عدد الأربعاء 6-12-2023
عدد الأربعاء 6-12-2023 من اليوم السابع
عدد الأربعاء 6-12-2023 من اليوم السابع
- TAGS
- december
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
الاستحقاقات الرئاسية من الاستفتاء إلى الت<strong>عدد</strong>ية<br />
انتخابات مصر<br />
ال<strong>عدد</strong> 4572 الأربعاء 6 ديسمبر - <strong>2023</strong> 22 جمادى الأولى 1445ه<br />
www.youm7.com<br />
<strong>12</strong> صفحة 4 جنيهات<br />
Wednesday - 6 December <strong>2023</strong> - Issue NO 4572<br />
22 <strong>2023</strong><br />
ملف الطاقة يتصدر المباحثات المصرية القبرصية<br />
الرئيس السيسى: إقامة الدولة الفلسطينية سبيل السلام بالمنطقة<br />
«خريستودوليدس» يثمن جهود مصر الحثيثة فى التهدئة بقطاع غزة<br />
حملات ليلية على المخازن<br />
لمواجهة احتكار السلع<br />
مأمورو الضبط القضائى ب «حماية المستهلك» يتابعون<br />
أرصدة السلع.. و«التموين» توفر 80 ألف طن سكر للبطاقات<br />
كتب - محمد الجالى<br />
استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس الثلاثاء، بقصر<br />
الاتحادية، «نيكوس خريستودوليدس» رئيس قبرص.<br />
وصرح املتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية املستشار<br />
أحمد فهمى، بأن اللقاء تناول العلاقات الثنائية بني البلدين،<br />
حيث شهد تأكيدا للحرص املتبادل على مواصلة تعزيز العلاقات<br />
املتميزة والوثيقة التى تتطور بشكل مطرد خلال الفترة الأخرية،<br />
واستعرض الرئيسان سبل توسيع هذا التعاون فى <strong>عدد</strong> من<br />
امللفات ذات الأولوية وعلى رأسها ملف الطاقة، مع استشراف<br />
آفاق جديدة لتوطيد العلاقات، سواء على املستوى الثنائى أو من<br />
خلال آلية التعاون الثلاثى بني مصر وقبرص واليونان.<br />
وأضاف املتحدث الرسمى، أن اللقاء تطرق أيضا إلى الأوضاع<br />
الإقليمية، وبالأخص التصعيد فى قطاع غزة، حيث استعرض<br />
الرئيس الجهود املصرية للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار<br />
فى القطاع، مؤكدا ضرورة اضطلاع املجتمع الدولى بمسؤولياته<br />
فى هذا الشأن.<br />
كما تناول الرئيس العمل املكثف الذى تقوم به مصر لنفاذ<br />
املساعدات الإنسانية املصرية لأهالى القطاع، مشددا على استعداد<br />
مصر لاستقبال وتنسيق كل املساعدات الدولية املوجهة للقطاع.<br />
وثمن الرئيس القبرصى، الجهود املصرية الحثيثة للتهدئة<br />
وكذا على الجانب الإنسانى، مؤكدا حرص قبرص على التنسيق<br />
املستمر مع مصر فى هذا الصدد، خاصة فى ضوء الرؤية املشتركة<br />
للبلدين بشأن أولوية العمل لإقرار السلام وضمان الاستقرار<br />
فى الإقليم، وفى هذا الصدد شدد الرئيس على ضرورة العمل<br />
الدولى على الدفع بإنفاذ حل الدولتني وإقامة الدولة الفلسطينية<br />
املستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبار ذلك السبيل<br />
لتحقيق السلام والأمن والاستقرار فى املنطقة.<br />
كتب - مدحت وهبة<br />
تتابع الأجهزة الرقابية بوزارة التموين والتجارة<br />
الداخلية الأسواق من خلال املرور على املحلات<br />
التجارية، للتأكد من توافر املنتجات الغذائية ومدى<br />
التزام التجار بمبادرة تخفيض أسعار السلع<br />
الأساسية، كما شن جهاز حماية املستهلك حملات<br />
ليلا على مخازن الشركات التجارية، للتأكد من عدم<br />
احتكار السلع بهدف رفع الأسعار، حيث كشفت<br />
لجان مأمورى الضبط القضائى عن قيام بعض<br />
التجار بمناطق «الهرم والوراق وإمبابة» بحبس<br />
منتج السكر، وتم تحرير محاضر وإحالتها إلى<br />
النيابة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.<br />
ضخت وزارة التموين والتجارة الداخلية كميات<br />
كبرية من السكر بمنافذ شركات الجملة واملجمعات<br />
الاستهلاكية وبقالني التموين، حيث يتم توفري<br />
كمية من 70 ألف طن إلى 80 ألف طن لأصحاب<br />
البطاقات التموينية ضمن مقررات تموين شهر<br />
ديسمبر الجارى بسعر <strong>12</strong>.6 جنيه بالبطاقات،<br />
كما تم ضخ أيضا كميات كبرية من السكر الحر<br />
باملنافذ وفروع الشركات التابعة للوزارة، والبالغ<br />
<strong>عدد</strong>ها نحو 1300 منفذ بسعر 27 جنيها ضمن<br />
مبادرة تخفيض أسعار السلع الأساسية.<br />
وجه الدكتور على املصيلحى، وزير التموين<br />
والتجارة الداخلية، باستمرار ضخ السلع الغذائية<br />
باملنافذ التابعة للوزارة مع زيادة كميات السكر<br />
لتلبية احتياجات املواطنني، بجانب استمرار<br />
تكثيف الرقابة على الأسواق، كما تقوم غرفة<br />
العمليات بالوزارة بمتابعة ضخ السلع والتنسيق<br />
مع الشركات التابعة من أجل توفري جميع املنتجات<br />
أولا بأول للمواطنني، فى ظل وجود مخزون<br />
استراتيجى من كل السلع واملنتجات الغذائية تكفى<br />
احتياجات املواطنني لفترات طويلة.<br />
على جانب آخر، تفتتح منافذ املجمعات<br />
الاستهلاكية فروعها بالقاهرة الكبرى يوميا من<br />
الساعة 9 صباحا حتى 9 مساء، لطرح السلع<br />
الغذائية للمواطنني بأسعار مخفضة من 20 إلى 25<br />
%، بجانب أيضا صرف السلع املدعمة لأصحاب<br />
البطاقات التموينية بأسعار مخفضة، مقارنة<br />
بنفس أسعار السلع املثيلة فى الأسواق الأخرى.<br />
«النقد الدولى» يؤكد<br />
مرونة الاقتصاد المصرى<br />
فى مواجهة التحديات<br />
دبى - أحمد يعقوب<br />
شهدت فعاليات قمة املناخ COP 28 املنعقدة فى دبى،<br />
لقاء محافظ البنك املركزى املصرى حسن عبدالله، مع<br />
كريستالينا چورچييڤا، املدير التنفيذى لصندوق النقد<br />
الدولى.<br />
وكشفت مصادر، أن اللقاء تناول استعراض ما حققه<br />
الاقتصاد املصرى من إنجازات على الرغم من التحديات<br />
الإقليمية والعاملية، كذلك جهود الدولة فى تعظيم دور<br />
القطاع الخاص فى التنمية، ومواصلة تعزيز الإصلاحات<br />
الهيكلية املتعلقة بالسياسات املالية والنقدية.<br />
وأضافت املصادر، أن املدير التنفيذى لصندوق النقد<br />
الدولى، أشادت بدور البنك املركزى املصرى فى إدارة<br />
ملف السياسة النقدية خلال الفترة الاستثنائية الحالية،<br />
متوقعة أن يتم رفع حجم قرض الصندوق ملصر بسبب<br />
العبء الإضافى وتأثري الأحداث والأزمات الخارجية<br />
املحيطة.<br />
وأكدت على مرونة الاقتصاد املصرى فى مواجهة<br />
الأزمات الإقليمية والعاملية، وحرص الصندوق على<br />
مواصلة علاقات التعاون املتميزة مع مصر.<br />
تقرير دولى: انتخابات الرئاسة بالخارج بمشاركة كثيفة ودون شكاوى<br />
كتب - محمد السيد الشاذلى<br />
انتهت مرحلة تصويت املصريني بالخارج،<br />
التى أجريت على مدار ثلاثة أيام «1، 3 2،<br />
ديسمبر <strong>2023</strong>» فى 137 سفارة وقنصلية<br />
مصرية ب<strong>12</strong>1 دولة حول العالم، والتى<br />
صدر قرار مجلس إدارة الهيئة الوطنية<br />
للانتخابات رقم 27 لسنة <strong>2023</strong> بتحديد<br />
مقراتها وعناوينها، ويقدر <strong>عدد</strong> املصريني فى<br />
الخارج بحوالى 14 مليون مواطن، بينهم نحو<br />
% 60 مقيمني فى 7 دول عربية.<br />
وفى ضوء أعمال ائتلاف نزاهة، ملتابعة<br />
الانتخابات الرئاسية املصرية 2024،<br />
أطلق الائتلاف تقريره الأولى املتعلق بأبرز<br />
ملاحظاته خلال عملية متابعة تصويت<br />
املصريني فى الخارج، جاء فيه أن متابعى<br />
ائتلاف نزاهة قاموا بزيارة مقار تصويت<br />
املصريني فى الخارج فى نحو 34 دولة مختلفة،<br />
بما يعادل % 25 من إجمالى مراكز التصويت<br />
بسفارات وقنصليات مصر بالخارج<br />
واملخصصة للتصويت، وذلك على مدار الثلاثة<br />
أيام ،1» 3 ،2 ديسمبر .«<strong>2023</strong><br />
نسق املتابعون الدوليون مع غرفة العمليات<br />
املركزية للائتلاف بالقاهرة، بغرض استقبال<br />
الإفادات وامللاحظات والصور من املتابعني<br />
الدوليني بشأن عملية املتابعة فى سفارات<br />
وقنصليات مصر بالخارج، وأطلق «نزاهة»<br />
خطا ساخنا لتلقى الشكاوى والاستفسارات<br />
من املواطنني على مدار الساعة.<br />
رصد ائتلاف نزاهة تمكن السفارات<br />
والقنصليات املصرية فى الخارج، من إدارة<br />
عملية التصويت بشكل سلس بدون شكاوى<br />
من املواطنني، الذين توجهوا للإدلاء بأصواتهم،<br />
مع توافر كل الإمكانيات اللوجستية اللازمة،<br />
واملتمثلة فى صناديق الاقتراع الشفافة، وتوفري<br />
ساتر يقوم الناخب باختيار مرشحه من<br />
خلفه، بالإضافة لتوفر أوراق الاقتراع املعتمدة<br />
من الهيئة الوطنية للانتخابات.<br />
ولفت إلى أنه تم السماح للمصريني فى<br />
الخارج بالتصويت، حتى فى حال انتهاء<br />
بطاقة الرقم القومى، وهو ما يضمن تمكني<br />
كل الراغبني فى التصويت من ممارسة<br />
حقهم الانتخابى، خاصة بعد تزويد اللجان<br />
الانتخابية فى الخارج بأجهزة تابلت حديثة،<br />
يتم الاعتماد عليها للتأكد من بيانات الناخب،<br />
متابعا: «تمت ملاحظة وجود مبادرات لنقل<br />
الناخبني باملجان فى <strong>عدد</strong> من الدول بغرض<br />
التشجيع على املشاركة، خاصة بسبب<br />
عائق بعد املسافة، ورصدنا هذه املبادرات<br />
فى إيطاليا و<strong>عدد</strong> من الدول العربية، وتمت<br />
ملاحظة تجمعات للناخبني أمام مقار<br />
الاقتراع فى <strong>عدد</strong> من الدول الأوروبية والعربية<br />
والأفريقية، يحملون أعلام مصر وصورا<br />
لأحد املرشحني، وقد أوضحت الهيئة الوطنية<br />
للانتخابات أن الأمر اقتصر على بعض<br />
املظاهر الاحتفالية للمواطنني املصريني، التى<br />
لم تنطو على إخلال بسري العملية الانتخابية<br />
أو تعرقلها».<br />
جمال محمد على<br />
يقترب من الإدارة<br />
الفنية لاتحاد الكرة<br />
كتب - حسن السعدنى<br />
ارتفعت أسهم الدكتور جمال محمد على، مدير إدارة<br />
املدربني بالاتحاد املصرى لكرة القدم، لشغل وظيفة<br />
املدير الفنى للجبلاية، فى الفترة املقبلة، بعد إسهاماته<br />
الكبرية فى مجال الرخص والدبلومات التدريبية وتوزيعها<br />
على كل مناطق كرة القدم على مستوى الجمهورية.<br />
استقر مجلس إدارة اتحاد الكرة، قبل قرابة الستة<br />
أشهر، على تكليف الدكتور جمال محمد على، مدير إدارة<br />
املدربني، بمنصب القائم بأعمال املدير الفنى للاتحاد<br />
خلال الفترة املقبلة، لكن القرار لم ير النور حتى الآن<br />
بشكل رسمى.<br />
طالب الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» اتحاد الكرة،<br />
برئاسة جمال علام، بتعيني مدير فنى للجبلاية، ومنح<br />
الاتحاد الدولى مهلة للجبلاية لإنهاء الأمر خلال ديسمبر<br />
املقبل، وقبل بدء العام الجديد 2024، ويرى مسؤولو<br />
اتحاد الكرة أن هناك عدة لجان تم تشكيلها مثل إدارة<br />
املدربني وإدارة القطاعات، تقوم بدور املدير الفنى<br />
والتخطيط للكرة املصرية، ولكن الفيفا يتمسك بتعيني<br />
مدير فنى لاتحاد الكرة املصرى.<br />
سعر النسخة: السعودية 3 ريالات الكويت 0.25 دينار البحرين 3 دنانير قطر 3 ريالات الإمارات 3 دراهم عمان 300 بيسة الأردن 0.6 دينار لبنان <strong>12</strong>00 ليرة تونس دينار واحد المغرب 8 دراهم غزة 0.5 دولار رام الله 0.60 دولار لندن 1 جك أستراليا 1 دولار أسترالى السودان 0.5 دولار جينيف 0.35 فرنك ليبيا 0.5 دولار
p.2<br />
علا الشافعى<br />
تكتب:<br />
أنا الشعب لا أعرف المستحيلا<br />
حازم حسني<br />
يكتب:<br />
انتخابات مصر<br />
الاستحقاقات الرئاسية<br />
من الاستفتاء إلى الت<strong>عدد</strong>ية<br />
o.elshafey@youm7.com<br />
فى الكادر<br />
ملاذا <strong>عدد</strong> خاص عن الانتخابات الرئاسية؟ الإجابة<br />
ببساطة أن هناك الكثري من التحولات التى شهدها<br />
التاريخ املصرى، تستحق أن نتوقف عندها لتعرف<br />
الأجيال الشابة ما عانته مصر على مر عقود وأزمنة فى<br />
محاولة لرسم املشهد السياسى، الذى كان أحد أبطاله<br />
الشعب الذى سيظل هو املُعلم دائما وأبدا، لذلك<br />
أقل شىء نقدمه <strong>عدد</strong> خاص يحمل احتفاءً بالكثري<br />
من املحطات التاريخية املهمة فى التاريخ املصرى<br />
الحديث واملعاصر، حيث يثبت الشعب املصرى دائما<br />
أنه قادر على صنع علامات فارقة ويظهر معدنه فى<br />
أوقات الأزمات، ويؤكد مرارا أنه لا صوت يعلو فوق<br />
صوت الوطن، وما يحتاجه الوطن هو الأهم والأبقى.<br />
جُ ندت صالة تحرير «اليوم السابع» بكاملها لإنجاز<br />
<strong>عدد</strong> توثيقى شامل عن تاريخ الانتخابات الرئاسية،<br />
وعبر صفحاته التى شاركت فيها كل الأقسام،<br />
نرصد رحلة الجمهورية من الولادة إلى النضج، بدءا<br />
بثورة 23 يوليو، وأول رئيس، وتاريخ الاستفتاءات<br />
والانتخابات، ومقرات الحكم ورجاله فى كل املراحل،<br />
وأدوار السيدة الأولى، ولجان الرؤساء، وحُ راس<br />
الديمقراطية من قضاة ومعاونني، واملناخ الاجتماعى<br />
والثقافى والفنى املواكب ملحطات الاستحقاقات<br />
املتوالية عبر سبعة عقود.<br />
مصر التى شهدت التحول الأول من امللكية إلى<br />
الجمهورية، التف الشعب حول ضباطه، ودعم<br />
ثورة يوليو 1952 فى تأكيد واضح على أن هذا<br />
الوطن يجب أن يملك مقدراته، وهو الشعب الذى<br />
التف حول زعيمه وقت الهزيمة فى 67، لأنه أدرك<br />
أن الوطن فى أمس الحاجة إليه، وهو الشعب الذى<br />
ظل يردد بأعلى صوته وكل طوائفه هنحارب، إلى أن<br />
خضنا حرب أكتوبر املجيدة وتم استرداد الأرض، هو<br />
نفس الشعب الأصيل الذى وقف فى مواجهة الإخوان،<br />
واصطف حول جيشه وكان مع كل القرارات لحماية<br />
مقدرات هذا الوطن، نفسه هو الشعب الذى يدرك<br />
أبناؤه اليوم حساسية الظرف السياسى الذى تمر به<br />
مصر، وأن ما يدور فى غزة ليس بعيدا عن مصر، وأن<br />
هناك خطة الهدف منها تصفية القضية الفلسطينية<br />
والتهجري القسرى للفلسطينيني لأرض سيناء تلك<br />
الأرض التى ارتوت بدماء الشهداء على مدار سنوات<br />
التاريخ والحروب املختلفة التى دارت رحاها وصولا<br />
إلى محاربة الإرهاب.<br />
يدرك الكثري من أبناء الشعب املصرى أن هذه<br />
اللحظة فارقة، وأن انتخابات 2024 تعنى ضرورة<br />
الالتفاف والاصطفاف لصالح الوطن رغم الظروف<br />
الاقتصادية الصعبة، والضغوط التى تمارس على<br />
مصر، من هنا تكمن أهمية الانتخابات الرئاسية،<br />
حيث إن النزول واملشاركة أصبحا فرض عني،<br />
وهو ما يجعلنا أيضا نستعيد اللحظات املضيئة فى<br />
تاريخنا، لتكون مرشدا لنا، ولنؤكد على أن معدن<br />
الشعب املصرى الذى لم يتغري على مر التاريخ رغم<br />
اختلاف الأزمات وتفاصيلها.<br />
تمصير الحُ كم<br />
وإنهاء شرعية الدماء الزرقاء<br />
17<br />
شهرا قضاها اللواء محمد<br />
نجيب رئيسا بين يونيو<br />
1953 ونوفمبر 1954<br />
1954<br />
تحت راية النظام الرئاسى<br />
مجلس قيادة الثورة<br />
يتولى مهام الحُ كم حتى<br />
منتصف العام 1956<br />
14<br />
ودّعنا محطة ونستعد لاستقبال الثانية، فى واحد<br />
من أهم الاستحقاقات الرئاسية منذ التحول إلى<br />
الجمهورية قبل 7 عقود. لقد كان مشهد الإقبال<br />
الكثيف من املغتربني على 137 مقرا انتخابيا<br />
بالسفارات والقنصليات املصرية فى <strong>12</strong>1 دولة؛<br />
تعبريًا عن حالة من الوعى والاهتمام باملشهد<br />
السياسى، وقبل ذلك كان استشعارا للظرف<br />
الاستثنائى الذى يُدار فيه السباق، بينما تلتهب<br />
جغرافيا املنطقة وتُسيّج التوترات حدود مصر<br />
شرقا وغربا وفى الجنوب؛ ولعلّها كانت «بروفة<br />
أولية» ملا يُنتظَر أن تصري إليه الأمور فى تصويت<br />
الداخل على ثلاثة أيام من الأسبوع املقبل.<br />
كان الانتقال من امللكية إلى الجمهورية<br />
تأسيسا جديدا للدولة، وقعت فيه على هويّتها<br />
الحقيقية التى بدأ تشك ُّلها فى شوارع ثورة<br />
1919، وتكفّ لت نُخب الثقافة والتنوير والفنون<br />
بإثرائها؛ لكنها تعطّلت فى طريق استكمال<br />
البناء والتأسيس بفعل الاحتلال وفساد القصر<br />
وانتهازية كثري من السياسيني. أما اليوم فعندما<br />
يتجه املصريون إلى اللجان؛ فإنهم يُضيفون<br />
مدماكا جديدا إلى جدار املناعة الوطنية الذى<br />
بدأ بناؤه منذ العام 1953، باستخلاص<br />
الجمهورية من رواسب امللكية بعد شهور<br />
من الثورة، كما يُعالجون القصور والثغرات<br />
التى شابت التجربة فى محطاتها السابقة، بني<br />
ارتباك الستينيات، ومُناكفات السبعينيات،<br />
وجمود الثمانينيات والتسعينيات، وفوضى<br />
2011 وما بعدها من حُ كم الإخوان، وفى القلب<br />
من كل ذلك سيل لم ينقطع من الاستهداف<br />
واملؤامرات؛ كان يطيب للبعض أن يتجاهله أو<br />
يسخر منه؛ حتى بدا واضحا بأشرس صورةٍ<br />
فى عدوان إسرائيل الأخري على غزة، وما رافقه<br />
من أحاديث تخص تصفية القضية أو مُخطط<br />
الاحتلال لإزاحة الفلسطينيني نحو دول الجوار،<br />
إن كانت سيناء فى حالة غزة، أو الأردن فى حالة<br />
الضفة الغربية.<br />
عبرت الدولة على أكتاف الضباط الأحرار، من<br />
نور على<br />
رحلة السياسة والسلطة فى مصر من الجمهورية التأسيسية إلى الجمهورية الجديدة<br />
مهام الوظيفة رقم واحد<br />
صلاحيات رئيس الجمهورية فى الدساتير منذ ثورة يوليو<br />
اختطاف الإرادة وارتهان الأرض والبشر<br />
لرغبات أفراد لا ميزة فيهم سوى النسب، إلى بناء<br />
تجربة يقودها أبناء الفقراء واملهمشني، ويحضر<br />
فيها املصرى مواطنًا وشريكًا وليس عقارًا ولا<br />
رقمً ا فى جملة الرعاية. التحديات لم تكن يسرية،<br />
واملسرية تعطّلت حينًا وتوقفت أحيانًا، وخاضت<br />
مصر حروبًا خشنة وناعمة على جبهات عدّة؛<br />
لكنها لم تفقد الإيمان بأهمية املسار ونجاعته<br />
فى التأسيس للمستقبل، وفى صلاحيته أن يحمل<br />
معمار جمهورية جديدة ستُولد من العمل الجاد،<br />
والتقاء الإرادات، والاختلاف تحت سقف املصالح<br />
الوطنية والغايات العُ ليا.<br />
إن الاستحقاق الرئاسى عندما كان بالاستفتاء،<br />
قدّم صورة أكثر كفاءة وديناميكية من امللكية<br />
الباردة. على الأقل كان مجلس الأمة يحل وسيطا<br />
فى اقتراح الاسم، ويعهد للمقترعني بتزكيته أو<br />
نزع شرعيته، بينما امللوك يأتون بالقضاء والقدر<br />
ولا يرحلون إلا بهما. وإلى ذلك قدّمت الجمهورية<br />
رؤية نهضوية عظيمة الطموح والكفاءة والأثر،<br />
وخلال خطة خمسية وبضع سنوات أنجزت<br />
مئات املصانع واستصلحت آلاف الأفدنة وأعادت<br />
الاعتبار للعدالة الاجتماعية، وزاد الناتج الإجمالى<br />
وتحسن التعليم والصحة وشهدت الثقافة<br />
والفنون طفرات واسعة، وأقل من ذلك استهلك<br />
من أبناء محمد على وأحفاده عقودا طويلة<br />
وديونًا كبّلت البلد واقتطعت منه أهم أصوله،<br />
قناة السويس، وفاءً بالتزامات كان باعثها<br />
الوحيد طموح الخديو فى أن يستحضر أوروبا<br />
بدل أن يسافر إليها، وأن يُباهى الأوروبيني<br />
من موقع النديّة فى املظهر؛ وإن ظل عاجزًا عن<br />
استحصال ندية الجوهر.<br />
وعندما صار سباق الحُ كم تعدّديا وبالانتخاب<br />
املباشر؛ بات بالإمكان أن تُدار املنافسة السياسية<br />
على قاعدة الأيديولوجيا والبرامج، وأن تُوظف<br />
املنصة الرئاسية ميدانًا للصراع السلمى والدعاية<br />
املنضبطة، بما ينعكس على الأحزاب والتيارات<br />
فى أبنيتها وكوادرها وقاعدة العضوية، ويُمهد<br />
طريقها إلى الاستحقاقات التالية فى البرملان أو<br />
املحليات، بل والنقابات واملؤسسات املدنية.<br />
كانت املُعضلة طوال الوقت أن كثريا من الكيانات<br />
السياسية هشّ ة ومعزولة عن املحاضن الشعبية،<br />
والسبيل ملداواة ذلك أن تندمج فى ورشة الحُ كم<br />
بكفاءة أعلى، إن عبر التحالفات والائتلافات،<br />
أو املنافسة الجادة والإصرار عليها بغرض<br />
خلق حالة من الزخم والتراكم والرصيد القابل<br />
للصرف لدى الناخبني.<br />
الجمهورية التى وصلت إلى ربيع عُ مرها<br />
ب<strong>عدد</strong> السنوات، لا تزال شابة باملمارسة والآفاق<br />
التى حققتها وتصبو إليها وتقدر على إنجازها.<br />
للأسف لم يتوافر لها مناخ ممتد لاستكمال<br />
ملامحها وتقوية أعمدتها، فتعرضت لانتكاسات<br />
عارضة أو مُرتبة. نكسة يونيو كانت واحدة،<br />
واغتيال السادات واحدة، وانسداد شرايني<br />
نظام مبارك، وفوضى يناير، ومرحلة الانحطاط<br />
الإخوانى، ومعركة الإرهاب الطويلة بعد ثورة 30<br />
يونيو، ثم الأزمات الدولية املتفجرة تهديدًا للأمن<br />
أو تحجيمً ا للاقتصاد. لكنها رغم تحديات املاضى<br />
واصلت العبور وقفز الحواجز، ورغم تحديات<br />
الحاضر تجتهد لتصفية التجربة وضبط<br />
عناصرها ودفعها إلى الأمام من دون توقف،<br />
وكما كانت جولة 2014 افتتاحا لسباق تغيب<br />
عنه الشعارات الدينية والأجندات املمولة تحت<br />
عناوين سياسية أو حقوقية، فإن استحقاق<br />
2024 يؤسس لجولة ت<strong>عدد</strong>ية مُغايرة لكل ما<br />
فاتها؛ إذ يتنافس رؤساء ثلاثة أحزاب كُبرى<br />
بأنفسهم، فى إعادة الاعتبار للسياسة املُنظّمة،<br />
ولأن تكون املنافسة على أيديولوجيا وبرامج،<br />
لا تحت لافتات شخصية أو شعارات عاطفية.<br />
عن 70 عاما من عُ مر الجمهورية ليس حدثا<br />
عابرا، ولا الوقوف على أعتاب استحقاق يُشكّل<br />
مرحلة جديدة فى حياتها وأُفق نضوجها وتوترها<br />
يُمكن اعتباره مشهدا عاديا. جمهورية التأسيس<br />
أنجزت ما عليها، وتفتح لنا الأبواب اليوم لنسري<br />
إلى الجمهورية الجديدة.<br />
إبرام المعاهدات وإعلان الطوارئ والحرب.. بعض الاختصاصات لم تتغير مثل اقتراح القوانين ودعوة البرلمان للانعقاد.. التطور<br />
السياسى يُ قلص الأدوار لصالح الحكومة وفصل السلطات.. ودستور ٢٠١٤ يضيف رئاسة مجلس الأمن القومى<br />
إنه املسؤول الأول فى بنية النظام، ينضبط بالدستور<br />
والقانون، ويأتى على جناح الإرادة الشعبية، ويتشارك الحُ كم<br />
مع سياسيني أو فنيني؛ لكنه يظل الرقم الأصعب وصاحب<br />
القرار الأهم فى منظومة الحُ كم. وقد اهتمت دساتري مصر منذ<br />
إعلان الجمهورية بتنظيم وضعية الرئيس، والتناول الدقيق<br />
للصلاحيات والاختصاصات وما عليه من مهام والتزامات.<br />
ومن واقع قراءة النصوص الدستورية املتتابعة، فى<br />
1956 أو 1971 وتعديلاته وأخريا 2014، تتجلىّ بعض<br />
الاختصاصات املتشابهة، وتبرز اختلافات بحسب طبيعة<br />
املرحلة وتركيبة النظام.<br />
تشابهات الدساتري الثلاثة<br />
تختلف تسميات البرملان من مجلس الأمة، إلى مجلسى<br />
الشعب والشورى، ثم النواب والشيوخ، لكن ظلت صلاحية<br />
الرئيس أن يدعوها للانعقاد ويصدر قرارا بفض دورتها<br />
العادية، كما يدعو لانعقاد غري عادى حال الضرورة،<br />
ويطلب أن ينعقد فى مكان غري مقره بالقاهرة فى الظروف<br />
الاستثنائية، وله حق اقتراح القوانني وإصدارها والاعتراض<br />
عليها، كما له أن يدعو لجلسة سرية بحسب نصوص<br />
