التمرد جذور
تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها. تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.
جذور التمرد وعندما وقف جون كنوكس وجها لوجه أمام ملكة اسكوتالنده، التي كان كثيرون من المصلحين يجبنون في حضرتها وتخذلهم شجاعتهم وغيرتهم، شهد للحق بال انحر اف. لم يكن في وسع المداهنة أو المالطفة أن تكسبه، وال هو جبن أمام التهديدات . لقد اتهمته الملكة بالهرطقة قائلة له أنه يعلّ ِّم الشعب أن يعتنقوا دينا ممنوعا بأمر الدولة، وهكذا تعدى على أمر هللا الذي يفرض على الرعايا أن يطيعوا ملوكهم، فأجابها كنوكس بكل ثبات قائال: GC { 280.3} ”كما أن الدين الصحيح لم يحصل على قوته االصيلة وال سيادته من ملوك االرض بل من هللا السرمدي وحده فكذلك رعاياه ليسوا ملزمين أن يشكلوا دينهم حسب مزاج ملوكهم، ألنه يحدث في غالب األحيان أن الملوك يكونون أجهل الناس بالنسبة الى دين هللا الحق يقي ... فلو كان كل نسل ابراهيم اعتنقوا دين فرعون الذي كان ملكا عليهم أمدا طويال، فأسألكِّ يا موالتي أن تجيبيني أي دين كان يبقى في العالم ؟ أو لو أن كل الناس في أيام الرسل كانوا يدينون بدين أباطرة الرومان فأي نوع من الدين كان يوجد على وجه األرض ؟ ... وهكذا تدركين يا موالتي أن الرعايا ليسوا مجبرين على اعتناق دين ملوكهم ولو أنهم ملتزمون أن يقدموا لهم الخضوع والطاعة“. }{280.4 GC فقالت ماري: ”أنتم تفسرون الكتاب المقدس بشكل، وهم )معلمو الكنيسة الكاثوليكية( يفسرونه بشكل آخر؛ فبأي التفسيرين أؤمن ومن يكون حكما؟“. GC 281.1}{ فأجابها المصلح قائال: ”آمني باهلل الذي يخاطبكِّ من كتابه بكل وضوح، وأبعد مما يعلمه الكتاب ليس لك أن تؤمني بهذا أو ذاك .ان كلمة هللا واضحة في حد ذاتها، أما اذا ظهرت أمامكِّ معضلة أو مشكلة في مكان ما فالروح القدس الذي ال يمكن أن يناقض نفسه أبدا، يو ضح تلك المعضلة نفسها في موضع آخر،بحيث ال يبقى هنالك شك اال لمن يصرون على البقاء في جهلهم“ )٢٢٨(. GC 281.2}{ بمثل هذه الحقائق تكلم ذلك المصلح الشجاع أمام الملكة مخاطرا بحياته . وقد ظل ثابتا على غرضه بنفس تلك الشجاعة التي ال تكل وال تتراجع، مصليا ومحاربا حروب الرب فتحررت اسكوتالنده من البابوية. }{281.3 GC أما في انجلترا فان تثبيت قدم البروتستانتية كدين قومي قلل من االضطهاد وخفف من حدته وان يكن لم يوقفه كلي ا. فمع أن كثيرا من تعاليم روما قد رُ فضت فان عددا غير قليل من طقوسها ظل باقي ا.لقد رفضوا سيادة البابا، ولكن، في مكانه، أقيم الملك رأسا للكنيسة . وفي خدمة الكنيسة كان ال يزال يوجد انحراف عن طهارة االنجيل وبساطته . ولم يكن ذلك المبدأ العظيم، مبدأ الحرية الدينية، قد فُهم تمام ا. فمع أن الحكام البروتستانت قلما لجأوا الى ضروب القسوة الرهيبة التي استخدمتها روما ضد الهرطقة فانهم لم يعترفوا بحق كل فرد في أن يعبد هللا كما يمليه عليه ضميره . كان مطلوبا من الجميع أن يقبلوا التعاليم ويحفظوا طقوس العبادة التي فرضتها الكنيسة المعترف به ا. وقد قاسى المنشقون أهوال االضطهاد ان عنيفا او خفيفا مئات السنين. GC 281.4}{ وفي القرن السابع عشر طرد آالف الرعاة من وظائفهم . كما حُرم على الناس الذهاب الى كل اجتماع ديني لم تقره وال صادقت عليه الكنيسة. والمخالفون كانت تفرض عليهم غرامات فادحة، أو يُسجنون