التمرد جذور
تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها. تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.
جذور التمرد ان حالة العالم تحت الحكم البابوي وفّرت صورة مخيفة ومدهشة القوال النبي هوشع اذ قال: ”قد هلك شعبي من عدم المعرفة . النك أنت رفضت المعرفة ارفضك انا ... والنك نسيت شريعة الهك انسى انا أيضا بنيك“، ”ال أمانة وال احس ان وال معرفة هللا في األرض . لعن وكذب وقتل وسرقة وفسق . يعتنفون ودماء تلحق دماء“ و ٢(. هذه كانت عواقب اقصاء الناس كلمة هللا بعيدا منهم. }{67.1 GC )هوشع ٦ : ٤ و ١ 28
جذور التمرد 29 الفصل الرابع — حاملي الحقيقة في وسط الظالم الدامس الذي جثم على األرض في أثناء الفترة الطويلة التي كانت السيادة فيها للبابوات لم يكن ممكنا ان ينطفئ نور الحق تمام ا. فلقد كان هلل شهود في كل عصر — رجال اعتنقوا االيمان بالمسيح كالوسيط الوحيد بين هللا والناس . وتمسكوا بالكتاب المقدس كالقانون الوحيد للحياة، وكانوا يقدسون السبت الحقيقي . ولن تعرف شعوب األجيال القادمة عظم الدَّين الكبير الذي في اعناقهم تجاه اسالفهم المجاهدين . لقد وُ صموا بالهرطقة وكُذّ ِّبت نواياهم وبواعثهم وصودرت كتاباتهم أو احرقت وعاب االعداء اخالقهم، ومع ذلك فقد ظلوا راسخين كالطود . ومن جيل الى جيل ظلوا محتفظين بايمانهم في نقاوته كميراث مقدس لألجيال الالحقة. GC 68.1}{ ان تاريخ شعب هللا في العصور المظلمة التي بدأت منذ صارت السيادة لروما هو سجل حافل باالحداث ومكتوب في السماء، وان كان أهل العالم ال يعطونه المكانة الالئقة به . وقليلة هي اآلثار الدالة على وجودهم اللهم اال في اتهامات مضطهديهم . فلقد كانت سياسة روما تهدف الى محو كل آثار االنشقاق والخروج على عقائدها وقوانينها، فكل ما كانت تعتبره هرطقة عمدت الى مالشاته سواء أكان مؤلفات أو أناس ا. فكالم الشك أو التساؤل في ما يختص بسلطة تعاليم البابا كان كفيال بأن يضيّ ِّع حق االنسان في الحياة سواء كان من األغنياء أو الفقراء، العظماء أو األدنياء . وعمدت روما أيضاً إلى إحراق كل الوثائق التي تثبت قسوتها على المنشقين عليها، فلقد اصدرت المجامع البابوية أوامرها بحرق مثل تلك السجالت . قبل اختراع المطابع كانت الكتب قليلة العدد ونادرة الوجود، وكانت ذات احجام كبيرة بحيث لم يسهل حفظها، ولهذا فلم يكن ما يمنع رجال كنيسة روما من تنفيذ اغراضهم. GC 68.2}{ لم تُترك كنيسة ضمن حدود سيادة روما تنعم بحرية ضميرها من دون ازعاج. فما ان حصلت البابوية على السلطان حت ى مدت يديها لتسحق كل من رفضوا االعتراف بسيادتها، وهكذا خضعت الكنائس لسلطانها الواحدة في أثر االخرى. }{69.1 GC في بريطانيا العظمى كانت المسيحية البدائية قد جذّرت اصوله ا. فاالنجيل الذي قبله البريطانيون في القرون االولى لم يكن االرتداد الروماني قد افسده . وكانت االضطهاد ات التي أثارها االباطرة الوثنيون والتي امتدت حتى الى هذه السواحل النائية هي الهدية الوحيدة التي حصلت عليها الكنائس من عاصمة االمبراطورية. وكثيرون من المسيحيين الذين هربوا من االضطهاد الواقع عليهم في انجلترا وجدوا ألنفسهم مالذا في اسكوتالنده، ومن هناك انتقل الحق الى ايرالنده، وفي كل هذه االقطار قبل الناس الحق بفرح. }{69.2 GC عندما غزا السكسون بريطانيا كانت الوثنية سائدة على البالد . وقد استنكف الغزاة وترفعوا عن أن يتلقوا التعليم من ايدي عبيدهم، فأرغم المسيحيون على التراجع الى الجبال والقفار الموحشة، ومع ذلك فالنور الذ ي احتجب الى حين ظل مشتعال . وبعد ذلك بقرن من الزمان كان ذلك النور يضيء في