‏ بريوت،‏ لبنان،‏ دار اإحياء<br />

الرتاث العربي.‏<br />

‎6363‎الواقدي،‏ حممد بن عمر بن واقد،‏ فتوح الشام،‏ بريوت،‏ دار الفكر،‏ د.ط،‏ د.ت.‏<br />

205


املسؤولية اجلنائية عن اإلضرار باملدنيني<br />

بسبب الكمني في احلرب في الفقه اإلسالمي<br />

د.‏ سهيل األحمد<br />

206


أثر جتربة الدعم على الفاقدات وفق نهج<br />

‏»من فاقدة إىل فاقدة«‏<br />

د.‏ سهيل حسني عطا حسنني<br />

أستاذ مشارك/‏ دائرة الخدمة االجتماعية/‏ جامعة القدس/‏ أبو ديس.‏<br />

207


أثر جتربة الدعم على الفاقدات وفق نهج<br />

‏»من فاقدة إلى فاقدة«‏<br />

د.‏ سهيل حسني عطا حسنني<br />

ملخص:‏<br />

تعاين املراأة الفلسطينية من ممارسات االحتالل،‏ لذلك تعدُّ‏ خربة الفقدان مرحلة مميزة<br />

يف حياتها من ناحية،‏ وتعدُّ‏ عملية التكيف والدعم االجتماعي مورداً‏ ال يتجزاأ من عملية<br />

مواجهة اأعراض ما بعد الفقدان من ناحية ثانية.‏<br />

هدفت هذه الدراسة اإىل وصف دور الدعم االجتماعي املستند اإىل نهج من ‏»فاقدة اإىل<br />

فاقدة«‏ ومناقشتها،‏ ومن خالل استخدام املنهج الكمي بهدف رصد التغيريات التي حصلت<br />

لدى الفاقدات نتيجة الدعم،‏ وباستخدام استمارات مناسبة.‏ تستخدم الدراسة اأساليب<br />

اإحصائية متعددة وصفية ‏)املتوسط احلسابي واالنحراف املعياري(‏ ، واستداللية ‏)اختبار<br />

ت للمقارنات الثنائية،‏ وحتليل التباين اأحادي االجتاه واختبار ‏شيفيه لفحص مصادر<br />

الفروق يف املواقف(‏ .<br />

اأظهر التحليل االإحصائي اأن لنوع الفقدان،‏ وعمر الفاقدات،‏ وحالتهن االجتماعية<br />

ولسنوات التعليم،‏ ال يوجد اأي تأثري على اأمناط التواصل خالل القياس القبلي والبعدي.‏ يف<br />

حني اأن التحليل اأظهر وجود الفروق يف متغريين:‏ املنطقة السكنية ونوع الفاقدات.‏<br />

اأظهر التحليل االإحصائي اأيضا حصول تغيريات جوهرية يف مواقف الفاقدات اجتاه<br />

اضطرابات الفقدان وجتربة الدعم،‏ حيث يوؤكد اأن لعملية الدعم تأثرياً‏ على التعامل مع<br />

اضطرابات الفقدان.‏ اإن جزءا من هذه االضطرابات موجود لدى الفاقدات قبل الفقدان،‏ وهذا<br />

موؤرش لتأثري الفقدان اجلمعي الذي تعاين منه ‏رشائح عديدة يف املجتمع الفلسطيني نتيجة<br />

ملمارسات االحتالل.‏<br />

من االستنتاجات املهمّة التي توصلت اإليها التجربة احلالية اأن نهج الدعم املتبادل<br />

الشمويل ‏»فاقدة اإىل فاقدة«‏ اأثبت فعاليته واإمكاناته يف التخفيف من حدة اضطرابات<br />

الفاقدات والداعمات،‏ وبخاصة على مستوى اأمناط تواصلهن مع اأنفسهن ومع االآخرين.‏<br />

ميكن اعتبار جتربة الدعم مع حتدياتها واإجنازاتها هي البداية،‏ فاحلاجة ملحة اإىل تطوير<br />

هذه التجربة وتوفري الرشعية لها على املستوى املوؤسساتي واالجتماعي.‏<br />

كلمات مفتاحية:‏ الفقدان،‏ الدعم،‏ نهج من فاقدة اإىل فاقدة.‏<br />

208


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

Abstract:<br />

The current study aimed to describe and understand the effects of holistic<br />

intervention, based on the mutual support approach “from a bereaved woman<br />

to another”. The quantitative method has been utilized to form an integrated<br />

description, analysis and explanation of the experience’s consequences, that<br />

has been analyzed through using arithmetic mean and standard deviation<br />

measures, and by using the Paired Samples T-Test and One Way ANOVA,<br />

followed by using Scheffe test.<br />

The results of the study have revealed that there are concrete changes in<br />

women’s attitudes in terms of intra communication and inter communication<br />

patterns comparing before and after support’s experience. Such outcome may<br />

reflect the fact that loss is a personal crisis, first and collective, second. It also<br />

reflects that it strongly affects the communication of the individual with self<br />

and then with others.<br />

Results showed that there has been no effect, as regards to type of<br />

loss, age, social status and education, on the bereaved women’s attitudes in<br />

communication patterns; whilst the statistical analysis revealed differences in<br />

two variables: residential area and type of bereaved women. The statistical<br />

analysis revealed that there have been essential changes in bereaved women’s<br />

attitudes towards loss-related disorders and towards the support experience.<br />

It confirmed that support process affects dealing with loss-related disorders.<br />

This current study has importantly concluded that the holistic, mutual<br />

support approach, based on the concept of bereaved woman-to-bereaved<br />

woman, has proved effective and promising as regards the alleviation of the<br />

intensity of the direct bereaved disorders.<br />

The study concluded that there is a need to develop this approach and<br />

provide it with societal and political legitimacy.<br />

Key words: collective loss, social support, "from a bereaved woman to<br />

another" approach<br />

209


أثر جتربة الدعم على الفاقدات وفق نهج<br />

‏»من فاقدة إلى فاقدة«‏<br />

د.‏ سهيل حسني عطا حسنني<br />

مقدمة:‏<br />

اإن اخلوض يف جتربة تربط النساء،‏ واالحتالل،‏ والفقدان والدعم هي مهمة ‏صعبة،‏<br />

حيث حتاول الدراسة احلالية الرتكيز على جتربة النساء،‏ كما انبثقت من اأنشطة الدعم،‏ ومن<br />

الدراسة الكمية التي اأجريت لفحص نتائج هذه التجربة.‏<br />

يعيش الشعب الفلسطيني رجاالً‏ ونساء،‏ اأطفاالً‏ وشباباً‏ ومسنني حتت وطأة مستمرة<br />

من اإجراءات االحتالل التي تشكل تهديداً‏ مستمراً‏ على حياتهم.‏ هذه االإجراءات تسبب بيئة<br />

من اخلوف والقلق،‏ وما يقرتن بهما من التوتر النفسي والعصبية واالإحباط والبلبلة وعدم<br />

القدرة على التفكري املنطقي،‏ وتوقعات مستمرة حلصول ‏صدمات واأزمات،‏ وفقدان الضبط<br />

والسيطرة،‏ ومشاعر األيمة اأخرى.‏ تتأثر النساء بشكل ملحوظ بهذه املمارسات.‏ اإنهن يعانني<br />

مع اأرسهن يف حاالت االعتقال اأو االإصابات اأو استشهاد اأحد اأفرادها،‏ اأو احلصار اأو هدم<br />

البيت.‏ والنساء اأيضا اأمهات،‏ اأخوات وبنات لفاقدين اأو فاقدات،‏ معتقلني ومعتقالت.‏ هذه<br />

االأوضاع توؤدي لفقدان مستمر،‏ ويف حاالت كثرية تظهر لدى النساء اأعراض اأو ‏»اضطرابات<br />

ما بعد الصدمات«.‏<br />

حترم النساء اأحيانا من حق زيارة اأزواجهن اأو اأوالدهن املعتقلني اأو السجينني،‏<br />

وينتظرن االأيام والليايل واالأشهر اأحياناً،‏ من اأجل احلصول على اإذن،‏ ولكن دون جدوى.‏ اأكرث<br />

من ذلك،‏ وبسبب غياب الزوج،‏ جترب النساء على حتمل اأعباء االأرسة ومسوؤولياتها،‏ وبسبب<br />

املجتمع املحافظ فهن غري مهيئات لهذه االأدوار اجلديدة،‏ كونهن يعشن يف جمتمع اأبوي<br />

وهذه احلقائق االجتماعية تصعِّد من معاناتهن،‏ اإضافة ملعاناتهن من اإجراءات االحتالل.‏<br />

حقيقة تعاين النساء الفلسطينيات-‏ ‏شأنهن ‏شأن نساء العامل العربي والعامل الثالث-‏<br />

خاصة من الفقدان والصدمات.‏ يف حني اأن معاناة النساء نابعة من ممارسات االحتالل،‏ اإال<br />

اأن هذه املمارسات توؤثر اأيضا على االأفراد واملجموعات واملجتمعات،‏ حيث تعاين االأرسة،‏<br />

وبخاصة االأطفال واالأزواج من جتارب موؤملة يومياً،‏ ومن اأشكال خمتلفة من الفقدان.‏ ما<br />

مييز هذا الفقدان اأنه يجسد عنفاً‏ ‏صدمياً‏ مستمراً‏ بدون اأي استعدادات مسبقة؛ حدث ‏صدمي<br />

يشكل»كارثة معنوية للفلسطينيني«‏ ‏)املركز العربي للدراسات املستقبلية،‏ 2002( .<br />

سياق عملية دعم النساء الفاقدات:‏<br />

االجتاه هو السعي يف بحث واقع النساء الفلسطينيات،‏ ومن خالل النظر اإليهن من<br />

داخل السياق الذي يعشنه.‏ يستند هذا النهج اإىل االستماع مبارشة ووجهاً‏ لوجه لكلمات<br />

210


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

النساء يف وصف مشاعرهن واآالمهن وذكرياتهن من ناحية،‏ والسعي اإىل التعرف على<br />

اأساليب مالئمة ملساعدة الناجني االآخرين من الناحية االأخرى.‏<br />

وقد طُ‏ رحت فكرة جديدة حول كيفية الوصول اإىل اأكرب عدد ممكن من الفاقدات،‏ وكيفية<br />

تطوير اآليات متكن من ذلك،‏ فكانت فكرة جتريب منهج ‏»من فاقدة اإىل فاقدة«‏ مع مراعاة<br />

اأمور عدة منها املنطقة اجلغرافية،‏ وذلك لتغطية اأكرب عدد ممكن من املواقع،‏ طبيعة الفقدان،‏<br />

اأنواع الفقدان،‏ اإمكانية احلركة للفاقدة،‏ الرغبة الذاتية للفاقدة يف املشاركة يف هذا العمل،‏<br />

‏شخصية الفاقدة،‏ ومدى اإمكانية تبوئها لدور قيادي يف املجتمع املحلي.‏<br />

لقد طُ‏ وِّر منوذج تدخل دعم ‏شامل ملواجهة ‏صدمة الفقدان،‏ حيث مت العمل ‏ضمن<br />

اأربعة مستويات دعم خمتلفة:‏ فالدعم الفردي الذي يهدف اإىل التدخل يف مرحلة ما بعد<br />

الفقدان مبارشة ملساعدة الفاقدة على مواجهة الصدمة والعودة اإىل احلياة الطبيعية بأرسع<br />

وقت ممكن،‏ وذلك من خالل التوجه للفاقدة من قبل داعمتني للعمل معها بشكل مبارش<br />

ومساعدتها على التفريغ الوجداين.‏ اأما الدعم اجلماعي،‏ فيهدف اإىل توفري الراحة النفسية<br />

من خالل الدعم النفسي االجتماعي داخل املجموعات التي تتشارك يف الفقدان،‏ حيث<br />

تتبادل الفاقدات خرباتهن وجتاربهن.‏ ثم الدعم املجتمعي،‏ الذي يهدف اإىل زيادة الوعي<br />

املجتمعي حول الفقدان واآليات التعامل معه مبا يضمن توفري بيئة جمتمعية داعمة للنساء<br />

الفاقدات،‏ حيث تقوم الفاقدات الداعمات بعقد حلقات نقاش وحمارضات من خالل التنسيق<br />

مع املوؤسسات املجتمعية املختلفة،‏ يعرضن فيها جتاربهن ويتطرقن بوضوح اإىل االأخطاء<br />

املجتمعية التي متارس وتزيد من عبء الفقدان على الفاقدات،‏ وتسهم يف زيادة معاناتهن،‏<br />

والبدائل املطلوب تطويرها جمتمعياً.‏ واأخرياً‏ تدريب الداعمات وتوجيههن،‏ حيث تُرشك<br />

الداعمات يف برنامج تدريبي يتمشى وفق حاجياتهن خالل تنفيذ لقاءات دعم الفاقدات.‏<br />

يركز هذا النهج على تناول املواضيع التي تعرضت لها الفاقدات،‏ مثل اأعراض<br />

الفقدان،‏ واأنواع الفقدان،‏ ومضاعفات الفقدان وتأثرياته على الفاقدات وعلى اأفراد االأرسة،‏<br />

واأوضاع اجتماعية واقتصادية نابعة من ممارسات االحتالل وتأثرياتها على الفاقدات<br />

وعلى اأرسهن،‏ كيفية التعامل مع الفقدان على مستوى الفاقدة،‏ وعلى مستوى االأرسة ككل،‏<br />

قضايا حمددة مرتبطة بالفقدان مثل:‏ ‏)زواج االأرامل،‏ وخمصصات االأرامل،‏ وعالقات زوجية<br />

وتأثري الفقدان،‏ ودور الفاقدة يف االأرسة واملجتمع(‏ .<br />

مصطلحات الدراسة:‏<br />

‏◄◄االحتالل االإرسائيلي:‏ عملية استيالء السلطات االإرسائيلية وهيمنتها على<br />

مكونات الشعب الفلسطيني من اأرض واإنسان منذ 1967. وتُعدُّ‏ هذه السيطرة الشاملة اأحد<br />

211


أثر جتربة الدعم على الفاقدات وفق نهج<br />

‏»من فاقدة إلى فاقدة«‏<br />

د.‏ سهيل حسني عطا حسنني<br />

اأشكال االستعمار واأكرثها وضوحاً‏ واإثارة،‏ وتشمل السيطرة النفسية،‏ والثقافية،‏ واملدنية،‏<br />

واالقتصادية،‏ والسياسية والعسكرية.‏<br />

استشهاد اأو اعتقال اأو اإصابة اأو هدم بيت اأو ‏سلب اأي نوع من احلقوق<br />

واالأمالك الناجتة من ممارسات االحتالل.‏<br />

212<br />

‏◄◄الفقدان:‏<br />

‏◄◄مراحل املرشوع:‏ املرحلة االأوىل )2002- 2004( ، واملرحلة الثانية )2004-<br />

)2006 ، واملرحلة الثالثة -2007( )2010 .<br />

◄<br />

‏◄◄نساء فاقدات جدد:‏ نساء فقدن اأحد اأفراد االأرسة اأو اأقرباء من الدرجة االأوىل،‏ اأو<br />

اأمالك يف االآونة االأخرية )2007- 2010( .<br />

‏◄◄فاقدات داعمات جدد:‏ نساء فاقدات خالل انتفاضة االأقصى وبعدها اشرتكن يف<br />

فعاليات املرحلة الثانية من املرشوع باعتبارهن فاقدات،‏ ويشرتكن باعتبارهن داعمات<br />

يف املرحلة الثالثة.‏<br />

‏◄فاقدات داعمات قدامى:‏ نساء فاقدات خالل انتفاضة االأقصى وبعدها اشرتكن يف<br />

فعاليات املرحلة االأوىل من املرشوع كفاقدات واشرتكن كداعمات جدد يف املرحلة الثانية،‏<br />

واشرتكن اأيضا كداعمات ‏ضليعات يف املرحلة الثالثة.‏<br />

‏◄◄نهج الدعم املتبادل،‏ اأو من فاقدة اإىل فاقدة:‏ اإسرتاتيجية تدخل توؤمن اأن<br />

دعم الفاقدات يتم من خالل فاقدات متشابهات يف التجربة،‏ ويف اخللفية االجتماعية<br />

والسياسية.‏<br />

‏◄◄مواقف اأو اجتاهات:‏ اآراء و مشاعر تعكس ميول االأفراد االإيجابية اأو السلبية نحو<br />

‏شيء ما،‏ وبدورها توؤثر على السلوك )2011 Glossary, )Psychology<br />

أهداف الدراسة وأسئلتها:‏<br />

يف ‏ضوء االزدياد يف عدد النساء الفاقدات خاصة،‏ وعدد الفاقدين يف املجتمع<br />

الفلسطينيني عامة،‏ نفرتض اأن احلاجة ملحة لدعم حاجيات النساء واملجتمعات التي تعاين<br />

من اأعراض ما بعد الصدمات ومواجهتها.‏ بالتايل فالغرض االأساس للدراسة هو فحص اأثر<br />

نهج ‏»من فاقدة اإىل فاقدة«‏ على الفاقدات من ناحية تواصلهن مع اأنفسهن ومع االآخرين.‏<br />

اأي اأن للدراسة هدفاً‏ اأساسياً‏ هو توفري جمموعة من االستنتاجات والتوصيات النابعة من<br />

فحص فاعلية هذا النهج وكفاءته.‏<br />

تسعى الدراسة اإىل حتقيق اأهداف فرعية اأهمها:‏ دراسة مواقف الفاقدات اجتاه<br />

التغيريات احلاصلة لديهن على مستوى اأمناط التواصل الذاتي والتواصل مع االآخرين؛


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

فحص التباين ومصدره واحلاصل يف مواقف الفاقدات وفق متغريات مثل:‏ عمر الفاقدة،‏<br />

ومنطقة السكن،‏ ونوع الفقدان والوضع العائلي؛ فحص حصول التغيريات يف مواقف<br />

الفاقدات جتاه اضطرابات ما بعد الصدمة؛ فحص مواقف الفاقدات اجتاه عملية الدعم<br />

املعنوي واالجتماعي،‏ وفحص مواقف اأهل الفاقدات اجتاه الفقدان والدعم.‏<br />

بالتايل،‏ حتاول الدراسة االإجابة عن االأسئلة:‏ ما مواقف الفاقدات والداعمات اجتاه<br />

اأمناط التواصل بعد جتربة الدعم مقارنة بالفرتة القبلية؟ هل هنالك فروق يف مواقف<br />

الفاقدات والداعمات اجتاه اأمناط التواصل تعزى ملتغريات مستقلة ‏)مثل:‏ منطقة ‏سكن<br />

الفاقدة،‏ والعمر،‏ ونوع الفاقدة،‏ ونوع الفقدان،‏ واحلالة االجتماعية وسنوات التعليم(‏ ؟ ويف<br />

حال وجود فروق ذات داللة اإحصائية يف املواقف اجتاه اأمناط التواصل بني جمموعات<br />

هذه املتغريات املستقلة:‏ ما مصادر هذه الفروق؟ كيف تنظر الفاقدات للدعم املعنوي<br />

واالجتماعي عامة قبل الدعم وبعده؟ كيف تتصور الفاقدات تعاملهن مع الفقدان والقدرة<br />

على االستمرار قبل الدعم وبعده؟ ما هي مواقف الداعمات اجتاه التغيريات احلاصلة لديهن<br />

نتيجة املشاركة يف لقاءات الدعم؟ وكيف يدرك اأفراد يف االأرسة اأوضاع الفاقدة خالل<br />

مرحلة الدعم وبعدها؟<br />

منهجية الدراسة:‏<br />

يتكون جمتمع الدراسة من فئة مقصودة تتكون من جمموع النساء اللواتي اشرتكن<br />

يف املرحلة الثالثة من مرشوع ‏»النساء،‏ االحتالل والفقدان«.‏ اإن العدد النهائي للمجتمع<br />

املشارك يف فعاليات املرشوع كان 70 فاقدة،‏ و‎24‎ فاقدة داعمة.‏ وفق البيانات،‏ فإن ما<br />

مييز اأغلبية جمتمع الفاقدات هو فقدان من نوع اعتقال اأو استشهاد الزوج اأو اأحد اأفراد<br />

االأرسة ‏)حوايل %77 من املجموع الكلي(‏ يف حني اأن حوايل %12 من الفاقدات يعانني<br />

من فقدان متعدد،‏ وهذه النسبة ليست بقليلة،‏ ملا لها من مضاعفات على الصحة النفسية<br />

واالجتماعية.‏ تظهر البيانات اأيضا اأن اأغلبية الفاقدات والداعمات متزوجات )%71( واأرامل<br />

)%20( ، يف حني اأن عمر %39.4 منهن هو 41- 50 ‏سنة،‏ و %24.5 منهن 31- 40<br />

‏سنة؛ %23.4 منهن بعمر 50 ‏سنة فما فوق والباقي دون 30 ‏سنة.‏ يبدو،‏ من ناحية ‏سنوات<br />

التعليم،‏ اأن %50 من الفاقدات هن دون 9 ‏سنوات تعليمية.‏<br />

ترتكز عملية جمع املعلومات على استمارة تتكون من اأربعة اأقسام،‏ حيث يتطرق<br />

القسم االأول ملعلومات ‏شخصية حول الفاقدة )11 فقرة(‏ ؛ ويتطرق القسم الثاين لوجهة نظر<br />

الفاقدة جتاه التعامل مع الفقدان والقدرة على االستمرار )23 فقرة مغلقة،‏ االإجابات عليها<br />

تندرج على ‏سلم خماسي ابتداء من:‏ ‏»دائما«‏ وانتهاء ب ‏»مطلقا«(‏ ؛ القسم الثالث يتطرق<br />

213


أثر جتربة الدعم على الفاقدات وفق نهج<br />

‏»من فاقدة إلى فاقدة«‏<br />

د.‏ سهيل حسني عطا حسنني<br />

ملواقف الفاقدات جتاه الدعم املعنوي واالجتماعي )5 فقرات مغلقة(‏ ؛ القسم الرابع يصف<br />

روؤية الفاقدة لنفسها،‏ وهذا القسم مهم جداً،‏ ويتكون من 20 متغرياً،‏ من نوعني:‏ متغريات<br />

مرتبطة مبواقف جتاه الذات )9 متغريات(‏ : مدى معرفة الذات،‏ وتقومي الذات،‏ والثقة بالذات،‏<br />

واالرتياح والطمأنينة،‏ والتحصيل الذاتي،‏ واالنفتاح الفكري،‏ والترصف حني الغضب،‏<br />

والتخطيط للمستقبل،‏ واالستقاللية.‏ ومتغريات مرتبطة مبواقف جتاه االآخرين )11 متغريا(‏<br />

: حمبة االآخرين،‏ ورد فعل ملودة االآخر،‏ ومدى مشاركة االآخرين للمشاعر واالأفكار،‏ ومدى<br />

املساهمة يف املجتمع،‏ والعالقة مع املوؤسسات،‏ ورد الفعل لعنف االآخر،‏ واالهتمام يف دعم<br />

االآخر،‏ والقدرة على االإنصات لالآخر،‏ ورد الفعل لنقد االآخر وتقوميه،‏ مدى تقبل املختلف<br />

وحب العمل يف جلسة فردية.‏ واأسئلة هذا القسم مغلقة،‏ حيث يندرج اجلواب على مسار<br />

يتألف من 10 درجات:‏ ‏)قيم تدريجية من درجة 1- االأقل اإىل درجة 10- االأكرث(‏ . اإضافة<br />

اإىل ذلك،‏ لكل ‏سوؤال جوابان:‏ جواب اأول مرتبط بالوضع املوجود،‏ وجواب ثان مرتبط<br />

بالوضع املرغوب.‏ ومن املتوقع اأن تضع الفاقدة خطاً‏ بني الدرجة التي تعكس وضعها<br />

املوجود،‏ وبني الدرجة التي تعكس وضعها املرغوب.‏<br />

قام الباحث بتطبيق االستمارة على جمتمع الداعمات والفاقدات معاً‏ )94 استمارة<br />

قبلية(‏ ، واُستخرج معامل ثبات االتساق الداخلي وفق معادلة الثبات كرونباخ األفا،‏ وكانت<br />

الدرجة الكلية )0.925( ، وهذه النتيجة تشري اإىل متتع هذه االأداة بثبات يفي بأغراض<br />

الدراسة،‏ مما يجعل االستمارة ثابتة،‏ ويعتمد عليها لقياس ما اأعدت له.‏<br />

من ناحية تعبئة هذه االستمارات،‏ فقد عُ‏ بئت االستمارات يف نقطتني زمنيتني:‏ قبل<br />

الدعم ‏)خالل اآذار 2009( وبعده ‏)خالل ‏شباط 2010( . لقد متت املحافظة على تالوؤم بني<br />

االستمارات بني القياس القبلي والفحص البعدي لكل فاقدة اأو داعمة،‏ ‏)من خالل عملية<br />

ترقيم لكل استمارة،‏ بحيث حصلت كل استمارة على رقم متشابه يف القياسني(‏ .<br />

حُ‏ لِّلت البيانات باستخدام برنامج الرزم االإحصائية يف العلوم االجتماعية<br />

)SPSS( مستنداً‏ اإىل طرق التحليل االإحصائي الوصفية واالستداللية االآتية:‏<br />

‏♦االإحصاء الوصفي:‏ عرض املعطيات االأولية باستخدام الرسوم البيانية واجلداول،‏<br />

ثم باستخدام ثالثة اأنواع من املقاييس االإحصائية الوصفية:‏ اأحد مقاييس النزعة املركزية<br />

‏)الوسط احلسابي(‏ ، واأحد مقاييس التشتت ‏)االنحراف املعياري(‏ لوصف اأمناط تواصل<br />

الفاقدات والداعمات.‏<br />

‏♦االإحصاء االستدالل:‏ جمموعة من الطرائق تستخدم للتعرف اإىل خصائص جمتمع<br />

الفاقدات املحدد.‏ وقد اُستخدم اختبار ‏»ت«‏ للمقارنات الثنائية<br />

214<br />

♦<br />


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

الختبار الفروق يف درجات االختبارين القبلي<br />

والبعدي،‏ واستخدام حتليل التباين اأحادي االجتاه ANOVA( )One Way ، وذلك لفحص<br />

مستوى دالالت الفروق بني املجموعات وداخل املجموعات ملواقف الفاقدات يف اأمناط<br />

التواصل ‏)متغريات تابعة(‏ ، والتي تعزى للمتغريات املستقلة مثل:‏ ‏)منطقة الفاقدة،‏ ونوع<br />

الفاقدة،‏ ونوع الفقدان،‏ واأجيال الفاقدات،‏ واحلالة االجتماعية،‏ وسنوات التعليم(‏ ، متبوعاً‏<br />

باختبار ‏شيفيه test( )Scheffe لفحص مصادر الفروق ‏)لصالح اأي جمموعة(‏ بني<br />

املجموعات وداخل املجموعات يف هذه املواقف يف حال وجود داللة اإحصائية للفروق<br />

بني املتوسطات احلسابية،‏ تعزى للمتغريات املستقلة.‏ واُستخدمت درجة ثقة ذات مستوى<br />

اأقل من 0.05 ‏)على ‏سبيل املثال:‏ اإذا كانت القيم ترتاوح بني 0.00 و 0.05، فذلك يعكس اأن<br />

هنالك فروقاً‏ يف املواقف تعزى ملتغري حمدد(‏ .<br />

215<br />

)Paired Samples T- Test(♦<br />

♦<br />

اإلطار النظري:‏ الفقدان والدعم يف مناطق الصراع:‏<br />

حتاول دراسات ميدانية متعددة اأجريت يف مناطق متعددة هي عرضة للرصاعات<br />

املسلحة وللعنف املنظم املوجه من قوات عسكرية خارجية،‏ اإظهار اأهمية الدعم االجتماعي<br />

يف مواجهة االضطرابات ما بعد الصدمات وتأكيد اأهمية هذا الدعم يف وسط فئات النساء<br />

االأكرث عرضة لهذه الصدمات واالضطرابات )2000 Stein, )Dybdahl, ;2000 . تفحص<br />

هذه الدراسات تبعات االحتالل من ناحية،‏ ومدى التكيف للفقدان واضطرابات ما بعد<br />

الصدمة من ناحية اأخرى.‏<br />

من هنا يبدو اأن الفقدان والتكيف االجتماعي هما مفهومان اأساسيان لكثري من<br />

الدراسات.‏ فقد اأجرت عبد الهادي )2007( توثيقاً‏ لروايات نساء خالل االنتفاضة<br />

الثانية،‏ والتي هدفت اإىل التعرف على االأدوار والصعوبات التي تواجه املراأة.‏ وقد توصلت<br />

لنتائج بأن زوجات الشهداء يعانني من فقدان االأمان العاطفي والضغط الناجم عن تلبية<br />

احتياجات االأرسة االقتصادية والنفسية.‏ وتوصلت دراسة اأكادميية حول فردنية زوجات<br />

‏شهداء انتفاضة االأقصى ‏)تعامرة وحسنني،‏ 2010( اإىل نتيجة مفادها،‏ اأن زوجة الشهيد<br />

تعاين كثرياً‏ نتيجة الفقدان،‏ ولكن اإميانها باهلل ‏ساعدها على تقبل الفقدان،‏ وكان عزاوؤها<br />

الوحيد مع االأهل واالأقارب واالأصدقاء.‏ وقد تبني اأن لدى زوجات الشهداء درجة متوسطة<br />

من التكيف االجتماعي.‏ وتبني دراسة عواد )2006( ، اأن الفاقدة لو اختارت اإعطاء فقدانها<br />

معنى جماهرييًا وسياسيًا،‏ ‏سيتوجب عليها دفع ثمن قوامه عدم التحدث عن مشاعرها،‏<br />

وغضبها،‏ واأملها وحزنها.‏ فتكيف الفاقدة مرتبط بعاملني:‏ عامل املعاناة الشخصية وعامل<br />

التوقعات االجتماعية،‏ والقومية والدينية منها كأم ‏شهيد.‏ كما توضح اأبو دقة )2009( اأن


أثر جتربة الدعم على الفاقدات وفق نهج<br />

‏»من فاقدة إلى فاقدة«‏<br />

د.‏ سهيل حسني عطا حسنني<br />

تكيف النساء للفقدان ناجت من توافر العوامل االجتماعية التي تتمحور حول ميزة التماسك<br />

االأرسي والروابط االجتماعية يف املجتمع الفلسطيني،‏ وبخاصة يف اأوقات الفقدان.‏<br />

يف هذا الصدد،‏ من الرضورة التطرق ملفهوم مهم وهو ‏»الفقدان اجلمعي«‏ ( kBajra<br />

Hayward, 2008 )tarevic- الناجت من الصدمات االآتية للرصاعات املسلحة واحلروب<br />

واالحتالل املزمن،‏ وعالقته بالدعم االجتماعي املتوافر للفاقدات.‏ توؤكد الدراسات امليدانية<br />

2001( Pittman, )Liabre & Hadi, 1997; Drumm, Perry & اأن بيئة ‏»الفقدان اجلمعي«‏<br />

توؤدي دوراً‏ مهماً‏ يف حياة الفاقدات،‏ ويرتبط ذلك بتوافر الدعم االجتماعي.‏ لذلك فالدعم<br />

االجتماعي الضعيف هو عامل منبئ الضطرابات ما بعد الصدمة واأقوى من تأثري الصدمة<br />

نفسها.‏ اإضافة اإىل ذلك،‏ فالبيئة االأرسية القريبة توؤثر بشكل واضح على خمرجات الصحة<br />

النفسية للفاقدة،‏ حيث اإن توافر الدعم االجتماعي يساعد الفاقدات على التعامل مع<br />

الصعوبات والتحديات الناجتة عن الصدمات،‏ وعلى دمج الفقدان يف مواقف حياتية جديدة<br />

تتعلم الفاقدات من خاللها تقبل اأوضاعهن اجلديدة،‏ ومبساندة من املجتمع ودعمه.‏ من هنا<br />

تربز الرضورة بتوفري الفرص تستطيع النساء من خاللها التعبري حقيقة عن جتارب حياتية<br />

يف ظل هذه احلروب اأو االحتالل.‏ );2004 Wolte, Gardam & Charlesworth, ;2000<br />

216<br />

. )Somasundaram, 2007<br />

يعني الدعم مساعدة االأفراد على فهم احلدث الضاغط بشكل اأفضل،‏ واإمدادهم<br />

باملصادر واأساليب التكيف معه.‏ وقد يكون الدعم مبشاركتهم وجدانيا ومساعدتهم<br />

على التنفيس االنفعايل،‏ اأو بتقدمي املعلومات ومساعدتهم على اإعادة تنظيم مشاعرهم<br />

واأفكارهم وسلوكهم،‏ وهو ما ميكنهم من التخفيف التدريجي عن االآثار السلبية للحرب<br />

‏)الشيمي،‏ 2006( . ويبدو اأن هذا االجتاه من التدخل هو جمعي والذي يلزم،‏ لكي نستخدمه،‏<br />

توفري االأدوات واملوارد الكافية التي تضمن حصول الفاقدات على االأمن والدعم الذاتي<br />

)2008 )Gupta, . بالتايل،‏ فالدعم اجلمعي الشمويل )2006 )Kostelny, يقرتح العمل مع<br />

النساء الفاقدات من خالل التطرق خلمسة مستويات:‏ النساء كناجيات اأو فاقدات،‏ واأفراد<br />

االأرسة ‏)خاصة االأزواج واالأطفال(‏ ، واأفراد املجتمع املحلي،‏ وموفري اخلدمات االجتماعية،‏<br />

ثم املجتمع عامة.‏<br />

اإن الشفاء العاطفي والعقلي والروحاين الناجت من عمليات الدعم هي عملية مستمرة،‏<br />

وهو مرتبط بعنارص متعددة،‏ منها الداخلية،‏ ومنها اخلارجية.‏ ومن الواضح اأن االجتاه<br />

الذي يركز على حصول االإنسان على الدعم االجتماعي ‏)مبا يشمل االستماع واحلديث معه(‏<br />

، يساهم بشكل اأجنع خالل التعامل مع الفقدان،‏ وخاصة يف حال اأن دافعيته للتغيري تكون<br />

معدومة،‏ وبحاجة الإعادة التنظيم Headquarters( The Salvation Army International<br />

.)Health Services, 2006


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

يف هذا السياق اخلاص بالدعم فإن اخلطوة االأوىل املهمة هي قبول حقيقة،‏ اأن الدعم<br />

االجتماعي الذي يوؤدي لتغريات ‏سلوكية هو يف احلقيقة جهد لبناء املجتمع من جديد.‏<br />

بالتايل من املتوقع فهم نتائج التدخل،‏ وحتديد اأي من العنارص لدى الفاقدة بحاجة<br />

للتغيري 2008( Center, )International Development Research . وهذا التدخل<br />

الشمويل يطوي بداخله تدخل وقت الفقدان )2005 )Dyer, الذي يضمن الكشف عن حاجيات<br />

ملموسة لدى الضحايا،‏ والتفتيش عن طرق من خاللها تستطيع التعبري عن انفعاالتها،‏<br />

والعمل على مساعدتهم على مواجهة ‏رصاعات يومية،‏ والكشف عن موارد دعم داخلية يف<br />

البيئة املحيطة،‏ واالأهم هو مساعدة الضحية على االستمرار يف احلياة؛ يف حني اأن حمور<br />

هذا التدخل هو املساندة النفسية لضحايا االحتالل واحلروب.‏<br />

اإن ملدى التأثر املتباين للفقدان على النساء تفسرياً‏ يُذكر يف دراسات حول الدعم<br />

االجتماعي املرتبط بالنوع االجتماعي،‏ حيث تتوافر ميزتان للدعم االجتماعي:‏ االأوىل<br />

تتطرق ملساعدة فعلية موجهه للفرد،‏ والثانية تتطرق للمنفعة التي حتصل يف اإطار التواصل<br />

االجتماعي،‏ يف حني اإن العنرص العاطفي هو العنرص املهم يف الدعم االجتماعي.‏ من<br />

مقاييس الدعم االجتماعي عدد التداخالت االجتماعية وتكرار التواصل،‏ وجودة التواصل،‏<br />

يف الوقت الذي تكون فيه امليزات العاطفية واالجتماعية والعالقات الذاتية القريبة موارد<br />

اأساسية يتغذى منها الدعم االجتماعي.‏<br />

يستند هذا الدعم على مفهوم متكني النساء من خالل بناء موارد جمتمعية وعالقات<br />

اجتماعية.‏ بالإضافة اإىل ذلك،‏ فالعمل مبرافقة االأطراف املجتمعية يوفر بيئة ‏رضورية<br />

للتعامل مع الفقدان،‏ من خالل معرفة السياقات التاريخية السياسية واالجتماعية والنفسية<br />

التي اأنتجت هذا الفقدان واأفرزته )2005 Conner, )Kostelny, ;2006 والتعامل معها كجزء<br />

من عملية الدعم من خالل توعية الفاقدات لتجارب ذاتية وجمعية،‏ وحتليل هذه التجارب<br />

وفق هذه السياقات.‏ فعلى ‏سبيل املثال،‏ اأصبحت النساء يف وقت احلرب ‏)حسب احلالة<br />

االأوغندية(‏ مسوؤوالت عن االأرسة وبداأن بتنفيذ اأدوار جديدة اإضافة للمسوؤوليات التقليدية،‏<br />

مثل املحافظة وحماية االأطفال،‏ وتنظيم الغذاء لالأرسة،‏ ويف الوقت نفسه اشرتكن يف فعاليات<br />

اجتماعية )2007 al., )Liebling et وفق هذه التجربة فقد مت العمل مع النساء من خالل<br />

تبني اسرتاتيجيات تهدف اإىل املحافظة على البقاء،‏ وذلك من خالل تكوين جمموعات دعم.‏<br />

حتاول دراسة ليبلنج واآخرون )2008 al., )Liebling et ، اإظهار االأدوار املهمة التي توؤديها<br />

النساء يف اأوقات احلرب وما بعدها،‏ وخاصة على مستوى التدخل واالندماج االجتماعي.‏<br />

تظهر جتربة ‏ضحايا احلروب يف كمبوديا،‏ كمثال ثان،‏ اأن التدخل طويل املدى<br />

يساعد الفاقدات على الكشف،‏ وعلى توضيح طرق الإدارة الصعوبات النفسية.‏ فمن ناحية<br />

217


أثر جتربة الدعم على الفاقدات وفق نهج<br />

‏»من فاقدة إلى فاقدة«‏<br />

د.‏ سهيل حسني عطا حسنني<br />

التدخل اأُجريت لقاءات دعم فردية وجماعية جلميع ‏ضحايا العنف العسكري.‏ هذه اجللسات<br />

استخدمت تقنيات العالج املعريف االنفعايل،‏ يف حني اأن هدفها هو مساعدة الضحايا على<br />

فهم مصادر عوارض الفقدان،‏ والتخفيف من حدتها )2006 Pointe, )Hinton, Navarro, &<br />

. اأما التجربة االأثيوبية،‏ كمثال ثالث،‏ فتتعامل مع ذكريات رمزية من ناحية اأن املجتمعات<br />

خالل الرصاع املسلح متر بتجارب،‏ وهذه التجارب تصبح ذكريات يعرب عنها بطرق خمتلفة<br />

مثل القصص.‏ كان اجتاه التدخل هو البدء يف حتليل الصدمة الفردية وعالجها،‏ وباملقابل<br />

متكني الفاقدات من خالل بناء جديد للهوية القدمية اأي تكوين هوية جديدة مستندة اإىل<br />

الهوية القدمية،‏ وهي قوية بشكل كاف،‏ وتضمن تطوير احلل الذاتي للفقدان والوقاية من اأي<br />

فقدان قادم 1997( )Trapman, .<br />

اأما التجربة الفلسطينية فتتعامل مع الفقدان وفق نهج من فاقدة اإىل فاقدة<br />

)2007 Aweidah, )Espanioli, & . اأي العمل من داخل املبنى العاطفي والنفسي للثقافة،‏<br />

بالإضافة اإىل اإزالة عنرص القوة والسلطة يف العالج،‏ مما يجعل الدعم النفسي ‏صادقاً‏<br />

وفاعالً‏ ورسيع املفعول.‏ يستند هذا العمل اإىل عملية تواصل الفاقدات مع معاناتهن الذاتية<br />

وتواصلهن مع الفاقدات االأخريات،‏ ومع اأفراد مهمني يف بيئتهن.‏ جتربة توفر للفاقدات<br />

التعبري عن اأصواتهن العاطفية االأمومية الطبيعية،‏ وتود النساء االإفصاح عنها بخصوص<br />

الفقدان ‏)اأبو بكر واأخريات،‏ 2006( . وبالتايل فقد نُظر للفاقدات ككيان حقيقي قائم بحد ذاته<br />

حول طرق مواجهتهن ملمارسات االحتالل ‏)حسنني،‏ ‎2011‎ب؛ al., 2004 .)Abu- Baker, et<br />

نتائج الدراسة:‏<br />

اإن فرتة الفقدان تُعدُّ‏ هدما للتواصل،‏ ليس فقط مع البيئة القريبة والبعيدة،‏ واإمنا مع<br />

الذات.‏ ومما ال ‏شك فيه اأن تواصل الفرد يبداأ من ذاته،‏ يليه تقوية التواصل مع االآخرين،‏ ومن<br />

املمكن القول اأيضا،‏ وهذه احلقيقة ال تناقض ما قيل ‏سابقا،‏ اإن العالقة بني التواصل مع<br />

الذات والتواصل مع االآخر هي جدلية.‏ تُعدُّ‏ عملية توجيه جمموعة من الفقرات،‏ التي تفحص<br />

تواصل الفاقدات مع اأنفسهن ومع االآخرين خالل فرتتني مهمتني يف حياتهن ‏)خالل الفقدان<br />

وبعد عملية الدعم(‏ ، مقياساً‏ جوهرياً‏ من ‏شأنه معرفة هل بالفعل طراأ تغيري حقيقي نتيجة<br />

املشاركة يف جتربة الدعم.‏<br />

أمناط تواصل الفاقدات والداعمات:‏<br />

تظهر نتائج الدراسة اأن حوايل %60 من الفاقدات والداعمات اأبدين موقفاً‏ متوسطاً‏<br />

جتاه تواصلهن الذاتي واالجتماعي املوجود،‏ يف حني اأن نسبة عالية منهن )%36( يحددن<br />

218


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

اأمناط تواصلهن احلالية بأنها ‏ضعيفة ‏)يف حدود 1.00- 3.33 من جمموع 10.00<br />

درجات(‏ قبل خوضهن جتربة الدعم والتدريب.‏ يبدو اأيضا اأن الفارق بني روؤيتهن املوجودة<br />

وروؤيتهن املرغوبة فرق ‏شاسع حيث اإن %94 من الفاقدات والداعمات اأبدين موقفاً‏ متوسطاً‏<br />

جتاه تواصلهن املرغوب ‏)مقارنة ب %60 اأبدين املوقف نفسه جتاه التواصل املوجود(‏ .<br />

الجدول )1(<br />

استجابات الفاقدات والداعمات اتجاه أنماط التواصل الموجود والمرغوب القبلي والبعدي :N 94<br />

اأمناط التواصل<br />

الدرجة<br />

قبل الدعم<br />

بعد الدعم<br />

النسبة<br />

النسبة<br />

21.3<br />

78.7<br />

0.0<br />

100.0<br />

36.2<br />

59.6<br />

4.3<br />

100.0<br />

‏ضعيفة -1.00( )3.33<br />

متوسطة -3.34( )6.67<br />

قوية -6.68( )10.00<br />

املجموع<br />

املوجود<br />

0.0<br />

0.0<br />

100.0<br />

100.0<br />

6.4<br />

93.6<br />

0.0<br />

100.0<br />

‏ضعيفة -1.00( )3.33<br />

متوسطة -3.34( )6.67<br />

قوية -6.68( )10.00<br />

املجموع<br />

املرغوب<br />

يظهر يف اجلدول )1( والرسم البياين )1( نتيجة مهمة بشأن التوقعات املرتفعة،‏<br />

ورغبتهن يف احلصول على املزيد،‏ وهذا االأمر يعكس عدم رضا الفاقدات عن وضعهن<br />

احلايل.‏<br />

بعد حوايل السنة،‏ طُ‏ رحت االأسئلة نفسها والنتيجة كانت خمتلفة:‏ ما حصل هو اأن<br />

الفاقدات عربن عن مواقف اأكرث اإيجابية جتاه وضعهن املوجود واملرغوب:‏ %79 ‏)مقارنة<br />

ب %60 قبل الدعم(‏ حددن اأن درجة تواصلهن احلالية هي متوسطة و‎%100‎ منهن حددن اأن<br />

موقفهن جتاه تواصلهن املرغوب هي بدرجة قوية ‏)جدول 2 ورسم بياين 2( . هل للتجربة<br />

التي مررن بها تأثري على هذه التغيريات؟؟ يفرتض البحث اأن لهذه التجربة االأثر اجلوهري<br />

على التغريات يف اأفكار الفاقدات ومشاعرهن وسلوكهن.‏<br />

يوؤكد اجلدول االآتي )2( هذه النتائج،‏ من ناحية حصول تغيريات ملموسة يف متوسط<br />

الدرجات التي حصلت عليها الفاقدات والداعمات على ثالثة مستويات:‏ الدرجة الكلية،‏<br />

والتواصل الذاتي والتواصل مع االآخر.‏ بشكل عام:‏ روؤية جمتمع الدراسة لتواصلهن املوجود<br />

هي من ‏ضعيفة اإىل متوسطة،‏ يف حني اأن املتوسط احلسابي للدرجة الكلية جلميع الفقرات<br />

219


أثر جتربة الدعم على الفاقدات وفق نهج<br />

‏»من فاقدة إلى فاقدة«‏<br />

د.‏ سهيل حسني عطا حسنني<br />

التابعة ملحور التواصل مع الذات هي منخفضة،‏ مقارنة باملتوسط احلسابي للدرجة الكلية<br />

جلميع فقرات حمور التواصل مع االآخر.‏ وهذه النتيجة رمبا تعكس اأن الفقدان كأزمة ‏شخصية<br />

اأوالً،‏ وجمعية ثانية توؤثر بشكل اأقوى واأشد على تواصل الفرد مع ذاته،‏ ثم على تواصله مع<br />

االآخرين.‏ وباملوازنة مع هذه النتيجة يبدو اأن جتربة الدعم التي مرَّت بها الفاقدات لها اأثر<br />

على هذا التواصل،‏ وعلى حصول تغيري ايجابي يف روؤيتهن الأنفسهن ولالآخرين.‏<br />

هذا على مستوى مواقف الفاقدات والداعمات جتاه التواصل ‏»املوجود«،‏ ولكن بالتطرق<br />

ملستوى التواصل ‏»املرغوب«‏ فيظهر التغيري الظاهر وامللموس يف درجات املتوسط احلسابي<br />

بني املواقف البعدية والقبلية للفاقدات.‏<br />

بالتطرق لكل منط من االأمناط العرشين ‏)حسب جدول 2( ، تربز ثالثة اأمناط من<br />

مواقف الفاقدات جتاه الذات:‏ )1( مدى ثقة الفاقدة بذاتها ‏)تغري من متوسط حسابي 3.95<br />

اإىل 4.92 نتيجة الدعم جتاه الوضع املوجود وتغيري من متوسط الدرجة 8.52 اإىل متوسط<br />

الدرجة 9.26 بعد الدعم جتاه الوضع املرغوب(‏ . )2( كيفية ترصف الفاقدة حني الغضب<br />

حيث يربز اأن الفاقدات ال يعربن عن غضبهن جتاه االآخرين واإمنا امليل املوجود هو توجيه<br />

الغضب للذات ‏)تغري من متوسط حسابي 3.78 اإىل متوسط حسابي 3.50 نتيجة الدعم<br />

اجتاه الوضع املوجود وتغيري من متوسط حسابي 7.66 اإىل متوسط 7.36 بعد الدعم اجتاه<br />

الوضع املرغوب(‏ وهذه النتيجة مهمة وبخاصة اأن الفاقدات ميلن اإىل توجيه غضبهن<br />

اإىل اأنفسهن بدال من توجيهه لالآخر،‏ وكما يبدو فالدعم يقوي هذا امليل اأي اأن الفاقدات<br />

والداعمات يفضلن كبت الغضب حتى لو كان مصدر الغضب خارجياً‏ و )3( مدى االرتياح<br />

والطمأنينة،‏ فإن درجة هذا النمط هي االأكرث انخفاضاً‏ وبخاصة جتاه الوضع املوجود<br />

قبل الدعم ‏)تغري من متوسط حسابي 3.11 اإىل متوسط حسابي 4.16 نتيجة الدعم جتاه<br />

الوضع املوجود وتغيري من متوسط حسابي 7.78 اإىل متوسط حسابي 9.02 بعد الدعم<br />

جتاه الوضع املرغوب(‏ . ما يربز هنا هو الفرق الشاسع بني املتوسط احلسابي لدرجات<br />

التواصل جتاه املوجود مقارنة باملتوسط احلسابي لدرجات التواصل جتاه املرغوب قبل<br />

الدعم وبعده.‏<br />

اأما على مستوى مواقف الفاقدات جتاه التواصل مع االآخر قبل الدعم وبعده،‏ فتربز<br />

اأربعة تغيريات يف:‏ )1( مدى تقبل االآخر.‏ )2( مدى مشاركة االآخر باملشاعر،‏ وهذا منط مهم<br />

ورضوري خاصة للداعمات والفاقدات.‏ )3( مدى حمبة االآخر وهنا يظهر التحسن يف قدرة<br />

الفاقدات على توجيه املحبة لالآخر بعد عمليات الدعم.‏ )4( مدى االهتمام باملشاركة يف<br />

دعم االآخر.‏<br />

220


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

الجدول )2(<br />

المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية الستجابات أفراد مجتمع الدراسة عن متغيرات أنماط التواصل<br />

البعدي<br />

N: 94<br />

القبلي<br />

N: 94<br />

اسم املتغري<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

موجود<br />

االنحراف<br />

املعياري<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

مرغوب<br />

االنحراف<br />

املعياري<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

موجود<br />

االنحراف<br />

املعياري<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

مرغوب<br />

االنحراف<br />

املعياري<br />

اأمناط تواصل ذاتي<br />

0.80<br />

0.94<br />

0.85<br />

1.09<br />

0.89<br />

1.43<br />

1.12<br />

1.14<br />

1.04<br />

0.84<br />

9.02<br />

9.03<br />

9.26<br />

9.02<br />

9.22<br />

7.36<br />

8.68<br />

8.93<br />

8.90<br />

8.43<br />

1.58<br />

1.64<br />

1.79<br />

1.71<br />

1.96<br />

1.59<br />

1.56<br />

1.90<br />

1.75<br />

1.33<br />

4.09<br />

4.14<br />

4.92<br />

4.16<br />

4.40<br />

3.50<br />

4.40<br />

4.60<br />

4.27<br />

4.27<br />

1.33<br />

1.41<br />

1.30<br />

1.27<br />

1.39<br />

1.73<br />

1.12<br />

1.14<br />

1.56<br />

1.31<br />

8.28<br />

8.14<br />

8.52<br />

7.78<br />

8.00<br />

7.66<br />

8.13<br />

8.59<br />

8.10<br />

8.14<br />

1.60<br />

1.58<br />

1.73<br />

1.38<br />

1.67<br />

1.66<br />

1.66<br />

1.80<br />

1.52<br />

1.31<br />

3.46<br />

3.57<br />

3.95<br />

3.11<br />

3.69<br />

3.78<br />

3.61<br />

3.77<br />

3.62<br />

3.74<br />

مدى معرفة الذات<br />

تقومي الذات<br />

مدى الثقة بالذات<br />

االرتياح والطمأنينة<br />

التوصل لتحصيل ما<br />

الترصف حني الغضب<br />

انفتاح فكري<br />

التخطيط للمستقبل<br />

االستقاللية<br />

املجموع<br />

اأمناط تواصل مع االآخر<br />

0.99<br />

1.06<br />

1.41<br />

1.36<br />

2.12<br />

1.52<br />

1.16<br />

1.36<br />

1.25<br />

1.10<br />

2.07<br />

0.84<br />

8.72<br />

8.73<br />

8.18<br />

8.34<br />

7.24<br />

7.69<br />

8.82<br />

8.43<br />

8.53<br />

8.87<br />

7.76<br />

8.30<br />

2.13<br />

2.11<br />

1.68<br />

1.86<br />

1.74<br />

1.69<br />

1.98<br />

1.83<br />

2.01<br />

2.02<br />

2.28<br />

1.21<br />

4.99<br />

5.01<br />

4.31<br />

4.26<br />

2.81<br />

3.40<br />

4.78<br />

4.29<br />

4.73<br />

4.37<br />

4.71<br />

4.24<br />

1.40<br />

1.22<br />

1.67<br />

1.45<br />

2.15<br />

1.63<br />

1.21<br />

1.283<br />

1.05<br />

1.39<br />

1.74<br />

0.85<br />

8.15<br />

8.24<br />

7.85<br />

8.29<br />

6.97<br />

7.78<br />

8.34<br />

8.09<br />

8.17<br />

8.36<br />

7.36<br />

8.01<br />

1.83<br />

1.80<br />

1.94<br />

1.77<br />

1.715<br />

1.76<br />

1.63<br />

1.44<br />

1.66<br />

1.97<br />

1.88<br />

1.37<br />

4.05<br />

3.84<br />

3.97<br />

3.60<br />

3.11<br />

3.81<br />

4.03<br />

3.79<br />

4.43<br />

4.30<br />

3.74<br />

3.98<br />

حمبة االآخرين<br />

التعبري عن مودة االآخرين<br />

مشاركة االآخرين باملشاعر<br />

مساهمة يف املجتمع<br />

عالقة مع موؤسسات<br />

رد فعل لعنف االآخر<br />

القدرة على االإنصات لالآخر<br />

رد فعل لنقد االآخر<br />

تقبل املختلف<br />

املشاركة يف الدعم<br />

املشاركة يف جلسة فردية<br />

املجموع<br />

0.67<br />

8.34<br />

0.81<br />

4.26<br />

0.78<br />

8.07<br />

1.29<br />

املجموع الكلي 3.86<br />

221


أثر جتربة الدعم على الفاقدات وفق نهج<br />

‏»من فاقدة إلى فاقدة«‏<br />

د.‏ سهيل حسني عطا حسنني<br />

عام<br />

يلخص اجلدول االآتي )3( الفروق بني القياس والقبلي والقياس البعدي،‏ والذي يظهر<br />

اأن هذه التغيريات جوهرية وذات داللة اإحصائية على مستوى الفروق يف املتوسطات<br />

احلسابية بني الفحص البعدي والفحص القبلي يف جممل اأمناط التواصل ‏»املوجود«‏<br />

)0.012=P t( (93) = ;2.442 . تظهر هذه الداللة االإحصائية اجلوهرية يف الفروق بني<br />

الفحصني اأيضا يف جميع اأمناط التواصل ‏»املرغوب«‏ )0.000=P t( (93) = ;4.756 .<br />

تواصل مع االآخر<br />

تواصل مع الذات<br />

الجدول )3(<br />

ملخص نتائج اختبار ‏»ت«‏ للمقارنة بين مجموعتي الداعمات القبلية والبعدية :N 94<br />

منط التواصل القياس الوسط احلسابي االنحراف املعياري قيمة t مستوى الداللة<br />

املوجود<br />

املرغوب<br />

املوجود<br />

املرغوب<br />

املوجود<br />

املرغوب<br />

0.012 2.442<br />

البعدي 1.208 4.255<br />

القبلي 1.258 3.816<br />

0.000 4.756 0.660 8.34<br />

البعدي 0.784 8.07<br />

القبلي 0.107 1.630<br />

البعدي 1.208 4.240<br />

القبلي 1.372 3.975<br />

0.043 2.050 0.841 8.301<br />

البعدي 0.854 8.009<br />

القبلي 0.002 3.120<br />

البعدي 1.331 4.374<br />

القبلي 1.307 4.738<br />

0.025 2.281 0.835 8.433<br />

البعدي 0.877 8.139<br />

القبلي يتضح من اجلدول )3( اأن نتيجة واحدة غري جوهرية اإحصائيا وهي بشأن الفروق يف<br />

املتوسطات احلسابية بني القياس البعدي والقياس القبلي يف اأمناط التواصل مع االآخر يف<br />

مستوى ‏»املوجود«‏ )0.107=P t( (93) = ;1.630 . السوؤال املطروح هنا:‏ اأي متغريات من<br />

اأمناط التواصل مع االآخر هي املوؤثرة على هذه النتيجة غري اجلوهرية؟ لالإجابة على هذا<br />

السوؤال حُ‏ لِّلت الفروق يف كل منط من اأمناط التواصل مع االآخر ‏»املوجود«‏ خالل القياسني<br />

البعدي والقبلي.‏ تظهر النتائج وجود فروق جوهرية وذات داللة اإحصائية بني املتوسطات<br />

احلسابية بني القياس البعدي وبني القبلي يف خمسة اأمناط تواصل مع االآخر ‏»املوجود«‏<br />

وهذه املتغريات هي:‏ مدى حمبة االآخر )0.001=P t( (93) = ;3.450 ؛ مدى التعبري عن<br />

مودة االآخرين P=0.000( )t (93) = 4.404; ؛ مدى املساهمة يف املجتمع 2.381;( = (93) t<br />

0.019=P( ؛ مدى القدرة على االإنصات لالآخر )0.005=P t( (93) = ;2.896 ؛ ومتغري رد<br />

222


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

الفعل لعنف االآخر )0.032=P t( (93) = ;2.176 ؛ اأما بالنسبة للمتغريات الستة االأخرى<br />

من التواصل مع االآخر ‏)وهي:‏ مدى مشاركة االآخر باملشاعر؛ ومدى العالقة مع موؤسسات؛<br />

ومدى تقبل االآخر املختلف؛ ومدى الرغبة للمشاركة يف الدعم؛ ومدى رد الفعل لنقد االآخر،‏<br />

ومدى املشاركة يف جلسة فردية(‏ ، فالتحليل االإحصائي البعدي والقبلي ال يظهر فروقاً‏ ذات<br />

داللة اإحصائية،‏ اأي ال تتوافر تغيريات للمتوسطات احلسابية يف درجات مواقف الفاقدات<br />

يف هذه االأمناط من التواصل من خالل املقارنة بني القياس البعدي والقياس القبلي.‏<br />

من الواضح اأن نتائج هذا التحليل توؤكد حصول تغيريات اإيجابية لدى الفاقدات<br />

والداعمات،‏ وبخاصة على مستوى الوعي للهوية الذاتية.‏ ومن الواضح اأيضاً‏ اأنه مل حتصل<br />

تغيريات جوهرية يف القياس البعدي مقارنة بالقبلي.‏ من املمكن طرح بعض من التفسريات<br />

التي توضح عدم وجود هذه التغيريات:‏ )1( جزء من الفاقدات مررن بتجربة دعم ‏سابقة،‏<br />

وعربن عن رضاهن عن املشاركة يف لقاءات الدعم،‏ وهذا ما يفرس عدم وجود اأي فارق<br />

ملموس يف تصورهن جتاه املشاركة يف الدعم يف الفحص القبلي البعدي ‏)متوسط حسابي<br />

3.74 قبل الدعم مقارنة مع 3.71- بعد الدعم(‏ . )2( حصل تراجع يف تصور الفاقدات<br />

والداعمات ملدى العالقة مع املوؤسسات ‏)من متوسط حسابي 3.11 قبل الدعم اإىل 2.81<br />

بعد الدعم(‏ وميكن اعتبار هذه النتيجة منطقية،‏ من ناحية تعبري الفاقدات عن مدى رضاهن<br />

‏»السلبي«‏ عن اأداء املوؤسسات،‏ وهذا املدى تعمق بعد الدعم بعدما مررن بتجربة الدعم يف<br />

املرشوع التي عززت موقفهن حول ‏»عدم قدرة املوؤسسات االأخرى على توفري مثل هذه<br />

التجربة لهن«.‏<br />

الفروق يف أمناط التواصل:‏<br />

كما ذكرنا ‏سابقا هنالك جمموعة حمددة من املتغريات املستقلة التي تعرب عن مميزات<br />

جمتمع البحث.‏ هذه املتغريات هي:‏ املنطقة السكنية،‏ ونوع الفاقدة،‏ ونوع الفقدان،‏ واالأعمار،‏<br />

واحلالة االجتماعية وسنوات التعليم.‏<br />

وملعرفة داللة الفروق يف املتوسطات احلسابية لدرجات مواقف الفاقدات والداعمات<br />

يف اأمناط التواصل التي تعزى لهذه املتغريات،‏ كل على حدة،‏ اُستخدم حتليل التباين<br />

االأحادي االجتاه ANOVA( )One- Way . يعكس التحليل اأن نوع الفقدان،‏ واالأعمار،‏ واحلالة<br />

االجتماعية وسنوات التعليم ال يوجد لها اأي تأثري على املتوسطات احلسابية لدرجات مواقف<br />

الفاقدات والداعمات يف اأمناط التواصل.‏ يف حني اأن التحليل االإحصائي يظهر وجود الفروق<br />

يف متغريين:‏ املنطقة السكنية ونوع الفاقدات.‏ يتطرق البحث اإىل الفروق يف اجلداول االآتية<br />

)4- 7( . يظهر اجلدول )4( داللة الفروق يف اأمناط التواصل تعزى للمنطقة السكنية.‏<br />

223


أثر جتربة الدعم على الفاقدات وفق نهج<br />

‏»من فاقدة إلى فاقدة«‏<br />

د.‏ سهيل حسني عطا حسنني<br />

الجدول )4(<br />

املحور<br />

الدرجة الكلية/‏<br />

املوجود القبلي<br />

نتائج اختبار تحليل التباين األحادي الستجابة أفراد مجتمع الدراسة<br />

على أنماط التواصل لمتغير منطقة السكن )94 :N(<br />

جمموع درجات متوسط قيمة ‏»ف«‏ مستوى<br />

مصدر التباين<br />

املربعات احلرية املربعات املحسوبة الداللة<br />

بني املجموعات<br />

داخل املجموعات 0.000<br />

املجموع<br />

بني املجموعات<br />

داخل املجموعات 0.000<br />

املجموع<br />

بني املجموعات<br />

داخل املجموعات 0.048<br />

املجموع<br />

بني املجموعات<br />

داخل املجموعات<br />

املجموع<br />

داخل املجموعات<br />

املجموع<br />

0.000<br />

12.881<br />

25.843<br />

3.130<br />

13.148<br />

17.302<br />

1.343<br />

24.596<br />

0.952<br />

1.842<br />

0.589<br />

4.632<br />

0.352<br />

0.605<br />

2<br />

91<br />

93<br />

2<br />

91<br />

93<br />

5<br />

550<br />

555<br />

2<br />

91<br />

93<br />

91<br />

93<br />

34.604<br />

122.237<br />

57.238<br />

49.193<br />

86.612<br />

57.238<br />

3.684<br />

53.554<br />

57.238<br />

9.246<br />

32.057<br />

41.321<br />

55.035<br />

64.986<br />

الدرجة الكلية/‏<br />

املوجود البعدي<br />

الدرجة الكلية/‏<br />

املرغوب القبلي<br />

الدرجة الكلية/‏<br />

املرغوب البعدي<br />

يظهر هذا التحليل وجود فروق ذات داللة اإحصائية يف املتوسطات احلسابية للدرجة<br />

الكلية ملحاور اأمناط التواصل تعزى للمنطقة السكنية،‏ ماعدا املتوسطات احلسابية<br />

للدرجة الكلية ملحور ‏»تواصل مع الذات«‏ على املستوى املرغوب يف القياس القبلي.‏ اأي اأن<br />

مواقف الفاقدات والداعمات جتاه اأمناط تواصلهن خمتلفة يف املناطق الثالث:‏ بيت حلم،‏<br />

ونابلس وجنني.‏ والسوؤال املطروح هو:‏ لصالح اأي منطقة تكمن الفروق الدالة اإحصائيا يف<br />

املتوسطات احلسابية؟<br />

الجدول )5(<br />

نتائج اختبار شيفيه للمقارنات البعدية بين المتوسطات الحسابية لمواقف الفاقدات والداعمات<br />

اأمناط التواصل والقياس<br />

العام<br />

املوجود القبلي<br />

من أنماط التواصل لمتغير مكان السكن )94 :N(<br />

جنني<br />

جنني<br />

نابلس<br />

املناطق<br />

بيت حلم<br />

نابلس<br />

بيت حلم<br />

224<br />

الفرق يف املتوسطات<br />

1.409<br />

1.106<br />

0.303<br />

مستوى الداللة<br />

0.000<br />

0.001<br />

0.597


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

اأمناط التواصل والقياس<br />

املوجود البعدي<br />

املرغوب القبلي<br />

املرغوب البعدي<br />

جنني<br />

جنني<br />

نابلس<br />

جنني<br />

جنني<br />

نابلس<br />

الفرق يف املتوسطات<br />

مستوى الداللة<br />

0.000<br />

0.000<br />

0.623<br />

0.127<br />

0.087<br />

0.996<br />

0.012<br />

0.000<br />

0.194<br />

1.634<br />

1.390<br />

0.244<br />

0.405<br />

0.422<br />

0.017<br />

0.463<br />

0.742<br />

0.278<br />

بيت حلم<br />

نابلس<br />

نابلس<br />

املناطق<br />

بيت حلم<br />

نابلس<br />

بيت حلم<br />

بيت حلم<br />

نابلس<br />

بيت حلم<br />

جنني<br />

جنني<br />

بيت حلم<br />

يظهر التحليل االإحصائي حسب اختبار ‏»شيفيه«‏ للمقارنات البعدية اأن الفروق<br />

اجلوهرية يف املتوسطات احلسابية ملحور التواصل العام يف املستوى ‏»املوجود«‏ القبلي<br />

والبعدي هي لصالح منطقة جنني.‏ اأي اأن هذه النتيجة تعني اأن للفاقدات والداعمات من<br />

منطقة جنني تصوراً‏ اأكرث اإيجابية جتاه تواصلهن مع الذات ومع االآخر خالل القياسني<br />

البعدي والقبلي على مستوى التواصل ‏»املوجود«.‏ يظهر هذا التحليل اأيضا اأنه على مستوى<br />

التواصل ‏»املرغوب«‏ ال نستطيع الكشف عن فروق جوهرية بني منطقة ومنطقة يف القياس<br />

القبلي،‏ مقارنة مع القياس البعدي:‏ يف حني توجد فروق جوهرية بني منطقة بيت حلم وجنني<br />

لصالح بيت حلم،‏ وبني منطقة نابلس وجنني لصالح نابلس،‏ وهذه النتائج ‏)اأي على مستوى<br />

املرغوب البعدي(‏ تختلف عن نتيجة ‏سابقة ‏)املوجود البعدي(‏ ، حيث تبني اأن الفروق هناك<br />

لصالح منطقة جنني.‏ والنتيجة املهمة يف جميع االأحوال هي بشأن التشابه والتجانس يف<br />

تصور فاقدات وداعمات منطقتي نابلس وبيت حلم جتاه تواصلهن.‏ هذه النتيجة تختلف عن<br />

نتيجة ‏سابقة تظهر اأن فاقدات منطقة جنني ومنطقة نابلس هن االأكرث معاناة من الفقدان.‏<br />

من الصعب اإيجاد التفسريات املناسبة خاصة حول فاقدات منطقة جنني،‏ فعلى الرغم من<br />

اأن فقدانهن هو االأشد،‏ فإن موقفهن جتاه تواصلهن العام على املستوى املوجود هو االأكرث<br />

اإيجابياً.‏ تبدو هذه االإجابة منطقية،‏ وهذا يبني اأن لشدة الفقدان تأثرياً‏ اإيجابياً،‏ وخاصة<br />

على مستوى اإدراك الفاقدات لتواصلهن احلايل مع الذات ومع االآخرين.‏<br />

كما ذكرنا ‏سابقاً،‏ فان التحليل االإحصائي يظهر وجود الفروق يف املتوسطات<br />

احلسابية لدرجات مواقف جتاه التواصل تعزى ملتغري ‏»نوع الفاقدات«.‏ يتطرق املرشوع<br />

لثالثة اأنواع من الفاقدات اشرتكن يف فعالياته:‏ الفاقدات اجلدد،‏ والفاقدات الداعمات اجلدد،‏<br />

والفاقدات الداعمات القدامى.‏ والسوؤال الذي نطرحه هنا:‏ هل لكل نوع من الفاقدات اأمناط<br />

تواصل خمتلفة موجودة ومرغوبة قبل الدعم وبعده؟ االإجابة عن هذا السوؤال تبدو يف<br />

اجلدول )6( .<br />

225


أثر جتربة الدعم على الفاقدات وفق نهج<br />

‏»من فاقدة إلى فاقدة«‏<br />

د.‏ سهيل حسني عطا حسنني<br />

الجدول )6(<br />

نتائج اختبار تحليل التباين األحادي الستجابة أفراد مجتمع الدراسة<br />

على أنماط التواصل لمتغير نوع الفاقدة )94 :N(<br />

املحور<br />

مصدر التباين<br />

جمموع<br />

املربعات<br />

درجات<br />

احلرية<br />

متوسط<br />

املربعات<br />

قيمة ‏»ف«‏<br />

املحسوبة<br />

مستوى<br />

الداللة<br />

الدرجة الكلية/‏ املوجود<br />

القبلي<br />

بني املجموعات<br />

6.684<br />

10.044 2 20.088<br />

1.503<br />

91<br />

136.752<br />

الدرجة الكلية/‏ املوجود<br />

البعدي<br />

داخل املجموعات 0.002<br />

املجموع<br />

بني املجموعات<br />

5.660<br />

93 156.841<br />

7.513 2 15.025<br />

1.327<br />

91<br />

120.779<br />

الدرجة الكلية/‏ املرغوب<br />

القبلي<br />

داخل املجموعات 0.005<br />

املجموع<br />

بني املجموعات<br />

1.001<br />

93 135.804<br />

0.616 5 1.233<br />

0.615<br />

550<br />

56.005<br />

الدرجة الكلية/‏ املرغوب<br />

البعدي<br />

داخل املجموعات 0.371<br />

املجموع<br />

بني املجموعات<br />

0.250<br />

555 57.238<br />

0.113 2 0.226<br />

0.452<br />

91<br />

41.095<br />

داخل املجموعات 0.780<br />

املجموع<br />

93 41.321<br />

النتيجة املهمة بشأن توافر تشابه يف تصور جميع الفاقدات يف اأمناط التواصل<br />

املرغوبة يف القياسني البعدي ‏)املتوسط احلسابي للدرجة الكلية هي:‏ 8.34( والقبلي<br />

‏)املتوسط احلسابي للدرجة الكلية هي:‏ 8.07( ؛ يف اأمناط التواصل الذاتي املرغوب والقبلي<br />

‏)املتوسط احلسابي للدرجة الكلية هي:‏ 8.14( ، ويف اأمناط التواصل مع االآخر املرغوب<br />

والبعدي ‏)املتوسط احلسابي للدرجة الكلية هي:‏ 8.30( . وهذه النتائج تعكس اأن جلميع<br />

الفاقدات طموحات اإيجابية وتصورات قوية ملا يردن ويرغنب احلصول عليه مستقبالً.‏<br />

اأما على مستوى التصورات التي تعكس تواصل الفاقدات االآتية:‏ فتتوافر فروق جوهرية<br />

نسبة اإىل جمموعات الفاقدات الثالث.‏ اأين تكمن هذه الفروق؟ لالإجابة على هذا التسوؤل،‏<br />

اُستخدم اختبار ‏»شيفيه«‏ للمقارنات البعدية ونتائجه تظهر يف اجلدول )7( .<br />

226


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

الجدول )7(<br />

نتائج اختبار شيفيه للمقارنات البعدية بين المتوسطات الحسابية لمواقف الفاقدات<br />

من أنماط التواصل لمتغير نوع الفاقدة )94 :N(<br />

املتغريات<br />

الفرق يف املتوسطات<br />

مستوى الداللة<br />

0.012<br />

0.003<br />

0.302<br />

1.166<br />

1.763<br />

0.596<br />

املوجود القبلي<br />

داعمة قدمية<br />

داعمة قدمية<br />

فاقدة جديدة<br />

فاقدة جديدة<br />

داعمة جديدة<br />

داعمة جديدة<br />

0.032<br />

0.050<br />

0.981<br />

0.961<br />

0.870<br />

0.092<br />

املوجود البعدي<br />

داعمة جديدة<br />

داعمة قدمية<br />

داعمة جديدة<br />

فاقدة جديدة<br />

فاقدة جديدة<br />

داعمة قدمية<br />

0.390<br />

0.523<br />

0.805<br />

0.441<br />

0.279<br />

0.161<br />

املرغوب القبلي<br />

داعمة قدمية<br />

داعمة قدمية<br />

فاقدة جديدة<br />

داعمة جديدة<br />

فاقدة جديدة<br />

داعمة جديدة<br />

0.947<br />

0.801<br />

0.967<br />

0.069<br />

0.1400<br />

0.070<br />

املرغوب البعدي<br />

داعمة قدمية<br />

داعمة جديدة<br />

داعمة جديدة<br />

فاقدة جديدة<br />

فاقدة جديدة<br />

داعمة قدمية<br />

تشري املقارنات الثنائية البعدية وفق اختبار ‏شيفيه والواردة يف اجلدول )7( اأن<br />

هنالك فروقاً‏ ذات داللة اإحصائية يف تصورات الفاقدات من التواصل املوجود والقبلي بني<br />

اأربع جمموعات من الفاقدات،‏ وهي:‏ الداعمات القدامى والفاقدات اجلدد لصالح الداعمات<br />

القدامى،‏ وبني الداعمات القدامى والداعمات اجلدد،‏ ولصالح الداعمات القدامى.‏ ولكن ال<br />

توجد فروق جوهرية يف املتوسط احلسابي لدرجة التواصل املوجود والقبلي بني الفاقدات<br />

اجلدد والداعمات اجلدد.‏ ولكن بالتطرق للمواقف جتاه التواصل املوجود والبعدي،‏ فالفروق<br />

اجلوهرية يف املتوسطات احلسابية جوهرية بني اأربع جمموعات:‏ الداعمات القدامى<br />

والفاقدات اجلدد لصالح الداعمات القدامى وبني الداعمات اجلدد والفاقدات اجلدد لصالح<br />

الداعمات اجلدد.‏ وهذه النتائج منطقية ومتوقعة،‏ حيث اإن للداعمات القدامى جتربة ‏سابقة<br />

يف املرحلة االأوىل والثانية من املرشوع،‏ وللداعمات اجلدد جتربة يف املرحلة الثانية،‏<br />

ولهذه التجارب تأثري ايجابي على مواقفهن جتاه اأمناط تواصلهن على مستوى التواصل<br />

مع الذات ومع االآخر.‏ اأي اأن للداعمات القدامى مواقف اأكرث اإيجابية جتاه تواصلهن الذاتي،‏<br />

وتواصلهن مع االآخر،‏ مقارنة بالداعمات اجلدد والفاقدات اجلدد.‏<br />

227


أثر جتربة الدعم على الفاقدات وفق نهج<br />

‏»من فاقدة إلى فاقدة«‏<br />

د.‏ سهيل حسني عطا حسنني<br />

الدعم املعنوي واالجتماعي من وجهة نظر الفاقدات:‏<br />

‏◄◄السوؤال االأول:‏ هل ‏صحيح اأن التضامن واملساعدة تخفف على الناس<br />

همومها ومصائبها؟<br />

الجدول )8(<br />

تأثير التضامن<br />

موافقة جدا<br />

النسبة<br />

موافقة<br />

النسبة<br />

اىل حد ما<br />

النسبة<br />

غري موافقة<br />

النسبة<br />

غري موافقة اأبدا<br />

النسبة<br />

1.4<br />

1.4<br />

1.4<br />

0.0<br />

11.4<br />

10.0<br />

34.3<br />

24.3<br />

51.4<br />

64.3<br />

القياس<br />

N: 94<br />

قبل الدعم<br />

بعد الدعم<br />

p= 0.091<br />

اأي:‏ p> 0.05<br />

t=1.21<br />

القبلي M.D.= 1.671 S.D.= 0.846<br />

البعدي M.D.= 1.500 S.D.= 0.794<br />

تظهر بيانات هذا اجلدول اأن اأغلبية الفاقدات والداعمات توافقن على اأن الدعم يساعد<br />

الناس على التخفيف من الشعور بالضائقة،‏ يف حني اأن الفروق بني القياسني غري جوهرية<br />

اإحصائياً،‏ االأمر الذي يعني اأنهن يوؤمن بأهمية الدعم قبل خوضهن هذه التجربة.‏<br />

‏◄◄السوؤال الثاين:‏ هل تشعرين اأنك مررت بظروف اأدت اإىل طلب املساعدة؟<br />

الجدول )9(<br />

القياس<br />

N: 94<br />

قبل الدعم<br />

بعد الدعم<br />

ظروف بحاجة للمساعدة<br />

كثري مرات<br />

النسبة<br />

77.1<br />

91.4<br />

اأحيانا<br />

النسبة<br />

21.4<br />

8.6<br />

وال مرة<br />

النسبة<br />

1.4<br />

0.0<br />

P= 0.017<br />

اأي:‏ p< 0.05<br />

t= 2.628<br />

القبلي M.D.= 1.242 S.D.= 0.462<br />

البعدي M.D.= 1.085 S.D.= 0.281<br />

من الواضح حسب هذا اجلدول اأن اأغلبية الفاقدات والداعمات يوؤمن اأنهن بحاجة اإىل<br />

مساعدة نتيجة الفقدان،‏ يف حني اأن عملية الدعم ‏ساعدت يف رفع وعيهن لهذا املوقف،‏<br />

وبخاصة اأن املقارنة البعدية القبلية تظهر تغيريات جوهرية يف املوقف.‏<br />

228


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

‏◄◄السوؤال الثالث:‏ هل تشعرين ‏شخصيا اأن هناك من ميكن اأن يساندك<br />

ويساعدك يف حمنتك وصعوباتك؟<br />

الجدول )10(<br />

المساندة والدعم الخارجي<br />

القياس<br />

نعم<br />

أحيانا<br />

ال<br />

النسبة<br />

النسبة<br />

النسبة<br />

N: 94<br />

17.1<br />

20.0<br />

قبل الدعم 62.9<br />

8.6<br />

21.4<br />

بعد الدعم 70.0<br />

P= 0.187<br />

اأي:‏ p> 0.05<br />

t= 1.332<br />

القبلي M.D.= 1.542 S.D.= 0.774<br />

البعدي M.D.= 1.385 S.D.= 0.643<br />

وفق هذا اجلدول ال تتوافر فروق دالة اإحصائياً‏ يف موقف الفاقدات والداعمات حول<br />

‏شعورها بوجود مصادر دعم خارجية تستطيع مساعدتها خالل الفقدان بني القياسني<br />

البعدي والقبلي.‏ ولكن من الواضح اأن غالبيتهن يشعرن بأهمية املساندة اخلارجية.‏<br />

‏◄◄السوؤال الرابع:‏ كيف ممكن تقييم هذا الدعم؟<br />

الجدول )11(<br />

تقييم الدعم<br />

تساعد كثريا<br />

النسبة<br />

تساعد<br />

النسبة<br />

تساعد بعض الشيء<br />

النسبة<br />

ال تساعد<br />

النسبة<br />

ال تساعد باملرة<br />

النسبة<br />

القياس<br />

N: 94<br />

1.4<br />

2.9<br />

25.7<br />

32.9<br />

قبل الدعم 37.1<br />

0.0<br />

0.00<br />

14.3<br />

45.7<br />

بعد الدعم 40.0<br />

P= 0.091<br />

القبلي M.D.=1.985 S.D.= 0.940<br />

t= 1.715<br />

البعدي M.D.=1.742 S.D.= 0.695 اأي:‏ p> 0.05<br />

يوضح اجلدول )11( اأن حوايل %86 من الفاقدات والداعمات يقررن بفائدة املساعدة بعد<br />

تلقيهن الدعم مقارنة ب %70 منهن ‏)قبل الدعم(‏ ، يف حني ال توجد فروق دالة اإحصائياً‏ بني<br />

املتوسطات احلسابية يف القياس البعدي مقارنة باملتوسطات احلسابية يف القياس القبلي.‏<br />

229


أثر جتربة الدعم على الفاقدات وفق نهج<br />

‏»من فاقدة إلى فاقدة«‏<br />

د.‏ سهيل حسني عطا حسنني<br />

‏◄◄السوؤال اخلامس:‏ ما هي مصادر هذا الدعم؟<br />

القياس<br />

الجدول )12(<br />

مصادر الدعم<br />

عائلية<br />

النسبة<br />

230<br />

N: 94<br />

قبل الدعم<br />

بعد الدعم<br />

52.9<br />

27.1<br />

اجتماعية<br />

النسبة<br />

21.4<br />

21.4<br />

موؤسساتية<br />

النسبة<br />

25.7<br />

51.4<br />

P=0.000<br />

البعدي M.D.=2.257 S.D.=0.879<br />

t=4.114<br />

القبلي M.D.=1.742 S.D.=0.879 اأي:‏ p< 0.05<br />

اإن للتجربة التي مرت بها الفاقدات والداعمات تأثرياً‏ على مواقفهن بشأن مصادر<br />

الدعم،‏ اأي اأن حوايل %26 منهن اعتقد قبل الدعم اأن املوؤسسات هي مصدر املساعدة،‏ ولكن<br />

النسبة ارتفعت اإىل %51 بعد الدعم وهذه التغيريات تعدُّ‏ جوهرية اإحصائياً،‏ وهذه النتيجة<br />

تعزز اأهمية الدعم الذي يوفره املرشوع.‏<br />

مواقف الفاقدات جتاه التكيف مع الفقدان:‏<br />

فُ‏ حصت الكيفية التي تتعامل بها الفاقدات اجلدد مع الفقدان،‏ كما فُ‏ حصت قدرتهن<br />

على التأقلم.‏ وقيست مواقفهن يف ثالث مراحل حرجة:‏ قبل الفقدان،‏ وقبل الدعم وبعد الدعم.‏<br />

واجلدول )13( يظهر توزيع الفاقدات حسب مواقفهن جتاه جميع فقرات الفقدان والدعم.‏<br />

الجدول )13(<br />

توزيع الفاقدات حسب الدرجة الكلية لمواقفهن تجاه االضطرابات )94 :N(<br />

القياس<br />

قبل الفقدان<br />

قبل الدعم<br />

بعد الدعم<br />

دائما<br />

النسبة<br />

0.0<br />

0.0<br />

0.0<br />

غالبا<br />

النسبة<br />

0.0<br />

2.9<br />

1.4<br />

اأحيانا<br />

النسبة<br />

12.9<br />

67.1<br />

18.6<br />

نادرا<br />

النسبة<br />

48.6<br />

27.1<br />

47.3<br />

مطلقا<br />

النسبة<br />

38.6<br />

2.9<br />

5.7<br />

تظهر هذه النتائج اأن حوايل %92 من الفاقدات اجلدد عربن عن ندرة اأو عدم معاناتهن<br />

من اأي اضطرابات قبل الفقدان التي فُ‏ حصت،‏ اأي اأن %8 منهن عانني من االضطرابات قبل<br />

الفقدان.‏ يف حني اإن %66 منهن عربن عن ندرة اأو عدم معاناتهن من اأي اضطرابات بعد<br />

الدعم.‏ اأما بالنسبة لفرتة قبل الدعم ‏)اأو بالأحرى خالل الفقدان(‏ فقد عربَّ‏ ت %30 عن ندرة


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

اأو عدم وجود اأي اضطرابات لديهن.‏ اأي اأن %70 منهن عانني من اضطرابات بعد الصدمة<br />

على جميع متغرياته خالل فرتة الفقدان.‏ هل هذه الفروق هي جوهرية اإحصائياً؟ نرى ذلك<br />

يف اجلدول االآتي )14( .<br />

الجدول )14(<br />

ملخص نتائج اختبار ‏»ت«‏ للمقارنة بين مجموعتي الفاقدات القبلية والبعدية<br />

لمتغيرات التعامل مع الفقدان والدعم )70 :N(<br />

التعامل مع الفقدان القياس الوسط احلسابي االنحراف املعياري قيمة t مستوى الداللة<br />

ملخص<br />

0.000 5.278<br />

قبل الفقدان 0.674 4.257<br />

بعد الدعم 0.528 3.842<br />

بعد الدعم 0.000 6.462 0.574 3.300<br />

قبل الدعم 0.528 3.842<br />

يظهر يف هذا اجلدول اأنه حصلت تغيريات جوهرية يف مواقف الفاقدات اجلدد جتاه<br />

اضطرابات الفقدان وجتربة الدعم.‏ يف حني اإن املتوسط احلسابي للدرجة الكلية ملتغريات<br />

الفقدان كانت 4.28 قبل الفقدان ‏)اأي،‏ نادراً(‏ و 3.30 خالل الفقدان ‏)اأي،‏ اأحياناً(‏ لتصبح<br />

3.84 بعد الدعم ‏)اأي،‏ نادراً(‏ . توؤكد هذه النتائج اأن لعملية الدعم تأثرياً‏ اإيجابياً‏ على مواقف<br />

الفاقدات جتاه التعامل مع اضطرابات الفقدان.‏<br />

وقد فحص كل نوع اضطراب على حدة،‏ لرنى هل حصلت تغيريات يف مواقف الفاقدة<br />

نتيجة الدعم اأو ال؟ بالتطرق الضطرابات النوم على ‏سبيل املثال،‏ تظهر النتائج وجود فروق<br />

ذات داللة اإحصائية بني موقف الفاقدات يف فرتة الفقدان،‏ وبني موقفهن يف فرتة ما بعد<br />

الدعم )0.000=p t( (69) ;3.59= يف حني اإن موقف الفاقدات لوضعهن قبل الفقدان مشابه<br />

ملوقفهن بعد الدعم.‏ )0.554=p t( (69) ;0.58= هنالك عرشة متغريات اأخرى متشابهة<br />

يف النتائج وهي:‏ فقدان الشهية،‏ والعزلة،‏ واخلوف من الوحدة،‏ وكوابيس واأحالم مزعجة،‏<br />

وسماع اأصوات يف الراأس،‏ والبكاء الشديد،‏ ورضب ورصاخ على اأفراد يف االأرسة،‏ وعدم<br />

اخلروج من البيت،‏ واستخدام مسكنات والقرار بشأن مولود جديد.‏ تعني هذه النتائج اأن<br />

لعملية الدعم تأثرياً‏ يف التخفيف من حدة هذه السلوكيات املصاحبة للفقدان،‏ وهذه النتائج<br />

تنعكس بشكل جوهري،‏ اإحصائياً،‏ من خالل املقارنة بني الفرتات الثالث.‏<br />

املجموعة الثانية من املتغريات تتطرق ملتغريات الفقدان التي تختلف يف درجة<br />

متوسطها احلسابي خالل املقارنة بني الفرتات الثالث.‏ فعلى ‏سبيل املثال،‏ بالتطرق ملتغري<br />

231


أثر جتربة الدعم على الفاقدات وفق نهج<br />

‏»من فاقدة إلى فاقدة«‏<br />

د.‏ سهيل حسني عطا حسنني<br />

الشكوى من اأمراض جسمانية تتوافر فروق دالة اإحصائيا بني موقف الفاقدات يف فرتة<br />

ما بعد الدعم،‏ وبني موقفهن يف فرتة ما قبل الفقدان )0.001=p t( (69) ;3.34= واإن<br />

موقف الفاقدات لوضعهن بعد الدعم خمتلف اأيضاً‏ عن موقفهن قبل الدعم.);‏‎4.38‎‏=‏ (69) t<br />

0.000=p( كذلك االأمر بالنسبة لعرشة متغريات اأخرى هي:‏ التشتت وعدم الرتكيز،‏ والرعب<br />

املستمر،‏ واخلوف من الليل،‏ واخلوف من االجتياح،‏ واخلوف من الدبابات والطيارات،‏<br />

والزيارات املتكررة للطبيب،‏ وعالقات جنسية مع الزوج،‏ وعدم زيارة االأهل واجلريان،‏<br />

وعدم لباس املالبس التي تريدها وعدم ‏صنع كعك العيد.‏ هذه النتائج توؤكد اأثر الدعم على<br />

التخفيف من اضطرابات الفقدان،‏ واأن وضع الفاقدات قبل الفقدان كان يف درجة ‏»نادراً«‏<br />

جتاه االضطرابات،‏ وكان ‏»غالباً«‏ قبل الدعم واأصبح ‏»اأحياناً«‏ بعد الدعم.‏<br />

