التمرد جذور
تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها. تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.
جذور التمرد من أعظم الضالالت البابوية المتأصلة في النفوس . ومع أن المصلحين رفضوا عقيدة روما لم يتخلصوا تماما من روح التعصب . والظلمة الكثيفة التي لفَّت البابويةُ بها الع المَ المسيحي مدى اجيال حكمها الطويلة لم تكن الى ذلك الحين قد انقشعت تمام ا. فها أحد كبار الخدام في مستعمرة خليج مساشوستس يقول: التسامح هو الذي جعل العالم عدوا للمسيح والمسيحية، والكنيسة لم يلحقها أي ضرر من معاقبة الهر اطقة“ )٢٦٤( ! وقد سن المستعمرون قانونا ينص على أن أعضاء الكنائس هم وحدهم الذين لهم حق التصويت في انتخاب الحكومة المدنية. وقد تكوّ ن نوع من كنيسة الدولة، وطلب من كل الشعب أن يساهموا في إعالة رجال االكليروس، ورُ خص للحكام أن يقضوا على الهرطقة، وهكذا صارت السلطة الدنيوية في يدي الكنيسة . ولم يمض زمن طويل حتى أدت تلك االجراءات الى النتيجة المحتومة : االضطهاد. }{326.4 GC روجر وليمز ” نا بعد مرور احدى عشرة سنة على تأسيس المستعمرة االولى أبحر روجر وليمز الى العالم الجديد . وهو كغ يره من النزالء االولين أتى لينعم بالحرية الدينية؛ ولكنّه على خالفهم، رأى — ما لم يره غير القليلين من معاصريه — أن هذه الحرية هي حق كل فرد ال ينازعه فيه منازع، مهما تكن عقيدته . لقد كان باحثا مجدا في طلب الحق، وكان مثل روبنسون يعتقد باست حالة أن يكون كل النور المستقى من كلمة هللا قد حصل عليه الناس بعد . كان وليمز ”أول شخص في العالم المسيحي الحديث يؤسس حكومة مدنية على أساس عقيدة حرية الضمير وتساوي اآلراء أمام القانون“ )٢٦٥(. وقد أعلن أنه يجب على الحاكم أن يردع الجريمة، ولكن ينبغي له اال يتسلط على ضمائر الناس . وقال: ”يستطيع الجمهور أو الحكام أن يقرروا ما يجب على االنسان نحو أخيه االنسان، ولكن عندما يحاولون أن يأمروا انسانا بالقيام بالواجب نحو هللا فانهم يكونون في غير وضعهم وال يمكن أن يكون هنالك أمان، النه واضح أنه اذا كان للحاكم سلطان فانه قد يقرر بعض اآلراء أو المعتقدات اليوم، ويصدر نوعا آخر غدا، كما قد فعل كثيرون من ملوك وملكات انجلترا على اختالف عقائدهم، وكما فعل كثيرون من الباباوات والمجامع في كنيسة روما، بحيث يصير االعتقاد كومة كبيرة من االرتباكات“ )٢٦٦(. }{328.1 GC لقد أُمِّر الناسُ بالحضور الى الكنيسة المعترف بها، أما المتخلف فتفرض عليه غرامة أو يلقى في السجن. ”وقد استنكر وليمز هذا القانون. ان أرادأ مواد القانون االنجليزي هو ذاك الذي يرغم الناس على حضور الكنيسة االبروشية . لقد اعتبر ارغام الناس على االشتراك في العبادة مع من يخالفونهم في العقيدة انتهاكا صريحا لحقوقهم الطبيعية . ودفع غير المتدينين وغير الراغبين الى العبادة العامة. بدا كأنه تشجيع على النفاق ... وأضاف قائالً : ”يجب أال يرغم أحد على العبادة وفر وضها بغير رض اه“ . واذ اندهش خصومه من آرائه صاحوا ”ما هذا ! أال يستحق االجير أجرته؟