05.12.2023 Views

عدد الأربعاء 6-12-2023

عدد الأربعاء 6-12-2023 من اليوم السابع

عدد الأربعاء 6-12-2023 من اليوم السابع

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

الاستحقاقات الرئاسية من الاستفتاء إلى الت<strong>عدد</strong>ية<br />

انتخابات مصر<br />

ال<strong>عدد</strong> 4572 الأربعاء 6 ديسمبر - <strong>2023</strong> 22 جمادى الأولى ‎1445‎ه<br />

www.youm7.com<br />

<strong>12</strong> صفحة 4 جنيهات<br />

Wednesday - 6 December <strong>2023</strong> - Issue NO 4572<br />

22 <strong>2023</strong><br />

ملف الطاقة يتصدر المباحثات المصرية القبرصية<br />

الرئيس السيسى:‏ إقامة الدولة الفلسطينية سبيل السلام بالمنطقة<br />

‏«خريستودوليدس»‏ يثمن جهود مصر الحثيثة فى التهدئة بقطاع غزة<br />

حملات ليلية على المخازن<br />

لمواجهة احتكار السلع<br />

مأمورو الضبط القضائى ب ‏«حماية المستهلك»‏ يتابعون<br />

أرصدة السلع..‏ و«التموين»‏ توفر 80 ألف طن سكر للبطاقات<br />

كتب - محمد الجالى<br />

استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى،‏ أمس الثلاثاء،‏ بقصر<br />

الاتحادية،‏ ‏«نيكوس خريستودوليدس»‏ رئيس قبرص.‏<br />

وصرح املتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية املستشار<br />

أحمد فهمى،‏ بأن اللقاء تناول العلاقات الثنائية بني البلدين،‏<br />

حيث شهد تأكيدا للحرص املتبادل على مواصلة تعزيز العلاقات<br />

املتميزة والوثيقة التى تتطور بشكل مطرد خلال الفترة الأخرية،‏<br />

واستعرض الرئيسان سبل توسيع هذا التعاون فى <strong>عدد</strong> من<br />

امللفات ذات الأولوية وعلى رأسها ملف الطاقة،‏ مع استشراف<br />

آفاق جديدة لتوطيد العلاقات،‏ سواء على املستوى الثنائى أو من<br />

خلال آلية التعاون الثلاثى بني مصر وقبرص واليونان.‏<br />

وأضاف املتحدث الرسمى،‏ أن اللقاء تطرق أيضا إلى الأوضاع<br />

الإقليمية،‏ وبالأخص التصعيد فى قطاع غزة،‏ حيث استعرض<br />

الرئيس الجهود املصرية للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار<br />

فى القطاع،‏ مؤكدا ضرورة اضطلاع املجتمع الدولى بمسؤولياته<br />

فى هذا الشأن.‏<br />

كما تناول الرئيس العمل املكثف الذى تقوم به مصر لنفاذ<br />

املساعدات الإنسانية املصرية لأهالى القطاع،‏ مشددا على استعداد<br />

مصر لاستقبال وتنسيق كل املساعدات الدولية املوجهة للقطاع.‏<br />

وثمن الرئيس القبرصى،‏ الجهود املصرية الحثيثة للتهدئة<br />

وكذا على الجانب الإنسانى،‏ مؤكدا حرص قبرص على التنسيق<br />

املستمر مع مصر فى هذا الصدد،‏ خاصة فى ضوء الرؤية املشتركة<br />

للبلدين بشأن أولوية العمل لإقرار السلام وضمان الاستقرار<br />

فى الإقليم،‏ وفى هذا الصدد شدد الرئيس على ضرورة العمل<br />

الدولى على الدفع بإنفاذ حل الدولتني وإقامة الدولة الفلسطينية<br />

املستقلة وعاصمتها القدس الشرقية،‏ باعتبار ذلك السبيل<br />

لتحقيق السلام والأمن والاستقرار فى املنطقة.‏<br />

كتب - مدحت وهبة<br />

تتابع الأجهزة الرقابية بوزارة التموين والتجارة<br />

الداخلية الأسواق من خلال املرور على املحلات<br />

التجارية،‏ للتأكد من توافر املنتجات الغذائية ومدى<br />

التزام التجار بمبادرة تخفيض أسعار السلع<br />

الأساسية،‏ كما شن جهاز حماية املستهلك حملات<br />

ليلا على مخازن الشركات التجارية،‏ للتأكد من عدم<br />

احتكار السلع بهدف رفع الأسعار،‏ حيث كشفت<br />

لجان مأمورى الضبط القضائى عن قيام بعض<br />

التجار بمناطق ‏«الهرم والوراق وإمبابة»‏ بحبس<br />

منتج السكر،‏ وتم تحرير محاضر وإحالتها إلى<br />

النيابة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.‏<br />

ضخت وزارة التموين والتجارة الداخلية كميات<br />

كبرية من السكر بمنافذ شركات الجملة واملجمعات<br />

الاستهلاكية وبقالني التموين،‏ حيث يتم توفري<br />

كمية من 70 ألف طن إلى 80 ألف طن لأصحاب<br />

البطاقات التموينية ضمن مقررات تموين شهر<br />

ديسمبر الجارى بسعر <strong>12</strong>.6 جنيه بالبطاقات،‏<br />

كما تم ضخ أيضا كميات كبرية من السكر الحر<br />

باملنافذ وفروع الشركات التابعة للوزارة،‏ والبالغ<br />

<strong>عدد</strong>ها نحو 1300 منفذ بسعر 27 جنيها ضمن<br />

مبادرة تخفيض أسعار السلع الأساسية.‏<br />

وجه الدكتور على املصيلحى،‏ وزير التموين<br />

والتجارة الداخلية،‏ باستمرار ضخ السلع الغذائية<br />

باملنافذ التابعة للوزارة مع زيادة كميات السكر<br />

لتلبية احتياجات املواطنني،‏ بجانب استمرار<br />

تكثيف الرقابة على الأسواق،‏ كما تقوم غرفة<br />

العمليات بالوزارة بمتابعة ضخ السلع والتنسيق<br />

مع الشركات التابعة من أجل توفري جميع املنتجات<br />

أولا بأول للمواطنني،‏ فى ظل وجود مخزون<br />

استراتيجى من كل السلع واملنتجات الغذائية تكفى<br />

احتياجات املواطنني لفترات طويلة.‏<br />

على جانب آخر،‏ تفتتح منافذ املجمعات<br />

الاستهلاكية فروعها بالقاهرة الكبرى يوميا من<br />

الساعة 9 صباحا حتى 9 مساء،‏ لطرح السلع<br />

الغذائية للمواطنني بأسعار مخفضة من 20 إلى 25<br />

%، بجانب أيضا صرف السلع املدعمة لأصحاب<br />

البطاقات التموينية بأسعار مخفضة،‏ مقارنة<br />

بنفس أسعار السلع املثيلة فى الأسواق الأخرى.‏<br />

‏«النقد الدولى»‏ يؤكد<br />

مرونة الاقتصاد المصرى<br />

فى مواجهة التحديات<br />

دبى - أحمد يعقوب<br />

شهدت فعاليات قمة املناخ COP 28 املنعقدة فى دبى،‏<br />

لقاء محافظ البنك املركزى املصرى حسن عبدالله،‏ مع<br />

كريستالينا چورچييڤا،‏ املدير التنفيذى لصندوق النقد<br />

الدولى.‏<br />

وكشفت مصادر،‏ أن اللقاء تناول استعراض ما حققه<br />

الاقتصاد املصرى من إنجازات على الرغم من التحديات<br />

الإقليمية والعاملية،‏ كذلك جهود الدولة فى تعظيم دور<br />

القطاع الخاص فى التنمية،‏ ومواصلة تعزيز الإصلاحات<br />

الهيكلية املتعلقة بالسياسات املالية والنقدية.‏<br />

وأضافت املصادر،‏ أن املدير التنفيذى لصندوق النقد<br />

الدولى،‏ أشادت بدور البنك املركزى املصرى فى إدارة<br />

ملف السياسة النقدية خلال الفترة الاستثنائية الحالية،‏<br />

متوقعة أن يتم رفع حجم قرض الصندوق ملصر بسبب<br />

العبء الإضافى وتأثري الأحداث والأزمات الخارجية<br />

املحيطة.‏<br />

وأكدت على مرونة الاقتصاد املصرى فى مواجهة<br />

الأزمات الإقليمية والعاملية،‏ وحرص الصندوق على<br />

مواصلة علاقات التعاون املتميزة مع مصر.‏<br />

تقرير دولى:‏ انتخابات الرئاسة بالخارج بمشاركة كثيفة ودون شكاوى<br />

كتب - محمد السيد الشاذلى<br />

انتهت مرحلة تصويت املصريني بالخارج،‏<br />

التى أجريت على مدار ثلاثة أيام «1، 3 2،<br />

ديسمبر <strong>2023</strong>» فى 137 سفارة وقنصلية<br />

مصرية ب‎<strong>12</strong>1‎ دولة حول العالم،‏ والتى<br />

صدر قرار مجلس إدارة الهيئة الوطنية<br />

للانتخابات رقم 27 لسنة <strong>2023</strong> بتحديد<br />

مقراتها وعناوينها،‏ ويقدر <strong>عدد</strong> املصريني فى<br />

الخارج بحوالى 14 مليون مواطن،‏ بينهم نحو<br />

% 60 مقيمني فى 7 دول عربية.‏<br />

وفى ضوء أعمال ائتلاف نزاهة،‏ ملتابعة<br />

الانتخابات الرئاسية املصرية 2024،<br />

أطلق الائتلاف تقريره الأولى املتعلق بأبرز<br />

ملاحظاته خلال عملية متابعة تصويت<br />

املصريني فى الخارج،‏ جاء فيه أن متابعى<br />

ائتلاف نزاهة قاموا بزيارة مقار تصويت<br />

املصريني فى الخارج فى نحو 34 دولة مختلفة،‏<br />

بما يعادل % 25 من إجمالى مراكز التصويت<br />

بسفارات وقنصليات مصر بالخارج<br />

واملخصصة للتصويت،‏ وذلك على مدار الثلاثة<br />

أيام ،1» 3 ،2 ديسمبر .«<strong>2023</strong><br />

نسق املتابعون الدوليون مع غرفة العمليات<br />

املركزية للائتلاف بالقاهرة،‏ بغرض استقبال<br />

الإفادات وامللاحظات والصور من املتابعني<br />

الدوليني بشأن عملية املتابعة فى سفارات<br />

وقنصليات مصر بالخارج،‏ وأطلق ‏«نزاهة»‏<br />

خطا ساخنا لتلقى الشكاوى والاستفسارات<br />

من املواطنني على مدار الساعة.‏<br />

رصد ائتلاف نزاهة تمكن السفارات<br />

والقنصليات املصرية فى الخارج،‏ من إدارة<br />

عملية التصويت بشكل سلس بدون شكاوى<br />

من املواطنني،‏ الذين توجهوا للإدلاء بأصواتهم،‏<br />

مع توافر كل الإمكانيات اللوجستية اللازمة،‏<br />

واملتمثلة فى صناديق الاقتراع الشفافة،‏ وتوفري<br />

ساتر يقوم الناخب باختيار مرشحه من<br />

خلفه،‏ بالإضافة لتوفر أوراق الاقتراع املعتمدة<br />

من الهيئة الوطنية للانتخابات.‏<br />

ولفت إلى أنه تم السماح للمصريني فى<br />

الخارج بالتصويت،‏ حتى فى حال انتهاء<br />

بطاقة الرقم القومى،‏ وهو ما يضمن تمكني<br />

كل الراغبني فى التصويت من ممارسة<br />

حقهم الانتخابى،‏ خاصة بعد تزويد اللجان<br />

الانتخابية فى الخارج بأجهزة تابلت حديثة،‏<br />

يتم الاعتماد عليها للتأكد من بيانات الناخب،‏<br />

متابعا:‏ ‏«تمت ملاحظة وجود مبادرات لنقل<br />

الناخبني باملجان فى <strong>عدد</strong> من الدول بغرض<br />

التشجيع على املشاركة،‏ خاصة بسبب<br />

عائق بعد املسافة،‏ ورصدنا هذه املبادرات<br />

فى إيطاليا و<strong>عدد</strong> من الدول العربية،‏ وتمت<br />

ملاحظة تجمعات للناخبني أمام مقار<br />

الاقتراع فى <strong>عدد</strong> من الدول الأوروبية والعربية<br />

والأفريقية،‏ يحملون أعلام مصر وصورا<br />

لأحد املرشحني،‏ وقد أوضحت الهيئة الوطنية<br />

للانتخابات أن الأمر اقتصر على بعض<br />

املظاهر الاحتفالية للمواطنني املصريني،‏ التى<br />

لم تنطو على إخلال بسري العملية الانتخابية<br />

أو تعرقلها».‏<br />

جمال محمد على<br />

يقترب من الإدارة<br />

الفنية لاتحاد الكرة<br />

كتب - حسن السعدنى<br />

ارتفعت أسهم الدكتور جمال محمد على،‏ مدير إدارة<br />

املدربني بالاتحاد املصرى لكرة القدم،‏ لشغل وظيفة<br />

املدير الفنى للجبلاية،‏ فى الفترة املقبلة،‏ بعد إسهاماته<br />

الكبرية فى مجال الرخص والدبلومات التدريبية وتوزيعها<br />

على كل مناطق كرة القدم على مستوى الجمهورية.‏<br />

استقر مجلس إدارة اتحاد الكرة،‏ قبل قرابة الستة<br />

أشهر،‏ على تكليف الدكتور جمال محمد على،‏ مدير إدارة<br />

املدربني،‏ بمنصب القائم بأعمال املدير الفنى للاتحاد<br />

خلال الفترة املقبلة،‏ لكن القرار لم ير النور حتى الآن<br />

بشكل رسمى.‏<br />

طالب الاتحاد الدولى لكرة القدم ‏«فيفا»‏ اتحاد الكرة،‏<br />

برئاسة جمال علام،‏ بتعيني مدير فنى للجبلاية،‏ ومنح<br />

الاتحاد الدولى مهلة للجبلاية لإنهاء الأمر خلال ديسمبر<br />

املقبل،‏ وقبل بدء العام الجديد 2024، ويرى مسؤولو<br />

اتحاد الكرة أن هناك عدة لجان تم تشكيلها مثل إدارة<br />

املدربني وإدارة القطاعات،‏ تقوم بدور املدير الفنى<br />

والتخطيط للكرة املصرية،‏ ولكن الفيفا يتمسك بتعيني<br />

مدير فنى لاتحاد الكرة املصرى.‏<br />

سعر النسخة:‏ السعودية 3 ريالات الكويت 0.25 دينار البحرين 3 دنانير قطر 3 ريالات الإمارات 3 دراهم عمان 300 بيسة الأردن 0.6 دينار لبنان <strong>12</strong>00 ليرة تونس دينار واحد المغرب 8 دراهم غزة 0.5 دولار رام الله 0.60 دولار لندن 1 جك أستراليا 1 دولار أسترالى السودان 0.5 دولار جينيف 0.35 فرنك ليبيا 0.5 دولار


p.2<br />

علا الشافعى<br />

تكتب:‏<br />

أنا الشعب لا أعرف المستحيلا<br />

حازم حسني<br />

يكتب:‏<br />

انتخابات مصر<br />

الاستحقاقات الرئاسية<br />

من الاستفتاء إلى الت<strong>عدد</strong>ية<br />

o.elshafey@youm7.com<br />

فى الكادر<br />

ملاذا <strong>عدد</strong> خاص عن الانتخابات الرئاسية؟ الإجابة<br />

ببساطة أن هناك الكثري من التحولات التى شهدها<br />

التاريخ املصرى،‏ تستحق أن نتوقف عندها لتعرف<br />

الأجيال الشابة ما عانته مصر على مر عقود وأزمنة فى<br />

محاولة لرسم املشهد السياسى،‏ الذى كان أحد أبطاله<br />

الشعب الذى سيظل هو املُعلم دائما وأبدا،‏ لذلك<br />

أقل شىء نقدمه <strong>عدد</strong> خاص يحمل احتفاءً‏ بالكثري<br />

من املحطات التاريخية املهمة فى التاريخ املصرى<br />

الحديث واملعاصر،‏ حيث يثبت الشعب املصرى دائما<br />

أنه قادر على صنع علامات فارقة ويظهر معدنه فى<br />

أوقات الأزمات،‏ ويؤكد مرارا أنه لا صوت يعلو فوق<br />

صوت الوطن،‏ وما يحتاجه الوطن هو الأهم والأبقى.‏<br />

جُ‏ ندت صالة تحرير ‏«اليوم السابع»‏ بكاملها لإنجاز<br />

<strong>عدد</strong> توثيقى شامل عن تاريخ الانتخابات الرئاسية،‏<br />

وعبر صفحاته التى شاركت فيها كل الأقسام،‏<br />

نرصد رحلة الجمهورية من الولادة إلى النضج،‏ بدءا<br />

بثورة 23 يوليو،‏ وأول رئيس،‏ وتاريخ الاستفتاءات<br />

والانتخابات،‏ ومقرات الحكم ورجاله فى كل املراحل،‏<br />

وأدوار السيدة الأولى،‏ ولجان الرؤساء،‏ وحُ‏ راس<br />

الديمقراطية من قضاة ومعاونني،‏ واملناخ الاجتماعى<br />

والثقافى والفنى املواكب ملحطات الاستحقاقات<br />

املتوالية عبر سبعة عقود.‏<br />

مصر التى شهدت التحول الأول من امللكية إلى<br />

الجمهورية،‏ التف الشعب حول ضباطه،‏ ودعم<br />

ثورة يوليو 1952 فى تأكيد واضح على أن هذا<br />

الوطن يجب أن يملك مقدراته،‏ وهو الشعب الذى<br />

التف حول زعيمه وقت الهزيمة فى 67، لأنه أدرك<br />

أن الوطن فى أمس الحاجة إليه،‏ وهو الشعب الذى<br />

ظل يردد بأعلى صوته وكل طوائفه هنحارب،‏ إلى أن<br />

خضنا حرب أكتوبر املجيدة وتم استرداد الأرض،‏ هو<br />

نفس الشعب الأصيل الذى وقف فى مواجهة الإخوان،‏<br />

واصطف حول جيشه وكان مع كل القرارات لحماية<br />

مقدرات هذا الوطن،‏ نفسه هو الشعب الذى يدرك<br />

أبناؤه اليوم حساسية الظرف السياسى الذى تمر به<br />

مصر،‏ وأن ما يدور فى غزة ليس بعيدا عن مصر،‏ وأن<br />

هناك خطة الهدف منها تصفية القضية الفلسطينية<br />

والتهجري القسرى للفلسطينيني لأرض سيناء تلك<br />

الأرض التى ارتوت بدماء الشهداء على مدار سنوات<br />

التاريخ والحروب املختلفة التى دارت رحاها وصولا<br />

إلى محاربة الإرهاب.‏<br />

يدرك الكثري من أبناء الشعب املصرى أن هذه<br />

اللحظة فارقة،‏ وأن انتخابات 2024 تعنى ضرورة<br />

الالتفاف والاصطفاف لصالح الوطن رغم الظروف<br />

الاقتصادية الصعبة،‏ والضغوط التى تمارس على<br />

مصر،‏ من هنا تكمن أهمية الانتخابات الرئاسية،‏<br />

حيث إن النزول واملشاركة أصبحا فرض عني،‏<br />

وهو ما يجعلنا أيضا نستعيد اللحظات املضيئة فى<br />

تاريخنا،‏ لتكون مرشدا لنا،‏ ولنؤكد على أن معدن<br />

الشعب املصرى الذى لم يتغري على مر التاريخ رغم<br />

اختلاف الأزمات وتفاصيلها.‏<br />

تمصير الحُ‏ كم<br />

وإنهاء شرعية الدماء الزرقاء<br />

17<br />

شهرا قضاها اللواء محمد<br />

نجيب رئيسا بين يونيو<br />

1953 ونوفمبر 1954<br />

1954<br />

تحت راية النظام الرئاسى<br />

مجلس قيادة الثورة<br />

يتولى مهام الحُ‏ كم حتى<br />

منتصف العام 1956<br />

14<br />

ودّعنا محطة ونستعد لاستقبال الثانية،‏ فى واحد<br />

من أهم الاستحقاقات الرئاسية منذ التحول إلى<br />

الجمهورية قبل 7 عقود.‏ لقد كان مشهد الإقبال<br />

الكثيف من املغتربني على 137 مقرا انتخابيا<br />

بالسفارات والقنصليات املصرية فى <strong>12</strong>1 دولة؛<br />

تعبريًا عن حالة من الوعى والاهتمام باملشهد<br />

السياسى،‏ وقبل ذلك كان استشعارا للظرف<br />

الاستثنائى الذى يُدار فيه السباق،‏ بينما تلتهب<br />

جغرافيا املنطقة وتُسيّج التوترات حدود مصر<br />

شرقا وغربا وفى الجنوب؛ ولعلّها كانت ‏«بروفة<br />

أولية»‏ ملا يُنتظَر أن تصري إليه الأمور فى تصويت<br />

الداخل على ثلاثة أيام من الأسبوع املقبل.‏<br />

كان الانتقال من امللكية إلى الجمهورية<br />

تأسيسا جديدا للدولة،‏ وقعت فيه على هويّتها<br />

الحقيقية التى بدأ تشك ُّلها فى شوارع ثورة<br />

1919، وتكفّ‏ لت نُخب الثقافة والتنوير والفنون<br />

بإثرائها؛ لكنها تعطّلت فى طريق استكمال<br />

البناء والتأسيس بفعل الاحتلال وفساد القصر<br />

وانتهازية كثري من السياسيني.‏ أما اليوم فعندما<br />

يتجه املصريون إلى اللجان؛ فإنهم يُضيفون<br />

مدماكا جديدا إلى جدار املناعة الوطنية الذى<br />

بدأ بناؤه منذ العام 1953، باستخلاص<br />

الجمهورية من رواسب امللكية بعد شهور<br />

من الثورة،‏ كما يُعالجون القصور والثغرات<br />

التى شابت التجربة فى محطاتها السابقة،‏ بني<br />

ارتباك الستينيات،‏ ومُناكفات السبعينيات،‏<br />

وجمود الثمانينيات والتسعينيات،‏ وفوضى<br />

2011 وما بعدها من حُ‏ كم الإخوان،‏ وفى القلب<br />

من كل ذلك سيل لم ينقطع من الاستهداف<br />

واملؤامرات؛ كان يطيب للبعض أن يتجاهله أو<br />

يسخر منه؛ حتى بدا واضحا بأشرس صورةٍ‏<br />

فى عدوان إسرائيل الأخري على غزة،‏ وما رافقه<br />

من أحاديث تخص تصفية القضية أو مُخطط<br />

الاحتلال لإزاحة الفلسطينيني نحو دول الجوار،‏<br />

إن كانت سيناء فى حالة غزة،‏ أو الأردن فى حالة<br />

الضفة الغربية.‏<br />

عبرت الدولة على أكتاف الضباط الأحرار،‏ من<br />

نور على<br />

رحلة السياسة والسلطة فى مصر من الجمهورية التأسيسية إلى ‏الجمهورية الجديدة‏<br />

مهام الوظيفة ‏رقم واحد‏<br />

صلاحيات رئيس الجمهورية فى الدساتير منذ ثورة يوليو<br />

اختطاف الإرادة وارتهان الأرض والبشر<br />

لرغبات أفراد لا ميزة فيهم سوى النسب،‏ إلى بناء<br />

تجربة يقودها أبناء الفقراء واملهمشني،‏ ويحضر<br />

فيها املصرى مواطنًا وشريكًا وليس عقارًا ولا<br />

رقمً‏ ا فى جملة الرعاية.‏ التحديات لم تكن يسرية،‏<br />

واملسرية تعطّلت حينًا وتوقفت أحيانًا،‏ وخاضت<br />

مصر حروبًا خشنة وناعمة على جبهات عدّة؛<br />

لكنها لم تفقد الإيمان بأهمية املسار ونجاعته<br />

فى التأسيس للمستقبل،‏ وفى صلاحيته أن يحمل<br />

معمار جمهورية جديدة ستُولد من العمل الجاد،‏<br />

والتقاء الإرادات،‏ والاختلاف تحت سقف املصالح<br />

الوطنية والغايات العُ‏ ليا.‏<br />

إن الاستحقاق الرئاسى عندما كان بالاستفتاء،‏<br />

قدّم صورة أكثر كفاءة وديناميكية من امللكية<br />

الباردة.‏ على الأقل كان مجلس الأمة يحل وسيطا<br />

فى اقتراح الاسم،‏ ويعهد للمقترعني بتزكيته أو<br />

نزع شرعيته،‏ بينما امللوك يأتون بالقضاء والقدر<br />

ولا يرحلون إلا بهما.‏ وإلى ذلك قدّمت الجمهورية<br />

رؤية نهضوية عظيمة الطموح والكفاءة والأثر،‏<br />

وخلال خطة خمسية وبضع سنوات أنجزت<br />

مئات املصانع واستصلحت آلاف الأفدنة وأعادت<br />

الاعتبار للعدالة الاجتماعية،‏ وزاد الناتج الإجمالى<br />

وتحسن التعليم والصحة وشهدت الثقافة<br />

والفنون طفرات واسعة،‏ وأقل من ذلك استهلك<br />

من أبناء محمد على وأحفاده عقودا طويلة<br />

وديونًا كبّلت البلد واقتطعت منه أهم أصوله،‏<br />

قناة السويس،‏ وفاءً‏ بالتزامات كان باعثها<br />

الوحيد طموح الخديو فى أن يستحضر أوروبا<br />

بدل أن يسافر إليها،‏ وأن يُباهى الأوروبيني<br />

من موقع النديّة فى املظهر؛ وإن ظل عاجزًا عن<br />

استحصال ندية الجوهر.‏<br />

وعندما صار سباق الحُ‏ كم تعدّديا وبالانتخاب<br />

املباشر؛ بات بالإمكان أن تُدار املنافسة السياسية<br />

على قاعدة الأيديولوجيا والبرامج،‏ وأن تُوظف<br />

املنصة الرئاسية ميدانًا للصراع السلمى والدعاية<br />

املنضبطة،‏ بما ينعكس على الأحزاب والتيارات<br />

فى أبنيتها وكوادرها وقاعدة العضوية،‏ ويُمهد<br />

طريقها إلى الاستحقاقات التالية فى البرملان أو<br />

املحليات،‏ بل والنقابات واملؤسسات املدنية.‏<br />

كانت املُعضلة طوال الوقت أن كثريا من الكيانات<br />

السياسية هشّ‏ ة ومعزولة عن املحاضن الشعبية،‏<br />

والسبيل ملداواة ذلك أن تندمج فى ورشة الحُ‏ كم<br />

بكفاءة أعلى،‏ إن عبر التحالفات والائتلافات،‏<br />

أو املنافسة الجادة والإصرار عليها بغرض<br />

خلق حالة من الزخم والتراكم والرصيد القابل<br />

للصرف لدى الناخبني.‏<br />

الجمهورية التى وصلت إلى ربيع عُ‏ مرها<br />

ب<strong>عدد</strong> السنوات،‏ لا تزال شابة باملمارسة والآفاق<br />

التى حققتها وتصبو إليها وتقدر على إنجازها.‏<br />

للأسف لم يتوافر لها مناخ ممتد لاستكمال<br />

ملامحها وتقوية أعمدتها،‏ فتعرضت لانتكاسات<br />

عارضة أو مُرتبة.‏ نكسة يونيو كانت واحدة،‏<br />

واغتيال السادات واحدة،‏ وانسداد شرايني<br />

نظام مبارك،‏ وفوضى يناير،‏ ومرحلة الانحطاط<br />

الإخوانى،‏ ومعركة الإرهاب الطويلة بعد ثورة 30<br />

يونيو،‏ ثم الأزمات الدولية املتفجرة تهديدًا للأمن<br />

أو تحجيمً‏ ا للاقتصاد.‏ لكنها رغم تحديات املاضى<br />

واصلت العبور وقفز الحواجز،‏ ورغم تحديات<br />

الحاضر تجتهد لتصفية التجربة وضبط<br />

عناصرها ودفعها إلى الأمام من دون توقف،‏<br />

وكما كانت جولة 2014 افتتاحا لسباق تغيب<br />

عنه الشعارات الدينية والأجندات املمولة تحت<br />

عناوين سياسية أو حقوقية،‏ فإن استحقاق<br />

2024 يؤسس لجولة ت<strong>عدد</strong>ية مُغايرة لكل ما<br />

فاتها؛ إذ يتنافس رؤساء ثلاثة أحزاب كُبرى<br />

بأنفسهم،‏ فى إعادة الاعتبار للسياسة املُنظّمة،‏<br />

ولأن تكون املنافسة على أيديولوجيا وبرامج،‏<br />

لا تحت لافتات شخصية أو شعارات عاطفية.‏<br />

عن 70 عاما من عُ‏ مر الجمهورية ليس حدثا<br />

عابرا،‏ ولا الوقوف على أعتاب استحقاق يُشكّل<br />

مرحلة جديدة فى حياتها وأُفق نضوجها وتوترها<br />

يُمكن اعتباره مشهدا عاديا.‏ جمهورية التأسيس<br />

أنجزت ما عليها،‏ وتفتح لنا الأبواب اليوم لنسري<br />

إلى الجمهورية الجديدة.‏<br />

إبرام المعاهدات وإعلان الطوارئ والحرب..‏ بعض الاختصاصات لم تتغير مثل اقتراح القوانين ودعوة البرلمان للانعقاد..‏ التطور<br />

السياسى يُ‏ قلص الأدوار لصالح الحكومة وفصل السلطات..‏ ودستور ٢٠١٤ يضيف رئاسة مجلس الأمن القومى<br />