من الواضح حسب هذه املعطيات اأن جزءاً‏ من االضطرابات موجود لدى الفاقدات<br />

قبل الفقدان،‏ وهذا موؤرش لتأثري الفقدان اجلمعي الذي تعاين منه جميع ‏رشائح املجتمع<br />

الفلسطيني نتيجة ملمارسات االحتالل.‏ فعلى ‏سبيل املثال،‏ موقف الفاقدات يف الفقرة<br />

‏»اخلوف من االجتياح«‏ كان متشابهاً‏ اإىل حد ما يف ثالث فرتات:‏ فقبل الفقدان كان املتوسط<br />

احلسابي 2.64 ‏)اأحياناً(‏ وكان املتوسط احلسابي خالل الفقدان 2.11 ‏)غالباً(‏ ويصبح<br />

3.53 ‏)نادراً(‏ ما بعد الدعم.‏ لكن النقطة املهمة هنا هي اأن عملية دعم الفاقدات خففت من<br />

‏شعورهن باخلوف من االجتياح،‏ على ‏سبيل املثال.‏<br />

مناقشة وتوصيات - أثر جتربة الدعم:‏<br />

اإن املراأة الفلسطينية تواجه،‏ بل تقاوم االحتالل من خالل ‏صمودها ووعيها رغماً‏ عن<br />

االأسى واحلزن،‏ وتواجه اأيضا وبالتزامن نفسه مسألة املحافظة على مكانتها يف ظل النظام<br />

االأبوي،‏ ويف الوقت نفسه هي فاقدة وفرضت عليها اأدوار جديدة.‏ هذه املواجهة الثالثية<br />

االأوجه تخلق كائناً‏ قوياً‏ ومستعداً‏ خلوض اأي جتربة جديدة.‏<br />

اإن معاناة النساء يف ظل االحتالل ال تقل عن معاناة اأي فئة ‏سكانية اأخرى وخاصة<br />

الرجال.‏ فكثري من الدراسات امليدانية تُظهر اأن املراأة هي االأكرث ترضراً‏ من االحتالل العسكري<br />

ومن تأثرياته وتبعاته السياسية،‏ والعسكرية،‏ واالقتصادية واالجتماعية.‏ وبالرغم من ذلك،‏<br />

يتم جتاهل معاناتها،‏ بل يف اأحيان يتم اإسكات ‏صوتها،‏ فتتزايد معاناة النساء يف فرتات<br />

االحتالل العسكري واحلروب نتيجة االأدوار واملسوؤوليات االإضافية امللقاة على عاتقهن<br />

كونهن زوجات واأمهات وفاقدات.‏<br />

لقد مت،‏ ‏ضمن جتربة نساء فاقدات،‏ وصف اأوضاعهن وحتليلها:‏ ما قبل الفقدان،‏ وخالل<br />

الفقدان،‏ وخالل الدعم وبعد الدعم،‏ كما تتصورها الفاقدات والداعمات اأنفسهن.‏<br />

232


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

يظهر التحليل االإحصائي اأن لنوع الفقدان،‏ وعمر الفاقدات،‏ وحالتهن االجتماعية<br />

ولسنوات التعليم ال يوجد اأي تأثري على اأمناط التواصل خالل القياس القبلي والبعدي.‏ يف<br />

حني اأن التحليل يظهر وجود الفروق يف متغريين:‏ املنطقة السكنية ونوع الفاقدات.‏<br />

يظهر التحليل االإحصائي اأيضاً‏ حصول تغيريات جوهرية يف مواقف الفاقدات<br />

جتاه اضطرابات الفقدان وجتربة الدعم،‏ ويوؤكد اأن لعملية الدعم تأثرياً‏ على التعامل مع<br />

اضطرابات الفقدان.‏ اإن جزءا من هذه االضطرابات موجود لدى الفاقدات قبل الفقدان،‏ وهذا<br />

موؤرش لتأثري الفقدان اجلمعي الذي تعاين منه ‏رشائح عديدة يف املجتمع الفلسطيني نتيجة<br />

ملمارسات االحتالل.‏<br />

دراسات كثرية ومتعددة تركز على جتارب النساء خالل االحتالل واحلروب وخاصة<br />

يف لبنان والكويت والعراق وفلسطني ‏)حب اهلل،‏ ‎1996‎؛ ‏صالح،‏ ‎2006‎؛ رضوان،‏ ‎2006‎؛<br />

جار اهلل،‏ ‎2006‎؛ النابلسي،‏ 2006( ، ودراسات اأخرى تربز جتارب ملشاريع عديدة اأجريت<br />

يف مناطق ‏رصاع عسكري 2001( Berkman, )Ahern, 2004; Kawachi and . وتُظهر<br />

نتائج هذه الدراسات اأن اأكرث املجموعات اأو الفئات املتأثرة هن النساء اللواتي ال يتوافر<br />

لهن دعم اجتماعي كاف للتعامل مع الفقدان.‏ دراسات ‏شبيهة تظهر اأهمية الدعم االجتماعي<br />

يف مواجهة االضطرابات ما بعد الفقدان،‏ وتوؤكد اأهمية هذا الدعم خاصة يف وسط فئات<br />

النساء مقارنة بفئات الرجال،‏ وذلك الأن النساء هن االأكرث عرضة لهذه االضطرابات،‏ وهذا<br />

يعني اأن الرجال بحاجة للدعم،‏ ولكن رمبا بشكل خمتلف )2000 Stein, )Dybdahl, ;2000 .<br />

تختلف هذه التجارب عن التجارب التي متر بها املراأة الفلسطينية؛ الأن االحتالل<br />

مستمر،‏ وهذا التهديد مزمن.‏ فالتجربة الفلسطينية فريدة من نوعها كونها حتصل يف ‏سياق<br />

احتالل يسيطر على االإنسان واالأرض.‏ فمع حصول الفقدان تتصاعد حدة االضطرابات<br />

فتصبح املراأة الفلسطينية تعاين من توترات وقلق،‏ ليس فقط بسبب االأوضاع االجتماعية<br />

واالقتصادية والسياسية التي تعيشها كل اأرسة فلسطينية،‏ واإمنا الأن زوجها اأو ابنها مطارد<br />

اأو معتقل اأو مصاب اأو ‏شهيد،‏ اأو بسبب هدم بيتها اأو بسبب الفقدان املتعدد.‏ وما نتوصل اإليه<br />

من خالل الدراسة اأن املراأة الفلسطينية هي الفئة االأكرث ترضرا نتيجة الفقدان،‏ فزيادة على<br />

اخلوف واحلزن الذي ينتابها،‏ اضطرت اإىل تعزيز واجباتها االأرسية ‏)نتيجة فقدان الزوج<br />

خاصة(‏ يف اأحيان عديدة،‏ اإضافة اإىل التأقلم مع ظروف جديدة فرضت عليها.‏ لكن النتيجة<br />

االإيجابية هي اأن النساء،‏ وهنَّ‏ ‏ضحايا احلرب،‏ استطعن التعبري عن قدرتهن على التكيف مع<br />

هذه الظروف اجلديدة والتفاعل معها،‏ وهذا التكيف نابع من توافر العوامل االجتماعية التي<br />

تتمحور حول ميزة التماسك االأرسي والروابط االجتماعية واالإميان باهلل وخاصة يف اأوقات<br />

الصدمات ‏)اأبو دقة،‏ ‎2009‎؛ عبد الهادي،‏ ‎2007‎؛ تعامرة وحسنني،‏ 2010( .<br />

233


أثر جتربة الدعم على الفاقدات وفق نهج<br />

‏»من فاقدة إلى فاقدة«‏<br />

د.‏ سهيل حسني عطا حسنني<br />

وانطالقا من اجتاه التدخل الشمويل تظهر نتائج الدراسة احلالية ‏صعوبة التعامل<br />

مع الفقدان اجلمعي اإال بانتهاج تدخل يأخذ باحلسبان جميع االأطراف:‏ االأفراد واجلماعات<br />

واملوؤسسات،‏ واالأهم هو اأن هذا النهج يضمن العمل ‏سوية مع النساء الفاقدات والفاقدات<br />

الداعمات،‏ بالإضافة اإىل العمل مع اأطراف جمتمعية.‏ هذا التوجه يتطرق اأيضا اإىل توعية<br />

االأطراف املجتمعية املختلفة حول تأثري السياقات العسكرية،‏ والسياسية،‏ والتاريخية،‏<br />

واالجتماعية والنفسية التي اأفرزت هذا الفقدان )2005 Conner, )Kostelny, ;2006<br />

والتعامل معها كجزء من عملية الدعم،‏ ومن خالل توعية الفاقدات لتجارب ذاتية،‏ وحتليل<br />

هذه التجارب من منطلق هذه السياقات.‏<br />

اإن عملية فحص نتائج التجربة ‏رضورية من ناحية دعمها الذاكرة اجلمعية و«رصاع<br />

الذاكرة والهوية«‏ ‏)حسنني،‏ ‎2011‎اأ؛ كيفوركيان،‏ 2007( حول الفقدان.‏ من اأهم نتائج<br />

الدراسة هي اأن عملية فحص واقع النساء الفاقدات تعطي الفرصة يف مشاركة هذه التجارب<br />

مع العامل اخلارجي.‏ اإن مواقف الفاقدات،‏ كما وردت وخالل فرتات حياتية خمتلفة،‏ ‏)خاصة<br />

خالل الفقدان وخالل الدعم وبعده(‏ ، تعكس اإدراك الفاقدات اخلاص ملصادر الفقدان اأال وهو<br />

االحتالل،‏ وتعكس قوة النساء على حتدي ذلك من خالل االإرصار على التغيري وبناء مكانة<br />

ثقافية جديدة.‏ بالتايل ففهم هذه التغيريات يف مواقف الفاقدات مهمة لعلماء االجتماع،‏<br />

للباحثني ولالأخصائيني النفسيني والعاملني يف املجاالت النفسية واالجتماعية،‏ وهي<br />

‏رضورية لصانعي القرارات والسياسات االجتماعية،‏ بهدف ‏ضمان استمرارية التعامل مع<br />

هذه التجارب،‏ وتطوير التدخل االجتماعي الشمويل يف جمال الفقدان.‏<br />

يبدو،‏ من خالل االستناد اإىل نتائج الدراسة،‏ اأن جتربة الدعم احلالية اأسهمت بشكل<br />

واضح يف اإحداث حتوالت لدى الفاقدات،‏ تتجه جميعها نحو االأهداف املنشودة،‏ وهي<br />

التخفيف من حدة اضطرابات الفقدان،‏ واإحداث تغيريات فكرية وعاطفية لديها،‏ وبالتايل<br />

‏سلوكية من خالل التعامل مع ذاتها،‏ ومع اأفراد اأرستها،‏ ومع اأفراد يف بيئتها،‏ فالفاقدات<br />

رغم احلزن واالأسى مل يستسلمن،‏ بل جنحن يف اإعادة توازنهن وتوازن اأرسهن خالل الدعم<br />

وبعده.‏ فالفاقدات اليوم،‏ يظهرن القوة واجلراأة والتحدي،‏ ويظهرن اأن لديهن هوية وذاكرة<br />

جمعية قوية.‏<br />

فالتطور احلاصل لدى الفاقدات هو اأقوى من اأي تغيري حصل لديهن قبل التجربة.‏<br />

هذه املرحلة من الدعم وفرت للفاقدات والداعمات جتربة جديدة.‏ اإن التحليل االإحصائي<br />

234


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

يوؤكد حصول تغيريات اإيجابية لدى الفاقدات والداعمات،‏ وبخاصة على مستوى الوعي<br />

ملركبات التواصل الذاتي.‏ ولكن يف بعض اأمناط التواصل،‏ وخاصة التواصل مع املوؤسسات<br />

حصل تراجع يف تصور الفاقدات والداعمات ملدى العالقة مع املوؤسسات،‏ وميكن اعتبار<br />

هذه النتيجة منطقية،‏ من ناحية مدى تعبري الفاقدات عن مدى رضاهن ‏»السلبي«‏ عن اأداء<br />

املوؤسسات،‏ وهذا املدى تعمق بعد الدعم بعدما مررن بتجربة الدعم التي عززت مواقفهن<br />

حول عدم قدرة املوؤسسات االأخرى على توفري مثل هذه التجربة لهن.‏<br />

بالتال تتوصل الدراسة ملجموعة من التوصيات من اأهمها:‏<br />

‏.‏‎1‎نظراً‏ 1 للقضايا املرتبطة مبكانة املراأة يف املجتمع الفلسطيني،‏ ال تستطيع املراأة<br />

متكني نفسها لوحدها،‏ واإحداث تغيريات لديها.‏ وبالتايل فاملنشود هو اإقامة ‏شبكة دعم<br />

نسائية يف جمال الفقدان.‏<br />

.2 2 الفهم الثقايف ‏رضوري لتطوير اأي برنامج تدخل للمراأة والفقدان الناجم عن وجود<br />

االحتالل،‏ وبالتايل من االأهمية اأن تراعي هذه الربامج احلساسيات الثقافية واالجتماعية<br />

وعالقات النوع االجتماعي.‏<br />

.3 3 اإن دمج املراأة يف عملية ‏صنع القرار مهمة ‏شاقة نظراً‏ للقيود الثقافية والسياسية<br />

والعملية.‏ ومع ذلك،‏ ميكن تطوير جمتمعات حملية اأو منظمات ‏شعبية لها قدرة التأثري على<br />

هيئات ‏صنع القرار،‏ كاملرشعني واحلقوقيني والناشطني االجتماعيني والنواب السياسيني،‏<br />

يف جمال تطوير برامج مناسبة لضحايا الفقدان.‏<br />

.4 4 من الرضورة اأن يساعد الدعم على تقوية املساعي لكسب العيش من خالل توفري<br />

فرص عمل جديدة وتطويرها للفاقدات.‏<br />

.5 5 اإن مدى الوعي لتأثري االحتالل على املراأة قد ارتقى خالل السنوات املاضية،‏ وما<br />

زال هناك كثريٌ‏ مما ينبغي معرفته حول املسائل املعقدة التي حتيط بالفقدان والدعم.‏ اإن<br />

من اأهداف الربامج،‏ هي حتسني حياة املراأة الفاقدة من خالل اتباع نهج متداخل ومتكامل<br />

يركز على التواصل الذاتي،‏ والتواصل مع االآخرين خالل فرتة الفقدان.‏<br />

235


أثر جتربة الدعم على الفاقدات وفق نهج<br />

‏»من فاقدة إلى فاقدة«‏<br />

د.‏ سهيل حسني عطا حسنني<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

أوالً-‏ املراجع العربية:‏<br />

‎1‎اأبودقة،‏ . 1 ‏س.‏ )2009 ) . االآثار النفسية االجتماعية التي خلفتها احلرب على املراأة بغزة<br />

وخطة مقرتحة للتدخل.‏ غزة:‏ كلية الرتبية،‏ اجلامعة االإسالمية.‏<br />

‎2‎ابو . 2 بكر،‏ خ.،‏ كيفوركيان،‏ ‏ش.‏ عويضة،‏ ‏س.‏ وضبيط،‏ غ.‏ )2006 ) . النساء والنزاع املسلح<br />

والفقدان.‏ جملة ‏شبكة العلوم النفسية العربية،‏ العدد 10 و‎11‎‏:‏ 179- 182.<br />

‎3‎تعامرة،‏ . 3 م.‏ وحسنني،‏ ‏س.‏ )2010 ) . فردنية زوجات ‏شهداء انتفاضة االأقصى يف منطقة<br />

بيت حلم.‏ القدس:‏ برنامج العمل االجتماعي،‏ الدراسات العليا،‏ جامعة القدس ‏)غري<br />

منشورة(‏ .<br />

‎4‎جار . 4 اهلل،‏ ‏س.‏ )2006 ) . الصدمة النفسية الناجمة عن انتفاضة االأقصى.‏ جملة ‏شبكة<br />

العلوم النفسية العربية،‏ العدد 238- 12: 241.<br />

‎5‎حب . 5 اهلل،‏ ع.‏ )1996 ) . جرثومة العنف:‏ احلرب االأهلية يف ‏صميم كل منا.‏ بريوت:‏ دار<br />

الطليعة للطباعة والنرش.‏<br />

‎6‎حسنني،‏ . 6 ‏س.‏ ‏)‏‎2011‎اأ(‏ . فاقدات منسيات وذاكرة ‏شعب.‏ متوفر يف املوقع:‏<br />

http:// www.pls48.net/ default.asp?CatID=13&ID=75217<br />

‎7‎حسنني،‏ . 7 ‏س.‏ ‏)‏‎2011‎ب(‏ . جتربة الفقدان،‏ الذاكرة املنسية وتغيري ‏»الطابو«‏ االجتماعي:‏<br />

ما بني احليز اخلاص واحليز العام.‏ متوفر يف املوقع:‏<br />

www.arabs48.com/ ?mod=articles&ID=84535<br />

‎8‎رضوان،‏ . 8 ج.‏ )2006 ) . االثار النفسية للخربات الصادمة.‏ جملة ‏شبكة العلوم النفسية<br />

العربية،‏ العدد -14 :12 .19<br />

‎9‎الشيمي،‏ . 9 د.‏ )2006 ) . املساندة النفسية ملترضري احلروب والكوارث.‏ جملة ‏شبكة العلوم<br />

النفسية العربية،‏ العدد 99- 12: 113.<br />

) 10 . اضطرابات ما بعد الضغوط الصدمية.‏ جملة ‏شبكة العلوم النفسية<br />

‎10‎‏صالح،‏ ح.‏ )2006<br />

العربية،‏ العدد -9 :12 .14<br />

236


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

111 عبد الهادي،‏ ف.‏ )2007 ) . لو املك اخليار.‏ رام اهلل:‏ مركز لالإرشاد القانوين<br />

واالجتماعي.‏<br />

‎1212‎عواد،‏ ن.‏ )2006( . قصة االأمهات ال 12 الالتي قتل اأبنوؤهنّ‏ بالرصاص يف اأكتوبر<br />

2000. رسالة ما جاستري غري منشورة.‏ قسم الدراسات متعددة املجاالت،‏ وحدة<br />

الدراسات اجلندرية-‏ جامعة بار ايالن.‏<br />

‎1313‎املركز العربي للدراسات املستقبلية )2002 ) . مالمح الصدمة النفسية الفلسطينية عرب<br />

عقود من العدوان:‏ ‏سيكولوجية االنتفاضة وخصوصية الضغوط املمارسة عليها.‏ متوفر<br />

يف املوقع:‏ http:// www.mostakbaliat.com/ trauma.html<br />

‎1414‎النابلسي،‏ م.‏ )2006 ) . العناية بضحايا العنف اجلمعي.‏ جملة ‏شبكة العلوم النفسية<br />

العربية،‏ العدد -125 :12 .132<br />

‎1515‎كيفوركيان،‏ ن.‏ )2007 ) . ‏سياسات اإرسائيل لهدم البيوت الفلسطينيّة ورصاع الذاكرة،‏<br />

االأرض،‏ الهُ‏ ويّة:‏ منظور نسويّ‏ . حيفا:‏ برنامج الدراسات النسوية يف مدى الكرمل.‏ متوفر<br />

يف املوقع:‏ ?mod=articles&ID=44311 www.arabs48.com/<br />

1.<br />

2.<br />

3.<br />

4.<br />

5.<br />

ثانياً-‏ املراجع األجنبية:‏<br />

Abu- Baker, Kh., Kevorkian, N., Aweidah, S. & Dait, E. (2004) . Women,<br />

armed conflict and loss- the mental health of Palestinian women in the<br />

occupied territories. East Jerusalem: Women Studies Centre.<br />

Ahern, J. et al., (2004) . Gender, social support, and Posttraumatic stress<br />

in Postwar Kosovo. The Journal of Nervous and Mental Disease. Vol. 192<br />

(11) : 762- 770.<br />

Bajraktarevic- Hayward, J. (2008) .Community level interventions in<br />

working with torture and trauma survivors- nexus between theory and<br />

practice. From the web site: http:// www.psychevisual.com/ lecture.<br />

html?lecture=39<br />

Conner, M. (2005) . Coping and surviving violent and traumatic<br />

events. Available at: http:// www.crisiscounseling.org/ TraumaLoss/<br />

CopingWithTrauma.htm<br />

Drumm, R., Perry, S. & Pittman, S. (2001) . Women of war: Emotional needs<br />

of ethnic Albanian in refugees camps. AFFILIA, Vol. 16 (4) : 467- 487.<br />

237


أثر جتربة الدعم على الفاقدات وفق نهج<br />

‏»من فاقدة إلى فاقدة«‏<br />

د.‏ سهيل حسني عطا حسنني<br />

6. Dybdahl, R. (2000) . Children and mothers in war: An outcome stress of a<br />

psychosocial intervention program. Child Dev. 72: 1214- 1230.<br />

7. Dyer, K., (2005) . Living Through and Surviving Traumatic Events.<br />

Available at: http:// www.medicalwellnessassociation.com/ articles/<br />

traumatic_events.htm<br />

8. Espanioli, H, & Aweidah, S. (2007) . Women, armed conflict and loss- the<br />

experience of bereaved women in mutual psychological support. Women<br />

Studies Centre. East Jerusalem: Al- Manar Modern Press.<br />

9. Gupta, R. (2008) . The need for a holistic approach to social intervention.<br />

Available at: http:// t8web.lanl.gov/ people/ rajan/ AIDS- india/ MYWORK/<br />

designing.html<br />

10. Hinton, A., Navarro, N. & Pointe, T. (2006) . Truth, trauma and the victims<br />

of torture project: Helping the victims of the Khmer Rouge. Cambodia:<br />

Transcultural Psychological Organization.<br />

11. International Development Research Center (2008) . Community<br />

Approaches to Coping with the Traumas of Violent Conflict. Available at:<br />

http:// www.idrc.ca/ en/ ev- 122220- 201- 1- DO_TOPIC<br />

12. Kawachi, I. and Berkman, Lf. (2001) . Social ties and mental health.<br />

Journal of Urban Health, 78: 458- 467.<br />

13. Kostelny, K. (2006) . A culture- based, integrative approach. In: Boothby<br />

N, Strang A, Wessells M. , editor. A world turned upside down- social<br />

ecological approaches to children in war zones. CT, USA: Kumarian<br />

Press. pp. 19–37.<br />

14. Liabre, M. & Hadi, F. (1997) . Social support and psychological distress<br />

in Kuwaiti boys and girls exposed to Gulf Crisis. Journal of Clinical Child<br />

Psychology, 26: 247- 255.<br />

15. Liebling, H. et al. (2007) . Experiences of women war torture survivors in<br />

Uganda: Implications for health and human rights. Journal of International<br />

Women’s Studies, Vol. 8 (4) : 1- 17.<br />

16. Liebling, H. et al. (2008) . Violence against women in Northern Uganda:<br />

The neglected health consequences of war. Journal of International<br />

Women’s Studies, Vol. 9 (3) : 174- 192.<br />

17. Psychology Glossary (2011) . Definition of: Attitudes. Available at: http://<br />

www.alleydog.com/ glossary/ definition.php?term=Attitudes<br />

238


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

18. Somasundaram, D. (2007) . Collective trauma in northern Sri Lanka: A<br />

qualitative psychosocial- ecological study. Department of Psychiatry,<br />

University of Adelaide, Australia & University of Jaffna, Sri Lanka.<br />

Available at:<br />

http:// www.pubmedcentral.nih.gov/ articlerender.fcgi?artid=2241836<br />

19. Stein, M. (2000) . Gender differences in susceptibility to posttraumatic<br />

stress disorder. Behavior Research Therapy, 38: 619- 628.<br />

20. The Salvation Army International Headquarters Health Services (2006) .<br />

Trauma Counseling and Psychological – Social Approaches- A co- factor<br />

in community recovery after a disaster: A guide to psycho- social support<br />

through community counseling: Theory, Processes and Skills. Washington,<br />

DC: Salvation army World Services Office.<br />

21. Trapman, M. (1997) . Collective Trauma among Displaced people and<br />

refugees in Ethiopia: Steps towards intervention projects. Available at:<br />

http:// www.xs4all.nl/ ~mtrapman/ Ethiopia/ Pages/ interv.htm<br />

239


أثر جتربة الدعم على الفاقدات وفق نهج<br />

‏»من فاقدة إلى فاقدة«‏<br />

د.‏ سهيل حسني عطا حسنني<br />

240


الرتكيب البنائي لألسرة يف الضفة الغربية:‏<br />

دراسة حتليلية لبيانات تعداد السكان<br />

لسنة 2007<br />

د.‏ ماهر فؤاد أبو صاحل<br />

أستاذ مساعد/‏ قسم الجغرافيا/‏ جامعة النجاح الوطنية/‏ نابلس.‏<br />

241


التركيب البنائي لألسرة في الضفة الغربية:‏<br />

دراسة تليلية لبيانات تعداد السكان لسنة 2007<br />

د.‏ ماهر أبو صالح<br />

ملخص:‏<br />

2.<br />

3.<br />

تبحث هذه الدراسة يف موضوع الرتكيب البنائي لالأرسة يف الضفة الغربية باالستناد<br />

اإىل بيانات تعداد السكان لسنة 2007، وقد تناولت الدراسة متغريات عدة ذات ‏صلة بعنارص<br />

البحث،‏ وتوصل الباحث على اأثر ذلك اإىل النتائج االآتية:‏<br />

‏.‏‎1‎انخفض 1 متوسط حجم االأرسة يف الضفة الغربية من 6.1 اأفراد يف ‏سنة 1997 اإىل<br />

5.5 اأفراد يف ‏سنة 2007.<br />

2 اقرتب متوسط حجم االأرسة من املتوسط يف معظم حمافظات الضفة.‏<br />

3 ارتفع متوسط حجم االأرسة يف الريف قليالً‏ عن املتوسط يف كلٍ‏ من احلرض<br />

واملخيمات )5.7 اأفراد يف الريف،‏ مقابل 5.4 اأفراد يف احلرض،‏ و 5.5 اأفراد يف املخيمات(‏<br />

.<br />

‏.‏‎4‎‏شغلت 4 االأرس التي تتكون من 4- 6 اأفراد اأعلى نسبةٍ‏ من بني اأرس الضفة،‏ وكان ذلك<br />

بنسبة %41.7.<br />

‏.‏‎5‎كانت 5 االأرس النووية اأكرث اأنواع االأرس ‏شيوعاً‏ يف الضفة،‏ وذلك بنسبة % 81.7 من<br />

جمموع االأرس.‏<br />

‏.‏‎6‎‏شغل 6 اأرباب االأرس للمرحلتني االإعدادية )%25.4( واالبتدائية )21.1 %( اأعلى نسبٍ‏<br />

للحالة التعليمية الأرباب االأرس.‏<br />

‏.‏‎7‎انخفض 7 عدد ‏صغار السن يف االأرسة من 2.75 فرداً‏ اإىل 2.22 فرداً‏ يف ‏سنة<br />

.2007<br />

‏.‏‎8‎اأظهرت 8 الدراسة اأن %79.8 من اأرس الضفة ال يوجد فيها اأفرادٌ‏ ‏سنهم 60 ‏سنة<br />

فأكرث.‏<br />

‏.‏‎9‎اأوضحت 9 الدراسة اأن % 11 من اأرس الضفة ال يوجد فيها فردٌ‏ نشيطٌ‏ اقتصادياً،‏ واأن<br />

هذه االأرس تعتمد يف معيشتها على مصادر دخلٍ‏ بدون وجود اأفرادٍ‏ نشيطني اقتصادياٍ‏<br />

فيها.‏<br />

242


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

Abstract:<br />

This paper studies the compositional structure of the family in the West<br />

Bank depending of the population census data for the year 2007. This study<br />

has tackled a number of variants that form the elements of this research. The<br />

following results were concluded.<br />

1.<br />

2.<br />

3.<br />

4.<br />

5.<br />

6.<br />

7.<br />

8.<br />

9.<br />

The average family size has dropped from 6.1 members in 1997 to 5.5<br />

members in 2007.<br />

The average family size in the various governorates was very close to that<br />

of the West Bank.<br />

The average family size in the rural area was a bit higher than that in the<br />

cities or refugee camps (5.7 members in the rural area against 5.4 in the<br />

city and 5.5 in the refugee camps).<br />

Families that consist of 4-6 members formed the highest number among<br />

other families. It was 41.7%.<br />

Nuclear families were most common and formed 81.7% from the total<br />

number of family.<br />

At the educational level, parents of children in the two stages preparatory<br />

(25.4%) and elementary (21.1%) were the majority among other<br />

families.<br />

The average number of young members in each family dropped from 2.75<br />

to 2.22 in 2007.<br />

The study revealed that 79.8% of the families in West Bank have no<br />

members above 60 years of age.<br />

The study also revealed that 11% of the families have no economically<br />

active members, and these families depend on other income resources.<br />

243


التركيب البنائي لألسرة في الضفة الغربية:‏<br />

دراسة تليلية لبيانات تعداد السكان لسنة 2007<br />

د.‏ ماهر أبو صالح<br />

مقدمة:‏<br />

تشكل االأرسة اللبنة االأوىل يف بناء املجتمع االإنساين،‏ ولهذا يجب اأن حتظى يف<br />

املجتمعات االإنسانية كافة باهتمامٍ‏ كبريٍ‏ وعلى املستويات كافة،‏ ابتداءً‏ من رب االأرسة،‏<br />

ومروراً‏ باملوؤسسات املجتمعية كافة على اختالف اأنشطتها،‏ وانتهاءً‏ بأصحاب القرار النافذ<br />

يف تنمية املجتمع.‏<br />

ويعرف اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني االأرسة بأنها:‏ فرد اأو جمموعة اأفراد<br />

تربطهم اأو ال تربطهم ‏صلة قرابة،‏ ويقيمون يف مسكن واحد،‏ ويشرتكون يف املأكل اأو يف اأي<br />

وجهٍ‏ متعلقٍ‏ برتتيبات املعيشة.‏ ويصنف هذا اجلهاز االأرس يف فلسطني اإىل اأربعة اأنواع<br />

هي:‏<br />

‏.‏‎1‎اأرسةٌ‏ 1 من فرد واحد:‏ وهي االأرسة التي تتكون من ‏شخص واحد فقط.‏<br />

‏.‏‎2‎اأرسةٌ‏ 2 نووية ‏)االأرسة النواة(‏ : وهي االأرس املعيشية التي تتكون جميعها من نواةٍ‏<br />

اأرسيةٍ‏ واحدة،‏ وتتشكل من اأرسةٍ‏ موؤلفة من زوجني فقط،‏ اأو من زوجني مع ابن اأو ابنة ‏)بالدم<br />

فقط وليس بالتبني(‏ اأو اأكرث،‏ اأو اأب ‏)رب االأرسة(‏ لديه ابن اأو ابنة اأو اأكرث اأو اأم ‏)رب االأرسة(‏ ،<br />

لديها ابن اأو ابنة اأو اأكرث،‏ مع عدم وجود اأي ‏شخص من االأقرباء االآخرين اأو من غريهم.‏<br />

‏.‏‎3‎اأرسةٌ‏ 3 ممتدة:‏ وهي االأرسة املكونة من اأرسةٍ‏ نوويةٍ‏ اأو اأكرث مع وجود اأفرادٍ‏ اآخرين<br />

يعيشون معهم وتربطهم عالقة بتلك االأرسة.‏<br />

‏.‏‎4‎اأرسةٌ‏ 4 مركبة:‏ وهي االأرسة املكونة من اأرسةٍ‏ نوويةٍ‏ اأو اأكرث،‏ مع وجود فردٍ‏ اأو اأفراد<br />

يعيشون معها،‏ وال تربطهم عالقة قرابة بهذه االأرسة ‏)اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏<br />

،2009 ‏ص ‏ص -28 )29 .<br />

واالأرس الفلسطينية يف الضفة الغربية تتوزع على ثالثة اأنواعٍ‏ من التجمعات السكانية<br />

هي:‏ احلرض والريف واملخيمات،‏ وحتمل معرفة النسبة املئوية التي يشغلها كل نوعٍ‏ من<br />

هذه االأرس يف خمتلف اأنواع التجمعات السكانية دالالتٍ‏ ذات معانٍ‏ اقتصاديةٍ‏ واجتماعيةٍ‏<br />

ودميوغرافيةٍ‏ تستحق البحث والتحليل،‏ والشيء ذاته ميكن اأن يقال عن بقية عنارص الرتكيب<br />

البنائي لالأرسة التي تناولها الباحث يف هذه الدراسة وهي:‏ التوزيع النسبي لعدد اأفراد<br />

االأرسة حسب نوع التجمع،‏ واحلالة التعليمية لرب االأرسة،‏ ونسبة ‏صغار السن يف االأرسة،‏<br />

ونسبة االأفراد الذين ‏سنهم 60 ‏سنة فأكرث،‏ ونسبة النشيطني اقتصادياً‏ يف االأرسة.‏<br />

244


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

مشكلة الدراسة:‏<br />

تبني من خالل االطالع على الدراسات السابقة التي اأجريت على الرتكيب البنائي<br />

لالأرسة اأنها قليلة العدد بشكلٍ‏ عام،‏ واأن غالبيتها كانت ذات طابعٍ‏ اجتماعي،‏ ولهذا ميكن<br />

القول:‏ اإن هناك قصوراً‏ يف عدد الدراسات التي اأجريت عن االأرسة يف الضفة الغربية،‏ وهناك<br />

قصورٌ‏ اآخر يكمن يف غياب املضمون اجلغرايف لتلك الدراسات،‏ وبناءً‏ على ذلك فإن تناول<br />

حجم االأرسة واأنواعها بالدراسة والتحليل يعدُّ‏ حماولةً‏ متواضعةً‏ ولكنها جديةٌ‏ مللء بعض<br />

الفراغ الذي يكتنف هذا املوضوع.‏<br />

اإن ‏شح الدراسات التي اأجريت حول هذا املوضوع ميكن اأن يُتخذ كسببٍ‏ ملحٍ‏ الإجراء<br />

هذه الدراسة،‏ وتبعاً‏ لهذا كانت البيانات والتحاليل والنتائج املتعلقة مبوضوع البحث<br />

هي االأخرى ‏شحيحة،‏ ولوال البيانات التي تتوافر يف نرشات اجلهاز املركزي لالإحصاء<br />

الفلسطيني لباتت مسألة احلصول على معلوماتٍ‏ وبياناتٍ‏ تتعلق مبوضوع الدراسة غايةً‏<br />

يف الصعوبة،‏ مما يزيد من العبء على الباحثني يف توفري هذه املتطلبات البحثية،‏ وهذا<br />

بطبيعة احلال يحتاج اإىل جهدٍ‏ اأكرب ووقتٍ‏ اأطول وتكاليفَ‏ اأكرث.‏<br />

أهمية الدراسة:‏<br />

تأتي اأهمية هذه الدراسة من كونها تبحث يف موضوعٍ‏ يتوقف عليهِ‏ جانبٌ‏ كبريٌ‏<br />

يف تنمية املجتمع،‏ اأال وهو موضوع الرتكيب البنائي لالأرسة،‏ فالبحث يف حجم االأرسة<br />

ونسبة ‏صغار السن فيها ونسبة كبار السن وعدد النشيطني اقتصادياً،‏ له انعكاساتٌ‏<br />

مبارشةٌ‏ على متغرياتٍ‏ دميوغرافيةٍ‏ ذات ‏شأنٍ‏ كبريٍ‏ يف االأرسة كاحلالة االقتصادية لالأرسة<br />

واحلالة الصحية واحلالة التعليمية واحلالة االجتماعية،‏ وميكن اأن يضاف اإىل هذه االأهمية<br />

اأهمية اأخرى تتمثل يف توفري بياناتٍ‏ ومعلوماتٍ‏ ميكن اأن يُستفاد منها – وعلى مستوياتٍ‏<br />

متعددة-‏ يف رسم خطط التنميةِ‏ االجتماعيةِ‏ واالقتصاديةِ‏ وبالتايل ‏سيكون تنفيذها ذا<br />

موضوعيةٍ‏ اأكرث،‏ واأن النتائج املرتتبة على تنفيذ هذه اخلطط ‏ستكون واضحةً‏ بحيث ميكن<br />

مشاهدتها اأو الشعور بها.‏<br />

أهداف الدراسة:‏<br />

تهدف هذه الدراسة اإىل تناول ما يتوافر من بياناتٍ‏ حول الرتكيب البنائي لالأرسة يف<br />

الضفة الغربية ووضعها يف ‏شكل نسبٍ‏ مئويةٍ‏ ميكن معاجلتها بالتحليل والتعليل والتعليق،‏<br />

وسرتُ‏ بط هذه املعاجلة والتحليل تبعاً‏ لتنوع التجمعات السكانية يف الضفة الغربية،‏<br />

وسيستمر هذا حتى الوصول اإىل النتائج والتوصيات.‏<br />

245


التركيب البنائي لألسرة في الضفة الغربية:‏<br />

دراسة تليلية لبيانات تعداد السكان لسنة 2007<br />

د.‏ ماهر أبو صالح<br />

أسئلة الدراسة:‏<br />

تسعى هذه الدراسة اإىل االإجابة عن عددٍ‏ من التسوؤالت التي تتعلق مبوضوع الرتكيب<br />

البنائي لالأرسة يف الضفة الغربية،‏ وذلك باالستناد اإىل بيانات تعداد السكان ‏سنة 2007،<br />

وميكن اإجمال هذه التساوؤالت باالآتي:‏<br />

● ‏●ما متوسط حجم االأرسة يف حمافظات الضفة الغربية؟ وهل يوجد تفاوتٌ‏ يف<br />

متوسط حجم االأرسة بني املحافظات؟ وما حجم هذا التفاوت؟<br />

● ‏●هل يوجد اختالفاتٌ‏ يف حجم االأرسة تعود الختالف نوع التجمع؟<br />

● ‏●ما النمط الشائع لعدد اأفراد االأرسة يف الضفة؟<br />

● ‏●ما اأنواع االأرس يف الضفة الغربية؟ وما اأكرث االأنواع ‏شيوعاً؟<br />

● ‏●ما النسبة املئوية التي يشغلها اأرباب االأرس يف كل حالةٍ‏ من احلاالت التعليمية؟<br />

● ‏●ما العالقةٌ‏ بني حجم االأرسة،‏ وبني احلالة التعليمية لرب االأرسة؟<br />

● ‏●هل يوجد اختالفاتٌ‏ يف توزيع نسب ‏صغار السن يف االأرسة بسبب اختالف نوع<br />

التجمع؟<br />

‏●هل يوجد اختالفٌ‏ يف توزيع االأفراد الذين اأعمارهم 60 ‏سنةٍ‏ فأكرث بسبب اختالف<br />

نوع التجمع؟<br />

246<br />

●<br />

● ‏●كيف تتوزع االأرس بناءً‏ على عدد االأفراد النشيطني اقتصادياً‏ فيها؟<br />

الدراسات السابقة:‏<br />

اطَّ‏ لع الباحث على عددٍ‏ من االأبحاث والدراسات والنرشات والتقارير التي تطرقت اإىل<br />

موضوع االأرسة،‏ وخاصةً‏ يف االأراضي الفلسطينية،‏ وكان مما يسرتعي االنتباه يف هذا<br />

الشأن اأن الصبغة اجلغرافية مل تشغل اإال حيزاً‏ ‏ضيقاً‏ يف هذه الدراسات،‏ واأن معظمها كانت<br />

ذات طابع اجتماعي،‏ وحسب املواضيع التي تطرقت اإليها هذه الدراسات فيمكن القول:‏ اإن<br />

اإمكانية حدوث التقاءٍ‏ بني من يتناول هذه املواضيع من زاويةٍ‏ اجتماعية،‏ وبني من يتناولها<br />

من زاويةٍ‏ جغرافية اإمكانية واردة.‏<br />

وكان من بني الدراسات السابقة التي بحثت يف موضوع االأرسة دراسةٌ‏ ‏صادرةٌ‏ عن<br />

منظمة الصحة العاملية 1981 وهي بعنوان:‏ ‏»دراساتٌ‏ جديدةٌ‏ حول اأمناط ‏شكل االأرسة


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

وصحتها«‏ وقد تطرقت هذه الدراسة اإىل ‏شكل االأرسة وخصائصها االجتماعية،‏ وعالقة<br />

‏شكل االأرسة بوفيات االأطفال،‏ وعالقة عدد االأطفال املفقودين بحجم االأرسة،‏ حيث اأظهرت<br />

الدراسة اأنه يوجد ارتباط ‏سالب بني حجم االأرسة وعدد االأطفال املفقودين ‏)منظمة الصحة<br />

العاملية،‏ 1981، ‏ص‎110‎ وص‎199‎ وص‎497‎ وص‎499‎‏(‏ .<br />

وبينت دراسةٌ‏ لسهاونة 1983 بعنوان:‏ ‏»مبادئ الدميوغرافيا«‏ تأثري عدد النشيطني<br />

اقتصادياً‏ يف االأرسة يف حركة السكان وبنيتهم،‏ وبيَّنت اأن دخل الفرد والعائلة له عالقةٌ‏<br />

بالعديد من الصفات الدميوغرافية كاخلصوبة والوفيات والهجرة ‏)سهاونة،‏ 1983،<br />

‏ص‎154‎‏(‏ .<br />

ويف ‏سنة 1990 ‏صدرت عن امللتقى الفكري العربي نرشة بعنوان:‏ Population«<br />

،»and Labor Force in Gaza Strip وقد تضمنت هذه النرشة جدوالً‏ يوضح بيانات حجم<br />

االرسة بالنسبة لعدد الغرف يف املسكن حسب منط السكن يف قطاع غزة.‏<br />

ويف ‏سنة 1995 نرش 1995( )Rolf Stein دراسة بعنوان:‏ s“The Family, Its Hi<br />

Perspectives’ ، tory, Function, Trends and حيث تطرق املوؤلف اإىل تاريخ تكون<br />

االأرس،‏ ودورها يف ‏صقل ‏شخصية املجتمع.‏<br />

ونرص S.Nielsen( )Gorgen دراسة بعنوان:‏ “ R eMajor Social Problems as<br />

»sult of Change وبحثت هذه الدراسة يف موضوع االأرسة املتغرية يف الرشق االوسط.‏<br />

وصدر عن 1995( Obermeyer, )Carla Makhlouf دراسة بعنوان:‏ Family,“<br />

»Gender, and population in the Middle East ، وكان من بني املواضيع التي بحثت<br />

فيها موضوع اأنواع االأرس وتعريفها يف الرشق االوسط،‏ حيث اأظهرت اأن االأرسة النووية هي<br />

اأكرث اأنواع االأرس ‏شيوعاً‏ يف الرشق االأوسط،‏ وذلك بنسبة %83.6 من جمموع االأرس Carla(<br />

. )Makhlouf Obermeyer 1995, p. 150<br />

وصدرت دراسة للجوالين 1998 بعنوان:‏ ‏»دراسات حول االأرسة العربية«‏ بينت اأن<br />

اأهمية االأرسة يف املجتمع تأتي من كونها جمموعة حيوية تنتج االأطفال،‏ عالوةً‏ على<br />

اأنها تشكل وحدةً‏ اجتماعيةً‏ يف اإطار بيتٍ‏ واحد،‏ كما بحثت يف تطور اأشكال االأرسة وتغري<br />

وظائفها،‏ ومنط االأرسة وحجمها،‏ وكان من اأهم نتائج هذه الدراسة اأن منط االأرسة النواة<br />

متثل اأعلى نسبةٍ‏ من عينة الدراسة،‏ واأن االأرس التي اأفرادها 7 فأكرث ‏شغلت اأعلى نسبةٍ‏ بني<br />

االأرس السعودية ‏)اجلوالين،‏ 1998، ‏ص‎13‎ وص‎15‎ وص‎19‎ وص‎21‎ وص‎22‎ وص‎65‎‏(‏ .<br />

ونرش اأحمد 2000 دراسةً‏ بعنوان ‏»الرتكيب االأرسي يف الضفة الغربية وقطاع<br />

غزة«‏ وقد تبني منها اأن نسبة االأرس النووية يف الضفة الغربية-‏ بناءً‏ على بيانات املسح<br />

247


التركيب البنائي لألسرة في الضفة الغربية:‏<br />

دراسة تليلية لبيانات تعداد السكان لسنة 2007<br />

د.‏ ماهر أبو صالح<br />

الدميوغرايف الفلسطيني لسنة 1996- بلغت %72.2 من جمموع االأرس،‏ واأن االأرسة املركبة<br />

هي االأقل انتشاراً‏ )%0.2 من جمموع االأرس(‏ ، كما اأوضحت الدراسة اأن متوسط حجم االأرسة<br />

يف الضفة بلغ يف ‏سنة 6.9 1996 اأفراد،‏ مقابل 8 اأفراد يف قطاع غزة ‏)اأحمد،‏ 2000، ‏ص<br />

‏ص )97 -95 .<br />

وقام اأبو ‏صالح 2003 بإجراء دراسةٍ‏ جغرافيةٍ‏ للسكان يف حمافظة طولكرم بعنوان:‏<br />

‏»حمافظة طولكرم-‏ دراسةٌ‏ يف جغرافية السكان«‏ وقد تطرق فيها اإىل موضوع حجم االأرسة<br />

واأمناطها يف املحافظة،‏ واملستوى التعليمي الأرباب االأرس،‏ وكان من نتائج هذه الدراسة<br />

اأن االأرسة النووية هي النمط الشائع يف حمافظة طولكرم ‏)اأبوصالح،‏ 2003، ‏ص‎237‎<br />

وص‎139‎ وص 240 وص‎244‎‏(‏ .<br />

ويف دراسةٍ‏ قام بها كمال 2005، بعنوان:‏ ‏»االأرسة ومشاكل احلياة العائلية«،‏ بني<br />

الباحثُ‏ اأثر االأرسة يف االإبقاء على اجلنس البرشي،‏ واهتمام الدين االإسالمي بالأرسة،‏<br />

والنواحي النفسية لالأرسة ‏)كمال،‏ 2005، ‏ص‎7‎ وص‎11‎ وص‎59‎‏(‏ .<br />

وقام بدراسةٍ‏ حول هذا املوضوع القني 2006 وهي بعنوان:‏ ‏»اإدارة االأرسة«،‏ وقد اأشار<br />

فيها اإىل ‏رضورة العناية بالأرسة واالهتمام بها باعتبارها اأهم موؤسسةٍ‏ يف احلياة،‏ ودعم<br />

ذلك بآياتٍ‏ من القراآن الكرمي ‏)القني،‏ 2006، ‏ص‎11‎وص‎29‎ وص‎42‎‏(‏ .<br />

كما ‏صدرت دراسةٌ‏ لعبد العاطي واآخرين 2006 بعنوان:‏ ‏»االأرسة واملجتمع«‏ اأوضح<br />

فيها الباحثون التطور التاريخي للدراسات االأرسية،‏ ودور الزوج والزوجة يف استقرار<br />

االأرسة،‏ ومشكالت االأرسة وسياسة مواجهتها ‏)عبد العاطي واآخرون،‏ 2006، ‏ص‎3‎ وص‎56‎<br />

وص‎325‎‏(‏ .<br />

ونرش املجلس االقتصادي الفلسطيني للتنمية واالأعمار ‏–بكدار-‏ يف ‏سنة 2008<br />

تقريراً‏ بعنوان ‏»الفقر يف االأراضي الفلسطينية«،‏ وقد تعرض التقرير يف اأحد مواضيعه<br />

اإىل عالقة الفقر بحجم االأرسة،‏ وذكر اأن هناك عالقةً‏ واضحةً‏ بني ازدياد عدد االأفراد يف<br />

االأرسة الواحدة وبني ارتفاع معدالت الفقر يف االأراضي الفلسطينية ‏)املجلس االقتصادي<br />

الفلسطيني للتنمية واالأعمار ‏–بكدار-‏ 2008، ‏ص‎9‎‏(‏ .<br />

واطَّ‏ لع الباحث اأيضاً‏ على دراسةٍ‏ لعثمان 2009 بعنوان:‏ ‏»االستقرار االأرسي واأثره<br />

على الفرد واملجتمع«‏ وقد بني الباحثُ‏ يف هذه الدراسة تعريف االأرسة واملشكالت التي<br />

تواجهها،‏ واأوضح املقصود من بناء االأرسة واملشكالت السلوكية عند االأطفال،‏ واالأرسة<br />

واملشكالت االجتماعية ‏)عثمان،‏ 2009، ‏ص‎15‎ وص‎17‎‏(‏ .<br />

248


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

منهج الدراسة:‏<br />

اقتضت حاجة اإعداد هذه الدراسة اإىل اتباع املنهج التحليلي واملنهج املقارن،‏ فاملنهج<br />

التحليلي جاء من احلاجة اإىل حتليل بيانات اجلداول االإحصائية ذات الصلة مبوضوعات<br />

الدراسة،‏ التي اأعدها اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏ وجاءت احلاجة اإىل املنهج<br />

املقارن من تطرق الدراسة يف كثريٍ‏ من جمرياتها اإىل مقارنة خصائص مواضيع الدراسة<br />

بني جتمع ‏سكاين واآخر،‏ اأو مقارنة النتائج التي توصلت اإليها هذه الدراسة مع نتائج<br />

دراسات اأخرى.‏<br />

التوزيع النسيب لألسر يف حمافظات الضفة الغربية:‏<br />

بلغ عدد االأرس يف حمافظات الضفة الغربية حسب بيانات تعداد السكان لسنة 2007<br />

414634 اأرسة،‏ وبلغ عدد السكان فيها 2281714 نسمة،‏ كما هو مبني يف اجلدول )1(<br />

والشكل )1( .<br />

الجدول )1(<br />

عدد األسر وعدد السكان في محافظات الضفة الغربية حسب نوع التجمع لسنة 2007<br />

%<br />

%<br />

املحافظة<br />

عدد االأرس<br />

خميمات<br />

ريف<br />

حرض<br />

املجموع<br />

عدد السكان<br />

خميمات<br />

ريف<br />

حرض<br />

املجموع<br />

11<br />

251807<br />

10176<br />

93287<br />

148344<br />

11.2<br />

46548<br />

2001<br />

17040<br />

27507<br />

جنني<br />

2.1<br />

48164<br />

5474<br />

10590<br />

32100<br />

2.1<br />

8628<br />

1004<br />

1850<br />

5774<br />

طوباس<br />

6.9<br />

156792<br />

16990<br />

34422<br />

105380<br />

7.2<br />

29711<br />

3154<br />

6456<br />

20101<br />

طولكرم<br />

13.8<br />

315956<br />

30356<br />

111197<br />

174403<br />

14.2<br />

58759<br />

5556<br />

19490<br />

33713<br />

نابلس<br />

3.9<br />

88574<br />

-<br />

34609<br />

53965<br />

3.9<br />

16005<br />

-<br />

6086<br />

9919<br />

قلقيلية<br />

249


التركيب البنائي لألسرة في الضفة الغربية:‏<br />

دراسة تليلية لبيانات تعداد السكان لسنة 2007<br />

د.‏ ماهر أبو صالح<br />

%<br />

%<br />

املحافظة<br />

عدد االأرس<br />

خميمات<br />

ريف<br />

حرض<br />

املجموع<br />

عدد السكان<br />

خميمات<br />

ريف<br />

حرض<br />

املجموع<br />

2.6<br />

58800<br />

-<br />

37466<br />

21334<br />

2.6<br />

10959<br />

-<br />

6814<br />

4145<br />

‏سلفيت<br />

11.5<br />

262941<br />

15276<br />

111259<br />

136406<br />

12<br />

49676<br />

2744<br />

19750<br />

27182<br />

رام اهلل والبرية<br />

1.8<br />

40403<br />

9868<br />

9086<br />

21449<br />

1.8<br />

7273<br />

1801<br />

1475<br />

3997<br />

اأريحا واالأغوار<br />

15.3<br />

350051<br />

7962<br />

36698<br />

305391<br />

16.3<br />

67903<br />

1465<br />

6511<br />

59927<br />

القدس<br />

7.5<br />

169966<br />

12439<br />

47693<br />

109834<br />

7.6<br />

31516<br />

2411<br />

8466<br />

20639<br />

بيت حلم<br />

23.6<br />

538260<br />

14121<br />

64842<br />

459297<br />

21.1<br />

87656<br />

2327<br />

9821<br />

75508<br />

اخلليل<br />

100<br />

2281714<br />

122662<br />

591149<br />

1567903<br />

100<br />

414634<br />

22463<br />

103759<br />

288412<br />

املجموع<br />

المصدر:‏ الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني،‏ )2009(. النتائج النهائية للتعداد-‏ تقرير السكان-‏<br />

الضفة الغربية،‏ جدول 1، ص‎61‎‏.‏<br />

المصدر:‏ بيانات الجدول )1(<br />

250


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

تظهر بيانات اجلدول )1( اأن اأكرب عددٍ‏ لالأرس يف حمافظات الضفة الغربية كان يف<br />

حمافظة اخلليل،‏ وذلك بنسبة %21.1 من جمموع اأرس الضفة،‏ وفيها اأيضاً‏ اأكرب عددٍ‏ من<br />

السكان،‏ وذلك بنسبة %23.6، ثم تأتي حمافظة القدس باملرتبة الثانية،‏ وفيها ما نسبته<br />

%16.3 من االأرس،‏ ونحو %15.3 من جمموع السكان.‏ واأما اأقل املحافظات يف عدد االأرس<br />

والسكان فكانت حمافظة اأريحا واالأغوار،‏ وقد ‏ضمت %1.8 من االأرس،‏ والنسبة نفسها من<br />

عدد السكان.‏ وهذا االنخفاض يف عدد االأرس والسكان يف هذه املحافظة يعود اإىل الظروف<br />

املناخية،‏ وخاصةً‏ ارتفاع درجات احلرارة خالل ‏شهور الصيف،‏ اإضافةً‏ اإىل ‏سيطرة ‏سلطات<br />

االحتالل الصهيوين على مساحاتٍ‏ واسعةٍ‏ من االأغوار،‏ واإغالق كثري من االأراضي والطرق،‏<br />

ومنع دخول السكان من خارج املحافظة،‏ وغريها من احلواجز والعراقيل االأرسائيلية.‏<br />

متوسط حجم األسرة يف الضفة الغربية حسب نوع التجمع:‏<br />

تظهر بيانات اجلدول )2( اأن متوسط حجم االأرسة يف الضفة الغربية بلغ 5.5 اأفراد يف<br />

‏سنة 2007، وبهذا يكون قد طراأ انخفاضٌ‏ على هذا املتوسط بالنسبة ملا كان عليه يف ‏سنة<br />

1997، والبالغ 6.1 اأفراد ‏)اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏ 0 2009 ‏ص‎57‎‏(‏ . ومما<br />

ال ‏شك فيه اأن هناك بعض االأسباب التي دفعت باجتاه انخفاض حجم االأرسة يف الضفة<br />

الغربية يف ‏سنة 2007 عمَّا كان عليه ‏سنة 1997، ولعل اأبرز هذه االأسباب ارتفاع نسبة<br />

البطالة من %10.2 يف الضفة الغربية يف ‏سنة 1997 اإىل %17.7 يف ‏سنة 2007، وارتفاع<br />

االإنفاق الشهري لالأرسة يف الضفة الغربية والذي بلغ 707.7 دنانري اأردنية،‏ وكانت نسبة<br />

االإنفاق على الطعام %35.4 ‏)اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏ 2008، ‏ص‎13‎ و‎26‎‏(.‏<br />

ومن الناحية الدميوغرافية فإنه ينطوي حتت هذا االنخفاض مدلولٌ‏ دميوغرايف اأو<br />

اأكرث،‏ فإما اأنه يتمثل يف انخفاض معدل املواليد،‏ اأو يف ارتفاع معدالت الهجرة،‏ اأو ارتفاع<br />

نسبة االأرس التي تتكون من ‏شخصٍ‏ واحد،‏ اأو ارتفاع نسبة االأرس النووية،‏ وعلى ما يبدو<br />

فإن عامل انخفاض معدل املواليد وعامل ارتفاع نسبة االأرس التي تتكون من ‏شخصٍ‏ واحد<br />

واالأرس النووية كانت وراء انخفاض متوسط حجم االأرسة بني ‏سنتي 1997 و‎2007‎ ، فقد<br />

انخفضت نسبة ‏صغار السن من %45.1 يف ‏سنة 1997 اإىل %40.3 يف ‏سنة 2007، كما<br />

ارتفعت نسبة االأرس النووية من %74 يف ‏سنة 1997 اإىل %81.8 يف ‏سنة 2007 ‏)اجلهاز<br />

املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏ 2009، ‏ص‎57‎‏(‏ .<br />

وتوضح بيانات اجلدول )2( اأن اأعلى متوسط حجم اأرسة يف الضفة كان لدى ‏سكان<br />

الريف،‏ وذلك بواقع 5.7 اأفراد،‏ وكان من االأسباب التي ‏ساهمت يف هذا االرتفاع ارتفاع نسبة<br />

‏صغار السن يف الريف )%41.2( مقابل )%39.9( يف احلرض و )%41.5( يف املخيمات،‏<br />

251


التركيب البنائي لألسرة في الضفة الغربية:‏<br />

دراسة تليلية لبيانات تعداد السكان لسنة 2007<br />

د.‏ ماهر أبو صالح<br />

‏)اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏ 2007، ‏ص‎65‎‏(‏ ، وقد اأكد على ارتفاع متوسط<br />

حجم االأرسة يف الريف ارتفاع نسبة االأرس التي يرتاوح عدد اأفرادها بني 7- 9 اأفراد،‏ حيث<br />

ارتفعت نسبة هذه االأرس يف الريف اإىل %29.3 من جمموع االأرس،‏ وباملقابل كانت نسبتها<br />

%26.2 يف احلرض و %28.4 يف املخيمات ‏)اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏ 2007،<br />

‏ص‎85‎‏(‏ .<br />

وقد ‏سجل الريف يف حمافظتيْ‏ اخلليل واأريحا واالأغوار اأعلى متوسط حجم اأرسة<br />

يف الريف يف الضفة،‏ وذلك مبتوسط 6.6 اأفراد يف اخلليل و 6.2 اأفراد يف اأريحا واالأغوار<br />

‏)اجلدول )2( والشكل )2( ، وغالباً‏ ما يعود هذا االرتفاع يف اخلليل اإىل تعدد الزوجات فيها،‏<br />

وبالتايل ارتفاع عدد االأطفال املنجبني،‏ واأما ‏سبب االرتفاع يف اأريحا واالأغوار فيعود اإىل<br />

‏شهرة املنطقة يف الزراعة املروية،‏ وبالتايل احلاجة اإىل مزيدٍ‏ من االأبناء للمساعدة يف<br />

االأعمال الزراعية.‏<br />

الجدول )2(<br />

متوسط حجم األسرة في محافظات الضفة الغربية حسب نوع التجمع لسنة 2007<br />

املحافظة<br />

جنني<br />

طوباس<br />

طولكرم<br />

نابلس<br />

قلقيلية<br />

‏سلفيت<br />

رام اهلل والبرية<br />

اأريحا واالأغوار<br />

القدس<br />

بيت حلم<br />

اخلليل<br />

املجموع<br />

متوسط حجم االأرسة ‏)فرد(‏<br />

حرض ريف خميمات<br />

متوسط املحافظة<br />

5.4<br />

5.6<br />

5.3<br />

5.4<br />

5.5<br />

5.4<br />

5.3<br />

5.6<br />

5.2<br />

5.4<br />

6.2<br />

5.5<br />

5.1 5.5 5.4<br />

5.5 5.7 5.6<br />

5.4 5.3 5.2<br />

5.5 5.7 5.2<br />

- 5.7 5.4<br />

- 5.5 5.2<br />

5.6 5.6 5<br />

5.5 6.2 5.4<br />

5.4 5.6 5.1<br />

5.2 5.6 5.3<br />

6.1 6.6 6.1<br />

5.5 5.7 5.4<br />

المصدر:‏ الجهاز المركزي لالحصاء الفلسطيني،‏ )2009( . النتائج النهائية للتعداد-‏ تقرير السكان-‏<br />

الضفة الغربية،‏ جدول 1، ص‎61‎ .<br />

252


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

وباملقابل انخفض متوسط حجم االأرسة يف احلرض عن املتوسط العام يف الضفة،‏<br />

ولكن بنسبةٍ‏ قليلة فبلغ 5.4 اأفراد،‏ وهنا ال بد من توضيح اأمرٍ‏ يتعلق بتصنيف التجمعات<br />

احلرضية يف الضفة الغربية،‏ فحسب تعريف اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني للتجمعات<br />

حلرضية،‏ فإن كثرياً‏ من التجمعات املعروفة لدى كثريٍ‏ من الناس على اأنها جتمعاتٌ‏ ريفية<br />

اأصبحت تصنف على اأنها جتمعاتٌ‏ حرضية،‏ وبهذا مل تعد التجمعات الريفية تشكل ثلثي<br />

املجتمع الفلسطيني كما كان من قبل،‏ وهكذا انعكست الصورة واأصبحت نسبة احلرض تشكل<br />

%68.7 من جمموع ‏سكان الضفة الغربية ‏)اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏ 2009.<br />

‏ص‎61‎‏(‏ ، والقصد من هذا كله،‏ اأن كثرياً‏ من ‏سكان التجمعات احلرضية هم ريفيون يف<br />

عاداتهم وتقاليدهم وسلوكهم االإجنابي املعروف بارتفاع معدالت اخلصوبة،‏ وهذا ما يفرس<br />

عدم االنخفاض الكبري يف متوسط حجم االأرسة يف احلرض عن املتوسط يف الضفة،‏ اأو بني<br />

الريف واحلرض،‏ واأما هذه النسبة القليلة يف االنخفاض فهي عائدةٌ‏ اإىل طبيعة احلياة يف<br />

املدن التي تفرض ‏–بخصائصها االجتماعية واالقتصادية-‏ اأن تكون االأرسة فيها اأصغر<br />

من غريها يف التجمعات االخرى.‏<br />

واأما فيما يتعلق بحجم االأرسة يف املحافظات،‏ فلم يزد املتوسط فيها عن املتوسط<br />

يف الضفة اإال يف ثالث حمافظاتٍ‏ هي:‏ طوباس )5.6 اأفراد(‏ واأريحا واالأغوار )5.6 اأفراد(‏<br />

واخلليل )6.2 اأفراد(‏ ، ويعزى ارتفاع املتوسط يف حمافظة اخلليل اإىل تعدد الزوجات<br />

وارتفاع معدالت املواليد.‏<br />

وفيما يخص املخيمات،‏ فقد متاشى متوسط حجم االأرسة فيها والبالغ 5.5 اأفراد مع<br />

متوسط الضفة،‏ وبالرغم من ارتفاع نسبة ‏صغار السن فيها عن املتوسط يف الضفة )%41.5<br />

من جمموع السكان يف املخيمات،‏ مقابل %40.3 يف الضفة(‏ ‏)اجلهاز املركزي لالإحصاء<br />

253<br />

المصدر:‏ بيانات الجدول )2(


التركيب البنائي لألسرة في الضفة الغربية:‏<br />

دراسة تليلية لبيانات تعداد السكان لسنة 2007<br />

د.‏ ماهر أبو صالح<br />

الفلسطيني،‏ 2009. ‏ص‎82‎‏(‏ ، فإن هذا االرتفاع يعود-‏ على االأغلب-‏ اإىل ‏ضيق املساكن يف<br />

املخيمات،‏ ونظام البناء متعدد الطوابق يف مساحة ‏ضيقة من االأرض ال تساعد على كرب<br />

حجم االأرسة.‏<br />

التوزيع النسيب لعدد أفراد األسرة:‏<br />

تضم بيانات اجلدول )3( والشكل )3( التوزيع النسبي لعدد اأفراد االأرسة بحسب نوع<br />

التجمع يف الضفة الغربية،‏ حيث توضح هذه البيانات اأن االأرس التي تتكون من 4- 6 اأفراد<br />

‏شغلت اأعلى نسبةٍ‏ من بني فئات حجم االأرس يف الضفة،‏ وكان ذلك بواقع %41.7 من جمموع<br />

االأرس،‏ ويف هذه الفئة يقع الوسط احلسابي حلجم االأرسة والبالغ ‎5.5‎اأفراد كما اأسلفنا،‏<br />

ومبعنى اآخر فإن هذه الفئة العددية يقع فيها ويدور حولها معظم االأرس.‏<br />

الجدول )3(<br />

التوزيع النسبي لألسر حسب فئات حجم األسرة ونوع التجمع في الضفة الغربية لسنة 2007<br />

حجم االأرسة ‏)فرد(‏<br />

حرض % ريف % خميمات %<br />

الضفة الغربية %<br />

24.6<br />

41.7<br />

27.1<br />

25.6<br />

39.9<br />

28.4<br />

23.7<br />

38.9<br />

29.3<br />

24.8<br />

42.9<br />

26.2<br />

3 -1<br />

6 -4<br />

9 -7<br />

10 فأكرث<br />

املجموع<br />

6.6<br />

100<br />

6.1<br />

100<br />

8.1<br />

100<br />

6.1<br />

100<br />

المصدر:‏ الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني،‏ )2009( . النتائج النهائية للتعداد-‏ تقرير السكان-‏<br />

الضفة الغربية،‏ جدول‎7‎‏،‏ ص‎85‎‏.‏<br />

المصدر:‏ بيانات الجدول )3(<br />

254


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

وجاءت االأرس التي تتكون من 7- 9 اأفراد يف الرتتيب الثاين،‏ وذلك بنسبة %27.1 من<br />

جمموع اأرس الضفة،‏ وهذه النسبة قريبةٌ‏ من نسبة االأرس التي تتكون من 1- 3 اأفراد،‏ وهي<br />

تشري اإىل اأن هناك نسبةً‏ من االأرس التي ترتفع عندها معدالت اخلصوبة،‏ مما رفع من عدد<br />

اأفرادها،‏ وهذه االأرس يقابلها اأرسٌ‏ اأخرى اإما اأنها ال حتبذ زيادة االإجناب،‏ اأو اأنها ما زالت<br />

اأرساً‏ ‏شابةً‏ يف بداية حياتها االإجنابية.‏<br />

واأما االأرس كبرية احلجم )10 اأفراد فأكرث(‏ ، فكانت نسبتها قليلة )%6.6( قياساً‏ بالنسب<br />

االأخرى،‏ وما واقع هذه النسبة،‏ وما ‏سبقها من نسبٍ‏ اأخرى حلجم االأرس اإال انعكاس لرغبة<br />

كثري من اأرباب االأرس يف تكوين اأرسٍ‏ اإما متوسطة احلجم اأو ‏صغرية احلجم،‏ وعلى االأغلب<br />

اأن الدافع وراء ذلك هو ارتفاع التكاليف احلياتية مبختلف متطلباتها،‏ ولكن الالفت للنظر<br />

اأن الريف كان فيه اأعلى نسبةٍ‏ لالأرس كبرية احلجم،‏ وبفارقٍ‏ ملحوظ عن احلرض واملخيمات،‏<br />

)%8.1 للريف،‏ مقابل %6.1 لكلٍ‏ من احلرض واملخيمات(‏ ، ولوال التصنيف احلديث للتجمعات<br />

الريفية واحلرضية الرتفعت النسبة يف الريف اأكرث من ذلك على حساب النسبة يف احلرض،‏<br />

وعلى كل حال فالنسبة يف الريف تتماشى مع احلياة االقتصادية الزراعية التي حتتاج اإىل<br />

عددٍ‏ اأكرب من اأفراد االأرسة،‏ اإضافةً‏ اإىل اختالف الثقافة االإجنابية يف الريف عن مثيلتها يف<br />

احلرض واملخيمات.‏<br />

وتظهر بيانات اجلدول )3( اأن الفروق يف نسب االأرس ‏صغرية احلجم )1- 3 اأفراد(‏<br />

بني احلرض والريف واملخيمات هي فروقٌ‏ قليلةٌ‏ )%24.8 و %23.7 و %25.6 على التوايل(‏<br />

، وهذا التقارب يف هذه النسب يعرب اإىل حدٍ‏ ما عن تشابه خمتلف العوامل املوؤثرة يف حجم<br />

االأرسة يف اأنواع التجمعات السكانية الثالثة.‏<br />

التوزيع النسيب لنوع األسرة يف الضفة الغربية:‏<br />

تظهر بيانات اجلدول )4( والشكل )4( اأن هناك فروقاتٍ‏ كبرية يف نسب نوع االأرسة<br />

يف الضفة الغربية،‏ وقد احتلت االأرسة النووية اأعلى نسبةٍ‏ فيها،‏ وكان ذلك بواقع %81.8 من<br />

جمموع االأرس،‏ وهذه النسبة املرتفعة تعرب عن رغبة نسبةٍ‏ كبريةٍ‏ من السكان يف االستقالل<br />

بأرسٍ‏ ال يشاركهم فيها اأحد،‏ فالأرسة النووية تعني يف جمملها الزوجني واأبناءهم بالدم<br />

فقط،‏ وما خالف ذلك يصبح تقبله ‏صعباً‏ من قبل رب االأرسة.‏<br />

255


التركيب البنائي لألسرة في الضفة الغربية:‏<br />

دراسة تليلية لبيانات تعداد السكان لسنة 2007<br />

د.‏ ماهر أبو صالح<br />

الجدول )4(<br />

نوع التجمع<br />

حرض<br />

ريف<br />

خميمات<br />

الضفة الغربية<br />

نوع األسرة بحسب نوع التجمع في الضفة الغربية لسنة 2007<br />

نوع االأرسة<br />

اأرسة من ‏شخصٍ‏ واحد اأرسةٌ‏ نووية اأرسةٌ‏ ممتدة اأرسةٌ‏ مركبة غري مبني<br />

املجموع<br />

100<br />

100<br />

100<br />

100<br />

1.9 0.2 11.8 82<br />

4.1<br />

0.9 0.2 13.6 81.3<br />

4<br />

0.8 0.2 11.6 82.2<br />

5.2<br />

1.6 0.2 12.2 81.8<br />

4.1<br />

المصدر:‏ الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني،‏ )2009( . النتائج النهائية للتعداد-‏ تقرير السكان-‏<br />

الضفة الغربية،‏ جدول 7، ص‎85‎‏.‏<br />

ومن جهة اأخرى تتحمل كلٌ‏ من االأرسة املمتدة واالأرسة املركبة وجود اأفرادٍ‏ اآخرين<br />

مع اأفراد االأرسة النووية،‏ ويف هذه احلالة فإن هوؤالء االأفراد ‏سيبقون يشكلون ‏رشكاء يف<br />

االأرسة حتى لو كان بعضهم من االأقارب،‏ وهذا يتعارض مع الطبيعة االإنسانية التي ترغب<br />

يف االستقالل،‏ ولهذا جند نسبة االأرس املمتدة قد انخفضت اإىل %12.2، واالأصعب منها هو<br />

تركيب االأرسة املركبة التي تضم اأفراداً‏ ال تربطهم عالقة قرابةٍ‏ مع اأفراد االأرسة النووية،‏<br />

وهذا ما اأدى اإىل خفض نسبة هذه االأرس اإىل %0.2 من جمموع االأرس،‏ ويف كل اأنواع<br />

التجمعات،‏ وكأن لسان حال هذه التجمعات يقول:‏ اإننا متفقون على اأن ال يعيش بيننا اأفرادٌ‏<br />

ال تربطنا بهم ‏صلة قرابةٍ‏ ، وهذا بطبيعة احلال انعكاسٌ‏ لعقيدة املجتمع الفلسطيني وعاداته<br />

ومفاهيمه.‏<br />

256<br />

المصدر:‏ بيانات الجدول )4(


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

احلالة التعليمية ألرباب األسر يف الضفة الغربية:‏<br />

من املعروف لدى الدميوغرافيني اأن احلالة التعليمية لرب االأرسة توؤثر يف معدالت<br />

اخلصوبة بشكلٍ‏ عام،‏ فعادةً‏ ما تنخفض معدالت اخلصوبة كلما زاد املستوى التعليمي لرب<br />

االأرسة ولزوجته اأيضاً،‏ وبخاصةً‏ اأن االستمرار يف طلب العلم يوؤخر العمر عند الزواج االأول،‏<br />

واأن التعليم لدى الزوج اأو الزوجني ينمي لديهما ‏سلوكاً‏ اإجنابياً‏ تكون املحصلة النهائية<br />

له تخفيض عدد االأبناء املنجبني،‏ وبالتايل يرتتب على ذلك انخفاض حجم االأرسة،‏ وهذا<br />

ما اأكدته بعض الدراسات السابقة،‏ ففي دراسةٍ‏ عن حمافظة طولكرم تبني اأن اأعلى متوسط<br />

عمر عند الزواج االأول لدى الذكور كان عند الذين مستواهم التعليمي جامعة فأعلى،‏ واأن<br />

اأقل متوسط ‏سواء عند الذكور اأم عند االإناث كان عند االأميني منهم ‏)اأبوصالح،‏ 2003،<br />

‏ص‎231‎‏(.‏<br />

وتظهر بيانات اجلدول )5( والشكل )5( اأن حوايل ربع اأرباب االأرس يف الضفة الغربية<br />

)%25.4( هم يف مستوى املرحلة االإعدادية من حتصيلهم العلمي،‏ وهم بهذه النسبة يشغلون<br />

اأعلى نسبة من بني جمموع اأرباب االأرس ملختلف احلاالت التعليمية،‏ يليهم اأرباب االأرس ذوو<br />

املستوى التعليمي للمرحلة االبتدائية،‏ وذلك بنسبة %21.1 من جمموع اأرباب االأرس،‏ واأما<br />

اأقل نسبة اأرس حسب احلالة التعليمية لرب االأرسة،‏ فكانت للذين مستواهم التعليمي دبلوم<br />

عالٍ‏ )%0.3( يليهم الدكتوراه )%0.5( من جمموع اأرباب االأرس يف الضفة.‏<br />

الجدول )5(<br />

التوزيع النسبي لحجم األسرة في الضفة الغربية حسب الحالة التعليمية لرب األسرة لسنة 2007<br />

احلالة التعليمية لرب االأرسة<br />

اأمي<br />

ملم<br />

اإبتدائي<br />

اإعدادي<br />

ثانوي<br />

دبلوم متوسط<br />

بكالوريوس<br />

دبلوم عايل<br />

ماجستري<br />

دكتوراه<br />

غري مبني<br />

10 اأفراد فاأكرث %<br />

6<br />

10<br />

8.7<br />

5.8<br />

5.3<br />

6.9<br />

4<br />

4.3<br />

2.9<br />

2.5<br />

4.1<br />

9 -7 اأفراد %<br />

12.8<br />

27.7<br />

32.1<br />

28<br />

27.8<br />

33.9<br />

23<br />

26.4<br />

52.3<br />

22.1<br />

17.9<br />

257<br />

6 -4 اأفراد %<br />

23.2<br />

35.2<br />

40.1<br />

45.8<br />

46.3<br />

41.8<br />

47.7<br />

48.1<br />

53.3<br />

55<br />

42.9<br />

3 -1 اأفراد %<br />

58<br />

27.1<br />

19.1<br />

20.4<br />

20.6<br />

17.4<br />

25.3<br />

21.2<br />

21.5<br />

20.4<br />

35.1<br />

النسبة من ارس الضفة %<br />

8<br />

10.9<br />

21.1<br />

25.4<br />

13.9<br />

6.7<br />

9.1<br />

0.3<br />

1.4<br />

0.5<br />

2.8<br />

المصدر:‏ الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني،‏ )2009( . النتائج النهائية للتعداد-‏ تقرير السكان-‏<br />

الضفة الغربية،‏ جدول 8، ص‎89‎‏.‏


التركيب البنائي لألسرة في الضفة الغربية:‏<br />

دراسة تليلية لبيانات تعداد السكان لسنة 2007<br />

د.‏ ماهر أبو صالح<br />

كما يالحظ من بيانات اجلدول )5( اأن االأرس متوسطة احلجم )4- 6 اأفراد(‏ - وهي<br />

الفئة التي يقع فيها متوسط حجم االأرسة يف الضفة-‏ قد استحوذت على اأعلى نسب اأرباب<br />

اأرس يف خمتلف احلاالت التعليمية،‏ وتأتي فئة حجم االأرسة 7- 9 اأفراد يف الرتتيب الثاين<br />

يف ‏شغل اأعلى نسب اأرباب اأرس يف خمتلف احلاالت التعليمية،‏ واستكماالً‏ لهذا املوضوع،‏<br />

فإنه يف قراءةٍ‏ اأخرى لبيانات اجلدول )5( ، يتضح اأن حجم تأثري احلالة التعليمية لرب<br />

االأرسة على حجم االأرسة فيه قليل من احلقائق املغايرة للتوقعات،‏ فعلى ‏سبيل املثال:‏<br />

من املتوقع عادةً‏ يف مثل هذا املوضوع اأن ترتفع نسبة اأرباب االأرس االأميني يف االأرس<br />

كبرية احلجم،‏ اإال اأن الواقع غري ذلك،‏ فقد ارتفعت نسبة اأرباب االأرس االأميني لتبلغ %58<br />

من جمموعهم عند فئة حجم االأرسة ‏صغرية احلجم )1- 3 اأفراد(‏ ، بالقابل انخفضت نسبة<br />

اأرباب اأرس االأميني اإىل %8 من جمموعهم لدى االأرس كبرية احلجم )10 اأفراد فأكرث(‏ ، وهذه<br />

حقيقةٌ‏ مغايرةٌ‏ للتوقعات كما ذكر،‏ ولعل من املهم جداً‏ يف هذه احلالة معرفة السبب يف ذلك،‏<br />

فعلى االأغلب اأن عدم حصول هوؤالء االأميني على موؤهلٍ‏ علميٍ‏ - اأو حتى وصولهم اىل مستوى<br />

تعليمي يكون اأفضل من االأمية-‏ ‏ضيَّق عليهم فرص اختيار اأنشطةٍ‏ اقتصاديةٍ‏ ذات دخلٍ‏<br />

اأفضل من فرص العمل املتاحة لالأميني،‏ وبالتايل ‏شكل انخفاض الدخل دافعاً‏ خلفض عدد<br />

اأفراد االأرس,‏ وهناك ‏سبب اآخر وهو اأن اأرباب االأرس االأميني يتزوجون من نساء متعلمات،‏<br />

وهوؤالء لهن اأثرٌ‏ يف اإجناب عدد اأقل من االأطفال،‏ خاصة اإذا كن يعملن يف وظائف خمتلفة.‏<br />

وبالرغم من وجود هذه النسبة من االأميني بني اأرباب االأرس،‏ فإن هذا ال يحول دون<br />

التأكيد من خالل بيانات اجلدول )5( والشكل )5( اأن السكان يف الضفة الغربية يحبذون<br />

احلصول على التعليم،‏ واأن االأمية هي اآخر خيارٍ‏ لهم،‏ فما يزيد عن ربع اأرباب االأرس )%25.1(<br />

هم من مستوى املرحلة االإعدادية،‏ وما يزيد عن اخلمس )%21.1( من مستوى املرحلة<br />

االبتدائية،‏ وما يقرب من %14 يف املرحلة الثانوية،‏ كما اأن هناك نسبة ال بأس بها من<br />

مستوى املرحلة اجلامعية،‏ ويعدُ‏ الشعب الفلسطيني اأن التعليم هو طريق خالص له خاصة<br />

منذ حدوث النكبة عام 1948.<br />

258<br />

المصدر:‏ بيانات الجدول )5(


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

واأما يف اجلانب االآخر من اجلدول )5( والشكل )5( فيالحظ اأن نسبة اأرباب االأرس<br />

ويف كل احلاالت التعليمية-‏ باستثناء االأمية-‏ تنخفض عند االأرس ‏صغرية احلجم )1- 3<br />

اأفراد(‏ ، وعند االأرس كبرية احلجم )10 اأفراد فأكرث(‏ ، واإن كان االنخفاض عند االأرس كبرية<br />

احلجم بنسبةٍ‏ اأكرب،‏ فعلى ما يبدو من البيانات املتعلقة بهاتني الفئتني وخاصةً‏ ما يتعلق<br />

بفئة االأرس كبرية احلجم اأن معظم اأرباب االأرس يف الضفة مييلون اإىل تكوين اأرسٍ‏ متوسطة<br />

احلجم.‏<br />

التوزيع النسيب لألسر حسب عدد صغار السن يف األسرة:‏<br />

تعدُّ‏ معرفة عدد ‏صغار السن ‏)اأقل من 15 ‏سنة(‏ يف االأرسة على درجةٍ‏ عاليةٍ‏ من<br />

االأهمية،‏ وتتمثل هذه االأهمية يف اأن نسبة ‏صغار السن تشكل عبئاً‏ اقتصادياً‏ على رب<br />

االأرسة،‏ وبالتايل كلما زادت نسبة هوؤالء الصغار،‏ كلما زاد عبء االإعالة على رب االأرسة على<br />

املدى القصري على اأقل تقدير،‏ على اعتبار اأن هوؤالء الصغار ‏سيشكلون نسبةً‏ من العاملني<br />

املنتجني يف املستقبل،‏ وهناك اأهميةٌ‏ اأخرى ملعرفة عدد ‏صغار السن يف االأرسة،‏ والنسبة<br />

التي يشكلونها يف املجتمع،‏ فهذه النسبة يستخدمها املخططون للتنمية يف الدولة عند رسم<br />

خططهم التنموية االقتصادية واالجتماعية والصحية والتعليمية وغريها.‏<br />

ويف هذا الصدد تشري البيانات الرسمية الفلسطينية اإىل اأن متوسط عدد ‏صغار السن يف<br />

االأرسة يف الضفة الغربية بلغ يف ‏سنة 2007 نحو 2.22 فرداً‏ ‏)اجلهاز املركزي لالإحصاء<br />

الفلسطيني،‏ 0 2009 ‏ص‎73‎‏(‏ ، اأي ما يعادل %40.3 من حجم االأرسة،‏ وقد اختلف هذا<br />

املتوسط قليالً‏ بني جتمعٍ‏ ‏سكاين واآخر،‏ فهو 2.17 فرداً‏ يف احلرض،‏ و‎2.38‎ فرداً‏ يف الريف،‏<br />

و‎2.28‎ فرداً‏ يف املخيمات،‏ ويالحظ من هذه املتوسطات اأنها قريبةٌ‏ من بعضها،‏ وهذا اأحد<br />

املوؤرشات ملستويات اخلصوبة يف الضفة الغربية،‏ وهي مستوياتٌ‏ متشابهةٌ‏ باالستناد اإىل<br />

هذا املقياس.‏<br />

وثمة مدلولٌ‏ اقتصادي ملتوسط عدد ‏صغار السن يف االأرسة،‏ ويتمثل هذا املدلول<br />

مبا يعرف بعبء اإعالة ‏صغار السن،‏ وهو عدد ‏صغار السن ‏)اأقل من 15 ‏سنة(‏ منسوباً‏ اإىل<br />

عدد السكان يف الفئة العمرية 15- 64 ‏سنة،‏ والذي بلغ يف الضفة الغربية %74.8، وذلك<br />

بواقع %74.1 للحرض،‏ و %76.5 للريف،‏ و %77.1 للمخيمات ‏)اجلهاز املركزي لالإحصاء<br />

الفلسطيني،‏ 0 2009 ‏ص‎73‎‏(‏ .<br />

ومن زاويةٍ‏ اأخرى،‏ تظهر بيانات اجلدول )6( والشكل )6( اأن عدد ‏صغار السن يف الضفة<br />

الغربية يتفاوت من جتمعٍ‏ ‏سكاين اإىل اآخر،‏ فقد تبني اأن ما نسبته %28.7 من اأرس الضفة<br />

ليس لديها ‏صغري ‏سن،‏ وكانت اأعلى نسبةٍ‏ لهذه االأرس يف احلرض،‏ وذلك بواقع %29.2 من<br />

259


التركيب البنائي لألسرة في الضفة الغربية:‏<br />

دراسة تليلية لبيانات تعداد السكان لسنة 2007<br />

د.‏ ماهر أبو صالح<br />

االأرس فيه،‏ واأما اأقل نسبةٍ‏ فكانت يف الريف بواقع‎%27.1‎‏،‏ اأما املخيمات فقد اقرتبت النسبة<br />

فيها كثرياً‏ من املتوسط يف الضفة،‏ وذلك بواقع %28.5 من جمموع االأرس فيها،‏ ومن هذه<br />

النسب اأنه ال يوجد اختالفاتٌ‏ كبريةٌ‏ فيها بني جتمعٍ‏ واآخر،‏ وهي تقرتب كثرياً‏ من املتوسط يف<br />

الضفة ‏سواءٌ‏ بالزيادة اأو النقصان،‏ وهذا تأكيد اآخر على تشابه الثقافة االإجنابية يف خمتلف<br />

اأنواع التجمعات السكانية يف الضفة،‏ وقد اأجري اختبار مربع كاي الختبار العالقة بني عدد<br />

االأرس التي لديها ‏صغارٌ‏ يف السن،‏ وبني منط السكن الذي تعيش فيه اأرس الصغار،‏ وقد وُ‏ جد<br />

اأن قيمة مربع كاي املحسوبة بلغت 14.5 وهي اأصغر من قيمة مربع كاي املجدولة،‏ التي<br />

بلغت 18.3 عند درجات حرية 10 ومستوى ثقة 0.05 وهذا يعني اأن متغري عدد االأرس التي<br />

لديها ‏صغارٌ‏ يف السن مستقل عن متغري منط السكن الأرس الصغار.‏<br />

الجدول )6(<br />

التوزيع النسبي لألسر حسب عدد صغار السن في األسرة<br />

حسب نوع التجمع في الضفة الغربية لسنة 2007.<br />

عدد ‏صغار السن يف االأرسة ‏)فرد(‏<br />

0<br />

1<br />

2<br />

3<br />

4<br />

5 فأكرث<br />

املجموع<br />

حرض<br />

29.2<br />

13.2<br />

15.8<br />

16<br />

13<br />

12.8<br />

نسبة االأرس %<br />

ريف<br />

27.1<br />

12.8<br />

15<br />

15.5<br />

13.7<br />

15.9<br />

خميمات<br />

28.5<br />

12.6<br />

14.7<br />

15.7<br />

14.1<br />

14.4<br />

الضفة الغربية<br />

28.7<br />

13<br />

15.5<br />

15.9<br />

13.2<br />

13.7<br />

100<br />

100<br />

100<br />

100<br />

المصدر:‏ الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني،‏ )2009(. النتائج النهائية للتعداد-‏ تقرير السكان-‏<br />

الضفة الغربية،‏ جدول 9، ص‎90‎‏.‏<br />

المصدر:‏ بيانات الجدول )6(<br />

260


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

ومن جهةٍ‏ اأخرى يالحظ اأن االأرس التي تضم 3 اأفراد من ‏صغار السن احتلت اأعلى نسبةٍ‏<br />

من جمموع االأرس التي يوجد ‏صغار ‏سن فيها،‏ وذلك بواقع %15.9 من اأرس الضفة،‏ وهذه<br />

النسبة تعني اأن هذا العدد لصغار السن هو العدد الشائع نسبياً‏ يف اأرس الضفة،‏ ومل تظهر<br />

فروق تذكر بني احلرض والريف واملخيمات،‏ فهي %16 و %15.5 و %15.7 على التوايل،‏<br />

وهذا تأكيدٌ‏ اإضايف على تشابه النظرة اإىل االإجناب يف خمتلف التجمعات السكانية،‏ وهنا<br />

ال بد من التوضيح اأن نسبةً‏ كبريةً‏ من التجمعات السكانية يف الضفة الغربية والتي تصنف<br />

على اأنها جتمعاتٌ‏ حرضية،‏ ما هي اإىل جتمعاتٌ‏ ريفيةٌ‏ يف عاداتها وتقاليدها وثقافتها<br />

وسلوكها وخاصةً‏ ما يتعلق منها باخلصوبة،‏ وهذا التصنيف قلَّل كثرياً‏ من الفوارق بني<br />

احلرض والريف يف العديد من بيانات خصائص السكان فيهما.‏<br />

كما يالحظ من بيانات اجلدول )6( والشكل )6( اأن نسبة االأرس التي يوجد فيها خمسة<br />

من ‏صغار السن اأو اأكرث هي نسبةٌ‏ مشابهةٌ‏ اإىل حدٍ‏ كبري نسبة االأرس التي يوجد فيها ‏صغري<br />

‏سن واحد اأو اأربعة،‏ وهذا يعني:‏ اأنه مثلما يوجد اأناسٌ‏ يفكرون بعددٍ‏ قليلٍ‏ من الصغار،‏ هناك<br />

نسبةٌ‏ مشابهةٌ‏ لهم تفكر بعددٍ‏ كبريٍ‏ من الصغار،‏ ولكلتا املجموعتني تربيراتهما وتفسرياتهما<br />

