21.04.2023 Views

التمرد جذور

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />

252<br />

الفصل التاسع و العشرون — اصل الشر<br />

ان أصل الخطيئة وسبب وجودها هما مصدر ارتباك لعقول الكثيرين . انهم يرون عمل الشر بعواقبه المرعبة،‏<br />

وهي الشقاء والخراب،‏ فيتساءلون كيف يمكن أن يوجد كل هذا تحت سيادة ذاك الذي هو كلي الحكمة والقدرة والمحبة<br />

. هنا سر ال يجدون له ا يضاحا.‏ وفي حال عدم التثبت والشك هذين يعمون عن الحقائق المعلنة بوضوح في كلمة هللا<br />

التي هي جوهرية للخالص . ثمة أولئك الذين في تساؤلهم عن وجود الخطيئة يريدون ويحاولون التغلغل في اعماق ما<br />

لم يعلنه هللا قط،‏ ولذلك ال يجدون حال لمشاكلهم،‏ وعلى غرار المدفوعين بدافع الميل الى الشك والمماحكة يتمسكون<br />

بهذا كعذر لرفض الكلمة المقدسة؛ ولكن ثمة آخرون ممن يخفقون في فهم مشكلة الشر العظيمة فهما مرضيا من<br />

حقيقة كون التقليد والتحريف قد لفّا بالغموض تعليم الكتاب المقدس عن صفات هللا وطبيعة حكمه ومبادئ معاملته<br />

للخطيئة.‏ 536.1}{ GC<br />

من المستحيل عل ينا أن نوضح أصل الخطيئة بحيث نقدم سببا لوجوده ا.‏ ومع ذلك يمكن فهم أصل الخطيئة<br />

واتجاهها النهائي فهما كافيا العالن عدالة هللا واحسانه في تعامله مع الشر . ال يوجد في الكتاب تعليم اوضح من ان<br />

هللا لم يكن مسؤوال على االطالق عن دخول الخطيئة،‏ وان النعمة االلهية لم تسحب اعتباطيا،‏ وانه لم يُسجَّل نقص في<br />

حكم هللا افسح في المجال لظهور العصيان.‏ الخطيئة دخيلة وال يمكن تعليل وجودها،‏ وهي سر ال مبرر له . فتبريرها<br />

هو دفاع عنه ا.‏ ولو وجد عذر لها او سبب لوجودها لما اعتُبرت خطيئة . ان تعريفنا الوحيد للخطيئة هو ذ اك المقدم<br />

في شريعة هللا وهو انها ‏”التعدي“‏ على الشريعة.‏ انها نتيجة مبدإ يحارب شريعة المحبة العظيمة التي هي أساس حكم<br />

هللا.‏<br />

GC 536.2}{<br />

قبل دخول الشر كان يسود السالم والفرح ارجاء المسكونة . كان الجميع في حالة توافق تام مع ارادة الخالق .<br />

كانت المحبة هلل سائدة،‏ ومحبة كل واحد لآلخر كانت غير مغرضة،‏ فالمسيح الكلمة ابن هللا الوحيد كان واحدا مع<br />

اآلب السرمدي — واحدا في الطبيعة والصفات والقصد وكان هو الكائن الوحيد في الكون الذي استطاع ان يطلع<br />

على كل مشورات هللا ومقاصده . وبالمسيح عمل اآلب في خلق الكائنات السماوية.‏ ‏”فيه خلق الكل ما في السموات ...<br />

سواء كان عروشا ام سيادات أم رياسات أم سالطين“‏ ‏)كولوسي ١٦( وللمسيح المعادل لآلب قدم كل سكان<br />

:<br />

١<br />

السماء والءهم.‏ }{537.1 GC<br />

والن ناموس المحبة هو أساس حكم هللا فقد كانت سعادة كل الخالئق متوقفة على وفاقهم التام مع مبادئ البر<br />

العظيمة . فاهلل يرغب ان كل خ الئقه يقدمون اليه خدمة المحبة والوالء الذي ينبع من التقدير الواعي لصفاته . هو ال<br />

يسر باغتصاب الوالء،‏ وهو يوفر للجميع حرية االرادة لكي يؤدّوا له الخدمة الطوعية.‏ }{537.2 GC<br />

لوسيفر،‏ الكروب االول<br />

ولكن وجد كائن اختار ان يفسد هذه الحرية . وقد بدأت الخطيئة بالذي اذ لم يَفُق هُ‏ اال المسيحُ‏ خالقُه حصل على<br />

كرامة عظيمة من هللا،‏ وكان في أسمى مراكز السلطان والمجد بين ساكني السماء . ان لوسيفر قبل سقوطه كان هو<br />

أول كروب مظلل وكان مقدسا بال عيب:‏ ‏”هكذا قال السيد الرب انت خاتم الكمال مآلن حكمة و كامل الجمال.‏ كنت<br />

في عدن جنة هللا.‏ كل حجر كريم ستارتك“،‏ ‏”انت الكروب المنبسط المظلل وأقمتك . على جبل هللا المقدس كنت . بين<br />

حجارة النار تمشيت . انت كامل في طرقك من يوم خلقت حتى وجد فيك اثم“‏ ( حزقيال<br />

GC { .)١٥ — ١٢ : ٢٨<br />

537.3}<br />

كان يمكن للوسيفر ان يظل متمتعا برضى هللا و محبوبا ومكرما من كل اجناد المالئكة،‏ ممارسا سلطاته النبيلة<br />

ليبارك بها اآلخرين ويمجد صانعه . لكنّ‏ النبي يقول:‏ ‏”قد ارتفع قلبك لبهجتك . أفسدت حكمتك الجل بهائك“‏ ‏)حزقيال<br />

١٧(. وشيئا فشيئا صار لوسيفر يحتضن رغبة لتمجيد نفسه:‏ ‏”جعلت قلبك كقلب اآللهة“‏ ‏”وأنت قلت ... ارفع<br />

: ٢٨

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!