التمرد جذور
تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها. تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.
جذور التمرد 62 كان قلب لوثر عامرا بخوف هللا، وهذا أعانه على االحتفاظ بثباته في غرضه وقاده الى االتضاع العميق أمام هللا . وكان في نفسه احساس دائم بوجوب االعتماد على معونة هللا، فلم يهمل أن يبدأ يومه بالصالة، بينما كان قلبه يخفق دائماً بطلب االرشاد والعون . وكثيراً ما كان يقول: ”الصالة المخلصة الزمة للدرس والتحصيل“ )٤٦(. GC { 136.1} واذ كان لوثر في احد األيام يفحص بعض الكتب في مكتبة الجامعة وجد كتابا مقدسا مكتوبا بالالتينية . ولم يسبق له أن رأى مثل ذلك الكتاب، وكان يجهل تماما حتى مجرد وجوده . كان قد سمع بعض فصول من االنجيل والرسائل كانت تتلى على الشعب في ا لعبادة العامة، وكان يظن انها هي كل الكتاب . اما اآلن فها هو ألول مرة يرى كل كالم هللا بين دفتي كتاب . فبرهبة ممتزجة بالدهشة جعل يقلب صفحات ذلك السفر المقدس . واذ كانت نبضاته تسرع وقلبه يخفق بدأ يقرأ لنفسه كالم الحياة . كان بين الحين واآلخر يتوقف ليصرخ قائال: ”ليت هللا يعطيني هذا الكتاب ليكون ملكي الخاص!“ )٤٧(. وكان مالئكة السماء واقفين الى جواره، وانحدرت من عرش هللا أشعة من النور لتكشف لعقله كنوز الحق. وكان دائما يخشى أن يغضب هللا، أما اآلن فان االقتناع العميق بأنه خاطئ استولى عليه كما لم يحدث من قبل. }{136.2 GC يتوق الى السالم مع هللا هذا وان رغبته الحارة في التحرر من الخطيئة والحصول على السالم مع هللا قادته اخيرا الى دخول احد االديرة وتكريس نفسه لحياة الرهبنة . وفي ذلك الدير طُلب منه ممارسة أحط الوان الكدح المذل فيذهب من بيت الى بيت مستجديا أهل االحسان . وكان اذ ذاك في سن تجعل االنسان يتوق الى الظفر باحترام الناس وتقديرهم . لكنّ هذه الممارسات الحقيرة كان فيها قدر كبير من االماتة لمشاعره الطبيعية . وتحمل هذا االذالل بصبر اذ كان يعتقد أنه ضروري له بسبب خطاياه. }{137.1 GC كان ينفق في الدرس كل لحظة تتاح له بعد اداء واجباته اليومية، حار ما نفسه النوم بل مستكثرا عليها الدقائق التي كان يقضيها في تناول طعامه البسيط. وكان يفرح بدرس كلمة هللا أكثر من فرحه بأي شيء آخر . فقد وجد كتابا مقدسا مربوطا بالسالسل الى جدران الدير فكان يذهب الى هناك كثير ا. واذ تعمق في نفسه التبكيت على الخطيئة إجتهد في الح صول على الغفران والسالم عن طريق أعماله الذاتية . وعاش عيشة غاية في الصرامة، محاوال بواسطة الصوم والصلوات التي كان يتلوها في الليل والجلد الذي كان يفرضه على نفسه أن يقهر شر طبيعته الذي لم تستطع حياة النسك ان تحرره منه . ولم يتراجع أمام أي تضحية يبلغ بواسطتها الى طهارة القلب التي قد توقفه مبَّررا أمام هللا . وقال فيما بعد: ”لقد كنت في الحق راهبا تقيا وأتبعت قوانين رهبانيتي بدقة اعجز عن التعبير عنه ا. ولو أُعطي لراهب أن يرث السماء بأعمال النسك التي يمارسها