إنه املسؤول الأول فى بنية النظام،‏ ينضبط بالدستور<br />

والقانون،‏ ويأتى على جناح الإرادة الشعبية،‏ ويتشارك الحُ‏ كم<br />

مع سياسيني أو فنيني؛ لكنه يظل الرقم الأصعب وصاحب<br />

القرار الأهم فى منظومة الحُ‏ كم.‏ وقد اهتمت دساتري مصر منذ<br />

إعلان الجمهورية بتنظيم وضعية الرئيس،‏ والتناول الدقيق<br />

للصلاحيات والاختصاصات وما عليه من مهام والتزامات.‏<br />

ومن واقع قراءة النصوص الدستورية املتتابعة،‏ فى<br />

1956 أو 1971 وتعديلاته وأخريا 2014، تتجلىّ‏ بعض<br />

الاختصاصات املتشابهة،‏ وتبرز اختلافات بحسب طبيعة<br />

املرحلة وتركيبة النظام.‏<br />

تشابهات الدساتري الثلاثة<br />

تختلف تسميات البرملان من مجلس الأمة،‏ إلى مجلسى<br />

الشعب والشورى،‏ ثم النواب والشيوخ،‏ لكن ظلت صلاحية<br />

الرئيس أن يدعوها للانعقاد ويصدر قرارا بفض دورتها<br />

العادية،‏ كما يدعو لانعقاد غري عادى حال الضرورة،‏<br />

ويطلب أن ينعقد فى مكان غري مقره بالقاهرة فى الظروف<br />

الاستثنائية،‏ وله حق اقتراح القوانني وإصدارها والاعتراض<br />

عليها،‏ كما له أن يدعو لجلسة سرية بحسب نصوص<br />

دستورى 1971 و‎2014‎‏،‏ لكن ذلك غري موجود فى دستور<br />

.1956<br />

ويضع الرئيس بالاشتراك مع مجلس الوزراء السياسة<br />

العامة للدولة،‏ ويشرفان على تنفيذها،‏ ويلقى بيانا حول<br />

السياسة العامة للدولة عند افتتاح دور الانعقاد العادى<br />

للبرملان،‏ ويجوز له إلقاء بيانات أو توجيه رسائل أخرى<br />

للمجلس،‏ ونص دستور 71 على إلقائه بيانا أمام اجتماع<br />

مشترك للمجلسني.‏<br />

ومن صلاحيات الرئيس تعيني املوظفني املدنيني<br />

والعسكريني واملمثلني السياسيني وعزلهم،‏ واعتماد ممثلى<br />

الدول الأخرى،‏ وله أن يدعو مجلس الوزراء للانعقاد وأن<br />

يحضر الجلسات ويرأسها،‏ بينما نص دستور 1956 على<br />

حقه فى الاجتماع بالوزراء فى هيئة مجلس وزراء لتبادل الرأى<br />

فى الشؤون العامة للحكومة.‏<br />

اختصاصات متباينة<br />

نص دستور 1956 على اختصاصات لم ترد فى الوثيقتني<br />

التاليتني فى 1971 و‎2014‎‏،‏ ومنها أن يُعني الرئيس نائبا أو<br />

أكثر ويحدد اختصاصاتهم ويعفيهم،‏ وله أن يطلب تعديل<br />

مادة أو أكثر من الدستور.‏<br />

وفى دستور 1971 يرأس مجلس الدفاع الوطنى بحسب<br />

املادة 182، ويختص بالنظر فى الشؤون الخاصة بتأمني<br />

البلاد وسلامتها،‏ وأضاف دستور 2014 للمجلس اختصاص<br />

مناقشة موازنة القوات املسلحة على أن تُدرج رقما واحدا كما<br />

يؤخذ رأيه فى مشروعات القوانني الخاصة بالقوات املسلحة.‏<br />

انفرادات فى دستور 2014<br />

ينفرد دستور 2014 ب<strong>عدد</strong> من الصلاحيات،‏ أهمها أن<br />

الرئيس يُعني رؤساء الجهات والهيئات القضائية،‏ ويرأس<br />

املجلس الأعلى للجهات والهيئات القضائية،‏ ويختار رئيس<br />

املحكمة الدستورية العليا من بني أقدم خمسة نواب لرئيس<br />

املحكمة،‏ ويُعني رئيس هيئة املفوضني وأعضاءها بناء على<br />

ترشيح رئيس املحكمة وبعد أخذ رأى الجمعية العامة،‏ كما<br />

يرأس مجلس الأمن القومى،‏ ويُعني رؤساء الهيئات املستقلة<br />

والأجهزة الرقابية بعد موافقة مجلس النواب بأغلبية<br />

أعضائه.‏<br />

صلاحيات مُطلقة ومقيدة<br />

يحق للرئيس حل البرملان،‏ لكن دستور 1956 جعله حقا<br />

مطلقا،‏ بينما جعله دستور 71 بعد استفتاء،‏ وأوجب دستور<br />

2014 أن يكون القرار مسببا مع عدم جواز الحل لذات<br />

سبب حل املجلس السابق.‏<br />

وفى شأن السلطة التنفيذية،‏ نص دستورا 56 و‎71‎ على<br />

أن يتولاها الرئيس ويُمارسها على الوجه املبني بالدستور،‏<br />

بينما منحها دستور 2014 مفهوما أوسع.‏ ومن صلاحياته<br />

أن يُعني الحكومة ويُعفيها بنصوص 71، بينما وضع دستور<br />

2014 ضوابط تتصل بموافقة البرملان.‏ واتفق الدستوران<br />

الأقدم على أن يتخذ الرئيس تدابري لها قوة القانون فى غيبة<br />

البرملان مع وجوب عرضها عليه خلال 15 يوما إذا كان قائما<br />

وفى أول اجتماع حال حله أو وقف جلساته وتزول قوتها<br />

بأثر رجعى إذا لم تُعرض،‏ بينما حددها دستور 2014 بغري<br />

أدوار انعقاد مجلس النواب،‏ وإن كان قائما فتجب دعوته.‏<br />

وباملثل،‏ كان من حق الرئيس إعلان حالة الطوارئ مع<br />

عرضها على البرملان خلال خمسة عشر يوما تالية أو فى أول<br />

اجتماع حال غيابه،‏ أما دستور 2014 فرهن القرار بأخذ<br />

رأى مجلس الوزراء وأوجب العرض على البرملان خلال 7 أيام<br />

مع وجوب دعوته إن كان قائما،‏ ووضع قيدا ألا تتجاوز 3<br />

أشهر ولا تُجدد إلا بموافقة ثلثى البرملان.‏<br />

وفيما يخص العفو عن العقوبة،‏ كانت للرئيس صلاحية<br />

مُطلقة فيها باستثناء العفو الشامل الذى لا يكون إلا بقانون،‏<br />

وقد ضبطها دستور 2014 بأخذ رأى مجلس الوزراء.‏<br />

وكذلك إعلان الحرب كان حقا للرئيس موافقة البرملان،‏ وفى<br />

2014 صار إعلان الحرب أو إرسال قوات للخارج مرهونا<br />

بأخذ رأى مجلس الدفاع الوطنى وموافقة مجلس النواب<br />

بأغلبية الثلثني،‏ وإن كان غائبا يُؤخذ رأى املجلس الأعلى<br />

للقوات املسلحة مع موافقة مجلس الوزراء ومجلس الدفاع<br />

الوطنى.‏<br />

وكان له إبرام املعاهدات وإبلاغ البرملان مشفوعا بالبيانات<br />

على أن تكون لها قوة القانون بعد التصديق عليها ونشرها،‏<br />

وأوجب دستور 2014 موافقة مجلس النواب،‏ كما ألزم<br />

بعرض معاهدات الصلح والتحالف وحقوق السيادة<br />

للاستفتاء.‏ وفى شأن الاستفتاء كان من صلاحيات الرئيس<br />

أن يدعو الشعب للتصويت بالرأى فى املسائل املهمة املتصلة<br />

باملصالح العليا،‏ لكن دستور 2014 اشترط ألا يكون<br />

الاستفتاء فيما يخالف الدستور،‏ وأن يكون التصويت على<br />

كل مسألة بمفردها حال ت<strong>عدد</strong> املوضوعات.‏<br />

تعطيل أو إعادة للحكومة<br />

ضمن القائمة اختصاصات تضمنها دستورا 1956<br />

و‎1971‎‏،‏ وألغاها دستور 2014 أو نقلها لرئيس الوزراء.‏<br />

ومنها تفويض البرملان للرئيس بإصدار قرارات لها قوة<br />

القانون.‏ وكذلك إحالة الوزراء للمحاكمة وقد نص دستور<br />

2014 على أن تكون وفق القواعد املنظمة للتحقيق واملحاكمة<br />

وليس بقرار من الرئيس أو البرملان.‏<br />

قضى املصريون قرونًا لا يختارون حُ‏ ك َّامهم؛<br />

والأنكى أنهم لم يكونوا من أبناء البلد أصلاً.‏ وقع<br />

انقطاع طويل بني القصر والشارع،‏ وطُمِ‏ رَت<br />

الإرادةُ‏ الشعبية تحت غبار العابر واملُقيم،‏<br />

من إغريق وفُرس وبطاملة ورومان ونجدي ِّني<br />

وفاطمي ِّني ومماليك وعُ‏ ثماني ِّني وغريهم.‏ وإن كان<br />

لا يُمكن إنكار املصرية على مَ‏ ن تمصر َّ منهم؛ فإن<br />

مناط سيادتهم كان معقودًا للسطوة والسلاح،‏<br />

وإنفاذ إراداتٍ‏ وافدة من خارج الحدود.‏ بل إن<br />

تجربةً‏ مثل ‏«الأسرة العلوي َّة»‏ على ما أنجزته أو<br />

أخفقت فيه،‏ لم تنجح أو لم تهتمّ‏ بأن تصري<br />

مُكو ِّنًا عضويًّا من نسيج مصر؛ حتى أن َّ واحدًا<br />

من أواخر مُلوكهم لم يكُن يُجيد لغةَ‏ الناس،‏<br />

وينتسب إلى الشركس بأكثر من انتسابه لبيئة<br />

العرش التى يحكُمها.‏ وعلى هذا املعنى لم يكن<br />

إنجاز ثورة يوليو فى إنهائها وضعً‏ ا فاسدًا،‏ ولا<br />

الإجهاز على املَلَكي َّة املَعيبة فحَ‏ سب،‏ بما فيها من<br />

تمل ُّكٍ‏ للأرض والبشر؛ إنما أنها كانت تحر ُّكًا جادًّا<br />

وحيويًّا نحو تمصري الس ُّ لطة،‏ ربّما لأو َّل مر َّة منذ<br />

أُفول نجم مصر القديمة وانتهاء عصر الأُسرات.‏<br />

لم يكن الانتقال إلى الجمهورية تحو ُّلاً‏ شكليًّا.‏<br />

فاملرحلة السابقة استنفدت كل َّ فُرصها فى إنتاج<br />

صيغةٍ‏ رشيدة،‏ والن ُّخَ‏ ب الوطنية التى سحقتها<br />

قُرون الغزو والاستعمار تور َّطت فى العمائم<br />

والطرابيش؛ فصار التاجُ‏ ثقيلاً‏ على أعناقها.‏<br />

لقد كانت التجربة مَ‏ عيبةً‏ منذ أرسى الباشا<br />

محمد على ملامحها،‏ بصيغةِ‏ ‏«الأوتوقراطية<br />

العائلية»‏ املُشرعَ‏ نة من مُحتل ٍّ آخر،‏ واملُتمر ِّدة<br />

عليه؛ وحتى بعدما فك َّ الوثاق مع إسطنبول،‏<br />

وأوقفَ‏ مصر على أولاده وأحفاده،‏ اصطدم<br />

بشكلٍ‏ جديد من الوصاية فى مُؤتمر لندن،‏<br />

تمد َّد إلى أن صار احتلالاً‏ مُباشرًا من منتصف<br />

الطريق العَ‏ لَوى ولسبعةِ‏ عقودٍ‏ تالية.‏ وما يتباهى<br />

به أراملُ‏ الليبرالية املُشو َّهة ويبكون عليه؛ كان<br />

استلابًا مُحس َّ نًا يُلهى الفلاحني برائحة السلطة<br />

ويحرمهم من مذاقها.‏ طعنَ‏ سعد زغلول فى<br />

دستور 1923 وأسمى كتبتَه ‏«لجنة الأشقياء»،‏<br />

ولم تخلُ‏ الانتخابات من ألاعيب املال والدعاية<br />

الدينية وتضليل الفقراء،‏ بل إن ‏«الوفد»‏ الذى<br />

حاز الأغلبية طوال الوقت تقريبًا،‏ حقيقيةً‏ كانت<br />

أو مُصن َّعة،‏ لم يحكُم إلا تسع سنوات أو أقل.‏<br />

كانت امللكي َّة تسرقُ‏ الوقت من العوام،‏ والطبقة<br />

السياسية تُعاونها،‏ قصدًا أو بلاهةً‏ ؛ لذا كانت<br />

القطيعة مع املشهد بكامله خيارَ‏ الضرورة الذى<br />

لا بديل عنه.‏<br />

لا ينفى ذلك عن ثورة 1919 أنها كانت<br />

تأسيسً‏ ا رصينًا ملا تلاها،‏ وفى قلبه ‏«حركة<br />

الضب َّاط»‏ نفسها..‏ الشارع الذى انتفض قبل<br />

قرنٍ‏ من الآن كان يستكشفُ‏ هُ‏ وي َّته الجامعة،‏<br />

بأكثر مم َّ ا يصيغ تصو ُّرًا نهائيًّا للنظام السياسى.‏<br />

ومن تلك الأجواء بزغت نهضةٌ‏ معرفيّة وإبداعيّة<br />

مُهم َّ ة،‏ كانت الحاضنة التى ترب َّى فيها بُناةُ‏<br />

الجمهورية بعد ثلاثةِ‏ عقود.‏ هكذا يُمكن النظر<br />

إلى ‏«يوليو»‏ كامتدادٍ‏ لسابقتها،‏ وإنهاء امللكية<br />

باعتباره التجلى ِّ الأحدث والأنضج لِمَ‏ ا طالب به<br />

املُتظاهرون القُ‏ دامى.‏ وإن كان النح َّ اس باشا قد<br />

احتاج قُرابةَ‏ العقدين لاكتشاف هزلي َّة مُعاهدة<br />

1936 والرجوع عنها؛ وذلك بعد قرنٍ‏ ونصف<br />

القرن من قُدوم الوالى املُؤس ِّ س؛ فإن النظام<br />

الناشئ من رَحم املهني ِّني والعُ‏ م َّ ال كان أَولى<br />

بالصبر والدعم؛ بدلاً‏ من العداء واملُحاربة.‏<br />

إن اعتمدنا وصولَ‏ تاجر الدخان الألبانى فى<br />

1805 ميقاتًا لتأسيس الدولة الحديثة؛ فقد<br />

استغرقت قُرابة ست َّة عقودٍ‏ للوصول إلى شكلٍ‏<br />

بسيط من التمثيل الشعبى مع الخديو إسماعيل،‏<br />

وإن ظل َّ مُقتصرًا على الأعيان وحاشية القصر،‏<br />

بنكهة التعيني وبأداءٍ‏ موسمىّ‏ شكلانى؛ ثم ست َّة<br />

عقودٍ‏ أُخرى للاقتراب من مَ‏ لَكيّةٍ‏ دستوريّة غري<br />

كاملة.‏ وفى تجارب العالم؛ احتاجت بريطانيا<br />

نحو 8 قرون من النزاعات قبل أن يتقد َّم الشعب<br />

على العرش،‏ واستهلكت الولايات املُتّحدة تسعة<br />

عقودٍ‏ بني حرب الاستقلال والحرب الأهلية؛ قبل<br />

أن تتشك َّل معاملها ويصفو نظامها،‏ وتداعت<br />

4 جمهوريات منذ الثورة الفرنسية لتنضج<br />

التجربة فى املحاولة الخامسة.‏ واملفارقة أن عُ‏ مْ‏ ر<br />

الجمهورية املصرية أقلّ‏ من كل ِّ نماذج الانتقال<br />

فى الداخل والخارج،‏ ويُحاسبُها البعضُ‏ طوالَ‏<br />

الوقت بأثرٍ‏ رجعىّ‏ ، رغم ما تعر َّضت له من<br />

خَ‏ ضّ‏ اتٍ‏ مُتوالية؛ كلّ‏ واحدةٍ‏ منها كانت كفيلةً‏<br />

بإسقاط الدولة،‏ لا إرهاق نظام الحُ‏ كم فقط.‏<br />

حُ‏ بِسَ‏ ت مصرُ‏ طويلاً‏ فى شرعيّة الدم الأزرق،‏ ثمّ‏<br />

شرعيّات الإخضاع بالسلاح،‏ وعادت مُجد َّدًا إلى<br />

توريث الأرض بمَ‏ ن عليها.‏ والواقع أن الصيغة<br />

امللكيّة لا تُناسِ‏ ب املصري ِّني؛ وإن أُجبرِ‏ وا على<br />

قَبولها فى املاضى فإن تحو ُّلات الوعى والبيئة<br />

الدولية كانت تفرضُ‏ التمر ُّد عليها عاجلاً‏ أو<br />

آجلاً.‏ كل ُّ مصرى ٍّ يرى نفسَ‏ ه سيّدًا بالفطرة،‏<br />

ويقبلُ‏ أن ينوب عنه آخرون فى الأُمور التشارُكيّة،‏<br />

لكنه يستنكف أن يكون عبدًا مملوكًا بشروطٍ‏<br />

مُحس َّ نة.‏ وما تُوفّره الجمهورية يتلاقى مع ما فى<br />

الن َّفْ‏ س؛ إذ تُناط الشرعيّةُ‏ أوّلاً‏ بالعَ‏ قد الاجتماعى،‏<br />

والأمل القائم دائمً‏ ا فى أن يصل العامّ‏ ةُ‏ إلى رأس<br />

السلطة،‏ ثم أن يكون بمقدور الأصيل أن يزيح<br />

الوكيل متى أراد..‏ وربما لهذا كان يتعذ َّر تمصريُ‏<br />

الحُ‏ كم تحت أيّة صيغة أُوتوقراطية مُحص َّ نة<br />

بالن َّسب أو الطائفة،‏ والضمانةُ‏ ملا يُقنِع الجُ‏ مهور<br />

ويردمُ‏ الهُ‏ و َّة مع القصر تتحق ُّ ق بصيغتها املُثلى<br />

فى ‏«الرئاسة»‏ وحسب.‏<br />

لا إنكارَ‏ لأن الجمهورية تعث َّرت على الطريق<br />

أحيانًا.‏ يعودُ‏ الأمر فى زاويةٍ‏ لحداثة العُ‏ مر وقل َّةِ‏<br />

خِ‏ برة الضب َّاط الأحرار،‏ وإلى عداءٍ‏ مُستحكمٍ‏<br />

من طُغمة املنتفعني بامللكي َّة،‏ وكذلك تحر ُّش<br />

الأُصولي ِّني ودعاياتهم الدينية التى افتتحها<br />

الإخوان بالكَيد،‏ وطو ُّروها مع آخرين إلى اغتيالٍ‏<br />

وإرهاب.‏ وقد ظهرت الجماعةُ‏ بأيدٍ‏ خَ‏ شنة فى<br />

محط َّاتٍ‏ مفصليّة:‏ صَ‏ درُ‏ الثورة وكانت تتحس َّ س<br />

خُ‏ طاها،‏ وحادثةُ‏ املنشيّة على مسافةٍ‏ ضئيلةٍ‏ من<br />

كتابة الدستور وإرساء صيغة اختيار الرئيس،‏<br />

ومُنتصف الستينيات وقتما اشتد َّ عُ‏ ود التجربة<br />

وصار الظرف مُلائمً‏ ا لتطويرها،‏ ثمّ‏ آخر حقبة<br />

السادات بعدما أطلق املنابرَ‏ وكان فى سبيله<br />

لإنضاج التعد ُّدية الحزبية،‏ وولاية مبارك الأولى<br />

التى افتتحها برسائل إيجابي َّة سرعان ما<br />

تعط َّلت،‏ وأخريًا مشهد 25 يناير وسَ‏ نة حً‏ كمهم<br />

السوداء.‏ كأن َّ الجماعةَ‏ فى كُل ِّ املحط َّات كانت<br />

تطعنُ‏ الجمهورية فى خاصرتها؛ حتى بعدما<br />

اختطفت الرئاسةَ‏ وهيكلَ‏ السُ‏ لطة.‏ ولعل َّ فى ذلك<br />

ما يُشبه أداءها قبل يوليو،‏ وقد خدمت الإنجليز<br />

وتحالفت مع القصر،‏ وشن َّت حُ‏ روبًا سافلة على<br />

الحركة الوطنية بكاملها.‏<br />

سُ‏ ؤال التطو ُّر محكومٌ‏ بالفضاء الذى تتفاعل<br />

فيه مُكو ِّنات التجربة،‏ ومرهونٌ‏ بالوقت.‏ فى<br />

البداية كان الرئيس يستندُ‏ لشرعيّة الثورة،‏ وهى<br />

طويلةُ‏ العمر ولا تنتهى صلاحي َّتها إلاّ‏ ببديلٍ‏<br />

أقوى،‏ وقد تحق َّ ق مع السادات بالاستناد إلى نصر<br />

أكتوبر،‏ وهو من الشرعي َّات الباقية أيضً‏ ا.‏ وعندما<br />

أراد مبارك الانتقال لشرعية الانتخاب والإرادة<br />

الشعبية تشو َّهت املُحاولة،‏ ثم حل َّت 25 يناير<br />

لتُعيد الصراع السياسى إلى نُقطةٍ‏ بدائيّة،‏ تسل َّطت<br />

عليها الشعبوي َّة والاستقطاب واملُزايدة الرخيصة<br />

وسَ‏ طوة الإسلاميني املُتطر ِّفني،‏ ومن هذا املناخ<br />

نفذ الإخوان للحُ‏ كم مُحاولني إنتاج شرعي َّة<br />

الثورة،‏ بينما يد َّعون أنهم إصلاحي ِّون ولم يكونوا<br />

شركاء حقيقي ِّني فى املشهد؛ إلا بالفوضى والتوت ُّر<br />

وترييف الوعى وتزييفه؛ ولأنهم ركبوا حصان<br />

الثورة دون درايةٍ‏ بالفروسي َّة فقد أسقطتهم<br />

الثورة أيضً‏ ا فى 30 يونيو،‏ وجاء السيسى مُستندًا<br />

إليها فى بادئ الأمر؛ لكنّه لم يركن لهذا الخيار<br />

املُريح وسعى لاستبدالها بما يُمكن تسميته<br />

‏«شرعية الإنجاز»؛ ولعل َّه التحو ُّل الأكثر نضجً‏ ا<br />

فى سُ‏ ؤال الرئاسة طوال سبعة عقود؛ إذ معناه<br />

أن علاقة الحاكم بالجمهور تعودُ‏ إلى سياقها<br />

الطبيعى؛ لتتأس َّ س على رُؤى وبرامج وتوافقاتٍ‏<br />

عملية،‏ وتقبل التقييم واملُساءلة،‏ وتتجد َّد بقدر<br />

ما تصون املُشتركات املُتّفق عليها؛ وليس<br />

بصورةٍ‏ آليّةٍ‏ ولا بابتزاز العاطفة أو الدين.‏<br />

الوقوعُ‏ على الوصفة السليمة بدايةُ‏ الطريق<br />

لا نهايتها.‏ كل ما فات كان تجريبًا من أجل<br />

استكشاف املسار وضَ‏ بط املقادير والخطوات؛<br />

أم َّ ا الإنجاز الكامل فيتحق َّ ق باملُمارسة والتراكم.‏<br />

القول إن 2014 مُفتتح التأسيس الحقيقى<br />

لجمهوريّةٍ‏ ديناميكية قابلة للتطو ُّر؛ لا يعنى<br />

أنها ستُنجزُ‏ غاياتها الكاملة بالضربة القاضية،‏<br />

ولا من تلقاء نفسها؛ إنّما بالتفاعلات الحيويّة<br />

املُستدامة بني البيئة السياسية،‏ وبِنية النظام<br />

من الفرد إلى املُؤس َّ سة وبينهما املجتمع املدنى،‏<br />

أحزابًا ونقابات وكيانات أهليّة.‏ لكنّ‏ املُؤسف أن<br />

النخبةَ‏ الحزبية سج َّ لت أداءً‏ باهتًا فى الجولتني<br />

السابقتني،‏ وبدت الهشاشة على هياكلها<br />

والتضاربُ‏ بني قادتها؛ وإن كانت الدولة قادرةً‏<br />

على الس َّ ري من دون مُعاونة املُؤدلَجني،‏ أو برغم<br />

مُعاندتهم؛ فإنهم الخاسرُ‏ الأكبر من تفويت<br />

الفُ‏ رصة لإرساء ركائز وطيدة،‏ والبناء عليها بما<br />

يُمه ِّ د للمُستقبل املأمول،‏ ويفيدهم أوّلاً‏ وقبل كلّ‏<br />

شىء.‏<br />

فى أو َّل انتخاباتٍ‏ بعد ثورة 30 يونيو ترش َّ ح<br />

أبرز رُموز الناصرية،‏ وكانت شعبية السيسى<br />

طاغيةً‏ ؛ فلم يتيسر َّ للقومي ِّني تبريرُ‏ الخسارة<br />

القاسية بعناوين الوَصم والابتزاز.‏ وفى الثانية<br />

أبدى أحدُ‏ وجوه اليسار رغبته فى املنافسة،‏ ثمّ‏<br />

تراجع بعدما تعذ َّر عليه استيفاء الشروط.‏<br />

الأخريُ‏ وفريقه زايدوا على الأو َّل فى 2014،<br />

والأوائل ردّوا املُزايدات على الأواخر فى 2018. أم َّ ا<br />

الاستحقاق الثالث الجارى الآن فقد شهد الأمرين<br />

معً‏ ا:‏ أعلن أحد شباب الناصريني رغبته وفشل<br />

فى عبور العتبة الانتخابية،‏ وترش َّ ح رئيسُ‏ حزبٍ‏<br />

مُعارض،‏ فانحازت ‏«الحركة املدنية»‏ للفاشل<br />

وهاجمت الناجح؛ وكلاهما وثيقُ‏ الصلةِ‏ بها،‏<br />

وقد تجاهلت فى موقفها الغريب شُ‏ بهات اتصال<br />

الشاب بالإخوان،‏ وفجاجة خطابه الذى يُلامس<br />

حد َّ البذاءة،‏ وقدحت فى رئيس الحزب رغم<br />

تاريخه الطويل معهم وقبلهم.‏ لا أُورِد ذلك على<br />

سبيل الإدانة أو التشف ِّ ى؛ بل لإبراز الخِ‏ ف َّ ة التى<br />

يشتبكُ‏ بها بعضُ‏ السياسي ِّني مع الشأن العام،‏<br />

مُتجاهلني أن املُشاركة هى الأصل،‏ ولا سبيلَ‏<br />

لإنعاش املجال السياسى إلا َّ عبر ورشةٍ‏ جادّة،‏<br />

وعملٍ‏ دؤوب،‏ يكون مُهمًّ‏ ا فى الأوقات الطبيعية،‏<br />

وأكثرَ‏ أهمي َّةً‏ فى املحط َّات الاستثنائية.‏<br />

إن َّ السياسةَ‏ لا تُحبّ‏ عبادةَ‏ الأصنام؛ لكنّ‏<br />

شطرًا عريضً‏ ا من السياسي ِّني فى وادينا الطيب<br />

أدمنوا ‏«الدوجما»‏ والبلادة.‏ يُثارُ‏ الحديث عن<br />

الديمقراطية بمعزلٍ‏ عن غلافها الاجتماعى،‏ وعن<br />

قابلي َّتها للفعل فى مُمارسيها بقدر ما يفعلون<br />

فيها.‏ يُرد ِّدون تعاريفهم الإنشائية كما لو<br />

كانت عِ‏ جلاً‏ مُقد َّسً‏ ا،‏ ومُعتقَ‏ دًا لا تجوزُ‏ مُساءلته<br />

أو تصويبه.‏ لعل َّ الصيغة الرومانية بظلالها<br />

الأوروبية لم تعُ‏ د مُقنعةً‏ حتى فى بيئتها.‏ النازيّة<br />

والفاشية كانتا إفرازًا ديمقراطيًّا،‏ وجنون اليمني<br />

اليوم تُغذ ِّيه الصناديق،‏ وإسرائيل الدامية تصدُق<br />

فيها تعريفات املُنهج املُعتمَ‏ د،‏ وكذلك داعموها فى<br />

واشنطن ودول الناتو؛ لكنّ‏ الصفةَ‏ تغيبُ‏ عن<br />

الصني ‏«الشموليّة على قولهم»‏ ولم يُعطّلها ذلك<br />

عن تجاوز املُنافسني والأعداء من العالم الأو َّل.‏<br />

املسكوكات القديمة فى حاجةٍ‏ للمُراجعة،‏ وكفاءة<br />

الوسيلة لا يحكُم بها إلا َّ كمال الغاية.‏<br />

من املُضحكات أن َّ مَ‏ ن لعبوا مع الإخوان،‏<br />

وتمد َّدوا تحت عباءتهم أو حملوا راياتهم،‏<br />

ينتقدون ويلومون الذين يعملون تحت سقف<br />

الدولة.‏ تاجرت الجماعةُ‏ بشرعيّة الانتخاب،‏<br />

ودعمها هُ‏ واة اليسار واليمني مم َّ ن حالفوها<br />

أو وقفوا وراءها فى فريمونت،‏ ثمّ‏ انقلبوا على<br />

ما أقر ُّوه عندما تعارض مع نواياهم املُضمَ‏ رة.‏<br />

الحقيقةُ‏ أن الديمقراطية تبدأ بالصناديق ولا<br />

تنتهى عندها؛ وإنْ‏ شَ‏ ق َّ عليها أن تُحص ِّ ن ولايتها<br />

الدائمة على املجال العام فلا حاجة لها؛ بل كأنها<br />

لم تكُن.‏ هكذا بقولٍ‏ قاطعٍ‏ لا يمكن اعتبار تسل ُّل<br />

الإخوان إلى قصر الاتحادية حدثًا ديمقراطيًّا؛<br />

لأنهم أكلوا بقي َّة بنود التعاقُد وأحرقوا السلالم<br />

التى تصلُ‏ السلطة بالشارع.‏ أم َّ ا فى النتيجة؛<br />

فقد أنجزت دولة التنظيم الواحد مع عبدالناصر<br />

وشطرٍ‏ من السادات،‏ فى كل ِّ سنةٍ‏ من عُ‏ مرها،‏ ما<br />

لم تُنجزه دولة الجماعة الإرهابية بمكياجها<br />

التعد ُّدى.‏ لقد أقالت ثورة يوليو بلدًا بالكامل<br />

من عثرته،‏ وفتحت ‏«الجمهورية»‏ طريقً‏ ا يقبلُ‏<br />

التوسعةَ‏ والتجويد،‏ وإلى الجولة الأخرية يتنف َّ س<br />

املشهدُ‏ السياسى بوتريةٍ‏ تُؤك ِّد حياته وعافيته؛<br />

حتى لو رآه البعض ساكنًا أو بطىء الحركة.‏<br />

كان تمصري الحُ‏ كم مكسبًا،‏ وإنهاءُ‏ شرعيّة الدماء<br />

الزرقاء تحو ُّلاً‏ جذريًّا عميقً‏ ا؛ ولعل بعض القوى<br />

السياسية تحتاج فى سبعينية الجمهورية أن<br />

تتمصر َّ وعيًا ومُمارسةً‏ واشتباكًا بالجمهور،‏<br />

وأن تُنهى تسل ُّط دمائها السوداء املُتعالية على<br />

التجربة والامتحانات الواجبة..‏ بعبارةٍ‏ مُوجزة:‏<br />

لن تسقطَ‏ التف َّ احةُ‏ فى حِ‏ جرِك إن جلست بعيدًا<br />

عن شجرة التفاح.‏<br />

عاما قضاها<br />

عبدالناصر رئيسا من<br />

1956 حتى وفاته 1970<br />

1970<br />

السادات يتولى المنصب<br />

خلفا لعبدالناصر حتى<br />

اغتياله بعد 11 عاما<br />

8<br />

أيام قضاها رئيس<br />

مجلس الشعب صوفى<br />

أبو طالب رئيسا مؤقتا<br />

1981<br />

مبارك يؤدى اليمين<br />

رئيسا للجمهورية بعد<br />

استفتاء شعبى<br />

2011<br />

المجلس الأعلى<br />

للقوات المسلحة<br />

يتولى مهام الحكم<br />

بعد تنحى مبارك<br />

2013<br />

إطاحة محمد مرسى فى<br />

ثورة شعبية عارمة بعد<br />

سنة من سيطرة الإخوان<br />

والفشل فى الحكم<br />

4<br />

يوليو 2013 المستشار<br />

عدلى منصور يؤدى<br />

اليمين رئيسا مؤقتا بعد<br />

ثورة 30 يونيو<br />

2014<br />

السيسى رئيسا بعد<br />

انتخابات شعبية اكتسح<br />

فيها منافسه حمدين<br />

صباحى بأكثر من % 96<br />

ال<strong>عدد</strong> 4572<br />

الأربعاء 6 ديسمبر <strong>2023</strong><br />

03<br />

2024<br />

ذاكرة الرئاسة من الاستفتاء إلى الاختيار<br />

الاستفتاء على رئاسة<br />

جمال عبدالناصر فى<br />

23 يونيو من العام<br />

الاستفتاء على<br />

الجمهورية العربية<br />

المتحدة مع سوريا فى<br />

21 فبراير وعبدالناصر<br />

رئيسا<br />

عبدالناصر يؤدى<br />

اليمين رئيسا فى 25<br />

مارس بعد استفتاء<br />

جرى تنظيمه قبل 10<br />

أيام<br />

أكتوبر السادات يؤدى<br />

اليمين رئيسا بعد 3<br />

أسابيع من رحيل عبد<br />

الناصر فى 28 سبتمبر<br />

1970<br />

السادات يؤدى القسم<br />

رئيسا بعد 31 يوما من<br />

الاستفتاء على ولايته<br />

الثانية<br />

أكتوبر 1981 مبارك<br />

يفوز فى الاستفتاء<br />

على الرئاسة ويؤدى<br />

اليمين فى اليوم التالى<br />

مبارك رئيسا لولاية<br />

ثانية فى <strong>12</strong> أكتوبر بعد<br />

أسبوع من الاستفتاء<br />

الشعبى<br />

مبارك يؤدى<br />

اليمين الدستورية<br />

فى <strong>12</strong> أكتوبر رئيسا<br />

للجمهورية لثالث<br />

مرة<br />

الاستفتاء على<br />

رابع فترات مبارك<br />

فى 26 سبتمبر<br />

ويؤدى اليمين فى<br />

5 أكتوبر<br />

أول انتخابات<br />

رئاسية ت<strong>عدد</strong>ية<br />

يفوز فيها مبارك<br />

بولاية خامسة بين<br />

10 مرشحين<br />

التجربة الت<strong>عدد</strong>ية<br />

الثانية ب‎13‎ مرشحا<br />

بينهم 5 من<br />

المحسوبين على<br />

الإسلاميين<br />

أول انتخابات بعد<br />

ثورة 30 يونيو<br />

وشعبية السيسى<br />

تحسمها بفارق<br />

كبير عن منافسه<br />

إعلان النتيجة فى<br />

2 إبريل والسيسى<br />

يفوز بولاية ثانية<br />

بنسبة % 97<br />

خامس انتخابات<br />

ت<strong>عدد</strong>ية والثالثة<br />

بعد ثورة 30 يونيو<br />

ويخوضها 4<br />

مرشحين<br />

2018<br />

2014<br />

20<strong>12</strong><br />

2005<br />

1999<br />

1993<br />

1987<br />

13<br />

1976<br />

17<br />

1965<br />

1958<br />

1956


p.4<br />

قيادة من عامة الشعب<br />

عندما سقط التاج وصار العرش محكوما بالدستور والقانون وإرادة الناخبين<br />

التحول إلى الجمهورية وبداية منصب الرئيس أبرز ثمار ثورة يوليو..‏ والتطور من االستفتاء إلى االنتخاب تتويج لجهود األحزاب والسياسيين<br />

