التمرد جذور

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها. تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

newcovenantpublicationsintl
from newcovenantpublicationsintl More from this publisher
21.04.2023 Views

جذور التمرد ‏”متى يكون هذا“‏ وجواباً‏ على هذا الكالم نطق يسوع بهذا القول المفزع الخطير قائ الً:‏ ‏”الحق اقول لكم ال يترك ههنا حجر على حجر ال يُنقض“‏ ( متى .)٢ : ٢٤ 29.3}{ GC خلط التالميذ بين خراب اورشليم وحوادث مجيء المسيح الشخصي في مجد عالمي ليجلس على عرش امبراطورية العالم كله،‏ ويعاقب اليهود غير التائبين،‏ ويخلع عن اعناق االمة نير الرومان . كان الرب قد اخبرهم انه سيأتي ثانية،‏ فلما ذكر احكامه التي سيوقعها على اورشليم اتجهت افكارهم الى ذلك المجيء . فاذ التفوا حول المخلص فوق جبل الزيتون سألوه قائلين:‏ ‏”قل لنا متى يكون هذا وما هي عالمة مجيئك وانقضاء الدهر“‏ ( متى : ٢٤ GC 30.1}{ .)٣ لقد أُخفي المستقبل عن التالميذ رحمة بهم . فلو ادركوا ادراكاً‏ شامالً‏ في ذلك ا لحين تينك الحقيقيتين المخيفتين — أي آالم الفادي وموته،‏ وخراب اورشليم لكان قد غمرهم رعب عظيم . لقد استعرض المسيح امامهم ملخصاً‏ لالحداث العظيمة التي ستقع قبل انقضاد الدهر . ولم يفهموا كالمه فهماً‏ كامالً‏ حينذاك،‏ لكنّ‏ معناه كان سيتضح اذ كان يجب ان يفهم شعب الرب التعليم والتوجيه المتضمَّنَين في كالم المسيح لشدة حاجتهم اليه . وكانت النبوة التي نطق بها يسوع ذات معنى مزدوج،‏ ففي حين كانت ترمز الى خراب اورشليم كانت ايضاً‏ رمزاً‏ الهوال اليوم االخير العظيم.‏ }{30.2 GC وهيكلهم — ١٦ اعلن يسوع تالميذه المصغين الى حديثه االحك ام والضربات الموشكة أن تنصب على شعب اسرائيل المرتدين،‏ وعلى الخصوص االنتقام الجزائي الذي سيحيق بهم بسبب رفضهم مسيّا وصلبهم اياه ‏.وستسبق ذلك العمل المخيف والعظيم األهمية عالمات ال تخطئ . وقد تجيء الساعة الرهيبة فجأة وبسرعة عظيمة.‏ وحذر المخلص تابعيه قائال:‏ ‏”فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدس،‏ ليفهم القارئ،‏ فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال“‏ ‏)متى و ؛ لوقا و (. فعندما تُنصَب اعالم الرومان الوثنيين في االرض المقدسة التي كانت تمتد بضعة اميال خارج اسوار المدينة حينئذ كان على اتباع المسيح ان يهربوا لينجوا بانفسهم . ومتى شوهدت عالمة االنذار كان يتحتم على طالبي النجاة اال يتأخروا او يتلكأوا في الهروب.‏ وفي كل بالد اليهودية كما في اورشليم نفسها كان يتعيّن اطاعة انذار الهروب في الحال . فَمن يتفق وجودُه على الس طح وجب ٢١ ٢٠ : ٢١ ١٥ : ٢٤ االينزل ليأخذ من بيته شيئاً‏ ولو كان كنزاً‏ مشتهى غالي الثمن . والذين يعملون في الحقول أو الكروم ال يرجعون الستعادة ثيابهم التي تركوها في بيوتهم ريثما ينتهون من عملهم في الحقول في حر النهار . يجب اال يترددوا أو يتباطأوا لحظة واحدة لئال يحيق بهم الهالك الشامل.‏ }{30.3 GC في اثناء ملك هيرودس لم تكن اورشليم مزينة جداً‏ فقط،‏ بل بنيت فيها االبراج واالسوار والحصون التي زادت موقعها مناعة فبدت قوية ومنيعة ال تقهر . ومَن كان ينبئ بخرابها في ذلك الحين كان يُعتبر،‏ كما قد اعتبر نوح من قبل،‏ رجال مجنوناً‏ مثيراً‏ للفت ن ومختبل العقل . لكنّ‏ المسيح قال:‏ ‏”السماء واالرض تزوالن ولكن كالمي ال يزول“‏ ‏)متى ٣٥(. فالجل خطايا اورشليم الكثيرة أرسلت اليها نُذر الغضب،‏ وبسبب اصرارها على عدم اإلىمان خُتم على هالكها فصار امراً‏ محتوماً‏ ال مفر منه.‏ GC 31.1}{ : ٢٤ لقد اعلن الرب على لسان ميخا النبي قائالً:‏ ‏”اسمعوا هذا يا رؤساء بيت يعقوب وقضاة بيت اسرائيل الذين يكرهون الحق ويعوِّّجون كل مستقيم . الذين يبنون صهيون بالدماء وأورشليم بالظلم . رؤساؤها يقضون بالرشوة وكهنتها يعلّ‏ ‏ِّمون باالجرة وانبياؤها يعرفون بالفضة وهم يتوكلون على الرب قائلين اليس الرب في وسطنا ال يأتي علينا شر“‏ ‏)ميخا — ٩ : ٣ .)١١ 31.2}{ GC 10