اخلاصة بكلٍ‏ منهما.‏<br />

ومن البيانات التي تستوجب الذكر والتحليل،‏ اأن اأقل نسبةٍ‏ لالأرس التي يوجد فيها<br />

خمسة ‏صغار ‏سنٍ‏ اأو اأكرث كانت موجودة يف احلرض،‏ وذلك بواقع %12.8 من جمموع اأرس<br />

احلرض،‏ وباملقابل ارتفعت هذه النسبة اإىل %15.9 يف الريف،‏ واإىل %14.4 يف املخيمات،‏<br />

وهذه النسب تعرب عن اختالفٍ‏ نسبيٍ‏ بني احلرض من جهة،‏ وبني الريف واملخيمات من جهةٍ‏<br />

اأخرى،‏ وميكن اأن يعزى هذا االختالف اإىل اأسبابٍ‏ تعليمية واقتصادية وثقافية واجتماعية<br />

ودينية خمتلفة.‏<br />

التوزيع النسيب لألسر حسب عدد األفراد الذين سنهم 60 سنة فأكثر:‏<br />

يشبه هذا املوضوع اإىل حدٍ‏ ما موضوع ‏صغار السن يف االأرس،‏ وذلك من حيث اأن<br />

االأفراد الذين ‏سنهم 60 ‏سنة فأكرث يقعون يف فئات قمة الهرم السكاين،‏ واأن ‏صغار السن<br />

يقعون يف قاعدة الهرم،‏ واأن كلتا الفئتني من السكان تستخدم لقياس عبء االإعالة الكلية<br />

يف املجتمع،‏ وحبذا لو كانت البيانات اخلاصة بهذا املوضوع لالأفراد الذين ‏سنهم 65 ‏سنة<br />

فأكرث بدالً‏ من 60 ‏سنة فأكرث،‏ الأن الفئة االأوىل تعني كبار السن من منظورٍ‏ دميوغرايفٍ‏<br />

معروف،‏ اأما 60 ‏سنة فأكرث فليسوا كبار ‏سنٍ‏ ، وبالتايل يصعب اأن يساق عليهم ما ميكن<br />

اأن يساق على كبار السن )65 ‏سنة فأكرث(‏ ، وعلى اأية حال فإن من يبلغ من السن 60 ‏سنة<br />

يكون حسب املتوسط العام يف اأواخر العمر االإنتاجي له،‏ وبهذا تعربِّ‏ هذه النسبة اإىل حدٍ‏ ما<br />

عن نسبة وجود هوؤالء الكبار ‏–اإذا جاز لنا التعبري-‏ يف االأرسة.‏<br />

261


التركيب البنائي لألسرة في الضفة الغربية:‏<br />

دراسة تليلية لبيانات تعداد السكان لسنة 2007<br />

د.‏ ماهر أبو صالح<br />

وتظهر بيانات اجلدول )7( والشكل )7( ، اأن ما نسبته %79.8 من اأرس الضفة الغربية<br />

ال يوجد فيها اأفرادٌ‏ ‏سنهم 60 ‏سنة فأكرث،‏ وال يظهر تفاوتٌ‏ الفت للنظر يف نسب هذه االأرس<br />

حسب نوع التجمع،‏ فجميع النسب ‏سواء يف احلرض اأو الريف اأو املخيمات تدور حول هذا<br />

املتوسط اإما بالزيادة قليالً‏ كما يف احلرض )%80.3( واإما بالنقصان قليالً‏ كما يف الريف<br />

واملخيمات )%78.5 و %79.7 على التوايل(‏ ، وال ‏شك اأن هذه النسب توؤكد على تشابه<br />

احلقائق الدميوغرافية املتعلقة بالأفراد الذين ‏سنهم 60 ‏سنة فأكرث يف خمتلف اأنواع<br />

التجمعات السكانية يف الضفة،‏ ومن هذه احلقائق على ‏سبيل املثال:‏ تشابه معدالت الوفاة<br />

اخلام،‏ ومعدل الوفاة العمري،‏ وتشابه توزيع السكان حسب الفئات العمرية الرئيسية،‏<br />

فمثالً:‏ بلغت نسبة كبار السن %3.3 من جمموع السكان يف احلرض،‏ ويف الريف %3.6، ويف<br />

املخيمات ‎3.3‎‏%،وكذلك احلال يقال عن التشابه يف فئة ‏صغار السن وفئة متوسطي السن،‏<br />

وميكن اأن نضيف اإىل هذه احلقائق اأيضاً‏ اأن ارتفاع نسبة االأرس النووية يف الضفة الغربية<br />

)%81.8( ‏سيقلل من فرصة وجود اأفراد ‏سنهم 60 ‏سنة فأكرث يف االأرسة،‏ وبالتايل ‏سرتتفع<br />

نسبة االأرس التي ال يوجد فيها هوؤالء االأفراد،‏ وهذا ما كان بالفعل.‏<br />

الجدول )7(<br />

التوزيع النسبي لألسر حسب عدد األفراد الذين سنهم 60 سنة فأكثر<br />

حسب نوع التجمع في الضفة الغربية لسنة 2007.<br />

عدد االأفراد 60 ‏سنة فاأكرث ‏)فرد(‏<br />

0<br />

1<br />

2<br />

3 فأكرث<br />

املجموع<br />

نسبة االأرس %<br />

حرض ريف خميمات<br />

79.7<br />

14.5<br />

5.7<br />

0.1<br />

100<br />

78.5<br />

14.9<br />

6.4<br />

0.2<br />

100<br />

80.3<br />

13.6<br />

5.9<br />

0.2<br />

100<br />

الضفة الغربية<br />

79.8<br />

14<br />

6<br />

0.2<br />

100<br />

المصدر:‏ الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني،‏ )2009( . النتائج النهائية للتعداد-‏ تقرير السكان-‏<br />

الضفة الغربية،‏ جدول 10، ص‎94‎‏.‏<br />

المصدر:‏ بيانات الجدول )7(<br />

262


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

ويظهر اجلدول )7( والشكل )7( اأيضاً‏ اأن نسبة االأرس التي يوجد فيها فردٌ‏ واحدٌ‏ 60<br />

‏سنة فأكرث مل تتجاوز %14 من جمموع اأرس الضفة،‏ وهذه النسبة ال تبعث على االرتياح،‏<br />

الأنها تشري اإىل انخفاضٍ‏ واضحٍ‏ يف نسبة كبار السن يف ظل تراجعٍ‏ ملتوسط حجم االأرسة<br />

كما ‏سلف،‏ وال يوجد اختالفاتٌ‏ كبريةٌ‏ يف هذه النسبة تعود اإىل اختالف نوع التجمع،‏ فهي<br />

‏–واإن انخفضت قليالً‏ عن املتوسط يف احلرض-‏ اإال اأنها قريبةٌ‏ من بعضها يف خمتلف اأنواع<br />

التجمعات السكانية )%13.6 للحرض و‎%14.9‎ للريف و %14.5 للمخيمات(‏ . ولكن النسبة<br />

تنخفض اأكرث لدى االأرس التي يوجد فيها فردان ‏سنهما 60 ‏سنة فأكرث،‏ لتشمل %6 فقط من<br />

جمموع اأرس الضفة،‏ وهذه النسبة اأيضاً‏ ال تسجل اختالفاتٍ‏ كبريةً‏ بني اأنواع التجمعات<br />

السكانية.‏<br />

ويف هذا الشأن اأيضاً‏ يالحظ اأن اأدنى نسبةٍ‏ لالأرس التي تضم اأفراداً‏ ‏سنهم 60 ‏سنة<br />

فأكرث موجودة لدى االأرس التي تضم ثالثةً‏ منهم فأكرث،‏ وذلك بنسبة %0.2 من جمموع اأرس<br />

الضفة،‏ وهذه النسبة ال تختلف اإال قليالً‏ جداً‏ من نوع جتمع اإىل اآخر.‏<br />

اإن هذا التوزيع لنسب االأرس حسب عدد االأفراد الذين ‏سنهم 60 ‏سنة فأكرث ما هو اإال<br />

نتيجة وانعكاس لظواهر دميوغرافية عدة،‏ منها ما كانت ‏سائدة ‏سابقاً،‏ ومنها ما هي ‏سائدةٌ‏<br />

حالياً،‏ فمنها على ‏سبيل املثال:‏ انخفاض نسبة ‏صغار السن يف الضفة الغربية من %45<br />

يف ‏سنة 1997 اإىل %40.3 يف ‏سنة 2007، ومنها اأيضاً:‏ ارتفاع نسبة متوسطي السن من<br />

%51.2 يف ‏سنة 1997 اإىل %54 يف ‏سنة 2007، وقد ترتب على هذه التغريات يف نسب<br />

‏صغار السن ومتوسطي السن حدوث تغرياتٍ‏ يف نسب كبار السن،‏ اإذ انخفضت نسبتهم من<br />

%3.8 يف ‏سنة 1997 اإىل %3.3 يف ‏سنة 2007 ‏)اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏<br />

2009. ‏ص‎57‎‏(‏ ، والقصد من كل هذا هو التأكيد على اأن انخفاض نسبة كبار السن اأو<br />

الذين ‏سنهم 60 ‏سنة فأكرث ليس بالرضورة اأن يكون عائداً‏ اإىل ارتفاع معدالت الوفيات<br />

‏سواءٌ‏ اخلام اأم العمري،‏ حيث توؤكد البيانات الرسمية الفلسطينية اأن معدل الوفيات اخلام<br />

يف الضفة انخفض من 5.1 بالألف يف ‏سنة 1997 اإىل 4.4 بالألف يف ‏سنة 2009 ‏)اجلهاز<br />

املركزي لالإحصاء الفلسطيني،‏ 2009, ‏ص‎57‎‏(‏ . ومن زاوية اأخرى بينت الدراسة اأن ما<br />

نسبته %79.8 من اأرس الضفة ال يوجد فيها اأفراد ‏سنهم 60 ‏سنة فأكرث،‏ وقد كانت هذه<br />

النسبة متقاربة يف خمتلف اأمناط السكن.‏<br />

التوزيع النسيب لألسر حسب عدد األفراد النشيطني اقتصادياً:‏<br />

اإن ملعرفة عدد النشيطني اقتصادياً‏ يف االأرسة اأهميةً‏ كبريةً‏ يف نواحٍ‏ عدة يف<br />

االأرسة واملجتمع،‏ فلعدد النشيطني اقتصادياً‏ يف االأرسة تأثريٌ‏ مبارشٌ‏ يف حركة السكان<br />

وبنيتهم،‏ اأما احلركة فتتمثل يف الوفيات واخلصوبة والهجرة ‏)سهاونة،‏ 1983، ‏ص‎129‎‏(‏<br />

263


التركيب البنائي لألسرة في الضفة الغربية:‏<br />

دراسة تليلية لبيانات تعداد السكان لسنة 2007<br />

د.‏ ماهر أبو صالح<br />

، واأما بنية السكان فتتكون من ‏صفاتٍ‏ عدة تتمثل يف الرتكيب العمري والرتكيب النوعي<br />

للسكان،‏ واحلالة الزواجية واحلالة التعليمية واحلالة االقتصادية وغريها،‏ ورمبا كانت<br />

احلالة االقتصادية هي اأكرث هذه الصفات اأهميةً،‏ الأنها حتمل يف معانيها معدل النشاط<br />

االقتصادي اخلام،‏ ومعدل النشاط االقتصادي العام،‏ وعدد العاملني يف االأرسة،‏ واملهنة<br />

والبطالة والدخل ونسبة االإعالة احلقيقية،‏ وميكن استخدام كل هذه الصفات كمقاييس ملدى<br />

رفاهة االأرسة واملجتمع،‏ فاالجتاه العام اأنه كلما زاد عدد النشيطني اقتصادياً‏ يف االأرسة،‏<br />

كلما زاد دخل االأرسة،‏ وهنا يجب التنبيه اإىل ‏رضورة التعامل مع هذا االجتاه بحذرٍ‏ وانتباه،‏<br />

وخاصةً‏ معدالت الدخل لالأفراد النشيطني اقتصادياً،‏ فرب فرد واحد يكون دخله مساوياً‏<br />

لدخول ثالثة اأفرادٍ‏ ، واأحياناً‏ اأكرث من ذلك من ذوي الدخول املتدنية،‏ ويف املحصلة يجب اأن<br />

ال يغيب عن البال اأن ملجموع الصفات االقتصادية يف االأرسة تأثرياً‏ مبارشاً‏ وكبرياً‏ على<br />

خمتلف الرتاكيب السكانية االأخرى.‏<br />

وتظهر بيانات اجلدول )8( والشكل )8( نسب توزيع االأرس يف الضفة الغربية حسب<br />

عدد االأفراد النشيطني اقتصادياً‏ يف االأرسة،‏ حيث يتبني اأن ما نسبته %11 من اأرس الضفة<br />

ال يوجد فيها اأي فردٍ‏ نشيط اقتصادياً،‏ ومبعنى اآخر،‏ فإن هذه االأرس ال يوجد فيها فردٌ‏ يعمل<br />

وله دخلٌ‏ معني ينفقه على االأرسة،‏ وبالتايل فإن هذه النسبة من االأرس تعتمد يف معيشتها<br />

على مصدرٍ‏ اآخر للدخل،‏ كأن يكون رب االأرسة النشيط اقتصادياً‏ يعمل يف اخلارج،‏ ويرسل<br />

النقود اإىل اأرسته يف الضفة،‏ اأو اأن هناك جهة ذات ‏صلةٍ‏ قرابةٍ‏ بالأرسة تنفق على مثل هذه<br />

االأرس،‏ وهناك احتمالٌ‏ اآخر يتمثل يف جهةٍ‏ اجتماعيةٍ‏ رسميةٍ‏ اأو ‏شعبيةٍ‏ تقوم بالإنفاق على<br />

هذه االأرس.‏<br />

الجدول )8(<br />

التوزيع النسبي لألسر حسب عدد النشيطين اقتصادياً‏ في الضفة الغربية لسنة 2007.<br />

عدد النشيطني اقتصادياً‏ ‏)فرد(‏<br />

264<br />

0<br />

1<br />

2<br />

3<br />

4<br />

5<br />

غري مبني<br />

املجموع<br />

نسبة االأرس %<br />

11<br />

57.5<br />

18.9<br />

6.3<br />

2.6<br />

1.2<br />

2.5<br />

100<br />

المصدر:‏ الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني،‏ )2009( . النتائج النهائية للتعداد-‏ تقرير السكان-‏<br />

الضفة الغربية،‏ جدول 43، ص‎277‎‏.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

المصدر:‏ بيانات الجدول )8(<br />

وتظهر بيانات اجلدول )8( والشكل )8( اأن ما نسبته %57.5 من اأرس الضفة يوجد<br />

فيها فردٌ‏ نشيطٌ‏ اقتصادياً،‏ وغالباً‏ ما يكون هذا الفرد هو رب االأرسة،‏ وخاصةً‏ يف االأرس<br />

النووية وهي النمط الشائع لنوع االأرس يف الضفة،‏ وليس معنى هذا اأن كل االأرس النووية<br />

يوجد فيها فردٌ‏ نشيطٌ‏ اقتصادياً،‏ بل على العكس فهناك نسبةٌ‏ من هذه االأرس ال يوجد فيها<br />

فردٌ‏ نشيطٌ‏ اقتصادياً‏ بدليل اأن نسبة االأرس النووية يف الضفة قد بلغت %81.8 من جمموع<br />

اأرس الضفة ‏)اأنظر اجلدول )4( ) ، وهذه النسبة اأعلى بكثري من نسبة االأرس التي يوجد فيها<br />

فردٌ‏ نشيطٌ‏ اقتصادياً،‏ ولكن ميكن اأن يقلل من هذا الفرق اإمكانية وجود نسبةٍ‏ من االأرس<br />

النووية يوجد فيها فردان اأو اأكرث نشيطون اقتصادياً.‏<br />

ومن املالحظات االأخرى التي ميكن قراءتها بوضوح يف بيانات اجلدول )8( والشكل<br />

)8( اأن عدد االأرس ونسبتها ينخفض كلما زاد عدد النشيطني اقتصادياً‏ يف االأرسة،‏ فالأرس<br />

التي يوجد فيها فردان نشيطان اقتصادياً‏ ‏شغلت نسبة %18.9 من جمموع اأرس الضفة،‏<br />

واالأرس التي فيها ثالثة نشيطني اقتصادياً‏ ‏شغلت %6.3 من جمموع االأرس،‏ وهكذا تستمر<br />

العالقة العكسية بني نسبة االأرس وعدد النشيطني اقتصادياً‏ فيها حتى الوصول اإىل االأرس<br />

التي يوجد فيها خمسة اأفرادٍ‏ نشيطني اقتصادياً،‏ حيث تنخفض نسبة هذه االأرس اإىل %1.2<br />

من جمموع االأرس،‏ وهذه نتيجة متوقعة،‏ فوجود خمسة اأفرادٍ‏ نشيطني اقتصادياً‏ يف االأرسة<br />

يعدُّ‏ عدداً‏ كبرياً،‏ وبالتايل فهو قليل الوجود.‏<br />

265


التركيب البنائي لألسرة في الضفة الغربية:‏<br />

دراسة تليلية لبيانات تعداد السكان لسنة 2007<br />

د.‏ ماهر أبو صالح<br />

النتائج:‏<br />

اأظهرت الدراسة التحليلية للرتكيب البنائي لالأرسة يف الضفة الغربية النتائج<br />

االآتية:‏<br />

‎1.1‎اأن متوسط حجم االأرسة يف الضفة الغربية اآخذ باالنخفاض،‏ فقد انخفض من 6.1<br />

اأفراد يف ‏سنة 1997 اإىل 5.5 اأفراد يف ‏سنة 2007، وكان من اأبرز العوامل التي اأدت اإىل هذا<br />

االنخفاض حصول ارتفاعٍ‏ يف نسبة االأرس النووية،‏ وانخفاضٍ‏ يف معدالت اخلصوبة.‏<br />

‏.‏‎2‎كان 2 متوسط حجم االأرسة يف معظم حمافظات الضفة قريباً‏ من الوسط احلسابي<br />

يف الضفة،‏ ومل يظهر تطرفٌ‏ نسبي يف حجم االأرسة اإال يف حمافظة اخلليل مبتوسطٍ‏ قدره<br />

6.2 اأفراد.‏<br />

‏.‏‎3‎احتل 3 متوسط حجم االأرسة يف الريف اأكرب متوسطٍ‏ يف الضفة،‏ وكان ذلك بواقع<br />

5.7 اأفراد،‏ وهذا احلجم يعكس الواقع االقتصادي الزراعي والواقع االجتماعي ذا العادات<br />

والتقاليد املوجودة يف الريف،‏ والتي تشجع على زيادة االإجناب،‏ وباملقابل انخفض<br />

املتوسط يف احلرض قليالً‏ فبلغ 5.4 اأفراد،‏ واأما املخيمات فقد متاشى متوسط حجم االأرسة<br />

فيها مع املتوسط يف الضفة.‏<br />

‏.‏‎4‎‏شكلت 4 االأرس التي تتكون من 4- 6 اأفراد اأعلى نسبةٍ‏ من االأرس يف الضفة،‏ وذلك<br />

بنسبة %41.7 من جمموع االأرس،‏ وباملقابل مل تشغل االأرس التي تتكون من 10 اأفراد فأكرث<br />

‏سوى %6.1 من جمموع االأرس.‏<br />

‏.‏‎5‎اأن 5 هناك اأربعة اأنواعٍ‏ من االأرس يف الضفة،‏ وقد احتلت االأرسة النووية اأعلى نسبةٍ‏<br />

فيها )%81.8 من جمموع االأرس(‏ ، وهذه النسبة تشري اإىل حدوث ارتفاعٍ‏ يف هذا النوع من<br />

االأرس بالنسبة ملا كان عليه ‏سنة 1997، حيث ‏شغلت االأرس النووية وقتها ما نسبته %74<br />

من اأرس الضفة،‏ وهذه النسبة املرتفعة تعرب عن وجود رغبةٍ‏ لدى نسبةٍ‏ كبريةٍ‏ من السكان<br />

لالستقالل بأرسٍ‏ ال تضم غري الزوجني واأبنائهما.‏<br />

‏.‏‎6‎يف 6 موضوع احلالة التعليمية لرب االأرسة،‏ فقد احتل اأرباب االأرس من املرحلة<br />

االإعدادية اأعلى نسبةٍ‏ من بني اأرباب االأرس يف الضفة،‏ وذلك بنسبة %25.4 من جمموع<br />

االأرس،‏ يليهم ذوو املرحلة االبتدائية بنسبة %21.1، وهذه النسبة تظهر اأن هناك رغبةً‏ لدى<br />

هوؤالء االأرباب-‏ عندما كانوا طالباً‏ يف املدرسة-‏ يف احلصول على مستوى معقولٍ‏ من<br />

التعليم كاملرحلة االإعدادية اأو املرحلة االبتدائية،‏ كما اأظهرت الدراسة اأن هناك نسبةً‏ من<br />

اأرباب االأرس كانوا اأميني،‏ وهذه النسبة تبعث على القلق يف الضفة الغربية.‏<br />

266


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

‏.‏‎7‎انخفض 7 متوسط عدد ‏صغار السن يف االأرسة من 2.75 فرداً‏ يف ‏سنة 2007 اإىل<br />

2.22 فرداً‏ يف ‏سنة 2007، وبهذا يكون قد ترتب انخفاضٌ‏ على عبء اإعالة ‏صغار السن من<br />

%87.9 يف ‏سنة 1997 اإىل %74.8 يف ‏سنة 2007.<br />

‏.‏‎8‎عدم 8 وجود فروقٌ‏ كبريةٌ‏ يف متوسط عدد ‏صغار السن يف االأرسة تبعاً‏ الختالف نوع<br />

التجمع،‏ فقد بلغ هذا املتوسط 2.17 فرداً‏ يف احلرض،‏ و 2.38 فردا يف الريف،‏ و 2.28 فرداً‏<br />

يف املخيمات،‏ وميكن االستدالل من هذه املتوسطات اإىل تشابه مستويات اخلصوبة يف<br />

خمتلف التجمعات السكانية.‏<br />

‏.‏‎9‎اأن 9 %79.8 من اأرس الضفة الغربية ال يوجد فيها اأفرادٌ‏ ‏سنهم 60 ‏سنة فأكرث،‏ وال<br />

يوجد تفاوتٌ‏ الفت للنظر يف نسب هذه االأرس حسب نوع التجمع )%80.3 يف احلرض و‎%78.5‎<br />

يف الريف و‎%79.7‎ يف املخيمات(‏ ، وميكن استخدام هذا الواقع كموؤرشٍ‏ على تشابه معدالت<br />

الوفاة اخلام يف خمتلف اأنواع التجمعات السكانية،‏ وتشابه معدل الوفاة العمري ملن ‏سنهم<br />

60 ‏سنة فأكرث.‏<br />

‎1010‎اأن % 11 من اأرس الضفة ال يوجد فيها فردٌ‏ نشيطٌ‏ اقتصادياً،‏ وبالتايل فإن اإعالة هذه<br />

االأرس من اإحدى املصادر التي تقع خارج االأرسة،‏ وهذه املصادر على اأنواع عدة اأوضحتها<br />

الدراسة،‏ واأظهرت الدراسة اأيضاً‏ اأن ما نسبته %57.5 من االأرس يوجد فيها فردٌ‏ واحدٌ‏ نشيطٌ‏<br />

اقتصادياً.‏<br />

التوصيات:‏<br />

يف ‏ضوء النتائج التي توصلت اإليها الدراسة ميكن وضع التوصيات االآتية:‏<br />

‏.‏‎1‎‏رضورة 1 وضع خططٍ‏ مناسبة تكون مبنيةً‏ على الوقائع االقتصادية واالجتماعية<br />

والتعليمية والثقافية التي توصلت اإليها هذه الدراسة وغريها من الدراسات السابقة،‏ للحد<br />

من تراجع متوسط حجم االأرسة،‏ وخاصةً‏ ما يتعلق بتناقص نسبة ‏صغار السن.‏<br />

‏.‏‎2‎اإن 2 االأسس املتبعة لدى اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني لتمييز التجمعات<br />

احلرضية عن التجمعات الريفية،‏ اأدت اإىل تصنيف عرشات القرى على اأنها جتمعاتٌ‏ حرضية،‏<br />

علماً‏ بأن كثرياً‏ من السلوكيات االجتماعية واالقتصادية والدميوغرافية يف هذه القرى هي<br />

‏سلوكياتٌ‏ ريفية،‏ واإن مسألة تصنيفها اإىل جتمعاتٍ‏ حرضيةٍ‏ يعني زيادةً‏ يف بعض الظواهر<br />

الدميوغرافية يف احلرض،‏ وخفض هذه الظواهر يف الريف،‏ مثل متوسط حجم االأرسة،‏ ونسبة<br />

االأرس النووية،‏ ونسبة ‏صغار السن،‏ ونسبة كبار السن يف االأرسة ‏...الخ،‏ وبناء على هذا ميكن<br />

267


التركيب البنائي لألسرة في الضفة الغربية:‏<br />

دراسة تليلية لبيانات تعداد السكان لسنة 2007<br />

د.‏ ماهر أبو صالح<br />

التوجه بالتوصية لدى املسوؤولني يف اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني الإعادة تقومي<br />

اأسس تصنيف التجمعات السكانية اإىل حرضٍ‏ اأو ريف.‏<br />

‏.‏‎3‎نظراً‏ 3 الرتفاع نسبة االأرس النووية بشكل ملحوظ،‏ فهذا يعني ميل نسبةٍ‏ كبريةٍ‏ من<br />

االأزواج وخاصةً‏ الشابة منهم نحو االستقالل بأرسٍ‏ منفصلةٍ‏ عن العائلة،‏ وهذا الواقع ينبه<br />

اإىل ‏رضورة مساعدة هوؤالء االأزواج بتوفري مساكن مستقلة لهم،‏ مثل بناء مشاريع اإسكانٍ‏<br />

برشوطٍ‏ تراعي دخول هوؤالء االأزواج،‏ اأو توفري قطع اأراضٍ‏ للبناء بأسعارٍ‏ معقولةٍ‏ وبرشوط<br />

تسديدٍ‏ حمتملة،‏ اأو اإعطاء القروض امليرسة يف قيمة ‏سدادها ويف فرتة السداد.‏<br />

‏.‏‎4‎‏رضورة 4 تشجيع االأهايل الأبنائهم بعدم الترسب من املدرسة،‏ وما دام هوؤالء االأبناء<br />

‏سيصبحون اأرباب اأرسٍ‏ يف املستقبل،‏ فليكونوا على مستوى اأعلى من التحصيل العلمي.‏<br />

‏.‏‎5‎نظراً‏ 5 النخفاض نسبة ‏صغار السن يف االأرسة من 2.75 فرداً‏ يف ‏سنة 1997 اإىل<br />

2.22 فرداً‏ يف ‏سنة 2007، فإنه يجب التوجه بالتوصية اإىل االأزواج الأن يرفعوا معدالت<br />

خصوبتهم حتى ترتفع نسبة ‏صغار السن،‏ وما يتبعها من ارتفاعٍ‏ يف حجم االأرسة،‏ واأن تقوم<br />

اجلهات املسوؤولة يف السلطة الفلسطينية باتخاذ االإجراءات املدروسة – وهي باجتاهاتٍ‏<br />

متعددة-‏ التي من ‏شأنها مساعدة االأزواج يف رفع معدالت خصوبتهم.‏<br />

‏.‏‎6‎‏رضورة 6 العمل على خفض نسبة االأرس التي ال يوجد فيها اأفرادٌ‏ ‏سنهم 60 ‏سنة<br />

فأكرث،‏ الأن ارتفاع هذه النسبة يعني انخفاض عدد كبار السن يف املجتمع،‏ وغالباً‏ ما<br />

يكون هذا االنخفاض بسبب الوفاة،‏ كما ال يجوز النظر اإىل وجود هوؤالء االأفراد على اأنهم<br />

جزءٌ‏ من عبء االإعالة امللقى على عاتق رب االأرسة،‏ وعلى العكس من ذلك ميكن اأن يكون<br />

بعض هوؤالء االأفراد ما زال يعمل وينتج،‏ واأنه رجل مساهمٌ‏ يف قيمة الدخل القومي للبلد،‏<br />

اإضافةً‏ اإىل االإمكانية الكبرية يف االستفادة من خربات هوؤالء الكبار يف ‏شتى املجاالت<br />

الصناعية والزراعية والتجارية واملهنية واالجتماعية والصحية وغريها،‏ اأضف اإىل كل<br />

هذا،‏ فإن ارتفاع نسبة كبار السن يف املجتمع يستخدم كموؤرشٍ‏ واضحٍ‏ على مدى التقدم<br />

الصحي والغذائي والتعليمي يف ذلك املجتمع.‏<br />

‏.‏‎7‎‏رضورة 7 معرفة ما هي مصادر الدخل لالأرس التي ال يوجد فيها اأي فردٍ‏ نشيطٍ‏<br />

اقتصادياً‏ والبالغ نسبتها %11 من اأرس الضفة الغربية،‏ فإذا كانت املصادر عن طريق<br />

الهبات واملساعدات واملعونات االجتماعية،‏ فإنه ال بد من التوصية اإىل كل جهةٍ‏ رسميةٍ‏ اأو<br />

اأهليةٍ‏ ذات عالقةٍ‏ ‏صغريةٍ‏ كانت اأم كبرية بهذا الشأن اأن يكونوا متنبهني يف مساعداتهم حتى<br />

ال يتسببوا بأي حرجٍ‏ اأو خجلٍ‏ الأفراد هذه االأرس.‏ واأما اإذا كان مصدر الدخل من اأحد اأفراد<br />

االأرسة العاملني يف اخلارج فال بأس يف ذلك،‏ ونأمل اأن يعود كل مهاجرٍ‏ اإىل وطنه.‏<br />

268


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

1<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

أوالً-‏ املراجع العربية:‏<br />

‎1‎اأبوصالح،‏ . 1 ماهر.‏ )2003( ‏.«حمافظة طولكرم – دراسةٌ‏ يف جغرافية السكان«.‏ رسالة<br />

دكتوراه غري منشورة،‏ جامعة عني ‏شمس-‏ القاهرة-‏ مرص.‏<br />

‎2‎احمد،‏ . 2 حسني.‏ )2000 ) ، الرتكيب االأرسي يف الضفة الغربية وقطاع غزة جملة جامعة<br />

النجاح لالأبحاث-‏ ب ‏)العلوم االإنسانية(‏ )1( 14 93- 124.<br />

‎3‎القني،‏ . 3 غسان بن عبد العزيز.‏ )2006 ) . اإدارة االأرسة.‏ دار املعرفة،‏ بريوت-‏ لبنان.‏<br />

‎4‎اجلهاز . 4 املركزي لالإحصاء الفلسطيني.‏ )2008( . فلسطني يف اأرقام 2007، رام اهلل –<br />

فلسطني.‏<br />

‎5‎اجلهاز . 5 املركزي لالإحصاء الفلسطيني.‏ )2008 ) . ورشة عمل حول الواقع االجتماعي<br />

لسكان حمافظات ‏شمال الضفة الغربية،‏ رام اهلل-‏ فلسطني.‏<br />

‎6‎اجلهاز . 6 املركزي لالإحصاء الفلسطيني.‏ )2008 ) . مسح القوى العاملة:‏ دورة ‏)نيسان-‏<br />

حزيران‎2008‎‏(‏ ، الربع الثاين،‏ 2008. املوؤمتر الصحفي حول نتائج مسح القوى العاملة.‏<br />

رام اهلل-‏ فلسطني.‏<br />

‎7‎اجلهاز . 7 املركزي لالإحصاء الفلسطيني.‏ )2008 ) . املسح الفلسطيني لصحة االأرسة<br />

2006، حمافظة نابلس،‏ رام اهلل-‏ فلسطني.‏<br />

‎8‎اجلهاز . 8 املركزي لالإحصاء الفلسطيني.‏ )2008 ) . مسح اجتاهات اأصحاب/‏ مدراء<br />

املوؤسسات الصناعية بشان االأوضاع االقتصادية،‏ اآب 2008، االإعالن الصحفي حول<br />

نتائج املسح.‏ رام اهلل-‏ فلسطني.‏<br />

‎9‎اجلهاز . 9 املركزي لالإحصاء الفلسطيني.‏ )2009 ) . النتائج النهائية للتعداد-‏ تقرير<br />

السكان-‏ الضفة الغربية.‏ رام اهلل-‏ فلسطني.‏<br />

10 10 املجلس االقتصادي الفلسطيني للتنمية واالإعمار ‏)بكدار(‏ . )2008 ) . الفقر يف االأراضي<br />

الفلسطينية،‏ رام اهلل-‏ فلسطني.‏<br />

11 اجلوالين،‏ فاديه عمر.‏ )1998 ) . دراسات حول االأرسة العربية،‏ مركز االإسكندرية<br />

للكتاب-‏ االإسكندرية-‏ مرص.‏<br />

269


التركيب البنائي لألسرة في الضفة الغربية:‏<br />

دراسة تليلية لبيانات تعداد السكان لسنة 2007<br />

د.‏ ماهر أبو صالح<br />

‎1212‎عبد العاطي واآخرون،‏ السيد )2006 ) . االأرسة واملجتمع،‏ دار املعرفة اجلامعية.‏<br />

القاهرة-‏ مرص.‏<br />

‎1313‎عثمان،‏ ‏سعيد حممد.‏ )2009 ) . االستقرار االأرسي واأثره على الفرد واملجتمع،‏ موؤسسة<br />

‏شباب اجلامعة،‏ االإسكندرية-‏ مرص.‏<br />

‎1414‎‏سهاونة،‏ فوزي.‏ )1983 ) . مبادئ الدميوغرافيا،‏ الطبعة الثانية،‏ اجلامعة االأردنية،‏<br />

عمان،‏ االردن.‏<br />

‎1515‎كمال،‏ طارق.‏ )2005 ) . االأرسة ومشاكل احلياة العائلية.‏ موؤسسة ‏شباب اجلامعة،‏<br />

االإسكندرية – مرص.‏<br />

1.<br />

2.<br />

3.<br />

4.<br />

ثانياً-‏ املراجع األجنبية:‏<br />

The Arab Thought Forum,»Al- Multaqa» (1990) . «Population and Labor<br />

Force in Gaza Strip” Jeruzalem, Palestine.<br />

Obermeyer, Makhlouf, (1995) , «Family, Gender, and population in the<br />

Middle east», Amman, Jordan.<br />

Nielsen, Jorgan, (1995) , Major Social problems as a Result of Change»,<br />

Amman, Jordan.<br />

Stein, Rolf, (1995) , «The Family, its History, Function, Trends and<br />

perspectives», Amman. Jiordan.<br />

270


اآلثار السياسية واالقتصادية واالجتماعية<br />

لظاهرة األنفاق على اجملتمع الفلسطيين<br />

يف قطاع غزة من وجهة نظر أعضاء هيئة<br />

التدريس باجلامعات الفلسطينية<br />

د.‏ أشرف عبد الرمحن الغليظ<br />

د.‏ زكي رمزي مرجتى<br />

أستاذ مساعد/‏ قسم العلوم السياسية/‏ جامعة غزة.‏<br />

أستاذ مساعد/‏ قسم اجتماعيات التربية/‏ جامعة غزة.‏<br />

271


د.أشرف الغليظ<br />

اآلثار السياسية واالقتصادية واالجتماعية لظاهرة األنفاق على اجملتمع الفلسطيني د.‏ زكي مرجتى<br />

في قطاع غزة من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس باجلامعات الفلسطينية<br />

ملخص:‏<br />

هدفت الدراسة احلالية التعرف اإىل االآثار السياسية واالقتصادية واالجتماعية<br />

لظاهرة االأنفاق على املجتمع الفلسطيني بقطاع غزة من وجهة نظر اأعضاء هيئة التدريس<br />

باجلامعات الفلسطينية،‏ وتقدمي بعض التوصيات املقرتحة للتغلب على االآثار السياسية<br />

واالقتصادية واالجتماعية،‏ واستخدم الباحثان املنهج الوصفي التحليلي،‏ وكانت اأداة<br />

الدراسة استبانة مكونة من )33( فقرة موزعة على ثالثة حماور،‏ وتكونت عينة الدراسة<br />

من )96( عضو هيئة تدريس يف اجلامعة االإسالمية،‏ وجامعة االأزهر،‏ وجامعة االأقصى،‏<br />

وجامعة القدس املفتوحة،‏ وجامعة غزة،‏ وقد بلغ الوزن النسبي للدرجة الكلية الآثار ظاهرة<br />

االأنفاق على املجتمع الفلسطيني بقطاع غزة من وجهة نظر اأفراد العينة )50.30 %( ، مما<br />

يشري اإىل اأن اآثار االأنفاق ‏سلبية بشكل عام على املجتمع الفلسطيني بقطاع غزة،‏ وقد كشفت<br />

الدراسة عن عدم وجود فروق ذات داللة اإحصائية تعزى ملتغري الرتبة االأكادميية،‏ وقد<br />

اأظهرت الدراسة وجود فروق ذات داللة اإحصائية تعزى ملتغري اجلامعة،‏ وقد كانت لصالح<br />

اأعضاء هيئة التدريس يف اجلامعة االإسالمية،‏ وكشفت عن وجود فروق ذات داللة اإحصائية<br />

تعزى ملتغري اجلنس،‏ وقد كانت لصالح الذكور يف حمور االآثار االجتماعية،‏ ويف ‏ضوء<br />

نتائج الدراسة قدم الباحثان عدداً‏ من التوصيات.‏<br />

272


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

Abstract:<br />

The present study aimed to indentify the political، economical and social<br />

effects for the tunnel phenomena on Palestinian society in Gaza strip from the<br />

point view of the teaching staff in Palestinian universities, and present some<br />

recommendations in order overcome its political, economical and social<br />

effects. The researchers used the analytic descriptive method. The study<br />

tool was a questionnaire prepared by the researcher. It consisted of (33)<br />

items distributed over three domains. The study population consisted of (96)<br />

teaching staff members in the Islamic university, Alazher University, Alqsa<br />

University, Alquds Open University, and Gaza University. The mean for the<br />

total results was (50.30%) this means that the tunnel effects were negative on<br />

Gaza society. The study revealed also that there are no statistically significant<br />

differences due to the academic rank variable. The study showed that there<br />

are statistically significant differences due to university variable, in favor of<br />

the teaching staff of the Islamic university. Furthermore, the study revealed<br />

that there are statistically significant differences due to the gender variable;<br />

in favor of it was for male. In the light of study, the researchers presented<br />

some recommendations.<br />

273


د.أشرف الغليظ<br />

اآلثار السياسية واالقتصادية واالجتماعية لظاهرة األنفاق على اجملتمع الفلسطيني د.‏ زكي مرجتى<br />

في قطاع غزة من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس باجلامعات الفلسطينية<br />

مقدمة:‏<br />

اأفضت انتخابات 25 يناير 2006 اإىل فوز حركة املقاومة االإسالمية حماس بنحو<br />

76 مقعداً‏ من مقاعد املجلس الترشيعي الفلسطيني،‏ ودخولها ككتلة برملانية كربى لها<br />

وزن على الساحة السياسية الفلسطينية ‏شكلت مبوجبها احلكومة الفلسطينية العارشة،‏ مع<br />

اإعالنها متسكها بخيار املقاومة كشعار لتحرير االأرض واملقدسات،‏ االأمر الذي اأدى اإىل<br />

فرض احلصار على قطاع غزة من قبل االحتالل االإرسائيلي مدعوم من الواليات املتحدة<br />

والدول االأوروبية،‏ وغياب االإسرتاتيجية الفلسطينية لفك احلصار عن قطاع غزة.‏<br />

وقد اأدى االختالف ما بني موؤسسة الرئاسة،‏ ورئاسة جملس الوزراء يف التعامل حول<br />

فك احلصار،‏ وتنازع الصالحيات على املوؤسسة االأمنية التي ما زالت موالية ملسرية احلكم<br />

السابق اإىل وجود حالة من االحتقان الداخلي،‏ وصلت اإىل حد الصدام املسلح،‏ وانتهت<br />

بالأحداث التي ‏شهدها قطاع غزة يف يونيو ‎2007‎م،‏ والتي اأدت اإىل ‏سيطرة حركة حماس<br />

بالقوة على قطاع غزة،‏ وما تالها من ‏شق للوحدة الوطنية بني اأطياف الشعب الفلسطيني،‏<br />

وظهور حالة من املناكفات السياسية،‏ واالإقصاءات من قبل االأطراف السياسية القابضة<br />

على زمام االأمور يف ‏شطري الوطن.‏<br />

وقامت ‏سلطات االحتالل االإرسائيلي عقب اأحداث يونيو 2007 بتشديد احلصار على<br />

قطاع غزة،‏ ومنع دخول السلع والبضائع اإىل قطاع غزة،‏ باستثناء النزر اليسري من السلع<br />

واملواد الغذائية،‏ بحيث اأصبح جمموع ما يدخل من السلع واالأصناف نحو 40 ‏صنفاً‏ من<br />

نحو 4000 اآالف ‏صنف كانت تدخل اإىل قطاع غزة قبل فرض احلصار.‏<br />

واألقى احلصار بظالله املأساوية على قطاع غزة بصورة متثلت يف ارتفاع اأسعار<br />

خمتلف السلع،‏ والشح يف املواد االأساسية،‏ وتعطل املصانع،‏ وزيادة البطالة،‏ وزيادة الفقر<br />

بني املواطنني نتيجة توقف الدعم اخلارجي من قبل دول االحتاد االأوروبي.‏<br />

واأمام هذا الوضع املأساوي واحلصار الظامل،‏ مل يكن اأمام الفلسطينيني والسلطة املوجودة<br />

يف قطاع غزة بداً‏ من التفكري يف حلول للخروج من هذا املأزق،‏ فكان التوجه الفلسطيني<br />

نحو احلدود املرصية بهدف كرس اجلدار الفاصل بني قطاع غزة ومرص فيما عرف ب ‏»ثورة<br />

اجلياع«،‏ ولكن هذه احلدود ‏رسعان ما اأغلقت،‏ االأمر الذي اضطر الفلسطينيني اإىل حفر اأنفاق<br />

حتت االأرض على طول الرشيط احلدودي بني رفح الفلسطينية ورفح املرصية،‏ بهدف تهريب<br />

السلع واملواد الغذائية واملحروقات وغريها،‏ للتغلب على هذا احلصار الظامل،‏ وترتب على ‏شق<br />

هذه االأنفاق اآثار كثرية على حياة املجتمع الغزي يف ‏شتى املجاالت،‏ االأمر الذي استدعى<br />

دراسة االآثار السياسية واالقتصادية واالجتماعية لظاهرة االأنفاق دراسة علمية.‏<br />

274


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

مشكلة الدراسة وأسئلتها:‏<br />

تركت ظاهرة االأنفاق املنترشة على احلدود املرصية الفلسطينية اآثاراً‏ واضحة على<br />

املجتمع الفلسطيني يف مناحي احلياة املختلفة االجتماعية والسياسية واالقتصادية،‏ وقد<br />

‏صدرت دعوات كثرية من القوى الوطنية تدعو اإىل دراسة اآثار هذه الظاهرة على املجتمع<br />

الغزي،‏ منها دعوة القوى الوطنية يف حمافظة رفح يف ديسمرب 2008 اإىل دراسة السلبيات<br />

التي ترتبت عليها خاصة فيما يتعلق بعمالة االأطفال،‏ وضياع حقوق العاملني فيها،‏ ‏سواء<br />

الذين يفقدون حياتهم اأو يصابون نتيجة العمل فيها،‏ ودعوة االإعالميني وخرباء االقتصاد<br />

يف الكلية اجلامعية للعلوم التطبيقية يف ديسمرب 2008 اإىل دراسة االآثار السياسية<br />

واالجتماعية لظاهرة االأنفاق،‏ لذا جاءت هذه الدراسة بهدف االإجابة عن االأسئلة<br />

االآتية:‏<br />

● ‏●ما االآثار السياسية لظاهرة االأنفاق على املجتمع الفلسطيني بقطاع غزة من وجهة<br />

نظر اأعضاء هيئة التدريس باجلامعات الفلسطينية؟<br />

● ‏●ما االآثار االقتصادية لظاهرة االأنفاق على املجتمع الفلسطيني بقطاع غزة من<br />

وجهة نظر اأعضاء هيئة التدريس باجلامعات الفلسطينية؟<br />

● ‏●ما االآثار االجتماعية لظاهرة االأنفاق على املجتمع الفلسطيني بقطاع غزة من<br />

وجهة نظر اأعضاء هيئة التدريس باجلامعات الفلسطينية؟<br />

● ‏●هل توجد فروق ذات داللة اإحصائية يف استجابات اأفراد العينة تعزى ملتغريات:‏<br />

‏)اجلنس-‏ واجلامعة-‏ والرتبة االأكادميية(‏ ؟<br />

● ‏●ما التوصيات املقرتحة للتغلب على االآثار السياسية واالقتصادية واالجتماعية<br />

لظاهرة االأنفاق على املجتمع الغزي؟<br />

أهداف الدراسة:‏<br />

● ‏●التعرف اإىل االآثار السياسية لظاهرة االأنفاق على املجتمع الفلسطيني بقطاع غزة<br />

من وجهة نظر اأعضاء هيئة التدريس باجلامعات الفلسطينية.‏<br />

● ‏●التعرف اإىل االآثار االقتصادية لظاهرة االأنفاق على املجتمع الفلسطيني بقطاع<br />

غزة من وجهة نظر اأعضاء هيئة التدريس باجلامعات الفلسطينية.‏<br />

● ‏●التعرف اإىل االآثار االجتماعية لظاهرة االأنفاق على املجتمع الفلسطيني بقطاع<br />

غزة من وجهة نظر اأعضاء هيئة التدريس باجلامعات الفلسطينية.‏<br />

275


د.أشرف الغليظ<br />

اآلثار السياسية واالقتصادية واالجتماعية لظاهرة األنفاق على اجملتمع الفلسطيني د.‏ زكي مرجتى<br />

في قطاع غزة من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس باجلامعات الفلسطينية<br />

● ‏●الكشف عن الفروق يف استجابات اأفراد العينة تبعاً‏ ملتغريات:‏ ‏)اجلنس-‏ واجلامعة-‏<br />

والرتبة االأكادميية(‏ .<br />

● ‏●حتديد بعض التوصيات املقرتحة للتغلب على االآثار السياسية واالقتصادية<br />

واالجتماعية لظاهرة االأنفاق على املجتمع الفلسطيني بقطاع غزة.‏<br />

أهمية الدراسة:‏<br />

● ‏●تستمد الدراسة اأهميتها كونها تعالج ظاهرةً‏ كان له اآثارٌ‏ كبرية على املجتمع<br />

الغزي ‏سياسياً‏ واقتصادياً‏ واجتماعياً،‏ فلم يسبق اأن تعرضت للموضوع دراسات اأكادميية<br />

يف حدود علم الباحثني.‏<br />

● ‏●قد تسهم الدراسة يف لفت اأنظار املسئولني واأصحاب القرار اإىل االآثار السلبية على<br />

املجتمع الغزي نتيجة انتشار ظاهرة االأنفاق.‏<br />

● ‏●تأتي هذه الدراسة استجابة للنداءات التي اأطلقتها القوى الوطنية ووسائل االإعالم<br />

لدراسة االآثار التي ترتبت على انتشار ظاهرة االأنفاق دراسة علمية.‏<br />

حدود الدراسة:‏<br />

تتحدد الدراسة باحلدود االآتية:‏<br />

‏.‏‎1‎احلد 1 املوضوعي:‏ تقومي االآثار السياسية واالقتصادية واالجتماعية لظاهرة<br />

االأنفاق على املجتمع الغزي.‏<br />

‏.‏‎2‎احلد 2 اجلغرايف:‏ اقترصت الدراسة على حمافظات غزة.‏<br />

‏.‏‎3‎احلد 3 البرشي:‏ استطالع راأي اأعضاء هيئة التدريس العاملني باجلامعات الفلسطينية:‏<br />

‏)االأزهر-‏ واالإسالمية-‏ واالأقصى-‏ والقدس املفتوحة-‏ وجامعة غزة(‏ .<br />

‏.‏‎4‎احلد 4 الزماين:‏ جرت الدراسة يف الفصل الدراسي االأول من العام اجلامعي 2010-<br />

.2011<br />

مصطلحات الدراسة:‏<br />

هي النتائج السياسية واالقتصادية واالجتماعية املرتتبة على انتشار<br />

ظاهرة االأنفاق على احلدود املرصية الفلسطينية ونقل السلع واملواد االستهالكية وغريها<br />

من خاللها.‏<br />

276<br />

‏◄◄االآثار:‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

‏◄◄ظاهرة االأنفاق:‏ هي ممرات حتت االأرض قام الفلسطينيون يف قطاع غزة بحفرها<br />

على الرشيط احلدودي الفاصل بني االأراضي الفلسطينية واالأراضي املرصية عقب فرض<br />

احلصار االإرسائيلي على قطاع غزة،‏ نتيجة وصول حركة حماس للسلطة بعد انتخابات<br />

25 يناير 2006، وبعد اأحداث يونيو 2007 التي اأفضت اإىل ‏سيطرة حماس على قطاع<br />

غزة بالقوة،‏ ويرتاوح عمقها ما بني 8- 30 مرت،‏ وطولها ما بني 300 مرت اإىل 1500<br />

مرت تنقل من خاللها السلع واملواد االستهالكية وغريها من اجلانب املرصي اإىل اجلانب<br />

الفلسطيني.‏<br />

‏◄املجتمع الفلسطيني بقطاع غزة:‏ هو جمموعة الناس الفلسطينيني الذين يقطنون<br />

قطاع غزة قبل اأحداث هجرة الفلسطينيني من اأراضيهم عام 1948 وبعدها،‏ وهم جزء ال<br />

يتجزاأ من املجتمع الفلسطيني حيث يعترب قطاع غزة ‏رشيطاً‏ ‏ساحلياً‏ تبلغ مساحته 360<br />

كم‎2‎ تقريباً،‏ ولسكانه ثقافة ولغة وعادات وتقاليد ومصري مشرتك يوحد بينهم.‏<br />

277<br />

◄<br />

الدراسات السابقة:‏<br />

نظراً‏ حلداثة ظاهرة انتشار االأنفاق على املجتمع الغزي يف السنوات االأربع االأخرية،‏<br />

فلم تُدرس هذه الظاهرة دراسة علمية حسب علم الباحثني،‏ اإمنا كانت هناك حماوالت متثلت<br />

يف ‏شكل مقاالت وحتليالت ‏صحافية لبعض اأساتذة العلوم السياسية واالإعالميني وعلم<br />

االجتماع تستند الآراء ‏شخصية،‏ ولعل اأبرزها دراسة ‏سمري مدللة اأستاذ العلوم السياسية<br />

بجامعة االأزهر بعنوان:‏ ‏»اقتصاد االأنفاق بقطاع غزة:‏ ‏رضورة وطنية!!‏ اأم كارثة اقتصادية<br />

واجتماعية؟«‏ املنشور يف جملة ‏سياسات الفصلية التي تصدر عن معهد الدراسات العامة<br />

يف رام اهلل،‏ العدد 12، نيسان 2010 حيث اأشار اإىل اأن االأنفاق اأصبحت موؤسسات جتارية<br />

تشبه الرشكات االستثمارية التي تتعامل بنظام االأسهم واحلصص،‏ واأن االأنفاق حتل<br />

بعض املشكالت جراء احلصار االإرسائيلي فيما يتعلق مبتطلبات احلياة االأساسية،‏ وتختلط<br />

الدوافع واالأسباب لدى العاملني بصورة مليئة بالتناقض واملفارقات،‏ بدءاً‏ من اأسباب<br />

البطالة والفقر واحلاجة،‏ وصوالً‏ اإىل جشع التجار والعصابات عرب تهريب كل اأنواع السموم<br />

واملخدرات،‏ ويوؤكد اأن االأنفاق حولت قطاع غزة اإىل جمتمع استهالكي،‏ ووقوع كثري من<br />

املواطنني ‏ضحايا للنصب واالحتيال.‏<br />

ومقال ظاهرة االأنفاق هل اأصبحت اأمراً‏ واقعاً؟!‏ لزياد جرغون عضو اللجنة املركزية<br />

للجبهة الدميقراطية لتحرير فلسطني واملنشور يف دنيا الراأي بتاريخ 2008، 12/ 14/<br />

حيث اأكد اأن االأنفاق يف رفح جاءت يف ظرف احتاليل،‏ وكرد طبيعي على قهر االحتالل<br />

وحالة احلصار املفروض على قطاع غزة،‏ واأن االأنفاق اأدت اإىل ظهور طبقة من االأغنياء،‏


د.أشرف الغليظ<br />

اآلثار السياسية واالقتصادية واالجتماعية لظاهرة األنفاق على اجملتمع الفلسطيني د.‏ زكي مرجتى<br />

في قطاع غزة من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس باجلامعات الفلسطينية<br />

واأشار اإىل اأن املجتمع الغزي اأصبح استهالكيا مائة باملائة نتيجة توقف التصدير واالإنتاج،‏<br />

واأدت اإىل تشغيل اآالف من العمال فيها اإضافة اإىل ‏شيوع ظاهرة عمالة االأطفال فيها دون<br />

رقيب اأو حسيب،‏ واأدت اإىل وفاة واإصابة العرشات العمال دون ‏ضمان حلقوقهم،‏ ويوؤكد اأن<br />

االأنفاق خففت الضغط على اإرسائيل لفتح املعابر ورفع احلصار،‏ ويشري اإىل اأن اإرسائيل<br />

عملت عرب حماوالت تدريجية للتخلص من قطاع غزة،‏ وزجه يف وجه مرص لريبط مبرص<br />

اقتصاديا،‏ والتنصل من مسوؤولياتها كدولة احتالل مسئولة عنه،‏ وفصل قطاع غزة عن<br />

الضفة الغربية والقدس،‏ ويوؤكد اأن االأنفاق اأدت اإىل ارتفاع االأسعار واحتكار السلع من قبل<br />

طبقة من التجار.‏<br />

ولقد دفعت قلة الدراسات العلمية حول موضوع االأنفاق الباحثني اإىل عقد ورشة عمل<br />

حول املوضوع بهدف اإحداث عصف ذهني وتكوين خلفية تساعد يف بناء اأداة الدراسة،‏<br />

حيث قاما بدعوة )15( عضو هيئة تدريس من العاملني يف اجلامعات الفلسطينية،‏ ومن<br />

ذوي االختصاص يف جمال االجتماع واالقتصاد والسياسية والتاريخ واالإعالم.‏<br />

اخللفية النظرية:‏<br />

حلت السيادة العثمانية عام ‏)‏‎1516‎م(‏ حمل السيادة اململوكية،‏ وقد امتد احلكم<br />

العثماين يف فلسطني اإىل اأربعمائة عام،‏ ويف اأثناء احلرب العاملية االأوىل وقعت بريطانيا<br />

وفرنسا اتفاقية ‏سايكس-‏ بيكو ‏)‏‎1916‎م(‏ والتي ‏ضمنت من خاللها بريطانيا اأن تكون<br />

فلسطني بحدودها احلالية حتت احتاللها عام ‏)‏‎1917‎م(‏ وقد اأعطى موؤمتر ‏سان رميو يف<br />

عام ‏)‏‎1920‎م(‏ بريطانيا حق الوصاية على فلسطني وفق املادة )22( من ميثاق عصبة<br />

االأمم املتحدة،‏ وانتهى هذا االنتداب يف 15 مايو عام ‏)‏‎1948‎م(‏ بعد قيام الكيان الصهيوين<br />

على اأرض فلسطني التاريخية . ‏)جامعة القدس املفتوحة،‏ 2008(<br />

ومل تكن االأنفاق يف مدينة رفح جنوب غزة ظاهرة حديثة النشأة،‏ بل هي ظاهرة<br />

تاريخية يف املرحلة املمتدة من قيام الكيان الصهيوين عام 1948- 1967، ثم بعد<br />

احتالل قطاع غزة والضفة الغربية،‏ حتى توقيع عملية السالم عام )1993( ، و قيام السلطة<br />

1994 حتى االآن.‏ لقد كان انسحاب االحتالل الصهيوين من ‏شبة جزيرة ‏سيناء عام 1982<br />

املحطة االأوىل لظاهرة االأنفاق الرسية التي كانت تستخدم لتهريب املمنوعات،‏ بالإضافة<br />

ملا حتتاجه املقاومة من ‏سالح.‏ ‏)مدللة،‏‎2010‎‏(‏ .<br />

وبعد اأقل من عام على انسحاب اإرسائيل من ‏شبه جزيرة ‏سيناء،‏ مت اكتشاف اأول نفق<br />

بني رفح الفلسطينية ورفح املرصية من قبل االحتالل الصهيوين،‏ ولكن مل تنته هذه الظاهرة،‏<br />

فتفاقمت،‏ وخاصة منذ دخول االنتفاضة االأوىل عام ‏)‏‎1987‎م(‏ ، فكانت تستخدم لتهريب<br />

278


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

املمنوعات والسالح.‏ فقبل عام )2000( عملت االأنفاق على تهريب املمنوعات،‏ ونادراً‏ ما<br />

كان يهرب السالح للمقاومة.‏ ولكن مع بداية انتفاضة االأقصى يف ‏سبتمرب من العام 2000،<br />

بداأت االأنفاق تعمل بشكل جدي يف تهريب السالح لفصائل املقاومة،‏ وازداد عدد االأنفاق<br />

وتوسع نشاطها،‏ فمع بداية االنتفاضة،‏ عمل االحتالل جاهداً‏ على تفجري اأي نفق يُكتشف،‏<br />

مما اأدى اإىل استشهاد العديد من االأشخاص الذين كانوا يعملون بالأنفاق،‏ ولكن مل مينع<br />

ذلك من مواصلة العمل بها،‏ بل استمرت وتواصلت دون توقف،‏ كما عملت فصائل املقاومة<br />

على حفر العديد من االأنفاق من اأجل تهريب السالح،‏ مما اأدى اإىل ردود فعل ‏صهيونية متثلت<br />

بنسف مئات املنازل احلدودية يف مدينة رفح وهدمها،‏ بالآليات الصهيونية املتمركزة على<br />

الرشيط احلدودي بني جمهورية مرص العربية وقطاع غزة يف مدينة رفح.‏ ‏)مدللة،‏ 2010(<br />

وبعد انسحاب االحتالل الصهيوين من قطاع غزة عام )2005( بداأ يشدد من ‏سيطرته<br />

على املعابر،‏ واأدى فوز حركة املقاومة االإسالمية حماس بعد انتخابات )25( يناير عام<br />

)2006( بنحو 76 مقعداً‏ من مقاعد املجلس الترشيعي اإىل فرض احلصار على قطاع غزة،‏<br />

واأدت اأحداث يونيو 2007 التي اأفضت اإىل ‏سيطرة حركة حماس على القطاع بالقوة اإىل<br />

تشديد احلصار،‏ وطال ذلك جميع مرافق احلياة،‏ حيث مُ‏ نع جتار قطاع غزة من استرياد اآالف<br />

السلع والبضائع واملواد اخلام،‏ فأصبحت السلع قارصة على بعض املواد الغذائية التي ال<br />

تتعدى اأربعني ‏صنفاً‏ مع بعض االأدوية البسيطة.‏ ‏)الصوراين،‏ 2008( .<br />

وقد ازدادت االأنفاق يف منطقة رفح على الرشيط احلدودي بني جمهورية مرص العربية<br />

وقطاع غزة يف ظرف احتاليل ‏صعب،‏ وكرد طبيعي على قهر االحتالل،‏ ومن هنا بداأت<br />

تأخذ مرشوعيتها يف اإسناد املقاومة،‏ ومن ثم للتخفيف من اآثار احلصار الظامل واجلائر<br />

الذي اأصبح يشمل مناحي احلياة كافة بدءا من الوقود والكهرباء واملاء واالأدوية واملواد<br />

التموينية االأساسية،‏ واأخريا منع حتويل النقود للموظفني،‏ من هنا حاولت االأنفاق املنترشة<br />

على طول احلدود من التخفيف عن السكان املحارصين بقطاع غزة الذين جتاوز عددهم<br />

املليون والنصف.‏ ‏)جرعون،‏ 2008(<br />

وبسبب احلصار حتول قطاع غزة اإىل ‏سجن كبري،‏ ومقربة جماعية،‏ حيث رافق احلصار<br />

انهيار يف املجاالت كافة،‏ وال ‏سيما املجال االقتصادي الذي ‏شمل القطاعات االقتصادية<br />

كافة،‏ اإضافة ملنع املواد اخلام مما اأدى اإىل اإغالق معظم املنشآت الصناعية،‏ اإضافة اإىل<br />

ذلك فإن البعد االإنساين للحصار متثل يف موت العرشات من املرضى،‏ اإما لنقص االأدوية يف<br />

املستشفيات،‏ اأو ملنع حتويلهم للعالج يف اخلارج،‏ كذلك امتد اإىل التعليم ومنع دخول املواد<br />

التعليمية،‏ وبخاصة يف بدايات العام الدراسي،‏ ومنع طالب اجلامعات من السفر ملواصلة<br />

دراستهم باخلارج اأو يف الضفة الغربية.‏<br />

279


د.أشرف الغليظ<br />

اآلثار السياسية واالقتصادية واالجتماعية لظاهرة األنفاق على اجملتمع الفلسطيني د.‏ زكي مرجتى<br />

في قطاع غزة من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس باجلامعات الفلسطينية<br />

فلم يكن مستغرباً‏ لدى املجتمع الغزي من توسيع عملية بناء االأنفاق بدون اأي تنظيم<br />

اأو اإرشاف،‏ كشكل من اأشكال التحدي للحصار،‏ وتعزيز ‏صمود املواطنني والتخفيف عن<br />

السكان املحارصين يف قطاع غزة الذين جتاوز عددهم املليون ونصف،‏ واأصبحت االأنفاق<br />

‏رشيان احلياة الرئيس لقطاع غزة املحارص منذ حوايل اأربع ‏سنوات،‏ وتُعدُّ‏ الطريقة الوحيدة<br />

لتعزيز بقاء السلطة يف قطاع غزة.‏<br />

وقد راأى بعض اأعضاء املجلس الترشيعي من نواب حركة التغيري واالإصالح اأن االأنفاق<br />

مهمة من اأجل تخفيف احلصار،‏ واأنها حتل بعض مشكالت احلصار الصهيوين الذي فرض<br />

على غزة فيما يتعلق باحلياة االأساسية.‏ ‏)وكالة اسوشيت برس ،2008( .<br />

ولعل تهريب البضائع عرب االأنفاق هي عملية مملوءة بالتناقض واملفارقات،‏ بدءاً‏<br />

من الركود االقتصادي والفقر يف بعض االأحيان،‏ وصوالً‏ اإىل جشع اأصحاب االأنفاق عرب<br />

تهريب كل اأنواع املمنوعات،‏ وهدفهم الوحيد اأن يتحكموا بالسوق واالأسعار ويحتكرون<br />

السلع،‏ بأسعار باهظة،‏ وحتقيق احلد االأعلى من االأرباح،‏ دون االأخذ بالوضع االإنساين اأو<br />

الوطني.‏ ‏)الصوراين،‏ 2008(<br />

ومن اجلدير ذكره اأن فصائل املقاومة الفلسطينية استخدمت اأسلوب حفر االأنفاق<br />

لتنفيذ عمليات فدائية ‏ضد االحتالل الصهيوين،‏ االأمر الذي اأكسب االأنفاق الرشعية والتأييد<br />

يف املجتمع الفلسطيني،‏ فقد كان اأول استخدام لالأنفاق يف عمليات فدائية خالل انتفاضة<br />

االأقصى يف 26 ‏سبتمرب 2001، حينما فجرت املقاومة الفلسطينية عبوة كبرية اأسفل<br />

موقع ‏)ترميد(‏ العسكري الصهيوين قرب بوابة ‏صالح الدين يف رفح على احلدود املرصية<br />

الفلسطينية،‏ تالها عملية يف 13 ديسمرب 2003 اأسفل موقع ‏)حردون(‏ العسكري يف حي<br />

يبنا برفح.‏ ‏)زقوت،‏ 2010(<br />

وتشري ‏)سالمة،‏ 2009( اإىل اأن تهريب البضائع عرب االأنفاق اأدى اإىل توفري السلع<br />

بأسعار مضاعفة،‏ واإطالة اأمد احلصار الصهيوين لقطاع غزة،‏ ومن ثم اعتماد قطاع غزة<br />

‏شيئا فشيئا على مرص،‏ مما يعني حتقيق الهدف االإرسائيلي يف ‏سلخ قطاع غزة عن باقي<br />

الوطن الفلسطيني الذي حتتله اإرسائيل،‏ وبالتايل اإجهاض املرشوع الوطني الفلسطيني<br />

القائم على اأساس اإقامة الدولة الفلسطينية يف الضفة الغربية وقطاع غزة،‏ كما ‏ساهمت<br />

االأنفاق يف تعزيز استمرار االنقسام الداخلي،‏ ودعم ‏سيطرة حماس على القطاع،‏ ونشوء<br />

جماعات منتفعة على طريف احلدود املرصية الفلسطينية،‏ اإىل جانب ذلك فقد اأرست ظاهرة<br />

االأنفاق ثقافة غريبة على املجتمع الغزي مثل تهريب بعض العقارات الطبية ‏»كالرتامادول«‏<br />

التي تعاطتها ‏رشائح واسعة من الشباب الفلسطيني،‏ االأمر الذي فاقم الوضع املأساوي<br />

وروح االإحباط واليأس بني الشباب.‏<br />

280


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

احلصار وأثره السياسي واالقتصادي على قطاع غزة:‏<br />

مل يكن الوضع السياسي مبعزل عن الوضع االقتصادي واالجتماعي،‏ فبعد اأن فازت<br />

حركة حماس يف انتخابات 2006، وشُ‏ كلت احلكومة العارشة بداأت الدول الغربية حتارص<br />

قطاع غزة ‏سياسياً‏ واقتصادياً،‏ حيث اأصبح القطاع يف عزلة تامة عن العامل،‏ وترتب على ذلك<br />

مواقف من الدول الداعمة للشعب الفلسطيني لوقف الدعم السياسي واملنح واملساعدات،‏ كما<br />

قام االحتالل بحجز عائدات السلطة من الرضائب واجلمارك،‏ مما اأدى اإىل ازدياد املعاناة،‏<br />

فنتيجة لهذا احلصار اجلائر بحق اأهايل قطاع غزة،‏ اأصبح هناك هجرة واضحة للعقول<br />

وراأس املال واإلغاء كثري من املشاريع وتوقفها،‏ وتدهور الوضع السياسي واالقتصادي،‏<br />

وتدهور الوضع االإنساين اإىل اأن وصل الفقر اإىل %65 يف نهاية 2006. ‏)اأبو مدللة،‏ 2008(<br />

ويف ‏ضوء االأحداث يف منتصف عام ‎2007‎التي قامت بها حركة حماس يف قطاع غزة<br />

، ‏شدد الكيان الصهيوين اإغالقه اأكرث من ذي قبل،‏ كما اأعلن عن قطاع غزة منطقة معادية<br />

يف 2007، 9/ 19/ واألغى الكود اجلمركي التجاري ملواطني القطاع،‏ وقد اأثر هذا االإغالق<br />

املشدد على احلالة السياسية واالقتصادية واالجتماعية بصورة كبرية.‏ ويف يناير 2008<br />

كان احلصار االأقسى واالأكرث حدة وشدة،‏ وبخاصة فيما يتعلق مبنع اإدخال املساعدات<br />

االإنسانية،‏ وكذلك الوقود الذي يأتي بوساطة االأونروا وغريها من موؤسسات االإغاثة الدولية،‏<br />

فأدى هذا اإىل تصعيد الوضع السياسي واالقتصادي واالجتماعي،‏ فقد توقف عمل حمطة<br />

الكهرباء،‏ اإضافة اإىل حمطات البرتول،‏ وتهدد اخلطر املستشفيات واالأجهزة التي تعمل<br />

بوساطة الوقود،‏ وكادت غزة تقع يف اأزمة بيئية بسبب عدم وجود الوقود املشغل للماتورات<br />

اخلاصة باملياه العادمة،‏ وغرقت غزة يف ظالم دامس،‏ وتعطلت مبوجبها مقومات احلياة<br />

املدنية كافة،‏ يف حماولة الإعادة القطاع لالأزمنة القدمية.‏ ‏)اأبو رمضان،‏ 2008(<br />

ولقد اأدى ذلك اإىل اتساع حجم البطالة يف قطاع غزة،‏ حيث تبلغ االأيدي العاملة حوايل<br />

384 األف عامل منهم 105 األف يف القطاع العام،‏ منهم 75 األف موظف يتلقون رواتبهم<br />

من السلطة الوطنية،‏ وهناك 119 األف موظف يف القطاع اخلاص،‏ و‎20‎ األف يف االأونروا<br />

واملوؤسسات غري احلكومية.‏ اأما العمال فبلغ تعدادهم حوايل 124 عامل.‏ ‏)اجلهاز املركزي<br />

لالإحصاء،‏ 2009( وهذه الظروف الصعبة التي يعانى منها املجتمع الغزي اأدت به اإىل اأن<br />

يكون فريسة لالإرهاق الشديد،‏ فأصبح املجتمع يشعر بحالة من اليأس واالإحباط والشعور<br />

باالغرتاب عن املجتمع املحيط به.‏<br />

ومل يكن هذا الوضع املأساوي الذي يعاين منه املجتمع قارصاً‏ على السياسات<br />

العدوانية الصهيونية فحسب،‏ بل يعود جزء منه اإىل الرتاكمات الداخلية طوال االأعوام<br />

السابقة للسلطة بسبب تعمق اخللل والفساد والتلوث املايل واالإداري.‏ ‏)اأبو مدللة،‏ 2009(<br />

281


د.أشرف الغليظ<br />

اآلثار السياسية واالقتصادية واالجتماعية لظاهرة األنفاق على اجملتمع الفلسطيني د.‏ زكي مرجتى<br />

في قطاع غزة من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس باجلامعات الفلسطينية<br />

وميكن القول اإن الوضع السياسي واالقتصادي يف فلسطني وصل اإىل اأسواأ اأحواله،‏<br />

فاالحتالل الصهيوين ميارس اأبشع املمارسات ‏ضد املجتمع الفلسطيني،‏ يف اإغالقه الداخلي<br />

واخلارجي،‏ وعمليات البطش واالغتياالت،‏ واالعتقاالت واملداهمات اليومية واقتالع<br />

االأشجار والتجريف،‏ وانعكس ذلك بصورة ‏سلبية على املجتمع،‏ كما عانى من املقاطعة<br />

الدولية واالنقسام السياسي الفلسطيني،‏ وتدهور االأوضاع االأمنية.كما قام االحتالل<br />

الصهيوين يف نهاية عام 2008 بعدوان ‏شامل على قطاع غزة استمر حوايل 23 يوماً،‏<br />

وكان الهدف من هذا العدوان تدمري ما تبقى من القوة السياسية واالقتصادية للمجتمع<br />

الفلسطيني،‏ فعلى مدار الساعة مارس االحتالل اإرهاباً‏ ممنهجاً‏ ومربجماً‏ حيث استخدم يف<br />

عدوانه اأسلحة حمرمة دولياً‏ مثل الفسفور االأبيض وغريه من االأسلحة.‏ اإذ بلغ عدد الشهداء<br />

حوايل 1500 ‏شهيد من النساء واالأطفال والشيوخ والعاملني يف طواقم الصحة واملطافئ،‏<br />

اأما عدد اجلرحى فقد بلغ 5500 جريح،‏ منهم 500 يف حالة اخلطر الشديد،‏ وعدد كبري فقد<br />

اأحد اأطرافه اأو بعض اأطرافه ‏)اجلهاز املركزي لالإحصاء،‏ 2009( .<br />

ويشري املركز املركزي لالإحصاء )2009( اأيضاً‏ اإىل اأن التدمري ‏شمل اآالف البيوت،‏ حيث<br />

دُمِّ‏ رت 4000 منزل تدمرياً‏ كلياً‏ كما هو احلال يف عزبة عبد ربه،‏ وحي السالم،‏ واالإرساء،‏<br />

وحي الزيتون،‏ ودُمِّ‏ ر حوايل 17 األف منزل تدمرياً‏ جزئياً،‏ كما دُمٍّ‏ رت منشآت بأكملها،‏<br />

وجُ‏ رِّفت اآالف الدومنات من اأشجار احلمضيات والزيتون،‏ ومزارع الدواجن واالأبقار،‏ حيث<br />

بلغت اخلسائر ماليني الدوالرات يف خمتلف القطاعات.‏<br />

وقصف االحتالل العديد من املوؤسسات احلكومية والدولية،‏ فقد قُ‏ ‏صف جممع الوزارات<br />

يف غزة،‏ واملقر الرئيسي لالأمم املتحدة،‏ والعديد من املدارس احلكومية ومدارس وكالة<br />

الغوث،‏ اإذ بلغ اإجمايل اخلسائر حوايل 1.9 مليار دوالر ‏)املجلس االقتصادي للتنمية<br />

واالإعمار،‏ 2009(<br />

وتشري بعض التقديرات اإىل اأن اإجمايل اخلسائر املبارشة،‏ وصل حوايل 2 مليار دوالر،‏<br />

وهناك بعض املوؤسسات الدولية اأشارت اإىل اأن اإجمايل اخلسائر املبارشة وغري املبارشة<br />

يف قطاع غزة نتيجة العدوان قدر بحوايل 4 مليارات دوالر.‏ ‏)اأبو مدهلل،‏ 2010(<br />

موقع األنفاق وعددها:‏<br />

تنحرص االأنفاق بني منطقتي تل زعرب غرباً‏ حتى نهاية معرب رفح ‏رشقاً،‏ على مسافة<br />

عدة كيلومرتات،‏ بسبب االأراضي ‏شبه الطينية املتماسكة يف تلك املنطقة التي تبلغ حوايل<br />

‎12‎كم،‏ وهي معروفة لدى املهربني من كال الطرفني بحكم العالقات التاريخية،‏ واملصالح<br />

املشرتكة التي تربطهم عرب تواجدهم على جانبي احلدود املرصية الفلسطينية.‏<br />

282


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

ومنذ منتصف عام 2007 تزايد عدد االأنفاق بني اجلانبني من 20 نفقاً،‏ اإىل اأن وصل<br />

حسب بعض التقديرات اإىل ما يقارب 500 نفق،‏ وكان ذلك يف نوفمرب 2008. وهناك من<br />

يتوقع اأن عدد االأنفاق يف تلك الفرتة وصل حوايل 800 نفق منها ما يعمل،‏ ومنها قيد<br />

االإنشاء ‏)الصوراين،‏ 2008(<br />

ويصل طول االأنفاق ما بني 200 مرت اإىل 1000، ويف بعض املناطق يصل اإىل 1500<br />

مرت،‏ وعرضها يصل من نصف مرت حتى مرتين،‏ وهي حتفر على اأعماق متفاوتة،‏ ففي بعض<br />

املناطق يرتاوح عمقها 8 اأمتار،‏ ويف مناطق 10 اأمتار،‏ ويف مناطق اأخرى يصل عمقها اإىل<br />

30 مرتاً،‏ فيعود ذلك اإىل نوعية الرتبة،‏ اأما بالنسبة اإىل التكلفة فتصل تكلفة املرت الواحد<br />

من 70 دوالراً،‏ حتى 100 دوالر حسب طول النفق ‏)الصوراين،‏ 2( 2008: فبلدية رفح مع<br />

بداية ‏شهر اأيلول ‏سبتمرب 2008 عملت على فرض رسوم على اأصحاب االأنفاق حتت مسمى<br />

جتاري،‏ وكانت رسوم النفق الواحد حوايل $ 2500 رسوم ترخيص،‏ ومن يخالف القانون،‏<br />

يغلق نفقه اإذا كان يعمل،‏ ومينع من استكمال حفره اإذا كان قيد االإنشاء،‏ ومل يقترص االأمر<br />

على البلدية،‏ فهناك رسوم اشرتاك كهرباء لكل نفق.‏<br />

األنفاق عاملون وضحايا:‏<br />

يبلغ عدد العاملني بالأنفاق حوايل 15 األف عامل،‏ معظمهم من مدينة رفح والباقي<br />

من اأماكن متفرقة من القطاع،‏ وهدف اأصحاب االأنفاق هو جني االأرباح بدون النظر اإىل اأي<br />

اأمر اآخر،‏ وترتاوح اأعمار اأصحاب االأنفاق من 25 عاماً‏ اإىل 50 عاماً،‏ اأما العمال فهم من<br />

االأطفال والشباب التي ترتاوح اأعمارهم اأقل من 30 عاما . ‏)اأبو علبة،‏ 2008(<br />

واأدى ارتفاع عدد العاملني يف مدينة رفح اإىل انخفاض نسبة البطالة يف رفح،‏ حيث<br />

‏شهدت املدينة انتعاشاً‏ ملحوظاً،‏ مما نشط الوضع االقتصادي يف االأسواق وحركة النقل<br />

واملواصالت.‏ ‏)الصوراين،‏ 2008(<br />

واأصبحت هذه االأنفاق تسد رمق املواطن الغزي من خالل توفري ‏سلع له،‏ اأو توفري<br />

عمل،‏ اإال اأنها تسمى لدى املجتمع الغزي اأنفاق املوت،‏ ولكن ملرارة احلياة والبحث عن لقمة<br />

عيش بات املواطن الغزي يضحى بنفسه من اأجل توفري اأبسط مقومات حياته.‏<br />

واملجتمع الفلسطيني بقطاع غزة جمتمع عانى ويعاين وضحي ويضحي،‏ فهو يعاين من<br />

مرارة االحتالل واالنقسام،‏ كما يعاين من العمل داخل االأنفاق حيث تتعرض حياتهم للعديد<br />

283


د.أشرف الغليظ<br />

اآلثار السياسية واالقتصادية واالجتماعية لظاهرة األنفاق على اجملتمع الفلسطيني د.‏ زكي مرجتى<br />

في قطاع غزة من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس باجلامعات الفلسطينية<br />

من املخاطر بدءاً‏ من االنهيارات،‏ مروراً‏ بالصواعق الكهربائية،‏ اأو بعض السلع السامة مثل<br />

الدهانات ومشتقاتها،‏ ومواد التنظيف،‏ فضال عن الغارات التي يشنها الكيان الصهيوين فهذه<br />

االأنفاق حصدت العديد من العاملني بها جلّهم من االأطفال والشباب ‏)الكوفية برس،‏ 2009(<br />

ونظراً‏ لعدم وجود اأي ‏ضمانة للعامل،‏ وتزايد عدد ‏شهداء االأنفاق قامت حكومة غزة<br />

باستدعاء اأصحاب االأنفاق،‏ وفرضت عليهم دفع الدية الرشعية لعوائل القتلى يف االأنفاق،‏<br />

اإذ يصل التعويض عن الوفاة اإىل 20 األف دينار اأردين ‏)اأبو مدهلل،‏ 2009( ‏،ورغم املخاطر<br />

التي يتعرض لها العاملون داخل االأنفاق،‏ فإنهم يوؤكدون اأنهم مضطرون للعمل فيها من<br />

اأجل توفري متطلبات احلياة رغم احلياة الصعبة . ‏)اجلمل،‏ 2008(<br />

إجراءات الدراسة:‏<br />

يتضمن هذا اجلزء من الدراسة اخلطوات واالإجراءات التي متت يف اجلانب امليداين من<br />

حيث املنهجية املتبعة،‏ وجمتمع الدراسة وعينتها،‏ واأداة الدراسة،‏ واملعاجلات االإحصائية<br />

التي استخدمت يف حتليل البيانات الختبار ‏صدق اأداة الدراسة وثباتها،‏ ومن ثم جمع<br />

البيانات من العينة الكلية للتوصل اإىل النتائج النهائية للدراسة،‏ وذلك كما يأتي:‏<br />

منهج الدراسة:‏<br />

استخدم الباحثان املنهج الوصفي التحليلي،‏ واالإحصاءات والتقارير الصادرة عن<br />

املوؤسسات ذات العالقة.‏<br />

جمتمع الدراسة:‏<br />

تكون جمتمع الدراسة من اأعضاء هيئة التدريس يف اجلامعات الفلسطينية<br />

مبحافظات غزة.‏<br />

عينة الدراسة:‏<br />

طُ‏ بقت الدراسة على عينة عشوائية من اأعضاء هيئة التدريس العاملني باجلامعات<br />

الفلسطينية ‏)االأزهر-‏ واالإسالمية-‏ واالأقصى-‏ والقدس املفتوحة-‏ وغزة(‏<br />

عينة الدراسة:‏<br />

طُ‏ بقت الدراسة على عينة عشوائية مكونة من )96( من اأساتذة اجلامعات الفلسطينية<br />

يف قطاع غزة،‏ واجلدول االآتي يبني توزيع العينة تبعاً‏ للمتغريات التصنيفية:‏<br />

284


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

%<br />

81.2<br />

18.7<br />

14.6<br />

22.9<br />

12.5<br />

36.5<br />

13.5<br />

74.0<br />

18.7<br />

7.3<br />

الجدول )1(<br />

يبين توزيع أفراد عينة الدراسة<br />

العدد<br />

املتغري<br />

ذكور<br />

النوع االجتماعي<br />

اإناث<br />

االإسالمية<br />

االأزهر<br />

االأقصى<br />

اجلامعة<br />

القدس<br />

غزة<br />

اأستاذ مساعد<br />

الدرجة العلمية اأستاذ مشارك<br />

اأستاذ<br />

78<br />

18<br />

14<br />

22<br />

12<br />

35<br />

13<br />

71<br />

18<br />

7<br />

أداة الدراسة:‏<br />

م<br />

اأعدَّ‏ الباحثان استبانة للوقوف على االآثار املرتتبة على ظاهرة االأنفاق على املجتمع<br />

الفلسطيني بقطاع غزة،‏ حيث تكونت االأداة من )33 فقرة(‏ ، اأجيب عنها بشكل فردي اأو<br />

جماعي،‏ واستغرق تطبيق االستبانة من – 15 20 دقيقة،‏ لكن ال يوجد وقت حمدد بدقة<br />

للتطبيق.‏<br />

وتتوزع الفقرات على ثالثة اأبعاد فرعية كما يبني اجلدول االآتي:‏<br />

الجدول )2(<br />

يبين أبعاد االستبيان وعدد فقرات كل بعد<br />

االأبعاد<br />

285<br />

1<br />

االآثار السياسية<br />

عدد الفقرات<br />

9<br />

2<br />

االآثار االقتصادية<br />

12<br />

3<br />

االآثار االجتماعية<br />

جمموع الفقرات<br />

12<br />

33<br />

واأجيب عن فقرات االستبانة وفقاً‏ خلمسة بدائل على طريقة ليكرت وهي ‏)كبرية جداً-‏<br />

كبرية-‏ متوسطة-‏ ‏ضعيفة-‏ ‏ضعيفة جداً(‏ ، وصححت كالآتي:‏ )5- 4- 3- 2- 1( على التوايل<br />

بالنسبة للفقرات املوجبة.‏ اأما الفقرات السلبية،‏ فصححت كالآتي:‏ )1- 2- 3- 4- 5(


د.أشرف الغليظ<br />

اآلثار السياسية واالقتصادية واالجتماعية لظاهرة األنفاق على اجملتمع الفلسطيني د.‏ زكي مرجتى<br />

في قطاع غزة من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس باجلامعات الفلسطينية<br />

صدق األداة وثباتها:‏<br />

‏.‏‎1‎الصدق:‏ 1<br />

. أصدق املحكمني:‏<br />

للتأكد من ‏صدق اأداة الدراسة من خالل ‏صدق املحكمني،‏ عرض الباحثان الصورة<br />

االأولية لالستبانة على عدد من املحكمني من الزمالء املتخصصني يف املجال الرتبوي،‏<br />

ويف جمال العلوم السياسية،‏ وذلك بهدف معرفة اآرائهم ومالحظاتهم ومقرتحاتهم حول<br />

جماالت االستبانة وفقراتها ومدى وضوحها،‏ وترابطها،‏ ومدى حتقيقها الأهداف الدراسة،‏<br />

وفُ‏ رغت املالحظات التي اأبداها املحكمون،‏ ويف ‏ضوئها اأعاد الباحثان ‏صياغة بعض<br />

الفقرات،‏ وبقيت االستبانة تتكون من 33 فقرة.‏<br />

‏.بصدق االتساق الداخلي:‏<br />

للتحقق من ‏صدق االستبانة وثباتها،‏ قام الباحثان بتطبيقها على عينة استطالعية<br />

عشوائية مكونة من )28( من االأساتذة اجلامعيني من جمتمع الدراسة االأصلي.‏<br />

وحُ‏ ‏سب ‏صدق االتساق الداخلي من خالل تقدير ارتباط درجات كل فقرة من فقرات<br />

االستبانة مع درجة البعد الذي تنتمي اإليه،‏ واجلدول االآتي يوضح ذلك:‏<br />

الجدول )3(<br />

أوالً/‏ يبين قيم االرتباطات بين درجة كل فقرة مع درجة البعد الفرعي الذي تنتمي إليه<br />

البعد<br />

م<br />

معامل<br />

االرتباط<br />

مستوى الداللة<br />

البعد<br />

م<br />

معامل<br />

االرتباط<br />

مستوى الداللة<br />

0.721<br />

0.761<br />

0.864<br />

0.830<br />

0.696<br />

0.392<br />

0.655<br />

0.495<br />

0.836<br />

0.612<br />

12<br />

13<br />

14<br />

15<br />

16<br />

17<br />

18<br />

19<br />

20<br />

21<br />

0.747<br />

0.862<br />

0.786<br />

0.453<br />

0.766<br />

0.583<br />

0.830<br />

0.448<br />

0.853<br />

0.585<br />

0.598<br />

1<br />

2<br />

3<br />

4<br />

5<br />

6<br />

7<br />

8<br />

9<br />

10<br />

11<br />

1- االآثار السياسية<br />

2- االآثار االقتصادية<br />

دالة عند 0.01<br />

دالة عند 0.01<br />

دالة عند 0.01<br />

دالة عند 0.05<br />

دالة عند 0.01<br />

دالة عند 0.01<br />

دالة عند 0.01<br />

دالة عند 0.05<br />

دالة عند 0.01<br />

دالة عند 0.01<br />

دالة عند 0.01<br />

2- االآثار االقتصادية<br />

دالة عند 0.01<br />

دالة عند 0.01<br />

دالة عند 0.01<br />

دالة عند 0.01<br />

دالة عند 0.01<br />

دالة عند 0.05<br />

دالة عند 0.01<br />

دالة عند 0.01<br />

دالة عند 0.01<br />

دالة عند 0.01<br />

286


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

البعد<br />

م<br />

معامل<br />

االرتباط<br />

مستوى الداللة<br />

البعد<br />

م<br />

معامل<br />

االرتباط<br />

مستوى الداللة<br />

0.660<br />

0.610<br />

0.583<br />

0.627<br />

0.721<br />

0.695<br />

0.762<br />

0.756<br />

0.581<br />

0.702<br />

0.750<br />

0.661<br />

22<br />

23<br />

24<br />

25<br />

26<br />

27<br />

28<br />

29<br />

30<br />

31<br />

32<br />

33<br />

3- االآثار االجتماعية<br />

دالة عند 0.01<br />

دالة عند 0.01<br />

دالة عند 0.01<br />

دالة عند 0.01<br />

دالة عند 0.01<br />

دالة عند 0.01<br />

دالة عند 0.01<br />

دالة عند 0.01<br />

دالة عند 0.01<br />

دالة عند 0.01<br />

دالة عند 0.01<br />

دالة عند 0.01<br />

م<br />

قيمة ر الجدولية ‏)درجات حرية=‏ 26( عند 0.05= 0.374، وعند 0.01= 0.478<br />

يتضح من اجلدول السابق اأن معظم فقرات االستبانة حققت ارتباطات دالة مع درجة<br />

البعد الذي تنتمي اإليه،‏ وجميعها ارتباطات دالة عند مستوى 0.01 ومستوى 0.05، مما<br />

يشري اإىل اأن االستبانة تتسم بدرجة جيدة من االتساق الداخلي واأنها تصلح لقياس اآثار<br />

ظاهرة االأنفاق على املجتمع الغزي لدى اأفراد العينة،‏ وبذلك تبقى االستبانة يف ‏صورتها<br />

النهائية مكونة من )33( فقرة.‏<br />

وبذلك تكون الدرجة الكلية لالستبانة يف ‏صورتها النهائية ترتاوح بني )33- 165( درجة<br />