اسكوتالنده بلمعان عظيم امتد الى بلدان بعيدة . ومن ايرالنده أتى كولومبا التقي ومعاونوه الذين جمعوا حولهم المؤمنين المشتتين في جزيرة أيونا الموحشة وجعلوها مركز خدماتهم الكرازية . ووجد بين اولئك الكارزين رجل كان يحفظ السبت الكتابي، وهكذا قُدم هذا الحق الى الناس، فانشئت في أيونا مدرسة خرج منها المرسلون ليس الى اسكوتالنده وانجلترا وحدهما بل أيضا الى المانيا وسويسرا، وحتى الى ايطاليا نفسها. }{69.3 GC فرق مدهش لكنّ روما رنت بنظرها الى بريطانيا وعق دت العزم على اخضاعها لسيادتها. ففي القرن السادس أخذ مرسلوها على عاتقهم أمر هداية السكسون الوثنيين . وقد قوبلوا بكل سرور وترحيب من البرابرة المتكبرين فاستمالوا آالفاً كثيرة منهم الى العقيدة الرومانية . واذ تقدم العمل اصطدم الرؤساء البابويون والمهتدون بالمسيحيين االصليين، وبدا الفرق مدهشا بين الفريقين: فقد كان المسيحيون قوما بسطاء متواضعين ومتمسكين بمبادئ الكتاب المقدس في
- Page 1 and 2: وايت ج ن إلي ن
- Page 3 and 4: التمرد جذور وايت جي
- Page 5 and 6: This page has been left intentional
- Page 7 and 8: عبارات شكر وتقدير ه
- Page 9 and 10: 1 جذور التمرد
- Page 11 and 12: جذور التمرد جدول ال
- Page 13 and 14: 5 جذور التمرد
- Page 15 and 16: جذور التمرد كان مال
- Page 17 and 18: جذور التمرد 9 نظر ال
- Page 19 and 20: جذور التمرد 11 هذا ا
- Page 21 and 22: جذور التمرد يواصلو
- Page 23 and 24: جذور التمرد ارميا ٢
- Page 25 and 26: جذور التمرد 17 الفصل
- Page 27 and 28: جذور التمرد اخيرا ر
- Page 29 and 30: جذور التمرد على ألس
- Page 31 and 32: جذور التمرد قوة كلم
- Page 33 and 34: جذور التمرد وسيطهم
- Page 35: جذور التمرد حينئذ أ
- Page 39 and 40: جذور التمرد 31 ليرضي
- Page 41 and 42: جذور التمرد 33 وقد ز
- Page 43 and 44: جذور التمرد تاق الو
- Page 45 and 46: جذور التمرد 37 وقد خ
- Page 47 and 48: جذور التمرد الفصل ا
- Page 49 and 50: جذور التمرد 41 واذ ك
- Page 51 and 52: جذور التمرد 43 بشر و
- Page 53 and 54: جذور التمرد 45 واخير
- Page 55 and 56: جذور التمرد نتج من
- Page 57 and 58: جذور التمرد 49 الفصل
- Page 59 and 60: جذور التمرد 51 يُسمح
- Page 61 and 62: جذور التمرد وفي رسا
- Page 63 and 64: جذور التمرد 55 لالبا
- Page 65 and 66: جذور التمرد ولكن بع
- Page 67 and 68: جذور التمرد لو أن ق
- Page 69 and 70: جذور التمرد 61 الفصل
- Page 71 and 72: جذور التمرد 63 كان ل
- Page 73 and 74: جذور التمرد 65 عندما
- Page 75 and 76: جذور التمرد الكتاب
- Page 77 and 78: جذور التمرد فرصة لل
- Page 79 and 80: جذور التمرد قوتي وت
- Page 81 and 82: جذور التمرد ان المق
- Page 83 and 84: جذور التمرد 75 التي
- Page 85 and 86: جذور التمرد غيوم في
<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />
29<br />
الفصل الرابع — حاملي الحقيقة<br />
في وسط الظالم الدامس الذي جثم على األرض في أثناء الفترة الطويلة التي كانت السيادة فيها للبابوات لم يكن<br />
ممكنا ان ينطفئ نور الحق تمام ا. فلقد كان هلل شهود في كل عصر — رجال اعتنقوا االيمان بالمسيح كالوسيط<br />
الوحيد بين هللا والناس . وتمسكوا بالكتاب المقدس كالقانون الوحيد للحياة، وكانوا يقدسون السبت الحقيقي . ولن<br />
تعرف شعوب األجيال القادمة عظم الدَّين الكبير الذي في اعناقهم تجاه اسالفهم المجاهدين . لقد وُ صموا بالهرطقة<br />