دستورى 1971 و2014، لكن ذلك غري موجود فى دستور<br />
.1956<br />
ويضع الرئيس بالاشتراك مع مجلس الوزراء السياسة<br />
العامة للدولة، ويشرفان على تنفيذها، ويلقى بيانا حول<br />
السياسة العامة للدولة عند افتتاح دور الانعقاد العادى<br />
للبرملان، ويجوز له إلقاء بيانات أو توجيه رسائل أخرى<br />
للمجلس، ونص دستور 71 على إلقائه بيانا أمام اجتماع<br />
مشترك للمجلسني.<br />
ومن صلاحيات الرئيس تعيني املوظفني املدنيني<br />
والعسكريني واملمثلني السياسيني وعزلهم، واعتماد ممثلى<br />
الدول الأخرى، وله أن يدعو مجلس الوزراء للانعقاد وأن<br />
يحضر الجلسات ويرأسها، بينما نص دستور 1956 على<br />
حقه فى الاجتماع بالوزراء فى هيئة مجلس وزراء لتبادل الرأى<br />
فى الشؤون العامة للحكومة.<br />
اختصاصات متباينة<br />
نص دستور 1956 على اختصاصات لم ترد فى الوثيقتني<br />
التاليتني فى 1971 و2014، ومنها أن يُعني الرئيس نائبا أو<br />
أكثر ويحدد اختصاصاتهم ويعفيهم، وله أن يطلب تعديل<br />
مادة أو أكثر من الدستور.<br />
وفى دستور 1971 يرأس مجلس الدفاع الوطنى بحسب<br />
املادة 182، ويختص بالنظر فى الشؤون الخاصة بتأمني<br />
البلاد وسلامتها، وأضاف دستور 2014 للمجلس اختصاص<br />
مناقشة موازنة القوات املسلحة على أن تُدرج رقما واحدا كما<br />
يؤخذ رأيه فى مشروعات القوانني الخاصة بالقوات املسلحة.<br />
انفرادات فى دستور 2014<br />
ينفرد دستور 2014 ب<strong>عدد</strong> من الصلاحيات، أهمها أن<br />
الرئيس يُعني رؤساء الجهات والهيئات القضائية، ويرأس<br />
املجلس الأعلى للجهات والهيئات القضائية، ويختار رئيس<br />
املحكمة الدستورية العليا من بني أقدم خمسة نواب لرئيس<br />
املحكمة، ويُعني رئيس هيئة املفوضني وأعضاءها بناء على<br />
ترشيح رئيس املحكمة وبعد أخذ رأى الجمعية العامة، كما<br />
يرأس مجلس الأمن القومى، ويُعني رؤساء الهيئات املستقلة<br />
والأجهزة الرقابية بعد موافقة مجلس النواب بأغلبية<br />
أعضائه.<br />
صلاحيات مُطلقة ومقيدة<br />
يحق للرئيس حل البرملان، لكن دستور 1956 جعله حقا<br />
مطلقا، بينما جعله دستور 71 بعد استفتاء، وأوجب دستور<br />
2014 أن يكون القرار مسببا مع عدم جواز الحل لذات<br />
سبب حل املجلس السابق.<br />
وفى شأن السلطة التنفيذية، نص دستورا 56 و71 على<br />
أن يتولاها الرئيس ويُمارسها على الوجه املبني بالدستور،<br />
بينما منحها دستور 2014 مفهوما أوسع. ومن صلاحياته<br />
أن يُعني الحكومة ويُعفيها بنصوص 71، بينما وضع دستور<br />
2014 ضوابط تتصل بموافقة البرملان. واتفق الدستوران<br />
الأقدم على أن يتخذ الرئيس تدابري لها قوة القانون فى غيبة<br />
البرملان مع وجوب عرضها عليه خلال 15 يوما إذا كان قائما<br />
وفى أول اجتماع حال حله أو وقف جلساته وتزول قوتها<br />
بأثر رجعى إذا لم تُعرض، بينما حددها دستور 2014 بغري<br />
أدوار انعقاد مجلس النواب، وإن كان قائما فتجب دعوته.<br />
وباملثل، كان من حق الرئيس إعلان حالة الطوارئ مع<br />
عرضها على البرملان خلال خمسة عشر يوما تالية أو فى أول<br />
اجتماع حال غيابه، أما دستور 2014 فرهن القرار بأخذ<br />
رأى مجلس الوزراء وأوجب العرض على البرملان خلال 7 أيام<br />
مع وجوب دعوته إن كان قائما، ووضع قيدا ألا تتجاوز 3<br />
أشهر ولا تُجدد إلا بموافقة ثلثى البرملان.<br />
وفيما يخص العفو عن العقوبة، كانت للرئيس صلاحية<br />
مُطلقة فيها باستثناء العفو الشامل الذى لا يكون إلا بقانون،<br />
وقد ضبطها دستور 2014 بأخذ رأى مجلس الوزراء.<br />
وكذلك إعلان الحرب كان حقا للرئيس موافقة البرملان، وفى<br />
2014 صار إعلان الحرب أو إرسال قوات للخارج مرهونا<br />
بأخذ رأى مجلس الدفاع الوطنى وموافقة مجلس النواب<br />
بأغلبية الثلثني، وإن كان غائبا يُؤخذ رأى املجلس الأعلى<br />
للقوات املسلحة مع موافقة مجلس الوزراء ومجلس الدفاع<br />
الوطنى.<br />
وكان له إبرام املعاهدات وإبلاغ البرملان مشفوعا بالبيانات<br />
على أن تكون لها قوة القانون بعد التصديق عليها ونشرها،<br />
وأوجب دستور 2014 موافقة مجلس النواب، كما ألزم<br />
بعرض معاهدات الصلح والتحالف وحقوق السيادة<br />
للاستفتاء. وفى شأن الاستفتاء كان من صلاحيات الرئيس<br />
أن يدعو الشعب للتصويت بالرأى فى املسائل املهمة املتصلة<br />
باملصالح العليا، لكن دستور 2014 اشترط ألا يكون<br />
الاستفتاء فيما يخالف الدستور، وأن يكون التصويت على<br />
كل مسألة بمفردها حال ت<strong>عدد</strong> املوضوعات.<br />
تعطيل أو إعادة للحكومة<br />
ضمن القائمة اختصاصات تضمنها دستورا 1956<br />
و1971، وألغاها دستور 2014 أو نقلها لرئيس الوزراء.<br />
ومنها تفويض البرملان للرئيس بإصدار قرارات لها قوة<br />
القانون. وكذلك إحالة الوزراء للمحاكمة وقد نص دستور<br />
2014 على أن تكون وفق القواعد املنظمة للتحقيق واملحاكمة<br />
وليس بقرار من الرئيس أو البرملان.<br />
قضى املصريون قرونًا لا يختارون حُ ك َّامهم؛<br />
والأنكى أنهم لم يكونوا من أبناء البلد أصلاً. وقع<br />
انقطاع طويل بني القصر والشارع، وطُمِ رَت<br />
الإرادةُ الشعبية تحت غبار العابر واملُقيم،<br />
من إغريق وفُرس وبطاملة ورومان ونجدي ِّني<br />
وفاطمي ِّني ومماليك وعُ ثماني ِّني وغريهم. وإن كان<br />
لا يُمكن إنكار املصرية على مَ ن تمصر َّ منهم؛ فإن<br />
مناط سيادتهم كان معقودًا للسطوة والسلاح،<br />
وإنفاذ إراداتٍ وافدة من خارج الحدود. بل إن<br />
تجربةً مثل «الأسرة العلوي َّة» على ما أنجزته أو<br />
أخفقت فيه، لم تنجح أو لم تهتمّ بأن تصري<br />
مُكو ِّنًا عضويًّا من نسيج مصر؛ حتى أن َّ واحدًا<br />
من أواخر مُلوكهم لم يكُن يُجيد لغةَ الناس،<br />
وينتسب إلى الشركس بأكثر من انتسابه لبيئة<br />
العرش التى يحكُمها. وعلى هذا املعنى لم يكن<br />
إنجاز ثورة يوليو فى إنهائها وضعً ا فاسدًا، ولا<br />
الإجهاز على املَلَكي َّة املَعيبة فحَ سب، بما فيها من<br />
تمل ُّكٍ للأرض والبشر؛ إنما أنها كانت تحر ُّكًا جادًّا<br />
وحيويًّا نحو تمصري الس ُّ لطة، ربّما لأو َّل مر َّة منذ<br />
أُفول نجم مصر القديمة وانتهاء عصر الأُسرات.<br />
لم يكن الانتقال إلى الجمهورية تحو ُّلاً شكليًّا.<br />
فاملرحلة السابقة استنفدت كل َّ فُرصها فى إنتاج<br />
صيغةٍ رشيدة، والن ُّخَ ب الوطنية التى سحقتها<br />
قُرون الغزو والاستعمار تور َّطت فى العمائم<br />
والطرابيش؛ فصار التاجُ ثقيلاً على أعناقها.<br />
لقد كانت التجربة مَ عيبةً منذ أرسى الباشا<br />
محمد على ملامحها، بصيغةِ «الأوتوقراطية<br />
العائلية» املُشرعَ نة من مُحتل ٍّ آخر، واملُتمر ِّدة<br />
عليه؛ وحتى بعدما فك َّ الوثاق مع إسطنبول،<br />
وأوقفَ مصر على أولاده وأحفاده، اصطدم<br />
بشكلٍ جديد من الوصاية فى مُؤتمر لندن،<br />
تمد َّد إلى أن صار احتلالاً مُباشرًا من منتصف<br />
الطريق العَ لَوى ولسبعةِ عقودٍ تالية. وما يتباهى<br />
به أراملُ الليبرالية املُشو َّهة ويبكون عليه؛ كان<br />
استلابًا مُحس َّ نًا يُلهى الفلاحني برائحة السلطة<br />
ويحرمهم من مذاقها. طعنَ سعد زغلول فى<br />
دستور 1923 وأسمى كتبتَه «لجنة الأشقياء»،<br />
ولم تخلُ الانتخابات من ألاعيب املال والدعاية<br />
الدينية وتضليل الفقراء، بل إن «الوفد» الذى<br />
حاز الأغلبية طوال الوقت تقريبًا، حقيقيةً كانت<br />
أو مُصن َّعة، لم يحكُم إلا تسع سنوات أو أقل.<br />
كانت امللكي َّة تسرقُ الوقت من العوام، والطبقة<br />
السياسية تُعاونها، قصدًا أو بلاهةً ؛ لذا كانت<br />
القطيعة مع املشهد بكامله خيارَ الضرورة الذى<br />
لا بديل عنه.<br />
لا ينفى ذلك عن ثورة 1919 أنها كانت<br />
تأسيسً ا رصينًا ملا تلاها، وفى قلبه «حركة<br />
الضب َّاط» نفسها.. الشارع الذى انتفض قبل<br />
قرنٍ من الآن كان يستكشفُ هُ وي َّته الجامعة،<br />
بأكثر مم َّ ا يصيغ تصو ُّرًا نهائيًّا للنظام السياسى.<br />
ومن تلك الأجواء بزغت نهضةٌ معرفيّة وإبداعيّة<br />
مُهم َّ ة، كانت الحاضنة التى ترب َّى فيها بُناةُ<br />
الجمهورية بعد ثلاثةِ عقود. هكذا يُمكن النظر<br />
إلى «يوليو» كامتدادٍ لسابقتها، وإنهاء امللكية<br />
باعتباره التجلى ِّ الأحدث والأنضج لِمَ ا طالب به<br />
املُتظاهرون القُ دامى. وإن كان النح َّ اس باشا قد<br />
احتاج قُرابةَ العقدين لاكتشاف هزلي َّة مُعاهدة<br />
1936 والرجوع عنها؛ وذلك بعد قرنٍ ونصف<br />
القرن من قُدوم الوالى املُؤس ِّ س؛ فإن النظام<br />
الناشئ من رَحم املهني ِّني والعُ م َّ ال كان أَولى<br />
بالصبر والدعم؛ بدلاً من العداء واملُحاربة.<br />
إن اعتمدنا وصولَ تاجر الدخان الألبانى فى<br />
1805 ميقاتًا لتأسيس الدولة الحديثة؛ فقد<br />
استغرقت قُرابة ست َّة عقودٍ للوصول إلى شكلٍ<br />
بسيط من التمثيل الشعبى مع الخديو إسماعيل،<br />
وإن ظل َّ مُقتصرًا على الأعيان وحاشية القصر،<br />
بنكهة التعيني وبأداءٍ موسمىّ شكلانى؛ ثم ست َّة<br />
عقودٍ أُخرى للاقتراب من مَ لَكيّةٍ دستوريّة غري<br />
كاملة. وفى تجارب العالم؛ احتاجت بريطانيا<br />
نحو 8 قرون من النزاعات قبل أن يتقد َّم الشعب<br />
على العرش، واستهلكت الولايات املُتّحدة تسعة<br />
عقودٍ بني حرب الاستقلال والحرب الأهلية؛ قبل<br />
أن تتشك َّل معاملها ويصفو نظامها، وتداعت<br />
4 جمهوريات منذ الثورة الفرنسية لتنضج<br />
التجربة فى املحاولة الخامسة. واملفارقة أن عُ مْ ر<br />
الجمهورية املصرية أقلّ من كل ِّ نماذج الانتقال<br />
فى الداخل والخارج، ويُحاسبُها البعضُ طوالَ<br />
الوقت بأثرٍ رجعىّ ، رغم ما تعر َّضت له من<br />
خَ ضّ اتٍ مُتوالية؛ كلّ واحدةٍ منها كانت كفيلةً<br />
بإسقاط الدولة، لا إرهاق نظام الحُ كم فقط.<br />
حُ بِسَ ت مصرُ طويلاً فى شرعيّة الدم الأزرق، ثمّ<br />
شرعيّات الإخضاع بالسلاح، وعادت مُجد َّدًا إلى<br />
توريث الأرض بمَ ن عليها. والواقع أن الصيغة<br />
امللكيّة لا تُناسِ ب املصري ِّني؛ وإن أُجبرِ وا على<br />
قَبولها فى املاضى فإن تحو ُّلات الوعى والبيئة<br />
الدولية كانت تفرضُ التمر ُّد عليها عاجلاً أو<br />
آجلاً. كل ُّ مصرى ٍّ يرى نفسَ ه سيّدًا بالفطرة،<br />
ويقبلُ أن ينوب عنه آخرون فى الأُمور التشارُكيّة،<br />
لكنه يستنكف أن يكون عبدًا مملوكًا بشروطٍ<br />
مُحس َّ نة. وما تُوفّره الجمهورية يتلاقى مع ما فى<br />
الن َّفْ س؛ إذ تُناط الشرعيّةُ أوّلاً بالعَ قد الاجتماعى،<br />
والأمل القائم دائمً ا فى أن يصل العامّ ةُ إلى رأس<br />
السلطة، ثم أن يكون بمقدور الأصيل أن يزيح<br />
الوكيل متى أراد.. وربما لهذا كان يتعذ َّر تمصريُ<br />
الحُ كم تحت أيّة صيغة أُوتوقراطية مُحص َّ نة<br />
بالن َّسب أو الطائفة، والضمانةُ ملا يُقنِع الجُ مهور<br />
ويردمُ الهُ و َّة مع القصر تتحق ُّ ق بصيغتها املُثلى<br />
فى «الرئاسة» وحسب.<br />
لا إنكارَ لأن الجمهورية تعث َّرت على الطريق<br />
أحيانًا. يعودُ الأمر فى زاويةٍ لحداثة العُ مر وقل َّةِ<br />
خِ برة الضب َّاط الأحرار، وإلى عداءٍ مُستحكمٍ<br />
من طُغمة املنتفعني بامللكي َّة، وكذلك تحر ُّش<br />
الأُصولي ِّني ودعاياتهم الدينية التى افتتحها<br />
الإخوان بالكَيد، وطو ُّروها مع آخرين إلى اغتيالٍ<br />
وإرهاب. وقد ظهرت الجماعةُ بأيدٍ خَ شنة فى<br />
محط َّاتٍ مفصليّة: صَ درُ الثورة وكانت تتحس َّ س<br />
خُ طاها، وحادثةُ املنشيّة على مسافةٍ ضئيلةٍ من<br />
كتابة الدستور وإرساء صيغة اختيار الرئيس،<br />
ومُنتصف الستينيات وقتما اشتد َّ عُ ود التجربة<br />
وصار الظرف مُلائمً ا لتطويرها، ثمّ آخر حقبة<br />
السادات بعدما أطلق املنابرَ وكان فى سبيله<br />
لإنضاج التعد ُّدية الحزبية، وولاية مبارك الأولى<br />
التى افتتحها برسائل إيجابي َّة سرعان ما<br />
تعط َّلت، وأخريًا مشهد 25 يناير وسَ نة حً كمهم<br />
السوداء. كأن َّ الجماعةَ فى كُل ِّ املحط َّات كانت<br />
تطعنُ الجمهورية فى خاصرتها؛ حتى بعدما<br />
اختطفت الرئاسةَ وهيكلَ السُ لطة. ولعل َّ فى ذلك<br />
ما يُشبه أداءها قبل يوليو، وقد خدمت الإنجليز<br />
وتحالفت مع القصر، وشن َّت حُ روبًا سافلة على<br />
الحركة الوطنية بكاملها.<br />
سُ ؤال التطو ُّر محكومٌ بالفضاء الذى تتفاعل<br />
فيه مُكو ِّنات التجربة، ومرهونٌ بالوقت. فى<br />
البداية كان الرئيس يستندُ لشرعيّة الثورة، وهى<br />
طويلةُ العمر ولا تنتهى صلاحي َّتها إلاّ ببديلٍ<br />
أقوى، وقد تحق َّ ق مع السادات بالاستناد إلى نصر<br />
أكتوبر، وهو من الشرعي َّات الباقية أيضً ا. وعندما<br />
أراد مبارك الانتقال لشرعية الانتخاب والإرادة<br />
الشعبية تشو َّهت املُحاولة، ثم حل َّت 25 يناير<br />
لتُعيد الصراع السياسى إلى نُقطةٍ بدائيّة، تسل َّطت<br />
عليها الشعبوي َّة والاستقطاب واملُزايدة الرخيصة<br />
وسَ طوة الإسلاميني املُتطر ِّفني، ومن هذا املناخ<br />
نفذ الإخوان للحُ كم مُحاولني إنتاج شرعي َّة<br />
الثورة، بينما يد َّعون أنهم إصلاحي ِّون ولم يكونوا<br />
شركاء حقيقي ِّني فى املشهد؛ إلا بالفوضى والتوت ُّر<br />
وترييف الوعى وتزييفه؛ ولأنهم ركبوا حصان<br />
الثورة دون درايةٍ بالفروسي َّة فقد أسقطتهم<br />
الثورة أيضً ا فى 30 يونيو، وجاء السيسى مُستندًا<br />
إليها فى بادئ الأمر؛ لكنّه لم يركن لهذا الخيار<br />
املُريح وسعى لاستبدالها بما يُمكن تسميته<br />
«شرعية الإنجاز»؛ ولعل َّه التحو ُّل الأكثر نضجً ا<br />
فى سُ ؤال الرئاسة طوال سبعة عقود؛ إذ معناه<br />
أن علاقة الحاكم بالجمهور تعودُ إلى سياقها<br />
الطبيعى؛ لتتأس َّ س على رُؤى وبرامج وتوافقاتٍ<br />
عملية، وتقبل التقييم واملُساءلة، وتتجد َّد بقدر<br />
ما تصون املُشتركات املُتّفق عليها؛ وليس<br />
بصورةٍ آليّةٍ ولا بابتزاز العاطفة أو الدين.<br />
الوقوعُ على الوصفة السليمة بدايةُ الطريق<br />
لا نهايتها. كل ما فات كان تجريبًا من أجل<br />
استكشاف املسار وضَ بط املقادير والخطوات؛<br />
أم َّ ا الإنجاز الكامل فيتحق َّ ق باملُمارسة والتراكم.<br />
القول إن 2014 مُفتتح التأسيس الحقيقى<br />
لجمهوريّةٍ ديناميكية قابلة للتطو ُّر؛ لا يعنى<br />
أنها ستُنجزُ غاياتها الكاملة بالضربة القاضية،<br />
ولا من تلقاء نفسها؛ إنّما بالتفاعلات الحيويّة<br />
املُستدامة بني البيئة السياسية، وبِنية النظام<br />
من الفرد إلى املُؤس َّ سة وبينهما املجتمع املدنى،<br />
أحزابًا ونقابات وكيانات أهليّة. لكنّ املُؤسف أن<br />
النخبةَ الحزبية سج َّ لت أداءً باهتًا فى الجولتني<br />
السابقتني، وبدت الهشاشة على هياكلها<br />
والتضاربُ بني قادتها؛ وإن كانت الدولة قادرةً<br />
على الس َّ ري من دون مُعاونة املُؤدلَجني، أو برغم<br />
مُعاندتهم؛ فإنهم الخاسرُ الأكبر من تفويت<br />
الفُ رصة لإرساء ركائز وطيدة، والبناء عليها بما<br />
يُمه ِّ د للمُستقبل املأمول، ويفيدهم أوّلاً وقبل كلّ<br />
شىء.<br />
فى أو َّل انتخاباتٍ بعد ثورة 30 يونيو ترش َّ ح<br />
أبرز رُموز الناصرية، وكانت شعبية السيسى<br />
طاغيةً ؛ فلم يتيسر َّ للقومي ِّني تبريرُ الخسارة<br />
القاسية بعناوين الوَصم والابتزاز. وفى الثانية<br />
أبدى أحدُ وجوه اليسار رغبته فى املنافسة، ثمّ<br />
تراجع بعدما تعذ َّر عليه استيفاء الشروط.<br />
الأخريُ وفريقه زايدوا على الأو َّل فى 2014،<br />
والأوائل ردّوا املُزايدات على الأواخر فى 2018. أم َّ ا<br />
الاستحقاق الثالث الجارى الآن فقد شهد الأمرين<br />
معً ا: أعلن أحد شباب الناصريني رغبته وفشل<br />
فى عبور العتبة الانتخابية، وترش َّ ح رئيسُ حزبٍ<br />
مُعارض، فانحازت «الحركة املدنية» للفاشل<br />
وهاجمت الناجح؛ وكلاهما وثيقُ الصلةِ بها،<br />
وقد تجاهلت فى موقفها الغريب شُ بهات اتصال<br />
الشاب بالإخوان، وفجاجة خطابه الذى يُلامس<br />
حد َّ البذاءة، وقدحت فى رئيس الحزب رغم<br />
تاريخه الطويل معهم وقبلهم. لا أُورِد ذلك على<br />
سبيل الإدانة أو التشف ِّ ى؛ بل لإبراز الخِ ف َّ ة التى<br />
يشتبكُ بها بعضُ السياسي ِّني مع الشأن العام،<br />
مُتجاهلني أن املُشاركة هى الأصل، ولا سبيلَ<br />
لإنعاش املجال السياسى إلا َّ عبر ورشةٍ جادّة،<br />
وعملٍ دؤوب، يكون مُهمًّ ا فى الأوقات الطبيعية،<br />
وأكثرَ أهمي َّةً فى املحط َّات الاستثنائية.<br />
إن َّ السياسةَ لا تُحبّ عبادةَ الأصنام؛ لكنّ<br />
شطرًا عريضً ا من السياسي ِّني فى وادينا الطيب<br />
أدمنوا «الدوجما» والبلادة. يُثارُ الحديث عن<br />
الديمقراطية بمعزلٍ عن غلافها الاجتماعى، وعن<br />
قابلي َّتها للفعل فى مُمارسيها بقدر ما يفعلون<br />
فيها. يُرد ِّدون تعاريفهم الإنشائية كما لو<br />
كانت عِ جلاً مُقد َّسً ا، ومُعتقَ دًا لا تجوزُ مُساءلته<br />
أو تصويبه. لعل َّ الصيغة الرومانية بظلالها<br />
الأوروبية لم تعُ د مُقنعةً حتى فى بيئتها. النازيّة<br />
والفاشية كانتا إفرازًا ديمقراطيًّا، وجنون اليمني<br />
اليوم تُغذ ِّيه الصناديق، وإسرائيل الدامية تصدُق<br />
فيها تعريفات املُنهج املُعتمَ د، وكذلك داعموها فى<br />
واشنطن ودول الناتو؛ لكنّ الصفةَ تغيبُ عن<br />
الصني «الشموليّة على قولهم» ولم يُعطّلها ذلك<br />
عن تجاوز املُنافسني والأعداء من العالم الأو َّل.<br />
املسكوكات القديمة فى حاجةٍ للمُراجعة، وكفاءة<br />
الوسيلة لا يحكُم بها إلا َّ كمال الغاية.<br />
من املُضحكات أن َّ مَ ن لعبوا مع الإخوان،<br />
وتمد َّدوا تحت عباءتهم أو حملوا راياتهم،<br />
ينتقدون ويلومون الذين يعملون تحت سقف<br />
الدولة. تاجرت الجماعةُ بشرعيّة الانتخاب،<br />
ودعمها هُ واة اليسار واليمني مم َّ ن حالفوها<br />
أو وقفوا وراءها فى فريمونت، ثمّ انقلبوا على<br />
ما أقر ُّوه عندما تعارض مع نواياهم املُضمَ رة.<br />
الحقيقةُ أن الديمقراطية تبدأ بالصناديق ولا<br />
تنتهى عندها؛ وإنْ شَ ق َّ عليها أن تُحص ِّ ن ولايتها<br />
الدائمة على املجال العام فلا حاجة لها؛ بل كأنها<br />
لم تكُن. هكذا بقولٍ قاطعٍ لا يمكن اعتبار تسل ُّل<br />
الإخوان إلى قصر الاتحادية حدثًا ديمقراطيًّا؛<br />
لأنهم أكلوا بقي َّة بنود التعاقُد وأحرقوا السلالم<br />
التى تصلُ السلطة بالشارع. أم َّ ا فى النتيجة؛<br />
فقد أنجزت دولة التنظيم الواحد مع عبدالناصر<br />
وشطرٍ من السادات، فى كل ِّ سنةٍ من عُ مرها، ما<br />
لم تُنجزه دولة الجماعة الإرهابية بمكياجها<br />
التعد ُّدى. لقد أقالت ثورة يوليو بلدًا بالكامل<br />
من عثرته، وفتحت «الجمهورية» طريقً ا يقبلُ<br />
التوسعةَ والتجويد، وإلى الجولة الأخرية يتنف َّ س<br />
املشهدُ السياسى بوتريةٍ تُؤك ِّد حياته وعافيته؛<br />
حتى لو رآه البعض ساكنًا أو بطىء الحركة.<br />
كان تمصري الحُ كم مكسبًا، وإنهاءُ شرعيّة الدماء<br />
الزرقاء تحو ُّلاً جذريًّا عميقً ا؛ ولعل بعض القوى<br />
السياسية تحتاج فى سبعينية الجمهورية أن<br />
تتمصر َّ وعيًا ومُمارسةً واشتباكًا بالجمهور،<br />
وأن تُنهى تسل ُّط دمائها السوداء املُتعالية على<br />
التجربة والامتحانات الواجبة.. بعبارةٍ مُوجزة:<br />
لن تسقطَ التف َّ احةُ فى حِ جرِك إن جلست بعيدًا<br />
عن شجرة التفاح.<br />
عاما قضاها<br />
عبدالناصر رئيسا من<br />
1956 حتى وفاته 1970<br />
1970<br />
السادات يتولى المنصب<br />
خلفا لعبدالناصر حتى<br />
اغتياله بعد 11 عاما<br />
8<br />
أيام قضاها رئيس<br />
مجلس الشعب صوفى<br />
أبو طالب رئيسا مؤقتا<br />
1981<br />
مبارك يؤدى اليمين<br />
رئيسا للجمهورية بعد<br />
استفتاء شعبى<br />
2011<br />
المجلس الأعلى<br />
للقوات المسلحة<br />
يتولى مهام الحكم<br />
بعد تنحى مبارك<br />
2013<br />
إطاحة محمد مرسى فى<br />
ثورة شعبية عارمة بعد<br />
سنة من سيطرة الإخوان<br />
والفشل فى الحكم<br />
4<br />
يوليو 2013 المستشار<br />
عدلى منصور يؤدى<br />
اليمين رئيسا مؤقتا بعد<br />
ثورة 30 يونيو<br />
2014<br />
السيسى رئيسا بعد<br />
انتخابات شعبية اكتسح<br />
فيها منافسه حمدين<br />
صباحى بأكثر من % 96<br />
ال<strong>عدد</strong> 4572<br />
الأربعاء 6 ديسمبر <strong>2023</strong><br />
03<br />
2024<br />
ذاكرة الرئاسة من الاستفتاء إلى الاختيار<br />
الاستفتاء على رئاسة<br />
جمال عبدالناصر فى<br />
23 يونيو من العام<br />
الاستفتاء على<br />
الجمهورية العربية<br />
المتحدة مع سوريا فى<br />
21 فبراير وعبدالناصر<br />
رئيسا<br />
عبدالناصر يؤدى<br />
اليمين رئيسا فى 25<br />
مارس بعد استفتاء<br />
جرى تنظيمه قبل 10<br />
أيام<br />
أكتوبر السادات يؤدى<br />
اليمين رئيسا بعد 3<br />
أسابيع من رحيل عبد<br />
الناصر فى 28 سبتمبر<br />
1970<br />
السادات يؤدى القسم<br />
رئيسا بعد 31 يوما من<br />
الاستفتاء على ولايته<br />
الثانية<br />
أكتوبر 1981 مبارك<br />
يفوز فى الاستفتاء<br />
على الرئاسة ويؤدى<br />
اليمين فى اليوم التالى<br />
مبارك رئيسا لولاية<br />
ثانية فى <strong>12</strong> أكتوبر بعد<br />
أسبوع من الاستفتاء<br />
الشعبى<br />
مبارك يؤدى<br />
اليمين الدستورية<br />
فى <strong>12</strong> أكتوبر رئيسا<br />
للجمهورية لثالث<br />
مرة<br />
الاستفتاء على<br />
رابع فترات مبارك<br />
فى 26 سبتمبر<br />
ويؤدى اليمين فى<br />
5 أكتوبر<br />
أول انتخابات<br />
رئاسية ت<strong>عدد</strong>ية<br />
يفوز فيها مبارك<br />
بولاية خامسة بين<br />
10 مرشحين<br />
التجربة الت<strong>عدد</strong>ية<br />
الثانية ب13 مرشحا<br />
بينهم 5 من<br />
المحسوبين على<br />
الإسلاميين<br />
أول انتخابات بعد<br />
ثورة 30 يونيو<br />
وشعبية السيسى<br />
تحسمها بفارق<br />
كبير عن منافسه<br />
إعلان النتيجة فى<br />
2 إبريل والسيسى<br />
يفوز بولاية ثانية<br />
بنسبة % 97<br />
خامس انتخابات<br />
ت<strong>عدد</strong>ية والثالثة<br />
بعد ثورة 30 يونيو<br />
ويخوضها 4<br />
مرشحين<br />
2018<br />
2014<br />
20<strong>12</strong><br />
2005<br />
1999<br />
1993<br />
1987<br />
13<br />
1976<br />
17<br />
1965<br />
1958<br />
1956
p.4<br />
قيادة من عامة الشعب<br />
عندما سقط التاج وصار العرش محكوما بالدستور والقانون وإرادة الناخبين<br />
التحول إلى الجمهورية وبداية منصب الرئيس أبرز ثمار ثورة يوليو.. والتطور من االستفتاء إلى االنتخاب تتويج لجهود األحزاب والسياسيين<br />
عبدالرحمن حبيب<br />
قطعت مرص أشواطا طويلة إىل أن صاغت هويتها<br />
الوطنية الجامعة، واستخلصت نظاما سياسيا<br />
ينبع من إرادة الشعب ويستجيب لطموحاته،<br />
كان الخروج من أرس املماليك والعثمانيني مع<br />