كما قُ‏ درت معامالت االرتباط بني درجة كل بعد والدرجة الكلية لالستبانة،‏ وذلك كما يأتي:‏<br />

الجدول )4(<br />

يبين قيم االرتباطات بين درجة كل بعد والدرجة الكلية لاستبانة<br />

االأبعاد<br />

االآثار السياسية<br />

االآثار االقتصادية<br />

االآثار االجتماعية<br />

معامل االرتباط<br />

0.622<br />

0.870<br />

0.761<br />

287<br />

1<br />

2<br />

3<br />

مستوى الداللة<br />

دالة عند 0.01<br />

دالة عند 0.01<br />

دالة عند 0.01<br />

قيمة ر الجدولية ‏)درجات حرية=‏ 26( عند 0.05= 0.374، وعند 0.01= 0.478


د.أشرف الغليظ<br />

اآلثار السياسية واالقتصادية واالجتماعية لظاهرة األنفاق على اجملتمع الفلسطيني د.‏ زكي مرجتى<br />

في قطاع غزة من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس باجلامعات الفلسطينية<br />

يتضح من اجلدول السابق اأن جميع اأبعاد االستبانة حققت ارتباطات دالة مع درجتها<br />

الكلية،‏ وجميعها ارتباطات دالة عند مستوى 0.01، مما يشري اإىل اأن االستبانة تتسم بدرجة<br />

جيدة من االتساق الداخلي واأنها تصلح لقياس اآثار ظاهرة االأنفاق على املجتمع الفلسطيني<br />

بقطاع غزة لدى اأفراد العينة.‏<br />

‏.‏‎2‎ثبات 2 االستبيان:‏<br />

حُ‏ ‏سب ثبات االستبانة بالطرق االآتية:‏<br />

. أطريقة التجزئة النصفية:‏<br />

حسب الباحثان ثبات االستبانة بطريقة التجزئة النصفية،‏ وذلك بحساب معامل<br />

االرتباط بني درجات اأفراد العينة االستطالعية على الفقرات الفردية لالستبانة )17 فقرة(،‏<br />

ودرجاتهم على الفقرات الزوجية )16 فقرة(‏ ، واملكونة لالستبانة ‏)جمموع الفقرات = 33<br />

فقرة(‏ ، وقد بلغت قيمة معامل ارتباط بريسون بني النصفني )0.634( ثم اُستخدمت معادلة<br />

جيتمان ‏)النصفني غري متساويني(‏ لتعديل طول االستبانة،‏ وقد بلغت قيمة معامل الثبات<br />

بعد التعديل بتلك املعادلة )0.776( ، وهي قيمة دالة اإحصائياً‏ عند مستوى داللة اأقل من<br />

0.01، االأمر الذي يدلل على درجة جيدة من الثبات.‏<br />

‏.بمعادلة كرونباخ األفا:‏<br />

قُ‏ دِّر ثبات االستبانة بحساب معامل كرونباخ األفا لفقرات االستبانة ‏)عدد الفقرات =<br />

33( ، وقد بلغت قيمة األفا )0.935( ، وهي قيمة تدلل على مستوى جيد من الثبات،‏ وهي<br />

دالة عند مستوى داللة اأقل من 0.01، وتفي مبتطلبات تطبيق االستبانة على اأفراد العينة.‏<br />

وبذلك يتضح اأن االستبانة تتسم بدرجة جيدة من الصدق والثبات تفي مبتطلبات تطبيقها<br />

على اأفراد عينة الدراسة جلمع البيانات امليدانية.‏<br />

األساليب اإلحصائية:‏<br />

للتحقق من ‏صدق وثبات االستبانة،‏ اُستخدمت املعامالت االآتية:‏<br />

♦<br />

♦<br />

معامل ارتباط بريسون:‏ لتقدير ‏صدق االتساق الداخلي لالستبانة.‏<br />

معادلة جتمان:‏ لتقدير ثبات االستبانة بالتجزئة النصفية.‏<br />

♦<br />

♦<br />

معامل كرونباخ األفا:‏ لتقدير ثبات االستبانة.‏<br />

288<br />

♦ ♦


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

وللتوصل اإىل نتائج الدراسة استخدم الباحثان االأساليب االإحصائية االآتية:‏<br />

املتوسط احلسابي واالنحراف املعياري والوزن النسبي:‏ للكشف عن مستوى اآثار<br />

ظاهرة االأنفاق على املجتمع الفلسطيني بقطاع غزة لدى اأفراد العينة.‏<br />

289<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

اختبار ت لعينتني مستقلتني:‏ وذلك للكشف عن الفروق يف اآثار ظاهرة االأنفاق على<br />

املجتمع الفلسطيني تبعاً‏ للرتبة االأكادميية واجلنس.‏<br />

اختبار حتليل التباين االأحادي:‏ وذلك للكشف عن الفروق يف اآثار ظاهرة االأنفاق<br />

على املجتمع الفلسطيني يف قطاع غزة تبعاً‏ للجامعة.‏<br />

اخلطوات اإلجرائية:‏<br />

بعد انتهاء الباحثني من اإعداد االإطار النظري والدراسات السابقة،‏ حُ‏ ددت اأداة الدراسة<br />

وهي استبانة اآثار ظاهرة االأنفاق على املجتمع الفلسطيني يف قطاع غزة،‏ واستمارة<br />

بيانات دميوغرافية.‏ وحتديد العينة من اأساتذة اجلامعات الفلسطينية بقطاع غزة،‏ ووضع<br />

اأسئلة الدراسة.‏<br />

وبعد ذلك حُ‏ ددت عينة الدراسة،‏ حيث اختريت عينة عشوائية من اأساتذة اجلامعات<br />

الفلسطينية بقطاع غزة من اجلنسني.‏ وطبق الباحثان االأداة على العينة.‏<br />

وبعد االنتهاء من التطبيق ‏صححت االستبانة،‏ ورُصدت الدرجات عليها وفقاً‏ الأساليب<br />

التصحيح،‏ وعُ‏ وجلت هذه الدرجات باستخدام االأساليب االإحصائية املناسبة بهدف احلصول<br />

على النتائج املتعلقة بأسئلة الدراسة،‏ وقد استعان الباحثان بربنامج الرزم االإحصائية<br />

للعلوم االجتماعية SPSS بهدف التوصل للنتائج.‏<br />

عرض وتفسي نتائج الدراسة:‏<br />

‏◄◄النتائج املتعلقة بالسوؤال االأول الذي ينص على:‏ ما االآثار السياسية لظاهرة<br />

االأنفاق على املجتمع الفلسطيني بقطاع غزة من وجهة نظر اأعضاء هيئة<br />

التدريس باجلامعات الفلسطينية؟<br />

حسب الباحثان املتوسط احلسابي واالنحراف املعياري والوزن النسبي لدرجات اأفراد<br />

العينة من االأساتذة على كل فقرة من فقرات االستبانة؛ كما يف اجلداول االآتية:‏


د.أشرف الغليظ<br />

اآلثار السياسية واالقتصادية واالجتماعية لظاهرة األنفاق على اجملتمع الفلسطيني د.‏ زكي مرجتى<br />

في قطاع غزة من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس باجلامعات الفلسطينية<br />

الجدول )5(<br />

المتوسط الحسابي واالنحراف المعياري والوزن النسبي لدرجات العينة تبعاً‏ للبعد األول ‏)اآلثار السياسة(‏<br />

م<br />

البعد االأول ‏)االآثار السياسية(‏<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

االنحراف<br />

املعياري<br />

الوزن<br />

النسبي %<br />

86.88<br />

0.71<br />

4.34<br />

1 اأدت االأنفاق اإىل تقوية الفصائل املسلحة.‏<br />

83.96<br />

0.92<br />

4.20<br />

2 ‏ساهمت االأنفاق يف مد حركات املقاومة بالسالح.‏<br />

41.88<br />

1.03<br />

2.09<br />

3 ‏ساهمت االأنفاق يف استمرار االنقسام الفلسطيني.‏<br />

46.67<br />

1.05<br />

2.33<br />

4 ‏ساهمت االأنفاق يف توتري العالقات مع مرص.‏<br />

71.67<br />

0.98<br />

3.58<br />

5 اأدت االأنفاق بالفلسطينيني اإىل التفكري ببدائل للمعابر االإرسائيلية.‏<br />

48.13<br />

1.05<br />

2.41<br />

6 ترمي االأنفاق اإىل اإلقاء مسئولية قطاع غزة على اجلانب املرصي.‏<br />

36.25<br />

0.98<br />

1.81<br />

7 ‏ساهمت االأنفاق يف استمرار فرض احلصار االإرسائيلي على غزة<br />

68.75<br />

1.21<br />

3.44<br />

8 ‏ساهمت االأنفاق يف ‏صمود املواطن الفلسطيني يف غزة.‏<br />

47.50<br />

0.87<br />

9 اأدت االأنفاق اإىل التخفيف من املسئولية القانونية واالأخالقية الإرسائيل كقوة احتالل.‏ 2.38<br />

يتضح من اجلدول السابق اأن مظاهر االآثار السياسية لظاهرة االأنفاق على املجتمع<br />

الغزي لدى اأفراد العينة ترتاوح بني:‏ )36.25- 86.88 %( ، كانت اأعلى مظاهر االآثار<br />

السياسية لظاهرة االأنفاق على املجتمع الغزي كما يأتي:‏<br />

‏كانت الفقرة رقم : 1 « اأدت االأنفاق اإىل تقوية الفصائل املسلحة.«‏ االأعلى بوزن<br />

نسبي )%86.88( ‏.ويعزو الباحثان ذلك اإىل اأن ‏سيطرة حركات املقاومة على اإدارة االإنفاق<br />

مكنها من التزود بالسالح،‏ واملال وحرية احلركة.‏<br />

290<br />

<br />

<br />

◄<br />

‏تليها الفقرة رقم : 2 « ‏ساهمت االأنفاق يف مد حركات املقاومة بالسالح.«‏ بوزن<br />

نسبي )83.96 %( . ويعزو الباحثان ذلك اإىل اأن االأنفاق استطاعت مد حركات املقاومة<br />

بالسالح.‏<br />

‏◄النتائج املتعلقة بالسوؤال الثاين الذي ينص على:‏ ما االآثار االقتصادية لظاهرة<br />

االأنفاق على املجتمع الفلسطيني بقطاع غزة من وجهة نظر اأعضاء هيئة<br />

التدريس باجلامعات الفلسطينية؟


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

الجدول )6(<br />

المتوسط الحسابي واالنحراف المعياري والوزن النسبي لدرجات العينة<br />

تبعاً‏ للبعد الثاني ‏)اآلثار االقتصادية(‏<br />

م<br />

البعد الثاين ‏)االآثار االقتصادية(‏<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

االنحراف<br />

املعياري<br />

الوزن<br />

النسبي %<br />

37.29<br />

83.13<br />

95.83<br />

43.13<br />

39.58<br />

40.63<br />

37.50<br />

32.92<br />

53.75<br />

61.67<br />

46.25<br />

58.54<br />

0.89<br />

0.60<br />

0.41<br />

0.82<br />

0.74<br />

0.91<br />

0.85<br />

0.70<br />

1.13<br />

1.20<br />

1.07<br />

0.87<br />

1.86<br />

4.16<br />

4.79<br />

2.16<br />

1.98<br />

2.03<br />

1.88<br />

1.65<br />

2.69<br />

3.08<br />

2.31<br />

2.93<br />

‏ساهمت االأنفاق يف احتكار السلع يف السوق الغزي.‏<br />

‏ساهمت االأنفاق يف تزويد قطاع غزة بالسلع املختلفة.‏<br />

عملت االأنفاق على توفري املحروقات بأسعار خمفضة.‏<br />

اأدت االأنفاق اإىل ترضر طبقة من التجار لعدم مقدرتها على التعامل مع التهريب.‏<br />

اأدت االأنفاق اإىل ترضر طبقة من التجار نتيجة اخلداع من اجلانب االآخر.‏<br />

اأدت االأنفاق اإىل اأن يصبح املجتمع الغزي جمتمعاً‏ استهالكياً.‏<br />

اأدت االأنفاق اإىل تعزيز السلطة املوجودة يف قطاع غزة.‏<br />

اأدت االأنفاق اإىل ظهور طبقة من التجار اجلشعني.‏<br />

‏ساهمت االأنفاق يف ارتفاع اأسعار السلع.‏<br />

‏ساهمت االأنفاق يف التخفيف من معاناة املواطنني الغزيني.‏<br />

اأدت االأنفاق اإىل حل مشكلة البطالة.‏<br />

اأدت االأنفاق اإىل ارتفاع الرضائب.‏<br />

1<br />

2<br />

3<br />

4<br />

5<br />

6<br />

7<br />

8<br />

9<br />

10<br />

11<br />

12<br />

يتضح من اجلدول السابق اأن مظاهر االآثار االقتصادية لظاهرة االأنفاق على املجتمع<br />

الغزي لدى اأفراد العينة ترتاوح بني )32.92- 95.83 %( ، كانت اأعلى مظاهر االآثار<br />

االقتصادية لظاهرة االأنفاق على املجتمع الغزي كما يأتي:‏<br />

‏كانت الفقرة رقم 3 ‏»عملت االأنفاق على توفري املحروقات بأسعار خمفضة.«‏<br />

االأعلى بوزن نسبي )%95.83( . ويعزو الباحثان ذلك اإىل اأن اأسعار الوقود املهرب عرب<br />

االأنفاق من اجلانب املرصي اأرخص كثرياً‏ من اأسعار الوقود املستوردة عرب معرب نحال عوز<br />

حيث اإن الفارق يزيد عن %70.<br />

291<br />

<br />

<br />

‏تليها الفقرة رقم 2 ‏»ساهمت االأنفاق يف تزويد قطاع غزة بالسلع املختلفة.«‏<br />

بوزن نسبي )83.13 %( . ويعزو الباحثان ذلك اإىل اأن اأصحاب االأنفاق استطاعوا حفر<br />

املئات من االأنفاق عرب عمالة اأصبح لها خربة يف جمال حفر االأنفاق واإعادة تأهيلها،‏<br />

واإضافة التحسينات عليها بني فرتة واأخرى بالتوسعة واإضافة امليكنة التي ‏سهلت عملية<br />

نقل البضائع بني اجلانب املرصي والفلسطيني بكميات كبرية،‏ مما اأدى اإىل توفري السلع<br />

بأسعار مناسبة.‏


◄<br />

د.أشرف الغليظ<br />

اآلثار السياسية واالقتصادية واالجتماعية لظاهرة األنفاق على اجملتمع الفلسطيني د.‏ زكي مرجتى<br />

في قطاع غزة من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس باجلامعات الفلسطينية<br />

‏◄النتائج املتعلقة بالسوؤال الثالث الذي ينص على:‏ ما االآثار االجتماعية لظاهرة<br />

االأنفاق على املجتمع الفلسطيني بقطاع غزة من وجهة نظر اأعضاء هيئة<br />

التدريس باجلامعات الفلسطينية؟<br />

الجدول )7(<br />

المتوسط الحسابي واالنحراف المعياري والوزن النسبي لدرجات العينة<br />

تبعاً‏ للبعد الثالث ‏)اآلثار االجتماعية(‏<br />

م<br />

البعد الثالث ‏)االآثار االجتماعية(‏<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

االنحراف<br />

املعياري<br />

الوزن<br />

النسبي %<br />

57.71<br />

40.83<br />

36.88<br />

46.88<br />

27.92<br />

35.00<br />

39.17<br />

36.25<br />

49.58<br />

46.04<br />

48.13<br />

33.54<br />

1.06<br />

0.88<br />

0.84<br />

0.90<br />

0.69<br />

0.68<br />

0.63<br />

0.94<br />

0.97<br />

0.87<br />

1.05<br />

0.79<br />

2.89<br />

2.04<br />

1.84<br />

2.34<br />

1.40<br />

1.75<br />

1.96<br />

1.81<br />

2.48<br />

2.30<br />

2.41<br />

1.68<br />

اأدت االأنفاق اإىل تدين التحصيل العلمي للطلبة العاملني فيها.‏<br />

اأدت االأنفاق اإىل تفشي ظواهر غريبة على املجتمع الغزي كالدراجات النارية.‏<br />

اأدت االأنفاق اإىل ظهور جماعات ذات مصالح تدافع عنها.‏<br />

اأدت االأنفاق اإىل ظهور طبقة من العمال دون حماية نقابية.‏<br />

زادت االأنفاق اإىل تعاطي ‏رشائح كبرية الأقراص الرتامال واملخدرات<br />

‏شجعت االأنفاق الشباب على الهجرة اإىل اخلارج<br />

اأدت االأنفاق اإىل ارتباط ‏رشيحة من املجتمع باستمرارها.‏<br />

اأدت االأنفاق اإىل ترسب روح اليأس واالإحباط اإىل الشباب.‏<br />

اأدت االأنفاق اإىل ظهور طبقة من املهربني.‏<br />

اأدت االأنفاق اإىل عمالة االأطفال<br />

فتحت االأنفاق املجال النتشار ظاهرة االحتيال والنصب على املواطنني.‏<br />

‏ساهمت االأنفاق يف انتشار االأمراض بني السكان واحليوان والنبات.‏<br />

1<br />

2<br />

3<br />

4<br />

5<br />

6<br />

7<br />

8<br />

9<br />

10<br />

11<br />

12<br />

يتضح من اجلدول السابق اأن مظاهر االآثار االجتماعية لظاهرة االأنفاق على املجتمع<br />

الغزي لدى اأفراد العينة ترتاوح بني:‏ )27.92- 57.71 %( ، كانت اأعلى مظاهر االآثار<br />

االجتماعية لظاهرة االأنفاق على املجتمع الغزي كما يأتي:‏<br />

‏كانت الفقرة رقم : 1 ‏»اأدت االأنفاق اإىل تدين التحصيل العلمي للطلبة العاملني<br />

فيها.«‏ االأعلى بوزن نسبي )%57.71( . ويعزو الباحثان ذلك اإىل عمالة عدد كبري من الفتية<br />

ممن هم يف ‏سن املدرسة واجلامعة للعمل بحفر االأنفاق ونقل البضائع نتيجة للظروف<br />

االقتصادية الصعبة التي يعاين منها ‏سكان قطاع غزة،‏ مما دفعهم للعمل يف هذا املجال<br />

لفرتات طويلة اأثر على حتصيلهم الدراسي.‏<br />

‏تليها الفقرة رقم : 9 ‏»اأدت االأنفاق اإىل ظهور طبقة من املهربني.«‏ بوزن نسبي<br />

)%49.58( ويعزو الباحثان ذلك اإىل اأن االأنفاق ‏ساهمت يف ظهور طبقة من املهربني<br />

292


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

استطاعت الرثاء بشكل فاحش نتيجة امتالكهم لهذه االأنفاق وعملهم بها،‏ واقتصارها<br />

على طبقة معينة حيث قامت باستثمار اأموالها يف مشاريع عقارية درت عليهم كثرياً‏ من<br />

االأرباح.‏ والإجمايل النتائج حسب الباحثان املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية<br />

والوزن النسبي واجلدول االآتي يوضح ذلك<br />

الجدول )8(<br />

المتوسط الحسابي واالنحراف المعياري والوزن النسبي لدرجات العينة<br />

على استبانة آثار ظاهرة األنفاق على المجتمع الفلسطيني بقطاع غزة<br />

املتغري<br />

عدد الفقرات<br />

املتوسط احلسابي<br />

االنحراف املعياري<br />

الوزن النسبي %<br />

59.06<br />

4.44<br />

26.58<br />

9<br />

االآثار السياسية<br />

52.52<br />

4.91<br />

31.51<br />

12<br />

االآثار االقتصادية<br />

41.5<br />

5.95<br />

24.90<br />

12<br />

االآثار االجتماعية<br />

50.30<br />

13.13<br />

82.99<br />

الدرجة الكلية الآثار ظاهرة االأنفاق 33<br />

يتضح من اجلدول السابق اأن الوزن النسبي للدرجة الكلية الآثار ظاهرة االأنفاق على<br />

املجتمع الفلسطيني بقطاع غزة عند اأفراد العينة يقع عند %، 50.30 مما يشري اإىل اأن اآثار<br />

االأنفاق ‏سلبية بشكل عام على املجتمع الفلسطيني بقطاع غزة.‏<br />

‏وجاءت االآثار السياسية اأوالً‏ بوزن نسبي 59.06 ‏%.ويعزو الباحثان ذلك اإىل اأن<br />

ظاهرة االأنفاق ‏ساهمت يف تقوية نفوذ حركة املقاومة االإسالمية حماس على قطاع غزة<br />

اقتصادياً‏ وسياسياً‏ وعسكرياً،‏ اإذ راهنت اإرسائيل على ‏سقوط حركة حماس وانهيارها بعدم<br />

قدرتها على توفري االحتياجات االأساسية لقطاع غزة،‏ وقد اأدت اإىل استمرار حصار اإرسائيل<br />

لقطاع غزة بحجة اأنه يتزود مبا يحتاج اإليه عرب االأنفاق.‏<br />

‏يليها االآثار االقتصادية بوزن نسبي %. 52.52 ويعزو الباحثان ذلك اإىل اأن االأنفاق<br />

اأصبحت املتنفس الوحيد للشعب الفلسطيني يف قطاع غزة،‏ حيث ‏ساهمت يف مد قطاع غزة<br />

بغالبية احتياجاته من السلع واملحروقات واملواد االأولية لبعض الصناعات.‏<br />

‏ثم االآثار االجتماعية بوزن نسبي %. 41.5 ويعزو الباحثان ذلك اإىل اأن تأثري االأنفاق<br />

على املستوى االجتماعي كان منخفضاص نتيجة قلة االحتكاك مع االأخوة املرصيني،‏<br />

والتماسك االجتماعي الذي ميتاز به املجتمع الفلسطيني يف قطاع غزة.‏<br />

293


د.أشرف الغليظ<br />

اآلثار السياسية واالقتصادية واالجتماعية لظاهرة األنفاق على اجملتمع الفلسطيني د.‏ زكي مرجتى<br />

في قطاع غزة من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس باجلامعات الفلسطينية<br />

‏◄◄اإجابة السوؤال الرابع:‏ والذي ينص على<br />

هل توجد فروق ذات داللة اإحصائية يف استجابات اأفراد العينة تعزى<br />

ملتغري اجلنس ‏)ذكر-‏ اأنثى(‏ ؟<br />

قام الباحثان باملقارنة بني متوسطي درجات جمموعتي الدراسة الذكور ‏)ن=‏ 78( ،<br />

واالإناث ‏)ن=‏ 18( على استبانة اآثار ظاهرة االأنفاق على املجتمع الفلسطيني بقطاع غزة،‏<br />

باستخدام اختبار ‏)ت(‏ للفروق بني متوسطات درجات عينتني مستقلتني،‏ واجلدول االآتي<br />

يبني ذلك:‏<br />

الجدول )9(<br />

يبين اختبار ‏)ت(‏ للفروق في آثار ظاهرة األنفاق على المجتمع الغزي تبعاً‏ للنوع االجتماعي<br />

االإناث<br />

‏)ن = )18<br />

الذكور<br />

‏)ن = )78<br />

املتغري<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

االنحراف<br />

املعياري<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

االنحراف<br />

املعياري<br />

قيمة ‏)ت(‏<br />

مستوى الداللة<br />

0.79<br />

4.47<br />

27.33<br />

4.45<br />

26.41<br />

االآثار السياسية<br />

غري دالة اإحصائياً‏<br />

0.64<br />

9.58<br />

78.00<br />

5.10<br />

31.67<br />

االآثار االقتصادية<br />

غري دالة اإحصائياً‏<br />

4.36<br />

3.59<br />

19.83<br />

5.79<br />

26.06<br />

االآثار االجتماعية<br />

دالة عند 0.01<br />

1.81<br />

4.05<br />

30.83<br />

13.61<br />

الدرجة الكلية الآثار ظاهرة االأنفاق 84.14<br />

غري دالة اإحصائياً‏<br />

يتضح من اجلدول السابق اأنه توجد فروق ذات دالة اإحصائية عند مستوى 0.01 يف<br />

االآثار االجتماعية لظاهرة االأنفاق على املجتمع الفلسطيني بقطاع غزة،‏ وقد كانت الفروق<br />

لصالح االأساتذة الذكور،‏ يف حني مل توجد فروق ذات داللة اإحصائية على معظم االأبعاد<br />

الفرعية واالستبانة ككل لدى اأفراد العينة.‏<br />

ويعزو الباحثان ذلك اإىل اأن ظاهرة االأنفاق ‏ساهمت يف ارتفاع االأسعار بشكل كبري<br />

اأدى اإىل اإحجام كثري من الذكور عن اأداء واجبهم االجتماعي نحو اأقاربهم وعائالتهم،‏ كما<br />

اأن االأنفاق اأدت اإىل ظهور ‏سلبيات يف املجتمع الفلسطيني بقطاع غزة كان اأبرزها ظاهرة<br />

الدَّراجات النارية التي انترشت بصورة كبرية بني الشباب،‏ واأدت اإىل ترويع املجتمع من<br />

خالل ‏سوء استخدامها واحلوادث املروعة التي جنمت عنها.‏<br />

294


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

هل توجد فروق ذات داللة اإحصائية يف استجابات اأفراد العينة تعزى<br />

ملتغري اجلامعة ‏)االإسالمية–‏ واالأزهر–‏ واالأقصى–‏ والقدس املفتوحة-‏<br />

وجامعة غزة(‏ ؟<br />

اأجرى الباحثان حتليل التباين االأحادي لفحص اأثر متغري اجلامعة ‏)االإسالمية –<br />

واالأزهر – واالأقصى – والقدس املفتوحة-‏ وجامعة غزة(‏ على اآثار ظاهرة االأنفاق على<br />

املجتمع الغزي لدى اأفراد العينة،‏ واجلدول االآتي يبني ذلك:‏<br />

الجدول )10(<br />

يبين نتائج تحليل التباين األحادي للكشف عن الفروق في آثار ظاهرة األنفاق<br />

على المجتمع الفلسطيني بقطاع غزة تبعاً‏ للجامعة لدى أفراد العينة<br />

االأبعاد<br />

مصدر التباين<br />

جمموع<br />

املربعات<br />

درجات<br />

احلرية<br />

متوسط<br />

املربعات<br />

قيمة<br />

اختبار ف<br />

مستوى الداللة<br />

94.03<br />

16.48<br />

4<br />

91<br />

95<br />

4<br />

91<br />

95<br />

4<br />

91<br />

95<br />

4<br />

91<br />

95<br />

376.13<br />

1499.20<br />

1875.33<br />

436.94<br />

1855.05<br />

2291.99<br />

1167.26<br />

2199.70<br />

3366.96<br />

5063.04<br />

11309.95<br />

16372.99<br />

االآثار السياسية<br />

االآثار االقتصادية<br />

االآثار االجتماعية<br />

الدرجة الكلية الآثار ظاهرة االأنفاق<br />

بني املجموعات<br />

داخل املجموعات دالة عند 0.01<br />

املجموع<br />

بني املجموعات<br />

داخل املجموعات دالة عند 0.01<br />

املجموع<br />

بني املجموعات<br />

داخل املجموعات دالة عند 0.01<br />

املجموع<br />

بني املجموعات<br />

داخل املجموعات دالة عند 0.01<br />

املجموع<br />

5.71<br />

5.36<br />

12.07<br />

10.18<br />

109.23<br />

20.39<br />

291.81<br />

24.17<br />

1265.76<br />

124.29<br />

قيمة ‏)ف(‏ الجدولية عند ‏)د.ح=‏ 91( 4، عند مستوى داللة = 0.05 2.53، وعند مستوى داللة = 0.01 3.65<br />

يتضح من اجلدول السابق وجود فروق دالة اإحصائياً‏ عند مستوى 0.01 يف الدرجة<br />

الكلية الستبانة اآثار ظاهرة االأنفاق على املجتمع الغزي واأبعاده الفرعية لدى اأفراد العينة<br />

تبعاً‏ ملتغري اجلامعة.‏<br />

واجلدول االآتي يبني املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية لدرجات اأفراد<br />

295


د.أشرف الغليظ<br />

اآلثار السياسية واالقتصادية واالجتماعية لظاهرة األنفاق على اجملتمع الفلسطيني د.‏ زكي مرجتى<br />

في قطاع غزة من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس باجلامعات الفلسطينية<br />

العينة على استبيان اآثار ظاهرة االأنفاق على املجتمع الغزي بأبعاده ودرجته الكلية تبعاً‏<br />

ملتغري اجلامعة:‏<br />

الجدول )11(<br />

يبين المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لدرجات أفراد العينة على استبانة آثار<br />

ظاهرة األنفاق على المجتمع الفلسطيني بقطاع غزة تبعاً‏ لمتغير الجامعة<br />

االأبعاد<br />

املتغري<br />

العدد<br />

املتوسط احلسابي<br />

االنحراف<br />

املعياري<br />

2.05<br />

29.71<br />

االإسالمية 14<br />

2.89<br />

3.50<br />

24.18<br />

28.67<br />

22<br />

12<br />

االآثار السياسية<br />

االأزهر<br />

االأقصى<br />

4.62<br />

25.60<br />

القدس املفتوحة 35<br />

5.83<br />

28.00<br />

جامعة غزة 13<br />

780.<br />

36.00<br />

االإسالمية 14<br />

4.65<br />

28.91<br />

22<br />

االأزهر<br />

3.30<br />

5.19<br />

32.00<br />

31.31<br />

12<br />

35<br />

االآثار االقتصادية<br />

االأقصى<br />

القدس املفتوحة<br />

5.46<br />

31.15<br />

جامعة غزة 13<br />

2.60<br />

33.00<br />

االإسالمية 14<br />

3.48<br />

4.37<br />

21.82<br />

24.33<br />

22<br />

12<br />

االآثار االجتماعية<br />

االأزهر<br />

االأقصى<br />

5.23<br />

24.25<br />

القدس املفتوحة 35<br />

7.71<br />

23.61<br />

جامعة غزة 13<br />

4.21<br />

98.71<br />

االإسالمية 14<br />

9.56<br />

9.34<br />

12.40<br />

74.92<br />

85.00<br />

81.17<br />

22<br />

12<br />

35<br />

الدرجة الكلية الستبيان اآثار ظاهرة<br />

االأنفاق على املجتمع الغزي<br />

االأزهر<br />

االأقصى<br />

القدس املفتوحة<br />

15.75<br />

82.77<br />

جامعة غزة 13<br />

واجلدول االآتي يبني نتائج اختبار ‏شيفيه للكشف عن اجتاه الفروق بني متوسطات<br />

درجات اأفراد العينة على استبانة اآثار ظاهرة االأنفاق على املجتمع الغزي بأبعاده ودرجته<br />

الكلية تبعاً‏ ملتغري اجلامعة:‏<br />

296


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

الجدول )12(<br />

يبين نتائج اختبار شيفيه للكشف عن اتجاه الفروق بين متوسطات درجات أفراد العينة على استبانة آثار<br />

ظاهرة األنفاق على المجتمع الفلسطيني بقطاع غزة تبعاً‏ لمتغير الجامعة<br />

االأبعاد<br />

املتغري<br />

االإسالمية<br />

االأزهر<br />

االأقصى<br />

القدس<br />

2.40<br />

0.16<br />

0.64<br />

1.59<br />

3.06<br />

0.66<br />

0.68<br />

0.84<br />

0.07<br />

0.71<br />

3.82<br />

2.23<br />

4.48<br />

1.41<br />

3.81<br />

3.09<br />

2.40<br />

2.24<br />

2.51<br />

2.43<br />

1.79<br />

10.09<br />

6.26<br />

7.86<br />

5.53<br />

1.04<br />

4.11<br />

1.71<br />

7.09<br />

4.00<br />

4.68<br />

4.84<br />

11.18<br />

8.66<br />

8.74<br />

9.38<br />

23.80<br />

13.71<br />

17.54<br />

15.94<br />

االآثار السياسية<br />

االآثار االقتصادية<br />

االآثار االجتماعية<br />

الدرجة الكلية الآثار ظاهرة االأنفاق<br />

على املجتمع الغزي<br />

االأزهر<br />

االأقصى<br />

القدس املفتوحة<br />

جامعة غزة<br />

االأزهر<br />

االأقصى<br />

القدس املفتوحة<br />

جامعة غزة<br />

االأزهر<br />

االأقصى<br />

القدس املفتوحة<br />

جامعة غزة<br />

االأزهر<br />

االأقصى<br />

القدس املفتوحة<br />

جامعة غزة<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

وجود داللة إحصائية<br />

يتبني من اجلدول السابق:‏<br />

اأن الفروق يف االآثار السياسة كانت بني جمموعة اأساتذة اجلامعة االإسالمية<br />

وجمموعتي اأساتذة جامعة االأزهر والقدس املفتوحة،‏ لصالح جمموعة اأساتذة اجلامعة<br />

االإسالمية.‏<br />

اأن الفروق يف االآثار االقتصادية كانت بني جمموعة اأساتذة اجلامعة االإسالمية<br />

وجمموعة اأساتذة جامعة االأزهر وجامعة القدس املفتوحة،‏ لصالح جمموعة اأساتذة<br />

اجلامعة االإسالمية.‏<br />

297


د.أشرف الغليظ<br />

اآلثار السياسية واالقتصادية واالجتماعية لظاهرة األنفاق على اجملتمع الفلسطيني د.‏ زكي مرجتى<br />

في قطاع غزة من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس باجلامعات الفلسطينية<br />

اأن الفروق يف االآثار االجتماعية كانت بني جمموعة اأساتذة اجلامعة االإسالمية<br />

وجمموعة اأساتذة جامعة االأزهر وكانت الفروق لصالح جمموعة اأساتذة اجلامعة<br />

االإسالمية.‏<br />

اأن الفروق يف اآثار ظاهرة االأنفاق تبعاً‏ لالآثار االجتماعية كانت بني جمموعة<br />

اأساتذة اجلامعة االإسالمية من ناحية وبني جمموعات اأساتذة اجلامعات االأخرى،‏ لصالح<br />

جمموعة اأساتذة اجلامعة االإسالمية.‏<br />

كما اأن الفروق يف الدرجة الكلية الآثار ظاهرة االأنفاق كانت بني جمموعة اأساتذة<br />

اجلامعة االإسالمية وجمموعات اأساتذة جامعة االأزهر والقدس املفتوحة وغزة،‏ لصالح<br />

جمموعة اأساتذة اجلامعة االإسالمية.‏<br />

ويعزو الباحثان ذلك اأن معظم العاملني يف اجلامعة االإسالمية مقربني فكرياً‏ من<br />

حركة املقاومة االإسالمية حماس التي تسيطر على زمام االأمور يف قطاع غزة.‏<br />

هل توجد فروق ذات داللة اإحصائية يف استجابات اأفراد العينة تعزى<br />

ملتغري الرتبة االأكادميية؟<br />

وازن الباحثان بني متوسطي درجات جمموعتي الدراسة اأستاذ مساعد ‏)ن=‏ 71( ،<br />

واأستاذ مشارك واأستاذ ‏)ن=‏ 25( على استبانة اآثار ظاهرة االأنفاق على املجتمع الفلسطيني<br />

بقطاع غزة،‏ باستخدام اختبار ‏)ت(‏ للفروق بني متوسطات درجات عينتني مستقلتني،‏<br />

واجلدول االآتي يبني ذلك:‏<br />

الجدول )13(<br />

يبين اختبار ‏)ت(‏ للفروق في آثار ظاهرة األنفاق على المجتمع الفلسطيني بقطاع غزة<br />

املتغري<br />

االآثار السياسية<br />

االآثار االقتصادية<br />

االآثار االجتماعية<br />

الدرجة الكلية الآثار ظاهرة<br />

االأنفاق على املجتمع الغزي<br />

اأستاذ مساعد<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

‏)ن = )71<br />

تبعاً‏ للرتبة األكاديمية<br />

االنحراف<br />

املعياري<br />

اأستاذ مشارك واأستاذ<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

‏)ن = )25<br />

27.28<br />

3.56<br />

26.34<br />

االنحراف<br />

املعياري<br />

6.37<br />

قيمة ‏)ت(‏<br />

0.91<br />

0.11<br />

1.88<br />

1.19<br />

5.90<br />

7.57<br />

18.06<br />

31.60<br />

26.80<br />

85.68<br />

4.56<br />

5.17<br />

10.89<br />

31.48<br />

24.23<br />

82.04<br />

ومستوى الداللة<br />

غري دالة اإحصائياً‏<br />

غري دالة اإحصائياً‏<br />

دالة عند 0.01<br />

غري دالة اإحصائياً‏<br />

298


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

يبني اجلدول السابق اأنه ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية على جميع االأبعاد الفرعية<br />

و االستبانة ككل لدى اأفراد العينة تبعاً‏ للرتبة االأكادميية،‏ ويعزو الباحثان ذلك اإىل تشابه<br />

الظروف واخلصائص الفكرية واملعيشية للعاملني يف اجلامعات الفلسطينية.‏<br />

التوصيات<br />

‏.‏‎1‎العمل 1 على استعادة اللحمة الوطنية بني ‏شطري الوطن.‏<br />

‏.‏‎2‎العمل 2 على ‏ضبط االأنفاق حلني اإنهاء احلصار املفروض على قطاع غزة.‏<br />

‏.‏‎3‎مراقبة 3 اأسعار السلع القادمة من مرص بعدم احتكارها لفئة معينة من التجار.‏<br />

.4 4 مراقبة اأفراد الرشطة الفلسطينية للبضائع القادمة من مرص،‏ وبخاصة العقاقري<br />

املخدرة ملا لها من تأثري مدمر على الشباب الفلسطيني.‏<br />

299


د.أشرف الغليظ<br />

اآلثار السياسية واالقتصادية واالجتماعية لظاهرة األنفاق على اجملتمع الفلسطيني د.‏ زكي مرجتى<br />

في قطاع غزة من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس باجلامعات الفلسطينية<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

‎1‎اأبو . 1 رمضان،‏ حمسن )2008 ) ، اأثر احلصار على االأوضاع االقتصادية يف قطاع غزة،‏<br />

احلوار املتمدن،‏ العدد 2181 ‏،اأبريل.‏<br />

. ‎2‎اأبو عبلة،‏ عبلة )2008( ، اقتصاد االأنفاق يف غزة 12 20/<br />

‎3‎اأبو . 3 مدهلل،‏ ‏سمري )2008 ) ، الفقر وحقوق االإنسان ‏،ورقة عمل مقدمة اإىل الهيئة املستقلة<br />

حلقوق االإنسان.‏<br />

‎4‎جامعة . 4 القدس املفتوحة،‏ )2008 ) ، فلسطني والقضية الفلسطينية ‏،جامعة القدس<br />

املفتوحة،‏ ط‎3‎‏،‏ 2008.<br />

) 5 ، ظاهرة االأنفاق،‏ هل اأصبحت اأمراً‏ واقعاً،‏ احلوار املتمدن،‏ العدد<br />

. 2<br />

300<br />

. ‎5‎جرغون،‏ زياد )2008<br />

.12 /16 ،2497<br />

. ‎6‎اجلمل،‏ حممد،‏ )2008<br />

) 6 ، الوجه االأخر الأنفاق رفح،خماطر تهدد بنية املجتمع وتعميق<br />

التطور االقتصادي،‏ ‏صحيفة االأيام،‏ 1. 25/<br />

. ‎7‎اجلهاز املركزي لالإحصاء،النرشة االإحصائية للسكان 2009<br />

. ‎8‎اجلهاز املركزي لالإحصاء،‏ )2009( ، بيانات متثل العدوان منذ 2008 12/ 27/<br />

. 7<br />

8 حتى<br />

.2009 /1 /28<br />

‎9‎زقوت . 9 ، اأحمد )2010 ) ، ظاهرة االأنفاق يف غزة،‏ التحديات وظاهرة احلياة،‏<br />

www.al- khayma.com: Available on line<br />

‎1010‎‏سالمة،يرسيه )2009 ) ، اجلدار الفوالذي ملصلحة مرص والفلسطينيني ،<br />

Available on line: www.ppi.ps<br />

1<br />

احلوار املتمدن،‏ العدد 12. 14/ 2495،<br />

‎1212‎الكوفية برس )2009( ، موقع الكرتوين /23، . 2<br />

11 الصوراين،‏ غازي،‏ )2008 ) ، اأنفاق رفح واأثارها االقتصادية واالجتماعية والسياسية،‏<br />

‎1313‎املجلس االقتصادي للتنمية واالإعمار )2009 ) ، تقرير حول اخلسائر املبارشة للعدوان<br />

االإرسائيلي على قطاع غزة . 2009 2008،<br />

‎1414‎مدللة،‏ ‏سمري،‏ )2010 ) ‏،اقتصاد االأنفاق بقطاع غزة:‏ ‏رضورة وطنية اأم كارثة<br />

اقتصادية واجتماعية ‏،جملة ‏سياسات الفصلية،‏ معهد الدراسات العامة،‏ رام اهلل،العدد<br />

‎12‎‏،ص‎10‎‏.‏<br />

‎1515‎وكالة اسوشيت برس،‏ )2008( ، مقابلة مع النائب مشري املرصي،‏ 7 اأكتوبر .


زراعة البلسان<br />

يف فلسطني ومصر واستخداماته<br />

‎922‎ه/‏ - 41 - 661 ‎1516‎م<br />

د.‏ عبد الرمحن املغربي<br />

أستاذ مشارك في التاريخ المعاصر/‏ فرع نابلس/‏ جامعة القدس المفتوحة.‏<br />

301


زراعة البلسان في فلسطني ومصر واستخداماته<br />

د.عبد الرحمن املغربي<br />

‎922‎ه/‏ - 41 - 661 ‎1516‎م<br />

ملخص:‏<br />

تتناول هذه الدراسة البلسان باعتباره واحداً‏ من النباتات الطبية التي كانت معروفة<br />

بكرثة يف الوسط الطبي خالل العصور االإسالمية الوسطى،‏ وهو عبارة عن اأشجار قزمة<br />

‏»شجريات»،‏ كانت تزرع يف فلسطني ومرص منذ العصور القدمية،‏ وزُرعت خالل فرتة احلكم<br />

االإسالمي ، وبخاصة يف الفرتة اململوكية بشكل كبري،‏ واأنتجت هذه الشجريات نوعاً‏ من<br />

الدهن الطبي الذي استخدم يف العالج على نطاق واسع.‏<br />

وتبدو اأهمية هذا الدهن الطبي من خالل جناعته يف عالج كثري من االأمراض التي<br />

كانت منترشة خالل تلك الفرتة،‏ وكونه اأحد العقاقري الطبية املهمة التي ‏شكلت يف جمموعها<br />

اخلزانة الطبية يف العامل االإسالمي،‏ وهذا ما اأكدته جتارب االأطباء القدامى،‏ واملهتمني<br />

بالعالج الطبي.‏<br />

وقد حظي دهن البلسان بقداسة كبرية لدى املسيحيني باعتباره عنرصاً‏ مهماً‏ يف<br />

مياه التعميد الذي يعدُّ‏ من الطقوس الرئيسة يف ديانتهم،‏ فضالً‏ عن تأثريه يف العالقات بني<br />

العاملني االإسالمي واملسيحي.‏<br />

وتهدف هذه الدراسة اإىل لفت نظر الباحثني يف جمال العقاقري الطبية اإىل هذا النوع<br />

من النباتات،‏ ليكون بديالً‏ عن العقاقري الكيماوية التي اأثرت ‏سلباً‏ يف ‏صحة البرش يف<br />

حاالت عدة،‏ ودراسة اإمكانية استنباتها يف فلسطني ومرص،‏ لدورها العالجي الذي ال يرتك<br />

مضاعفات ‏سلبية على ‏صحة االإنسان،‏ وملردودها االقتصادي نظراً‏ لتوافرها بكرثة يف هذه<br />

املنطقة.‏<br />

302


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

Abstract:<br />

The aim of this paper is to study one of the herbals, Albulsan Plant,<br />

which was known amongst the medical field during the Islamic Ages. It is<br />

a medical fat produced by small bushes which mainly grow in Palestine<br />

and Egypt during the ancient ages. It was largely used during the Mamluk<br />

reign. Its importance lies a variety of diseases at that time. As a result, it<br />

was considered as the basic medicine in the Islamic World. Moreover, the<br />

Christians considered it as a holy plant because it was used in Baptism. This<br />

study also aims at focusing the attention of scholars in the medical field to<br />

the importance of this plant to be used as a supplement to chemical remedies<br />

because it does not have side effects as well as to the financial and economic<br />

benefits as a result of its abundance in Palestine<br />

303


زراعة البلسان في فلسطني ومصر واستخداماته<br />

د.عبد الرحمن املغربي<br />

‎922‎ه/‏ - 41 - 661 ‎1516‎م<br />

مقدمة:‏<br />

‏شكلت النباتات الطبية عنرصاً‏ رئيساً‏ يف ‏صناعة العقاقري الطبية خالل العصور القدمية<br />

والعصور الوسطى،‏ وكان االأطباء اليونان )1( ، واملسلمون قد استخدموا هذه النباتات يف<br />

عالج كثري من االأمراض التي تصيب االإنسان،‏ ومنهم الطبيب املسلم رشيد الدين بن علي<br />

الصوري )2( الذي اأقام فرتة يف مدينة القدس،‏ وكتب موؤلفات طبية عدة،‏ منها:‏ ‏»كتاب االأدوية<br />

املفردة«،‏ وخالل عمله كطبيب وباحث يف جمال العقاقري الطبية،‏ كان يصطحب معه رساماً‏<br />

ويتجول يف االأماكن التي تنمو فيها النباتات الطبية،‏ ويشاهدا معاً‏ هذه النباتات،‏ ويرسمها<br />

الرسام يف جميع مراحل منوها،‏ ويف الوقت نفسه دوّن الطبيب الصوري مالحظاته حول<br />

قيمتها العالجية )3( .<br />

وحديثاً‏ جتري حماوالت حثيثة لالهتمام بالنباتات الطبية يف بعض دول اجلوار<br />

الأهميتها العالجية بوصفها بديالً‏ عن العقاقري الكيماوية،‏ التي بداأت اأعراضها السلبية توؤثر<br />

يف ‏صحة االإنسان بشكل واضح،‏ فعلى ‏سبيل املثال بداأت حماوالت حثيثة الستنبات بعض<br />

النباتات الطبية،‏ وعلى راأسها البلسان يف منطقة عني جدي )4( يف فلسطني املحتلة )5( ،<br />

ويف هذا الشأن عُ‏ قد موؤمتر دويل يف االأردن عام‎1429‎ه/‏ ‎2008‎م،‏ قدمت فيه اأبحاث<br />

تناولت اأهمية النباتات الطبية،‏ وطرق زراعتها،‏ واستخداماتها العالجية )6( .<br />

هدفت هذه الدراسة اإىل اإلقاء الضوء على البلسان باعتباره واحداً‏ من النباتات الطبية<br />

التي اأدَّت دوراً‏ مهماً‏ يف ‏صناعة العقاقري الطبية،‏ واحلديث عن خصائصه الطبية،‏ ومزاياه<br />

العالجية والتجميلية خالل العهد االإسالمي.‏ كما هدفت هذه الدراسة اإىل لفت النظر اإىل<br />

هذا النبات،‏ لدراسة اإمكانية اإعادة استنباته يف فلسطني ومرص،‏ ليشكل مادة ذات مردود<br />

اقتصادي،‏ بعد اإجراء دراسات حول اإمكانية جناحه،‏ ودراسة جدواه االقتصادية كذلك.‏<br />

قسم الباحث هذه الدراسة اإىل ثالثة فصول رئيسة،‏ ركز الفصل االأول منها على اأصل<br />

هذه النبتة،‏ وتاريخها،‏ ومناطق زراعتها يف فلسطني،‏ ومرص يف العصور القدمية وخالل<br />

العهد االإسالمي.‏ وتناول الفصل الثاين طرق زراعة البلسان،‏ واستخراج دهنه الطبي،‏<br />

وتقطريه،‏ وكمية االإنتاج،‏ وناقش الفصل الثالث استخداماته العالجية والدينية.‏<br />

وحوت الدراسة عدداً‏ من النتائج والتوصيات،‏ واعتمدت على عدد من املخطوطات،‏<br />

واملصادر املطبوعة منها عدد من الرحالت التي قام بها الرحالة املسلمون واالأجانب،‏<br />

حتدثوا خاللها عن ‏شجريات البلسان ومنوها يف فلسطني ومرص.‏<br />

304


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

الفصل األول - زراعة البلسان واستغالله عرب العصور التارخيية:‏<br />

أ-‏ مناطق زراعته:‏<br />

البلسان نبات طبي ذو رائحة عطرية،‏ يعيش يف املناطق التي يسود فيها املناخ<br />

املداري،‏ ويحتاج اإىل درجة حرارة مرتفعة،‏ ومياه وفرية لينمو ويتكاثر،‏ وهو نوع من<br />

االأشجار القزمة )7( التي ال يزيد طولها عن الذراع )8( ، وتشبه اأوراقها اأوراق ‏شجرة<br />

الرومان يف بداية منوها )9( ، وساقها عليه حلاء علوي يغلب عليه اللون االأحمر القاين،‏<br />

واللحاء السفلي مييل اإىل اللون االأخرض القامت،‏ وتنتج ثمراً‏ بداخله بذرة تشبه حبة اللوز<br />

الصغري )10( .<br />

شكل رقم )1(<br />

ثمار وأغصان وأوراق شجيرة البلسان.‏<br />

نقالً‏ عن:‏ .Feliks,Balsam,Vol,4,P.142- 143<br />

305


زراعة البلسان في فلسطني ومصر واستخداماته<br />

د.عبد الرحمن املغربي<br />

‎922‎ه/‏ - 41 - 661 ‎1516‎م<br />

وبعد جرح حلاء هذه الشجريات يخرج منها نوعٌ‏ من الدهون النباتية دهن البلسان<br />

عُ‏ رف علمياً‏ باسم ‏»راتنج»‏ )11( ، تفوحُ‏ منه رائحة نفاذة،‏ وُ‏ ‏سمي خزانة االأدوية الطبيعية<br />

لتنوع استعماالته الطبية )12( .<br />

واأطلق على االأصول الربية لهذا النبات اسم ‏»البشام »، وينمو يف جبال احلجاز قرب<br />

مكة،‏ وغرب املدينة املنورة،‏ ويف بعض املناطق اجلبلية يف اليمن،‏ واأثيوبيا،‏ والسودان،‏<br />

معتمداً‏ على مياه االأمطار،‏ وكانت عملية استخراج الدهن منه حمدودة جداً،‏ لقلة عصارته<br />

الناجتة عن عدم توافر ري منتظم،‏ ولذلك اجتهد بعض اجلغرافيني املسلمني،‏ واأكدوا اأنه ال<br />

ينتج اأي نوع من الدهون )13( .<br />

وعرف الدهن الطبي جتارياً‏ ولدى العامة باسم البلسم )14( ، ومصطلح بلسم<br />

Balsam رمبا اشتق من الكلمة االآرامية Botsmin مبعنى ‏سيد العطور،‏ اأو ذي الرائحة<br />

الزكية،‏ واالسم العلمي للدهن الذي تنتجه<br />

شكل رقم )2(<br />

هذه الشجرية هو )15( Amyris Gileadensis ، وعرف البلسان بأسماء عدة ارتبطت<br />

مبكان اإنتاجه )16( ، فقد عُ‏ رف باسم:‏ بلسم مكة،‏ وبلسم جلعاد )17( ، وكان دهن البلسان من<br />

البضائع الرائجة يف العصور القدمية بسبب استخداماته الطبية،‏ وتأثريه الواضح يف عالج<br />

السموم )18( ، وجاء يف العهد القدمي اأن القافلة التي اأنقذت ‏سيدنا يوسف عليه السالم من<br />

اجلب )19( كانت حتمل بلساناً‏ من فلسطني اإىل مرص )20( ، وتذكر الروايات اأن بلقيس ملكة<br />

‏سبأ قدمت لسيدنا ‏سليمان )21( بعض دهن البلسان،‏ وجذوره على ‏سبيل الهدية،‏ وزُرعت هذه<br />

اجلذور قرب عني جدي،‏ ومنها تكاثرت يف فلسطني )22( .<br />

306


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

ويف الفرتة الرومانية انترشت زراعته بشكل واسع يف فلسطني،‏ وبخاصة يف منطقة<br />

عني جدي،‏ وذكر الرحالة الروماين ‏سرتابو )23( Strabo اأن مساحة املنطقة املزروعة<br />

بالبلسان يف اأريحا بلغت عرشين كيلو مرتاً‏ مربعاً،‏ كما حتدث الرحالة بلني الكبري Plniy<br />

)24( the Elder عن البلسان يف منطقة اأريحا،‏ وقال اإنه وجد فيها بساتني عدة،‏ واأن مساحة<br />

البستان الواحد تبلغ عرشين دومناً،‏ واأن البستان الواحد يعطي ‏ستة جالونات )25( من الدهن<br />

الطبي )26( .<br />

وزودت بساتني البلسان يف اأريحا خزينة االإمرباطورية الرومانية بحوايل مائتي األف<br />

دينار ذهبي يف العام،‏ وخالل فرتة ‏سيطرة اأنطونيوس )27( Antigonus يف الرشق،‏ كانت<br />

منطقة زراعة البلسان يف اأريحا اإقطاعاً‏ ممنوحاً‏ اإىل زوجته كليوبرتا )28( Cleopatra ملكة<br />

مرص )29( .<br />

وخالل تلك الفرتة انتقلت زراعته من فلسطني )30( اإىل مرص )31( ، وذلك قبيل ظهور<br />

الديانة املسيحية،‏ حني خرجت مرمي العذراء،‏ ومعها السيد املسيح عليه السالم من فلسطني<br />

فراراً‏ من هريودس )32( ، وتوجهت اإىل مرص،‏ ومرت باملطرية )33( ، وحتدثت اأسطورة عن<br />

غسل العذراء مالبس السيد املسيح املتسخة مبياه من بئر املطرية،‏ ورشت املياه على االأرض،‏<br />

فنمت ‏شجريات البلسان الذي اأصبح دهنها جزءاً‏ رئيساً‏ من طقوس التعميد املسيحية )34( ،<br />

وكونت حديقة كبرية بفضل مياه البئر التي تدفقت اأصالً‏ من نبع مياه جويف )35( .<br />

ب-‏ البلسان يف العصور اإلسالمية:‏<br />

ازدهرت زراعة البلسان وتقطري دهنه الطبي يف فلسطني خالل العصور االإسالمية<br />

املبكرة،‏ وحتديداً‏ يف منطقة االأغوار قرب اأريحا،‏ ويف عني جدي وما جاورها من املناطق )36( ،<br />

وخالل الفرتة االأموية كان دهن البلسان مادة نادرة احتكرت موؤسسة اخلالفة اإنتاجها<br />

وجتارتها،‏ وكان تداولها ممنوعاً،‏ وعقاب من يقوم بتهريبها خارج حدود الدولة االإسالمية<br />

املوت )37( .<br />

وبالرغم من ذلك فقد ترسب جزءٌ‏ منها اإىل االأسواق بطريق غري مرشوع،‏ و ذلك عرب<br />

املرشفني على زراعة ‏شجريات البلسان،‏ الذين استخرجوا الدهن الطبي من االأغصان واالأوراق<br />

وذلك بعد غليها،‏ وكبسها،‏ وتكريرها )38( ، واأحياناً‏ كان يبيع بعض االأعيان جزءاً‏ من دهن<br />

البلسان الذي حصلوا عليه من اخلليفة اأو السلطان كهدية،‏ اأو عن طريق البيع املحدود الذي<br />

يقوم به املرشفون على هذه املادة يف اخلزانة السلطانية )39( ، وكان يترسب بعضه اإىل<br />

االأسواق كما يبدو بطريقة ‏رسية.‏<br />

307


زراعة البلسان في فلسطني ومصر واستخداماته<br />

د.عبد الرحمن املغربي<br />

‎922‎ه/‏ - 41 - 661 ‎1516‎م<br />

وقد اأشرتى الرحالة االإجنليزي وليبالد )40( Willibald ، الذي زار فلسطني يف عهد<br />

اخلليفة االأموي يزيد الثاين )41( ، كمية ‏صغرية من دهن البلسان من فلسطني،‏ ونقله اإىل<br />

اخلارج يف طريق عودته بطريقة ‏رسية،‏ فاستخدم حيلة خلداع موظفي اجلمارك ليضمن<br />

عدم العثورعلى دهن البلسان معه،‏ حيث وضعه يف قارورة ‏صغرية واأغلقها بإحكام كبري،‏<br />

ثم اأدخل القارورة التي حتوي بلساناً‏ يف قارورة اأكرب حجماً‏ وعبأها بالقار،‏ فلما وصل اإىل<br />

ميناء ‏صور )42( ، فتشوا اأمتعته ومل يتعرفوا اإىل رائحته بسبب رائحة القار )43( .<br />

)44(<br />

وبقيت زراعته مزدهرة يف فلسطني،‏ وتفوق على بلسان مرص من ناحية اجلودة<br />

، وقد ‏شاهد الرحالة برنارد احلكيم )45( Bernardus Sapiens اأثناء مروره بأريحا،‏ خالل<br />

القرن الثالث الهجري/‏ التاسع امليالدي مزرعة للبلسان،‏ يعمل فيها فالحون يستخرجون<br />

السائل الدهني،‏ عن طريق جرح قرشة السيقان بشكل طويل بوساطة حجارة مدببة )46( ،<br />

وبعد احتالل الفرجنة فلسطني عام ‎492‎ه/‏ ‎1099‎م،‏ ‏سيطروا على اإنتاج دهن البلسان<br />

فيها )47( ، ووجهوا عناية خاصة جتاه هذه الزراعة،‏ وقد توىل التجار االإيطاليون تصديره<br />

من مناطق اإنتاجه يف فلسطني اإىل اأوروبا )48( .<br />

واستمر االهتمام بإنتاج البلسان يف منطقة اأريحا،‏ وتصديره من فلسطني اإىل اأوروبا<br />

واضحاً‏ خالل الفرتة الفرجنية )49( ، ويبدو ذلك من االهتمام الواسع بها حيث وضعت حتت<br />

‏سيطرة الكنيسة مبارشة،‏ ومنحت اإقطاعاً‏ اإىل كنيسة القيامة )50( .<br />

وكان لالأخطار التي واجهتها بالد الشام بشكل عام وفلسطني بشكل خاص،‏ والتي<br />

متثلت بالغزو الفرجني واملغويل بني عامي ‎492‎ه/‏ ‎1099‎م ‎658‎ه/‏ ‎1260‎م،‏ اأثر واضح<br />

على االأوضاع السياسية واالقتصادية يف فلسطني بخاصة وبالد الشام بعامة،‏ وانعكس<br />

هذا ‏سلباً‏ على زراعة البلسان واإنتاجه،‏ التي ‏شهدت تدهوراً‏ كبرياً‏ بعد التغريات الرسيعة التي<br />

جرت على السلطة احلاكمة املرشفة على زراعته،‏ فتوقفت زراعته يف فلسطني،‏ وهو ما اأكده<br />

الرحالة عبد اللطيف البغدادي )51( ، وذكر اأن زراعة البلسان انتهت بفلسطني )52( ، واأنها<br />

ازدهرت يف مرص ‏ضمن حديقة املطرية )53( .<br />

ورُسمت حول هذه احلديقة هالة دينية كبرية،‏ وذلك بسبب زيارة السيد املسيح<br />

عليه السالم ووالدته العذراء لها،‏ وقصدها احلجاج املسيحيون للتربك بها،‏ واالستشفاء<br />

مبياهها )54( ، وحتدثت الروايات املسيحية بأسطورية عن قدسيتها،‏ وذكرت اأن الثريان التي<br />

تدير نواعري املياه التي تروي ‏شجريات البلسان تتوقف تلقائياً‏ عن العمل يوم االأحد من كل<br />

اأسبوع )55( ، وكان بها خمسة اآبار للري ‏ساهمت يف تزويد الشجريات باملياه،‏ وبخاصة<br />

يف فصل الصيف احلار )56( ، وكان عدد من احلجاج املسيحيني يزور حديقة البلسان يف<br />

طريقهم اإىل االأرض املقدسة اعرتافاً‏ منهم بخصوصيتها الدينية )57( .<br />

308


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

وكانت احلديقة موضع عناية السلطة احلاكمة واهتمامها )58( ، واأرشف عليها عمالٌ‏<br />

مسيحيون عرفوا باسم ‏»اجلناينية«،‏ ويبدو اأن مساحة احلديقة،‏ وعدد االأشجار قد اختلف<br />

من فرتة الأخرى حسب اختالف املناخ،‏ وحسب العناية بالشجريات،‏ ويذكر الرحالة عبد<br />

اللطيف البغدادي اأن مساحة احلديقة بلغت ‏سبعة فدادين )59( باملقياس املرصي )60( ، ويف<br />

)62(<br />

منتصف القرن الذي يليه ذكر املوؤرخ ابن االأثري )61( اأن مساحة احلديقة وصلت اإىل ميل<br />

مربع )63( ، ثم تراجعت مساحة هذه احلديقة يف نهاية القرن الثامن الهجري/‏ الرابع عرش<br />

امليالدي اإىل )450( ذراعاً‏ مربعاً‏ فقط )64( ، وذلك حسب ما اأورد الراهب فرانسيكو ‏سورونو<br />

)65( Francesco Suriano ، وميكن توضيح التغريات التي طراأت على مساحتها كالتايل:‏<br />

الجدول )1(<br />

مساحة الحديقة بين القرن السادس الهجري/‏ الثاني عشر الميادي<br />

والقرن الثامن الهجري/‏ الرابع عشر الميادي<br />

الرقم<br />

التاريخ.‏<br />

مساحة احلديقة كما وردت<br />

يف املصادر املعارصة.‏<br />

مساحة احلديقة<br />

باملرت املربع.‏<br />

44,576 م‎2‎<br />

نهاية القرن السادس الهجري/‏ الثاين عرش امليالدي.‏<br />

‏سبعة فدادين.‏<br />

1<br />

2,590,000 م‎2‎<br />

النصف االأول من القرن السابع الهجري/‏ الثالث عرش امليالدي.‏<br />

ميل مربع.‏<br />

2<br />

89,550 م‎2‎<br />

نهاية القرن الثامن الهجري/‏ الرابع عرش امليالدي.‏<br />

اأربعمائة وخمسون ذراعاً.‏<br />

3<br />

وميكن توضيح هذا اجلدول بيانياً‏ على النحو االآتي:‏<br />

309


زراعة البلسان في فلسطني ومصر واستخداماته<br />

د.عبد الرحمن املغربي<br />

‎922‎ه/‏ - 41 - 661 ‎1516‎م<br />

ويبدو اأن التوسع الواضح يف مساحة احلديقة خالل النصف االأول من القرن السابع<br />

الهجري/‏ الثالث عرش امليالدي مرتبط اإىل حد كبري باستقرار االأوضاع ُ نسبياً‏ يف مرص،‏<br />

والعناية اخلاصة التي اأوالها امللك الكامل بن العادل االأيوبي )66( لزراعة البلسان،‏ وحماولة<br />

استنباته خارج حدود حديقة املطرية )67( .<br />

ويعود التناقص الواضح يف مساحة احلديقة يف نهاية القرن الثامن الهجري/‏ الرابع<br />

عرش امليالدي اإىل كرثة االعتداءات على احلديقة،‏ وقد رصدت اإحدى هذه املحاوالت قيام<br />

عصابة من املتمردين باالعتداء على احلديقة وتخريبها عام ‎900‎ه/‏ ‎1494‎م )68( ، ويبدو<br />

اأن عملهم هذا كان حماولة للحصول على هذه السلعة غالية الثمن،‏ واملطلوبة عاملياً،‏ وكان<br />

جزءاً‏ من حماولتهم النيل من السلطة احلاكمة وكرس احتكارها لهذه السلعة،‏ باعتبار اأن اإنتاج<br />

دهن البلسان وتصديره كان امتيازاً‏ حكومياً،‏ ولذلك اأرسل السلطان قانصوه الغوري )69(<br />

بعثة،‏ اأحرضت اأصوالً‏ من ‏شجريات البلسان الربي « البشام«‏ برتبتها من احلجاز )70( ، واأعيد<br />

زراعتها من جديد يف احلديقة نفسها )71( . على اأنه يجب اأن ال نغفل عوامل اأخرى اأثرت يف<br />

مساحة احلديقة من ‏سنة الأخرى،‏ وهذه العوامل مرتبطة بتقلبات الطقس،‏ وقلة االأمطار،‏<br />

والقحط الناجت عن ذلك،‏ وكان لهذه العوامل اأثر يف كمية االإنتاج.‏<br />

وكانت احلديقة خالل الفرتة اململوكية حموطة بسور،‏ ولها حراسة قوية من مشاة<br />

)73(<br />

وخيالة )72( ، وقد بالغ الرحالة ميشومل بن مناحيم Meshullam Ben Menahem<br />

باحلديث عن هذه احلراسة،‏ فذكر اأنه كان يخصص للشجرة الواحدة خمسة حراس )74( ،<br />

وكان ال يُسمح الأحد بدخول احلديقة يف موسم القطاف )75( ، ويف االأيام االأخرى ‏سُ‏ مح للزوار<br />

بدخول احلديقة بعد التزامهم بعدم ممارسة اأية اأعمال ترض بالأشجار،‏ وتخلل هذه الزيارات<br />

تقدمي بعض الهدايا للحراس اأحياناً،‏ لتسهيل دخولهم اإىل احلديقة )76( .<br />

وملا كان دهن البلسان من العنارص املهمة يف االقتصاد اململوكي،‏ وكان له اأثره<br />

يف العالقات مع العامل املسيحي اآنذاك )77( ، وبخاصة بعد حتول طرق التجارة من مرص<br />

اإىل راأس الرجاء الصالح،‏ وتوقف وصول البضائع الهندية عن طريق مرص،‏ ازداد االهتمام<br />

بإنتاج الدهن الطبي،‏ من اأجل اإعادة النشاط التجاري عرب مرص،‏ وزيادة دخل السلطات<br />

احلاكمة هناك )78( .<br />

ويف العصور االإسالمية الوسطى تطلع امللوك واحلكام املسلمون واملسيحيون<br />

للحصول على دهن البلسان،‏ وبالغوا يف طلبه )79( ، وكان دهن البلسان جزءاً‏ من الهدية<br />

التي اأرسلها اخلليفة العباسي هارون الرشيد )80( اإىل االإمرباطور ‏شارملان )81( ، يف اإطار<br />

العالقات احلسنة واملتبادلة بني الطرفني )82( .<br />

310


الرقم<br />

مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

وقد تبادل احلكام املسلمون دهن البلسان يف مناسبات عدة ال ‏سيما بعد الفتوحات<br />

واالنتصارات العسكرية من ناحية،‏ وكان جزءاً‏ من الهدايا التي اأرسلت على ‏سبيل جتديد<br />

الوالء والطاعة من ناحية اأخرى.‏ فقد اأرسل ‏صالح الدين االأيوبي )83( اأثناء واليته على<br />

مرص اإىل السلطان نور الدين زنكي )84( ، هدية فيها مصاحف،‏ واأحجار كرمية،‏ واأقمشة،‏<br />

وخمسني قارورة من دهن البلسان الطبي )85( عام ‎569‎ه/‏ ‎1199‎م.‏<br />

وخالل حروب السلطان ‏صالح الدين مع الفرجنة،‏ طلب ‏صالح الدين الدعم من السلطان<br />

املوحدي يعقوب بن يوسف بن عبد املوؤمن )86( ، واأرسل له هدية كان فيها مئة درهم<br />

من دهن البلسان )87( ، وبعده اأرسل السلطان الظاهر بيربس )88( هدية اإىل ملك املغرب<br />

عام ‎676‎ه/‏ ‎1277‎م،‏ بعد فتوحاته يف الساحل الشامي مكونة من مماليك وخدم،‏ ودهن<br />

بلسان )89( ، وهذا يشري اإىل االأهمية الطبية الكبرية التي حظي بها هذا النوع من االأدوية التي<br />

القت رواجاً‏ كبرياً‏ بني امللوك واالأمراء عرب خمتلف املراحل التاريخية.‏<br />

الفصل الثاني-‏ تكاثره واستخراج دهنه الطيب:‏<br />

االسم<br />

أ-‏ تكاثره :<br />

تكاثرت ‏شجريات البلسان عن طريق الفسائل التي حتوي عُ‏ قالً‏ جيدة،‏ واأطلق عليها<br />

اسم القضبان اأو االأوتاد )90( ، التي اختريت بعناية فائقة،‏ وتراوح عمرها بني ‏سنتني اإىل<br />

ثالث ‏سنوات،‏ وزُرعت يف االأرض بعد تهيئتها وتزويدها بالسماد الطبيعي،‏ وبعد غرسها يف<br />

مكانها املخصص،‏ تروى باملاء حتى تنمو،‏ وميكن غرسها موؤقتاً‏ يف اأوان فخارية حتى<br />

تنمو بشكل مناسب،‏ ثم تنقل اإىل مكان الغرس الدائم )91( .<br />

وهذا ما اأكده عبد اللطيف البغدادي بقوله:‏ »... والبلسان الدهني ال يثمر واإمنا توؤخذ<br />

منه فسوخ فتغرس ... )92( »، يف الوقت الذي حتدثت فيه روايات اأخرى عن حماوالت لزراعة<br />

البلسان عن طريق البذور )93( .<br />

وكانت مواعيد الزراعة موضوع اختالف بني رحالة الزراعة يف تلك الفرتة وموؤرخيها<br />

ومتخصصيها،‏ وميكن احلديث عن ذلك على النحو االآتي:‏<br />

● ‏●مواعيد زراعة فسائل البلسان<br />

311<br />

.1<br />

.2<br />

مواعيد الزراعة<br />

يف ‏شهر بشنس القبطي ويصادف بدايته]‏‎9‎ اأيار[‏ زراعة<br />

ابن مماتي )94( : منتصف القرن السادس البلسان )95( .<br />

الهجري/‏ الثاين عرش امليالدي.‏<br />

‏»توؤخذ منه فسوخ فتغرس يف ‏شباط«.‏<br />

البغدادي:‏ نهاية القرن السادس الهجري/‏ الثاين<br />

عرش امليالدي.‏


زراعة البلسان في فلسطني ومصر واستخداماته<br />

د.عبد الرحمن املغربي<br />

‎922‎ه/‏ - 41 - 661 ‎1516‎م<br />

الرقم<br />

االسم<br />

ابن اإياس )96( : بداية القرن العارش الهجري/‏<br />

السابع عرش امليالدي .<br />

مواعيد الزراعة<br />

البلسان كان يزرع حباً‏ يف الفرتة بني الشهرين القبطيني بونة<br />

وهاتور )97( : ‏]يصادف بداية بونة 8 حزيران،‏ وهتور يبداأ<br />

يف‎11‎ تشرين الثاين[.‏<br />

.3<br />

الرقم<br />

1<br />

االسم<br />

وتبني من هذه املواعيد ‏صحة ما ذهب اإليه ابن مماتي لسببني اأولها:‏ اأن وقت الزراعة<br />

املناسب لالأشجار هو يف فصل الربيع،‏ وثانيهما:‏ كون ابن مماتي مواطناً‏ مرصياً،‏ وكان<br />

وزيراً‏ ومسرياً‏ الأعمال الدواوين،‏ وله كتاب بعنوان ‏»قوانني الدواوين«‏ حتدث فيه عن الزراعة<br />

يف مرص مبا فيها زراعة البلسان.‏<br />

ويحتاج البلسان اإىل ري منتظم كل يوم تقريباً‏ خالل فصل الصيف احلار،‏ وذلك من<br />

‏شهر حزيران اإىل ترشين الثاين،‏ حيث يبداأ فصل الشتاء،‏ ويحتاج اإىل عناية مكثفة،‏ وبخاصة<br />

يف جمال تنظيف االأرض من االأعشاب،‏ وحماربة االآفات والقوارض الضارة )98( ، ويبدو اأن<br />

الشجريات تطرح اإنتاجها بعد عامني من زراعتها يف املوقع الدائم،‏ وهو من االأشجار املعمرة<br />

التي يزيد اإنتاجها كلما تقدمت يف العمر )99( ، وتغطى هذه الشجريات يف فصل الشتاء<br />

بالكتان لوقايتها من الربد الذي يعترب من اأشد املوؤثرات املناخية خطراً‏ عليها )100( .<br />

ب-‏ استخراج دهنه الطيب:‏<br />

)101(<br />

عرفت حديقة البلسان يف مرص بحديقة عني ‏شمس،‏ وهي عملياً‏ مملوكة للسلطان<br />

، واأرشف اخلليفة اأو احلاكم بنفسه على عملية االإنتاج منذ جرح الشجريات وحتى قطاف<br />

)103(<br />

الدهن النقي،‏ ويف حال عدم تفرغه اأو ‏سفره،‏ تابع اخلازندار )102( الكبري هذه العملية<br />

، ويجري القطاف يف احتفال مهيب يحرضه كبار الضيوف واالأمراء والقناصل االأجانب،‏<br />

يُقدم فيه فنجان من البلسان للضيوف على ‏سبيل الهدية )104( .<br />

واختلفت اآراء املوؤرخني والرحالة واملختصصني يف موعد استخراج الدهن الطبي من<br />

االأشجار،‏ واعتماداً‏ على النصوص الواردة واالختالف الواضح بينها،‏ ميكن احلديث عنها<br />

على النحو االآتي:‏<br />

● ‏●مواعيد استخراج الدهن الطبي:‏<br />

البغدادي:‏ نهاية القرن السادس الهجري/‏ الثاين<br />

عرشامليالدي.‏<br />

‏شهر ‏شباط )105( .<br />

مواعيد القطاف<br />

ابن مماتي:‏ بداية القرن السابع الهجري/‏ الثالث<br />

عرش امليالدي .<br />

‏»ورشطه واستخراج دهنه من نصف توت ‏]يبداأ يف 12<br />

اأيلول[‏ ، واإن كان اأوله اأصلح«‏ )106( .<br />

2<br />

312


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

الرقم<br />

االسم<br />

ابن اإياس:‏ بداية القرن العارش الهجري/‏ السابع<br />

عرش امليالدي.‏<br />

مواعيد القطاف<br />

استخراج الدهن يتم يف 24 من ‏شهر بشنس القبطي،‏<br />

وتوافق بداية بشنس التاسع من ‏شهر اأيار )107( .<br />

3<br />

ويبدو واضحاً‏ ‏صحة ما ذهب اإليه ابن مماتي يف حديثه عن موعد استخراج السائل<br />

الدهني،‏ الذي يأتي يف فصل الصيف الذي يتوافق مع اكتمال عصارتها ونضوجها )108( .<br />

ويستخرج الدهن قبيل طلوع الشمس وقت الندى )109( ، يف ظل حراسة مشددة )110( ،<br />

وكلما تكاثر تساقط الندى كان ذلك اأفضل لعملية استخراج الدهن،‏ وجترح قرشة الساق<br />

بوساطة حجر مدبب )111( خمصص لهذا الغرض بشكل طويل،‏ من قبل ‏شخص خمصص<br />

لهذا العمل )112( .<br />

)113(<br />

وبعد جرح الساق يسيل السائل اللزج على الساق ويجمعه ‏شخص متخصص<br />

بإصبعه،‏ وينقل اإىل وعاء خاص ‏صغري يعرف بالقرن )114( ، ثم يفرغ يف وعاء زجاجي<br />

خاص )115( . وجلمع الدهن طرق اأخرى منها:‏ وضع لفافات قطنية حول الساق املجروح<br />

لتمتص الدهن،‏ ثم تُعرص اللفافات وتوضع يف وعاء خاص )116( ، اأو القيام بتشذيب<br />

غصونها،‏ وتربط زجاجة اأسفل القطع حتى يتجمع فيها الدهن،‏ وبعد استخراج الدهن تذبل<br />

ويجف الكثري من اأغصان الشجريات فتقلم لتنمو اأغصان جديدة على الشجرة،‏ وكانت<br />

االأغصان املقطوعة حتمل من قبل املرشفني وتباع يف االأسواق )117( .<br />

ج-‏ تقطيه:‏<br />

بعد جمع السائل الدهني يف القناين،‏ جتري عملية الدفن،‏ حيث تغلق وتغطى باملواد<br />

العضوية للحفاظ على درجة حرارة مناسبة،‏ متنع تكتل الدهن ليبقى يف حالة السيولة،‏<br />

ثم تبداأ عملية اإزاحة الدهن عن الشوائب بحيث يطفو الدهن اإىل اأعلى وتستقر الشوائب يف<br />

االأسفل،‏ وبخاصة يف وقت الظهرية حني ترتفع درجة احلرارة.‏<br />

وتتكرر عملية االإزاحة التي عرفت بالتدبري يومياً‏ حتى ينتهي الدهن،‏ وال يتبقى ‏سوى<br />

بعض الشوائب،‏ وتأخذ عملية التدبري فرتة قد تستمر ‏سنة كاملة،‏ وبعد احلصول على الدهن<br />

النقي،‏ يطبخ على نار هادئة يف فصل الربيع،‏ وهو اأفضل االأوقات لطبخه )118( ، وال تتجاوز<br />

كمية الدهن النقي عُ‏ ‏رش كمية )119( املنتج )120( ، وهذه الطريقة تنتج اأجود اأنواع الدهن<br />

النقي،‏ وقد اأطلق عليه التجار االأجانب اسم البلسان النقي )121( Opobalsamum .<br />

313


زراعة البلسان في فلسطني ومصر واستخداماته<br />

د.عبد الرحمن املغربي<br />

‎922‎ه/‏ - 41 - 661 ‎1516‎م<br />

شكل رقم )3(<br />

رسم يمثل عملية جرح شجرة البلسان.‏<br />

نقالً‏ عن:‏ لبنية،‏ النباتات الطبية،‏ ص‎230‎‏.‏<br />

وتوىل مرشفون خاصون نقل الدهن الطبي اإىل خزانة الرشاب )122( اخلاصة باخلليفة<br />

اأو احلاكم )123( ، والتي حتوي اأنواعاً‏ خمتلفة من االأدوية الرضورية للعالج )124( ، ويحفظ<br />

يف اأوان ‏صقيلة كالفضة والزجاج )125( ، وال يرصف ‏شيء منه اإال بإذن خاص )126( ، وذلك<br />

عند اإرسال قسم منه اإىل املشايف الستخدامه يف العالج )127( ، ويف الفرتة اململوكية اأرسلت<br />

كميات منه اإىل قالع الشام والبيمارستانات الستخدامه كدواء منفرد،‏ اأو استخدامه يف<br />

حتضري االأدوية املركبة.‏<br />

وخالل االأزمات املالية كان اأتباع اخلليفة يقومون ببيعه اإىل االأديرة والكنائس ‏ضمن<br />

اإرشاف مبارش من قبل وكيل اخلليفة،‏ ويرسل ‏ضمن الهدايا املنتظمة اإىل بعض احلكام<br />

املسلمني واالأجانب،‏ اأو اإىل بعض العلماء والشخصيات املهمة )128( ، وما زاد عن حاجة<br />

السلطان كان اخلازندار يكلف بعض رجاله ببيعه اإىل الزوار االأجانب،‏ اأو اإىل بعض اأعيان<br />

الدولة،‏ واأحياناً‏ كان يقوم بعض متلقي الهدايا التي حتتوي على الدهن الطبي ببيعه اأو بيع<br />

ما يزيد عن حاجتهم )129( ، بأسعار مرتفعة جداً‏ وصلت اإىل حد بيعه بوزنه ذهباً‏ )130( .<br />

اأما البلسان التجاري فهو اأقل جودة من النوع االأول،‏ وميكن اأن يطرح يف االأسواق<br />

314


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

بكميات حمدودة،‏ وبصورة ‏شبه ‏رسية،‏ وهو على نوعني،‏ االأول:‏ البلسان املستخرج من<br />

البذور بعد طبخها وعرصها ويعرف باسم ،Carbopalsamum والثاين:‏ النوع املستخرج<br />

من االأغصان بعد غليها وعرصها،‏ ويعرف باسم )131( Xylobalsamum ، وكان يباع<br />

بضعف وزنه من الفضة )132( .<br />

وكانت اأغصان البلسان اجلافة تباع جتارياً‏ يف مرص خالل الفرتة اململوكية،‏ وقد<br />

اشرتى الرحالة بورشارد )133( ، بعضاً‏ منها خالل وجوده يف مرص )134( ، اأما بذور البلسان<br />

فقد بيعت بصورة حمدودة يف اأسواق مرص،‏ ومكة املكرمة،‏ وبالد االأندلس )135( .<br />

وقد ‏ساهم ارتفاع اأسعاره،‏ وشح هذه املادة،‏ وتزايد الطلب عليه،‏ اإىل تعرضه لعمليات<br />

غش كانت االأوسع خالل العصور الوسطى،‏ وكان يخلط مبواد اأخرى،‏ ويباع على اأنه دهن<br />

نقي )136( ، وتراوحت عملية الغش بني غلي اأغصان البلسان بالزيت وبيعها بالأسواق،‏ اأو<br />

مزج دهن البلسان بدهن السوسن )137( ، ومزجه بعضهم بالقرنفل )138( ، اأو بالشمع،‏ حيث<br />

تغلب رائحة دهن البلسان على الدهون االأخرى.‏<br />

ويتضح البلسان الزائف من خالل وضع قليل منه على قطعة قماش،‏ ثم غسلها باملاء،‏<br />

فإن ذاب،‏ فهو دهن بلسان نقي،‏ الأن دهن البلسان يذوب يف املاء،‏ بينما تتجمد الدهون<br />

االأخرى مثل دهن السوسن،‏ والقرنفل،‏ والشمع،‏ عند وضعها يف املاء،‏ اأو تعريض عينة منه<br />

للحرارة الكتشاف غشها،‏ وبخاصة اأن دهن البلسان ‏رسيع االشتعال،‏ اأو يوضع يف احلليب<br />

الأن دهن البلسان يوؤدي اإىل تخرثه بشكل ‏رسيع،‏ وكل هذه العمليات ‏ساعدت على التمييز<br />

بني الدهن النقي والدهن املغشوش )139( .<br />

د-‏ كمية اإلنتاج:‏<br />

ذكر البغدادي يف نهاية القرن السادس الهجري/‏ الثاين عرش امليالدي،‏ اأن كمية االإنتاج<br />

قد تراوحت بني خمسني وستني رطالً‏ يف السنة )140( ، وانخفضت يف ‏سنوات القحط الشديد<br />

اإىل عرشين رطالً‏ فقط،‏ كما حدث عام 596 ه/‏ ‎1199‎م )141( ، علماً‏ بأن معدل االإنتاج<br />

خالل الفرتة اململوكية قد وصل اإىل مائتي رطل مرصي يف العام )142( ، واأنتجت هذه<br />

الكمية من حديقة البلسان يف املطرية التي زرع فيها ما بني )400 - 500( ‏شجرية )143( .<br />

وكانت كمية االإنتاج تتناسب طردياً‏ مع التوسع يف مساحة احلديقة وعدد اأشجارها،‏<br />

واإىل جانب ذلك فقد حتكمت عوامل اأخرى يف االإنتاج اأهمها:‏ عوامل املناخ املختلفة،‏<br />

واالعتداءات البرشية على احلديقة،‏ ويبدو اأن عوامل املناخ،‏ وبخاصة قلة االأمطار،‏ قد اأدت<br />

اإىل تطبيق نظام التقنني يف تزويد الشجريات باملياه من االآبار املوجودة يف احلديقة خالل<br />

‏سنوات القحط،‏ وهذا اأثر ‏سلباً‏ يف االإنتاج،‏ ولذلك كان يعوض نقص الدهن باستخراجه من<br />

بذور البلسان )144( .<br />

315


زراعة البلسان في فلسطني ومصر واستخداماته<br />

د.عبد الرحمن املغربي<br />

‎922‎ه/‏ - 41 - 661 ‎1516‎م<br />

ومع بدايات القرن التاسع الهجري/‏ اخلامس عرش امليالدي بعد دخول الدولة العثمانية<br />

اإىل مرص بفرتة قصرية انقطعت زراعته )145( ، ولعل ذلك يعود اإىل تطوير مواد عالجية<br />

جديدة اأقل ‏سعراً‏ واأسهل استغالالً‏ من دهن البلسان،‏ مثل الزيت املستخرج من ‏شجريات<br />

الزقوم التي تنتج زيتاً‏ طيب الرائحة استخدم يف عالج اجلروح والتقرحات،‏ وال يحتاج اإىل<br />

عناية اأو ظروف زراعية مميزة )146( .<br />

الفصل الثالث-‏ استخداماته:‏<br />

أ-‏ استخداماته العالجية:‏<br />

يعود االستخدام الطبي لدهن البلسان اإىل العصور القدمية،‏ وكان من ‏ضمن املواد التي<br />

استخدمها الطبيب اليوناين جالينوس لصنع ‏»جواريش جالينوس«،‏ وهو مركب استخدم<br />

لتقوية املعدة وعملية الهضم والكبد،‏ كما استخدمه الرومان لعالج اجلروح العميقة،‏ حيث<br />

عمل الدهن الطبي على وقف النزف الشديد )147( وحاالت االإغماء )148( ، كما ‏صنعوا منه<br />

ترياقاً‏ )149( لعالج السموم )150( ، وحفظ اجلثث املحنطة،‏ واستخدموه يف طقوس الدفن<br />

قبل انتشار املسيحية،‏ ويف طقوس التعميد بعد انتشار هذه الديانة )151( ، ويف ‏صناعة<br />

العطور )152( ، وحتدثت عنه العديد من املصادر االإسالمية،‏ واأشاد عدد من الشعراء مبزاياه<br />

التجميلية )153( .<br />

كما استخدمه الصحابة يف معاجلة جرحاهم،‏ فجمعوا العصارة وجهزوها قبل<br />

احلرب الستعمالها كعالج فعال للجروح،‏ وكان له دور يف عالج اأمراض العمود الفقري،‏<br />

واأمراض املفاصل املزمنة )154( ، وبخاصة ارتخاء االأعصاب )155( ، حيث عمل على تهييج<br />

اجللد،‏ وزيادة توارد الدم اإىل املناطق املصابة )156( .<br />

ولتأثريه الطبي يف عالج اأوجاع العظام واملفاصل،‏ فقد طلبه االأمري اأسامة بن<br />

منقذ )157( عرب رسالة ‏شعرية اإىل الطبيب مهذب الدين بن النقاش )158( ، قال فيها:‏<br />

ركبتي تخدم املهذب يف العلم ويف كل حكمة وبيان<br />

وهي تشكو اإليه تاأثري طول العمر يف ‏ضعفها وطول زمان<br />

فلها فاقة اإىل ما يقوِّي مشيها من البلسان<br />

كل هذا عاللة ملن جاز الثمانني بالنهوض يدان<br />

)159(<br />

رغبة يف احلياة من بعد طول العمر واملوت غاية االإنسان<br />

316<br />

‏»البحر اخلفيف«‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

وجرى استخدامه يف عالج االأمراض البلغمية،‏ واأمراض الرئة،‏ ويف ُ ‏صنع ‏رشاب<br />

لعالج السعال )160( .<br />

وكان للدهن بعد تخفيفه باملاء اأثر يف معاجلة اأمراض الفم واللثة،‏ واستخدمت<br />

اأغصانه لصناعة املسواك )161( .<br />

واستخدم دهن البلسان يف عالج اأمراض العيون،‏ واالأمراض اخلاصة بالنساء والتوليد،‏<br />

وكان ‏رشاب البلسان خمففاً‏ يعمل على اإدرار البول،‏ وله اأثر يف تسكني اأوجاع االأذن اإذا خلط<br />

باملاء وقطر به )162( ، اأما بذور البلسان فاستخدمت يف عالج االأمراض املعوية )163( ، الأن<br />

جزءاً‏ كبرياً‏ ال ميُ‏ تص يف املعدة ويصل اإىل االأمعاء )164( ، واأسهم عصري اأوراق البلسان بعد<br />

غليه يف عالج طفيليات العلق التي تستوطن حلق االإنسان )165( .<br />

)166(<br />

ويف جمال االأدوية املركبة اأصبح دهن البلسان اأحد اأركان الرتياق الفاروق<br />

املستخدم يف عالج احلاالت املرضية املستعصية )167( ، كما استخدمت اأوراق البلسان<br />

يف اإنتاج نوع من احلناء اأسود اللون،‏ وذلك بعد جتفيف اأوراقه وسحقها وخلطها باحلناء<br />

الطبيعي )168( ، وصنع منه بعض املراهم واملعاجني الطبية،‏ فعند خلطه بدهن السوسن،‏<br />

