14-12-2023-YOUM7
14-12-2023-YOUM7 عدد اليوم السابع
14-12-2023-YOUM7 عدد اليوم السابع
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
العدد 4580 الخميس <strong>14</strong> ديسمبر - <strong>2023</strong> غرة جمادى الآخرة <strong>14</strong>45ه<br />
Thursday - <strong>14</strong> December <strong>2023</strong> - Issue NO 4580<br />
w w w . y o u m 7 . c o m<br />
ضباع إسرائيل<br />
يواصلون<br />
افتراس غزة<br />
توسيع العدوان على القطاع واقتحام الضفة الغربية<br />
الاحتلال يستهدف مدارس ومستشفيات الشمال<br />
ويكثف العمليات العسكرية بالوسط والجنوب<br />
والفصائل الفلسطينية ترد بمعارك شرسة<br />
كتب - أحمد جمعة<br />
واصل جيش الاحتلال الإسرائيلى ارتكاب املزيد من املجازر والإبادة الجماعية فى قطاع غزة<br />
أمس لليوم ال68 على التوالى، مع توسيع الاحتلال لعملياته العسكرية فى شمال وشرق<br />
وجنوب قطاع غزة، فيما تصدت الفصال الفلسطينية ملحاولات جيش الاحتلال تحقيق تقدم<br />
فى بعض محاور القتال.<br />
واستشهد عشرات املواطنني الفلسطينيني بينهم أطفال ونساء، وأُصيب آخرون، ودمرت<br />
عشرات املنازل والبنايات والشقق السكنية، واملمتلكات العامة والخاصة، فى قصف الاحتلال<br />
الإسرائيلى املتواصل على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا.<br />
وقالت السلطات الطبية فى غزة، إن أكثر من 40 شهيدا بينهم 10 أطفال وصلوا إلى مجمع<br />
ناصر الطبى فى خان يونس جنوب قطاع غزة، خلال ال24 ساعة املاضية، وذلك فى غارات<br />
إسرائيلية مستمرة على شرق وغرب خان يونس.<br />
واستشهد مواطنان فلسطينيان، وأصيب آخرون، فى قصف الاحتلال الإسرائيلى منزلا فى<br />
مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة.<br />
وشن الاحتلال الإسرائيلى مئات الغارات الجوية وكثف القصف املدفعى والأحزمة النارية<br />
واقترف مجازر وحشية بتدمري املنازل على رؤوس ساكنيها، فى إطار الإبادة الجماعية<br />
واملجازر، وسط وضع إنسانى كارثى، مع استمرار التوغل البرى لجيش الاحتلال، ويحاصر<br />
الجانب الإسرائيلى كل مستشفيات شمال غزة ويستهدفها وأبرزها العودة وكمال عدوان،<br />
ونشر القناصة فى عدد من املناطق املتفرقة فى جباليا والفالوجا والشجاعية فى شمال وشرق<br />
غزة، وركز جيش الاحتلال الإسرائيلى عملياته على خان يونس، حيث اقترف عدة مجازر فيها<br />
بقصف العديد من املنازل على رؤوس ساكنيها فى حى الأمل واملخيم وقيزان النجار، ما أدى<br />
خلال 24 ساعة إلى استشهاد 40 فلسطينيا منهم 10 أطفال وعدد من النساء.<br />
وجدد الاحتلال الإسرائيلى قصفه املدفعى شرقى خان يونس ووسطها بالتزامن مع تواصل<br />
الغارات الجوية.<br />
وارتقى 4 شهداء فلسطينيني هم سيدتان وطفلان، وأصيب آخرون جراء استهداف<br />
الاحتلال الإسرائيلى منزلا فى منطقة قيزان النجار جنوبى خان يونس، فيما استشهد 5<br />
فلسطينيني من عائلة العامودى فى غارة للاحتلال الإسرائيلى، وأصيب 7 آخرون جراء قصف<br />