محمد عىل، ثم الورشة الوطنية املمتدة داخل<br />
األرسة العلوية ومع النخب املرصية، األساس<br />
الذى بنيت عليه الحقبة الليربالية قبل 1952،<br />
بما فيها من ديمقراطية تمثيلية تضع الشعب ىف<br />
قلب مشهد الحكم، وبعدها ثورة يوليو واالنتقال<br />
إىل عرص الجمهورية، وهى صيغة تنبع بكاملها<br />
من الشارع ورشعيته، وليس من نسب عائىل وال<br />
سلطة فوق الشعب وقراره.<br />
شهدت مرص تحوالت عديدة، عقب إزاحة<br />
الحقبة امللكية، أهمها استحداث منصب الرئيس<br />
الذى شغله اللواء محمد نجيب ىف البداية، انطالقا<br />
من الرتبة والعمر والسمعة الحسنة داخل<br />
الجيش وىف الشارع، ثم خلفه جمال عبدالنارص<br />
منذ 1954 حتى وفاته ىف 1970، لكن ظلت<br />
الرشعية موصولة بالثورة وجواز مرور االستفتاء<br />
الشعبى عىل اسم الرئيس منفردا.<br />
رغم امتداد مرحلة االستفتاءات لنحو 5 عقود<br />
تقريبا من عمر الجمهورية، قبل التحول إىل<br />
االنتخابات الت<strong>عدد</strong>ية ىف عام 2005، فإن امللمح<br />
البارز أن سلطة الحكم انتقلت من العائلة إىل<br />
املؤسسة، ومن رشعية الدم امللكى إىل رشعية<br />
االنتماء الشعبى، فصار حاكم مرص للمرة األوىل<br />
واحدا من املرصيني الخالصني، ومن عوامهم ال<br />
من النخبة األرستقراطية أو ذوى املال والجاه.<br />
اختيار الرئيس<br />
بحسب نص املادة 139 من الدستور، فإن<br />
رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورئيس<br />
السلطة التنفيذية، يرعى مصالح الشعب<br />
ويحافظ عىل استقالل الوطن ووحدة أراضيه<br />
وسالمتها، ويلتزم بأحكام الدستور ويبارش<br />
اختصاصاته عىل النحو املبني به.<br />
ينتخب رئيس الجمهورية ملدة ست سنوات<br />
ميالدية، تبدأ من اليوم التاىل النتهاء مدة سلفه،<br />
وال يجوز أن يتوىل الرئاسة ألكثر من مدتني<br />
رئاسيتني متتاليتني، وتبدأ إجراءات انتخاب<br />
رئيس الجمهورية قبل انتهاء مدة الرئاسة بمائة<br />
وعرشين يوما عىل األقل، ويجب أن تعلن النتيجة<br />
قبل نهاية املدة بثالثني يوما عىل األقل، وال يجوز<br />
لرئيس الجمهورية أن يشغل أى منصب حزبى<br />
طوال مدة الرئاسة.<br />
كان التحول الت<strong>عدد</strong>ى قد نقل أصوات الجمهور<br />
من خانة القبول أو الرفض لشخص بعينه،<br />
إىل االختيار من مت<strong>عدد</strong>، فنص الدستور عىل أن<br />
ينتخب رئيس الجمهورية عن طريق االقرتاع<br />
العام الرسى املبارش، وذلك باألغلبية املطلقة<br />
ل<strong>عدد</strong> األصوات الصحيحة، وينظم القانون<br />
إجراءات انتخاب رئيس الجمهورية.<br />
اختصاصات الرئيس<br />
يكلف رئيس الجمهورية رئيسا ملجلس<br />
الوزراء، بتشكيل الحكومة وعرض برنامجه<br />
عىل مجلس النواب، فإذا لم تحصل حكومته عىل<br />
ثقة أغلبية أعضاء مجلس النواب خالل ثالثني<br />
يوما عىل األكثر، يكلف رئيسا ملجلس الوزراء<br />
برتشيح من الحزب أو االئتالف الحائز عىل<br />
أكثرية مقاعد مجلس النواب، فإذا لم تحصل<br />
حكومته عىل ثقة أغلبية أعضاء مجلس النواب<br />
خالل ثالثني يوما، عد املجلس منحال، ويدعو<br />
رئيس الجمهورية النتخاب مجلس نواب جديد<br />
خالل ستني يوما من تاريخ صدور قرار الحل.<br />
وىف جميع األحوال، يجب أال يزيد مجموع مدد<br />
االختيار املنصوص عليها ىف هذه املادة عىل ستني<br />
يوما، وىف حالة حل مجلس النواب، يعرض رئيس<br />
مجلس الوزراء تشكيل حكومته، وبرنامجها عىل<br />
مجلس النواب الجديد ىف أول اجتماع له. وحال<br />
اختيار الحكومة من الحزب أو االئتالف الحائز<br />
عىل أكثرية مقاعد مجلس النواب، يكون لرئيس<br />
الجمهورية، بالتشاور مع رئيس مجلس الوزراء،<br />
اختيار وزراء الدفاع والداخلية والخارجية<br />
والعدل، ولرئيس الجمهورية إعفاء الحكومة من<br />
أداء عملها برشط موافقة أغلبية أعضاء مجلس<br />
النواب.<br />
لرئيس الجمهورية إجراء تعديل وزارى بعد<br />
التشاور مع رئيس الوزراء، وموافقة مجلس<br />
النواب باألغلبية املطلقة للحارضين، وبما ال يقل<br />
عن ثلث أعضاء املجلس، ولرئيس الجمهورية<br />
أن يفوض بعض اختصاصاته لرئيس مجلس<br />
الوزراء، أو لنوابه، أو للوزراء، أو للمحافظني،<br />
وال يجوز ألحد منهم أن يفوض غريه، وذلك عىل<br />
النحو الذى ينظمه القانون.<br />
والية الشارع<br />
لم يكن سلسال الباشا األلبانى معنيا برضا<br />
الشارع، وال مطلوبا منه أن يسرتىض الناس<br />
عىل أى رشط، إذ كان الحكم مضمونا باالمتداد<br />
العائىل والتصعيد األوتوقراطى، أما الصيغة<br />
الجمهورية فإنها رهنت اختيار القائد لتالقى<br />
إرادات بني املراكز الفاعلة مجتمعيا، ثم تطور<br />
األمر إىل االنضباط بالدستور والقانون، وصار<br />
واجبا عىل املتصدى للمهمة أن يقدم برنامجا<br />
يخاطب وعى الناخبني وآمالهم، وأن يلتزم<br />
بتنفيذ ما تعهد به عىل أمل أن تتجدد الثقة<br />
فيه مستقبال. وإىل ذلك، كانت العالقة مع<br />
الجمهور تحت سقف الراعى والرعية، إذ<br />
لألول كامل الحقوق وليس للباقني إال األمل<br />
واملناشدات. لكن التأسيس الجمهورى سمح<br />
بأن يكون الناخب حاكما للمشهد السياىس،<br />
ووضع املسؤول التنفيذى عىل طاولة النقد<br />
واملساءلة، فنظم الدستور ومواد القانون<br />
مسائل الرشعية واالختصاصات واالنتقاد<br />
واملحاسبة واملسؤولية أمام الربملان، وأمام<br />
الشارع أوال وأخريا.<br />
مجاميع الرؤساء فى امتحان اإلرادة الشعبية<br />
طريق الجمهورية يبدأ باالستفتاء على الرئيس بترشيح من مجلس الشعب.. والسيسى يتصدر أعلى نسبة تصويت فى االنتخابات الت<strong>عدد</strong>ية ب%97.8<br />
إبراهيم قاسم - أمنية املوجى<br />
ال فارق ىف الديمقراطية بني اإلجماع واألغلبية؛ إذ يصري<br />
الرئيس مكتمل الرشعية بمجرد أن يحوز النسبة األكرب<br />
من التأييد، لكن األرقام ربما تُشري إىل ما هو أكرب من<br />
التعاقد الضمنى عىل جولة عابرة، أو إىل رشاكة ممتدة<br />
ىف مرشوع وطنى طويل. عىل هذا املعنى يُمكن النظر<br />
إىل شعبية عبدالنارص بالنظر إىل نُظرائه ىف عرص<br />
االستفتاءات، وإىل شعبية الفائزين ىف االنتخابات<br />
الت<strong>عدد</strong>ية أيضً ا.<br />
درج األمر ىف أوله عىل أن يكون استفتاء عىل اسم<br />
واحد. صحيح أن البدائل لم تكن مُتاحة؛ إنما كان خيار<br />
»ال« قائمً ا ىف بطاقة االقرتاع، وباملثل ىف سباقات االختيار<br />
من مت<strong>عدد</strong>. ىف النهاية تكتمل الرشعية باألغلبية، ويظل<br />
األمر مرهونا باألداء واستمرار الثقة؛ لكن رغم ذلك ال<br />
يُمكن مُقارنة الشعبية الحاشدة لعبد النارص طوال<br />
الستينيات، أو السيىس ىف استحقاقى 2014 و2018،<br />
بالفوز بأكثر من %50 بقليل ىف 20<strong>12</strong> مثال، وهو ما<br />
تُرجم الحقً ا بتبدّل املزاج الشعبى بعدما أخفق مندوب<br />
اإلخوان ىف الحُ كم ورعاية مصالح الدولة، فأُطيح ىف ثورة<br />
شعبية عارمة؛ ألن أداءه كان أقل من املتوقع، ومجموعه<br />
ىف السباق كان يُرتجم خالفًا عميقً ا عليه بأكثر مما يُشري<br />
إىل قبول حقيقى. وىف سؤال النتائج واملجاميع، تحمل<br />
الذاكرة السياسية كثريًا من األرقام الدالة ىف سياقها،<br />
والتى ال يُمكن إبعادها عن قراءة مشهد الشعبية<br />
واإلجماع عىل رئيس أو الحياد تجاه آخر.<br />
نتائج االستفتاءات<br />
ىف استفتاء الرئاسة عام 1965 فاز الرئيس جمال<br />
عبدالنارص بنسبة سبعة ماليني صوت، بنسبة %99.9 ىف<br />
االستحقاق الرئاىس الثانى واألكرب منذ إعالن الجمهورية، ثم<br />
جاء بعده استفتاء 1970 الذى توىل أنور السادات بمقتضاه<br />
رئاسة الجمهورية العربية املتحدة بعد وفاة عبدالنارص،<br />
وقد حصل فيه عىل %90.04 من األصوات، وكانت نسبة<br />
املشاركة %85 من إجماىل الناخبني.<br />
وبعدما استعادت مرص اسمها األصىل، وكان قد تغري<br />
وقت الوحدة مع سوريا بني 1958 و1961، أُجرى<br />
االستفتاء الرئاىس بالعام 1976 ليفوز السادات بوالية<br />
ثانية بعدما حصل عىل %99.9 من األصوات مع نسبة<br />
مشاركة بنحو %95.7 من جملة الناخبني.<br />
وجاء استفتاء 1981 بعد أيام من اغتيال السادات عىل<br />
أيدى الجماعات اإلسالمية من اإلخوان وحلفائهم، ليتوىل<br />
حسنى مبارك املنصب بعد سنوات قضاها نائبا للرئيس،<br />
وقد حصل ىف هذا االستفتاء عىل %98.5 من األصوات<br />
وكانت نسبة املشاركة %81.1. وىف استفتاء 1987<br />
ترشح مبارك بتزكية من ثلثى أعضاء مجلس الشعب<br />
التزاما بالنسبة الدستورية املطلوبة، ووافق عىل الرتشح<br />
%97.1 من املواطنني بنسبة مشاركة بلغت %88.5،<br />
تاله استفتاء 1993 وفاز فيه مبارك بوالية ثالثة بعد<br />
ترشيحه من 439 عضوا بالربملان، وكان آخر استفتاء<br />
رئاىس ىف العام 1999، وأسفر عن حصول مبارك عىل<br />
واليته الرابعة قبل أن يتجه لتعديل نظام اختيار رئيس<br />
الجمهورية بحلول االستحقاق التاىل.<br />
االنتخابات الت<strong>عدد</strong>ية<br />
شهد العام 2005 أول انتخابات ت<strong>عدد</strong>ية مُبارشة<br />
منذ ثورة 23 يوليو وإعالن الجمهورية، وفاز فيها<br />
مبارك بني عرشة مرشحني بنسبة %88.57 من<br />
األصوات ولم تتجاوز نسبة املشاركة %23 من جملة<br />
الناخبني. ثم جاءت انتخابات 20<strong>12</strong> وسط مناخ<br />
مشحون ومعبأ باالستقطاب والدعايات الدينية، وفاز<br />
فيها مرشح اإلخوان محمد مرىس بأكثر من %51<br />
بقليل، بينما حصل منافسه عىل قرابة %49، وبفعل<br />
اإلخفاق واتضاح نوايا الجماعة اإلرهابية ىف اختطاف<br />
الحُ كم ورهن املصالح الوطنية إلرادة أطراف خارجية،<br />
ثار املرصيون ىف 30 يونيو وأطاحوا بسُ لطة اإلخوان<br />
ىف مشهد شعبى كاسح، تجاوز املتظاهرون فيه تعداد<br />
املصوتني ىف انتخابات 20<strong>12</strong> لكل املرشحني، سواء<br />
الجولة األوىل أو اإلعادة، ليخلفه املستشار عدىل منصور<br />
رئيسا مؤقتا ملدة سنة.<br />
وكانت االنتخابات األوىل بعد الثورة، وثالث تجربة<br />
ت<strong>عدد</strong>ية ىف مشهد الرئاسة املرصى، بالعام 2014 وقد<br />
تنافس فيها املشري عبدالفتاح السيىس مع السياىس<br />
النارصى حمدين صباحى، وحسمها األول من الجولة<br />
األوىل بقرابة 24 مليون صوت تمثل %96.94 من جملة<br />
الناخبني، وهو رقم يقارب ما حصل عليه املتنافسون<br />
جميعً ا ىف انتخابات 20<strong>12</strong> أيضا. ثم كانت التجربة<br />
التالية ىف 2018 وفاز فيها الرئيس السيىس ب24<br />
مليونا و254 ألف صوت تمثل %97.8 من جملة<br />
الناخبني، بحسب النتائج الرسمية املعلنة من الهيئة<br />
الوطنية لالنتخابات.. واآلن يستعد املرصيون للذهاب<br />
إىل لجان االقرتاع مُجددا، بينما يتنافس 4 مرشحني عىل<br />
املنصب األرفع ىف بنية الدولة املرصية، وهو موعد مع<br />
تجديد رشعية الصيغة الجمهورية، واحتفال بالتجربة<br />
الديمقراطية التى تنضج مرة بعد أخرى، وبعيدًا من<br />
النتيجة فإن الفائز األكرب هو الناخب الذى يُنفذ إرادته<br />
ويقرر مستقبل بالده، عىل قاعدة من التعاقد الضمنى<br />
مع مسؤول يرعى مصالحه ويصعد بالصندوق وإرادة<br />
الشعب، وليس بأى معيار آخر.<br />
سنة أولى جمهورية<br />
كيف كانت مصر فى أول استحقاق رئاسى قبل 6 عقود؟<br />
ثورة يوليو أنهت الملكية وشقّ ت مسارا جديدا إلدارة الدولة.. وعبدالناصر يحصد 7 ماليين صوت فى أول استفتاء شعبى<br />
عبدالرحمن حبيب<br />
مىض زمن طويل عىل اللحظة التى صارت<br />
فيها مرص جمهورية، وصارت سُ لطة الحُ كم<br />
ىف عُ هدة الشعب، ينوب عنهم أحد أفرادهم<br />
برشعية ظرفية مؤقتة، حدودها املدة الرئاسية<br />
وإرادة الناخبني، سواء ىف صيغة االستفتاء<br />
القديمة أو ىف األغلبية املطلوبة اآلن للفوز<br />
باالنتخابات الت<strong>عدد</strong>ية. لكن املشهد األول الذى<br />
تأسس قبل 70 عاما تقريبًا، ما زال يُمثل<br />
القاعدة التى بُنيت عليها التجربة، وتتابعت<br />
مراحل تطورها، فكيف كانت شكل البيئة<br />
السياسية وقتما خلعت مرص التاج ووضعت<br />
الدستور عىل كرىس الحكم؟!<br />
وقتها كان تعداد املرصيني نحو 30 مليونا<br />
و800 ألف نسمة، وكانت حالة الفقر طاغية<br />
واألمية تهيمن عىل أغلب الشعب، وال يخلو<br />
وعى مواطن واحد من تطلعات كانت عزيزة<br />
وقتها، وتجىلّ أن الجمهورية الناشئة تُبرش<br />
بتقريب البعيد، وقد تحقق ذلك فعالً عندما<br />
سارت عجلة التحديث عىل كل الدروب،<br />
فتطورت بنية الترشيع وخطط االقتصاد<br />
واإلنتاج والتنمية، وارتقت مستويات التعليم<br />
والصحة، وملعت ثمار الثورة عىل أشجار<br />
السنوات التالية ىف برامج لإلصالح الزراعى<br />
والعدالة االجتماعية وتمكني املهمشني وتوليد<br />
الوظائف.<br />
سارت األمور ىف السنوات األوىل بعد الثورة<br />
بوترية هادئة، فطُرح اسم محمد نجيب بني<br />
الضباط األحرار، ثم تاله استفتاء شعبى<br />
عىل عبدالنارص. أما عن العام الذى أُقيم فيه<br />
االستفتاء األكرب عىل منصب الرئيس قبل قرابة<br />
ستة عقود، فقد شهد إنشاء املجلس األعىل<br />
لتنظيم األرسة، وفيه زار جمال عبدالنارص<br />
االتحاد السوفيتى، وىف عاصمته موسكو<br />
التقى بالطلبة العرب الذين يدرسون هناك،<br />
وحسب عبدالله إمام ىف كتابه »عبدالنارص<br />
واإلخوان املسلمني« الصادر عن »دار الخيال:<br />
بالقاهرة، كان اللقاء يوم 7 أغسطس 1965،<br />
وأعلن عبدالنارص ىف خطابه عن ضبط<br />
مؤامرة جديدة للجماعة، قائال: »بعدما رفعنا<br />
األحكام العرفية منذ سنة، وصفّ ينا املعتقالت،<br />
وأصدرنا قانونا لكى يعودوا إىل أعمالهم،<br />
نضبط مؤامرة وسالحا وأمواال، وصلت إليهم<br />
من سعيد رمضان من الخارج، وهذا دليل عىل<br />
أن االستعمار والرجعية بيشتغلوا ىف الداخل«.<br />
وعىل الصعيد السياىس، أثمرت االجتماعات<br />
الطويلة التى بدأت يوم 22 أغسطس 1965<br />
بني الرئيس جمال عبدالنارص والعاهل<br />
السعودى امللك فيصل عن »اتفاقية جدة«<br />
ىف 24 أغسطس، وىف هذا العام أيضً ا اختري<br />
زكريا محيى الدين رئيسا للوزراء.<br />
وفيما يخص األعمال الفنية واألدبية،<br />
فقد صدرت ىف هذا العام رواية »املستحيل«<br />
للدكتور مصطفى محمود، وتتناول مشكالت<br />
تتصل بالسياق االجتماعى واملعرىف الراهن<br />
وقتها، وقد تحولت إىل فيلم سينمائى باالسم<br />
نفسه، كما صدرت رواية »العنكبوت« لتكون<br />
تجربة جديدة ىف مجال كتابة الخيال العلمى.<br />
ومن أفالم العام: »الثالثة يحبونها« من<br />
إخراج محمود ذو الفقار، و»الحرام« للمخرج<br />
هنرى بركات، و»العقل واملال« و»بنت عنرت«<br />
بتوقيع نيازى مصطفى، و»حكاية العمر كله«<br />
من إخراج حلمى حليم، و»سكون العاصفة«<br />
ألحمد ضياء الدين، و»طريد الفردوس« من<br />
إخراج فطني عبدالوهاب، و»املدير الفنى« من<br />
إخراج فطني عبدالوهاب، و»هى والرجال«<br />
لرائد الواقعية حسن اإلمام. وكان من أبددرز<br />
األغنيات الصادرة ىف هذا العام »زوربا«<br />
للمطربة داليدا، و»نارص يا حرية« للعندليب<br />
األسمر عبدالحليم حافظ، و»انت الحب«<br />
لسيدة الغناء العربى أم كلثوم.<br />
انتخابات 2005<br />
انتخابات 20<strong>12</strong><br />
انتخابات 2018<br />
59 مليونا و78 ألفا<br />
و138 ناخبا<br />
24 مليونا و254 ألفا<br />
و152 مصوتا<br />
%41.05 نسبة<br />
املشاركة فى<br />
التصويت<br />
53 مليونا و909 آالف<br />
و306 ناخبني<br />
25 مليونا و578 ألفا و223<br />
مصوتا<br />
%47.45 نسبة املشاركة<br />
فى التصويت<br />
50 مليونا و958 ألفا<br />
و749 ناخبا<br />
26 مليونا و420 ألفا<br />
و763 مصوتا<br />
%51.85 نسبة<br />
املشاركة فى<br />
التصويت<br />
31 مليونا و826 ألفا و284<br />
ناخبا<br />
7 ماليني و305 آالف و536<br />
مصوتا<br />
%23 نسبة املشاركة فى<br />
التصويت<br />
انتخابات 2014<br />
نسب املشاركة فى الرئاسيات
صناديق<br />
انتخابات مصر<br />
الاستحقاقات الرئاسية<br />
من الاستفتاء إلى الت<strong>عدد</strong>ية<br />
الجمهورية الجديدة<br />
انتخابات ٢٠١٤ تعيد تصويب انحراف الإخوان وترسم ملامح تجربة ناضجة تأسست على ركائز منضبطة وأنهت جدل تحصين القرارات<br />
إبراهيم قاسم - أمنية املوجى<br />
كان املشهد اختيارا بنكهة الإجبار، عندما ترك<br />
للناخب أن يقول نعم أو لا على بطاقة تحمل<br />
اسما وحيدا، صحيح أن الأمر كان يبدأ من<br />
مجلس النواب، وهو يمثل الإرادة الشعبية بشكل<br />
غري مباشر، إنما لا يقارن ذلك بالديمقراطية<br />
املباشرة، وأن يكون اختيار الحاكم حقا للشعب<br />
بالأصالة، وليس بالوكالة ملن ينوبون عنه.. هكذا<br />
كان الانتقال إلى الانتخابات الت<strong>عدد</strong>ية فى 20<strong>12</strong><br />
تحولا كبريا، لكنه كعادة التجارب الجديدة لم<br />
يكن ناضجا فى جولته الأولى، كما فى الثانية<br />
بالعام 20<strong>12</strong> وقد سيطرت عليها أجواء الشحن<br />
والاستقطاب والجنون السياسى، واخترقها<br />
الأصوليون باملزايدة والتزييف والدعايات<br />
الدينية، ليحدث التدرج فعلا مع الجولة الثالثة<br />
قبل تسع سنوات.<br />
لم تكن الانتخابات الرئاسية قبل 2014<br />
بهذا القدر من النضج والرشد والإدراك، أو<br />
الاستقلال الفنى واملالى والإدارى، بعيدا من<br />
أى تدخل فى الاستحقاق، وهو ما ميز تجربة<br />
الانتخابات الأولى بعد ثورة 30 يونيو، وجعلها<br />
علامة فارقة فى تاريخ التجربة السياسية<br />
املصرية، وقاعدة سياسية صالحة للبناء عليها<br />
ملا بعدها، فى 2018 واليوم وفى املستقبل.<br />
قدمت انتخابات 2014 نموذجا للانضباط<br />
والكفاءة، فيما يخص البنية القانونية والتنظيم<br />
الإجرائى واتساع قاعدة الناخبني واستقامة<br />
املشاركة بعيدا من التأثري العاطفى، وكان<br />
جدولها الزمنى منضبطا مع حياد كامل<br />
من الجهات املعنية تعزيزا لأجواء التنافسية<br />
والسباق الجاد، فضلا عن القضاء على فكرة<br />
تحصني قرارات لجنة الانتخابات الرئاسية من<br />
الطعن عليها أمام القضاء.<br />
إدارة لجنة الانتخابات<br />
قبل ثورة 23 يوليو 1952 لم تعرف مصر<br />
يمين الولاء<br />
طريقا إلى انتخاب حاكمها، فكان النظام ملكيا<br />
تنتقل السلطة فيه بالوراثة والدم، وبفضل<br />
الثورة ولدت الجمهورية وعرف منصب<br />
الرئيس، لكن التجربة اتخذت شكلا بسيطا فى<br />
بدايتها، كان عبر حركة الضباط الأحرار أولا، ثم<br />
من خلال مجلس الأمة تاليا باعتباره نائبا عن<br />
مجموع الشعب.<br />
كانت آلية الاستفتاء أن يطرح اسم واحد،<br />
وعليه أن يستوفى نسبة تأييد محددة من النواب،<br />
ثم يعرض على الجمهور فى استفتاء عام، وإذا<br />
حصل على الأغلبية يصري رئيسا، وظلت الأمور<br />
هكذا بني أواخر الخمسينيات وحتى منتصف<br />
العقد املاضى، إلى أن انتقلت مصر لصيغة<br />
الانتخابات الت<strong>عدد</strong>ية فى 2005، بمعنى أن<br />
يتنافس أكثر من مرشح، ويترك الأمر بكامله<br />
للناخبني بشكل مباشر لاختيار من يكون رئيسا<br />
للجمهورية.<br />
جرى التحول عقب تعديل املادة 76 من<br />
الدستور، وعلى أثر ذلك فتح باب الترشح ملن<br />
تنطبق عليه الشروط الواردة فيها، وكانت<br />
صيغتها قبل التعديل: «يرشح مجلس الشعب<br />
رئيس الجمهورية، ويعرض الترشيح على<br />
املواطنني لاستفتائهم فيه»، ثم صارت: «ينتخب<br />
رئيس الجمهورية عن طريق الاقتراع السرى<br />
العام املباشر»، وقد عرضت املادة فى شكلها<br />
الجديد على استفتاء شعبى فى 25 مايو 2005،<br />
وأقرها املصريون بنسبة %83، ليتغري مسمى<br />
الاستحقاق الرئاسى وقتها من الاستفتاء إلى<br />
الانتخاب.<br />
نص التعديل لأول مرة فى تاريخ الاستحقاق<br />
الرئاسى فى مصر، على أن تقدم طلبات الترشّ ح<br />
إلى لجنة تسمى «لجنة الانتخابات الرئاسية »،<br />
تتمتع بالاستقلال وتتشكل من رئيس املحكمة<br />
الدستورية العليا رئيسا، وعضوية رئيس<br />
محكمة استئناف القاهرة، وأقدم نواب رئيس<br />
املحكمة الدستورية، وأقدم نواب رئيس محكمة<br />
النقض، وأقدم نواب رئيس مجلس الدولة،<br />
وخمسة من الشخصيات العامة املشهود لهم<br />
بالحياد، يختار مجلس الشعب ثلاثة منهم،<br />
والاثنان يختارهما مجلس الشورى، وذلك بناء<br />
على اقتراح مكتبى املجلسني، وتكون العضوية<br />
ملدة خمس سنوات، ويحدد القانون من يحل<br />
محل رئيس اللجنة أو أى من أعضائها حال<br />
وجود مانع لديه.<br />
شهدت مصر بداية التجربة عام 2005 تحت<br />
إشراف قضائى، وحدد القانون املنظم لها وقتها<br />
اختصاصات اللجنة املشرفة، وهى إعلان فتح<br />
باب الترشيح والإشراف على إجراءاته، وإعلان<br />
القائمة النهائية للمرشحني، والإشراف العام<br />
على إجراءات الاقتراع والفرز، وإعلان نتيجة<br />
الانتخاب، والفصل فى كل التظلمات والطعون،<br />
وجميع املسائل املتعلقة باختصاصها بما<br />
فيها تنازع الاختصاص، إضافة إلى وضع<br />
لائحة لتنظيم أسلوب عملها وكيفية ممارسة<br />
اختصاصاتها.<br />
جدل تحصني القرارات<br />
تعطل الاستحقاق التالى بعد 2005، إذ كان<br />
مفترضا أن يحل فى العام 2011 لكن أحداث<br />
25 يناير عطلته، ومع الاستعداد لنسخة 20<strong>12</strong><br />
عاد عمل لجنة الانتخابات الرئاسية، وهى<br />
صيغة واضحة من الإشراف القضائى، لكن<br />
بعض التيارات السياسية لا سيما الإسلاميني<br />
سعوا إلى التشكيك فى نزاهة الانتخابات، واستمر<br />
الجدل حول التصور الدستورى الذى مرره<br />
الإخوان ويحصن قرارات اللجنة لتصري نهائية<br />
ونافذة بذاتها ولا يجوز الطعن عليها أمام<br />
الجهات القضائية بأنواعها.<br />
تسبب التحصني فى ضجة كبرى خلال عام<br />
20<strong>12</strong>، وكان ذلك مؤشرا سلبيا ساهم فى<br />
تقليص الثقة فى الفلسفة التى أنتجت انتخابات<br />
ما بعد يناير، لكن مع ثورة 30 يونيو 2013<br />
نص دستور 2014 فى مادته رقم 97 على حظر<br />
تحصني أى عمل أو قرار من رقابة القضاء،<br />
ووافق املجلس الخاص بمجلس الدولة على<br />
إتاحة الطعن على قرارات لجنة الانتخابات<br />
الرئاسية أمام املحكمة الإدارية العليا دون<br />
العرض على هيئة املفوضني، وذلك بالنسبة<br />
للمرشحني ذوى الشأن فقط.<br />
الهيئة الوطنية للانتخابات<br />
أول خطوة رئاسية على سجادة مقر الحُ كم<br />
قاد دستور 2014 لإنشاء الهيئة الوطنية<br />
للانتخابات بموجب مادته 208، لتكون هيئة<br />
مستقلة تختص دون غريها بإدارة الاستفتاءات<br />
والانتخابات الرئاسية والنيابية واملحلية، بدءا<br />
بإعداد قاعدة بيانات الناخبني وتحديثها،<br />
واقتراح تقسيم الدوائر، وتحديد ضوابط<br />
الدعاية والتمويل، والإنفاق الانتخابى والإعلان<br />
عنه والرقابة عليه، وتيسري إجراءات تصويت<br />
املقيمني بالخارج، وغري ذلك حتى إعلان<br />
النتيجة.<br />
