التمرد جذور
تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها. تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.
جذور التمرد 234 صمدوا أمام هجمات رجال العلم الذين، لشدة دهشتهم وحنقهم، وجدوا ان مغالطاتهم الفصيحة اضعف من ان تصمد امام الحجة البسيطة القويمة التي قدمها رجال ضالعون في الكتب المقدسة ال في خبث المدارس واحتيالها. GC { 497.1} ان كثيرين لسبب عدم وجود شهادة من الكتاب تسندهم جعلوا يجادلون باصرار ال يكل، وقد نسوا ان هذه المجادالت نفسها ق د استخدمت ضد المسيح ورسله. فكانوا يقولون: ”لماذا ال يفهم عظماؤنا قضية السبت هذه ؟ ولكن الذين يعتنقون عقيدتكم هذه هم قلة . فال يعقل ان تكونوا صادقين وعلى صواب ويكون كل رجال العلم في العالم مخطئين وعلى ضالل“. }{497.2 GC فألجل تفنيد امثال تلك الحجج كانت الحاجة تدعو الى اقتباس تعاليم الكتاب وتاريخ معامالت هللا مع شعبه في كل العصور . ان هللا يستخدم الذين يسمعون صوته ويطيعونه، والذين عندما تدعو الضرورة ينطقون بحقائق غير مستساغة والذين ال يخافون من ان يوبخوا الخطايا الشائعة . والسبب الذي ألجله ال يكثر من استخدام العلماء وا لعظماء ليكونوا في طليعة القائمين بحركات االصالح هو كونهم يثقون بعقائدهم ونظرياتهم ونظمهم الالهوتية وال يحسون بحاجة الى التعلُّم من هللا . انما فقط اولئك الذين لهم ارتباط شخصي بنبع الحكمة هم القادرون على فهم الكتب وشرحه ا. فالرجال الذين قد نالوا قدرا قليال من العلم في المدارس يدعون احيانا العالن الحق، ال النهم غير متعلمين بل ألنهم غير متكلين على انفسهم الى حد يجعلهم ال يشعرون بحاجتهم الى التعلُّم من هللا . انهم يتعلمون في مدرسة المسيح، ووداعتهم وطاعتهم تجعالنهم عظماء . فاهلل اذ يسند اليهم معرفة حقه يخل ع عليهم كرامة عظيمة تصغر امامها الكرامة والعظمة البشريتان بحيث تصيران كال شيء. يرفضون النور GC 497.3}{ : ٢ ان اكثرية المجيئيين رفضوا الحقائق الخاصة بالقدس وشريعة هللا، وكثيرون ايضا رفضوا ونبذوا ايمانهم بحركة المجيء وتمسكوا بآراء غير سليمة ومتضاربة عن النبوات التي تنطبق على ذلك العمل . وقد انساق البعض وراء خطأ تكرار تحديد وقت معين لمجيء المسيح . فالنور الذي كان يضيء حينئذ على موضوع القدس كان يمكن ان يظهر لهم انه ال توجد فترة نبوية تمتد الى المجيء الثاني، وان الوقت المحدد لهذه الحادثة لم يُنبأ به . لكنهم اذ ابتعدوا عن النور استمروا يحددون ميعادا بعد آخر لمجيء الرب، وفي كل مرة كانوا يخيبون. }{498.1 GC عندما قبلت كنيسة تسالونيكي آراء مخطئة عن مجيء المسيح نصحهم بولس الرسول بان يختبروا بكل حذر آمالهم وتوقعاتهم بواسطة كلمة هللا . وقد اقتبس لهم بعض النبوات التي تعلن عن الحوادث التي ستحدث قبل م جيء المسيح، وأبان لهم انه ال يوجد اساس يستندون اليه النتظار مجيئه في ايامهم، فقال لهم محذرا: ”ال يخدعنكم احد على طريقة ما“ )٢ تسالونيكي ٣(. فان تمسكهم بتوقعات ال تصادق عليها كلمة هللا قد يقودهم الى عمل خاطئ . وخيبتهم ستجعلهم عرضة لسخرية غير المؤمني