الاحتلال الإسرائيلى منزلهم فى مخيم خان يونس.<br />
فيما استشهد طفلان فلسطينيان وأصيب آخرون جراء استهداف الاحتلال ملنزل عائلة<br />
فطاير بدير البلح، وأطلق الاحتلال قنابل إنارة وقذائف مدفعية فى محيط مستشفى مجمع<br />
ناصر الطبى فى خان يونس، وغرقت خيام النازحني جنوب غزة مع استمرار تساقط الأمطار.<br />
واستشهد الصحفى الفلسطينى عبدالكريم عودة، جراء قصف الاحتلال على قطاع غزة،<br />
لريتفع عدد الشهداء الصحفيني إلى 87 شهيدا وشهيدة،<br />
وجدد الاحتلال الإسرائيلى القصف املدفعى املكثف على حيى التفاح والدرج شرق غزة.<br />
فيما أكد املتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية د. أشرف القدرة، فى مؤتمر صحفى،<br />
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلى إلى أكثر من 184<strong>12</strong> شهيدا و50100 إصابة منذ السابع<br />
من أكتوبر املاضى، وتمكنت الفصائل الفلسطينية من تدمري أكثر من 200 آلية إسرائيلية<br />
خلال الأسبوعني املاضيني غالبيتهم فى شمال وجنوب غزة، وذلك فى ظل محاولات جيش<br />
الاحتلال الإسرائيلى التقدم بريا فى عدة محاور مختلفة بشمال وشرق وغرب وجنوب غزة.<br />
وفى تل أبيب، اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلى بمقتل 10 عسكريني، معظمهم ضباط،<br />
وإصابة 7 آخرين بجراح الليلة املاضية فى املعارك الدائرة شمالى قطاع غزة وتحديدا فى حى<br />
الشجاعية الذى تقود فيه الفصائل الفلسطينية معارك ضارية.<br />
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى مقتل 8 عسكريني من بينهم قائد الكتيبة 13 فى لواء<br />
جولانى تومر غرينبريغ، بالإضافة لقائد فصيل فى الكتيبة رقم 13 ويدعى روعى ملدسى.<br />
ثم عاد وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى مقتل عسكريني إضافيني أحدهما قائد فى لواء<br />
يفتاح برتبة عقيد فى معارك الشجاعية بقطاع غزة.<br />
وفى نيويورك، اعتمدت الجمعية العامة للأمم املتحدة قرارا يطالب بوقف فورى إنسانى<br />
لإطلاق النار فى قطاع غزة، وصوتت 153 من دول الجمعية العامة لصالح قرار وقف إطلاق<br />
النار، مقابل معارضة 10 دول وامتناع 23.<br />
وفى الضفة الغربية، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلى، أمس الأربعاء، لليوم الثانى على<br />
التوالى اقتحام مدينة جنني ومخيمها، فى حني اقتحم عدة مناطق أخرى بالضفة الغربية،<br />
منها مدينتا بيت لحم وقلقيلية والبلدة القديمة فى نابلس ومخيم الأمعرى فى رام الله.<br />
ووسع جيش الاحتلال الإسرائيلى نطاق اعتداءاته فى جنني لتشمل عدة أحياء، قصف<br />
خلالها 3 منازل فلسطينية، واستشهد 7 فلسطينيني وأصيب عدد آخر فى عمليات جيش<br />
الاحتلال، فى حني اعتقل 100 فلسطينى على الأقل.<br />
كما شرعت جرافات الاحتلال الإسرائيلى فى تدمري البنية التحتية وممتلكات للمواطنني<br />
الفلسطينيني فى املخيم.<br />
واقتحمت قوات الاحتلال مدينة نابلس بالضفة الغربية املحتلة، وأفادت مصادر فلسطينية<br />