نصت املادة 209 على تشكيلها من عشرة<br />
أعضاء من الجهات والهيئات القضائية،<br />
يختارون بموجب ندبهم من جهاتهم «دون<br />
تدخل السلطة التنفيذية»، ويرأسها أقدم<br />
أعضائها من محكمة النقض، كما أوجبت أن<br />
يكون للهيئة جهاز تنفيذى دائم يحدد القانون<br />
تشكيله ونظام عمله وحقوق وواجبات أعضائه<br />
وضماناتهم، بما يحقق لهم الحياد والاستقلال<br />
والنزاهة.<br />
كما أكد الدستور خضوع قرارات الهيئة بما<br />
فيها إعلان النتائج لإمكانية الطعن القضائى،<br />
إذ أناطت املادة املذكورة باملحكمة الإدارية<br />
العليا اختصاص الفصل فى الطعون على<br />
القرارات املتعلقة بالاستفتاءات والانتخابات<br />
ونتائجها، وبمحكمة القضاء الإدارى الفصل<br />
فى طعون املحليات، ثم صدر القانون 198<br />
لسنة 2017 بشأن الهيئة الوطنية للانتخابات،<br />
وبموجبه جرت نسخة 2018 فبدت أكثر<br />
نضجا وشفافية، إذ ينص على الاستقلال الفنى<br />
واملالى والإدارى، وعلى التزام الهيئة بالاستقلال<br />
والحيادية التامة، ويحصنها من التدخل فى<br />
أعمالها واختصاصاتها، لتحصد ثمار دستور<br />
2014 والتجربة الناضجة فى 2018، بينما<br />
تدير الآن النسخة الأحدث لاختيار رئيس مصر<br />
.2024<br />
قسم الرؤساء فى أرشيف الجمهورية.. أداه نجيب أمام قيادة الثورة وناصر فى مجلس الأمة.. والسيسى مرتين بالدستورية العليا والبرلمان<br />
اللحظة الفارقة بني رئيس سابق ولاحق؛ عندما يقف الفائز<br />
فى الانتخابات رافعً ا يده ومؤديا قسم الولاء بنص اليمني<br />
الدستورية. وقتها تتجد َّد الشرعية وتبدأ التجربة؛ وفى ذاكرة<br />
العقود السبعة املاضية مشاهد لامعة لرموز وطنية، وفائزين<br />
بأصوات الناخبني، وقفوا يُؤدون اليمني ويقطعون أول خطوة<br />
رئاسية على سجادة مقر الحكم.<br />
ولادة دستورية<br />
بنص دستور 2014، وكل الدساتري السابقة؛ فإن أداء رئيس<br />
الجمهورية اليمني الدستورية بمثابة الإعلان الرسمى عن بدء<br />
الولاية، وفى مصر كما فى أغلب دول العالم يؤدى الرئيس اليمني<br />
أمام البرملان باعتباره الجهة املمثلة لنواب الشعب، وحال غيابه<br />
يُنظم الدستور الهيئة البديلة فى مراسم القسم، وفى الحالة<br />
املصرية فإنها الجمعية العامة للمحكمة الدستورية العليا،<br />
وذلك وفق نص املادة 144 من الدستور.<br />
ومنذ إعلان الجمهورية عقب ثورة يوليو 1952، كانت هناك<br />
حالات معدودة لأداء رئيس الجمهورية اليمني الدستورية فى<br />
أماكن غري مجلس النواب، وكلها كانت مُرتبطة بظرف انتقالى<br />
تمر به البلاد وقتها.<br />
محمد نجيب<br />
على سبيل املثال، أدى الرئيس محمد نجيب اليمني الدستورية<br />
ولاية ب«نص الدستور»<br />
نور على<br />
البنية التشريعية لاختيار المسؤول رقم واحد فى مصر.. قراءة فى المواد الدستورية المنظمة للترشح والانتخاب<br />
درج املصريون فى أغلب تاريخهم على أن يأتيهم<br />
الحاكم بالسيف، أو بالعائلة والنسب. ربما كان<br />
التغري الأوحد لتلك املُعادلة عندما اندلعت ثورة<br />
1952، واستعاد الضباط الأحرار زمام الحُ كم<br />
ليكون مصريًّا نابعً ا من صفوف الشعب، وكعادة<br />
كل التجارب الجديدة اتخذ النظام الجديد مسارا<br />
طويلا من التطور، لينتقل من عُ هدة الاستفتاء على<br />
اسم واحد، إلى الاختيار بني عدة أسماء، وفى كل<br />
املحطات كان الدستور مواكبًا وضابطًا لتفاعلات<br />
املشهد وحركة الجمهورية.<br />
ظل الأمر بالاستفتاء منذ 1965 إلى 1999،<br />
وشهد العام 2005 أول تجربة ت<strong>عدد</strong>ية عبر الاقتراع<br />
السرى املباشر، بعدما جرى تعديل املادة 76 من<br />
أمام الوزراء ومجلس قيادة الثورة فى الفناء الداخلى لقصر<br />
عابدين فى يونيو 1953، نظرا لعدم وجود مجلس للنواب وقتها.<br />
واختلفت صيغة القسم الذى أداه نجيب عن الصيغة املعمول<br />
بها حاليا؛ إذ قال: «أقسم بالله العظيم، أقسم بالله العظيم،<br />
أقسم بالله العظيم، أن أحافظ على الوطن وعلى حقوقه، وعلى<br />
سلامة البلاد داخل وخارج وادى النيل، معاديًا من يعادى<br />
وطنى، مُساملًا من يسامله، ومحافظًا على سلاحى، ولا أتركه قط<br />
حتى أذوق املوت، والله على ما أقول وكيل».<br />
ناصر والسادات<br />
حينما تولى الرئيس جمال عبدالناصر املنصب رسميا، عادت<br />
الأمور إلى أصولها وأدى اليمني الدستورية أمام مجلس الأمة فى<br />
يونيو 1956، وكان رئيس املجلس آنذاك محمد أنور السادات،<br />
الذى خلفه فى الرئاسة لاحقا، وأدى القسم أمام مجلس الأمة<br />
أيضً ا فى أكتوبر 1970، ووقتها كان رئيس املجلس الدكتور<br />
لبيب شقري.<br />
ولم تختلف صيغة اليمني الدستورية عن املعمول بها الآن،<br />
وهى: «أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصً ا على النظام<br />
الجمهورى، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح<br />
الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن ووحدة<br />
وسلامة أراضيه».<br />
من الفوضى للاستقرار<br />
دستور 1971، لكنها تضمنت شروطا تصل إلى<br />
حد التعجيز، جرى تخفيفها جزئيا بعد يناير<br />
2011، وصارت أنضج وأكثر كفاءة فى دستور<br />
2014 الذى أنتجته ثورة 30 يونيو وحالة الإجماع<br />
الشعبى على الخلاص من الإخوان.<br />
بحسب دستور 56؛ كان اختيار الرئيس<br />
بالاستفتاء بعدما يُقر مجلس الأمة الاسم بالأغلبية<br />
املطلقة، ويعتبر املرشح رئيسا بحصوله على<br />
الأغلبية املطلقة ل<strong>عدد</strong> املصوتني، وإن لم يحصل<br />
عليها يُرشح املجلس غريه بالطريقة نفسها.<br />
وحافظ دستور 71 على الآلية بأن يُطرح الاسم من<br />
ثُلث الأعضاء ويُمرر بالثلثني، إلى أن جرى تعديله<br />
فى 2005.<br />
ونص تعديل املادة 76 على أن يكون انتخاب<br />
رئيس الجمهورية بالاقتراع السرى العام املباشر<br />
وكان أول اختلاف بعد أحداث 25 يناير 2011، والظروف<br />
الاستثنائية التى فرضتها على املؤسسات والبيئة السياسية، فقد<br />
أدى املعزول محمد مرسى القسم أمام املحكمة الدستورية العليا<br />
بسبب عدم وجود مجلس للنواب، والأمر نفسه للرئيس املؤقت<br />
عدلى منصور الذى تولى املنصب عقب ثورة 30 يونيو 2013<br />
وإطاحة حُ كم جماعة الإخوان الإرهابية.<br />
أما الرئيس عبدالفتاح السيسى فقد أدى اليمني الدستورية<br />
أمام املحكمة الدستورية العليا عقب تنصيبه رئيسً ا لأول مرة<br />
فى 2014، ثم انتقلت مصر من الفوضى إلى الاستقرار، وعاد فى<br />
ولايته الثانية إلى املراسم املعتادة مؤديا اليمني الدستورية أمام<br />
مجلس النواب فى ولايته الثانية بالعام 2018.<br />
طقوس عاملية<br />
من كل أفراد الشعب، مع اشتراط تأييد 250 عضوا<br />
من املنتخبني بمجلسى الشعب والشورى واملجالس<br />
الشعبية املحلية للمحافظات، على ألا تقل الحصة<br />
عن 65 نائبا بالشعب و25 بالشورى و10 من<br />
كل مجلس شعبى محلى بأربع عشرة محافظة على<br />
الأقل.<br />
ونظمت التعديلات آلية الانتخابات، بأن يجرى<br />
الاقتراع فى يوم واحد، وتُشكل لجنة الانتخابات<br />
الرئاسية اللجان التى تتولى مراحل العملية<br />
الانتخابية والفرز، على أن تشرف عليها لجان عامة<br />
من أعضاء الهيئات القضائية. ويُعلَن انتخاب<br />
رئيس الجمهورية بحصول املرشح على الأغلبية<br />
املطلقة ل<strong>عدد</strong> الأصوات الصحيحة، فإذا لم يحصل<br />
أحد املرشحني على الأغلبية أُعيد الانتخاب بعد<br />
سبعة أيام على الأقل بني الاثنني الأعلى تصويتا،<br />
وفى حني أن دولا كثرية بالعالم جرت تقاليدها على تنظيم<br />
حفل لتنصيب رئيس الجمهورية عقب أداء اليمني الدستورية؛<br />
فإن الأمر فى مصر يخضع لظروف البلاد فى كل مرحلة، وفى<br />
الغالب يشمل الحفل <strong>عدد</strong>ا كبريا من املسؤولني والشخصيات<br />
العامة ووفود الدول. أما فى الحالة الأمريكية مثلا فيكون حفل<br />
التنصيب إجراء بروتوكوليا ترافقه حالة من املرح؛ إذ عُ رف<br />
خلاله تعبري ،first dance وهى رقصة يؤديها الرئيس على<br />
أغنية من اختياره، وقد أداها ترامب قبل 7 سنوات على أغنية<br />
my way وكانت أشبه برسالة للعالم أجمع بأنه سيسري فى<br />
املنصب بطريقته الخاصة.<br />
فإذا تساوى ثالث مع أحدهما اشترك فى الإعادة،<br />
وفى هذه الحالة يفوز صاحب أكبر <strong>عدد</strong> من<br />
الأصوات الصحيحة.<br />
ولا بديل عن الذهاب إلى الصناديق، إذ نصت<br />
املادة على أن يُجرى الاقتراع حتى لو تقدم مرشح<br />
واحد، أو لم يبق سواه بسبب تنازل باقى املُرشحني،<br />
أو لعدم ترشيح أحد غري من خلا مكانه، وفى هذه<br />
الحالة يُعلن فوز املرشح الحاصل على الأغلبية<br />
املطلقة ل<strong>عدد</strong> من أدلوا بأصواتهم الصحيحة.<br />
أما دستور 2014 فقد طوّر البنية القانونية<br />
والإجرائية للانتخابات الرئاسية، وسمح لكل<br />
الفئات من الحزبيني أو املستقلني بالترشح بشروط<br />
يسرية، إذ نصت املادة <strong>12</strong>4 على أن يحصل راغب<br />
الترشح على تزكية عشرين عضوا على الأقل من<br />
مجلس النواب، أو خمسة وعشرين ألف مواطن<br />
ممن لهم حق الانتخاب فى خمس عشرة محافظة<br />
على الأقل وبحد أدنى ألف مُؤيد من كل محافظة.<br />
وتنص املادة 143 على أن يُنتخب الرئيس<br />
بالاقتراع العام السرى املباشر، بالأغلبية املطلقة<br />
ل<strong>عدد</strong> الأصوات الصحيحة، وأعطت املادة 208<br />
للهيئة الوطنية للانتخابات اختصاص إدارة<br />
الاستفتاءات والانتخابات الرئاسية والنيابية<br />
واملحلية، بدءا من إعداد قاعدة بيانات الناخبني<br />
وتحديثها، واقتراح تقسيم الدوائر، وتحديد<br />
ضوابط الدعاية والتمويل، والإنفاق الانتخابى<br />
والإعلان عنه والرقابة عليه، وتيسري إجراءات<br />
تصويت املصريني املقيمني فى الخارج، وغري ذلك<br />
من الإجراءات حتى إعلان النتيجة، فى ضمانة<br />
مهمة لتحصني العملية الانتخابية وضمان نزاهتها<br />
واستقلال الجهة املشرفة عليها.<br />
1953<br />
اللواء محمد نجيب<br />
يؤدى اليمين<br />
الدستورية رئيسا<br />
للجمهورية<br />
1956<br />
جمال عبدالناصر<br />
يؤدى اليمين رئيسا<br />
لأول مرة<br />
1970<br />
السادات يؤدى اليمين<br />
بعد أيام من رحيل<br />
عبدالناصر<br />
1981<br />
مبارك يتولى الرئاسة<br />
خلفا للرئيس السادات<br />
بعد 8 أيام من اغتياله<br />
20<strong>12</strong><br />
محمد مرسى يتولى<br />
السلطة قبل أن يثور<br />
عليه الملايين فى<br />
يونيو 2013<br />
2013<br />
المستشار عدلى منصور<br />
يؤدى اليمين رئيسا<br />
مؤقتا لمدة سنة<br />
2014<br />
المشير عبدالفتاح<br />
السيسى يؤدى<br />
اليمين لأول مرة رئيسا<br />
للجمهورية<br />
ال<strong>عدد</strong> 4572<br />
الأربعاء 6 ديسمبر <strong>2023</strong><br />
05<br />
11<br />
30<br />
<strong>عدد</strong> الرؤساء<br />
المصريين بشكل<br />
طبيعى أو<br />
مؤقت<br />
سنة أطول فترة<br />
حكم من نصيب<br />
الرئيس مبارك<br />
يوم أقصر<br />
فترة وتولاها<br />
زكريا محيى<br />
الدين خلال فترة<br />
النكسة وإعلان<br />
تنحى عبدالناصر<br />
أيام تولاها<br />
رئيس مجلس<br />
الشعب صوفى<br />
أبو طالب بعد<br />
اغتيال السادات<br />
سنة مدة حُ كم<br />
الرئيس المؤقت<br />
عدلى منصور<br />
بعد ثورة 30<br />
يونيو<br />
فبراير تاريخ<br />
تنحى مبارك عن<br />
السلطة بعد<br />
ثورة يناير<br />
1<br />
8<br />
%99.9<br />
2<br />
عابرون على القصر الجمهورى<br />
إعلان<br />
الجمهورية<br />
وتولى محمد<br />
نجيب المنصب<br />
نسبة تأييد<br />
الشعب للرئيس<br />
عبدالناصر فى<br />
الاستفتاء على<br />
الرئاسة<br />
1953<br />
9
p.6<br />
%48.5<br />
%55<br />
%54<br />
%50<br />
%33<br />
1956<br />
1923<br />
1951<br />
1957<br />
2<br />
حُ رّاس الديمقراطية<br />
إدارة الاستحقاقات الرئاسية ومراحل تطورها<br />
بدأت بلجنة قضائية وانتهت إلى هيئة وطنية مستقلة قادت انتخابات ٢٠١٨ بكفاءة واحترافية عالية<br />
قرابة 7 عقود من تنصيب الحُ كام بإرادة الشعب؛ وليس إخضاع<br />
الإرادة لرغبات القصور أو تسلسل الوراثة داخل العائلة املالكة.<br />
ومنذ عرفت مصر منصب الرئيس، تطوّرت آليات اختياره من<br />
التصويت على شخص؛ إلا الاختيار من قائمة مُتنافسني.<br />
اليوم يستشرف املصريون الاستحقاق الت<strong>عدد</strong>ى الخامس،<br />
والثالث بعد ثورة 30 يونيو، لكن ما تحقق سابقً ا ويُنتظَر<br />
تكراره فى سباق 2024؛ إنما يقف على مرياث طويل من فلسفة<br />
الجمهورية وصيغة الحُ كم املؤسسى، وتطور البيئة السياسية من<br />
التنظيم الواحد إلى املنابر ثم حرية الأحزاب وصولا إلى أن نشهد<br />
سباقًا على الحُ كم يخوضه ثلاثة قيادات حزبية، يتنافسون مع<br />
رئيس حقق حضورًا بارزًا منذ دوره فى إسناد الإرادة الشعبية<br />
فى ثورتها على الإخوان، وحتى ترسيخ مكانته بما حققه من أداء<br />
وإنجازات فى ولايتني من عشر سنوات.<br />
مرحلة الاستفتاء<br />
بدأت الاستحقاقات الرئاسية بعد سنوات من إزاحة امللكية.<br />
وكان أول استفتاء على اسم الرئيس جمال عبدالناصر، ثم على<br />
الجمهورية العربية املتحدة التى تشكلت مع سوريا وقادها ناصر<br />
أيضا، وجاءت ولايته الثانية فى مارس 1965 بعد استفتاء فى<br />
الخامس عشر من الشهر نفسه، وفاز فيه بنحو 7 ملايني صوت<br />
تمثل % 99.9 من الأصوات، بينما بلغت نسبة املشاركة % 98.5<br />
من إجمالى الناخبني.<br />
بعد وفاة عبد الناصر فى 28 سبتمبر 1970، تولى نائبه أنور<br />
السادات الرئاسة بعدما رشّ حه مجلس الأمة وجرى الاستفتاء<br />
الشعبى عليه وفقا لدستور 1964 املؤقت. ثم وضع دستور<br />
1971 الدائم صيغة لشكل الاستحقاق فى املادتني 76 و77،<br />
وقال النص: «يُرشح مجلس الشعب رئيس الجمهورية، ويُعرض<br />
الترشيح على املواطنني لاستفتائهم فيه، ويتم الترشيح فى مجلس<br />
الشعب ملنصب رئيس الجمهورية بناء على اقتراح ثُلث أعضائه<br />
على الأقل، ويعرض املرشح الحاصل على أغلبية ثلثى أعضاء<br />
املجلس على املواطنني لاستفتائهم فيه، فإذا لم يحصل على الأغلبية<br />
املشار إليها أُعيد الترشيح مرة أخرى بعد يومني من تاريخ نتيجة<br />
التصويت الأول، ويعرض املرشح الحاصل على الأغلبية املطلقة<br />
لأعضاء املجلس على املواطنني لاستفتائهم فيه. ويعتبر املرشح<br />
رئيساً للجمهورية بحصوله على الأغلبية املطلقة ل<strong>عدد</strong> من أعطوا<br />
أصواتهم فى الاستفتاء، فإن لم يحصل املرشح على هذه الأغلبية<br />
رشح املجلس غريه، وتتبع فى شأن ترشيحه وانتخابه الإجراءات<br />
ذاتها».<br />
ونصت املادة 77 على أن «مدة الرئاسة ست سنوات ميلادية<br />
تبدأ من تاريخ إعلان نتيجة الاستفتاء، ويجوز إعادة انتخاب<br />
رئيس الجمهورية ملدد أخرى». وظل هذا الوضع مستمرًا حتى<br />
تعالت أصوات املعارضة على مدار السنوات املتتابعة لإجراء<br />
انتخابات رئاسية وليس استفتاء، وهو ما استجاب له الرئيس<br />
الأسبق حسنى مبارك فتم تعديل دستور 1971 فى العام 2005<br />
ليتحول نظام شغل منصب الرئاسة من الاستفتاء إلى الانتخابات<br />
الت<strong>عدد</strong>ية، مع إعادة صياغة شروط الترشح ومعايري التقدم<br />
للمنصب الأرفع.<br />
الانتخابات الت<strong>عدد</strong>ية<br />
نياشين على صدر الوطن<br />
فى 7 سبتمبر 2005 كانت أول انتخابات ت<strong>عدد</strong>ية، بإشراف املستشار<br />
محمود مرعى رئيس املحكمة الدستورية العليا، وقد حددت اللجنة<br />
أسبوعا لتلقى طلبات الترشيح من 9 يونيو حتى الساعة الثامنة من<br />
مساء 4 أغسطس، كما حددت الفترة من 17 أغسطس إلى 4 سبتمبر<br />
للدعاية، وقررت لجنة الانتخابات إنشاء ما يُسمى ب«مراكز الاقتراع»<br />
ليضم كل مركز 3 صناديق فى مكان واحد ويشرف على املركز قاضٍ<br />
بجانب رؤساء اللجان الفرعية الذين يُشرف كل منهم على صندوق<br />
واحد. وعقب ثورة 2011 تم تشكيل اللجنة العليا للانتخابات، وجرت<br />
انتخابات ت<strong>عدد</strong>ية انتهت بثورة 30 يونيو بعدما أخفق الإخوان فى الحُ كم<br />
وعرّضوا أمن الدولة واستقرارها ملخاطر عميقة، انطلاقًا من ارتهانهم<br />
لأجندة خارجية وتورطهم فى مخططات كانت ترمى إلى تقويض<br />
املصالح الوطنية العليا. ثم بعدها صيغ دستور جديد أقره الشعب<br />
فى 2014، ونصت مادته 140 على أن «يُنتخب رئيس الجمهورية ملدة<br />
أربع سنوات ميلادية، تبدأ من اليوم التالى لانتهاء مدة سلفه، وتبدأ<br />
إجراءات انتخاب رئيس الجمهورية قبل انتهاء مدة الرئاسة بمائة<br />
وعشرين يومً ا، وذلك تحت إشراف اللجنة العليا للانتخابات».<br />
وفى 2017 أُصدر القانون 198 بإنشاء الهيئة الوطنية للانتخابات،<br />
لتكون هيئة مستقلة بذاتها تتكون من مجلس إدارة وجهاز تنفيذى،<br />
وتكون مسؤولة عن كل إجراءات الاستفتاءات والانتخابات وتنظيم<br />
العملية املتعلقة بهما، وذلك تحت إشراف قضائى كامل، وقد بدأ<br />
إشراف الهيئة الوطنية على أول انتخابات رئاسية فى العام 2018،<br />
وتشرف الآن على الاستحقاق الثانى الذى انتهى تصويت املصريني<br />
بالخارج فيه قبل أيام، ويستعد الداخل للذهاب إلى لجان الاقتراع أيام<br />
10 و11 و<strong>12</strong> من الشهر الجارى.<br />
رجال القضاء يحفظون النزاهة والجهات الأمنية تصون الاستقرار.. الموظفون المعاونون يسطرون ملحمة.. والحبر الفوسفورى ختم الإنجاز<br />
كتب - إبراهيم قاسم - أمنية املوجى<br />
مشهد يقوده الناخبون، لكن أبطاله كثريون من<br />
البشر واملؤسسات والتفاصيل التى تتكامل لتصنع<br />
مشهدا ديمقراطيا نابضا بالحيوية.. هكذا تمضى<br />
الانتخابات الرئاسية الجارية فى مسار يتأسس<br />
على التجربة الت<strong>عدد</strong>ية منذ 2005، ولا يخلو من<br />
مرياث الإجلال والجدية الذى صنعه الشعب مع<br />
املنصب التنفيذى الأول منذ الانتقال من امللكية<br />
للجمهورية، ومع الاقتراب من صناديق 2024<br />
تواصل الهيئة الوطنية للانتخابات استكمال<br />
اللوجستيات، بعدما أنجزت جولة الخارج بكفاءة<br />
واقتدار، وبتعاون مثالى مع الخارجية وبعثاتنا<br />
الدبلوماسية فى <strong>12</strong>1 دولة، لنستعد للجولة الأهم<br />
بقيادة الجمهور، وبطولة الرعاة الدائمني للإرادة<br />
الشعبية.<br />
قضاة مصر<br />
يعد دور القضاة فى العملية الانتخابية واحدا<br />
من أبرز الأدوار فى استكمال صيغة الاستحقاق<br />
على الوجه الأمثل، إذ ينص الدستور والقانون على<br />
الإشراف القضائى ضمانا للنزاهة والشفافية، كما<br />
كان ذلك مطلبا أصيلا من أطياف املشاركني فى<br />
الحوار الوطنى، وقد استجاب له الرئيس ووجه<br />
الحكومة والجهات املعنية بالعمل على إنفاذه.<br />
وضعت الهيئة الوطنية للانتخابات مجموعة<br />
من التدابري والإجراءات، التى تحتكم فيها ملواد<br />
الدستور ونصوص القانون، من أجل استيفاء<br />
صيغة الإشراف القضائى بشكلها الكامل على<br />
قاعدة «قاض لكل صندوق»، وينص قانون<br />
الهيئة الوطنية للانتخابات الصادر فى 2017، على<br />
أن تصدر قرارا بتشكيل اللجان العامة والفرعية،<br />
التى تتولى إدارة الاقتراع والفرز فى الاستفتاءات<br />
والانتخابات.<br />
بدأ رجال القضاء دورهم فى الإشراف القضائى<br />
على الانتخابات مع تعديلات دستور 1971 بالعام<br />
2005، فيما يتعلق بانتخاب رئيس الجمهورية<br />
بالاقتراع السرى املباشر تحت ولاية قضائية، ومن<br />
هنا صار رجال العدالة قاسما مشتركا ودائما فى<br />
مشهد الديمقراطية، ومن املقرر 13 ألفا من أصل<br />
18 ألف قاض على مستوى الجمهورية لتغطية<br />
اللجان فى أنحاء مصر، بينما يفترض أن تكون<br />
الانتخابات الرئاسية 2024 آخر استحقاق تحت<br />
إشراف قضائى كامل، إذ ينص الدستور على أن<br />
يتم الاقتراع والفرز فى الاستفتاءات والانتخابات<br />
بعد السنوات العشر التالية، لإقرار دستور 2014<br />
الصادر فى 15 يناير 2014 تحت إشراف كامل<br />
من أعضاء من الجهات والهيئات القضائية،<br />
لتنتقل الولاية لاحقا إلى الهيئة الوطنية وفرق<br />
عملها.<br />
تأمني الانتخابات<br />
البطل الثانى فى مشهد الانتخابات رجال الأمن<br />
والانضباط، وتشمل مهامهم تأمني الناخبني<br />
والحفاظ على سلامتهم، وتحقيق الأمن العام أثناء<br />
التصويت، وتأمني املرشحني ومؤيديهم، وأعضاء<br />
الجهات والهيئات القضائية خلال فترات عملهم،<br />
فضلا على اللجان والصناديق وتسليم وتسلم<br />
أوراق الانتخابات.<br />
أعدت الجهات املختصة خطة أمنية لتأمني<br />
الرئيس ناخبا<br />
الاستحقاق الرئاسى، إذ تتولى قوات الشرطة تأمني<br />
مراكز الاقتراع واللجان من الخارج، وحفظ الأمن<br />
العام وحماية الصناديق والبطاقات، وتستمر<br />
الإجراءات طيلة ثلاثة أيام الانتخابات، عبر فرض<br />
حرم أمنى فى حدود 200 متر حول كل لجنة،<br />
ومنع وقوف السيارات أمام اللجان لتيسري التأمني<br />
وتسهيل عبور الناخبني، كما تشارك القوات<br />
املسلحة فى ضبط الأجواء الانتخابية خلال نقل<br />
الأوراق وانتقال القضاة، خصوصا فى املحافظات<br />
الحدودية واملناطق النائية.<br />
املوظفون املعاونون<br />
يحضر املوظفون املعاونون داخل اللجان ضمن<br />
قائمة الجنود املجهولني، إذ يلعبون دورا بالغ<br />
الأهمية والتأثري، ولا يكتمل املشهد الديمقراطى<br />
إلى بجهدهم املخلص واملتصل طيلة أيام الاقتراع<br />
وأعمال الفرز وحصر الأصوات.<br />
تستعني الهيئة الوطنية بآلاف من أعضاء<br />
الجهاز الإدارى للدولة، بهدف معاونة رجال<br />
القضاة املشرفني على الانتخابات. وبحسب قانون<br />
الهيئة الوطنية للانتخابات، يتولى إدارة الاقتراع<br />
والفرز أعضاء تابعون للهيئة، يختارهم املجلس<br />
من العاملني املدنيني بالدولة أو غريهم وفق<br />
القواعد املحددة، وللمجلس أن يستعني بأعضاء<br />
من الهيئات القضائية، ومع امتداد الإشراف<br />
القضائى يتولى رجال القضاء الإدارة ويعاونهم<br />
املوظفون، وبجانب ذلك خصصت الهيئة الوطنية<br />
للانتخابات موظفني منسقني للطوبري الانتخابية،<br />
بهدف مساعدة الناخب فى الوصول إلى لجنته<br />
وتسهيل دخول ذوى الهمم وكبار السن.<br />
الحبر الفوسفورى<br />
إن كانت الفاعلية تتحدد بإقبال الناخبني،<br />
والنزاهة يضمنها الإشراف القضائى، فإن الحبر<br />
الفوسفورى يظل واحدا من أبطال املشهد،<br />
إذ يلعب دورا فى تنظيم املساحة بني الإقبال<br />
والنزاهة، وضمان ألا يتكرر تصويت الناخب،<br />
وأكدت الهيئة الوطنية للانتخابات فى وقت سابق<br />
أنها بحثت الكميات املطلوب توفريها، واملواصفات<br />
الفنية والشروط الصحية، واهتمت بتلك املسألة<br />
اللوجستية اتصالا بأنها واحدة من أهم الضمانات<br />
املت<strong>عدد</strong>ة لسلامة عملية الاقتراع.<br />