عبدالرحمن حبيب<br />

قطعت مرص أشواطا طويلة إىل أن صاغت هويتها<br />

الوطنية الجامعة،‏ واستخلصت نظاما سياسيا<br />

ينبع من إرادة الشعب ويستجيب لطموحاته،‏<br />

كان الخروج من أرس املماليك والعثمانيني مع<br />

محمد عىل،‏ ثم الورشة الوطنية املمتدة داخل<br />

األرسة العلوية ومع النخب املرصية،‏ األساس<br />

الذى بنيت عليه الحقبة الليربالية قبل 1952،<br />

بما فيها من ديمقراطية تمثيلية تضع الشعب ىف<br />

قلب مشهد الحكم،‏ وبعدها ثورة يوليو واالنتقال<br />

إىل عرص الجمهورية،‏ وهى صيغة تنبع بكاملها<br />

من الشارع ورشعيته،‏ وليس من نسب عائىل وال<br />

سلطة فوق الشعب وقراره.‏<br />

شهدت مرص تحوالت عديدة،‏ عقب إزاحة<br />

الحقبة امللكية،‏ أهمها استحداث منصب الرئيس<br />

الذى شغله اللواء محمد نجيب ىف البداية،‏ انطالقا<br />

من الرتبة والعمر والسمعة الحسنة داخل<br />

الجيش وىف الشارع،‏ ثم خلفه جمال عبدالنارص<br />

منذ 1954 حتى وفاته ىف 1970، لكن ظلت<br />

الرشعية موصولة بالثورة وجواز مرور االستفتاء<br />

الشعبى عىل اسم الرئيس منفردا.‏<br />

رغم امتداد مرحلة االستفتاءات لنحو 5 عقود<br />

تقريبا من عمر الجمهورية،‏ قبل التحول إىل<br />

االنتخابات الت<strong>عدد</strong>ية ىف عام 2005، فإن امللمح<br />

البارز أن سلطة الحكم انتقلت من العائلة إىل<br />

املؤسسة،‏ ومن رشعية الدم امللكى إىل رشعية<br />

االنتماء الشعبى،‏ فصار حاكم مرص للمرة األوىل<br />

واحدا من املرصيني الخالصني،‏ ومن عوامهم ال<br />

من النخبة األرستقراطية أو ذوى املال والجاه.‏<br />

اختيار الرئيس<br />

بحسب نص املادة 139 من الدستور،‏ فإن<br />

رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورئيس<br />

السلطة التنفيذية،‏ يرعى مصالح الشعب<br />

ويحافظ عىل استقالل الوطن ووحدة أراضيه<br />

وسالمتها،‏ ويلتزم بأحكام الدستور ويبارش<br />

اختصاصاته عىل النحو املبني به.‏<br />

ينتخب رئيس الجمهورية ملدة ست سنوات<br />

ميالدية،‏ تبدأ من اليوم التاىل النتهاء مدة سلفه،‏<br />

وال يجوز أن يتوىل الرئاسة ألكثر من مدتني<br />

رئاسيتني متتاليتني،‏ وتبدأ إجراءات انتخاب<br />

رئيس الجمهورية قبل انتهاء مدة الرئاسة بمائة<br />

وعرشين يوما عىل األقل،‏ ويجب أن تعلن النتيجة<br />

قبل نهاية املدة بثالثني يوما عىل األقل،‏ وال يجوز<br />

لرئيس الجمهورية أن يشغل أى منصب حزبى<br />

طوال مدة الرئاسة.‏<br />

كان التحول الت<strong>عدد</strong>ى قد نقل أصوات الجمهور<br />

من خانة القبول أو الرفض لشخص بعينه،‏<br />

إىل االختيار من مت<strong>عدد</strong>،‏ فنص الدستور عىل أن<br />

ينتخب رئيس الجمهورية عن طريق االقرتاع<br />

العام الرسى املبارش،‏ وذلك باألغلبية املطلقة<br />

ل<strong>عدد</strong> األصوات الصحيحة،‏ وينظم القانون<br />

إجراءات انتخاب رئيس الجمهورية.‏<br />

اختصاصات الرئيس<br />

يكلف رئيس الجمهورية رئيسا ملجلس<br />

الوزراء،‏ بتشكيل الحكومة وعرض برنامجه<br />

عىل مجلس النواب،‏ فإذا لم تحصل حكومته عىل<br />

ثقة أغلبية أعضاء مجلس النواب خالل ثالثني<br />

يوما عىل األكثر،‏ يكلف رئيسا ملجلس الوزراء<br />

برتشيح من الحزب أو االئتالف الحائز عىل<br />

أكثرية مقاعد مجلس النواب،‏ فإذا لم تحصل<br />

حكومته عىل ثقة أغلبية أعضاء مجلس النواب<br />

خالل ثالثني يوما،‏ عد املجلس منحال،‏ ويدعو<br />

رئيس الجمهورية النتخاب مجلس نواب جديد<br />

خالل ستني يوما من تاريخ صدور قرار الحل.‏<br />

وىف جميع األحوال،‏ يجب أال يزيد مجموع مدد<br />

االختيار املنصوص عليها ىف هذه املادة عىل ستني<br />

يوما،‏ وىف حالة حل مجلس النواب،‏ يعرض رئيس<br />

مجلس الوزراء تشكيل حكومته،‏ وبرنامجها عىل<br />

مجلس النواب الجديد ىف أول اجتماع له.‏ وحال<br />

اختيار الحكومة من الحزب أو االئتالف الحائز<br />

عىل أكثرية مقاعد مجلس النواب،‏ يكون لرئيس<br />

الجمهورية،‏ بالتشاور مع رئيس مجلس الوزراء،‏<br />

اختيار وزراء الدفاع والداخلية والخارجية<br />

والعدل،‏ ولرئيس الجمهورية إعفاء الحكومة من<br />

أداء عملها برشط موافقة أغلبية أعضاء مجلس<br />

النواب.‏<br />

لرئيس الجمهورية إجراء تعديل وزارى بعد<br />

التشاور مع رئيس الوزراء،‏ وموافقة مجلس<br />

النواب باألغلبية املطلقة للحارضين،‏ وبما ال يقل<br />

عن ثلث أعضاء املجلس،‏ ولرئيس الجمهورية<br />

أن يفوض بعض اختصاصاته لرئيس مجلس<br />

الوزراء،‏ أو لنوابه،‏ أو للوزراء،‏ أو للمحافظني،‏<br />

وال يجوز ألحد منهم أن يفوض غريه،‏ وذلك عىل<br />

النحو الذى ينظمه القانون.‏<br />

والية الشارع<br />

لم يكن سلسال الباشا األلبانى معنيا برضا<br />

الشارع،‏ وال مطلوبا منه أن يسرتىض الناس<br />

عىل أى رشط،‏ إذ كان الحكم مضمونا باالمتداد<br />

العائىل والتصعيد األوتوقراطى،‏ أما الصيغة<br />

الجمهورية فإنها رهنت اختيار القائد لتالقى<br />

إرادات بني املراكز الفاعلة مجتمعيا،‏ ثم تطور<br />

األمر إىل االنضباط بالدستور والقانون،‏ وصار<br />

واجبا عىل املتصدى للمهمة أن يقدم برنامجا<br />

يخاطب وعى الناخبني وآمالهم،‏ وأن يلتزم<br />

بتنفيذ ما تعهد به عىل أمل أن تتجدد الثقة<br />

فيه مستقبال.‏ وإىل ذلك،‏ كانت العالقة مع<br />

الجمهور تحت سقف الراعى والرعية،‏ إذ<br />

لألول كامل الحقوق وليس للباقني إال األمل<br />

واملناشدات.‏ لكن التأسيس الجمهورى سمح<br />

بأن يكون الناخب حاكما للمشهد السياىس،‏<br />

ووضع املسؤول التنفيذى عىل طاولة النقد<br />

واملساءلة،‏ فنظم الدستور ومواد القانون<br />

مسائل الرشعية واالختصاصات واالنتقاد<br />

واملحاسبة واملسؤولية أمام الربملان،‏ وأمام<br />

الشارع أوال وأخريا.‏<br />

مجاميع الرؤساء فى امتحان اإلرادة الشعبية<br />

طريق الجمهورية يبدأ باالستفتاء على الرئيس بترشيح من مجلس الشعب..‏ والسيسى يتصدر أعلى نسبة تصويت فى االنتخابات الت<strong>عدد</strong>ية ب‎%97.8‎<br />

إبراهيم قاسم - أمنية املوجى<br />

ال فارق ىف الديمقراطية بني اإلجماع واألغلبية؛ إذ يصري<br />

الرئيس مكتمل الرشعية بمجرد أن يحوز النسبة األكرب<br />

من التأييد،‏ لكن األرقام ربما تُشري إىل ما هو أكرب من<br />

التعاقد الضمنى عىل جولة عابرة،‏ أو إىل رشاكة ممتدة<br />

ىف مرشوع وطنى طويل.‏ عىل هذا املعنى يُمكن النظر<br />

إىل شعبية عبدالنارص بالنظر إىل نُظرائه ىف عرص<br />

االستفتاءات،‏ وإىل شعبية الفائزين ىف االنتخابات<br />

الت<strong>عدد</strong>ية أيضً‏ ا.‏<br />

درج األمر ىف أوله عىل أن يكون استفتاء عىل اسم<br />

واحد.‏ صحيح أن البدائل لم تكن مُتاحة؛ إنما كان خيار<br />

‏»ال«‏ قائمً‏ ا ىف بطاقة االقرتاع،‏ وباملثل ىف سباقات االختيار<br />

من مت<strong>عدد</strong>.‏ ىف النهاية تكتمل الرشعية باألغلبية،‏ ويظل<br />

األمر مرهونا باألداء واستمرار الثقة؛ لكن رغم ذلك ال<br />

يُمكن مُقارنة الشعبية الحاشدة لعبد النارص طوال<br />

الستينيات،‏ أو السيىس ىف استحقاقى 2014 و‎2018‎‏،‏<br />

بالفوز بأكثر من %50 بقليل ىف 20<strong>12</strong> مثال،‏ وهو ما<br />

تُرجم الحقً‏ ا بتبدّل املزاج الشعبى بعدما أخفق مندوب<br />

اإلخوان ىف الحُ‏ كم ورعاية مصالح الدولة،‏ فأُطيح ىف ثورة<br />

شعبية عارمة؛ ألن أداءه كان أقل من املتوقع،‏ ومجموعه<br />

ىف السباق كان يُرتجم خالفًا عميقً‏ ا عليه بأكثر مما يُشري<br />

إىل قبول حقيقى.‏ وىف سؤال النتائج واملجاميع،‏ تحمل<br />

الذاكرة السياسية كثريًا من األرقام الدالة ىف سياقها،‏<br />

والتى ال يُمكن إبعادها عن قراءة مشهد الشعبية<br />

واإلجماع عىل رئيس أو الحياد تجاه آخر.‏<br />

نتائج االستفتاءات<br />

ىف استفتاء الرئاسة عام 1965 فاز الرئيس جمال<br />

عبدالنارص بنسبة سبعة ماليني صوت،‏ بنسبة %99.9 ىف<br />

االستحقاق الرئاىس الثانى واألكرب منذ إعالن الجمهورية،‏ ثم<br />

جاء بعده استفتاء 1970 الذى توىل أنور السادات بمقتضاه<br />

رئاسة الجمهورية العربية املتحدة بعد وفاة عبدالنارص،‏<br />

وقد حصل فيه عىل %90.04 من األصوات،‏ وكانت نسبة<br />

املشاركة %85 من إجماىل الناخبني.‏<br />

وبعدما استعادت مرص اسمها األصىل،‏ وكان قد تغري<br />

وقت الوحدة مع سوريا بني 1958 و‎1961‎‏،‏ أُجرى<br />

االستفتاء الرئاىس بالعام 1976 ليفوز السادات بوالية<br />

ثانية بعدما حصل عىل %99.9 من األصوات مع نسبة<br />

مشاركة بنحو %95.7 من جملة الناخبني.‏<br />

وجاء استفتاء 1981 بعد أيام من اغتيال السادات عىل<br />

أيدى الجماعات اإلسالمية من اإلخوان وحلفائهم،‏ ليتوىل<br />

حسنى مبارك املنصب بعد سنوات قضاها نائبا للرئيس،‏<br />

وقد حصل ىف هذا االستفتاء عىل %98.5 من األصوات<br />

وكانت نسبة املشاركة %81.1. وىف استفتاء 1987<br />

ترشح مبارك بتزكية من ثلثى أعضاء مجلس الشعب<br />

التزاما بالنسبة الدستورية املطلوبة،‏ ووافق عىل الرتشح<br />

%97.1 من املواطنني بنسبة مشاركة بلغت %88.5،<br />

تاله استفتاء 1993 وفاز فيه مبارك بوالية ثالثة بعد<br />

ترشيحه من 439 عضوا بالربملان،‏ وكان آخر استفتاء<br />

رئاىس ىف العام 1999، وأسفر عن حصول مبارك عىل<br />

واليته الرابعة قبل أن يتجه لتعديل نظام اختيار رئيس<br />

الجمهورية بحلول االستحقاق التاىل.‏<br />

االنتخابات الت<strong>عدد</strong>ية<br />

شهد العام 2005 أول انتخابات ت<strong>عدد</strong>ية مُبارشة<br />

منذ ثورة 23 يوليو وإعالن الجمهورية،‏ وفاز فيها<br />

مبارك بني عرشة مرشحني بنسبة %88.57 من<br />

األصوات ولم تتجاوز نسبة املشاركة %23 من جملة<br />

الناخبني.‏ ثم جاءت انتخابات 20<strong>12</strong> وسط مناخ<br />

مشحون ومعبأ باالستقطاب والدعايات الدينية،‏ وفاز<br />

فيها مرشح اإلخوان محمد مرىس بأكثر من %51<br />

بقليل،‏ بينما حصل منافسه عىل قرابة %49، وبفعل<br />

اإلخفاق واتضاح نوايا الجماعة اإلرهابية ىف اختطاف<br />

الحُ‏ كم ورهن املصالح الوطنية إلرادة أطراف خارجية،‏<br />

ثار املرصيون ىف 30 يونيو وأطاحوا بسُ‏ لطة اإلخوان<br />

ىف مشهد شعبى كاسح،‏ تجاوز املتظاهرون فيه تعداد<br />

املصوتني ىف انتخابات 20<strong>12</strong> لكل املرشحني،‏ سواء<br />

الجولة األوىل أو اإلعادة،‏ ليخلفه املستشار عدىل منصور<br />

رئيسا مؤقتا ملدة سنة.‏<br />

وكانت االنتخابات األوىل بعد الثورة،‏ وثالث تجربة<br />

ت<strong>عدد</strong>ية ىف مشهد الرئاسة املرصى،‏ بالعام 2014 وقد<br />

تنافس فيها املشري عبدالفتاح السيىس مع السياىس<br />

النارصى حمدين صباحى،‏ وحسمها األول من الجولة<br />

األوىل بقرابة 24 مليون صوت تمثل %96.94 من جملة<br />

الناخبني،‏ وهو رقم يقارب ما حصل عليه املتنافسون<br />

جميعً‏ ا ىف انتخابات 20<strong>12</strong> أيضا.‏ ثم كانت التجربة<br />

التالية ىف 2018 وفاز فيها الرئيس السيىس ب‎24‎<br />

مليونا و‎254‎ ألف صوت تمثل %97.8 من جملة<br />

الناخبني،‏ بحسب النتائج الرسمية املعلنة من الهيئة<br />

الوطنية لالنتخابات..‏ واآلن يستعد املرصيون للذهاب<br />

إىل لجان االقرتاع مُجددا،‏ بينما يتنافس 4 مرشحني عىل<br />

املنصب األرفع ىف بنية الدولة املرصية،‏ وهو موعد مع<br />

تجديد رشعية الصيغة الجمهورية،‏ واحتفال بالتجربة<br />

الديمقراطية التى تنضج مرة بعد أخرى،‏ وبعيدًا من<br />

النتيجة فإن الفائز األكرب هو الناخب الذى يُنفذ إرادته<br />

ويقرر مستقبل بالده،‏ عىل قاعدة من التعاقد الضمنى<br />

مع مسؤول يرعى مصالحه ويصعد بالصندوق وإرادة<br />

الشعب،‏ وليس بأى معيار آخر.‏<br />

سنة أولى جمهورية<br />

كيف كانت مصر فى أول استحقاق رئاسى قبل 6 عقود؟<br />

ثورة يوليو أنهت الملكية وشقّ‏ ت مسارا جديدا إلدارة الدولة..‏ وعبدالناصر يحصد 7 ماليين صوت فى أول استفتاء شعبى<br />

عبدالرحمن حبيب<br />

مىض زمن طويل عىل اللحظة التى صارت<br />

فيها مرص جمهورية،‏ وصارت سُ‏ لطة الحُ‏ كم<br />

ىف عُ‏ هدة الشعب،‏ ينوب عنهم أحد أفرادهم<br />

برشعية ظرفية مؤقتة،‏ حدودها املدة الرئاسية<br />

وإرادة الناخبني،‏ سواء ىف صيغة االستفتاء<br />

القديمة أو ىف األغلبية املطلوبة اآلن للفوز<br />

باالنتخابات الت<strong>عدد</strong>ية.‏ لكن املشهد األول الذى<br />

تأسس قبل 70 عاما تقريبًا،‏ ما زال يُمثل<br />

القاعدة التى بُنيت عليها التجربة،‏ وتتابعت<br />

مراحل تطورها،‏ فكيف كانت شكل البيئة<br />

السياسية وقتما خلعت مرص التاج ووضعت<br />

الدستور عىل كرىس الحكم؟!‏<br />

وقتها كان تعداد املرصيني نحو 30 مليونا<br />

و‎800‎ ألف نسمة،‏ وكانت حالة الفقر طاغية<br />

واألمية تهيمن عىل أغلب الشعب،‏ وال يخلو<br />

وعى مواطن واحد من تطلعات كانت عزيزة<br />

وقتها،‏ وتجىلّ‏ أن الجمهورية الناشئة تُبرش<br />

بتقريب البعيد،‏ وقد تحقق ذلك فعالً‏ عندما<br />

سارت عجلة التحديث عىل كل الدروب،‏<br />

فتطورت بنية الترشيع وخطط االقتصاد<br />

واإلنتاج والتنمية،‏ وارتقت مستويات التعليم<br />

والصحة،‏ وملعت ثمار الثورة عىل أشجار<br />

السنوات التالية ىف برامج لإلصالح الزراعى<br />

والعدالة االجتماعية وتمكني املهمشني وتوليد<br />

الوظائف.‏<br />

سارت األمور ىف السنوات األوىل بعد الثورة<br />

بوترية هادئة،‏ فطُرح اسم محمد نجيب بني<br />

الضباط األحرار،‏ ثم تاله استفتاء شعبى<br />

عىل عبدالنارص.‏ أما عن العام الذى أُقيم فيه<br />

االستفتاء األكرب عىل منصب الرئيس قبل قرابة<br />

ستة عقود،‏ فقد شهد إنشاء املجلس األعىل<br />

لتنظيم األرسة،‏ وفيه زار جمال عبدالنارص<br />

االتحاد السوفيتى،‏ وىف عاصمته موسكو<br />

التقى بالطلبة العرب الذين يدرسون هناك،‏<br />

وحسب عبدالله إمام ىف كتابه ‏»عبدالنارص<br />

واإلخوان املسلمني«‏ الصادر عن ‏»دار الخيال:‏<br />

بالقاهرة،‏ كان اللقاء يوم 7 أغسطس 1965،<br />

وأعلن عبدالنارص ىف خطابه عن ضبط<br />

مؤامرة جديدة للجماعة،‏ قائال:‏ ‏»بعدما رفعنا<br />

األحكام العرفية منذ سنة،‏ وصفّ‏ ينا املعتقالت،‏<br />

وأصدرنا قانونا لكى يعودوا إىل أعمالهم،‏<br />

نضبط مؤامرة وسالحا وأمواال،‏ وصلت إليهم<br />

من سعيد رمضان من الخارج،‏ وهذا دليل عىل<br />

أن االستعمار والرجعية بيشتغلوا ىف الداخل«.‏<br />

وعىل الصعيد السياىس،‏ أثمرت االجتماعات<br />

الطويلة التى بدأت يوم 22 أغسطس 1965<br />

بني الرئيس جمال عبدالنارص والعاهل<br />

السعودى امللك فيصل عن ‏»اتفاقية جدة«‏<br />

ىف 24 أغسطس،‏ وىف هذا العام أيضً‏ ا اختري<br />

زكريا محيى الدين رئيسا للوزراء.‏<br />

وفيما يخص األعمال الفنية واألدبية،‏<br />

فقد صدرت ىف هذا العام رواية ‏»املستحيل«‏<br />

للدكتور مصطفى محمود،‏ وتتناول مشكالت<br />

تتصل بالسياق االجتماعى واملعرىف الراهن<br />

وقتها،‏ وقد تحولت إىل فيلم سينمائى باالسم<br />

نفسه،‏ كما صدرت رواية ‏»العنكبوت«‏ لتكون<br />

تجربة جديدة ىف مجال كتابة الخيال العلمى.‏<br />

ومن أفالم العام:‏ ‏»الثالثة يحبونها«‏ من<br />

إخراج محمود ذو الفقار،‏ و»الحرام«‏ للمخرج<br />

هنرى بركات،‏ و»العقل واملال«‏ و»بنت عنرت«‏<br />

بتوقيع نيازى مصطفى،‏ و»حكاية العمر كله«‏<br />

من إخراج حلمى حليم،‏ و»سكون العاصفة«‏<br />

ألحمد ضياء الدين،‏ و»طريد الفردوس«‏ من<br />

إخراج فطني عبدالوهاب،‏ و»املدير الفنى«‏ من<br />

إخراج فطني عبدالوهاب،‏ و»هى والرجال«‏<br />

لرائد الواقعية حسن اإلمام.‏ وكان من أبددرز<br />

األغنيات الصادرة ىف هذا العام ‏»زوربا«‏<br />

للمطربة داليدا،‏ و»نارص يا حرية«‏ للعندليب<br />

األسمر عبدالحليم حافظ،‏ و»انت الحب«‏<br />

لسيدة الغناء العربى أم كلثوم.‏<br />

انتخابات 2005<br />

انتخابات 20<strong>12</strong><br />

انتخابات 2018<br />

59 مليونا و‎78‎ ألفا<br />

و‎138‎ ناخبا<br />

24 مليونا و‎254‎ ألفا<br />

و‎152‎ مصوتا<br />

%41.05 نسبة<br />

املشاركة فى<br />

التصويت<br />

53 مليونا و‎909‎ آالف<br />

و‎306‎ ناخبني<br />

25 مليونا و‎578‎ ألفا و‎223‎<br />

مصوتا<br />

%47.45 نسبة املشاركة<br />

فى التصويت<br />

50 مليونا و‎958‎ ألفا<br />

و‎749‎ ناخبا<br />

26 مليونا و‎420‎ ألفا<br />

و‎763‎ مصوتا<br />

%51.85 نسبة<br />

املشاركة فى<br />

التصويت<br />

31 مليونا و‎826‎ ألفا و‎284‎<br />

ناخبا<br />

7 ماليني و‎305‎ آالف و‎536‎<br />

مصوتا<br />

%23 نسبة املشاركة فى<br />

التصويت<br />

انتخابات 2014<br />

نسب املشاركة فى الرئاسيات


صناديق<br />

انتخابات مصر<br />

الاستحقاقات الرئاسية<br />

من الاستفتاء إلى الت<strong>عدد</strong>ية<br />

الجمهورية الجديدة<br />

انتخابات ٢٠١٤ تعيد تصويب انحراف الإخوان وترسم ملامح تجربة ناضجة تأسست على ركائز منضبطة وأنهت جدل تحصين القرارات<br />

إبراهيم قاسم - أمنية املوجى<br />

كان املشهد اختيارا بنكهة الإجبار،‏ عندما ترك<br />

للناخب أن يقول نعم أو لا على بطاقة تحمل<br />

اسما وحيدا،‏ صحيح أن الأمر كان يبدأ من<br />

مجلس النواب،‏ وهو يمثل الإرادة الشعبية بشكل<br />

غري مباشر،‏ إنما لا يقارن ذلك بالديمقراطية<br />

املباشرة،‏ وأن يكون اختيار الحاكم حقا للشعب<br />

بالأصالة،‏ وليس بالوكالة ملن ينوبون عنه..‏ هكذا<br />

كان الانتقال إلى الانتخابات الت<strong>عدد</strong>ية فى 20<strong>12</strong><br />

تحولا كبريا،‏ لكنه كعادة التجارب الجديدة لم<br />

يكن ناضجا فى جولته الأولى،‏ كما فى الثانية<br />

بالعام 20<strong>12</strong> وقد سيطرت عليها أجواء الشحن<br />

والاستقطاب والجنون السياسى،‏ واخترقها<br />

الأصوليون باملزايدة والتزييف والدعايات<br />

الدينية،‏ ليحدث التدرج فعلا مع الجولة الثالثة<br />

قبل تسع سنوات.‏<br />

لم تكن الانتخابات الرئاسية قبل 2014<br />

بهذا القدر من النضج والرشد والإدراك،‏ أو<br />

الاستقلال الفنى واملالى والإدارى،‏ بعيدا من<br />

أى تدخل فى الاستحقاق،‏ وهو ما ميز تجربة<br />

الانتخابات الأولى بعد ثورة 30 يونيو،‏ وجعلها<br />

علامة فارقة فى تاريخ التجربة السياسية<br />

املصرية،‏ وقاعدة سياسية صالحة للبناء عليها<br />

ملا بعدها،‏ فى 2018 واليوم وفى املستقبل.‏<br />

قدمت انتخابات 2014 نموذجا للانضباط<br />

والكفاءة،‏ فيما يخص البنية القانونية والتنظيم<br />

الإجرائى واتساع قاعدة الناخبني واستقامة<br />

املشاركة بعيدا من التأثري العاطفى،‏ وكان<br />

جدولها الزمنى منضبطا مع حياد كامل<br />

من الجهات املعنية تعزيزا لأجواء التنافسية<br />

والسباق الجاد،‏ فضلا عن القضاء على فكرة<br />

تحصني قرارات لجنة الانتخابات الرئاسية من<br />

الطعن عليها أمام القضاء.‏<br />

إدارة لجنة الانتخابات<br />

قبل ثورة 23 يوليو 1952 لم تعرف مصر<br />

يمين الولاء<br />

طريقا إلى انتخاب حاكمها،‏ فكان النظام ملكيا<br />

تنتقل السلطة فيه بالوراثة والدم،‏ وبفضل<br />

الثورة ولدت الجمهورية وعرف منصب<br />

الرئيس،‏ لكن التجربة اتخذت شكلا بسيطا فى<br />

بدايتها،‏ كان عبر حركة الضباط الأحرار أولا،‏ ثم<br />

من خلال مجلس الأمة تاليا باعتباره نائبا عن<br />

مجموع الشعب.‏<br />

كانت آلية الاستفتاء أن يطرح اسم واحد،‏<br />

وعليه أن يستوفى نسبة تأييد محددة من النواب،‏<br />

ثم يعرض على الجمهور فى استفتاء عام،‏ وإذا<br />

حصل على الأغلبية يصري رئيسا،‏ وظلت الأمور<br />

هكذا بني أواخر الخمسينيات وحتى منتصف<br />

العقد املاضى،‏ إلى أن انتقلت مصر لصيغة<br />

الانتخابات الت<strong>عدد</strong>ية فى 2005، بمعنى أن<br />

يتنافس أكثر من مرشح،‏ ويترك الأمر بكامله<br />

للناخبني بشكل مباشر لاختيار من يكون رئيسا<br />

للجمهورية.‏<br />

جرى التحول عقب تعديل املادة 76 من<br />

الدستور،‏ وعلى أثر ذلك فتح باب الترشح ملن<br />

تنطبق عليه الشروط الواردة فيها،‏ وكانت<br />

صيغتها قبل التعديل:‏ ‏«يرشح مجلس الشعب<br />

رئيس الجمهورية،‏ ويعرض الترشيح على<br />

املواطنني لاستفتائهم فيه»،‏ ثم صارت:‏ ‏«ينتخب<br />

رئيس الجمهورية عن طريق الاقتراع السرى<br />

العام املباشر»،‏ وقد عرضت املادة فى شكلها<br />

الجديد على استفتاء شعبى فى 25 مايو 2005،<br />

وأقرها املصريون بنسبة %83، ليتغري مسمى<br />

الاستحقاق الرئاسى وقتها من الاستفتاء إلى<br />

الانتخاب.‏<br />

نص التعديل لأول مرة فى تاريخ الاستحقاق<br />

الرئاسى فى مصر،‏ على أن تقدم طلبات الترشّ‏ ح<br />

إلى لجنة تسمى ‏«لجنة الانتخابات الرئاسية »،<br />

تتمتع بالاستقلال وتتشكل من رئيس املحكمة<br />

الدستورية العليا رئيسا،‏ وعضوية رئيس<br />

محكمة استئناف القاهرة،‏ وأقدم نواب رئيس<br />

املحكمة الدستورية،‏ وأقدم نواب رئيس محكمة<br />

النقض،‏ وأقدم نواب رئيس مجلس الدولة،‏<br />

وخمسة من الشخصيات العامة املشهود لهم<br />

بالحياد،‏ يختار مجلس الشعب ثلاثة منهم،‏<br />

والاثنان يختارهما مجلس الشورى،‏ وذلك بناء<br />

على اقتراح مكتبى املجلسني،‏ وتكون العضوية<br />

ملدة خمس سنوات،‏ ويحدد القانون من يحل<br />

محل رئيس اللجنة أو أى من أعضائها حال<br />

وجود مانع لديه.‏<br />

شهدت مصر بداية التجربة عام 2005 تحت<br />

إشراف قضائى،‏ وحدد القانون املنظم لها وقتها<br />

اختصاصات اللجنة املشرفة،‏ وهى إعلان فتح<br />

باب الترشيح والإشراف على إجراءاته،‏ وإعلان<br />

القائمة النهائية للمرشحني،‏ والإشراف العام<br />

على إجراءات الاقتراع والفرز،‏ وإعلان نتيجة<br />

الانتخاب،‏ والفصل فى كل التظلمات والطعون،‏<br />

وجميع املسائل املتعلقة باختصاصها بما<br />

فيها تنازع الاختصاص،‏ إضافة إلى وضع<br />

لائحة لتنظيم أسلوب عملها وكيفية ممارسة<br />

اختصاصاتها.‏<br />

جدل تحصني القرارات<br />

تعطل الاستحقاق التالى بعد 2005، إذ كان<br />

مفترضا أن يحل فى العام 2011 لكن أحداث<br />

25 يناير عطلته،‏ ومع الاستعداد لنسخة 20<strong>12</strong><br />

عاد عمل لجنة الانتخابات الرئاسية،‏ وهى<br />

صيغة واضحة من الإشراف القضائى،‏ لكن<br />

بعض التيارات السياسية لا سيما الإسلاميني<br />

سعوا إلى التشكيك فى نزاهة الانتخابات،‏ واستمر<br />

الجدل حول التصور الدستورى الذى مرره<br />

الإخوان ويحصن قرارات اللجنة لتصري نهائية<br />

ونافذة بذاتها ولا يجوز الطعن عليها أمام<br />

الجهات القضائية بأنواعها.‏<br />

تسبب التحصني فى ضجة كبرى خلال عام<br />

20<strong>12</strong>، وكان ذلك مؤشرا سلبيا ساهم فى<br />

تقليص الثقة فى الفلسفة التى أنتجت انتخابات<br />

ما بعد يناير،‏ لكن مع ثورة 30 يونيو 2013<br />

نص دستور 2014 فى مادته رقم 97 على حظر<br />

تحصني أى عمل أو قرار من رقابة القضاء،‏<br />

ووافق املجلس الخاص بمجلس الدولة على<br />

إتاحة الطعن على قرارات لجنة الانتخابات<br />

الرئاسية أمام املحكمة الإدارية العليا دون<br />

العرض على هيئة املفوضني،‏ وذلك بالنسبة<br />

للمرشحني ذوى الشأن فقط.‏<br />

الهيئة الوطنية للانتخابات<br />

أول خطوة رئاسية على سجادة مقر الحُ‏ كم<br />

قاد دستور 2014 لإنشاء الهيئة الوطنية<br />

للانتخابات بموجب مادته 208، لتكون هيئة<br />

مستقلة تختص دون غريها بإدارة الاستفتاءات<br />

والانتخابات الرئاسية والنيابية واملحلية،‏ بدءا<br />

بإعداد قاعدة بيانات الناخبني وتحديثها،‏<br />

واقتراح تقسيم الدوائر،‏ وتحديد ضوابط<br />

الدعاية والتمويل،‏ والإنفاق الانتخابى والإعلان<br />

عنه والرقابة عليه،‏ وتيسري إجراءات تصويت<br />

املقيمني بالخارج،‏ وغري ذلك حتى إعلان<br />

النتيجة.‏<br />

نصت املادة 209 على تشكيلها من عشرة<br />

أعضاء من الجهات والهيئات القضائية،‏<br />

يختارون بموجب ندبهم من جهاتهم ‏«دون<br />

تدخل السلطة التنفيذية»،‏ ويرأسها أقدم<br />

أعضائها من محكمة النقض،‏ كما أوجبت أن<br />

يكون للهيئة جهاز تنفيذى دائم يحدد القانون<br />

تشكيله ونظام عمله وحقوق وواجبات أعضائه<br />

وضماناتهم،‏ بما يحقق لهم الحياد والاستقلال<br />

والنزاهة.‏<br />

كما أكد الدستور خضوع قرارات الهيئة بما<br />

فيها إعلان النتائج لإمكانية الطعن القضائى،‏<br />

إذ أناطت املادة املذكورة باملحكمة الإدارية<br />

العليا اختصاص الفصل فى الطعون على<br />

القرارات املتعلقة بالاستفتاءات والانتخابات<br />

ونتائجها،‏ وبمحكمة القضاء الإدارى الفصل<br />

فى طعون املحليات،‏ ثم صدر القانون 198<br />

لسنة 2017 بشأن الهيئة الوطنية للانتخابات،‏<br />

وبموجبه جرت نسخة 2018 فبدت أكثر<br />

نضجا وشفافية،‏ إذ ينص على الاستقلال الفنى<br />

واملالى والإدارى،‏ وعلى التزام الهيئة بالاستقلال<br />

والحيادية التامة،‏ ويحصنها من التدخل فى<br />

أعمالها واختصاصاتها،‏ لتحصد ثمار دستور<br />

2014 والتجربة الناضجة فى 2018، بينما<br />

تدير الآن النسخة الأحدث لاختيار رئيس مصر<br />

.2024<br />

قسم الرؤساء فى أرشيف الجمهورية..‏ أداه نجيب أمام ‏قيادة الثورة‏ وناصر فى مجلس الأمة..‏ والسيسى مرتين بالدستورية العليا والبرلمان<br />

