التمرد جذور
تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها. تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.
جذور التمرد . 204 لقد كان الشيطان يحاول بهذه الوسيلة ان يقاوم عمل هللا ويدمره . اهتاج الناس اذا رأوا حركة المجيء، واه تدى آالف من الخطاة، وكرس االمناء انفسهم لعمل نشر الحق حتى في وقت التأخير . وكان سلطان الشر يخسر رعاياه، فلكي يجلب العار على عمل هللا حاول ان يخدع بعض من اعترفوا بااليمان ليجعلهم يتجاوزون الحدود . حينئذ وقف اعوانه ليغتنموا فرصة مراقبة كل غلطة وكل اخفاق و كل عمل غير الئق فيشهروا به أمام الناس في نور مجسم مبالغ فيه الى اقصى حد ليجعل المجيئيين وعقيدتهم مكروهين وممقوتين . وهكذا بقدر وفرة من استطاع أن يحشدهم ليعترفوا بايمانهم بالمجيء الثاني فيما سلطانه مسيطر على قلوبهم، بقدر ذ لك ينال ميزة عظيمة من توجيه االلتفات اليهم على أنهم ممثلو هيئة المؤمنين جميعا. }{436.2 GC ان الشيطان هو ”المشتكي على االخوة“ وروحه هي التي توعز الى الناس بمراقبة اخطاء شعب الرب ونقائصهم ورفعها عالية لكي يراها الجميع، بينما أعمالهم الصالحة وحسناتهم تُغف ل وال يذكرها أحد . وعندما يعمل هللا على خالص النفوس يكون هو دائما نشيطا ودائبا في العمل . فعندما جاء بنو هللا ليمثلوا أمام الرب جاء الشيطان ايضا ليمثل في وسطهم . وفي كل انتعاش هو مستعد أن يدخل اولئك الناس غير المقدسين بقلوبهم وغير المتزنين بعقولهم وعندما يقب ل هؤالء بعض اجزاء الحق ومتى افسح لهم المجال بين المؤمنين فهو يعمل عن طريقهم بدس بعض النظريات التي تخدع غير اليقظين . وليس في المستطاع ان تبرهن على أن انسانا هو حقا مسيحي لمجرد وجوده بين جماعة من اوالد هللا حتى ولو كان في بيت العبادة وأمام مائدة الرب المقدسة . والشيطان غالبا ما يكون هناك في أقدس المناسبات في اشخاص الذين يستخدمهم كأعوان له. ارض متنازع عليها GC 436.3}{ ان سلطان الشر يتنازع على كل شبر من االرض التي يسير عليها شعب هللا في طريق سياحتهم الى المدينة السماوية . ففي كل تاريخ الكنيسة لم ينجح أي اصال ح من دون أن يواجه عقبات جسيمة . كذلك كانت الحال في ايام بولس . فأينما أقام ذلك الرسول كنيسة وُ جِّ د جماعة اعترفوا بقبولهم لاليمان ولكنهم ادخلوا معهم الهرطقات التي لو قبلها المسيحيون لكانت اخيرا تطرد محبة الحق بعيد ا. كما أن لوثر ايضا قاسى الشيء الكثير من االرتباك والضيق من جراء تصرفات الناس المتعصبين الذين ادعوا أن هللا قد تكلم عن طريقهم مباشرة، والذين ألجل ذلك رفعوا افكارهم وآراءهم الخاصة فوق شهادة الكتب المقدسة . وكثيرون ممن كان ينقصهم االيمان ومع ذلك كان عندهم قدر كبير من االتكال على الذات، والذ ين كانوا يحبون ان يسمعوا او يقولوا شيئا جديدا، اغوتهم ادعاءات المعلمين الحديثين فانضموا