21.04.2023 Views

التمرد جذور

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />

20<br />

كان على من بقوا أمناء أن يثيروا حربا يائسة لكي يثبتوا ضد المخادعات والرجاسات التي ادخلت الى الكنيسة<br />

متخفية تحت الطيالس الكهنوتية . والكتاب المقدس لم يُقبَل على أنه مقياس االيمان وعقيدة الحرية الدينية اطلق عليها<br />

اسم الهرطقة،‏ وكان معتنقو هذه العقيدة مكروهين فنُفوا بعيدا.‏ }{51.2 GC<br />

ضرورة االنفصال<br />

وبعد نضال طويل مرير قرر االمناء القليلون أن يفصلوا انفسهم تماما عن الكنيسة المرتدة اذا رفضت التحرر من<br />

البُطل والكذب والوثنية . وقد رأوا أن االنفصال الزم لهم كل اللزوم اذا ه م أرادوا اطاعة كلمة هللا.‏ ولم يجسروا على<br />

التساهل مع الضالالت المهلكة لنفوسهم اذ بذلك يصيرون قدوة ِّ تعرّ‏ ض للخطر ايمان اوالدهم وأحفادهم . وحتى<br />

يضمنوا السالم واالتحاد كانوا على استعداد ألن يذعنوا لكل ما ال يتعارض مع والئهم هلل . ولكنهم احسوا ان السالم<br />

سيشترى بثمن باهظ جدا اذا التزموا أن يضحوا بمبادئهم.‏ فاذا لم يكن ممكنا ضمان الوحدة بغير تعريض الحق والبر<br />

للخطر،‏ اذاً‏ فليكن هنالك اختالف بل وحرب اذا لزم.‏ }{51.3 GC<br />

ومن الخير للكنيسة وللعالم أن المبادئ التي قد الهبت تلك النفوس الثابتة وحمستها تنتعش في قلوب الذين كانوا<br />

يعترفون بأنهم شعب هللا . هنالك عدم مباالة مفزعة في ما يختص بالعقائد المعتبرة أعمدة يرتكز عليها االيمان<br />

المسيحي . وهنالك فكرة تجد رواجاً‏ وتأييداً‏ تقول أن هذه األمور ليست ذات أهمية ح يوية.‏ هذا االنحطاط يشدد أيدي<br />

أعوان الشيطان،‏ بحيث أن النظريات الكاذبة والضالالت المهلكة،‏ التي خاطر االمناء في العصور السالفة بحياتهم<br />

لمقاومتها والتشهير بها،‏ تنال استحسانا وقبوال لدى آالف من الناس الذين يدَّعون انهم اتباع المسيح.‏ }{52.1 GC<br />

كان المسيحيون االولون شعبا خاصا حقا،‏ وكان تصرفهم الذي بال لوم وايمانهم الثابت الذي ال يتقلقل توبيخاً‏<br />

مستمراً‏ أزعج سالم الخطاة . ومع انهم كانوا قليلي العدد ولم يكونوا أثرياء وال احتلوا مراكز سامية او مُنحوا القاب<br />

شرف فقد كانوا مبعث رعب لفاعلي الشر انى انتشرت تعاليمهم أو عرف الناس حقيقتهم . لهذا أبغضهم األشرار كما<br />

أبغض قايين الشرير أخاه هابيل . والسبب نفسه الذي ألجله قتل قايين هابيل أخاه هو الذي حمل الذين حاولوا أن يلقوا<br />

بعيدا منهم ر وادع الروح القدس،‏ على قتل شعب هللا،‏ ولهذا السبب رفض اليهود المخلّ‏ ‏ِّص وصلبوه ألن طهارته<br />

وقداسة صفاته كانت توبيخاً‏ دائماً‏ ألنانيتهم وفسادهم . ومنذ أيام المسيح الى اليوم أثار تالميذه األمناء عداوة ومقاومة<br />

الذين يحبون طرق الخطيئة ويسيرون فيها.‏ }{52.2 GC<br />

—<br />

فكيف يمكن اذا أن يُدعى االنجيل رسالة السالم؟ أن أشعياء عندما أنبأ بميالد مسيا نسب اليه لقب ‏”رئيس السالم“.‏<br />

وعندما اعلن المالئكة للرعاة أن المسيح قد وُ‏ لد غنوا من فوق سهول بيت لحم قائلين:‏ ‏”المجد هلل في األعالي وعلى<br />

االرض السالم وبالناس المسرة“‏ : ١٤(. يوجد تناقض ظاهري بين هذه االعالنات النبوية وقول المسيح:‏ ‏”ما<br />

جئت اللقي سالما بل سيفا“‏ : ٣٤(. و لكن متى فهمنا القولين فهما صحيحا نجد بينهما توافقا تام ا.‏ فاالنجيل<br />

هو رسالة سالم،‏ والمسيحية هي نظام متى قبله الناس وأطاعوه فهو ينشر السالم واالنسجام والسعادة في كل ربوع<br />

االرض ‏.ان المسيحية تجعل كل من يقبلونها ويعتنقون تعاليمها يتحدون في أخوَّ‏ ة وثيقة ‏.لقد كانت مهمة يسوع أن<br />

يصالح الناس مع هللا وكذلك كال منهم مع اآلخرين . لكنّ‏ العالم هو في الغالب تحت سيطرة الشيطان ألد أعداء المسيح<br />

. فاالنجيل يقدم الى الناس مبادئ الحياة التي تخالف عاداتهم ورغائبهم مخالفة تامة،‏ فيتمردون عليه.‏ وهم يبغضون<br />

الطهارة التي تكشف خطاياهم وتدينها،‏ ويضطهدون ويقتلون الذين يلحون عليهم في قبول مطالب االنجيل العادلة<br />

المقدسة،‏ فبهذا المعنى — والن الحقا ئق السامية التي يقدمها االنجيل تسبب العداء والمنازعات — يقال عن االنجيل<br />

‏)لوقا ٢<br />

‏)متى ١٠<br />

انه سيف.‏ }{52.3 GC<br />

ان أعمال العناية الغامضة التي تجعل االبرار يتألمون ويالقون االضطهاد على يد األشرار قد أحدثت كثيرا من<br />

االرتباكات لكثيرين من ضعاف االيمان . حتى ان البعض يوشكون أن يطرحوا عنهم الثقة باهلل ألنه يسمح ألحط<br />

الناس أن ينجحوا،‏ بينما أفاضل الناس واطهارهم يتألمون ويالقون العذابات من قسوة األشرار . وهذا السؤال يتردد

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!