باندلاع اشتباكات مسلحة بني الفصائل وجنود الاحتلال الإسرائيلى فى محيط مخيم بلاطة<br />
شرقى املدينة.<br />
حازم حسين<br />
إعادة الاعتبار للسياسة.. الأحزاب و«كشف<br />
حساب» ما بعد الانتخابات الرئاسية<br />
يكتب:<br />
جُ ملةٌ من الرسائل املُهمّ ة حملتها الانتخاباتُ الرئاسية.<br />
أيّام التصويت الثلاثة اختزلت ما يُمكن أن يُكتَب فى مُطوّلاتٍ<br />
من التنظري والتحليل، وبعيدًا مم َّ ن يذهبون إلى القراءة<br />
السطحية والتفسريات السهلة؛ فإن املشهد فى جوهره كان<br />
مرُكّبًا وغنيًّا بالدلالات، من أو َّل الظ َّرف الذى جرت فيه<br />
العملية، مُرورًا بخريطة التنافس، ومواقف القوى السياسية<br />
والشارع، وُصولاً إلى النتائج وما يترت َّب عليها؛ فيما يخص<br />
منظومة الحُ كم والسياسات املُقترحة للمرحلة املُقبلة، أو<br />
داخل الأحزاب التى خاضت السباق، أو اشتبكت معه، أو<br />
أحجمت عنه. تحق َّ قت الفائدة الكُبرى باملشاركة والزخم؛<br />
إنّما الإفادةُ الكاملة تظل ُّ رهينةً لأن يُحسِ ن املعني ِّون باملجال<br />
العام استقبال الإشارات، وتفكيك معانيها املُضمَ رة، وإعادة<br />
تقييم الأفكار وتقويم الأداء بما يُناسب الامتحانات الجديدة.<br />
سيتركُ الاستحقاقُ أثرًا بارزًا على البيئة الحزبية، وفى النظرة<br />
للمُعارضة واملُوالاة، ولا أحد سيُغادرُ محط َّته كما دخلها. شىءٌ<br />
من التغيري أفرزته الجولة بكل ِّ حُ مولاتها، وينبغى أن ينعكس<br />
على الأفكار وخطط العمل؛ وإلا َّ فقد يُفاجأ كثريون بأنهم<br />
خارج الصورة واهتمامات الجمهور.<br />
النتائجُ النهائية الاثنني املقبل، بعدما تنتهى «الهيئة<br />
الوطنية» من استقبال الطعون وفحصها، وإضافة حصيلة<br />
تصويت الخارج؛ لكن َّ مُؤشر ِّ ات الحصر العددى تُشري إلى<br />
إقبالٍ قياسى؛ ربما يتفو َّق على أعلى نسبةٍ رئاسية سابقة بنحو<br />
عشرين نقطة، كما تُشري إلى تفو ُّقٍ كاسحٍ للمُرش َّ ح عبدالفتاح<br />
السيسى، وتكشف عن ملامح الصراع على املراكز بني الثلاثة<br />
الباقني.. للإدارة السياسية نصيبٌ من الجُ ملةِ البليغة التى<br />
صاغها املُتدفّقون على اللجان؛ لكن َّ الحظ الأكبر فيها للأحزاب<br />
التى فى السباق وخارجه. وامللمحُ الأو َّل أن املُنافسةَ أُدِ يرت فى<br />
نطاقٍ مكشوف، ولم تُسج ِّ ل حملاتُ املُرش َّ حني الأربعة، فيما<br />
أعلنته أو صر َّحت به، أيّة مُلاحظات على أعمال التصويت<br />
والفرز؛ ما يعنى أن الهيئة قد لا تتلق َّ ى طعونًا فى الأجل املُحد َّد،<br />
اليوم الخميس، وستنقضى مُهلة الفصل فى اليومني التاليني،<br />
وتُعلَن النتيجةُ فى موعدها من دون اعتراضٍ أو مُنغّ صات.<br />
ولعل َّها سابقةٌ أن تمر َّ انتخاباتٌ كُبرى، فى قيمتها وحضورها،<br />
ولا يختلف أطرافها على كثريٍ أو قليل؛ باستثناء الغبار الذى<br />
حاول البعض إثارتَه قُبيل التجربة، وانقشع سريعً ا بعدما<br />
داسته أحذيةُ املُصطف ِّ ني فى طوابري الاقتراع.<br />