لكان لي الحق في امتالكها ... ولو استمرت على ذلك مدة أطول ألودى بي قمع الجسد واذالل النفس الى الموت“ )٤٨(. وكان من نتائج هذا النظام المؤلم أن خارت قواه وقاسى كثيرا من جراء تشنجات اغمائية لم يشفَ منها شفاء كامال . ولكن مع كل تلك الجهود لم تجد نفسه المثقلة راحة. وأخيرا انساق الى حفاة اليأس. GC 137.2}{ عندما بدا للوثر أن كل أمله قد ضاع دبر له هللا صديقا ومعين ا. ذلك أن ستوبتز التقي فتح ذهن لوثر أمام كلمة هللا وأمره بأن يحول نظره بعيدا من نفسه ويترك التفكير في القصاص االبدي ألجل انتهاك شريعة هللا وينظر الى يسوع المخلص غافر الخطاي ا. ثم قال له: ”بدال من تعذيبك نفسك ألجل خطاياك ألق بنفسك بين ذراعي الفادي . ثق به، في بر حياته وكفارته وموته ... اصغ الى ابن هللا. لقد صار انسانا ليمنحك يقين الرضى االلهي“. ”أحب ذاك الذي أحبك قبال“ )٤٩(. هكذا تكلم رسول الرحمة ذاك فأثر كالمه في عقل لوثر تأ ثيرا عميق ا. فبعد مصارعات كثيرة وطويلة مع أخطائه التي احتضنها طويال استطاع فهم الحق، فحل السالم في نفسه المضطربة. }{138.1 GC استاذ في الجامعة
جذور التمرد 63 كان لوثر قد سيم كاهنا ودُعي للخروج من الدير ليكون استاذا في جامعة وتنبرج. وهناك عكف على دراسة الكتاب المقدس في لغاته اال صلية. ثم بدأ يلقي محاضرات عن الكتاب المقدس . وشرح سفر المزامير واألناجيل والرسائل لجماهير الناس الذين كانوا يستمعون اليه بسرور وشغف، وقد ألح عليه ستوبتز صديقه ورئيسه أن يعتلي المنبر ويعظ بكلمة هللا . لكن لوثر تردد شاعرا في نفسه بعدم استحقاقه مخاطبة الشعب ني ابة عن المسيح . ولكن بعد صراع طويل خضع واستجاب لتوسالت اصدقائه . كان قد صار مقتدرا في الكتب واستقرت عليه نعمة هللا. وقد أسرت فصاحته الباب سامعيه . وكان الوضوح والقوة اللذان بهما قدم الحق كافيين القناع العقول، فلمست غيرته قلوبهم. 138.2}{ GC كان لوثر ال يزال ابنا امينا للكنيسة البابوية، ولم يكن يفكر في أن يكون غير ذلك. وقد رتبت له عناية هللا أن يزور روم ا. وتابع رحلته سائرا على قدميه . وكان يبيت في االديرة التي كانت في طريقه . وفي أحد اديرة ايطاليا شاهد من مظاهر الثراء العظيم والفخامة والترف ما جعله يمتلئ دهشة . فلما كان الر هبان يحصلون على ايراد من األمراء كانوا يسكنون غرفا فخمة ويرتدون أغلى الحلل وأجملها ويأكلون أشهى األطعمة من الموائد الحافلة بأفخر طعام . فاستبدت الهواجس المؤلمة بنفس لوثر وجعل يقارن بين هذا المنظر وانكار الذات والمشقات التي حفلت بها حياته، فارتبك عقله. }{138.3 GC على درج بيالطس : ١ أخيراً رأى من بُعد المدينة المبنية على سبع تالل . فانطرح على األرض هاتفاً بانفعال عميق: ”يا روما المقدسة، أني احييك“ )٥٠(. ثم دخل المدينة وبدأ يزور الكنائس وكان يصغي الى القصص العجيبة التي كان يرددها الكهنة والرهبان، ثم قام بممارسة الطقوس المفروضة . وانى ذهب كان يرى المناظر التي مألته دهشة ورعبا اذ رأى االثم متفشيا