التمرد جذور
تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها. تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.
جذور التمرد 144 ولَّت روح الحرية بذهاب الكتاب المقدس . فأينما قبل الناس االنجيل استيقظت عقولهم . فبدأوا يطرحون عنهم أصفاد الجهل والرذيلة والخرافات التي استرقتهم طويال . وبدأوا يفكرون ويعملون كما يعمل عقالء الناس . ورأى الملوك ذلك فارتعدوا فرقا خوفا من زوال ظلمهم واستبدادهم. }{309.4 GC ولم تتباطأ روما في اضرام حسدهم ومخاوفهم. لقد قال البابا لحاكم فرنسا في عام ١٥٢٥: ”ان هذا الجنون )البروتستانتية( لن يكتفي بازعاج الدين وتدميره، ولكنه مقبل على تدمير كل الرياسات واالشراف والقوانين واألنظمة والمقامات أيضا“ )٢٥١(. وبعد ذلك بسنوات قليلة أنذر أحد سفراء البابا الملك قائال: ”ال تضل يا موالي . ان البروتستا نت سيقبلون ويدمرون كل النظم المدنية والدينية... ان العرش مهدد بالخطر، كالمذبح سواء بسواء ... فإدخال دين جديد سيتبعه حتماً إدخال حكومة جديدة“ )٢٥٢(. واستغاث الالهوتيون بتعصبات الشعب فأعلنوا أن العقيدة البروتستانتية ”تستميل الناس الى قبول البدع والجهل، وتسلب الملك محبة رعاياه ووالءهم، وتدمر الكنيسة والدولة“. وهكذا أفلحت روما في تعبئة فرنسا لمحاربة االصالح. ”لقد جُرد سيف االضطهاد في فرنسا أوال لمعاضدة العرش وحفظ النبالء واالبقاء على القوانين“ )٢٥٣(. سياسة قاتلة GC 310.1}{ ما أقل ما كان يعرف حكام البالد مما يخبئه لهم الغيب من نتائج تلك السياسة المشؤومة الخرقاء! كان الكتاب المقدس سيغرس في عقول الشعب وقلوبهم مبادئ العدالة واالعتدال والحق والمساواة واالحسان وحب الخير التي هي حجر الزاوية في بناء نجاح االمة ورخائها وازدهارها: ”البر يرفع شأن األمة“، وبه ”يثبت الكرسي“ )أمثال ؛ ١٢(. ”ويكون صنع العدل سالما“ ِّد ”سكونا وطمأنينة الى االبد“ )اشعياء ١٧(. ومن يطيع شريعة هللا ال بد أن يحترم ويطيع شرائع بالده. ومن يخاف هللا يكرم الملك وهو يستخدم كل سلطاته العادلة الشرعية. لكنّ فرنسا التعسة حرَّ مت اقتناء الكتاب المقدس وحرمت ونفت كل تالميذه. فمن قرن الى قرن حدث ان الرجال ذوي المبادئ السليمة المستقيمة والذكاء الخارق والخلق القويم، الذين اوتوا شج اعة جعلتهم يجاهرون باقتناعاتهم وايمانا اعانهم على احتمال اآلالم الجل الحق، أُرهِّقوا كأرقاء في السفن أو هلكوا حرقا بالنار أو بلي لحمهم وعظامهم في ظلمات السجون . وقد وجد ألوف وألوف أن النجاة في الهروب، وظلت الحال هكذا مدى سنة بعد بدء : ١٤ ٢٥٠ : ٣٢ ، ويولّ : ١٦ ٣٤ االصالح. 310.2}{ GC هروب أنبل المواطنين الفرنسيين ”وندر ان كان هنالك جيل من الفرنسيين مدى تلك الحقبة الطويلة لم يشهد تالميذ االنجيل وهم يفرون أمام هياج المضطهدين المجنون حاملين معهم الذكاء والفنون و العمل والنظام التي تفوقوا فيها تفوقا عظيما ليغنوا بها البلدان التي لجأوا اليها. وبقدر م ا أغدقوا من هذه الهبات على الممالك االخرى حُرم وطنهم منها. ولو أن كل ما نُقل من فرنسا بقي فيها، ولو بقيت المهارة الصناعية التي كان يملكها هؤالء المنفيون لتزرع أرضها مدى هذه الثالث مئة سنة، ولو ظلت هواياتهم الفنية تُصلح من شأن صناعاتها مدى تلك السنين، ولو أنه في