يتم احلصول على مرهم يسهم يف عالج قروح اجللد والراأس،‏ واإذا خُ‏ لط بدهن الورد وخُ‏ فف<br />

باملاء عالج اأمراض العني،‏ وعند خلطه بدهن اللوز املر اأو خلطه بالعسل ينفع يف عالج<br />

االإعياء والضعف العام،‏ وعند اإحراق اأعواد البلسان وخلطها باخلل،‏ فإنه يفيد يف عالج<br />

الثواليل وتقرحات اليدين )169( .<br />

ومتيزت حديقة البلسان يف مرص بناحية عالجية ترفيهية،‏ متثلت يف زيارتها<br />

واالستجمام مبنظرها،‏ واإدخال البهجة والرسور يف نفوس الزائرين،‏ وبخاصة خالل االأعياد<br />

الدينية للمسلمني واملسيحيني )170( ، واأصبحت حديقة املطرية اأحد متنزهات القاهرة،‏ وكان<br />

كثري من السكان يقصدونها للرتويح عن اأنفسهم بعد عناء العمل،‏ ويف االأعياد واملناسبات،‏<br />

ويف ذلك اأنشد فخر الدين بن مكانس )171( موشحاً‏ قال فيه:‏<br />

اأنظر اإىل اأنوار بئر البلسم<br />

لكونها فيما يقال تنتمي<br />

317<br />

فهي ‏سبيل ‏صحتي من ‏سم<br />

اإلى املسيح السيد بن مريم<br />

يحيي باإذن الله ميت اللحد<br />

بئر لها التعظيم واجلاللة بدراً‏ اأنارت واستدارت هالة<br />

اأنموذج الفردوس ال حمالة لها على اجلنة اأي داللة<br />

)172(<br />

تذكر الناس نعيم اخللد<br />

‏»بحر الرجز«.‏


زراعة البلسان في فلسطني ومصر واستخداماته<br />

د.عبد الرحمن املغربي<br />

‎922‎ه/‏ - 41 - 661 ‎1516‎م<br />

ب-‏ استخداماته الدينية:‏<br />

كان اعتقاد الكنيسة يف العصور الوسطى اأن طقوس التعميد املسيحي،‏ ال تكتمل اإال اإذا<br />

احتوى ماء التعميد على ‏شيء من دهن البلسان باعتبارها ‏شجرة مقدسة )173( ، ويطلقون<br />

على دهن البلسان املخصص للمعمودية اسم « املريون »، ويصل الدهن لديهم اإىل مستوى<br />

التقديس )174( ، وقد فرض استخدام الدهن وقداسته على الكنيسة التزامات كبرية خاصة يف<br />

كيفية احلصول عليه،‏ ويف ارتفاع اأثمانه بسبب ندرته،‏ وحتكم املسلمني يف مرص وفلسطني<br />

بإنتاجه.‏<br />

واستخدم دهن البلسان كذلك يف طقوس عيد الفصح يف كنيسة القيامة،‏ وبخاصة يف<br />

موسم احلج،‏ وتخربنا بعض املصادر االإسالمية اأن قساوسة كنيسة القيامة خالل الفرتة<br />

الفاطمية،‏ قاموا بدهن ‏سالسل قناديل االإضاءة بدهن البلسان والزئبق يف يوم « فيض<br />

النور«،‏ وهو اليوم الذي يسبق عيد الفصح،‏ ويف ليلة الفصح،‏ يقوم راهب بإشعال الدهن<br />

املوجود على السالسل من ثقب خاص موهمني احلجاج اأن النور االإلهي جتلى يف املكان،‏<br />

وقد وشى بعض املسيحيني بذلك اإىل اخلليفة الفاطمي احلاكم بأمر اهلل )175( ، ويبدو اأن هذه<br />

الوشاية كانت ‏سبباً‏ من اأسباب هدم كنيسة القيامة،‏ وكنائس اأخرى زمن احلاكم بأمر اهلل<br />

عام ‎398‎ه/‏ ‎1007‎م )176( .<br />

ج-‏ استخداماته يف جمال الطب البديل:‏<br />

بعد توقف اإنتاج البلسان يف مرص مع نهايات الفرتة اململوكية،‏ استمر اإنتاج الدهن<br />

الطبي بشكل حمدود من ‏شجرة البشام التي تنمو بشكل بري يف ‏صحراء ‏شبه اجلزيرة العربية،‏<br />

وحتديداً‏ يف منطقة احلجاز،‏ وحديثاً‏ اأجريت دراسات علمية على الدهن الطبي للبشام للبحث<br />

يف اإمكانية استخداماته يف العالجات احلديثة،‏ وبخاصة يف جمال الطب البديل،‏ وقد اأشارت<br />

جتارب علمية اأجريت بكلية الصيدلة جامعة امللك ‏سعود بالرياض،‏ اإىل نقص ملحوظ يف<br />

تركيز ‏سكر الدم بعد حقن حيوانات التجارب مبستخلص نبات البشام،‏ واكتشف الباحثون<br />

ظهور انخفاض ملحوظ يف مستوى ‏ضغط الدم لالأرانب املخدرة بعد حقنها باملستخلص<br />

الكحويل لهذا النبات،‏ ويستعمل دهن البشام عوضاً‏ عن املراهم الطبية لتخفيف اأمل بعض<br />

اأمراض العظام،‏ واملفاصل كالروماتيزم،‏ وكذلك مرض الفالج واللقوة ‏)شلل جانب الوجه(‏<br />

وغريها،‏ الأنه يُسَ‏ كّن االآالم ويخفف ‏شدتها،‏ ويقلل حدوث نوباتها احلادة.‏<br />

كما اأن مستخلص البشام له نشاط مضاد للميكروبات العنقودية Staphylococcus<br />

aureus وعصيات اجلراثيم ، Bacillus subtilis وحديثاً‏ طورت اأنواع ‏صناعية منه يف كندا،‏<br />

318


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

ويسوق مببالغ باهظة حتت اسم Balm of Gilead مبعنى بلسم جلعاد الذي ورد ذكره<br />

يف التوراه )177( ، ويبدو يل اأن هذا جزءٌ‏ من حماوالت تهويد املوروث احلضاري لفلسطني<br />

واإنتاجها،‏ وتصويره على اأنه منتج يهودي.‏<br />

شكل رقم )4(<br />

بلسم جلعاد/‏ Balm of Gilead<br />

عن:‏ لبنية،‏ من النباتات الطبية في المدينة المنورة،‏ ص . 235 234<br />

وقد اأجريت دراسات اأخرى على نبات البشام )178( ‏،وتبني اأن عصارته فعالة لعالج<br />

احلكة اجللدية،‏ والتشققات والقروح،‏ واالأكزميا،‏ والطفح اجللدي بشكل عام،‏ ويف معاجلة<br />

عضات الكالب والذئاب وسموم الثعابني )179( ، ويساعد يف تخفيف حدة السعال )180( ،<br />

وتستعمل قشور السيقان مصدراً‏ ملادة عطرية مسكنة ‏شبيهة بالنعناع،‏ كما اأن اأوراق البشام<br />

لها استعماالت ‏شعبية مهمة جداً،‏ فهي تخلط مع احلناء لتعطي للحناء لوناً‏ داكناً‏ جميالً،‏ كما<br />

اأن ثمارها عند النضج تتحول اإىل اللون االأحمر وهي ذات قدرة كبرية على اإطفاء العطش،‏<br />

ولذا يعتمد عليها الرعاة واملسافرون عندما ال يجدون املاء.‏<br />

وتعد االأوراق علفاً‏ مناسباً‏ للجمال يوؤدي اإىل زيادة اإدرار احلليب،‏ ويعتمدون عليها<br />

يف ‏صبغ املالبس،‏ وخيوط الغزل،‏ ويستخدم لغسل جسم االأم املتعرسة يف الوالدة،‏ وتداوم<br />

النفاس على غسل جسمها دوماً‏ بعد الوالدة،‏ حيث يعدُّ‏ هذا املاء مطهراً‏ وقاتالً‏ للجراثيم،‏<br />

وتعدُّ‏ الثمار دواءً‏ جيداً‏ لعالج عرس الهضم،‏ والريح املتكونة يف البطن،‏ ولتسكني اآالم االأمعاء<br />

واملعدة،‏ كما تعدُّ‏ مادة فاحتة للشهية )181( .<br />

319


زراعة البلسان في فلسطني ومصر واستخداماته<br />

د.عبد الرحمن املغربي<br />

‎922‎ه/‏ - 41 - 661 ‎1516‎م<br />

النتائج والتوصيات:‏<br />

يف ‏ضوء ما تقدم توصل الباحث اإىل عدد من النتائج منها:‏<br />

‏.‏‎1‎كان 1 لدهن البلسان استخدامات طبية وعالجية عديدة،‏ وشكل عنرصاً‏ رئيساً‏ يف<br />

‏سلة االأعشاب الطبية يف العصور القدمية،‏ ويف الفرتات االإسالمية املتعاقبة.‏<br />

‏.‏‎2‎اإن 2 زراعة البلسان واإنتاج دهنه الطبي كانت مزدهرة يف فلسطني،‏ وحتديداً‏ يف<br />

منطقة اأريحا،‏ وانتقلت منها اإىل مرص يف فرتة احلكم الروماين،‏ وبقيت كذلك يف الفرتات<br />

االإسالمية.‏<br />

‏.‏‎3‎انقطعت 3 زراعة البلسان واإنتاج دهنه الطبي من فلسطني مع نهاية حروب الفرجنة،‏<br />

واستمرت بعد ذلك يف مرص فقط.‏<br />

‏.‏‎4‎انتهت 4 زراعة البلسان واإنتاج دهنه الطبي من مرص مع بداية القرن العارش للهجرة/‏<br />

السادس عرش امليالدي،‏ وتزامنت مع دخول الدولة العثمانية اإىل مرص.‏<br />

‏.‏‎5‎استمرت 5 االأصول الربية للبلسان املعروفة باسم البشام يف النمو بشكل طبيعي<br />

يف منطقة احلجاز يف ‏شبة اجلزيرة العربية وبعض املناطق املجاورة لها،‏ وتستغل بشكل<br />

حمدود يف جمال العالج البديل.‏<br />

وبناءً‏ على هذه النتائج يعرض الباحث عددا من التوصيات كاالآتي:‏<br />

‏.‏‎1‎تأسيس 1 مراكز اأبحاث عربية تعنى بالأعشاب الطبية،‏ من حيث اأماكن زراعتها،‏<br />

وقيمتها العالجية،‏ وبخاصة واأنها تشكل عنرصاً‏ رئيساً‏ يف العالج البديل للعقاقري الطبية<br />

الكيميائية.‏<br />

‏.‏‎2‎دراسة 2 اإمكانية استنبات االأعشاب الطبية ، وبخاصة البلسان يف فلسطني،‏ وكذلك<br />

يف مرص وغريها من االأقطار العربية واالإسالمية بشكل واسع،‏ ورعايتها والعمل على<br />

تسويقها عالجياً،‏ واقتصادياً.‏<br />

.3 3 الرتكيز على استنبات البلسان وتطوير اإنتاجه،‏ باعتباره عنرصاً‏ يوؤدي اإىل تنشيط<br />

السياحة الدينية املسيحية يف مرص وفلسطني.‏<br />

320


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

اهلوامش:‏<br />

‏.‏‎1‎اهتم 1 عدد من االأطباء اليونان بالنباتات الطبية،‏ منهم الطبيب اليوناين ‏)ديسقوردس<br />

)Dioscorides الذي عاش يف القرن االأول امليالدي،‏ وكان يتنقل بني البلدان للنظر اإىل<br />

االأعشاب لتقدير اأهميتها الطبية،‏ كما حتدث الطبيب ‏)جالينوس Galenus ت‎199‎م(‏ يف<br />

كتابه ‏"االأدوية املفردة ‏"عن النباتات الطبية وخصائصها العالجية.‏ ابن اأبي اأصيبعة،‏<br />

عيون االأنباء يف طبقات االأطباء،‏ ‏ص‎41‎ ‎59‎؛ 58، عوض،‏ من اإسهامات الطب العربي<br />

االإسالمي،‏ ‏ص‎24‎‏،‏ 29.<br />

. ‎2‎رشيد الدين اأبو منصور بن علي الصوري:‏ طبيب ولد يف ‏صور عام ‎573‎ه/‏ 1177<br />

وعاش ‏سنتني يف القدس،‏ وعمل يف البيمارستان الصالحي،‏ واأبدع يف ‏صناعة الرتياق،‏<br />

تويف يف دمشق عام ‎639‎ه/‏ ‎1241‎م.‏ ابن اأبي اأصيبعة،‏ عيون االأنباء يف طبقات<br />

االأطباء،‏ ‏ص‎699‎ ‎703‎؛ العسلي،‏ مقدمة يف تاريخ الطب يف القدس،‏ ‏ص‎113‎ 114.<br />

. ‎3‎حمارنة،‏ الطب العربي يف فلسطني زمن الفاطميني واالأيوبيني،‏ ‏ص‎15‎<br />

‎4‎عني . 4 جدي:‏ تقع على الشاطئ الغربي للبحر امليت على بعد )40 ) كم جنوب ‏رشق<br />

مدينة القدس،‏ وتتميز بخصوبة اأراضيها،‏ وكرثة الينابيع املائية للري.‏ الدباغ،‏ بالدنا<br />

فلسطني،ج 8، ‏ص‎522‎‎523‎‏.‏<br />

. Safrai, The Economy of Roman Palestine,P.1475 . 5<br />

‏.‏‎6‎نظم 6 هذا املوؤمتر يف جامعة البلقاء التطبيقية،‏ بالتعاون مع كلية الشوبك اجلامعية،‏<br />

تقرير وكالة االأنباء االأردنية ‏"برتا"،‏ بتاريخ ‎2008‎م.‏ 10/ 14/<br />

. Safrai, The Economy of Roman Palestine, P.P .148 147-7 . 7<br />

‏.‏‎8‎الذراع:‏ 8 نوع من مقاييس الطول االإسالمية،‏ ويبلغ طول ذراع العمل املستخدمة يف مرص<br />

حوايل )66,5( ‏سم.‏ هنتس،‏ املكاييل واالأوزان االإسالمية،‏ ‏ص‎89‎؛ Hintz, Dhira, Vol<br />

2 م،‏<br />

. 3<br />

321<br />

.II, P.P.231- 232<br />

‎9‎الباكوي،‏ . 9 كتاب تلخيص االأثار وعجائب امللك القهار،‏ ‏صa . 32<br />

. Volney, Travels Throuh Syria,Vol.2, P.671010<br />

11 1 راتنج:‏ جمعها راتنجات،‏ وهي اإفرازات هشة،‏ على ‏شكل رشوحات،‏ اأو نزات تخرج من<br />

خالل االأنسجة النباتية تخرج بصورة طبيعية،‏ اأو تستخرج منها،‏ وهي غري متبلورة.‏<br />

مقبول،‏ كيمياء النباتات الطبية،‏ ‏ص‎293‎‏.‏


زراعة البلسان في فلسطني ومصر واستخداماته<br />

د.عبد الرحمن املغربي<br />

‎922‎ه/‏ - 41 - 661 ‎1516‎م<br />

. 12<br />

‎12‎لبنية،‏ من النباتات الطبية يف املدينة املنورة،‏ ‏ص‎225‎<br />

‎1313‎ياقوت احلموي،‏ معجم البلدان،‏ ج‎5‎‏،‏ ‏ص‎149‎ ؛ القزويني،‏ اآثار البالد واأخبار العباد،‏<br />

‏ص‎272‎؛ البغدادي،‏ مراصد االطالع يف ذكر االأمكنة والبقاع،‏ ج‎3‎‏،‏ ‏ص‎1284‎‏.‏<br />

‎1414‎القلقشندي،‏ ‏صبح االأعشى يف ‏صناعة االإنشا،‏ ج‎3‎‏،‏ ‏ص‎311‎ ؛ ابن اإياس،‏ نشق االأزهار يف<br />

عجائب االأقطار،‏ ‏ص‎103‎؛ جمهول،‏ مفتاح الراحة الأهل الفالحة،‏ ‏ص‎256‎‏.‏<br />

‎15‎لبنية،‏ من النباتات الطبية يف املدينة املنورة،‏ ‏ص‎225‎<br />

‎1616‎تختلف ‏شجريات البلسان عن اأشجار البيلسان Elder التي تستخدم لتزيني احلدائق<br />

والبيلسان ‏شجرة معمرة تنمو يف بالد الشام ومرص،‏ يصل ارتفاعها اإىل خمسة اأمتار،‏<br />

واأزهارها خمتلفة االألوان فهي بني االأصفر،‏ واالأبيض،‏ والوردي،‏ وهي ذات رائحة<br />

عطرية،‏ وثمارها كروية ‏صغرية ‏سوداء،‏ وتتساقط اأوراقها خالل فصل اخلريف.‏ طالس،‏<br />

ورود الشام،‏ ‏ص‎364‎‏.‏<br />

. 15<br />

322<br />

. Feliks, Balsam,Vol,4,P.142- 1431717<br />

. 18<br />

‎18‎‏سفر اأرميا،‏ ‎22‎؛ 8: اأبو البقاء ‏صدقة،‏ املرشدة،‏ ‏ص‎9‎‏،‏ 12 10،<br />

‎1919‎قصة تآمر اأوالد ‏سيدنا يعقوب عليه السالم " االأسباط " على اأخيهم ‏سيدنا يوسف عليه<br />

السالم بسبب تفضيله عليهم من قبل اأبيهم،‏ وحماولة قتله ورميه يف اجلب " البئر".‏<br />

وردت يف القراآن الكرمي،‏ ويف العهد القدمي كذلك،‏ ومل حتدد الكتب املقدسة واملصادر<br />

التاريخية مكان اجلب الذي األقي فيه ‏سيدنا يوسف عليه السالم يف فلسطني،‏ هل هو<br />

‏رشق مدينة نابلس؟ ، اأم بالقرب من تل دوثان"‏ احلفرية"‏ على بعد )3( كم ‏رشق بلدة<br />

عرابة يف حمافظة جنني،‏ وهناك من يرى اأن اجلب يف قرية ‏سنجل على الطريق بني<br />

نابلس والقدس،‏ اأو يف موقع على بعد )2( كم ‏شمال طربية يعرف بجب يوسف.‏ راجع:‏<br />

القراآن الكرمي،‏ ‏سورة يوسف:‏ اآية‎10‎؛ ‏سفر التكوين،‏‎37‎‏:‏ 14- ‎34‎؛ اإجنيل يوحنا،‏‎4‎‏:‏ ‎24‎؛ 5<br />

الهروي،‏ كتاب االإشارات اإىل معرفة الزيارات،‏ ‏ص‎24‎‏.‏<br />

‎2020‎‏سفر التكوين،‏ . 25 :37<br />

. 21<br />

‎21‎حول ‏سيدنا ‏سليمان وبلقيس.‏ راجع:‏ القراآن الكرمي:‏ ‏سورة النمل،‏ اأية:‏ ‎13‎‎44‎<br />

Fabri, The Wanderings of Felix Fabri,Vol.II,P.189;Feliks, Balsam, 222<br />

.E.J.Vol,4,P.P.142- 143<br />

‎2323‎‏سرتابو:‏ موؤرخ وجغرايف وفيلسوف يوناين،‏ ولد عام 63 ق.م،‏ قام برحالته املشهورة يف<br />

االإمرباطورية الرومانية،‏ له كتاب ‏"اجلغرافيا"‏ ، ومن املرجح اأنه تويف ‏سنة ‎23‎م.‏<br />

Dueck, Strabo of Amasia: A Greek Man of Letters in Augustan Rome, P.P.4- 8.


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

‎2424‎بلني الكبري:‏ عامل ورحالة ولد يف ‏شمال اإيطاليا،‏ وعاش بني عامي )23 ) 79 م،‏ وله<br />

كتاب بعنوان ‏"التاريخ الطبيعي".‏<br />

Beagon, Mary , Roman Nature, The Thought of Pilny The Elder, P.P.30- 45.<br />

‎2525‎اجلالون:‏ مقياس للسوائل،‏ ويعادل 4,546 لرت.‏ البعلبكي،‏ املورد،‏ ‏ص‎378‎ .<br />

. Safrai, The Economy of Roman Palestine,147- 1522626<br />

‎2727‎اأنطونيوس:‏ ‏سياسي وعسكري وحاكم الرشق الروماين يف فرتة حكم االإمرباطور<br />

اأكتافيوس،‏ تزوج من كليوبرتا،‏ واأعلن اخلروج على االإمرباطور متحالفاً‏ معها،‏ انتحر<br />

عام 30 ق.م،‏ بعد هزميته اأمام اأكتافيوس يف معركة اأكتيوم البحرية.‏<br />

Shakespeare, Antony and Cleopatra, P. P.20- 40.<br />

‎2828‎كليوبرتا:‏ كليوبرتا السابعة،‏ ملكة مرصية من اأرسة البطاملة،‏ تزوجت من اأنطونيوس<br />

الذي كان حاكماً‏ على الرشق الروماين،‏ ماتت منتحرة عام‎31‎ ق.م،‏ خوفاً‏ من وقوعها<br />

يف اأرس االإمرباطور الروماين اأوكتافيوس.‏<br />

Shakespeare, Antony and Cleopatra, P. P. 20- 80.<br />

. Safrai, The Economy of Roman Palestine,147- 1522929<br />

‎3030‎نقل ابن ‏سينا يف كتابه القانون عن الطبيب،‏ وعامل النبات اليوناين ديسقوردس الذي<br />

عاش يف القرن االأول للميالد قوله اأن البلسان ال يوجد اإال يف غور فلسطني.‏ ابن ‏سينا،‏<br />

القانون،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص‎266‎ .<br />

‎3131‎بورشارد،‏ وصف االأرض املقدسة،‏ ‏ص‎122‎ ؛<br />

Sanuto, Secrets for true Crusaders to help them to recover the Holy<br />

Land,P.31.<br />

‎3232‎هريودس:‏ هريدوس الكبري بن اأنتيباس،‏ توىل حكم فلسطني مبساعدة الرومان عام 37<br />

ق.‏ م،‏ وكان السيد املسيح قد ولد يف اأواخر ‏سنوات حكمه.‏ اأجنيل متى،‏ ‏ص 2 ‎4‎‏.‏<br />

333 املطرية:‏ تقع يف الضواحي الشمالية الرشقية من القاهرة،‏ ويف اأراضيها تقع مدينة<br />

عني ‏شمس التي عرفها الرومان هليبوبوليس اأي مدينة الشمس.‏ ياقوت احلموي معجم<br />

البلدان،‏ ج‎5‎‏،‏ ‏ص‎149‎؛ ابن دقماق،‏ االنتصار لواسطة عقد االأمصار،‏ ‏ص‎44‎ 45.<br />

‎3434‎ذكر الرحالة نارص خرسو الذي زار فلسطني ومرص قبيل الغزو الفرجني وتويف عام<br />

‎453‎ه/‏ ‎1061‎م اأن البلسان يف مرص جاء به اأجداد اخلليفة الفاطمي املستنرص من<br />

323


زراعة البلسان في فلسطني ومصر واستخداماته<br />

د.عبد الرحمن املغربي<br />

‎922‎ه/‏ - 41 - 661 ‎1516‎م<br />

املغرب اإىل مرص.‏ نارص خرسو،‏ ‏سفر نامة،‏ ‏ص‎98‎ 99.<br />

‎3535‎القلقشندي،‏ ‏صبح االأعشى يف ‏صناعة االإنشا،‏ ج‎3‎‏،‏ ‏ص‎311‎ ؛ املقريزي،‏ اخلطط املقريزية،‏<br />

ج‎1‎‏،‏ ‏ص‎230‎‏،‏ ‎231‎؛ احلنفي،‏ تاريخ مرص والقاهرة،‏ ‏ص ‎47‎؛<br />

Niccola, A voyage Beyond the Seas, P.93.<br />

. Anonymous Pilgrims,Vol.2,Vol.VI, P.473636<br />

. Willibald , The Travels of Willibald, P. 213737<br />

‎3838‎نارص خرسو،‏ ‏سفر نامة،‏ ‏ص‎99‎ ؛<br />

Heyd, Histoire du Commerce du Levant Au Moyen Age, tome II, P. 577<br />

. Heyd, Histoire du Commerce du Levant Au Moyen Age, tome II, P.5783939<br />

‎4040‎وليبالد:‏ رحالة وحاج اإجنليزي،‏ زار بالد الشام يف الفرتة االأموية بني عامي<br />

‎103‎‎109‎ه/‏ ‎721‎‎727‎م.‏ زيادة،‏ رواد الرشق العربي،‏ ‏ص‎52‎؛<br />

Runciman, The Pilgrimages to Palestine before 1095, Vol.1, P.72.<br />

‎4141‎اخلليفة يزيد الثاين:‏ اخلليفة االأموي يزيد بن عبد امللك بن مروان،‏ توىل احلكم بعد وفاة<br />

اخلليفة عمر بن عبد العزيز عام ‎101‎ه/‏ ‎719‎م،‏ وحكم مدة اأربع ‏سنوات،‏ وتويف عام<br />

‎105‎ه/‏ ‎723‎م.‏ للمزيد راجع:‏ خليفة بن خياط،‏ تاريخ خليفة بن خياط،‏ ‏ص‎322‎<br />

‎331‎؛ عاقل،‏ تاريخ خالفة بني اأمية،‏ ‏ص‎297‎ 306.<br />

‎4242‎‏صور:‏ مدينة يف جنوب لبنان من اأقرب املدن اإىل حدود فلسطني الشمالية.‏ احلموي،‏<br />

ياقوت،‏ معجم البلدان،‏ ج 3، ‏ص ‎493‎؛ نارص خرسو،‏ ‏سفر نامة،‏ ‏ص ‎50‎؛ هونكمان ،<br />

‏صور،‏ دائرة املعارف االإسالمية،‏ ج‎14‎‏،‏ ‏ص‎364‎ 372.<br />

324<br />

‎4343‎راجع ملحق رقم )1 ) .<br />

444 البغدادي،‏ االإفادة واالعتبار،‏ ‏ص‎24‎ ، نقالً‏ عن جالينوس.‏<br />

‎4545‎برنارد احلكيم:‏ رحالة اإيطايل زار الرشق يف القرن الثالث الهجري/‏ التاسع امليالدي،‏<br />

وكان رسوالً‏ من قبل البابا اإىل السلطان اململوكي يف القاهرة.‏ زيادة،‏ رواد الرشق<br />

العربي يف العصور الوسطى،‏ ‏ص‎52‎ ‎53‎‏.‏<br />

. Heyd, Histoire du Commerce du Levant Au Moyen Age, tome II ,P.5774646<br />

‎4747‎فورزبورغ،‏ وصف االأرض املقدسة يف فلسطني،‏ ‏ص‎97‎ .


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

‎4848‎زيتون،‏ العالقات االقتصادية بني الرشق والغرب يف العصور الوسطى،‏ ‏ص‎175‎ 176 ؛<br />

غوامنة،‏ تاريخ نيابة بيت املقدس يف العرص اململوكي،‏ ‏ص‎91‎‏.‏<br />

‎4949‎رنسيمان،‏ احلروب الصليبية،‏ ج‎3‎‏،‏ ‏ص‎604‎ ؛<br />

Prawer, The Latin Kingdom of Jerusalem, London, 1972, P.394<br />

‎5050‎الصوري،‏ االأعمال املنجزة فيما وراء البحار،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص 559 543، ؛<br />

Genevieve. Le Cartulaire du Chapitre Du Saint Sepulcre, Doc .,No.,94,P.P.<br />

211- 212.<br />

‎5151‎عبد اللطيف البغدادي:‏ عبد اللطيف بن يوسف بن حممد،‏ طبيب،‏ ورحالة عارص السلطان<br />

‏صالح الدين،‏ وله عدة موؤلفات اأشهرها كتاب االإفادة واالعتبار،‏ زار مرص للمرة االأوىل<br />

عام ‎585‎ه/‏ ‎1190‎م،‏ وزارها ثانية عام ‎596‎ه/‏ ‎1199‎م،‏ وتويف عام‎629‎ه/‏<br />

‎1231‎م.‏ ابن اأبي اأصيبعة،‏ عيون االأنباء يف طبقات االأطباء،‏ ‏ص‎683‎ ‎696‎؛ غليوجني،‏<br />

عبد اللطيف البغدادي،‏ ‏ص‎17‎ 22.<br />

‎5252‎هذا ما اأكده الرحالة الفرجني بورشارد الذي زار فلسطني عام‎630‎ه/‏ ‎1232‎م،‏ ومر<br />

مبنطقة عني جدي حيث وجد بقايا هزيلة ومهجورة الأشجار البلسان.‏ بورشارد،‏ وصف<br />

االأرض املقدسة،‏ ‏ص‎122‎؛ راجع كذلك:‏<br />

Heyd, Histoire du Commerce du Levant Au Moyen Age, tome II, P.576.<br />

‎5353‎البغدادي،‏ االإفادة واالعتبار،‏ ‏ص‎24‎‏.‏ راجع كذلك:‏ ابن حوقل،‏ ‏صورة االأرض،‏ ‏ص‎161‎ ؛<br />

الوزان،‏ وصف اأفريقيا،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص ‎213‎؛ احلنفي،‏ تاريخ مرص والقاهرة،‏ ‏ص‎47‎‏.‏<br />

‎5454‎العمري،‏ مسالك االأبصار يف ممالك االأمصار،‏ ‏ص‎128‎ ؛ ابن تغري بردي،‏ النجوم الزاهرة<br />

يف تاريخ ملوك مرص والقاهرة،‏ ج‎7‎‏،‏ ‏ص‎268‎ ‎269‎؛ املقريزي،‏ اخلطط املقريزية،‏ ج‎1‎‏،‏<br />

‏ص‎230‎‏.‏<br />

555 بورشارد،‏ وصف االأرض املقدسة،‏ ‏ص‎122‎ ؛<br />

Niccola, A voyage Beyond the Seas, P.93.<br />

‎5656‎راجع ملحق رقم )2 ) .<br />

. Heyd, Histoire du Commerce du Levant Au Moyen Age, tome II, P.5765757<br />

‎5858‎ياقوت احلموي،‏ معجم البلدان،‏ ج‎5‎‏،‏ ‏ص‎149‎ .<br />

‎5959‎الفدان:‏ مقياس مساحة يساوي ‎6368‎م‎2‎‏.‏ هنتس،‏ املكاييل واالأوزان االإسالمية.‏ ‏ص‎98‎ .<br />

325


زراعة البلسان في فلسطني ومصر واستخداماته<br />

د.عبد الرحمن املغربي<br />

‎922‎ه/‏ - 41 - 661 ‎1516‎م<br />

‎6060‎البغدادي،‏ االإفادة واالعتبار،‏ ‏ص‎23‎ .<br />

61 ابن االأثري:‏ هو املوؤرخ عز الدين علي بن اأبي الكرم ، له كتاب ‏"الكامل يف التاريخ<br />

وكتاب الباهر يف الدولة االأتابكية"،‏ وتويف عام ‎630‎ه/‏ ‎1232‎م.ابن خلكان،‏ وفيات<br />

االأعيان،‏ ج‎3‎‏،‏ ‏ص ‎349‎؛ 348 III.,723- 725 Rosenthal, Iben Al- Athir,Vol.,<br />

‎6262‎امليل املربع:‏ يساوي )640( فداناً،‏ ويعادل )2,590,000( م‎2‎ . اأنيس واآخرون،‏ املعجم<br />

الوسيط،‏ ‏ص‎894‎‏.‏<br />

‎6363‎القلقشندي،‏ ‏صبح االأعشى يف ‏صناعة االإنشا،‏ ج‎3‎‏،‏ ‏ص‎311‎ ، نقالً‏ عن ابن االأثري يف<br />

كتابه " عجائب املخلوقات ".<br />

. Suriano ,Treatisa on the Holy Land,P.1956464<br />

‎6565‎فرانسيكو ‏سورونو:‏ كبري راهبان الدومنيكان يف فلسطني،‏ عاش يف يف الرشق بني عامي<br />

898 ‎920‎ه/‏ ‎1493‎ ‎1515‎م.‏ Discover- Peter, P.78. The Emmaus Mystery:<br />

" 61<br />

326<br />

.ing Evidence for the Risen Christ<br />

666 ه/‏<br />

امللك الكامل حممد بن العادل بن اأيوب،‏ توىل حكم مرص بعد وفاة والده عام 615<br />

‎1218‎م،‏ وتويف عام ‎635‎ه/‏ ‎1238‎م.‏ الزبيدي،‏ ترويح القلوب يف ذكر ملوك بني<br />

اأيوب،‏ ‏ص‎52‎؛ عاشور،‏ مرص والشام يف عرص االأيوبيني واملماليك،‏ ‏ص‎83‎ ‎95‎‏.‏<br />

‎6767‎قام امللك الكامل االأيوبي بنقل بعض اأشجار البلسان اإىل بستانه اخلاص،‏ وتشري بعض<br />

الروايات اإىل جناح حماوالت امللك الكامل بعد ري االأشجار املستنبتة من مياه بئر<br />

حديقة البلسان،‏ ولكن املوؤرخ ابن اإياس حتدث عن فشلها.‏ معجم البلدان،‏ ج‎5‎‏،‏ ‏ص‎149‎؛<br />

القزويني،‏ اآثار البالد واأخبار العباد،‏ ‏ص‎272‎؛ ابن اإياس،‏ بدائع الزهور يف وقائع<br />

الدهور،‏ ج‎1‎‏،‏ ق‎1‎‏،‏ ‏ص‎35‎‏.‏<br />

‎6868‎ابن اإياس،‏ بدائع الزهور يف وقائع الدهور،‏ ج‎1‎‏،‏ ق‎1‎‏،‏ ‏ص‎35‎‏،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص‎149‎ ؛<br />

Heyd, Histoire du Commerce du Levant Au Moyen Age,tome II, P.578.<br />

‎6969‎قانصوه الغوري:‏ ‏سلطان مملوكي حكم بني عامي ‏)‏‎907‎‎922‎ه/‏ ‎1501‎‎1516‎م(‏ ،<br />

انترص عليه العثمانيون بقيادة السلطان ‏سليم االأول يف معركة مرج دابق ‏شمال حلب<br />

عام‎922‎ه/‏ ‎1516‎م.‏ ابن طولون،‏ مفاكهة اخلالن يف حوادث الزمان،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص‎221‎<br />

‎384‎؛ الباز العريني،‏ املماليك،‏ ‏ص‎263‎‏.‏<br />

‎7070‎ذكر ‏"هايد"‏ اأن استحضار فسائل جديدة من احلجاز مت يف عهد السلطان اململوكي<br />

قايتباي ‏)ت عام‎901‎ه/‏ ‎1495‎م(‏ .


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

Heyd, Histoire du Commerce du Levant Au Moyen Age, tome II, P.578.<br />

‎7171‎ابن اإياس،‏ بدائع الزهور يف وقائع الدهور،‏ ج‎1‎‏،‏ ق‎1‎‏،‏ ‏ص‎35‎‏،ج‎4‎‏،‏ ‏ص‎149‎ .<br />

. Niccola, A voyage Beyond the Seas, P.937272<br />

راجع كذلك:‏ ملحق رقم )2( .<br />

‎7373‎ميشومل بن مناحيم:‏ رحالة يهودي زار فلسطني عام‎886‎ه/‏ ‎1481‎م؛<br />

Edler, Jewish Travelars, P.16<br />

eMeshullam Ben Menahem ,The Travels of Rabbi Meshullam Ben R. M 74 74<br />

.nahem, P.P.174- 175<br />

. Maundeville, The Book of Sir Maundeville. P.P.153- 1547575<br />

‎7676‎الوزان،‏ وصف اأفريقيا،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص‎213‎ ؛<br />

Niccola, A voyage Beyond the Seas, P.93.<br />

777 كان السلطان اململوكي يرسل هدايا منتظمة من البلسان اإىل ملك قربص ودوق البندقية،‏<br />

ودوق ميالنو،‏ ويبلغون ‏سفراءهم اأحياناً‏ بحاجتهم اإىل دهن البلسان،‏ وكانت املدن<br />

االإيطالية تنتهز فرصة حتسن عالقاتها مع السلطنة اململوكية لتطلب بلسماً‏ لكنائسها.‏<br />

Heyd, Histoire du Commerce du Levant Au Moyen Age,tome II, P.577.<br />

. Heyd, Histoire du Commerce du Levant Au Moyen Age, tome II, P.5787878<br />

‎7979‎العمري،‏ مسالك االأبصار يف ممالك االأمصار،‏ ‏ص‎80‎؛ املقريزي،‏ اخلطط املقريزية،‏ ج‎1‎ ،<br />

‏ص‎230‎‏.‏<br />

‎8080‎هارون الرشيد:‏ خليفة عباسي توىل احلكم بني عامي‎170‎‎193‎ه/‏ ‎786‎ ‎809‎م.‏<br />

خليفة بن خياط،‏ تاريخ خليفة بن خياط،‏ ‏ص‎447‎ ‎460‎؛ ماجد،‏ العرص العباسي االأول،‏<br />

‏ص‎187‎‎291‎‏.‏<br />

‎8181‎‏شارملان:‏ اأحد ملوك الفرجنة يف العصور الوسطى،‏ توجه البابا اإمرباطوراً‏ لالإمرباطورية<br />

الرومانية املقدسة عام‎184‎ه/‏ 800 م.عمران،‏ تاريخ اأوروبا يف العصور الوسطى،‏<br />

‏ص‎167‎ ‎184‎‏.‏<br />

. Heyd, Histoire du Commerce du Levant Au Moyen Age, tome II,P.5778282<br />

‎8383‎‏صالح الدين االأيوبي:‏ ‏سلطان مرص وبالد الشام انترص على الصليبيني وفتح القدس<br />

327


زراعة البلسان في فلسطني ومصر واستخداماته<br />

د.عبد الرحمن املغربي<br />

‎922‎ه/‏ - 41 - 661 ‎1516‎م<br />

عام ‎583‎ه/‏ ‎1187‎م،‏ تويف عام 589 ه/‏ ‎1193‎م.‏ ابن ‏شداد،‏ النوادر السلطانية<br />

واملحاسن اليوسفية،‏ ‏ص‎363‎ ‎367‎‏.‏<br />

‎8484‎نور الدين زنكي:‏ قائد مسلم اأكمل فتح الرها بعد وفاة والده عماد الدين عام ‎542‎ه/‏<br />

‎1146‎م،‏ وله دور مميز يف مقاومة الصليبيني،‏ وتويف عام ‎569‎ه/‏ ‎1173‎م.‏ ابن<br />

القالنسي،‏ تاريخ دمشق،‏ ‏ص‎503‎‎508‎؛ ابن االأثري،‏ الباهر يف الدولة االأتابكية،‏ ‏ص‎163‎<br />

‎174‎‏.‏<br />

‎8585‎اأبو ‏شامة،‏ الروضتني يف اأخبار الدولتني،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص‎280‎ .<br />

‎8686‎يعقوب بن يوسف بن عبد املوؤمن:‏ خليفة املوحدين يف املغرب بني عامي ‎595‎ه/‏ 580<br />

‎1198‎م.‏ 1184 ‏سبط بن اجلوزي،‏ ‏شمس الدين،‏ مراآة الزمان يف تاريخ االأعيان،‏ ج‎8‎‏،‏<br />

ق‎2‎‏،‏ ‏ص‎464‎؛ 571- 574 P.P. Maya – Shatzmiller, Marinids, Vol., II,<br />

‎8787‎اأبو ‏شامة،‏ الروضتني يف اأخبار الدولتني،‏ ج‎2‎ ، ‏ص‎204‎ .<br />

88 الظاهر بيربس:‏ ‏سلطان مملوكي حكم بني عامي ‎676‎ه/‏ 658 ‎1260‎ ‎1279‎م،‏ استعاد<br />

كثرياً‏ من املدن يف بالد الشام من الصليبيني منها:‏ ‏صفد،‏ وقيسارية،‏ ويافا،‏ واأرسوف.‏<br />

ابن عبد الظاهر،‏ الروض الزاهر يف ‏سرية امللك الظاهر،‏ ‏ص‎235‎‏،‏ ‎292‎؛ ، 254 الباز<br />

العريني،‏ املماليك،‏ ‏ص‎50‎‏.‏<br />

‎8‎ابن 9 عبد الظاهر،‏ الروض الزاهر يف ‏سرية امللك الظاهر،‏ ‏ص‎337‎<br />

‎9‎ابن 090 حوقل،‏ ‏صورة االأرض،‏ ‏ص‎161‎ ؛ البكري،‏ خمترص قطف االأزهار من اخلطط<br />

واالآثار،‏ ‏ص‎27‎‏.‏<br />

‎9‎النابلسي،‏ 1 كتاب علم املالحة يف علم الفالحة،‏ ‏ص‎33‎ 34<br />

‎9‎البغدادي،‏ 2 االإفادة واالعتبار،‏ ‏ص‎24‎<br />

‎9‎ذكر 393 نارص خرسو ‏)ت‎453‎ه/‏ ‎1061‎م(‏ اأن زراعته كبذور مل تنجح،‏ واإن جنحت فإن<br />

الشجريات ال تنتج دهناً.‏ نارص خرسو،‏ ‏سفر نامة،‏ ‏ص‎99‎‏.‏<br />

‎9‎ابن 494 مماتي:‏ االأسعد بن املهذب بن مينا،‏ ولد عام ‎544‎ه/‏ ‎1149‎م ، توىل االإرشاف<br />

على ديواين اجليش واملال يف عهد ‏صالح الدين االأيوبي،‏ له كتاب ‏"قوانني الدواوين"‏<br />

يصف فيه حال الزراعة يف مرص خالل القرن السادس الهجري،‏ الثاين عرش امليالدي.‏<br />

تويف عام‎606‎ه/‏ ‎1209‎م.‏ ابن خلكان،‏ وفيات االأعيان،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص‎210‎ ‎213‎؛ ابن<br />

مماتي،‏ قوانني الدواوين،‏ 8 ‎29‎‏.‏<br />

‎9‎ابن 595 مماتي،‏ كتاب قوانني الدواوين،‏ ‏ص‎251‎ .<br />

. 89<br />

. 91<br />

. 92<br />

328<br />

8


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

‎9‎ابن 696 اإياس:‏ حممد بن اأحمد بن اإياس،‏ عامل وموؤرخ عاش يف فرتة املماليك وشهد<br />

السيطرة العثمانية على مرص،‏ ويعد كتابه ‏"بدائع الزهور يف وقائع الدهور"‏ من<br />

اأهم مصادر تلك الفرتة ، تويف عام 930 ه/‏ ‎1523‎م.‏ كراتشكوفسكي،‏ تاريخ االأدب<br />

اجلغرايف العربي،‏ ج‎2‎ ‏،ص ‎491‎؛ عنان،‏ موؤرخو مرص االإسالمية،‏ ‏ص ‎168‎؛ 152<br />

Brinner, Ibn Iyas, Vol. III, P.P.812- 813<br />

‎9‎ابن 7 اإياس،‏ بدائع الزهور يف وقائع الدهور،‏ ج 3، ‏ص‎444‎<br />

‎9‎ابن 8 مماتي،‏ كتاب قوانني الدواوين،‏ ‏ص‎251‎<br />

‎9‎النابلسي،‏ 9 كتاب علم املالحة يف علم الفالحة،‏ ‏ص‎79‎<br />

. 97<br />

. 98<br />

. 99<br />

. Suriano, Treatisa on the Holy Land,P.19510100<br />

‎10101‎نارص خرسو،‏ ‏سفر نامة،‏ ‏ص‎98‎ ؛<br />

Meshullam Ben Menahem, The Travels of Rabbi Meshullam, P.174- 175<br />

102 اخلازندار:‏ اأمني اخلزانة،‏ ويرشف على موجودات املستودعات السلطانية،‏ ويتوىل<br />

احلفاظ عليها وعلى ‏سالمة حمتوياتها.‏ ابن كنان،‏ حدائق الياسمني يف ذكر قوانني<br />

اخللفاء والسالطني،‏ ‏ص‎125‎‏.‏<br />

‎10103‎ابن اإياس،‏ بدائع الزهور يف وقائع الدهور،‏ ج‎3‎‏،‏ ‏ص‎444‎ ؛ ابن اإياس،‏ نشق االأزهار يف<br />

عجائب االأقطار،‏ ‏ص‎103‎‏.‏<br />

– 7110104 68 P.P. .Von Suchem, Description of the Holy Land, Vol. XII, راجع<br />

329<br />

10<br />

كذلك:‏ طافور،‏ رحلة طافور،‏ ‏ص‎70‎‏.‏<br />

‎10‎البغدادي،‏ االإفادة واالعتبار،‏ ‏ص‎24‎<br />

‎10‎ابن مماتي،‏ قوانني الدواوين،‏ ‏ص 252 251<br />

‎10‎بدائع الزهور يف وقائع الدهور،‏ ج‎3‎‏،‏ ‏ص‎444‎<br />

108 ذكر ديسقوردس اأن استخراج األبان الشجر يكون عند انتهاء امتداد فروعها،‏ وكمال<br />

نباتها.‏ مقدمة كتاب ديسقوردس،‏ ‏ص‎36‎‏.‏<br />

‎10‎ابن مماتي،‏ قوانني الدواوين،‏ ‏ص‎252‎<br />

. 105<br />

. 106<br />

. 107<br />

10<br />

. 109<br />

. Maundeville, The Book of Sir Maundeville, P.15311110<br />

11<br />

111 ذكر بعض علماء النبات والطب املسلمني اأن جرح االأشجار يتم مبرشط من احلديد.‏<br />

ابن ‏سينا،‏ القانون،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص‎265‎؛ ابن البيطار،‏ اجلامع ملفردات االأدوية واالأغذية،‏<br />

ج‎1‎‏،‏ ‏ص‎148‎‏.‏


زراعة البلسان في فلسطني ومصر واستخداماته<br />

د.عبد الرحمن املغربي<br />

‎922‎ه/‏ - 41 - 661 ‎1516‎م<br />

‎11112‎البغدادي،‏ االإفادة واالعتبار،‏ ‏ص‎23‎ .<br />

‎11113‎يبدو اأن بعض الرحالة الغربيني مل يروا ‏شجريات البلسان،‏ واعتمدوا يف وصفها<br />

على بعض الروايات املسموعة وعلى خيالهم اأحياناً،‏ فالرحالة دانيال الراهب الذي<br />

زار فلسطني بني عامي )500 ‎501‎ه/‏ 1106 ‎1107‎م(‏ ذكر اأنه ‏شاهد البلسان<br />

يف جزيرة قربص،‏ واأنه عبارة عن بخور يسقط من السماء على ‏شجريات تنمو على<br />

اجلبال.‏ دانيال الراهب،‏ رحلة احلاج الروسي دانيال الراهب،‏ ‏ص‎48‎‏.‏<br />

‎11114‎القرن:‏ جعبة اأو وعاء من اخلشب ويلف باجللد.‏ ابن منظور،‏ لسان العرب،‏ ج‎13‎ ،<br />

‏ص‎339‎‏.‏<br />

‎11115‎البغدادي،‏ االإفادة واالعتبار،‏ ‏ص‎23‎ .<br />

‎11116‎البغدادي،‏ كتاب املختارات يف الطب،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص‎38‎ .<br />

Heyd, Histoire du Commerce du Levant Au Moyen Age, tome II, P.577.<br />

‎11117‎نارص خرسو،‏ ‏سفر نامة،‏ ‏ص‎99‎ .<br />

‎11118‎اأرشف على عملية تقطريه خمتص مسيحي توارث هذه املهنة،‏ ورفض اأن يعلمها الأحد<br />

رغم حماولة العديد من احلكام معه.‏ ياقوت احلموي معجم البلدان،‏ ج‎5‎‏،‏ ‏ص‎149‎؛<br />

القزويني،‏ اآثار البالد واأخبار العباد،‏ ‏ص‎272‎‏.‏<br />

‎11119‎اأكد ابن مماتي اأن الرطل املرصي الذي يزن )144 ) درهماً‏ ينتج عرشين درهماً‏<br />

من البلسان الصايف فقط ويف الرطل املرصي )12( اأوقية،‏ حيث تزن االأوقية )12(<br />

درهماً.‏ ابن مماتي،‏ كتاب قوانني الدواوين،‏ ‏ص‎252‎‏،‏ 455.<br />

‎12120‎البغدادي،‏ االإفادة واالعتبار،‏ ‏ص‎23‎ ‎24‎؛ غليوجني،‏ عبد اللطيف البغدادي،‏ ‏ص‎77‎ .<br />

Heyd, Histoire du Commerce du Levant Au Moyen Age, tome II,12121<br />

.P.577<br />

‎12122‎خزانة الرشاب:‏ عرفت بالرشاب خانة،‏ حيث يحفظ يف هذه اخلزانة،‏ وما يصل اإليها<br />

من عقاقري،‏ ويرصف منها للمرضى مبوجب وصفة طبية.‏ النويري،‏ نهاية االأرب يف<br />

معرفة فنون االأدب،‏ ج‎8‎‏،‏ ‏ص‎224‎‏-‏ 225.<br />

‎12123‎العمري،‏ مسالك االأبصار يف ممالك االأمصار،‏ ‏ص 128 ‎129‎ .<br />

‎12124‎ابن الطوير،‏ نزهة املقلتني يف اأخبار الدولتني،‏ ‏ص‎131‎ ؛ ماجد،‏ نظم الفاطميون<br />

ورسومهم يف فلسطني،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص‎23‎ ‎24‎‏.‏<br />

330


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

‎12125‎مقدمة كتاب ديسقوردس،‏ ‏ص‎37‎ . 38<br />

‎12126‎القلقشندي،‏ ‏صبح االأعشى يف ‏صناعة االإنشا،‏ ج‎3‎‏،‏ ‏ص‎311‎ ؛ املقريزي،‏ اخلطط<br />

املقريزية،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص‎230‎‏،‏ ابن اإياس،‏ نشق االأزهار يف عجائب االأقطار،‏ ‏ص‎103‎‏.‏<br />

‎12127‎‏شيخ الربوة،‏ نخبة الدهر يف عجائب الرب والبحر،‏ ‏ص‎108‎ ؛ العمري،‏ مسالك االأبصار<br />

يف ممالك االأمصار،‏ ‏ص‎129‎‏.‏<br />

‎12128‎العمري،‏ مسالك االأبصار يف ممالك االأمصار،‏ ‏ص‎128‎ 129 ؛ القلقشندي،‏ ‏صبح<br />

االأعشى يف ‏صناعة االإنشا،‏ ج‎3‎‏،‏ ‏ص‎311‎؛ املقريزي،‏ اخلطط املقريزية،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص‎230‎<br />

‎231‎ .<br />

Heyd, Histoire du Commerce du Levant Au Moyen Age, tome II,12129<br />

.P.578<br />

‎13130‎ابن اإياس،‏ بدائع الزهور يف وقائع الدهور،‏ ج‎1‎‏،‏ ق‎1‎‏،‏ ‏ص‎35‎ ؛ االأنطاكي،‏ تذكرة اأويل<br />

االألباب اجلامع للعجب العجاب،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص‎66‎‏.‏<br />

Heyd, Histoire du Commerce du Levant Au Moyen Age, tome II,13131<br />

.P.578<br />

‎13132‎البغدادي،‏ االإفادة واالعتبار،‏ ‏ص‎24‎ ؛ ابن البيطار،‏ اجلامع ملفردات االأدوية واالأغذية،‏<br />

ج‎1‎‏،‏ ‏ص‎148‎‏.‏<br />

‎13133‎بورشارد:‏ راهب اأملاين ينتمي اإىل دير جبل ‏صهيون،‏ وهو من جماعة الدومنيكان،‏<br />

وقد توجه اإىل الرشق وزار فلسطني عام 630 ه/‏ ‎1232‎م.‏ بورشارد،‏ وصف االأرض<br />

املقدسة،‏ ‏ص‎16‎‎17‎‏.‏<br />

‎13134‎بورشارد،‏ وصف االأرض املقدسة،‏ . 122<br />

‎13135‎ابن البيطار،‏ اجلامع ملفردات االأدوية واالأغذية،ج‎1‎‏،‏ ‏ص‎131‎ .<br />

Heyd, Histoire du Commerce du Levant Au Moyen Age,tome II, P.578.<br />

Meshullam Ben Menahem, The Travels of Rabbi Meshullam Ben Me-13136<br />

.nahem, P.175; Maundeville, The Book of Sir Maundeville. P.154<br />

137 13 السوسن:‏ نوع من االأزهار الطبية،‏ يزرع عن طريق االأبصال،‏ وله رائحة حسنة ودهن<br />

طبي،‏ وتفيد رائحته يف حاالت االأغماء.‏ النابلسي،‏ كتاب علم املالحة يف علم الفالحة،‏<br />

‏ص‎157‎ 158.<br />

331


زراعة البلسان في فلسطني ومصر واستخداماته<br />

د.عبد الرحمن املغربي<br />

‎922‎ه/‏ - 41 - 661 ‎1516‎م<br />

‎13138‎القرنفل:‏ نبات بداأت زراعته من الصني،‏ وانترشت يف العامل،‏ له رائحة حسنة،‏ وتشبه<br />

اأزهاره يف رائحتها الياسمني.ابن ‏سينا،‏ القانون،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص 417. 416<br />

‎13139‎ابن البيطار،‏ اجلامع ملفردات االأدوية واالأغذية،‏ ‏ص‎147‎ ؛ ابن بسام،‏ نهاية الرتبة يف<br />

طلب احلسبة،‏ ‏ص‎91‎ ‎92‎؛<br />

Maundeville, The Book of Sir Maundeville.P.154.<br />

‎14140‎البغدادي،‏ االإفادة واالعتبار،‏ ‏ص‎24‎ ؛ راجع كذلك:‏ ابن البيطار،‏ اجلامع ملفردات<br />

االأدوية واالأغذية،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص‎147‎؛<br />

Heyd, Histoire du Commerce du Levant Au Moyen Age,tome II, P.577.<br />

‎14141‎البغدادي،‏ االإفادة واالعتبار،‏ ‏ص‎23‎ .<br />

‎14142‎ياقوت احلموي،‏ معجم البلدان،ج‎5‎‏،‏ ‏ص‎149‎ ؛ القزويني،‏ اآثار البالد واأخبار العباد،‏<br />

‏ص‎272‎؛ الباكوي،‏ كتاب تلخيص االأثار وعجائب امللك القهار،‏ ‏ص‎32‎‏.‏<br />

. Heyd, Histoire du Commerce du Levant Au Moyen Age, tome II,P.57714143<br />

‎14144‎البريوين،‏ كتاب الصيدنة،‏ ‏ص‎95‎ .<br />

‎14145‎ابن اإياس،‏ بدائع الزهور يف وقائع الدهور،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص‎35‎ ؛ البكري،‏ خمترص قطف<br />

االأزهار من اخلطط واالآثار،‏ ‏ص‎27‎ .<br />

‎14146‎هذا ما اأكده الرحالة الفرنسي فولني الذي زار بالد الشام ومرص خالل القرن احلادي<br />

عرش الهجري/‏ السابع عرش للميالد.‏<br />

Volney, Travels Throuh Syria,Vol.2, P.67.<br />

‎14147‎‏سفر نبوءة اأرميا 22 8: ؛ منصور،‏ الدليل الكامل لالأعشاب والنباتات الطبية،‏<br />

‏ص‎62‎‏.‏<br />

‎14148‎ابن قرة،‏ الدخرية يف علم الطب،‏ ‏ص‎281‎ .<br />

‎14149‎الرتياق:‏ الدواء املضاد للسموم.‏ اأبو البقاء ‏صدقة،‏ املرشدة،‏ ‏ص‎9،10‎ ؛ العسلي،‏ مقدمة<br />

يف تاريخ الطب يف القدس،‏ ‏ص‎53‎‏.‏<br />

‎15150‎البغدادي،‏ االإفادة واالعتبار،‏ ‏ص‎25‎ ؛ االأنطاكي،‏ تذكرة اأويل االألباب اجلامع للعجب<br />

العجاب،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص‎66‎‏.‏<br />

‎15151‎توفيق ‏صالح،‏ بلسان،‏ ‏ص‎188‎؛ يل ‏سرتاجن،‏ فلسطني يف العهد االإسالمي،‏ ‏ص‎35‎ .<br />

332


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

. Heyd, Histoire du Commerce du Levant Au Moyen Age,tome II, P.57715152<br />

‎15153‎تغزل جرير ‏)ت؟ ‎114‎ه/‏ ‎732‎م(‏ مبحبوبته،‏ ورائحتها العطرة التي تشبه رائحة<br />

البشام العطرة،‏ فقال:‏<br />

اأتذكر يوم تصقل عارضيها<br />

‏سقى اهلل البشام وكل اأرض<br />

بفرع بشامة ‏شقي البشام<br />

من الغورين اأنبتت البشام<br />

‏»البحر الوافر«.‏ جرير،‏ ديوان جرير،‏ ‏ص‎407‎‏.‏<br />

وحتدث عنه الرشيف الرضي ‏)ت ‎406‎ه/‏ ‎1015‎م(‏ يف ديوانه فقال:‏<br />

واأعض الكف اإن نال<br />

ثناياك البشام<br />

‏»بحر جمزوء الرمل«.‏<br />

وجاء من ‏شعره اأيضاً‏ يف كتاب االأربلي،‏ ‏)ت‎692‎ه/‏ ‎1292‎م(‏ التذكرة الفخرية:‏<br />

ول اأرشف لهن لمى<br />

ولكن ‏شهدن بذاك اأعواد البشام<br />

‏»البحر الوافر«.‏<br />

وذكره يف قصيدة اأخرى ‏ضمن الكتاب نفسه:‏<br />

ليتني يف كفه ريحانة<br />

ليتني يف فيه مسواك البشام<br />

‏»بحر الرمل«.‏<br />

الرشيف الرضي،‏ ديوان الرشيف الرضي،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص ‎283‎؛ االأربلي،‏ التذكرة الفخرية،‏<br />

‏ص‎117‎ .<br />

‎15154‎الدواداري،‏ كنز الدرر وجامع الغرر،ج‎1‎‏،‏ ‏ص‎217‎ ؛ الدجوي،‏ موسوعة النباتات الطبية<br />

والعطرية،‏ ‏ص‎328‎‏.‏<br />

‎15155‎العمري،‏ مسالك االأبصار يف ممالك االأمصار،‏ ‏ص‎129‎ ؛ احلنفي،‏ تاريخ مرص،‏<br />

‏ص‎47‎‏.‏<br />

‎15156‎منصور،‏ الدليل الكامل لالأعشاب والنباتات الطبية،‏ ‏ص‎62‎ .<br />

‎15157‎اأسامة بن منقذ:‏ ‏شاعر وفارس مسلم،‏ ولد يف مدينة ‏شيزر على نهر العاصي ‏شمال<br />

333


زراعة البلسان في فلسطني ومصر واستخداماته<br />

د.عبد الرحمن املغربي<br />

‎922‎ه/‏ - 41 - 661 ‎1516‎م<br />

‏سوريا،‏ عارص االحتالل الفرجني،‏ وزار القدس عدة مرات اأثناء احتالل املدينة،‏ وله<br />

عدة موؤلفات منها:‏ كتاب االعتبار اأو حياة اأسامة،‏ وكتاب العصا،‏ وديوان ‏شعر بعنوان<br />

املنازل والديار،‏ وتويف عام 584 ه/‏ ‎1188‎م.‏ ياقوت احلموي،‏ معجم االأدباء،‏ ج‎5‎‏،‏<br />

‏ص‎188‎‎245‎‏،‏ كراتشكوفسكي،‏ اأسامة بن منقذ،‏ دائرة املعارف االإسالمية،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص<br />

.581 579<br />

158 مهذب الدين بن النقاش:‏ طبيب مسلم خدم يف البيمارستان الكبري يف دمشق،‏ وعاش<br />

فرتة يف مرص واأصبح طبيباً‏ للسلطان ‏صالح الدين االأيوبي،‏ تويف بدمشق عام‎574‎<br />

ه/‏ ‎1178‎م،‏ ابن اأبي اأصيبعة،‏ عيون االأنباء يف طبقات االأطباء،‏ ‏ص‎636‎ 637.<br />

‎15‎ابن اأبي اأصيبعة،‏ عيون االأنباء يف طبقات االأطباء ، ‏ص‎636‎ 637<br />

‎16160‎العمري،‏ مسالك االأبصار يف ممالك االأمصار،‏ ‏ص‎129‎ ؛ احلنفي،‏ تاريخ مرص،‏<br />

‏ص‎47‎‏.‏<br />

‎16161‎حتدث املتنبي ‏)ت‎354‎ ه/‏ 965 م(‏ عن البشام يف مدح عضد الدولة،‏ فقال:‏<br />

ومينع ثغره عن كل ‏صب ومينحة البشامة واالأراكا<br />

‏"البحر الوافر"‏ . املتنبي،‏ ديوان املتنبي،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص‎392‎‏.‏<br />

. 159<br />

334<br />

15<br />

راجع كذلك:‏ ابن حوقل،‏ ‏صورة االأرض،‏ ‏ص‎161‎؛ ابن منظور،‏ لسان العرب ج‎12‎‏،‏<br />

‏ص‎50‎‏.‏<br />

‎16162‎ابن البيطار اجلامع ملفردات االأدوية واالأغذية،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص‎148‎‎149‎ ؛ الدجوي،‏ موسوعة<br />

النباتات الطبية والعطرية،‏ ‏ص‎328‎‏.‏<br />

. Maundeville, The Book of Sir Maundeville, P.15316163<br />

. 164<br />

‎16‎منصور،‏ الدليل الكامل لالأعشاب والنباتات الطبية،‏ ‏ص‎62‎<br />

‎16‎ابن البيطار،‏ اجلامع ملفردات االأدوية واالأغذية،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص‎148‎ 149<br />

166 الرتياق الفاروق:‏ اأو الرتياق الكبري،‏ وهو نوع من العقاقري الطبية التي ركبها االأطباء<br />

املسلمون ملعاجلة االأمراض املستعصية،‏ وتتكون من ثمانني عنرصاً‏ حيوانياً‏<br />

ونباتياً،‏ حيث ‏شكل دهن البلسان عنرصاً‏ رئيساً‏ فيها.‏ ابن البيطار،‏ اجلامع ملفردات<br />

االأدوية واالأغذية،‏ ج‎3‎‏،‏ ‏ص‎90‎؛ اأبو البقاء ‏صدقة،‏ املرشدة،‏ ‏ص‎9،19‎‏،‏ 12.<br />

‎16167‎ابن البيطار،‏ اجلامع ملفردات االأدوية واالأغذية،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص‎147‎ ؛ الغساين،‏ املعتمد يف<br />

. 165<br />

16<br />

االأدوية املفردة،‏ ‏ص‎26‎ ‎27‎‏.‏<br />

‎16168‎ابن منظور،‏ لسان العرب،‏ ج‎12‎‏،‏ ‏ص‎50‎ .


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

‎16169‎ابن البيطار،‏ اجلامع ملفردات االأدوية واالأغذية،ج‎1‎‏،‏ ‏ص‎148‎‎149‎ .<br />

Sanuto, Secrets for true Crusaders to help them to recover the Holy17170<br />

.Land, P.59<br />

‎17171‎ابن مكانس:‏ فخر الدين عبد الرحمن بن مكانس احلنفي،‏ وزير مملوكي من اأصل<br />

قبطي،‏ تويف عام ‎794‎ه/‏ ‎1392‎م.ابن حجر العسقالين،‏ اإنباء الغمر بأبناء العمر،‏<br />

ج‎1‎‏،‏ ‏ص‎443‎ ‎444‎؛ ابن تغري بردي،‏ املنهل الصايف واملستويف بعد الوايف،‏ ج‎6‎‏،‏<br />

‏ص‎109‎‏.‏<br />

‎17172‎ابن اإياس،‏ بدائع الزهور يف وقائع الدهور،‏ ج‎1‎‏،‏ ق‎1‎‏،‏ ‏ص‎57‎ .<br />

‎17173‎العمري،‏ مسالك االأبصار يف ممالك االأمصار،‏ ‏ص‎80‎ ؛ ابن اإياس،‏ نشق االأزهار يف<br />

عجائب االأقطار،‏ ‏ص‎104‎‏.‏<br />

‎17174‎املقريزي،‏ اخلطط املقريزية،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص‎230‎ .<br />

‎17175‎احلاكم بأمر اهلل:‏ خليفة فاطمي توىل احلكم عام ‎386‎ه/‏ ‎996‎م،‏ كان ‏شخصية<br />

غريبة االأطوار،‏ واتبع يف حكمه ‏سياسة متناقضة،‏ فقد تسامح بشكل واضح مع اأهل<br />

الذمة،‏ ثم غري هذه السياسة وبالغ يف اضطهادهم،‏ حيث اأمر عام ‎398‎ه/‏ ‎1007‎م<br />

بهدم عدد من الكنائس منها كنيسة القيامة.اللمقريزي،‏ اتعاظ احلنفا بأخبار االأئمة<br />

الفاطميني اخللفا،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص‎3‎ ‎123‎؛ حسن،‏ تاريخ الدولة الفاطمية،‏ ‏ص‎206‎‏.‏<br />

‎17176‎املقريزي،‏ اتعاظ احلنفا بأخبار االأئمة الفاطميني اخللفا،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص‎75‎ ؛ زيادة،‏ رواد<br />

املرشق العربي،‏ ‏ص‎54‎‏.‏<br />

‎17177‎لبنية،‏ من النباتات الطبية يف املدينة املنورة،‏ ‏ص . 238 ، 232 231<br />

‎17178‎قام بهذه الدراسات الدكتور جابر بن ‏سامل القحطاين عميد كلية الصيدلة ورئيس<br />

قسم العقاقري يف جامعة امللك ‏سعود.‏<br />

‎17179‎القحطاين،‏ البشام تنظف االأسنان وتشفي من احلكة اجللدية والقروح،‏ جريدة الرياض<br />

‎2006‎م،‏ عدد 13951.<br />

‎18180‎لبنية،‏ من النباتات الطبية يف املدينة املنورة،‏ ‏ص . 235<br />

‎18181‎القحطاين،‏ البشام تنظف االأسنان وتشفي من احلكة اجللدية والقروح،‏ عدد . 13951<br />

. 182<br />

Willibald ,The Travels of Willibald, P.2118<br />

,P.P. 68 – 71 . Von Suchem, Description of the Holy Land, Vol. XII18183<br />

335


زراعة البلسان في فلسطني ومصر واستخداماته<br />

د.عبد الرحمن املغربي<br />

‎922‎ه/‏ - 41 - 661 ‎1516‎م<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

الكتب املقدسة:‏<br />

‏.‏‎1‎القراآن 1 الكرمي .<br />

‎2‎الكتاب . 2 املقدس ‏»العهد القدمي ، العهد اجلديد«‏ .<br />

أوالً–‏ املخطوطات:‏<br />

‎1‎ابن . 1 اإياس،‏ حممد بن اأحمد ‏)ت ‎930‎ه/‏ ‎1523‎م(‏ ، نشق االأزهار يف عجائب االأقطار،‏<br />

مركز الوثائق واملخطوطات،‏ اجلامعة االأردنية،‏ رقم )113( .<br />

. ‎2‎اأبو البقاء ‏صدقة،‏ تاج الدين ‏)؟(‏ ، املرشدة،‏ جامعة اليبزيك،‏ املانيا،‏ رقم )Ms.or.366(<br />

‎3‎البكري،‏ . 3 اأبو الرسور حممد بن علي ‏)ت ‎1060‎ه/‏ ‎1650‎م(‏ ، خمترص اخلطط<br />

‏»قطف االإزهار من اخلطط واالآثار«،‏ مركز الوثائق واملخطوطات،‏ اجلامعة<br />

االأردنية،‏ رقم )34(.<br />

‎4‎احلنفي،‏ . 4 علي بن حممد ‏)ت ‎1071‎ه/‏ ‎1608‎م(‏ ، تاريخ مرص والقاهرة،‏ مركز الوثائق<br />

واملخطوطات،‏ اجلامعة االأردنية،‏ رقم )470( .<br />

. 2<br />

ثانياً–‏ املصادر العربية املطبوعة:‏<br />

‎1‎ابن . 1 االأثري،‏ علي بن اأبي الكرم ‏)ت ‎630‎ه/‏ ‎1232‎م(‏ ، الباهر يف الدولة االأتابكية،‏ حتقيق<br />

عبد القادر طليمات،‏ ط‎1‎‏،‏ دار الكتب احلديثة،‏ القاهرة،‏ ‎1963‎م.‏<br />

‎2‎االأربلي،‏ . 2 فخر الدين عيسى بن اأبي الفتح ‏)ت ‎692‎ه/‏ ‎1292‎م(‏ ‏،التذكرة الفخرية،‏ د.‏ ن،‏<br />

د.م،‏ ‎1984‎م.‏<br />

‎3‎ابن . 3 اأبي اأصيبعة،‏ اأحمد بن القاسم اخلزرجي ‏)ت ‎668‎ه/‏ ‎1270‎م(‏ ، عيون االأنباء يف<br />

طبقات االأطباء،‏ منشورات دار احلياة،‏ بريوت،‏ ‎1965‎م.‏<br />

‎4‎االأنطاكي،‏ . 4 داود بن عمر ‏)ت ‎1008‎ه/‏ ‎1599‎م(‏ ، تذكرة اأويل االألباب اجلامع للعجب<br />

العجاب،‏ 2 ج،‏ ط‎2‎‏،‏ القاهرة،‏ ‎1899‎م.‏<br />

‎5‎ابن 5. اإياس،‏ حممد بن اأحمد ‏)ت ‎930‎ه/‏ ‎1523‎م(‏ ، بدائع الزهور يف وقائع الدهور،‏ 5<br />

جملدات،‏ حتقيق مصطفى زيادة،‏ ط‎3‎‏،‏ الهيئة املرصية العامة للكتاب،‏ القاهرة،‏ 1983<br />

336


‎1984‎م.‏<br />

مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

‎6‎الباكوي،‏ . 6 عبد الرشيد ‏صالح بن نوري ‏)ت يف القرن‎9‎ه/‏ ‎15‎م(‏ ، كتاب تلخيص<br />

االآثار وعجائب امللك القهار،‏ ترجمة ‏ضياء الدين بويناتوف،‏ دار العلم للنرش،‏<br />

موسكو،‏‎1971‎م.‏<br />

‎7‎ابن . 7 بسام،‏ حممد بن اأحمد املحتسب ‏)ت ‎542‎ه/‏ ‎1147‎م(‏ ، نهاية الرتبة يف طلب<br />

احلسبة،‏ حتقيق حسام الدين السامرائي،‏ مطبعة املعارف،‏ بغداد،‏ ‎1968‎م.‏<br />

‎8‎البغدادي،‏ . 8 اأبو احلسن علي بن اأحمد ‏)ت ‎610‎ه/‏ ‎1213‎م(‏ ، كتاب املختارات يف الطب،‏<br />

‎4‎ج،‏ ط‎3‎‏،‏ حيدر اأباد الدكن،‏ ‎1944‎م.‏<br />

‎9‎البغدادي،‏ . 9 عبد اللطيف بن يوسف ‏)ت ‎557‎ه/‏ ‎629‎م(‏ ، كتاب االإفادة واالعتبار،‏ حتقيق<br />

اأحمد ‏سبانو،‏ ط‎1‎‏،‏ دار قتيبة،‏ دمشق،‏ ‎1983‎م.‏<br />

‎1010‎البغدادي،‏ عبد املوؤمن بن عبد احلق ‏)ت ‎739‎ه/‏ ‎1338‎م(‏ ، مراصد االطالع يف اأسماء<br />

االأمكنة والبقاع،‏ ‎3‎ج،‏ حتقيق علي البجاوي،‏ دار املعرفة للطباعة والنرش،‏ بريوت،‏<br />

‎1955‎م.‏<br />

11 البريوين،‏ اأبو الريحان حممد بن اأحمد ‏)ت ‎443‎ه/‏ ‎1051‎م(‏ ، كتاب الصيدنة،‏ حتقيق<br />

احلكيم حممد ‏سعيد اأورانا اإحسان،‏ باكستان،‏ ‎1973‎م .<br />

337<br />

1<br />

‎1212‎ابن البيطار،‏ ‏ضياء الدين اأبي حممد عبد اهلل املالقي ‏)ت ‎646‎ه/‏ ‎1248‎م(‏ ، اجلامع<br />

ملفردات االأدوية واالأغذية،‏ ‎2‎ج،‏ ط‎1‎‏،‏ دار الكتب العلمية،‏ بريوت،‏ ‎1992‎م.‏<br />

‎1313‎ابن تغري بردي،‏ جمال الدين اأبو املحاسن يوسف ‏)ت ‎874‎ه/‏ ‎1469‎م(‏ ، النجوم<br />

الزاهرة يف ملوك مرص والقاهرة،‏ ‎16‎ج،‏ حتقيق فهيم ‏شلتوت،‏ الهيئة املرصية العامة<br />

للتأليف والنرش،‏ القاهرة،‏ ‎1970‎م.‏<br />

1414= = ، املنهل الصايف واملستويف بعد الوايف،‏ ‎6‎ج،‏ حتقيق حممد حممد اأمني،‏ الهيئة<br />

املرصية العامة للكتاب،‏ القاهرة،‏ ‎1990‎م.‏<br />

‎1515‎جرير،‏ ابن عطية اخلطفي ‏)ت؟ ‎114‎ه/‏ ‎732‎م(‏ ، ديوان جرير،‏ مراجعة كرم البستاين،‏<br />

دار ‏صادر،‏ بريوت،‏ د.ت.‏<br />

‎1616‎ابن حجر العسقالين،‏ ‏شهاب الدين اأحمد بن علي ‏)ت ‎852‎ه/‏ ‎1448‎م(‏ ، اإنباء الغمر بأبناء<br />

العمر،‏ ‎4‎ج،‏ حتقيق حسن حبشي،‏ جلنة اإحياء الرتاث االإسالمي،‏ القاهرة،‏ ‎1998‎م.‏<br />

‎1717‎ابن حوقل،‏ اأبو القاسم النصيبي ‏)ت ق‎4‎ه/‏ ‎10‎م(‏ ، كتاب ‏صورة االأرض،‏ ط‎2‎ ، مطبعة


زراعة البلسان في فلسطني ومصر واستخداماته<br />

د.عبد الرحمن املغربي<br />

‎922‎ه/‏ - 41 - 661 ‎1516‎م<br />

بريل،‏ ليدن،‏ ‎1928‎م.‏<br />

‎1818‎ابن خلكان،‏ ‏شمس الدين اأبو العباس اأحمد ‏)ت ‎681‎ه/‏ ‎1282‎م(‏ ، وفيات االأعيان<br />

واأنباء اأبناء الزمان،‏ ‎8‎ج،‏ حتقيق اإحسان عباس،‏ دار ‏صادر،‏ بريوت،‏ ‎1972‎م.‏ 1968<br />

‎1919‎خليفة بن خياط،‏ اأبو عمرو بن اأبي هبرية ‏)ت ‎240‎ه/‏ 854 م(‏ ، تاريخ خليفة بن<br />

خياط،‏ حتقيق اأكرم ‏ضياء العمري،‏ ط‎2‎‏،‏ دار طيبة للنرش والتوزيع،‏ ‎1985‎م.‏<br />

‎2020‎ابن دقماق،‏ اإبراهيم بن حممد ‏)ت ‎809‎ه/‏ ‎1406‎م(‏ ، االنتصار لواسطة عقد االأمصار،‏<br />

‎2‎ج،‏ ط‎1‎‏،‏ دار االأفاق اجلديدة،‏ بريوت،‏ د.‏ ت.‏<br />

‎2121‎الدوداري،‏ اأبو بكر بن عبد اهلل بن اأيبك ‏)ت بعد عام ‎736‎ه/‏ ‎1335‎م(‏ ، كنز الدرر وجامع<br />

الغرر،‏ ‎9‎ج،‏ حقق اجلزء االأول بريند راتكه،‏ املعهد االأملاين لالآثار،‏ القاهرة،‏ ‎1982‎م.‏<br />

22 الزبيدي،‏ املرتضى حممد بن عبد الرزاق ‏)ت ‎1213‎ه/‏ ‎1898‎م(‏ ، ترويح القلوب يف<br />

ذكر ملوك بني اأيوب،‏ حتقيق ‏صالح الدين املنجد،‏ ط 2، دار الكتاب اجلديد،‏ بريوت،‏<br />

‎1983‎م.‏<br />

338<br />

2<br />

‎2323‎‏سبط بن اجلوزي،‏ ‏شمس الدين يوسف ‏)ت ‎654‎ه/‏ ‎1257‎م(‏ ، مراآة الزمان يف تاريخ<br />

االأعيان،‏ ‎8‎ج،‏ مطبعة دائرة املعارف العثمانية،‏ حيدر اأباد الدكن،‏ الهند،‏ ‎1952‎م.‏<br />

‎2424‎ابن ‏سينا،‏ اأبو علي احلسني بن علي ‏)ت ‎428‎ه/‏ ‎1036‎م(‏ ، القانون يف الطب،‏ ‎3‎ج،‏ دار<br />

‏صادر،‏ بريوت،‏ د.‏ ت.‏<br />

‎2525‎اأبو ‏شامة،‏ عبد الرحمن بن اإسماعيل ‏)ت ‎665‎ه/‏ ‎1267‎م(‏ ، كتاب الروضتني يف اأخبار<br />

الدولتني " النورية والصالحية "، ‎5‎ج،‏ حتقيق اإبراهيم الزيبق،‏ ط‎1‎‏،‏ موؤسسة الرسالة،‏<br />

دمشق،‏‎1997‎م.‏<br />

‎2626‎ابن ‏شداد،‏ بهاء الدين اأبو املحاسن يوسف ‏)ت ‎632‎ه/‏ ‎1234‎م(‏ ، النوادر السلطانية<br />

واملحاسن اليوسفية،‏ حتقيق جمال الدين الشيال،‏ ط‎1‎‏،‏ د.‏ ن ‏،القاهرة،‏ ‎1962‎م.‏<br />

‎2727‎الرشيف الرضي،‏ خلف اإبراهيم بن موسى ‏)ت ‎406‎ه/‏ ‎1015‎م(‏ ، ديوان الرشيف<br />

الرضي،‏ حتقيق اإحسان عباس،‏ ‎2‎ج،‏ دار ‏صادر،‏ بريوت،‏ ‎1994‎م.‏<br />

‎2828‎‏شيخ الربوة الدمشقي،‏ ‏شمس الدين اأبي عبد اهلل حممد بن اأبي طالب،‏ ‏)ت ‎727‎ه/‏<br />

‎1328‎م(‏ ، نخبة الدهر يف عجائب الرب والبحر،‏ ط‎1‎‏،‏ دار اإحياء الرتاث العربي،‏<br />

بريوت،‏ ‎1988‎م.‏<br />

‎2929‎ابن طولون،‏ ‏شمس الدين حممد ‏)ت ‎935‎ه/‏ ‎1546‎م(‏ ، مفاكهة اخلالن يف حوادث


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

الزمان،ج‎1‎‏،‏ حتقيق حممد مصطفى،‏ 2 ج،‏ دار اأحياء الكتب العربية،‏ القاهرة،‏ ‎1962‎م.‏<br />

‎3030‎ابن الطوير،‏ عبد السالم بن احلسن ‏)ت ‎617‎ه/‏ ‎1220‎م(‏ ، نزهة املقلتني يف اأخبار<br />

الدولتني،‏ حتقيق اأمين فوؤاد السيد،‏ ط‎1‎‏،‏ فرانتس ‏شتايرن،‏ ‏شتوتغارت،‏ ‎1992‎م.‏<br />

‎3131‎ابن عبد الظاهر،‏ حميي الدين ‏)ت ‎692‎ه/‏ ‎1292‎م(‏ ، ترشيف االأيام والعصور يف<br />

‏سرية امللك املنصور،‏ حتقيق مراد كامل،‏ ط‎1‎‏،‏ الرشكة العربية للطباعة النرش،‏ القاهرة،‏<br />

‎1961‎م.‏<br />

32= = ، الروض الزاهر يف ‏سرية امللك الظاهر،‏ حتقيق عبد العزيز اخلويطر،‏ ط‎1‎<br />

‎1976‎م.‏<br />

33 العمري،‏ ابن فضل اهلل ‏)ت ‎749‎ه/‏ ‎1349‎م(‏ ، مسالك االأبصار يف ممالك االأمصار،‏<br />

حتقيق ردوروتيا كرافولسكي،‏ ط‎1‎‏،‏ املركز االإسالمي للبحوث،‏ بريوت،‏ ‎1986‎م.‏<br />

‎3434‎الغساين،‏ امللك الظفر يوسف بن عمر ‏)ت ‎694‎ه/‏ ‎1294‎م(‏ ، املعتمد يف االأدوية املفردة،‏<br />

ط‎1‎‏،‏ دار الكتب العلمية،‏ بريوت،‏ ‎2000‎م.‏<br />

‎3535‎ابن قرة،‏ ثابت،‏ الدخرية يف علم الطب ‏)ت ‎288‎ه/‏ ‎900‎م(‏ ، حتقيق اأحمد فريد،‏ دار<br />

الكتب العلمية،‏ بريوت،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1998‎م.‏<br />

‎3636‎القزويني،‏ زكريا بن حممد بن حممود ‏)ت ‎682‎ه/‏ ‎1283‎م(‏ ، اآثار البالد واأخبار العباد،‏<br />

ط‎1‎‏،‏ دار ‏صادر،‏ بريوت،‏ د.‏ ت.‏<br />

‎3737‎ابن القالنسي،‏ اأبو يعلى حمزة بن اأسد بن حممد ‏)ت ‎555‎ه/‏ ‎1160‎م(‏ ، تاريخ دمشق،‏<br />

حتقيق ‏سهيل زكار،‏ ط‎1‎‏،‏ دار حسان للطباعة والنرش،‏ دمشق،‏ ‎1983‎م.‏<br />

‎3838‎القلقشندي،‏ اأحمد بن علي بن اأحمد ‏)ت 821 ه/‏ ‎1418‎م(‏ ، ‏صبح االأعشى يف ‏صناعة<br />

االإنشا،‏ حتقيق حممد حسني ‏شمس الدين،‏ 15 ج،‏ ط‎1‎‏،‏ دار الكتب العلمية،‏ بريوت،‏<br />

‎1987‎م.‏<br />

‎3939‎ابن كنان،‏ حممد بن عيسى ‏)ت ‎1153‎ه/‏ ‎1740‎م(‏ ، حدائق الياسمني يف ذكر قوانني<br />

اخللفاء والسالطني،‏ حتقيق عيسى ‏صباغ،‏ ط‎1‎‏،‏ دار النفائس للطباعة والنرش والتوزيع،‏<br />

بريوت،‏ ‎1991‎م.‏<br />

‎4040‎املتنبي،‏ اأبو الطيب اأحمد بن احلسني ‏)ت 354 ه/‏ ‎965‎م(‏ ، ديوان اأبي الطيب املتنبي،‏<br />

حتقيق مصطفى السقا،‏ اإبراهيم االأبياري،‏ عبد احلفيظ السبتي،‏ مطبعة البابي احللبي،‏<br />

القاهرة،‏ ‎1971‎م.‏<br />

‎4141‎جمهول،‏ مفتاح الراحة الأهل الفالحة،‏ حتقيق حممد عيسى ‏صاحلية واإحسان العمد،‏ ط‎1‎ ،<br />

، 32 د.‏ ن،‏<br />

339<br />

3


زراعة البلسان في فلسطني ومصر واستخداماته<br />

د.عبد الرحمن املغربي<br />

‎922‎ه/‏ - 41 - 661 ‎1516‎م<br />

قسم الرتاث العربي،‏ الكويت،‏ ‎1984‎م.‏<br />

‎4242‎املقريزي،‏ تقي الدين اأحمد بن علي ‏)ت ‎845‎ه/‏ ‎1441‎م(‏ ، اتعاظ احلنفا بأخبار االأئمة<br />

الفاطميني اخللفا،‏ حتقيق جمال الدين الشيال،‏ ط‎2‎‏،‏ جلنة اإحياء الرتاث االإسالمي،‏ وزارة<br />

االأوقاف املرصية،‏ القاهرة،‏ ‎1996‎م.‏<br />

= 43 43 = ، اإغاثة االأمة بكشف الغمة اأو تاريخ املجاعات يف مرص،‏ موؤسسة نارص للثقافة،‏<br />

بريوت،‏ ‎1980‎م.‏<br />

444= = ، ‏»اخلطط املقريزية«‏ كتاب املواعظ واالعتبار بذكر اخلطط واالآثار،‏ ‎2‎ج،‏ دار<br />

‏صادر،‏ بريوت ، د.ت.‏<br />

‎4545‎ابن مماتي،‏ اأسعد ‏)ت ‎606‎ه/‏ ‎1209‎م(‏ ، كتاب قوانني الدواوين،‏ حتقيق عزيز عطية<br />

‏سوريال،‏ ط‎1‎‏،‏ مكتبة مدبويل،‏ القاهرة،‏ ‎1991‎م.‏<br />

‎4646‎ابن منظور،‏ جمال الدين حممد بن اأبي الكرم،‏ ‏)ت ‎711‎ه/‏ ‎1311‎م(‏ ، لسان العرب،‏ ط<br />

5، دار ‏صادر،‏ بريوت،‏ ‎1997‎م.‏<br />

‎4747‎نارص خرسو ‏)ت 453 ه/‏ ‎1061‎م(‏ ‏سفر نامة،‏ ترجمة يحيى اخلشاب،‏ ط‎1‎ ، دار الكتاب<br />

اجلديد،‏ بريوت،‏ ‎1983‎م.‏<br />

‎4848‎النابلسي،‏ عبد العني ‏)ت ‎1143‎ه/‏ ‎1731‎م(‏ ، علم املالحة يف علم الفالحة،‏ ط‎1‎ ، دار<br />

االآفاق اجلديدة،‏ بريوت،‏ ‎1979‎م.‏<br />

‎4949‎النويري،‏ اأبو العباس اأحمد بن عبد الوهاب ‏)ت ‎732‎ه/‏ ‎1282‎م(‏ ، نهاية االأرب يف<br />

معرفة فنون العرب،‏‎33‎ ج،‏ ط‎1‎‏،‏ د.‏ ن،‏ القاهرة،‏ ‎1990‎م.‏<br />

‎5050‎الهروي،‏ علي بن اأبي بكر ‏)ت ‎611‎ه/‏ ‎1215‎م(‏ ، كتاب االإشارات اإىل معرفة الزيارات،‏<br />

حتقيق جانني ‏سورديل طومني،‏ املعهد الفرنسي،‏ دمشق،‏ ‎1953‎م.‏<br />

‎5151‎الوزان،‏ احلسن بن حممد املعروف بليون االأفريقي ‏)تويف بعد عام ‎957‎ه/‏ ‎1550‎م(‏<br />

، وصف اأفريقيا،‏ ترجمة حممد حجي وحممد االأخرض،‏ ‎2‎ج،‏ ط‎2‎‏،‏ دار الغرب االإسالمي،‏<br />

بريوت ‎1983‎م.‏<br />

52 م(‏ ، معجم االأدباء،‏<br />

‎52‎ياقوت احلموي،‏ ‏شهاب الدين ياقوت بن عبد اهلل ‏)ت ‎626‎ه/‏ 1228<br />

20 ج،‏ دار الفكر للطباعة والنرش،‏ دمشق،‏ ‎1980‎م.‏<br />

340


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

5353= = ، معجم البلدان،‏ 5 ج،‏ دار الكتاب العربي،‏ بريوت ، د.ت.‏<br />

341<br />

ثالثاً–‏ املصادر املعربة:‏<br />

‎1‎بورشارد . 1 من دير جبل ‏صهيون،‏ وصف االأرض املقدسة،‏ ترجمة ‏سعيد البيشاوي،‏ ط‎1‎ ،<br />

دار الرشوق،‏ عمان،‏ ‎1995‎م.‏<br />

. ‎2‎دانيال الراهب،‏ رحلة احلاج الروسي دانيال الراهب يف الديار املقدسة‎1106‎ ‎1107‎<br />

ترجمة ‏سعيد البيشاوي ورفيقه،‏ ط‎1‎‏،‏ د.ن،‏ عمان،‏ ‎1992‎م.‏<br />

‏.‏‎3‎ديسقوردس،‏ 3 مقدمة كتاب احلشائش واالأدوية،‏ حتقيق ‏صالح الدين املنجد،‏ املطبعة<br />

الهاشمية،‏ دمشق،‏ ‎1965‎م.‏<br />

2 م،‏<br />

‎4‎الصوري،‏ . 4 وليم،‏ تاريخ احلروب الصليبية ‏»االأعمال املنجزة فيما وراء البحار«،‏ 2 ج،‏<br />