الى أعوان الشيطان في هدم ما قد حرك هللا لوثر ليبنيه . وكذلك ابنا وسلي وغيرهما ممن قد باركوا العالم بقدوتهم وايمانهم. ففي كل خطوة واجهوا مكايد الشيطان الذي كان يأتي بأناس شديدي التحمس ويعوزهم االتزان والتقوى فيزجهم في التعصب في كل طور من أطواره. }{437.1 GC ولم يكن وليم ميلر يميل الى تلك المؤثرات التي تسوق الى التعصب . لقد اعلن على غرار لوثر ان كل روح ينبغي ان يمتحن بكلمة هللا . ولقد قال ميلر: ”ان للشيطان سلطانا عظيما على عقول بعض ا لناس في هذه االيام . وكيف يمكننا ان نعرف من أي روح هم ؟ ان الكتاب المقدس يجيبنا قائال: ”من ثمارهم تعرفونهم...“ توجد أرواح كثيرة خرجت الى العالم ونحن قد أُمرنا بأن نمتحن االرواح. فالروح الذي ال يجعلنا نعيش صالحين وابرارا واتقياء في هذا العالم الحاضر ليس هو روح المسيح . اني مقتنع اقتناعا كامال بان للشيطان دخال كبيرا في هذه الحركات الطائشة ... كثيرون بيننا ممن يدَّعون أنهم مقدسون بالتمام انما يتبعون تقاليد الناس، ويبدو انهم يجهلون الحق كغيرهم ممن ال يتشدقون بمثل هذه االدعاءات )٣٣٦(، ”ان روح الضالل يبعدنا عن الحق، أما روح هللا فيقودنا الى الحق . ولكن، قد يقول احدكم، يستطيع انسان ان يكون على ضالل ويقول انه يملك الحق، ماذا اذاً؟ فعلى هذا السؤال نجيب قائلين ان الروح والكلمة متفقان . فاذا كان احد يحكم على نفسه بموجب كلمة هللا ويجد توافقا وانسج اما كامال في الكتاب فعليه ان يؤمن بأن عنده الحق . اما اذا وجد ان الروح الذي يقوده غير منسجم وال متوافق مع كل طبيعة شريعة هللا او كتابه فليسر بحذر لئال تؤخذ رجاله في اشراك الشيطان“ )٣٣٧(. ”كثيرا ما وجد في بعض االشخاص
جذور التمرد الدليل على وجود التقوى في قلوبهم من نظرات عيونهم المتوهجة الملتهبة او وجوههم المبللة بالدموع او أحاديثهم المختنقة، بأكثر جالء ووضوح من كل الضجة التي تُسمع في العالم المسيحي“ )٣٣٨(. }{437.2 GC وفي ايام االصالح اتهم اعداؤه اولئك الذين كانوا جادين بكل غيرة في محاربة التعصب، بكل شرور التعصب ومساوئه . وقد عامل محاربو حركة المجيء دعاتها بمثل تلك المعاملة . واذ لم يقنعوا بتشويه اخطاء المتطرفين والمبالغة فيها نشروا اخبارا معاكسة ال أثر للصدق فيه ا. هؤالء الناس كانوا مدفوعين بدافع التعصب والكراهية . ذلك ان سالمهم قد عكره اعالن قرب مجيء المسيح . لقد باتوا يخشون ان يكون ذ لك الكالم صحيحا، وكانوا يرجون اال يكون كذلك، وهذا كان السر في الحرب التي أثاروها ضد المجيئيين وعقيدتهم. }{438.1 GC محبة ووئام ان حقيقة كون جماعة قليلة من المتعصبين اندسوا بين صفوف المجيئيين ليست سببا يجعل الناس يقررون ان الحركة لم تكن من هللا، تماماً مثلم ا ان وجود المتعصبين والمخادعين في عهد بولس او لوثر لم يكن عذرا كافيا الدانة عملهما. ليستيقظ شعب هللا