خالل هذه السنين الطوال استخدم ذكاؤهم وقوة ابتكارهم وقوتهم التحليلية العقلية في إغناء آدابهم وغرس علومهم، ولو كانت حكمتهم تهدي بالدهم في مشوراتها، وشجاعتهم تخوض معاركها، ومساواتهم وع دالتهم تكوِّّن شرائعها، ولو أن ديانة الكتاب المقدس كانت تقوي عقول الشعب وتتحكم في ضمائرهم فما كان أعظم المجد الذي كان اليوم يطوق عنق فرنسا! وكم كانت تصير بالدا عظيمة وناجحة وسعيدة! وكم كانت تصير نموذجا عظيما تنسج على منواله كل االمم! { GC 311.1} ”لكنّ التعصب العنيد االعمى طرد من أرضها كل معلم للفضيلة وكل بطل من أبطال النظام وكل مدافع أمين يذود عن العرش. فألولئك الرجال الذين كانوا يستطيعون أن يجعلوا بالدهم ”اسما ومجدا“ في االرض، قال التعصب: اختاروا واحدا من هذين: الحرق أو النفي. وأخيرا اكتمل خراب االمة لم يبقَ هنالك رجل ذو ضمير ليُحرم، وال رجل
جذور التمرد متدين ليحرق بالنار، وال رجل محب لوطنه لينفى بعيدا“ )٢٥٤(. فكانت الثورة بكل رعبها هي النتيجة الوبيلة. ماذا بعد ذلك GC 311.2}{ ”واذ هرب الهيجونوت شمل فر نسا انحطاط عام . فالمدن الصناعية الزاهرة أصابها العطب والخراب، واالقاليم الخصبة استحالت قفارا، وأعقبت فترة النجاح غير العادي فترة جمود وبالدة عقلية وانحطاط خلقي. وصارت باريس ملجأ كبيرا وبيتا من بيوت االحسان. وقدَّر بعضهم أنه عند نشوب الثورة وُ جد ألف صعلوك يستجدون الملك. لكنّ الجزويت هم وحدهم الذين نجحوا وازدهرت أحوالهم من دون تلك االمة الخربة المتسوسة، وقد تحكموا في الكنائس والمدارس والسجون وسفن الرقيق بطغيان رهيب“. }{312.1 GC ٢٠٠ كان يمكن أن يأتي االنجيل لفرنسا بحل صحيح ناجع لكل مشاكلها السياسية واالجتماعية التي أربك ت كهنتها ومليكها ومشترعيها، وأخيرا أودت باالمة الى الفوضى والدمار . ولكن تحت حكم روما خسر الشعب تعاليم المخلص المباركة عن التضحية والمحبة المنكرة لنفسه ا. ولقد أُبعدوا عن ممارسة انكار الذات الجل خير االخرين . فاالغنياء لم يوبخهم أحد على ظلمهم الفقراء، والفقراء لم يجدوا عونا في عبوديتهم وانحطاطهم . وقد زادت أنانية االثرياء واالقوياء وصارت أكثر جالء وجور ا. ولمدى قرون طويلة نجم عن طمع النبالء وخالعتهم اغتصاب ساحق للفالحين . لقد ظلم االغنياء الفقراء، بينما أبغض الفقراء االغنياء. }{312.2 GC وفي كثير من اال قاليم كان النبالء مالكي االرض، أما الطبقات العاملة فكانوا مجرد مستأجرين تحت رحمة سادتهم، ومرغمين على إجابة مطالبهم الباهظة. ان عبء اعانة الكنيسة والدولة وقع كله على عاتق الطبقات المتوسطة والفقيرة الذين كانت تفرض عليهم ضرائب فادحة. ”وكانت مسرات الن بالء معتبرة القانون االسمى؛ ويمكن أن يموت المزارعون والفالحون جوعا، لكنّ ظالميهم لم يكونوا يكترثون لذلك في شيء ... وكان الناس مرغمين في كل كبيرة وصغيرة أن يقصروا خدمتهم على مصلحة صاحب االرض . وكانت حياة العمال الزراعيين حياة تعب متواصل، ولم يكن ما يفرج عنهم بؤسهم وشقاءَهم. وشكواهم، ان كانوا يتجرأون على الشكوى، كانت تقابل باحتقار وقح. ومحاكم العدل كانت دائما تستمع لشكوى نبيل يقدمها ضد أحد الفالحين. واشتهر القضاة بقبولهم الرشوة، وأقل مزاج يبديه أحد االشراف كانت له قوة القانون بفضل هذا الفساد العام . والضرائب