ن، ولخطر التسليم للخوف والضعف وخوار العزيمة، ولتجربة الشك في الحقائق التي هي جوهرية لخالصهم . في انذار الرسول ألهل تسالونيكي درس مهم لمن يعيشون في االيام االخيرة . وكثيرون من المجيئيين احسوا أنهم ما لم يثبّ ِّتوا ايمانهم على زمن معين لمجيء الرب فانهم ال يمكن ان يكونوا غيورين وجادين في عمل االستعداد . ولكن اذ تتنبه آمالهم مرارا لتتالشى بعد ذلك فان ايمانهم يتلقى صدمة شديدة بحيث يغدو قريبا من المستحيل عليهم ان يتأثروا بحقائق النبوات العظيمة. GC 498.2}{ هذا، وان الكرازة بزمن محدد للدينونة في تقديم الرسالة االولى كانت بأمر هللا. اما تقدير الفترات النبوية الذي عليه بنيت تلك الرسالة اذ جُعلت نهاية ال يوم في خريف عام فهو حساب ال يرقى إليه الخط أ. ان المحاوالت المتكررة اليجاد تواريخ جديدة لبدء الفترات النبوية وختامها والجدال غير السليم الالزم لدعم هذه المواقف هي، فضال عن كو نها تبعد العقول عن الحق الحاضر، تلقي العار واالحتقار على كل محاولة لشرح النبوات . فكلما اكثر من تحديد وقت للمجيء الثاني وكلما انتشر ذلك التعليم في أماكن عديدة كلما كان ذلك متوافقا مع اغراض ١٨٤٤ ٢٣٠٠
جذور التمرد 235 الشيطان . فبعدما يمر الوقت سدى يثير الشيطان السخرية واالحتقار على الم دافعين عنه، وهكذا انصب العار على حركة المجيء العظيمة لعامي و . واولئك الذين يصرون على هذه الغلطة ويتشبثون بها سيحددون اخيرا تاريخا في المستقبل البعيد لمجيء المسيح . وهذا يسوقهم الى االطمئنان الكاذب، وكثيرون لن يكتشفوا الخداع اال بعد فوات االوان. }{499.1 GC ١٨٤٤ ١٨٤٤ ١٨٤٣ ان تاريخ العبرانيين قديما هو مثال مدهش لالختبار الماضي عند جماعة المجيئيين. لقد كان هللا قائدا لشعبه في حركة المجيء كما قد فعل عندما اخرج العبرانيين من مصر . وفي خيبة االمل العظيمة امتحن ايمانهم كما امتحن ايمان العبرانيين عند بحر سوف . فلو كانوا قد ظلوا متكلين على يد هللا الهادية التي كانت معهم في اختبارهم الماضي لكانوا قد رأوا خالص هللا . لو ان كل من قد جدوا متضامنين في العمل في عام قبلوا رسالة المالك الثالث ونادوا بها بقوة الروح القدس لكان الرب قد عمل بواسطة جهودهم عجائب . ولكان قد اشرق على العالم فيض من النور، وأُنذر سكان االرض منذ سنين، وكمل العمل الختامي، وجاء المسيح لفداء شعبه. }{499.2 GC لم يكن هللا يريد ان يهيم العبرانيون على وجوههم في البرية اربعين سنة، بل كان يريد ان يدخلهم ارض كنعان مباشرة ويثبت اقدامهم فيها شعبا مقدسا سعيدا. لكنهم ”لم يقدروا ان يدخلوا لعدم االيمان“ مروقهم وارتدادهم هلكوا في القفر وقام آخرون ليدخلوا ارض الموعد . وبهذه الطريقة ذاتها لم تكن ارادة هللا ان يتأخر مجيء المسيح الى هذا الحد ويظل شعبه في عالم الخطيئة والحزن كل هذه السنين، ولكن عدم ايمانهم صار فاصال بينهم وبي ن الههم . فاذ رفضوا انجاز العمل الذي عينه لهم قام آخرون لينادوا بالرسالة. ان يسوع، رحمة منه بالعالم، يؤخر مجيئه حتى تتاح للخطاة فرصة لسماع االنذار ويجدوا فيه ملجأ قبلما ينصب غضب هللا. { )عبرانيين )١٩ : ٣ .