“ فأجابهم قائال : ”نعم، ولكن ممن استأجروه““ )٢٦٧(. قائلين : GC 328.2}{ كان روجر وليمز مكرما ومحبوبا كخادم أمين ورجل ذي مواهب نادرة واستقامة ال تنثني ومحبة حقيقية لعمل الخير، اال أن انكاره الثابت حق الحكام المدنيين في التسلط على الكنيسة ومطالبته بالحرية الدينية يستحيل التسامح فيهما. فقد قالوا ان تطبيق هذا التعليم الجديد ”كفيل بأن يهدم سلطة الدولة والحكومة في البالد“ )٢٦٨( وقد حُكم عليه بالنفي بعيدا من المتسعمرات؛ وأخيرا، لكي ينجو من القبض عليه، أرغم على الهرب في وسط البرد وعواصف الشتاء الى الغابة المجهولة. }{329.1 GC وقد قال: ”لمدى أربعة عشر أسبوعا قُذف بي في ذلك الفصل القارس البرد جدا، ولم أذق طعاما وال استرحت في فراش، لكنّ الغربان كانت تعولني في البرية“، ولجأت الى شجرة مجوفة الحتم ي فيها من البرد )٢٦٩(. وهكذا ظل يواصل فراره المؤلم في وسط الثلوج والغابة غير المطروقة الى أن وجد لنفسه مالذا بين قبيلة من الهنود الذين كسب ثقتهم ومحبتهم عندما كان يحاول أن يعلمهم حقائق االنجيل. GC 329.2}{ 152
جذور التمرد 153 وبعد شهور قضاها في التنقل والتجوال اتجه أخيرا الى شواطئ خليج ناراجانسيت حيث وضع أسس أول والية في العصور الحديثة كانت، بأكمل معنى، تعترف بحق كل انسان في الحرية الدينية . وكان المبدأ االساسي لمستعمرة روجر وليمز هو هذا: ”يجب أن تعطى لكل انسان الحرية في أن يعبد هللا حسب نور ضميره“ )٢٧٠(. وقد صارت مستعمرته الصغيرة التي هي رود آيالند ملجأ للمضطهدين، وقد كبرت ونجحت الى أن صارت مبادئها االساسية — الحرية المدنية والدينية — حجر زاوية الجمهورية االمريكية. }{329.3 GC الوثيقة الجليلة القديمة للحرية وفي تلك الوثيقة الجليلة القديمة التي سجلها أجداد االمريكيين بمثابة صك حقوقهم — اعالن االستقالل — أعلنوا قائلين: ”اننا نثبت في هذه الحقائق بكل وضوح أن جميع الناس قد خلقوا متساوين، وأن الخالق قد منحهم بعض الحقوق ال ينازعهم فيها أحد، وبين هذه الحقوق الحياة والحرية والسعي في أثر السعادة“. والدستور يكفل باعظم التعبيرات القاطعة الصريحة حرمة الضمير. ”ال يوضع شرط ديني وال يطلب من أحد ذلك ليكون مؤهال يخول له الحصول على وظيفة ذات أمانة عامة في الواليات المتحدة“، ”والكونجرس لن يسن قانونا خاصا بمؤسسة للدين وال ينهي عن ممارسة الدين بكل حرية“. حقوق الضمير GC 330.1}{ ”ان واضعي الدستو ر اعترفوا بالمبدا االبدي وهو أن عالقة االنسان بإلهه تسمو فوق كل تشريع بشري، وان حقوق ضميره ال ينازعه فيها أحد، بل هي وقف عليه . ولم تكن هنالك حاجة الى المحاجة الثبات هذا الحق، فنحن نحس به في أعماقن ا. ان هذا هو االحساس الذي في تحديه للشرائع البشرية قد أعان كثيرين من الشهداء وأسندهم وهم يقاسون العذابات وتلتهم النار أجسامهم . لقد أحسوا بأن واجبهم نحو هللا أسمى من كل تشريع بشري، وأن الناس ينبغي أال يستخدموا سلطة ما الرغام ضمائرهم. انه مبدأ غريزي في النفس ال يمكن أن يقتله شيء“ )٢٧١(. GC { 330.2} وعندما انتشرت االخبار الطيبة في كل ممالك أوروبا عن وجود أرض يمكن لكل انسان فيها أن يتمتع بثمار تعبه ويطيع اقتناعات ضميره تقاطر ألوف من الناس قاصدين شواطئ العالم الجديد . وزادت وتضاعفت المستعمرات بسرعة. ”ان مساشوستس، بموجب قانو ن خاص، رحَّبت ترحيبا كامال وعلى النفقة العامة بالمسيحيين من كل دولة الذين يمكنهم أن يطيروا عبر االطالنطي ”هروباً من الحروب أو المجاعات أو اضطهاد مضطهديهم“. وهكذا فان الهاربين والمدوسين باالقدام صاروا، بموجب القانون، ضيوفا على الجمهورية“ )٢٧٢(. وفي خال ل عشرين سنة منذ وطئ الناس أرض بليموث أول مرة استقر ألوف الحجاج في نيو انجلند. }{330.3 GC ولكي يضمنوا بلوغ الغرض الذي طلبوه ”قنعوا بربح معاش قليل بالركون الى حياة االقتصاد والكد . ولم يطلبوا من األرض شيئا غير التعويض المعقول عن كدهم وتعبهم . ولم يروا رؤىا ذهبية تلقي ه الة خادعة على طريقهم ... بل قنعوا بالتقدم البطيء الثابت لنظامهم االجتماعي . وبكل صبر تحملوا عوز البرية وهم يروون شجرة الحرية بدموعهم وعرق جباههم حتى تأصلت في البالد“. GC 331.1}{ ولقد اعتبر الكتاب المقدس أساس االيمان والعقيدة ونبع الحكمة وميثاق الحرية. وكانت مبادئه تعلم في البيت والمدرسة والكنيسة بكل اجتهاد، وظهرت ثماره في حسن التدبير والذكاء والطهارة واالعتدال . وربما كان الواحد يسكن في مستعمرة بيوريتانية عدة سنين ”من دون أن يرى سكيرا أو يسمع انسانا يحلف أو يالقي متسوال“ )٢٧٣(. وقد تبرهن أن مبادئ الكتاب المقدس هي أضمن حارس لضمان العظمة القومية . ونمت المستعمرات الضعيفة المنعزلة فصارت اتحادا لواليات قوية، والحظ العالم بدهشة سال َم ”كنيسة ال يحكمها بابا، ودولة ال يحكمها ملك“ ونجاحهما. 331.2}{ GC
- Page 109 and 110: جذور التمرد الفصل ا
- Page 111 and 112: جذور التمرد 103 ا. ف
- Page 113 and 114: جذور التمرد 105 بعصر
- Page 115 and 116: جذور التمرد ” 107 ال
- Page 117 and 118: جذور التمرد الفصل ا
- Page 119 and 120: جذور التمرد 111 معا ف
- Page 121 and 122: جذور التمرد 113 وقد ش
- Page 123 and 124: جذور التمرد اشراق ا
- Page 125 and 126: جذور التمرد 117 وسط ا
- Page 127 and 128: جذور التمرد 119 على ع
- Page 129 and 130: جذور التمرد في كل ا
- Page 131 and 132: جذور التمرد 123 الفص
- Page 133 and 134: جذور التمرد المصلِ
- Page 135 and 136: جذور التمرد 127 الفص
- Page 137 and 138: جذور التمرد ان المب
- Page 139 and 140: جذور التمرد ظهور تق
- Page 141 and 142: جذور التمرد وعلى مد
- Page 143 and 144: جذور التمرد 135 كل قد
- Page 145 and 146: جذور التمرد تقنعهم
- Page 147 and 148: جذور التمرد 139 الجد
- Page 149 and 150: جذور التمرد . لقد اع
- Page 151 and 152: جذور التمرد وذلك في
- Page 153 and 154: جذور التمرد متدين ل
- Page 155 and 156: جذور التمرد وقد أرغ
- Page 157 and 158: جذور التمرد واالست
- Page 159: جذور التمرد 151 البح
- Page 163 and 164: جذور التمرد ١٤ 155 ال
- Page 165 and 166: جذور التمرد عملية ف
- Page 167 and 168: جذور التمرد 159 كان ذ
- Page 169 and 170: جذور التمرد : ١ 161 هذ
- Page 171 and 172: جذور التمرد كان ينب
- Page 173 and 174: جذور التمرد برحمته.