أو ينفون. وأولئك االمناء الذين لم يكونوا يستط يعون أن يكفوا عن االجتماع لعبادة هللا أرغموا على االجتماع في االزقة المظلمة أو العلّ ِّيات المعتمة، وفي بعض األحيان كانوا يذهبون الى الغابات في منتصف الليل . وفي المخابئ التي كانوا يلوذون بها في الغابات كان يقام هيكل من صنع هللا وكان أبناء هللا المشتتون والمضطهدون يجتمعون ليسكبوا نفوسهم أمام هللا في الصالة والتسبيح. وعلى رغم كل التحفظات قاسى كثيرون اآلالم الجل ايمانهم . فقد اكتظت السجون وتشتت شمل العائالت ونُفي كثيرون الى بلدان أجنبية . ومع ذلك فقد كان هللا مع شعبه ولم تفلح االضطهادات في اس كات شهادتهم . وطُرد كثيرون عبر االوقيانوس الى أميركا حيث وضعوا أسس الحرية المدنية والدينية التي كانت حصن تلك البالد ومجدها. 282.1}{ GC 130
جذور التمرد ظهور تقدم االنجيل ومرة أخرى حدث حينئذ، كما في أيام الرسل، ان االضطهادات آلت الى تقدم االنجيل . ففي سجن كريه امتأل بالمجرمين الخلع اء استنشق جون بنيان عبير السماء، وهناك كتب روايته العجيبة التي فيها صور سفر السائح المسيحي من مدينة الهالك الى المدينة السماوية . وفي مدة تزيد على مئتي سنة ظل ذلك الصوت الخارج من سجن مدينة بدفورد يكلم قلوب الناس بقوة تهز المشاعر. ان كتابي يوحنا بني ان اللذين أسماهما ”سياحة المسيحي“ ”والنعمة المتفاضلة ألول الخطاة“ أرشادا أناسا كثيرين في طريق الحياة. }{282.2 GC ثم أن باكستر وقالفل وآلين وغيرهم من الرجال ذوي المواهب والعلم واالختبار المسيحي العميق وقفوا بكل شجاعة يدافعون عن االيمان المسلم مرة للقديسين .والعمل الذي قام به هؤالء الرجال المحرومون وطريدو القانون بأمر حكام هذا العالم ال يمكن أن يتالشى، فان كتابي فالفل ”نبع الحياة“ و ”أسلوب النعمة“ قد علما آالفا من الناس كيف يسلمون أرواحهم في حِّ رز المسيح . كما أن كتاب باكستر ”الراعي المصلح“ كان بركة عظيمة لكثيرين من الذين يرغبون في انتعاش عمل هللا، وأيضا كتابه ”راحة القديسين األبدية“ كان له أثره العظيم في ارشاد نفوس كثيرة الى الراحة التي بقيت لشعب هللا. GC 283.1}{ وبعد ذلك بمئة سنة في اثناء الظلمة الروحية ظهر هوايتفيلد وابنا وسلي كحاملي مشعل النور من قبل هللا . فتحت حك م الكنيسة المعترف بها وصل شَعب انجلترا الى حالة من الركود الروحي قريبة الشبه بالوثنية . وكان الدين الطبيعي هو الدراسة المحببة لدى رجال االكليروس وقد شمل معظم تعاليمهم الالهوتية. وكان رجال الطبقات العالية يتهكمون على التقوى ويفخرون بانهم فوق متناول ما سم وه التعصب الديني . أما الطبقات الفقيرة فكان أفرادها في أحط دركات الجهل وصاروا صرعى الرذائل . أما الكنيسة فلم تكن لديها الشجاعة أو االيمان السناد قضية الحق الذي بدأ يهوي الى الحضيض. }{283.2 GC ان العقيدة العظيمة، عقيدة التبرير بااليمان التي علم بها لوثر بكل وضوح، كانت قد غابت تقريبا عن أنظار الناس وأذهانهم، وقد احتلت مكانها العقيدة البابوية، عقيدة االتكال على االعمال الصالحة للخالص . وكان هوايتفيلد وابنا وسلي، الذين كانوا أعضاء في الكنيسة المعترف بها، يطلبون رضى هللا بكل اخالص، وقد تعلموا أنهم يستطيعون الظفر بالرضى االلهي بواسطة حياة الفضيلة وحفظ فرائض الديانة. }{283.3 GC وعندما أصيب تشارلس وسلي بمرض وكان يتوقع قدوم الموت سئل على أي أساس بنى رجاءه للحصول على الحياة األبدية . فأجاب قائال: ”لقد بذلت قصاراي لكي أخدم هللا“. واذ تراءى له أن صديقه الذي طرح عليه ذلك السؤال لم يكفه ذلك الجواب قال تشارلس: ”ماذا أليست مساعيَّ التي بذلتها أساسا كافيا للرجاء ؟ وهل هو سيسلب مني تلك المساعي اذاً فلم يبق لي ما أتكل عليه بعد ذلك؟“ )٢٢٩(. هكذا كانت الظلمة الداجية التي سادت على الكنيسة وأخفت الكفارة، سالبة المسيح مجده، ومحوِّّلة عقول الناس بعيدا من رجائهم الوحيد في الخالص، أي دم الفادي المصلوب. }{283.4 GC ”كيف يتبرر االنسان عند هللا“ رأى وسلي وزمياله أن الدين الحقيقي مركزه القلب، وأن شريعة هللا تمتد الى االفكار كما الى األقوال واألعمال . واذ اقتنعوا بلزوم قداسة القلب كما بوجوب استقامة السلوك الخارجي عكفوا على أن يحيوا حياة جديدة بكل جد وعزم . وحاولوا بكل الجهود الجدية المصحوبة بالصالة أن يقمعوا شر القلب الطبيعي . فعاشوا حياة انكار الذات و المحبة واالتضاع، وكانوا بكل دقة وصرامة يراعون كل االجراءات التي ظنوا أنها قد تعينهم في الحصول على ما كانوا يتحرقون شوقا اليه، القداسة التي تظفر برضى هللا . ولكنهم لم ينالوا مطلبهم . وعبثاً حاولوا تحرير أنفسهم من دينونة 131
- Page 87 and 88: جذور التمرد 79 واذ ك
- Page 89 and 90: جذور التمرد هاجم في
- Page 91 and 92: جذور التمرد والمها
- Page 93 and 94: جذور التمرد 85 بكلمة
- Page 95 and 96: جذور التمرد 87 الفصل
- Page 97 and 98: جذور التمرد القلب،
- Page 99 and 100: جذور التمرد 91 وقد و
- Page 101 and 102: جذور التمرد أما الب
- Page 103 and 104: جذور التمرد المتعص
- Page 105 and 106: جذور التمرد 97 ان يع
- Page 107 and 108: جذور التمرد 99 يزورو
- Page 109 and 110: جذور التمرد الفصل ا
- Page 111 and 112: جذور التمرد 103 ا. ف
- Page 113 and 114: جذور التمرد 105 بعصر
- Page 115 and 116: جذور التمرد ” 107 ال
- Page 117 and 118: جذور التمرد الفصل ا
- Page 119 and 120: جذور التمرد 111 معا ف
- Page 121 and 122: جذور التمرد 113 وقد ش
- Page 123 and 124: جذور التمرد اشراق ا
- Page 125 and 126: جذور التمرد 117 وسط ا
- Page 127 and 128: جذور التمرد 119 على ع
- Page 129 and 130: جذور التمرد في كل ا
- Page 131 and 132: جذور التمرد 123 الفص
- Page 133 and 134: جذور التمرد المصلِ
- Page 135 and 136: جذور التمرد 127 الفص
- Page 137: جذور التمرد ان المب
- Page 141 and 142: جذور التمرد وعلى مد
- Page 143 and 144: جذور التمرد 135 كل قد
- Page 145 and 146: جذور التمرد تقنعهم
- Page 147 and 148: جذور التمرد 139 الجد
- Page 149 and 150: جذور التمرد . لقد اع
- Page 151 and 152: جذور التمرد وذلك في
- Page 153 and 154: جذور التمرد متدين ل
- Page 155 and 156: جذور التمرد وقد أرغ
- Page 157 and 158: جذور التمرد واالست
- Page 159 and 160: جذور التمرد 151 البح
- Page 161 and 162: جذور التمرد 153 وبعد
- Page 163 and 164: جذور التمرد ١٤ 155 ال
- Page 165 and 166: جذور التمرد عملية ف
- Page 167 and 168: جذور التمرد 159 كان ذ
- Page 169 and 170: جذور التمرد : ١ 161 هذ
- Page 171 and 172: جذور التمرد كان ينب
- Page 173 and 174: جذور التمرد برحمته.