يعد إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات استخدام<br />
الحبر الفوسفورى مرة أخرى فى الانتخابات<br />
الرئاسية املقبلة، عودة جديدة إليه بعد توقف<br />
العمل به منذ العام 2019 بسبب جائحة فريوس<br />
كورونا، إذ لم يكن حاضرا فى انتخابات مجلس<br />
الشيوخ 2020.<br />
الحبر الفوسفورى عبارة عن مادة صبغية<br />
ملونة ومركزة، لها صفة كيميائية تظهر اللون<br />
بشكل مضىء، وهو من العلامات املميزة فى<br />
الاستحقاقات الديمقراطية، خاصة الانتخابات<br />
الرئاسية، عبر تمييز كل ناخب أدلى بصوته أمام<br />
رئيس اللجنة، حرصا على ألا يتكرر تصويته مرة<br />
أخرى، ومن مواصفاته أن يكون آمنا على الصحة،<br />
ولا تسهل إزالته إلا بعد أيام، فضلا على رمزيته<br />
املهمة فى استكمال أجواء الحالة الشعبية املرافقة<br />
للانتخابات، وقد صار معتادا أن ينشر الناخبون<br />
صورا لأصابعهم املغموسة فى الحبر، دليلا على<br />
املشاركة والفرحة بأجواء الديمقراطية وإعلاء<br />
إرادة الشعب.<br />
عبدالناصر يقترع فى مدرسة الطبرى بميدان روكسى.. السادات فى قريته بالمنوفية.. مبارك بمصر الجديدة وعدلى منصور بأكتوبر.. والسيسى فى الخلفاء الإعدادية<br />
إيمان على - سمر سلامة<br />
إبراهيم قاسم - أمنية املوجى<br />
إنه رئيس أو مرشح للرئاسة، يحكم أو يتطلع لدعم<br />
الناخبني، لكنه مواطن أولا وناخب أيضا، وفى كل<br />
الاستحقاقات املاضية لم يغب الرؤساء واملرشحون<br />
عن مشهد التصويت، ولم ينقطع الاهتمام عن رصد<br />
تحركاتهم واللجان التى يدلون فيها بأصواتهم، وقد<br />
توزعت على نطاق عريض بعضه يتصل بمقر الحكم أو<br />
الإقامة، وبعضه يعود إلى الجذور وبيئة النشأة.<br />
اليوم نعيش أجواء استحقاق جديد، مع تجربة<br />
الانتخابات الت<strong>عدد</strong>ية الخامسة بالإجمال، والثالثة بعد ثورة<br />
30 يونيو وموجة التصحيح الشعبية الكاسحة لاختلالات<br />
مشهد يناير وبذاءة مواقف الإخوان، ومع استعداد ملايني<br />
الناخبني للذهاب إلى الصناديق، فإن املرشحني الأربعة<br />
فى السباق بني الجمعية العمومية للمصريني الذين<br />
سيقترعون على الرئيس، وهو ما يذكر بالاستحقاقات<br />
املاضية ولجان الرؤساء.<br />
بحسب البرنامج الزمنى، انتهت جولة الخارج بني 1<br />
و3 ديسمبر، وتنطلق جولة الداخل الأحد املقبل لتمتد<br />
حتى الثلاثاء <strong>12</strong> ديسمبر، بينما تحدد اليوم التالى موعدا<br />
لانتهاء عملية الفرز وإرسال املحاضر للجان العامة، على<br />
أن يكون 18 ديسمبر لإعلان النتيجة ونشرها فى الجريدة<br />
الرسمية.<br />
وحتى الآن، دخل القصر الجمهورى 9 رؤساء، شكلوا<br />
ملامح التجربة الجمهورية طوال سبعة عقود، وكانوا<br />
محط أنظار الجمهور فى الأيام العادية، وفى أجواء<br />
الانتخابات والاستفتاءات بدرجة أكبر، وقد بدأت بالعام<br />
1956 باستفتاء مزدوج على دستور ثورة يوليو، واختيار<br />
جمال عبدالناصر رئيسا، وما زالت ممتدة مع الرؤساء<br />
التاليني وبقائمة طويلة من اللجان التى صارت مهمة أو<br />
تاريخية، لأنها لجنة الرئيس.<br />
«ناصر» فى الطبرى<br />
كانت الجمهورية حديثة العهد، وأديرت سنواتها الأولى<br />
من خلال مجلس قيادة الثورة، لذا كان استفتاء 1956<br />
التجربة الأولى التى يستفتى فيها الشعب على رئيسه، وفيه<br />
فاز عبدالناصر بنسبة % 99.9 من مجموع املقترعني،<br />
وكانت لجنته الانتخابية التى أدلى فيها بصوته فى مدرسة<br />
الطبرى بميدان روكسى فى حى مصر الجديدة.<br />
جذور السادات<br />
ظل الرئيس السادات حريصا على الاتصال بجذوره<br />
الأولى فى محافظة املنوفية، سواء فى املناسبات والأعياد<br />
أو الزيارات الاعتيادية طوال العام، ولم يختلف الأمر فى<br />
الاستحقاقات الرئاسية أيضا، إذ اعتاد الإدلاء بصوته فى<br />
لجنته الانتخابية ومقرها مدرسة قريته ميت أبوالكوم.<br />
مصر الجديدة مجددا<br />
تولى حسنى مبارك الرئاسة بعد ثمانية أيام من اغتيال<br />
السادات، وقد أجرى استفتاء سريع بينما كان رئيس مجلس<br />
الشعب صوفى أبوطالب رئيسا مؤقتا، وفى الاستحقاق أدلى<br />
نائب الرئيس الذى خلفه فى املنصب بصوته فى لجنة مدرسة<br />
مصر الجديدة الرسمية للغات، واعتاد أن تكون لجنته<br />
الانتخابية لاحقا.<br />
من الشرقية لأكتوبر<br />
أدلى املعزول محمد مرسى بصوته فى انتخابات 20<strong>12</strong><br />
بلجنة مدرسة السادات الإعدادية بنني بالشرقية، بينما أدلى<br />
الرئيس املؤقت عدلى منصور بصوته فى الانتخابات الرئاسية<br />
2014 فى مدرسة الحى الأول للتعليم الأساسى بمدينة<br />
السادس من أكتوبر.<br />
لجنة الرئيس السيسى<br />
كان املشري السيسى مرشحا فى سباق 2014، وأدلى بصوته<br />
فى لجنة مدرسة الخلفاء الإعدادية بنني بمصر الجديدة،<br />
لكنه فى الاستحقاق التالى 2018 كان رئيسا يجدد العهد<br />
مع الناخبني، وخلاله أدلى بصوته فى لجنة مدرسة الشهيد<br />
مصطفى يسرى أبوعمرية بحى مصر الجديدة أيضا.<br />
أبطال دائمون فى مشهد الانتخابات<br />
لجان تصويت احتضنت مشاركات قادة الجمهورية<br />
نصف المجتمع<br />
وكل الأمل<br />
كتلة تصويتية ضخمة ناضلت من أجل حقوقها السياسية ولم تفرط فيها تحت كل الظروف.. ونسبة مشاركتهن تجاوزت الرجال بكثير فى بعض الاستحقاقات<br />
لا مبالغة لو قلنا إنه فى البدء كانت الأنثى<br />
إذ هى الحياة فى جوهرها الخصب اللطيف،<br />
ونصف الوجود بالأصالة وكله بما تتكبده<br />
من أعباء رعاية النصف الآخر. وفى مصر على<br />
التحديد، كانت نساؤها قاسما عظيما فى سريتها<br />
التاريخية دائما، من فجر التاريخ وعلى أعتاب<br />
معبد حتشبسوت ومقابر امللكات البارزات، وإلى<br />
أن صارت املرأة بطلا حاضرا فى واجهة املشهد<br />
الوطنى منذ 2011، وفى ثورة 30 يونيو، واليوم<br />
فى كل املؤسسات وبيئات العمل والاستحقاقات<br />
الانتخابية.<br />
لا يخلو أى مشهد انتخابى فى مصر من حضور<br />
قوى للمرأة، فتكتظ طوابري الناخبات وتعبر<br />
كثريات منهن بعفوية وبهجة عن سعادتهن<br />
باملشاركة والإدلاء بأصواتهن، وتنطلق الزغاريد أو<br />
الضحكات العفوية، فيما يحرصن على اصطحاب<br />
أطفالهن الصغار معهن، كأنهن يغرسن الإيجابية<br />
فيهم منذ الصغر.<br />
ورغم أن الكتلة التصويتية للمصريات<br />
لا تتجاوز % 48.5 من إجمالى الناخبني،<br />
فإن مشاركتهن تتخطى الرجال فى كثري من<br />
الحالات، كما حدث فى الاستفتاء على دستور<br />
2014 وتسجيلهن نسبة % 55 من الأصوات.<br />
والواقع أن املشاهد امللهمة للنساء فى لجان<br />
الانتخابات، جاءت بعد تاريخ طويل من<br />
النضال فى سبيل إثبات الحضور، واستيفاء<br />
حقوقهن السياسية كاملة غري منقوصة، ربما<br />
كانت البداية مع خروجهن إلى الشارع فى ثورة<br />
1919، لكن الأمر تطلب مزيدا من الوقت إلى أن<br />
فازت النساء بحق الانتخاب للمرة الأولى بقانون<br />
الانتخاب الصادر عام 1956، بعد 4 سنوات<br />
من حركة الضباط الأحرار التى أحدثت تحولا<br />
جذريا فى البيئة السياسية املصرية بالكامل،<br />
كانت أهم ملامحها أن صارت مصر جمهورية<br />
يديرها الرؤساء ولا يملكها أصحاب الدماء<br />
الزرقاء من امللوك والسلاطني.<br />
كان حضور املصريات لامعا فى شوارع<br />
الثورة، ولا تنسى مسرياتهن الحاشدة، ولا<br />
الدماء التى قدمنها أمام رصاص الاحتلال<br />
الإنجليزى، ثم كانت الخطوة التالية فى 1923<br />
عندما أسست هدى شعراوى الاتحاد النسائى<br />
املصرى، وكان من أهم أهدافه «رفع مستوى<br />
املرأة الأدبى والاجتماعى، للوصول بها إلى حد<br />
يجعلها أهلا للاشتراك مع الرجال فى جميع<br />
الحقوق والواجبات»، وطالب الاتحاد بحق املرأة<br />
فى الترشح والتصويت فى الانتخابات، بالإضافة<br />
إلى حق العضوية فى املجالس والهيئات النيابية.<br />
وقبل صدور أول قانون يتيح للمرأة حق<br />
الانتخاب ب5 سنوات، قادت درية شفيق فى<br />
فبراير 1951 تظاهرة ضخمة شاركت فيها<br />
1500 امرأة، للمطالبة بالحقوق السياسية،<br />
وإصلاح قانون الأحوال الشخصية، وتلاها<br />
عرض مشروع قانون يمنح املرأة حق الانتخاب<br />
والترشح للبرملان، لكنه قوبل بالرفض وقتها.<br />
وفى العام التالى، تشكلت اللجنة التأسيسية<br />
للدستور فى يوليو 1952 بدون أية امرأة،<br />
فأعربت الحركة النسائية عن احتجاجها،<br />
وبدأت درية شفيق و<strong>عدد</strong> من النساء إضرابا عن<br />
الطعام لم يوقفنه إلا حينما حصلن على وعد من<br />
الرئيس محمد نجيب، بأن يتضمن الدستور<br />
الجديد قانونا يكفل للمرأة حقوقها السياسية،<br />
ما تحقق عام 1956 حني صدر قانون تنظيم<br />
مباشرة الحقوق السياسية، ثم فى العام التالى<br />
ترشحت 6 سيدات فى الانتخابات البرملانية،<br />
ونجحت اثنان منهن فى الوصول إلى مجلس<br />
الأمة عن دائرتني مهمتني، هما أمينة شكرى عن<br />
الإسكندرية وراوية عطية عن الجيزة.<br />
وانطلاقا من دورها البارز فى ثورة يناير،<br />
وحضورها املشهود واملؤثر بعدها، لم تتخل<br />
املرأة املصرية عن حقوقها بني املرشحني<br />
والناخبني، فكانت الأبرز فى مشاهد الانتخابات<br />
البرملانية، وفى الاستفتاءات والاستحقاقات<br />
السيدة الأولى.. وراء كل زعيم امرأة<br />
الرئاسية، وحرصت النساء اللائى يمثلن كتلة<br />
تصويتية لا يستهان بها على املشاركة الكثيفة،<br />
فارتفعت النسبة من % 33 عام 2005 إلى 50<br />
% فى 20<strong>12</strong>، ثم قفزت لأكثر من % 54 فى<br />
الانتخابات الرئاسية 2014.<br />
تكرر املشهد فى انتخابات الرئاسة 2018،<br />
إذ كان الحضور النسائى لافتا للغاية، وعكس<br />
صورة إيجابية عن وعى امل رأة املصرية<br />
وإيجابيتها فى املشاركة، ويتأسس ذلك على<br />
مبادرة فردية من ملايني النساء، فضلا على<br />
جهود مؤسسية وحملات توعية لحثهن على<br />
صيانة املكتسبات املتحققة للمرأة خلال<br />
السنوات الأخرية، ومنها حملة «صوتك ملصر<br />
بكرة» التى نظمها املجلس القومى للمرأة<br />
سابقا، وحملته الحالية «بلدى أمانة» وهدفها<br />
توعية الرائدات الريفيات، وكذلك حملات<br />
ومبادرات املجتمع املدنى مثل «انزلى وشاركى»<br />
و«أنا مشاركة».<br />
تحية كاظم فضلت دور الأم وكانت نادرة الظهور.. جيهان لعبت أدوارا تنويرية بارزة وسوزان اهتمت بالثقافة.. وانتصار السيسى تركز على الفتيات واكتشاف ورعاية الموهوبين<br />
كتبت - نورا طارق<br />
كانت التجربة الجمهورية حديثة العهد،<br />
عندما قررت السيدة تحية كاظم أن تتوارى<br />
عن املشهد العالم؛ اللهم إلا قليلا من املراسم<br />
والاستقبالات الرسمية. ربما كان الأمر<br />
عائدًا إلى طبيعتها الهادئة، أو شخصية<br />
الرئيس عبدالناصر املُحافظة، أو إلى تلمّ س<br />
الخُ طى فى نظام حُ كم جديد بانقطاع كامل<br />
عن امللكية وتقاليدها. مرّت العقود وتطوّر<br />
حضور السيدة الأولى فى املشهد؛ لكنه كان<br />
موصولاً دائمً ا بطبيعة كل زوجة بأكثر من<br />
اتصاله بالبروتوكول والبنية املؤسسية،<br />
والحصيلة بعد سبعة عقود تراكم ضخم<br />
من تقاليد البيوت الرئاسية، ومن نشاطات<br />
«السيدة الأولى».<br />
بجانب املراسم التى تقتضى حضور<br />
قرينة الرئيس، فإن الأدوار العامة توجهت<br />
إلى موضوعات اجتماعية وثقافية بالدرجة<br />
الأكبر، فقدمت السيدات الأوليات خلال<br />
العقود املاضية إسهامات ملموسة فى قضايا<br />
تتصل بالتعليم والصحة والتثقيف ورعاية<br />
الأطفال وكبار السن، فضلا على حقوق<br />
املرأة ومُكافحة الفقر، ومن نشاطات<br />
السيدة تحية كاظم املحدودة كمًّ ا ونوعً ا،<br />
إلى أنشطة السيدة انتصار السيسى التى<br />
تتركز على تمكني املرأة، ودعم الفتيات<br />
والأطفال املوهوبني، يُمكن استقراء مسار<br />
طويل من الأفكار والجهود التى بذلتها<br />
قرينات الرؤساء، وتركت أثرًا واضحً ا فى وعى<br />
املستفيدين املباشرين، وربما فى فلسفة<br />
املسؤولني التنفيذيني واضطلاعهم باملهام<br />
التنموية ذات الطبيعة الإنسانية.<br />
تحية كاظم<br />
الزوجة والسند<br />
فضلت السيدة تحية كاظم، قرينة الرئيس الراحل<br />
جمال عبدالناصر، أن تبتعد عن الأضواء لتلعب<br />
دورا أكثر اتصالا بالأسرة الصغرية، فكانت<br />
الزوجة والأم والعون املباشر على مهام التربية<br />
والإدارة املنزلية، حتى يتيسر للرئيس أن يتفرغ<br />
ملهامه العامة.<br />
عُ رف عن «تحية» أنها كانت ربّة منزل من<br />
الدرجة الأولى، وكانت تهوى العزف على البيانو،<br />
ومن املحبني لآل البيت والأولياء، ولم تتخل عن<br />
حرصها الثابت أن ترعى شؤون أسرتها من أدق<br />
التفاصيل إلى أكبرها، وظلت على تلك الصيغة<br />
منذ زواجها بعبدالناصر منتصف العام 1944<br />
حتى رحيله؛ بل لم تُغادر مُعكتفها الأسرى إلى أن<br />
لحقت به بعد أكثر من عشرين عاما.<br />
هذا الاختيار واضح املعالم، كُسر فى حالات<br />
معدودة ونادرة، ظهرت خلالها السيدة تحية<br />
كاظم فى مراسم أو استقبالات رسمية، كان منها<br />
لقاء الزعيم اليوغوسلافى جوزيف تيتو وزوجته.<br />
سيدات مصر يتصدرن مشهد الانتخابات<br />
ويصنعن بهجة العرس الديمقراطى<br />
حكايات قرينات الرؤساء بين الأسرة والشأن العام<br />
جيهان السادات<br />
الانتصار للمصريات<br />
كانت حضور جيهان السادات فى املشهد العام<br />
شديد البروز؛ ربما لاستلهامها للنموذج من الغرب<br />
فى ضوء أصولها وثقافتها الإنجليزية، وقد كانت لها<br />
أدوار عديدة ومتنوعة، ونشاطات مع املسؤولني<br />
وعضوات البرملان، وأسست منظمات وجمعيات<br />
الخريية تخصصت فى تعليم النساء، كما لعبت دورا<br />
فى إصلاح قوانني الأحوال الشخصية؛ إذ كانت وراء<br />
إصدار مرسوم 1979 الذى أسماه البعض «قانون<br />
جيهان»، وكان يُلزم الزوج بإبلاغ زوجته قبل<br />
تسجيل الطلاق، كما منحها الحق فى تحريك دعوى<br />
قضائية للمطالبة بالنفقة، وإطالة فترة حضانتها<br />
للطفل، وإلى ذلك كان لها دور مباشر فى تعيني<br />
عائشة راتب أول سفرية مصرية، وتعزيز حضور<br />
النساء تحت قبة البرملان.<br />
وبجانب مساندتها للمرأة، سجلت نشاطا إنسانيا<br />
خلال حرب أكتوبر، إذ حرصت على زيارة الجرحى<br />
فى املستشفيات، ورفع الروح املعنوية للجنود على<br />
الجبهة، ولم تتخل عن نشاطها بعدما استُشهد<br />
الرئيس السادات بالعام 1981، فظلت على بعض<br />
أدوارها الاجتماعية، وحضرت فى مقدمة املنحازين<br />
لثورة 30 يونيو على حُ كم جماعة الإخوان الإرهابية،<br />
وكانت ثابتة فى مواقفها الوطنية حتى رحيلها.<br />
سوزان مبارك<br />
أولوية الأم والطفل<br />
حرصت السيدة سوزان مبارك، قرينة الرئيس<br />
الراحل حسنى مبارك، على أن تلعب أدوارا<br />
عامة ذات طبيعة تنموية، تقاطعت أحيانا مع<br />
املؤسسات التنفيذية. وكان تركيزها على مسائل<br />
الأمومة والطفولة، وبعض النشاطات املتصلة<br />
بالثقافة والإبداع.<br />
كانت أول رئيس للمجلس القومى للمرأة،<br />
وظلت فى موقعها نحو عشر سنوات، ركزت<br />
خلالها على مراجعة واقتراح وتعديل تشريعات<br />
خاصة باملرأة، كما اهتمت بحقوق الطفل،<br />
وأطلقت جائزة إبداعية ومشروعا للقراءة ومحو<br />
الأمية، وترأست املركز القومى للطفولة والأمومة،<br />
واللجنة القومية للمرأة املصرية، ورئاسة املؤتمر<br />
القومى للمرأة، وأنجزت بعض الأنشطة من<br />
خلال جمعية الرعاية املتكاملة التى تأسست عام<br />
.1977<br />
وكانت أهم نشاطاتها، إطلاق مشروع مكتبة<br />
الأسرة من خلال مهرجان القراءة للجميع فى<br />
العام 1993، والذى أتاح مئات الكتب فى كل<br />
املجالات بطبعات جيدة وأسعار زهيدة، ساعدت<br />
على تنشيط القراءة وتثقيف أجيال من النشء<br />
والشباب.<br />
انتصار السيسى<br />
التمكين والموهوبون<br />
النشأة والثقافة الأسرية كانت الحاكم فى أداء السيدة<br />
انتصار السيسى، فقد ظلت لنحو أربعة عقود زوجة<br />
وأمًّ ا على الصيغة الأصيلة للأسرة املصرية، لكنها مع<br />
انتخاب الزوج رئيسا بدأت العمل على موضوعات<br />
حيوية تخص الشأن العام؛ إنما بمنطق الأم أيضً ا.<br />
ربما لهذا أولت اهتمامها الأكبر للنساء والأطفال،<br />
وسعت إلى تمكني أصحاب الأفكار التنموية الريادية،<br />
واكتشاف ورعاية أصحاب املواهب، تُحرص السيدة<br />
انتصار طوال الوقت على مخاطبة املصريني فى كل<br />
املناسبات، ومشاطرتهم املشاعر الوطنية والإنسانية<br />
فى تواصل مُباشر عبر املنصات الاجتماعية، وإلى ذلك<br />
فإنها ترعى أنشطة ومشروعات ذات طبيعة تنموية<br />
واجتماعية، لا سيما الفعاليات الخاصة بقضايا<br />
املرأة والطفل، ومنها املبادرة الوطنية لتمكني<br />
الفتيات «دوّى»، وجائزة الدولة للمبدع الصغري،<br />
بجانب ذلك سجلت قرينة الرئيس حضورا بارزا فى<br />
باقة من املراسم والاستقبالات، كان منها استقبال<br />
الدوقة كاميلا قرينة ولى العهد الإنجليزى الأمري<br />
تشارلز، قبل أن يصري ملكا، كما اهتمت بتشجيع<br />
الصناعة وريادة الأعمال، وبرز ذلك من حرصها<br />
على ارتداء أزياء واكسسوارات من إبداع مصممني<br />
وعلامات تجارية مصرية.<br />
انتخابات مصر<br />
الاستحقاقات الرئاسية<br />
من الاستفتاء إلى الت<strong>عدد</strong>ية<br />
نسبة النساء من<br />
إجمالى كتلة التصويت<br />
فى مصر<br />
نسبة النساء من<br />
المصوتين على استفتاء<br />
الدستور 2014<br />
نسبة النساء من<br />
المشاركين فى<br />
الانتخابات الرئاسية<br />
2014<br />
نسبة مشاركة المرأة<br />
فى الانتخابات الرئاسية<br />
20<strong>12</strong><br />
نسبة مشاركة المرأة<br />
فى الانتخابات الرئاسية<br />
2005<br />
حصلت المرأة على<br />
حقها فى الانتخاب<br />
لأول مرة<br />
أسست هدى شعراوى<br />
الاتحاد النسائى<br />
وطالبت بحقوق<br />
المرأة السياسية<br />
درية شفيق تقود<br />
مظاهرة ضخمة<br />
بمشاركة 1500 امرأة<br />
للمطالبة بالحقوق<br />
السياسية<br />
يشهد ترشح 6<br />
سيدات فى الانتخابات<br />
البرلمانية<br />
<strong>عدد</strong> النائبات فى أول<br />
مشاركة سياسية فعلية<br />
ضمن برلمان 1957<br />
ال<strong>عدد</strong> 4572<br />
الأربعاء 6 ديسمبر <strong>2023</strong><br />
07<br />
6 أكتوبر<br />
لجان الرؤساء<br />
مصر الجديدة<br />
لجنة الرئيس<br />
عبدالناصر فى<br />
مدرسة الطبرى<br />
بميدان روكسى وكان<br />
حريصا على المشاركة<br />
فى كل الاستفتاءات<br />
والاستحقاقات<br />
مصر الجديدة<br />
أدلى الرئيس السيسى<br />
بصوته فى انتخابات<br />
2014 بمدرسة<br />
الخلفاء الإعدادية<br />
بنين.. وفى انتخابات<br />
2018 بمدرسة<br />
الشهيد مصطفى<br />
يسرى أبو عميرة<br />
المنوفية<br />
كان الرئيس السادات<br />
حريصا على التصويت<br />
فى اللجنة الانتخابية<br />
بقرية ميت أبو الكوم<br />
مسقط رأسه ومقر<br />
إخوته وبقية العائلة<br />
مصر الجديدة<br />
ظل الرئيس مبارك<br />
يصوت طوال رئاسته<br />
فى مدرسة مصر<br />
الجديدة الرسمية<br />
للغات<br />
الشرقية<br />
أدلى المعزول محمد<br />
مرسى بصوته فى<br />
الانتخابات الرئاسية<br />
20<strong>12</strong> فى مدرسة<br />
السادات الإعدادية<br />
بمحافظة الشرقية<br />
المستشار عدلى<br />
منصور الرئيس المؤقت<br />
بعد ثورة 30 يونيو<br />
يُدلى بصوته فى لجنته<br />
الانتخابية بمدرسة الحى<br />
الأول للتعليم الأساسى<br />
بمدينة السادس من<br />
أكتوبر
p.8<br />
شرعية الرئيس<br />
بين الثورة والانتخابات والإنجاز<br />
رموز محليون<br />
انتخابات مصر<br />
الاستحقاقات الرئاسية<br />
من الاستفتاء إلى الت<strong>عدد</strong>ية<br />
أنهى الضباط الأحرار بحركتهم فى صيف 1952<br />
ما تبقى من مرياث امللكية؛ وكانت قد شاخت<br />
واستفحل فسادها وهشاشتها، ومن ثورتهم<br />
بزغت ملامح الجمهورية الوليدة، وتأسس الحُ كم<br />
فيها على شرعية الثورة وإنهاء الأوضاع املُختلة<br />
وبناء قاعدة وطنية وسياسية جديدة، وطوال<br />
سبعة عقود من عُ مر النظام الجمهورى وتبدّل<br />
<strong>عدد</strong> من الرؤساء على املنصب، تبدّلت الشرعية<br />
التى يستند إليها الحاكم فى كل مرحلة، لتتدرج<br />
إلى النصر ثم الثورة مجددا ثم الإنجاز والإرادة<br />
الشعبية.<br />
فى الحقبة الأولى كان اختيار الرئيس عبر<br />
حالة شعبية بصيغة الاستفتاء املُغلق، وتلك<br />
كانت الشرعية بجانب قيم الثورة وعناوينها<br />
الاجتماعية، وسارت الأمور عقودًا بتلك الصيغة<br />
إلى أن انتقلنا لصيغة الانتخابات الت<strong>عدد</strong>ية،<br />
لتصبح الإرادة الشعبية عنوانًا مُباشرا للشرعية<br />
وإن سجّ ل البعض ملاحظات على التجربة الأولى<br />
فى العام 2005. وطوال تلك الرحلة كانت لكل<br />
رئيس سمة مميزة فيما يخص الشرعية ومُرتكز<br />
الحُ كم.<br />
رئيس بقوة الثورة<br />
سمر سلامة<br />
محمد نجيب الأول بقوة ٢٣ يوليو.. عبدالناصر باستفتاء ال٩٩,٩٪.. السادات ومبارك من موقع النائب إلى رأس السلطة.. أبو طالب<br />
ومنصور رجلا المراحل الانتقالية.. وشعبية السيسى الجارفة بعد ٣٠ يونيو تحمله إلى قصر الاتحادية فى ٢٠١٤ وتجدد الثقة فى ٢٠١٨<br />
حظى اللواء محمد نجيب بشعبية كبرية،<br />
باعتباره أحد قادة الضباط الأحرار وأكبرهم<br />
سنا، وكان أول رئيس للجمهورية بقوة الثورة<br />
وشرعيتها؛ لكنه لم يستمر فى الحكم سوى لفترة<br />
قصرية، لم تتجاوز عاما ونصف العام، وتحديدا<br />
بني يونيو 1953 ونوفمبر 1954، إذ قرر مجلس<br />
قيادة الثورة وقتها عزله من املنصب بسبب<br />
شبهات تخص جماعة الإخوان الإرهابية، وخلفه<br />
املجلس بكامل تشكيله، ثم الرئيس جمال عبد<br />
الناصر بعدها بشهور.<br />
قيادة حركات التحرر<br />
تولى جمال عبدالناصر الحكم بعد محمد<br />
نجيب وإلى وفاته بالعام 1970، وهو أحد أبرز<br />
قادة الثورة وعقلها املدبر، وتأسست ولايته الأولى<br />
على شرعية الثورة لكنه طوّرها لاحقً ا عبر الإنجاز<br />
الاقتصادى والاجتماعى، بفضل الإصلاح الزراعى<br />
وبرامج الرعاية الاجتماعية، ودعم حركات<br />
التحرر فى الوطن العربى وأفريقيا، وقد حظى<br />
بشعبية جارفة إقليميا وعامليا بسبب أدواره<br />
املت<strong>عدد</strong>ة وبصمته الواضحة فى آسيا وأمريكا<br />
اللاتينية والقارة السمراء.<br />
ثورة التصحيح والعبور<br />
حل السادات ثالثا فى قائمة الرؤساء، وبينما<br />
كان محمولا على شرعية ثورة 23 يوليو 1952<br />
كسابقيه؛ فإنها اشتبك فى خصومة مع بعض<br />
رجال عبدالناصر، واستبدل شرعيته بتصفية ما<br />
أسماها «مراكز القوى» وإطلاق مسمى «ثورة<br />
التصحيح» على ذلك، ثم بعدما أنجز حرب<br />
أكتوبر العظيمة وما تلاها من تحرير الأرض،<br />
انتقل إلى شرعية الانتصار واستعادة الكرامة.<br />
إرادة شعبية ناقصة<br />
التوثيق بحبر «غير صديق»<br />