- Page 175 and 176: جذور التمرد هذه اال
- Page 177 and 178: جذور التمرد ”من خ
- Page 179 and 180: جذور التمرد وكما دُ
- Page 181 and 182: جذور التمرد ١١ ستنت
- Page 183 and 184: جذور التمرد 175 فعند
- Page 185 and 186: جذور التمرد 177 الفص
- Page 187 and 188: جذور التمرد ١٥ : ٤ 179
- Page 189 and 190: جذور التمرد 181 النب
- Page 191 and 192: جذور التمرد ١٤ الفص
- Page 193 and 194: جذور التمرد ٢٦ : ١ و
- Page 195 and 196: جذور التمرد 187 نشر آ
- Page 197 and 198: جذور التمرد أنهم كا
- Page 199 and 200: جذور التمرد 191 الحج
- Page 201 and 202: جذور التمرد 193 الفص
- Page 203 and 204: جذور التمرد ان رسال
- Page 205 and 206: جذور التمرد 197 وقد ق
- Page 207 and 208: جذور التمرد تستخدم
- Page 209 and 210: جذور التمرد مرتبطي
<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />
من أعظم الضالالت البابوية المتأصلة في النفوس . ومع أن المصلحين رفضوا عقيدة روما لم يتخلصوا تماما من<br />
روح التعصب . والظلمة الكثيفة التي لفَّت البابويةُ بها الع المَ المسيحي مدى اجيال حكمها الطويلة لم تكن الى ذلك<br />
الحين قد انقشعت تمام ا. فها أحد كبار الخدام في مستعمرة خليج مساشوستس يقول: التسامح هو الذي جعل العالم<br />
عدوا للمسيح والمسيحية، والكنيسة لم يلحقها أي ضرر من معاقبة الهر اطقة“ )٢٦٤( ! وقد سن المستعمرون قانونا<br />
ينص على أن أعضاء الكنائس هم وحدهم الذين لهم حق التصويت في انتخاب الحكومة المدنية. وقد تكوّ ن نوع من<br />
كنيسة الدولة، وطلب من كل الشعب أن يساهموا في إعالة رجال االكليروس، ورُ خص للحكام أن يقضوا على<br />
الهرطقة، وهكذا صارت السلطة الدنيوية في يدي الكنيسة . ولم يمض زمن طويل حتى أدت تلك االجراءات الى<br />
النتيجة المحتومة : االضطهاد. }{326.4 GC<br />
روجر وليمز<br />
” نا<br />
بعد مرور احدى عشرة سنة على تأسيس المستعمرة االولى أبحر روجر وليمز الى العالم الجديد . وهو كغ يره<br />
من النزالء االولين أتى لينعم بالحرية الدينية؛ ولكنّه على خالفهم، رأى — ما لم يره غير القليلين من معاصريه —<br />
أن هذه الحرية هي حق كل فرد ال ينازعه فيه منازع، مهما تكن عقيدته . لقد كان باحثا مجدا في طلب الحق، وكان<br />
مثل روبنسون يعتقد باست حالة أن يكون كل النور المستقى من كلمة هللا قد حصل عليه الناس بعد . كان وليمز ”أول<br />
شخص في العالم المسيحي الحديث يؤسس حكومة مدنية على أساس عقيدة حرية الضمير وتساوي اآلراء أمام<br />