اللحظة الفارقة بني رئيس سابق ولاحق؛ عندما يقف الفائز<br />

فى الانتخابات رافعً‏ ا يده ومؤديا قسم الولاء بنص اليمني<br />

الدستورية.‏ وقتها تتجد َّد الشرعية وتبدأ التجربة؛ وفى ذاكرة<br />

العقود السبعة املاضية مشاهد لامعة لرموز وطنية،‏ وفائزين<br />

بأصوات الناخبني،‏ وقفوا يُؤدون اليمني ويقطعون أول خطوة<br />

رئاسية على سجادة مقر الحكم.‏<br />

ولادة دستورية<br />

بنص دستور 2014، وكل الدساتري السابقة؛ فإن أداء رئيس<br />

الجمهورية اليمني الدستورية بمثابة الإعلان الرسمى عن بدء<br />

الولاية،‏ وفى مصر كما فى أغلب دول العالم يؤدى الرئيس اليمني<br />

أمام البرملان باعتباره الجهة املمثلة لنواب الشعب،‏ وحال غيابه<br />

يُنظم الدستور الهيئة البديلة فى مراسم القسم،‏ وفى الحالة<br />

املصرية فإنها الجمعية العامة للمحكمة الدستورية العليا،‏<br />

وذلك وفق نص املادة 144 من الدستور.‏<br />

ومنذ إعلان الجمهورية عقب ثورة يوليو 1952، كانت هناك<br />

حالات معدودة لأداء رئيس الجمهورية اليمني الدستورية فى<br />

أماكن غري مجلس النواب،‏ وكلها كانت مُرتبطة بظرف انتقالى<br />

تمر به البلاد وقتها.‏<br />

محمد نجيب<br />

على سبيل املثال،‏ أدى الرئيس محمد نجيب اليمني الدستورية<br />

ولاية ب«نص الدستور»‏<br />

نور على<br />

البنية التشريعية لاختيار المسؤول رقم واحد فى مصر..‏ قراءة فى المواد الدستورية المنظمة للترشح والانتخاب<br />

درج املصريون فى أغلب تاريخهم على أن يأتيهم<br />

الحاكم بالسيف،‏ أو بالعائلة والنسب.‏ ربما كان<br />

التغري الأوحد لتلك املُعادلة عندما اندلعت ثورة<br />

1952، واستعاد الضباط الأحرار زمام الحُ‏ كم<br />

ليكون مصريًّا نابعً‏ ا من صفوف الشعب،‏ وكعادة<br />

كل التجارب الجديدة اتخذ النظام الجديد مسارا<br />

طويلا من التطور،‏ لينتقل من عُ‏ هدة الاستفتاء على<br />

اسم واحد،‏ إلى الاختيار بني عدة أسماء،‏ وفى كل<br />

املحطات كان الدستور مواكبًا وضابطًا لتفاعلات<br />

املشهد وحركة الجمهورية.‏<br />

ظل الأمر بالاستفتاء منذ 1965 إلى 1999،<br />

وشهد العام 2005 أول تجربة ت<strong>عدد</strong>ية عبر الاقتراع<br />

السرى املباشر،‏ بعدما جرى تعديل املادة 76 من<br />

أمام الوزراء ومجلس قيادة الثورة فى الفناء الداخلى لقصر<br />

عابدين فى يونيو 1953، نظرا لعدم وجود مجلس للنواب وقتها.‏<br />

واختلفت صيغة القسم الذى أداه نجيب عن الصيغة املعمول<br />

بها حاليا؛ إذ قال:‏ ‏«أقسم بالله العظيم،‏ أقسم بالله العظيم،‏<br />

أقسم بالله العظيم،‏ أن أحافظ على الوطن وعلى حقوقه،‏ وعلى<br />

سلامة البلاد داخل وخارج وادى النيل،‏ معاديًا من يعادى<br />

وطنى،‏ مُساملًا من يسامله،‏ ومحافظًا على سلاحى،‏ ولا أتركه قط<br />

حتى أذوق املوت،‏ والله على ما أقول وكيل».‏<br />

ناصر والسادات<br />

حينما تولى الرئيس جمال عبدالناصر املنصب رسميا،‏ عادت<br />

الأمور إلى أصولها وأدى اليمني الدستورية أمام مجلس الأمة فى<br />

يونيو 1956، وكان رئيس املجلس آنذاك محمد أنور السادات،‏<br />

الذى خلفه فى الرئاسة لاحقا،‏ وأدى القسم أمام مجلس الأمة<br />

أيضً‏ ا فى أكتوبر 1970، ووقتها كان رئيس املجلس الدكتور<br />

لبيب شقري.‏<br />

ولم تختلف صيغة اليمني الدستورية عن املعمول بها الآن،‏<br />

وهى:‏ ‏«أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصً‏ ا على النظام<br />

الجمهورى،‏ وأن أحترم الدستور والقانون،‏ وأن أرعى مصالح<br />

الشعب رعاية كاملة،‏ وأن أحافظ على استقلال الوطن ووحدة<br />

وسلامة أراضيه».‏<br />

من الفوضى للاستقرار<br />

دستور 1971، لكنها تضمنت شروطا تصل إلى<br />

حد التعجيز،‏ جرى تخفيفها جزئيا بعد يناير<br />

2011، وصارت أنضج وأكثر كفاءة فى دستور<br />

2014 الذى أنتجته ثورة 30 يونيو وحالة الإجماع<br />

الشعبى على الخلاص من الإخوان.‏<br />

بحسب دستور ‎56‎؛ كان اختيار الرئيس<br />

بالاستفتاء بعدما يُقر مجلس الأمة الاسم بالأغلبية<br />

املطلقة،‏ ويعتبر املرشح رئيسا بحصوله على<br />

الأغلبية املطلقة ل<strong>عدد</strong> املصوتني،‏ وإن لم يحصل<br />

عليها يُرشح املجلس غريه بالطريقة نفسها.‏<br />

وحافظ دستور 71 على الآلية بأن يُطرح الاسم من<br />

ثُلث الأعضاء ويُمرر بالثلثني،‏ إلى أن جرى تعديله<br />

فى 2005.<br />

ونص تعديل املادة 76 على أن يكون انتخاب<br />

رئيس الجمهورية بالاقتراع السرى العام املباشر<br />

وكان أول اختلاف بعد أحداث 25 يناير 2011، والظروف<br />

الاستثنائية التى فرضتها على املؤسسات والبيئة السياسية،‏ فقد<br />

أدى املعزول محمد مرسى القسم أمام املحكمة الدستورية العليا<br />

بسبب عدم وجود مجلس للنواب،‏ والأمر نفسه للرئيس املؤقت<br />

عدلى منصور الذى تولى املنصب عقب ثورة 30 يونيو 2013<br />

وإطاحة حُ‏ كم جماعة الإخوان الإرهابية.‏<br />

أما الرئيس عبدالفتاح السيسى فقد أدى اليمني الدستورية<br />

أمام املحكمة الدستورية العليا عقب تنصيبه رئيسً‏ ا لأول مرة<br />

فى 2014، ثم انتقلت مصر من الفوضى إلى الاستقرار،‏ وعاد فى<br />

ولايته الثانية إلى املراسم املعتادة مؤديا اليمني الدستورية أمام<br />

مجلس النواب فى ولايته الثانية بالعام 2018.<br />

طقوس عاملية<br />

من كل أفراد الشعب،‏ مع اشتراط تأييد 250 عضوا<br />

من املنتخبني بمجلسى الشعب والشورى واملجالس<br />

الشعبية املحلية للمحافظات،‏ على ألا تقل الحصة<br />

عن 65 نائبا بالشعب و‎25‎ بالشورى و‎10‎ من<br />

كل مجلس شعبى محلى بأربع عشرة محافظة على<br />

الأقل.‏<br />

ونظمت التعديلات آلية الانتخابات،‏ بأن يجرى<br />

الاقتراع فى يوم واحد،‏ وتُشكل لجنة الانتخابات<br />

الرئاسية اللجان التى تتولى مراحل العملية<br />

الانتخابية والفرز،‏ على أن تشرف عليها لجان عامة<br />

من أعضاء الهيئات القضائية.‏ ويُعلَن انتخاب<br />

رئيس الجمهورية بحصول املرشح على الأغلبية<br />

املطلقة ل<strong>عدد</strong> الأصوات الصحيحة،‏ فإذا لم يحصل<br />

أحد املرشحني على الأغلبية أُعيد الانتخاب بعد<br />

سبعة أيام على الأقل بني الاثنني الأعلى تصويتا،‏<br />

وفى حني أن دولا كثرية بالعالم جرت تقاليدها على تنظيم<br />

حفل لتنصيب رئيس الجمهورية عقب أداء اليمني الدستورية؛<br />

فإن الأمر فى مصر يخضع لظروف البلاد فى كل مرحلة،‏ وفى<br />

الغالب يشمل الحفل <strong>عدد</strong>ا كبريا من املسؤولني والشخصيات<br />

العامة ووفود الدول.‏ أما فى الحالة الأمريكية مثلا فيكون حفل<br />

التنصيب إجراء بروتوكوليا ترافقه حالة من املرح؛ إذ عُ‏ رف<br />

خلاله تعبري ،first dance وهى رقصة يؤديها الرئيس على<br />

أغنية من اختياره،‏ وقد أداها ترامب قبل 7 سنوات على أغنية<br />

my way وكانت أشبه برسالة للعالم أجمع بأنه سيسري فى<br />

املنصب بطريقته الخاصة.‏<br />

فإذا تساوى ثالث مع أحدهما اشترك فى الإعادة،‏<br />

وفى هذه الحالة يفوز صاحب أكبر <strong>عدد</strong> من<br />

الأصوات الصحيحة.‏<br />

ولا بديل عن الذهاب إلى الصناديق،‏ إذ نصت<br />

املادة على أن يُجرى الاقتراع حتى لو تقدم مرشح<br />

واحد،‏ أو لم يبق سواه بسبب تنازل باقى املُرشحني،‏<br />

أو لعدم ترشيح أحد غري من خلا مكانه،‏ وفى هذه<br />

الحالة يُعلن فوز املرشح الحاصل على الأغلبية<br />

املطلقة ل<strong>عدد</strong> من أدلوا بأصواتهم الصحيحة.‏<br />

أما دستور 2014 فقد طوّر البنية القانونية<br />

والإجرائية للانتخابات الرئاسية،‏ وسمح لكل<br />

الفئات من الحزبيني أو املستقلني بالترشح بشروط<br />

يسرية،‏ إذ نصت املادة <strong>12</strong>4 على أن يحصل راغب<br />

الترشح على تزكية عشرين عضوا على الأقل من<br />

مجلس النواب،‏ أو خمسة وعشرين ألف مواطن<br />

ممن لهم حق الانتخاب فى خمس عشرة محافظة<br />

على الأقل وبحد أدنى ألف مُؤيد من كل محافظة.‏<br />

وتنص املادة 143 على أن يُنتخب الرئيس<br />

بالاقتراع العام السرى املباشر،‏ بالأغلبية املطلقة<br />

ل<strong>عدد</strong> الأصوات الصحيحة،‏ وأعطت املادة 208<br />

للهيئة الوطنية للانتخابات اختصاص إدارة<br />

الاستفتاءات والانتخابات الرئاسية والنيابية<br />

واملحلية،‏ بدءا من إعداد قاعدة بيانات الناخبني<br />

وتحديثها،‏ واقتراح تقسيم الدوائر،‏ وتحديد<br />

ضوابط الدعاية والتمويل،‏ والإنفاق الانتخابى<br />

والإعلان عنه والرقابة عليه،‏ وتيسري إجراءات<br />

تصويت املصريني املقيمني فى الخارج،‏ وغري ذلك<br />

من الإجراءات حتى إعلان النتيجة،‏ فى ضمانة<br />

مهمة لتحصني العملية الانتخابية وضمان نزاهتها<br />

واستقلال الجهة املشرفة عليها.‏<br />

1953<br />

اللواء محمد نجيب<br />

يؤدى اليمين<br />

الدستورية رئيسا<br />

للجمهورية<br />

1956<br />

جمال عبدالناصر<br />

يؤدى اليمين رئيسا<br />

لأول مرة<br />

1970<br />

السادات يؤدى اليمين<br />

بعد أيام من رحيل<br />

عبدالناصر<br />

1981<br />

مبارك يتولى الرئاسة<br />

خلفا للرئيس السادات<br />

بعد 8 أيام من اغتياله<br />

20<strong>12</strong><br />

محمد مرسى يتولى<br />

السلطة قبل أن يثور<br />

عليه الملايين فى<br />

يونيو 2013<br />

2013<br />

المستشار عدلى منصور<br />

يؤدى اليمين رئيسا<br />

مؤقتا لمدة سنة<br />

2014<br />

المشير عبدالفتاح<br />

السيسى يؤدى<br />

اليمين لأول مرة رئيسا<br />

للجمهورية<br />

ال<strong>عدد</strong> 4572<br />

الأربعاء 6 ديسمبر <strong>2023</strong><br />

05<br />

11<br />

30<br />

<strong>عدد</strong> الرؤساء<br />

المصريين بشكل<br />

طبيعى أو<br />

مؤقت<br />

سنة أطول فترة<br />

حكم من نصيب<br />

الرئيس مبارك<br />

يوم أقصر<br />

فترة وتولاها<br />

زكريا محيى<br />

الدين خلال فترة<br />

النكسة وإعلان<br />

تنحى عبدالناصر<br />

أيام تولاها<br />

رئيس مجلس<br />

الشعب صوفى<br />

أبو طالب بعد<br />

اغتيال السادات<br />

سنة مدة حُ‏ كم<br />

الرئيس المؤقت<br />

عدلى منصور<br />

بعد ثورة 30<br />

يونيو<br />

فبراير تاريخ<br />

تنحى مبارك عن<br />

السلطة بعد<br />

ثورة يناير<br />

1<br />

8<br />

%99.9<br />

2<br />

عابرون على القصر الجمهورى<br />

إعلان<br />

الجمهورية<br />

وتولى محمد<br />

نجيب المنصب<br />

نسبة تأييد<br />

الشعب للرئيس<br />

عبدالناصر فى<br />

الاستفتاء على<br />

الرئاسة<br />

1953<br />

9


p.6<br />

%48.5<br />

%55<br />

%54<br />

%50<br />

%33<br />

1956<br />

1923<br />

1951<br />

1957<br />

2<br />

حُ‏ رّاس الديمقراطية<br />

إدارة الاستحقاقات الرئاسية ومراحل تطورها<br />

بدأت بلجنة قضائية وانتهت إلى هيئة وطنية مستقلة قادت انتخابات ٢٠١٨ بكفاءة واحترافية عالية<br />

قرابة 7 عقود من تنصيب الحُ‏ كام بإرادة الشعب؛ وليس إخضاع<br />

الإرادة لرغبات القصور أو تسلسل الوراثة داخل العائلة املالكة.‏<br />

ومنذ عرفت مصر منصب الرئيس،‏ تطوّرت آليات اختياره من<br />

التصويت على شخص؛ إلا الاختيار من قائمة مُتنافسني.‏<br />

اليوم يستشرف املصريون الاستحقاق الت<strong>عدد</strong>ى الخامس،‏<br />

والثالث بعد ثورة 30 يونيو،‏ لكن ما تحقق سابقً‏ ا ويُنتظَر<br />

تكراره فى سباق ‎2024‎؛ إنما يقف على مرياث طويل من فلسفة<br />

الجمهورية وصيغة الحُ‏ كم املؤسسى،‏ وتطور البيئة السياسية من<br />

التنظيم الواحد إلى املنابر ثم حرية الأحزاب وصولا إلى أن نشهد<br />

سباقًا على الحُ‏ كم يخوضه ثلاثة قيادات حزبية،‏ يتنافسون مع<br />

رئيس حقق حضورًا بارزًا منذ دوره فى إسناد الإرادة الشعبية<br />

فى ثورتها على الإخوان،‏ وحتى ترسيخ مكانته بما حققه من أداء<br />

وإنجازات فى ولايتني من عشر سنوات.‏<br />

مرحلة الاستفتاء<br />

بدأت الاستحقاقات الرئاسية بعد سنوات من إزاحة امللكية.‏<br />

وكان أول استفتاء على اسم الرئيس جمال عبدالناصر،‏ ثم على<br />

الجمهورية العربية املتحدة التى تشكلت مع سوريا وقادها ناصر<br />

أيضا،‏ وجاءت ولايته الثانية فى مارس 1965 بعد استفتاء فى<br />

الخامس عشر من الشهر نفسه،‏ وفاز فيه بنحو 7 ملايني صوت<br />

تمثل % 99.9 من الأصوات،‏ بينما بلغت نسبة املشاركة % 98.5<br />

من إجمالى الناخبني.‏<br />

بعد وفاة عبد الناصر فى 28 سبتمبر 1970، تولى نائبه أنور<br />

السادات الرئاسة بعدما رشّ‏ حه مجلس الأمة وجرى الاستفتاء<br />

الشعبى عليه وفقا لدستور 1964 املؤقت.‏ ثم وضع دستور<br />

1971 الدائم صيغة لشكل الاستحقاق فى املادتني 76 و‎77‎‏،‏<br />

وقال النص:‏ ‏«يُرشح مجلس الشعب رئيس الجمهورية،‏ ويُعرض<br />

الترشيح على املواطنني لاستفتائهم فيه،‏ ويتم الترشيح فى مجلس<br />

الشعب ملنصب رئيس الجمهورية بناء على اقتراح ثُلث أعضائه<br />

على الأقل،‏ ويعرض املرشح الحاصل على أغلبية ثلثى أعضاء<br />

املجلس على املواطنني لاستفتائهم فيه،‏ فإذا لم يحصل على الأغلبية<br />

املشار إليها أُعيد الترشيح مرة أخرى بعد يومني من تاريخ نتيجة<br />

التصويت الأول،‏ ويعرض املرشح الحاصل على الأغلبية املطلقة<br />

لأعضاء املجلس على املواطنني لاستفتائهم فيه.‏ ويعتبر املرشح<br />

رئيساً‏ للجمهورية بحصوله على الأغلبية املطلقة ل<strong>عدد</strong> من أعطوا<br />

أصواتهم فى الاستفتاء،‏ فإن لم يحصل املرشح على هذه الأغلبية<br />

رشح املجلس غريه،‏ وتتبع فى شأن ترشيحه وانتخابه الإجراءات<br />

ذاتها».‏<br />

ونصت املادة 77 على أن ‏«مدة الرئاسة ست سنوات ميلادية<br />

تبدأ من تاريخ إعلان نتيجة الاستفتاء،‏ ويجوز إعادة انتخاب<br />

رئيس الجمهورية ملدد أخرى».‏ وظل هذا الوضع مستمرًا حتى<br />

تعالت أصوات املعارضة على مدار السنوات املتتابعة لإجراء<br />

انتخابات رئاسية وليس استفتاء،‏ وهو ما استجاب له الرئيس<br />

الأسبق حسنى مبارك فتم تعديل دستور 1971 فى العام 2005<br />

ليتحول نظام شغل منصب الرئاسة من الاستفتاء إلى الانتخابات<br />

الت<strong>عدد</strong>ية،‏ مع إعادة صياغة شروط الترشح ومعايري التقدم<br />

للمنصب الأرفع.‏<br />

الانتخابات الت<strong>عدد</strong>ية<br />

نياشين على صدر الوطن<br />

فى 7 سبتمبر 2005 كانت أول انتخابات ت<strong>عدد</strong>ية،‏ بإشراف املستشار<br />

محمود مرعى رئيس املحكمة الدستورية العليا،‏ وقد حددت اللجنة<br />

أسبوعا لتلقى طلبات الترشيح من 9 يونيو حتى الساعة الثامنة من<br />

مساء 4 أغسطس،‏ كما حددت الفترة من 17 أغسطس إلى 4 سبتمبر<br />

للدعاية،‏ وقررت لجنة الانتخابات إنشاء ما يُسمى ب«مراكز الاقتراع»‏<br />

ليضم كل مركز 3 صناديق فى مكان واحد ويشرف على املركز قاضٍ‏<br />

بجانب رؤساء اللجان الفرعية الذين يُشرف كل منهم على صندوق<br />

واحد.‏ وعقب ثورة 2011 تم تشكيل اللجنة العليا للانتخابات،‏ وجرت<br />

انتخابات ت<strong>عدد</strong>ية انتهت بثورة 30 يونيو بعدما أخفق الإخوان فى الحُ‏ كم<br />

وعرّضوا أمن الدولة واستقرارها ملخاطر عميقة،‏ انطلاقًا من ارتهانهم<br />

لأجندة خارجية وتورطهم فى مخططات كانت ترمى إلى تقويض<br />

املصالح الوطنية العليا.‏ ثم بعدها صيغ دستور جديد أقره الشعب<br />

فى 2014، ونصت مادته 140 على أن ‏«يُنتخب رئيس الجمهورية ملدة<br />

أربع سنوات ميلادية،‏ تبدأ من اليوم التالى لانتهاء مدة سلفه،‏ وتبدأ<br />

إجراءات انتخاب رئيس الجمهورية قبل انتهاء مدة الرئاسة بمائة<br />

وعشرين يومً‏ ا،‏ وذلك تحت إشراف اللجنة العليا للانتخابات».‏<br />

وفى 2017 أُصدر القانون 198 بإنشاء الهيئة الوطنية للانتخابات،‏<br />

لتكون هيئة مستقلة بذاتها تتكون من مجلس إدارة وجهاز تنفيذى،‏<br />

وتكون مسؤولة عن كل إجراءات الاستفتاءات والانتخابات وتنظيم<br />

العملية املتعلقة بهما،‏ وذلك تحت إشراف قضائى كامل،‏ وقد بدأ<br />

إشراف الهيئة الوطنية على أول انتخابات رئاسية فى العام 2018،<br />

وتشرف الآن على الاستحقاق الثانى الذى انتهى تصويت املصريني<br />

بالخارج فيه قبل أيام،‏ ويستعد الداخل للذهاب إلى لجان الاقتراع أيام<br />

10 و‎11‎ و‎<strong>12</strong>‎ من الشهر الجارى.‏<br />

رجال القضاء يحفظون النزاهة والجهات الأمنية تصون الاستقرار..‏ الموظفون المعاونون يسطرون ملحمة..‏ والحبر الفوسفورى ختم الإنجاز<br />

كتب - إبراهيم قاسم - أمنية املوجى<br />

مشهد يقوده الناخبون،‏ لكن أبطاله كثريون من<br />

البشر واملؤسسات والتفاصيل التى تتكامل لتصنع<br />

مشهدا ديمقراطيا نابضا بالحيوية..‏ هكذا تمضى<br />

الانتخابات الرئاسية الجارية فى مسار يتأسس<br />

على التجربة الت<strong>عدد</strong>ية منذ 2005، ولا يخلو من<br />

مرياث الإجلال والجدية الذى صنعه الشعب مع<br />

املنصب التنفيذى الأول منذ الانتقال من امللكية<br />

للجمهورية،‏ ومع الاقتراب من صناديق 2024<br />

تواصل الهيئة الوطنية للانتخابات استكمال<br />

اللوجستيات،‏ بعدما أنجزت جولة الخارج بكفاءة<br />

واقتدار،‏ وبتعاون مثالى مع الخارجية وبعثاتنا<br />

الدبلوماسية فى <strong>12</strong>1 دولة،‏ لنستعد للجولة الأهم<br />

بقيادة الجمهور،‏ وبطولة الرعاة الدائمني للإرادة<br />

الشعبية.‏<br />

قضاة مصر<br />

يعد دور القضاة فى العملية الانتخابية واحدا<br />

من أبرز الأدوار فى استكمال صيغة الاستحقاق<br />

على الوجه الأمثل،‏ إذ ينص الدستور والقانون على<br />

الإشراف القضائى ضمانا للنزاهة والشفافية،‏ كما<br />

كان ذلك مطلبا أصيلا من أطياف املشاركني فى<br />

الحوار الوطنى،‏ وقد استجاب له الرئيس ووجه<br />

الحكومة والجهات املعنية بالعمل على إنفاذه.‏<br />

وضعت الهيئة الوطنية للانتخابات مجموعة<br />

من التدابري والإجراءات،‏ التى تحتكم فيها ملواد<br />

الدستور ونصوص القانون،‏ من أجل استيفاء<br />

صيغة الإشراف القضائى بشكلها الكامل على<br />

قاعدة ‏«قاض لكل صندوق»،‏ وينص قانون<br />

الهيئة الوطنية للانتخابات الصادر فى 2017، على<br />

أن تصدر قرارا بتشكيل اللجان العامة والفرعية،‏<br />

التى تتولى إدارة الاقتراع والفرز فى الاستفتاءات<br />

والانتخابات.‏<br />

بدأ رجال القضاء دورهم فى الإشراف القضائى<br />

على الانتخابات مع تعديلات دستور 1971 بالعام<br />

2005، فيما يتعلق بانتخاب رئيس الجمهورية<br />

بالاقتراع السرى املباشر تحت ولاية قضائية،‏ ومن<br />

هنا صار رجال العدالة قاسما مشتركا ودائما فى<br />

مشهد الديمقراطية،‏ ومن املقرر 13 ألفا من أصل<br />

18 ألف قاض على مستوى الجمهورية لتغطية<br />

اللجان فى أنحاء مصر،‏ بينما يفترض أن تكون<br />

الانتخابات الرئاسية 2024 آخر استحقاق تحت<br />

إشراف قضائى كامل،‏ إذ ينص الدستور على أن<br />

يتم الاقتراع والفرز فى الاستفتاءات والانتخابات<br />

بعد السنوات العشر التالية،‏ لإقرار دستور 2014<br />

الصادر فى 15 يناير 2014 تحت إشراف كامل<br />

من أعضاء من الجهات والهيئات القضائية،‏<br />

لتنتقل الولاية لاحقا إلى الهيئة الوطنية وفرق<br />

عملها.‏<br />

تأمني الانتخابات<br />

البطل الثانى فى مشهد الانتخابات رجال الأمن<br />

والانضباط،‏ وتشمل مهامهم تأمني الناخبني<br />

والحفاظ على سلامتهم،‏ وتحقيق الأمن العام أثناء<br />

التصويت،‏ وتأمني املرشحني ومؤيديهم،‏ وأعضاء<br />

الجهات والهيئات القضائية خلال فترات عملهم،‏<br />

فضلا على اللجان والصناديق وتسليم وتسلم<br />

أوراق الانتخابات.‏<br />

أعدت الجهات املختصة خطة أمنية لتأمني<br />

الرئيس ناخبا<br />

الاستحقاق الرئاسى،‏ إذ تتولى قوات الشرطة تأمني<br />

مراكز الاقتراع واللجان من الخارج،‏ وحفظ الأمن<br />

العام وحماية الصناديق والبطاقات،‏ وتستمر<br />

الإجراءات طيلة ثلاثة أيام الانتخابات،‏ عبر فرض<br />

حرم أمنى فى حدود 200 متر حول كل لجنة،‏<br />

ومنع وقوف السيارات أمام اللجان لتيسري التأمني<br />

وتسهيل عبور الناخبني،‏ كما تشارك القوات<br />

املسلحة فى ضبط الأجواء الانتخابية خلال نقل<br />

الأوراق وانتقال القضاة،‏ خصوصا فى املحافظات<br />

الحدودية واملناطق النائية.‏<br />

املوظفون املعاونون<br />

يحضر املوظفون املعاونون داخل اللجان ضمن<br />

قائمة الجنود املجهولني،‏ إذ يلعبون دورا بالغ<br />

الأهمية والتأثري،‏ ولا يكتمل املشهد الديمقراطى<br />

إلى بجهدهم املخلص واملتصل طيلة أيام الاقتراع<br />

وأعمال الفرز وحصر الأصوات.‏<br />

تستعني الهيئة الوطنية بآلاف من أعضاء<br />

الجهاز الإدارى للدولة،‏ بهدف معاونة رجال<br />

القضاة املشرفني على الانتخابات.‏ وبحسب قانون<br />

الهيئة الوطنية للانتخابات،‏ يتولى إدارة الاقتراع<br />

والفرز أعضاء تابعون للهيئة،‏ يختارهم املجلس<br />

من العاملني املدنيني بالدولة أو غريهم وفق<br />

القواعد املحددة،‏ وللمجلس أن يستعني بأعضاء<br />

من الهيئات القضائية،‏ ومع امتداد الإشراف<br />

القضائى يتولى رجال القضاء الإدارة ويعاونهم<br />

املوظفون،‏ وبجانب ذلك خصصت الهيئة الوطنية<br />

للانتخابات موظفني منسقني للطوبري الانتخابية،‏<br />

بهدف مساعدة الناخب فى الوصول إلى لجنته<br />

وتسهيل دخول ذوى الهمم وكبار السن.‏<br />

الحبر الفوسفورى<br />

إن كانت الفاعلية تتحدد بإقبال الناخبني،‏<br />

والنزاهة يضمنها الإشراف القضائى،‏ فإن الحبر<br />

الفوسفورى يظل واحدا من أبطال املشهد،‏<br />

إذ يلعب دورا فى تنظيم املساحة بني الإقبال<br />

والنزاهة،‏ وضمان ألا يتكرر تصويت الناخب،‏<br />

وأكدت الهيئة الوطنية للانتخابات فى وقت سابق<br />

أنها بحثت الكميات املطلوب توفريها،‏ واملواصفات<br />

الفنية والشروط الصحية،‏ واهتمت بتلك املسألة<br />

اللوجستية اتصالا بأنها واحدة من أهم الضمانات<br />

املت<strong>عدد</strong>ة لسلامة عملية الاقتراع.‏<br />

يعد إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات استخدام<br />

الحبر الفوسفورى مرة أخرى فى الانتخابات<br />

الرئاسية املقبلة،‏ عودة جديدة إليه بعد توقف<br />

العمل به منذ العام 2019 بسبب جائحة فريوس<br />

كورونا،‏ إذ لم يكن حاضرا فى انتخابات مجلس<br />

الشيوخ 2020.<br />

الحبر الفوسفورى عبارة عن مادة صبغية<br />

ملونة ومركزة،‏ لها صفة كيميائية تظهر اللون<br />

بشكل مضىء،‏ وهو من العلامات املميزة فى<br />

الاستحقاقات الديمقراطية،‏ خاصة الانتخابات<br />

الرئاسية،‏ عبر تمييز كل ناخب أدلى بصوته أمام<br />

رئيس اللجنة،‏ حرصا على ألا يتكرر تصويته مرة<br />

أخرى،‏ ومن مواصفاته أن يكون آمنا على الصحة،‏<br />

ولا تسهل إزالته إلا بعد أيام،‏ فضلا على رمزيته<br />

املهمة فى استكمال أجواء الحالة الشعبية املرافقة<br />

للانتخابات،‏ وقد صار معتادا أن ينشر الناخبون<br />

صورا لأصابعهم املغموسة فى الحبر،‏ دليلا على<br />

املشاركة والفرحة بأجواء الديمقراطية وإعلاء<br />

إرادة الشعب.‏<br />

عبدالناصر يقترع فى مدرسة الطبرى بميدان روكسى..‏ السادات فى قريته بالمنوفية..‏ مبارك بمصر الجديدة وعدلى منصور بأكتوبر..‏ والسيسى فى ‏الخلفاء الإعدادية‏<br />