بين كل طبقات االكليروس، وسمع من االساقفة نكاتا شائنة فامتألت نفسه رعبا اذ رأى نجاستهم حتى في أثناء اقامة القداس . واذ اختلط بالرهبان والشعب رأى االسراف والدعارة . وأينما يتجهّ ِّه ال يستطيع أحد أن يجد النجاسة في موضع القداسة . وقد كتب يقول: ”يتصور مقدار شناعة األمور المخجلة التي تُرتكب في روما، وال يصدق بوجودها اال من رأوها بأعينهم . وقد صار أمرا عاديا أن يقول الناس : اذ كان هنالك جحيم فان روما مبنية فوقها. انها بؤرة تخرج منها كل الخطايا“ )٥١(. }{139.1 GC وكان قد صدر مرسوم بابوي بمنح الغفران لكل من يصعدون ”سلم بيالطس“ على ركبهم، تلك السلم التي قيل ان المخلص نزل دركاتها عندما خرج من دار الوالية الروماني، وأنها قد نُقلت من اورشليم الى روما بمعجزة . وفي أحد االيام كان لوثر يرقى درج اتها بخشوع، وفجأة دوى صوت كالرعد بدا كأنه يقول: ”البار بااليمان يحيا“ )رومية ١٧(. فنهض على قدميه وأسرع خارجا من ذلك المكان في خزي ورعب . ولم تفقد تلك اآلية قوتها أو سلطانها على نفسه ابد ا. ومن ذلك الحين رأى بكل جالء، أكثر مما سبق له أن رأى، ضاللة اإلركان الى االعمال البشرية ألجل الخالص، ولزوم االيمان الدائم باستحقاقات المسيح . لقد انفتحت عيناه ولم تغلقا ابدا بعد ذلك على تضليل خدع البابوية . وعندما حوَّ ل وجهه بعيدا من روما حول قلبه كذلك عنها، ومنذ ذلك الحين زاد االنفصال اتساعا الى أن انفصمت وقُطعت كل عالقة له بالكنيسة البابوية. }{139.2 GC بعدما عاد لوثر من روما حصل من جامعة وتنبرغ على درجة دكتوراه في الالهوت. واآلن صارت له الحرية في أن يكرس نفسه للكتاب المقدس الذي أحبه تكريسا أشد من ذي قبل . لقد أخذ على نفسه عهدا مقدسا بأن يدرس بعناية كلمة هللا ويبشر بأمانة بها ال بأقوال البابوات وتعاليمهم، وأن يفعل ذلك مدى أيام حياته. فلم يعد مجرد راهب أو استاذ بل الناطق المفوّ ض بإسم الكتاب . وكراعٍ دُعي الى إطعام القطيع اذ كانت تلك الخراف جائعة وظامئة الى الحق . وقد أعلن بكل ثبات أن على المسيحيين اال يقبلوا تعاليم ال تستند الى سلطان الكتب المقدسة. وكانت هذه األقوال ضربة أصابت سيادة البابا، واشتملت على مبدأ االصالح. }{140.1 GC
- Page 19 and 20: جذور التمرد 11 هذا ا
- Page 21 and 22: جذور التمرد يواصلو
- Page 23 and 24: جذور التمرد ارميا ٢
- Page 25 and 26: جذور التمرد 17 الفصل
- Page 27 and 28: جذور التمرد اخيرا ر
- Page 29 and 30: جذور التمرد على ألس
- Page 31 and 32: جذور التمرد قوة كلم
- Page 33 and 34: جذور التمرد وسيطهم
- Page 35 and 36: جذور التمرد حينئذ أ
- Page 37 and 38: جذور التمرد 29 الفصل
- Page 39 and 40: جذور التمرد 31 ليرضي
- Page 41 and 42: جذور التمرد 33 وقد ز
- Page 43 and 44: جذور التمرد تاق الو
- Page 45 and 46: جذور التمرد 37 وقد خ
- Page 47 and 48: جذور التمرد الفصل ا
- Page 49 and 50: جذور التمرد 41 واذ ك
- Page 51 and 52: جذور التمرد 43 بشر و