عندما أراد الإخوان اختطاف الدولة فى 20<strong>12</strong>؛ تعل َّلوا<br />
بأن ستّةً وعشرين مليونًا صو َّتوا فى انتخاباتٍ رئاسية<br />
فاز بها مُرش َّ حُ هم. وحينما رد َّ أصحابُ الأصوات عليهم<br />
بأكثر من تلك الأعداد فى شوارع 30 يونيو؛ تجاهلوا منطقَ<br />
الأغلبيّة واعتصموا بالصناديق على طريقة «قميص عثمان».<br />
والجديد فى انتخابات 2024 أنها تجمع الأمرين: حشود<br />
الثورة وشرعية الصندوق. هكذا يقرأُ املصريّون الفاتحةَ على<br />
روح السردي َّة الإخوانية للأبد، ويضعون الورود على مراقد<br />
بعض الأحزاب الهش َّ ة؛ وقد عجزت عن الحشد للمُشاركة<br />
أو الإحجام، وأخفقت أن تكون رقمً ا صعبًا فى املنافسة،<br />
بالأصالة أو الوكالة. يترت َّب على ذلك أن ينزل املُنعزلون من<br />
أبراجهم العاجية، وأن يصعدوا إلى الشارع. الفكرةُ التقليدية<br />
أن اتّصال الن ُّخب بالقواعد من أعلى لأسفل، واملُستجدّ اليوم<br />
أن العوام صاروا أكثر واقعيةً وديناميكية من الطليعة،<br />
ووضعوا السياسة فى مدارها الطبيعى؛ لناحية أنها شراكةٌ<br />
إجباريّة وجدلٌ دائم، وتتحس َّ ن بتراكُم الخبرة والنضالات<br />
السلمية، وليس بالشعارات وتقطيع املراحل وإدمان البداية<br />
من الصفر.<br />
كانت التجاربُ التعد ُّدية السابقة مُشوّهةً أو منقوصة؛<br />
والنسخة الأخرية ربما تكون الأفضل.. فى 2005 تنافس عشرةُ<br />
حزبي ِّني فى غيابٍ كامل للأحزاب، حتى أن نصفهم الأخري<br />
جمعوا أقل من نصف فى املائة من الأصوات؛ وحُ مِ لَت تجربةُ<br />
الثلاثة الأوائل على سطوة الأغلبية أو العاطفة وخطابات<br />
الهجاء السياسى. وبعد 25 يناير تنافس ثلاثة عشر مُرش َّ حً ا<br />
بينهم ستّةُ حزبي ِّني، وقد حلّوا جميعً ا فى آخر القائمة؛ باستثناء<br />
مندوب الإخوان، الذى راهن على مناخ الاستقطاب وجاذبية<br />
املُزايدة والشعارات الدينية. أم َّ ا اليوم فإن الحزبي ِّني الثلاثة فى<br />
املُنافسة استندوا إلى كياناتهم، وغابت «كاريزما الفرد» وراء<br />
واجهة الأيديولوجيا والبنية التنظيمية. صحيح أنّ املُؤشر ِّ ات<br />
تُفصح عن هشاشةٍ ما؛ إلاّ أنها مُقدمةٌ صالحةٌ للبناء وترقية<br />
التجربة باملُمارسة والتكرار، لا سيّما لو التمسنا العُ ذرَ فى أن<br />
تجارب الجمهور مع الأحزاب لم تكن مثاليةً ؛ فما قبل 2011<br />
هيمنت عليها الصراعات واملصالح الشخصية، وفيما بعدها<br />
استكانت للإخوان أو انسحقت أمامهم، ولم تخُ ض املعركةَ<br />
املدنيةَ كما يتوج َّ ب، ثم بعد «30 يونيو» تخبّطت بني السؤال<br />
الوطنى امللحاح، والأجوبةِ السياسية غري املُلائمة للسياق.<br />
كأنها اليوم تعودُ إلى رُشدِها؛ بغَ ضّ النظر عن أيّة مُناكفات<br />
أو دكاكني ما زال أصحابها مُقيمني فى املاضى.<br />
فاز الرئيس السيسى مر َّتني سابقتني: فى الأولى أيّدته أغلبُ<br />
الأحزاب من كل ِّ التيارات، وأحجمت بعض أجنحة اليسار<br />
الضعيفة، وشارك الناصريّون بمُرش َّ ح تحت عنوان «الهالة<br />
الفردية» وليس الأيديولوجيا أو البرنامج؛ فحل َّ ثالثًا بعد<br />