ترجمة ‏سهيل زكار،‏ ط‎1‎‏،‏ دار الفكر،‏ دمشق،‏ ‎1990‎م.‏<br />

‏.‏‎5‎طافور،‏ 5 رحلة طافور يف القرن اخلامس عرش امليالدي،‏ ترجمة حسن حبشي،‏ دار<br />

املعارف مبرص،‏ القاهرة،‏ ‎1968‎م.‏<br />

‏.‏‎6‎فورزبورغ،‏ 6 يوحنا،‏ وصف االأراضي املقدسة يف فلسطني،‏ ترجمة وتعليق ‏سعيد<br />

البيشاوي،‏ ط‎1‎‏،‏ دار الرشوق،‏ عمان،‏ ‎1997‎م.‏<br />

1.<br />

2.<br />

3.<br />

4.<br />

5.<br />

6.<br />

7.<br />

رابعاً–‏ املصادر باللغة اإلجنليزية:‏<br />

Anonymous Pilgrims, translated by A.Stewart, P.P.T.S.,Vol. VI, London,<br />

1896.<br />

Fabri, F., The Wanderings of Felix Fabri, translated by A.Stewart,<br />

P.P.T.S., Vols.VII- X, London, 1887- 1897.<br />

Genevieve. B. ,Le Cartulaire du Chapitre Du Saint Sepulcre De Jerusalem,<br />

Paris, 1984.<br />

Josephus, F., The Jewish War ,Translation By: G.A. Williamson , Penguin<br />

Classics , U.S.A, 1980 .<br />

Maundeville, The Book of Sir Maundeville, A.D.1322- 1356, In Early<br />

Travels in Palestine , Ed.Thomas Wright, London, 1848, P.P., 127- 282.<br />

Meshullam Ben Menahem , The Travels of Rabbi Meshullam Ben R.<br />

Menahem of Volterra, Jewish Travelars, P.P., 156- 208 .<br />

Niccola Poggibonsi, Avoyage Beyond the Seas (1346- 1350) , Trans. By


زراعة البلسان في فلسطني ومصر واستخداماته<br />

د.عبد الرحمن املغربي<br />

‎922‎ه/‏ - 41 - 661 ‎1516‎م<br />

Bellorini & Others ,Jerusalem, 1945.<br />

8. Sanuto.M, Secrets for true Crusaders to help them to recover the Holy<br />

Land, translated by A.Stewart, P.P.T.S.Vol. VII, London, 1896.<br />

9. Suriano, Francesco, Treatisa on the Holy Land, Trans by Theophilus &<br />

Others, Jerusalem, 1949.<br />

10. Volney, M.C.F., Travels Throuh Syria In the Years 1783- 1784, 2Vols,<br />

London, 1787.<br />

11. Von Suchem, L., Description of the Holy Land, Tr. By A. Stewart, P.P.T.S.<br />

Vol.XII, London, 1895.<br />

12. Willibald, The Travels of Willibald, 721- 727A .D., In Early Travels in<br />

Palestine , Ed.Thomas Wright, London, 1848, P.P., 13- 23.<br />

خامساً–‏ املراجع:‏<br />

، 1 د.ت.‏<br />

2 م.‏<br />

3 م.‏<br />

. ‎1‎اأنيس،‏ اإبراهيم،‏ واآخرون،‏ املعجم الوسيط،‏ د.ن،‏ ط‎1‎<br />

. ‎2‎الباز العريني،‏ السيد،‏ املماليك،‏ ط‎1‎‏،‏ دار النهضة العربية،‏ بريوت،‏ 1967<br />

. ‎3‎البعلبكي،‏ منري،‏ املورد،‏ دار العلم للماليني،‏ 1976<br />

‎4‎حسن،‏ . 4 اإبراهيم حسن،‏ تاريخ الدولة الفاطمية،‏ ط‎2‎ ، مكتبة النهضة املرصية،‏ القاهرة،‏<br />

‎1985‎م.‏<br />

. ‎5‎الدباغ،‏ مصطفى مراد،‏ بالدنا فلسطني،‏ ‎11‎ج،‏ دار الهدى،‏ كفر قرع،‏ 1991<br />

‎6‎الدجوي،‏ . 6 علي،‏ موسوعة النباتات الطبية والعطرية،‏ ط‎1‎ ، مكتبة مدبويل،‏ القاهرة،‏<br />

‎1996‎م.‏<br />

. ‎7‎زيادة،‏ نقوال،‏ رواد الرشق العربي يف العصور الوسطى،‏ د.ن،‏ القدس،‏ 1934<br />

. ‎8‎زيتون،‏ عادل،‏ العالقات االقتصادية بني الرشق والغرب يف العصور الوسطى،‏ ط‎1‎<br />

دمشق للطباعة والنرش،‏ دمشق،‏ ‎1980‎م.‏<br />

‎9‎رنسيمان،‏ . 9 ‏ستيفن،‏ تاريخ احلروب الصليبية،‏ ‎3‎ج،‏ ترجمة الباز العريني،‏ دار الكتب<br />

العربية،‏ ط‎3‎‏،‏ بريوت،‏ ‎1969‎م.‏<br />

5 م.‏<br />

7 م.‏<br />

، 8<br />

‎1010‎‏سعداوي،‏ نظري،‏ املوؤرخون املعارصون لصالح الدين االأيوبي،‏ مكتبة النهضة املرصية،‏<br />

القاهرة،‏ ‎1962‎م.‏<br />

111 طالس،‏ مصطفى،‏ ورود الشام،‏ ط‎1‎ ، طالس للدراسات والرتجمة والنرش،‏ دمشق،‏<br />

342


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

‎1986‎م.‏<br />

‎1212‎عاشور،‏ ‏سعيد عبد الفتاح،‏ مرص والشام يف عرص االأيوبيني واملماليك،‏ دار النهضة<br />

العربية،‏ بريوت،‏ ‎1972‎م.‏<br />

‎13‎عاقل،‏ نبيه،‏ تاريخ خالفة بني اأمية،‏ ط‎3‎‏،‏ دار الفكر،‏ دمشق،‏ 1975<br />

‎1414‎العسلي،‏ كامل جميل،‏ مقدمة يف تاريخ الطب يف القدس،‏ ط‎1‎ ، اجلامعة االأردنية،‏ عمان،‏<br />

‎1994‎م.‏<br />

15 عمران،‏ حممود ‏سعيد،‏ معامل تاريخ اأوروبا يف العصور الوسطى،‏ دار النهضة العربية،‏<br />

بريوت،‏ ط‎2‎‏،‏ ‎1986‎م.‏<br />

16 عنان،‏ حممد عبد اهلل،‏ موؤرخو مرص االإسالمية ومصادر التاريخ املرصي،‏ موؤسسة<br />

خمتار للنرش والتوزيع،‏ القاهرة،‏ 1991 م.‏<br />

‎1717‎عوض،‏ حممد،‏ من اإسهامات الطب العربي االإسالمي،‏ ط‎1‎ ، دار الفكر العربي،‏ القاهرة،‏<br />

‎1997‎م.‏<br />

18 غليوجني،‏ بول،‏ عبد اللطيف البغدادي طبيب القرن السادس الهجري ‏شخصيته،‏ اإجنازاته،‏<br />

الهيئة املرصية العامة للكتاب،‏ ‎1985‎م.‏<br />

‎1919‎غوامنة،‏ يوسف،‏ تاريخ نيابة بيت املقدس يف العرص اململوكي،‏ ط‎1‎ ، دار احلياة للنرش<br />

والتوزيع،‏ الزرقاء،‏ االأردن،‏ ‎1982‎م.‏<br />

20 كراتشكوفسكي،‏ اأغناطيوس،‏ تاريخ االأدب اجلغرايف العربي،‏ ترجمة ‏صالح الدين عثمان<br />

هاشم،‏ مراجعة اإيغور بليايف،‏ 2 ج،‏ موسكو لينيغراد،‏ ‎1957‎م.‏<br />

‎21‎يل ‏سرتاجن،‏ جي،‏ فلسطني يف العهد االإسالمي،‏ ترجمة حممود عمايرة،‏ ط‎1‎<br />

واالإعالم،‏ عمان،‏ ‎1970‎م.‏<br />

2 ماجد،‏ عبد املنعم،‏ العرص العباسي االأول،‏ مكتبة االأجنلو املرصية،‏ 1973<br />

2323= = ، نظم الفاطميني ورسومهم يف مرص،‏ ط‎1‎ ، مكتبة االأجنلو املرصية،‏ القاهرة،‏<br />

‎1964‎م.‏<br />

‎2424‎مقبول،‏ اأحمد مقبول ورفاقه،‏ كيمياء النباتات الطبية،‏ ط‎1‎ ، املركز العربي للخدمات،‏<br />

عمان،‏ ‎1995‎م.‏<br />

‎2525‎منصور،‏ اأحمد،‏ الدليل الكامل لالأعشاب والنباتات الطبية،‏ ط‎1‎ ، االأهلية للنرش والتوزيع،‏<br />

عمان،‏ ‎2004‎م.‏<br />

‎2626‎هنتس،‏ فالرت،‏ املكاييل واالأوزان االإسالمية وما يعادلها يف النظام املرتي،‏ ترجمة<br />

13 م.‏<br />

، 21 وزارة الثقافة<br />

22 م.‏<br />

343<br />

15<br />

16<br />

18<br />

20


زراعة البلسان في فلسطني ومصر واستخداماته<br />

د.عبد الرحمن املغربي<br />

‎922‎ه/‏ - 41 - 661 ‎1516‎م<br />

كامل العسلي،‏ ط‎1‎‏،‏ منشورات اجلامعة االأردنية،‏ عمان،‏ ‎1970‎م.‏<br />

سادساً–‏ املراجع باللغة اإلجنليزية:‏<br />

1. - Beagon, Mary, Roman Nature,The Thought of Pilny The Elder,Oxford<br />

Classical Monographs, Clarendon Press Oxford, 2008.<br />

2. Dueck, D., Strabo of Amasia: A Greek Man of Letters in Augustan Rome,<br />

Taylor&Francise- library, London, 2003.<br />

3. Edler ,A., Jewish Travelars in the Middle Ages ,The Broadway Travellers,<br />

N.Y., 1987.<br />

4. - Hamilton, B.,The Latin Church in the Crusader States, London, 1980.<br />

5. - Heyd, W., Histoire du Commerce du Levant Au Moyen Age, II Tome,<br />

Paris, 1936.<br />

6. Laurel, AB., The Truth: About the Five Primary Religions & The Seven<br />

Rules of Any Good Religion, Published By: Oracle Institute, U.S,A,<br />

2005.<br />

7. Peter ,C. & D'Ancona, M., The Emmaus Mystery: Discovering Evidence<br />

for the Risen Christ , London, 2006.<br />

8. - Prawer, J., The Latin Kingdom of Jerusalem, London, 1972.<br />

9. - Runciman, S.,The Pilgrimages to Palestine before 1095,Ed.by K.M<br />

.Setton, A History of the Crusades, University of Pennsylvania Press. Vol.<br />

1, P.P., 68- 78.<br />

10. Safrai, Ze’ev, The Economy of Roman Palestine, London, 1994.<br />

11. Shakespeare, B., Antony and Cleopatra, Published by: Simon &Schuster,<br />

N.Y. 1999.<br />

سابعاً–‏ املقاالت العربية والتقارير:‏<br />

‎1‎تقرير . 1 وكالة االأنباء االأردنية برتا،‏ بتاريخ ‎2008‎م.‏ 10/ 14/<br />

‏.‏‎2‎حمارنة،‏ 2 خلف،‏ الطب العربي يف فلسطني زمن الفاطميني واالأيوبيني،‏ املوؤمتر الدويل<br />

الثالث لتاريخ بالد الشام،‏ اجلامعة االأردنية،‏ جملد 2، ‏ص 26. 3<br />

‎3‎‏صالح،‏ . 3 توفيق،‏ بلسان،‏ قاموس الكتاب املقدس،‏ ‏ص . 88<br />

344


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

‎4‎كراتشكوفسكي،‏ . 4 اأسامة بن منقذ،‏ دائرة املعارف االإسالمية،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص‎579‎ . 581<br />

‎5‎لبنية،‏ . 5 حميي الدين من النباتات الطبية يف املدينة املنورة ‏"البشام"،‏ عدد‎18‎ ، جملة<br />

مركز بحوث املدينة املنورة،‏ املدينة املنورة،‏ ‎2004‎م،‏ ‏ص‎225‎ ‎240‎‏.‏<br />

‏.‏‎6‎القحطاين،‏ 6 جابر بن ‏سامل،‏ البشام تنظف االأسنان وتشفي من احلكة اجللدية والقروح،‏<br />

جريدة الرياض،‏ 11 ‏شعبان ‎1427‎ه/‏ 4 اأيلول ‎2006‎م،‏ العدد 13951.<br />

1.<br />

2.<br />

3.<br />

4.<br />

5.<br />

Brinner,W.M., Ibn Iyas, EI2.,Vol. III, P.P., 812- 813.<br />

ثامناً–‏ املقاالت باللغة اإلجنليزية:‏<br />

Feliks. J, Balsam,E.J: Ecyclopedia Judaica ,Vol, 4, P.P., 142- 143.<br />

Hintz, F., Dhira, E.I2: Ecyclopedia of Islam, New Edition,Vol. II, P.P.,<br />

231- 232.<br />

Maya – Shatzmiller,C., Marinids, E. I2.,Vol ., II, P.P., 571 – 574.<br />

Rosenthal,A., Iben Al- Athir, E. I2.,Vol.III.,P.P., 723- 725.<br />

345


زراعة البلسان في فلسطني ومصر واستخداماته<br />

د.عبد الرحمن املغربي<br />

‎922‎ه/‏ - 41 - 661 ‎1516‎م<br />

ملحق )1(<br />

زيارة وليبالد اإىل فلسطني<br />

واإخراج البلسان بطريق ‏رسية<br />

لقد اشرتى وليبالد عند وجوده يف القدس دهن البلسان،‏ وعبأ قارورة منه واأحكم<br />

اإغالقها،‏ ثم اأخذ قارورة اأكرب حجماً‏ وعبأها بالقار " الزيت الصخري"،‏ وقص عصا ‏صغرية<br />

بحيث تغطي فتحة القارورة،‏ وعندما وصل املغادرون اإىل ‏صور اأوقفهم املوظفون،‏ وفتشوا<br />

اأمتعتهم بحثاً‏ عن اأية ممنوعات وكان يحكم باملوت على من يحمل مثل هذه املمنوعات،‏<br />

ومنها دهن البلسان ، وملا فتحوا القارورة الكبرية،‏ وشموا رائحة القار،‏ مل يجدوا البلسان<br />

ولذلك ‏سمحوا لهم باملرور )182( .<br />

ملحق )2(<br />

حديقة البلسم يف املطرية<br />

" ... بالقرب من القاهرة ويف اجلهة املقابلة للصحراء السورية تقع حديقة البلسم،‏<br />

وملقى يف وسطها نصف حجر،‏ وليست ذات اأسوار قوية،‏ ويف هذه احلديقة خمسة اآبار<br />

تسقي اأشجار البلسم،‏ ولكل ‏شجرة حارس خاص يغسلها ويغطيها وينظفها بعناية كما يفعل<br />

بجسمه،‏ وهذه االأشجار ال تنمو عالياً،‏ ولها ورقات ذات ثالثة اأسطح،‏ ويف بداية ‏شهر اآذار<br />

وقت بداية ‏رسيان الدهن بعروقها تتم مراقبتها بعناية،‏ وعندما تنضج يتم قطع اأغصان<br />

االأشجار وجرحها كما يفعل بأشجار الكرمة،‏ ومن هذه اجلروح يتم استخالص البلسم،‏<br />

ويربط فنجان نحاسي حول كل قطع ليتم جتميع البلسم املتساقط منه...‏ .<br />

... ويف وقت جرح البلسم يحرض اخلليفة بنفسه،‏ وال يستطيع اأحد اأخذ قطرة من البلسم<br />

‏سواه،‏ ويحرض موسم القطاف السفراء واالأمراء االأجانب،‏ ويعطي كل واحد منهم كأساً‏<br />

‏صغرية ‏صنعت خصيصاً‏ لهذه املناسبة ممتلئة بالبلسم املستخرج،‏ والذي يعتقد اأنها اأثمن<br />

من اجلواهر،‏ وبعد اأن يتم استخالص البلسم يقطع اجلناينية االأغصان ويغلونها يف املاء،‏<br />

فيطفو دهن البلسم على ‏سطح املاء مثل الزيت فتوؤخذ بامللعقة،‏ وتوضع يف اأنبوب،‏ وترتك<br />

لفرتة من الزمن،‏ وهذا البلسم له قيمة عظيمة...،‏ ولكن البلسم املستخرج من الشجر اأعظم<br />

قيمة منه..."‏ ( )183 .<br />

346


احلفريات األثرية يف مدينة القدس<br />

ما بني األعوام ‎1863‎م/‏ ‎2009‎م<br />

واحلق التارخيي للعرب منذ تأسيسها<br />

‏)دراسة تارخيية(‏<br />

د.‏ شامخ عالونه<br />

أستاذ مساعد/‏ فرع سلفيت/‏ جامعة القدس المفتوحة.‏<br />

347


احلفريات األثرية في مدينة القدس ما بني األعوام ‎1863‎م/‏ ‎2009‎م<br />

واحلق التاريخي للعرب منذ تأسيسها ‏)دراسة تاريخية(‏<br />

د.‏ شامخ عالونه<br />

ملخص:‏<br />

هدفت الدراسة اإىل التعرف على احلفريات االأثرية ونتائجها يف مدينة القدس،‏ وبخاصة<br />

التي متت على اأيدي عدد من العلماء التوراتيني،‏ وعدد اآخر من العلماء الغربيني؛ ابتداءً‏ من<br />

العام 1863 ولغاية العام 2009، الذين كتبوا تاريخ املدينة حسب اأهوائهم وتفسرياتهم<br />

التوراتية،‏ كما تتطرق الدراسة اإىل تقدمي توضيح علمي للحفريات كافة التي متت يف مدينة<br />

القدس،‏ والتي بلغت يف جمملها اأكرث من 50 حفرية اأثرية،‏ واأجرى الباحث حتليالً‏ تاريخياً‏<br />

لبعض النظريات التي وردت من خالل التفسريات املختلفة للبقايا احلضارية،‏ ودُعمت<br />

الدراسة بعدد من االآراء املختلفة لعلماء االآثار الذين نفوا اأية عالقة لليهود مبدينة القدس<br />

وباملسجد االأقصى املبارك وقبة الصخرة املرشفة.‏<br />

348


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

Abstract:<br />

The study aimed at identifying the archaeological excavations and their<br />

results in Jerusalem, particularly those conducted by a number of biblical<br />

scientists and other western scientists since 1863. These wrote the history<br />

of the city according to their prejudices and biblical interpretations. The<br />

study presents the scientific clarification for all the excavations which have<br />

been in the city of Jerusalem. This amounted to more than 50 archaeological<br />

excavations. The study was also supported by a number of antiquates scientists'<br />

opinions who denied any relationship to the Jews to Al- Aqsa Mosque and the<br />

Dome of the Rock.<br />

349


احلفريات األثرية في مدينة القدس ما بني األعوام ‎1863‎م/‏ ‎2009‎م<br />

واحلق التاريخي للعرب منذ تأسيسها ‏)دراسة تاريخية(‏<br />

د.‏ شامخ عالونه<br />

مقدمة:‏<br />

مدينة القدس كانت-‏ وما زالت-‏ مدينة جتذب علماء االآثار الغربيني والتوراتيني منذ<br />

العام ‎1863‎م،‏ حيث وفد اإليها عدد من الباحثني؛ وقد اعتمد هوؤالء الباحثون يف تفسريهم<br />

للبقايا التاريخية واحلضارية على روايات تاريخية توراتية متضاربة يف مدينة القدس،‏<br />

والإثبات ذلك عمل الباحثون عدداً‏ من احلفريات والدراسات من اأجل العثور على دالئل مادية<br />

تثبت نظرياتهم التي جاءوا من اأجلها.‏ وقد تركزت جل هذه احلفريات والدراسات يف حميط<br />

البلدة القدمية من القدس واملناطق املجاورة،‏ تلك احلفريات التي افتقرت لالأساليب العلمية<br />

واملنهجية،‏ من حيث طريقة عمل احلفائر واالأنفاق الراأسية والعرضية،‏ وكذلك مقارنة<br />

الدالئل املادية باملكان،‏ وربطها تاريخياً‏ بفرتات حقيقية،‏ فمجرد اكتشاف اأساسات جلدران<br />

خمتلفة املراحل والتواريخ كان يتم اإرجاعها للمرحلة التوراتية اأو فرتة الهيكل الثاين،‏ فهي<br />

اإدعاءات نُفيت،‏ واأُعيد التفكري بالنظريات السابقة من قبل التوراتيني اأنفسهم.‏<br />

لقد موِّلت تلك البعثات من قبل عدد من املوؤسسات واحلكومات الغربية املختلفة،‏<br />

اأمثال جمعية الدومنيكان الفرنسية للحفريات االأثرية،‏ ومتحف اأونتاريو امللكي يف كندا،‏<br />

وجامعة فكتوريا،‏ وجامعة اأكسفورد،‏ وجامعة لندن،‏ واجلمعية اجلغرافية االأمريكية،‏<br />

وعدد اأخر من احلكومات الغربية،‏ وعلى راأسها احلكومة الربيطانية والفرنسية والكندية<br />

واالأسبانية واالأملانية والبلجيكية واليابانية.‏ وكان من ‏ضمن اأهدافها املعلنة عما يطابق<br />

الرواية التاريخية من مواقع اأثرية يف مدينة القدس،‏ فإضافة لهذا الهدف،‏ دمرِّت معظم<br />

االآثار االإسالمية يف مدينة القدس بدعوى البحث حسب التتابع الطبقي يف املدينة حيث<br />

رُدمت الطبقات االأثرية التي تعود للفرتات االإسالمية املختلفة يف املدينة وخُ‏ رِّبت،‏ وبخاصة<br />

التي تقع يف اجلزء اجلنوبي الغربي من املسجد االأقصى املبارك حيث توجد القصور االأموية<br />

واملنشآت االإسالمية املختلفة هناك.‏<br />

لقد اأثبتت الدراسات واالأبحاث واحلفريات منذ منتصف القرن التاسع عرش تقريباً‏ اأنه ال<br />

يوجد دالئل تاريخية لليهود يف مدينة القدس،‏ وذلك بشهادة علماء توراتيني،‏ اأمثال مريون<br />

بنفنستي ونحمان اأفيجاد وماكس فان بريشم،‏ و توفيا ‏ساجيف وجدعون اأفني وروين رايخ<br />

وغريهم،‏ وذلك من خالل االأبحاث الكثرية التي اأجروها والتي تُرجمت اإىل العديد من لغات<br />

العامل املختلفة.‏<br />

350


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

مشكلة الدراسة:‏<br />

تكمن مشكلة الدراسة يف تزوير احلقائق التاريخية من قبل علماء االآثار التوراتيني<br />

يف مدينة القدس وحميطها،‏ وربط املكتشفات التاريخية كافة بالتاريخ التوراتي لليهود يف<br />

املدينة املقدسة وما يجاورها،‏ كذلك يف وجود مشكلة اأساسية يف علم االآثار لدى التوراتيني،‏<br />

فهو ليس علماً‏ حمايداً،بل هو جمند خلدمة االإيدولوجيا الدينية والسياسية يف اإرسائيل،‏<br />

واإضافة اإىل التزوير تتم عملية النهب والتدمري للبقايا التاريخية احلضارية للمدينة قبل<br />

وبعد الفرتات االإسالمية املختلفة.‏<br />

منهج الدراسة:‏<br />

استخدم الباحث املنهج العلمي يف هذه الدراسة من حيث حرص احلفريات االأثرية<br />

كافة يف مدينة القدس حسب تسلسلها التاريخي،‏ قسم البحث اإىل حماور عدة عالج اجلزء<br />

االأول املسح التاريخي واالأثري الوصفي للمدينة،‏ والثاين احلفريات االأثرية يف املدينة منذ<br />

العام 1863 لغاية ‎1900‎م،‏ والثالث من عام ‎1900‎حتى عام 1967، والرابع من عام<br />

1967 لغاية 2000، واملحور االأخري من عام 2000 لغاية 2009.<br />

مت تتبع نتائج هذه احلفريات حسب ما نرشت من مصادرها االأصلية بحيث عُ‏ رضت<br />

نتائج هذه احلفريات كافة،‏ وعُ‏ لق عليها بالتفصيل،‏ ولكن بعضها مل نستطع الرد عليها<br />

بسبب نرشها كتقارير اأولية وليست بشكل مفصل لذلك ذكرناها كما وردت،‏ كما حلِّلت<br />

وبحثت اآخر الترصيحات للتوراتيني اليهود بخصوص مزاعمهم حول نتائج حفرياتهم يف<br />

املدينة.‏<br />

نتائج الدراسة:‏<br />

توصل الباحث اإىل حقائق تاريخية عدة،‏ تستند اإىل ما نُرش من قبل علماء االآثار<br />

الغربيني حول مدينة القدس،‏ ففي املقام االأول،‏ اختلف ‏ستة من علماء االآثار حول تاريخ<br />

املقابر املوجودة ‏رشق املدينة يف وادي قدرون،‏ وقد تبني اأنها تعود للقرنيني الثالث<br />

والرابع امليالديني،‏ وليس لداود اأو ‏سليمان وال حتى الأبشالوم.‏ كما اأن االأنفاق التي توجد<br />

يف القدس يبوسية البناء والتاريخ،‏ وبعضها يعود للفرتات االإسالمية املختلفة،‏ اأما املتتبع<br />

لنتائج هذه احلفريات،‏ فيالحظ عدم وجود دالئل مادية مكتوبة عرث عليها يف القدس تعود<br />

للفرتة التوراتية ‏سواء كانت عملة معدنية اأم نقشاً‏ كتابياً‏ على االأقل،‏ كذلك ادعاء بعض<br />

التوراتيني اأن املحجر املوجود مقابل باب العامود يعود للملك ‏سليمان،‏ فالأصح اأنه يعود<br />

لسليمان القانوين حيث افتتحه لرتميم االأجزاء املهدمة من اأسوار املدينة،‏ وبالتايل توصل<br />

351


احلفريات األثرية في مدينة القدس ما بني األعوام ‎1863‎م/‏ ‎2009‎م<br />

واحلق التاريخي للعرب منذ تأسيسها ‏)دراسة تاريخية(‏<br />

د.‏ شامخ عالونه<br />

التوراتيون اإىل نتيجة مفادها اأن ال عالقة ملا ذكر يف التوراة ملا هو موجود على اأرض<br />

الواقع،‏ فيما يخص املدينة املقدسة وما حولها من اأخبار.‏<br />

املسح التارخيي واألثري امليداني يف مدينة القدس:‏<br />

مما ال ‏شك فيه اأن احلفريات االأثرية يف مدينة القدس كانت ومازالت تعدُّ‏ وسيلة<br />

لدعم املزاعم التوراتية writing، During the Middle Ages the orientation of most<br />

about Jerusalem was religious; the heavenly Jerusalem described by devout<br />

Jews, Christians and Moslems often bore little resemblance to the reality<br />

.below فهي دائماً‏ حمط اأنظار الباحثني من خمتلف اجلنسيات منذ فجر التاريخ ، ولكن<br />

زاد االهتمام االأوروبي والغربي بها يف فرتة العصور الوسطى حيث توجه معظم الكُ‏ تاب<br />

للتأليف عن مدينة القدس،‏ ووضع اخلرائط ورسمها لهذه املدينة،‏ واستكشاف تاريخها من<br />

خالل املسح االأثري واحلفائر غري املرخصة واملنتظمة من قبل السلطات العثمانية؛ الأنها<br />

كانت غري واضحة االأهداف،‏ بل ومشكوك بنوايا هذه اجلمعيات واملوؤسسات جتاه املدينة<br />

املقدسة the. Pilgrims described the city in glowing terms, and maps placed<br />

352<br />

city at the<br />

فقد جلأت هذه البعثات اإىل العديد من احليل املختلفة للدخول اإىل احلرم القدسي<br />

الرشيف وغالباً‏ لدراسة املكان ووضع تخيالتهم حول مكان الهيكل املزعوم ومساحته<br />

وشكله،‏ فكانت اأول بعثة اأثرية للتحقق مما جاء يف التوراة عام ‎1738‎م برئاسة املطران<br />

ريتشارد باكوك Pococke( )Richard. الذي كتب وصفاً‏ ‏شامالً‏ الآثار القدس )1( ، ويف ‏سنة<br />

‎1761‎م زارها كاسرتن نيبور Carsten Neibuhr واأجرى دراسات خمتلفة حول القدس،‏<br />

ونرش بعض الرسومات البيانية،‏ واأثار اهتماماً‏ ملحوظاً‏ لدى املوؤرخني وعلماء االآثار )2( ،<br />

اأضف اإىل ذلك قدوم بعثة بريطانية عام ‎1818‎م،‏ برئاسة وليم جون بانكز ).J William.<br />

)Bankes الذي حاول احلصول على اأذن رسمي من احلكومة العثمانية،‏ ولكنه مل يوفق<br />

فقد قوبل طلبه بالرفض،‏ فلجأ اإىل عمل بعض املسوحات واحلفر االأثرية ليالً‏ خارج اأسوار<br />

املدينة،‏ وعلمت احلكومة الرتكية بشأن تلك احلفائر فبنت اجلدران يف املوقع ملنع مزيد من<br />

اأعمال احلفريات غري القانوية،‏ وغري املوافق عليها من طرف السلطات العثمانية )3( .<br />

The American Edward Robinson visited Jerusalem for the first time in<br />

1838. اأما االأمريكي اإدوارد روبنسون Robison( ،)Edward. فقد زار القدس للمرة االأوىل<br />

يف ‎1838‎م،‏ والذي يعد مكتشف قوس روبنسون at( Robison (He discovered the arch<br />

the Temple Mount that bears his name today; and the Swiss Titus Tobler dis-<br />

covered an arch which later became known as Wilson’s A الذي يحمل اسمه اليوم،‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

والسويرسي تيتوس )Titus( اكتشف القوس الذي اأصبح فيما بعد يعرف بقوس ويلسون.‏ اأما<br />

اأما اأما يف عام ‎1834‎م،‏ فقد قام فريدريك كاثر وود woad( )Fridreck Kather مبسح يف<br />

منطقة احلرم،‏ وقدم خريطة تفصيلية ملدينة القدص.‏ rIn 1841 William Tipping, a tou<br />

ist who visited areas off limits to Christians, sketched the site of the Double<br />

.Gate, hastily, for fear of being caught يف عام ‎1841‎م زار ويليام )Willam( وهو<br />

‏سائح غربي مناطق حمظورة على غري املسلمني ، ورسم موقع الباب املزدوج.‏ و ,1864 In<br />

Charles Wilson came from England in order to make a map of Jerusalem and<br />

)Charles Willson( يف عام ‎1864‎م جاء تشارلز ويلسون .explore the water system<br />

من اجنلرتا من اأجل عمل خريطة ملدينة القدس ، واستكشاف نظام توزيع املياه.‏<br />

d His fin<br />

(PEF). ings prompted the creation of the Palestine Exploration Fund وكان<br />

للنتائج التي توصل اإليها اأثر يف اإنشاء ‏صندوق استكشاف فلسطني ‏سنة )3( 1865 .<br />

هدفت املسوحات السابقة واجلوالت االستطالعية ملدينة القدس اإىل التفتيش عن اآثار<br />

الهيكل املزعوم ، و الهيكل يعني بيت الرب اأو البيت الكبري،‏ وهي كلمة ‏سومرية،‏ ويقال بابلية<br />

مأخوذة من مقطعني:‏ املقطع االأول « اأي«‏ مبعنى بيت،‏ واملقطع الثاين ‏»كل«‏ مبعنى الكبري )4(<br />

اإضافة اإىل اآثار حضارة اململكة اليهودية اخلرافية ، ولكن ما حصل هو طمس وهدم للمعامل<br />

التاريخية للمدينة من الفرتة اليبوسية ولغاية الفرتات االإسالمية املختلفة،‏ للبحث عن<br />

اأباطيل وخياالت واآمال عفا عليها الزمن ولقد ثبت علمياً‏ اأن ما حدث ليس ‏سوى تخيالت<br />

املفلسني من منطلق ‏“احلق التارخي”‏ لدولة استمرت 40 عاماً،‏ واإذا طُ‏ بق هذا املفهوم على<br />

دول العامل فيجب اأن تعود فلسطني والرشق بكامله لليونان وروما والبيزنطيني واالآشوريني<br />

والبابليني واملغول والتتار واالأتراك،‏ فهذه النظرية الهدامة وضعت من طرف ‏صهاينة<br />

العرص احلديث يف موؤمتراتهم الإثبات حق زائف؛ ولالأسف فقد روج لهذه النظرية وعمل على<br />

اإجناحها،‏ الأنها كانت تالئم رغبات الغرب االستعماري جتاه القدس بشكل خاص،‏ واالأمة<br />

العربية واالإسالمية بشكل عام.‏<br />

احلفريات األثرية يف مدينة القدس )1863 م - 1900 م(:‏<br />

اأوىل احلفريات االأثرية التي متت يف مدينة القدس كانت ‏سنة ‎1863‎م وقد اأجريت من<br />

قبل بعثة فرنسية )5( برئاسة لويس فيليسسيان ديسولسي Louis( )Saulcy, Felicien De<br />

وهذه احلفريات متت اإىل الرشق من مدينة القدس يف الوادي املعروف باسم وادي قدرون<br />

اأو جيحون،‏ ويطلق عليه بعضهم اأسم وادي جهنم،‏ ولكن من خالل دراسة االسم من الناحية<br />

اللغوية واجلذر الثالثي ‏)قدر(‏ فهي حسب اللغة الكنعانية قادر،‏ وتعني الظالم واللون القامت،‏<br />

وتقابلها يف اللغة العربية ‏)قذر(‏ مبعنى وسخ،‏ وكذلك يأتي مبعنى عميق )6( .<br />

353


احلفريات األثرية في مدينة القدس ما بني األعوام ‎1863‎م/‏ ‎2009‎م<br />

واحلق التاريخي للعرب منذ تأسيسها ‏)دراسة تاريخية(‏<br />

د.‏ شامخ عالونه<br />

اأمدتنا حفريات عامل االآثار الفرنسي السابق الذكر ودراساته بأهم النتائج التي توصل<br />

اإليها من خالل تلك احلفريات،‏ وهي العثور على مقابر االأرسة امللكية التي تعود لفرتة<br />

امللك داوود عليه السالم،‏ وخاصة قرب ابن امللك داوود اأبشالوم الذي كان متمرداً‏ على اأبيه،‏<br />

وكذلك على عدد من املقابر االأخرى مثل قرب النبي زكريا،‏ وقد عُ‏ رث على نقش باللغة االآرامية<br />

نُقل اإىل متحف اللوفر يف باريس )7( . مل يستند فيليسيان ديسولسي De( Saulcy, Felicien<br />

)Louis اإىل نص مادي واضح يثبت اأن هذه املقابر تعود لفرتة النبي داوود وسليمان كما<br />

كان يدعي،‏ ومل يستخدم طريقة الكربون 14 لتحليل املواد العضوية التي عرث عليها يف تلك<br />

املقابر،‏ بل اأعتمد على نص ورد يف التوراة بخصوص هذا املكان )8( .<br />

اأسس التوراتي ديسولسي )Saulcy( منهجاً‏ مبنياً‏ على تفسري البقايا االأثرية التاريخية<br />

للحقبة االإرسائيلية،‏ وذلك من منطلق ما ورد يف التوراة يف مدينة؛ فمنذ تلك اللحظة ‏سارع<br />

عدد من الباحثني للبحث يف املقابر السابقة الذكر،‏ اأمثال جيمس ‏سرتمني Jemes(<br />

)Stremin ، وقد اأفاد البحث والدراسة املقدمة من جامعة جنوب فلوردا )Florida( اأن تلك<br />

املقابر ال تعود لداوود واأبنه اأبشالوم،‏ واإمنا تعود لزكريا ولد يوحنا املعمدان،‏ ورمبا لسيدنا<br />

يعقوب عليه السالم،‏ وكذلك جاء عامل االأنرثوبولوجيا جو زياس Zais( 1863 ،(Joe وذكر<br />

اأن تاريخ البناء يعود للقرن الرابع امليالدي،‏ كما اجتهدت الباحثة التوراتية يف اجلامعة<br />

العربية عام ، 2005 وهي اإيليت مزار Mazar( )Eilat )9( . واأثبتت اأن ‏“احلفريات الرسية<br />

التي ‏شاركت فيها يف املكان،‏ كشفت عما قالت اإنه ‏)مبنى كبري قد يكون القرص الذي اأهداه<br />

حريام ملك ‏صور اإىل امللك داود،‏ وذلك تقديراً‏ ملحاربته اأعداءهما املشرتكني،‏ وهذا التفسري<br />

يتناقض متاماً‏ مع ‏شكل البناء،‏ فحريام اأهداه خشباً‏ وليس قرصاً‏ من احلجر،‏ واأيضاً‏ قد يكون<br />

قرصاً‏ من الفرتة اليبوسية التي ‏سبقت فرتة امللوك يف القدس )10( .<br />

اأحاطتنا حفريات زئيف هريتسوغ Hirtzug( )Z’ieve حمارض يف اجلامعة العربية<br />

بالكشف عن املقابر التي قيل اإنها تعود لفرتة الهيكل الثاين،‏ اأما جدعون بروسرت ( eGid<br />

)on Brewster فقد ‏صوَّب الدراسة االآنفة،‏ وذكر اأنه ال عالقة لها بتاريخ اليهود يف مدينة<br />

القدس،‏ وهي نصب مسيحية واستند اإىل االأحرف اليونانية التي وجدها على اأحد جدران<br />

اأحد تلك املقابر،‏ اأما الربوفسور نحمان اآفيجاد Avigad( )Nahman من اجلامعة العربية<br />

فقد اأجرى بحثاً‏ على تلك املقابر فنسبها لفرتة الهيكل الثاين،‏ )11( ‏.هذا بالإضافة اإىل رسالة<br />

دكتوراة حول املوضوع،‏ وخمسه اأبحاث اأخرى جميعها تدعى اأن ذلك النصب يعود لفرتة<br />

الهيكل الثاين )12( .<br />

وكما الحظنا فإن اأكرث من عرش دراسات توراتية حاولت تأريخ اأول اأثر مت احلفر فيه<br />

يف مدينة القدس ونسبته اإىل الفرتة التوراتية؛ فمن خالل دراسة هذه التناقضات وحتليلها<br />

354


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

بشكل علمي ومنهجي ومقارنتها بالعالقة التي كانت قائمة بني ملوك مملكة اإرسائيل<br />

والفراعنة يف مرص،‏ وكذلك عالقتها بالدول املجاورة،‏ ومن خالل التحليل املعماري لتلك<br />

املقابر فمن املرجح اأنها تعود للفرتة الواقعة ما بني القرنيني الثالث والرابع امليالديني<br />

)13( وقد مت التوصل لهذا االستنتاج،‏ وذلك بدراسة ‏شكل احلجارة وطريقة نحتها،‏ وطريقة<br />

زخرفتها التي تشبه مثيالتها يف البرتاء وشمال اململكة العربية السعودية )14( . واأنه ليس<br />

لهما عالقة بفرتة املعبد الثاين،‏ وال حتى بفرتة امللك داوود،‏ ومن اجلدير ذكره اأن هذا املكان<br />

ينبذه اليهود الأنهم يعتربونه مكاناً‏ يجسد فيه حادثة التمرد من قبل اأبشالوم على اأبيه . اأما<br />

احلفريات التي اأجريت يف املكان طيلة تلك الفرتات التاريخية مل يُعرث فيها على كتابة<br />

باللغة العربية،‏ اأو فخار يعود للعرص احلجري،‏ اأو حتى يف فرتة املعبد الثاين،‏ اأضف اإىل ذلك<br />

اأن علم االنرثوبولوجيا مل يثبت من خالل حتليل البقايا العضوية اأن تاريخ املكان ال ميت<br />

بصلة للتاريخ التوراتي املزعوم يف املكان.‏<br />

ويف عام ‎1867‎م اكتشف الباحث تشارلز ولسون Wilson( )CH. قوساً‏ حجرياً‏ من<br />

عهد هريودس،‏ وهو اأدومي االأصل حكم ما بني ‎44‎ق.م لغاية 4 ق.م،‏ وقام بعدد من االأعمال<br />

العمرانية يف مدينة القدس )15( ، وفحص واجهة كنيسة القيامة )16( اأما احلفريات التي<br />

تلت تلك الفرتة فكانت خالل الفرتة )1867\1870( ‏،حيث قامت بعثة بريطانية باسم<br />

‏)الصندوق الربيطاين الكتشاف اآثار فلسطني(‏ برئاسة املهندس الكولونيل تشارلز وارين<br />

Warren( )CH. ، وكان هدفه منصباً‏ على منطقة احلرم القدسي الرشيف.‏ اأما اأهم مكتشفاته<br />

فكانت اآبار مائية متصلة بنبع جيحون نبع اأم الدّرج،‏ ويسمى اأيضاً‏ نبع العذراء ويقع يف<br />

املنحدر الذي يطل على وادي ‏سلوان يف القدس جنوب قبة ‏صخرة،‏ ويعد النبع املصدر<br />

الوحيد للمياه يف املنطقة،‏ حيث بداأ االستيطان البرشي يف القدس عند هذا املصدر املائي<br />

)17( . ثم قام بحفريات عمودية واأنفاق اأفقية نحو جدران احلرم القدسي الرشيف الرشقية<br />

واجلنوبية والغربية بهدف اكتشاف طبيعة هذه اجلدران،‏ واأنواع حجارتها التي كان يعتقد<br />

اأنها تعود للهيكل الثاين حسب التصورات املسبقة لديه،‏ وفيما بعد استنتج اأنها هريودية.‏<br />

ويضاف اإىل تلك االأعمال حفريات النفق الذي يقع مدخله بني باب السلسلةالواقع يف<br />

الرواق الغربي للمسجد االأقصى املبارك؛ وبني املدرسة االأرشفية ‏شماالً،‏ واملدرسة التنكزية<br />

جنوباً،‏ كما يرشف على ‏شارع يضم العديد من املدارس االإسالمية يف القدس هو طريق باب<br />

السلسلة.‏ ‏)سمي الشارع قدمياً‏ باسم ‏شارع داود،‏ ومنه عرف الباب كذلك بباب داود،‏ وباب<br />

)18(<br />

امللك داود،‏ وداود هنا هو نبي اهلل تعاىل،‏ مل يعرتف اليهود بنبوته،‏ فأطلقوا عليه امللك.(‏<br />

وباب القطانني،‏ وهو من اأجمل واأضخمها اأبواب املسجد االأقصى املبارك،‏ يقع يف منتصف<br />

‏سوره الغربي تقريباً،‏ بني بابي احلديد ‏شماالً‏ واملطهرة جنوباً،‏ ويفضي اإىل ‏سوق القطانني<br />

355


احلفريات األثرية في مدينة القدس ما بني األعوام ‎1863‎م/‏ ‎2009‎م<br />

واحلق التاريخي للعرب منذ تأسيسها ‏)دراسة تاريخية(‏<br />

د.‏ شامخ عالونه<br />

املحاذي له,‏ ويعد واحداً‏ من اأقدم اأسواق القدس الباقية على حالها،‏ وهذا مصدر اسمه.‏<br />

‏)القطانون هنا هم بائعو القطن )19( ويتعامد مع اجلدار الغربي للحرم القدسي الرشيف<br />

بطول ‏)‏‎25‎م(‏ ، وبعرض ‏)‏‎6‎م(‏ ، ويصل اإىل ‏سبيل قايتباي،‏ وهو ‏سبيل مياء يقع مقابل باب<br />

املطهرة،‏ بينه وبني الطرف الغربي لصحن الصخرة،‏ يف الساحات الغربية للمسجد االأقصى<br />

املبارك.‏ بُنيت السبيل فوق الطرف الشمايلّ‏ الغربيّ‏ ملصطبة واسعة حتمل االسم نفسه،‏ ولها<br />

حمراب يف اجلهة اجلنوبية،‏ بناهما امللك االأرشف اأبو النرص اإينال ‏)‏‎860‎ه(‏ ، ثم جدد امللك<br />

االأرشف قايتباي السبيل عام ‎887‎ه-‏ ‎1482‎م،‏ بعد هدمه،‏ وعرف باسمه،‏ واأعاد جتديده<br />

السلطان العثماين عبد املجيد الثاين ‎1330‎ه-‏ . )20( ، ولكن ذلك النفق مل يحقق له اآماله<br />

يف العثور على دالئل مادية تعود للفرتة التوراتية . وقد نرش الكولونيل وارين )Warren(<br />

نتائج حفرياته يف كتابه ‏)اكتشاف القدس(‏ عام ‎1871‎م،‏ ويف كتابه ‏)توثيق القدس(‏ عام<br />

‎1884‎م )21( .<br />

ومن جهة اأخرى استندت نتائج حفريات تشارلز ورن Warren( )CH. اإىل التوراة<br />

والتفسري التوراتي قبل اأن تتم اأصالً،‏ وذلك بناءً‏ على ما ذكره حول القناة التي ذكرت يف<br />

التوراة مسبقاً.‏ )22( مدينة القدس تقوم على نظام معقد من القنوات املائية منذ الفرتة<br />

اليبوسية )23( ، وبخاصة التي تصل من واإىل ينابيع املياه التي تقع خارج االأسوار،‏ مثل<br />

عني الدرج،‏ وغريها من العيون املائية التي تقع خارج نطاق املدينة،‏ وكذلك قنوات املياه<br />

من الفرتة اليونانية والرومانية،‏ فليس كل ما هو حتت االأرض يعود لفرتة الهيكل الثاين كما<br />

يدعي التوراتيون،‏ فالنظام املائي وجد يف املدينة قبل اأن حتٌتل املدينة من طرف داوود؛<br />

فهذا النظام املائي يبوسي كما ذكر ‏سابقاً،‏ وننوه هنا اأن جزءاً‏ من هذه القنوات واالآبار يعود<br />

للفرتات االإسالمية املختلفة،‏ كما ذكر وارين )Warren( اأن ‏ساحات املسجد االأقصى حتتوي<br />

على 34 بئراً،‏ حمفورة يف الصخر،‏ بأعماق خمتلفة بعضها يصل طوله تقريباً‏ اإىل 30 مرتاً،‏<br />

فهل كان الهيكل يخرتق هذه االآبار،‏ وهذا مستحيل من الناحية املنطقية واملعمارية )24( .<br />

لقد اأجريت حفريات يف مدينة القدس ما بني االأعوام 1869 و‎1889‎ على يد عدد كبري<br />

من علماء االآثار،‏ فقد اأعاد تشارلز كلريمونت جانو (CH( .Clermont Ganneau احلفر<br />

يف مقابر امللوك يف وادي قدرون،‏ وخرج بالنتائج نفسها التي خرج بها غالبية علماء<br />

االآثار من اأن املقابر تعود للفرتة االإرسائيلية وهي مقابر الأبشالوم،‏ وقد بينا التضارب<br />

يف هذه االإدعاءات بداية هذا البحث ، وكذلك قام كل من واآيت فرايرس ومايوس White<br />

.Friars And Mauss. k ‏سنة 1871 بتنظيف بركة بيت حسدا مبعنى بركة بيت الرحمة،‏<br />

وهي من الربك التي اأنشأها هريودس يف القدس Pool) (Bethesda وحفريات ماودسلي<br />

)H) .Maudsley عام 1871 يف حارة الرشف العربية ويسميها االإرسائيليون حارة اليهود،‏<br />

356


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

وكانت نتائج حفرياته اكتشاف حمجر اأو مقلع للحجارة،‏ بينما قام تشارلز كلريمونت جانو<br />

(CH( Clermont Ganneau باحلفر عند قوس النرص )Ecco Homo) Arch of الروماين<br />

ومنطقة اأنطونيا الهريودية )25( .<br />

اأما حفريات وايت وماويس Mauss( )White Friars and .K يف العام ‎1876‎م فقد<br />

كشفت اآثار كنيسة القديسة حنا فوق بركة ‏سانتا حنا املقدسة )Porbatca( ، وكذلك حفريات<br />

جوثيس Guthe( .s( ’H ، 1881 تركزت بالقرب من بركة ‏سلوان،‏ ويف عام 1886 نظف<br />

عامل االآثار كون ريد ‏سشيك Schick( )Conrade بتنظيف الردم من فوق الباب الذهبي<br />

على السور الرشقي للمسجد االأقصى املبارك،‏ وقد عرث على عدد من القبور التي تعود<br />

للفرتة الرومانية،‏ وقنوات مياه،‏ اأما حفريات عام ‎1889‎م فقد متت على يد جرمير دوراند<br />

Durand( )J.Germer وقد اكتشفت كنيسة ومدرج من الفرتة البيزنطية )26( .<br />

مما ‏سبق نستنتج اأن تلك احلفريات مل تثبت اأن هناك تاريخاً‏ توراتياً‏ لليهود يف مدينة<br />

القدس،‏ وال توجد عالقة للتاريخ التوراتي املزعوم باملكتشفات احلضارية يف املدينة،‏ اأما<br />

بني اأعوام 1894- ‎1897‎م ، فقد نظمت احلفريات بقيادة ‏»فردريك بليس )27( Frederick(<br />

J( .Bliss الذي كان يرى يف نفسه املكتشف التابع للصندوق،‏ و يساعده مهندس معمارى<br />

اأي.‏ ‏سي.‏ ديكي Dickie( )A.C. ، ويعرف بليس .Bliss( J( اأهدافه على النحو االآتي:‏ ‏)عملنا<br />

الرئيس كان متابعة اخلطوط التي اأخذتها االأسوار اجلنوبية للقدس خالل فرتات خمتلفة(‏<br />

. كان مرشوع بليس )Bliss( هو متابعة السور املتجه جنوبا من الزاوية اجلنوبية الغربية<br />

للقدس القدمية،‏ و الذي يتفق مع ‏سور اأوفل )28( الذي اأكتشفه ‏شارلز ورن Warren) (CH<br />

اإىل اجلنوب من الزاوية اجلنوبية من احلرم الرشيف.‏ مل يأت فردريك بليس .J Frederick)<br />

)Bliss باجلديد فيما يخص تاريخ املدينة،‏ فقد بحث بالطريقة نفسها واأسلوب من ‏سبقوه<br />

يف البحث عن الرتاث اأو البقايا اليهودية يف املدينة،‏ فخاب اأمله من جديد،‏ فعمل على حفر<br />

اأنفاق عمودية وصل يف بعضها للطبقات الصخرية،‏ ومل يعرث على دالئل مادية تشري اإىل<br />

بقايا توراتية بالقرب من اأسوار احلرم القدسي الرشيف )29( .<br />

احلفريات األثرية يف القدس )1900- 1967( :<br />

اأما يف عامي 1909 م و‎1911‎م فقد حتقَّقت بعثة كل من باركر وفيسنت .Parker) M<br />

و )30( L.H )Vincent من اإدعاءات الدوق والشاعر الفلندي فالرت هرنيك Henrik( )Valter ؛<br />

بأنه يعرف مكان تابوت العهد وكنوز ‏سليمان،‏ و Between 1905-1906 he spun them<br />

.a story which was genius in its simplicity ما بني -1905 1906 نسجت قصة كانت<br />

تنص على اأن زميل فالتري هرنيك Henrik( )Valter ، د.‏ جو لويس )Juvelius( قد اكتشف<br />

357


احلفريات األثرية في مدينة القدس ما بني األعوام ‎1863‎م/‏ ‎2009‎م<br />

واحلق التاريخي للعرب منذ تأسيسها ‏)دراسة تاريخية(‏<br />

د.‏ شامخ عالونه<br />

‏شيفرة ‏رسية يف الكتاب املقدس تفيد بوجود كهف خمبأ حتت املعبد املقدس فيه كنوز<br />

مدفونة مع تقدير قيمتها اأكرث من 200 مليون دوالر اأمريكي.‏ He carefully explained<br />

that in order to locate these treasures he would need to mount an expedi-<br />

.tion and that such an expedition would be costly, very costly indeed ومن اأجل<br />

حتديد اأماكن هذه الكنوز فهو ‏سيكون بحاجة اإىل تنظيم حملة جلمع املال ، الأن هذه الرحلة<br />

‏سوف تكون مكلفة جداً.‏ However, he assured them that the returns would be<br />

.enormous يف الوقت الذي اأكد فيه بأن العائدات ‏ستكون هائلة.‏<br />

بعد ذلك All in all, Parker managed to raise over $125,000 which was an<br />

absolute fortune in those days. A limited company was formed to facilitate the<br />

.issue of shares متكن من جمع ما يزيد على 125،000 دوالر لتأسيس ‏رشكة حمدودة<br />

‏شُ‏ كِّلت لتسهيل عملية السفر والبحث.‏ The Company was called JMPFW Limited<br />

and commentators like Coppens [2008] believe that the name of the Company<br />

forms the initials of the expedition’s main protagonists, Juvelius, Millen,<br />

.Parker, Forth and Waugh واأطلق عليها اسم JMPFW املحدودة،‏ ويعتقد اأن اسم الرشكة<br />

يرمز اإىل احلروف االأوىل من اأسماء البعثة واالأطراف الرئيسة التي تشكلت للبحث عن كنوز<br />

‏سليمان ‏)جولويس،‏ ميلن،‏ باركر،‏ والرابع وواف(‏ )31( . وبالفعل قام جولويس )Juvelius(<br />

بالسفر اإىل القسطنطينية للحصول على اإذن للحفر،‏ وقدَّم اإغراء الثنني من كبار املسوؤولني<br />

من السلطات احلكومية العثمانية،‏ ووعدهم بحصة اإذا عُ‏ رث على كنز ‏سليمان.‏ mBut he i<br />

.mediately hit a blank wall and it wasn’t underground وذهب بالترصيح اإىل مدينة<br />

القدس،‏ ولكن اأكرث من مائتي ‏شخص ادعى حقوق ملكية االأرض التي تقع حتتها االأنفاق.‏<br />

Some were unwilling to negotiate while others were, but sought exorbitant<br />

.sums for their co-operation ودفع مبالغ باهظة للحصول على موافقة على احلفر،‏<br />

حيث ‏سمح لهم باحلفر ما يقرب من 700 مرت اإىل اجلنوب من منطقة احلرم )32( .<br />

ولكن يف نهاية املطاف جتري الرياح مبا ال تشتهي السفن،‏ فبينما قام باركر ( kBar<br />

)er بتقدمي الرشوة لعدد كبري من املسوؤولني عن احلفر حتت املسجد االأقصى؛ اكتشف اأمره<br />

وفضح،‏ وحدثت مظاهرات حاشدة يف القدس ودعوات للحفاظ على االأقصى،‏ وسافر باركر<br />

)Barker( عام ‎1911‎م دون اأن يحقق النتائج التي جاء من اأجلها،‏ وذكر اأن تل اأوفل كان<br />

املوقع االأصلي ملدينة القدس،‏ واأن نبع جيحون اأدى دوراً‏ مهماً‏ يف تشجيع اإنشاء مساكن يف<br />

هذا املوقع.‏ الدائرة اأو احللقة املفرغة التي حاول علماء الغرب كافة تلوينها تارة وزخرفتها<br />

تارة اأخرى الإقناعنا بهيكل هم اأنفسهم ‏سئموا منه،‏ وفشلوا يف اإيجاده،‏ فحسب راأينا اأن اهلل<br />

‏سبحانه وتعاىل اأعلن عن االأماكن املقدسة،‏ وهدانا اإليها،‏ من منطلق روحاين عقائدي “<br />

358


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

‏سبحان الذي اأرسى بعبده ليالً‏ من املسجد احلرام اإىل املسجد االأقصى الذي باركنا حوله<br />

لرنيه من اآيتنا اإنه هو السميع البصري«‏ )33( وكذلك واإذ يرفع اإبراهيم القواعد من البيت<br />

واإسماعيل ربنا تقبل منا اإنك اأنت السميع البصري”‏ )34( .<br />

Over two hundred people claimed ownership rights to the land under<br />

which the tunnels lay.In his book Digging Up Biblical History – Recent Archaeology<br />

in Palestine and its Bearing on the Old Testament [McMillan New<br />

.York, [1931 J. نأتي على حفريات االأب ورجل الدين فنيسنت Vincent( )L.H. عام<br />

‎1913\1910‎م التي اكتشف من خاللها بعض جدران كنيسة املعراج التي تعود للعرص<br />

البيزنطي )35( . وتابع حفريات فينسنت )Vincent( االأثري اأورفايل )P.G.Orfali( عام 1919<br />

يف موقع كنيسة اجلثمانية خارج اأسوار البلدة القدمية،‏ وجاء العامل رميوند ويل Weill( .R(<br />

للبحث عما كان يعتقد اأنه موجود يف اجلزء اجلنوبي من البلدة القدمية،‏ حيث اأكتشف بعض<br />

احلجارة التي تعود للعرص الروماين وقال اإنها حمجر،‏ وبالطبع هذا غري ‏صحيح الأنه وحسب<br />

طبيعة املنطقة اجلنوبية مل تكن حمجراً‏ اأو منطقة مقالع للحجر وال نعرف من اأين جاء بهذا<br />

االإدعاء،‏ فقد يكون اكتشف يف اأثناء احلفر بعض التسويات احلجرية املقطوعة يف الصخر<br />

اأو اأعمال تسوية ومن خاللها خرج علينا بنظرية املقالع احلجرية ، اإذ ال دالئل اأو دراسات<br />

اأخرى اأشارت اإىل اأن املوقع كان حمجراً‏ )36( .<br />

اأما احلفريات التي متت ما بني عامي 1923 م/‏ 1925 م فقد كانت على يدىْ‏ كل من<br />

ماكلسرت ودونكان Duncan( )R.A.S. Macalister And J.G. حيث توجهت نحو اجلزء<br />

الشمايل من املدينة التي تعود اإىل عهد اليبوسيني كما ذكر الباحث،‏ وقد عرث على اآثار برجني<br />

على تل اأوفل،‏ تأكدت هذه املعلومات من قبل الباحثة كاثلني كينيون Kenyon( .C( فيما<br />

بعد،‏ ويف العام ‎1924‎م نُظَّ‏ ف ما اعترب قرب اأبشالوم وقرب زكريا من قبل الباحث ‏سلوسيث<br />

)N.Slouschz( ومل يأت بجديد عما ذكرناه يف بداية هذا البحث،‏ وتتابعت احلفريات عام<br />

‎1925‎م من طرف مايور وساكينيك Mayer( )E.L.Sukenik And L.A. حيث حُ‏ فرت<br />

اأجزاء من السور الثالث للمدينة بداية من اجلزء الشمايل بني املستشفى االإيطايل،‏ والنهاية<br />

الشمالية لوادي قدرون،‏ ثم تتابعت احلفريات السنوية يف مدينة القدس بشكل حمموم،‏ ومل<br />

يأت عام على القدس دون هرولة رجال دين واأجانب وتوراتيني من 35 موؤسسة ودولة<br />

اأوروبية واأمريكية واسرتالية للبحث والتنقيب،‏ فقد تابع احلفريات السابقة عدد اآخر من<br />

الباحثني،‏ ومنهم الباحث كروفوت وفتسجرالدت ( Fitzge rJ.W. Crowfoot And G.M.<br />

)aldt يف العام 1927، وادعى اأنه اكتشف بعض احلجارة تعود للفرتة االإرسائيلية القدمية،‏<br />

ولكن جاءت كاثلني كينيون Kenyon( .C( وقالت اأنها تعود للعرص اليوناين،‏ واستندت اإىل<br />

ذلك التحليل اإىل طبيعة مادة احلجر،‏ ومنط اجلر وحجمه،‏ وطريقة تشذيبه،‏ ويف العام 1930<br />

359


احلفريات األثرية في مدينة القدس ما بني األعوام ‎1863‎م/‏ ‎2009‎م<br />

واحلق التاريخي للعرب منذ تأسيسها ‏)دراسة تاريخية(‏<br />

د.‏ شامخ عالونه<br />

قام هاملتون )R.W.Hamilton( بالتنقيب على اأساسات باب العامود وذكر اأنها تعود للفرتة<br />

الرومانية،‏ واأرجع تاريخ الباب اإىل فرتة العاصمة اإيليا كابتولينا وهذا املصطلح يتألف من<br />

مقطعني االأول اإيليا من االآلهة اإيل مبعنى االإله االأوحد وكان يعدُّ‏ مبثابة اأب جلميع االآلهة،‏<br />

بينما كبيتال )37( . مأخوذة من الكلمة الالتينية االأصل مبعنى عاصمة.‏<br />

كما عرث على ‏شارع مبلط وقنوات مائية رومانية يف وادي تروبني اإىل اجلنوب من<br />

مدينة القدس،‏ اأطلق عليه يوسيفوس عام ‎100‎م اأسم تريوبني ومعناه ‏)صانعو اجلنب(‏<br />

وفرسه بعضهم باسم ، وادي الروث اأو الزبل.‏ )38( ‏.نتيجة تلك احلفريات وضعت ‏سلفاً‏ كما<br />

هو احلال يف بقية احلفريات التي ‏سبقت حفريات هذا الباحث،‏ اإذاً‏ ال غرابة يف تأريخ ما هو<br />

حتت االأرض يف القدس ونسبته للفرتة االإرسائيلية التي مل تدم ‏سوى اأربعني عاماً‏ بينما<br />

حضارات دامت اأكرث من األفي عام بقدرة اهلل انتهت واختفت اآثارها من القدس )39( .<br />

اكتشفت بعض اجلدران بالقرب من كنسية القيامة،‏ واأخرى عند قلعة داوود عند باب<br />

اخلليل،‏ وبرج فصايل اأحد اأهم االأبراج الرئيسة يف قلعة باب اخلليل،‏ التي توجد جنوبي<br />

باب اخلليل والتي يطلق عليها الصهاينة قلعة داوود اعتباطا،‏ وهي قلعة تعود للقرن الثاين<br />

قبل امليالد،‏ ويعدُّ‏ موؤسس القلعة الفعلي هريودوس،‏ احلاكم االآدومي العربي لوالية فلسطني<br />

يف الفرتة الرومانية )40( ، كما اكتشف اآثار معسكر روماين يعود للفرقة العارشة،‏ وجزء<br />

من السور الغربي يعود اإىل فرتة عهد اإيليا كابتولينا وقد متت هذه االكتشافات االأثرية<br />

عاميْ‏ 1933 و 1940 من طرف علماء االآثار الغربيني اأمثال هاريف وجونز Harvey( .W<br />

)And C.N. Johns . اأما حفريات عام 1940 فقد اأجريت على يد العامل االإرسائيلي نحمان<br />

اأفيجاد Avigad( .N( حيث كشف عدداً‏ من القبور يف وادي قدرون،‏ وجميع اكتشافاته تعود<br />

للعرص الهريودي،‏ اأما حفائر عام 1949 التي مل يحدد تأريخ لها فقد اأجريت على يد بنكر<br />

فيلد Feld( .J( Pinker ، ويف عام ‎1947‎ولغاية العام 1968 قام االأثري االإرسائيلي اآيف<br />

يونا M.Avi( )Yonah. بحفريات تركزت على اجلزء الغربي من مدينة القدس،‏ ومل يُعرث على<br />

‏شيئ ‏سوى على بعض جدران كنيسة بيزنطية،‏ ويف االأعوام 1953 والعام 1954، كُ‏ ‏شف<br />

عن بعض املقابر التي تعود للعرص الربونزي الوسيط 2200 ولغاية 1600 قبل امليالد،‏<br />

وذلك من طرف كل من ميليك وباجاتي Milik( )Bagatti and وكذلك من طرف )41( Saller .P<br />

)And P.Lamer كما تابع عدد اآخر من العلماء حفرياتهم وبحوثهم اأمثال الباحث رحماين<br />

)L.Y.Rahmani( حيث اكتشف بعض املقابر التي تعود للعرص اليوناين،‏ وتاله العامل كوربو<br />

،)V.Corbo( والذي نقب على قمة جبل الزيتون،‏ وعرث على كنيسة بيزنطية عام 1959، ويف<br />

عام ‎1960‎م،‏ اأعيد تنظيف قرب زكريا من قبل الباحث ‏ستاتكوبري )42) Statchbury) .H(.<br />

360


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

اإن اآخر هذه احلفريات واأهمها حفريات كاثلني كنيون Kenyon( .C( ، التي متت يف<br />

اأكرث من جزء يف مدينة القدس،‏ ولكنها تركزت حول احلرم القدسي الرشيف،‏ ولكن اأهم<br />

ما توصلت اإليه كنيون نوجزه فيما يأتي:‏ قطع فخارية تعود للفرتة من 700 ق.م لغاية<br />

‎586‎ق.م.‏ يف هضبة اأوفل جنوبي املسجد االأقصى،‏ واأوان اأخرى تعود للعرص الربونزي<br />

االأول )43( .<br />

كما اكتشفت ما اأطلقت عليه اأسم البسطات احلجرية اليبوسية التي اأستعملها فيما بعد<br />

امللك داود له،‏ ولكنها تهدمت فيما بعد،‏ اإضافة اإىل اكتشاف اجلدران االإستنادية يف منطقة<br />

نبع جيحون،‏ وجزء من قناة مياه تنقل املياه من نبع جيحون اإىل بركة ‏سلوان،‏ كما عرثت<br />

على اآثار بوابة حجرية توؤدي اإىل نبع جيحون تعود اإىل 1800 ق.م.‏ وبعض املغاير والقبور<br />

التي تعود اإىل عهد القدس القدمية واأخرى تعود للعصور الربونزية،‏ كما عرثت على بعض<br />

الرموز الكنعانية وهي عبارة عن اأعمدة حجرية مل تكن حتمل ‏سقوفاً،‏ اإضافة اإىل االأسوار<br />

الدفاعية التي تعود اإىل ‎1800‎ق.م.‏ وسور املدينة الثاين،‏ واآثار جدار ‏سميك يرجع اإىل القرن<br />

الثامن قبل امليالد.‏ )44( وتابعت كنيون Kenyon( .C( احلفريات يف القدس ودونت من<br />

بني اأهم مكتشفاتها اآثار البيوت السكنية التي تعود اإىل القرن السابع قبل امليالد والتي<br />

استعملت حتى السبي البابلي وهي البيوت الوحيدة التي بقيت اآثارها يف مدينة القدس<br />

بحالة جيدة والتي تعود لتلك الفرتة التاريخية )45( .<br />

اأظهرت احلفريات التي متت جنوب كنيسة القيامة بحوايل ‎150‎م ومبساحة ‎7‎م،‏<br />

وهذه احلفريات اأدت اإىل اكتشاف اآثار عربية اإسالمية وبيزنطية،‏ وحتتها اآثار من املدينة<br />

الرومانية اإيليا كابتولينا،‏ وهذا يدل على اأن هذه البقعة كانت خارج اأسوار املدينة يف<br />

تلك الفرتة التاريخية،‏ فإن كنيسة القيامة كانت خارج اأسوار املدينة،‏ وفيما بعد كُ‏ ‏شف عن<br />

مباين احلجاج التي اأنشئت من اأجل احلجاج املسيحيني،‏ والتي بنيت من طرف جستنيان<br />

565، 527- واأرخ موقع اُكتشف قرب املدرسة اخلاتونية وهي اأحدى املدرس املشهورة يف<br />

مدينة القدس،‏ وتعود للفرتة اململوكية،‏ تقع يف احلد الغربي للحرم بني املدرسة االأرغونية<br />

وسوق القطانيني،‏ واأطلق عليها اخلاتونية نسبة اإىل كلمة خاتون وتعني السيدة،‏ والسيدة<br />

التي قامت بتأسيسها هي اأوغل خاتون اإبنة ‏شمس الدين حممد بن ‏سيف الدين وهي اأحدى<br />

زوجات االأمراء االأتراك الذين عاشوا وحكموا يف القدس،‏ وقد اأوقفت عدداً‏ من املباين والقرى<br />

على هذه املدرسة.‏ )46( ، كما عرث على اأبنية مملوكية اإسالمية يف حارة االأرمن،‏ وهي اإحدى<br />

احلارات الرئيسية يف القدس اإضافة اإىل احلارات الرئيسية يف القدس حارة النصارى وحارة<br />

املسلمني،‏ وحارة الرشف التي استوىل عليها اليهود،‏ واأطلقوا عليها حارة اليهود )47( .<br />

361


احلفريات األثرية في مدينة القدس ما بني األعوام ‎1863‎م/‏ ‎2009‎م<br />

واحلق التاريخي للعرب منذ تأسيسها ‏)دراسة تاريخية(‏<br />

د.‏ شامخ عالونه<br />

احلفريات األثرية يف مدينة القدس خالل األعوام 1967 لغاية 2000:<br />

بلغت احلفريات االأثرية يف مدينة القدس بعد عام 1967 حوايل‎25‎ حفرية اأثرية يف<br />

مناطق خمتلفة من مدينة القدس تركزت غالبيتها يف منطقة احلرم واجلزء اجلنوبي من<br />

املسجد االأقصى املبارك،‏ وتوجد مرحلة اأخرى وهي احلفر اأسفل املسجد االأقصى املبارك<br />

للبحث عن اآثار الهيكل املزعوم يف مدينة القدس،‏ وبالتحديد اأسفل املسجد االأقصى،‏ حيث<br />

اإن بعض علماء االآثار يعتقدون اأن الهيكل موجود حتت قبة الصخرة،‏ وهذا ما نستهجنه<br />

ونتساءل عنه،‏ اإذ كيف يوجد الهيكل حتت الصخرة،‏ اأي حتت الطبقات الصخرية،‏ اأو التجويف<br />

الصخري الذي بنيت عليه القبة.‏<br />

اأوىل احلفريات التي متت يف مدينة القدس بعد عام ‎1967‎م،‏ هي حفريات حارة<br />

الرشف التي كان ميلكها العرب يف مدينة القدس،‏ وقد تهدمت هذه احلارة بفعل حرب عام<br />

‎1948‎م،‏ ومل تتمكن بلدية القدس بسبب نقص يف االأموال من ترميمها،‏ وبعد حرب عام<br />

‎1967‎م،‏ اأستغل اليهود تلك احلالة وادعوا ملكيتهم للحارة املهدومة،‏ وقاموا باحلفريات يف<br />

اأجزاء متفرقة من احلارة حتى وصلوا الطبقة الصخرية،‏ وذكر نحمان اآفيجاد Avigad( .N(<br />

اأن االآثار املكتشفة يف ‏)حارة الرشف(‏ ، تتضمن حائط املدينة االإرسائيلية،‏ وكان الهدف من<br />

ذلك بناء حوايل 600 مسكن،‏ ال متت بصلة لطبيعة مدينة القدس وهي على علو اأكرث من 6<br />

طبقات )48( .<br />

احلفريات االأثرية يف منطقة القدس عام 1968 ولغاية العام 1974 واأُجريت<br />

من طرف )49( بنيامني مزار Mazar( )Benyamin بإرشاف من اجلامعة العربية يف<br />

القدس،وجمعية االستكشاف االإرسائيلية،‏ اإذ تركزت حفريات مزار وبن دوف Dov( )M.Ben<br />

يف اجلزء اجلنوبي من اجلدار الغربي املعروف بحائط الرباق؛ وخطط الربوفسور مزار اأيضاً‏<br />

لكشف املساحة املجاورة ، كما ركز على كشف االأبنية الهريودية كافة حتى فرتة هدم<br />

الهيكل املزعوم،‏ ويقول مزار اأنه جنح يف كشف االأجزاء الرئيسية للبناء الهريودتي،‏ واأصبح<br />

لديه القدرة على رسم املخطط الشامل للمنطقة بجميع اأجزائها الرئيسة )50(<br />

وقد قام مزار برسم املنطقة واأبنيتها العامة خالل الفرتة الهريودية،‏ وكذلك الفرتة<br />

البيزنطية والفرتة االأموية،‏ وقد عُ‏ رفت التغيريات الكبرية التي حدثت يف املنطقة منذ هدم<br />

الهيكل االأول،‏ حتى العرص احلديث،‏ ويقول مزار:‏ اإن هدف هريودس توسيع املساحة اخلاصة<br />

حالياً‏ باملسجد االأقصى،‏ والتي يسميها مزار ‏)جبل الهيكل(‏ . ويضيف اأنه وُ‏ ‏ضعت كميات<br />

كبرية من الرتبة لتسوية املنحدرات الغربية وتسوية اجلزء العلوي،‏ ومن ثم اأنشئت اجلدران<br />

362


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

احلجرية حوله من اجلهات االأربع،‏ ويضيف اأن جميع االأبنية يف اجلزء الشمايل من هضبة<br />

اأوفل قد دمرت،‏ ويقول اإنه مت اكتشاف البوابات االأربع يف احلائط الغربي للمسجد االأقصى،‏<br />

والتي ذكرت عند املوؤرخ اليهودي جوسيفوس فالفيوس،‏ واأن ما ذكره روبنسون كان خطأ<br />

الأن القوس كان كبرياً،‏ ويدعم الدرج الصاعد من الشارع املوازي للحائط الغربي.‏ )51(<br />

اكتشف مزار بعض االأبنية الرومانية التي ترجع اإىل عهد قسطنطني،‏ وتعود اإىل القرن<br />

الرابع امليالدي قرب احلائط الغربي للمسجد االأقصى،‏ كما كشف عن االآثار االأموية غرب<br />

وجنوب املسجد االأقصى والتي ترجع اإىل الفرتة ما بني 660- ‎750‎م،‏ وهي عبارة عن<br />

جمموعة اأبنية ‏ضخمة اأطلق عليها اسم القصور Lord( )The Mount of the االأموية.‏ وقد<br />

اأهملت هذه القصور على مر العصور .<br />

اإن اسم مدينة القدس كنعاين وهو ‏شامل،‏ نسبة اإىل االإله ‏شامل الكنعاين،‏ والهضبة الرشقية<br />

املبني عليها املسجد االأقصى وهي جبل موريا ترجع اإىل ما قبل عرص داود ‎1200‎ق.م،‏<br />

واأن املدينة كانت تسمى يبوس قبل احتاللها من قبل امللك داود وهو الذي اأطلق عليها<br />

اسم ‏)مدينة داوود(‏ ، كما ذكر اأن مكان الصخرة حالياً‏ هي ذاتها التي هم اإبراهيم بذبح<br />

اإبنه اسحق على جبل موريا،‏ واحلقيقة اأن اإبراهيم كما ورد يف القران زار مكة املكرمة<br />

واأسكن اإبنه اإسماعيل هناك واأثناء الزيارة اأمر اهلل ‏سبحانه وتعايل بذبح اإسماعيل يف مكة<br />

ويف ذلك يقول تبارك وتعاىل ‏»ربنا اإين اأسكنت من ذريتي بواد غري ذي زرع عند بيتك<br />

املحرم،‏ ربنا ليقيموا الصالة فأجعل اأفئدة من الناس تهوي اإليهم،‏ وارزقهم من الثمرات<br />

لعلهم يشكرون«‏ )52( .<br />

كما اأن احلادثة حدثت يف مكة اأثناء زيارة اإبراهيم عليه السالم وليس يف القدس<br />

بدليل قوله تعاىل:‏ ‏{واإذ يرفع اإبراهيم القواعد من البيت واإسماعيل ربنا تقبل منا اإنك اأنت<br />

السميع العليم}‏ وهنا نتساءل ما اأهمية ذكر اإسماعيل الذبيح،‏ واسحق،‏ فذكرهم غري مقنع<br />

وغري منطقي،‏ وقد ورد ذكر اإسماعيل يف القراآن،‏ واأشار كذلك اإىل اأن ‏سيدنا حممد ‏صلى اهلل<br />

عليه وسلم ال ينطق عن الهوى )53( ومن جانب اآخر يرى مزار )B.Mazar( اأن التوراة هي<br />

املصدر االأول له يف احلديث عن القدس،‏ واإذاً‏ كان االأمر كذلك فما فائدة اأبحاثه العلمية<br />

التي اأجراها،‏ بل اإن هذا يعني اأن علم االآثار عند اليهود مسخر الأغراضهم اخلاصة،‏ والإثبات<br />

ما ورد يف التوراة حتى لو مل يوؤكد بدليل عملي من خالل االكتشافات.‏ ومع ذلك فإن مزار<br />

)B.Mazar( يوؤكد اأنه مل يعرث على اأبنية تعود لفرتة الهيكل الثاين؛ ويف هذا املكان ‏سوَّى<br />

الرومان الطبقات التي تعلو الصخر واأزالوها لتسويتها وتسهيل اإقامة املدينة الرومانية<br />

‏)اإيليا كابيتولينا(‏ ، وقد اأزيلت اأساسات مدينة داود التاريخية.‏ ولكن الغريب يف هذا التفسري<br />

363


احلفريات األثرية في مدينة القدس ما بني األعوام ‎1863‎م/‏ ‎2009‎م<br />

واحلق التاريخي للعرب منذ تأسيسها ‏)دراسة تاريخية(‏<br />

د.‏ شامخ عالونه<br />

اأن هذه االإزالة والتسويات التي حصلت مل توؤثر اأو تطمس املعامل اليبوسية واملعامل االأخرى<br />

يف املدينة،‏ فهذا اإدعاء علماء اليهود للتضليل ومفاده تزوير تأريخ القدس وجعلها مدينة<br />

يهودية على مدى التاريخ القدمي واحلديث )54( .<br />

نأتي على ما قاله مزار حول القدس بعد السبي البابلي لليهود،‏ من خالل وصف<br />

نحميا الذي كان حاكماً‏ ملدينة القدس يف الفرتة الفارسية،‏ فقد وصف املدينة بأسوارها<br />

ومنشأتها كافة،‏ ولكن الغريب اأنه مل يذكر وصفاً‏ للهيكل-‏ كما يقول مزار-‏ وحسب وجهة<br />

نظرنا مل يكن ما يقوم بوصفه نحميا اأنذاك اأمراً‏ ذا قيمة،‏ فلماذا يعتب مزار وغريه من اليهود<br />

عليه،‏ فقد اقترص وصفه على بوابة السمك،‏ والبوابة القدمية،‏ وال يذكر حتى كلمة واحدة<br />

عن الهيكل،‏ ويربر مزار هذا الشيء بأن نحميا مل يكن خموالً‏ باحلديث عن الهيكل،‏ واإمنا<br />

احلديث عن الهيكل كان من اختصاص الكهنة،‏ وهذا التفسري غريب جداً،‏ يحاول فيه مزار<br />

هنا مقارنة مرص ومعبدها وصالحياتهم مع الكهنة وما كان من قبل نحميا،‏ لذلك يعدُّ‏ هذا<br />

املنطق مرفوضاً،‏ وال ميت للحقيقة بشيء ال من قريب اأو بعيد )55(<br />

ال نستطيع التعليق على جميع ما ذكره مزار )B.Mazar( ولكن ميكن اأن نذكر بعض<br />

التعليقات املهمة على املواضيع الرئيسة وحسب،‏ فيذكر مثالً‏ اأن اليهود اشتهروا يف مدينة<br />

القدس بعدد من الصناعات،‏ ومن بني ما اشتهروا به خارج اأسوار املدينة ‏صناعة احلجر،‏<br />

ويذكر اأن املحجر الذي يقع بالقرب من باب العامود يعود للفرتة االإرسائيلية وهذا ليس<br />

‏صحيحاً،‏ بل اأن احلقيقة اأن فتح هذا املحجر مت على يد ‏سليمان القانوين عندما قام ببناء<br />

االأسوار احلالية وترميمها يف املدينة.‏ )56(<br />

ويف عام ‎1968‎م قام اأوسسكن )D.Ussishkin( ، بحفريات ومسوحات ملغاور وكهوف<br />

القبور يف ‏سلوان التي يرجعها اإىل الفرتة من القرن العارش اإىل القرن السادس قبل امليالد،‏<br />

وتال ذلك حفريات اإيتان و روث اأمريان A.Etan( )R.Amiran And ، وكانت قد جرت تلك<br />

احلفريات عام ‎1968‎م،‏ حيث اأجريت احلفريات يف قلعة داود،‏ ووُ‏ جدت اآثار ترجع للعرص<br />

احلديدي الثاين،‏ والعرص اليوناين والروماين والبيزنطي،‏ ومل يذكر الباحث اآثار العرص<br />

االإسالمي يف القلعة،‏ وعمل كذلك االأثري املعروف بكرثة حفائرة وتفسرياته التوراتية العامل<br />

اآفيجاد Avigad( )Nahman ، يف عام 1969 يف مناطق خمتلفة من حارة الرشف ‏)حارة<br />

اليهود(‏ ، حالياً،‏ واأهم ما ‏رصح به هو اأنه مل يعرث على ما كان يبحث عنه،‏ وهو منشآت<br />

هريود التي ذكرها جوسيفوس،‏ فقد ذكر اأن املدينة تقسم اإىل قسمني مدينة عليا واأخرى<br />

‏سفلى،‏ ووصف ‏سكان كل مدينة،‏ كما ادعى اأنه عرث على ‏شمعدان ‏سباعي يف اأحد البيوت،‏<br />

وهذا الرمز استخدم اأحياناً‏ يف العمارة الرومانية،‏ وهو موجود على قوس تيطس يف روما،‏<br />

وهذا يفرس اأن اأصل الشمعدان روماين وليس له عالقة باليهود )57( .<br />

364


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

تابع الباحث لويس Luis( .U( ‎1970‎م،‏ احلفريات يف مناطق خمتلفة من القدس،‏ وعرث<br />

على قطع حجرية ‏صغرية،‏ وقال اإنها جزء من ‏سور قدمي يرجع اإىل القرن االأول بعد امليالد،‏<br />

فهذا غري منطقي ويتنافى مع حجم احلجارة الرومانية التي كانت بأحجام كبرية تزيد عن<br />

املرتين طوالً‏ وعرضها يصل اإىل مرت يف بعض االأبنية،‏ واستمرت اأعمال التنقيب عام 1970<br />

حتت اإرشاف مارجوفيسكي )J ).Margovsky ، حيث عرث على قناة مياه عثمانية التاريخ،‏<br />

وهذا يوؤكد التتابع الطبقي للتاريخ االإسالمي يف القدس،‏ قال اأيضاً‏ اأنه عرث على جزء من<br />

‏شارع هريودي فهذا هو التناقض بحد ذاته فالطبقات الرومانية تفصلها عن العثمانية<br />

عدة مراحل تاريخية تزيد عن 1500 عام فهذا ينفي النتائج التي ذكر اأنه اكتشفها يف هذه<br />

احلفريات،‏ اأما حفريات دان باهات وبن اآري (.D( Bahat and M.Ben Ari ، فقد متت عام<br />

‎1971‎م يف مناطق متفرقة من القدس،‏ وعُ‏ رث على قناة مياه تعود للعرص الصليبي،‏ واآثار<br />

اأخرى تعود للفرتة ذاتها مبحاذاة ‏سور البلدة القدمية من الناحية اجلنوبية الغربية الذي<br />

رممَّ‏ ه السلطان ‏سليمان القانوين،‏ كما اأكمل بروشي (.M( Broshi ، حفرياته يف مناطق<br />

خمتلفة من القدس )58( .<br />

ويف عام ‎1972‎م كشف بينيوت Beniot( .B( عن بعض املباين التي تعود للعرص<br />

الروماين يف مدينة القدس،‏ ويف عام ‎1973‎عمل كل من نيترس وبن اآري S.Ben Arieh and<br />

(.E( Netzer ، حفريات قرب القنصلية االأمريكية يف القدس ‏شمايل املدينة،‏ وذكر الباحثون<br />

اأنه كُ‏ ‏شف عن ‏سور املدينة الثالث واآثار كنيسة بيزنطية،‏ يضاف اإىل احلفريات السابقة الذكر<br />

اأعمال كوفمان )Kuafman( عام ‎1973‎م،‏ الذي اأدعى نتيجة مسوحات ودراسات قام بها<br />

اأن الهيكل مستطيل الشكل واأن مدخل الهيكل الرئيسي كان يوجد يف اجلهة الرشقية،‏ ومل<br />

يكن يف اجلهة اجلنوبية كما قال غالبية علماء االآثار االآخرين.‏ ال يوجد ‏شيء مادي اأستند<br />

اإليه كوفمان )Kuafman( بل هي جمرد تكهنات وافرتاضات عن الهيكل )59( .<br />

زودتنا حفريات دائرة االآثار االإرسائيلية التي اأجريت ما بني االأعوام 1973 و العام<br />

‎1974‎م،‏ مبخطط اإرسائيلي كان الهدف منه تقويض اجلدران اجلنوبية للمسجد االأقصى<br />

وتصدعها،‏ وقد وصلت اأعماق احلفريات اإىل اأكرث من ‎13‎م،‏ وتصدع جزء من السور اجلنوبي<br />

للمسجد االأقصى بسبب قدم البناء ، وكذلك اإزالة الرتاب الساند للجدار اخلارجي،‏ واأصبح<br />

هناك فرق بني منسوب االأرض اأو املسطح الداخلي واخلارجي.‏ اأما حفريات بن دوف<br />

Dove( ،)Ben فقد تركزت جنوب غرب املسجد االأقصى عاميْ‏ ‎1977‎م،‏ ، 1975 واأقر<br />

العامل االإرسائيلي اأنه اكتشف ثالثة قصور تعود للفرتة االأموية املبكرة،‏ اثنان منها تقريباً‏<br />

بالتخطيط املعماري نفسه والثالث خمتلف قليالً‏ عنها )60( .<br />

365


احلفريات األثرية في مدينة القدس ما بني األعوام ‎1863‎م/‏ ‎2009‎م<br />

واحلق التاريخي للعرب منذ تأسيسها ‏)دراسة تاريخية(‏<br />

د.‏ شامخ عالونه<br />

احلفريات االإرسائيلية التي بورش بها ‏سنة ‎1970‎م لغاية العام ‎1980‎م،‏ ومبساهمة<br />

اأكرث من موؤسسة اإرسائيلية ورغم قرارات اليونسكو التي اأدانت اإرسائيل نتج عن هذه<br />

احلفريات تصدع عدد من االأبنية منها رباط كرد املنصوري،‏ ويقع خارج السور الغربي<br />

للمسجد االقصى،‏ ‏شمال طريق باب احلديد،‏ وهو بناء طويل الشكل يتكون من طابقني )61( ،<br />

واملدرسة اجلوهرية )62( وتقع يف الناحية الشمالية لطريق باب احلديد،‏ وهي غربي رباط<br />

الكرد املنصوري،‏ ويقع بالقرب من باب احلديد جتاه املدرسة االأرغونية،‏ اأوقفه املقر<br />

السيفي كرد ‏صاحب الديار املرصية ‏)‏‎396‎ه/‏‎1006‎م(‏ يف عهد السلطان النارص حممد<br />

بن قالوون،‏ على الفقراء واحلجاج والزوار الذين يفدون اإىل بيت املقدس،‏ ويتكون الرباط<br />

من ثالثة طوابق،‏ الطابق االأول يشغله الرباط،‏ والثاين تابع للمدرسة اجلوهرية،‏ وجزئياً‏<br />

فوقه جزء من رواق احلرم )63( ، واملدرسة املنجكية وتوجد يف احلد الغربي للحرم،‏ فوق<br />

الطرف الشمايل للرواق الغربي،‏ مدخلها من الناحية الشمالية لطريق باب الناظر،‏ ومتتد<br />

فوق االتساعات الثمانية للطرف الشمايل للرواق الغربي فوق اأسطح عدة مبان اإىل الغرب،‏<br />

والزاوية الوفائية تقع يف الناحية اجلنوبية لطريق باب الناظر،‏ واإىل الغرب منه الرباط<br />

املنصوري،‏ )64( .<br />

واستكماال لهذا فقد حفر االإرسائيليون فتحات يف نفق اأو قناة عند باب الغوامنة،‏<br />

ويطلق عليه جمري الدين احلنبلي اسم باب اخلليل )65( ، وينتهي هذا النفق عند ‏ساحة املغاربة<br />

بطول ‎450‎م،‏ وبالرغم من ‏شكاوي حكومة االأردن اإىل اليونسكو،‏ وصدور قرارات من قبل<br />

اليونسكو برضورة وقف حفر تلك االأنفاق،‏ فإن االإرسائيليني مل ينصاعوا لتلك القرارات،‏<br />

وجاء يف تقرير املستشار الفني ملدير عام اليونسكو السيد مايور ،)Mayer( الذي نرشة عام<br />