فبسبب GC 499.3} واآلن كما في كل العصور الماضية يثير تقديم الحق، الذي يوبخ الخطايا والضالالت المتفشية، مقاومة شديدة . ”كل من يفعل السيئات يبغض النور وال يأتي الى النور لئال توبخ اعماله“ )يوحنا ٢٠(. واذ يرى الناس انهم ال يستطيعون االحتفاظ بمركزهم بواسطة الكتب المقدسة فان كثيرين يصرون على االحتفاظ به مهما تكن المخاطرة عظيمة، وبروح خبيثة يه اجمون اخالق الذين يصمدون في الدفاع عن الحق غير المقبول ويشككون في بواعثهم . هذه هي السياسة نفسها التي كانت متبعة في كل العصور . لقد اتهم ايليا بأنه مكدر اسرائيل، وقيل عن أرميا انه خائن، وبولس اتهم بأنه قد نجس الهيكل . ومنذ ذلك اليوم الى اآلن نجد ان كل من يريد ون ان يكونوا مخلصين في والئهم للحق يشهَّر بهم على انهم مثيرو فتن او هراطقة او منشقون . وجماهير كثيرة من عديمي االيمان الذين ال يقبلون كلمة النبوة الصادقة الثابتة يقبلون ويصدّ ِّقون بسرعة كبيرة االتهام الموجه ضد من يجرؤون على توبيخ خطايا عصرهم المألوفة . هذه الروح ستقوى وتتفاقم . والكتاب يعلمنا بكل وضوح عن قرب مجيء الوقت الذي فيه تتصارع قوى الدولة مع شريعة هللا بحيث ان من يطيع كل وصايا هللا سيتعرض للتعيير والقصاص كفاعل شر. }{500.1 GC : ٣ ففي نور هذا الحق ما هو واجب رسول الحق ؟ هل يستنتج ان الحق ينبغي اال يقدم الى الناس حتى ال يثاروا فيتهربوا منه او يقاوموا مطالبه ؟ كال، فال عذر له بعد ذلك عن حجز شهادة كلمة هللا، لكونها تثير المقاومة، اكثر مما كان للمصلحين االولين من عذر . ان االعتراف بااليمان الذي نطق به القديسون والشهداء سجل لتستفيده االجيال التالية . فتلك المثل الحية، مثل القد اسة واالستقامة التي ال تتقلقل، قد وصلت الى عصرنا لتلهم شجاعة اولئك الذين يُدعَون اليوم ليكونوا شهودا هلل . لقد حصلوا على النعمة والحق ال ألجل أنفسهم فحسب بل لكي — عن طريقهم — تنير معرفة هللا االرض . فهل أعطى هللا عبيده نورا في هذا الجيل ؟ اذاً فليجعلوا نوره يضيء في العالم. GC { 500.2} قديما اعلن الرب لواحد ممن قد تكلموا باسمه قائال: ”بيت اسرائيل ال يشاء ان يسمع لك النهم ال يشاؤون ان يسمعوا لي“. ومع ذلك فقد قال له: ”تتكلم معهم بكالمي ان سمعوا وان امتنعوا“ )حزقيال و ٧(. اما خادم : ٢ ٧ : ٣
- Page 191 and 192: جذور التمرد ١٤ الفص
- Page 193 and 194: جذور التمرد ٢٦ : ١ و
- Page 195 and 196: جذور التمرد 187 نشر آ
- Page 197 and 198: جذور التمرد أنهم كا
- Page 199 and 200: جذور التمرد 191 الحج
- Page 201 and 202: جذور التمرد 193 الفص
- Page 203 and 204: جذور التمرد ان رسال
- Page 205 and 206: جذور التمرد 197 وقد ق
- Page 207 and 208: جذور التمرد تستخدم
- Page 209 and 210: جذور التمرد مرتبطي
- Page 211 and 212: جذور التمرد 203 العظ
- Page 213 and 214: جذور التمرد الدليل
- Page 215 and 216: جذور التمرد الى الر
- Page 217 and 218: جذور التمرد 209 لقد ك
- Page 219 and 220: جذور التمرد 211 الفص
- Page 221 and 222: جذور التمرد هنا يُع