باغتيال السادات تولى صوفى أبو طالب<br />
الرئاسة مؤقتا، وخلال ثمانية أيام أُجرى<br />
الاستفتاء وصعد مبارك للسلطة، ولأنه كان نائب<br />
الرئيس، وكان قائدا للقوات الجوية فى حرب<br />
أكتوبر، فقد جاء مستندا إلى شرعية السادات<br />
والانتصار، وظل مُستمسكا بها لربع القرن، إلى<br />
أن حاول تطويرها إلى شرعية الإرادة الشعبية<br />
بتنظيم انتخابات رئاسية ت<strong>عدد</strong>ية فى العام<br />
2005، لكنها شهدت ملاحظات وخُ روقات ولم<br />
تكن مُقنعة للشارع، ما تسبب فى إسقاط حُ كمه<br />
بعد أقل من 6 سنوات.<br />
شرعية الابتزاز الدينى<br />
طرحته الإخ وان بديلا احتياطيا لصقر<br />
الجماعة خريت الشاطر، ولأن الأخري يفتقد شرط<br />
حُ سن السمعة فى ضوء أحكام قضائية سابقة،<br />
عبر محمد مرسى إلى الانتخابات، وفاز بسبب<br />
الاستقطاب والحشد الدينى وخطابات العاطفة<br />
والابتزاز، وحاول الاستناد لشرعية 25 يناير<br />
لكن الجماعة لم تكن طرفا أصيلا فيها، وخانت<br />
حلفاءها من التيارات السياسية فخسرت شرعية<br />
الإجماع، وفشلت فى الأداء السياسى والاقتصادى<br />
وعرضت الأمن القومى للخطر ففقدت شرعية<br />
الوطنية والاستقامة، ومع خروج قرابة 3<br />
أضعاف من منحوه أصواتهم ثائرين فى 30<br />
يونيو، تهدّم آخر جدار يستند إليها فصار عاريا<br />
من كل شرعية، وموصوما بكل نقيصة.<br />
شرعية الإرادة والإنجاز<br />
كان السيسى رجلا عسكريا صارما، فرضت<br />
عليه الظروف أن يضطلع بأدوار إنقاذية فى<br />
مرحلة عسرية من عُ مر مصر، ومنها زادت<br />
شعبيته وطالبه الناس بالترشح للرئاسة. فاز<br />
بتأييد كاسح فى منافسة أبرز رموز الناصريني<br />
وأحد الأربعة الأوائل فى انتخابات 20<strong>12</strong>،<br />
ولدوره املهم فى التصدى للإخوان ومُخططاتهم<br />
كان السيسى مُستندا إلى شرعية الثورة؛ إذ تولت<br />
30 يونيو مهمة لَجم الجماعة الإرهابية وترتيب<br />
فوضى 25 يناير وما بعدها؛ لكنه لم يكتف<br />
بتلك الشرعية وعمل على الانتقال بها للفضاء<br />
السياسى، فراهن على التنمية والبناء وتطوير<br />
الاقتصاد وإنجاز شبكة واسعة من املشروعات<br />
والبنية التحتية، جنبا إلى جنب مع الاهتمام<br />
بالانتخابات الرئاسية بأجوائها الت<strong>عدد</strong>ية<br />
املنفتحة، فحاز شرعية الإنجاز وشرعية الإرادة<br />
الشعبية.<br />
كيف تعاطت الصحافة العالمية رغم انحيازاتها مع انتخابات الرئاسة؟ مكسب الت<strong>عدد</strong>ية عنوان ٢٠٠٥.. و٢٠١٤ تصدم المشككين من أصدقاء الإخوان<br />
إسراء أحمد فؤاد<br />
لم تكن ثورة يوليو محل قبول فى الغرب؛ ومن<br />
ثم فقد انسحب الرفض على الجمهورية؛ ثم<br />
زعيمها عبدالناصر بموقفه الساخن من الغرب.<br />
وامتدّ الانحياز إلى الآن حتى يندر أن تجد مُعالجة<br />
موضوعية فى شأن السياسة املصرية؛ لكن رغم<br />
ذلك فقد فرضت بعض املحطات واملشاهد<br />
نفسها على الحبر «غري الصديق»، لتُسجّ ل وثيقةً<br />
تُناقض فى كثري من الأحيان مواقف الغرب نفسه<br />
بساسته وإعلامه.<br />
كان الصفري الأخري ليخت املحروسة على<br />
رصيف الإسكندرية فى صيف 1952 يأذن ببداية<br />
عهد جديد، بينما يرحل آخر امللوك فى رحلة<br />
«ذهاب بلا عودة» نحو سواحل إيطاليا، ويبدأ<br />
مجلس قيادة الثورة مسار الجمهورية الذى<br />
تناوب عليه 9 رؤساء حتى اليوم، شغلت طريقة<br />
انتخابهم كثريًا من صفحات الجرائد واملجلات<br />
العاملية؛ تأسيسً ا على مكانة مصر وثقلها فى<br />
الإقليم والعالم.<br />
وشهادات عالمية<br />
٧٠ سنة من الزعامات المصرية ورسائل تقدير للجمهورية وقادتها.. عبدالناصر محل احترام رغم مناهضته للاستعمار الغربى<br />
السادات نموذج ذكى ينال الإعجاب.. والسيسى قائد مُ لهم تنبأ له أمير الكويت بقيادة العمل العربى المشترك<br />
لم يكن التحول من امللكية إلى الجمهورية محل<br />
ترحيب الغرب؛ بل قوبل بالعداء من الاحتلال<br />
الإنجليزى، ثم من قوى أخرى عديدة انطلاقا من<br />
نزعة الاستقلال الوطنى، ثم من مواقف القيادة<br />
السياسية الجديدة من محاولات الاستتباع<br />
وتقويض املصالح العليا؛ ورغم ذلك لم يخلُ<br />
الأرشيف الصحفى فى دول العداء والاستهداف<br />
من شهادات إيجابية بحق رؤساء مصر.<br />
9 رؤساء تعاقبوا على الحُ كم، كان معظمهم<br />
محل تقدير دولى يتأسس على مواقفهم السياسية<br />
الصلبة واملشرفة، وعلى ثقل مصر إقليميا وعامليا،<br />
وربما لم يكذب القائد الفرنسى الأبرز نابليون<br />
بونابرت عندما قال: «من يحكم مصر يحكم<br />
العالم»، إذ هى قلب الشرق والأمتني العربية<br />
والإسلامية، والدولة الأكبر والأعرق والأكثر<br />
تحضرا وإبداعا، ولها أدوار سياسية مهمة وعلى<br />
إيقاعها تنضبط أحوال املنطقة أو تتوتر، لذا كان<br />
رؤساؤها عنوانا دائما فى صحافة الغرب، منذ<br />
إعلان الجمهورية ولسبعة عقود ممتدة حتى<br />
الآن.<br />
جمال عبدالناصر<br />
إسراء أحمد فؤاد<br />
رغم مناهضته للسياسات الاستعمارية،<br />
أشاد الإعلام العاملى بفكره، ورثاه بعد وفاته،<br />
فكتبت صحيفة «ذا صن» البريطانية عنوانا<br />
عريضا «ناصر يموت» ثم عنوانا فرعيا «أزمة<br />
قلبية حرجة تسلب مصر رجلها القوى»، وقالت<br />
«التايمز» إنه «إذا كانت عظمة املرء تُقاس بما<br />
يخلفه موته من فراغ، فإن عبدالناصر كان<br />
عظيما حقا».<br />
ولم يختلف الأمر لدى الزعماء، فقال مانديلا:<br />
«كنت أتمنى مقابلة ناصر ولم تساعدنى<br />
الظروف، وسأزور مصر لأذهب لثلاثة أماكن:<br />
الأهرامات والنيل وقبر الزعيم». وقال العاهل<br />
الأردنى امللك حسني: «إن الكثريين من قادة<br />
العالم وزعمائه قد صريّ تهم املواقف والأعمال<br />
عظماء عند الناس، ولكن جمال وحده كان<br />
يُصريّ املواقف والأعمال ويجعل الناس والأشياء<br />
عظيمة كلها من حوله». وقال أمري الكويت<br />
الشيخ صباح السالم: «وفاة ناصر كارثة<br />
عظيمة حلت بالوطن العربى، لقد كان من أبرز<br />
زعماء الأمة ومن أشرف الزعماء وسيظل خالدا<br />
للأبد».<br />
الزعيم الفرنسى شارل ديجول قال عنه: «وفاة<br />
جمال عبدالناصر صدمة مفاجئة وخسارة لا<br />
يُمكن أن تُعوّض»، وقال فيدل كاسترو قائد<br />
الثورة الكوبية: «خسارة فادحة للعالم وللحركة<br />
الثورية العربية فى وقت تُحاك من حولها<br />
مُؤامرات الإمبريالية.. لقد مات ثورى فذ من قادة<br />
القرن العشرين»، أما الرئيس الأمريكى ريتشارد<br />
نيكسون فقال: «العالم خسر زعيما بارزا خدم<br />
بإخلاص وبلا كلل قضايا بلاده والعالم العربى».<br />
أنور السادات<br />
قال عنه الرئيس الأمريكى جيمى كارتر:<br />
«لم أقابل أى رئيس أو مسؤول أمريكى إلا<br />
وحدثنى بصدق عن إعجابه الشديد بذكاء<br />
الرئيس السادات وتطلعاته وشجاعته.. وإننى<br />
شخصيا سأتعلم الكثري منه.. وأتطلع مخلصا<br />
إلى إقامة صداقة شخصية وحميمة معه». أما<br />
وزير الخارجية هنرى كسينجر فقال: «السادات<br />
نموذج سياسى نادر لا يجود الزمان بمثله إلا<br />
قليلا، لقد أدركت بعد مضىّ عشر دقائق فقط من<br />
مُقابلتى للرئيس السادات أننى أمام رجل دولة<br />
بحق، أنه رجل لا يمكن الاستغناء عنه فى الجهود<br />
الدبلوماسية الراهنة فى الشرق الأوسط».<br />
ووصف «نيكسون» اغتياله بأنه قد «تصدع<br />
صرح عظيم من صروح السلام، فالسادات<br />
تجسيد للشرف والأمانة»، فيما قال عنه الرئيس<br />
الأمريكى جريالد فورد إنه «من أعظم الزعماء<br />
الحقيقيني فى العالم لا فى الشرق الأوسط فقط»،<br />
كما قال رئيس الوزراء الإسرائيلى مناحم بيجني:<br />
«السادات قائد حرب عظيم، وقائد سلام<br />
عظيم».<br />
حسنى مبارك<br />
رئيسة الوزراء البريطانية مارجريت تاتشر<br />
قالت عنه فى بداية ولايته الأولى إنه «يرغب أن<br />
يكون واضحا فى العمل من أجل مصالح العالم<br />
العربى الأوسع»، واعتبرت املستشارة الأملانية بعد<br />
تخليه عن الرئاسة فى 11 فبراير 2011 أنه «قدم<br />
خدمة للشعب املصرى».<br />
أما عقب وفاته فقد أشاد الرئيس الفلسطينى<br />
أبو مازن بمواقفه فى دعم القضية، وقالت<br />
الإمارات إنه «صاحب مواقف وطنية وتاريخية<br />
كبرية»، وكتب أنور قرقاش املستشار الدبلوماسى<br />
لرئيس الإمارات: «فقد العالم العربى اليوم<br />
رجل دولة، صاحب مواقف وطنية وتاريخية<br />
كبرية». فيما قال بيتر ستانو الناطق الرسمى<br />
باسم الاتحاد الأوروبى: «كان شخصية سياسية،<br />
قاد مصر لثلاثة عقود وترك بصمته على البلاد<br />
واملنطقة».<br />
محمد مرسى<br />
قال عنه الصحفى فولكهارد فيندفور بوسام،<br />
رئيس رابطة املراسلني الأجانب: «محمد مرسى<br />
فرّط فى الهوية املصرية»، وكان محل انتقاد<br />
وسخرية دائمني فى كثري من التقارير، لا سيما<br />
بشأن <strong>عدد</strong> من املواقف الخفيفة أو التصريحات<br />
الهزلية محليا أو فى جولاته الخارجية.<br />
وعقب وفاته كتب عمرو موسى، الأمني العام<br />
السابق لجامعة الدول العربية واملرشح لرئاسة<br />
الجمهورية فى انتخابات 20<strong>12</strong>: «محمد مرسى<br />
رمز لحكم الإخوان املسلمني ملصر لعام كامل،<br />
لم يستطع أن يؤدى فيه كرئيس لكل املصريني.<br />
سوف يحكم التاريخ على نتائج حكم الجماعة<br />
ورئيسها لهذا البلد الكبري. وأعتقد أنه سيكون<br />
حكما سلبيا».<br />
عبدالفتاح السيسى<br />
ركزت الصحف العاملية مؤخرا على موقفه<br />
الصلب فى معارضة خطط تهجري أهالى غزة<br />
أو تصفية القضية الفلسطينية، وذكرت<br />
مجلة بوليتيكو الأمريكية وصحيفة جارديان<br />
البريطانية أن الرئيس السيسى «عارض التهجري<br />
إلى مصر» وأكد أن الحل الوحيد للقضية هو<br />
العدالة وحصول الفلسطينيني على حقوقهم<br />
املشروعة والعيش فى دولة مستقلة.<br />
وفى عالم 2015 قال عنه أمري الكويت الراحل<br />
الشيخ صباح الأحمد: «الرئيس السيسى هو من<br />
سيقود العمل العربى املشترك»، ووصفه ولى<br />
العهد السعودى محمد بن سلمان ب«القائد<br />
امللهم» قائلاً إنه «قائد يؤمن بقضيته إلى أبعد<br />
مدى»، وقال عاهل الأردن: «يبذل كثريا من<br />
الجهد ملواجهة التحديات وإعادة استقرار<br />
مصر».<br />
وقال الرئيس الأمريكى السابق ترامب: «يقوم<br />
بعمل رائع وسط ظروف صعبة»، كما قال فى<br />
لقاء تالٍ : «شرف كبري أن التقى الرئيس املصرى،<br />
لقد عملنا بجد معا» ووصفه بأنه زعيم حقيقى<br />
وقائد عظيم، مؤكدا أن مصر كانت تشهد فوضى<br />
عارمة قبل أن يأتى للسلطة. أما الرئيس الحالى<br />
جو بايدن فقال: «أدين ببعض الفضل للرئيس<br />
السيسى فى أزمة غزة، هو متعاون تماما لحل<br />
الأزمة الإنسانية» متوجها بالشكر له على دوره<br />
القيادى فى اتفاق الهدنة.<br />
الرئيس الفرنسى ماكرون، قال: «إننى على يقني<br />
بأن الرئيس السيسى سيحقق الأمن والاستقرار<br />
على طريق الدبلوماسية»، وقالت املستشارة<br />
الأملانية السابقة أنجيلا مريكل: «الرئيس السيسى<br />
شريك أساسى»، وقال الرئيس الروسى فلاديمري<br />
بوتني: «السيسى شريك موثوق به»، وبعدها<br />
قال: «الرئيس املصرى يُبدى شجاعة شخصية،<br />
شجاعة عجيبة فى مكافحة الإرهاب»، وقال رئيس<br />
بيلاروسيا للرئيس: «الدعم الكبري الذى حظيت<br />
به من املصريني يُميزك كمسؤول سياسى ومتأكد<br />
من أن خبرتك وحكمتك السياسية ستسهم فى<br />
تعميق العلاقات الثنائية»، أما بابا الفاتيكان<br />
فرنسيس الثانى فقال عنه: «صانع السلام<br />
وخطواته شجاعة».<br />
شهادات على رؤساء مصر من كتابات وآراء المثقفين والسياسيين<br />
هيكل عن عبدالناصر: حياة إنسانية زاخرة.. وأحمد بهاء الدين: السادات أعاد للأمة العربية الثقة بالنفس<br />
انتخابات 2005<br />
تنفس عدّة مرشحني مع الرئيس الراحل<br />
حسنى مبارك، وكان املشهد تحوّلا عميقا من<br />
زمن الاستفتاءات إلى املنافسة، وقد رصد موقع<br />
«دويتش فيله» الأملانى تفاصيل الاستحقاق<br />
فى أحد تقاريره، مُلخصا املشهد بعنوان<br />
«مبارك يفوز بالانتخابات واملصريون يكسبون<br />
الت<strong>عدد</strong>ية»؛ وقد وصفها بأنها «بانتخابات<br />
تاريخية». وقال فى املحتوى: «أُسدل الستار<br />
اليوم على الانتخابات الرئاسية التاريخية فى<br />
مصر.. هذه الت<strong>عدد</strong>ية ستظل املكسب الرئيسى<br />
للانتخابات رغم نتيجتها شبه املحسومة مقدما».<br />
وعلقت صحف أمريكية على ما أسمته<br />
ب«غياب املراقبني»، فقالت نيويورك تايمز<br />
فى افتتاحية 11 سبتمبر، بحسب تقرير ملركز<br />
كارنيجى للدراسات، إن «الانتخابات الرئاسية<br />
كانت علامة على تقدّم» باملقارنة مع سوابقها،<br />
لكن غياب املراقبني عن مراكز الاقتراع وسيطرة<br />
الحزب الحاكم حوّلا الانتخابات إلى «زيف»<br />
مُخطط وعديم املعنى، فيما زعمت افتتاحية<br />
واشنطن بوست يوم 9 سبتمبر أن «التجاوزات<br />
لا تبشر بخري لعملية الإصلاح ولا للانتخابات<br />
البرملانية املرتقبة، وعلى الرئيس بوش أن يضغط<br />
على مبارك ليسمح أن تنتخب قطاعات من<br />
املرشحني بالتمثيل النسبى، وأن يسمح باملزيد<br />
من املعارضة املصرية الحقيقية فى العملية».<br />
انتخابات 20<strong>12</strong><br />
بعد 25 يناير تمثّلت الحياة السياسية شيئا<br />
من أجواء الحراك، رغم ما فيه من خشونة<br />
وهيمنة للتيارات الراديكالية وعلى رأسها<br />
الإخوان. ولاقت الانتخابات صدى أكبر على نطاق<br />
أوسع فى الصحف العاملية، إذ تنافس فيها 13<br />
مرشحً ا، وقد تلاقت إرادة الغرب مع أطماع<br />
الإخوان على صفحات الجرائد، فاختزلت تقارير<br />
وسائل الإعلام الأجنبية املنافسة بني الجماعة<br />
والتيار الليبرالى، فيما ركزت تقارير أخرى على<br />
صعوبة التنبوء بالنتيجة.<br />
وصفت قناة «فرانس 24» بالعربية<br />
الاستحقاق الرئاسى ب«الانتخابات بالتاريخية»،<br />
فيما علقت واشنطن بوست الأمريكية فى تقرير<br />
بتاريخ 23 مايو بأنها «مردود طبيعى وكبري<br />
بعد الثورة الشعبية»، ورأت أنه «من الصعب<br />
توقع النتائج، لكن السباق يتجه نحو منافسة<br />
بني إسلامى ومن يرغبون فى رجل دولة علمانى»،<br />
وركزت صحف أخرى على خروج املصريني<br />
بكثافة للتصويت، وكتبت «جارديان» البريطانية<br />
إن «التصويت شىء نادر»، ووصفت شبكة «إن<br />
بى سى» الأمريكية الانتخابات بأنها «لن تؤدى<br />
لحدوث تغيري فى مصر فقط، بل إنها يمكن<br />
أن تؤدى إلى حدوث تغيري فى الشرق الأوسط»،<br />
لكنهم رغم الانحياز لتصعيد الإخوان ومحاولة<br />
تغطيتهم فى الشهور التالية، لم يمنعهم ذلك من<br />
الفشل أو الاصطدام بالإرادة الشعبية بعد أقل<br />
من سنة.<br />
أحمد منصور<br />
املعتاد أن يكون املثقفون والأدباء وقادة الرأى على يسار<br />
السلطة، ولا تنكسر القاعدة إلا فى حالات نادرة، كأن تكون<br />
القيادة استثنائية أو الظرف متجاوزا لحدود التصنيف<br />
السياسى البسيط، أو أن يقدم املسؤول أو الرئيس نموذجا<br />
قيميا وإنسانيا لافتا ويوجب الاحتفاء.<br />
لا تخلو املدونة املصرية من مواقف حادة للمثقفني، وتلك<br />
من طبائع كثريين فيهم وروتينهم املتكرر، إنما الذاكرة نفسها<br />
تحمل نصوصا وإضاءات مهمة سجلها مبدعون وصحفيون<br />
وكتاب كبار بحق رؤساء مصر فى مراحل وأزمنة مختلفة،<br />
بعضها تتصل بالشخص وما يقدمه من حالة إنسانية،<br />
وبعضها بالسياق والتجربة املوضوعية، لكن أجمل ما فى<br />
القوائم الطويلة بعض حكاياتها التى اتخذت صيغة الثنائيات.<br />
ناصر وهيكل<br />
كأنهما كانا مشروعا واحدا أسسه القدر، جمال عبدالناصر<br />
ومحمد حسنني هيكل، جمعتهما صداقة وطيدة، انفتحت على<br />
العمل السياسى والوصل الإنسانى، ومن أملع ما قاله الكاتب<br />
عن الحاكم: «أعظم شىء فى جمال عبدالناصر أنه كان حياة<br />
إنسانية زاخرة عاشت على الأرض، وبني الناس، وتحت أشعة<br />
شمس مصر الباهرة».<br />
يقول «هيكل»: إن أكثر ما كان ينفر منه عبدالناصر فى<br />
حياته عبادة الفرد، لهذا فإنه ليس من حق أحد بعد الرحيل<br />
أن يجعل منه إلها معبودا فى هرم آخر. إنه لا يسعده أبدا<br />
أن يجد نفسه تمثالا شاهقا من الحجر، وإنما يسعده أن<br />
يظل دائما مثالا نابضا للإنسان، لحم ودم، إرادة وأمل،<br />
عقل وعاطفة، قرارات فيها الصواب وفيها الخطأ، وأحسب<br />
أنه واحد من القلائل الكبار فى عاملنا وعصرنا، الذين أتتهم<br />
الشجاعة لكى يقفوا أمام امللايني يتحدثون بأمانة ورجولة<br />
عن التجربة والخطأ.<br />
السادات وبهاء الدين<br />
رأى الكاتب الصحفى الكبري أحمد بهاء الدين، أن الرئيس<br />
السادات هو من أعاد للأمة العربية ثقتها بنفسها وقدراتها،<br />
بحسب كتابه «وتحطمت الأسطورة عند الظهر».<br />
ويقول: إن الرئيس الراحل أطلق الشرارة التى اندفعت<br />
بعدها قوات مصر وسوريا لتحطيم الأسطورة الإسرائيلية،<br />
التى خيمت على املنطقة طوال ربع القرن، وزادت كثافتها منذ<br />
يوم 5 يونيو 1967، وبهذا فقد تحطمت الأسطورة عند الظهر،<br />
عندما أصدر السادات قراره التاريخى.<br />
مبارك والفقى<br />
قضى الدبلوماسى واملثقف مصطفى الفقى سنوات فى<br />
جوار مبارك، وكان سكرتري الرئيس للمعلومات، ويقول عنه:<br />
«إنه كان وطنيا مصريا، وحريصا على مصالح البلاد بقدر<br />
الاستطاعة وبقدر ما أعطى من رؤية وضوء، وله ما له وعليه<br />
ما عليه، والظروف وضعته فى 9 سنوات قاسية للغاية بعد<br />
ثورة يناير».<br />
ويؤكد فى تصريحات سابقة، أن تصرف مبارك مع<br />
الثورة كان معتدلا، فلم يهرب ولم يأمر بإطلاق الرصاص<br />
على املتظاهرين، وبرأه القضاء، كما أن تاريخه العسكرى<br />
ناصع ولا يبارى، مشريا إلى أنه لو أردنا أن نضع عنوانا<br />
لفصله فى التاريخ فهو «حاكم وطنى لم ينتهز الفرص<br />
الضائعة».<br />
انتخابات 2014<br />
جاءت رياح التغيري مرة ثانية فى ثورة 30<br />
يونيو التى تلاحم فيها الشعب مع الدولة لإحباط<br />
الإرهاب، وقد ركزت الصحافة العاملية على<br />
الاستحقاق الرئاسى، وأجمعت أغلب الصحف<br />
على الشعبية الكبرية للمرشح عبدالفتاح السيسى،<br />
وتفوقه على منافسه حمدين صباحى، فنشرت<br />
مجلة «إيكونوميست» تقريرا بعنوان «التحدى<br />
الشاق للقائد الجديد»، قالت فيه إنه من شبه<br />
املؤكد أن يصبح السيسى رئيسا بالنظر لشعبيته،<br />
وكتب ديفيد كريكباتريك، مراسل نيويورك تايمز<br />
وثيق الصلة بالإخوان، تقريرا بعنوان «هتافات<br />
للسيسى مقابل شعور بالتذمر»، ليقر بأن املدن<br />
املصرية يكاد يجمع بينها شعور مشترك بأن<br />
السيسى سيحقق فوزا ساحقا.<br />
بينما حاولت تقارير أخرى أن تبث روح<br />
التشاؤم، وكان بعضها مُخلصً ا لسردية الإخوان،<br />
ومنخرطا فى حرب شعواء على الدولة املصرية<br />
بعدما أسقطت مشروع العمالة والاستتباع الذى<br />
قادته الجماعة الإرهابية. وسارت فى تلك الرواية<br />
امللونة صحف مثل لوفيجارو الفرنسية، وتايمز<br />
البريطانية، وكثري من املؤسسات الأمريكية،<br />
لكنها رغم ذلك لم تستطع إنكار شعبية السيسى<br />
ولا فوزه املُستحق، إنما ظلت فى انحيازها الفج<br />
للإخوان وقد امتد سنوات إلى أن تبدّلت الصورة،<br />
مع نجاح مصر فى استعادة الأمن والاستقرار<br />
وفرض إرادة املصريني الواضحة فى 30 يونيو<br />
على الحكومات الغربية وإعلامها.<br />
أقلام وحكام<br />
جمال عبدالناصر<br />
«اسمه سيُ خلّد فى التاريخ<br />
باعتباره جنديا عظيما<br />
وقائدا للأمة العربية»<br />
وكالة نوفستى السوفيتية<br />
أنور السادات<br />
«من أعظم الزعماء<br />
الحقيقيين فى العالم لا<br />
الشرق الأوسط فقط»<br />
الرئيس الأمريكى جيرالد فورد<br />
حسنى مبارك<br />
«قدّ م خدمة للشعب<br />
المصرى بتخليه عن<br />
الرئاسة»<br />
أنجيلا ميركل<br />
محمد مرسى<br />
«فرّ ط فى الهوية<br />
المصرية»<br />
رئيس رابطة المراسلين الأجانب<br />
عبدالفتاح السيسى<br />
«زعيم حقيقى وقائد عظيم.. نجح<br />
فى تحقيق النظام والأمن»<br />
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب<br />
«شريك موثوق به يُبدى شجاعة<br />
عجيبة فى مكافحة الإرهاب»<br />
الرئيس الروسى فلاديمير بوتين<br />
«صانع السلام وخطواته<br />
شجاعة»<br />
البابا فرنسيس بابا الفاتيكان<br />
«سيقود مهمة العمل<br />
العربى المشترك»<br />
أمير الكويت الراحل صباح الأحمد الجابر الصباح<br />
ال<strong>عدد</strong> 4572<br />
الأربعاء 6 ديسمبر <strong>2023</strong><br />
09<br />
انتخابات 2014<br />
انتخابات 20<strong>12</strong><br />
انتخابات 2005<br />
قالوا عن سباقات الرئاسة<br />
«الت<strong>عدد</strong>ية المكسب<br />
الرئيسى للانتخابات<br />
رغم نتيجتها شبه<br />
المحسومة» دويتش<br />
فيله الألمانى<br />
«غياب المراقبين<br />
المحايدين فى مراكز<br />
الاقتراع حول الانتخابات<br />
إلى زيف» نيويورك<br />
تايمز الأمريكية<br />
«لن تؤدى إلى تغيير فى<br />
مصر فقط، بل فى منطقة<br />
الشرق الأوسط بأسرها»<br />
شبكة إن بى سى الأمريكية<br />
«من شبه المؤكد<br />
أن يصبح عبدالفتاح<br />
السيسى الرئيس<br />
المقبل لمصر بالنظر<br />
إلى شعبيته الكبيرة»<br />
مجلة إيكونوميست
p.10<br />
رموز على بطاقات الاقتراع<br />
رحلة السباق الرئاسى من الأحمر والأسود إلى الهلال والجمل وأخيرا ١٥ رمزا فى ٢٠٢٤ منها النجمة والشمس.. واختيار الرؤساء بالاستفتاء منذ ١٩٥٦<br />
إبراهيم قاسم - أمنية املوجى<br />
ستة عقود من الاستفتاءات والانتخابات<br />
الرئاسية، بدأت بالتصويت ملرشح وحيد وآلت<br />
إلى الاختيار من قائمة، لكن الثابت الذى لم<br />
يتغري الرمزية البصرية لبطاقة الاقتراع، التى<br />
تطورات من إرشادات لونية تُترجم معنى القبول<br />
أو الرفض؛ إلى رموز رافقت السباق منذ العام<br />
2005 حتى الآن، وفى النسخة الأخرية أقرت<br />
الهيئة الوطنية للانتخابات قائمة من خمسة<br />
عشر رمزا، منها الرموز الأربعة التى استقر<br />
عليها املرشحون فى انتخابات 2024.<br />
فى نسخة 2005 كانت قائمة الرموز تضم<br />
الهلال والنخلة والهرم والشمس والفنار والكتاب<br />
واملصباح والسنبلة والشعلة واملنزل، وفى 20<strong>12</strong><br />
ضمّ ت الهرم والسلم والسيارة والنسر والشجرة<br />
والبلطة والحصان والشمس وكامريا الفيديو<br />
وامليزان والنجمة وساعة اليد.<br />
وفى الانتخابات الأولى بعد ثورة 30 يونيو،<br />
التى جرت بالعام 2014، ضمت قائمة الرموز:<br />
النجمة والشمس والأسد والسلم والحصان<br />
والنخلة وامليزان من القديم، مع ظهور 3 رموز<br />
جديدة هى: الديك واملركب واملظلة.<br />
بداية الرموز الانتخابية<br />
املشرع إلى استخدام الرموز البصرية فى لجأ<br />
الاقتراع، اتصالا بشيوع الأمية وعجز بطاقات<br />
من الناخبني عن معرفة شخوص كثريين<br />
أو قراءة محتوى بطاقة الاقتراع، ثم املرشحني<br />