- Page 53 and 54: جذور التمرد 45 واخير
- Page 55 and 56: جذور التمرد نتج من
- Page 57 and 58: جذور التمرد 49 الفصل
- Page 59 and 60: جذور التمرد 51 يُسمح
- Page 61 and 62: جذور التمرد وفي رسا
- Page 63 and 64: جذور التمرد 55 لالبا
- Page 65 and 66: جذور التمرد ولكن بع
- Page 67 and 68: جذور التمرد لو أن ق
- Page 69: جذور التمرد 61 الفصل
- Page 73 and 74: جذور التمرد 65 عندما
- Page 75 and 76: جذور التمرد الكتاب
- Page 77 and 78: جذور التمرد فرصة لل
- Page 79 and 80: جذور التمرد قوتي وت
- Page 81 and 82: جذور التمرد ان المق
- Page 83 and 84: جذور التمرد 75 التي
- Page 85 and 86: جذور التمرد غيوم في
- Page 87 and 88: جذور التمرد 79 واذ ك
- Page 89 and 90: جذور التمرد هاجم في
- Page 91 and 92: جذور التمرد والمها
- Page 93 and 94: جذور التمرد 85 بكلمة
- Page 95 and 96: جذور التمرد 87 الفصل
- Page 97 and 98: جذور التمرد القلب،
- Page 99 and 100: جذور التمرد 91 وقد و
- Page 101 and 102: جذور التمرد أما الب
- Page 103 and 104: جذور التمرد المتعص
- Page 105 and 106: جذور التمرد 97 ان يع
- Page 107 and 108: جذور التمرد 99 يزورو
- Page 109 and 110: جذور التمرد الفصل ا
- Page 111 and 112: جذور التمرد 103 ا. ف
- Page 113 and 114: جذور التمرد 105 بعصر
- Page 115 and 116: جذور التمرد ” 107 ال
- Page 117 and 118: جذور التمرد الفصل ا
- Page 119 and 120: جذور التمرد 111 معا ف
<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />
63<br />
كان لوثر قد سيم كاهنا ودُعي للخروج من الدير ليكون استاذا في جامعة وتنبرج. وهناك عكف على دراسة<br />
الكتاب المقدس في لغاته اال صلية. ثم بدأ يلقي محاضرات عن الكتاب المقدس . وشرح سفر المزامير واألناجيل<br />
والرسائل لجماهير الناس الذين كانوا يستمعون اليه بسرور وشغف، وقد ألح عليه ستوبتز صديقه ورئيسه أن يعتلي<br />
المنبر ويعظ بكلمة هللا . لكن لوثر تردد شاعرا في نفسه بعدم استحقاقه مخاطبة الشعب ني ابة عن المسيح . ولكن بعد<br />
صراع طويل خضع واستجاب لتوسالت اصدقائه . كان قد صار مقتدرا في الكتب واستقرت عليه نعمة هللا. وقد<br />
أسرت فصاحته الباب سامعيه . وكان الوضوح والقوة اللذان بهما قدم الحق كافيين القناع العقول، فلمست غيرته<br />
قلوبهم. 138.2}{ GC<br />
كان لوثر ال يزال ابنا امينا للكنيسة البابوية، ولم يكن يفكر في أن يكون غير ذلك. وقد رتبت له عناية هللا أن يزور<br />
روم ا. وتابع رحلته سائرا على قدميه . وكان يبيت في االديرة التي كانت في طريقه . وفي أحد اديرة ايطاليا شاهد<br />
من مظاهر الثراء العظيم والفخامة والترف ما جعله يمتلئ دهشة . فلما كان الر هبان يحصلون على ايراد من األمراء<br />
كانوا يسكنون غرفا فخمة ويرتدون أغلى الحلل وأجملها ويأكلون أشهى األطعمة من الموائد الحافلة بأفخر طعام .<br />