- Page 223 and 224: جذور التمرد 215 القد
- Page 225 and 226: جذور التمرد ولمدى ث
- Page 227 and 228: جذور التمرد 219 سائر
- Page 229 and 230: جذور التمرد 221 مسؤو
- Page 231 and 232: جذور التمرد 223 الفص
- Page 233 and 234: جذور التمرد ”ان أ
- Page 235 and 236: جذور التمرد تناقض م
- Page 237 and 238: جذور التمرد : ٧ بعدم
- Page 239 and 240: جذور التمرد ان يختا
- Page 241: جذور التمرد 233 تكن ع
- Page 245 and 246: جذور التمرد الفصل ا
- Page 247 and 248: جذور التمرد 239 الى ا
- Page 249 and 250: جذور التمرد 241 التق
- Page 251 and 252: جذور التمرد 243 يعتب
- Page 253 and 254: جذور التمرد وفي حين
- Page 255 and 256: جذور التمرد عبيد ال
- Page 257 and 258: جذور التمرد : ٦ الكا
- Page 259 and 260: جذور التمرد 251 المس
- Page 261 and 262: جذور التمرد 253 كرسي
- Page 263 and 264: جذور التمرد ألقى ال
- Page 265 and 266: جذور التمرد : ٥ العا
- Page 267 and 268: جذور التمرد التوفي
- Page 269 and 270: جذور التمرد الفصل ا
- Page 271 and 272: جذور التمرد 263 ا. ف
- Page 273 and 274: جذور التمرد الفصل ا
- Page 275 and 276: جذور التمرد صرخة ال
- Page 277 and 278: جذور التمرد 269 قادت
- Page 279 and 280: جذور التمرد صبها عل
- Page 281 and 282: جذور التمرد 273 انسا
- Page 283 and 284: جذور التمرد 275 ذلك ي
- Page 285 and 286: جذور التمرد ١٤٥ ٦ :
- Page 287 and 288: ؛٥ جذور التمرد 27
- Page 289 and 290: جذور التمرد سليمان
- Page 291 and 292: جذور التمرد ٩ : ٢ 283
<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />
234<br />
صمدوا أمام هجمات رجال العلم الذين، لشدة دهشتهم وحنقهم، وجدوا ان مغالطاتهم الفصيحة اضعف من ان تصمد<br />
امام الحجة البسيطة القويمة التي قدمها رجال ضالعون في الكتب المقدسة ال في خبث المدارس واحتيالها.<br />
GC {<br />
497.1}<br />
ان كثيرين لسبب عدم وجود شهادة من الكتاب تسندهم جعلوا يجادلون باصرار ال يكل، وقد نسوا ان هذه<br />
المجادالت نفسها ق د استخدمت ضد المسيح ورسله. فكانوا يقولون: ”لماذا ال يفهم عظماؤنا قضية السبت هذه ؟<br />
ولكن الذين يعتنقون عقيدتكم هذه هم قلة . فال يعقل ان تكونوا صادقين وعلى صواب ويكون كل رجال العلم في العالم<br />
مخطئين وعلى ضالل“. }{497.2 GC<br />
فألجل تفنيد امثال تلك الحجج كانت الحاجة تدعو الى اقتباس تعاليم الكتاب وتاريخ معامالت هللا مع شعبه في كل<br />
العصور . ان هللا يستخدم الذين يسمعون صوته ويطيعونه، والذين عندما تدعو الضرورة ينطقون بحقائق غير<br />
مستساغة والذين ال يخافون من ان يوبخوا الخطايا الشائعة . والسبب الذي ألجله ال يكثر من استخدام العلماء وا<br />
لعظماء ليكونوا في طليعة القائمين بحركات االصالح هو كونهم يثقون بعقائدهم ونظرياتهم ونظمهم الالهوتية وال<br />
يحسون بحاجة الى التعلُّم من هللا . انما فقط اولئك الذين لهم ارتباط شخصي بنبع الحكمة هم القادرون على فهم الكتب<br />