الأصوات غري الصحيحة. وفى نُسخة 2018 أُرِ يدَ أن تكون<br />
مُكاسرةً بني السياسة والثورة، وتصو َّر البعضُ أن غيابهم<br />
سيسلبُ املشهدَ شرعيّته. إلى اليوم، هناك فريقٌ ينظر للسلطة<br />
باعتبارها تفاحةً ستسقطُ فى حِ جره دون جهدٍ أو عمل؛ لك َّن<br />
آخرين استوعبوا أن َّ الغياب لا يُؤذى أحدًا سوى الغائبني.<br />
هكذا تحل َّل «املصرى الديمقراطى» مثلاً من مُراهقةِ أصدقائه<br />
القدامى، وحاول «الوفد» البناءَ على ما انقطع منذ 2005،<br />
وتشج َّ ع «الشعب الجمهورى» رغم حداثةِ النشأة والتجربة؛<br />
ولعلّ الشعبَ نفسه تحر َّك من املنظور نفسه؛ رهانًا على<br />
فاعليّة الحضور، أو استشعارًا لاستثنائيّة اللحظة؛ رغم كل<br />
ما يُغل ِّفها من ضغوطٍ ودعايات.<br />
الظاهرُ من املُؤشر ِّ ات أن نسبة «السيسى» قل َّت عمّ ا كانت<br />
عليه فى الاستحقاقني السابقني؛ وزادت مُعد َّلات املُشاركة<br />
بما يفوق كل َّ التجارب املصرية، فى الرئاسة أو البرملان. ربّما<br />
تأث َّرت قاعدةُ التصويت القديمة للرئيس بفعل الإجراءات<br />
الإصلاحية وأوضاع الاقتصاد، وهو نفسه قال سابقً ا إنه ات َّخذ<br />
إجراءاتٍ ضروريةً على حساب شعبيته؛ لكن احتمالاً آخر بأن<br />
يكون تحر ُّك الأرقامِ ناتجً ا عن انخراط فئاتٍ جديدة مم َّ ن لم<br />
يُشاركوا من قبل؛ خصوصً ا أن َّ تراجُ عَ النسبةِ يُرافقه صعودٌ<br />
فى أعداد الناخبني، وفى كُتلة املُصو ِّتني له: فمن مستوى ما<br />
فوق العشرين مليونًا فى تجربتيه املاضيتني؛ يُرج َّ ح أن<br />
يتجاوز الثلاثني تلك املر َّة. وهنا رسائل عديدة للقيادة وعنها:<br />
الأُولى أن َّ وعيًا عميقً ا يتجذ َّر فى الشارع بأننا إزاء ظرفٍ<br />
طارئ ويُوجِ ب الاصطفاف، وأن مسائل الداخل مُهمّ ة؛ لكنها<br />
ليست أهم من الأمن القومى املُهد َّد عند الحدود الشرقية، ولم<br />
يفقد الشعبُ إيمانًه ببرنامج التنمية أو ينقلب على أولويّاته<br />
القائمة، ثم َّ إنّ السبيل الوحيد لإنضاج التجارب بالسياسة<br />
وحدها، ولا بديل عن أَخْ ذ الأمور بجدّية رغم أي َّة إحباطات<br />
أو دعاوى مُلو َّنة.<br />
أم َّ ا فيما يخصّ الأحزاب. يتنازع فريد زهران وحازم عمر<br />
على الوصافة، والحضور الحزبى للأو َّل من مُخرجات حالة<br />
يناير، والثانى ابن مُباشر ليونيو، وبينهما بَونٌ شاسعٌ فى<br />
الأيديولوجيا والنظرة للاقتصاد والسوق. لم تعُ د الأسبقيّةُ<br />
الزمنية، ولا دغدغةُ املشاعر بالعناوين الاجتماعية غري<br />
القابلة للإنفاذ، معيارًا فى تقييم كفاءة الاتصال بالناس؛ لكنّ<br />
الناخبني جميعً ا يتّفقون على أن «يونيو» امتداد ل«يناير» من<br />
دون الإخوان، وأنهما يُشكّلان معً ا مزيجً ا من فلسفتى التغيري<br />
والإصلاح؛ وإن ترج َّ حت كف َّ ة الأحدث حال تفو َّق «عمر» أو<br />
حلّ تاليًا لزهران؛ لأن بطاقة السباق ذهبت إلى «السيسى» بما<br />
يُمث ِّله من رمزيّة وطنية ومدنيّة فى مُواجهة الأُصوليّة الدينية،<br />
وبالحضور الذى سج َّ له، شخصيًّا ومؤسسيًّا، أمام الإخوان<br />