التي كانت تُغتصب من عامة الشعب بأيدي الوجهاء الدنيويين من ناحية وبأيدي رجال االكليروس من الناحية االخرى لم يكن نصفها يجد طريقه الى الخزانة الملكية أو الكنيسة، فك انت المبالغ الباقية تتبدد في االنغماسات الخليعة. أما الذين كانوا يفقرون رعاياهم فكانوا يُعفون من الضريبة، وكانوا مخولين بموجب القانون أو العادة أن يحتلوا كل وظائف الدولة. كان عدد أفراد الطبقات المحظوظة ألفا، فألجل ارضاء هؤالء كان يُحكم على ماليين من الشعب أن يحيوا حياة منحطة يائسة“ ١٥٠ )انظر التذييل(. }{312.3 GC ترف االرستقراطيين ورذائلهم وكان البالط الملكي مستسلما للترف والخالعة. ولم يكن الشعب يثق كثيرا بالحكام، وال كان الحكام يثقون كل الثقة بالشعب. ولقد حامت الشكوك حول كل اجراءات الحكومة على أنها متآمرة وأنانية. وقبل الثورة بأكثر من نصف قرن كان لويس الخامس عشر متربعا على العرش، وكان يُعتبر حتى في تلك االيام الشريرة ملكا كسوال تافها شهوانيا مستهترا. ولما كان أشراف تلك االمة فاسدين وقساة، والط بقة الدنيا فيها فقراء وجهلة وكانت الدولة مرتبكة في شؤونها المالية والشعب ساخطا وناقما، فلم تكن ثمة حاجة الى عين نبي لترى، من بعيد، الثورة القادمة الوشيكة الوقوع . وكان الملك معتادا أن يقول لمستشاريه الذين كانوا ينذرونه بوقوع الكارثة: ”اجعلوا كل شيء يسير على سجيته طالما أنا حيّ، وبعد موتي ليكن ما يكون“. وعبثا ألحوا عليه في اجراء اصالح واجب الوقوع . لقد رأى 145
- Page 101 and 102: جذور التمرد أما الب
- Page 103 and 104: جذور التمرد المتعص
- Page 105 and 106: جذور التمرد 97 ان يع
- Page 107 and 108: جذور التمرد 99 يزورو
- Page 109 and 110: جذور التمرد الفصل ا
- Page 111 and 112: جذور التمرد 103 ا. ف
- Page 113 and 114: جذور التمرد 105 بعصر
- Page 115 and 116: جذور التمرد ” 107 ال
- Page 117 and 118: جذور التمرد الفصل ا
- Page 119 and 120: جذور التمرد 111 معا ف
- Page 121 and 122: جذور التمرد 113 وقد ش
- Page 123 and 124: جذور التمرد اشراق ا
- Page 125 and 126: جذور التمرد 117 وسط ا
- Page 127 and 128: جذور التمرد 119 على ع
- Page 129 and 130: جذور التمرد في كل ا
- Page 131 and 132: جذور التمرد 123 الفص
- Page 133 and 134: جذور التمرد المصلِ
- Page 135 and 136: جذور التمرد 127 الفص
- Page 137 and 138: جذور التمرد ان المب
- Page 139 and 140: جذور التمرد ظهور تق
- Page 141 and 142: جذور التمرد وعلى مد
- Page 143 and 144: جذور التمرد 135 كل قد
- Page 145 and 146: جذور التمرد تقنعهم
- Page 147 and 148: جذور التمرد 139 الجد
- Page 149 and 150: جذور التمرد . لقد اع
- Page 151: جذور التمرد وذلك في
- Page 155 and 156: جذور التمرد وقد أرغ
- Page 157 and 158: جذور التمرد واالست
- Page 159 and 160: جذور التمرد 151 البح
- Page 161 and 162: جذور التمرد 153 وبعد
- Page 163 and 164: جذور التمرد ١٤ 155 ال
- Page 165 and 166: جذور التمرد عملية ف
- Page 167 and 168: جذور التمرد 159 كان ذ
- Page 169 and 170: جذور التمرد : ١ 161 هذ
- Page 171 and 172: جذور التمرد كان ينب
- Page 173 and 174: جذور التمرد برحمته.