1996، اإن االإرسائيليني قد استعملوا مواد كيماوية خاصة لتسهيل تفتيت الصخر يف داخل<br />

النفق،‏ وهذه املواد تشكل خطورة على اأساسات االأبنية االإسالمية،‏ اإذا وصلتها عن طريق<br />

املياه اجلوفية.‏ )66(<br />

تواصلت اأعمال احلفر يف منطقة باب العامود،‏ من قبل دائرة االآثار االإرسائيلية،‏ حيث<br />

كشف عن الباب القدمي للسور الذي يقع بعمق حوايل خمسة اأمتار حتت الباب احلايل،‏ ثم<br />

قامت بوصل الباب احلايل مع الساحة اخلارجية بجرس اأسمنتي مسلح،‏ وال عالقة بالبقايا<br />

احلضارية التي عرث عليها بتاريخ اأو بثقافة يهودية يف منطقة باب العامود وهي عبارة عن<br />

اآثار رومانية.‏ وبالتايل فشل اليهود يف احلصول على بقايا ومعلومات تعود اإىل ما يعتقدون<br />

انه موجود يف القدس لتاريخهم،‏ فانتقلوا اإىل باب اخلليل،‏ ومن اجلدير ذكره اأن بوابات<br />

مدينة القدس يف الوقت احلارض تعود للفرتة العثمانية فقد ذكرها عدد كبري من الرحالة<br />

واملوؤرخني،‏ وقد نقشت عليها عبارات تفيد بأن السلطان ‏سليمان خان بن ‏سليم هو الذي<br />

366


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

اأمر برتميمها )67( ، ويف السنة ذاتها عام ‎1975‎م كُ‏ ‏شف عن مسجد اأنشئ يف فرتة السلطان<br />

حممد بن قالوون ، يعود للفرتة اململوكية،‏ ومن باب اخلليل ذهبوا اإىل باب االأسباط وهو من<br />

اأبواب احلرم الرشيف القدمية،‏ والباب احلايل فقد اأعيد بنوؤه يف الفرتة االأيوبية املبكرة ‏سنة<br />

‎610‎ه-/‏ ‎1213‎م اأثناء بناء الرواق الشمايل )68( ، وعام 1982 لغاية ‎1988‎م،‏ مبعنى اأكرث<br />

من موسم حفري يف تلك املنطقة،‏ ومل يُعرث على اأية بقايا يهودية كبقية االأبواب التي حُ‏ فر<br />

فيها ال من قريب،‏ وال حتى متت بصلة للتاريخ اليهودي يف مدينة القدس )69( .<br />

تابع االإرسائيليون اأعمال احلفر عام 1990 يف منطقة ‏سلوان التي كانت قد حفرت<br />

‏سابقاً،‏ وكان ذلك للتأكد من املعلومات التي توصل لها الباحث جونز Johnos( .K( يف<br />

االأربعينيات من القرن املاضي،‏ والتي اأطلق عليها يف ذلك الوقت ‏)برج داود(‏ الذي يعود<br />

لفرتة النبي داود.‏ اأما احلفريات التي قامت بها دائرة االآثار االإرسائيلية ما بني االأعوام<br />

‎2000‎م 1990- يف منطقة القصور االأموية،‏ وقامت بعمل مساطب واأدراج مبارشة اأو<br />

مالصقة للجدار اجلنوبي الذي يتوسط املسجد االأقصى،‏ وهذه االأدراج ليست عبثاً‏ واإمنا تظهر<br />

يف خمططات الهيكل املزعوم،‏ وتعد اأحد االأدراج الرئيسية للدخول اإىل ما يسمى الهيكل من<br />

اجلهة اجلنوبية،‏ وهذه االأدراج والبسطات ميكن الدخول منها للمصلى املرواين من اجلهة<br />

اجلنوبية للمسجد االأقصى اإذا ما عملت مداخل يف اجلدار اجلنوبي من املسجد.‏ )70(<br />

احلفريات األثرية يف القدس خالل األعوام 2000 لغاية 2009:<br />

اأما احلفريات التي متت مع بداية القرن 21، فقد كانت بتمويل وزارة االأديان واإرشافها<br />

، وتركزت على حفر االأنفاق،‏ حيث اأرشفت على اأكمال حفر النفق الغربي واأقامت يف داخله<br />

كنيس للصالة،‏ وهو جزء من املباين االأموية يف اجلزء اجلنوبي من املسجد االأقصى،‏ اأما<br />

احلفريات التي اأقيمت خارج منطقة احلرم يف مناطق متفرقة من البلدة القدمية،‏ فرتكزت<br />

يف حارة املسلمني،‏ بجوار حمام العني،‏ وباب السلسلة )71( ، وشارع الواد،‏ وباب الغوامنة<br />

السابق الذكر،‏ وقد متيزت بعمق حوايل ‏ستة اأمتار حتت مستوى الشارع،‏ ومل يُعرث على اآثار<br />

للهيكل املزعوم )72( .<br />

عدد من العلماء والباحثني توصلوا اإىل يقني انه ال دالئل مادية وجدت تفيد بأن لها<br />

عالقة مبا يسمى بالهيكل،‏ ومن اأشهر هوؤالء مزار )mazar( عام 1971 وقد نرش معلوماته<br />

من خالل The Israel Exploration Society حيث ل يتوصل اإال اإىل بقايا اأثرية تعود<br />

لفرتات خمتلفة وصنفها كاالأتي:‏ اأوالً:‏ اأن كامل اجلدار اجلنوبي ملنطقة احلرم القدسي<br />

بني فوق الصخر الطبيعي ‏رشقاً‏ وغرباً‏ هو بناء اإسالمي عدا اأساسات الزاوية اجلنوبية<br />

الرشقية وامتدادها حتى 32 مرتاً‏ يف السور الرشقي فهي تعود اإىل عصور ‏سبقت العصور<br />

367


احلفريات األثرية في مدينة القدس ما بني األعوام ‎1863‎م/‏ ‎2009‎م<br />

واحلق التاريخي للعرب منذ تأسيسها ‏)دراسة تاريخية(‏<br />

د.‏ شامخ عالونه<br />

االإسالمية،‏ وقد ذكر عدد املداميك 12 التي تعود لفرتة هريود 37 ق.م،‏ و‎19‎ مدماكاً‏ تعود<br />

لعرص هدريان ‎132‎م،‏ وهي اأسوار مدينة اإيليا كابتولينا،‏ و‎3‎ مداميك للفرتة البيزنطية،‏<br />

وهي الفرتة التي عارصت السيطرة الفارسية على القدس عام ‎614‎م.‏ ثانيا-‏ اإن التنقيب<br />

حول الزاوية اجلنوبية الغربية كان يقوم حول ما يعرف بقوس روبنسون حيث كُ‏ ‏شف عن<br />

القصور االأموية الثالثة.‏ وثالثاً:‏ اإن طراز الشوارع املبلطة التي كشفت مبوازاة اجلدار الغربي<br />

واجلنوبي تعود للعرص االأموي،‏ والعنارص االإنشائية التي عرث عليها على هذا املستوى كافة<br />

هي اإسالمية اأيضاً‏ )73( .<br />

اأما اآخر ترصيحات عامل االآثار مئري بن دوف )M.Dov( لصحيفة الرشق االأوسط<br />

بتاريخ ‎2009‎م،‏ 10/ 10/ فأشارت اإىل اأنه مل يُعرث على دالئل اأثرية للهيكل يف منطقة<br />

احلرم،‏ واأضاف قائالً:‏ ‏»يف اأيام النبي ‏سليمان عليه السالم كان يف هذه املنطقة هيكل<br />

امللك الروماين هريود وقد قام الرومان بهدمه ، اأما يف العهد االإسالمي فلم يكن هناك اأثر<br />

للهيكل ، ويف العهد االأموي بني املسجد االأقصى املبارك ومسجد قبة الصخرة املرشفة<br />

وهو املكان الذي عرج منه النبي حممد ‏صلى اهلل عليه وسلم اإىل السماء . واأشار عامل االآثار<br />

االإرسائيلي اإىل اأن منطقة احلرم القدسي الرشيف كانت على مستوى خمتلف مما هي عليه<br />

اليوم ، فقبل األفي ‏سنة مل تكن تلك املنطقة باملستوى التضاريسي نفسه ، فمثالً‏ هيكل امللك<br />

هريود الروماين كان مبستوى اأعلى من مستوى الصخرة املرشفة هذا اليوم )74( .<br />

وتابع يقول«‏ ومن خالل اأبحاثنا ودراستنا التي اأجريناها نستطيع معرفة املعادلة<br />

احلسابية وكيف كانت تلك املنطقة،‏ واأكد اأن هيكل هريود مل تكن له اأي عالقة بالصخرة<br />

املرشفة حيث كان هذا الهيكل مرتفعاً‏ بخمسة اأمتار . واستطرد يقول:‏ جاء املسلمون اإىل<br />

هذه الديار وبنوا على تلك الصخرة التي وجدت يف تلك املنطقة التي ليس لها اأي عالقة مع<br />

الهيكل،‏ كما اأن الصليبيني هم الذين اأطلقوا على الصخرة املرشفة اسم ‏صخرة الهيكل )75( .<br />

واأضاف:‏ اإذا اأجرينا حفريات اأسفل تلك املنطقة فإننا ‏سنجد اآبار مياه متشعبة،‏ وقد راأينا<br />

قنوات مائية خالل مسرية احلفريات والدراسة التي اأجريناها خالل اخلمس والعرشين ‏سنة<br />

املاضية،‏ واستنتجنا من ذلك اأنه ال يوجد هيكل هناك ‏)اأي ال توجد بقايا من ذلك الهيكل(‏<br />

واإذا قمت باحلفر فإنك لن تستطع اإطالقاً‏ اأن جتد اأيه بقايا للهيكل تدل على تلك الفرتة.‏ واأكد<br />

بأنه اإذا ما مت احلفر خارج السور من اجلهة الرشقية فإنه من املمكن اأن يتم العثور على<br />

كتابات اأو قطع اأثرية ، لكن يف الداخل اأو اأسفل منطقة احلرم القدسي فال توجد اأيه بقايا<br />

اأثرية اأو غريها . كما تطرق ‏»بن دوف«‏ Ben Dov اإىل اأعمال الرتميم واالإصالحات التي<br />

تنفذها دائرة االأوقاف االإسالمية يف ‏ساحة احلرم القدس الرشيف قائالً:‏ بأن هذه االأعمال<br />

368


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

حيوية وغري ‏ضارة وال يرتتب عليها اأية اأرضار على االإطالق ، واإمنا اأعمال تطويرية مهمة<br />

للحفاظ على هذا املكان املقدس ، واإبراز معامله االأموية اجلميلة . وقال:‏ ان كل ما تثريه<br />

بعض اجلهات عرب وسائل االإعالم وغريها الإعاقة هذه االأعمال الرتميمية اإمنا هو من اجل<br />

ذر الرماد يف العيون وهو كالم فارغ ، فأنا اأعرف هذا املكان منذ عام 1967 ففي بداية<br />

السبعينيات ‏سمح لعدد من اأعضاء الهيئة االإسالمية منهم املرحومان الشيخ حسن طهبوب<br />

والشيخ حلمي املحتسب بدخول املكان وتصويره واإجراء املسح واإعداد اخلرائط عن االأقصى<br />

القدمي ‏)املصلى املرواين(‏ . واأضاف:‏ كما ‏سمح يل بإجراء الكشف واحلفريات هناك الأنني<br />

اأقوم ببحث علمي اأكادميي يهدف يف املحصلة اإىل كشف اللثام عن جمال الفن املعماري<br />

االإسالمي وروعته )76( .<br />

اأكد اأن تبليط ‏»املصلى املرواين«‏ موؤخراً‏ كان يف حمله اأما ادعاءات بعض املسوؤولني<br />

االإرسائيليني مثل:‏ ‏»جدعون اأفني«‏ الذي قال اأن هناك تخريباً‏ لن نستطيع اإصالحه فهي غري<br />

‏صحيحة ، فلقد قمت بزيارة املكان فشاهدت بأم عيني اأن كل ما جرى هو تبليط للمكان<br />

وليس فيه اأي خراب او تدمري.‏<br />

اأما عامل االآثار مريون بنفنستي Benvenisti( )Meron فقد ذكر يف كتابه ‏)القدس<br />

مدينة االأحجار الذي نرش عام 1996، فقد ذكر ‏“هناك كان يعيش ملكي ‏صادق،‏ ملك<br />

الكنعانيني يف مدينة ‏شامل،‏ كما ذكر اأن داوود اأحتل القدس اليبوسية،‏ واأستوىل على حصن<br />

‏صهيون،‏ وبهذا اعرتاف بعروبة مدينة القدس؛ ومن اجلدير ذكره هنا اأن كلمة ‏صهيون<br />

كنعانية وتعني اجلبل املحصن وليست توراتية اأو ‏صهيونية كما يعتقد بعضهم )77( .<br />

ننتقل اإىل ‏شهادة زيئيف هريتسوغ Hertsug( )Za'v من جامعة تل اأبيب حيث قال:‏<br />

اإن جميع املنشغلني يف جمال كتابة التوراة واالأبحاث التاريخية واالأثرية مل يتوصلوا اإىل<br />

حقائق تثبت ‏صحة الروايات التي وردت يف التوراة،‏ واأضاف اأن غالبية اليهود ليسوا على<br />

استعداد للتطرق لهذا املوضوع،‏ ويفضلون جتنب اخلوض فيه،‏ كما يضيف اأن مملكة داوود<br />

وسليمان مل تكن كما ذكرت التوراة اأنها مملكة اإقليمية،‏ بل تبني اأنها مملكة قبلية ‏صغرية<br />

احلجم )78( .<br />

اأما ‏شهادة العامل السويرسي ماكس فان بريشم Berchem( )Max Van الذي زار<br />

القدس ما بني االأعوام )1888- 1914( ، فلم يدل بأية معلومة عن تاريخ اليهود يف مدينة<br />

القدس،‏ ال قدمياً‏ وال حتى الفرتة التي زار املدينة فيها،‏ فهذا رحالة اأو ‏سائح اأخر جاء للبحث<br />

عما قراأه يف التوراة فوصف القدس االإسالمية وليست القدس اليهودية )79( .<br />

369


احلفريات األثرية في مدينة القدس ما بني األعوام ‎1863‎م/‏ ‎2009‎م<br />

واحلق التاريخي للعرب منذ تأسيسها ‏)دراسة تاريخية(‏<br />

د.‏ شامخ عالونه<br />

اخلامتة:‏<br />

مما ال ‏شك فيه اأن اأعمال العلماء الغربيني والتوراتيني كانت تقوم على اأمنياتٍ‏ وقصص<br />

خيالية وروايات تاريخية مستقاة من التوراة،‏ ومن املوؤرخني اليهود اأمثال املوؤرخ اليهودي<br />

يوسيفوس فالفيوس وغريه من علماء اليهود،‏ هذا بالإضافة اإىل عدم اتباع املنهج العلمي<br />

يف احلفريات،‏ ويف التحقق من النتائج فكل ما هود موجود داخل االأرض اأصبح توراتياً‏<br />

بفعل التزييف والدعم والقوة املالية واالإعالمية التي يسيطر عليها اليهود حول العامل.‏<br />

مل يُعرث على دليل مادي واحد على االأقل يثبت وجود اآثار توراتية يف مدينة القدس،‏<br />

وذلك من خالل احلفريات االأثرية كافة التي وجدت يف مدينة القدس ‏سواء كان من العلماء<br />

الغربيني اأم من العلماء التوراتيني اليهود،‏ وما اكتشف يف احلقيقة اإمنا هي اأثار عربية<br />

كنعانية يبوسية واأخرى كالسيكية ومن ثم اإسالمية،‏ وذلك استناداً‏ ملا نُرش من قبل العلماء<br />

الذين جابوا مدينة القدس ‏شماالً‏ وجنوباً‏ ‏رشقاً‏ وغرباً،‏ لذلك قاموا بتدمري غالبية االآثار<br />

االإسالمية يف تلك الطبقات حتت حجة وذريعة البحث عن التتابع الطبقي للمدينة،‏ واأهم<br />

ما مييز هذه املدينة االرتباط املادي اليبوسي الكنعاين فيها حيث اأسست من قبل العرب<br />

اليبوسيني،‏ ومل توؤسس على يد التوراتيني.‏<br />

من خالل نتائج احلفريات االأثرية وبشهادة عدد كبري من علماء االآثار اأن مدينة<br />

القدس وبالتحديد اأسفل املسجد االأقصى وقبة الصخرة توجد ‏سلسلة من االآبار والقنوات<br />

املائية يزيد عمقها عن 20 مرت يف الصخر وبالتايل من املستحيل اأن توجد اآثار اأو بقايا<br />

توراتية داخل الصخور وهذا يتنافى مع املنطق والعقل،‏ فلهذا قام عدد من علماء االآثار<br />

اليهود الذين عملوا حول احلرم القدسي طيلة 30 عاماً‏ بنفي نظرية وجود هيكل اأو اأية اآثار<br />

توراتية بالقرب من احلرم القدسي وقد القت ترصيحاتهم هذه انتقادات من قبل عدد كبري<br />

من رجال الدين املتطرفني اليهود.‏<br />

تكمن اأهداف احلفريات االإرسائيلية بإثبات حق تاريخي لليهود؛ وبالتايل احلق<br />

السياسي والطبيعي بهذه االأرض،‏ ولكن فشلوا يف كلتا احلالتني،‏ فاهلل ‏سبحانه وتعاىل ربط<br />

مكانة القدس مبكة املكرمة،‏ وذلك الإيجاد الرابط الروحي بني املدينتني املقدستني،‏ هذا<br />

اإضافة اإىل الرابط املادي املتمثل يف وجود املسجد االأقصى وقبة الصخرة،‏ وهذا ما ال<br />

ميلكه اليهود بالقدس،‏ اإذا ال دالئل روحية وال مادية لليهود يف القدس،‏ اإضافة اإىل احتالل<br />

مدينة القدس من طرف داوود بالقوة العسكرية بينما دخلها العرب املسلمون ‏صلحاً.‏<br />

370


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

371<br />

اهلوامش:‏<br />

Voyages de Richard Pockocke en Orient, pairs,17721 .1<br />

Niebuhr, Carsten. Reisebeschreibung nach Arabien und andern umlieg-2.<br />

2<br />

enden Ländern. 1774. English translation as “Travels through Arabia<br />

and Other Countries of the East” by R. Heron, London, 1799. Facsimile<br />

.edition by Garnet Publishing, London, 1994<br />

Einburg, Rinret, Jerusalem, Life Throughout The Age in The Holy Land,3 .3<br />

.Jerusalem , 1997 ,pp.5- 12<br />

‏.‏‎4‎عبد 4 الواحد علي،‏ فاضل،‏ من ‏سومر اإىل التوراة،‏ دار السوؤون الثقافية العامة،‏ بغداد،‏<br />

الطبعة الثانية،‏ ، 1996 ‏ص،‏ 201.<br />

The New Encyclopedia Of Archaeological Excavations In The Holy Land.5 .5<br />

Jerusalem,1993, Voll.II.P.750. The Oxford Encyclopedia of Archeology In<br />

.The Near East Chicago,2008,vol.IIV,p 495<br />

‏.‏‎6‎عمرو،‏ 6 يونس،‏ القدس مدينة اهلل،‏ دار الشيماء للنرش والتوزيع،‏ رام اهلل،‏ الطبعة الثالثة ،<br />

، 2009 ‏ص 32<br />

7.<br />

Neil Asher, Silberman, Digging for God And Country, exploration arche- 7<br />

ology and the secret struggle for the Holy Land, 1799- 1917, Virginea,<br />

.2008, p 70<br />

‎8‎‏سفر 8. يوئيل،‏‎3.14‎<br />

Rachel, Hachlili, jewish Funerany Customs Practices And Rites in The9 .9<br />

.Second temple period, , Lieden, 2005 ,p171<br />

Netherlands,pp- 29- 72.<br />

Nahman, Avigad, Ancient Monuments in Kidron Valley, 1954, Bialik Insti-1010<br />

.tute, Jerusalem, p. 34<br />

. Previous Reference.p, 1- 12 111<br />

Nahman Avigad, Depository of The Inscribed Ossuries in The Kidron Val-1212<br />

ley, 1962. Nahman Avigad, Jewish Rock- Cut Tombs in Jerusalem in The<br />

.Judean Hill Country , new York, 1967,p 60<br />

Byron, R. Mccane. Roll Back The Stone, , Victoria, London, 2005, p,14.1313<br />

Hillel Geva, The New Encyclopedia Of Archaeological Excavations In<br />

.The Holy Land, 1993, Voll.II.P. 756<br />

14 14 الهاشمي،‏ رضى جواد.‏ اآثار اخلليج العربي واجلزيرة العربية،مطبعة جامعة بغداد،‏<br />

بغداد،‏ 1984، ط‎1‎‏،‏ ‏ص 340.


احلفريات األثرية في مدينة القدس ما بني األعوام ‎1863‎م/‏ ‎2009‎م<br />

واحلق التاريخي للعرب منذ تأسيسها ‏)دراسة تاريخية(‏<br />

د.‏ شامخ عالونه<br />

‎1515‎املرجع السابق،‏ ‏ص،‏‎34‎ .<br />

‎1616‎جنم،‏ رائف يوسف،‏ احلفريات االأثرية يف القدس ، دار الفرقان للنرش والتوزيع،عمان،‏<br />

‎2009‎‏،ص 92.<br />

‎1717‎كفايف،‏ زيدان واآخرون،‏ القدس عرب العصور،‏ بدون دار نرش،‏ عمان،‏‎2008‎‏،،‏ ‏ص،‏‎9‎ .<br />

‎1818‎بيضون،‏ عيسى،‏ دليل املسجد االأقصى املبارك،مركز التخطيط والدراسات،‏ الطبعة<br />

االأوىل كفر كنا،‏ 1993، ‏ص 101.<br />

‎1919‎املرجع السابق،‏ ‏ص . 100<br />

‎2020‎رزق،‏ يحيى،القدس من املسجد احلرام اإىل االأقصى،‏ بريوت،‏ لبنان،‏‎2003‎‏،‏ ‏ص . 12<br />

Charles Warren, The Land of Promises, ,The High Walls of Jerusalem2121<br />

(New York: Holt, Rienhart and Winston,1983, p. 12 .C.Wilson, and C.<br />

Warren. Recovery of Jerusalem, London, 1976, p 53. Charles Warren,<br />

.Underground Jerusalem,1976, London , p. 60<br />

222 ‏سفر ‏صموئيل الثاين،‏‎5‎<br />

‎23‎اليبوسيون اأول القبائل الكنعانية التي ‏سكنت واأسست مدينة القدس ‏سنة 3000<br />

قبل امليالد.‏ العارف،‏ عارف.‏ املفصل يف تاريخ القدس،‏ بريوت،‏ املوؤسسة العربية<br />

للدراسات والنرش،‏‎2007‎‏،‏ ط 4، ‏ص 27.<br />

24 ‏صنع اهلل،‏ حسن.‏ املسجد االأقصى،‏ االأحواض االآبار القنوات املائية,‏ موؤسسة االأقصى،‏ اأم<br />

الفحم مركز الدراسات املعارصة،‏ 2007، ‏ص 12- 80.<br />

25 جنم،‏ رائف يوسف،‏ احلفريات االأثرية يف القدس ، دار الفرقان للنرش والتوزيع،عمان،االأردن<br />

23 ‏سنة<br />

372<br />

25<br />

،2009، ‏ص .102<br />

. 26<br />

27<br />

‎26‎املرجع السابق،‏ ‏ص،‏ 103<br />

Frederick. J. Bliss: Excavation at Jerusalem 1894- 1897, London , Pales- 27<br />

tine Exploration Fund, p 112., Andrew G. Vauchn And Anne Killebrew, ,<br />

.Jerusalem, society of biblical literature, 2003, p. 185<br />

28 اأوفل:‏ وهو التل الواقع بني ‏صور االأقصى وقرية ‏سلوان من الرشق.‏<br />

William .G. Dever. Recent Archaeological Discoveries And Biblical Re- 29<br />

.searchUniversity of Washington, 1990, p37<br />

. Vincent, L. H .Jerusalem sous terre. 1911.London3030<br />

J. Garrow Duncan: Digging Up Biblical. History – Recent Archaeology3131<br />

in Palestine and its Bearing on the Old Testament [McMillan New York,<br />

.1931,p120<br />

24<br />

28<br />

29


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

‎3232‎حممد،‏ منر عبد القادر،‏ مدينة القدس تاريخ وحضارة،‏ املوؤمتر الدويل لنرصة القدس،‏<br />

،2007 ‏ص،‏ .2<br />

333 االإرساء،‏ اأية 1<br />

‎3434‎البقرة،‏ اآية 182<br />

. Vincent, L. H .Jerusalem sous terre. 1911.London.p,1323535<br />

‎3636‎جنم،‏ رائف يوسف،‏ احلفريات االأثرية يف القدس ، دار الفرقان للنرش والتوزيع،عمان،‏<br />

االأردن،‏ 2009، ‏ص،‏ 104<br />

‎3737‎حماسنة،‏ حممد حسني واآخرون،‏ تاريخ مدينة القدس.‏ ، دار حنني للنرش والتوزيع،‏<br />

عمان،‏ الطبعة االأوىل،‏ 2003، ‏ص 75.<br />

‎3838‎املرجع السابق،‏ ‏ص.‏‎23‎<br />

‎3939‎جنم،‏ رائف يوسف،‏ احلفريات االأثرية يف القدس،‏ دار الفرقان للنرش والتوزيع،،‏ عمان،‏<br />

االأردن،‏ 2009، ‏ص.‏‎105‎<br />

‎4040‎جنم،‏ رائف يوسف واأخرون،‏ كنوز القدس،‏ منظمة املدن العربية،‏ الكويت،‏ ، 1983<br />

‏ص‎213‎‏.‏<br />

‎4141‎جنم،‏ رائف يوسف،‏ احلفريات االأثرية يف القدس،‏ دار الفرقان للنرش والتوزيع ‏،عمان،‏<br />

االردن،‏‎2009‎ ، ‏ص،‏ 106<br />

‎4242‎املرجع السابق،‏ ‏ص،‏ 106<br />

C. Kenyon. Digging up Jerusalem, L0ndon, Ernest Benn Limited, 1974,4343<br />

p117<br />

373<br />

. Previous Reference, p, 117 444<br />

Previous Reference, p. ,1194545<br />

46 46 العلمي،‏ اأحمد،املدارس اململوكية يف القدس،‏ مركز القدس لالأبحاث،‏ القدس ، ‎1999‎‏ص<br />

.54<br />

‎4747‎جنم،‏ رائف يوسف،‏ احلفريات االأثرية يف القدس،‏ دار الفرقان للنرش والتوزيع ‏،عمان،‏<br />

االأردن ، 2009، ‏ص.‏‎111‎<br />

. Nahman, Avigad. Discovering Jerusalem, London 1984 ,p664848<br />

Benyamin Mazar. The Mount of the Lord, New York, Doubleday &4949<br />

co.Inc1975,p.30<br />

Previous Reference, pp.32- 335050


احلفريات األثرية في مدينة القدس ما بني األعوام ‎1863‎م/‏ ‎2009‎م<br />

واحلق التاريخي للعرب منذ تأسيسها ‏)دراسة تاريخية(‏<br />

د.‏ شامخ عالونه<br />

374<br />

Previous Reference, pp.32- 335151<br />

‎5252‎‏سورة اإبراهيم،‏ اأية 37<br />

‎53‎‏سورة البقرة،‏ اآية 182<br />

، 53<br />

54<br />

Benyamin Mazar. The Mount of the Lord, New York, Doubleday&co. 54<br />

Inc1975,p.34<br />

. Previous Reference, p.34 555<br />

Benyamin Mazar. The Excavation in the Old CITY, Jerusalem, The Li-5656<br />

brary of The Albright Institute of Archaeological Research in Jerusalem,<br />

1978, pp.2_43<br />

Nahman, Avigad. Jewish Rock- Cut Tombs in Jerusalem in The Judean5757<br />

.Hill Country, new York. , 1967,pp.60- 90<br />

‎5858‎جنم،‏ رائف يوسف،‏ احلفريات االأثرية يف مدينة القدس ، دار الفرقان للنرش<br />

والتوزيع،عمان،‏‎2009‎‏،‏ ‏ص‎136‎<br />

‎5959‎املرجع السابق ، ‏ص‎138‎<br />

‎6060‎العلمي،‏ اأحمد،‏ احلفريات االإرسائيلية حول احلرم القدسي،‏ ، املطبعة العربية احلديثة،‏<br />

القدس ‏،‏‎1995‎‏،ص 58<br />

‎6161‎جنم،‏ رائف يوسف،‏ احلفريات االأثرية يف مدينة القدس.،‏ دار الفرقان للنرش<br />

والتوزيع،عمان،‏ 2009، ‏ص‎225‎‏.‏<br />

‎6262‎العلمي،‏ اأحمد.‏ املدارس اململوكية يف القدس،‏ مركز القدس لالأبحاث،‏ القدس،‏ . 1999<br />

‏ص 113.<br />

‎6363‎جنم رائف واآخرون،‏ كنوز القدس،‏ مطبوعات منظمة املدن العربية وموؤسسة اآل البيت،‏<br />

1983، ‏ص‎214‎‏.‏<br />

‎6464‎العلمي،‏ اأحمد.‏ املدارس اململوكية يف القدس،‏ مركز القدس لالأبحاث،‏ القدس،‏ ، 1999<br />

‏ص 125<br />

‎6565‎جمري الدين،‏ القاضي اأبو اليمن جمري الدين احلنبلي.‏ االأنس اجلليل بتاريخ القدس<br />

واخلليل.‏ ، عمان،‏ 1973 ‏،ج‎2‎‏،‏ ‏ص 30<br />

666 جنم،‏ رائف يوسف،احلفريات االثرية يف مدينة القدس،‏ دار الفرقان للنرش والتوزيع،‏<br />

عمان،‏‎2009‎‏،‏ ‏ص 141


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

‎6767‎غوشة،‏ حممد،‏ بوابات القدس،‏ منشورات موؤسسة عبد احلميد ‏شومان،‏ عمان،‏ ، 1992<br />

‏ص‎14‎‏.‏<br />

‎6868‎بيضون،‏ عيسى،‏ دليل املسجد االأقصى املبارك،‏ مركز التخطيط والدراسات ، كفر كنا،‏<br />

1993. ‏ص‎98‎‏.‏<br />

‎6969‎جنم،‏ رائف يوسف،‏ احلفريات االأثرية يف مدينة القدس،دار الفرقان للنرش والتوزيع ،<br />

عمان،‏ 2009، ‏ص.‏‎142‎<br />

‎7070‎املرجع السابق،‏ ‏ص‎142‎ .<br />

‎7171‎بيضون،‏ عيسى،‏ دليل املسجد االأقصى املبارك،‏ مركز التخطيط والدراسات ، كفر كنا،‏<br />

1993. ‏ص‎101‎‏.‏<br />

‎7272‎جنم،‏ رائف يوسف،‏ احلفريات االأثرية يف مدينة القدس،‏ دار الفرقان للنرش والتوزيع<br />

‏،عمان،‏ .143 ،2009<br />

Mazar ,Benyamin. The Excavation in the Old CITY, 1971, Jerusalem, The7373<br />

Library of The Albright Institute of Archaeological Research in Jerusalem,<br />

Israel Exploration Socitey, p.43<br />

‎7474‎‏صحيفة الرشق االأوسط،‏ 10\10\2009<br />

75 املرجع السابق<br />

76 املرجع السابق<br />

Meron, Benvenisti,City of Stone: The Hidden History of Jerusalem. Berke- 77<br />

.ley and London: University of. California Press, 1996. p274<br />

‎7878‎‏صحيفة هأرتس،‏‎1999‎‏،تاريخ 10 28/<br />

. Max Van Berchem, Islamic Jerusalem, Genevea, 1982, pp15- 187979<br />

75<br />

76<br />

7<br />

375


احلفريات األثرية في مدينة القدس ما بني األعوام ‎1863‎م/‏ ‎2009‎م<br />

واحلق التاريخي للعرب منذ تأسيسها ‏)دراسة تاريخية(‏<br />

د.‏ شامخ عالونه<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

أوالً-‏ املراجع العربية:‏<br />

‏.‏‎1‎بيضون،‏ 1 عيسى،‏ دليل املسجد االأقصى املبارك،مركز التخطيط والدراسات،‏ الطبعة<br />

االأوىل كفر كنا،‏ 1993.<br />

‏.‏‎2‎عمرو،‏ 2 يونس،‏ القدس مدينة اهلل،‏ دار الشيماء للنرش والتوزيع،‏ رام اهلل،‏ الطبعة الثالثة ،<br />

. 2009<br />

‎3‎كفايف،‏ . 3 زيدان واآخرون،‏ القدس عرب العصور،‏ بدون دار نرش،‏ عمان،‏‎2008‎ .<br />

‏.‏‎4‎عبد 4 الواحد علي،‏ فاضل،‏ من ‏سومر اإىل التوراة،‏ دار السوؤون الثقافية العامة،‏ بغداد،‏<br />

الطبعة الثانية،‏ . 1996<br />

‏.‏‎5‎رزق،‏ 5 يحيى ‏،القدس من املسجد احلرام اإىل االأقصى،بدون دار نرش،‏ بريوت،‏<br />

لبنان،‏‎2003‎‏.‏<br />

‏.‏‎6‎‏صنع 6 اهلل،‏ حسن.‏ املسجد االأقصى،‏ االأحواض االآبار القنوات املائية,‏ موؤسسة االأقصى،‏ اأم<br />

الفحم مركز الدراسات املعارصة 2007.<br />

‏.‏‎7‎جنم،‏ 7 رائف يوسف،‏ احلفريات االأثرية يف القدس ، دار الفرقان للنرش والتوزيع،عمان،االأردن،‏<br />

2009<br />

‎8‎جنم،‏ . 8 رائف يوسف واآخرون،‏ كنوز القدس،‏ منظمة املدن العربية،‏ الكويت،‏ . 1983<br />

‏.‏‎9‎حممد،‏ 9 منر عبد القادر،‏ مدينة القدس تاريخ وحضارة،‏ املوؤمتر الدويل لنرصة القدس،‏<br />

.2007<br />

‎1010‎حماسنة،‏ حممد حسني واآخرون،‏ تاريخ مدينة القدس ، دار حنني للنرش والتوزيع،‏ عمان،‏<br />

الطبعة االأوىل،‏ 2003<br />

111 الهاشمي،‏ رضا جواد.‏ اآثار اخلليج العربي واجلزيرة العربية،مطبعة جامعة بغداد،‏ بغداد،‏<br />

1984، ط‎1‎<br />

‎1212‎العارف،‏ عارف.‏ املفصل يف تاريخ القدس،‏ بريوت،‏ املوؤسسة العربية للدراسات<br />

والنرش،‏‎2007‎‏،‏ ط 4<br />

‎1313‎العلمي،‏ اأحمد،املدارس اململوكية يف القدس،‏ مركز القدس لالأبحاث،‏ القدس ، 1999 .<br />

376


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

‎1414‎العلمي،‏ اأحمد،‏ احلفريات االإرسائيلية حول احلرم القدسي،‏ املطبعة العربية احلديثة،‏<br />

القدس ،1995.<br />

‎1515‎جمري الدين،‏ القاضي اأبو اليمن جمري الدين احلنبلي.‏ االأنس اجلليل بتاريخ القدس<br />

واخلليل،‏ عمان،‏ . 1973<br />

‎1616‎غوشة،‏ حممد،‏ بوابات القدس،‏ منشورات موؤسسة عبد احلميد ‏شومان،‏ عمان،‏ . 1992<br />

ثانياً-‏ املراجع األجنبية:‏<br />

1. Andrew G. Vauchn And Anne Killebrew, Jerusalem in Bible and<br />

Archaeology, The First Temple Period, society of biblical literature,India,<br />

2003.<br />

2. Benyamin, Mazar. The Mount of the Lord, New York,Doubleday&Inc,<br />

1975<br />

3. Benyamin, Mazar. The Excavation in the Old CITY, Jerusalem, The Library<br />

of The Albright Institute of Archaeological Research in Jerusalem, 1978.<br />

4. Byron, R. Mccane, Roll Back the Stone, Death and Burail in the world of<br />

Jesus, Library of Congress, 2005.<br />

5. Charles Warren, The Land of Promises ,The High Walls of Jerusalem<br />

(New York: Holt, Rienhart and Winston,1983.<br />

6. C. Kenyon, Digging up Jerusalem, London, Ernest Benn Limited, 1974.<br />

7. C. Wilson, and C. Warren. Recovery of Jerusalem, New York 1871.<br />

8. Charles Warren, Under ground Jerusalem , Books LLC,london, 2009.<br />

9. Einburg, Rinret, Jerusalem Life throughout the Age in the Holy Land,<br />

Jerusalem, 1997.<br />

10. Frederick. J. Bliss , Excavation at Jerusalem 1894- 1897, London<br />

11. J. Garrow Duncan, Digging Up Biblical. History – Recent Archaeology<br />

in Palestine and its Bearing on the Old Testament [McMillan New York,<br />

1931<br />

12. Hillel, Geva, The New Encyclopedia Of Archaeological Excavations In<br />

The Holy Land, Voll.II, 1993<br />

13. Meron, Benvenisti,City of Stone: The Hidden History of Jerusalem.<br />

Berkeley and London: University of. California Press, 1996<br />

377


احلفريات األثرية في مدينة القدس ما بني األعوام ‎1863‎م/‏ ‎2009‎م<br />

واحلق التاريخي للعرب منذ تأسيسها ‏)دراسة تاريخية(‏<br />

د.‏ شامخ عالونه<br />

14.<br />

Max Van Berchem, Islamic Jerusalem, Genevea, 1982<br />

15. Nahman, Avigad, Ancient Monuments in Kidron Valley, Bialik Institute,<br />

Jerusalem. 1965<br />

16. Nahman, Avigad, Depository of the Inscribed Ossuries in The Kidron<br />

Valley, 1962.<br />

17. Nahman, Avigad, Jewish Rock- Cut Tombs in Jerusalem in The Judean<br />

Hill Country , new York, 1967<br />

18. Nahman, Avigad. Discovering Jerusalem, London 1984.<br />

19. Neil Asher, Silberman, Digging for God and Country, exploration<br />

archeology and the secret struggle for the Holy Land, 1799- 1917,<br />

Virginea, 2008.<br />

20. Niebuhr, Carsten. Reisebeschreibung nach Arabien und andern<br />

umliegenden Ländern. 1774. English translation as “Travels through<br />

Arabia and Other Countries of the East” by R. Heron, London, 1799.<br />

Facsimile edition by Garnet Publishing, London, 1994.<br />

21. Rachel, Hachlili, jewish Funerany Customs Practices And Rites in The<br />

Second temple period Netherlands, Lieden, 2005.<br />

22. William, G. Dever. Recent Archaeological Discoveries And Biblical<br />

ResearchUniversity of Washington, 1990<br />

23. William John Bankes (1786- 1855) Adventures in Egypt and Nubia: The<br />

Travels of William John Bankes, British Museum Press; 1St Edition<br />

edition (October 1, 2002)<br />

24. Vincent, L. H ,Jerusalem sous terre,London, 1911<br />

25. The New Encyclopedia of Archaeological Excavations In The Holy Land.<br />

Jerusalem, Voll.I, 1993.<br />

26. Voyages de Richard Pockocke en Orient, pairs,1772<br />

27. The Oxford Encyclopedia of Archeology In The Neat East Chicago, vol.<br />

IIV 2008.<br />

378


انفصال جنوب السودان<br />

اجلذور والتطورات والتداعيات<br />

أ.د.‏ دريد اخلطيب<br />

أ.‏ حممد أمي الشب<br />

أستاذ العالقات الدولية في قسم االقتصاد والعالقات الدولية/‏ كلية االقتصاد/‏ جامعة حلب.‏<br />

طالب دراسات عليا ‏»دكتوراه«‏ عالقات دولية/‏ قسم االقتصاد والعالقات الدولية/‏ كلية االقتصاد/‏ جامعة حلب.‏<br />

379


انفصال جنوب السودان<br />

اجلذور والتطورات والتداعيات<br />

أ.د.‏ دريد اخلطيب<br />

أ.محمد أمير الشب<br />

ملخص:‏<br />

تسببت مشكلة اجلنوب بالعديد من االأزمات السياسية واالقتصادية يف السودان،‏<br />

فهي كانت وراء التوتر االجتماعي وانقسام القوى السياسية وتخبط السياستني الداخلية<br />

واخلارجية للدولة،‏ وهي ما اأطاح بالنظام العسكري االأول والثاين،‏ وكذلك بالأنظمة<br />

الدميقراطية الثانية والثالثة التي ‏شهدتها البالد،‏ كما يصف بعض الباحثني مشكلة اجلنوب<br />

باملشكلة االإقليمية التي متتد تبعاتها اإىل العامل العربي والقارة االإفريقية على حد ‏سواء.‏<br />

وتعددت املحاوالت حلل اأزمة جنوب السودان،‏ واختلفت طرق تعاطي احلكومات<br />

السودانية املتعاقبة مع تلك االأزمة،‏ بني احلل العسكري املتمثل باستخدام القوة الإدماج<br />

جنوب السودان مع ‏شماله،‏ وبني احلل السياسي الذي يُقر بالفوارق بني الطرفني ومينح<br />

اجلنوب حكماً‏ ذاتياً.‏<br />

وكان اتفاق نيفاشا عام 2005 اأبرز تلك املحاوالت،‏ فهو الذي اأوقف احلرب،‏ ووضع<br />

اأسساً‏ لتقاسم السلطة والرثوة،‏ ومنح اأهل اجلنوب احلق بعد ‏ست ‏سنوات بالتصويت على<br />

مصري اجلنوب باالنفصال اأو بالوحدة مع الشمال،‏ وقد اختار اأهل اجلنوب االنفصال،‏ ولكنَّ‏<br />

االأمر لن يتوقف عند هذا احلد،‏ الأنَّ‏ لهذا االنفصال تداعياته على كال الطرفني.‏<br />

380


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

Abstract:<br />

The problem of the south was the reason for many of the political and<br />

economic crises in Sudan, and it was behind the social tension and the division<br />

of the political forces, and the floundering of the domestic and foreign policy<br />

in the state. In addition, this problem caused the fall of the first and second<br />

military regime, as well as the second and third democratic regimes that the<br />

country had witnessed.<br />

Some of researchers describe the problem of the south as a regional<br />

problem whose consequences extend to the all of the Arab world and African<br />

continent as well.<br />

Furthermore, there were many attempts to resolve the crisis in southern<br />

Sudan, and the successive Sudanese governments used different methods to<br />

deal with this crisis, such as the solution of using military forces to integrate<br />

the north with southern Sudan and the political solution that recognizes the<br />

differences between the two parties and grants autonomy to the south.<br />

The Naivasha agreement in 2005 was the best of those attempts because<br />

it was the one which stopped the war and laid the groundwork for the sharing<br />

of power and wealth and gave the people of the south the right after six years<br />

to vote over the fate of the South for the separation or unity with the north,<br />

and the people of the south have chosen the separation. Yet things will not<br />

stop at this poin because this separation will have many implications for the<br />

two parties.<br />

381


انفصال جنوب السودان<br />

اجلذور والتطورات والتداعيات<br />

أ.د.‏ دريد اخلطيب<br />

أ.محمد أمير الشب<br />

مقدمة:‏<br />

ميكن اإرجاع مشكلة اجلنوب اإىل عوامل عدة منها التاريخية املتعلقة بالسياسة<br />

الربيطانية اإبان االحتالل،‏ ومنها فشل مرشوع الدولة السودانية اجلامعة،‏ اإذ فشلت ‏سياسات<br />

احلكومات املتعاقبة يف اإحداث تنمية حقيقية يف اجلنوب،‏ اإضافة للعامل االقتصادي<br />

املتمثل يف حقول النفط املكتشفة،‏ فضالً‏ عن العوامل الدينية واالختالف العرقي.‏ فقد<br />

استمرت مشكلة جنوب السودان املحرك الرئيس لتغيري االأنظمة احلاكمة يف البالد،‏ اإذ<br />

‏شهدت السودان ‏سلسلة من االنقالبات العسكرية اأوصلت اأنظمة عسكرية للحكم،‏ كما ‏شهدت<br />

بعض الفرتات وصول اأنظمة دميقراطية برملانية،‏ حتى وصلت فرتات احلكم التي مرت على<br />

السودان بعد حصوله على استقالله اإىل ‏ست فرتات،‏ اختلف كل منها يف طريقة التعاطي مع<br />

مسألة جنوب السودان ما بني احلل العسكري اأو احلل السياسي.‏<br />

وحتوَّل اجلنوب اإىل بوابة للتدخل اخلارجي يف ‏سوؤون السودان،‏ وتنوعت االأدوار على<br />

الساحة السياسية الداخلية بني االإقليمية والدولية،‏ وكان دور الواليات املتحدة االأمريكية<br />

هو االأبرز دولياً،‏ حتى وُ‏ ‏صف بأنه عراب اتفاق نيفاشا عام 2005، وهو االتفاق الذي رسم<br />

خارطة طريق للعالقة بني الشمال واجلنوب،‏ وتضمن مرحلة انتقالية مدتها ‏ست ‏سنوات،‏<br />

يُصوِّتُ‏ بعدها جنوب السودان من خالل استفتاء ‏شعبي على تأسيس دولة مستقلة،‏ اأو على<br />

البقاء يف الوحدة مع الشمال،‏ وقد اختار اجلنوب بأغلبية كبرية خيار االنفصال،‏ ليوؤسس<br />

دولة طاملا نادى بها اجلنوبيون.‏<br />

أهمية البحث وأهدافه:‏<br />

تنبع اأهمية هذا البحث من اأهمية انفصال جنوب السودان،‏ ومدى تأثري ذلك على<br />

السودان بشكل خاص واالأمة العربية بشكل عام،‏ وذلك ملا حتويه هذه االأمة من تناقضات<br />

قد حتذو حذو اجلنوب باملناداة باالنفصال وتأسيس دولة مستقلة.‏ اأما اأهدافه فهي تتلخص<br />

يف البحث يف االأحداث املاضية التي اأثرت يف االنفصال،‏ وذلك من اأجل حتديد االأسباب<br />

احلقيقية التي اأدت اإليه،‏ فضالً‏ عن الوصول اإىل توصيات مناسبة تتعلق بكيفية التعامل مع<br />

هذا احلدث املهم.‏<br />

382


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

مشكلة البحث:‏<br />

تتحدد مشكلة البحث يف اأنه،‏ على الرغم من تعدد حماوالت حل االأزمة بني ‏شمال<br />

السودان وجنوبه،‏ وعلى الرغم من تعدد املبادرات الساعية حللها،‏ ‏سواءً‏ اأكانت من داخل<br />

السودان ومببادرة من حكوماتها املتعاقبة،‏ اأم من دول اجلوار االإقليمي،‏ اأم من دول عظمى<br />

مثل الواليات املتحدة االأمريكية،‏ اأم حتى من منظمات دولية كالأمم املتحدة،‏ فإن االأزمة<br />

بقيت موجودة بني الطرفني.‏ حتى بعد قرار اأهل اجلنوب باالنفصال،‏ تبقى االأبواب مرشعة<br />

على احتمال عودة احلرب بني ‏شمال السودان وجنوبه،‏ وبالتايل قد ال يكون االنفصال هو<br />

احلل.‏ ومن هذا املنطلق فاإنَّ‏ هذا البحث ‏سيحاول االإجابة عن االأسئلة االآتية:‏<br />

‏.‏‎1‎ما 1 االأسباب التي اأدت اإىل هذا الرصاع عرب تاريخ السودان.‏<br />

‏.‏‎2‎هل 2 ‏سيوؤدي قرار اأهل اجلنوب باالنفصال بعد االستفتاء الذي جرى منذ اأشهر اإىل<br />

تشكيل دولة مستقرة من ‏شأنها حتقيق االأمن والتوازن بني ‏شطري السودان.‏<br />

‏.‏‎3‎هل 3 مارست القوى اخلارجية على اختالفها دوراً‏ يف الدفع اإىل االنفصال.‏<br />

فروض البحث:‏<br />

يستند البحث اإىل فرضيتني:‏<br />

● ‏●اإنَّ‏ االختالف يف اللغة والدين والثقافة والعرق بني ‏شطري السودان اأدى مبفرده<br />

اإىل هذا الرصاع،‏ اأو اأنَّ‏ اأطرافاً‏ خارجية ‏سيَّست الدين،‏ وعظَّ‏ مت اخلالفات،‏ ودفعت باجتاه<br />

االنفصال.‏<br />

● ‏●اإنَّ‏ انفصال جنوب السودان عن الشمال وتأسيسه لدولة مستقلة،‏ اإما اأن يوؤدي<br />

اإىل حتقيق االستقرار واالأمن واإنهاء االأزمة بني الطرفني،‏ اأو اأن يوؤدي اإىل زعزعة الشمال<br />

اقتصاديا،ً‏ واإيجاد دولة ‏ضعيفة يف اجلنوب االأمر الذي ‏سيمهد لفصول جديدة من الرصاع.‏<br />

منهجية البحث:‏<br />

يستخدم هذا البحث منهجني اثنني،‏ هما:‏<br />

‏♦املنهج التاريخي:‏ وذلك للبحث يف االأحداث املتعلقة بتاريخ االأزمة يف جنوب<br />

السودان،‏ ومعرفة االأسباب التي اأدت اإىل هذا النزاع بني الشمال واجلنوب،‏ واحلكم على<br />

الظروف التي اأحاطت بتلك املرحلة.‏<br />

383<br />


انفصال جنوب السودان<br />

اجلذور والتطورات والتداعيات<br />

أ.د.‏ دريد اخلطيب<br />

أ.محمد أمير الشب<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

♦<br />

‏♦املنهج الوصفي التحليلي:‏ من اأجل حتليل االأحداث والتطورات التي مرَّ‏ بها جنوب<br />

السودان وصوالً‏ اإىل االنفصال،‏ وتفسريها تفسرياً‏ مالئماً.‏<br />

تقسيمات البحث:‏<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

اشتمل البحث على ‏ستة اأقسام وُزعرّت على النحو االآتي:‏<br />

اأوالً:‏ متهيد.‏<br />

أوالً-‏ متهيد:‏<br />

ثانياً:‏ التطور التاريخي لالأزمة بني ‏شمال السودان وجنوبه.‏<br />

ثالثاً:‏ اتفاقية السالم الشاملة ‏»اتفاق نيفاشا«.‏<br />

رابعاً:‏ التطورات التي تلت اتفاقية نيفاشا « السنوات الست االنتقالية«.‏<br />

خامساً:‏ دور العامل اخلارجي يف اأزمة جنوب السودان.‏<br />

‏سادساً:‏ االستفتاء على االنفصال وتداعياته.‏<br />

يقع السودان يف مساحة ‏شاسعة،‏ ويتشارك حدودياً‏ مع تسع دول جماورة،‏ ومعظم<br />

هذه الدول يوجد معها تداخل يف القبائل السودانية التي تزيد عن خمسمائة قبيلة )1( . ويقدر<br />

بعض الباحثني اأنَّ‏ مساحة السودان ككل تعادل مرتني ونصف مساحة مرص )2( ، اإذ تصل<br />

مساحته اإىل »2.5« مليون كم‎2‎‏،‏ وهو بالتايل اأكرب البلدان العربية وحتى االإفريقية )3( .<br />

وقد اأُطلق على السودان اسم ‏»اإفريقيا املصغرة«،‏ وذلك الأنَّ‏ االإنسان يف السودان هو<br />

اختزالٌ‏ الإنسان اإفريقيا،‏ اإذ تتنوع فيه االأجناس واللغات واالأديان والتقاليد،‏ ونتيجة ملرور<br />

نهر النيل عرب اأراضيه فهو يُشكل عامل جذبٍ‏ للمهاجرين االأمر الذي اأدى اإىل زيادة تنوعه،‏ اإذ<br />

توجد فيه نحو »56« جماعة عرقية تنقسم اإىل »597« جماعة عرقية فرعية،‏ كما توجد فيه<br />

حوايل فيه »115« لغة ولهجة.‏ ونتيجة لهذا التنوع،‏ تتعدد الروابط االجتماعية بني السكان،‏<br />

ولكنَّ‏ الرابطة االأقوى هي رابطة العروبة،‏ الأنها رابطة ثقافية وحضارية غري عنرصية،‏ وهي<br />

ال تتناقض مع االأفرقة،‏ لذلك يُعرف السودان باالندماج العربي االإفريقي )4( .<br />

اأما جنوب السودان فتصل مساحته اإىل حوايل »700« األف كم‎2‎‏،‏ اأي ما يعادل %28<br />

من املساحة الكلية للبالد،‏ وهو يتشارك حدودياً‏ مع خمس دول هي اإثيوبيا وكينيا واأوغندا<br />

والكونغو واإفريقيا الوسطى،‏ ويفصل اجلنوب عن الشمال ‏رشيط حدودي يصل طوله اإىل<br />

حوايل األفي كم )5( .<br />

384


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

وتتخذ الرصاعات يف جنوب السودان طابعاً‏ قبلياً،‏ وذلك بسبب غياب التنمية عن<br />

اأغلب مدن اجلنوب مثل مدينة جونقلي،‏ حيث يكون اأغلب النشاط االقتصادي فيها هو<br />

للرعي،‏ االأمر الذي يدفع باجتاه كثري من املشكالت نتيجة لتعرض قطعان املواشي للرسقة،‏<br />

اأو ملشكالت احلصول على املرعى اأو املياه،‏ ومع هذه املشكالت الصغرية تبداأ مشكالت<br />

اأكرب واأكرث تعقيداً،‏ قد تصل اإىل حد النزاعات املسلحة،‏ وقد يتدخل فيها بعض االأطراف<br />

اخلارجية )6( . ومبا اأنَّ‏ االنتماء يف اجلنوب هو للقبيلة فإنها تُعد منطقة زاخرة بالسالح )7( .<br />

ثانياً-‏ التطور التارخيي لألزمة بني مشال السودان وجنوبه:‏<br />

مرت االأزمة بني الشمال واجلنوب مبراحل خمتلفة بداأت منذ احلكم املرصي للسودان<br />

يف زمن اخلديوي اسماعيل،‏ واستمرت يف اأثناء احلكم الثنائي ‏»املرصي-‏ الربيطاين«،‏<br />

وتعاظمت يف مرحلة االستقالل نظراً‏ ملا تضمنته هذه املرحلة من تقلبات.‏<br />

1- فرتة احلكم املصري للسودان:‏<br />

ال بدَّ‏ بداية من التذكري بأنَّ‏ وجود العنرص الزجني يف جنوب السودان قد ‏سمح بانتشار<br />

ظاهرة الرق والتجارة القائمة على هذه الظاهرة،‏ عندما كان اأهل الشمال يقومون باسرتقاق<br />

اأهل اجلنوب وجعلهم عبيداً‏ لهم )8( .<br />

حرصت مرص يف زمن ‏»حممد علي«‏ على حتقيق اأمنها املائي عن طريق تأمني منابع<br />

نهر النيل،‏ بالإضافة لتوسيع زراعتها وفتح اأسواق جتارية جديدة تقوي من اقتصادها،‏<br />

فأرسلت اأوىل احلمالت العسكرية باجتاه السودان حتديداً‏ يف عام 1839، واستمر الوجود<br />

املرصي يف السودان اإىل عرص اخلديوي اسماعيل،‏ اإذ ‏سُ‏ ميت تلك الفرتة بعرص االإمرباطورية<br />

املرصية )9( .<br />

ولقد قام اخلديوي اسماعيل بتكليف الربيطاين ‏»صموئيل بيكر«‏ بحملة عسكرية على<br />

اجلنوب نتيجة لتدهور االأوضاع االأمنية فيها،‏ وقد كانت هذه احلملة بداية زرع الكراهية<br />

هناك.‏ اإذ عمل بيكر على اضطهاد السكان املحليني للجنوب وذلك تأييداً‏ الأهداف بريطانيا<br />

التي كانت تسعى لتحقيق مصاحلها اخلاصة املتمثلة بالسيطرة على منابع النيل وذلك<br />

للضغط على مرص واإحكام اليد عليها بعد ذلك )10( . واحلقيقة اأنَّ‏ اخلديوي اسماعيل ‏سكت<br />

عن ترصفات ‏»بيكر«‏ الأنه كان يريد تأييداً‏ بريطانياً‏ الستقالل مرص عن الدولة العثمانية،‏<br />

وعلى الرغم من ذلك فقد حاول اخلديوي تغيري ‏سلوك ‏»بيكر«،‏ ولكن دومنا جدوى،‏ فكلف<br />

‏»جوردن«‏ بدالً‏ من ‏»بيكر«،‏ ولكنَّ‏ ‏»جوردن«‏ استمر باتباع ‏سياسة ‏سلفه نفسها ‏ضد اجلنوب<br />

اإرضاءً‏ لرغبات بريطانيا،‏ املتمثلة يف السيطرة على مرص،‏ والسعي نحو تكريس انفصال<br />

385


انفصال جنوب السودان<br />

اجلذور والتطورات والتداعيات<br />

أ.د.‏ دريد اخلطيب<br />

أ.محمد أمير الشب<br />

اجلنوب عن الشمال يف السودان،‏ من اأجل ‏ضم اجلنوب اإىل باقي مستعمراتها يف وسط<br />

اإفريقيا،‏ اإذ كانت بريطانيا حتلم ببناء اإمرباطورية اإفريقية تتألف من كينيا واأوغندا وجنوب<br />

السودان )11( .<br />

2- مرحلة احلكم الثنائي ‏»املصري ‏–الربيطاني«:‏<br />

بعد احتالل بريطانيا ملرص عام 1882 انتقل السودان اإىل مرحلة من احلكم الثنائي<br />

‏»املرصي–‏ الربيطاين«‏ والتي امتدت منذ العام 1899 حتى عام 1924، وخالل هذه الفرتة<br />

كانت رغبات بريطانيا هي السائدة يف السودان،‏ اإذ عمدت بريطانيا اإىل عزل اجلنوب كلياً‏ عن<br />

الشمال،‏ وبداأت بإرسال البعثات التبشريية اإىل اجلنوب بحجة رفع مستوى السكان التعليمي<br />

والثقايف،‏ كما قامت اأيضاً‏ بتيسري دخول التجار اليونانيني اإىل جنوب السودان،‏ وكذلك اأهل<br />

الشام من ذوي االأصول املسيحية،‏ كما اأصدرت السلطات الربيطانية عام 1918 قانوناً‏<br />

يقضي بجعل العطلة الرسمية يف اجلنوب يوم االأحد واعتماد اللغة االإنكليزية كلغة رسمية<br />

بدالً‏ من اللغة العربية،‏ كما قامت بإنشاء خط فاصل بني الشمال واجلنوب امتد على طول<br />

نهر العرب،‏ وطلبت من زعماء القبائل اجلنوبية التخلي عن االأسماء العربية،‏ وكذلك التخلي<br />

عن املالبس التقليدية ومنعت بيعها يف االأسواق،‏ وقدمت مكافأة للطالب املتميزين تتمثل<br />

بالدراسة يف املدارس التبشريية العليا املنترشة يف اأوغندا،‏ ومنعت الدخول اإىل اجلنوب اإال<br />

بإذن رسمي من السلطات الربيطانية )12( .<br />

اأدت هذه املمارسات اإىل اإحداث ‏رشخ حقيقي بني ‏شمال السودان وجنوبه،‏ ووصلت<br />

بريطانيا اإىل ما اأرادته من وراء ‏سياستها التي استمرت عرشات السنيني،‏ وترسخت هذه<br />

املمارسات يف املجتمع اجلنوبي،‏ وبداأت تظهر بوادر االختالف بني ‏شطري السودان،‏ هذا<br />

الوضع اأدى اإىل عقد لقاء اأو موؤمتر بني الشمال واجلنوب كان االأول من نوعه،‏ وقد جرى هذا<br />

اللقاء يف مدينة ‏»جوبا«‏ اجلنوبية يف عام 1947، وبعد اأن تبادل الطرفان وجهات النظر،‏<br />

طلب اجلنوبيون من الشماليني بعض الضمانات التي راأوا اأنها ‏رضورية لردم الهوة بني<br />

الطرفني وحماولة لتطويق االختالف بينهما،‏ وهذه الضمانات هي )13( :<br />

احرتام الثقافة اجلنوبية وتشجيعها.‏<br />

املصاحلة واملساواة بني املواطنني يف ‏شطري السودان.‏<br />

املساواة العرقية بني الشطرين،‏ لتاليف ‏سنني طويلة من جتارة الرقيق مارسها اأهل<br />

الشمال بحق اأهل اجلنوب.‏<br />

دفع التنمية االقتصادية والتعليمية يف اجلنوب.‏<br />

‏♦اإرشاك اأهل اجلنوب يف اإدارة السودان كله،‏ مع حكم ذاتي للجنوب.‏<br />

386<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

وهذه الضمانات كانت يف حقيقة االأمر كفيلة فيما لو وضعت حيز التنفيذ،‏ اأن تصل<br />

بالسودان اإىل تطويق الرصاع يف بدايته،‏ ولكنها اأُهملت ومل تُنفذ.‏<br />

3- مرحلة ما بعد االستقالل:‏<br />

حصل السودان على استقالله يف مطلع عام 1956، وقد قسّ‏ م الباحثون هذه املرحلة<br />

اإىل ‏ست مراحل بحسب القيادات التي توالت على احلكم،‏ وهذه املراحل هي:‏<br />

. أمرحلة احلكم الذاتي االأول ‏»‏‎1954‎ 1958«: ومن اأبرز اأخطاء هذه املرحلة<br />

اأنها قامت مثالً،‏ ويف اإطار ما يعرف ب ‏سياسة ‏»السودنة«‏ يف ظل حكم اسماعيل االأزهري<br />

وحتديداً‏ يف عام 1955، بنقل بعض فرق اجليش اجلنوبية اإىل الشمال االأمر الذي اأدى اإىل<br />

متردهم،‏ كما اأدى اأيضاً‏ اإىل تفجري ثورة يف اجلنوب منارصة حلقوقهم،‏ بالإضافة الإهمالها<br />

تنمية اجلنوب اقتصادياً،‏ واستيالئها على املدارس التبشريية وحرص وظائف الدولة يف<br />

اجلنوب بأهل الشمال فقط )14( .<br />

‏.بمرحلة احلكم العسكري االأول ‏»‏‎1958‎ 1964«: قاد احلكم يف هذه املرحلة<br />

اإبراهيم عبود الذي اعتمد ‏سياسة الدمج والتذويب بني الشمال واجلنوب،‏ وذلك عرب االأسلمة<br />

والتعريب،‏ فقد قام بإنشاء املعاهد االإسالمية ومدارس تعليم القراآن الكرمي،‏ واستبدل بالأحد<br />

اجلمعة وجعله يوم عطلة رسمي،‏ وحظر التبشري املسيحي يف اجلنوب وطرد املبرشين،‏ كما<br />

اتخذ احلل العسكري منهجاً‏ حلل قضية اجلنوب،‏ وسعى اإىل اإدماجه بالقوة مع الشمال،‏ ولكنَّ‏<br />

هذه السياسة اأدت اإىل عدة اأمور اأبرزها تدويل قضية اجلنوب حتت ‏ضغط الفاتيكان وبعض<br />

الدول الغربية،‏ كما اأدت اإىل هروب اآالف السودانيني اجلنوبيني من القمع،‏ اإذ ‏شكلوا حركات<br />

حترر ومنظمات هدفت جميعها للمطالبة بفصل اجلنوب عن الشمال،‏ وبداأ قادة الثورة<br />

اجلنوبية يتخذون من بعض دول اجلوار االإفريقي مقراً‏ لهم،‏ واندلع مترد يف اجلنوب نتيجة<br />

لهذه السياسة يف نهاية هذه املرحلة عام )15( 1963.<br />

‏.تثورة اأكتوبر الشعبية ‏»‏‎1964‎ 1969«: هذه الفرتة كانت فرتة رئاسة ‏رس<br />

اخلتم اخلليفة،‏ الذي اأدرك اأنَّ‏ جنوب السودان هو اأحد االأسباب التي اأدت اإىل ‏سقوط رئاسة<br />

اإبراهيم عبود،‏ لذلك اتصل بقادة مترد عام 1963 وعقد معهم موؤمتراً‏ للحوار الوطني،‏ ‏ضمَّ‏<br />

اإىل جانبهم دوالً‏ اإفريقية كثرية،‏ اأبرزها مرص واجلزائر ونيجريا،‏ ونتج عنه تبني النظام<br />

االإقليمي يف احلكم،‏ بالإضافة اإىل وجود جملس ترشيعي وحاكم للجنوب،‏ وهذا ما يُعدُّ‏<br />

تقدماً‏ كبرياً،‏ ولكنه فشل يف تطبيق ما متَّ‏ التوصل اإليه يف احلوار وفشل اأيضاً‏ يف بعض<br />

املسائل التفصيلية املتعلقة بأمور تنمية اجلنوب وخدمة اأقاليمه املختلفة،‏ وانتهى هذا<br />

كله بحدوث انقالب عسكري عام 1969 متأثراً‏ اإىل درجة كبرية بثورة متوز/‏ يوليو يف<br />

مرص )16( .<br />

387


انفصال جنوب السودان<br />

اجلذور والتطورات والتداعيات<br />

أ.د.‏ دريد اخلطيب<br />

أ.محمد أمير الشب<br />

‏.ثاحلكم العسكري الثاين »1969- 1985«: عُ‏ رف هذا االنقالب بانقالب<br />

النمريي،‏ وقد قام النمريي يف عام 1969 بإصدار اإعالن متَّ‏ فيه القبول الرصيح بالفوارق<br />

واالختالفات الثقافية والتاريخية بني الشمال واجلنوب،‏ وهذا ما لقي ترحيباً‏ من قبل<br />

اجلنوبيني،‏ وبخاصة حركة ‏»اأنيانيا«‏ )17( وقائدها جوزيف القو،‏ هذا التالقي يف االأفكار<br />

بني الشمال واجلنوب اأثمر عن عقد موؤمتر يف اأديس اأبابا عام 1972، والذي اأعطى مبوجبه<br />

للجنوبيني حكماً‏ ذاتياً‏ موسعاً‏ وضمَّ‏ قادة التمرد اأو حركة اأنيانيا يف اجليش السوداين،‏<br />

وضُ‏ مِّن ذلك ‏رصاحة يف الدستور )18( .<br />

‏.جانتفاضة نيسان/‏ اأبريل الدميقراطية »1985- 1989«: استمر الوضع هادئاً‏ ما<br />

يقارب عرش ‏سنوات حتى عام 1985، ثمَّ‏ عاد اإىل التفجر من جديد نتيجة النقسامات داخل<br />

القادة اجلنوبيني ونتيجة اأيضاً‏ الإعالن حكومة الشمال تطبيقها ملبادئ الرشيعة االإسالمية<br />

على اجلنوب من جديد،‏ مما دفع باحلرب االأهلية اإىل الواجهة مرة اأخرى،‏ وظهرت احلركة<br />

الشعبية لتحرير السودان بزعامة جون قرنق ومتكنت من السيطرة على حوايل %80 من<br />

جنوب السودان )19( ، وبعد تويل الصادق املهدي قيادة البالد وهو زعيم حزب االأمة،‏ اإثر<br />

فوزه بانتخابات عام 1985، قام بعقد عدة لقاءات بينه وبني قرنق ولكنهما مل يتوصال اإىل<br />

اتفاق حلل املشكالت املستمرة بني الشمال واجلنوب،‏ ولكن ويف الوقت ذاته خال اجلنوب من<br />

اأية متردات اأو حروب،‏ ثمَّ‏ بداأت االنقالبات بالتوايل على نظام املهدي وجنح اأحدها يف عام<br />

1989، وعُ‏ رف بنظام االإنقاذ الذي مازال مستمراً‏ )20( .<br />

نظام االإنقاذ »1989«: اعتمد نظام االإنقاذ احلل السلمي اأو السياسي حلسم النزاع مع<br />

اجلنوب،‏ وسعى اإىل وساطة دولٍ‏ جماورةٍ‏ مثل اإثيوبيا،‏ حيث اأقر نظام االإنقاذ يف عام 1991<br />

النظام الفيدرايل بجنوب السودان واستمر املد واجلزر يف العالقات بني الشمال واجلنوب،‏<br />

حتى جاء اتفاق مشاكوس يف 20/ متوز_‏ يوليو/‏ 2002، والذي كانت اأهم مقرراته االعرتاف<br />

بحق تقرير املصري للجنوب بعد فرتة انتقالية مدتها ‏ست ‏سنوات وذلك عرب استفتاء ‏شعبي،‏<br />

وهو الذي مهد الطريق اإىل اتفاق نهائي وُ‏ قِّع بني الشمال واحلركة الشعبية لتحرير السودان<br />

بزعامة قرنق،‏ ‏سُ‏ مي هذا االتفاق باتفاقية السالم الشاملة وذلك يف 9/ يناير/‏ 2005 يف<br />

العاصمة الكينية نريوبي وعُ‏ رف فيما بعد باتفاق نيفاشا )21( .<br />

ثالثاً-‏ اتفاقية السالم الشاملة ‏»اتفاق نيفاشا«:‏<br />

‏ضُ‏ مِّن هذا االتفاق يف الدستور السوداين وعُ‏ رف بالدستور االنتقايل املوؤقت لعام<br />

2005، ومهد هذا االتفاق الطريق لكيانني يف السودان ‏»اإسالمي يف الشمال وعلماين يف<br />

اجلنوب«‏ مع االحتفاظ بحق تقرير املصري بعد ‏ست ‏سنوات،‏ مبعنى اآخر اأدق اإنَّ‏ االتفاق هو<br />

388


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

الصيغة النهائية املطروحة اأمام اجلنوبيني اإذا اأرادوا البقاء يف الوحدة،‏ وهو اأيضاً‏ ميهد<br />

الطريق لهم الإنشاء دولتهم اإذا اأرادوا االنفصال،‏ وقد اأصبح هذا االتفاق مبثابة الدستور<br />

الشامل للبالد يف هذه السنوات الست االنتقالية،‏ واأبرز ما تضمنه االتفاق هو اأمران،‏ االأول<br />

يتعلق بتقاسم السلطة والثاين متعلق بتقاسم الرثوة وخاصة النفط،‏ كما تضمن االإجراءات<br />

التمهيدية الإجراء االستفتاء واالنتخابات )22( .<br />

. أاتفاق تقاسم السلطة:‏<br />

قسّ‏ م اتفاق نيفاشا الربملان السوداين بنسبة %52 حلزب املوؤمتر الوطني احلاكم،‏<br />

و‎%28‎ للحركة الشعبية لتحرير السودان،‏ اأي حاز االثنان اأو طرفا االتفاق على نسبة %80،<br />

من املقاعد الربملانية وهي النسبة الالزمة لتمرير اأي ترشيع اأو اأي تعديل دستوري يراه<br />

الطرفان ‏رضورياً.‏ كما اأعطى االتفاق اأيضاً‏ نسبة %70 للحركة الشعبية لتحرير السودان<br />

يف املجلس الترشيعي اخلاص بجنوب السودان،‏ وهذه النسبة اأيضاً‏ هي النسبة الالزمة<br />

لتمرير اأي ترشيع يف برملان اجلنوب،‏ اأي اأنَّ‏ مفاصل القرار يف البالد هو بيد ‏رشيكي االتفاق<br />

املوؤمتر الوطني واحلركة الشعبية،‏ ولكن هنالك من يرى اأنَّ‏ االتفاق جاء قسمة ‏ضيزى بحق<br />

اأهل الشمال الأنه اأعطى اجلنوبيني حقاً‏ كامالً‏ بحكم اإقليمهم واأرشكهم بنسبة الثلث يف حكم<br />

الشمال )23( .<br />

‏.باتفاق تقاسم الرثوة:‏<br />

وضح اتفاق تقاسم الرثوة كيفية اقتسام عائدات تصدير البالد للنفط،‏ هذا التصدير<br />

الذي بداأت الشحنة االأوىل منه يف عام 1999، وكانت وجهتها الصني )24( ، ثمَّ‏ اأصبحت<br />

الصادرات النفطية متثل حوايل %70 من اإجمايل الصادرات السودانية،‏ مع العلم اأنَّ‏<br />

االحتياطي النفطي السوداين يُقدر بأكرث من ملياري برميل وتقع حقول النفط االأساسية<br />

يف وسط البالد وجنوبها.‏ وبحسب اتفاق نيفاشا فإنَّ‏ حصة الوالية املنتجة للنفط هي فقط<br />

%2، ثمَّ‏ تُقسم العوائد الباقية اأي %98 مناصفة بحيث حتصل احلكومة املركزية على نسبة<br />

%49 وحكومة اجلنوب على %49 ‏»مع العلم اأنَّ‏ ثلثي النفط املستخرج يأتي من واليات<br />

اجلنوب«‏ )25( .<br />

‏.تقانون االستفتاء:‏<br />

متَّ‏ االتفاق بني حزب املوؤمتر الوطني واحلركة الشعبية لتحرير السودان على اأال تقل نسبة<br />

املشاركني يف االستفتاء عن %60 من املسجلني على اللوائح،‏ اأي الذين يحق لهم التصويت،‏<br />

ثمَّ‏ اأن تكون نسبة %51 كافية العتبار ما يصوت عليه اجلنوبيون قانونياً‏ ونافذاً‏ ‏سواءً‏ اأكان<br />

باالنفصال اأم بالوحدة،‏ ‏»اأي بقاء نظام احلكم الذي اأرسته اتفاقية السالم الشامل«‏ )26( . وقد<br />

389


انفصال جنوب السودان<br />

اجلذور والتطورات والتداعيات<br />

أ.د.‏ دريد اخلطيب<br />

أ.محمد أمير الشب<br />

وُ‏ ‏ضع قانون لالستفتاء من اأجل هذا الغرض،‏ تضمن »69« مادة توزعت على ‏سبعة فصول،‏<br />

تضمنت اأحكاماً‏ عامة لكيفية اإجراء االستفتاء واملفوضية املرشفة عليه،‏ اإضافة اإىل ‏رشح<br />

عمليات االقرتاع وتنظيمها،‏ مع تركيزها على توفري البيئة املالئمة لالقرتاع وكفالة حرية<br />

التعبري عن الراأي دومنا اأية ‏ضغوطات.‏ ولكن اأهم ما يف القانون اأنه يف حال متَّ‏ التصويت<br />

لصالح االنفصال،‏ فإنَّ‏ الطرفني ‏سيدخالن يف مفاوضات تتناول بعض االأمور املعقدة التي<br />

اأُجِّ‏ لت يف اتفاقية نيفاشا،‏ وسُ‏ ميت بالقضايا العرش اخلالفية )27( ، وهي اجلنسية والعملة<br />

واخلدمات العامة ووضع وحدات االأمن واملخابرات املشرتكة،‏ بالإضافة لالتفاقيات<br />

واملعاهدات واالأصول والديون،‏ فضالً‏ عن حقول النفط واإنتاجه واملياه وامللكية ووضع<br />

واليتي جنوب كردفان والنيل االأزرق ومنطقة اأبيي )28( .<br />

‏.ثاالنتخابات العامة التي تسبق االستفتاء:‏<br />

تأتي هذه االنتخابات طبقاً‏ ملا قررته اتفاقية نيفاشا،‏ وهي انتخابات عامة لكل<br />

مستويات احلكم وحتت رقابة دولية،‏ والهدف من هذه االنتخابات هو الوصول اإىل طبقات<br />

حكم منتخبة تقود البالد اإىل االستفتاء الذي يشكل احلدث االأبرز.‏ وستشمل هذه االنتخابات،‏<br />

انتخاب رئيس للجمهورية ورئيس حلكومة اجلنوب ورئيس لكل الواليات السودانية البالغ<br />

عددها »25« والية،‏ كما ‏ستشمل انتخاب اأعضاء الربملان الوطني وجملس اجلنوب الترشيعي<br />

وجملس الوالية الترشيعي.‏<br />

وقد قامت احلكومة السودانية بإنشاء »21000« مركز اقرتاع منها »14000« يف<br />

الشمال و »7000« يف اجلنوب،‏ وصنعت »139000« ‏صندوق اقرتاع،‏ كما قامت بطباعة<br />

»208« مليون بطاقة اقرتاع،‏ وبلغت التكلفة االأولية املقدرة لها حوايل 312 مليون دوالر<br />

‏ساهمت بعض الهيئات الدولية يف متويل %43 منها مثل االأمم املتحدة واالحتاد االأوروبي<br />

بالإضافة ملساهمة بعض الدول الكربى مثل الواليات املتحدة االأمريكية،‏ وقد وصفت هذه<br />

االنتخابات بأنها االأكرث تعقيداً‏ على ‏صعيد العامل كله )29( ، وقد جرت هذه االنتخابات يف<br />

االأسبوع الثاين من ‏شهر نيسان/‏ اأبريل 2010.<br />

‏.جتقومي اتفاقية نيفاشا:‏<br />

جنحت اتفاقية نيفاشا يف حقيقة االأمر يف وقف اإطالق النار وحتقيق السالم يف<br />

السودان،‏ ولكنها وبحسب التوقعات التي ‏سبقت االستفتاء مل يكن منتظراً‏ منها اأن حتقق<br />

الوحدة،‏ وذلك الأنَّ‏ الوحدة غري ممكنة التحقق باملعادلة االقتصادية والسياسية التي<br />

حملتها اتفاقية نيفاشا فحسب،‏ بل باالندماج الثقايف واالجتماعي بني ‏شعبي الشمال<br />

واجلنوب،‏ كما اأهملت االتفاقية مسألة مهمة جداً‏ البُدَّ‏ من اأن تعاجلها اأي اتفاقية ‏سالم<br />

390


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

ناجحة،‏ وهي تضمينها ملبادئ واآليات للتعامل مع جميع املظامل التي حدثت يف املاضي،‏<br />

حتى ال ينعكس ذلك ‏سلباً‏ على الوفاق واالستقرار )30( .<br />

رابعاً:‏ التطورات اليت تلت اتفاقية نيفاشا ‏»السنوات الست االنتقالية«:‏<br />

اتفق الطرفان مبوجب اتفاقية السالم الشامل على العمل الأن تكون الوحدة جاذبة<br />

بني ‏شمال السودان وجنوبه،‏ ولكن هذا ما مل تلتزم به احلركة الشعبية،‏ اإذ قامت بإطالق يد<br />

منارصي االنفصال من اأهل اجلنوب واإعطائهم الدعم الالزم،‏ مقابل تقييد عمل منارصي<br />

الوحدة منهم.‏ كما قامت احلركة الشعبية بتدريب املزيد من اأفراد الشعب وتسليحهم وضمهم<br />

اإىل ‏صفوف احلركة،‏ وبداأت ببناء اأسطول بحري وجتهيز ‏سالح اجلو بالطائرات واملطارات<br />

الالزمة،‏ كما اأكملت ‏سيطرتها االقتصادية واالأمنية على اجلنوب وترافق ذلك كله بانسحاب<br />

القوات احلكومية من اجلنوب تنفيذاً‏ التفاق نيفاشا )31( .<br />

كما ‏شهدت السنوات التالية لالتفاق ‏ضعفاً‏ يف عمليات اإعادة االإعمار وتباطوؤاً‏ يف<br />

اأداء احلكومة جتاه تنمية اجلنوب ودعمه باملشاريع االقتصادية واخلدمية التي متَّ‏ االتفاق<br />

عليها،‏ مما اأدى اإىل عودة حمدودة للنازحني اجلنوبيني واأضعف احلماس لدى املواطن<br />

اجلنوبي بشكل عام جتاه الوحدة.‏<br />

بالإضافة لالإحباط الكبري الذي ‏سببته وفاة نائب رئيس السودان ورئيس احلركة<br />

الشعبية وحكومة اجلنوب ‏»جون قرنق«‏ يف 30/ متوز/‏ 2005، وذلك عندما كان عائداً‏<br />

بالطائرة من اأوغندا،‏ وقد قدر بعض املحللني اأنَّ‏ هذا احلادث رمبا يدفع باجتاه االنفصال<br />

خاصة مع عدم وجود ثقة بني الشمال واجلنوب اأو اهتزازها،‏ وقد انعكس هذا يف خطاب<br />

النخب اجلنوبية مبا فيها الطبقة السياسية )32( .<br />

وقد بدا ذلك واضحاً‏ يف كلمة األقاها الرئيس التايل للحركة الشعبية وحكومة اجلنوب<br />

‏»سلفا كري«‏ )33( يف اأكتوبر من العام 2009، وذلك يف كنسية القديسة ترييزا يف مدينة جوبا<br />

حيث قال:‏ ‏»اإنَّ‏ مهمتي تقتضي قيادتكم اإىل استفتاء عام 2011، وهذا اليوم قريب جداً‏ واإين<br />

على ثقة بأننا ‏سنشارك فيه،‏ ولديكم الفرصة لالختيار بني اأن تكونوا اأحراراً‏ يف وطنكم اأو<br />

اأن تكونوا مواطنني درجة ثانية يف بلد موحد«‏ )34( .<br />

خامساً-‏ دور العامل اخلارجي يف أزمة جنوب السودان:‏<br />

‏شكل جنوب السودان عرب التاريخ ‏ساحة للتدخالت اخلارجية ‏سواء اأكانت لدول<br />

اإقليمية جماورة اأم لدول غربية بعيدة جغرافياً‏ عن السودان،‏ وارتبطت القوى اجلنوبية غالباً‏<br />

بقوى خارجية لتدعيم موقفها،‏ االأمر الذي جعل اجلنوب بوابة لنزيف السودان عرب التاريخ<br />

ومدخالً‏ للتدخل يف ‏سوؤونه الداخلية.‏<br />

391


انفصال جنوب السودان<br />

اجلذور والتطورات والتداعيات<br />

أ.د.‏ دريد اخلطيب<br />

أ.محمد أمير الشب<br />

ويلحظ الدور االأبرز لكل من الواليات املتحدة االأمريكية واإرسائيل،‏ اإذ يشكل اجلنوب<br />

بالنسبة لهما حمط قدم يف اإفريقيا،‏ بالإضافة الستثمار املوارد الطبيعية املوجودة فيها<br />

مثل النفط واملعادن )35( .<br />

اأما االهتمام االأمريكي بجنوب السودان فقد بداأ يتزايد حتت تأثري ثالثة عوامل،‏ اأولها هو<br />

جناح احلكومة السودانية باستخراج النفط واستثماره يف اأواخر تسعينيات القرن املاضي،‏<br />

حيث بداأت الرشكات االأمريكية تضغط على حكومتها وبداأت احلكومة بدورها بالضغط على<br />

‏شمال السودان من اأجل التوصل اإىل اتفاق ‏سالم مع اجلنوب تكون الواليات املتحدة هي<br />

الراعي االأساسي له.‏ وتعتقد الواليات املتحدة اأنه بحلول عام 2015، فإنها ‏ستحصل على<br />

ربع وارداتها البرتولية من اإفريقيا بدالً‏ من منطقة الرشق االأوسط )36( .<br />

اأما العامل الثاين فهو اأنَّ‏ الواليات املتحدة تريد اأن تكون السودان نقطة ارتكاز<br />

حمورية لقواتها يف ‏رشق اإفريقيا والصحراء الكربى،‏ ويبقى العامل الثالث الذي يتحدد<br />

يف الضغط الذي مارسته املنظمات االأمريكية ذات االأصول االإفريقية والتي حاولت اإضفاء<br />

الطابع الديني على النزاع بني ‏شمال السودان وجنوبه.‏<br />

وتبقى السياسة االأمريكية جتاه ملف جنوب السودان جزءاً‏ ال يتجزاأ من السياسة جتاه<br />

العامل العربي اأو الرشق االأوسط،‏ وهي اإعادة ‏صياغة هذه املنطقة طبقاً‏ ملصاحلها،‏ وقد<br />

جنحت الواليات املتحدة يف اأن تكون الراعي التفاقي مشاكوس عام 2002 ونيفاشا عام<br />

. )37( 2005<br />

اأما اإرسائيل فقد تدخلت يف اأزمة جنوب السودان بشكل مبارش،‏ عن طريق اإقامة مراكز<br />

تدريبية ملقاتلي احلركات اجلنوبية االنفصالية،‏ يف اأراضي الدول املجاورة مثل تشاد<br />

واإثيوبيا وكينيا واأوغندا والكونغو الدميقراطية،‏ وذلك من اأجل تطبيق اسرتاتيجيتها جتاه<br />

الدول العربية وهي ‏»شد االأطراف ومن ثمَّ‏ برتها«،‏ اأي ومبعنى اآخر التفتيت اإىل دويالت<br />

متناحرة،‏ وهنا تتالقى االسرتاتيجية االإرسائيلية واالأمريكية.‏ كما تريد اإرسائيل اأن يكون<br />

لها وجود على منابع نهر النيل من اأجل الضغط على مرص اأيضاً،‏ وقد ‏سهلت الدول االإفريقية<br />

املجاورة جلنوب السودان هذا الوجود االإرسائيلي خوفاً‏ من انتشار االأصولية االإسالمية يف<br />

الشمال باجتاه اجلنوب ثمَّ‏ باجتاهها هي )38( .<br />

كما ميكن رصد بُعد املصالح لبعض الدول االإفريقية املجاورة مثل كينيا التي تدخلت<br />

يف اجلنوب ودعمت القوى التي تريد االنفصال من اأجل بعض املصالح اخلاصة،‏ فهي ال<br />

تريد اأن يطالب السودانيون مبثلث اإيلمى االسرتاتيجي الذي يُعدُّ‏ منطقة غنية باملعادن<br />

وتبلغ مساحته حوايل »3458« كم‎2‎‏،‏ والذي قامت بريطانيا بضمه لكينيا اإدارياً‏ اأثناء فرتة<br />

احتاللها للسودان،‏ لذلك دعمت كينيا القوى االنفصالية التي ال تطالب بهذه املنطقة )39( .<br />

392


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

سادساً-‏ االستفتاء على االنفصال وتداعياته:‏<br />

جرى االستفتاء على مصري جنوب السودان بتاريخ 2011 1/ 9/ وامتد لغاية 15/<br />

)40( 2011 1/ ، اإذ بلغ عدد املسجلني على اللوائح اخلاصة بأصحاب احلق بالتصويت<br />

»3947676«، وبلغت نسبة املصوتني منهم حوايل %97.5 وهي نسبة تصويت مرتفعة<br />

جداً،‏ حيث ‏صوت ما يقارب %98.83 لالنفصال فيما اختار %1.17 قرار الوحدة،‏ وبلغت<br />

نسبة املشاركني يف الشمال %60 يف حني كانت النسبة يف اجلنوب %99 )41( .<br />

هذا وقد متَّ‏ االإعالن عن النتيجة النهائية لالستفتاء وهو قرار الشعب اجلنوبي<br />

باالنفصال واإنشاء دولتهم املستقلة التي ‏ستكون الدولة رقم »54« اإفريقياً‏ )42( ، يف 2/ 7/<br />

2011، اإذ ‏سيصبح قرار االستفتاء نافذاً‏ ابتداءً‏ من 2011، 7/ 9/ وحددت احلركة الشعبية<br />

اسم الدولة اجلديدة ب«جمهورية جنوب السودان«‏ وعاصمتها ‏»جوبا«،‏ كما اختارت العملة<br />

الرسمية للبالد وهي ‏»اجلنيه«‏ كما اختارت النشيد الوطني اأيضاً‏ )43( .<br />

ولكنَّ‏ التحدي االأبرز الذي ‏ستواجهه الدولة اجلديدة،‏ هو اإمكانية الوصول اإىل حلول<br />

تفاوضية مع الشمال بشأن القضايا العرش اخلالفية،‏ واأهمها الديون والنفط واملناطق<br />

احلدودية املختلف عليها مثل اأبيي،‏ اإضافة اإىل كثري من التداعيات التي قد تواجهها يف<br />

نشأتها وقد تهدد اأمنها الداخلي واستقرارها،‏ مثل توفري متطلبات احلياة االآمنة واملستقرة<br />

لشعبها،‏ ووضع حد للتدخالت واالأدوار اخلارجية حتى ال تتحول اإىل ‏ساحة لهذه االأطراف<br />

للقيام بأدوار ما ‏ضد دولة الشمال ودول اجلوار االإفريقي،‏ اأي قد يتحول االنفصال من نقطة<br />

لالستقرار اإىل بداية جديدة لصفحة من ‏صفحات احلروب والنزاعات بني الدولتني )44( .<br />

بالإضافة اإىل كثري من املشكالت التي قد تعاين منها الدولة الناشئة مثل اخلالفات<br />