إبان التهديد الوجودى للدولة على يد الجماعة.. والإشارة<br />
فى ذلك؛ أن الفصل بني 2011 و2013 ليس مُقبولاً من<br />
الجمهور، والجمع بينهما لا يتحق َّ قُ إلاّ بالأدوات السياسية،<br />
وبعيدًا تمامً ا من قاموس التزي ُّد والابتزاز، أو انتهاج مسارات<br />
القطيعة والصدام.<br />
ولعل َّ الرسالةَ الأكثر إيلامً ا تخص ُّ حزب الوفد. فمن ناحيةٍ<br />
هو الأعرقُ فى البيئة الحزبية، ولديه رصيدٌ وافر من التاريخ<br />
والتنظيم والنضج الفكرى؛ لكنّه تخب َّط منذ الثمانينيات،<br />
بني التحالف مع الإخوان، أو التخف ِّ ى وراء لغةٍ كلاسيكيّة<br />
وإيقاعٍ رتيبٍ ما بعد مرحلة الثورة والفوضى. فى تجربته<br />
الأولى 2005 نافس برئيسه نعمان جمعة، وحل َّ ثالثًا بني<br />
عشرةٍ بنسبة تُقارب % 3 من مجموع الأصوات. واليوم يحلّ<br />
رئيسه أخريًا، وقد لا يصل لنصف النسبة السابقة. وخلفَ<br />
الأرقام ما هو أكبر: راهن «جمعة» قديمً ا على خطابٍ زاعق<br />
وحنجوريّة مُفرطة، ولم يُمث ِّل الروح الوفدية بالكياسة<br />
والرصانة املعهودتني عنها، بينما انحاز «يمامة» حديثًا إلى<br />
لُغةٍ باردة تغيب عنها الحماسة والإتقان، ولا تطرحُ أفكارًا<br />
مُعم َّ قةً ولا بدائل قادرة على الإقناع، وتور َّط أحيانًا فى حُ مولات<br />
شعبويّة تفتقد الدق َّة والإحكام واملعرفة الفنية، وفى الحالني<br />
لم يكن مُمث ِّل الحزب محل َّ إجماعٍ من القواعد؛ وإن كان ذلك<br />
أوضح فى 2024، وقد بدا أن املُرش َّ ح الوفدى يخوض السباق<br />
بالقدر الأقل من دعم الوفدي ِّني؛ لا سيما بعد مُشاحناتٍ<br />
داخليّة، ونزاعاتٍ خرجت إلى العَ لَن على بطاقة الترشّ ح.<br />
كثريون حكموا على أنفسهم بالخروج من املشهد، عندما<br />
غابوا وحضر الجمهور؛ لكن العودةَ ما زالت مُمكنة. إن كانت<br />
خُ لاصة الانتخابات تمضى إلى مُكافأة املُرش َّ ح املُستقل؛ فإن<br />
تفاصيلها لا تخلو من منافع للأحزاب، وقد كانت غائبةً عن<br />
وعى الناس، واليوم تستقطع حصةً ملموسة من أصواتهم.<br />
ويُمكن القول إن «هالة الأيديولوجيا» التى أطفأتها املُراهقة<br />
والنزاعاتُ الخفيفة، تعود للتوه ُّ ج ببطءٍ وعلى ركائز أكثر<br />
نضجً ا. فالسياسة أداةٌ سلمي َّة لإدارة الصراعات، كحال<br />
كُرة القدم، وعليه فإنها مُباراةٌ أكثر من كونها حربًا؛ لكنها<br />
مُباريات دورى لا كؤوس، وتُحسَ م بالنقاط لا بإطاحة<br />
املهزوم، ومراكزها الأُولى مُؤهّ لةٌ للالتحاق ببطولاتٍ إضافية.<br />
وقد يصح ُّ التوق ُّع بأن تكون حظوظ أحزاب املنافسة الرئاسية<br />
أفضل فى البرملان املقبل عما كانت عليه فى 2015، وربما<br />
ينسحب ذلك على املحلّيات والنقابات، وبصورةٍ لاحقة فى<br />
كشوف العضوية وصَ قل الكوادر وتنشيط ورش ومنتديات<br />
الفكر والتأهيل.<br />
الأحزابُ بالضرورة من مرافق الإصلاح لا الثورة، وإن<br />
كان فريقٌ منها لم يتجاوز خيام التحرير بعد؛ فإنّ حالة<br />
الانتخابات سترُدّها إلى حيويّة الحاضر أو تُحوّلها أطلالاً<br />