الأمر عرفا ثابتا حتى بعدما تضاءلت الأمية صار<br />
وزادت نسبة املتعلمني.<br />
الرموز مع أول مجلس نيابى منتخب وظهرت<br />
فى عهد الخديو إسماعيل بالعام 1866 وهو شورى النواب»، وكانت الرموز مختلفة «مجلس<br />
مكوناتها وأشكالها عمّ ا صارت إليه لاحقا، فى<br />
إذ عُ رف الشكل الحالى مع صدور القانون 73<br />
بشأن مباشرة الحقوق السياسية،<br />
لسنة 1956 على أن يكون إبداء الرأى<br />
ونص فى مادته 29 اختيار املرشحني أو موضوع الاستفتاء على<br />
على البطاقة، وضمانا لسرية الانتخاب بالتأشري<br />
الاستفتاء تعد البطاقات بحيث يقترن اسم كل أو<br />
فيها أو موضوع مطروح للاستفتاء بلون مرشح<br />
أو رمز.<br />
وانطلاقا من النص السابق، صارت<br />
الاستحقاقات الرئاسية محددة بلونني فى<br />
التصويت، إذ اقتصرت بطاقة الاقتراع على<br />
دائرتني مفرغتني إحداهما باللون الأحمر<br />
للموافقة والثانية بالأسود للرفض، وظل الحال<br />
هكذا من 1956 إلى أول انتخابات ت<strong>عدد</strong>ية بعد<br />
ذلك بنحو أربعة عقود.<br />
رموز املرشحني الرئاسيني<br />
فى الانتخابات الرئاسية 2005 حصل املرشح<br />
حسنى مبارك على رمز الهلال، وشملت رموز<br />
املرشحني الباقني: النخلة والهرم والشمس<br />
والفنار والكتاب واملصباح والسنبلة والشعلة.<br />
وفى العام 2010 رفع أحد املحامني دعوى<br />
أمام القضاء الإدارى طالبًا حظر استخدام<br />
رمز الهلال، الذى عرف به الحزب الوطنى<br />
لسنوات طويلة، وفى السنة نفسها زيدت رموز<br />
الانتخابات البرملانية من 31 إلى 100، مع زيادة<br />
أعداد املرشحني فى كل الدوائر.<br />
وبعد 2011 وضعت اللجنة العليا للانتخابات،<br />
املشرفة على سباق البرملان، قائمة تخلو من<br />
الرموز الدينية أو ذات الصبغة العقائدية، مثل<br />
الهلال، إضافة إلى استبعاد الرموز الحيوانية<br />
التى تُحقر املرشح وتضعه موضع السخرية<br />
مثل الجمل والسمكة والغزالة، وكذلك الجردل<br />
والكنكة بسبب الفيلم الشهري للنجم عادل إمام.<br />
وقالت رئيسها إنها تخلصت من رمزى الهلال<br />
والجمل على وجه الخصوص لأنهما رمزان<br />
مرتبطان بحزب معني، واستبدلتها برموز تدل<br />
على التقدم والرقى، مثل الكمبيوتر والتليفون<br />
املحمول والكتاب والقلم وحمامة السلام،<br />
وقررت زيادتها إلى 149 رمزا انتخابيا.<br />
وفى انتخابات الرئاسة 20<strong>12</strong> غابت عدة<br />
رموز عن املشهد، وضمت القائمة املعتمدة:<br />
النسر والحصان وامليزان والشمس والسيارة<br />
والعلم، وفى انتخابات 2014 ضم الجدول 10<br />
رموز منها الشمس والنجمة والسلم والحصان<br />
والأسد، ثم أضافت اللجنة 5 رموز بعد تقدم<br />
حملة حمدين صباحى بطلب لإدراج رمز النسر<br />
باعتباره الرمز الذى خاض به انتخابات 20<strong>12</strong>.<br />
وفى 2018 وهى أول نسخة تديرها الهيئة<br />
الوطنية للانتخابات، أصدرت قرارها رقم 14<br />
بتحديد الرموز وقواعد تخصيصها، وكانت<br />
عبارة عن 15 رمزا، وحصل املرشح عبدالفتاح<br />
السيسى على رمز النجمة، بينما حصل موسى<br />
مصطفى موسى على رمز الطائرة.<br />
وفى الاستحقاق الأخري الذى انتهت إحدى<br />
مراحل التصويت فيه، ويتبقى الاقتراع بالداخل<br />
أوائل الأسبوع املقبل، حددت الهيئة الوطنية<br />
للانتخابات 15 رمزا، وأعلنت فى 8 نوفمبر<br />
املاضى حصول املرشح عبدالفتاح السيسى على<br />
رمز النجمة، بينما حصل منافسوه: فريد زهران<br />
على رمز الشمس، وعبدالسند يمامة على رمز<br />
النخلة، وحازم عمر على رمز السلم.<br />
73<br />
سيرة «بيوت الحكم» فى مصر<br />
مقرات الرئاسة من زمن محمد على إلى عصر الجمهورية<br />
رأس التين أنشأه الوالى وقصر القبة من إبداع الخديو إسماعيل.. عابدين جوهرة القرن ال١٩.. والاتحادية فندق صار ذاكرة حية لأهم محطات التاريخ المعاصر<br />
إسراء إسماعيل<br />
غادر امللوك وبقيت القصور، وضمن جملة ما<br />
حدث من تحولات، أنها صارت بيوتا للجمهورية،<br />
ومقرات يدير الرؤساء شؤون الحكم من خلالها،<br />
ولعل ذلك واحد من املكاسب القليلة التى تركتها<br />
الحقبة امللكية السابقة على ثورة 23 يوليو،<br />
بأثر ما تختزنه تلك القصور من تاريخ وقيمة<br />
معمارية وأثرية وجمالية مهمة.<br />
اشتهرت فى مصر الكثري من القصور التى<br />
شيدها ملوك وأمراء أسرة محمد على، طوال 147<br />
سنة من إمساكهم مقاليد الحكم، ومنها قصور<br />
عابدين، والقبة، والاتحادية وغريها، وقد تحولت<br />
فيما بعد إلى مقرات لرئاسة الجمهورية، ولعبت<br />
دورا مهما فى املشهد السياسى وذاكرة الدولة<br />
طوال العقود السبعة املاضية.<br />
قصر رأس التني<br />
فى عام 1834، أمر محمد على بتشييد قصر<br />
رأس التني فى الإسكندرية على هيئة حصن،<br />
ليكون مشابها ملقر حكمه فى قلعة صلاح الدين<br />
بالقاهرة، ووضع تصميمه املهندس الفرنسى<br />
سري يزى بيك، واستغرق بناؤه 13 عاما، ولم<br />
يتبق من النسخة القديمة سوى البوابة التى<br />
تحمل اسم الباشا، وبعض الأعمدة الجرانيتية.<br />
أصبح مقرا صيفيا للحكم فى عهد الخديو<br />
إسماعيل، وأنشئت محطة قطارات داخله<br />
لتسهيل انتقال العائلة، وقد تولى امللك فؤاد<br />
تجديدها عام 1920، كما أعاد بناء القصر<br />
وجعله من ثلاثة طوابق، فصار مبناه وأثاثه أكثر<br />
جمالا وعصرية، كما بنى على جزء من مساحته<br />
مسجدا بطابع معمارى متميز، ومن بعده أنشأ<br />
ابنه امللك فاروق مبنى للأمريات.<br />
قصر القبة<br />
أحد أهم القصور امللكية، بناه الخديو<br />
إسماعيل على أطلال منزل قديم لوالده إبراهيم<br />
باشا، واستمر البناء 6 سنوات وافتتح رسميا فى<br />
يناير 1873 بحفل زفاف الأمري محمد توفيق ولى<br />
العهد، ما ربط القصر لاحقا باملناسبات وحفلات<br />
الزفاف الأسطورية للعائلة.<br />
يعد من أكبر القصور لكونه بمساحة 190<br />
فدانا تقريبا، وقد جاء اسمه نسبة ملبنى قديم من<br />
عصر املماليك كان يعرف باسم «مبنى القبة»،<br />
وقد أحاطت به بحرية مائية كانت مقصدا لكثري<br />
من أبناء العائلات الكبرية والطبقة الراقية وقتها<br />
بغرض الصيد والتنزه.<br />
قصر عابدين<br />
جوهرة القرن ال19، وقد شهد على 90<br />
سنة من ذاكرة الحكم منذ بنائه إلى ثورة<br />
يوليو وإعلان الجمهورية، وقد بناه الخديو<br />
إسماعيل على أطلال منزل قديم يملكه<br />
عابدين بك، أحد أمراء الأتراك، وكان يشغل<br />
وظيفة أمري اللواء السلطانى.<br />
وعندما بدأ العمل، ردمت عدة برك فى<br />
املكان وسويت بالأرض، إضافة لشراء عدة<br />
مبان ملاصقة وإزالتها، وظل الخديو على تلك<br />
العادة عدة سنوات بغرض توسعة القصر حتى<br />
صارت مساحته 25 فدانا تقريبا، وقد كان مع<br />
امليدان الذى يتصدره مركز املدينة الجديدة،<br />
التى أنشأها الخديو على غرار باريس وكبرى<br />
العواصم الأوروبية.<br />
قصر الصفا<br />
يقع القصر على ربوة عالية تطل على البحر<br />
املتوسط، وتبدو هيئته كأنها منارة بحر أو<br />
حارس أمني، وقد بنى فى عام 1887 بمنطقة<br />
زيزينيا، التى صارت مقصدا للصفوة<br />
املتنافسني على بناء السرايا والقصور، شيده<br />
الكونت اليونانى استيفان زيزينيا، وكان<br />
يعمل فى تجارة القطن بجانب كونه قنصلا<br />
لبلجيكا، وبعدها تحول إلى فندق جلوريا.<br />
فى عام 1927 قرر الأمري محمد على، نجل<br />
الخديو توفيق، شراءه وتجديده ليصبح قصرا<br />
ملكيا، ومنحه اسمه الحالى تيمنا بجبل الصفا<br />
أحد مناسك الحج، وكان الأمري أول من سعى<br />
لتأسيس قصور ضخمة بالإسكندرية، ما ألهم<br />
النبيلة فاطمة حيدر ببناء قصرها «متحف<br />
املجوهرات» باملنطقة، كما كان الأمري مهتما<br />
بالفن الإسلامى، فكتب على القصر من الخارج<br />
آيات قرآنية منها «ادخلوها بسلام آمنني» عند<br />
املدخل، والقصر معد اليوم لاستقبال ضيوف<br />
الرئاسة وكبار الوزراء ورجال الدولة خلال<br />
وجودهم بالإسكندرية.<br />
قصر الطاهرة<br />
اشترت الأمرية أمينة ابنة الخديو إسماعيل<br />
قطعة أرض عام 1924، لتقيم عليها فيلا<br />
خاصة، ثم انتفلت ملكيتها لابنها محمد<br />
طاهر باشا، ومن اسمه جاءت تسمية<br />
القصر، وقد تحول من فيلا صغرية إلى قصر<br />
على الطراز الإيطالى، وأشرف على تعديله<br />
املهندس الشهري أنطونيو لاشيك، واشتراه<br />
امللك فاروق من مالكه بمبلغ 40 ألف جنيه<br />
ليهديه لزوجته الأولى امللكة فريدة عام<br />
.1939<br />
قصر الاتحادية<br />
صمم املعمارى البلجيكى إرنست جسبار<br />
فندق «هليوبلس بلاس» فى مصر الجديدة مطلع<br />
القرن العشرين، ليصري واحدا من أهم وأشهر<br />
دور الضيافة بمصر والعالم، وقد وصفه البعض<br />
ب«ألف ليلة وليلة»، بفضل طرازه املعمارى<br />
املميز وفخامته اللافتة، ومن أهم نزلائه «ميلتون<br />
هريشى مؤسس ومالك شركة الشوكولاتة<br />
الشهرية، واملصرفى الشهري جون مورجان،<br />
وألبرت الأول ملك بلجيكا وزوجته امللكة إليزابيث<br />
دو بافاريا».<br />
فى عام 1958 اشترته الحكومة املصرية<br />
مع الأراضى املجاورة له ب700 ألف جنيه،<br />
واستخدمته مقرا للحكومة املركزية، وفى<br />
رئاسة السادات عام 1972 اتخذ مقرا لاتحاد<br />
الجمهوريات العربية بعضوية سوريا وليبيا،<br />
ومن وقتها عرف باسم الاتحادية. وخلال<br />
الثمانينيات، وضعت خطة صيانة شاملة<br />
حافظت على طابعه القديم، ليعلن بعدها مجمعا<br />
رئاسيا، وجرى تسجيله عام 2018 ضمن الآثار<br />
الإسلامية والقبطية.<br />
«الاتحادية» مزيج مبدع من العمارة الشرقية<br />
والإسلامية، ويمتاز بأعمال الديكور وزخارف<br />
الرخام واملرمر، وجماليات الصحون والقباب<br />
واملقرنصات والأطباق النجمية وفنون الأرابيسك<br />
والشبابيك الجصية والزجاج امللون، ومساحته<br />
الكلية 53 ألفا و<strong>12</strong>6 مترا مربعا منها 10 آلاف<br />
و671 مترا للمبنى املكون من بدروم وثلاثة<br />
طوابق.<br />
قصر الحرملك<br />
جزء من سرايا املنتزه، ويرجع اكتشاف<br />
املنطقة لعهد الخديو عباس حلمى الثانى<br />
عام 1892، ويشتمل املوقع على تبتني، بنى<br />
قصر السلاملك على إحداهما ليكون مقرا<br />
صيفيا للأسرة، ويستغل حاليا كفندق.<br />
وفى 1925 بنى امللك فؤاد الأول قصر<br />
الحرملك على التبة الثانية بطراز إيطالى،<br />
ليكون آخر القصور امللكية املشيدة فى تاريخ<br />
الأسرة العلوية، وضع التصميم املهندس<br />
فريوتشى، واستغرق البناء 4 سنوات، وتبلغ<br />
مساحته الكلية قرابة 47 ألف متر مربع،<br />
ومساحة الحدائق أكثر من 43 ألف متر<br />
مربع.<br />
مقاربة على استحياء<br />
كيف تناولت السينما المصرية أجواء الانتخابات والرئاسة فى مصر؟<br />
محمود قاسم: سباقات البرلمان أوفر حظا.. وماجدة موريس: الجرأة نتاج التغيرات السياسية الكبرى<br />
على الكشوطى<br />
كان الشعر قديما ديوان العرب، ووثيقة أيامهم وحكاويهم،<br />
واليوم ربما ينطبق ذلك بدرجة أكبر على الفنون البصرية،<br />
لا سيما دراما السينما والتليفزيون، إذ عبر إنتاجاتها<br />
يوثق الفنانون حال املجتمع وطبائعه، وتحولات الثقافة<br />
والاجتماع، وأمور اللغة وامللبس وغريها من اليوميات،<br />
ولعل الاستحقاقات الانتخابية واحدة من عنصر الهندسة<br />
الحضارية التى تنعكس بالتصريح أو الإيحاء فى كثري من<br />
الأعمال.<br />
تحتاج السينما مهلة من الوقت قبل أن تهضم الأحداث<br />
وتشتبك معها، لذلك تتأخر الأعمال كثريا عن الوقائع كما فى<br />
ثورتى 25 يناير و30 يونيو، اللتني لم توثق أحداثهما كما<br />
يجب إلى الآن، ولأن الانتخابات حدث دورى فكلما مر الوقت<br />
امللائم لاستيعاب تجربة بما يكفى ملُعالجتها، تلتها تجربة<br />
جديدة أزاحت الأولى وفرضت التمهل. هكذا لا تحفل الوثائق<br />
الدرامية بتوثيق دقيق للمفاصل السياسية الخاصة بتطور<br />
صيغة السلطة وآلية إنتاجها وتنشيطها، وتبدل الوجوه على<br />
املنصب التنفيذى الأهم؛ لكنها لم تكن بعيدة تماما عن حالة<br />
الانتخاب وسباقات الترشح والتصويت.<br />
يقول الناقد واملؤرخ السينمائى محمود قاسم، إن<br />
الانتخابات الرئاسية لم يكن لها نصيب مقسوم من<br />
التناول الفنى كما كان لانتخابات مجلس الشعب «النواب<br />
حاليا»، والأخرية جرى تناولها كثريا من زوايا عديدة، ليس<br />
عن تجارب خاصة ولا مراحل بعينها، وإنما حالة الحراك<br />
وانعكاساتها على الأداء الاجتماعى والسياسى، وما يخص<br />
احتكار بعض العائلات قديما للمواقع النيابية، ومنها<br />
أفلام: حب للأبد، حتى لا يطري الدخان، وغريهما.<br />
وأشار إلى أن السينما لم تتجاوز ملف الرئاسة بالكامل،<br />
لكن مُقارباتها كانت من موقع تنفيذى يتلمس حدود<br />
املنصب، واملفارقات التى تنتج عن اشتباكه بالشارع،<br />
وليس مسألة الانتخابات فى ذاتها. ومن ذلك تجارب مثل<br />
«طباخ الرئيس»، وهو قراءة اجتماعية وسياسية لطبيعة<br />
العلاقة بني الشعب والسلطة ومؤسساتها التنفيذية، وبدلا<br />
من أجواء الانتخابات كان ينتخب املواقف القادرة على<br />
إنتاج مُفارقات كاشفة لبنية الحُ كم وكيف يرى الناخب<br />
والحاكم بعضهما.<br />
بدورها، تقول الناقدة ماجدة موريس، إن السينما<br />
املصرية لا تتعامل مع التغيري الرئاسى مثل التليفزيون،<br />
انطلاقا من أن الأخري جهاز إعلامى فى املقام الأول، وبهذا<br />
الدور فإنه يضطلع بمهمة املواكبة والتسويق، لكن ذلك لا<br />
ينفى أن السينما تحاول تقديم أفلام أكثر جرأة واختلافا،<br />
ويحدث ذلك فى أوقات الأحداث والتغريات السياسية<br />
الكبرى، مثلما جرى بعد 1967، إذ قدمت جماعة<br />
السينما الجديدة 3 أفلام مهمة: أغنية على املمر للمخرج<br />
على عبدالخالق، الظلال على الجانب الآخر للمخرج غالب<br />
شعث، وأبناء الصمت للمخرج محمد راضى. متابعة: «بعد<br />
رحيل عبدالناصر وتولى السادات قدمت السينما فيلم<br />
العصفور للمخرج يوسف شاهني، ومع بداية حكم مرسى<br />
قدمت أفلاما مختلفة مثل 30 فبراير والخروج للنهار،<br />
وقد تناولت أحداثا سياسية أو اقتربت من أجواء السياسة<br />
والحُ كم».<br />
وباستخلاص أخري؛ فإن الرئاسة وإن لم تكن حاضرة<br />
فى السينما على التعيني، وبتوثيق لاستفتاءات املاضى أو<br />
انتخابات الحاضر، فإنها ليست غائبة عن الذاكرة البصرية<br />
فيما يخص التماس أجوائها، وإثارة أسئلة وتقاطعات على<br />
طريق العلاقة بني الشارع ومنظومة الحُ كم، واملحطات<br />
املفصلية التى اهتزت فيها الدولة أو انتصرت، ونجحت<br />
أو أخفقت، وفى القلب من ذلك يكون الرئيس، ومن ورائه<br />
تكون الانتخابات ولجان التصويت.<br />
2001<br />
أفلام عن الرئاسة<br />
2001<br />
عرض فيلم «أيام<br />
السادات» للنجم<br />
أحمد زكى عن سيرة<br />
الرئيس الراحل منذ<br />
شبابه حتى اغتياله<br />
1996<br />
فيلم «ناصر 56»<br />
بطولة أحمد زكى<br />
ويتناول فترة تأميم<br />
قناة السويس<br />
والتصدى للعدوان<br />
الثلاثى<br />
1999<br />
فيلم «جمال<br />
عبدالناصر» بطولة<br />
خالد الصاوى ويسرد<br />
سيرة الرئيس منذ<br />
التحاقه بالكلية<br />
الحربية ولم يحقق<br />
نجاحا كبيرا<br />
1957<br />
عرض فيلم «رد<br />
قلبى» عن فساد<br />
الفترة الملكية<br />
واندلاع ثورة يوليو<br />
وتحول مصر إلى<br />
النظام الجمهورى<br />
الفيلم الكوميدى<br />
«جواز بقرار<br />
جمهورى» بطولة<br />
هانى رمزى ويقترب<br />
من العلاقة بين<br />
الشعب والرئيس فى<br />
قالب خفيف<br />
2008<br />
فيلم «طباخ الرئيس»<br />
بطولة طلعت زكريا<br />
ويناقش قضايا<br />
الشارع وفاعلية دور<br />
الرئيس بمعالجة<br />
كوميدية بسيطة
رجال الرئيس<br />
قيادات السلطة والحكم فى أزمنة الاستحقاقات الرئاسية<br />
زعامة عبدالناصر ارتبطت بمجلس الثورة.. علاقة سياسية مع الحكومة فى زمنى السادات ومبارك.. تبعية مرسى لمكتب الإرشاد تضعه<br />
فى مواجهة الشعب.. الستينيات تشهد قربا من أهل الفن وعلى رأسهم أم كلثوم وعبدالحليم.. وصلاح نصر وسيد مرعى وفتحى سرور الأبرز فى ٥ عقود<br />
انتخابات مصر<br />
الاستحقاقات الرئاسية<br />
من الاستفتاء إلى الت<strong>عدد</strong>ية<br />
تصدر عن<br />
المؤسسة المصرية للصحافة<br />
رئيس مجلس الإدارة<br />
أكرم القصاص<br />
رئيس التحرير<br />
علا الشافعى<br />
رؤساء التحرير التنفيذيون<br />
لا تبقى الأيام على حال واحدة، وطوال سبعة<br />
عقود من عمر الجمهورية، تبدلت الأيام<br />
والأحوال والوجوه، وشهد كل استحقاق رئاسى،<br />
سواء كان استفتاء أو انتخابات، باقة من الرموز<br />
وقادة املشهد السياسى، يمكن أن نقول إنهم<br />
رجال الرئيس، من زاوية أنهم يشكلون إلى<br />
جانبه عماد منظومة الحكم وهيكلها، وعندما<br />
كانوا يضعون بطاقاتهم فى صناديق الاقتراع،<br />
إنما كانوا يصوتون لأنفسهم بقدر ما يختارون<br />
الرئيس.<br />
رجال عبدالناصر<br />
إيمان على<br />
فى أول استفتاء شعبى بعام 1956 كانت<br />
الحكومة تحت قيادة جمال عبدالناصر، وغلب<br />
على تشكيلها أعضاء الضباط الأحرار، ومن<br />
أبرز رجاله وشركاء حكومته «حسني الشافعى<br />
وزكريا محيى الدين وكمال الدين حسني<br />
وعبدالحكيم عامر»، واستمرت تلك الأسماء بعد<br />
ذلك باختلاف املواقع واملسؤوليات.<br />
جاء بعدها مجلس الأمة وقاده عبداللطيف<br />
البغدادى، ثم خلفه السادات الذى أدى<br />
عبدالناصر اليمني الدستورية أمامه بعد استفتاء<br />
1965، وشملت الحكومة وقتها «على صبرى<br />
رئيسا، وعضوية محمد صدقى سليمان ومحمود<br />
فوزى، ليتولى بعد ذلك زكريا محيى الدين حامل<br />
خزائن الثورة منصب رئيس الوزراء، ويليه<br />
محمد صدقى سليمان».<br />
رموز زمن السادات<br />
تولى أنور السادات السلطة بعد استفتاء<br />
شعبى فى أكتوبر 1970، وأدى القسم أمام<br />
مجلس الأمة برئاسة لبيب شقري، الذى اتهم<br />
مع مراكز القوى وأطيح به فى العام التالى،<br />
ليخلفه حافظ بدوى، وفى استفتاء 1976 كان<br />
يرأس الحكومة ممدوح سالم، وأدى اليمني أمام<br />
مجلس الشعب برئاسة سيد مرعى، أحد أهم<br />
رموز النظام وقتها، بينما كان محمد حسنى<br />
مبارك نائبا لرئيس الجمهورية.<br />
شركاء حكم مبارك<br />
جاء رئيسا بعد اغتيال السادات، وشكل<br />
الحكومة ملدة سنتني ثم انتقلت إلى فؤاد محيى<br />
الدين، وفى الاستفتاء التالى كان عاطف صدقى<br />
رئيسا للحكومة، وكان من رموز نظامه أسماء<br />
بارزة مثل «أحمد فتحى سرور ومصطفى كمال<br />
حلمى وعاطف عبيد وصفوت الشريف وزكريا<br />
عزمى وكمال الشاذلى وفاروق حسنى وبطرس<br />
غالى وأحمد نظيف»، ولأنه أطول الرؤساء بقاء فى<br />
السلطة فقد عمل مع مئات الوزراء وآلاف النواب<br />
طوال 6 ولايات رئاسية امتدت لقرابة 30 عاما.<br />
عصابة املعزول مرسى<br />
لم يكن محمد مرسى رئيسا كامل الأهلية،<br />
لذا لم يكن له رجال ولا معاونون، إنما كان هو<br />
شخصيا مندوبا عن الجماعة الإرهابية فى قصر<br />
الرئاسة، الذى فتح بكامله على مكتب الإرشاد،<br />
وصار محمد بديع وخريت الشاطر وبقية<br />
صقور العصابة يديرون املشهد السياسى،<br />
وهم الوجوه التى شكلت معالم الفشل فى تلك<br />
املرحلة، مع تحالفات شديدة البؤس من بعض<br />
املتأسلمني املتخفني أو الليبراليني الانتهازيني،<br />
لتنتهى الطبخة السيئة بإسقاطه فى ثورة 30<br />
يونيو.<br />
حيوية ما بعد 30 يونيو<br />
عقب إطاحة الإخوان فى ثورة شعبية عارمة،<br />
إنجازات رياضية على إيقاع الاستحقاقات الرئاسية<br />
تولى املستشار عدلى منصور الرئاسة مؤقتا<br />
ملدة سنة، وشهدت تلك الفترة زخما من رموزه<br />
املشري السيسى وزيرا للدفاع، ورئيس الوزراء<br />
حازم الببلاوى، وبدءا من انتخابات 2014 تولى<br />
الرئيس السيسى املسؤولية، وشهدت السنوات<br />
التالية حالة من الحيوية والتنوع، تضمنت<br />
تمكني النساء والشباب، والعمل مع طيف<br />
عريض من التكنوقراط والسياسيني، وتضم<br />
القائمة «إبراهيم محلب وشريف إسماعيل<br />
ومصطفى مدبولى من رؤساء الحكومة»، و<strong>عدد</strong><br />
ضخم من الوزراء واملحافظني ونوابهم، ومن<br />
الكوادر البرملانية والتنفيذية فى كل القطاعات.<br />
عمل مشترك وعلاقات تكاملية<br />
يقول الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ<br />
املعاصر والحديث: إن لكل مرحلة تاريخية<br />
رموزا وفاعلني، وتعبري «رجال الرئيس» فى غاية<br />
الأهمية، لأنهم يلعبون دورا فى صياغة معالم<br />
التجربة، وتتشكل تلك الدائرة من املسؤولني<br />
التنفيذيني واملثقفني والصحفيني، وفى مرحلة<br />
عبدالناصر كان عنوانها الأبرز «هيكل»، مثلما<br />
كان موسى صبرى وأنيس منصور عنوانى<br />
املرحلة مع السادات، وأضاف أن هناك برملانيني<br />
لعبوا هذا الدور، مثل فتحى سرور وعبداللطيف<br />
أهداف فى الملاعب والصناديق<br />
البغدادى وأنور السادات نفسه، وهناك من أهل<br />
الفن من ارتبطوا بالدولة مثل عبدالحليم حافظ<br />
فى وقت النكسة.<br />
وفى وصف علاقة الحكومات برأس السلطة،<br />
يقول النائب أكمل نجاتى، عضو مجلس الشيوخ<br />
عن تنسيقية شباب الأحزاب: إن الحكومة فى<br />
فترة الجمهورية الأولى كانت من مجلس قيادة<br />
الثورة بحكم الظرف التاريخى، وكانت العلاقة<br />
تكاملية، ثم تطورت الأحداث ليتشكل تنظيم<br />
سياسى وحيد «الاتحاد الاشتراكى» وتخرج<br />
الحكومة منه، وكانوا جميعا مؤمنني بمبادئ<br />
ثورة يوليو، لذا اتفقت استراتيجية الرئيس<br />
مع الحكومة وظهر التخطيط متوسط الأجل،<br />
متابعا: «حقبة السادات شهدت حكومات<br />
الحزب الحاكم، وصار الأمر مرتبطا بالأغلبية<br />
البرملانية، وكانت علاقة سياسية لكنها لم تكن<br />
متكاملة ديمقراطيا، لأن الرئيس كان رئيس<br />
الحزب فى الوقت نفسه، وهكذا سارت التجربة فى<br />
زمن مبارك، ثم جاءت حكومات بينية تعتمد على<br />
التكنوقراط وحققت بعض النجاحات»، لافتا<br />
إلى أنه فيما بعد ثورة يناير، جاءت حكومات<br />
تسيري أعمال وارتبطت بحال الضغط الشعبى،<br />
لذلك اتسمت ب«قصر العمر»، مشددا على أن<br />
حكومة مرسى كانت حكومة الجماعة، فكانت<br />
هى والرئيس تابعني ملكتب الإرشاد.<br />
بطولات للأهلى والزمالك ومنتخب الفراعنة بالتزامن مع الاستفتاءات والانتخابات.. ومصر تستضيف أحداثا عالمية ولاعبوها يعودون من الأولمبياد بالذهب<br />
عبدالفتاح عبدالمنعم<br />
دندراوى الهوارى<br />
حازم حسين<br />
مدير عام التحرير<br />
هانى رفعت<br />
نواب رئيس التحرير<br />
سعيد الشحات<br />
بهاء حبيب<br />
محيى الدين سعيد<br />
سكرتير التحرير<br />
شيريهان المنيرى<br />
المدير الفنى<br />
وائل وهبة<br />
الإخراج<br />
سهيلة فوزى<br />
رامى نبيه<br />
المقر الرئيسى:<br />
6 شارع وزارة الزراعة<br />
ناصية شارع الثورة - المهندسين<br />