إيمان على - سمر سلامة<br />

إبراهيم قاسم - أمنية املوجى<br />

إنه رئيس أو مرشح للرئاسة،‏ يحكم أو يتطلع لدعم<br />

الناخبني،‏ لكنه مواطن أولا وناخب أيضا،‏ وفى كل<br />

الاستحقاقات املاضية لم يغب الرؤساء واملرشحون<br />

عن مشهد التصويت،‏ ولم ينقطع الاهتمام عن رصد<br />

تحركاتهم واللجان التى يدلون فيها بأصواتهم،‏ وقد<br />

توزعت على نطاق عريض بعضه يتصل بمقر الحكم أو<br />

الإقامة،‏ وبعضه يعود إلى الجذور وبيئة النشأة.‏<br />

اليوم نعيش أجواء استحقاق جديد،‏ مع تجربة<br />

الانتخابات الت<strong>عدد</strong>ية الخامسة بالإجمال،‏ والثالثة بعد ثورة<br />

30 يونيو وموجة التصحيح الشعبية الكاسحة لاختلالات<br />

مشهد يناير وبذاءة مواقف الإخوان،‏ ومع استعداد ملايني<br />

الناخبني للذهاب إلى الصناديق،‏ فإن املرشحني الأربعة<br />

فى السباق بني الجمعية العمومية للمصريني الذين<br />

سيقترعون على الرئيس،‏ وهو ما يذكر بالاستحقاقات<br />

املاضية ولجان الرؤساء.‏<br />

بحسب البرنامج الزمنى،‏ انتهت جولة الخارج بني 1<br />

و‎3‎ ديسمبر،‏ وتنطلق جولة الداخل الأحد املقبل لتمتد<br />

حتى الثلاثاء <strong>12</strong> ديسمبر،‏ بينما تحدد اليوم التالى موعدا<br />

لانتهاء عملية الفرز وإرسال املحاضر للجان العامة،‏ على<br />

أن يكون 18 ديسمبر لإعلان النتيجة ونشرها فى الجريدة<br />

الرسمية.‏<br />

وحتى الآن،‏ دخل القصر الجمهورى 9 رؤساء،‏ شكلوا<br />

ملامح التجربة الجمهورية طوال سبعة عقود،‏ وكانوا<br />

محط أنظار الجمهور فى الأيام العادية،‏ وفى أجواء<br />

الانتخابات والاستفتاءات بدرجة أكبر،‏ وقد بدأت بالعام<br />

1956 باستفتاء مزدوج على دستور ثورة يوليو،‏ واختيار<br />

جمال عبدالناصر رئيسا،‏ وما زالت ممتدة مع الرؤساء<br />

التاليني وبقائمة طويلة من اللجان التى صارت مهمة أو<br />

تاريخية،‏ لأنها لجنة الرئيس.‏<br />

‏«ناصر»‏ فى الطبرى<br />

كانت الجمهورية حديثة العهد،‏ وأديرت سنواتها الأولى<br />

من خلال مجلس قيادة الثورة،‏ لذا كان استفتاء 1956<br />

التجربة الأولى التى يستفتى فيها الشعب على رئيسه،‏ وفيه<br />

فاز عبدالناصر بنسبة % 99.9 من مجموع املقترعني،‏<br />

وكانت لجنته الانتخابية التى أدلى فيها بصوته فى مدرسة<br />

الطبرى بميدان روكسى فى حى مصر الجديدة.‏<br />

جذور السادات<br />

ظل الرئيس السادات حريصا على الاتصال بجذوره<br />

الأولى فى محافظة املنوفية،‏ سواء فى املناسبات والأعياد<br />

أو الزيارات الاعتيادية طوال العام،‏ ولم يختلف الأمر فى<br />

الاستحقاقات الرئاسية أيضا،‏ إذ اعتاد الإدلاء بصوته فى<br />

لجنته الانتخابية ومقرها مدرسة قريته ميت أبوالكوم.‏<br />

مصر الجديدة مجددا<br />

تولى حسنى مبارك الرئاسة بعد ثمانية أيام من اغتيال<br />

السادات،‏ وقد أجرى استفتاء سريع بينما كان رئيس مجلس<br />

الشعب صوفى أبوطالب رئيسا مؤقتا،‏ وفى الاستحقاق أدلى<br />

نائب الرئيس الذى خلفه فى املنصب بصوته فى لجنة مدرسة<br />

مصر الجديدة الرسمية للغات،‏ واعتاد أن تكون لجنته<br />

الانتخابية لاحقا.‏<br />

من الشرقية لأكتوبر<br />

أدلى املعزول محمد مرسى بصوته فى انتخابات 20<strong>12</strong><br />

بلجنة مدرسة السادات الإعدادية بنني بالشرقية،‏ بينما أدلى<br />

الرئيس املؤقت عدلى منصور بصوته فى الانتخابات الرئاسية<br />

2014 فى مدرسة الحى الأول للتعليم الأساسى بمدينة<br />

السادس من أكتوبر.‏<br />

لجنة الرئيس السيسى<br />

كان املشري السيسى مرشحا فى سباق 2014، وأدلى بصوته<br />

فى لجنة مدرسة الخلفاء الإعدادية بنني بمصر الجديدة،‏<br />

لكنه فى الاستحقاق التالى 2018 كان رئيسا يجدد العهد<br />

مع الناخبني،‏ وخلاله أدلى بصوته فى لجنة مدرسة الشهيد<br />

مصطفى يسرى أبوعمرية بحى مصر الجديدة أيضا.‏<br />

أبطال دائمون فى مشهد الانتخابات<br />

لجان تصويت احتضنت مشاركات قادة الجمهورية<br />

نصف المجتمع<br />

وكل الأمل<br />

كتلة تصويتية ضخمة ناضلت من أجل حقوقها السياسية ولم تفرط فيها تحت كل الظروف..‏ ونسبة مشاركتهن تجاوزت الرجال بكثير فى بعض الاستحقاقات<br />

لا مبالغة لو قلنا إنه فى البدء كانت الأنثى<br />

إذ هى الحياة فى جوهرها الخصب اللطيف،‏<br />

ونصف الوجود بالأصالة وكله بما تتكبده<br />

من أعباء رعاية النصف الآخر.‏ وفى مصر على<br />

التحديد،‏ كانت نساؤها قاسما عظيما فى سريتها<br />

التاريخية دائما،‏ من فجر التاريخ وعلى أعتاب<br />

معبد حتشبسوت ومقابر امللكات البارزات،‏ وإلى<br />

أن صارت املرأة بطلا حاضرا فى واجهة املشهد<br />

الوطنى منذ 2011، وفى ثورة 30 يونيو،‏ واليوم<br />

فى كل املؤسسات وبيئات العمل والاستحقاقات<br />

الانتخابية.‏<br />

لا يخلو أى مشهد انتخابى فى مصر من حضور<br />

قوى للمرأة،‏ فتكتظ طوابري الناخبات وتعبر<br />

كثريات منهن بعفوية وبهجة عن سعادتهن<br />

باملشاركة والإدلاء بأصواتهن،‏ وتنطلق الزغاريد أو<br />

الضحكات العفوية،‏ فيما يحرصن على اصطحاب<br />

أطفالهن الصغار معهن،‏ كأنهن يغرسن الإيجابية<br />

فيهم منذ الصغر.‏<br />

ورغم أن الكتلة التصويتية للمصريات<br />

لا تتجاوز % 48.5 من إجمالى الناخبني،‏<br />

فإن مشاركتهن تتخطى الرجال فى كثري من<br />

الحالات،‏ كما حدث فى الاستفتاء على دستور<br />

2014 وتسجيلهن نسبة % 55 من الأصوات.‏<br />

والواقع أن املشاهد امللهمة للنساء فى لجان<br />

الانتخابات،‏ جاءت بعد تاريخ طويل من<br />

النضال فى سبيل إثبات الحضور،‏ واستيفاء<br />

حقوقهن السياسية كاملة غري منقوصة،‏ ربما<br />

كانت البداية مع خروجهن إلى الشارع فى ثورة<br />

1919، لكن الأمر تطلب مزيدا من الوقت إلى أن<br />

فازت النساء بحق الانتخاب للمرة الأولى بقانون<br />

الانتخاب الصادر عام 1956، بعد 4 سنوات<br />

من حركة الضباط الأحرار التى أحدثت تحولا<br />

جذريا فى البيئة السياسية املصرية بالكامل،‏<br />

كانت أهم ملامحها أن صارت مصر جمهورية<br />

يديرها الرؤساء ولا يملكها أصحاب الدماء<br />

الزرقاء من امللوك والسلاطني.‏<br />

كان حضور املصريات لامعا فى شوارع<br />

الثورة،‏ ولا تنسى مسرياتهن الحاشدة،‏ ولا<br />

الدماء التى قدمنها أمام رصاص الاحتلال<br />

الإنجليزى،‏ ثم كانت الخطوة التالية فى 1923<br />

عندما أسست هدى شعراوى الاتحاد النسائى<br />

املصرى،‏ وكان من أهم أهدافه ‏«رفع مستوى<br />

املرأة الأدبى والاجتماعى،‏ للوصول بها إلى حد<br />

يجعلها أهلا للاشتراك مع الرجال فى جميع<br />

الحقوق والواجبات»،‏ وطالب الاتحاد بحق املرأة<br />

فى الترشح والتصويت فى الانتخابات،‏ بالإضافة<br />

إلى حق العضوية فى املجالس والهيئات النيابية.‏<br />

وقبل صدور أول قانون يتيح للمرأة حق<br />

الانتخاب ب‎5‎ سنوات،‏ قادت درية شفيق فى<br />

فبراير 1951 تظاهرة ضخمة شاركت فيها<br />

1500 امرأة،‏ للمطالبة بالحقوق السياسية،‏<br />

وإصلاح قانون الأحوال الشخصية،‏ وتلاها<br />

عرض مشروع قانون يمنح املرأة حق الانتخاب<br />

والترشح للبرملان،‏ لكنه قوبل بالرفض وقتها.‏<br />

وفى العام التالى،‏ تشكلت اللجنة التأسيسية<br />

للدستور فى يوليو 1952 بدون أية امرأة،‏<br />

فأعربت الحركة النسائية عن احتجاجها،‏<br />

وبدأت درية شفيق و<strong>عدد</strong> من النساء إضرابا عن<br />

الطعام لم يوقفنه إلا حينما حصلن على وعد من<br />

الرئيس محمد نجيب،‏ بأن يتضمن الدستور<br />

الجديد قانونا يكفل للمرأة حقوقها السياسية،‏<br />

ما تحقق عام 1956 حني صدر قانون تنظيم<br />

مباشرة الحقوق السياسية،‏ ثم فى العام التالى<br />

ترشحت 6 سيدات فى الانتخابات البرملانية،‏<br />

ونجحت اثنان منهن فى الوصول إلى مجلس<br />

الأمة عن دائرتني مهمتني،‏ هما أمينة شكرى عن<br />

الإسكندرية وراوية عطية عن الجيزة.‏<br />

وانطلاقا من دورها البارز فى ثورة يناير،‏<br />

وحضورها املشهود واملؤثر بعدها،‏ لم تتخل<br />

املرأة املصرية عن حقوقها بني املرشحني<br />

والناخبني،‏ فكانت الأبرز فى مشاهد الانتخابات<br />

البرملانية،‏ وفى الاستفتاءات والاستحقاقات<br />

السيدة الأولى..‏ وراء كل زعيم امرأة<br />

الرئاسية،‏ وحرصت النساء اللائى يمثلن كتلة<br />

تصويتية لا يستهان بها على املشاركة الكثيفة،‏<br />

فارتفعت النسبة من % 33 عام 2005 إلى 50<br />

% فى 20<strong>12</strong>، ثم قفزت لأكثر من % 54 فى<br />

الانتخابات الرئاسية 2014.<br />

تكرر املشهد فى انتخابات الرئاسة 2018،<br />

إذ كان الحضور النسائى لافتا للغاية،‏ وعكس<br />

صورة إيجابية عن وعى امل رأة املصرية<br />

وإيجابيتها فى املشاركة،‏ ويتأسس ذلك على<br />

مبادرة فردية من ملايني النساء،‏ فضلا على<br />

جهود مؤسسية وحملات توعية لحثهن على<br />

صيانة املكتسبات املتحققة للمرأة خلال<br />

السنوات الأخرية،‏ ومنها حملة ‏«صوتك ملصر<br />

بكرة»‏ التى نظمها املجلس القومى للمرأة<br />

سابقا،‏ وحملته الحالية ‏«بلدى أمانة»‏ وهدفها<br />

توعية الرائدات الريفيات،‏ وكذلك حملات<br />

ومبادرات املجتمع املدنى مثل ‏«انزلى وشاركى»‏<br />

و«أنا مشاركة».‏<br />

تحية كاظم فضلت دور الأم وكانت نادرة الظهور..‏ ‏جيهان‏ لعبت أدوارا تنويرية بارزة وسوزان‏ اهتمت بالثقافة..‏ وانتصار السيسى تركز على الفتيات واكتشاف ورعاية الموهوبين<br />

كتبت - نورا طارق<br />

كانت التجربة الجمهورية حديثة العهد،‏<br />

عندما قررت السيدة تحية كاظم أن تتوارى<br />

عن املشهد العالم؛ اللهم إلا قليلا من املراسم<br />

والاستقبالات الرسمية.‏ ربما كان الأمر<br />

عائدًا إلى طبيعتها الهادئة،‏ أو شخصية<br />

الرئيس عبدالناصر املُحافظة،‏ أو إلى تلمّ‏ س<br />

الخُ‏ طى فى نظام حُ‏ كم جديد بانقطاع كامل<br />

عن امللكية وتقاليدها.‏ مرّت العقود وتطوّر<br />

حضور السيدة الأولى فى املشهد؛ لكنه كان<br />

موصولاً‏ دائمً‏ ا بطبيعة كل زوجة بأكثر من<br />

اتصاله بالبروتوكول والبنية املؤسسية،‏<br />

والحصيلة بعد سبعة عقود تراكم ضخم<br />

من تقاليد البيوت الرئاسية،‏ ومن نشاطات<br />

‏«السيدة الأولى».‏<br />

بجانب املراسم التى تقتضى حضور<br />

قرينة الرئيس،‏ فإن الأدوار العامة توجهت<br />

إلى موضوعات اجتماعية وثقافية بالدرجة<br />

الأكبر،‏ فقدمت السيدات الأوليات خلال<br />

العقود املاضية إسهامات ملموسة فى قضايا<br />

تتصل بالتعليم والصحة والتثقيف ورعاية<br />

الأطفال وكبار السن،‏ فضلا على حقوق<br />

املرأة ومُكافحة الفقر،‏ ومن نشاطات<br />

السيدة تحية كاظم املحدودة كمًّ‏ ا ونوعً‏ ا،‏<br />

إلى أنشطة السيدة انتصار السيسى التى<br />

تتركز على تمكني املرأة،‏ ودعم الفتيات<br />

والأطفال املوهوبني،‏ يُمكن استقراء مسار<br />

طويل من الأفكار والجهود التى بذلتها<br />

قرينات الرؤساء،‏ وتركت أثرًا واضحً‏ ا فى وعى<br />

املستفيدين املباشرين،‏ وربما فى فلسفة<br />

املسؤولني التنفيذيني واضطلاعهم باملهام<br />

التنموية ذات الطبيعة الإنسانية.‏<br />

تحية كاظم<br />

الزوجة والسند<br />

فضلت السيدة تحية كاظم،‏ قرينة الرئيس الراحل<br />

جمال عبدالناصر،‏ أن تبتعد عن الأضواء لتلعب<br />

دورا أكثر اتصالا بالأسرة الصغرية،‏ فكانت<br />

الزوجة والأم والعون املباشر على مهام التربية<br />

والإدارة املنزلية،‏ حتى يتيسر للرئيس أن يتفرغ<br />

ملهامه العامة.‏<br />

عُ‏ رف عن ‏«تحية»‏ أنها كانت ربّة منزل من<br />

الدرجة الأولى،‏ وكانت تهوى العزف على البيانو،‏<br />

ومن املحبني لآل البيت والأولياء،‏ ولم تتخل عن<br />

حرصها الثابت أن ترعى شؤون أسرتها من أدق<br />

التفاصيل إلى أكبرها،‏ وظلت على تلك الصيغة<br />

منذ زواجها بعبدالناصر منتصف العام 1944<br />

حتى رحيله؛ بل لم تُغادر مُعكتفها الأسرى إلى أن<br />

لحقت به بعد أكثر من عشرين عاما.‏<br />

هذا الاختيار واضح املعالم،‏ كُسر فى حالات<br />

معدودة ونادرة،‏ ظهرت خلالها السيدة تحية<br />

كاظم فى مراسم أو استقبالات رسمية،‏ كان منها<br />

لقاء الزعيم اليوغوسلافى جوزيف تيتو وزوجته.‏<br />

سيدات مصر يتصدرن مشهد الانتخابات<br />

ويصنعن بهجة العرس الديمقراطى<br />

حكايات قرينات الرؤساء بين الأسرة والشأن العام<br />

جيهان السادات<br />

الانتصار للمصريات<br />

كانت حضور جيهان السادات فى املشهد العام<br />

شديد البروز؛ ربما لاستلهامها للنموذج من الغرب<br />

فى ضوء أصولها وثقافتها الإنجليزية،‏ وقد كانت لها<br />

أدوار عديدة ومتنوعة،‏ ونشاطات مع املسؤولني<br />

وعضوات البرملان،‏ وأسست منظمات وجمعيات<br />

الخريية تخصصت فى تعليم النساء،‏ كما لعبت دورا<br />

فى إصلاح قوانني الأحوال الشخصية؛ إذ كانت وراء<br />

إصدار مرسوم 1979 الذى أسماه البعض ‏«قانون<br />

جيهان»،‏ وكان يُلزم الزوج بإبلاغ زوجته قبل<br />

تسجيل الطلاق،‏ كما منحها الحق فى تحريك دعوى<br />

قضائية للمطالبة بالنفقة،‏ وإطالة فترة حضانتها<br />

للطفل،‏ وإلى ذلك كان لها دور مباشر فى تعيني<br />

عائشة راتب أول سفرية مصرية،‏ وتعزيز حضور<br />

النساء تحت قبة البرملان.‏<br />

وبجانب مساندتها للمرأة،‏ سجلت نشاطا إنسانيا<br />

خلال حرب أكتوبر،‏ إذ حرصت على زيارة الجرحى<br />

فى املستشفيات،‏ ورفع الروح املعنوية للجنود على<br />

الجبهة،‏ ولم تتخل عن نشاطها بعدما استُشهد<br />

الرئيس السادات بالعام 1981، فظلت على بعض<br />

أدوارها الاجتماعية،‏ وحضرت فى مقدمة املنحازين<br />

لثورة 30 يونيو على حُ‏ كم جماعة الإخوان الإرهابية،‏<br />

وكانت ثابتة فى مواقفها الوطنية حتى رحيلها.‏<br />

سوزان مبارك<br />

أولوية الأم والطفل<br />

حرصت السيدة سوزان مبارك،‏ قرينة الرئيس<br />

الراحل حسنى مبارك،‏ على أن تلعب أدوارا<br />

عامة ذات طبيعة تنموية،‏ تقاطعت أحيانا مع<br />

املؤسسات التنفيذية.‏ وكان تركيزها على مسائل<br />

الأمومة والطفولة،‏ وبعض النشاطات املتصلة<br />

بالثقافة والإبداع.‏<br />

كانت أول رئيس للمجلس القومى للمرأة،‏<br />

وظلت فى موقعها نحو عشر سنوات،‏ ركزت<br />

خلالها على مراجعة واقتراح وتعديل تشريعات<br />

خاصة باملرأة،‏ كما اهتمت بحقوق الطفل،‏<br />

وأطلقت جائزة إبداعية ومشروعا للقراءة ومحو<br />

الأمية،‏ وترأست املركز القومى للطفولة والأمومة،‏<br />

واللجنة القومية للمرأة املصرية،‏ ورئاسة املؤتمر<br />

القومى للمرأة،‏ وأنجزت بعض الأنشطة من<br />

خلال جمعية الرعاية املتكاملة التى تأسست عام<br />

.1977<br />

وكانت أهم نشاطاتها،‏ إطلاق مشروع مكتبة<br />

الأسرة من خلال مهرجان القراءة للجميع فى<br />

العام 1993، والذى أتاح مئات الكتب فى كل<br />

املجالات بطبعات جيدة وأسعار زهيدة،‏ ساعدت<br />

على تنشيط القراءة وتثقيف أجيال من النشء<br />

والشباب.‏<br />

انتصار السيسى<br />

التمكين والموهوبون<br />

النشأة والثقافة الأسرية كانت الحاكم فى أداء السيدة<br />

انتصار السيسى،‏ فقد ظلت لنحو أربعة عقود زوجة<br />

وأمًّ‏ ا على الصيغة الأصيلة للأسرة املصرية،‏ لكنها مع<br />

انتخاب الزوج رئيسا بدأت العمل على موضوعات<br />

حيوية تخص الشأن العام؛ إنما بمنطق الأم أيضً‏ ا.‏<br />

ربما لهذا أولت اهتمامها الأكبر للنساء والأطفال،‏<br />

وسعت إلى تمكني أصحاب الأفكار التنموية الريادية،‏<br />

واكتشاف ورعاية أصحاب املواهب،‏ تُحرص السيدة<br />

انتصار طوال الوقت على مخاطبة املصريني فى كل<br />

املناسبات،‏ ومشاطرتهم املشاعر الوطنية والإنسانية<br />

فى تواصل مُباشر عبر املنصات الاجتماعية،‏ وإلى ذلك<br />

فإنها ترعى أنشطة ومشروعات ذات طبيعة تنموية<br />

واجتماعية،‏ لا سيما الفعاليات الخاصة بقضايا<br />

املرأة والطفل،‏ ومنها املبادرة الوطنية لتمكني<br />

الفتيات ‏«دوّى»،‏ وجائزة الدولة للمبدع الصغري،‏<br />

بجانب ذلك سجلت قرينة الرئيس حضورا بارزا فى<br />

باقة من املراسم والاستقبالات،‏ كان منها استقبال<br />

الدوقة كاميلا قرينة ولى العهد الإنجليزى الأمري<br />

تشارلز،‏ قبل أن يصري ملكا،‏ كما اهتمت بتشجيع<br />

الصناعة وريادة الأعمال،‏ وبرز ذلك من حرصها<br />

على ارتداء أزياء واكسسوارات من إبداع مصممني<br />

وعلامات تجارية مصرية.‏<br />

انتخابات مصر<br />

الاستحقاقات الرئاسية<br />

من الاستفتاء إلى الت<strong>عدد</strong>ية<br />

نسبة النساء من<br />

إجمالى كتلة التصويت<br />

فى مصر<br />

نسبة النساء من<br />

المصوتين على استفتاء<br />

الدستور 2014<br />

نسبة النساء من<br />

المشاركين فى<br />

الانتخابات الرئاسية<br />

2014<br />

نسبة مشاركة المرأة<br />

فى الانتخابات الرئاسية<br />

20<strong>12</strong><br />

نسبة مشاركة المرأة<br />

فى الانتخابات الرئاسية<br />

2005<br />

حصلت المرأة على<br />

حقها فى الانتخاب<br />

لأول مرة<br />

أسست هدى شعراوى<br />

الاتحاد النسائى<br />

وطالبت بحقوق<br />

المرأة السياسية<br />

درية شفيق تقود<br />

مظاهرة ضخمة<br />

بمشاركة 1500 امرأة<br />

للمطالبة بالحقوق<br />

السياسية<br />

يشهد ترشح 6<br />

سيدات فى الانتخابات<br />

البرلمانية<br />

<strong>عدد</strong> النائبات فى أول<br />

مشاركة سياسية فعلية<br />

ضمن برلمان 1957<br />

ال<strong>عدد</strong> 4572<br />

الأربعاء 6 ديسمبر <strong>2023</strong><br />

07<br />

6 أكتوبر<br />

لجان الرؤساء<br />

مصر الجديدة<br />

لجنة الرئيس<br />

عبدالناصر فى<br />

مدرسة الطبرى<br />

بميدان روكسى وكان<br />

حريصا على المشاركة<br />

فى كل الاستفتاءات<br />

والاستحقاقات<br />

مصر الجديدة<br />

أدلى الرئيس السيسى<br />

بصوته فى انتخابات<br />

2014 بمدرسة<br />

الخلفاء الإعدادية<br />

بنين..‏ وفى انتخابات<br />

2018 بمدرسة<br />

الشهيد مصطفى<br />

يسرى أبو عميرة<br />

المنوفية<br />

كان الرئيس السادات<br />

حريصا على التصويت<br />

فى اللجنة الانتخابية<br />

بقرية ميت أبو الكوم<br />

مسقط رأسه ومقر<br />

إخوته وبقية العائلة<br />

مصر الجديدة<br />

ظل الرئيس مبارك<br />

يصوت طوال رئاسته<br />

فى مدرسة مصر<br />

الجديدة الرسمية<br />

للغات<br />

الشرقية<br />

أدلى المعزول محمد<br />

مرسى بصوته فى<br />

الانتخابات الرئاسية<br />

20<strong>12</strong> فى مدرسة<br />

السادات الإعدادية<br />

بمحافظة الشرقية<br />

المستشار عدلى<br />

منصور الرئيس المؤقت<br />

بعد ثورة 30 يونيو<br />

يُدلى بصوته فى لجنته<br />

الانتخابية بمدرسة الحى<br />

الأول للتعليم الأساسى<br />

بمدينة السادس من<br />

أكتوبر


p.8<br />

شرعية الرئيس<br />

بين الثورة والانتخابات والإنجاز<br />

رموز محليون<br />

انتخابات مصر<br />

الاستحقاقات الرئاسية<br />

من الاستفتاء إلى الت<strong>عدد</strong>ية<br />

أنهى الضباط الأحرار بحركتهم فى صيف 1952<br />

ما تبقى من مرياث امللكية؛ وكانت قد شاخت<br />

واستفحل فسادها وهشاشتها،‏ ومن ثورتهم<br />

بزغت ملامح الجمهورية الوليدة،‏ وتأسس الحُ‏ كم<br />

فيها على شرعية الثورة وإنهاء الأوضاع املُختلة<br />

وبناء قاعدة وطنية وسياسية جديدة،‏ وطوال<br />

سبعة عقود من عُ‏ مر النظام الجمهورى وتبدّل<br />

<strong>عدد</strong> من الرؤساء على املنصب،‏ تبدّلت الشرعية<br />

التى يستند إليها الحاكم فى كل مرحلة،‏ لتتدرج<br />

إلى النصر ثم الثورة مجددا ثم الإنجاز والإرادة<br />

الشعبية.‏<br />

فى الحقبة الأولى كان اختيار الرئيس عبر<br />

حالة شعبية بصيغة الاستفتاء املُغلق،‏ وتلك<br />

كانت الشرعية بجانب قيم الثورة وعناوينها<br />

الاجتماعية،‏ وسارت الأمور عقودًا بتلك الصيغة<br />

إلى أن انتقلنا لصيغة الانتخابات الت<strong>عدد</strong>ية،‏<br />

لتصبح الإرادة الشعبية عنوانًا مُباشرا للشرعية<br />

وإن سجّ‏ ل البعض ملاحظات على التجربة الأولى<br />

فى العام 2005. وطوال تلك الرحلة كانت لكل<br />

رئيس سمة مميزة فيما يخص الشرعية ومُرتكز<br />

الحُ‏ كم.‏<br />

رئيس بقوة الثورة<br />

سمر سلامة<br />

محمد نجيب الأول بقوة ٢٣ يوليو..‏ عبدالناصر باستفتاء ال‎٩٩,٩‎‏٪..‏ السادات ومبارك من موقع النائب إلى رأس السلطة..‏ أبو طالب<br />

ومنصور رجلا المراحل الانتقالية..‏ وشعبية السيسى الجارفة بعد ٣٠ يونيو تحمله إلى قصر الاتحادية فى ٢٠١٤ وتجدد الثقة فى ٢٠١٨<br />