ومتاحف.. أثبت الشعبُ أنه لا ينفتح بأيّة درجة على مُحاولات<br />
الحسم خارج الصندوق؛ سواء كانت تحت لافتة السلبية<br />
أو الفوضى. ونسبةُ املُشاركة القياسية لا تُحص ِّ ن املشهدَ<br />
فقط؛ إنما لا تتركُ خيارًا لأهل السياسة إلا أن يسريوا وراء<br />
الجمهور، على أمل أن يستعيدوا بريقَ هم املفقود، ويتقدّموا<br />
الصفوف بكثريٍ من الكدح والاجتهاد. أم َّ ا نسبةُ التأييد العالية<br />
التى يبدو أنها تُصاحب الفائز؛ فسيكون لها أثرٌ مُباشر على<br />
البيئة املدنيّة بكاملها. لم تستجبْ الدولةُ للضغوط الدوليّة<br />
ولا لسطوة الإرهاب بعد 2013، ومَ ضَ ت فى مشروعها املدعوم<br />
بإرادةٍ شعبية فى الأمن والاستقلال؛ حتى استعادت اعتراف<br />
العالم واحترامه بالصلابة والدبلوماسية الجادة. وعندما<br />
دعا الرئيس إلى «الحوار الوطنى» ربيع 2022؛ كان يُترجِ م<br />
نُضجً ا للتجربة من داخلها، وباشتراطاتٍ موضوعيّة تُنشئها<br />
الحاجة الوطنية، وليس مُكايدة الخارج أو ابتزاز الداخل.<br />
وما بعد الانتخابات سيكون مُعز َّزًا بحالة الوفاق والإيجابية<br />
الراهنة، ما يُرش ِّ ح أن يستمر التقد ُّم على طريق الانفتاح،<br />
وتفعيل املجال السياسى، وامتداد ورشة الحوار لتستكمل ما<br />
تبق َّ ى من جولتها الأولى، وتجترح ملاحق من القضايا القائمة<br />
أو الناشئة، وقد عبر َّ الرئيس كثريًا عن اهتمامه بالطاولة<br />
الجامعة، ورغبته فى أن تكون نهجً ا أصيلاً تُفحَ صُ من<br />
خلالها كل ُّ امللفّ ات بتشاركيّةٍ حقيقية ومُتوازنة.<br />
أفرزت الجولةُ ملامحَ حقبةٍ من ستّ سنوات. القيادةُ<br />
الجديدة مدعومةٌ بالتفافٍ واسع أنتجته الصناديق؛ لكنها<br />
مُنفتحة على املنافسني مثل الداعمني، وعلى الخصوم قبلهم<br />
جميعً ا؛ إلاّ الذين يُعادون مصر أو ولغوا فى دماء أبنائها<br />
وعكّروا نهر استقرارها. يتوجّ ب انتهازُ الفرصة لترقية<br />
الأبنية الحزبيّة، وترصيص الصفوف استعدادًا ملُنافسة<br />
البرملان، والتحضر ُّ منذ الآن لرئاسيّات 2030.. الافتتان<br />
بالبطء والجُ مود وسَ دّ الأبواب املُشرعة ليس من السياسة<br />
ولا النضج، ولعلّ الذين خاصموا املشهد مُطالَبون بالاعتذار<br />
لجمهورهم، والذين اختصموه أحوج لإبداء الندم على إهدار<br />
الوقت وتصويب النار نحو أقدامهم. املُقاربةُ الجادة يجب أن<br />
تُثريَ أسئلةً مفصليّة عن الطيف الحزبى، ومُقترحات الدمج<br />
والائتلافات، والجبهةُ املُؤي ِّدة سيُعاد تشكيلها وقد صار أحدُ<br />
أحزابها مُنافسً ا بارزًا، واملُعارضة فى احتياجٍ لتجفيف مياهها<br />
الآسنة وجَ برْ التناقضات، بعدما طعن كيانها الأكبر أحد<br />
رموزه غدرًا، وبات بإمكان املطعون أن يقود تيّارًا مُعارضً ا<br />
فى املستقبل. هذه مُجرّد أمثلة وعناوين ملا يجب أن يكون<br />
محل َّ مُناقشةٍ ودَرس؛ لكنّ الخُ لاصة أننا إزاء مشهدٍ جديد، لا<br />
شىء فيه من القديم سوى ثبات «ميثاقية 30 يونيو» وتجديد<br />