جذور التمرد 11 هذا الكالم يصف بكل أمانة ودقة سكان اورشليم الفاسدين واالبرار في اعين انفسهم . ففي حين كانوا يدَّعون انهم يحفظون وصايا هللا وشريعته بكل تدقيق وصرامة كانوا في الحقيقة يتعدون كل مبادئه ا.‏ لقد ابغضوا المسيح الن طهارته وقداسته كشفتا عن اثمهم،‏ واتهموه بانه هو السبب في كل المتاعب والمصائب التي حاقت بهم جزاء لهم على خطاياهم . فمع علمهم واقتناعهم بانه منزه عن الخطيئة اعلنوا ان موته كان امراً‏ الزماً‏ لضمان سالمة االمة . فقد قال رؤساء اليهود:‏ ‏”ان تركناه هكذا يؤمن الجميع به فيأتي الرومانيون ويأخذون موضعنا وامتنا“‏ ضُحي بالمسيح ألمكن ان يصبحوا امة قوية متحدة من جديد . وأخذوا يتحاجون ثم اجمعوا على العمل بقرار رئيس كهنتهم انه خير لهم ان يموت انسان واحد عن الشعب وال تهلك االمة كلها.‏ ‏)يوحنا .)٤٨ : ١١ فلو : ٣ GC 31.3}{ “ ” وهكذا نجد ان رؤساء اسرائيل يبنون صهيون بالدماء واورشليم بالظلم ‏)ميخا ١٠(. ومع ذلك ففي حين قتلوا مخلصهم النه وبخ خطاياهم فقد جعلهم برهم الذاتي يعتبرون انفسهم شعب هللا المختار المنعم عليه وانتظروا انه سينقذهم من اعدائهم . وهنا يستطرد النبي فيقول:‏ ‏”لذلك بسببكم تفلح صهيون كحقل وتصير اورشليم خربا وجبل البيت شوامخ وعر“‏ صبر للاّ‏ : ١٣ “ ‏)ميخا .)١٢ : ٣ 32.1}{ GC ” أخَّر الرب يوم حساب المدينة واالمة ما يقرب من أربيعن سنة بعدما نطق المسيح بحكم الدينونة عليهم ا.‏ وكان صبر ‏ّللاّ‏ على رافضي انجيله وقاتلي ابنه عظيماً‏ ومدهشاً‏ جد اً.‏ ان مثل التينة العقيمة كان يمثل معاملة ‏ّللاّ‏ لالمة اليهودية.‏ لقد صدر االمر قائال:‏ اقطعها.‏ لماذا تبطل االرض ايضاً‏ ‏)لوقا ٧(. لكنّ‏ رحمة ‏ّللاّ‏ أمهلتها وقتاً‏ أطول . كان ال يزال يوجد بين اليهود جماعة جهلوا صفات المسيح وعمله . ولم تتح لالبناء الفرصة،‏ وال اعطي لهم النور الذي قد رفضه آباؤهم . وعن طريق كرازة الرسل ورفاقهم قصد ‏ّللاّ‏ ان يشرق بنوره عليهم،‏ وان يُسمح لهم بان يروا كيف تمت النبوات ليس فقط في ميالد المسيح وحياته بل ايضاً‏ في موته وقيامته . ولم تلحق باالبناء دينونة آبائهم،‏ ولكن مع علمهم بكل النور المعطى آلبائهم فاذ رفضوا الم منوح لهم من جديد صاروا شركاء آبائهم في خطاياهم ومألوا مكيال اثمهم.‏ }{32.2 GC أمة استفحل شرها ان صبر هللا على اورشليم جعل اصرار الشعب على قساوة قلوبهم يزداد،‏ فببغضهم تالميذ يسوع وقسوتهم عليهم رفضوا آخر هبات الرحمة . حينئذ رفع هللا عنهم يده الحارسة الواقية،ورفع قوته الرادعة للشيطان ومالئكته،وبذلك تُركت االمة تحت سيطرة القائد الذي اختارته لنفسه ا.لقد ركل بنوها نعمة المسيح،‏ التي كان يمكنها ان تعينهم على اخضاع اهواء قلوبهم الشريرة،‏ اما اآلن فقد انتصرت عليهم تلك األهواء ‏.وأثار الشيطان أقسى شهوات نفوسهم وأحطه ا.‏ لم يعد الن اس يركنون الى التعقل،اذ لم تبق لهم عقول،بل تحكمت فيهم االهواء والغضب االعمى . لقد امسوا كالشياطين في قسوتهم . ففي العائلة وفي االمة وبين اعلى الطبقات وادناها على السواء استشرى الشك والحسد والكراهية والخصام والتمرد وجرائم القتل . ولم يكن يوجد امان في اي مكان.‏ فاالصدقاء واالقرباء كانوا يسلمون بعضهم بعض اً.‏ ولقد ذبح الوالدون اوالدهم كما ذبح االوالد والديهم،‏ ولم يستطع رؤساء اسرائيل ان يضبطوا انفسهم،‏ فلقد جعلتهم انفعاالت الغضب الجامحة قوماً‏ طغاة . لقد رحَّب اليهود با لشهادات الكاذبة إلدانة ابن هللا البار،‏ واآلن ها هي االتهامات الكاذبة قد جعلت حياتهم تحت رحمة االقدار وغير مضمونة.‏ انهم بأفعالهم كانوا يقولون:‏ ‏”اعزلوا من امامنا قدوس اسرائيل“‏ ‏)اشعياء ١١(. واآلن ها هم يجابون الى طلبهم . فما عاد خوف هللا يزعجهم،‏ وصار الشيطان على رأس تلك االمة،‏ وخضعت لسلطانه أعلى السلطات المدنية والدينية.‏ }{32.3 GC : ٣٠ في بعض االحيان كان رؤساء االحزاب المتعادية يتفقون على نهب ضحاياهم التعساء وتعذيبهم،‏ وبعد ذلك كانت قواتهم ترتد بعضها على بعض،‏ فيذبح احدهم اآلخر من دون رحمة . بل حتى قدسية الهيكل لم تكن كافية لردعهم عن أعمالهم الوحشية الرهيبة . فقد كان العابدون يسقطون صرعى امام المذبح،‏ وهكذا تنجس المقدس بجثث القتلى . ومع