- Page 175 and 176: جذور التمرد هذه اال
- Page 177 and 178: جذور التمرد ”من خ
- Page 179 and 180: جذور التمرد وكما دُ
- Page 181 and 182: جذور التمرد ١١ ستنت
- Page 183 and 184: جذور التمرد 175 فعند
- Page 185 and 186: جذور التمرد 177 الفص
- Page 187 and 188: جذور التمرد ١٥ : ٤ 179
<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />
ظهور تقدم االنجيل<br />
ومرة أخرى حدث حينئذ، كما في أيام الرسل، ان االضطهادات آلت الى تقدم االنجيل . ففي سجن كريه امتأل<br />
بالمجرمين الخلع اء استنشق جون بنيان عبير السماء، وهناك كتب روايته العجيبة التي فيها صور سفر السائح<br />
المسيحي من مدينة الهالك الى المدينة السماوية . وفي مدة تزيد على مئتي سنة ظل ذلك الصوت الخارج من سجن<br />
مدينة بدفورد يكلم قلوب الناس بقوة تهز المشاعر. ان كتابي يوحنا بني ان اللذين أسماهما ”سياحة المسيحي“<br />
”والنعمة المتفاضلة ألول الخطاة“ أرشادا أناسا كثيرين في طريق الحياة. }{282.2 GC<br />
ثم أن باكستر وقالفل وآلين وغيرهم من الرجال ذوي المواهب والعلم واالختبار المسيحي العميق وقفوا بكل<br />
شجاعة يدافعون عن االيمان المسلم مرة للقديسين .والعمل الذي قام به هؤالء الرجال المحرومون وطريدو القانون<br />
بأمر حكام هذا العالم ال يمكن أن يتالشى، فان كتابي فالفل ”نبع الحياة“ و ”أسلوب النعمة“ قد علما آالفا من الناس<br />
كيف يسلمون أرواحهم في حِّ رز المسيح . كما أن كتاب باكستر ”الراعي المصلح“ كان بركة عظيمة لكثيرين من<br />
الذين يرغبون في انتعاش عمل هللا، وأيضا كتابه ”راحة القديسين األبدية“ كان له أثره العظيم في ارشاد نفوس كثيرة<br />
الى الراحة التي بقيت لشعب هللا.<br />
GC 283.1}{<br />
وبعد ذلك بمئة سنة في اثناء الظلمة الروحية ظهر هوايتفيلد وابنا وسلي كحاملي مشعل النور من قبل هللا . فتحت<br />
حك م الكنيسة المعترف بها وصل شَعب انجلترا الى حالة من الركود الروحي قريبة الشبه بالوثنية . وكان الدين<br />
الطبيعي هو الدراسة المحببة لدى رجال االكليروس وقد شمل معظم تعاليمهم الالهوتية. وكان رجال الطبقات العالية<br />
يتهكمون على التقوى ويفخرون بانهم فوق متناول ما سم وه التعصب الديني . أما الطبقات الفقيرة فكان أفرادها في<br />
أحط دركات الجهل وصاروا صرعى الرذائل . أما الكنيسة فلم تكن لديها الشجاعة أو االيمان السناد قضية الحق الذي<br />
بدأ يهوي الى الحضيض. }{283.2 GC<br />
ان العقيدة العظيمة، عقيدة التبرير بااليمان التي علم بها لوثر بكل وضوح، كانت قد غابت تقريبا عن أنظار الناس<br />
وأذهانهم، وقد احتلت مكانها العقيدة البابوية، عقيدة االتكال على االعمال الصالحة للخالص . وكان هوايتفيلد وابنا<br />
وسلي، الذين كانوا أعضاء في الكنيسة المعترف بها، يطلبون رضى هللا بكل اخالص، وقد تعلموا أنهم يستطيعون<br />
الظفر بالرضى االلهي بواسطة حياة الفضيلة وحفظ فرائض الديانة. }{283.3 GC<br />
وعندما أصيب تشارلس وسلي بمرض وكان يتوقع قدوم الموت سئل على أي أساس بنى رجاءه للحصول على<br />
الحياة األبدية . فأجاب قائال: ”لقد بذلت قصاراي لكي أخدم هللا“. واذ تراءى له أن صديقه الذي طرح عليه ذلك<br />
السؤال لم يكفه ذلك الجواب قال تشارلس: ”ماذا أليست مساعيَّ التي بذلتها أساسا كافيا للرجاء ؟ وهل هو سيسلب<br />
مني تلك المساعي اذاً فلم يبق لي ما أتكل عليه بعد ذلك؟“ )٢٢٩(. هكذا كانت الظلمة الداجية التي سادت على<br />
الكنيسة وأخفت الكفارة، سالبة المسيح مجده، ومحوِّّلة عقول الناس بعيدا من رجائهم الوحيد في الخالص، أي دم<br />
الفادي المصلوب. }{283.4 GC<br />
”كيف يتبرر االنسان عند هللا“<br />
رأى وسلي وزمياله أن الدين الحقيقي مركزه القلب، وأن شريعة هللا تمتد الى االفكار كما الى األقوال واألعمال .<br />
واذ اقتنعوا بلزوم قداسة القلب كما بوجوب استقامة السلوك الخارجي عكفوا على أن يحيوا حياة جديدة بكل جد وعزم<br />
. وحاولوا بكل الجهود الجدية المصحوبة بالصالة أن يقمعوا شر القلب الطبيعي . فعاشوا حياة انكار الذات و المحبة<br />
واالتضاع، وكانوا بكل دقة وصرامة يراعون كل االجراءات التي ظنوا أنها قد تعينهم في الحصول على ما كانوا<br />
يتحرقون شوقا اليه، القداسة التي تظفر برضى هللا . ولكنهم لم ينالوا مطلبهم . وعبثاً حاولوا تحرير أنفسهم من دينونة<br />
131