- Page 175 and 176: جذور التمرد هذه اال
- Page 177 and 178: جذور التمرد ”من خ
- Page 179 and 180: جذور التمرد وكما دُ
- Page 181 and 182: جذور التمرد ١١ ستنت
- Page 183 and 184: جذور التمرد 175 فعند
- Page 185 and 186: جذور التمرد 177 الفص
- Page 187 and 188: جذور التمرد ١٥ : ٤ 179
- Page 189 and 190: جذور التمرد 181 النب
- Page 191 and 192: جذور التمرد ١٤ الفص
- Page 193 and 194: جذور التمرد ٢٦ : ١ و
- Page 195 and 196: جذور التمرد 187 نشر آ
- Page 197 and 198: جذور التمرد أنهم كا
- Page 199 and 200: جذور التمرد 191 الحج
- Page 201 and 202: جذور التمرد 193 الفص
<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />
144<br />
ولَّت روح الحرية بذهاب الكتاب المقدس . فأينما قبل الناس االنجيل استيقظت عقولهم . فبدأوا يطرحون عنهم<br />
أصفاد الجهل والرذيلة والخرافات التي استرقتهم طويال . وبدأوا يفكرون ويعملون كما يعمل عقالء الناس . ورأى<br />
الملوك ذلك فارتعدوا فرقا خوفا من زوال ظلمهم واستبدادهم. }{309.4 GC<br />
ولم تتباطأ روما في اضرام حسدهم ومخاوفهم. لقد قال البابا لحاكم فرنسا في عام ١٥٢٥: ”ان هذا الجنون<br />
)البروتستانتية( لن يكتفي بازعاج الدين وتدميره، ولكنه مقبل على تدمير كل الرياسات واالشراف والقوانين واألنظمة<br />
والمقامات أيضا“ )٢٥١(. وبعد ذلك بسنوات قليلة أنذر أحد سفراء البابا الملك قائال: ”ال تضل يا موالي . ان<br />
البروتستا نت سيقبلون ويدمرون كل النظم المدنية والدينية... ان العرش مهدد بالخطر، كالمذبح سواء بسواء ...<br />
فإدخال دين جديد سيتبعه حتماً إدخال حكومة جديدة“ )٢٥٢(. واستغاث الالهوتيون بتعصبات الشعب فأعلنوا أن<br />
العقيدة البروتستانتية ”تستميل الناس الى قبول البدع والجهل، وتسلب الملك محبة رعاياه ووالءهم، وتدمر الكنيسة<br />
والدولة“. وهكذا أفلحت روما في تعبئة فرنسا لمحاربة االصالح. ”لقد جُرد سيف االضطهاد في فرنسا أوال لمعاضدة<br />
العرش وحفظ النبالء واالبقاء على القوانين“ )٢٥٣(.<br />
سياسة قاتلة<br />
GC 310.1}{<br />
ما أقل ما كان يعرف حكام البالد مما يخبئه لهم الغيب من نتائج تلك السياسة المشؤومة الخرقاء! كان الكتاب<br />
المقدس سيغرس في عقول الشعب وقلوبهم مبادئ العدالة واالعتدال والحق والمساواة واالحسان وحب الخير التي هي<br />
حجر الزاوية في بناء نجاح االمة ورخائها وازدهارها: ”البر يرفع شأن األمة“، وبه ”يثبت الكرسي“ )أمثال<br />