<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />

11<br />

هذا الكالم يصف بكل أمانة ودقة سكان اورشليم الفاسدين واالبرار في اعين انفسهم . ففي حين كانوا يدَّعون انهم<br />

يحفظون وصايا هللا وشريعته بكل تدقيق وصرامة كانوا في الحقيقة يتعدون كل مبادئه ا.‏ لقد ابغضوا المسيح الن<br />

طهارته وقداسته كشفتا عن اثمهم،‏ واتهموه بانه هو السبب في كل المتاعب والمصائب التي حاقت بهم جزاء لهم على<br />

خطاياهم . فمع علمهم واقتناعهم بانه منزه عن الخطيئة اعلنوا ان موته كان امراً‏ الزماً‏ لضمان سالمة االمة . فقد قال<br />

رؤساء اليهود:‏ ‏”ان تركناه هكذا يؤمن الجميع به فيأتي الرومانيون ويأخذون موضعنا وامتنا“‏<br />

ضُحي بالمسيح ألمكن ان يصبحوا امة قوية متحدة من جديد . وأخذوا يتحاجون ثم اجمعوا على العمل بقرار رئيس<br />

كهنتهم انه خير لهم ان يموت انسان واحد عن الشعب وال تهلك االمة كلها.‏<br />

‏)يوحنا .)٤٨ : ١١ فلو<br />

: ٣<br />

GC 31.3}{<br />

“<br />

”<br />

وهكذا نجد ان رؤساء اسرائيل يبنون صهيون بالدماء واورشليم بالظلم ‏)ميخا ١٠(. ومع ذلك ففي حين<br />

قتلوا مخلصهم النه وبخ خطاياهم فقد جعلهم برهم الذاتي يعتبرون انفسهم شعب هللا المختار المنعم عليه وانتظروا انه<br />

سينقذهم من اعدائهم . وهنا يستطرد النبي فيقول:‏ ‏”لذلك بسببكم تفلح صهيون كحقل وتصير اورشليم خربا وجبل<br />