من نومهم ويبدأوا جادين في عمل التوبة واالصالح . ليفتشوا الكتب، ليتعلموا الحق كما هو في يسوع، وليكرسوا انفسهم بالتمام هلل، وحينئذ لن يعوزنا البرهان على أن ا لشيطان ال يزال نشيطا وساهر ا. انه بكل خديعة ممكنة سيظهر قوته داعيا لمعاونته كل المالئكة الساقطين في مملكته. }{439.1 GC لم يكن اعالن خبر المجيء الثاني هو الذي خلق التعصب واالنقسام . لقد ظهرت هذه االشياء في صيف عام عندما كان جماعة المجيئيين في حالة الشك واالرتباك با لنسبة الى موقفهم الحقيقي . ان الكرازة برسالة المالك االول ”وصراخ نصف الليل“ أدّيا على نحو مباشر الى إخماد التعصب والقضاء على االنقسام. واولئك الذين اشتركوا في هذه الحركات المقدسة كانوا في حالة توافق، وقد امتألت قلوبهم حبا بعضهم لبعض وليسوع الذي كانوا ينتظر ون ان يروه سريعا. فااليمان الواحد والرجاء المبارك الواحد رفعاهم فوق تسلط أي تأثير بشري أو سيادته، وبرهنا أنهما ترس يقيهم غائلة هجمات الشيطان . GC 439.2}{ ١٨٤٤ ”وفيما ابطأ العريس نعسن جميعهن ونمن . ففي نصف الليل صار صراخ هوذا العريس مقبل فاخرجن للقائه . فقامت جميع اولئك ا لعذارى وأصلحن مصابيحهن“ )متى ٧(. في صيف منتصف المدة التي ظن أوال ان ال يوما ستنتهي عندها، وفي خريف تلك السنة عينها الذي وجد بعد ذلك ان المدة ستمتد اليه، أعلنت الرسالة بكلماتها كما هي واردة في الكتاب: ”هوذا العريس مقبل“! }{439.3 GC ١٨٤٤، في — ٥ : ٢٥ ٤٥٧ ٢٣٠٠ والذي أد ى الى هذه الحركة كان االكتشاف بأن منشور ارتحشستا لتجديد اورشليم الذي كان هو نقطة بدء مدة ال يوما بدئ في تنفيذه في خريف عام ق .م.، وليس في بدء ذلك العام كما اعتقد قبال . فباحصاء االيام من خريف عام ٤٥٧ تنتهي ال ٢٣٠٠ سنة في خريف عام ١٨٤٤ )انظر التذييل(. }{440.1 GC ٢٣٠٠ ثم ان الحجج المقتبسة من رموز العهد القديم تشير ايضا الى الخريف على أنه الوقت الذي فيه تتم الحادثة التي يرمز اليها ”تطهير القدس“ )تبرئته(. وقد وضح هذا اذ اجتُذب انتباه الناس الى الطريقة التي بها تمت الرموز المشيرة الى المجيء االول للمسيح. }{440.2 GC اتمام الرموز كان ذبح خروف الفصح رمزا لموت المسيح . فبولس يقول: ”ألنفصحنا ايضا المسيح قد ذبح ألجلنا“ )١ : ٧(. ثم أنحزمة الباكورة التي كانوا يرددونها أمام الرب عند وقت الفصحكانت ترمز الى قيامة المسيح. وبولس اذ يتكلم عن قيامة الرب وكل شعبه يقول: ”المسيح باكورة ثم الذين للمسيح في مجيئه“ )١ كورنثوس : ١٥ كورنثوس ٥ 205
- Page 161 and 162: جذور التمرد 153 وبعد
- Page 163 and 164: جذور التمرد ١٤ 155 ال
- Page 165 and 166: جذور التمرد عملية ف
- Page 167 and 168: جذور التمرد 159 كان ذ
- Page 169 and 170: جذور التمرد : ١ 161 هذ
- Page 171 and 172: جذور التمرد كان ينب
- Page 173 and 174: جذور التمرد برحمته.