فاستبدت الهواجس المؤلمة بنفس لوثر وجعل يقارن بين هذا المنظر وانكار الذات والمشقات التي حفلت بها حياته،<br />
فارتبك عقله. }{138.3 GC<br />
على درج بيالطس<br />
: ١<br />
أخيراً رأى من بُعد المدينة المبنية على سبع تالل . فانطرح على األرض هاتفاً بانفعال عميق: ”يا روما المقدسة،<br />
أني احييك“ )٥٠(. ثم دخل المدينة وبدأ يزور الكنائس وكان يصغي الى القصص العجيبة التي كان يرددها الكهنة<br />
والرهبان، ثم قام بممارسة الطقوس المفروضة . وانى ذهب كان يرى المناظر التي مألته دهشة ورعبا اذ رأى االثم<br />
متفشيا بين كل طبقات االكليروس، وسمع من االساقفة نكاتا شائنة فامتألت نفسه رعبا اذ رأى نجاستهم حتى في أثناء<br />
اقامة القداس . واذ اختلط بالرهبان والشعب رأى االسراف والدعارة . وأينما يتجهّ ِّه ال يستطيع أحد أن يجد النجاسة<br />
في موضع القداسة . وقد كتب يقول: ”يتصور مقدار شناعة األمور المخجلة التي تُرتكب في روما، وال يصدق<br />
بوجودها اال من رأوها بأعينهم . وقد صار أمرا عاديا أن يقول الناس : اذ كان هنالك جحيم فان روما مبنية فوقها.<br />
انها بؤرة تخرج منها كل الخطايا“ )٥١(. }{139.1 GC<br />
وكان قد صدر مرسوم بابوي بمنح الغفران لكل من يصعدون ”سلم بيالطس“ على ركبهم، تلك السلم التي قيل ان<br />
المخلص نزل دركاتها عندما خرج من دار الوالية الروماني، وأنها قد نُقلت من اورشليم الى روما بمعجزة . وفي<br />
أحد االيام كان لوثر يرقى درج اتها بخشوع، وفجأة دوى صوت كالرعد بدا كأنه يقول: ”البار بااليمان يحيا“ )رومية<br />
١٧(. فنهض على قدميه وأسرع خارجا من ذلك المكان في خزي ورعب . ولم تفقد تلك اآلية قوتها أو سلطانها<br />
على نفسه ابد ا. ومن ذلك الحين رأى بكل جالء، أكثر مما سبق له أن رأى، ضاللة اإلركان الى االعمال البشرية<br />
ألجل الخالص، ولزوم االيمان الدائم باستحقاقات المسيح . لقد انفتحت عيناه ولم تغلقا ابدا بعد ذلك على تضليل خدع<br />
البابوية . وعندما حوَّ ل وجهه بعيدا من روما حول قلبه كذلك عنها، ومنذ ذلك الحين زاد االنفصال اتساعا الى أن<br />
انفصمت وقُطعت كل عالقة له بالكنيسة البابوية. }{139.2 GC<br />
بعدما عاد لوثر من روما حصل من جامعة وتنبرغ على درجة دكتوراه في الالهوت. واآلن صارت له الحرية في<br />
أن يكرس نفسه للكتاب المقدس الذي أحبه تكريسا أشد من ذي قبل . لقد أخذ على نفسه عهدا مقدسا بأن يدرس بعناية<br />
كلمة هللا ويبشر بأمانة بها ال بأقوال البابوات وتعاليمهم، وأن يفعل ذلك مدى أيام حياته. فلم يعد مجرد راهب أو استاذ<br />
بل الناطق المفوّ ض بإسم الكتاب . وكراعٍ دُعي الى إطعام القطيع اذ كانت تلك الخراف جائعة وظامئة الى الحق . وقد<br />
أعلن بكل ثبات أن على المسيحيين اال يقبلوا تعاليم ال تستند الى سلطان الكتب المقدسة. وكانت هذه األقوال ضربة<br />
أصابت سيادة البابا، واشتملت على مبدأ االصالح. }{140.1 GC