وشرحه ا. فالرجال الذين قد نالوا قدرا قليال من العلم في المدارس يدعون احيانا العالن الحق، ال النهم غير متعلمين<br />
بل ألنهم غير متكلين على انفسهم الى حد يجعلهم ال يشعرون بحاجتهم الى التعلُّم من هللا . انهم يتعلمون في مدرسة<br />
المسيح، ووداعتهم وطاعتهم تجعالنهم عظماء . فاهلل اذ يسند اليهم معرفة حقه يخل ع عليهم كرامة عظيمة تصغر<br />
امامها الكرامة والعظمة البشريتان بحيث تصيران كال شيء.<br />
يرفضون النور<br />
GC 497.3}{<br />
:<br />
٢<br />
ان اكثرية المجيئيين رفضوا الحقائق الخاصة بالقدس وشريعة هللا، وكثيرون ايضا رفضوا ونبذوا ايمانهم بحركة<br />
المجيء وتمسكوا بآراء غير سليمة ومتضاربة عن النبوات التي تنطبق على ذلك العمل . وقد انساق البعض وراء<br />
خطأ تكرار تحديد وقت معين لمجيء المسيح . فالنور الذي كان يضيء حينئذ على موضوع القدس كان يمكن ان<br />
يظهر لهم انه ال توجد فترة نبوية تمتد الى المجيء الثاني، وان الوقت المحدد لهذه الحادثة لم يُنبأ به . لكنهم اذ ابتعدوا<br />
عن النور استمروا يحددون ميعادا بعد آخر لمجيء الرب، وفي كل مرة كانوا يخيبون. }{498.1 GC<br />
عندما قبلت كنيسة تسالونيكي آراء مخطئة عن مجيء المسيح نصحهم بولس الرسول بان يختبروا بكل حذر<br />
آمالهم وتوقعاتهم بواسطة كلمة هللا . وقد اقتبس لهم بعض النبوات التي تعلن عن الحوادث التي ستحدث قبل م جيء<br />
المسيح، وأبان لهم انه ال يوجد اساس يستندون اليه النتظار مجيئه في ايامهم، فقال لهم محذرا: ”ال يخدعنكم احد على<br />
طريقة ما“ )٢ تسالونيكي ٣(. فان تمسكهم بتوقعات ال تصادق عليها كلمة هللا قد يقودهم الى عمل خاطئ .<br />
وخيبتهم ستجعلهم عرضة لسخرية غير المؤمني ن، ولخطر التسليم للخوف والضعف وخوار العزيمة، ولتجربة<br />
الشك في الحقائق التي هي جوهرية لخالصهم . في انذار الرسول ألهل تسالونيكي درس مهم لمن يعيشون في االيام<br />
االخيرة . وكثيرون من المجيئيين احسوا أنهم ما لم يثبّ ِّتوا ايمانهم على زمن معين لمجيء الرب فانهم ال يمكن ان<br />
يكونوا غيورين وجادين في عمل االستعداد . ولكن اذ تتنبه آمالهم مرارا لتتالشى بعد ذلك فان ايمانهم يتلقى صدمة<br />
شديدة بحيث يغدو قريبا من المستحيل عليهم ان يتأثروا بحقائق النبوات العظيمة.<br />
GC 498.2}{<br />
هذا، وان الكرازة بزمن محدد للدينونة في تقديم الرسالة االولى كانت بأمر هللا. اما تقدير الفترات النبوية الذي<br />
عليه بنيت تلك الرسالة اذ جُعلت نهاية ال يوم في خريف عام فهو حساب ال يرقى إليه الخط أ. ان<br />
المحاوالت المتكررة اليجاد تواريخ جديدة لبدء الفترات النبوية وختامها والجدال غير السليم الالزم لدعم هذه المواقف<br />
هي، فضال عن كو نها تبعد العقول عن الحق الحاضر، تلقي العار واالحتقار على كل محاولة لشرح النبوات . فكلما<br />
اكثر من تحديد وقت للمجيء الثاني وكلما انتشر ذلك التعليم في أماكن عديدة كلما كان ذلك متوافقا مع اغراض<br />
١٨٤٤<br />
٢٣٠٠