القبلية واالإثنية واجلهل واالأمراض واالأوبئة،‏ اإذ تُشكل نسبة االأمية يف اجلنوب اأعلى معدالتها<br />

يف العامل،‏ حيث اإنَّ‏ اأكرث من %80 من الذكور و %96 من االإناث يعتربون اأميني،‏ اأضف اإىل<br />

ذلك مشكالت التنمية والبنية التحتية ومشكالت الفساد املايل واالإداري ومشكالت الفقر<br />

وغريها )45( ، اإذ تشري االإحصائيات اأيضاً‏ اإىل اأنَّ‏ %62 من اأهل اجلنوب يعيشون حتت خط<br />

الفقر،‏ واأنَّ‏ نسبة الوفيات بني االأطفال ‏سنوياً‏ تبلغ %2 )46( .<br />

كما اأنه على احلكومة السودانية التنبه اإىل اأنَّ‏ االنفصال الذي اأصبح اأمراً‏ واقعاً‏ بعد<br />

االستفتاء،‏ اإن متَّ‏ بشكل طبيعي وسلمي،‏ فإنه ‏سيوؤدي اإىل رفع العقوبات الغربية عن السودان<br />

وعن ‏شخصيات حزب املوؤمتر الوطني احلاكم،‏ وسيتابع السودان حركة منوه االقتصادي<br />

املستقرة التي بداأت منذ عام 2000. اأما يف حال حدوث العكس،‏ اأي عدم القبول باالنفصال<br />

وعودة احلل العسكري اإىل الواجهة من جديد،‏ فإنَّ‏ العقوبات الغربية ‏ستبقى بالإضافة اإىل<br />

393


انفصال جنوب السودان<br />

اجلذور والتطورات والتداعيات<br />

أ.د.‏ دريد اخلطيب<br />

أ.محمد أمير الشب<br />

الرتاجع الذي ‏سيصيب العالقات العربية االإفريقية،‏ الأنَّ‏ السودان ‏سيكرس حينها فشل العرب<br />

واالأفارقة بالعيش املشرتك،‏ وستدعم الدول االإفريقية دولة جنوب السودان وستتدهور<br />

عالقات السودان مع الدول االإفريقية )47( .<br />

اأما بالنسبة لتداعيات االنفصال اقتصادياً،‏ فإنَّ‏ عائدات الشمال من البرتول ‏ستنخفض<br />

من اأربعة مليارات دوالر ‏سنوياً،‏ اإىل مليار دوالر ‏سنوياً،‏ ولكن حكومة الشمال ‏ستحصل<br />

على عائدات مرور برتول جنوب السودان من اأراضيها وهو يف طريقه للتصدير،‏ وتُقدر هذه<br />

العائدات ب »500« مليون دوالر ‏سنوياً،‏ وبذلك يكون انخفاض عائدات الشمال من البرتول<br />

جراء االنفصال حوايل %70، ويُتوقع اأن يتم التعويض عنها برتشيد االسترياد وتنمية قطاع<br />

الزراعة )48( . واأخرياً‏ فإنَّ‏ اأهم ما ميكن اأن يُقال عن تداعيات االنفصال اأنه ‏سيوؤدي اإىل اأزمة<br />

اقتصادية يف الشمال،‏ ودولة ‏ضعيفة يف اجلنوب.‏<br />

النتائج والتوصيات:‏<br />

النتائج:‏<br />

‏.‏‎1‎ال 1 ميكن يف حماولة استنتاج اأسباب االنفصال،‏ الفصل بني العامل االقتصادي<br />

املتمثل يف اختالف مستوى التنمية بني الشمال واجلنوب،‏ اأو التهميش السياسي واملتمثل<br />

اأيضاً‏ يف اأخطاء احلكومات السودانية املتعاقبة وغياب دور الدولة،‏ اأو حتى احلقب التاريخية<br />

املختلفة وممارساتها،‏ كالسياسة االستعمارية الربيطانية ذات النهج االنفصايل،‏ اأو حتى<br />

العامل الدميوغرايف املتمثل يف التباين الثقايف واالختالف العرقي بني ‏شمال السودان<br />

وجنوبه،‏ فجميع العوامل السابقة تراكمت لتوؤدي اإىل االنفصال.‏<br />

‏.‏‎2‎العامل 2 الديني مل يكن السبب االأساسي يف املشكلة،‏ ولكنَّ‏ تسييس الدين وتغذية<br />

االختالفات وتخويف االآخرين عن طريق التدخل اخلارجي واالأدوار اخلارجية لدول خمتلفة،‏<br />

هو ما فاقم املشكلة،‏ والدليل على ذلك هو التعايش بني الديانتني املسيحية واالإسالمية يف<br />

كثري من بلدان العامل العربي.‏<br />

‏.‏‎3‎اإنَّ‏ 3 هنالك ‏صورة عالقة يف اأذهان اأهل اجلنوب،‏ اأثرت كثرياً‏ يف تعاطيهم مع اأهل<br />

الشمال،‏ تلك الصورة تعود اإىل عصور االسرتقاق والتجارة القائمة عليها،‏ عندما كان<br />

اجلنوبيون عبيداً‏ لدى الشماليني،‏ هذه الصورة ‏سببت اختالفاً‏ حقيقياً‏ بني ‏شطري السودان.‏<br />

‏.‏‎4‎اإنَّ‏ 4 الرصاع احلقيقي بني الشمال واجلنوب اأو االأزمة احلقيقة بينهما،‏ تتمثل بوجود<br />

‏رصاع حقيقيي بني هويتني،‏ هوية ‏شمالية وهوية جنوبية خمتلفتني يف كل املقومات<br />

394


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

الالزمة لقيام الوحدة.‏ فهما تختلفان يف اللغة والثقافة والعرق والدين،‏ واإنَّ‏ اختزال<br />

اتفاق نيفاشا للتسوية اأو الوحدة بني الشمال واجلنوب بتقاسم السلطة السياسية والرثوة<br />

االقتصادية،‏ قد اأدى اإىل اإيقاف احلرب بني الطرفني،‏ ولكنه مل يكن ليحقق الوحدة املنشودة<br />

بينهما،‏ وقد دلت ‏صناديق االقرتاع على ذلك،‏ اأضف اإىل ذلك التدخالت اخلارجية ورغبتها<br />

يف االنفصال.‏<br />

‏.‏‎5‎اإنَّ‏ 5 انفصال جنوب السودان ‏سيشكل حدثاً‏ مفصلياً‏ يف تاريخ السودان واإنَّ‏ تداعياته<br />

لن تقترص على السودان وحده فحسب،‏ بل ‏ستمتد اإىل كل القارة االإفريقية وحتى املنطقة<br />

العربية،‏ التي يوجد فيها نزاعات قد تسلك طريق جنوب السودان يف توجهها.‏<br />

التوصيات:‏<br />

‏.‏‎1‎مبا 1 اأنَّ‏ االنفصال قد اأصبح بعد االستفتاء اأمراً‏ واقعاً،‏ فمن االأفضل اأن يتم هذا<br />

االأمر بصورة ‏سلمية،‏ اأي اأال تضع احلكومة السودانية العقبات اأمامه،‏ الأنها اإن فعلت،‏ فإنَّ‏<br />

الدولة الناشئة ‏ستشكل من الناحية االسرتاتيجية خطراً‏ اأكرب مما كان عليه الوضع اأيام<br />

احلرب والنزاع بني الطرفني،‏ فرمبا تدير دولة اجلنوب ظهرها لدولة الشمال وتسعى لتشكيل<br />

حتالفات مع دول اإفريقية وغربية،‏ قد تهدد اأمن دولة الشمال واستقرارها.‏<br />

‏.‏‎2‎يجب 2 االإرساع بحسم القضايا العرش اخلالفية بني الطرفني،‏ الأنَّ‏ ذلك ‏سيشكل عامالً‏<br />

اإيجابياً،‏ يف حني اأنَّ‏ التباطوؤ قد ينذر بتحول تلك القضايا اأو منطقة ‏»اأبيي«‏ على ‏سبيل<br />

املثال اإىل ما يشبه قضية كشمري العالقة بني الهند والباكستان،‏ واأبرز القضايا هي النفط<br />

واحلدود،‏ ومنطقة ‏»اأبيي«‏ التي متثل القضية االأكرث جدالً.‏<br />

‏.‏‎3‎يتوجب 3 على دولة الشمال العمل على اإقامة اأفضل العالقات مع الدولة اجلنوبية<br />

الناشئة،‏ الأنَّ‏ ما يوجد من عوامل اأدت اإىل االنفصال،‏ ال تلغي تاريخاً‏ طويالً‏ جمع الدولتني<br />

يف دولة واحدة،‏ فضالً‏ عن وجود طبقة جنوبية مثقفة ما زالت ترى يف الوحدة حلماً‏<br />

ميكن بنوؤه على اأساس االندماج الوظيفي،‏ اأي التدرج يف احلكم من الفيدرالية وصوالً‏ اإىل<br />

الكونفيدرالية.‏<br />

.4 4 يتوجب اأيضاً‏ على الدول العربية االإرساع يف اإقامة اأفضل العالقات مع الدولة<br />

اجلنوبية الناشئة،‏ والسعي اإىل اإقامة املشاريع االستثمارية فيها وحتى مساعدتها ببعض<br />

املشاريع التنموية،‏ اأي ومبعنى اآخر السعي اإىل احتضانها وتقربيها اإىل العامل العربي،‏ كي<br />

ال يحصل العكس وتتطرف عن الدول العربية وتتحالف مع الغرب،‏ االأمر الذي قد يشكل خطراً‏<br />

اسرتاتيجياً‏ على الدول العربية جمعاء.‏<br />

395


انفصال جنوب السودان<br />

اجلذور والتطورات والتداعيات<br />

أ.د.‏ دريد اخلطيب<br />

أ.محمد أمير الشب<br />

اهلوامش:‏<br />

‏.‏‎1‎مصعب 1 عبد القادر وداعة اهلل،‏ دور االإعالم يف عملية التحول الدميقراطي يف السودان<br />

ملرحلة ما بعد السالم،‏ املجلة العربية للعلوم السياسية،‏ العدد‎22‎‏،‏ ‏)مركز دراسات<br />

الوحدة العربية 2009 بريوت(‏ ، ‏ص‎61‎‏.‏<br />

‏.‏‎2‎حممود 2 وهيب السيد،‏ جنوب السودان واقع يدعم اأزمة ويفرض حالً،‏ جملة العلوم<br />

االجتماعية،العدد‎4‎‏،‏ املجلد‎32‎‏،‏ )2004، جملس النرش العلمي،‏ جامعة الكويت(‏ ،<br />

‏ص‎847‎‏.‏<br />

Natsios Andrew.S, Abramowitz Michael, Sudan’s Secession Crisis Can3 .3<br />

the South Part from the North without War, foreign affairs, Vol.90 N.1,<br />

.2011, p.19<br />

‏.‏‎4‎بهاء 4 الدين مكاوي،‏ التنوع االإثني والوحدة الوطنية يف السودان،‏ جملة السياسة الدولية،‏<br />

العدد‎176‎‏،‏ نيسان/‏ اأبريل،‏ )2009، مركز االأهرام للدراسات االسرتاتيجية القاهرة(‏ ،<br />

‏ص‎244‎‏-‏ 245.<br />

http:// www.aljazeera.net/ NR/ exeres/ 985C9F4E- E40A- 4D7F- 85EB-5 .5<br />

050BC167BD25.htm<br />

‏.‏‎6‎الرصاعات 6 القبلية يف جونقلي التصدي النعدام االأمن يف جنوب السودان،‏ تقرير<br />

املجموعة الدولية لالأزمات،‏ 23 كانون االأول/‏ ديسمرب،‏ جملة املستقبل العربي،‏<br />

العدد‎373‎‏،‏ اآذار/‏ مارس،‏ ‏)مركز دراسات الوحدة العربية،‏ بريوت،‏ 2010( . كما يتوفر<br />

التقرير على االنرتنت:-‏<br />

http:// www.crisisgroup.org/ home/ index.cfm3id=6452<br />

Natsios Andrew.S, Abramowitz Michael, Sudan’s Secession Crisis Can7 .7<br />

.the South Part from the North without War, op.cit, p.22<br />

. Natsios Andrew.S, Abramowitz Michael, Ibid. p.208 . 8<br />

‎9‎نسيم . 9 مقار،‏ البكباشي املرصي ‏سليم قبطان والكشف عن منابع النيل،‏ )1960 ، الهيئة<br />

املرصية العامة للكتاب،‏ القاهرة(‏ ، ‏ص‎58‎‏.‏<br />

Kock, Petrus.de,Thabo Mbeki and the Long Talk to Southern Sudan’s1010<br />

Referendum, P0licy Briefing, Vol.25, November, 2010 Governance of Af-<br />

.rica’s Resources Programmed, p.p.3- 4<br />

11 1 حممود وهيب السيد،‏ جنوب السودان واقع يدعم اأزمة ويفرض حالً،‏ مرجع ‏سبق ذكره،‏<br />

‏ص‎831‎‏-‏ 832.<br />

396


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

‎1212‎حممود وهيب السيد،‏ املرجع السابق،‏ ‏ص‎829‎‏-‏ . 834<br />

‎1313‎حممود وهيب السيد،‏ املرجع السابق،‏ ‏ص‎835‎ .<br />

‎1414‎بدر حسن ‏شافعي،‏ التطور التاريخي للرصاع بني ‏شمال وجنوب السودان،‏ جملة<br />

السياسة الدولية،‏ العدد‎183‎‏،‏ كانون الثاين/‏ يناير،‏ )2011، مركز االأهرام للدراسات<br />

االسرتاتيجية،‏ القاهرة(‏ ، ‏ص‎174‎‏.‏<br />

Natsios Andrew.S, Abramowitz Michael, Sudan’s Secession Crisis Can1515<br />

.the South Part from the North without War, op.cit, p.19<br />

‎1616‎حممد عثمان حبيب اهلل،‏ التطورات السياسية يف السودان منذ اأربعني عاماً،‏ جملة السياسة<br />

الدولية،‏ العدد‎161‎‏،‏ متوز/‏ يوليو،‏ )2005، مركز االأهرام للدراسات االسرتاتيجية،‏<br />

القاهرة(‏ ، ‏ص‎271‎‏.‏<br />

‎1717‎تعدُّ‏ حركة اأنيانيا اأو ‏»سم الثعبان«‏ اأول من طالب باحلكم الذاتي للجنوب وذلك منذ<br />

العام 1955، بالإضافة لبعض احلركات االأخرى وهي:‏ - االحتاد الوطني االإفريقي<br />

السوداين – جبهة حترير اأزانيا – حزب الوحدة السوداين – رابطة السودان اجلنوبي –<br />

حركة حترير جنوب السودان وهي اجلناح العسكري حلركة اأنيانيا – احلركة الشعبية<br />

لتحرير السودان بزعامة جون قرنق.‏ راجع:‏ حمدي عبد الرحمن،‏ 2011- دور التدخالت<br />

اخلارجية يف اأزمة جنوب السودان،‏ جملة السياسة الدولية،‏ العدد‎183‎‏،‏ كانون الثاين/‏<br />

يناير،‏ القاهرة،‏ ‏ص‎164‎‏.‏ بالنسبة جلون قرنق فقد وُ‏ لد يف عام 1945 يف بور بجنوب<br />

السودان حصل على اإجازة يف العلوم عام 1971 من الواليات املتحدة االأمريكية،‏ ويف<br />

عام 1972 انضم اإىل اجليش السوداين برتبة نقيب،‏ وكلفه اجليش يف عام 1983 بإخماد<br />

مترد يف اجلنوب ولكنه بدالً‏ من اإخماده اأعلن نفسه زعيماً‏ للتمرد واأسس احلركة الشعبية<br />

لتحرير السودان،‏ راجع:‏ 22BAC6FA- http:// www.aljazeera.net/ NR/ exeres/<br />

- 3ADE- 4D6C- B431- 2D8FCFD88742.htm<br />

‎1818‎حممد عثمان حبيب اهلل،‏ التطورات السياسية يف السودان منذ اأربعني عاماً،‏ مرجع ‏سبق<br />

ذكره،‏ ‏ص‎272‎‏.‏<br />

‎1919‎حممد عثمان حبيب اهلل،‏ املرجع السابق،‏ ‏ص‎273‎‏-‏ . 274<br />

Natsios Andrew.S, Abramowitz Michael, Sudan’s Secession Crisis Can2020<br />

.the South Part from the North without War, op.cit, p.23<br />

21 21 حممد عثمان حبيب اهلل،‏ التطورات السياسية يف السودان منذ اأربعني عاماً،‏ مرجع<br />

ذكره،ره ، ‏ص‎275‎‏.‏<br />

397


انفصال جنوب السودان<br />

اجلذور والتطورات والتداعيات<br />

أ.د.‏ دريد اخلطيب<br />

أ.محمد أمير الشب<br />

222 هانئ رسالن،‏ اتفاق تقاسم السلطة،‏ جملة السياسة الدولية،‏ العدد‎160‎ ، نيسان/‏ اأبريل،‏<br />

)2005، مركز االأهرام للدراسات االسرتاتيجية،‏ القاهرة(‏ ، ‏ص‎68‎‏.‏<br />

‎2323‎هانئ رسالن،‏ املرجع السابق،‏ ‏ص‎70‎‏-‏ . 73<br />

Leo Benjamin, Sudan Debt Dynamics: Status Quo Southern Secession2424<br />

Debt Division and Oil—A Financial Framework for the Future, Center for<br />

.Global Development, Washington, 2010. P.42<br />

‎2525‎خالد حنفي علي،‏ اتفاق تقاسم الرثوة هل يوؤدي للوحدة اأم يشجع على االنفصال،‏<br />

جملة السياسة الدولية،‏ نيسان/‏ اأبريل،‏ العدد‎160‎‏،‏ )2005، مركز االأهرام للدراسات<br />

االسرتاتيجية،‏ القاهرة(‏ ، ‏ص‎74‎‏-‏ 75.<br />

Kock, Petrus.de, Thabo Mbeki and the Long Talk to Southern Sudan’s2626<br />

.Referendum, P0licy Briefing, op.cit.p.4<br />

‎2727‎لقد قامت املفوضية املوكل بها اإجراء االستفتاء،‏ والتي اأنشئت مبوجب قانون االستفتاء<br />

بارتكاب خمالفة بارزة جداً،‏ متثلت بعدم وجود فرتة ثالثة اأشهر تفصل بني موعد<br />

اإعالن الكشوف ‏»اأي اأسماء املقبولني الإجراء االستفتاء«‏ وبني موعد اإجرائه،‏ فكانت<br />

الفرتة الفعلية الفاصلة هي حوايل ‏شهر وثالثة اأيام،‏ هذا ما دعا بعض املحامني<br />

اإىل رفع دعوى قضائية تدفع بعدم دستورية االستفتاء ومتَّ‏ قبول هذه الدعوى لدى<br />

املحكمة الدستورية.‏ راجع:-‏ هانئ رسالن،‏ االستفتاء يف جنوب السودان اخلالفات<br />

والتحديات،‏ جملة السياسة الدولية،العدد‎183‎‏،‏ كانون الثاين/‏ يناير،‏ )2011، مركز<br />

االأهرام للدراسات االسرتاتيجية،‏ القاهرة(‏ ، ‏ص‎160‎‏-‏ 162.<br />

Leo Benjamin, Sudan Debt Dynamics: Status Quo Southern Secession2828<br />

.Debt Division and Oil—A Financial Framework for the Future, op.cit.p.1<br />

‎2929‎هانئ رسالن،‏ السودان مشهد ما قبل االنتخابات،‏ جملة السياسة الدولية،العدد‎183‎ ‏،نيسان/‏<br />

اأبريل،‏ )2010، مركز االأهرام للدراسات االسرتاتيجية،‏ القاهرة(‏ ، ‏ص‎161-160‎‏.‏<br />

‎3030‎عبده خمتار موسى،‏ مسألة اجلنوب ومهددات الوحدة يف السودان،‏ جملة املستقبل<br />

العربي،‏ العدد‎367‎‏،‏ اأيلول/‏ ‏سبتمرب،‏ )2009، مركز دراسات الوحدة العربية،‏ بريوت(،‏<br />

‏ص‎70‎‏-‏ 72.<br />

‎3131‎هانئ رسالن،‏ االستفتاء يف جنوب السودان اخلالفات والتحديات،‏ مرجع ‏سبق ذكره،‏<br />

‏ص‎162‎‏-‏ 163.<br />

‎3232‎عبده خمتار موسى،‏ مسألة اجلنوب ومهددات الوحدة يف السودان،‏ مرجع ‏سبق ذكره،‏<br />

‏ص‎74‎‏-‏ 78.<br />

398


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

333 وُ‏ لد ‏سلفا كري يف حمافظة بحر الغزال السودانية وبداأ حياته مقاتالً‏ يف ‏صفوف حركة<br />

اأنيانيا حتى توقيع اتفاقية اأديس اأبابا عام 1972، حيث متَّ‏ استيعابه بعد االتفاقية<br />

يف ‏سالح املشاة بالقوات املسلحة السودانية،‏ وبداأ بالرتقي حتى وصل اإىل رتبة نقيب<br />

باالستخبارات العسكرية عام 1983، ثمَّ‏ انضم بعدها اإىل ‏صفوف احلركة الشعبية<br />

لتحرير السودان التي اأعلنت التمرد ‏ضد حكومة السودان يف الشمال،‏ وكان يتحفظ كثرياً‏<br />

على ‏سياسات جون قرنق،‏ وخاصة فيما يتعلق بانفتاحه على التحالفات مع الشمال،‏<br />

اإذ كان يفضل اإعطاء االأولوية للجنوب وسوؤونه،‏ وقد بداأ اخلالف احلقيقي بني الرجلني<br />

مع توقيع اتفاق مشاكوس عام 2002، والذي اأعطى اجلنوبيني احلق بتقرير مصريهم<br />

وكان راأيه اأنه بعد مرور فرتة انتقالية مدتها ‏ست ‏سنوات ‏سيكون للجنوبيني احلق بتقرير<br />

املصري،‏ ومن ثمَّ‏ ال داعي الإضاعة الوقت واإطالة عمر املفاوضات مع الشمال،‏ عكس راأي<br />

جون قرنق الذي بداأ مبفاوضات مع الشمال للوصول التفاق اأشمل،‏ وهو ما حصل مع<br />

توقيع اتفاق نيفاشا.‏ اأي اأنَّ‏ ‏سلفا كري كان ‏ضد هذا االتفاق وقد اأوشك على االنفصال عن<br />

احلركة بعد التوقيع،‏ راجع:‏ - هانئ رسالن،‏ من الغابة اإىل القرص اجلمهوري ‏سلفا كري<br />

قائداً‏ جديداً‏ جلنوب السودان،‏ جملة السياسة الدولية،العدد‎162‎‏،‏ ترشين االأول/‏ اأكتوبر،‏<br />

)2005، مركز االأهرام للدراسات االسرتاتيجية،‏ القاهرة(‏ ، ‏ص‎158‎‏-‏ 159.<br />

‎3434‎هانئ رسالن،‏ جنوب السودان والتوجه نحو االنفصال،‏ جملة السياسة الدولية،‏<br />

العدد‎179‎‏،‏ كانون الثاين/‏ يناير،‏ )2010، مركز االأهرام للدراسات االسرتاتيجية،‏<br />

القاهرة(‏ ، ‏ص‎138‎‏.‏<br />

‎3535‎حممود حسني،‏ قراءة يف االنتخابات السودانية وما بعدها،‏ جملة السياسة<br />

الدولية،العدد‎181‎‏،‏ متوز/‏ يوليو،‏ )2010، مركز االأهرام للدراسات االسرتاتيجية،‏<br />

القاهرة(‏ ، ‏ص‎220‎‏.‏<br />

‎3636‎حممد عثمان حبيب اهلل،‏ التطورات السياسية يف السودان منذ اأربعني عاماً،‏ مرجع ‏سبق<br />

ذكره،‏ ‏ص‎275‎‏.‏<br />

‎3737‎حمدي عبد الرحمن،‏ دور التدخالت اخلارجية يف اأزمة جنوب السودان،‏ جملة السياسة<br />

الدولية،العدد‎183‎‏،‏ كانون الثاين/يناير،)‏‎2011‎‏،‏ مركز االأهرام للدراسات االسرتاتيجية،‏<br />

القاهرة(‏ ، ‏ص‎165‎‏-‏ 166.<br />

‎3838‎‏سامي ‏صربي عبد القوي،‏ الدور االإرسائيلي يف دعم وتدويل اأزمة دارفور،‏ جملة<br />

السياسة الدولية،‏ العدد‎167‎‏،‏ كانون الثاين/‏ يناير،‏ )2007، مركز االأهرام للدراسات<br />

االسرتاتيجية،‏ القاهرة(‏ ، ‏ص‎200‎‏-‏ 201.<br />

399


انفصال جنوب السودان<br />

اجلذور والتطورات والتداعيات<br />

أ.د.‏ دريد اخلطيب<br />

أ.محمد أمير الشب<br />

‎3939‎بدر حسن ‏شافعي،‏ السودان ودول اجلوار عالقات املد واجلزر،‏ جملة السياسة الدولة<br />

العدد‎175‎‏،‏ كانون الثاين/‏ يناير،‏ )2009، مركز االأهرام للدراسات االسرتاتيجية،‏<br />

القاهرة(‏ ، ‏ص‎227‎‏.‏<br />

‎4040‎راجع موقع مفوضية االستفتاء على االنرتنت على الرابط:‏<br />

www.ssrc.sd/ ssrc/ time_table.php<br />

Southern Sudan Votes for Secession, 2011, Carter Center News, Atlanta.4141<br />

.p.p. 4- 5<br />

http:// www.nordiskaafrikainstitutet.se/ ecas- 4/ panels/ 41- 60/ panel- 50/4242<br />

Ana%20Elisa %20Cascao%20- %20Abstract.<strong>pdf</strong><br />

‎4343‎راجع موقع املفوضية على ‏شبكة االنرتنت على الرابط:‏<br />

www.ssrc.sd/ ssrc/ newsview.php<br />

كتبت الصحفية ‏»ريبيكا هاملتون«‏ مراسلة ‏صحيفة ‏»نيو ريبابليك«‏ االأمريكية،‏ والتي<br />

قضت يف جنوب السودان فرتة ‏ست ‏سنوات منذ توقيع اتفاق نيفاشا عام 2005، مقاالً‏ قبل<br />

اإجراء االستفتاء بأيام قليلة،‏ خلصت فيه حالة الرتقب واالنتظار التي يعيشها ‏شعب اجلنوب<br />

ليوم االستفتاء،‏ اإذ كانت متأكدة من اأنَّ‏ اجلنوب ‏سيختار االنفصال،‏ وذكرت اأنها نادراً‏<br />

ما قابلت ‏شخصاً‏ يريد الوحدة مع الشمال.‏ راجع:‏ اأحمد حمسن،‏ جنوب السودان قد يواجه<br />

‏صعوبات جمة غداة انفصاله،‏ جملة الرشق،‏ العدد 8240، ‏)دار الرشق للطباعة والنرش،‏<br />

الدوحة،‏ 2011( ، ‏ص‎10‎‏.‏<br />

4 هانئ رسالن،‏ جنوب السودان والتوجه نحو االنفصال،‏ مرجع ‏سبق ذكره،‏ ‏ص‎141‎<br />

‎4545‎عبده خمتار موسى،‏ مسألة اجلنوب ومهددات الوحدة يف السودان،‏ مرجع ‏سبق ذكره،‏<br />

‏ص‎80‎‏.‏<br />

‎4646‎اأحمد حمسن،‏ جنوب السودان قد يواجه ‏صعوبات جمة غداة انفصاله،‏ مرجع ‏سبق ذكره،‏<br />

‏ص‎10‎‏.‏<br />

‎4747‎‏صفوت فانوس،‏ اأثر انفصال اجلنوب على عالقات السودان اخلارجية،‏ البحث موجود<br />

على الرابط:‏ 10.<strong>pdf</strong>- http:// www.shebacss.com/ docs/ hfaidh002-<br />

‎4848‎ندوة بعنوان ‏»واقع ومستقبل االقتصاد السوداين«،‏ 2/ اآذار/‏ ، 2011 متوفرة على<br />

الرابط:‏ - %D9%88.<strong>pdf</strong> http:// www.arrasid.com/ file/<br />

. 44<br />

400


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

أوالً–‏ املراجع العربية:‏<br />

‏.‏‎1‎حبيب 1 اهلل،‏ حممد عثمان،‏ التطورات السياسية يف السودان منذ اأربعني عاماً،‏ جملة<br />

السياسة الدولية،‏ العدد‎161‎‏،‏ متوز/‏ يوليو،‏ ‏)مركز االأهرام للدراسات االسرتاتيجية،‏<br />

القاهرة،‏ )2005 .<br />

‏.‏‎2‎حسني،‏ 2 حممود،‏ قراءة يف االنتخابات السودانية وما بعدها،‏ جملة السياسة الدولية،‏<br />

العدد‎181‎‏،‏ متوز/‏ يوليو،‏ ‏)مركز االأهرام للدراسات االسرتاتيجية،‏ القاهرة،‏ 2010( .<br />

‎3‎رسالن،‏ . 3 هانئ،‏ اتفاق تقاسم السلطة،‏ جملة السياسة الدولية،‏ العدد‎160‎ ، نيسان/‏ اأبريل،‏<br />

‏)مركز االأهرام للدراسات االسرتاتيجية،‏ القاهرة،‏ 2005( .<br />

‏.‏‎4‎رسالن،‏ 4 هانئ،‏ االستفتاء يف جنوب السودان اخلالفات والتحديات،‏ جملة السياسة<br />

الدولية،العدد‎183‎‏،‏ كانون الثاين/‏ يناير،‏ ‏)مركز االأهرام للدراسات االسرتاتيجية،‏<br />

القاهرة،‏ )2011 .<br />

‎5‎رسالن،‏ . 5 هانئ،‏ السودان مشهد ما قبل االنتخابات،‏ جملة السياسة الدولية،‏ العدد‎183‎ ،<br />

نيسان/‏ اأبريل،‏ ‏)مركز االأهرام للدراسات االسرتاتيجية،‏ القاهرة،‏ 2010( .<br />

‏.‏‎6‎رسالن،‏ 6 هانئ،‏ من الغابة اإىل القرص اجلمهوري ‏سلفا كري قائداً‏ جديداً‏ جلنوب السودان،‏<br />

جملة السياسة الدولية،العدد‎162‎‏،‏ ترشين االأول/‏ اأكتوبر،‏ ‏)مركز االأهرام للدراسات<br />

االسرتاتيجية،‏ القاهرة،‏ 2005( .<br />

‏.‏‎7‎رسالن،‏ 7 هانئ،‏ جنوب السودان والتوجه نحو االنفصال،‏ جملة السياسة الدولية،‏<br />

العدد‎179‎‏،‏ كانون الثاين/‏ يناير،‏ ‏)مركز االأهرام للدراسات االسرتاتيجية،‏ القاهرة،‏<br />

. )2010<br />

‏.‏‎8‎السيد،‏ 8 حممود وهيب،‏ جنوب السودان واقع يدعم اأزمة ويفرض حالً،‏ جملة العلوم<br />

االجتماعية،‏ العدد‎4‎‏،‏ املجلد‎32‎‏،‏ ‏)جملس النرش العلمي،‏ جامعة الكويت,‏ الكويت،‏<br />

.)2004<br />

.9 9 ‏شافعي،‏ بدر حسن،‏ التطور التاريخي للرصاع بني ‏شمال وجنوب السودان،‏ جملة السياسة<br />

الدولية،‏ العدد‎183‎‏،‏ كانون الثاين/‏ يناير،‏ ‏)مركز االأهرام للدراسات االسرتاتيجية،‏<br />

القاهرة،‏ )2011 .<br />

401


انفصال جنوب السودان<br />

اجلذور والتطورات والتداعيات<br />

أ.د.‏ دريد اخلطيب<br />

أ.محمد أمير الشب<br />

‎1010‎‏شافعي،‏ بدر حسن،‏ السودان ودول اجلوار عالقات املد واجلزر،‏ جملة السياسة الدولة<br />

العدد‎175‎‏،‏ كانون الثاين/‏ يناير،‏ ‏)مركز االأهرام للدراسات االسرتاتيجية،‏ القاهرة،‏<br />

. )2009<br />

111 عبد الرحمن،‏ حمدي،‏ دور التدخالت اخلارجية يف اأزمة جنوب السودان،‏ جملة السياسة<br />

الدولية،‏ العدد‎183‎‏،‏ كانون الثاين/‏ يناير،‏ ‏)مركز االأهرام للدراسات االسرتاتيجية،‏<br />

القاهرة،‏ )2011 .<br />

‎1212‎عبد القوي،‏ ‏سامي ‏صربي،‏ الدور االإرسائيلي يف دعم وتدويل اأزمة دارفور،‏ جملة السياسة<br />

الدولية،‏ العدد‎167‎‏،‏ كانون الثاين/‏ يناير،‏ ‏)مركز االأهرام للدراسات االسرتاتيجية،‏<br />

القاهرة،‏ )2007 .<br />

‎1313‎علي،‏ خالد حنفي،‏ اتفاق تقاسم الرثوة هل يوؤدي للوحدة اأم يشجع على االنفصال،‏ جملة<br />

السياسة الدولية،‏ نيسان/‏ اأبريل،‏ العدد‎160‎‏،‏ ‏)مركز االأهرام للدراسات االسرتاتيجية،‏<br />

القاهرة،‏ )2005 .<br />

‎1414‎حمسن،‏ اأحمد،‏ جنوب السودان قد يواجه ‏صعوبات جمة غداة انفصاله،‏ جملة الرشق،‏<br />

العدد 8240، ‏)دار الرشق للطباعة والنرش،‏ الدوحة،‏ 2011( .<br />

‎1515‎مقار،‏ نسيم،‏ البكباشي املرصي ‏سليم قبطان والكشف عن منابع النيل،‏ )1960 ، الهيئة<br />

املرصية العامة للكتاب،‏ القاهرة(‏ .<br />

‎1616‎مكاوي،‏ بهاء الدين،‏ التنوع االإثني والوحدة الوطنية يف السودان،‏ جملة السياسة الدولية،‏<br />

العدد‎176‎‏،‏ نيسان/‏ اأبريل،‏ ‏)مركز االأهرام للدراسات االسرتاتيجية،‏ القاهرة،‏ 2009( .<br />

‎1717‎موسى،‏ عبده خمتار،‏ مسألة اجلنوب ومهددات الوحدة يف السودان،‏ جملة املستقبل<br />

العربي،‏ العدد‎367‎‏،‏ اأيلول/‏ ‏سبتمرب،‏ ‏)مركز دراسات الوحدة العربية،‏ بريوت،‏ 2009( .<br />

‎1818‎وداعة اهلل،‏ مصعب عبد القادر،‏ دور االإعالم يف عملية التحول الدميقراطي يف السودان<br />

ملرحلة ما بعد السالم،‏ املجلة العربية للعلوم السياسية،‏ العدد‎22‎‏،‏ ‏)مركز دراسات<br />

الوحدة العربية،‏ بريوت،‏ 2009( .<br />

التقارير:‏<br />

.1 1 الرصاعات القبلية يف جونقلي التصدي النعدام االأمن يف جنوب السودان،‏ تقرير<br />

املجموعة الدولية لالأزمات،‏ 23 كانون االأول/‏ ديسمرب،‏ جملة املستقبل العربي،‏<br />

العدد‎373‎‏،‏ اآذار/‏ مارس،‏ ‏)مركز دراسات الوحدة العربية،‏ بريوت،‏ 2010( .<br />

402


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السابع والعشرون )1( - حزيران 2012<br />

ج–‏ مواقع االنرتنت:‏<br />

1. http:// www.aljazeera.net/ NR/ exeres/ 985C9F4E- E40A- 4D7F- 85EB-<br />

050BC167BD25.htm<br />

2. http:// www.aljazeera.net/ NR/ exeres/ 22BAC6FA- 3ADE- 4D6C- B431-<br />

2D8FCFD88742.htm<br />

3. www.ssrc.sd/ ssrc/ time_table.php<br />

4. http:// www.nordiskaafrikainstitutet.se/ ecas- 4/ panels/ 41- 60/ panel- 50/<br />

Ana%20Elisa%20Cascao%20- %20Abstract.<strong>pdf</strong><br />

5. www.ssrc.sd/ ssrc/ newsview.php<br />

6. http:// www.shebacss.com/ docs/ hfaidh002- 10.<strong>pdf</strong><br />

7. http:// www.arrasid.com/ file/ %D9%88.<strong>pdf</strong><br />

1.<br />

2.<br />

3.<br />

1.<br />

د–‏ املراجع باللغة اإلنكليزية:‏<br />

Kock, Petrus.de, Thabo Mbeki and the Long Talk to Southern Sudan’s<br />

Referendum, P0licy Briefing, Vol.25, November, (Governance of Africa’s<br />

Resources Programmed, 2010).<br />

Leo Benjamin, Sudan Debt Dynamics: Status Quo Southern Secession<br />

Debt Division and Oil, (A Financial Framework for the Future, Center<br />

for Global Development, Washington, 2010) .<br />

Natsios Andrew.S, Abramowitz Michael, Sudan’s Secession Crisis<br />

Can the South Part From the North Without War, (foreign affairs, Vol.90<br />

N.1, 2011) .<br />

ه–‏ تقارير باللغة اإلنكليزية:‏<br />

Southern Sudan Votes for Secession, 2011, Carter Center News, Atlanta.<br />

403


انفصال جنوب السودان<br />

اجلذور والتطورات والتداعيات<br />

أ.د.‏ دريد اخلطيب<br />

أ.محمد أمير الشب<br />

404


The Effect of Applying the Theory of Cohesion<br />

to the Teaching of Writing to EFL Learners<br />

Dana Adas<br />

25.<br />

26.<br />

ZHOU Xin- hong 2007. Application of English cohesion theory in the<br />

teaching of writing to Chinese graduate students. US- China Education<br />

Review 4 (7) , 31- 37.<br />

Yusun K. J. (2005) . Written narratives as an index of L2 competence<br />

in Korean EFL learners. Journal of Second Language Writing, 14 (4) ,<br />

259- 279.<br />

35


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 27 (1) - June 2012<br />

13.<br />

14.<br />

15.<br />

16.<br />

17.<br />

18.<br />

Kang, J. Y. 2005. Written narratives as an index of L2 competence in<br />

Korean EFL learners Journal of Second Language Writing. 14 (4) , 259-<br />

279<br />

Khalil, A., 1989. A study of cohesion and coherence in Arab EFL college<br />

students_ writing. System 17, 359–371.<br />

LI Shuang- mei. 2009. Analysis of students’ problems in writing with<br />

reference to theory ofcohesion and Error Analysis. Sino- US English<br />

Teaching 6 (11) , 41- 45<br />

LI Qing- feng .2009.Thematic selection and progression in EFL writing.<br />

US- China Foreign Language 7 (7) , 25- 29.<br />

Liu, D., 2000. Writing cohesion using content lexical devices in ESOL.<br />

Forum, 38. Retrieved on April 13 from: .<br />

Liu, M., & Braine G. (2005) . Cohesive features in argumentative writing<br />

produced by Chinese undergraduates. System, 33, 623- 636.<br />

19. Mansell, 2002. Coherence and cohesion in writing. www.aber.ac.uk/<br />

language + learning (accessed December 25, 2009) .<br />

20.<br />

21.<br />

22.<br />

23.<br />

24.<br />

Qing- Feng, L. I. 2009. Thematic selection and progression in EFL<br />

writing. US- China Foreign Language 7 (7) , 20- 29<br />

OLATEJU, M. A. 2006. Cohesion in ESL Classroom Written Texts.<br />

Nordic Journal of African Studies 15 (3) , 314–331<br />

SONG Mei- hua and XIA Wei- rong. (2002) . Combination of textual<br />

cohesive ties and textual teaching for the teaching of English writing-- a<br />

statistical analysis of the good and poor compositions written by non-<br />

English major freshmen. Journal of the Foreign Language World, 92 (6),<br />

40- 44.<br />

Takagi, A. (2001 July) . The need for change in English writing instruction<br />

in Japan. The Language Teacher, 25 (7) , 5- 9.<br />

Zhang, M. (2000) . Cohesive features in the expository writing of<br />

undergraduates in two Chinese universities. RELC Journal, 30 (1) , 61- 95.<br />

34


The Effect of Applying the Theory of Cohesion<br />

to the Teaching of Writing to EFL Learners<br />

Dana Adas<br />

References:<br />

1. Al- Jarf, R.S., 2001. Processing of cohesive devices by EFL Arab college<br />

students. Foreign Language Annals 34, 141–150.<br />

2.<br />

3.<br />

4.<br />

5.<br />

6.<br />

7.<br />

8.<br />

9.<br />

10.<br />

11.<br />

12.<br />

Castro, C. D. (2004) . Cohesion and the social construction of meaning<br />

in the essays of Filipino college students writing in L2 English. Asia<br />

Pacific Education Review, 5 (2) , 215- 225.<br />

Celce- Murcia, M. & Olshtain, E. 2000. Discourse and Context in<br />

Language Teaching. New York: Cambridge University Press.<br />

Chen, Y. L. (2008) . An Investigation of EFL Students’ Use of Cohesive<br />

Devices. National Tsing Hua University, 93- 107.<br />

Guthrie. K. M. 2008. Unpublished doctoral dissertation. Cohesion in<br />

young Latino English- language learners’ English narrative written text,<br />

The University of North Carolina, Chapel Hill.<br />

Hafeez, O. 2001. Intorduction to Discourse Analysis. Qairo Univeristy:<br />

Qairo.<br />

Halliday, M. A. K. 1994. An introduction to Functional Grammar.<br />

London: Arnold.<br />

Halliday, M.A.K., 2000. Introduction to Functional Grammar, second ed.<br />

Foreign Language Teaching and Research Press, Beijing.<br />

HO ML & Waugh, R. .2008. A Rasch measurement analysis of the use of<br />

cohesive devices in writing English as a foreign language by secondary<br />

students in Hong Kong. Journal of applied measurement. 9 (4) , 331- 43.<br />

Jafarpur, A. (1991) . Cohesiveness as a basis for evaluating compositions.<br />

System, 19 (4) , 459- 465.<br />

Jin, W. (2001) . A Quantitative Study of Cohesion in Chinese Graduate<br />

Students’ Writing: Variations across Genres and Proficiency Levels.<br />

Paper presented at the Symposium on Second Language Writing at<br />

Purdue University (West Lafayette, Indiana, September 15- 16, 2000) .<br />

Johnstone, B .2007. Discourse analysis. (2nd ed) . Blackwell publishing.<br />

159<br />

33


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 27 (1) - June 2012<br />

As far as the post tests of the experimental and control groups were<br />

compared, the following conclusions were reached:<br />

1.<br />

2.<br />

There was a significant rise in using demonstrative reference, synonyms<br />

and temporal conjunctions in favor of the experimental group.<br />

There was a significant drop in the frequency of personal reference in<br />

favor of the experimental group.<br />

3.<br />

The high frequency of cohesive ties in the control group’s post test was<br />

given to reference followed by conjunctions. However, the mostly used<br />

cohesive ties in the post test of the experimental group were conjunctions<br />

followed by reference.<br />

Recommendations:<br />

In view of the aforementioned results, teachers should give more<br />

emphasis to the theory of cohesion when writing is evaluated (Liu & Braine,<br />

2005) . Since cohesion theory is important when teachers intend to improve<br />

the writing quality of their students, we recommend that cohesion should<br />

also be applied to delimit the errors students commit in an error analysis<br />

teaching methodology. It was evident that many students were unaware of the<br />

cohesive ties (LI Shuang- mei, 2009) . Therefore, this study should pave the<br />

way for further research on the significance of the frequencies of cohesion<br />

errors before and after applying the theory of cohesion in order to examine<br />

their effect on improving the quality of writing. Moreover, the researcher<br />

recommends conducting similar studies on the effect of cohesion on writing<br />

when the treated sample is larger in terms of the number of students.<br />

32


The Effect of Applying the Theory of Cohesion<br />

to the Teaching of Writing to EFL Learners<br />

Dana Adas<br />

Table (27)<br />

T- Test of independent samples, to test the difference in total repetition due to group<br />

group N Mean S.D D.F T- value Sig<br />

control 30 2.17 1.05<br />

experimental 30 1.73 0.83<br />

Sig at (α=0.05)<br />

58 1.772 0.082<br />

Table (27) shows that there is no significant difference at (α=0.05) in<br />

total repetition due to group. Repetition was highly used by the students in<br />

the control group, and still, there is no significant drop in the experimental<br />

group frequencies. This could be due to the fact that the Arabic language<br />

is characterized by using repetition, so it might be difficult to eliminate<br />

repetition.<br />

Conclusions:<br />

We come to the conclusion that cohesion has an effect on both the quality<br />

of writing clarified either by the upgrading of the frequency of some cohesive<br />

ties or by reducing others. Zhang (2000) indicates that overusing cohesive<br />

ties has adverse effects on the quality of writing. The current study concludes<br />

that giving guided instruction about the way cohesion should be used and<br />

increasing some items and decreasing the use of others positively affects<br />

the quality of writing since the teacher instructed students that they should<br />

decrease the reference items and the total reiteration of the same item.<br />

In terms of the experimental groups’ pre- and post- tests’ comparisons,<br />

the following results were found:<br />

1.<br />

2.<br />

3.<br />

Cohesion significantly increased the frequency of demonstrative<br />

reference, synonyms, and additive conjunctions in the post test.<br />

Cohesion reduced personal reference, causal and adversative<br />

conjunctions.<br />

In reference to the pre- test results, the reference items were used more<br />

frequently than conjunctions.<br />

31


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 27 (1) - June 2012<br />

Table (24) shows that there is no significant difference at (α=0.05)<br />

in causal conjunctions due to group due to the difficulty of using such a<br />

conjunction (HO & Waugh, 2008)<br />

♦ There is no significant difference at (α=0.05) in adversative conjunctions<br />

due to group: The researcher used T- Test of independent samples to test<br />

the hypothesis. Table (25) shows the results.<br />

Table (25)<br />

T- Test of independent samples, to test the difference in adversative conjunctions due to group<br />

group N Mean S.D D.F T- value Sig<br />

control 30 0.67 0.92<br />

experimental 30 0.50 0.63<br />

Sig at (α=0.05)<br />

30<br />

58 0.817 0.417<br />

Table (25) shows that there is no significant difference at (α=0.05) in<br />

adversative conjunctions due to group due to the same reason mentioned in<br />

table (24) .<br />

♦ There is no significant difference at (α=0.05) in temporal conjunctions<br />

due to group: The researcher used T- Test of independent samples to test<br />

the hypothesis. Table (26) shows the results.<br />

Table (26)<br />

T- Test of independent samples, to test the difference in temporal conjunctions due to group.<br />

group N Mean S.D D.F T- value Sig<br />

control 30 0.17 0.38<br />

experimental 30 0.53 0.82<br />

Sig at (α=0.05)<br />

58 2.225 0.030<br />

Table (26) shows that there is significant difference at (α=0.05) in<br />

temporal conjunctions due to group, in favor of experimental group entailing<br />

that cohesion is effective in temporal conjunctions by increasing its use though<br />

it was one the most difficult conjunctions to use (HO ML & Waugh, 2008) .<br />

It is also incumbent to state that conjunctive ties add to the quality of writing<br />

(SONG & Xia, 2002; ZHOU Xin- hong, 2007) .<br />

♦ There is no significant difference at (α=0.05) in total repetition due to<br />

group: The researcher used T- Test of independent samples to test the<br />

hypothesis. Table (27) shows the results


The Effect of Applying the Theory of Cohesion<br />

to the Teaching of Writing to EFL Learners<br />

Dana Adas<br />

♦<br />

There is no significant difference at (α=0.05) in conjunctions due to<br />

group: The researcher used T- Test of independent samples to test the<br />

hypothesis. Table (22) shows the results.<br />

Table (22)<br />

T- Test of independent samples, to test the difference in conjunctions due to group.<br />

group N Mean S.D D.F T- value Sig<br />

control 30 5.13 1.81<br />

58 0.563 0.575<br />

experimental 30 5.43 2.28<br />

Sig at (α=0.05)<br />

Table (22) shows that there is no significant difference at (α=0.05) in<br />

conjunctions due to group. However, conjunctions in the experimental group<br />

had the highest percentage of use at (5.43) .<br />

♦ There is no significant difference at (α=0.05) in additive conjunctions<br />

due to group: The researcher used T- Test of independent samples to test<br />

the hypothesis. Table (23) shows the results.<br />

Table (23)<br />

T- Test of independent samples, to test the difference in additive conjunctions due to group.<br />

group N Mean S.D D.F T- value Sig<br />

control 30 2.83 0.91<br />

58 0.421 0.675<br />

experimental 30 3.00 1.97<br />

Sig at (α=0.05)<br />

Table (23) shows that there is no significant difference at (α=0.05) in<br />

additive conjunctions due to group. However, in the pre- and post test results<br />

of the experimental group, significant increase was found due to cohesion.<br />

♦ There is no significant difference at (α=0.05) in causal conjunctions<br />

due to group: The researcher used T- Test of independent samples to test<br />

the hypothesis. Table (24) shows the results.<br />

Table (24)<br />

T- Test of independent samples, to test the difference in causal conjunctions due to group.<br />

group N Mean S.D D.F T- value Sig<br />

control 30 1.47 1.07<br />

58 0.228 0.821<br />

experimental 30 1.40 1.19<br />

Sig at (α=0.05)<br />

29


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 27 (1) - June 2012<br />

Table (19)<br />

T- Test of independent samples, to test the difference in synonyms due to group.<br />

group N Mean S.D D.F T- value Sig<br />

control 30 0.53 0.63<br />

58 2.088 0.041<br />

experimental 30 1.00 1.05<br />

Sig at (α=0.05)<br />

Table (19) shows that there is significant difference at (α=0.05) in<br />

synonyms due to group, in favor of the experimental group. Similarly, the<br />

significant rise in synonyms due to cohesion is affirmed by many researchers<br />

as it adds to the quality of writing (SONG & Xia, 2002) .<br />

♦ There is no significant difference at (α=0.05) in antonyms due to<br />

group: The researcher used T- Test of independent samples to test the<br />

hypothesis. Table (20) shows the results.<br />

Table (20)<br />

T- Test of independent samples, to test the difference in antonyms due to group.<br />

group N Mean S.D D.F T- value Sig<br />

control 30 0.03 0.18<br />

58 1.921 0.060<br />

experimental 30 0.27 0.64<br />

Sig at (α=0.05)<br />

Table (20) shows that there is no significant difference at (α=0.05) in<br />

antonyms due to group.<br />

♦ There is no significant difference at (α=0.05) in collocation due to<br />

group: The researcher used T- Test of independent samples to test the<br />

hypothesis. Table (21) shows the results.<br />

Table (21)<br />

T- Test of independent samples, to test the difference in collocation due to group.<br />

group N Mean S.D D.F T- value Sig<br />

control 30 0.73 0.58<br />

58 0.781 0.438<br />

experimental 30 0.87 0.73<br />

Sig at (α=0.05)<br />

Table (21) shows that there is no significant difference at (α=0.05)<br />

in collocation due to group. It was very difficult for the students to use<br />

collocations.<br />

28


The Effect of Applying the Theory of Cohesion<br />

to the Teaching of Writing to EFL Learners<br />

Dana Adas<br />

Table (17)<br />

T- Test of independent samples, to test the difference in personal reference due to group<br />

group N Mean S.D D.F T- value Sig<br />

control 30 5.73 2.57<br />

experimental 30 2.53 1.66<br />

Sig at (α=0.05)<br />

58 5.730 0.0001<br />

Table (17) shows that there is significant difference at (α=0.05) in<br />

personal reference due to group, in favor of the experimental group. Cohesion<br />

significantly reduced reference in the experimental group (ZHOU Xin- hong,<br />

2007) . Researchers found that Reference frequency was rated as the third<br />

salient item (SONG & Xia, 2002) when students were taught writing a<br />

paragraph in the traditional way. Consequently, the current significant drop in<br />

personal reference entails that applying cohesion was successful if the quality<br />

of writing is to be assessed.<br />

♦ There is no significant difference at (α=0.05) in demonstrative reference<br />

due to group: The researcher used T- Test of independent samples to test<br />

the hypothesis. Table (18) shows the results.<br />

Table (18)<br />

T- Test of independent samples, to test the difference in demonstrative reference due to group<br />

group N Mean S.D D.F T- value Sig<br />

control 30 0.47 0.63<br />

experimental 30 1.13 1.14<br />

Sig at (α=0.05)<br />

58 2.811 0.007<br />

Table (18) shows that there is significant difference at (α=0.05) in<br />

demonstrative reference due to group, in favor of the experimental group.<br />

The demonstrative reference rising frequency indicates that the application of<br />

cohesion was rewarding and that cohesion allowed for a variety of cohesive<br />

ties and that was the purpose of the teaching of cohesion.<br />

♦ There is no significant difference at (α=0.05) in Synonyms due to<br />

group: The researcher used T- Test of independent samples to test the<br />

hypothesis. Table (19) shows the results.<br />

27


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 27 (1) - June 2012<br />

Table (15)<br />

T- Test of paired samples, to test the difference in Repetition due to Cohesion.<br />

Repetition N Mean S.D D.F T- value Sig<br />

Pre 30 2.03 1.07<br />

Post 30 1.73 0.83<br />

Sig at (α=0.05)<br />

29 1.179 0.248<br />

Table (15) shows that there is no significant difference at (α=0.05) in total<br />

repetition due to Cohesion. It is evident that repetition is a characteristic of<br />

Arabic language; thus, students were unable to reduce it significantly (Khalil,<br />

2002) . ZHOU Xin- hong also found that due to applying cohesion, lexical<br />

reiteration had no significant decrease (2007) .<br />

Comparisons between control and experimental groups<br />

frequencies of cohesive ties (Post tests) :<br />

♦<br />

There is no significant difference at (α=0.05) in Reference due to<br />

group: The researcher used T- Test of independent samples to test the<br />

hypothesis. Table (16) shows the results.<br />

Table (16)<br />

T- Test of independent samples, to test the difference in reference due to group.<br />

group N Mean S.D D.F T- value Sig<br />

control 30 6.20 2.70<br />

experimental 30 3.67 2.17<br />

Sig at (α=0.05)<br />

58 4.009 0.0001<br />

Table (16) shows that there is significant difference at (α=0.05) in<br />

reference due to group, in favor of the experimental group. The significant<br />

drop in Reference in the experimental group is a good improvement in the<br />

quality of the writing (ZHOU Xin- hong, 2007) as compared to the control<br />

group in the post test results. In terms of saliency of ties, reference was mostly<br />

salient after conjunctions in the experimental group.<br />

♦ There is no significant difference at (α=0.05) in personal due to group:<br />

The researcher used T- Test of independent samples to test the hypothesis.<br />

Table (17) shows the results.<br />

26


The Effect of Applying the Theory of Cohesion<br />

to the Teaching of Writing to EFL Learners<br />

Dana Adas<br />

conjunction. This drop could be related to the notion that temporal causal and<br />

adversative conjunctions were the most difficult cohesive ties for students to<br />

use (HO & Waugh, 2008).<br />

10. There is no significant difference at (α=0.05) in adversative conjunctions<br />

due to Cohesion (pre, post) : The researcher used T- Test of paired<br />

samples to test the hypothesis. Table (13) shows the results.<br />

Table (13)<br />

T- Test of paired samples, to test the difference in adversative conjunctions due to Cohesion.<br />

Adversative N Mean S.D D.F T- value Sig<br />

Pre 30 0.90 0.99<br />

Post 30 0.40 0.63<br />

Sig at (α=0.05)<br />

29 2.183 0.037<br />

Table (13) shows that there is significant difference at (α=0.05) in<br />

adversative conjunctions due to Cohesion. This means that applying the theory<br />

of Cohesion resulted in reducing the number of adversative conjunctions.<br />

This is due to the aforementioned reason in table (12) stating it might have<br />

been one of the most difficult type of conjunctions for students.<br />

11. There is no significant difference at (α=0.05) in Temporal due to<br />

Cohesion (pre, post) : The researcher used T- Test of paired samples to<br />

test the hypothesis. Table (14) shows the results.<br />

Table (14)<br />

T- Test of paired samples, to test the difference in temporal conjunctions due to Cohesion<br />

Temporal N Mean S.D D.F T- value Sig<br />

Pre 30 0.47 0.86<br />

Post 30 0.53 0.82<br />

Sig at (α=0.05)<br />

29 0.403 0.690<br />

Table (14) shows that there is no significant difference at (α=0.05) in<br />

temporal conjunctions due to Cohesion. The researcher noticed that students<br />

rarely use the temporal conjunctions correctly.<br />

12.<br />

There is no significant difference at (α=0.05) in total repetition due to<br />

Cohesion (pre, post) : The researcher used T- Test of paired samples to<br />

test the hypothesis. Table (15) shows the results.<br />

25


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 27 (1) - June 2012<br />

Table (10) shows that there is no significant difference at (α=0.05) in<br />

conjunctions due to Cohesion. To clarify the point, research revealed that Arab<br />

students don’t make use of conjunctions while writing in English (Khalil,<br />

2002) .<br />

8.<br />

There is no significant difference at (α=0.05) in Additive conjunctions<br />

due to Cohesion (pre, post): The researcher used T- Test of paired<br />

samples to test the hypothesis. Table (11) shows the results.<br />

Table (11)<br />

T- Test of paired samples, to test the difference in additive conjunctions due to Cohesion.<br />

Additive N Mean S.D D.F T- value Sig<br />

Pre 30 2.31 1.41<br />

29 2.301 0.029<br />

Post 30 3.00 1.97<br />

Sig at (α=0.05)<br />

Table (11) shows that there is significant difference at (α=0.05) in<br />

additive conjunctions due to Cohesion. This means that Cohesion increased<br />

the Additive (ZHOU Xin- hong, 2007) . Many researchers related the increase<br />

in conjunctions to adopting the theory of cohesion (Jafarpur, 1991, SONG<br />

Mei- hua & Xia, 2002) in that saliency of conjunctions improved the quality<br />

of writing. The post test of this study clarifies that conjunctions recorded<br />

the highest mean at (5.43) . Other researchers found that conjunctions were<br />

among the highly used ties due to cohesion (Song & Xia, 2002; Liu and<br />

Braine, 2005) .<br />

9.<br />

There is no significant difference at (α=0.05) in causal conjunctions<br />

due to Cohesion (pre, post).<br />

The researcher used T- Test of paired samples to test the hypothesis.<br />

Table (12) shows the results.<br />

Table (12)<br />

T- Test of paired samples, to test the difference in Causal conjunctions due to Cohesion.<br />

Causal N Mean S.D D.F T- value Sig<br />

Pre 30 2.10 1.27<br />

29 2.911 0.007<br />

Post 30 1.40 1.19<br />

Sig at (α=0.05)<br />

Table (12) shows that there is significant difference at (α=0.05) in causal<br />

conjunctions due to Cohesion. This means that Cohesion reduced the Causal<br />

24


The Effect of Applying the Theory of Cohesion<br />

to the Teaching of Writing to EFL Learners<br />

Dana Adas<br />

Table (8)<br />

T- Test of paired samples, to test the difference in Antonyms due to Cohesion.<br />

Antonyms N Mean S.D D.F T- value Sig<br />

Pre 30 0.30 0.47<br />

29 0.273 0.787<br />

Post 30 0.27 0.64<br />

Sig at (α=0.05)<br />

Table (8) shows that there is no significant difference at (α=0.05) in<br />

Antonyms due to Cohesion. The textbook of the course allows for more<br />

synonyms than antonyms; this might be the reason for the inadequate<br />

improvement.<br />

6.<br />

There is no significant difference at (α=0.05) in Collocation due to<br />

Cohesion (pre, post)<br />

The researcher used T- Test of paired samples to test the hypothesis.<br />

Table (9) shows the results.<br />

Table (9)<br />

T- Test of paired samples, to test the difference in Collocation due to Cohesion.<br />

Collocation N Mean S.D D.F T- value Sig<br />

Pre 30 0.60 0.72<br />

29 1.547 0.133<br />

Post 30 0.67 0.73<br />

Sig at (α=0.05)<br />

Table (9) shows that there is no significant difference at (α=0.05) in<br />

Collocation due to Cohesion. Similarly, Khalil (1989) added that collocation,<br />

and antonyms were not highly employed by Arab students, rather, reference<br />

and lexical reiteration were the main cohesive devices overused.<br />

7.<br />

There is no significant difference at (α=0.05) in conjunctions due to<br />

Cohesion (pre, post) : The researcher used T- Test of paired samples to<br />

test the hypothesis. Table (10) shows the results.<br />

Table (10)<br />

T- Test of paired samples, to test the difference in Conjunctions due to Cohesion.<br />

Conjunctions N Mean S.D D.F T- value Sig<br />

Pre 30 5.60 2.06<br />

29 0.563 0.578<br />

Post 30 5.43 2.28<br />

Sig at (α=0.05)<br />

23


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 27 (1) - June 2012<br />

Table (6)<br />

T- Test of paired samples, to test the difference in Demonstrative due to Cohesion.<br />

Demonstrative N Mean S.D D.F T- value Sig<br />

Pre 30 0.50 0.78<br />

Post 30 1.13 1.14<br />

Sig at (α=0.05)<br />

29 2.617 0.014<br />

Table (6) shows that there is significant difference at (α=0.05) in<br />

Demonstrative due to Cohesion. This means that Cohesion increased the<br />

demonstrative reference as the personal reference was reduced. However,<br />

the pre- test frequency of the demonstrative reference is very low. This goes<br />

against Liu and Braine (2005) in their study on the frequencies of cohesive<br />

ties, stated. He found that demonstrative reference had the lowest percentage<br />

of use.<br />

4.<br />

There is no significant difference at (α=0.05) in Synonyms due to<br />

Cohesion (pre, post) : The researcher used T- Test of paired samples to<br />

test the hypothesis. Table (7) shows the results.<br />

Table (7)<br />

T- Test of paired samples, to test the difference in Synonyms due to Cohesion.<br />

Synonyms N Mean S.D D.F T- value Sig<br />

Pre 30 0.43 0.68<br />

Post 30 1.00 1.05<br />

Sig at (α=0.05)<br />

29 2.894 0.007<br />

Table (7) shows that there is significant difference at (α=0.05) in<br />

Synonyms due to Cohesion. This means that Cohesion increased the<br />

Synonyms. This was a good contribution to the quality of writing since<br />

many researchers related lexical cohesion as an element that improves the<br />

quality of writing (Liu & Braine, 2005; Song & Xia, 2002) . Moreover, other<br />

researchers indicated that synonym use was highly rated all times (Zhang,<br />

2000) . However, other researchers found that synonyms were not highly used<br />

by Arab students (Khalil, 1989) .<br />

5.<br />

There is no significant difference at (α=0.05) in Antonyms due to<br />

Cohesion (pre, post) : The researcher used T- Test of paired samples to<br />

test the hypothesis. Table (8) shows the results.<br />

22


The Effect of Applying the Theory of Cohesion<br />

to the Teaching of Writing to EFL Learners<br />

Dana Adas<br />

Experimental group analysis of frequencies of cohesive<br />

ties (pre and post tests) :<br />

1.<br />

There is no significant difference at (α=0.05) in Reference frequencies<br />

due to Cohesion (pre- and post- tests) : The researcher used T- Test of<br />

paired samples to test the hypothesis. Table (4) shows the results.<br />

Table (4)<br />

T- Test of paired samples, to test the difference in Reference due to Cohesion.<br />

Reference N Mean S.D D.F T- value Sig<br />

Pre 30 5.90 2.56<br />

29 5.123 0.0001<br />

Post 30 3.67 2.17<br />

Sig at (α=0.05)<br />

Table (4) shows that there is significant difference at (α=0.05) in<br />

Reference due to Cohesion. This means that Cohesion reduced the reference<br />

(Khalil, 2002) . This result goes in line with ZHOU Xin- hong (2007) who<br />

found that reference is reduced due to cohesion.<br />

2.<br />

There is no significant difference at (α=0.05) in Personal reference due<br />

to Cohesion (pre, post) : The researcher used T- Test of paired samples to<br />

test the hypothesis. Table (6) shows the results.<br />

Table (5)<br />

T- Test of paired samples, to test the difference in Personal reference due to Cohesion.<br />

Personal N Mean S.D D.F T- value Sig<br />

Pre 30 5.40 2.36<br />

29 7.736 0.0001<br />

Post 30 2.53 1.66<br />

Sig at (α=0.05)<br />

Table (5) shows that there is significant difference at (α=0.05) in Personal<br />

reference due to Cohesion. This means that Cohesion reduced the Personal<br />

reference. This was due to the fact that formal writing requires reducing<br />

reference (ZHOU Xin- hong, 2007, pp. 35- 37) . In this study, the students<br />

were taught not to overuse personal reference since its overuse doesn’t add to<br />

the quality of the writing.<br />

3.<br />

There is no significant difference at (α=0.05) in Demonstrative<br />

reference due to Cohesion (pre, post) : The researcher used T- Test of<br />

paired samples to test the hypothesis. Table (6) shows the results.<br />

21


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 27 (1) - June 2012<br />

Table (2)<br />

Frequencies, means and standard deviations of students grades due<br />

to Group and Gender in the post tests.<br />

Group<br />

Gender<br />

Frequency<br />

Mean<br />

Standard deviation<br />

Male<br />

12<br />

5.50<br />

1.24<br />

Control Female<br />

18 5.89<br />

1.37<br />

Total<br />

30<br />

5.73<br />

1.31<br />

Male<br />

9<br />

7.06<br />

1.57<br />

Experimental Female<br />

21 7.55<br />

1.40<br />

Total<br />

30<br />

7.40<br />

1.45<br />

Male<br />

21<br />

6.17<br />

1.57<br />

Total Female<br />

39 6.78<br />

1.61<br />

Total<br />

60<br />

6.57<br />

1.61<br />

Table (3)<br />

Two Way ANOVA, to test the differences in students writing<br />

achievement due to Group and Gender.<br />

Source of variation Sum of squares Degrees of Freedom Mean squares F value Sig.<br />

Group 34.714 1 34.714 18.008 0.0001<br />

Gender 2.608 1 2.608 1.353 0.250<br />

Group Gender .036 1 0.036 0.019 0.892<br />

Error 107.952 56 1.928<br />

Total 152.233 59<br />

Sig at (α=0.05)<br />

Table (3) indicates that there is a significant difference at (α=0.05) in the<br />

students' writing achievement due to Group in favor of experimental group.<br />

This means that students who were taught by Cohesion are better than students<br />

who were taught by the traditional method (Jin, 2001; LI Shuang- me, 2009;<br />

Liu &Braine, 2005; Song & Xia, 2002; ZHOU Xinhong, 2007) . Other gender<br />

related differences were not found (Jones & Myhill, 2007) . What adds to<br />

the quality of the study is that the students who were taught by applying<br />

cohesion theory are Arab students whose English language abilities are weak;<br />

therefore, cohesion allows them to write more effectively than before.<br />

20


The Effect of Applying the Theory of Cohesion<br />

to the Teaching of Writing to EFL Learners<br />

Dana Adas<br />

were observed by the teacher while writing.<br />

Finally, both groups were invited to write a composition as the post test.<br />

At the end of the semester, a post- test was administered to both groups to<br />

investigate the students’ achievement in paragraph writing in terms of quality<br />

of writing and cohesion distribution. The students were asked to write an<br />

opinion paragraph about “Obsession with sports can either be dangerous or<br />

beneficial”. The frequency and type of correctly used cohesive devices were<br />

analyzed into tables and the quality of their writing was given a grade out of<br />

10% in relevance to the same writing rubric (to be provided in the appendix)<br />

. Then, the frequencies of correctly used cohesive devices in both groups<br />

and the quality of the writing were statistically processed using SPSS and<br />

appropriate statistical processes. As for the validity of the instrument, four<br />

faculty members validated the instrument as it matches the study purposes.<br />

The reliability of the study was calculated with Split- Half method. The<br />

reliability coefficient was (0.71) . The reliability coefficient value is high<br />

enough and suitable for research purposes.<br />

Study Design and analysis:<br />

The study design was experimental with the independent variable of the<br />

method (Cohesion treatment and traditional method of teaching writing) . In<br />

addition, the dependent variable was the students’ achievement (frequencies)<br />

in: reference (personal, demonstrative) , synonyms, antonyms, collocation,<br />

conjunctions (additive, causal, adversative, temporal) , and lastly total<br />

repetition of the same item.<br />

Data Analysis:<br />

The data was treated by SPSS. The following statistical procedures<br />

were used: Frequencies, Means and standards deviation, T- Test of Paired<br />

Samples, T- Test of Independent Samples, One- Way ANOVA, and Two- Way<br />

ANOVA.<br />

Main hypothesis: There are no significant differences at (α=0.05) in the<br />

students' writing achievement due to Group and Gender. The researcher used<br />

Two Way ANOVA to test the hypothesis.<br />

19


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 27 (1) - June 2012<br />

As far as the experimental group is treated, the teacher instructed the<br />

students in the first activities about the necessary types of cohesion as<br />

delimited in the diagnostic pre- test at the beginning of the semester. They<br />

were instructed on writing opinion and cause and effect paragraphs. The treat<br />

of the experimental group lasted for four months. The control group was<br />

taught in the traditional way of teaching paragraph writing for four months.<br />

The researcher consulted another teacher to assess the students’ performance<br />

in both the pre- and post- test results. Reference, synonyms, antonyms,<br />

repetition, collocation, and conjunctions were the main cohesive ties in<br />

focus. After the teacher demonstrated the correct use of cohesive devices, the<br />

students were instructed to engage in collaborative in- class paragraph writing<br />

activities. The students had to read paragraphs and underline instances of<br />

cohesion so as to replace reiterated items with synonyms. Then, the students<br />

were asked to rewrite their own paragraphs in accordance with the correct<br />

use of cohesive devices and the assignments were followed by an assessment<br />

procedure in view of cohesion. Every week, the students were given feedback<br />

about their use of cohesion. All the paragraphs the students were asked to<br />

write were related to their textbook topics. The students were asked to work<br />

collaboratively in- class by being divided into groups of four. Two groups<br />

will prepare paragraphs at home related to one of the topics they have studied<br />

about. The two other groups will work together in- class writing a paragraph<br />

on the board by one group and then the other group is supposed to underline<br />

the cohesive ties and then rewrite the paragraph by using synonyms, antonyms,<br />

conjunctions, and collocations that will eventually create a new paragraph.<br />

They recognized that employing various cohesive devices added to the unity<br />

of their writings (Mansell, 2002) . However, the control group didn’t receive<br />

any instruction about the theory of cohesion, but concerning the activities,<br />

they were identical in number and topic. The control group was instructed<br />

on how to write a paragraph and then the written paragraphs by the students<br />

either individually or in groups were analyzed in terms of its quality only.<br />

The topics covered by applying the theory of cohesion were four different<br />

topics and therefore the researcher used two types of paragraphs, cause and<br />

effect and opinion paragraph. The students welcomed the idea of applying<br />

cohesion to the teaching of writing; therefore, the researcher didn’t face any<br />

challenges because most of the activities were done in- class and the students<br />

18


The Effect of Applying the Theory of Cohesion<br />

to the Teaching of Writing to EFL Learners<br />

Dana Adas<br />

passed the entrance test or succeeded in a remedial course. One of the main<br />

objectives of the course is to teach writing at the paragraph level. The sample<br />

of the study is purposive and consisted of an experimental group and a control<br />

group; each group consisted of 30 non- English majors. Ten students were<br />

eliminated from each group because they did not have the pre- or the posttests.<br />

Study instrument:<br />

The instruments used in this study include: a pre- test, a post- test, rubrics<br />

for writing a paragraph, cohesive ties table or checklist. The participants were<br />

instructed to write a 100 word paragraph on a general topic.<br />

Study procedures:<br />

The two sections of the experimental and control groups were taught by<br />

the same teacher using traditional classroom assessment methods such as the<br />

writing rubrics for paragraphs. A pre- test for the two groups was established<br />

to delimit areas of weaknesses in students’ writings, evaluate their writing<br />

level and to test the equivalence of the study group before applying Cohesion.<br />

The two groups were equivalent. Table (1) shows the results of One Way<br />

ANOVA to test the equivalence between the experimental and control groups<br />

before applying Cohesion<br />

Table (1)<br />

One Way ANOVA results to test the equivalence between the experimental and control groups.<br />

Source of Variation Sum of Squares D.F Mean Square F Sig.<br />

Between Groups 11.267 1 11.267<br />

Within Groups 7285.067 58 125.605<br />

Total 7296.333 59<br />

17<br />

0.090 0.766<br />

Table (1) indicates that experimental and control group are equivalent<br />

before applying Cohesion.<br />

The students of the two groups were asked to write a cause and effect<br />

paragraph about “reasons behind the difficulty in learning English Language”.<br />

It was found that most of the errors in writing were related to cohesion in terms<br />

of reference, synonyms, collocation, total repetition of items and conjunctions.<br />

Their pre- and post- tests’ scores were out of 10% and the length of their<br />

paragraphs was, on average, 100- 150 words.


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 27 (1) - June 2012<br />

C.<br />

D.<br />

E.<br />

3.<br />

A.<br />

B.<br />

C.<br />

D.<br />

E.<br />

Are there significant differences in the frequencies of collocations in the<br />

experimental group before and after applying the theory of cohesion?<br />

Are there significant differences in the frequencies of conjunctions<br />

(additive, causal, adversative, and temporal) in the experimental group<br />

before and after applying the theory of cohesion?<br />

Are there significant differences in the frequencies of total repetition in the<br />

experimental group before and after applying the theory of cohesion?<br />

Are there significant differences in the frequencies of the cohesive ties<br />

regarding the post tests of the experimental and control groups?<br />

Are there significant differences in the frequencies of reference (personal,<br />

demonstrative) regarding the post tests of both the experimental and<br />

control groups?<br />

Are there significant differences in the frequencies of synonyms and<br />

antonyms regarding the post tests of both the experimental and control<br />

groups?<br />

Are there significant differences in the frequencies of collocations<br />

regarding the post tests of both the experimental and control groups?<br />

Are there significant differences in the frequencies of conjunctions<br />

(additive, causal, adversative, and temporal) regarding the post tests of<br />

both the experimental and control groups?<br />

Are there significant differences in the frequencies of total repetition<br />

regarding the post tests of both the experimental and control groups?<br />

Methodology:<br />

The Methodology of this study is Quasi Experimental as there is a<br />

treatment with a purposive sample.<br />

Study population and sample:<br />

The population of the study consisted of 80 non- major students studying<br />

English general course at An Najah National University. The university<br />

English general course (lasts for 4 months) objectives entail that the students<br />

enrolled in such a course are of an intermediate level in English as they either<br />

16


The Effect of Applying the Theory of Cohesion<br />

to the Teaching of Writing to EFL Learners<br />

Dana Adas<br />

same lexicon instead of using a synonym or a collocation. Therefore, applying<br />

the theory of cohesion to the teaching of writing forces the students to search<br />

for collocations, synonyms and antonyms to look for a variety of cohesive<br />

devices that may add to the quality of writing.<br />

However, it should be emphasized that some researchers like (Zhang,<br />

2000) included all the cohesive ties which were improperly or correctly used<br />

when investigating cohesive ties in relation to the writing quality. The current<br />

study counts only the properly used cohesive ties to measure the good or poor<br />

quality of writing.<br />

As far as the frequency of the cohesive ties is measured, some researchers<br />

examined only the number of the ties. Yusun Kang (2005) conducted a study<br />

on the non- native learners’ choices of cohesive devices and found that the<br />

mother tongue affects the type of cohesive tie the EFL students chose. He found<br />

that Korean students opted for the demonstrative reference and repetition in<br />

writing more than any other tie. Guthrie (2008) found that English language<br />

learners of a Spanish origin didn’t employ substitution and ellipsis, rather,<br />

they used the additive and temporal ties; at the lexical level, the participants<br />

opted for lexical repetition such as synonyms and total repetition.<br />

Questions of the study: The questions of the study are as<br />

follows:<br />

1.<br />

2.<br />

A.<br />

B.<br />

Are there any significant differences in the students’ writing achievement<br />

due to Group and Gender?<br />

Are there significant differences in the frequencies of all the cohesive<br />

devices in the experimental group before and after applying the theory<br />

of cohesion?<br />

Are there significant differences in the frequencies of reference (personal,<br />

demonstrative) in the experimental group before and after applying the<br />

theory of cohesion?<br />

Are there significant differences in the frequencies of synonyms and<br />

antonyms in the experimental group before and after applying the theory<br />

of cohesion?<br />

15


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 27 (1) - June 2012<br />

LI Shuang- mei (2009) argued that giving direct instruction to the<br />

students about cohesion is important to improve the writing abilities because<br />

students had problems with reference, conjunctions, etc. Other researchers<br />

found that applying cohesion improves the quality of writing (Jin, 2001,<br />

LI Shuang- me, 2009; Liu &Braine, 2005; Song & Xia, 2002; ZHOU Xinhong,<br />

2007) . SONG & Xia (2002) compared the cohesive features of good<br />

and poor writings as revealed in the compositions of English non- major<br />

Chinese students. They found that the cohesive device positively affecting<br />

the assessment of the compositions was lexical cohesion, and the second one<br />

was grammatical cohesion followed by reference.<br />

ZHOU Xin- hong (2007) examined the application of the theory of<br />

cohesion to the teaching of Chinese EFL learners by opting for a control group<br />

and an experimental group. He examined the frequencies of cohesive ties and<br />

their effect on the quality of writing and found that cohesion improved the<br />

quality of writing. He found that the reference items and lexical reiteration<br />

of the two groups dropped slightly. It is noteworthy that what added to<br />

the quality of the writing was the use of conjunctions, mostly additive and<br />

enhancement.<br />

Other researchers such as Liu & Braine (2005) investigated the use of<br />

cohesive devices in the writing of undergraduate students and found that<br />

students used three types of which lexical devices were the mostly used followed<br />

by reference and conjunctions. This finding is in line with that of previous<br />

studies (Zhang, 2000) . The least frequently used tie was the demonstrative<br />

reference. The quality of writing was affected by the total number of cohesive<br />

ties and the errors committed in using reference and lexis.<br />

However, some researchers found that cohesion doesn’t affect the<br />

quality of writing (Castro, 2004; Chen, 2008; Jafarpur, 1991, Zhang, 2000) .<br />

JO- Ling Chen (2008) examined college students use of cohesive devices<br />

and the relationship between the devices and the quality of writing. He found<br />

that lexical devices had the highest percentage of use followed by reference<br />

and then conjunctions. However, his study revealed that overusing cohesive<br />

devices negatively affected the quality of writing. Zhang (2000) studied<br />

cohesion employment by Chinese English majors and found that cohesion<br />

is not related to good or poor writing, but agreed with other researchers that<br />

lexical collocations add to the good quality of writing (Jafarpur, 1991; Zhang,<br />

2000) . Zhang (2000) also indicated that the EFL students preferred to use the<br />

14


The Effect of Applying the Theory of Cohesion<br />

to the Teaching of Writing to EFL Learners<br />

Dana Adas<br />

A reference device is used to connect elements within the same text.<br />

Personal and demonstrative reference (e.g., this, that, the) are the only two<br />

referential items used by the students in their pre- and post tests to maintain<br />

cohesion. A conjunction links together phrases or two separate sentences.<br />

The conjunctions included in the current study as used by the students are:<br />

additive conjunctions (e.g., and, or, not) , adversative conjunctions (e.g.,<br />

however, but, although) , causal conjunctions (e.g., so, therefore, thus) , and<br />

temporal conjunctions (e.g., then, next, finally) . As far as lexical cohesion is in<br />

focus, Halliday and Hasan (1976) identified the following lexical items: total<br />

repetition is repeating the same word. Also, collocation is the use of two or<br />

more words that usually occur together. Synonyms are words that are similar<br />

in meaning, and antonyms are words which are opposites. Substitution and<br />

ellipsis were excluded from the study (because students rarely use devices as<br />

such when they formally communicate (Halliday, 2000; Liu & Braine, 2005)<br />

. This study is significant since it must be acknowledged by all teachers that<br />

applying the theory of cohesion to the teaching of writing is essential.<br />

Literature review:<br />

Many researchers found that EFL students were incompetent in terms of<br />

using cohesion (Khalil, 2002, Olateju, 2006) . The students made mistakes<br />

due to incorrect choices of cohesive ties in writing. Although researchers<br />

have dug deep into the effect of applying cohesion theory to the teaching of<br />

writing (Kong Ling- ling, 2002; Liu and Braine, 2005; ZHOU Xin- Hong,<br />

2007) , most of the research papers addressed the descriptive part.<br />

In terms of the effect of cohesion on the quality of writing, Al- Jarf (2001)<br />

found that Arab EFL learners couldn’t opt for the correct choices of cohesive<br />

ties due to the insufficient knowledge about cohesion. She investigated the<br />

use of cohesive ties and found that conjunctions were the easiest to use, but<br />

reference was very difficult. Guthrie (2008) recommended conducting more<br />

research focusing on more students groups and the use of cohesion.<br />

Khalil (1989) contended that Arab students overused lexical reiteration of<br />

the same item and the frequency of other lexical and grammatical cohesive ties<br />

dropped. Therefore, the quality of writing was poorly evaluated in terms of both<br />

cohesion and coherence. He also found that Arab students overused reference.<br />

Therefore, he recommends that students should be given more instruction about<br />

the importance of cohesion on the quality of writing as a whole.<br />

13


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 27 (1) - June 2012<br />

Introduction:<br />

What is challenging in the process of teaching paragraph writing is<br />

producing unified texts with minimal writing errors. Teachers consider writing<br />

as the main issue as they found that many students are unable to produce<br />

academic papers as effective as it should be in terms of the quality and unity<br />

of structure.<br />

Cohesion and coherence are two important elements entailing “good”<br />

writing (Halliday, 2000; Lui 2000) . Examining cohesive ties use can provide<br />

insights into the extent to which students from different majors and levels<br />

maintain cohesion in their paragraph writing. Therefore, the role of the<br />

teachers is to give their students direct instruction about the correct modes of<br />

writing from the point of view of cohesion (Johnstone, 2007, 159) .<br />

It is incumbent to say that cohesion as proposed by Halliday and Hasan<br />

(1976) makes sentences hang together (Celce- Murica and Olshtain, 2000,<br />

150) . Moreover, cohesive ties function in writing to maintain unity within a<br />

sequence of sentences to simplify the interpretation of the text (Hafeez, 2001)<br />

. The students’ ability to use cohesive devices creates a sense of flow of ideas<br />

enabling students to improve their sentences (Mansell, 2002; Qing- feng,<br />

2009) . The current study helps to describe the effect of applying cohesion<br />

on the frequency of cohesive ties and the quality of writing when Englishlanguage<br />

learners, whose primary language is Arabic, employ the skill of<br />

writing.<br />

Cohesion is pinpointed as the employment of all the explicit linguistic<br />

devices to signal relations between sentences. The cohesive devices that<br />

instructors could benefit from in the process of teaching paragraph structure<br />

are categorized by Johnstone (2007, 150) and Halliday & Hasan (1976) as<br />

follows: reference, conjunction, synonymy, antonymy, collocation, and total<br />

lexical repetition. Synonyms and antonyms are of great importance since<br />

using them to improve the quality of writing is important as many teachers<br />

complain that when it comes to writing, students use repetitive words rather<br />

than synonyms or antonyms. Substitution and ellipsis are excluded from<br />

the current study due to the fact that students didn’t use them in the pretest<br />

results. Other researchers found that these two items are rarely used by<br />

students in written English (Liu & Braine, 2005; Zhang, 2000) .<br />

12


The Effect of Applying the Theory of Cohesion<br />

to the Teaching of Writing to EFL Learners<br />

Dana Adas<br />

Abstract:<br />

It is essential for the students to be fully aware of the theory of cohesion<br />

(Halliday & Hasan, 1976) so as to allow for continuity of thought while<br />

writing compositions (Qing- feng, 2009) . Therefore, this study investigates<br />

the effect of applying cohesion (Halliday & Hasan, 1978) in the students’<br />

compositions when the quality of their writing and frequency of cohesive ties<br />

are analyzed. The sample of the study consisted of an experimental group and<br />

a control group; each group consisted of 30 non- English majors studying<br />

English I; a university required course at An- Najah National University. A<br />

pre- writing test was developed and its validity and reliability were established.<br />

The findings of the study revealed that cohesion had a positive effect on the<br />

quality of the students’ writing. It was also found that cohesion increased the<br />

frequencies of conjunctions which formed the largest percentage, followed<br />

by reference items and then synonyms in favor of the experimental group.<br />

Apart from that, certain differences were found in terms of the frequency of<br />

use of some cohesive ties after applying cohesion in relation to the in- group<br />

or among groups analyses. In light of the findings, it is recommended that<br />

students should be trained on how to use cohesion to positively affect their<br />

writing skills.<br />

11


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No. 27 (1) - June 2012<br />

<br />

@ZòÉ‹fl<br />

Cohesion (Halliday & Hasan, 1976)<br />

(Qing- feng, 2009)<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

Cohesion<br />

conjunctions<br />

references<br />

<br />

10


The Effect of Applying the Theory<br />

of Cohesion to the Teaching<br />

of Writing to EFL Learners<br />

Dana Adas<br />

Language Center, An- Najah National University, Nablus.<br />

9


Al-Quds Open Uni ver sity<br />

Journal of<br />

for Research & Studies<br />

Contents<br />

The Effect of Applying the Theory of Cohesion<br />

to the Teaching of Writing to EFL Learners<br />

Dana Adas ................................................................. 9


Al-Quds Open Uni ver sity<br />

Journal of<br />

for Research & Studies<br />

9. References should follow rules as follows:<br />

(a) If the reference is a book, then it has to include the author name,<br />

book title, translator if any, publisher, place of publication, edition,<br />

pub li cation year, page number.<br />

(b) If the reference is a magazine, then it has to include the author,<br />

paper title, magazine name, issue number order by last name of<br />

the au thor.<br />

10. References have to be arranged in alphabetical order by last name of the<br />

author.<br />

11. The researcher can use the APA style in documenting scientific and applied<br />

topics where he points to the author foot notes.<br />

Opinions expressed in this journal are solely those of their authors


Guidelines for Authors<br />

The Journal of Al-Quds Open Uni ver sity For Research & Studies Publishes<br />

Original research documents and sci en tific studies for faculty members and<br />

re searchers in Alquds Open University and other local, Arab, and International<br />

universities with special focus on topics that deal with open education. The<br />

Journal accepts pa pers offered to sci en tific conferences.<br />

Researchers who wish to publish their papers are required to abide by the<br />

following rules:<br />

1.<br />

Papers are accepted int both English and Arabic.<br />

2. each paper should not exceed 32 pages or 7500 words including foot notes<br />

and references.<br />

3.<br />

Each paper has to add new findings or extra knowledge in its field.<br />

4. Papers have to be on a “CD” or “E-mail” accom pa nied by three hard copies.<br />

Nothing is returnable in ei ther case: published or not.<br />

5. An abstract of 100 to 150 words has to be included. The lan guage of the<br />

abstract has to be English if the paper is in Arabic and has to be Arabic if<br />

the paper is in English.<br />

6. The paper will be published if it is accepted by at least two re visers. The<br />

Journal will appoint the revisers who has the same degree or higher than<br />

the researcher himself.<br />

7.<br />

The researcher should not include anything personal in his pa per.<br />

8. The owner of the published paper will receive one copy of the Journal in<br />

which his paper is published.


general supervisor professor<br />

Younis Amro<br />

President of the University<br />

editor - in - chief<br />

Hasan A. Silwadi<br />

Dean of Scientific Research & Graduate Studies<br />

editorial board<br />

Yaser Al. Mallah<br />

Ali Odeh<br />

Islam Y. Amro<br />

Insaf Abbas<br />

Rushdi Al - Qawasmah<br />

Zeiad Barakat<br />

Majid Sbeih<br />

Yusuf Abu Fara


for correspondence and sending research<br />

use the following address:<br />

Chief of the Editorial Board of the Journal of<br />

Al-Quds Open University for Research & Studies<br />

Al-Quds Open University<br />

P.O. Box ; 51800<br />

Tel: 02-2984491<br />

Fax: 02-2984492<br />

Email: hsilwadi@qou.edu<br />

design and artistic production:<br />

Graphic Design & Production Department<br />

Deanship of Scientific Research & Graduate Studies<br />

Al-Quds Open University<br />

Tel: 02-2952508


Al-Quds Open Uni ver sity<br />

Journal of<br />

for Research & Studies

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!