؛ ١٢(. ”ويكون صنع العدل سالما“ ِّد ”سكونا وطمأنينة الى االبد“ )اشعياء ١٧(. ومن يطيع<br />
شريعة هللا ال بد أن يحترم ويطيع شرائع بالده. ومن يخاف هللا يكرم الملك وهو يستخدم كل سلطاته العادلة الشرعية.<br />
لكنّ فرنسا التعسة حرَّ مت اقتناء الكتاب المقدس وحرمت ونفت كل تالميذه. فمن قرن الى قرن حدث ان الرجال ذوي<br />
المبادئ السليمة المستقيمة والذكاء الخارق والخلق القويم، الذين اوتوا شج اعة جعلتهم يجاهرون باقتناعاتهم وايمانا<br />
اعانهم على احتمال اآلالم الجل الحق، أُرهِّقوا كأرقاء في السفن أو هلكوا حرقا بالنار أو بلي لحمهم وعظامهم في<br />
ظلمات السجون . وقد وجد ألوف وألوف أن النجاة في الهروب، وظلت الحال هكذا مدى سنة بعد بدء<br />
: ١٤<br />
٢٥٠<br />
: ٣٢<br />
، ويولّ<br />
: ١٦<br />
٣٤<br />
االصالح. 310.2}{ GC<br />
هروب أنبل المواطنين الفرنسيين<br />
”وندر ان كان هنالك جيل من الفرنسيين مدى تلك الحقبة الطويلة لم يشهد تالميذ االنجيل وهم يفرون أمام هياج<br />
المضطهدين المجنون حاملين معهم الذكاء والفنون و العمل والنظام التي تفوقوا فيها تفوقا عظيما ليغنوا بها البلدان<br />
التي لجأوا اليها. وبقدر م ا أغدقوا من هذه الهبات على الممالك االخرى حُرم وطنهم منها. ولو أن كل ما نُقل من<br />
فرنسا بقي فيها، ولو بقيت المهارة الصناعية التي كان يملكها هؤالء المنفيون لتزرع أرضها مدى هذه الثالث مئة<br />
سنة، ولو ظلت هواياتهم الفنية تُصلح من شأن صناعاتها مدى تلك السنين، ولو أنه في خالل هذه السنين الطوال<br />
استخدم ذكاؤهم وقوة ابتكارهم وقوتهم التحليلية العقلية في إغناء آدابهم وغرس علومهم، ولو كانت حكمتهم تهدي<br />
بالدهم في مشوراتها، وشجاعتهم تخوض معاركها، ومساواتهم وع دالتهم تكوِّّن شرائعها، ولو أن ديانة الكتاب<br />
المقدس كانت تقوي عقول الشعب وتتحكم في ضمائرهم فما كان أعظم المجد الذي كان اليوم يطوق عنق فرنسا! وكم<br />
كانت تصير بالدا عظيمة وناجحة وسعيدة! وكم كانت تصير نموذجا عظيما تنسج على منواله كل االمم! { GC<br />
311.1}<br />
”لكنّ التعصب العنيد االعمى طرد من أرضها كل معلم للفضيلة وكل بطل من أبطال النظام وكل مدافع أمين يذود<br />
عن العرش. فألولئك الرجال الذين كانوا يستطيعون أن يجعلوا بالدهم ”اسما ومجدا“ في االرض، قال التعصب:<br />
اختاروا واحدا من هذين: الحرق أو النفي. وأخيرا اكتمل خراب االمة لم يبقَ هنالك رجل ذو ضمير ليُحرم، وال رجل