حظى اللواء محمد نجيب بشعبية كبرية،‏<br />

باعتباره أحد قادة الضباط الأحرار وأكبرهم<br />

سنا،‏ وكان أول رئيس للجمهورية بقوة الثورة<br />

وشرعيتها؛ لكنه لم يستمر فى الحكم سوى لفترة<br />

قصرية،‏ لم تتجاوز عاما ونصف العام،‏ وتحديدا<br />

بني يونيو 1953 ونوفمبر 1954، إذ قرر مجلس<br />

قيادة الثورة وقتها عزله من املنصب بسبب<br />

شبهات تخص جماعة الإخوان الإرهابية،‏ وخلفه<br />

املجلس بكامل تشكيله،‏ ثم الرئيس جمال عبد<br />

الناصر بعدها بشهور.‏<br />

قيادة حركات التحرر<br />

تولى جمال عبدالناصر الحكم بعد محمد<br />

نجيب وإلى وفاته بالعام 1970، وهو أحد أبرز<br />

قادة الثورة وعقلها املدبر،‏ وتأسست ولايته الأولى<br />

على شرعية الثورة لكنه طوّرها لاحقً‏ ا عبر الإنجاز<br />

الاقتصادى والاجتماعى،‏ بفضل الإصلاح الزراعى<br />

وبرامج الرعاية الاجتماعية،‏ ودعم حركات<br />

التحرر فى الوطن العربى وأفريقيا،‏ وقد حظى<br />

بشعبية جارفة إقليميا وعامليا بسبب أدواره<br />

املت<strong>عدد</strong>ة وبصمته الواضحة فى آسيا وأمريكا<br />

اللاتينية والقارة السمراء.‏<br />

ثورة التصحيح والعبور<br />

حل السادات ثالثا فى قائمة الرؤساء،‏ وبينما<br />

كان محمولا على شرعية ثورة 23 يوليو 1952<br />

كسابقيه؛ فإنها اشتبك فى خصومة مع بعض<br />

رجال عبدالناصر،‏ واستبدل شرعيته بتصفية ما<br />

أسماها ‏«مراكز القوى»‏ وإطلاق مسمى ‏«ثورة<br />

التصحيح»‏ على ذلك،‏ ثم بعدما أنجز حرب<br />

أكتوبر العظيمة وما تلاها من تحرير الأرض،‏<br />

انتقل إلى شرعية الانتصار واستعادة الكرامة.‏<br />

إرادة شعبية ناقصة<br />

التوثيق بحبر ‏«غير صديق»‏<br />

باغتيال السادات تولى صوفى أبو طالب<br />

الرئاسة مؤقتا،‏ وخلال ثمانية أيام أُجرى<br />

الاستفتاء وصعد مبارك للسلطة،‏ ولأنه كان نائب<br />

الرئيس،‏ وكان قائدا للقوات الجوية فى حرب<br />

أكتوبر،‏ فقد جاء مستندا إلى شرعية السادات<br />

والانتصار،‏ وظل مُستمسكا بها لربع القرن،‏ إلى<br />

أن حاول تطويرها إلى شرعية الإرادة الشعبية<br />

بتنظيم انتخابات رئاسية ت<strong>عدد</strong>ية فى العام<br />

2005، لكنها شهدت ملاحظات وخُ‏ روقات ولم<br />

تكن مُقنعة للشارع،‏ ما تسبب فى إسقاط حُ‏ كمه<br />

بعد أقل من 6 سنوات.‏<br />

شرعية الابتزاز الدينى<br />

طرحته الإخ وان بديلا احتياطيا لصقر<br />

الجماعة خريت الشاطر،‏ ولأن الأخري يفتقد شرط<br />

حُ‏ سن السمعة فى ضوء أحكام قضائية سابقة،‏<br />

عبر محمد مرسى إلى الانتخابات،‏ وفاز بسبب<br />

الاستقطاب والحشد الدينى وخطابات العاطفة<br />

والابتزاز،‏ وحاول الاستناد لشرعية 25 يناير<br />

لكن الجماعة لم تكن طرفا أصيلا فيها،‏ وخانت<br />

حلفاءها من التيارات السياسية فخسرت شرعية<br />

الإجماع،‏ وفشلت فى الأداء السياسى والاقتصادى<br />

وعرضت الأمن القومى للخطر ففقدت شرعية<br />

الوطنية والاستقامة،‏ ومع خروج قرابة 3<br />

أضعاف من منحوه أصواتهم ثائرين فى 30<br />

يونيو،‏ تهدّم آخر جدار يستند إليها فصار عاريا<br />

من كل شرعية،‏ وموصوما بكل نقيصة.‏<br />

شرعية الإرادة والإنجاز<br />

كان السيسى رجلا عسكريا صارما،‏ فرضت<br />

عليه الظروف أن يضطلع بأدوار إنقاذية فى<br />

مرحلة عسرية من عُ‏ مر مصر،‏ ومنها زادت<br />

شعبيته وطالبه الناس بالترشح للرئاسة.‏ فاز<br />

بتأييد كاسح فى منافسة أبرز رموز الناصريني<br />

وأحد الأربعة الأوائل فى انتخابات 20<strong>12</strong>،<br />

ولدوره املهم فى التصدى للإخوان ومُخططاتهم<br />

كان السيسى مُستندا إلى شرعية الثورة؛ إذ تولت<br />

30 يونيو مهمة لَجم الجماعة الإرهابية وترتيب<br />

فوضى 25 يناير وما بعدها؛ لكنه لم يكتف<br />

بتلك الشرعية وعمل على الانتقال بها للفضاء<br />

السياسى،‏ فراهن على التنمية والبناء وتطوير<br />

الاقتصاد وإنجاز شبكة واسعة من املشروعات<br />

والبنية التحتية،‏ جنبا إلى جنب مع الاهتمام<br />

بالانتخابات الرئاسية بأجوائها الت<strong>عدد</strong>ية<br />

املنفتحة،‏ فحاز شرعية الإنجاز وشرعية الإرادة<br />

الشعبية.‏<br />

كيف تعاطت الصحافة العالمية رغم انحيازاتها مع انتخابات الرئاسة؟ ‏مكسب الت<strong>عدد</strong>ية‏ عنوان ٢٠٠٥.. و‎٢٠١٤‎ تصدم المشككين من أصدقاء الإخوان<br />

إسراء أحمد فؤاد<br />

لم تكن ثورة يوليو محل قبول فى الغرب؛ ومن<br />

ثم فقد انسحب الرفض على الجمهورية؛ ثم<br />

زعيمها عبدالناصر بموقفه الساخن من الغرب.‏<br />

وامتدّ‏ الانحياز إلى الآن حتى يندر أن تجد مُعالجة<br />

موضوعية فى شأن السياسة املصرية؛ لكن رغم<br />

ذلك فقد فرضت بعض املحطات واملشاهد<br />

نفسها على الحبر ‏«غري الصديق»،‏ لتُسجّ‏ ل وثيقةً‏<br />

تُناقض فى كثري من الأحيان مواقف الغرب نفسه<br />

بساسته وإعلامه.‏<br />

كان الصفري الأخري ليخت املحروسة على<br />

رصيف الإسكندرية فى صيف 1952 يأذن ببداية<br />

عهد جديد،‏ بينما يرحل آخر امللوك فى رحلة<br />

‏«ذهاب بلا عودة»‏ نحو سواحل إيطاليا،‏ ويبدأ<br />

مجلس قيادة الثورة مسار الجمهورية الذى<br />

تناوب عليه 9 رؤساء حتى اليوم،‏ شغلت طريقة<br />

انتخابهم كثريًا من صفحات الجرائد واملجلات<br />

العاملية؛ تأسيسً‏ ا على مكانة مصر وثقلها فى<br />

الإقليم والعالم.‏<br />

وشهادات عالمية<br />

٧٠ سنة من الزعامات المصرية ورسائل تقدير للجمهورية وقادتها..‏ عبدالناصر محل احترام رغم مناهضته للاستعمار الغربى<br />

السادات نموذج ذكى ينال الإعجاب..‏ والسيسى قائد مُ‏ لهم تنبأ له أمير الكويت بقيادة العمل العربى المشترك<br />

لم يكن التحول من امللكية إلى الجمهورية محل<br />

ترحيب الغرب؛ بل قوبل بالعداء من الاحتلال<br />

الإنجليزى،‏ ثم من قوى أخرى عديدة انطلاقا من<br />

نزعة الاستقلال الوطنى،‏ ثم من مواقف القيادة<br />

السياسية الجديدة من محاولات الاستتباع<br />

وتقويض املصالح العليا؛ ورغم ذلك لم يخلُ‏<br />

الأرشيف الصحفى فى دول العداء والاستهداف<br />

من شهادات إيجابية بحق رؤساء مصر.‏<br />

9 رؤساء تعاقبوا على الحُ‏ كم،‏ كان معظمهم<br />

محل تقدير دولى يتأسس على مواقفهم السياسية<br />

الصلبة واملشرفة،‏ وعلى ثقل مصر إقليميا وعامليا،‏<br />

وربما لم يكذب القائد الفرنسى الأبرز نابليون<br />

بونابرت عندما قال:‏ ‏«من يحكم مصر يحكم<br />

العالم»،‏ إذ هى قلب الشرق والأمتني العربية<br />

والإسلامية،‏ والدولة الأكبر والأعرق والأكثر<br />

تحضرا وإبداعا،‏ ولها أدوار سياسية مهمة وعلى<br />

إيقاعها تنضبط أحوال املنطقة أو تتوتر،‏ لذا كان<br />

رؤساؤها عنوانا دائما فى صحافة الغرب،‏ منذ<br />

إعلان الجمهورية ولسبعة عقود ممتدة حتى<br />

الآن.‏<br />

جمال عبدالناصر<br />

إسراء أحمد فؤاد<br />

رغم مناهضته للسياسات الاستعمارية،‏<br />

أشاد الإعلام العاملى بفكره،‏ ورثاه بعد وفاته،‏<br />

فكتبت صحيفة ‏«ذا صن»‏ البريطانية عنوانا<br />

عريضا ‏«ناصر يموت»‏ ثم عنوانا فرعيا ‏«أزمة<br />

قلبية حرجة تسلب مصر رجلها القوى»،‏ وقالت<br />

‏«التايمز»‏ إنه ‏«إذا كانت عظمة املرء تُقاس بما<br />

يخلفه موته من فراغ،‏ فإن عبدالناصر كان<br />

عظيما حقا».‏<br />

ولم يختلف الأمر لدى الزعماء،‏ فقال مانديلا:‏<br />

‏«كنت أتمنى مقابلة ناصر ولم تساعدنى<br />

الظروف،‏ وسأزور مصر لأذهب لثلاثة أماكن:‏<br />

الأهرامات والنيل وقبر الزعيم».‏ وقال العاهل<br />

الأردنى امللك حسني:‏ ‏«إن الكثريين من قادة<br />

العالم وزعمائه قد صريّ‏ تهم املواقف والأعمال<br />

عظماء عند الناس،‏ ولكن جمال وحده كان<br />

يُصريّ‏ املواقف والأعمال ويجعل الناس والأشياء<br />

عظيمة كلها من حوله».‏ وقال أمري الكويت<br />

الشيخ صباح السالم:‏ ‏«وفاة ناصر كارثة<br />

عظيمة حلت بالوطن العربى،‏ لقد كان من أبرز<br />

زعماء الأمة ومن أشرف الزعماء وسيظل خالدا<br />

للأبد».‏<br />

الزعيم الفرنسى شارل ديجول قال عنه:‏ ‏«وفاة<br />

جمال عبدالناصر صدمة مفاجئة وخسارة لا<br />

يُمكن أن تُعوّض»،‏ وقال فيدل كاسترو قائد<br />

الثورة الكوبية:‏ ‏«خسارة فادحة للعالم وللحركة<br />

الثورية العربية فى وقت تُحاك من حولها<br />

مُؤامرات الإمبريالية..‏ لقد مات ثورى فذ من قادة<br />

القرن العشرين»،‏ أما الرئيس الأمريكى ريتشارد<br />

نيكسون فقال:‏ ‏«العالم خسر زعيما بارزا خدم<br />

بإخلاص وبلا كلل قضايا بلاده والعالم العربى».‏<br />

أنور السادات<br />

قال عنه الرئيس الأمريكى جيمى كارتر:‏<br />

‏«لم أقابل أى رئيس أو مسؤول أمريكى إلا<br />

وحدثنى بصدق عن إعجابه الشديد بذكاء<br />

الرئيس السادات وتطلعاته وشجاعته..‏ وإننى<br />

شخصيا سأتعلم الكثري منه..‏ وأتطلع مخلصا<br />

إلى إقامة صداقة شخصية وحميمة معه».‏ أما<br />

وزير الخارجية هنرى كسينجر فقال:‏ ‏«السادات<br />

نموذج سياسى نادر لا يجود الزمان بمثله إلا<br />

قليلا،‏ لقد أدركت بعد مضىّ‏ عشر دقائق فقط من<br />

مُقابلتى للرئيس السادات أننى أمام رجل دولة<br />

بحق،‏ أنه رجل لا يمكن الاستغناء عنه فى الجهود<br />

الدبلوماسية الراهنة فى الشرق الأوسط».‏<br />

ووصف ‏«نيكسون»‏ اغتياله بأنه قد ‏«تصدع<br />

صرح عظيم من صروح السلام،‏ فالسادات<br />

تجسيد للشرف والأمانة»،‏ فيما قال عنه الرئيس<br />

الأمريكى جريالد فورد إنه ‏«من أعظم الزعماء<br />

الحقيقيني فى العالم لا فى الشرق الأوسط فقط»،‏<br />

كما قال رئيس الوزراء الإسرائيلى مناحم بيجني:‏<br />

‏«السادات قائد حرب عظيم،‏ وقائد سلام<br />

عظيم».‏<br />

حسنى مبارك<br />

رئيسة الوزراء البريطانية مارجريت تاتشر<br />

قالت عنه فى بداية ولايته الأولى إنه ‏«يرغب أن<br />

يكون واضحا فى العمل من أجل مصالح العالم<br />

العربى الأوسع»،‏ واعتبرت املستشارة الأملانية بعد<br />

تخليه عن الرئاسة فى 11 فبراير 2011 أنه ‏«قدم<br />

خدمة للشعب املصرى».‏<br />

أما عقب وفاته فقد أشاد الرئيس الفلسطينى<br />

أبو مازن بمواقفه فى دعم القضية،‏ وقالت<br />

الإمارات إنه ‏«صاحب مواقف وطنية وتاريخية<br />

كبرية»،‏ وكتب أنور قرقاش املستشار الدبلوماسى<br />

لرئيس الإمارات:‏ ‏«فقد العالم العربى اليوم<br />

رجل دولة،‏ صاحب مواقف وطنية وتاريخية<br />

كبرية».‏ فيما قال بيتر ستانو الناطق الرسمى<br />

باسم الاتحاد الأوروبى:‏ ‏«كان شخصية سياسية،‏<br />

قاد مصر لثلاثة عقود وترك بصمته على البلاد<br />

واملنطقة».‏<br />

محمد مرسى<br />

قال عنه الصحفى فولكهارد فيندفور بوسام،‏<br />

رئيس رابطة املراسلني الأجانب:‏ ‏«محمد مرسى<br />

فرّط فى الهوية املصرية»،‏ وكان محل انتقاد<br />

وسخرية دائمني فى كثري من التقارير،‏ لا سيما<br />

بشأن <strong>عدد</strong> من املواقف الخفيفة أو التصريحات<br />

الهزلية محليا أو فى جولاته الخارجية.‏<br />

وعقب وفاته كتب عمرو موسى،‏ الأمني العام<br />

السابق لجامعة الدول العربية واملرشح لرئاسة<br />

الجمهورية فى انتخابات 20<strong>12</strong>: ‏«محمد مرسى<br />

رمز لحكم الإخوان املسلمني ملصر لعام كامل،‏<br />

لم يستطع أن يؤدى فيه كرئيس لكل املصريني.‏<br />

سوف يحكم التاريخ على نتائج حكم الجماعة<br />

ورئيسها لهذا البلد الكبري.‏ وأعتقد أنه سيكون<br />

حكما سلبيا».‏<br />

عبدالفتاح السيسى<br />

ركزت الصحف العاملية مؤخرا على موقفه<br />

الصلب فى معارضة خطط تهجري أهالى غزة<br />

أو تصفية القضية الفلسطينية،‏ وذكرت<br />

مجلة بوليتيكو الأمريكية وصحيفة جارديان<br />

البريطانية أن الرئيس السيسى ‏«عارض التهجري<br />

إلى مصر»‏ وأكد أن الحل الوحيد للقضية هو<br />

العدالة وحصول الفلسطينيني على حقوقهم<br />

املشروعة والعيش فى دولة مستقلة.‏<br />

وفى عالم 2015 قال عنه أمري الكويت الراحل<br />

الشيخ صباح الأحمد:‏ ‏«الرئيس السيسى هو من<br />

سيقود العمل العربى املشترك»،‏ ووصفه ولى<br />

العهد السعودى محمد بن سلمان ب«القائد<br />

امللهم»‏ قائلاً‏ إنه ‏«قائد يؤمن بقضيته إلى أبعد<br />

مدى»،‏ وقال عاهل الأردن:‏ ‏«يبذل كثريا من<br />

الجهد ملواجهة التحديات وإعادة استقرار<br />

مصر».‏<br />

وقال الرئيس الأمريكى السابق ترامب:‏ ‏«يقوم<br />

بعمل رائع وسط ظروف صعبة»،‏ كما قال فى<br />

لقاء تالٍ‏ : ‏«شرف كبري أن التقى الرئيس املصرى،‏<br />

لقد عملنا بجد معا»‏ ووصفه بأنه زعيم حقيقى<br />

وقائد عظيم،‏ مؤكدا أن مصر كانت تشهد فوضى<br />

عارمة قبل أن يأتى للسلطة.‏ أما الرئيس الحالى<br />

جو بايدن فقال:‏ ‏«أدين ببعض الفضل للرئيس<br />

السيسى فى أزمة غزة،‏ هو متعاون تماما لحل<br />

الأزمة الإنسانية»‏ متوجها بالشكر له على دوره<br />

القيادى فى اتفاق الهدنة.‏<br />

الرئيس الفرنسى ماكرون،‏ قال:‏ ‏«إننى على يقني<br />

بأن الرئيس السيسى سيحقق الأمن والاستقرار<br />

على طريق الدبلوماسية»،‏ وقالت املستشارة<br />

الأملانية السابقة أنجيلا مريكل:‏ ‏«الرئيس السيسى<br />

شريك أساسى»،‏ وقال الرئيس الروسى فلاديمري<br />

بوتني:‏ ‏«السيسى شريك موثوق به»،‏ وبعدها<br />

قال:‏ ‏«الرئيس املصرى يُبدى شجاعة شخصية،‏<br />

شجاعة عجيبة فى مكافحة الإرهاب»،‏ وقال رئيس<br />

بيلاروسيا للرئيس:‏ ‏«الدعم الكبري الذى حظيت<br />

به من املصريني يُميزك كمسؤول سياسى ومتأكد<br />

من أن خبرتك وحكمتك السياسية ستسهم فى<br />

تعميق العلاقات الثنائية»،‏ أما بابا الفاتيكان<br />

فرنسيس الثانى فقال عنه:‏ ‏«صانع السلام<br />

وخطواته شجاعة».‏<br />

شهادات على رؤساء مصر من كتابات وآراء المثقفين والسياسيين<br />

‏هيكل‏ عن عبدالناصر:‏ حياة إنسانية زاخرة..‏ وأحمد بهاء الدين:‏ السادات أعاد للأمة العربية الثقة بالنفس<br />

انتخابات 2005<br />

تنفس عدّة مرشحني مع الرئيس الراحل<br />

حسنى مبارك،‏ وكان املشهد تحوّلا عميقا من<br />

زمن الاستفتاءات إلى املنافسة،‏ وقد رصد موقع<br />

‏«دويتش فيله»‏ الأملانى تفاصيل الاستحقاق<br />

فى أحد تقاريره،‏ مُلخصا املشهد بعنوان<br />

‏«مبارك يفوز بالانتخابات واملصريون يكسبون<br />

الت<strong>عدد</strong>ية»؛ وقد وصفها بأنها ‏«بانتخابات<br />

تاريخية».‏ وقال فى املحتوى:‏ ‏«أُسدل الستار<br />

اليوم على الانتخابات الرئاسية التاريخية فى<br />

مصر..‏ هذه الت<strong>عدد</strong>ية ستظل املكسب الرئيسى<br />

للانتخابات رغم نتيجتها شبه املحسومة مقدما».‏<br />

وعلقت صحف أمريكية على ما أسمته<br />

ب«غياب املراقبني»،‏ فقالت نيويورك تايمز<br />

فى افتتاحية 11 سبتمبر،‏ بحسب تقرير ملركز<br />

كارنيجى للدراسات،‏ إن ‏«الانتخابات الرئاسية<br />

كانت علامة على تقدّم»‏ باملقارنة مع سوابقها،‏<br />

لكن غياب املراقبني عن مراكز الاقتراع وسيطرة<br />

الحزب الحاكم حوّلا الانتخابات إلى ‏«زيف»‏<br />

مُخطط وعديم املعنى،‏ فيما زعمت افتتاحية<br />

واشنطن بوست يوم 9 سبتمبر أن ‏«التجاوزات<br />

لا تبشر بخري لعملية الإصلاح ولا للانتخابات<br />

البرملانية املرتقبة،‏ وعلى الرئيس بوش أن يضغط<br />

على مبارك ليسمح أن تنتخب قطاعات من<br />

املرشحني بالتمثيل النسبى،‏ وأن يسمح باملزيد<br />

من املعارضة املصرية الحقيقية فى العملية».‏<br />

انتخابات 20<strong>12</strong><br />

بعد 25 يناير تمثّلت الحياة السياسية شيئا<br />

من أجواء الحراك،‏ رغم ما فيه من خشونة<br />

وهيمنة للتيارات الراديكالية وعلى رأسها<br />

الإخوان.‏ ولاقت الانتخابات صدى أكبر على نطاق<br />

أوسع فى الصحف العاملية،‏ إذ تنافس فيها 13<br />

مرشحً‏ ا،‏ وقد تلاقت إرادة الغرب مع أطماع<br />

الإخوان على صفحات الجرائد،‏ فاختزلت تقارير<br />

وسائل الإعلام الأجنبية املنافسة بني الجماعة<br />

والتيار الليبرالى،‏ فيما ركزت تقارير أخرى على<br />

صعوبة التنبوء بالنتيجة.‏<br />

وصفت قناة ‏«فرانس 24» بالعربية<br />

الاستحقاق الرئاسى ب«الانتخابات بالتاريخية»،‏<br />

فيما علقت واشنطن بوست الأمريكية فى تقرير<br />

بتاريخ 23 مايو بأنها ‏«مردود طبيعى وكبري<br />

بعد الثورة الشعبية»،‏ ورأت أنه ‏«من الصعب<br />

توقع النتائج،‏ لكن السباق يتجه نحو منافسة<br />

بني إسلامى ومن يرغبون فى رجل دولة علمانى»،‏<br />

وركزت صحف أخرى على خروج املصريني<br />

بكثافة للتصويت،‏ وكتبت ‏«جارديان»‏ البريطانية<br />

إن ‏«التصويت شىء نادر»،‏ ووصفت شبكة ‏«إن<br />

بى سى»‏ الأمريكية الانتخابات بأنها ‏«لن تؤدى<br />

لحدوث تغيري فى مصر فقط،‏ بل إنها يمكن<br />

أن تؤدى إلى حدوث تغيري فى الشرق الأوسط»،‏<br />

لكنهم رغم الانحياز لتصعيد الإخوان ومحاولة<br />

تغطيتهم فى الشهور التالية،‏ لم يمنعهم ذلك من<br />

الفشل أو الاصطدام بالإرادة الشعبية بعد أقل<br />

من سنة.‏<br />

أحمد منصور<br />

املعتاد أن يكون املثقفون والأدباء وقادة الرأى على يسار<br />

السلطة،‏ ولا تنكسر القاعدة إلا فى حالات نادرة،‏ كأن تكون<br />

القيادة استثنائية أو الظرف متجاوزا لحدود التصنيف<br />

السياسى البسيط،‏ أو أن يقدم املسؤول أو الرئيس نموذجا<br />

قيميا وإنسانيا لافتا ويوجب الاحتفاء.‏<br />

لا تخلو املدونة املصرية من مواقف حادة للمثقفني،‏ وتلك<br />

من طبائع كثريين فيهم وروتينهم املتكرر،‏ إنما الذاكرة نفسها<br />

تحمل نصوصا وإضاءات مهمة سجلها مبدعون وصحفيون<br />

وكتاب كبار بحق رؤساء مصر فى مراحل وأزمنة مختلفة،‏<br />

بعضها تتصل بالشخص وما يقدمه من حالة إنسانية،‏<br />

وبعضها بالسياق والتجربة املوضوعية،‏ لكن أجمل ما فى<br />

القوائم الطويلة بعض حكاياتها التى اتخذت صيغة الثنائيات.‏<br />

ناصر وهيكل<br />

كأنهما كانا مشروعا واحدا أسسه القدر،‏ جمال عبدالناصر<br />

ومحمد حسنني هيكل،‏ جمعتهما صداقة وطيدة،‏ انفتحت على<br />

العمل السياسى والوصل الإنسانى،‏ ومن أملع ما قاله الكاتب<br />

عن الحاكم:‏ ‏«أعظم شىء فى جمال عبدالناصر أنه كان حياة<br />

إنسانية زاخرة عاشت على الأرض،‏ وبني الناس،‏ وتحت أشعة<br />

شمس مصر الباهرة».‏<br />

يقول ‏«هيكل»:‏ إن أكثر ما كان ينفر منه عبدالناصر فى<br />

حياته عبادة الفرد،‏ لهذا فإنه ليس من حق أحد بعد الرحيل<br />

أن يجعل منه إلها معبودا فى هرم آخر.‏ إنه لا يسعده أبدا<br />

أن يجد نفسه تمثالا شاهقا من الحجر،‏ وإنما يسعده أن<br />

يظل دائما مثالا نابضا للإنسان،‏ لحم ودم،‏ إرادة وأمل،‏<br />

عقل وعاطفة،‏ قرارات فيها الصواب وفيها الخطأ،‏ وأحسب<br />

أنه واحد من القلائل الكبار فى عاملنا وعصرنا،‏ الذين أتتهم<br />

الشجاعة لكى يقفوا أمام امللايني يتحدثون بأمانة ورجولة<br />

عن التجربة والخطأ.‏<br />

السادات وبهاء الدين<br />

رأى الكاتب الصحفى الكبري أحمد بهاء الدين،‏ أن الرئيس<br />

السادات هو من أعاد للأمة العربية ثقتها بنفسها وقدراتها،‏<br />

بحسب كتابه ‏«وتحطمت الأسطورة عند الظهر».‏<br />

ويقول:‏ إن الرئيس الراحل أطلق الشرارة التى اندفعت<br />

بعدها قوات مصر وسوريا لتحطيم الأسطورة الإسرائيلية،‏<br />

التى خيمت على املنطقة طوال ربع القرن،‏ وزادت كثافتها منذ<br />

يوم 5 يونيو 1967، وبهذا فقد تحطمت الأسطورة عند الظهر،‏<br />

عندما أصدر السادات قراره التاريخى.‏<br />

مبارك والفقى<br />

قضى الدبلوماسى واملثقف مصطفى الفقى سنوات فى<br />

جوار مبارك،‏ وكان سكرتري الرئيس للمعلومات،‏ ويقول عنه:‏<br />

‏«إنه كان وطنيا مصريا،‏ وحريصا على مصالح البلاد بقدر<br />

الاستطاعة وبقدر ما أعطى من رؤية وضوء،‏ وله ما له وعليه<br />

ما عليه،‏ والظروف وضعته فى 9 سنوات قاسية للغاية بعد<br />

ثورة يناير».‏<br />

ويؤكد فى تصريحات سابقة،‏ أن تصرف مبارك مع<br />

الثورة كان معتدلا،‏ فلم يهرب ولم يأمر بإطلاق الرصاص<br />

على املتظاهرين،‏ وبرأه القضاء،‏ كما أن تاريخه العسكرى<br />

ناصع ولا يبارى،‏ مشريا إلى أنه لو أردنا أن نضع عنوانا<br />

لفصله فى التاريخ فهو ‏«حاكم وطنى لم ينتهز الفرص<br />

الضائعة».‏<br />

انتخابات 2014<br />

جاءت رياح التغيري مرة ثانية فى ثورة 30<br />

يونيو التى تلاحم فيها الشعب مع الدولة لإحباط<br />

الإرهاب،‏ وقد ركزت الصحافة العاملية على<br />

الاستحقاق الرئاسى،‏ وأجمعت أغلب الصحف<br />

على الشعبية الكبرية للمرشح عبدالفتاح السيسى،‏<br />

وتفوقه على منافسه حمدين صباحى،‏ فنشرت<br />

مجلة ‏«إيكونوميست»‏ تقريرا بعنوان ‏«التحدى<br />

الشاق للقائد الجديد»،‏ قالت فيه إنه من شبه<br />

املؤكد أن يصبح السيسى رئيسا بالنظر لشعبيته،‏<br />

وكتب ديفيد كريكباتريك،‏ مراسل نيويورك تايمز<br />

وثيق الصلة بالإخوان،‏ تقريرا بعنوان ‏«هتافات<br />

للسيسى مقابل شعور بالتذمر»،‏ ليقر بأن املدن<br />

املصرية يكاد يجمع بينها شعور مشترك بأن<br />

السيسى سيحقق فوزا ساحقا.‏<br />

بينما حاولت تقارير أخرى أن تبث روح<br />

التشاؤم،‏ وكان بعضها مُخلصً‏ ا لسردية الإخوان،‏<br />

ومنخرطا فى حرب شعواء على الدولة املصرية<br />

بعدما أسقطت مشروع العمالة والاستتباع الذى<br />

قادته الجماعة الإرهابية.‏ وسارت فى تلك الرواية<br />

امللونة صحف مثل لوفيجارو الفرنسية،‏ وتايمز<br />

البريطانية،‏ وكثري من املؤسسات الأمريكية،‏<br />

لكنها رغم ذلك لم تستطع إنكار شعبية السيسى<br />

ولا فوزه املُستحق،‏ إنما ظلت فى انحيازها الفج<br />

للإخوان وقد امتد سنوات إلى أن تبدّلت الصورة،‏<br />

مع نجاح مصر فى استعادة الأمن والاستقرار<br />

وفرض إرادة املصريني الواضحة فى 30 يونيو<br />

على الحكومات الغربية وإعلامها.‏<br />

أقلام وحكام<br />

جمال عبدالناصر<br />

‏«اسمه سيُ‏ خلّد فى التاريخ<br />

باعتباره جنديا عظيما<br />

وقائدا للأمة العربية»‏<br />

وكالة نوفستى السوفيتية<br />

أنور السادات<br />

‏«من أعظم الزعماء<br />

الحقيقيين فى العالم لا<br />

الشرق الأوسط فقط»‏<br />

الرئيس الأمريكى جيرالد فورد<br />

حسنى مبارك<br />

‏«قدّ‏ م خدمة للشعب<br />

المصرى بتخليه عن<br />

الرئاسة»‏<br />

أنجيلا ميركل<br />

محمد مرسى<br />

‏«فرّ‏ ط فى الهوية<br />

المصرية»‏<br />

رئيس رابطة المراسلين الأجانب<br />

عبدالفتاح السيسى<br />

‏«زعيم حقيقى وقائد عظيم..‏ نجح<br />

فى تحقيق النظام والأمن»‏<br />

الرئيس الأمريكى دونالد ترامب<br />

‏«شريك موثوق به يُبدى شجاعة<br />

عجيبة فى مكافحة الإرهاب»‏<br />

الرئيس الروسى فلاديمير بوتين<br />

‏«صانع السلام وخطواته<br />

شجاعة»‏<br />

البابا فرنسيس بابا الفاتيكان<br />

‏«سيقود مهمة العمل<br />

العربى المشترك»‏<br />

أمير الكويت الراحل صباح الأحمد الجابر الصباح<br />

ال<strong>عدد</strong> 4572<br />

الأربعاء 6 ديسمبر <strong>2023</strong><br />

09<br />

انتخابات 2014<br />

انتخابات 20<strong>12</strong><br />

انتخابات 2005<br />

قالوا عن سباقات الرئاسة<br />

‏«الت<strong>عدد</strong>ية المكسب<br />

الرئيسى للانتخابات<br />

رغم نتيجتها شبه<br />

المحسومة»‏ دويتش<br />

فيله الألمانى<br />

‏«غياب المراقبين<br />

المحايدين فى مراكز<br />

الاقتراع حول الانتخابات<br />

إلى زيف»‏ نيويورك<br />

تايمز الأمريكية<br />

‏«لن تؤدى إلى تغيير فى<br />

مصر فقط،‏ بل فى منطقة<br />

الشرق الأوسط بأسرها»‏<br />

شبكة إن بى سى الأمريكية<br />

‏«من شبه المؤكد<br />

أن يصبح عبدالفتاح<br />

السيسى الرئيس<br />

المقبل لمصر بالنظر<br />

إلى شعبيته الكبيرة»‏<br />

مجلة إيكونوميست


p.10<br />

رموز على بطاقات الاقتراع<br />

رحلة السباق الرئاسى من الأحمر والأسود إلى الهلال والجمل وأخيرا ١٥ رمزا فى ٢٠٢٤ منها النجمة والشمس..‏ واختيار الرؤساء بالاستفتاء منذ ١٩٥٦<br />

إبراهيم قاسم - أمنية املوجى<br />

ستة عقود من الاستفتاءات والانتخابات<br />

الرئاسية،‏ بدأت بالتصويت ملرشح وحيد وآلت<br />

إلى الاختيار من قائمة،‏ لكن الثابت الذى لم<br />

يتغري الرمزية البصرية لبطاقة الاقتراع،‏ التى<br />

تطورات من إرشادات لونية تُترجم معنى القبول<br />

أو الرفض؛ إلى رموز رافقت السباق منذ العام<br />

2005 حتى الآن،‏ وفى النسخة الأخرية أقرت<br />

الهيئة الوطنية للانتخابات قائمة من خمسة<br />

عشر رمزا،‏ منها الرموز الأربعة التى استقر<br />

عليها املرشحون فى انتخابات 2024.<br />

فى نسخة 2005 كانت قائمة الرموز تضم<br />

الهلال والنخلة والهرم والشمس والفنار والكتاب<br />

واملصباح والسنبلة والشعلة واملنزل،‏ وفى 20<strong>12</strong><br />

ضمّ‏ ت الهرم والسلم والسيارة والنسر والشجرة<br />

والبلطة والحصان والشمس وكامريا الفيديو<br />

وامليزان والنجمة وساعة اليد.‏<br />

وفى الانتخابات الأولى بعد ثورة 30 يونيو،‏<br />

التى جرت بالعام 2014، ضمت قائمة الرموز:‏<br />

النجمة والشمس والأسد والسلم والحصان<br />

والنخلة وامليزان من القديم،‏ مع ظهور 3 رموز<br />

جديدة هى:‏ الديك واملركب واملظلة.‏<br />

بداية الرموز الانتخابية<br />

املشرع إلى استخدام الرموز البصرية فى لجأ<br />

الاقتراع،‏ اتصالا بشيوع الأمية وعجز بطاقات<br />

من الناخبني عن معرفة شخوص كثريين<br />

أو قراءة محتوى بطاقة الاقتراع،‏ ثم املرشحني<br />

الأمر عرفا ثابتا حتى بعدما تضاءلت الأمية صار<br />

وزادت نسبة املتعلمني.‏<br />

الرموز مع أول مجلس نيابى منتخب وظهرت<br />

فى عهد الخديو إسماعيل بالعام 1866 وهو شورى النواب»،‏ وكانت الرموز مختلفة ‏«مجلس<br />