شرعيّتها، وكلّ ما دونه قابلٌ لإعادة البناء والتشكيل.. صَ و َّت<br />
املصريّون بكثافةٍ لا شك َّ فيها، وأُعلِنت الأرقام على مرأى<br />
الجمهور، وتبتسم بعض الأحزاب بينما تبتلع غريُها مرارةَ<br />
التهاون والتقصري، وفى القلب من كل ذلك فازت مصر، وتأك َّد<br />
أنه لا عودة للوراء؛ أكانت تحت عمامة الأُصوليّة، أو وراء<br />
أقنعة الشعبويّة والشعارات الساخنة؛ إذ لا بديل عن العقل،<br />
ثم املُمارسة الدؤوب؛ على شرط انتزاع املكاسب باملُثابرة<br />
والتراكُم واحترام الجمهور، وليس بتضليله والتعالى عليه،<br />
ولا توريطه فى عاطفةٍ ساذجة أو نزوةٍ طائشة.<br />
مواقيت<br />
الصلاة<br />
القاهرة<br />
الإسكندرية<br />
أسوان<br />
الفجر<br />
الفجر<br />
الظهر<br />
الشروق<br />
درجات<br />
الحرارة<br />
3 :302:38<br />
11:54 11:505:24<br />
5:103:53<br />
3:362:40<br />
11:59 11:545:28<br />
5:163:55<br />
3:172:42<br />
11:48 11:445:22<br />
4:57 3:57<br />
الظهر<br />
العصر<br />
المغرب<br />
المغرب<br />
6:25 4:57<br />
6:30 4:59<br />
6:<strong>14</strong> 5:03<br />
العشاء<br />
عظمى<br />
الصغرى<br />
القاهرة<br />
طنطا<br />
الإسكندرية مطروح مطروح سيوة سيوةبورسعيد بورسعيد الإسماعيلية الإسماعيلية السويس<br />
طابا السويس<br />
طابا كاترين<br />
شرمكاترين الشيخ<br />
شرم الغردقة الشيخمرسى علم الغردقة الفيوم مرسى علم أسيوط الفيوم سوهاج أسيوط الأقصر<br />
سوهاج أسوان<br />
الوادى الأقصر الجديد<br />
27 25<br />
16<strong>12</strong><br />
3024<br />
1811<br />
30 24 28 23 28 26 27 25 24 26 26<br />
18 09 17 11 15 16 15 15 17 16 16<br />
16 28<br />
05 18<br />
20 24<br />
06 15<br />
2423<br />
<strong>14</strong> <strong>14</strong><br />
2224<br />
13 15<br />
22 22 21 20<br />
13 15 <strong>14</strong> 09<br />
24 22 20 23 23<br />
10 <strong>12</strong> 15 13 15<br />
23 25<br />
<strong>14</strong> <strong>14</strong><br />
23 27<br />
15 <strong>14</strong><br />
العصر<br />
اليوم تتوقع هيئة السبت الأرصاد طقس الجوية معتدل أن نهارا يشهد اليوم شديد البرودة الخميس، ليلا على طقس لطيف القاهرة نهاراً على الكبرى القاهرة وتنتشر الكبرى الشبورة<br />
املائية والوجه صباحا البحري والرياح والسواحل معتدلة الشمالية تنشط وشمال أحيانا، الصعيد، أما على معتدل الوجه الحرارة على البحرى جنوب فيسود سيناء طقس وجنوب معتدل<br />
البرودة على ليلا أغلب . الأنحاء.<br />
نهارا الصعيد، شديد بارد ليلاً<br />
مصر<br />
الجمهورية:<br />
محافظات ومدن<br />
بمحافظات<br />
على<br />
والعواصم<br />
املتوقعة اليوم<br />
على املدن<br />
الحرارة<br />
الحرارة<br />
بدرجات<br />
بدرجات<br />
بيان<br />
بيان<br />
يلى<br />
يلى<br />
وفيما<br />
أسوان<br />
الوادى الجديد<br />
26<br />
09<br />
26<br />
<strong>12</strong><br />
7:45 6:20<br />
7:52 6:23<br />
7:30 6:22