- Page 175 and 176: جذور التمرد هذه اال
- Page 177 and 178: جذور التمرد ”من خ
- Page 179 and 180: جذور التمرد وكما دُ
- Page 181 and 182: جذور التمرد ١١ ستنت
- Page 183 and 184: جذور التمرد 175 فعند
- Page 185 and 186: جذور التمرد 177 الفص
- Page 187 and 188: جذور التمرد ١٥ : ٤ 179
- Page 189 and 190: جذور التمرد 181 النب
- Page 191 and 192: جذور التمرد ١٤ الفص
- Page 193 and 194: جذور التمرد ٢٦ : ١ و
- Page 195 and 196: جذور التمرد 187 نشر آ
- Page 197 and 198: جذور التمرد أنهم كا
- Page 199 and 200: جذور التمرد 191 الحج
- Page 201 and 202: جذور التمرد 193 الفص
- Page 203 and 204: جذور التمرد ان رسال
- Page 205 and 206: جذور التمرد 197 وقد ق
- Page 207 and 208: جذور التمرد تستخدم
- Page 209 and 210: جذور التمرد مرتبطي
- Page 211: جذور التمرد 203 العظ
- Page 215 and 216: جذور التمرد الى الر
- Page 217 and 218: جذور التمرد 209 لقد ك
- Page 219 and 220: جذور التمرد 211 الفص
- Page 221 and 222: جذور التمرد هنا يُع
- Page 223 and 224: جذور التمرد 215 القد
- Page 225 and 226: جذور التمرد ولمدى ث
- Page 227 and 228: جذور التمرد 219 سائر
- Page 229 and 230: جذور التمرد 221 مسؤو
- Page 231 and 232: جذور التمرد 223 الفص
- Page 233 and 234: جذور التمرد ”ان أ
- Page 235 and 236: جذور التمرد تناقض م
- Page 237 and 238: جذور التمرد : ٧ بعدم
- Page 239 and 240: جذور التمرد ان يختا
- Page 241 and 242: جذور التمرد 233 تكن ع
- Page 243 and 244: جذور التمرد 235 الشي
- Page 245 and 246: جذور التمرد الفصل ا
- Page 247 and 248: جذور التمرد 239 الى ا
- Page 249 and 250: جذور التمرد 241 التق
- Page 251 and 252: جذور التمرد 243 يعتب
- Page 253 and 254: جذور التمرد وفي حين
- Page 255 and 256: جذور التمرد عبيد ال
- Page 257 and 258: جذور التمرد : ٦ الكا
- Page 259 and 260: جذور التمرد 251 المس
- Page 261 and 262: جذور التمرد 253 كرسي
<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />
.<br />
204<br />
لقد كان الشيطان يحاول بهذه الوسيلة ان يقاوم عمل هللا ويدمره . اهتاج الناس اذا رأوا حركة المجيء، واه تدى<br />
آالف من الخطاة، وكرس االمناء انفسهم لعمل نشر الحق حتى في وقت التأخير . وكان سلطان الشر يخسر رعاياه،<br />
فلكي يجلب العار على عمل هللا حاول ان يخدع بعض من اعترفوا بااليمان ليجعلهم يتجاوزون الحدود . حينئذ وقف<br />
اعوانه ليغتنموا فرصة مراقبة كل غلطة وكل اخفاق و كل عمل غير الئق فيشهروا به أمام الناس في نور مجسم<br />
مبالغ فيه الى اقصى حد ليجعل المجيئيين وعقيدتهم مكروهين وممقوتين . وهكذا بقدر وفرة من استطاع أن يحشدهم<br />
ليعترفوا بايمانهم بالمجيء الثاني فيما سلطانه مسيطر على قلوبهم، بقدر ذ لك ينال ميزة عظيمة من توجيه االلتفات<br />
اليهم على أنهم ممثلو هيئة المؤمنين جميعا. }{436.2 GC<br />
ان الشيطان هو ”المشتكي على االخوة“ وروحه هي التي توعز الى الناس بمراقبة اخطاء شعب الرب ونقائصهم<br />
ورفعها عالية لكي يراها الجميع، بينما أعمالهم الصالحة وحسناتهم تُغف ل وال يذكرها أحد . وعندما يعمل هللا على<br />
خالص النفوس يكون هو دائما نشيطا ودائبا في العمل . فعندما جاء بنو هللا ليمثلوا أمام الرب جاء الشيطان ايضا<br />