البيت شوامخ وعر“‏<br />

صبر للاّ‏<br />

: ١٣<br />

“<br />

‏)ميخا .)١٢ : ٣ 32.1}{ GC<br />

”<br />

أخَّر الرب يوم حساب المدينة واالمة ما يقرب من أربيعن سنة بعدما نطق المسيح بحكم الدينونة عليهم ا.‏ وكان<br />

صبر ‏ّللاّ‏ على رافضي انجيله وقاتلي ابنه عظيماً‏ ومدهشاً‏ جد اً.‏ ان مثل التينة العقيمة كان يمثل معاملة ‏ّللاّ‏ لالمة<br />

اليهودية.‏ لقد صدر االمر قائال:‏ اقطعها.‏ لماذا تبطل االرض ايضاً‏ ‏)لوقا ٧(. لكنّ‏ رحمة ‏ّللاّ‏ أمهلتها وقتاً‏<br />

أطول . كان ال يزال يوجد بين اليهود جماعة جهلوا صفات المسيح وعمله . ولم تتح لالبناء الفرصة،‏ وال اعطي لهم<br />

النور الذي قد رفضه آباؤهم . وعن طريق كرازة الرسل ورفاقهم قصد ‏ّللاّ‏ ان يشرق بنوره عليهم،‏ وان يُسمح لهم بان<br />

يروا كيف تمت النبوات ليس فقط في ميالد المسيح وحياته بل ايضاً‏ في موته وقيامته . ولم تلحق باالبناء دينونة<br />

آبائهم،‏ ولكن مع علمهم بكل النور المعطى آلبائهم فاذ رفضوا الم منوح لهم من جديد صاروا شركاء آبائهم في<br />

خطاياهم ومألوا مكيال اثمهم.‏ }{32.2 GC<br />

أمة استفحل شرها<br />

ان صبر هللا على اورشليم جعل اصرار الشعب على قساوة قلوبهم يزداد،‏ فببغضهم تالميذ يسوع وقسوتهم عليهم<br />

رفضوا آخر هبات الرحمة . حينئذ رفع هللا عنهم يده الحارسة الواقية،ورفع قوته الرادعة للشيطان ومالئكته،وبذلك<br />

تُركت االمة تحت سيطرة القائد الذي اختارته لنفسه ا.لقد ركل بنوها نعمة المسيح،‏ التي كان يمكنها ان تعينهم على<br />

اخضاع اهواء قلوبهم الشريرة،‏ اما اآلن فقد انتصرت عليهم تلك األهواء ‏.وأثار الشيطان أقسى شهوات نفوسهم<br />

وأحطه ا.‏ لم يعد الن اس يركنون الى التعقل،اذ لم تبق لهم عقول،بل تحكمت فيهم االهواء والغضب االعمى . لقد<br />

امسوا كالشياطين في قسوتهم . ففي العائلة وفي االمة وبين اعلى الطبقات وادناها على السواء استشرى الشك والحسد<br />

والكراهية والخصام و<strong>التمرد</strong> وجرائم القتل . ولم يكن يوجد امان في اي مكان.‏ فاالصدقاء واالقرباء كانوا يسلمون<br />

بعضهم بعض اً.‏ ولقد ذبح الوالدون اوالدهم كما ذبح االوالد والديهم،‏ ولم يستطع رؤساء اسرائيل ان يضبطوا انفسهم،‏<br />

فلقد جعلتهم انفعاالت الغضب الجامحة قوماً‏ طغاة . لقد رحَّب اليهود با لشهادات الكاذبة إلدانة ابن هللا البار،‏ واآلن ها<br />

هي االتهامات الكاذبة قد جعلت حياتهم تحت رحمة االقدار وغير مضمونة.‏ انهم بأفعالهم كانوا يقولون:‏ ‏”اعزلوا من<br />

امامنا قدوس اسرائيل“‏ ‏)اشعياء ١١(. واآلن ها هم يجابون الى طلبهم . فما عاد خوف هللا يزعجهم،‏ وصار<br />

الشيطان على رأس تلك االمة،‏ وخضعت لسلطانه أعلى السلطات المدنية والدينية.‏ }{32.3 GC<br />

: ٣٠<br />

في بعض االحيان كان رؤساء االحزاب المتعادية يتفقون على نهب ضحاياهم التعساء وتعذيبهم،‏ وبعد ذلك كانت<br />

قواتهم ترتد بعضها على بعض،‏ فيذبح احدهم اآلخر من دون رحمة . بل حتى قدسية الهيكل لم تكن كافية لردعهم عن<br />

أعمالهم الوحشية الرهيبة . فقد كان العابدون يسقطون صرعى امام المذبح،‏ وهكذا تنجس المقدس بجثث القتلى . ومع

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!