مكوناتها وأشكالها عمّ‏ ا صارت إليه لاحقا،‏ فى<br />

إذ عُ‏ رف الشكل الحالى مع صدور القانون 73<br />

بشأن مباشرة الحقوق السياسية،‏<br />

لسنة 1956 على أن يكون إبداء الرأى<br />

ونص فى مادته 29 اختيار املرشحني أو موضوع الاستفتاء على<br />

على البطاقة،‏ وضمانا لسرية الانتخاب بالتأشري<br />

الاستفتاء تعد البطاقات بحيث يقترن اسم كل أو<br />

فيها أو موضوع مطروح للاستفتاء بلون مرشح<br />

أو رمز.‏<br />

وانطلاقا من النص السابق،‏ صارت<br />

الاستحقاقات الرئاسية محددة بلونني فى<br />

التصويت،‏ إذ اقتصرت بطاقة الاقتراع على<br />

دائرتني مفرغتني إحداهما باللون الأحمر<br />

للموافقة والثانية بالأسود للرفض،‏ وظل الحال<br />

هكذا من 1956 إلى أول انتخابات ت<strong>عدد</strong>ية بعد<br />

ذلك بنحو أربعة عقود.‏<br />

رموز املرشحني الرئاسيني<br />

فى الانتخابات الرئاسية 2005 حصل املرشح<br />

حسنى مبارك على رمز الهلال،‏ وشملت رموز<br />

املرشحني الباقني:‏ النخلة والهرم والشمس<br />

والفنار والكتاب واملصباح والسنبلة والشعلة.‏<br />

وفى العام 2010 رفع أحد املحامني دعوى<br />

أمام القضاء الإدارى طالبًا حظر استخدام<br />

رمز الهلال،‏ الذى عرف به الحزب الوطنى<br />

لسنوات طويلة،‏ وفى السنة نفسها زيدت رموز<br />

الانتخابات البرملانية من 31 إلى 100، مع زيادة<br />

أعداد املرشحني فى كل الدوائر.‏<br />

وبعد 2011 وضعت اللجنة العليا للانتخابات،‏<br />

املشرفة على سباق البرملان،‏ قائمة تخلو من<br />

الرموز الدينية أو ذات الصبغة العقائدية،‏ مثل<br />

الهلال،‏ إضافة إلى استبعاد الرموز الحيوانية<br />

التى تُحقر املرشح وتضعه موضع السخرية<br />

مثل الجمل والسمكة والغزالة،‏ وكذلك الجردل<br />

والكنكة بسبب الفيلم الشهري للنجم عادل إمام.‏<br />

وقالت رئيسها إنها تخلصت من رمزى الهلال<br />

والجمل على وجه الخصوص لأنهما رمزان<br />

مرتبطان بحزب معني،‏ واستبدلتها برموز تدل<br />

على التقدم والرقى،‏ مثل الكمبيوتر والتليفون<br />

املحمول والكتاب والقلم وحمامة السلام،‏<br />

وقررت زيادتها إلى 149 رمزا انتخابيا.‏<br />

وفى انتخابات الرئاسة 20<strong>12</strong> غابت عدة<br />

رموز عن املشهد،‏ وضمت القائمة املعتمدة:‏<br />

النسر والحصان وامليزان والشمس والسيارة<br />

والعلم،‏ وفى انتخابات 2014 ضم الجدول 10<br />

رموز منها الشمس والنجمة والسلم والحصان<br />

والأسد،‏ ثم أضافت اللجنة 5 رموز بعد تقدم<br />

حملة حمدين صباحى بطلب لإدراج رمز النسر<br />

باعتباره الرمز الذى خاض به انتخابات 20<strong>12</strong>.<br />

وفى 2018 وهى أول نسخة تديرها الهيئة<br />

الوطنية للانتخابات،‏ أصدرت قرارها رقم 14<br />

بتحديد الرموز وقواعد تخصيصها،‏ وكانت<br />

عبارة عن 15 رمزا،‏ وحصل املرشح عبدالفتاح<br />

السيسى على رمز النجمة،‏ بينما حصل موسى<br />

مصطفى موسى على رمز الطائرة.‏<br />

وفى الاستحقاق الأخري الذى انتهت إحدى<br />

مراحل التصويت فيه،‏ ويتبقى الاقتراع بالداخل<br />

أوائل الأسبوع املقبل،‏ حددت الهيئة الوطنية<br />

للانتخابات 15 رمزا،‏ وأعلنت فى 8 نوفمبر<br />

املاضى حصول املرشح عبدالفتاح السيسى على<br />

رمز النجمة،‏ بينما حصل منافسوه:‏ فريد زهران<br />

على رمز الشمس،‏ وعبدالسند يمامة على رمز<br />

النخلة،‏ وحازم عمر على رمز السلم.‏<br />

73<br />

سيرة ‏«بيوت الحكم»‏ فى مصر<br />

مقرات الرئاسة من زمن محمد على إلى عصر الجمهورية<br />

رأس التين أنشأه الوالى وقصر القبة من إبداع الخديو إسماعيل..‏ ‏عابدين‏ جوهرة القرن ال‎١٩‎‏..‏ والاتحادية‏ فندق صار ذاكرة حية لأهم محطات التاريخ المعاصر<br />

إسراء إسماعيل<br />

غادر امللوك وبقيت القصور،‏ وضمن جملة ما<br />

حدث من تحولات،‏ أنها صارت بيوتا للجمهورية،‏<br />

ومقرات يدير الرؤساء شؤون الحكم من خلالها،‏<br />

ولعل ذلك واحد من املكاسب القليلة التى تركتها<br />

الحقبة امللكية السابقة على ثورة 23 يوليو،‏<br />

بأثر ما تختزنه تلك القصور من تاريخ وقيمة<br />

معمارية وأثرية وجمالية مهمة.‏<br />

اشتهرت فى مصر الكثري من القصور التى<br />

شيدها ملوك وأمراء أسرة محمد على،‏ طوال 147<br />

سنة من إمساكهم مقاليد الحكم،‏ ومنها قصور<br />

عابدين،‏ والقبة،‏ والاتحادية وغريها،‏ وقد تحولت<br />

فيما بعد إلى مقرات لرئاسة الجمهورية،‏ ولعبت<br />

دورا مهما فى املشهد السياسى وذاكرة الدولة<br />

طوال العقود السبعة املاضية.‏<br />

قصر رأس التني<br />

فى عام 1834، أمر محمد على بتشييد قصر<br />

رأس التني فى الإسكندرية على هيئة حصن،‏<br />

ليكون مشابها ملقر حكمه فى قلعة صلاح الدين<br />

بالقاهرة،‏ ووضع تصميمه املهندس الفرنسى<br />

سري يزى بيك،‏ واستغرق بناؤه 13 عاما،‏ ولم<br />

يتبق من النسخة القديمة سوى البوابة التى<br />

تحمل اسم الباشا،‏ وبعض الأعمدة الجرانيتية.‏<br />

أصبح مقرا صيفيا للحكم فى عهد الخديو<br />

إسماعيل،‏ وأنشئت محطة قطارات داخله<br />

لتسهيل انتقال العائلة،‏ وقد تولى امللك فؤاد<br />

تجديدها عام 1920، كما أعاد بناء القصر<br />

وجعله من ثلاثة طوابق،‏ فصار مبناه وأثاثه أكثر<br />

جمالا وعصرية،‏ كما بنى على جزء من مساحته<br />

مسجدا بطابع معمارى متميز،‏ ومن بعده أنشأ<br />

ابنه امللك فاروق مبنى للأمريات.‏<br />

قصر القبة<br />

أحد أهم القصور امللكية،‏ بناه الخديو<br />

إسماعيل على أطلال منزل قديم لوالده إبراهيم<br />

باشا،‏ واستمر البناء 6 سنوات وافتتح رسميا فى<br />

يناير 1873 بحفل زفاف الأمري محمد توفيق ولى<br />

العهد،‏ ما ربط القصر لاحقا باملناسبات وحفلات<br />

الزفاف الأسطورية للعائلة.‏<br />

يعد من أكبر القصور لكونه بمساحة 190<br />

فدانا تقريبا،‏ وقد جاء اسمه نسبة ملبنى قديم من<br />

عصر املماليك كان يعرف باسم ‏«مبنى القبة»،‏<br />

وقد أحاطت به بحرية مائية كانت مقصدا لكثري<br />

من أبناء العائلات الكبرية والطبقة الراقية وقتها<br />

بغرض الصيد والتنزه.‏<br />

قصر عابدين<br />

جوهرة القرن ال‎19‎‏،‏ وقد شهد على 90<br />

سنة من ذاكرة الحكم منذ بنائه إلى ثورة<br />

يوليو وإعلان الجمهورية،‏ وقد بناه الخديو<br />

إسماعيل على أطلال منزل قديم يملكه<br />

عابدين بك،‏ أحد أمراء الأتراك،‏ وكان يشغل<br />

وظيفة أمري اللواء السلطانى.‏<br />

وعندما بدأ العمل،‏ ردمت عدة برك فى<br />

املكان وسويت بالأرض،‏ إضافة لشراء عدة<br />

مبان ملاصقة وإزالتها،‏ وظل الخديو على تلك<br />

العادة عدة سنوات بغرض توسعة القصر حتى<br />

صارت مساحته 25 فدانا تقريبا،‏ وقد كان مع<br />

امليدان الذى يتصدره مركز املدينة الجديدة،‏<br />

التى أنشأها الخديو على غرار باريس وكبرى<br />

العواصم الأوروبية.‏<br />

قصر الصفا<br />

يقع القصر على ربوة عالية تطل على البحر<br />

املتوسط،‏ وتبدو هيئته كأنها منارة بحر أو<br />

حارس أمني،‏ وقد بنى فى عام 1887 بمنطقة<br />

زيزينيا،‏ التى صارت مقصدا للصفوة<br />

املتنافسني على بناء السرايا والقصور،‏ شيده<br />

الكونت اليونانى استيفان زيزينيا،‏ وكان<br />

يعمل فى تجارة القطن بجانب كونه قنصلا<br />

لبلجيكا،‏ وبعدها تحول إلى فندق جلوريا.‏<br />

فى عام 1927 قرر الأمري محمد على،‏ نجل<br />

الخديو توفيق،‏ شراءه وتجديده ليصبح قصرا<br />

ملكيا،‏ ومنحه اسمه الحالى تيمنا بجبل الصفا<br />

أحد مناسك الحج،‏ وكان الأمري أول من سعى<br />

لتأسيس قصور ضخمة بالإسكندرية،‏ ما ألهم<br />

النبيلة فاطمة حيدر ببناء قصرها ‏«متحف<br />

املجوهرات»‏ باملنطقة،‏ كما كان الأمري مهتما<br />

بالفن الإسلامى،‏ فكتب على القصر من الخارج<br />

آيات قرآنية منها ‏«ادخلوها بسلام آمنني»‏ عند<br />

املدخل،‏ والقصر معد اليوم لاستقبال ضيوف<br />

الرئاسة وكبار الوزراء ورجال الدولة خلال<br />

وجودهم بالإسكندرية.‏<br />

قصر الطاهرة<br />

اشترت الأمرية أمينة ابنة الخديو إسماعيل<br />

قطعة أرض عام 1924، لتقيم عليها فيلا<br />

خاصة،‏ ثم انتفلت ملكيتها لابنها محمد<br />

طاهر باشا،‏ ومن اسمه جاءت تسمية<br />

القصر،‏ وقد تحول من فيلا صغرية إلى قصر<br />

على الطراز الإيطالى،‏ وأشرف على تعديله<br />

املهندس الشهري أنطونيو لاشيك،‏ واشتراه<br />

امللك فاروق من مالكه بمبلغ 40 ألف جنيه<br />

ليهديه لزوجته الأولى امللكة فريدة عام<br />

.1939<br />

قصر الاتحادية<br />

صمم املعمارى البلجيكى إرنست جسبار<br />

فندق ‏«هليوبلس بلاس»‏ فى مصر الجديدة مطلع<br />

القرن العشرين،‏ ليصري واحدا من أهم وأشهر<br />

دور الضيافة بمصر والعالم،‏ وقد وصفه البعض<br />

ب«ألف ليلة وليلة»،‏ بفضل طرازه املعمارى<br />

املميز وفخامته اللافتة،‏ ومن أهم نزلائه ‏«ميلتون<br />

هريشى مؤسس ومالك شركة الشوكولاتة<br />

الشهرية،‏ واملصرفى الشهري جون مورجان،‏<br />

وألبرت الأول ملك بلجيكا وزوجته امللكة إليزابيث<br />

دو بافاريا».‏<br />

فى عام 1958 اشترته الحكومة املصرية<br />

مع الأراضى املجاورة له ب‎700‎ ألف جنيه،‏<br />

واستخدمته مقرا للحكومة املركزية،‏ وفى<br />

رئاسة السادات عام 1972 اتخذ مقرا لاتحاد<br />

الجمهوريات العربية بعضوية سوريا وليبيا،‏<br />

ومن وقتها عرف باسم الاتحادية.‏ وخلال<br />

الثمانينيات،‏ وضعت خطة صيانة شاملة<br />

حافظت على طابعه القديم،‏ ليعلن بعدها مجمعا<br />

رئاسيا،‏ وجرى تسجيله عام 2018 ضمن الآثار<br />

الإسلامية والقبطية.‏<br />

‏«الاتحادية»‏ مزيج مبدع من العمارة الشرقية<br />

والإسلامية،‏ ويمتاز بأعمال الديكور وزخارف<br />

الرخام واملرمر،‏ وجماليات الصحون والقباب<br />

واملقرنصات والأطباق النجمية وفنون الأرابيسك<br />

والشبابيك الجصية والزجاج امللون،‏ ومساحته<br />

الكلية 53 ألفا و‎<strong>12</strong>6‎ مترا مربعا منها 10 آلاف<br />

و‎671‎ مترا للمبنى املكون من بدروم وثلاثة<br />

طوابق.‏<br />

قصر الحرملك<br />

جزء من سرايا املنتزه،‏ ويرجع اكتشاف<br />

املنطقة لعهد الخديو عباس حلمى الثانى<br />

عام 1892، ويشتمل املوقع على تبتني،‏ بنى<br />

قصر السلاملك على إحداهما ليكون مقرا<br />

صيفيا للأسرة،‏ ويستغل حاليا كفندق.‏<br />

وفى 1925 بنى امللك فؤاد الأول قصر<br />

الحرملك على التبة الثانية بطراز إيطالى،‏<br />

ليكون آخر القصور امللكية املشيدة فى تاريخ<br />

الأسرة العلوية،‏ وضع التصميم املهندس<br />

فريوتشى،‏ واستغرق البناء 4 سنوات،‏ وتبلغ<br />

مساحته الكلية قرابة 47 ألف متر مربع،‏<br />

ومساحة الحدائق أكثر من 43 ألف متر<br />

مربع.‏<br />

مقاربة على استحياء<br />

كيف تناولت السينما المصرية أجواء الانتخابات والرئاسة فى مصر؟<br />

محمود قاسم:‏ سباقات البرلمان أوفر حظا..‏ وماجدة موريس:‏ الجرأة نتاج التغيرات السياسية الكبرى<br />

على الكشوطى<br />

كان الشعر قديما ديوان العرب،‏ ووثيقة أيامهم وحكاويهم،‏<br />

واليوم ربما ينطبق ذلك بدرجة أكبر على الفنون البصرية،‏<br />

لا سيما دراما السينما والتليفزيون،‏ إذ عبر إنتاجاتها<br />

يوثق الفنانون حال املجتمع وطبائعه،‏ وتحولات الثقافة<br />

والاجتماع،‏ وأمور اللغة وامللبس وغريها من اليوميات،‏<br />

ولعل الاستحقاقات الانتخابية واحدة من عنصر الهندسة<br />

الحضارية التى تنعكس بالتصريح أو الإيحاء فى كثري من<br />

الأعمال.‏<br />

تحتاج السينما مهلة من الوقت قبل أن تهضم الأحداث<br />

وتشتبك معها،‏ لذلك تتأخر الأعمال كثريا عن الوقائع كما فى<br />

ثورتى 25 يناير و‎30‎ يونيو،‏ اللتني لم توثق أحداثهما كما<br />

يجب إلى الآن،‏ ولأن الانتخابات حدث دورى فكلما مر الوقت<br />

امللائم لاستيعاب تجربة بما يكفى ملُعالجتها،‏ تلتها تجربة<br />

جديدة أزاحت الأولى وفرضت التمهل.‏ هكذا لا تحفل الوثائق<br />

الدرامية بتوثيق دقيق للمفاصل السياسية الخاصة بتطور<br />

صيغة السلطة وآلية إنتاجها وتنشيطها،‏ وتبدل الوجوه على<br />

املنصب التنفيذى الأهم؛ لكنها لم تكن بعيدة تماما عن حالة<br />

الانتخاب وسباقات الترشح والتصويت.‏<br />

يقول الناقد واملؤرخ السينمائى محمود قاسم،‏ إن<br />

الانتخابات الرئاسية لم يكن لها نصيب مقسوم من<br />

التناول الفنى كما كان لانتخابات مجلس الشعب ‏«النواب<br />

حاليا»،‏ والأخرية جرى تناولها كثريا من زوايا عديدة،‏ ليس<br />

عن تجارب خاصة ولا مراحل بعينها،‏ وإنما حالة الحراك<br />

وانعكاساتها على الأداء الاجتماعى والسياسى،‏ وما يخص<br />

احتكار بعض العائلات قديما للمواقع النيابية،‏ ومنها<br />

أفلام:‏ حب للأبد،‏ حتى لا يطري الدخان،‏ وغريهما.‏<br />

وأشار إلى أن السينما لم تتجاوز ملف الرئاسة بالكامل،‏<br />

لكن مُقارباتها كانت من موقع تنفيذى يتلمس حدود<br />

املنصب،‏ واملفارقات التى تنتج عن اشتباكه بالشارع،‏<br />

وليس مسألة الانتخابات فى ذاتها.‏ ومن ذلك تجارب مثل<br />

‏«طباخ الرئيس»،‏ وهو قراءة اجتماعية وسياسية لطبيعة<br />

العلاقة بني الشعب والسلطة ومؤسساتها التنفيذية،‏ وبدلا<br />

من أجواء الانتخابات كان ينتخب املواقف القادرة على<br />

إنتاج مُفارقات كاشفة لبنية الحُ‏ كم وكيف يرى الناخب<br />

والحاكم بعضهما.‏<br />

بدورها،‏ تقول الناقدة ماجدة موريس،‏ إن السينما<br />

املصرية لا تتعامل مع التغيري الرئاسى مثل التليفزيون،‏<br />

انطلاقا من أن الأخري جهاز إعلامى فى املقام الأول،‏ وبهذا<br />

الدور فإنه يضطلع بمهمة املواكبة والتسويق،‏ لكن ذلك لا<br />

ينفى أن السينما تحاول تقديم أفلام أكثر جرأة واختلافا،‏<br />

ويحدث ذلك فى أوقات الأحداث والتغريات السياسية<br />

الكبرى،‏ مثلما جرى بعد 1967، إذ قدمت جماعة<br />

السينما الجديدة 3 أفلام مهمة:‏ أغنية على املمر للمخرج<br />

على عبدالخالق،‏ الظلال على الجانب الآخر للمخرج غالب<br />

شعث،‏ وأبناء الصمت للمخرج محمد راضى.‏ متابعة:‏ ‏«بعد<br />

رحيل عبدالناصر وتولى السادات قدمت السينما فيلم<br />

العصفور للمخرج يوسف شاهني،‏ ومع بداية حكم مرسى<br />

قدمت أفلاما مختلفة مثل 30 فبراير والخروج للنهار،‏<br />

وقد تناولت أحداثا سياسية أو اقتربت من أجواء السياسة<br />

والحُ‏ كم».‏<br />

وباستخلاص أخري؛ فإن الرئاسة وإن لم تكن حاضرة<br />

فى السينما على التعيني،‏ وبتوثيق لاستفتاءات املاضى أو<br />

انتخابات الحاضر،‏ فإنها ليست غائبة عن الذاكرة البصرية<br />

فيما يخص التماس أجوائها،‏ وإثارة أسئلة وتقاطعات على<br />

طريق العلاقة بني الشارع ومنظومة الحُ‏ كم،‏ واملحطات<br />

املفصلية التى اهتزت فيها الدولة أو انتصرت،‏ ونجحت<br />

أو أخفقت،‏ وفى القلب من ذلك يكون الرئيس،‏ ومن ورائه<br />

تكون الانتخابات ولجان التصويت.‏<br />

2001<br />

أفلام عن الرئاسة<br />

2001<br />

عرض فيلم ‏«أيام<br />

السادات»‏ للنجم<br />

أحمد زكى عن سيرة<br />

الرئيس الراحل منذ<br />

شبابه حتى اغتياله<br />

1996<br />

فيلم ‏«ناصر 56»<br />

بطولة أحمد زكى<br />

ويتناول فترة تأميم<br />

قناة السويس<br />

والتصدى للعدوان<br />

الثلاثى<br />

1999<br />

فيلم ‏«جمال<br />

عبدالناصر»‏ بطولة<br />

خالد الصاوى ويسرد<br />

سيرة الرئيس منذ<br />

التحاقه بالكلية<br />

الحربية ولم يحقق<br />

نجاحا كبيرا<br />

1957<br />

عرض فيلم ‏«رد<br />

قلبى»‏ عن فساد<br />

الفترة الملكية<br />

واندلاع ثورة يوليو<br />

وتحول مصر إلى<br />

النظام الجمهورى<br />

الفيلم الكوميدى<br />

‏«جواز بقرار<br />

جمهورى»‏ بطولة<br />

هانى رمزى ويقترب<br />

من العلاقة بين<br />

الشعب والرئيس فى<br />

قالب خفيف<br />

2008<br />

فيلم ‏«طباخ الرئيس»‏<br />

بطولة طلعت زكريا<br />

ويناقش قضايا<br />

الشارع وفاعلية دور<br />

الرئيس بمعالجة<br />

كوميدية بسيطة


رجال الرئيس<br />

قيادات السلطة والحكم فى أزمنة الاستحقاقات الرئاسية<br />

زعامة عبدالناصر ارتبطت بمجلس الثورة..‏ علاقة سياسية مع الحكومة فى زمنى السادات ومبارك..‏ تبعية ‏مرسى‏ لمكتب الإرشاد تضعه<br />

فى مواجهة الشعب..‏ الستينيات تشهد قربا من أهل الفن وعلى رأسهم أم كلثوم وعبدالحليم..‏ وصلاح نصر وسيد مرعى وفتحى سرور الأبرز فى ٥ عقود<br />

انتخابات مصر<br />

الاستحقاقات الرئاسية<br />

من الاستفتاء إلى الت<strong>عدد</strong>ية<br />

تصدر عن<br />

المؤسسة المصرية للصحافة<br />

رئيس مجلس الإدارة<br />

أكرم القصاص<br />

رئيس التحرير<br />

علا الشافعى<br />

رؤساء التحرير التنفيذيون<br />

لا تبقى الأيام على حال واحدة،‏ وطوال سبعة<br />

عقود من عمر الجمهورية،‏ تبدلت الأيام<br />

والأحوال والوجوه،‏ وشهد كل استحقاق رئاسى،‏<br />

سواء كان استفتاء أو انتخابات،‏ باقة من الرموز<br />

وقادة املشهد السياسى،‏ يمكن أن نقول إنهم<br />

رجال الرئيس،‏ من زاوية أنهم يشكلون إلى<br />

جانبه عماد منظومة الحكم وهيكلها،‏ وعندما<br />

كانوا يضعون بطاقاتهم فى صناديق الاقتراع،‏<br />

إنما كانوا يصوتون لأنفسهم بقدر ما يختارون<br />

الرئيس.‏<br />

رجال عبدالناصر<br />

إيمان على<br />

فى أول استفتاء شعبى بعام 1956 كانت<br />

الحكومة تحت قيادة جمال عبدالناصر،‏ وغلب<br />

على تشكيلها أعضاء الضباط الأحرار،‏ ومن<br />

أبرز رجاله وشركاء حكومته ‏«حسني الشافعى<br />

وزكريا محيى الدين وكمال الدين حسني<br />

وعبدالحكيم عامر»،‏ واستمرت تلك الأسماء بعد<br />

ذلك باختلاف املواقع واملسؤوليات.‏<br />

جاء بعدها مجلس الأمة وقاده عبداللطيف<br />

البغدادى،‏ ثم خلفه السادات الذى أدى<br />

عبدالناصر اليمني الدستورية أمامه بعد استفتاء<br />

1965، وشملت الحكومة وقتها ‏«على صبرى<br />

رئيسا،‏ وعضوية محمد صدقى سليمان ومحمود<br />

فوزى،‏ ليتولى بعد ذلك زكريا محيى الدين حامل<br />

خزائن الثورة منصب رئيس الوزراء،‏ ويليه<br />

محمد صدقى سليمان».‏<br />

رموز زمن السادات<br />

تولى أنور السادات السلطة بعد استفتاء<br />

شعبى فى أكتوبر 1970، وأدى القسم أمام<br />

مجلس الأمة برئاسة لبيب شقري،‏ الذى اتهم<br />

مع مراكز القوى وأطيح به فى العام التالى،‏<br />

ليخلفه حافظ بدوى،‏ وفى استفتاء 1976 كان<br />

يرأس الحكومة ممدوح سالم،‏ وأدى اليمني أمام<br />

مجلس الشعب برئاسة سيد مرعى،‏ أحد أهم<br />

رموز النظام وقتها،‏ بينما كان محمد حسنى<br />

مبارك نائبا لرئيس الجمهورية.‏<br />

شركاء حكم مبارك<br />

جاء رئيسا بعد اغتيال السادات،‏ وشكل<br />

الحكومة ملدة سنتني ثم انتقلت إلى فؤاد محيى<br />

الدين،‏ وفى الاستفتاء التالى كان عاطف صدقى<br />

رئيسا للحكومة،‏ وكان من رموز نظامه أسماء<br />

بارزة مثل ‏«أحمد فتحى سرور ومصطفى كمال<br />

حلمى وعاطف عبيد وصفوت الشريف وزكريا<br />

عزمى وكمال الشاذلى وفاروق حسنى وبطرس<br />

غالى وأحمد نظيف»،‏ ولأنه أطول الرؤساء بقاء فى<br />

السلطة فقد عمل مع مئات الوزراء وآلاف النواب<br />

طوال 6 ولايات رئاسية امتدت لقرابة 30 عاما.‏<br />

عصابة املعزول مرسى<br />

لم يكن محمد مرسى رئيسا كامل الأهلية،‏<br />

لذا لم يكن له رجال ولا معاونون،‏ إنما كان هو<br />

شخصيا مندوبا عن الجماعة الإرهابية فى قصر<br />

الرئاسة،‏ الذى فتح بكامله على مكتب الإرشاد،‏<br />

وصار محمد بديع وخريت الشاطر وبقية<br />

صقور العصابة يديرون املشهد السياسى،‏<br />

وهم الوجوه التى شكلت معالم الفشل فى تلك<br />

املرحلة،‏ مع تحالفات شديدة البؤس من بعض<br />

املتأسلمني املتخفني أو الليبراليني الانتهازيني،‏<br />

لتنتهى الطبخة السيئة بإسقاطه فى ثورة 30<br />

يونيو.‏<br />

حيوية ما بعد 30 يونيو<br />

عقب إطاحة الإخوان فى ثورة شعبية عارمة،‏<br />

إنجازات رياضية على إيقاع الاستحقاقات الرئاسية<br />

تولى املستشار عدلى منصور الرئاسة مؤقتا<br />

ملدة سنة،‏ وشهدت تلك الفترة زخما من رموزه<br />

املشري السيسى وزيرا للدفاع،‏ ورئيس الوزراء<br />

حازم الببلاوى،‏ وبدءا من انتخابات 2014 تولى<br />

الرئيس السيسى املسؤولية،‏ وشهدت السنوات<br />

التالية حالة من الحيوية والتنوع،‏ تضمنت<br />

تمكني النساء والشباب،‏ والعمل مع طيف<br />

عريض من التكنوقراط والسياسيني،‏ وتضم<br />

القائمة ‏«إبراهيم محلب وشريف إسماعيل<br />

ومصطفى مدبولى من رؤساء الحكومة»،‏ و<strong>عدد</strong><br />

ضخم من الوزراء واملحافظني ونوابهم،‏ ومن<br />

الكوادر البرملانية والتنفيذية فى كل القطاعات.‏<br />

عمل مشترك وعلاقات تكاملية<br />

يقول الدكتور جمال شقرة،‏ أستاذ التاريخ<br />

املعاصر والحديث:‏ إن لكل مرحلة تاريخية<br />

رموزا وفاعلني،‏ وتعبري ‏«رجال الرئيس»‏ فى غاية<br />

الأهمية،‏ لأنهم يلعبون دورا فى صياغة معالم<br />

التجربة،‏ وتتشكل تلك الدائرة من املسؤولني<br />

التنفيذيني واملثقفني والصحفيني،‏ وفى مرحلة<br />

عبدالناصر كان عنوانها الأبرز ‏«هيكل»،‏ مثلما<br />

كان موسى صبرى وأنيس منصور عنوانى<br />

املرحلة مع السادات،‏ وأضاف أن هناك برملانيني<br />

لعبوا هذا الدور،‏ مثل فتحى سرور وعبداللطيف<br />

أهداف فى الملاعب والصناديق<br />

البغدادى وأنور السادات نفسه،‏ وهناك من أهل<br />

الفن من ارتبطوا بالدولة مثل عبدالحليم حافظ<br />

فى وقت النكسة.‏<br />

وفى وصف علاقة الحكومات برأس السلطة،‏<br />

يقول النائب أكمل نجاتى،‏ عضو مجلس الشيوخ<br />

عن تنسيقية شباب الأحزاب:‏ إن الحكومة فى<br />

فترة الجمهورية الأولى كانت من مجلس قيادة<br />

الثورة بحكم الظرف التاريخى،‏ وكانت العلاقة<br />

تكاملية،‏ ثم تطورت الأحداث ليتشكل تنظيم<br />

سياسى وحيد ‏«الاتحاد الاشتراكى»‏ وتخرج<br />

الحكومة منه،‏ وكانوا جميعا مؤمنني بمبادئ<br />

ثورة يوليو،‏ لذا اتفقت استراتيجية الرئيس<br />

مع الحكومة وظهر التخطيط متوسط الأجل،‏<br />

متابعا:‏ ‏«حقبة السادات شهدت حكومات<br />

الحزب الحاكم،‏ وصار الأمر مرتبطا بالأغلبية<br />

البرملانية،‏ وكانت علاقة سياسية لكنها لم تكن<br />

متكاملة ديمقراطيا،‏ لأن الرئيس كان رئيس<br />

الحزب فى الوقت نفسه،‏ وهكذا سارت التجربة فى<br />

زمن مبارك،‏ ثم جاءت حكومات بينية تعتمد على<br />

التكنوقراط وحققت بعض النجاحات»،‏ لافتا<br />

إلى أنه فيما بعد ثورة يناير،‏ جاءت حكومات<br />

تسيري أعمال وارتبطت بحال الضغط الشعبى،‏<br />

لذلك اتسمت ب«قصر العمر»،‏ مشددا على أن<br />

حكومة مرسى كانت حكومة الجماعة،‏ فكانت<br />

هى والرئيس تابعني ملكتب الإرشاد.‏<br />

بطولات للأهلى والزمالك ومنتخب الفراعنة بالتزامن مع الاستفتاءات والانتخابات..‏ ومصر تستضيف أحداثا عالمية ولاعبوها يعودون من الأولمبياد بالذهب<br />