ليمثل في وسطهم . وفي كل انتعاش هو مستعد أن يدخل اولئك الناس غير المقدسين بقلوبهم وغير المتزنين بعقولهم<br />
وعندما يقب ل هؤالء بعض اجزاء الحق ومتى افسح لهم المجال بين المؤمنين فهو يعمل عن طريقهم بدس بعض<br />
النظريات التي تخدع غير اليقظين . وليس في المستطاع ان تبرهن على أن انسانا هو حقا مسيحي لمجرد وجوده بين<br />
جماعة من اوالد هللا حتى ولو كان في بيت العبادة وأمام مائدة الرب المقدسة . والشيطان غالبا ما يكون هناك في<br />
أقدس المناسبات في اشخاص الذين يستخدمهم كأعوان له.<br />
ارض متنازع عليها<br />
GC 436.3}{<br />
ان سلطان الشر يتنازع على كل شبر من االرض التي يسير عليها شعب هللا في طريق سياحتهم الى المدينة<br />
السماوية . ففي كل تاريخ الكنيسة لم ينجح أي اصال ح من دون أن يواجه عقبات جسيمة . كذلك كانت الحال في ايام<br />
بولس . فأينما أقام ذلك الرسول كنيسة وُ جِّ د جماعة اعترفوا بقبولهم لاليمان ولكنهم ادخلوا معهم الهرطقات التي لو<br />
قبلها المسيحيون لكانت اخيرا تطرد محبة الحق بعيد ا. كما أن لوثر ايضا قاسى الشيء الكثير من االرتباك والضيق<br />
من جراء تصرفات الناس المتعصبين الذين ادعوا أن هللا قد تكلم عن طريقهم مباشرة، والذين ألجل ذلك رفعوا<br />
افكارهم وآراءهم الخاصة فوق شهادة الكتب المقدسة . وكثيرون ممن كان ينقصهم االيمان ومع ذلك كان عندهم قدر<br />
كبير من االتكال على الذات، والذ ين كانوا يحبون ان يسمعوا او يقولوا شيئا جديدا، اغوتهم ادعاءات المعلمين<br />
الحديثين فانضموا الى أعوان الشيطان في هدم ما قد حرك هللا لوثر ليبنيه . وكذلك ابنا وسلي وغيرهما ممن قد باركوا<br />
العالم بقدوتهم وايمانهم. ففي كل خطوة واجهوا مكايد الشيطان الذي كان يأتي بأناس شديدي التحمس ويعوزهم<br />
االتزان والتقوى فيزجهم في التعصب في كل طور من أطواره. }{437.1 GC<br />
ولم يكن وليم ميلر يميل الى تلك المؤثرات التي تسوق الى التعصب . لقد اعلن على غرار لوثر ان كل روح<br />
ينبغي ان يمتحن بكلمة هللا . ولقد قال ميلر: ”ان للشيطان سلطانا عظيما على عقول بعض ا لناس في هذه االيام .<br />
وكيف يمكننا ان نعرف من أي روح هم ؟ ان الكتاب المقدس يجيبنا قائال: ”من ثمارهم تعرفونهم...“ توجد أرواح<br />
كثيرة خرجت الى العالم ونحن قد أُمرنا بأن نمتحن االرواح. فالروح الذي ال يجعلنا نعيش صالحين وابرارا واتقياء<br />
في هذا العالم الحاضر ليس هو روح المسيح . اني مقتنع اقتناعا كامال بان للشيطان دخال كبيرا في هذه الحركات<br />
الطائشة ... كثيرون بيننا ممن يدَّعون أنهم مقدسون بالتمام انما يتبعون تقاليد الناس، ويبدو انهم يجهلون الحق كغيرهم<br />
ممن ال يتشدقون بمثل هذه االدعاءات )٣٣٦(، ”ان روح الضالل يبعدنا عن الحق، أما روح هللا فيقودنا الى الحق .<br />
ولكن، قد يقول احدكم، يستطيع انسان ان يكون على ضالل ويقول انه يملك الحق، ماذا اذاً؟ فعلى هذا السؤال نجيب<br />
قائلين ان الروح والكلمة متفقان . فاذا كان احد يحكم على نفسه بموجب كلمة هللا ويجد توافقا وانسج اما كامال في<br />
الكتاب فعليه ان يؤمن بأن عنده الحق . اما اذا وجد ان الروح الذي يقوده غير منسجم وال متوافق مع كل طبيعة<br />
شريعة هللا او كتابه فليسر بحذر لئال تؤخذ رجاله في اشراك الشيطان“ )٣٣٧(. ”كثيرا ما وجد في بعض االشخاص