تليفون:<br />
33351118 - 33355776<br />
33355922 - 33358477<br />
فاكس:<br />
33355920<br />
info@youm7.com<br />
المستشار القانونى<br />
أنور الرفاعى<br />
10 شارع جامعة الدولة العربية<br />
المهندسين<br />
الماكيت الأساسى<br />
د. أحمد محمود<br />
الاشتراكات والتوزيع فى<br />
ج.م.ع<br />
مؤسسة الأهرام<br />
شارع الصحافة - القاهرة<br />
الاشتراكات ت:<br />
27704435 - 27703332<br />
ف. 27704535<br />
01061008468<br />
فتحى الشافعى - هيثم عويس - حاتم رضا<br />
عمر أنور - محمد مراد - لبنى عبدالله<br />
أسماء عمر - حسن السعدنى - أحمد طارق<br />
ندى مجاهد - ياسمني يحيى - سليمان النقر<br />
ما يجمع الانتخابات والرياضة أنهما منافسة على<br />
غاية واضحة، تدار بأعلى درجات الجدية والنزاهة<br />
والروح الرياضية، فيبتسم الفائز والخاسر<br />
ويربح النادى واملشجع والشعب، وبالنظر إلى<br />
تاريخ الاستحقاقات الرئاسية طوال سبعة عقود<br />
من الاستفتاءات إلى الانتخابات الت<strong>عدد</strong>ية، حملت<br />
املحطات املتتالية مكاسب ونجاحات فى السياسة،<br />
توازت معها إنجازات ولحظات فرح فى الرياضة،<br />
فكأنها كانت أهدافا فى امللاعب وفى صناديق<br />
الاقتراع.<br />
استفتاء 1956<br />
فى هذا العام، صدر القانون 197 لسنة 1956<br />
بإنشاء املجلس الأعلى لرعاية الشباب، وكلف<br />
الرئيس عبدالناصر مسؤولى الكرة بالاهتمام<br />
بأفريقيا وتوطيد العلاقات الرياضية معها، فعقد<br />
اجتماعا مع ممثلني عن السودان وجنوب أفريقيا<br />
فى أحد فنادق البرتغال، وصيغت ملامح الاتحاد<br />
الأفريقى لكرة القدم «كاف»، تلته أول بطولة<br />
بني مصر والسودان وإثيوبيا وحصدها الفراعنة،<br />
وقد حقق الأهلى لقب الدورى بعد منافسة ساخنة<br />
مع الزمالك بفارق 9 نقاط، وحصد أيضا «كأس<br />
مصر» بعد فوزه على الترسانة بهدف نظيف،<br />
ليجمع اللقبني للمرة الخامسة.<br />
استفتاء 1965<br />
فاز فريق الأوملبى بدرع الدورى للمرة الأولى<br />
على حساب الزمالك، وفاز الترسانة بكأس مصر،<br />
بينما نجح املنتخب الوطنى فى إحراز النصر على<br />
منتخب فلسطني الشقيق بهدفني مقابل هدف،<br />
وذلك فى الجولة الثالثة من منافسات دورة الألعاب<br />
العربية الرابعة التى استضافتها القاهرة، وسجل<br />
هدفا مصر بدوى عبدالفتاح وفؤاد مرسى، ليتصدر<br />
الفراعنة املجموعة بالعلامة الكاملة.<br />
استفتاء 1970<br />
كان الإسماعيلى أول فريق مصرى وعربى يتوج<br />
ببطولة أفريقيا للأندية أبطال الدورى، بعدما<br />
فاز على الإنجلبري الكونغولى «مازيمبى حاليا»،<br />
وفى هذا العام ألغيت بطولتا الدورى وكأس مصر<br />
بسبب الأجواء السياسية وحرب الاستنزاف وحالة<br />
الاستعداد ملعركة تحرير سيناء.<br />
استفتاء 1976<br />
اقتنص الأهلى درع الدورى رقم 13 فى تاريخه<br />
بعد الفوز على غزل املحلة ذهابا وإيابا، لكنه هزم<br />
من الاتحاد السكندرى ليقتنص الأخري كأس مصر،<br />
وكان ذلك آخر ألقابه الرسمية فى النسخة رقم 49<br />
من البطولة، بعدما تغلب على القلعة الحمراء فى<br />
استاد القاهرة بهدف وحيد، سجله طلعت يوسف<br />
فى الدقيقة 62 من املباراة.<br />
استفتاء 1981<br />
وصل الأهلى إلى نصف نهائى بطولة أفريقيا،<br />
لكنه انسحب بعد حادثة اغتيال السادات، وفى<br />
العام نفسه اقتنص كأس مصر بعدما تغلب على<br />
املقاولون فى أول نسخة تشهد الاحتكام لضربات<br />
الترجيح، بعدما حسمت 52 نسخة سابقة من<br />
البطولة بنتائج مباشرة، واقتنص الأهلى درع<br />
الدورى أيضا من الزمالك، وسجل منتخب الشباب<br />
أول ظهور فى كأس العالم بالنسخة الثالثة فى<br />
أستراليا، قبل أن يخرج من دور الثمانية أمام<br />
املنتخب الإنجليزى، كما فاز ببطولة الصني الودية،<br />
بعدما تغلب على البلد املضيف ومنتخبى أمريكا<br />
وأستراليا.<br />
استفتاء 1987<br />
فاز الأهلى بالدورى بعدما تغلب على الزمالك<br />
بثنائية دون رد، وتأهلت مصر لدورة الألعاب<br />
الأفريقية بعد اكتساح تنزانيا بسداسية نظيفة،<br />
ثم فازت بامليدالية الذهبية للبطولة بعدما هزمت<br />
منتخب كينيا وسط جمهوره بهدف وحيد، وحمل<br />
الترسانة كأس مصر للمرة السادسة ليكون آخر<br />
بطولة فى تاريخه، بينما هزم الزمالك منافسه<br />
أفريكا سبورت بركلات الترجيح ليتوج بدورى<br />
أبطال أفريقيا.<br />
استفتاء 1993<br />
شهد العام أكثر الأحداث املأساوية فى تاريخ<br />
الكرة املصرية، عندما خسرنا بطاقة كأس العالم<br />
بعد «طوبة زيمبابوى»، التى أعيد اللقاء بسببها<br />
فى ليون الفرنسية ليصل املنافس إلى نسخة أمريكا<br />
1994، وفى هذا العام اعتزل جمال عبدالحميد،<br />
نجم الأهلى والزمالك واملنتخب، وحل الرومانى<br />
مريسيا رادوليسكو مدربا للمنتخب بدلا من<br />
الجوهرى، وتسببت ثلاثية الأهلى بمرمى الزمالك<br />
فى إقالة املدرب الأسكتلندى ديف ماكاى وجهازه<br />
الفنى بقيادة فاروق جعفر، كما هزم الأهلى<br />
منافسه الأرسنال بطل ليسوتو، وتأهل لدور<br />
الثمانية لبطولة أبطال الكؤوس.<br />
استفتاء 1999<br />
حمل الأهلى درع الدورى بعدما تصدر الترتيب<br />
برصيد 68 نقطة دون أية هزيمة، كما حقق أول<br />
فوز أفريقى خارج ملعبه على شوتنج ستارز،<br />
بطل نيجرييا فى دور املجموعات لبطولة دورى<br />
أبطال أفريقيا. فاز الزمالك بكأس مصر على<br />
حساب الإسماعيلى، وظهر منتخب مصر لأول مرة<br />
فى بطولة كأس القارات، لكنه خرج من الدور الأول<br />
بعد تعادلني وهزيمة، وفى يونيو من هذا العام<br />
استضافت مصر بطولة كأس العالم لكرة اليد على<br />
صالات القاهرة وبورسعيد والإسماعيلية، وانتهت<br />
أسرع مواجهة بني الأهلى والزمالك بعد 4 دقائق<br />
بسبب طرد أيمن عبدالعزيز، واعتراض الفريق<br />
الأبيض ثم انسحابه من املباراة.<br />
انتخابات 2005<br />
فاز الأهلى بدرع الدورى فى نسخته 48 بدون<br />
أى هزيمة، ليكون اللقب رقم 30 فى تاريخه، كما<br />
حمل إنبى كأس مصر بعدما تغلب على الاتحاد<br />
السكندرى، وشهد العام أيضا تتويج القلعة<br />
الحمراء ببطولة دورى أبطال أفريقيا، بعدما<br />
تغلب على منافسه الشرس النجم الساحلى التونسى<br />
بثلاثة أهداف نظيفة.<br />
انتخابات 20<strong>12</strong><br />
خسر الأهلى من بايرن ميونخ الأملانى فى مباراتهما<br />
الودية بالدوحة، وتوقف النشاط الرياضى بعد 50<br />
مباراة من الدورى بسبب أجواء الفوضى، وتوج<br />
املارد الأحمر بالسوبر املصرى لسابع مرة، ودورى<br />
أبطال أفريقيا للمرة السابعة، وحل رابعا فى رابع<br />
مشاركاته بكأس العالم للأندية، ومنحه الكاف<br />
لقب «أفضل ناد فى أفريقيا»، بينما أُقيل حسن<br />
شحاتة من الزمالك والعربى القطرى، وفاز محمد<br />
صلاح بلقب أفضل صاعد فى أفريقيا خلال وجوده<br />
بفريق بازل السويسرى، ورحل جوزيه عن الأهلى،<br />
وأقيمت أمم أفريقيا بدون مصر، وغادر الفراعنة<br />
الدور التمهيدى لتصفيات أمم أفريقيا 2013،<br />
وخرج الزمالك من مجموعات أبطال أفريقيا<br />
بنقطتني من 6 مباريات، وفى هذا العام رحل <strong>عدد</strong><br />
من نجوم الكرة أبرزهم محمود الجوهرى، وتبدل<br />
4 رؤساء على اتحاد الكرة.<br />
انتخابات 2014<br />
توج الأهلى بلقب السوبر الأفريقى للمرة<br />
السادسة على حساب الصفاقسى التونسى، وأحرز<br />
الدورى للمرة 37، كما فاز بالكونفيدرالية لأول<br />
مرة، وأحرز الزمالك لقب كأس مصر بعد الفوز<br />
على سموحة بهدف نظيف دون رد، بينما حقق<br />
السباح أحمد أكرم أول ميدالية أوملبية للسباحة<br />
املصرية فى تاريخها، بعدما اقتنص الذهبية فى<br />
سباق 800 متر حرة، وفى رفع الأثقال حققت سارة<br />
سمري الذهبية الأولى ملصر فى رفع الأثقال بدورة<br />
الصني، ونظمت مصر دورة الألعاب الإقليمية<br />
الثامنة للأوملبياد الخاص ملتحدى الإعاقة الفكرية<br />
بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وحصدت 37<br />
ميدالية ذهبية و38 فضية و32 برونزية.<br />
انتخابات 2018<br />
عاد منتخب مصر إلى كأس العالم فى نسخة<br />
روسيا بعد غياب 28 عاما، لكنه غادر من دور<br />
املجموعات، وخسر الأهلى نهائى دورى أبطال<br />
أفريقيا للمرة الثانية على التوالى، لكنه اقتنص<br />
درع الدورى، وتوج محمد صلاح بجائزة هداف<br />
الدورى الإنجليزى، ووقع عبدالله السعيد للزمالك<br />
مقابل 40 مليون جنيه فى صفقة قياسية وقتها،<br />
قبل أن يعود للأهلى ثم ينتقل للخليج، وفاز<br />
الزمالك بكأس السوبر املصرى السعودى «كأس<br />
الرئيس السيسى» بعد هزيمة الهلال السعودى<br />
بهدفني لهدف.<br />
ال<strong>عدد</strong> 4572<br />
الأربعاء 6 ديسمبر <strong>2023</strong><br />
11<br />
2018<br />
2014<br />
20<strong>12</strong><br />
2005<br />
1999<br />
1993<br />
1987<br />
1981<br />
1976<br />
1970<br />
1965<br />
1956<br />
صدور القانون<br />
197 بإنشاء<br />
المجلس الأعلى<br />
لرعاية الشباب<br />
النادى<br />
الأولمبى<br />
بطلا للدورى<br />
والترسانة<br />
يحصد كأس<br />
مصر<br />
إلغاء الدورى<br />
والكأس<br />
والإسماعيلى<br />
أول ناد مصرى<br />
وعربى يفوز<br />
بأفريقيا<br />
الاتحاد<br />
السكندرى بطلا<br />
لكأس مصر<br />
على حساب<br />
الأهلى<br />
منتخب<br />
الشباب يظهر<br />
بالمونديال<br />
والأهلى<br />
ينسحب من<br />
أفريقيا بعد<br />
اغتيال السادات<br />
مصر تحصد<br />
ذهبية الألعاب<br />
الأفريقية<br />
والزمالك بطلا<br />
للقارة السمراء<br />
«طوبة<br />
زيمبابوى»<br />
تطيح بمصر<br />
من كأس<br />
العالم والأهلى<br />
يهزم أرسنال<br />
ليسوتو<br />
الفراعنة<br />
يظهرون<br />
فى كأس<br />
القارات لأول<br />
مرة ومصر<br />
تستضيف<br />
مونديال اليد<br />
الأهلى يحصد<br />
بطولتى<br />
الدورى<br />
وأفريقيا وإنبى<br />
يفوز بكأس<br />
مصر<br />
إلغاء الدورى<br />
وإقالة حسن<br />
شحاتة ومصر<br />
خارج أمم<br />
أفريقيا وكأس<br />
العالم<br />
الأهلى بطلا<br />
للكونفدرالية<br />
والسوبر<br />
الأفريقى<br />
ومصر تقتنص<br />
أول ميدالية<br />
أولمبية فى<br />
السباحة<br />
مصر تعود<br />
لكأس العالم<br />
والزمالك<br />
بطلا للسوبر<br />
المصرى<br />
السعودى
w w w . y o u m 7 . c o m<br />
<strong>12</strong> صفحة 4 جنيهات<br />
ال<strong>عدد</strong> 4572 األربعاء 6 ديسمبر - <strong>2023</strong> 22 جمادى األولى 1445ه Wednesday - 6 December <strong>2023</strong> - Issue NO 4572<br />
أكرم القصاص<br />
يكتب:<br />
املصريون نجحوا بفضل تماسكهم<br />
وثقتهم وصبرهم<br />
a.elkasas@youm7.com<br />
كأنه<br />
االنتخابات الرئاسية.. اختبار جديد لوعى املصريني يرسم خارطة املستقبل<br />
حضور املواطنني بالخارج يكشف مدى إدراكهم لحجم وشكل التحديات على مدى أكثر من 10 سنوات.. وعى<br />
املصريني ساعد فى مواجهة وهزيمة اإلرهاب والتحديات االقتصادية.. ومن حقهم أن يبنوا تجربتهم بطريقتهم<br />
يستعد ماليني املرصيني إلنهاء مرحلة جديدة<br />
من البناء السياىس والدستورى، لتنتقل مرص<br />
من مرحلة انتقالية صعبة، إىل مرحلة أكثر<br />
اتساعا وتنوعا، باملشاركة ىف االنتخابات<br />
الرئاسية التى تجرى خالل األسبوع املقبل،<br />
وقد انتهت عملية التصويت بالخارج خالل<br />
األيام املاضية.<br />
ومن خالل متابعة الحضور بالخارج، يمكن<br />
توقع الحضور بالداخل، ما يفتح مجاالت<br />
جديدة، وبناء عىل ما تحقق خالل الفرتة املاضية<br />
كان الحضور الواضح للمرصيني بالخارج،<br />
للمشاركة ىف االنتخابات الرئاسية، كاشفا عن<br />
مدى إدراك هذا القطاع من املواطنني، بحجم<br />
وشكل التحدى الذى يواجه الدولة، وبالتاىل<br />
فإن الحضور الالفت للمواطنني املرصيني<br />
ىف كل دول أوروبا والواليات املتحدة والدول<br />
العربية سواء ىف الخليج، أو دول املغرب العربى<br />
وآسيا وأفريقيا، انعكاس إلدراك املرصيني أن<br />
االنتخابات تجرى ىف ظروف وتحديات صعبة،<br />
داخليا وإقليميا.. وهو ما يدفع إىل رضورة<br />
املشاركة بالداخل، للتأكيد عىل استكمال مسار<br />
سياىس واقتصادى، والتفاعل مع مطالب<br />
املرحلة القادمة، ومعطيات الظروف املطروحة.<br />
الحرب عىل غزة، كشفت الغطاء عن حجم<br />
ما واجهته الدولة املرصية من تحديات<br />
وجودية، وبالرغم من هذا نجح املرصيون<br />
ىف الصمود أمام هذه التحوالت التى يشهدها<br />
اإلقليم والعالم، ضمن واحدة من أطول املراحل<br />
االنتقالية، وبعد أن نجحوا عىل مدى أكثر من<br />
10 سنوات ىف مواجهة هذه التحديات بفضل<br />
تماسكهم وثقتهم وصربهم، وهو ما يضاعف<br />
األمل ىف تخطى التحديات القائمة، ومثلما عرب<br />
املرصيون كل هذه الظروف، فإنهم قادرون<br />
عىل رسم خرائط املستقبل، من خالل قراءة<br />
املرحلة وتقييم ما جرى داخليا وإقليميا<br />
ودوليا.<br />
كشفت األحداث األخرية، والعدوان عىل غزة،<br />
وقدرة الدولة عىل العمل فيها، عن حجم وشكل<br />
تحديات ضخمة عربتها مرص عىل مدى أكثر<br />
من عقد، وكشفت لكثري من املرصيني كيف<br />
نجحت مرص ىف التعامل مع كل امللفات ىف وقت<br />
واحد، مواجهة إرهاب ممول نجح ىف تفكيك<br />
دول إقليمية كبرية، وىف نفس الوقت كان عليهم<br />
العمل ىف ملفات االقتصاد والطاقة والتوسع<br />
األفقى والرأىس، بجانب بناء سياسة خارجية<br />
عربية وأفريقية ودولية تقوم عىل التوازن<br />
والتعاون، مع مواجهة كل التحديات اإلقليمية<br />
غربا وجنوبا وشماال ورشقا.<br />
تنوع واسع<br />
سياسيا كان العمل يجرى مع وجود تنوع<br />
واسع داخل املجتمع املرصى ىف الداخل<br />
والخارج، كشفته املشاركة ىف الحوار الوطنى،<br />
الذى ساهم ىف توسيع مجاالت النقاش، ىف<br />
القضايا السياسية واالجتماعية واالقتصادية<br />
وإدارة التنوع، باعتبار أن كل دولة لها<br />
ظروفها التى تتطلب بناء تجاربها السياسية<br />
أخذا ىف االعتبار كل هذه املتغريات، مع األخذ<br />
ىف االعتبار أن التجارب السياسية تتم بالرتاكم<br />
واملناقشة والجدل وإدارة التنوع السياىس<br />
واالقتصادى لصالح املجتمع، وخالل أكثر<br />
من عام نجح الحوار الوطنى ىف خلق حالة<br />
من الحيوية، وفتح شهية كثريين للحديث<br />
وطرح األفكار، وتم التعامل مع بعض املطالب<br />
مبارشة، وأن السياسة عملية مستمرة، لبناء<br />
الثقة بني كل األطياف، وخلق جسور للحوار<br />
يمكن من خاللها لألطراف املختلفة أن تطرح<br />
وجهة نظرها، انطالقا من تجربة 10 سنوات،<br />
بل واالستفادة من تجارب <strong>12</strong> عاما شهدت<br />
العديد من التحوالت، وعجزت تيارات كثرية<br />
عن خلق حالة حوار ومشاركة توسع التفاعل<br />
بني األطراف املختلفة.<br />
من هنا فإن االنتخابات الرئاسية تمثل خطوة<br />
أخرى ىف طريق إدارة التنوع السياىس، وتمهد<br />
لتطبيق نتائج حوار وطنى نجح ىف استقطاب<br />
أحزاب وتيارات سياسية لم تكن ظاهرة،<br />
ومثل حضور املرصيني بالخارج ىف التصويت<br />
باالنتخابات الرئاسية بشكل أكرب مما سبق،<br />
مؤرشا عىل توقع زيادة املشاركة بالداخل،<br />
خاصة مع وقوف الهيئة الوطنية لالنتخابات<br />
عىل مسافة واحدة مع كل املرشحني ومنح<br />
املصوتني حرية كاملة ىف االختيارات.. وخالل<br />
سنوات كان وعى املرصيني عامال ىف عبور<br />
مرحلة انتقالية صعبة منها إرهاب وتحديات<br />
اقتصادية، ومن حقهم أن يبنوا تجربتهم<br />
بطريقتهم ومن خالل تنوعهم.<br />
واجه املرصيون تحديات متوازية معا، فيما<br />
يتعلق باإلرهاب فإن مرص البلد الوحيد الذى لم<br />
ترفع فيه رايات سوداء من داعش أو أى تنظيم<br />
إرهابى بجهد أبنائنا البواسل من القوات<br />
املسلحة والرشطة، وأبناء سيناء، كما تم إطالق<br />
مبادرات للصحة والتخلص من العشوائيات،<br />
وبدء مرشوع املليون ونصف املليون فدان،<br />
ومناطق صناعية وكبارى وتنمية ىف الصعيد<br />
وبحرى، ومبادرة »حياة كريمة« التى تعيد<br />
صياغة حياة أكثر من نصف سكان مرص ىف<br />
الريف والقرى والتوابع، وممرات التنمية ىف<br />
كل اتجاه، عمران، طرق وكبارى، محاور<br />
ىف القاهرة واملحافظات، ربط رشق الصعيد<br />
بغربه، قطارات رسيعة، مرتو، وعاصمة<br />
إدارية جديدة وعمران ىف مدن حديثة، وإحياء<br />
للصناعات واتجاه إلصالح التعليم يعالج<br />
تراكمات العقود املاضية، ويستوعب الجديد،<br />
حيث ارتفع <strong>عدد</strong> السكان أكثر من 25 مليونا<br />
خالل عقد واحد.<br />
اإلنفاق رضورى عىل البنية التحتية<br />
كان اإلنفاق رضوريا عىل مرشوعات البنية<br />
التحتية، الكهرباء والطرق والنقل، وإذا كان<br />
قطاع مثل الصحة يحتاج إىل مئات املليارات<br />
الستكمال التأمني الصحى خالل عرش سنوات،<br />
بمبادرات القضاء عىل فريوس الكبد الوبائى<br />
ىس، ومبادرة 100 مليون صحة، لم يكن ممكنا<br />
انتظار تحسني نظام الصحة وترك املاليني<br />
من مرىض فريوس ىس، أو رسطان الثدى،<br />
كما نجحت اسرتاتيجية املبادرات ىف القضاء<br />
عىل العشوائيات التى كانت تحارص القاهرة<br />
واملحافظات ونقل سكانها إىل مجتمعات<br />
حضارية.<br />
كان رضوريا العمل ىف مواجهة التحديات<br />
العاجلة أو تراكمات عقود، وهى أن املرصيني<br />
يعيشون عىل % 5 من مساحة مرص، كان<br />
التحدى هو الخروج وإضافة رقعة جغرافية<br />
أخرى ملساحة الدولة، عرب عمليات استصالح<br />
زراعى ضخمة، تتناسب مع حجم الزيادة ىف<br />
السكان، و40 مدينة سكنية من الجيل الرابع،<br />
تستوعب الزيادة السكانية، وإنشاء العاصمة<br />
اإلدارية الجديدة.<br />
اإلنفاق عىل البنية التحتية واملرافق والطرق،<br />
ضاعف من قيمة األرض التى كانت صحراء،<br />
ومن عوائد األرض تم بناء املدن واستصالح<br />
األراىض، واملرشوعات القومية التى وفرت 5<br />
ماليني فرصة عمل، ىف وقت عاد ماليني من<br />
الخارج من دول واجهت أزمات ورصاعات،<br />
ونفذتها 5 آالف رشكة وطنية عامة وخاصة،<br />
ضمن مشاركة القطاع الخاص التى تدعمها<br />
الدولة.<br />
املرصيون الذين صمدوا وسط األزمة ونجوا<br />
من مصائر دول إقليمية حولنا، حيث دخلت<br />
ىف الفوىض، قادرون عىل تخطى أى أزمات<br />
والوصول إىل توازن طبيعى، وأن هؤالء الذين<br />
راهنوا عىل الشعب والبلد هم من راهنوا عىل<br />
أنفسهم وعىل التاريخ، وأن املستقبل يحكمه<br />
العمل مثلما كان املاىض.<br />
وكان رضوريا أن يحسم املرصيون<br />
اختيارهم، باختيار رئيس جديد يدير املرحلة<br />
القادمة، ويبنى عىل ما تحقق، ويستكمل ما<br />
تم إنجازه، من خالل توسيع املجال السياىس<br />
واالجتماعى، ودعم املجتمع األهىل.<br />
الحوار الوطنى ورسم خريطة املستقبل<br />
ساهم الحوار الوطنى ىف رسم خريطة<br />
املستقبل، وبدا بعد أن هزمت الدولة اإلرهاب<br />
وتجاوزت الكثري من التحديات، تسعى لرسم<br />
خارطة املستقبل، وتتيح املزيد من التنوع<br />
واالنفتاح لألحزاب والتيارات السياسية<br />
واملدنية، بما يتيح لها تقديم نفسها وتوسيع<br />
مشاركتها بالعمل العام واملجتمع، والسباق<br />
ىف املحليات واملجالس النيابية.. وتوسع<br />
املجال العام، للتعبري والتنوع، ضمن مرحلة<br />
تتناسب مع واقع جديد لرسم خارطة<br />
املستقبل.<br />
أهم مكاسب الحوار الوطنى كان بناء<br />
جسور ثقة بني كل األطراف تسمح بالكثري من<br />
الخطوات عىل طريق رسم خرائط املستقبل،<br />
وأكد انفتاح الدولة عىل الجميع، واالستجابة<br />
ملطالب الحوار الوطنى فيما يتعلق بالقضايا<br />
العاجلة، حيث تم تفعيل لجنة العفو الرئاىس،<br />
وتلبية مطالب الحوار الوطنى بمد اإلرشاف<br />
القضائى عىل االنتخابات واالستفتاءات، وهو<br />
ما يطبق ىف االنتخابات الرئاسية الحالية،<br />
ويساهم ىف إتاحة ضمانات قضائية.<br />
كما أتاح الحوار الوطنى توصيات مهمة<br />
فيما يتعلق باملجلس األعىل للتعليم، وقوانني<br />
الوصاية ومفوضية منع التمييز، وقانون<br />
تداول املعلومات، بما يساهم ىف توسيع املجال<br />
العام، بجانب تفعيل االسرتاتيجية الوطنية<br />
لحقوق اإلنسان، وتوسيع العمل األهىل، وخالل<br />
شهور قليلة أصبح التحالف الوطنى للعمل<br />
األهىل مؤسسة كبرية، تستقطب املنظمات<br />
والجمعيات األهلية وتركز توجيه العمل األهىل<br />
بشكل منهجى يتماىش مع النمو السكانى،<br />
ومع عرص املعلومات فهو يهدف ببساطة إىل<br />
تنسيق جهود الجمعيات األهلية والخريية، بما<br />
يضاعف من قدرتها عىل تقديم خدماتها ىف كل<br />
املحافظات، ويصل إىل املحافظات البعيدة التى<br />
عانت من التجاهل عىل مدى عقود.<br />
التحالف الوطنى والعمل األهىل<br />
استقطب التحالف الوطنى 34 كيانا تنمويا<br />
وخدميا، من أهمها االتحاد العام للجمعيات<br />
األهلية والذى يضم 34 جمعية ومؤسسة أهلية<br />
وكيانات خدمية وتنموية، منها االتحاد العام<br />
للجمعيات واملؤسسات األهلية والذى يضم ىف<br />
عضويته 30 اتحادا نوعيا و27 اتحادا إقليميا،<br />
بيت الزكاة والصدقات املرصى، جامعة<br />
القاهرة، ويعمل التحالف ىف 27 محافظة بما<br />
ىف ذلك املناطق الحدودية والنائية.<br />
وبجانب التحديات الداخلية نجحت مرص<br />
ىف بناء سياستها الخارجية ضمن خطوات<br />
التوازن، حيث كان العالم يواجه تحوالت<br />
وتفاعالت تبدو نوعا من إعادة توزيع القوة<br />
والنفوذ ىف العالم، بجانب تفاعالت سياسية<br />
واقتصادية تستلزم التعامل معها واستيعابها<br />
وتفهمها، وما يجرى ىف غرب وجنوب مرص،<br />
ورشقها وشمالها، من تحوالت غري مسبوقة،<br />
تتطلب دقة ىف التعامل معها، ضمن موازين<br />
السياسة وقواعد الرصاع والنفوذ.. وسعت<br />
رؤية مرص لرتميم العالقات العربية، وتقوية<br />
التعاون والحوار، وتوسيع أطر التعاون،<br />
والتقاطع مع أوروبا وأمريكا واليابان والصني<br />
وروسيا، ونجحت القاهرة أن تكون محل ثقة<br />
إقليمية ودولية للتدخل والحل، وأبرز مثال<br />
األحداث ىف غزة.<br />
وبالتاىل فإننا ىف االنتخابات الرئاسية أمام<br />
تجربة تضاف إىل تجارب املرصيني عىل مدى<br />
سنوات، حيث ينترص الوعى باتجاه بناء<br />
تجربة سياسية واضحة، يخوضها املرصيون<br />
تجاه املستقبل، لصناعة تجربتهم السياسية،<br />
إيمانا بأهمية املشاركة ىف العملية االنتخابية،<br />
ومثلما اصطف املرصيون ىف الخارج أمام مقار<br />
البعثات الدبلوماسية املرصية، واختار كل منهم<br />
بحريته ومن دون أى تأثري، يواصل املرصيون<br />
بالداخل رهانهم عىل أن املشاركة هى الطريق<br />
لالختيار بشكل يضمن بناء املستقبل، وإيمانا<br />
بأن الشعب الذى عرب تحديات صعبة عىل مدى<br />
أكثر من عرش سنوات قادر عىل مواجهة ما هو<br />
قادم بنفس الشجاعة.<br />
طبع بمطابع األهرام ب »6 أكتوبر«