القانون“ )٢٦٥(. وقد أعلن أنه يجب على الحاكم أن يردع الجريمة، ولكن ينبغي له اال يتسلط على ضمائر الناس .<br />
وقال: ”يستطيع الجمهور أو الحكام أن يقرروا ما يجب على االنسان نحو أخيه االنسان، ولكن عندما يحاولون أن<br />
يأمروا انسانا بالقيام بالواجب نحو هللا فانهم يكونون في غير وضعهم وال يمكن أن يكون هنالك أمان، النه واضح أنه<br />
اذا كان للحاكم سلطان فانه قد يقرر بعض اآلراء أو المعتقدات اليوم، ويصدر نوعا آخر غدا، كما قد فعل كثيرون من<br />
ملوك وملكات انجلترا على اختالف عقائدهم، وكما فعل كثيرون من الباباوات والمجامع في كنيسة روما، بحيث<br />
يصير االعتقاد كومة كبيرة من االرتباكات“ )٢٦٦(. }{328.1 GC<br />
لقد أُمِّر الناسُ بالحضور الى الكنيسة المعترف بها، أما المتخلف فتفرض عليه غرامة أو يلقى في السجن. ”وقد<br />
استنكر وليمز هذا القانون. ان أرادأ مواد القانون االنجليزي هو ذاك الذي يرغم الناس على حضور الكنيسة<br />
االبروشية . لقد اعتبر ارغام الناس على االشتراك في العبادة مع من يخالفونهم في العقيدة انتهاكا صريحا لحقوقهم<br />
الطبيعية . ودفع غير المتدينين وغير الراغبين الى العبادة العامة. بدا كأنه تشجيع على النفاق ... وأضاف قائالً :<br />
”يجب أال يرغم أحد على العبادة وفر وضها بغير رض اه“ . واذ اندهش خصومه من آرائه صاحوا ”ما هذا<br />
! أال يستحق االجير أجرته؟“ فأجابهم قائال : ”نعم، ولكن ممن استأجروه““ )٢٦٧(.<br />
قائلين :<br />
GC 328.2}{<br />
كان روجر وليمز مكرما ومحبوبا كخادم أمين ورجل ذي مواهب نادرة واستقامة ال تنثني ومحبة حقيقية لعمل<br />
الخير، اال أن انكاره الثابت حق الحكام المدنيين في التسلط على الكنيسة ومطالبته بالحرية الدينية يستحيل التسامح<br />
فيهما. فقد قالوا ان تطبيق هذا التعليم الجديد ”كفيل بأن يهدم سلطة الدولة والحكومة في البالد“ )٢٦٨( وقد حُكم عليه<br />
بالنفي بعيدا من المتسعمرات؛ وأخيرا، لكي ينجو من القبض عليه، أرغم على الهرب في وسط البرد وعواصف<br />
الشتاء الى الغابة المجهولة. }{329.1 GC<br />
وقد قال: ”لمدى أربعة عشر أسبوعا قُذف بي في ذلك الفصل القارس البرد جدا، ولم أذق طعاما وال استرحت في<br />
فراش، لكنّ الغربان كانت تعولني في البرية“، ولجأت الى شجرة مجوفة الحتم ي فيها من البرد )٢٦٩(. وهكذا ظل<br />
يواصل فراره المؤلم في وسط الثلوج والغابة غير المطروقة الى أن وجد لنفسه مالذا بين قبيلة من الهنود الذين كسب<br />
ثقتهم ومحبتهم عندما كان يحاول أن يعلمهم حقائق االنجيل.<br />
GC 329.2}{<br />
152