عبدالفتاح عبدالمنعم<br />

دندراوى الهوارى<br />

حازم حسين<br />

مدير عام التحرير<br />

هانى رفعت<br />

نواب رئيس التحرير<br />

سعيد الشحات<br />

بهاء حبيب<br />

محيى الدين سعيد<br />

سكرتير التحرير<br />

شيريهان المنيرى<br />

المدير الفنى<br />

وائل وهبة<br />

الإخراج<br />

سهيلة فوزى<br />

رامى نبيه<br />

المقر الرئيسى:‏<br />

6 شارع وزارة الزراعة<br />

ناصية شارع الثورة - المهندسين<br />

تليفون:‏<br />

33351118 - 33355776<br />

33355922 - 33358477<br />

فاكس:‏<br />

33355920<br />

info@youm7.com<br />

المستشار القانونى<br />

أنور الرفاعى<br />

10 شارع جامعة الدولة العربية<br />

المهندسين<br />

الماكيت الأساسى<br />

د.‏ أحمد محمود<br />

الاشتراكات والتوزيع فى<br />

ج.م.ع<br />

مؤسسة الأهرام<br />

شارع الصحافة - القاهرة<br />

الاشتراكات ت:‏<br />

27704435 - 27703332<br />

ف.‏ 27704535<br />

01061008468<br />

فتحى الشافعى - هيثم عويس - حاتم رضا<br />

عمر أنور - محمد مراد - لبنى عبدالله<br />

أسماء عمر - حسن السعدنى - أحمد طارق<br />

ندى مجاهد - ياسمني يحيى - سليمان النقر<br />

ما يجمع الانتخابات والرياضة أنهما منافسة على<br />

غاية واضحة،‏ تدار بأعلى درجات الجدية والنزاهة<br />

والروح الرياضية،‏ فيبتسم الفائز والخاسر<br />

ويربح النادى واملشجع والشعب،‏ وبالنظر إلى<br />

تاريخ الاستحقاقات الرئاسية طوال سبعة عقود<br />

من الاستفتاءات إلى الانتخابات الت<strong>عدد</strong>ية،‏ حملت<br />

املحطات املتتالية مكاسب ونجاحات فى السياسة،‏<br />

توازت معها إنجازات ولحظات فرح فى الرياضة،‏<br />

فكأنها كانت أهدافا فى امللاعب وفى صناديق<br />

الاقتراع.‏<br />

استفتاء 1956<br />

فى هذا العام،‏ صدر القانون 197 لسنة 1956<br />

بإنشاء املجلس الأعلى لرعاية الشباب،‏ وكلف<br />

الرئيس عبدالناصر مسؤولى الكرة بالاهتمام<br />

بأفريقيا وتوطيد العلاقات الرياضية معها،‏ فعقد<br />

اجتماعا مع ممثلني عن السودان وجنوب أفريقيا<br />

فى أحد فنادق البرتغال،‏ وصيغت ملامح الاتحاد<br />

الأفريقى لكرة القدم ‏«كاف»،‏ تلته أول بطولة<br />

بني مصر والسودان وإثيوبيا وحصدها الفراعنة،‏<br />

وقد حقق الأهلى لقب الدورى بعد منافسة ساخنة<br />

مع الزمالك بفارق 9 نقاط،‏ وحصد أيضا ‏«كأس<br />

مصر»‏ بعد فوزه على الترسانة بهدف نظيف،‏<br />

ليجمع اللقبني للمرة الخامسة.‏<br />

استفتاء 1965<br />

فاز فريق الأوملبى بدرع الدورى للمرة الأولى<br />

على حساب الزمالك،‏ وفاز الترسانة بكأس مصر،‏<br />

بينما نجح املنتخب الوطنى فى إحراز النصر على<br />

منتخب فلسطني الشقيق بهدفني مقابل هدف،‏<br />

وذلك فى الجولة الثالثة من منافسات دورة الألعاب<br />

العربية الرابعة التى استضافتها القاهرة،‏ وسجل<br />

هدفا مصر بدوى عبدالفتاح وفؤاد مرسى،‏ ليتصدر<br />

الفراعنة املجموعة بالعلامة الكاملة.‏<br />

استفتاء 1970<br />

كان الإسماعيلى أول فريق مصرى وعربى يتوج<br />

ببطولة أفريقيا للأندية أبطال الدورى،‏ بعدما<br />

فاز على الإنجلبري الكونغولى ‏«مازيمبى حاليا»،‏<br />

وفى هذا العام ألغيت بطولتا الدورى وكأس مصر<br />

بسبب الأجواء السياسية وحرب الاستنزاف وحالة<br />

الاستعداد ملعركة تحرير سيناء.‏<br />

استفتاء 1976<br />

اقتنص الأهلى درع الدورى رقم 13 فى تاريخه<br />

بعد الفوز على غزل املحلة ذهابا وإيابا،‏ لكنه هزم<br />

من الاتحاد السكندرى ليقتنص الأخري كأس مصر،‏<br />

وكان ذلك آخر ألقابه الرسمية فى النسخة رقم 49<br />

من البطولة،‏ بعدما تغلب على القلعة الحمراء فى<br />

استاد القاهرة بهدف وحيد،‏ سجله طلعت يوسف<br />

فى الدقيقة 62 من املباراة.‏<br />

استفتاء 1981<br />

وصل الأهلى إلى نصف نهائى بطولة أفريقيا،‏<br />

لكنه انسحب بعد حادثة اغتيال السادات،‏ وفى<br />

العام نفسه اقتنص كأس مصر بعدما تغلب على<br />

املقاولون فى أول نسخة تشهد الاحتكام لضربات<br />

الترجيح،‏ بعدما حسمت 52 نسخة سابقة من<br />

البطولة بنتائج مباشرة،‏ واقتنص الأهلى درع<br />

الدورى أيضا من الزمالك،‏ وسجل منتخب الشباب<br />

أول ظهور فى كأس العالم بالنسخة الثالثة فى<br />

أستراليا،‏ قبل أن يخرج من دور الثمانية أمام<br />

املنتخب الإنجليزى،‏ كما فاز ببطولة الصني الودية،‏<br />

بعدما تغلب على البلد املضيف ومنتخبى أمريكا<br />

وأستراليا.‏<br />

استفتاء 1987<br />

فاز الأهلى بالدورى بعدما تغلب على الزمالك<br />

بثنائية دون رد،‏ وتأهلت مصر لدورة الألعاب<br />

الأفريقية بعد اكتساح تنزانيا بسداسية نظيفة،‏<br />

ثم فازت بامليدالية الذهبية للبطولة بعدما هزمت<br />

منتخب كينيا وسط جمهوره بهدف وحيد،‏ وحمل<br />

الترسانة كأس مصر للمرة السادسة ليكون آخر<br />

بطولة فى تاريخه،‏ بينما هزم الزمالك منافسه<br />

أفريكا سبورت بركلات الترجيح ليتوج بدورى<br />

أبطال أفريقيا.‏<br />

استفتاء 1993<br />

شهد العام أكثر الأحداث املأساوية فى تاريخ<br />

الكرة املصرية،‏ عندما خسرنا بطاقة كأس العالم<br />

بعد ‏«طوبة زيمبابوى»،‏ التى أعيد اللقاء بسببها<br />

فى ليون الفرنسية ليصل املنافس إلى نسخة أمريكا<br />

1994، وفى هذا العام اعتزل جمال عبدالحميد،‏<br />

نجم الأهلى والزمالك واملنتخب،‏ وحل الرومانى<br />

مريسيا رادوليسكو مدربا للمنتخب بدلا من<br />

الجوهرى،‏ وتسببت ثلاثية الأهلى بمرمى الزمالك<br />

فى إقالة املدرب الأسكتلندى ديف ماكاى وجهازه<br />

الفنى بقيادة فاروق جعفر،‏ كما هزم الأهلى<br />

منافسه الأرسنال بطل ليسوتو،‏ وتأهل لدور<br />

الثمانية لبطولة أبطال الكؤوس.‏<br />

استفتاء 1999<br />

حمل الأهلى درع الدورى بعدما تصدر الترتيب<br />

برصيد 68 نقطة دون أية هزيمة،‏ كما حقق أول<br />

فوز أفريقى خارج ملعبه على شوتنج ستارز،‏<br />

بطل نيجرييا فى دور املجموعات لبطولة دورى<br />

أبطال أفريقيا.‏ فاز الزمالك بكأس مصر على<br />

حساب الإسماعيلى،‏ وظهر منتخب مصر لأول مرة<br />

فى بطولة كأس القارات،‏ لكنه خرج من الدور الأول<br />

بعد تعادلني وهزيمة،‏ وفى يونيو من هذا العام<br />

استضافت مصر بطولة كأس العالم لكرة اليد على<br />

صالات القاهرة وبورسعيد والإسماعيلية،‏ وانتهت<br />

أسرع مواجهة بني الأهلى والزمالك بعد 4 دقائق<br />

بسبب طرد أيمن عبدالعزيز،‏ واعتراض الفريق<br />

الأبيض ثم انسحابه من املباراة.‏<br />

انتخابات 2005<br />

فاز الأهلى بدرع الدورى فى نسخته 48 بدون<br />

أى هزيمة،‏ ليكون اللقب رقم 30 فى تاريخه،‏ كما<br />

حمل إنبى كأس مصر بعدما تغلب على الاتحاد<br />

السكندرى،‏ وشهد العام أيضا تتويج القلعة<br />

الحمراء ببطولة دورى أبطال أفريقيا،‏ بعدما<br />

تغلب على منافسه الشرس النجم الساحلى التونسى<br />

بثلاثة أهداف نظيفة.‏<br />

انتخابات 20<strong>12</strong><br />

خسر الأهلى من بايرن ميونخ الأملانى فى مباراتهما<br />

الودية بالدوحة،‏ وتوقف النشاط الرياضى بعد 50<br />

مباراة من الدورى بسبب أجواء الفوضى،‏ وتوج<br />

املارد الأحمر بالسوبر املصرى لسابع مرة،‏ ودورى<br />

أبطال أفريقيا للمرة السابعة،‏ وحل رابعا فى رابع<br />

مشاركاته بكأس العالم للأندية،‏ ومنحه الكاف<br />

لقب ‏«أفضل ناد فى أفريقيا»،‏ بينما أُقيل حسن<br />

شحاتة من الزمالك والعربى القطرى،‏ وفاز محمد<br />

صلاح بلقب أفضل صاعد فى أفريقيا خلال وجوده<br />

بفريق بازل السويسرى،‏ ورحل جوزيه عن الأهلى،‏<br />

وأقيمت أمم أفريقيا بدون مصر،‏ وغادر الفراعنة<br />

الدور التمهيدى لتصفيات أمم أفريقيا 2013،<br />

وخرج الزمالك من مجموعات أبطال أفريقيا<br />

بنقطتني من 6 مباريات،‏ وفى هذا العام رحل <strong>عدد</strong><br />

من نجوم الكرة أبرزهم محمود الجوهرى،‏ وتبدل<br />

4 رؤساء على اتحاد الكرة.‏<br />

انتخابات 2014<br />

توج الأهلى بلقب السوبر الأفريقى للمرة<br />

السادسة على حساب الصفاقسى التونسى،‏ وأحرز<br />

الدورى للمرة 37، كما فاز بالكونفيدرالية لأول<br />

مرة،‏ وأحرز الزمالك لقب كأس مصر بعد الفوز<br />

على سموحة بهدف نظيف دون رد،‏ بينما حقق<br />

السباح أحمد أكرم أول ميدالية أوملبية للسباحة<br />

املصرية فى تاريخها،‏ بعدما اقتنص الذهبية فى<br />

سباق 800 متر حرة،‏ وفى رفع الأثقال حققت سارة<br />

سمري الذهبية الأولى ملصر فى رفع الأثقال بدورة<br />

الصني،‏ ونظمت مصر دورة الألعاب الإقليمية<br />

الثامنة للأوملبياد الخاص ملتحدى الإعاقة الفكرية<br />

بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا،‏ وحصدت 37<br />

ميدالية ذهبية و‎38‎ فضية و‎32‎ برونزية.‏<br />

انتخابات 2018<br />

عاد منتخب مصر إلى كأس العالم فى نسخة<br />

روسيا بعد غياب 28 عاما،‏ لكنه غادر من دور<br />

املجموعات،‏ وخسر الأهلى نهائى دورى أبطال<br />

أفريقيا للمرة الثانية على التوالى،‏ لكنه اقتنص<br />

درع الدورى،‏ وتوج محمد صلاح بجائزة هداف<br />

الدورى الإنجليزى،‏ ووقع عبدالله السعيد للزمالك<br />

مقابل 40 مليون جنيه فى صفقة قياسية وقتها،‏<br />

قبل أن يعود للأهلى ثم ينتقل للخليج،‏ وفاز<br />

الزمالك بكأس السوبر املصرى السعودى ‏«كأس<br />

الرئيس السيسى»‏ بعد هزيمة الهلال السعودى<br />

بهدفني لهدف.‏<br />

ال<strong>عدد</strong> 4572<br />

الأربعاء 6 ديسمبر <strong>2023</strong><br />

11<br />

2018<br />

2014<br />

20<strong>12</strong><br />

2005<br />

1999<br />

1993<br />

1987<br />

1981<br />

1976<br />

1970<br />

1965<br />

1956<br />

صدور القانون<br />

197 بإنشاء<br />

المجلس الأعلى<br />

لرعاية الشباب<br />

النادى<br />

الأولمبى<br />

بطلا للدورى<br />

والترسانة<br />

يحصد كأس<br />

مصر<br />

إلغاء الدورى<br />

والكأس<br />

والإسماعيلى<br />

أول ناد مصرى<br />

وعربى يفوز<br />

بأفريقيا<br />

الاتحاد<br />

السكندرى بطلا<br />

لكأس مصر<br />

على حساب<br />

الأهلى<br />

منتخب<br />

الشباب يظهر<br />

بالمونديال<br />

والأهلى<br />

ينسحب من<br />

أفريقيا بعد<br />

اغتيال السادات<br />

مصر تحصد<br />

ذهبية الألعاب<br />

الأفريقية<br />

والزمالك بطلا<br />

للقارة السمراء<br />

‏«طوبة<br />

زيمبابوى»‏<br />

تطيح بمصر<br />

من كأس<br />

العالم والأهلى<br />

يهزم أرسنال<br />

ليسوتو<br />

الفراعنة<br />

يظهرون<br />

فى كأس<br />

القارات لأول<br />

مرة ومصر<br />

تستضيف<br />

مونديال اليد<br />

الأهلى يحصد<br />

بطولتى<br />

الدورى<br />

وأفريقيا وإنبى<br />

يفوز بكأس<br />

مصر<br />

إلغاء الدورى<br />

وإقالة حسن<br />

شحاتة ومصر<br />

خارج أمم<br />

أفريقيا وكأس<br />

العالم<br />

الأهلى بطلا<br />

للكونفدرالية<br />

والسوبر<br />

الأفريقى<br />

ومصر تقتنص<br />

أول ميدالية<br />

أولمبية فى<br />

السباحة<br />

مصر تعود<br />

لكأس العالم<br />

والزمالك<br />

بطلا للسوبر<br />

المصرى<br />

السعودى


w w w . y o u m 7 . c o m<br />

<strong>12</strong> صفحة 4 جنيهات<br />

ال<strong>عدد</strong> 4572 األربعاء 6 ديسمبر - <strong>2023</strong> 22 جمادى األولى ‎1445‎ه Wednesday - 6 December <strong>2023</strong> - Issue NO 4572<br />

أكرم القصاص<br />

يكتب:‏<br />

املصريون نجحوا بفضل تماسكهم<br />

وثقتهم وصبرهم<br />

a.elkasas@youm7.com<br />

كأنه<br />

االنتخابات الرئاسية..‏ اختبار جديد لوعى املصريني يرسم خارطة املستقبل<br />

حضور املواطنني بالخارج يكشف مدى إدراكهم لحجم وشكل التحديات على مدى أكثر من 10 سنوات..‏ وعى<br />

املصريني ساعد فى مواجهة وهزيمة اإلرهاب والتحديات االقتصادية..‏ ومن حقهم أن يبنوا تجربتهم بطريقتهم<br />

يستعد ماليني املرصيني إلنهاء مرحلة جديدة<br />

من البناء السياىس والدستورى،‏ لتنتقل مرص<br />

من مرحلة انتقالية صعبة،‏ إىل مرحلة أكثر<br />

اتساعا وتنوعا،‏ باملشاركة ىف االنتخابات<br />

الرئاسية التى تجرى خالل األسبوع املقبل،‏<br />

وقد انتهت عملية التصويت بالخارج خالل<br />

األيام املاضية.‏<br />

ومن خالل متابعة الحضور بالخارج،‏ يمكن<br />

توقع الحضور بالداخل،‏ ما يفتح مجاالت<br />

جديدة،‏ وبناء عىل ما تحقق خالل الفرتة املاضية<br />

كان الحضور الواضح للمرصيني بالخارج،‏<br />

للمشاركة ىف االنتخابات الرئاسية،‏ كاشفا عن<br />

مدى إدراك هذا القطاع من املواطنني،‏ بحجم<br />

وشكل التحدى الذى يواجه الدولة،‏ وبالتاىل<br />

فإن الحضور الالفت للمواطنني املرصيني<br />

ىف كل دول أوروبا والواليات املتحدة والدول<br />

العربية سواء ىف الخليج،‏ أو دول املغرب العربى<br />

وآسيا وأفريقيا،‏ انعكاس إلدراك املرصيني أن<br />

االنتخابات تجرى ىف ظروف وتحديات صعبة،‏<br />

داخليا وإقليميا..‏ وهو ما يدفع إىل رضورة<br />

املشاركة بالداخل،‏ للتأكيد عىل استكمال مسار<br />

سياىس واقتصادى،‏ والتفاعل مع مطالب<br />

املرحلة القادمة،‏ ومعطيات الظروف املطروحة.‏<br />

الحرب عىل غزة،‏ كشفت الغطاء عن حجم<br />

ما واجهته الدولة املرصية من تحديات<br />

وجودية،‏ وبالرغم من هذا نجح املرصيون<br />

ىف الصمود أمام هذه التحوالت التى يشهدها<br />

اإلقليم والعالم،‏ ضمن واحدة من أطول املراحل<br />

االنتقالية،‏ وبعد أن نجحوا عىل مدى أكثر من<br />

10 سنوات ىف مواجهة هذه التحديات بفضل<br />

تماسكهم وثقتهم وصربهم،‏ وهو ما يضاعف<br />

األمل ىف تخطى التحديات القائمة،‏ ومثلما عرب<br />

املرصيون كل هذه الظروف،‏ فإنهم قادرون<br />

عىل رسم خرائط املستقبل،‏ من خالل قراءة<br />

املرحلة وتقييم ما جرى داخليا وإقليميا<br />

ودوليا.‏<br />

كشفت األحداث األخرية،‏ والعدوان عىل غزة،‏<br />

وقدرة الدولة عىل العمل فيها،‏ عن حجم وشكل<br />

تحديات ضخمة عربتها مرص عىل مدى أكثر<br />

من عقد،‏ وكشفت لكثري من املرصيني كيف<br />

نجحت مرص ىف التعامل مع كل امللفات ىف وقت<br />

واحد،‏ مواجهة إرهاب ممول نجح ىف تفكيك<br />

دول إقليمية كبرية،‏ وىف نفس الوقت كان عليهم<br />

العمل ىف ملفات االقتصاد والطاقة والتوسع<br />

األفقى والرأىس،‏ بجانب بناء سياسة خارجية<br />

عربية وأفريقية ودولية تقوم عىل التوازن<br />

والتعاون،‏ مع مواجهة كل التحديات اإلقليمية<br />

غربا وجنوبا وشماال ورشقا.‏<br />

تنوع واسع<br />

سياسيا كان العمل يجرى مع وجود تنوع<br />

واسع داخل املجتمع املرصى ىف الداخل<br />

والخارج،‏ كشفته املشاركة ىف الحوار الوطنى،‏<br />

الذى ساهم ىف توسيع مجاالت النقاش،‏ ىف<br />

القضايا السياسية واالجتماعية واالقتصادية<br />

وإدارة التنوع،‏ باعتبار أن كل دولة لها<br />

ظروفها التى تتطلب بناء تجاربها السياسية<br />

أخذا ىف االعتبار كل هذه املتغريات،‏ مع األخذ<br />

ىف االعتبار أن التجارب السياسية تتم بالرتاكم<br />

واملناقشة والجدل وإدارة التنوع السياىس<br />

واالقتصادى لصالح املجتمع،‏ وخالل أكثر<br />

من عام نجح الحوار الوطنى ىف خلق حالة<br />

من الحيوية،‏ وفتح شهية كثريين للحديث<br />

وطرح األفكار،‏ وتم التعامل مع بعض املطالب<br />

مبارشة،‏ وأن السياسة عملية مستمرة،‏ لبناء<br />

الثقة بني كل األطياف،‏ وخلق جسور للحوار<br />

يمكن من خاللها لألطراف املختلفة أن تطرح<br />

وجهة نظرها،‏ انطالقا من تجربة 10 سنوات،‏<br />

بل واالستفادة من تجارب <strong>12</strong> عاما شهدت<br />

العديد من التحوالت،‏ وعجزت تيارات كثرية<br />

عن خلق حالة حوار ومشاركة توسع التفاعل<br />

بني األطراف املختلفة.‏<br />

من هنا فإن االنتخابات الرئاسية تمثل خطوة<br />

أخرى ىف طريق إدارة التنوع السياىس،‏ وتمهد<br />

لتطبيق نتائج حوار وطنى نجح ىف استقطاب<br />

أحزاب وتيارات سياسية لم تكن ظاهرة،‏<br />

ومثل حضور املرصيني بالخارج ىف التصويت<br />

باالنتخابات الرئاسية بشكل أكرب مما سبق،‏<br />

مؤرشا عىل توقع زيادة املشاركة بالداخل،‏<br />

خاصة مع وقوف الهيئة الوطنية لالنتخابات<br />

عىل مسافة واحدة مع كل املرشحني ومنح<br />

املصوتني حرية كاملة ىف االختيارات..‏ وخالل<br />

سنوات كان وعى املرصيني عامال ىف عبور<br />

مرحلة انتقالية صعبة منها إرهاب وتحديات<br />

اقتصادية،‏ ومن حقهم أن يبنوا تجربتهم<br />

بطريقتهم ومن خالل تنوعهم.‏<br />

واجه املرصيون تحديات متوازية معا،‏ فيما<br />

يتعلق باإلرهاب فإن مرص البلد الوحيد الذى لم<br />

ترفع فيه رايات سوداء من داعش أو أى تنظيم<br />

إرهابى بجهد أبنائنا البواسل من القوات<br />

املسلحة والرشطة،‏ وأبناء سيناء،‏ كما تم إطالق<br />

مبادرات للصحة والتخلص من العشوائيات،‏<br />

وبدء مرشوع املليون ونصف املليون فدان،‏<br />

ومناطق صناعية وكبارى وتنمية ىف الصعيد<br />

وبحرى،‏ ومبادرة ‏»حياة كريمة«‏ التى تعيد<br />

صياغة حياة أكثر من نصف سكان مرص ىف<br />

الريف والقرى والتوابع،‏ وممرات التنمية ىف<br />

كل اتجاه،‏ عمران،‏ طرق وكبارى،‏ محاور<br />

ىف القاهرة واملحافظات،‏ ربط رشق الصعيد<br />

بغربه،‏ قطارات رسيعة،‏ مرتو،‏ وعاصمة<br />

إدارية جديدة وعمران ىف مدن حديثة،‏ وإحياء<br />

للصناعات واتجاه إلصالح التعليم يعالج<br />

تراكمات العقود املاضية،‏ ويستوعب الجديد،‏<br />

حيث ارتفع <strong>عدد</strong> السكان أكثر من 25 مليونا<br />

خالل عقد واحد.‏<br />

اإلنفاق رضورى عىل البنية التحتية<br />

كان اإلنفاق رضوريا عىل مرشوعات البنية<br />

التحتية،‏ الكهرباء والطرق والنقل،‏ وإذا كان<br />

قطاع مثل الصحة يحتاج إىل مئات املليارات<br />

الستكمال التأمني الصحى خالل عرش سنوات،‏<br />

بمبادرات القضاء عىل فريوس الكبد الوبائى<br />

ىس،‏ ومبادرة 100 مليون صحة،‏ لم يكن ممكنا<br />

انتظار تحسني نظام الصحة وترك املاليني<br />

من مرىض فريوس ىس،‏ أو رسطان الثدى،‏<br />

كما نجحت اسرتاتيجية املبادرات ىف القضاء<br />

عىل العشوائيات التى كانت تحارص القاهرة<br />

واملحافظات ونقل سكانها إىل مجتمعات<br />

حضارية.‏<br />

كان رضوريا العمل ىف مواجهة التحديات<br />

العاجلة أو تراكمات عقود،‏ وهى أن املرصيني<br />

يعيشون عىل % 5 من مساحة مرص،‏ كان<br />

التحدى هو الخروج وإضافة رقعة جغرافية<br />

أخرى ملساحة الدولة،‏ عرب عمليات استصالح<br />

زراعى ضخمة،‏ تتناسب مع حجم الزيادة ىف<br />

السكان،‏ و‎40‎ مدينة سكنية من الجيل الرابع،‏<br />

تستوعب الزيادة السكانية،‏ وإنشاء العاصمة<br />

اإلدارية الجديدة.‏<br />

اإلنفاق عىل البنية التحتية واملرافق والطرق،‏<br />

ضاعف من قيمة األرض التى كانت صحراء،‏<br />

ومن عوائد األرض تم بناء املدن واستصالح<br />

األراىض،‏ واملرشوعات القومية التى وفرت 5<br />

ماليني فرصة عمل،‏ ىف وقت عاد ماليني من<br />

الخارج من دول واجهت أزمات ورصاعات،‏<br />

ونفذتها 5 آالف رشكة وطنية عامة وخاصة،‏<br />

ضمن مشاركة القطاع الخاص التى تدعمها<br />

الدولة.‏<br />

املرصيون الذين صمدوا وسط األزمة ونجوا<br />

من مصائر دول إقليمية حولنا،‏ حيث دخلت<br />

ىف الفوىض،‏ قادرون عىل تخطى أى أزمات<br />

والوصول إىل توازن طبيعى،‏ وأن هؤالء الذين<br />

راهنوا عىل الشعب والبلد هم من راهنوا عىل<br />

أنفسهم وعىل التاريخ،‏ وأن املستقبل يحكمه<br />

العمل مثلما كان املاىض.‏<br />

وكان رضوريا أن يحسم املرصيون<br />

اختيارهم،‏ باختيار رئيس جديد يدير املرحلة<br />

القادمة،‏ ويبنى عىل ما تحقق،‏ ويستكمل ما<br />

تم إنجازه،‏ من خالل توسيع املجال السياىس<br />

واالجتماعى،‏ ودعم املجتمع األهىل.‏<br />

الحوار الوطنى ورسم خريطة املستقبل<br />

ساهم الحوار الوطنى ىف رسم خريطة<br />

املستقبل،‏ وبدا بعد أن هزمت الدولة اإلرهاب<br />

وتجاوزت الكثري من التحديات،‏ تسعى لرسم<br />

خارطة املستقبل،‏ وتتيح املزيد من التنوع<br />

واالنفتاح لألحزاب والتيارات السياسية<br />

واملدنية،‏ بما يتيح لها تقديم نفسها وتوسيع<br />

مشاركتها بالعمل العام واملجتمع،‏ والسباق<br />

ىف املحليات واملجالس النيابية..‏ وتوسع<br />

املجال العام،‏ للتعبري والتنوع،‏ ضمن مرحلة<br />

تتناسب مع واقع جديد لرسم خارطة<br />

املستقبل.‏<br />

أهم مكاسب الحوار الوطنى كان بناء<br />

جسور ثقة بني كل األطراف تسمح بالكثري من<br />

الخطوات عىل طريق رسم خرائط املستقبل،‏<br />

وأكد انفتاح الدولة عىل الجميع،‏ واالستجابة<br />

ملطالب الحوار الوطنى فيما يتعلق بالقضايا<br />

العاجلة،‏ حيث تم تفعيل لجنة العفو الرئاىس،‏<br />

وتلبية مطالب الحوار الوطنى بمد اإلرشاف<br />

القضائى عىل االنتخابات واالستفتاءات،‏ وهو<br />

ما يطبق ىف االنتخابات الرئاسية الحالية،‏<br />

ويساهم ىف إتاحة ضمانات قضائية.‏<br />

كما أتاح الحوار الوطنى توصيات مهمة<br />

فيما يتعلق باملجلس األعىل للتعليم،‏ وقوانني<br />

الوصاية ومفوضية منع التمييز،‏ وقانون<br />

تداول املعلومات،‏ بما يساهم ىف توسيع املجال<br />

العام،‏ بجانب تفعيل االسرتاتيجية الوطنية<br />

لحقوق اإلنسان،‏ وتوسيع العمل األهىل،‏ وخالل<br />

شهور قليلة أصبح التحالف الوطنى للعمل<br />

األهىل مؤسسة كبرية،‏ تستقطب املنظمات<br />

والجمعيات األهلية وتركز توجيه العمل األهىل<br />

بشكل منهجى يتماىش مع النمو السكانى،‏<br />

ومع عرص املعلومات فهو يهدف ببساطة إىل<br />

تنسيق جهود الجمعيات األهلية والخريية،‏ بما<br />

يضاعف من قدرتها عىل تقديم خدماتها ىف كل<br />

املحافظات،‏ ويصل إىل املحافظات البعيدة التى<br />

عانت من التجاهل عىل مدى عقود.‏<br />

التحالف الوطنى والعمل األهىل<br />

استقطب التحالف الوطنى 34 كيانا تنمويا<br />

وخدميا،‏ من أهمها االتحاد العام للجمعيات<br />

األهلية والذى يضم 34 جمعية ومؤسسة أهلية<br />

وكيانات خدمية وتنموية،‏ منها االتحاد العام<br />

للجمعيات واملؤسسات األهلية والذى يضم ىف<br />

عضويته 30 اتحادا نوعيا و‎27‎ اتحادا إقليميا،‏<br />

بيت الزكاة والصدقات املرصى،‏ جامعة<br />

القاهرة،‏ ويعمل التحالف ىف 27 محافظة بما<br />

ىف ذلك املناطق الحدودية والنائية.‏<br />

وبجانب التحديات الداخلية نجحت مرص<br />

ىف بناء سياستها الخارجية ضمن خطوات<br />

التوازن،‏ حيث كان العالم يواجه تحوالت<br />

وتفاعالت تبدو نوعا من إعادة توزيع القوة<br />

والنفوذ ىف العالم،‏ بجانب تفاعالت سياسية<br />

واقتصادية تستلزم التعامل معها واستيعابها<br />

وتفهمها،‏ وما يجرى ىف غرب وجنوب مرص،‏<br />

ورشقها وشمالها،‏ من تحوالت غري مسبوقة،‏<br />

تتطلب دقة ىف التعامل معها،‏ ضمن موازين<br />

السياسة وقواعد الرصاع والنفوذ..‏ وسعت<br />

رؤية مرص لرتميم العالقات العربية،‏ وتقوية<br />

التعاون والحوار،‏ وتوسيع أطر التعاون،‏<br />

والتقاطع مع أوروبا وأمريكا واليابان والصني<br />

وروسيا،‏ ونجحت القاهرة أن تكون محل ثقة<br />

إقليمية ودولية للتدخل والحل،‏ وأبرز مثال<br />

األحداث ىف غزة.‏<br />

وبالتاىل فإننا ىف االنتخابات الرئاسية أمام<br />

تجربة تضاف إىل تجارب املرصيني عىل مدى<br />

سنوات،‏ حيث ينترص الوعى باتجاه بناء<br />

تجربة سياسية واضحة،‏ يخوضها املرصيون<br />

تجاه املستقبل،‏ لصناعة تجربتهم السياسية،‏<br />

إيمانا بأهمية املشاركة ىف العملية االنتخابية،‏<br />

ومثلما اصطف املرصيون ىف الخارج أمام مقار<br />

البعثات الدبلوماسية املرصية،‏ واختار كل منهم<br />

بحريته ومن دون أى تأثري،‏ يواصل املرصيون<br />

بالداخل رهانهم عىل أن املشاركة هى الطريق<br />

لالختيار بشكل يضمن بناء املستقبل،‏ وإيمانا<br />

بأن الشعب الذى عرب تحديات صعبة عىل مدى<br />

أكثر من عرش سنوات قادر عىل مواجهة ما هو<br />

قادم بنفس الشجاعة.‏<br />

طبع بمطابع األهرام ب »6 أكتوبر«‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!