وكُذّ ِّبت نواياهم وبواعثهم وصودرت كتاباتهم أو احرقت وعاب االعداء اخالقهم، ومع ذلك فقد ظلوا راسخين كالطود<br />
. ومن جيل الى جيل ظلوا محتفظين بايمانهم في نقاوته كميراث مقدس لألجيال الالحقة.<br />
GC 68.1}{<br />
ان تاريخ شعب هللا في العصور المظلمة التي بدأت منذ صارت السيادة لروما هو سجل حافل باالحداث ومكتوب<br />
في السماء، وان كان أهل العالم ال يعطونه المكانة الالئقة به . وقليلة هي اآلثار الدالة على وجودهم اللهم اال في<br />
اتهامات مضطهديهم . فلقد كانت سياسة روما تهدف الى محو كل آثار االنشقاق والخروج على عقائدها وقوانينها،<br />
فكل ما كانت تعتبره هرطقة عمدت الى مالشاته سواء أكان مؤلفات أو أناس ا. فكالم الشك أو التساؤل في ما يختص<br />
بسلطة تعاليم البابا كان كفيال بأن يضيّ ِّع حق االنسان في الحياة سواء كان من األغنياء أو الفقراء، العظماء أو األدنياء<br />
. وعمدت روما أيضاً إلى إحراق كل الوثائق التي تثبت قسوتها على المنشقين عليها، فلقد اصدرت المجامع البابوية<br />
أوامرها بحرق مثل تلك السجالت . قبل اختراع المطابع كانت الكتب قليلة العدد ونادرة الوجود، وكانت ذات احجام<br />
كبيرة بحيث لم يسهل حفظها، ولهذا فلم يكن ما يمنع رجال كنيسة روما من تنفيذ اغراضهم.<br />
GC 68.2}{<br />
لم تُترك كنيسة ضمن حدود سيادة روما تنعم بحرية ضميرها من دون ازعاج. فما ان حصلت البابوية على<br />
السلطان حت ى مدت يديها لتسحق كل من رفضوا االعتراف بسيادتها، وهكذا خضعت الكنائس لسلطانها الواحدة في<br />
أثر االخرى. }{69.1 GC<br />
في بريطانيا العظمى كانت المسيحية البدائية قد جذّرت اصوله ا. فاالنجيل الذي قبله البريطانيون في القرون<br />
االولى لم يكن االرتداد الروماني قد افسده . وكانت االضطهاد ات التي أثارها االباطرة الوثنيون والتي امتدت حتى<br />
الى هذه السواحل النائية هي الهدية الوحيدة التي حصلت عليها الكنائس من عاصمة االمبراطورية. وكثيرون من<br />
المسيحيين الذين هربوا من االضطهاد الواقع عليهم في انجلترا وجدوا ألنفسهم مالذا في اسكوتالنده، ومن هناك انتقل<br />
الحق الى ايرالنده، وفي كل هذه االقطار قبل الناس الحق بفرح. }{69.2 GC<br />
عندما غزا السكسون بريطانيا كانت الوثنية سائدة على البالد . وقد استنكف الغزاة وترفعوا عن أن يتلقوا التعليم<br />
من ايدي عبيدهم، فأرغم المسيحيون على التراجع الى الجبال والقفار الموحشة، ومع ذلك فالنور الذ ي احتجب الى<br />
حين ظل مشتعال . وبعد ذلك بقرن من الزمان كان ذلك النور يضيء في اسكوتالنده بلمعان عظيم امتد الى بلدان<br />
بعيدة . ومن ايرالنده أتى كولومبا التقي ومعاونوه الذين جمعوا حولهم المؤمنين المشتتين في جزيرة أيونا الموحشة<br />
وجعلوها مركز خدماتهم الكرازية . ووجد بين اولئك الكارزين رجل كان يحفظ السبت الكتابي، وهكذا قُدم هذا الحق<br />
الى الناس، فانشئت في أيونا مدرسة خرج منها المرسلون ليس الى اسكوتالنده وانجلترا وحدهما بل أيضا الى المانيا<br />
وسويسرا، وحتى الى ايطاليا نفسها. }{69.3 GC<br />
فرق مدهش<br />
لكنّ روما رنت بنظرها الى بريطانيا وعق دت العزم على اخضاعها لسيادتها. ففي القرن السادس أخذ مرسلوها<br />
على عاتقهم أمر هداية السكسون الوثنيين . وقد قوبلوا بكل سرور وترحيب من البرابرة المتكبرين فاستمالوا آالفاً<br />
كثيرة منهم الى العقيدة الرومانية . واذ تقدم العمل اصطدم الرؤساء البابويون والمهتدون بالمسيحيين االصليين، وبدا<br />
الفرق مدهشا بين الفريقين: فقد كان المسيحيون قوما بسطاء متواضعين ومتمسكين بمبادئ الكتاب المقدس في